السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا المجلس الثالث بشرح الكتاب الخامس من برنامج اليوم الواحد التاسع وهو القارئ على ثلاثيات البخاري في العلامة علي القاري رحمه الله تعالى. وقد انتهى بنا البيان الى الحديث الحادي عشر في الصفحة التاسعة والخمسين بعد المئتين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. قال المصنف رحمه الله في الحادي عشر قال البخاري حدثنا المكي ابن ابراهيم كان يقال حدثنا يزيد ابن ابي عبيد عن سلامة اي ابن الاكوع كما في نسخة قال اي سلامة بايعت النبي النبي صلى الله عليه وسلم اي بيعة تحت الشجرة بالحديبية ثم عدلت الى ظل الشجرة اي المعهودة ولابي ذر الى ظل شجرة كذا ذكره الشامخ. وقال الشارف يا غلي شجرة فقال اي شجرة اخرى هنالك ولم يذكر سوى ذلك؟ وهو الموافق للمسخر المصححة. فلما خف الناس ايقظوا بان تفرقوا من حوله عليه السلام بعد ان بايعوه ووقع نظره الاشرف عليه فظن انه لم يقع لم يقع المبايعة منه. بحضرته لازدحام الخلق وكثرته. فحين قال ان بلوس عليه السلام يا ابن الاكوع لا تبايع. قال ايس لما كنت قد بايعت يا رسول الله. اي في اول الامر. قال وايضا اي وبايع مرة اخرى وما هي الا من كمال العناية لا لعدم استحكامه في المبايعة. فبايعته الثانية اي البيعة الثانية او المرة الثانية. وفيه دليل على اعادة لفظ النكاح وغيره ليس فسخا للعقد الاول خلافا لبعض الشافعية كما ذكره ابن الميم. وقال العلماء الحكمة في تكرار البيعة ابن سلمة انه كان في الحرب فاكد عليه احتياطا او لانه كان يقاتل مثل الفارس والراجل كما يفهم من الحديث الذي بعده. فتعدد البيعة بحسب تعدد الصفة. لان اعتبره رجلين ولذا اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كغزوة سهم الراجحي والفارس كما وقع في بعض طرق الحديث الاتي والله اعلم كما ذكره الشارع لكن تعقب العسقلاني هذا الكلام حيث نقله عن المهلب فيما ذكره فيما ذكر ابن بطال انه اراد صلى الله عليه وسلم ان ان تؤكد بيعة سلمة لعلمه بشجاعته وعنايته في الاسلام وشهرته في الثبات للنار. ولذلك امره بتكرار ليكون له في ذلك فضيلة. ثم قال العسقلاني هو الذي اشار اليه ابن مضال من حال سلمة للشجاعة وغيرها. لم يكن ظهر بعد لانه انما وقع منه بعد ذلك غزوته خرج اي استنقذ السرح الذي كان المشركون غاروا عليه. فالسلب ثيابهم وكان اخر امره انه اسهم له سهم الفارس والراجح الاولى فالاولى ان يقال تفرس به النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فبايعه مرتين واشار بذلك الى الى انه سيقوم في الحوض مقام رجلين فكان كذلك والله اعلم مما هنالك. فقلت له اي لسلمة وقائله يزيده ابي عبيد يا ابا مسلم وهي كنية سلمة. على اي تبايعون يومئذ اي يوم الحديب. قال على الموت اي كنا نبايع على ان لا نفر ولو متنا. والمعنى على الثبات من الموت. والمقصود منه الصبر على قتال وان ال ذلك الى الموت في المآل. لان الموت مقصود في نفس الامر. لا ان الموت مقصود في نفس الامر وضيق الحال وقضية الحديب مشهورة وقصتها في كتب السير مستورة. اخرجه اي البخاري في كتاب الجهاد اي في باب البيعة بالحرب. كما في نسخة والله تعالى اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ايضاح معاني الحديث الحادي عشر من الاحاديث الثلاثية عند البخاري وذكر في مبتدأه ما وقع من اختلاف نسخ البخاري في قول سلمة ثم عدلت الى ظل الشجرة هل هو باثبات الالف واللام؟ فتكون للعهد اي الشجرة المعهودة التي وقعت عند البيعة او هو بدون الدالة على التعريف كما وقع في رواية ابي ذر الى ظل شجرة وحينئذ لا تكون شجرة معروفة عندهم. والاشهر في نسخ البخاري هو الثاني الى ظل شجرة ثم ذكر بعد ذلك وجه ما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم من تكرار بيعته هل هو لكونه فعله احتياط؟ هل لكونه كان مقداما فعله النبي صلى الله عليه وسلم احتياطا او لانه كان يقاتل قتال الفارس والراجل او لان النبي صلى الله عليه وسلم تفرس فيه ذلك فهذه ثلاثة اقوال ورجح ابن حجر ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه بايعتين تفرسا فيه انه سيقوم مقام رجلين في الحرب فكان الامر كذلك كما سيأتي في الحديث الثاني التالي من رده ابل النبي صلى الله عليه وسلم لما اغرت عليها غطفان فزاره والقول كذلك بانه فعله لانه قد علم قدره من الشجاعة وانه يقاتل مقام من قبل ممكن فانما ذكره ابن حجر من ان شجاعته لم تكن عرفت حينئذ فيه نظر لانه ربما يكونوا قد عرف بها لكن لم ينقل من افعاله الينا ما يدل على ذلك. والاصل ان الرجل الشجاع يكون شجاعا في كل حال فلم تكن ناشئة حالا ناشئة لسلمة بعد ان لم تكن فكل هذه الاقوال التي ذكرت في الاحتمالات في تكرار البيعة ممكنة واحسنها ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم كرر بيعته اظهارا فضيلته فان تكرار البيعة تأكيد لها. والتأكيد فيه بيان الاحتياج الى مثله. لشجاعته واقدامه هذا احسن الوجوه التي يقتضيها النظر والاثر. وفي ضمن ذلك ذكر المصنف قبل ان في الحديث دلالة ان في الحديث دليلا على ان اعادة لفظ النكاح وغيره ليس فسخا للعقد الاول. خلافا لبعض الشافعية كما ذكره ابن المنير. فان بعض يقولون ان العقد اذا اعيد بعد عقده كان فسخا للاول واحداثا لعقد جديد. والصحيح انه ليس فسخا له بل هو تأكيد لذلك العهد المتقدم. ثم ذكر معنى البيعة على الموت. وان المقصود البيعة على الصبر في الحرب والقتال ولو ادى ذلك الى موت المقاتل لا ان الموت مقصود في نفس الامر وضيق الحال الموت مقصودا لناديه وانما المقصود هو الثبات على الجهاد. ثم ذكر المصنف ان قصة الحديبية مشهورة وقصتها بكتب السير مستورة والحديبية بالتشديد والتخفيف. فيقال الحديبية والحديبية والتسبيح افصح والتخفيف اشهر. نعم. ثم قال رحمه الله الثاني عشر قال البخاري وحدثنا ابراهيم اذا قال اي سلمة خرجت من المدينة قال العسقلاني وفي رواية خرجنا قبل ان ان يؤذن بالانملة يعني صلاة الصبح ويدل قوله في رواية مسلم انه تبعهم من الغرس الى غروب الشمس اي ذاهبة حال كونه متوجها نحو الغابة بالغير المعجمة وبعد الالف موحدة وهو على دليل من المدينة في طريق الشام. وفي النهاية هي موضع قريب من المدينة في عواريها وبها موال لاهلها. حتى اذا كنت حتى اذا اذا كنت بثنية الغابة فالثنية هي كالعقبة للجبل ويطلق على الرابية والاكمال. حتى اذا وصلت حتى اذا وصلت ثنية هذه القيم غلام عبد الرحمن ابن عوف قال في الفتح لم اقف على اسمه ويحتمل ان يكون رباحا غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما في رواية مسلم قدمنا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع غلامه رباحا وكانه كان ملك احدهما وكان يخدم الاخر منهما فنسب تارة الى هذا وتارة الى هذا قلت اي له ويحك؟ قال الشارحين ويل لك والهلاك لاحق بك انتهى وهو غير مناسب كما فالاولى ان يقال هي كلمة توجع وترحم. تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها وهي منصوبة على البصر كما في النهاية. بدليل قوله ما بك اي شيء نزل بك مما اوقع الهم لك؟ قال اخذت بصيغة المجهول للتأنيث ولابي ذر عن الحموي والمستملي اخذ لقاح النبي صلى الله عليه وسلم بكسر اللام بعدها قاف وفي اخره حاء مهملة. واحدها ركحة بكسر لام وفتحها ايضا. وقيل لقوح وهي الحلو في بعض الروايات انها كانت عشرين نطحة ترعى بالغابة. وكان من جملة رعاتها ولد ابي ذر الفار وامرأته. فاغار المشركون عليهم فقتلوا الرجل واسروا قلت من اخذها؟ قال غطفان. بفتح الغين بفتح الغين المعجبة والطاء المهملة بعدها فاء واخر ذنوب. قبيلة كبيرة وفزارة بفتح الفاء والزاي بطن من غطفان فهو من خبير عطف الخاص على العام. فصرخت اي فصحت بصوت عال فلا نفع نف نفحات اي اصوات اسمعت ما بين نابتيها ان لابت حراء ارض ذات حجارة سود وهما حرتان تكتنفان والمعنى اسمعت من في طرفيها وجانبيها والمراد من فيها باسرها يا صباح منادى مستغاث قلها للسبت والالف للاستغاثة كأنه نادى الناس استغاثة به في وقت الصباح يا صباح كرره للتأكيد وقيل معناه يا غارة لانها تكون في الصبح غالبا وفيه اشعار بانه كان واسع الصوت جدا ويحتمل ان يكون ذلك من خوارق العادة. وعند مسلم فعلوت حكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثا يا صباحاه وعند الطبرانيون وعند الطبراني فصعدتهم في سبع فقلت يا صباحاه فانتهى صياحي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي في الناس الفزع الفزع ثم اندفعت اي اسرعت في السير وفي رواية على وجهي اي لم التفت يمينا ولا شمالا بالاسراف الجارية في جهة وجهي وتوجهت اليهم بكل وكان شديد العدو على اثر العدو حتى القاهم. وفي رواية حتى ادركتهم وكانه قصد في رواية اولى استغفار الحالة الماضية قد اخذوها يعني من الراحة والجملة حاليا. فجعلت اي شرعت وطفقت وفي رواية فاقبلت ارميهم اي بالسهام. وفي روايتهم فجعلت ابني بنفسي وهو بفتح النور وسكون موحدة السهم العربي. واقول انا ابن الاكوع يوقف عليه بالسكون مراعاة للسجن وكذا لقوله واليوم يمر الضع بضم الراء وتشديد الضاد المعدمة المفتوحة جمع راضع. وهو البخيل اللئيم فمعناه خذ الرمية من الكرام واليوم يوم هلاك اللئام وارتفاع اليوم الاول عن الابتداء. والثاني على الخبر ويجوز نصب الاول على الطرف على ان اليوم بمعنى الوقت والحين. كما حكى سيبويه الناس من العرب عن ناس من العرب ثم اعلم ان العرب يكنون على البخل واللقم بالرضاء والمص وسبب ذلك ان شخصا كان شديد البخل فكان اذا اراد حلب ناقته ارتظع من ثديها لئلا يحلبها لئلا يحلبها فيسمع جيرانه او من يمر به صوت الحلب فيطلبون منه اللبن وقيل من صنع ذلك لئلا يتبدد من اللبن شيء اذا حلب في الميناء او يبقى في الاناء شيء اذا شربه منه فقالوا في المثل الامن بالراضع بالمعنى المثل انه افضل اللبن منها احسن الله اليكم. انه ارضع اللغة من ثدي امه وقيل المراد من يمس طرف الخلال اذا خل الاسنان وقيل هو الراعي الذي لا يستجلب محلبا فاذا يعني لا يحضر محلبا المحلب انية التي يحلب فيها. نعم. وقيل هو الراعي الذي لا يستجلب محلب يستجلب محلبه. فاذا جاء الضيف اعتذر بان لا محلب معك واذا اراد ان يشرب ارتفع وقيل المراد اليوم يعرف من ارضعته كريمة فانجبته او لئيمة فانجبته. وقيل معناه اليوم اليوم يعرف من الحق من صغره وتدرب بها من كبريه وقيل معناه هذا يوم شديد عليكم تفارق فيه المرضعة من ارضعته فلا تجد من ترضعه وكأنه من قوله يوم ترونها تذهل كل مبدعة عما اوضعت. وعند مسلم فاقبلته ارميهم بالنمل وارتجس. وفيه ايضا فالحق رجلا منهم فالحق رجلا منهم فاصبه سهما في رجلي. فيخبث السهم الى كعب فما زلت ارميهم واعقل بهم. فاذا رجع الي فارس اتيت شجرة فجلست في اصلها فرميته فعقرت به. فاذا تضايق الجمل فدخلوا في مضايقه علوت الجبل فرميت بالحجارة. وعند ابني اسحاق وكان مثل الاسد فاذا حملت عليه الخيل فر ثم عارضهم بما نضحها فنضحها عنه باللبن. فاستنقذتها بالقاف المعجبة اني استخلصت اللقاح منهم اي من غضبان وهزارى وفي رواية للبخاري حتى استنبط كل قاح منهم واستبلت منهم ثلاثين بردة. قال الشارخ وفي رواية اهل السير والمغازل واستلفت منهم ثلاثين ضحى انتهى. وكأنه غفل عنه راية المسلمين فما زلت كذلك حتى ما خلق الله من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفته وراء ظهري ثم اتبعتهم ارميهم حتى القوا اكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يتخففون بها قبل يشرب اي من لبن تلك اللقاح من الماء القراح فاقبلت بها اي اللقاح اسوقها حال كوني ادفعها من ورائها فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح فاقبلت بها ليس فاقلبت بها. مكتوب عندكم ايش؟ فاقربت هذا قلب فاقبلت به نعم احسن الله اليكم فاقبلت بها اي باللقاح اسوقها اي حال كوني ادفعها من ورائها. فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم اي وكان قد خرج عليه السلام اليهم غداة في الحديث مقنعا في خمس مئة وقيل سبع مئة بعد ان جاء الصليب بعد ان جاء الصديق ونودي يا خير الله اركبي وعقد ابن عمه وقال لهم حتى يلحقك الخيل. وانا على اثري وقع في بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم لما سمع قوله يا صباح يا ونودي في الناس الفزع الفزع. فامر اصحابه ان يخرجوا معه ان يخرجوا معه الى قتال الغازين. فخرج في خمس مئة راكب فلقيه سلامة في فلقيه سلامة في اثناء الطريق بعد استيقاظه اللقاح منه. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم على ما في ذلك الوادي يقال له ذو قرد. بفتح القاضي اي بعدها دار مهملة وهو مما يري بلال غضبان على نحو البريد وقيل على مسافة يوم وليلة. فقلت يا رسول الله ان القوم يعني لطفنا قاسم بكسر اوله واني اعددته وان طلبته مواجهته من العجلة ان يشربه مفعول له اي كراهة شربهم سقيهم بكسر وشكون القاطع حظ من الشرب وهو مفعول به وفي نسخة واني اعددت قبل ان يشربوا سقيهم وفي نسخة بفتح السين اي سقيهم. فابعث في اثرهم بفتحتين وفي في السكون اي ارسل جماعة في عقبهم وعند ابن سعد قال سلمة فلو بعثني في مائة رجل استنقذت ما بينه من السرح واخذت باعناق القوم ابعثني معهم في اثارهم يقتلهم واخذهم اسرى من ديارهم. فقال اي النبي اي النبي عليه السلام يا ابن الاكوع ملكت وفي نسخة اذا ملكت ان قدرت عليهم فاستعبدتهم وهم في الاصل احرار فاسكح بهمزة بهمزة قطع وكسر جيم وسكون حاء مهملة. اي انفق بهم ولا بالشدة لهم وهذا لكونه رحمة للعالمين. ولتوقع ايمانهم اصل الشجاعة السكونة والسماحة والاستياح احسان العفو وهذا مثل للعرب. ان القوم يقضون بضم الياء وفتح الراء مضارع مضارع يقرأون بفتح الياء وضم الراء. اي يضافون في قومهم وعند المشتريان من قومهم وعند الخشميان كشمير هني. وعند الكشمي هني من قومهم ولمسلم انهم الان ليقرون في ارض لطفان. والمعنى انهم وصلوا الى بلاد قومهم ونزلوا عليهم فهم الان يذبحون لهم ويطعمونهم فلا فائدة للبعث في اثرهم لانهم لحقوا باصحابهم وتقووا باقوامهم وزاد ابن سعد فجاء رجل قططان فقال مروا على فقال مروا على فلان وغطفاني تناحر لهم جزورا فلما اخذوا يكشطون جلدها واو غبرة فتركوها فخرجوا هربوا الحديث وفيه معجزة حيث اخبر النبي عليه السلام بذلك. فكان كما قال هنالك وفي رواية للبخاري في طريق حاتم اسماعيل ابن يزيد عن سلمة قال ثم رجعنا الى المدينة واردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته. حتى دخلنا المدينة. وفي رواية غيره واعطاني سهم الفارس والراجح اي مما مما اخذت من كفار غضفان من المرور والرماح. وفي رواية فلما دنونا نادى رجل الا رجل سابق معي على على الرجل اذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اسابق معه فاذن لي فنزلت عن الدابة فسابقته فسبقته. فقال صلى الله عليه وسلم خير فرساننا اليوم ابو قتادة وخير رجالتنا سلمة. وانما قال في حق ابي قتادة الاقصدي هذا لانه اول من بارز الكفار من الفرسان في هذه الغزوة وقتل عظيما من عظمائهم فهربوا لذلك هذا وفي بعض المسلمين البخاري يقرون بضم الراء مع فتح اوله اي ارفق بهم الوفود. اي رفق بهم فانهم يضيفون فانهم يضيفون الاضياف. فرعى صلى الله عليه وسلم ذلك لهم برجاء توبتهم وانابتهم. ولابي ذر عن الحموي يقر يقرون بفتح اوله وكسر القاف وتشديد الراء. اي يثبتون يثبت اي يثبتون في محلهم. وليس وقت وليس وقت الحوض مع كلهم. اخرجه اي البخاري فيه اي في كتاب الجهاد ايضا كما سبق اي كما سبق. وهو في باب من رأى العدل وفنادى به عليه صوت باعلى صوته يا صباح وليس وقت الحرب مع كلهم يعني مع تعبهم لا كلهم. اي اي يثبتون في محلهم وليس وقت الحرب مع كلهم يعني مع تعبهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة معاني الحديث الثاني عشر من الاحاديث الثلاثية في قصة سلمة ابن الاكوع مع غطفان وفزارة لما على ابن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت في جهة يقال لها الغابة تسرح فيها بهائم اهل المدينة من الابل وغيرها. فاغاروا على ابن النبي صلى الله عليه وسلم ساقوها بين ايديهم. وكان المخبر سلمة رضي الله عنه غلام لعبد الرحمن ابن عوف ووقع في مسلم ذكر ان الذي كان مع الابل من الغضمان هو رباح غلام النبي صلى الله عليه وسلم وجهه الحافظ بانه اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم تارة والى عبدالرحمن تارة اخرى لكونه ملكا لاحدهما وكان يخدم الاخر منهما. والاظهر والله اعلم انه لا يتنافى من وجود غلامين مع الابل اما احدهما فرباه الذي كان معها واما الاخر فهو غلام عبدالرحمن بن عوف الذي اخبر سلمة الخبر فلما رآه سلمة قال له ويحك فانه رأى منه ما راعه وظهرت عليه اثار الخوف بادية فلما رأى سلمة عليه تلك العلامات قال له ويحك وهذه الكلمة عند العرب موضوعة الدلالة على التهديد والوعيد. وهي هنا في غير حقيقتها. فلا حاجة الى ما تكلفه السارح من انها كلمة توجع وترحم لان المقالة مقام لا يحتمل تهديدا ووعيدا وفيه نظر بل هي للتهديد والوعيد لكن سلامة لم يقصد ترويعه وانما قصد اخراج جلية الخبر منه فكأنه باستخراج الخبر منه بقوله له ويحك ليدعوه الى اخباره بالخبر الذي دعاه الى ما رآه عليه من علامات الخوف وسبق فيما سلف ان ويح لها اخوات اربع هي بوزنها ومعناها هن انها ويل وويح وويك وويب وويس فهي خمس كلمات وزنا ومعنى كما ذكره من صاحب في كتاب كما ذكره ابن خالوين في كتاب ليس واشرت الى ضبطها بقول ويل وويح ثم ويك ويس الفطر الثاني ويب لتهديد تقال الخمس. ويب بالباء لتهديد تقال الخمس فاخبره هذا الغلام الخبر وقال اخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم يعني ابله جمع لقحة بكسر اللام فتحها وهي الناقة الحلوب التي تحلب ثم سأله من اخذها فقال غطفان وفزارة وفزارة بطن من غطفان لكنه افرد بالذكر لكثرته فهو من عطف الخاص على عام لاجل هذا المعنى فصرخ سلمة ثلاث صرخات قال اسمعت ما بين لابتيها يعني ما بين حرتيها فان المدينة بين حرتين هما الحرة الشرقية والحرة الغربية فنادى نداء شديدا اسمع كان بين الحرتين وقال يا صباحاه وهو نداء على وجه الاستغاثة على ما بينه المصنف وكرره للتأكيد وقال يا صباحاه يا صباحاه. وقع عند مسلم انه قالها ثلاثا ومن عادات العرب وهي التي وقعت السنة النبوية وفقها تكرير الكلام ثلاثا لتأكيده. فان والسبع من الاعداد المعظمة عند العرب. وهم في طرائقهم يكررون الكلام ثلاثا وهو الذي وقع من سلمة كما في الرواية التي عند مسلم في صحيحه قال سلمة ثم اندفعت قال الشارح اي اسرعت في السير الى جهة الابل التي اخذت فاسرع الى جهتها ابتغاء ادراكهم ثم ذكر من حال سلمة انه شرع يرميهم بالسهام كما قال فجعلت اي شرعتم وطبقت وفي رواية فاقبلت ارميهم بالسهام. وفي رواية للبخاري بنبلي. والنبل اسم للسهام ثم ذكر انه كان يقول انا ابن الاكوع واليوم يوم الرضع على السكون في اخر كل جملة منهما مراعاة للسجع. فان موافقة الجملتين بما يحصل به السجع ملاحظة عند اهل العربية فلو حرك بالحكم الاعرابي لتغير بناء الكلمة لكن جعل على السكون ليتم سجعها. ثم بين رحمه الله تعالى وجه قوله واليوم يوم الرضع وذكر في ذلك وجوها متعددة انه جمع راضع وهو البخيل اللئيم ثم ذكر وجه ذلك فيما جاء من الاخبار عن العرب في وقيل ان معناه اليوم يعرف من ارظعته الحرب من صغر وتدرب بها من كبره وقيل يراد اليوم يعرف من ارظعته سليمة فانجبته او لئيمة فانجبته. الى اخر ما ذكر ويقال ايظا ان الرضع من لا يبالي به لصغره فلعله قال واليوم يوم الرضع يعني من لا قيمة له في الحرب فان الرضيع لا قيمة له في الحرب فان المرأة تكون لها قيمة والشيخ الكبير تكون له قيمة. واما الرظيع فانه لا قيمة له في الحرب. وهذا رجل حسنا تعرفه العرب في لسانها فان الناس الى اليوم يقولون فلان الرضيع على قصد عدم المبالاة به وانه ليس ممن يقوم وقام الرجال وهذا معنى حسن وهو اشبه بالقرب من هذا المراد. ثم ذكر ما اتفق من حال سلمة انه اقبل يرميهم بالنبل ويرتجز في لقائهم فكان ينشد الشعر يحمل على نفسه في الاشتداد في ابتغائهم ويصبره ذلك ويسليه حتى استنقذها رضي الله عنه منهم فاستلب مع ذلك ثلاثين بردة لانهم لما لحقهم سلمة جعلوا يتخففون من الاثقال التي معهم فالقوا ما عليهم من البرد وشيئا من الرماح والدروع كان مما اخذه منهم سلمة سلبا وقع في الرواية الاخرى واستلمتم منهم ثلاثين رمحا فهم تركوا رماحا وبغودا وراءهم ابتغاء التخفف ثم رجع يسوق الابل الى النبي صلى الله عليه وسلم. وروي من وجه لا يثبت انه لقي النبي صلى الله عليه وسلم وقد خرج في الحديث مقنعا يعني مغطى بالحديث قد لبس الة الحرب الكاملة وهذا روي من وجه لا يثبت ثم ذكر انه وقع في بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم لما سمع قوله يا صباحاه ونودي في الناس الفزع الفزع فامر اصحابه ان يخرجوا معه الى قتال الغازين الى اخر ذلك. فهذه عند الطبراني في الكبير باسناد لا يثبت ويجوز الفزع الفزع بالضم ويجوز الفزع الفزع بالنصب على الاغراء اي اخرجوا فازعين في طلب هؤلاء الغازين ثم ذكر قوله ان القوم عطاش واني اعجلتهم سقيهم فبين معنى سقيهم انه حظهم من الشرب فمنعهم ان يشربوا او ان يستقوا ابلهم وخيلهم ورغب الى النبي صلى الله عليه وسلم ان يبعث اثرهم ان يبعث ورائهم من يطلبهم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن الاكوع ملكت فاسدح يعني فسامح واعفو وهذا من امثال العرب التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم. ثم علل النبي صلى الله عليه وسلم ما امر به سلمة من العفو بقوله ان القوم يقرون في قومهم. اي تجعل لهم ضيافة في فقد بلغوا قومهم ورجعوا اليهم وهم يقرون في مظارب قومهم وفي ذلك علم من اعلامي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. فاخبره الله عز وجل بوحيه منتهى القوم. ثم ذكر ما وقع في اخر القصة من خبر المسابقة بين سلمة وبين رجل وان سلمة سبقه الى المدينة فقال النبي صلى الله الله عليه وسلم خير فرسان اليوم ابو قتادة وخير يعني خير مشاة. فالرجالة اسم للمحاربين المشاة وانما قال في حق ابي قتادة ما قال لانه من اول من ادرك فرسان المشركين وقتل رجلا منهم ثم ذكر رحمه الله تعالى انه وقع في بعض نسخ البخاري يقرون بضم الراء وفتح اوله بضم الراء مع فتح اوله ايرفظ بهم فانهم يضيفون الاضياف. وذكر ان في رواية اخرى عند البخاري انهم يقرون بفتح اوله يعني قد بلغوا منازل بلادهم فهم ثابتون في محلاتهم واشهر الروايات هي الرواية الاولى يقرون اي يضيفون وتصنع لهم الضيافة في بلادهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث عشر قال البخاري وحدثنا عصام خالد بكسر العين ثم لا. ابو اسحاق الحظرمي الحمسي صدوق وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وهو من صغار الاتباع يروي عنه البخاري وليس له رواية في باقي الكتب الستة. قال في التقريب مات سنة اربع عشرة ومائتين على الصحيح وهذا طريق ثالث للبخاري في الثلاثية وجميع رواته لم يتقدم لهم ذكر. ثنائي قال عصام حدثنا حديث ابن عثمان بفتح الحاء المهملة وكسر الراء واخره زاهي. واما ما في بعض من صاحب الجيم والرأي وفي بعضها بضم المهملة وفتح الراء وفي اخره مصحفا وهو اي من صغار التابعين ابو عثمان رحب بفتحتين. بطن من حمير قبيلة من اليمن قال في التقريب ثقة ثبت مات سنة ثلاث وستين ومئة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة. وقال في جامع الاصول وكان فيه تحامم على علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال الشارخ روي بالنصحية انه خارجي. واذا لم يخرج له ولذا لم يخرج له مسلم شيئا في صحيحه. وقيل نالوا منه في الاخر تاب منه في الاخرة ولعل البخاري صح عنده توبته واذا خرج له هذا الحديث حرصا على طلب السنن وليس له في صحيحه سوى هذا الحديث وحديث اخر وروى له اصحاب السنن الاربعة والله العاصي انتهى. ولا يخفى من المحدثين يرون عن اهل البدعة من الخوارج والرافضة اذا كانوا من اهل الضبط والديانة كما هو مقرر في محله من علم الاصول فلا يحتاج الى تقييد رواية البخاري بكونها بعد صحة التوبة انه اي حريص سأل عبد الله ابن مسعود بضم الموحدة والشبه السين المهملة واخرها وما ذكره النووي في الاذكار ابن ابي مسلم صحابي صغير له احاديث روى له الجماعة في كتبهم لابيه صحبة صحبة ايضا. قيل ولامه ولاخيه عطية ولاخته الصماء سخنة ايضا. وله ذكر في مسلم بلا رواية ورأى وله النسائي حديثا واحدة مات عبد الله سنة ثمان وثمانين وله مائة وله مائة سنة وهو اخر من مات بالشام من الصحابة على على قول الصحيح ويقال له ابو صفوان السلمي المازني الشامي وقيل انزل بالشامي ومات بحمص بحمص فجأة وهو يتوضأ وكان صلى الى القبلتين فيما قيل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم لعل تخصيص ذكره بهذه الصفة لقلة ورود مغوياته في الصحيح فعرفه بها لئلا يشتبه السامع او عبدالله بن مسلم متعدد في الصحابة والتابعين. فصرح به الا يظن ان الحديث مرسل والله اعلم. ذكر الشارح رحمه الله تعالى في هذه الجملة نبذة مما يتعلق ببيان القوات الحديث الثالثة عشر من احاديث الثلاثيات عند البخاري وكان مما قال فيه قوله وهذا طريق ثالث للبخاري في الثلاثيات. وجميع رواته لم يتقدم لهم ذكر لان الذي تقدم هو من رواية البخاري عن شيخه المكي ابن ابراهيم عن يزيد ابن ابي عبيد عن سلمة او من رواية البخاري عن شيخه ابي عاصم النبيل وهو الضحاك بن مخلد عن يزيد ابن ابي عبيد عن سلمة ابن الاكوع واما هذا الاسناد ليس من هذا ولا ذاك بل هو من رواية عصام بن خالد عن حريز ابن عثمان عن عبد الله ابن بشرى رضي الله عنه وذكر المصنف رحمه الله تعالى ان حريص بفتح الحاء المهملة وكسر الراء واخره زائد وهو الصواب وما عدا ذلك مما وقع في بعض النسخ فانه تصحيف وهو رحابي بفتحتين بطن من حمير فان النسبة الى بالتحريك. فيقال الرحبي. واما النسبة الى الموضع الرحبة. فيقال بالسكون الرحب ثم ذكر بعد ذلك ما جاء في ترجمة حديث مما ذكره الشارق والشارح اذا المصنف هو حميد السندي شارح ثلاثيات كما اشار اليه في موضع. واما ناشر الكتاب فثارة يجعل هذا الكلام منسوبا للكلمات وتارة يجعله منسوبا لابن حجر وتارة للقسط اللاني بحسب ما يجد من كلامهم. وليس ذلك مراد القارئ وانما مراده حميد السندي فانه يتعقبه كثيرا فنقل عنه انه رمي بالنصب اي وفسره بقوله اي بانه خارجي وليس كذلك ان النصب مذهب سوى مذهب الخوارج وبينهما اشتراك. فان الناصب هم الذين يناصبون ال النبي صلى الله عليه وسلم العداء واكثرهم في بني امية في الزمن الاول بما كان من الخصومة بين بني امية وبني العباس رحمهم الله تعالى جميعا وعفا عنهم. واما مذهب الخوارج فغير هذا المذهب. فربما وجد فيهم تكفير لكن لا على قصد معاداة ال البيت اصالة وانما بالتبع بالكلام في الصحابة بعد حدوث الحكومة في مقتل عثمان رضي الله عنه بين علي بن ابي طالب وبين معاوية ابن ابي سفيان على ما هو مبين في محله في ولكن ثم ذكر ان المحدثين يغون عن اهل البدعة من الخوارج الرافضة اذا كانوا من اهل الضبط والديانة. والمتقرر عند جمهورهم ان الرواية عن صاحب البدعة الثقة جائزة بشرطين. احدهما ان لا يكون داعية اليها والثاني الا يكون في مرويه ما يروي بدعته الا يكون في مرويه ما يقوي بدعته. وذهب بعض اهل العلم الى اشتراط الضبط الثقة فيه دون غيره. وفي ذلك قوة لان مدار الرواية هي على الظبط والثقة. ما لم تفضي تلك البدعة الى القدح في عدالته. فاذا اخلت بعدالته فذلك الشأن شأن اخر. وقد خرج البخاري في حديثهما لجماعة من الخوارج والشيعة كعمران ابن حطان وعلي بن ثابت ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من اخبار عبدالله بن موسى رضي الله عنه انه اخر من مات بالشام من الصحابة على او على الصحيح فانه قيل انه عبد الله ابن بسر وقيل ابو امامة الباهلي والاظهر انه عبد ابن بسر رضي الله عنه وقوله هنا صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى وجوها لتخصيصه بذكر هذه الصفة فقال لعل تخصيص ذكره بهذه الصفة لقلة ورود مروياته الصحيح يعني عبد الله ابن بسر فعرفه لان بها لئلا يشتبه امره او عبد الله ابن موسى متعدد في الصحابة فصرح به لان لا يظن ان الحديث مرسل. والاظهر ان حريزا لما ذكره وصفه بذلك للاعلام بانه ادرك احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله ابن بشر فاراد حريصا ان ينبه الى ادراكه الى رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله ابن بسر ولم يدرك غيره. ومن اللطائف العلمية التي تقال تستفاد ان هذه الجملة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى يمكن ان يفجر فيها منها الانسان علوما متعددة. فمثلا قوله صحابي يستفاد منها ان عبد الله ابن بصر صحابي ام تابعي؟ صحابي وقوله صغير يستفاد منها انه من صغار الصحابة. وقوله له احاديث يستفاد منها انه من ايش المقلين وليس من المكثرين. وقوله له روى له الجماعة في كتبهم يستفاد منها انه من رواد الستة جميعا وقوله ولابيه مصر صحبة ايضا استفادوا منها انه صحابي ابن صحابي فيدخل في من كان صحابيا وابوه صحابي وهؤلاء قلة. وقوله قيل ولامه ولاخيه عطية ولاختته اخته الصماء صحبة ايضا يستفاد منه بيوت الصحابة لان هؤلاء اهل بيت واحد كلهم صحابة. فهو وابوه واخته واخوه كلهم صحابة وقوله وله ذكر في مسلم بلا رواية يستفاد منه انه ليس من رواة مسلم الذين اخرج حديثهم وانما لهم ذكر في الصحيح. ومن له ذكر لا يكون راوية وانما يدخل على وجه التغريب عند بعض اهل العلم والحافظ ابن حجر تارة يدخلهم في التقريب وتارة يخرجهم منه. وقوله روى له النسائي حديثا واحدا منه انه ليس له في النساء الا حديث واحد فتستخرج منها من له حديث واحد في النسائي وقوله مات عبد الله سنة ثمانين ثمان وثمانين استفادوا منها وفيات صحابة لانه عين تاريخ وفاته وقوله سنة يستفاد منها المعمرون من الصحابة او من غيرهم فيدخل فيها وهو اخر من مات بالشام من يستفاد منها ذكر اخر الصحابة موتا باعتبار البلدان. والداعي الى هذا ان كتب العلماء الكبار فيها علوم كثيرة لكنها تحتاج الى حسن استنباط. ومن جملتها كتاب الاصابة لابن حجر فان ابن حجر ذكر انه من الكتب التي رضي عنها في كلامه لبعض اصحابه السخاوي وغيره فيستخرج منه كثير من الفوائد العلمية. وقد بين لي هذه الفائدة وجريت عليها في كثير من الفوائد شيخنا بكر ابو زيد رحمه الله تعالى فانه قال لي مرة انه استخرج من كتاب الاصابة مئة رسالة. فسألت عن كيفية ذلك فانشأ لي كلاما مختصرا شبيها بهذا كذكر اشعار الصحابة ومقاتل الصحابة وهلم جرا. فاذا ضم النظير الى النظير خرج بعلوم كثيرة. واذا كانت في مولد واحد صارت هذه العلوم متقاربة. فلو ان انسانا عمد الى كتاب الاصابة فصنف كتابا اسمه معلمة معارف احوال الصحابة الواردة في كتاب الاصابة. فرتب المعارف على حسب مواردها فجعل من موارد هذه المعلمة باب في اشعار الصحابة وذكر من كان له شعر ممن ذكر في الاصابة وذكر باب اخر باب في من ليس له الا حديث واحد ممن ذكر في الاصابة. ثم يذكر هذا تحت جملة واحدة ممن نص عليه ابن حجر رحمه الله تعالى انه ليس له الا حديث واحد. ثم يذكر بابا اخر في وفيات الصحابة يعني تقديرا وبذلك تعرف متى توفي الصحابة؟ وما هي السنة التي كانوا فيها اكثر من السنة الاخرى؟ ومن تقدم ومن تأخر بابا اخر في مقاتل الصحابة في ذكر فيه جملة مما ورد كيفية مما وردت كيفية قتله في اخبار الاصابة فهذا مشروع نافع في كتاب الاصابة خاصا وفي معارف الصحابة عامة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال اي حريزن ارأيت النبي صلى الله عليه يقول ابن النحاس اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يزداد بها المرء حكمة وانما اجتماع النقط. يعني اذا ظم الانسان المعارف شيئا فشيئا بعد ذلك تكون عنده حصيلة من العلوم واسعة ولكن الناس اولا لا يقرأون وثانيا اذا قرأوا لا يحسنون جمع الفوائد بعضها الى بعض ثانيا لا يقيدون الفوائد وثالثا لا يحسنون جمع الفوائد بعضها الى بعض. فينبغي ان يحرص الانسان على القراءة. فالعلوم التي في الكتب اكثر من العلوم التي عند الرجال المتصدرين للتعليم اليوم لكمال علوم السابقين. ثم يحسن الانسان تقييد الفائدة في موضعه المميز لها ثم يضم الفائدة الى نظيرها حتى تحصل تحصل له وفرة في الافادات. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال اي حديث رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخا اصل النبي ويجوز رفعه حيث قال في الفتح يحتمل ان يكونا رأيت بمعنى احمد والنبي بالرفع على انه اسم كان والتقدير اخبرني النبي صلى الله عليه وسلم شيخا انتهى وبعده تكلفه لا يخفى ثم قال ويحتمل ان يكونا رأيت استفهام منه هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون النصب على المفعولية وقوله كان شيخا استفهام ثاني حذفت من مواجهات الاستفهام ويؤيد هذا الثاني رواية الاسماعيلي من وجه اخر عن حديث ابن عثمان قال رأيت عبد الله ابن مسلم صاحب النبي صلى الله عليه وسلم والناس يسألونه فدنوت منه انا غلام فقلت انت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت شيخ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ام شاب؟ قال فتبسم وفي رواية له فقلت كان النبي صلى الله عليه وسلم صبغ قال يا ابن اخي لم يبلغ ذلك. قال اي ابن مسلم كان في عنفقته بفتح العين وسكون النون بعدها وسلم صدقة. كان النبي صلى الله عليه وسلم صدق قال يا ابن اخي لم يبلغ ذلك قال اي ابن مسلم كان في عنفقته بفتح العين بعدها قاف مفتوحتين وهي ما بين التقوى والشفة السفلى والشفت السفلى سواء كان عليها شعر ام لا وقد يطلق على الشعر النابت عليها ايضا. وفي النهاية ان هي الشعر الذي في الشفة السفلى. شعرات بصيغة جمع القلة انه لم يكن زائدا على العشر. اخرجه البخاري في باب سنة النبي صلى الله عليه وسلم اي في نعته الشام في شعره وغيره قال العسقلاني في صحيح حديث قتادة سألت انسا هل خطب النبي صلى الله عليه وسلم قال انما كان شيء في في صدغيه وهذا مغاير للحديث السابق لان الشعر الابيض كان في عنفقته ووجه الجمع ما وقع عند مسلم عن قتادة عن انس قال لم يغضبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما وكان البياض في انفقته وفي الصدرين وفي الرأس نبذ اي متفرق وعرف من مجموع ذلك ان الذي شاب في عنفقته اكثر مما في غير اكثر مما شاهد في غيرها. ومراد انس انه لم يكن في شعره ما ما يحتاج الى الخضار والله اعلم بالصواب واما ما رواه الحاكم واصحاب السنن من حديث ابي لمثى قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بلدان اخبران وله شعب قد علاه الشيء احمر مخطوب بحناء فهو موافق لقول ابن عمر رأيت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالصفرة والجمع بينه وبين حديث انس على ان يحمل نفل انس مع الشيخ حتى يحتاج الى خطابه ولم يتفق انه رآه وهو يخطب. ويحمل حديث من اثبت الخطاب على انه فعل وارادة بيان الجواز ولم يواظب عليه انتهى. ولا يخفى مع انه خادم له ملازم في غاية البعد. فالاولى ان يقال لعل انس اراد ان يفوق خطب اكثر احواله عليه السلام. وهو لا ينافي ما وقع نادرا منه في بعض الايام على ان بعضهم قال ما كان في لما كان في بعض شعره عليه حمرة او صفرة وهما مقدمتان البياض كانا كان يظن الظن انه من استعمال الخضار والله اعلم بالصواب وما من حديث عائشة من حديث عائشة قالت ما شأنك؟ ما شأنه الله بالبياض؟ فمحمول على ان تلك الشعرات البيض لم يتغير صلى الله عليه وسلم. فان قلت قد ورد انه صلى الله عليه وسلم قال من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة. وورد ايضا ان ابراهيم الاسلام اول من شأنه قال يا رب ما هذا؟ قال هذا والله قال زدني وقارا يا رب. فما الحكمة في تقليل البياض بالنسبة اليه صلى الله عليه وسلم قلت لما كان لما كان صلى الله عليه وسلم مولعا بحب النساء وهن يكرهن الشيب كما كما يشعر به حديث عائشة المتقدم قاله الله عما شانه لديهم بأن لا يكون مكروها عليهم. تذكر المصنف رحمه الله تعالى معاني حديث عبد الله ابن بشر وهو ان حريزا قال له ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم انا شيخا مستفهما هل بلغت حال النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يكون شيخا قد ظهر له شيب فاجابه عبدالله بن بصر بقوله كان في عنفقته وشعرات والعنفقة كما قال المصنف ما حين القني وشفتي السفلى فهذه المحلة تسمى عنفقة والشعر النابت عليها يقال له شعر العنفقة فهي الشعر الذي اسفل الشفة السفلى. وقد ذكر عبد الله بن بسر انه كان في عنفقة النبي صلى الله عليه وسلم شعرات بيض واتى به على هذا البناء وهو جمع المؤنث السالم لما يشعره من جمع القلة وفي ذلك نزاع عند النحاة لكن الذي جرى عليه السيبويه انه يستعمل للدلالة على القلة وهذا هو للاحاديث الاخرى فلم يكن في النبي صلى الله عليه وسلم من الشيب الا قليل. وهذا معنى الحديث الاخر الذي ذكره في كلام ابن حجر عن انس لم يقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين وفي الرأس نبذ اي متفرق على وجه القلة فان النبذ التفرق مع القلة فانه لو كان متفرقا مع الكثرة لم يكن نبذا. فاراد التنبيه الى قلته مع ثم بين المصنف انه عرف بمجموع ذلك ان الذي شاب من عنفقة النبي صلى الله عليه وسلم اكثر مما شاب من غيرها. وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الشيب الكثير حتى يحتاج الى الخضار. وما جاء في بعض الاحاديث كحديث عبد الله ابن عمر عند البخاري وحديث ابي رمتة الغنوي عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم غضب فالمراد به انه فعله صلى الله عليه وسلم احيانا كما استظهره المصنف رحمه الله تعالى خلافا لما ذهب اليه ابن حجر بانه ربما خفي ذلك على انس. لان انسا كان شديد الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم فهو خادمه فيكون قد فعله على وجه القلة اليسيرة. ثم ذكر ما اخرجه الحاكم عن عائشة قالت ما شانه الله بالبياض وهو في صحيح مسلم من حديث انس قال ما شأنه الله ببيضاء يعني بشيبة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى وجه الجمع بين قلة سيد النبي صلى الله عليه وسلم وبين قوله صلى الله عليه وسلم من شاب شيبة بالاسلام كانت له نورا يوم القيامة وهو حديث حسن. واما الحديث الذي بعده ان ابراهيم قال زدني وقاما فهذا حديث ضعيف فاذا ثبت ان الشيبة تكون نورا يوم القيامة فما الحكمة في تقليل البياض بالنسبة اليه؟ فاجاب عن ذلك المصلي بانه لما كان صلى الله عليه وسلم مولعا بحب النساء وهن يكرهن الشيب كما يشعر به حديث عائشة المتقدم صانه الله عما شانه لديهن لئلا يكون مكروها عليهن. وفي ذلك نظر فان النساء كن يردن النبي صلى الله عليه وسلم على اي حال لشرف بالنبوة والرسالة. والاظهر والله اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كانت له من الكمالات الموجبة للنورانية ما لم يحتج معه صلى الله عليه وسلم الى ان يكون له شيب يكون له نورا يوم القيامة. فانما تظهر الحاجة الى حتى يكون نورا للعبد يوم القيامة في حق من قلت اسباب النور لديه. واما النبي صلى الله عليه وسلم فكان له من الكمالات ما يرزق به نورا يوم القيامة لعلو شأنه عند ربه سبحانه وتعالى وهذا احسن من جواب المصنف رحمه الله تعالى نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابع عشر قال البخاري يحدثنا المكي ابن إبراهيم قال الشارب هنا المكي علم بالنسبة لمكة وهي مصاحب الكواكب يعني الكرماني فقال من سئل مكة انتهى التحقيق ان المكي نسبة الا انه صار علما له قال المكي وحدثنا يزيد ابن ابي عبيد قال رأيت اثري تأثيرا بحصول جراحة في ساق السلامة فقلت له يا ابا مسلم ما هذا الدليل على ذلك ايضا ان الشيب وان كان يكون به نور هل يؤمر بخطابه ام يباح الخطاب يؤمر خطاب مأمور به على وجه الاستحباب فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بتغيير الشيب في قصة والد ابي بكر الصديق واحاديث اخر وقال ان احسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم. فهذا يدل على استبعاد الوجه الذي ذكره المصنف لان الشيب يطلب ابعاده بالخطاب اصلا في الشريعة. نعم. احسن الله اليكم والتحقيق ان المكي نسبة الى انه صار علنا لا نسبه نسبة الا انه صار على منا ثنائي قال المكي وحدثنا يزيد ابن ابي عبيد قال رأيت اثر بلغة لي تأثيرا بحصول جراحة في ساقي سلامة اي ابن الاكول فقلت له يا ابا مسلم ما هذه الضربة اي نفسها او اثرها؟ قال ضربة وفي نسخة هذه ضربة اصابتها اي ساقي. قال السارق كذا وقع في البخاري فقيل الصواب اصابتني كما في رواية اسماعيل الى الضمير الراجع الى الركبة الى الركبة المفهومة من السياق وقيل ان فساق باعتبار الجارحة كما في قوله تعالى والتفت الساق بالساق اقول وهذا هو صاد واما كون ضميرا راجعا من الخطبة وفي غاية البردي ان الساق ما بين الكعب ما بين الكعب والركبة. فلا يكون مطابقا فلا يكون مطابقة بين السؤال والجواب. فيكون فلا يكون مطابقة بين السؤال فلا يكون مطابقة بين السؤال والجواب فتخطئة هذه الرواية خارجة عن عن صوم الصواب وكذا عدو وكذا علو شارح عنها. وجعل الرواية اصابتني اصلا فيها. ثم قوله وابن عساكر ان وللاصيل وابي الوقت وابي ذر اصابتها اي رجله انتهى. ولا يخفى ان رجع الضمير اذا صح الى الساق من كونها مؤلفا. فلا يحتاج الى بقولها مثله ثم في رواية اكثرية الاولى بان يكون الاصل ثم في رواية ثم احسن ما يكون ثم في رواية اكثرية هي الاولى بان يكون الاصل المعتبر فتأمل وتدبر. مقول البخاري يوم خيبر منصوب على الظرفية. وقال الناس اصيب سلف فاتيت النبي صلى الله فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولابي ذريهني اي الى النبي اي متوجها اليه ومنتظرا لديه صلى الله عليه وسلم فنفذ فيه اي في موضع الضربة وفي نسخة فيها اي في الضربة على تقدير على تقدير مضاف اي موضعها او اثرها ثلاث نفثات بفتح النون والفاء مثلثة جمع نفثة وهي فوق وهي فوق النفس ودون التفك بريء بريق وغيره فما اشتكيتها حتى ساعة للجديف اليونانية على انها حتى جارة في محل النصب بتقدير زمان كيفما اشتكيتها زمانا حتى الساعة اي الى الان يعني ما يجري في غيب هذا الزمان وقال الكمالي فان قلت حتى للغاية وحكم ما بعدها وحكم ما بعدها خلاف ما قبلها فيلزم الاشتكاء زمان الحكاية قلت الساعة بالنصر. وحتى للعطف فالمعطوف داخلهم في المعروف عليه وتقديره فما اشتكيتها زمانا حتى الساعة نحو اكلت السمكة حتى رأسها. السمكة حتى رأسها. احسن الله اليكم. اكلت السمكة حتى رأسها انتهى ولا يخفى ان ما قدمناه اولى واوفر لما في اكثر النسخ من المبنى. فيكبر المعنى ما وجدت اثر وجعي من الساعة. واما بعدها ما اجده ما اجده ام لا؟ فتصدق عليه ان حكم ما بعد حتى خلاف ما قبلها. ثم الاظهر ان يكون المراد نفي الشكاية هكذا وجه في الحكاية. هكذا بوجه حكاية باكمل وجه في الحكاية فكأنهم قال ما وجدت الى الان فلو امكن ان يوجد وجع هنالك يكون بعد ذلك. ومن المحال العادي ان يرجع الوجع بعد مدة مضت من بدء الضربة. اخرجه الى البخاري في غزوته خيبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان الله لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد محمدا رسول الله. حي على الصمد حي على الصلاة اه حي على الفلاح. حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة معاني الحديث الرابعة عشر من الاحاديث الثلاثية في البخاري وابتدأه او بذكر كلام الشارح وهو حميد اذ قال في مكي في المكي علم لا نسبة لمكة وانه وهم صاحب الكواكب وهو الكرمان اذ قال منسوب الى مكة وهو الصحيح فان ابكي علم على رجل من شيوخ البخاري وهو في اسمه العلم موافق النسبة. وما ذكره المصنف من ان التحقيق ان المكي نسبة يعني في سورة الحرف فان المكية في سورة الكلمة نسبة الى مكة لالحاق ياء النسب كلمة مكة بعد حذف تائها كما قال ابن مالك يا الكرسي زاد للنسب. فيقال المكي نسبة الى مكة وهو هنا علم على رجل من شيوخ البخاري هو المكي ابن إبراهيم ابن بشير البلخي كما تقدم ثم ذكر الخلافة فيما وقع في البخاري قال ضربة اصابتها في رجوع الضمير الى اي شيء واستظهر الشارح ان الضمير راجعة الى الساق لان الساق اسم لما بين الكعبي الكعبي والركبة. واما كون الضمير يراجع الى الركبة ففي غاية البعد. ومع جواز تأليف كما قال تعالى والتفت الساق بالساق فالاولى رد الظمير اليها وان الاصابة في الساق لا في الركبة ثم ذكر معنى ما اتفق منه صلى الله عليه وسلم لما اصيب سلمة فيها قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه اي في موضع الضربة وفي نسخة في هاء في الضربة. ثم بين معنى النفثات وان النفس فوق النفخ ودون التفو. وهذه الفوقية تكون باخراج ريح مصحوبة بيليق فان النفخ هواء خالص. والنفخ يكون هواء مصحوبا والتفل يكون ضيقا خالصا وهو المسمى بالبصاق وبالبساق رضوى بالصاد والسين والزاي. واعلى منه النخامة وهي ما يخرجه الانسان من فيه والمستعمل عند ارادة الرقية هو النفس. فيقرأ مع ريق يسيرة يخرجها فلو نفخ لم يصب السنة ولو بصق فانه لم يصب السنة وفي حديث عائشة في الصحيحين واللفظ للبخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رقى احدا من اهله نفث ثلاثا. فالسنة ان ينفث الانسان ثلاثا اذا اراد ان ينفث على مريض وقال سلمة فما اشتكيتها حتى الساعة بالجر النسخة اليونانية المنسوبة الى شرف الدين اليوناني احد احد محدثي الحنابلة وبين وجهه على ان حتى جارة في محل النصب بتقدير زمان اي فما اشتكيتها زمانا حتى الساعة اي الى الان وذكر عن انها تكون ايضا النصب وبين وجهه ثم الشارح بان ما قدمه اولى لانه اكثر ما في النسخ والحمل عليه اولى من تطلب التقدير بما يمكن تصحيحه رواية لكن المقدم هو الجر. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الخامس عشر قال البخاري حدثنا ابو عاصم وحافظ بن مخلد وسقط الضحاك بن مخلد لابي ذر قال ابو عاصم يزيد ابن ابي عبيد ولابي ذر وابن عساكر والاصيل اخبرنا وهو اصح النسخ وهو اصح النسخ. فينبغي ان يكون هو الاصل خلافا لما جعله كما قدمناه ثم ثبوت ابن ابي عبيد المخصوص برواية ابي ذر فينبغي ان يكون نسخة لا اصل عن سلامة اي بالله كما في اصل الشارع قال يا ابو سلمة وفي نسخة انه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات بالسين والموحدة. ثم فتح ثم فتح الغين المعجمة والزايد جمع غزوة وهي المرة من الغزو. وهي في وهي في اصطلاح اهل الحديث والسير. ما قصد النبي صلى الله عليه وسلم قتال الكفار بنفسه او بجيش من قبلي وقصدهم اعم من ان يكون في بلادهم مثل غزوة احد والخندق والى الاماكن التي حلوا ونزلوا فيها من بلادها دائما تخيبر ونحوها ثم اولى هذه الغزوات السبعة الحديبية والثاني خيبر والثالث غزوة ذي قرن وهي غزوة نهب غطفان وخسارة لقاح النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم. والرابع غزوة فتح مكة والخامسة غزوة حنين مع قبيلتها وهي عقب فتح مكة واسقط واسقط الشيخ السادس وهي الطائف او غزوة الحروقات او غزوة وادي القرى كما يفهم مما بعد واذكره سلام عليكم. او غزوة وادي القرى كما يفهم اما بعد. والسابعة غزوا تبوك وهي اخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الشارع وجعل شارح اصله في الحديث تسع غزوات فوقية قبل السنين ثم قال هكذا للفرع. هنا في رواية ابي عاصم الضحاك فان كانت فلعله فان كانت محفوظة فلعله عد غزوة وادي القرى التي وقعت بعد خيبرة وعمرة وعمرة القضاء وبها تكمن التسعة. قال قال القسط المالي لكن رأيت في غير الفرع من الاصول المعتمدة. سبع بالموحدات بهذه الرواية وغزوت مع ابن حارثة اي زيد ابن حارثة النبي صلى الله عليه وسلم استعمله واي جعله النبي صلى الله عليه وسلم عاملا واميرا والمناسب انه يراد به وسامة ابن زيد ابن حارثة وذلك لقوله اخرجهم اي اورد البخاري الحديث في كتاب المغازي في بابه بعثة النبي صلى الله عليه وسلم اسامة ابن زيد الى الحرقات من جهينة ثم الحروقات بضم الحاء وفتح الراء والقاف جمع خرقة كغمزة وهي بطن من جهينة وهي بالتصغير قبيلة كبيرة. واما المغازي فجمع مغزاة مصدر ميمي غزا يغزو. وغزوا ومغزاة زائدة والاصل غزى هذا وقال الشارب استعمل علينا اي في تلك الغزوة وابهم عدد هذه الغزوات في رواية ابي عاصم لكن بانها سبع كما تقدم في رواية البخاري قال ويوفى من كلام اهل السير والمغازي ان الاولى من تلك الغزوات كانت في سنة خمس من الهجرة في مائة راكب والثانية في ربيع اخر سنة ستين الى بني سليم. والثالثة في جماد الاولى منها في مائة وسبعين راكبا الى عين قريش الى عين قريش رجعوا من الشام. والرابعة في جمادى الاخرة منها الى بني ثعلب. والخامسة في خمسمائة الى ناس من بني جدال بطريق الشام كانوا قطعوا الطريق على جحيم من بني جذامة بطريق الشام قطعوا الطريق على لحية الكلب حين رجع من عنده رق. والسادسة وادي القرى والسابعة من ناس من بني فزارة انتهى. وقول ارباب المغازي اطهر فتأمل وتدبر لكن ذكر البخاري قبل هذه الرواية رواية اخرى عن يزيد ابن ابي عبيد انه قال سمعت سلمة ابن الاكوع يقول غضبت مع النبي مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات بالموحدة بعد السين عمرة الحديبية وخيبر ويوم القرد وغزوة الفتح والطائف وتبوك وهي اخر انه خرجت فيما بعث من البعوث جمع بعث وهو الجيش تسع غزوات لفوقية بفوقية قبل السين مرة ابو بكر الصديق امير الى بني فزارة واخرى الى بني الى بني كلاب. وثالثة الى الحج ومرة عليها اسامة امير الى الخلق الخروقات والى احسن الله اليكم. والى ابناء بفتح الهمزة وسكون موحدة ثم نون مفتوحة مقصورة من نواحي وهذه خمسة ذكروها اهل ذكروها اهل السير وبقيت اربع لم يذكروها ايحتمل ان يكون في هذا الحديث حتف اي ومرة علينا غيره هذا وقال في الفتح اما غزوات سلامة مع النبي صلى الله عليه وسلم. تقدم بيانها في عمرة الحديبية وقد ذكر منها الطريقة الاخيرة حديث الباب يعني بعث اسامة الحديبية ويوم حنين ويوم القرني وفي اخره قال يزيد يعني ابن ابي عبيد رابعا ونسي بقيتهم كذا فيه بالميم بالميم في ضمير جمع الغزوات والمعروف فيه التأنيث واما بقية الغزوات التي نسيهم لا يزيد فهن غزوة الفتح وغزوة الطائف وغزوة تبوك وهي اخر الغزوات النبوية هذه سبع غزوات كما ثبت في اكثر الروايات. ثم قال واما ما وقع ابي نعيم في المستخرج فقال في اوله احد وخيبر ففيه نظر لانهم لم يذكروا سلمة فيمن شهد احدا انتهى قلت يحتمل ان يكون مسندنا من عد احدا وخيبرا من مشاهده ما اشار اليه القاضي عياض في الشفاء في جامع الاصول والكرماني في شرحه من ان ثبت في الاكواع هو الذي كلمه الذئب وقد ورد في بعض رواياته ان الذئب قال للرعي انت اعجب مني واقفا على غنمك تركت نبيا لم يبعث الله واعظم منه علما. لم يبعث الله اعظم منه عنده قدرا. قد فتحت له ابواب الجنة واشرف اهلها على اصحابه ينظرون قتالهم وما بينك وبينهم الا هذا الشعر فتصير في جنود الله والى ان ذكر قصته واسلامه ووجوده الى النبي ووجوده ووجوده النبي صلى الله عليه وسلم يقاتل. والظاهر انه كان ذلك في احد. وايضا قال في الفتح في بيان غزوة ابن حارثة بعد ان ذكر حديث الباب ورواه ابو مسلم عن ابي عاصم ورواه ابو مسلم عن ابي عاصم بلفظ وغزوت مع زيد ابن حارث ابن سبع غزوات يأمره علينا وكذلك اخرجه الطبراني وعن ابي مسلم وكذلك اخرجه الاسماعيلي طريق من طريق عن ابي عاصي وقد تتبعت ما ذكره اهل المغازي في سرايا زيد ابن حارثة فبلغت سبعا كما قال سلمة وان كان بعضهم ذكر ما لم يذكر بعض فاول فاولها في جماد الاخرة سنة خمس قبلاجة في مائة راكب. والثانية في ربيع الاخر سادس الى بني سليم في جمادى الاولى منها في مائة وسبعين. وتلقى عيرا من قريش واسروا ابا العاص بن الربيع والرابعة في جمادى الاخرة منها الى بني ثعلبة والخامسات الى حسن بفتح المهملة وسكون المهملة مقصورة بخمسمائة الا ناس من بني جذام بطريق الشام كانوا قطعوا الطريق على دفية وهو راجع والسادسة الى وادي القرى القرى والسابعة الى ناس من بني فزارة وكان خرج قبلها بتجارة فخرج عليه ناس من بني فزارة اخذوا ما معه وضربوه فجهز النبي صلى الله عليه وسلم اليهم فاوقى بهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة معاني الحديث الخامس عشر من الاحاديث الثلاثية في البخاري. وكان مما ذكر في صدر كلامه تقديم قول اخبرنا عوض حدثنا بانها اصح النسخ. فينبغي ان يكون هو الاصل. وهذه قاعدة في ما يقدم اذا اختلفت المواظع اذا اختلفت الكلمات المتعلقة بموضع واحد فانه يقدم الوارد في النسخ الصحيحة ومن اصح نسخ البخاري نسخة ابي ذر الهيراوي فانه رواها عن ثلاثة من اشياخه عن الفرابل عن البخاري. وهي نسخة مشهورة عند المغاربة. وهي التي اعتمدها اعتمدها وهي التي اعتمدها صاحب ارشاد الساري مع اليونانية ونسخة البخاري الواردة في ارشاد الساري هي من احسن نسخ البخاري التي بايدي الناس من المطبوعات وقد افردت قديما في المطبعة العامرية فطبعت في اسطنبول طبعة مفردة هي موجودة اليوم مصورة فهي احسن نسخ البخاري لانه معتمد النص الوارد في ارشاد الساري. ثم ذكر معنى قوله رضي الله عنه وغزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ببيان معنى الغزوة وانها عند اهل الحديث والسير ما قصد النبي صلى الله عليه وسلم قتال الكفار بنفسه او بجيش من قبله والاظهر الاول ان الغزوة اصطلاحهم هي ما خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم نفسه الى القتال. اما ان بعث غيره فانه يسمى بعثا او سرية. ولهذا فالبعوث والسرايا غير الغزوات التي غزا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. وهذه الغزوات السبع عددهن المصنف بالحديبية وخيبر ذي قرض وفتح مكة وغزوة حنين وغزوة تبوك. ثم اشار الى انه وقع عند بعض الشراح ومنهم حميد السندي تسع غزوات بفوقية قبل السين لا سبع. ثم قال هكذا في الفرع. يعني في فرع اليونانية الذي ينقل منه ولذلك بعد ذلك نقل كلام القسطناني لكن رأيت في غير الفرع من الاصول المعتمدة سبع بالموحدة في هذه الرواية وهي محفوظة فالمحفوظة انها سبع ثم ذكر انه غزى مع ابن حارثة وهو اسامة لما جعله النبي صلى الله عليه وسلم اميرا عليهم في غزوتهم الى الحرقات من جهينة وهم بطن من بطون جهينة. وقوله رحمه الله تعالى هذا وقال الشارغ في تعمل علينا اي في تلك الغزوات معنى استعمل علينا يعني جعله عاملا علينا. والعامل هو الذي يقوم بالعمل بينهم تدبير امورهم وهو الامير المتولي لهم. وعدد المصنف رحمه الله تعالى هذه الغزوات بالنقل عن حميد السندي هذه السرايا التي خرج فيها مع اسامة بن زيد نقلا عن السند في شرحه للثلاثيات فقال ويفهم اي قال السندي ويفهم من كلام السير والمغازي ان الاولى من تلك الغازات كانت في سنة خمس من الهجرة قبل نجد. والثانية الى بني سليم. والثالثة الى عيد قريش رجعوا من الشام والرابعة الى بني ثعلبة والخامسة الى ناس من بني جذام والسادسة وادي القرى والسابعة الى ناس من بني فزارة. وهذه هي السرايا التي كان عليها اسامة بن زيد وخرج معه سلمة ابن الاكوع ثم ذكر رحمه الله تعالى ان انه وقع في البخاري خبر يقطع كل خبر وهو التصريح بذلك. فان البخاري ذكر قبل هذه الرواية رواية اخرى عن يزيد ابن ابي عبيد انه قال سمعت سلمة بن الاكوع يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فعدهن ثم قال وخرجت في بعث من البعوث وهو الجيش تسع غزوات وذكر من كان اميرا عليه انه كان تارة ابو بكر في ثلاث سرايا وبعوث وهي الى بني مزارة والى بني كلاب والى الحج. وفي البقية مع اسامة ابن زيد رضي الله عنه هو المغازي فيها منظومة شهيرة احمد البدوي المجلسي رحمه الله تعالى وشرحها شيخ شيوخنا حسن المشاط في كتاب حافل اسمه انارة الدجى في شرح غازي المصطفى صلى الله عليه وسلم. واما السرايا والبعوث فنظمها بعض المتأخرين من اهله شقيق. ولا اعرف على نظمه وقوله في ادنى من نواحي البلقاء يعني من نواحي الاردن القريبة من عمان فان عمان تسمى البلقوي واجعلوا هذا الاسم ايضا اسما للاردن كله فهي قريبة من تلك النواحي. ثم اورد عن صاحب فاتح ان غزوات ان غزوات سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم تقدم بيانها في عمرة الحديبية. واما بعث اسامة بعد ذلك واما بقية الغزوات التي لم يذكرها فذكرها بعد بقوله غزوة الفتح وغزوة وغزوة تبوك فهذه سبع غزوات ثم نبه الى انه وقع عند ابي نعيم الاصبهاني في مستخرجه على البخاري ان اولها احد و خيبر وفيه نظر كما قال لانهم لم يذكروا سلمة فيمن شهد احدا بل تأخر احدا لمن شهد احدا بل تأخر اسلامه بعد وذكر الملا علي القارئ احتمال ان يكون مستند من عد احدا وخيبر الخبر المعروف في قصة اسلام سلمة من تكريم الذئب لكن هذا الخبر لا يثبت. وقوله في الصفحة التسعين بعد المائتين. والى ان ذكر قصته واسلامه ووجوده النبي صلى الله عليه وسلم يقاتل يعني انه لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم في حال قتال ثم ذكر وبعد ذلك كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في تعديد خروج وسلمة مع زيد ابن الحارثة وانها بلغت سبعا وعدهن على ما تقدم من ذكرهن وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق