احسن الله اليكم. فصل والمقصود ان القلب لما تحول لهذا السفر طلب رفيقا يأنس به في السفر فلم يجد الا معارضا مناقضا او لا بالتأنيب مصرحا ومعرضا او فارغا عن هذه الحركة معرضا لؤم او فارغا عن هذه الحركة معرضا وليت الكل كانوا هكذا وقد احسن اليك من خلاك وطريقك ولم يطرح شره عليك. كما قال القائل انا لفي زمن ترك القبيح به من اكثر الناس احسان واذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالاعراب وترك اللائمة والاعتراض الا ما عسى ان يقع نادرا تكون غنيمة باردة لا قيمة لها. وينبغي الا يتوقف العبد في سيره على هذه الغنيمة باليسير ولو وحيدا غريبا فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على المحبة ومن نظر في هذه الكلمات التي تظمنت هذه الوريقة وعلم انها من اهم ما يحصل علم انها من اهم ما يحصل به التعاون على البر والتقوى الهجرة الى الله ورسوله وهذا الذي قصد مصدرها بكتابتها وجعلها هديته المعجلة وجعلها هديته المعجلة الى اصحابه ورفقائه بطلب العلم. واشهد الله وكتابه وكفى بالله شهيدا ولوتها فيه من احد منهم لقابلها بالقبول تفهمها وتدبرها وعدها من افضل ما اهدى صاحب الى صاحبه. فان فان غير هذا فان غير هذا مما مما ما جريانات ما جريانات يعني احداث كلمة مولدة بعضهم يقول ماجريات وبعضهم يقول ما جريانات فان غير هذا مما جريانا في الركب الخبرية وان تطلعت النفوس اليها ففائدتها قليلة وهي في غاية الرقص وهي في غاية الرقص لكثرة جانبيها وانما الهدية النافعة كلمة من الحكمة يهديها الرجل الى اخيه المسلم. ومن اراد هذا السافر فعليه بمرافقة الاموات الذين هم ومن اراد هذا السفر فعليه بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء فانه يبلغ بمرافقتهم الى الى مقصده وليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات فانهم يقطعون عليه طريقه فليس لهذا السالك انفع من تلك المرافقة وانفقوا له من هذه المفارقة. فقد قال بعض السلف فقد قال بعض من شتان بين اقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم وبين اقوام احياء تموت القلوب تموت القلوب بمخالطتهم فما على العبد من عثرائه وابناء جنسه فان نظره قاصر مهمته واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم وسلوك والسلوك اية والسلوك يتمسلكوا حتى حتى لو دخلوا وجوه طب لا حب ان يدخل معهم فمتى ترقت همته من صحبتهم الى صحبة من اشباحهم مفقودة محاسنهم واثارهم الجميلة في العالم المشهود استحدث بذلك همة اخرى وعمل اخر صار بين الناس غريبا وان كان فيه مشهورا ونسيبا ولكنه غريب محبوب يراهم الناس في وهم لا يرون ما هو به يقيم لهذه لهم المعاذير ما استطاع وينصحهم بجهده وطاقته سائرا بهم بعينين عين ناظرة للامر والنهي بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم وعظيم يؤدي اليهم فقهاء ويؤدي اليهم الحقوق ويستوفيها عليهم وعن ناظرة للقضاء والقدر بها ويرحمهم ويدعوا لهم ويستغفر لهم ويلتمس لهم وجوه المعاذير فيما لا ايخل بامر ولا يعود بنقض شرع قد وسعته من بسطته ورحمته ولينه ومعذرته. واقفا عند قوله تعالى خذ العفو وامر بالعروة واعرض عن متدبرا لما تضمنته هذه الاية من حسن معاشرة مع الخلق واداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم فلو اخذ الناس كلهم بهذه الايات لكافتهم وشفتهم فان العفو ما عفا منها اخلاقهم وسمحت به طبائعهم ووسعهم بذله من اموالهم واخلاقهم فهذا ما منهم اليه واما ما يكون منه اليهم فامرهم بالمعروف وما وهو ما تشهد به العقول وتعرفه حسنه وهو ما امر الله به واما ما واما ما يتقي به اذى جاهلهم فالاعراض عنهم وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها فاي كمال لعبد اهدأ ايها العشرة وسياسة للعالم احسن من هذه المعاشرة والسياسة. ويفكر الرجل في كل شر يلحقه من عالم اعني الشر الحقيقي الذي لا له الرفعة والزلفة من الله وجد سببه الاخلال بهذه الثلاث او ببعضها والا فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس فهو خير له وان كان بالظاهر وانه متولد من القيام لامر بالمعروف ولا يتولد منه الا خير وان مرض في حالة شر وهذا كما قال تعالى ان الذين جاءوا بالافك نصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم. وقال تعالى لنبيه فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل قال الله وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق فانهم اما ان يسيءوا في حق الله واو في حق رسوله فان سهموا في حقك فقابل ذلك بعفوك وان ساءوا في حقي فاسألني اغفر لهم واستجلب قلوبهم واستخرج ما عندهم من الرهيب مشاورتهم فان ذلك احرى في استجلاب فان ذلك احرى في استجلاب طاعتهم وبذل وبذلهم وبذلهم النصيحة فاذا عزمت على امر فلا استشارة بعد ذلك. بل توكل على الله وامض بما عزمت عليه من امرك ان الله يحب المتوكلين فهذا وامثاله من الاخلاق التي ادب الله بها رسوله وقال فيه وانك لعلى خلق عظيم قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن وهذه لا تتم الا الا بثلاثة اشياء احدها ان يكون العود طيبا فاما اذا كان الطبيعة جافية غليظة يامسة عسر عليها مزاولة ذلك علما وارادة وعملا بخلاف طبيعة اللينة سلسلة القياد فانها مستعدة انما تريد الحرث والبدر الثاني ان تكون النفس قوية غالبة قاهرة لدواعي البطالة والغيب والهوى فان هذه اعداء الكمال فان لم تقل على قهرها والا لم تزل مغلوبة مقهورة فالثالث علم شاف بحقائق الاشياء وتنزيلها وتنزيلها منازلها يميز به من الشحم والورم والزجاجة والجوهرة واذا اجتمعت فيه هذه فاذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاثة وساعده التوفيق فهو من القسم الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى وتمت لهم وذمت لهم العناية وهؤلاء هم القسم الاول المذكورون في قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به منهم والعلم الحديث وقد تقدم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما انتهت اليه حال الراغب في الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقلبه وانه لما تحول لهذا السفر طلب رفيقا يأنس به في سفره فلم يجد الا معارضا مناقضا او لائما بالتأنيب مصرحا ومعرضا او فارغا عن هذه الحركة معرضا ثم تمنى لو كان الناس كلهم على هذه الحال من الفراغ من هذه الحركة والاعراض عن عبد بحيث لا يتعرض له ولكن فيهم من يتعرض للعبد ويؤذيه ويكون قاطع طريق عليه ثم ذكر ان العبد اذا فقد الصاحب المؤانس له في سفره فلا ينبغي ان يتوقف في سيره بل يسير ولو وحيدا غريبا فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة ومما يؤنسه في مصيره ويصبره على سيره ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في مدارج السالكين ان العبد اذا تفرد وانس الغربة في طريق فليذكر الغرباء الاولين من الانبياء والعلماء والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا اذا تفرد الانسان في طريقه وبقي وحيدا غريبا فليأنس باخبار الغرباء الاولين ولينظر الى احوالهم وليتمثل سيرهم مقتديا بهم ثابتا على طريقهم. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان ما سطره في هذه وريقات من التعاون على البر والتقوى وسفر الهجرة الى الله ورسوله من اعظم المطالب وانفعها وانها هدية عجلها الى اصحابه ورفقائه في طلب العلم قبل وفوده اليهم راجعا من سفره الى الحج في عامه ذلك لما بلغ وتفهمهم وتدبرهم لها اعظم منفعة من ذكر ما جريانات الركب الخبرية اي احداث الركب التي كانت فيه مما عرض لهم في سفرهم لان فائدتها رخيصة واما ما ذكره فان فائدته عظيمة ثم ذكر ان من اراد هذا السفر عليه بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء فانه يبلغ بمرافقتهم الى مقصده وليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات فانهم يقطعون عليه طريقهم. فان الشيطان وقف للانسان طريقه فقطعه عليه واذا غاب فان له بوابا فان للشيطان نوابا هم نواب ابليس يقطعون الناس دروب الخير والحق ذكر هذا المعنى ابو الفرج ابن الجوزي في كتاب دم الهوى وفي كتاب صيد خاطره وذكره ايضا ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة اللهتان. فاذا كان الشيطان بمنأى عنك لكونه كثيرا باطنا فان نواب ابليس من اهل الارض من قطاع الطريق كثر يخضعون على الناس طرق الخير ويصدونهم عنها ويزهدونهم فيها وكم من مزهد في العلم والخير والبر والتقوى راغب فيما آلت اليه حال الناس فما اكثر ما تسمع من يريد ان يستعيظ خطاب الناس في المساجد الى خطابهم في القنوات ظنا ان مخاطبة الملايين تهديهم يا رب العالمين مع الغفلة العظيمة عن ان الله سبحانه وتعالى اختار لحفظ الدين المساجد مأوى ومكانا و مألزا ترجع اليه وما عدا ذلك من الاحوال التي تحدث للناس كالمدارس والقنوات والاذاعات وغيرها ففيها شيء من الخير. واما الخير الكامل والنفع التام انما يكون في المساجد لانها البيوت التي اختارها الله عز وجل لاقامة دينه وبيان شرعه تعليما وتدنيسا وتفهيما. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه ليس على العبد اضر من عشرائه وابناء جنسه فان مضاه قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم لان الناس مجبورون على تشبه بعضهم ببعض قال مالك بن دينار الناس مجبولون على تشبه بعضهم ببعض كاسرى بالقطأ رواه ابن بطة في كتاب الابانة الكبرى وذكر نحو معناه من كلامه ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى ثم ذكر انه متى ترقت همة العبد الى صحبة من اشباحهم مفقودا ومحاسنهم واثارهم الجميلة في العالم مشهودة استحدث بذلك همة اخرى وعملا اخر وصار بين الناس غريبا وان كان فيه كن مشهورا ونسيبا ولكنه غريب محبوب يرى ما الناس فيه وهم لا يرون ما هو فيه. اقيم لهم المعاذير ما استطاع وينصحهم بجهده وطاقتهم سائرا فيهم بعينين. احداهما عين ناظرة الى الامر والنهي. فهو يلحظ بعين الامر والنهي ما امر الله عز وجل به فيمتثل وما نهى عنه فيتركه والاخرى عين نادرة الى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعوا لهم استغفر لهم ويلتمس لهم وجوه المعاذير فيما لا يخل بامر ولا يعود بنقض شرع وهذا هو الواجب على العبد ان يكون الى الناس جامعا بين هذين النظرين فهو ينظر اليهم بعين الامر والنهي فلا يقوم معهم وفيهم واليهم الا بما والله عز وجل فاذا صاروا على امر جامع نهى الله عز وجل عنهم فانه لا يكون بهم لصيقا ولا لهم صديقا. والثاني بعين القدر برحمتهم وطلب المعاذير اليهم والاحسان اليهم. فمهما اساؤوا اليه علم ان هذا جار بتقدير الله سبحانه وتعالى عليهم ثم ذكر بعد ذلك ان العبد ينبغي ان يكون واقفا عند قول الله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وهذه الاية مما ذكر جماعة من السلف انها من جوامع القرآن فانه قد انتظم فيها من المعاني العظيمة ما امر الله عز وجل به لقوله خذ العفو اي خذ المتيسر من اخلاق الناس واحوالهم وما بذلوه لك ثم عاملهم فيما يكون منهم اليك بالمعروف وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه واتقي اذى جاهلهم من الاعراظ عنه وترك الانتقام منه وهذا من اكمل الكمال واتمه. ثم ذكر بعد ذلك ان بعض ما يجري يكون شرا في وفيه خير باطل كما قال الله سبحانه وتعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو وخير لكم ان يؤولوا بكم الى الخير والنفع ثم ذكر قول الله عز وجل فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله فبين ان هذه الكلمات في الاية المذكورة فيها مراعاة حق الله وحق الخلق. فاذا اساؤوا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه مأمور بان يعفو عنهم وان اساءوا في حق الله عز وجل فانه مأمور ان يسأل الله عز وجل مغفرة لهم وان يجتهد في جمع قلوبهم بمشاورتهم واستخراج الرأي الواحد بينهم جمعا كلمتهم ثم ذكر ان هذا وامثاله من الاخلاق هي مما ادب الله عز وجل بها رسوله صلى الله عليه وسلم حتى صار صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق الكامل العظيم المذكور في قول الله عز وجل وانك لعلى خلق عظيم قالت عائشة كما في الصحيح كان خلقه القرآن ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان هذه الامور لا يتم ادراكها الا بثلاثة اشياء ان يكون العود طيبا اي طبيعة الانسان طيبة وفي الصحيح من حديث ابي هريرة ان الله طيب لا يقبل الا الا طيبا اي لا يقبل ايضا من طبائع الناس الا الطبيعة السمحة السهلة. فان الله رفيق يحب الرفق اما اذا كانت الطبيعة جافية غليظة يابسة عسر عليها مزاولة ذلك علما وارادة وعملا بخلاف الطبيعة اللينة السلسة القياد فانها مستعدة انما تريد الحرث والبذر. وتليين الطبيعة سلسة يمكن بالمجاهدة والرياضة فان الله عز وجل يقسم الاخلاق كما يقسم الارزاق. فمن طبع على خلق يكرهه هو ويجد فيه جفاء وغلظة فينبغي له ان يجتهد في تنزيه نفسه منه وان يروظنا نفسه على الخلق الكامل ويديم سؤال الله سبحانه وتعالى ذلك حتى يهيأ الله عز وجل له من امره رشدا فتنقاد نفسه وتلين طبيعته. ثم ذكر الامر الثاني وهو ان تكون النفس قوية غالبة طاهرة لدواعي البطالة والغي والهوى فيكون صاحبها من اصحاب الايمان القوي وفي ذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف فبالايمان القوي تكون النفس قوية غالبة قاهرة ظاهرة على دواعي البطالة والغيث ثم ذكر ثالثها وهو علم شاف بحقائق الاشياء وتنزيلها منازلها يميز به بين الشحم والورم والزجاجة والجوهرة فلا يروج عليه الباطل ولو اخرج في ثوب حق فاذا اجتمعت هذه الخصال الثلاثة في العبد وساعده التوفيق فهو من القسم الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى وتمت لهم العناية وهؤلاء هم القسم الاول المذكورون في حديث ابي موسى الاشعري المتقدم مثل بعثني الله به من الهدى والعلم الحديث في الصحيحين. نعم. احسن الله اليكم. فصل ثم ذكر الشيخ رضي الله ثم ذكر الشيخ رضي الله عنه وارضاه اخبار الركب واشياء الى ان قال هذا واول الامر واخره انما هو معاملة الله وحده والانقطاع اليه لكل القلب ودوام الافتقار اليه. فلو وفى العبد فلو وفى العبد هذا المقام حقه لرأى العجب العجيب من فضل ربه وبره ولطفه ودفاعه والاقبال بقلوب عباده اليه واسكان الرحمة والمحبة له في قلوبهم. ولكن نقول ربنا غلب علينا لؤمنا وجهلنا وظلمنا واساءتنا من اجل شيء منه. فها نحن مقرون بالتفريط والتقصير. ومن ادعى مما عندك وجاهة فليس الا دليل فان تقلنا الى انفسنا تكلنا الى ضيعة وعجز وذنب وخطيئة فيا حسرتاه ووا اسفاه على رضاك ولو غضب كل احد سواك ولا وعلى ايثار طاعتك ومحبتك على ما سواهما وعلى صدق المعاملة معك. فليتك والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غضاب. وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب. وقد كان يغني من كثير من هذا بثلاث كلمات كان يكتب بها بعض السلف الى بعض فلو نقشها العبد في لوح قلبه يقرأها على عدد الانفاس لكان ذلك بعض ما يستحقه وهي من اصلح سريرته اصلح الله علانيته. ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس. ومن عمل لاخرته كفاه الله مؤنة دنياه. وهذه الكلمات برهانها وجودها ولنيتها النيتها والتوفيق بيد ولا اله غيره ولا رب سواه. ثم قال رضي الله عنه وارضاه والياء للاصحاب في هذه الكلمات. فانها والله نفتة مصدور وتنفس محرور. اقلب ترفيلا ارى من احب اقلب طرفي لا ارى من احبه. وفي الحي ممن لا احب كثير وهو نفسه من قد اكل بعضه بعضا فهو نفس فهو نفس من اكل بعضه بعضا فهو المبتدأ والخبر ومنه الغناء ومنه الطرب ما في الخيام اخوه وجب يطارحه. فهو نفس من قد اتى. احسن الله اليكم. فهو نفس من قد اكل بعضه بعض فهو المبتدأ والخبر ومنه الغناء ومنه الطرب. ما في الخيام اخو وجد يطارحه حديث ليلى ولا صب يجاريه فاحب فاحب محبكم مطارحة من بعدت عنه دياره وشق عنه مزاره فهو كما قيل يا ساويا بين الجوانح الحشاة مني وان بعدت علي دياره عطفا على قلب يحبك هائم ان لم تصله تقطعت اعشاره ورحمك فيك يقضي نحبه اسدا عليك ومن قضت اوتاره لا يستفيق من الغرام وكلما نحوت عنه تهك تهتكت اشكاره وكل ذي شجو يصرف هذا وامثاله الى شجوه وهذا مما يستروح اليه المكروه بعض الاسترواء وهيهات هيهات ان البلان يقر له قرار حتى يوضع في موضعه ويستقر في مستقره الذي لا مغر له سواه كما قيل اذا ما وضعت القلب في غيره لموضع بغير اناء فهو قلب مضيع. وتحت هذا البيت معنى شريف جدا. قد شرحته في كراسة مفردة والله اعلم هذا اخر ما ذكره الشيخ رضي الله عنه وارضاه في هذا الباب والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ختم المصنف رحمه الله تعالى ببيان ان اول الامر واخره هو معاملة الله وحده والانقطاع اليه بكلية القلب ودوام الافتقار اليه. فلو وفى العبد هذا المقام حقه لرأى العجب العجاب من فضله وبره ولطفه ودفاعه عنه والاقبال بقلوب عباده اليه واسكان الرحمة والمحبة له في قلوبهم. ولكن المرء يغلب عليه من الحال ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى من لؤمه وجهله واساءته حتى يقع في امور ثم ذكر رحمه الله تعالى ان هؤلاء الكلمات التي اطال في سياقها يغني عنها ثلاث كلمات كان يكتب بها او السلف الى بعض فلو ناقشها العبد في لوح قلبه يقرأها على عدد الانفاس لكان ذلك بعض ما يستحقه وهي من اصلح سرير اصلح الله علانيته ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس. ومن عمل لاخرته كفاه الله مؤنة دنياه. فهؤلاء الكلمات العظيمات جامعة للمقصود المتقدم. ثم اعتذر المصنف رحمه الله تعالى الى اصحابه مما وجد في هذه الكلمات من اللوعة والتحرق بقوله فانها والله نفة مصدر ان يجد الما في صدره وتنفس محرور اي يؤنس حرارة في جوفه وهو نفس من اكل بعضه بعضا فهو المبتدأ الخبر ومنه الغناء ومنه الطرب فهو الواقع مبتدأ وهو الواقع خبرا وهو الذي يغني وهو الذي يطرب ما في الخيام اخو يطالعه حديث ليلى ولا صب يجاريه. فاحب المصنف رحمه الله تعالى ان يطارح من بعدت عنه دياره وشق عنه مزاره بذكر هذه المعاني لاشتراكه واشتراكهم في الشذو الذي يجدونه يعني في الحزن الذي يجدونه مما ال اليه حال الناس بهاتين الهجرتين العظيمتين الهجرة الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم. واذا شجى الانسان مع غيره من لداته واقرانه كان ذلك من اعظم ما يخفف عنه شجوه وحزنه وربما وجد الانسان في البهائم العجواء من اذا ظهرت له شكايته تفجعه وحزنه كان مسلاكا له. وفي ذلك ابيات جميلات من بدائع المقطعات المشهورة وهي من الابيات التي لا يعرف قائلها وان كان العاملي في الكشكول ذكرها في قصة لابي الحسن النوري لكن الذي يظهر ان ابا الحسن انما تمثل بها وانها قديمة قبله وهي قول قائلها رب وارقى هتوف في الضحى. اكتبوها الابيات هذي لازم تحفظونها كلكم. رب وارقاء هتوف في الضحى ذات شجو صدحت في فننني رب ورقاء هتوف في الضحى ذات شجو صدحت في فننني ذكرت الفا ودهرا سالفا فبكت حزنا فهاجت حزني فبكائي ربما ارقها بكائي ربما ارقها. وبكاها ربما ارقني. ولقد تشكو فما افهمها ولقد اشكو فما تفهمني رب ورقاء هتوف في الضحى ذات شجو قدحت في فنني يعني في غصن وهي حمامة ذكرت الفا ودهرا سالفا فبكت حزنا فهاجت حزني فبكائي ربما ارقها وبكاها ربما ارقني ولقد تشكو فما افهمها ولقد اشكو فما تفهمني غير اني اعرف الجوى منها اظن في نقص في هالبيت وهي ايضا بالجواد تعرفني وهي ايضا الشطر الثاني وهي ايضا بالجواء تعرفني اني بالجوى اعرفها الشطر الاول غير اني بالجواء اعرفها وهي ايضا بالجواء تعرفني هذه من الابيات اللطيفة في الشكوى في الحزن التي يتسلى بها في مثل المقامات من جنس ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في خاتمة رسالته وهي ابيات مشهورة ذكرها الدميري في حياة الحيوان والعامل في كشكول وغيره وهذا اخر البيان على الكتاب وبه تم اقراؤه بحمد الله سبحانه وتعالى وهو كتاب نافع ينبغي ان يعيد الانسان قراءته اكثر من مرة. وكان علماء هذا القطر يكثرون الوصية بكتاب الجواب الكافي وبالرسالة التبوكية فلا ينبغي ان يقل قدر ما يقرأه احدنا هذين الكتابين اقل من ثلاث مرات فيقرؤها ثلاث مرات فاكثر لما فيها من المنفعة العظيمة