السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما هذا علم فهذا المجلس الاول من الدرس الرابع من برنامج اليوم الواحد الثامن والكتاب المطلوب فيه هو صفوة الملح في منظومة البيقوني في المصطلح للعلامة محمد بن محمد البديري الدمياطي رحمه الله تعالى. وقبل الشروع في لابد من ذكر مقدمتين لابد من ذكر ثلاث مقدمات. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم في ستة قاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة محمد بن محمد ابن محمد الحسيني الدمياطي يكنى بابي حامد ويعرف بابن الميت وبالبرهان الشامي المقصد الثاني تاريخ مولده لم اجد احدا من مترجميه ذكر تاريخ مولده المقصد الثالث جمهرة شيوخه تلقى رحمه الله تعالى علومه عن جماعة من علماء الازهر في زمانه. منهم علي ابن علي الشبرا منسي ومحمد بن قاسم البقري واحمد بن عبد اللطيف البشبيشي كما اخذ عن غيرهم لما ارتحل الى الحجاز فإبراهيم ابن حسن الكوراني المقصد الرابع جمهرة تلاميذه له رحمه الله تلاميذ اشتهر منهم محمد بن سالم الحفني واخوه يوسف ومصطفى البكري هو عبدالله ابن ابراهيم البشبيشي المقصد الخامس ثبتوا مصنفاته صنف رحمه الله جملة من التأليف اكثرها في الحديث والرقائق منها الجواهر الغوالي في الاسانيد العوالي والمشكاة الفتحية في شرح الشمعة المضية وبلغة المراد في التحذير من الافتتان بالاموال والاولاد المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله سنة اربعين بعد المئة والالف ولم يذكر احد من مترجميه مدة عمره وتعذر الوقوف عليها للجهل بسنة ميلاده. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب صفوة الملح بشرح منظومة البيقوني في المصطلح والملح جمع ملحة وهي ما يستطاب من الكلام فهو اسم للكلمة الجميلة المقصد الثاني اثبات نسبته اليه كتاب صفوة الملح ثابت النسبة الى ابي حامد البديري الدمياطي ويدل على ذلك دليلان احدهما تواطؤ النسخ الخطية على نسبته اليه فقد دون اسمه على قرر النسخ الخطية للكتاب والاخر عزوا جماعة من مترجميه الكتاب اليه منهم عبدالحي الكتاني في فهرس الفهارس المقصد الثالث بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب شرح منظومة متداولة في علم مصطلح الحديث هي منظومة البيقون المقصد الرابع ذكر رتبته ان منظومة مدخل لطيف الى فنون الاصطلاح الحديثي وعامة المتأخرين يستفتحون درسا المصطلح بها وعليها شروح كثيرة غالبها مبني على الايجاز وسبق اقراء بعضها في برنامج الدرس الواحد كشرح بذل الدين الحسن وشرح حسن المشاط وهذا الشرح فوق رتبة شروح البيقونية المتداولة فانه بسط المسائل التي تضمنتها على نحو جيد ويكاد يكون هذا الشرح افضل شروح منظومة البيقون التي صنفها القدامى وهو اولى بالدرس من شرح الزرقاني عليها الذي عول عليه علماء الازهر واليمن المقصد الخامس توضيح منهجه جعل المصنف رحمه الله تعالى شرحه مقسما حسب النظم فاتبع كل بيت بشرحه وامتاز هذا الكتاب بمقدمة موطئة وخاتمة متممة تتعلق بعلوم الاصطلاح واكثر فيه من النقل عن الكتب المعتمدة كنزهة النظر لابن حجر وفتح الباقي بشرح الفية العراق لزكريا الانصاري المقصد السادس العناية به لم تتعدى العناية بهذا الكتاب طبعه مرة واحدة وهو حقيق بحاشية تتمم مقاصده لمقامه الكريم بين شروح البيقونية المقدمة الثالثة ذكر السبب الموجب لاقراءه ان نظم البيقوني كما سبق مدخل متداول الى فهم علوم الحديث وعليه شروح وجيزة وهذا الشرح فوق تلك الشروح فاقراءه ترقية في فهم هذا النظم خاصة وفي فهم علوم الحديث عامة نعم والسلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نضر وجوه اهل الحديث وجعل مقامهم عزيزا مرفوعا في القديم والحديث واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة من اسند امره اليه فقطعه عن كل شاب خبيث واشهد ان ان سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله. الذي محى به كل مختلق موضوع. ونزل عليه احسن صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه السالمين من الضعف في الدين صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين وبعد لما كانت منظومة الامام العلامة والهمم الفهامة الشيخ البيقوني رحمه الله وارضاه وجعل الجنة متقلبة مثواه من ابدع مختصر صنف في فن الحديث وابلغ مؤلف يسار نحوه السير الحديث لما اشتملت عليه من بديع لفظها وقد اضحى كل مناضل لها بوجه كالح التمس مني جملة من اخواني الاعزة علي ومن اصدقائي المترددين الي ان اضع عليها شرحا ممزوجا بكلماتها مبينا لمراداتها متمما لمفاداتها مقيدا لمطلقاتها متجافيا وايه للممل ومتحاشيا عن الايجاز ومتحاشيا عن الايجاز المخل؟ فاجبتهم الى ذلك بعد مضي كثير من الزمان وانا رجلا واؤخر اخرى لعلمي باني لست من فرسان هذا الميدان طالبا من الله جزيل الثواب والانعام وان يمن علي فيجعل لحديث نبيه صلى الله عليه وسلم من الخدام وسميته صفوة الملح بشرح منظومة البيقوني في فن المصطلح دعا الله به كما نفع باصله وجعله خالصا لوجهه. وعليه الاعتماد والتعويل وهو حسبي ونعم الوكيل. ولنقدم على الشروع في المقصود مقدمة يفتقر المبتدأ اليها ونختم ذلك بخاتمة ينبغي الوقوف عليها. قوله رحمه الله وقد اضحى كل مناضل لها بوجه كالح اي صار كل من رام ان يصنع نظيرا لها في فنها راجعا بوجه كالح اي عابس لعدم قدرته على ذلك نعم احسن الله اليكم فالمقدمة في بيان الفاظ تدور بين المحدثين وهي الحديث والخبر والاثر والسنة والمتن والسند والاسناد والمسند بفتح النون والمسند بكسرها والمحدث والمفيد والحافظ. فاما الحديث فهو لغة ضد القديم. واصطلاح الماء اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من فعل او قول او تقرير او هم او ايام كاستشهاد عمه حمزة باحد او وصف خلقي بسكون لام كونه ليس بالطويل ولا بالقصير او خلقي بضمها ككونه احسن الناس خلقا وكونه لا يواجه احدا بما يكره وكونه لا ينتقم لنفسه الا ان تنتهك حرمات الله ويعبر بهذا عن علم الحديث رواية. ويحج ايضا بانه علم يشتمل على نقل ذلك وبدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بمقدمة حسنة ضمنها بيان جملة من الالفاظ من معاني الالفاظ الرائجة. واول تلك الالفاظ لفظ الحديث فعرفه لغة بانه ضد القديم. ثم عرفه باصطلاحا ومراده عند المحدثين. بانه ما اضيف فان النبي صلى الله عليه وسلم من فعل او قول او تقرير او هم او ايام او وصف خلقي او خلقي وهذا الحد يراد به جميع المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحدثون يشيرون الى الحديث عندهم بما هو اخصر من ذلك فيجعلون الحديث ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من فعل او قول او تقرير وما وراء ذلك فانه يرجع الى هذه الانواع. واما ما زاده والمصنف وغيره فانه انما فرق بينه وبين ما تقدم لاختلاف الاثر الناشئ عنه من جهة حكمه والا فما سوى ذلك يرجع اليه. وجماعه كما فقال هو كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويسمونه عندهم علم الحديث رواية. فعلم الحديث رواية ومعرفة المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم مما تقدم. نعم. احسن الله اليكم ويحج ايضا بانه علم يشتمل على نقل ذلك. وموضوعه ذات النبي صلى الله عليه وسلم من حيث انه نبي. هذا الذي تراه المصنف في موضوع علم الحديث اخذه من الكرماني الذي ذكر هذا المعنى ثم اخذه من الكرمان جماعة منهم بدر الدين ومنهم المصنف. والقول بان موضوع علم الحديث هو جاث النبي صلى الله عليه وسلم مما يستغرب اذ لا تعلقا للذات المجردة بعلم الحديث. بل موضوع علم الحديث هو المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر السيوطي في مقدمة تدريب الراوي ان شيخه الكافيجي كان يستغرب من هذا الذي ذكره الكلماني ويقول ان هذا هو موضوع علم الطب. وليس موضوع علم الحديث. لان النظر الى اه الذوات والبحث فيها هو من جملة مطالب الاطباء واما المحدثون فمطلبهم هو معرفة المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم وغايته الفوز بسعادة الدارين. واما علم الحديث دراية وهو المراد عند الاطلاق كما قاله شيخ الاسلام. اي في اوائل شرحه على الفية المصطلح. فاحسن ما قيل فيه قول الشيخ عز الدين ابن جماعة. علم بقوانين او قواعد يعرف بها احوال السند والمدن من صحة وحسن وضعف وعلو ونزول وكيفية تحمل وكيفية التحمل والاداء وصفات الرجال وغير ذلك مروي وقال الحافظ ابن حجر واولى تعاريفه ان يقال معرفة القواعد المعرفة لحال الراوي اي من حيث القبول لما فرغ المصنف من بيان معنى علم الحديث رواية اتبعه بعلم الحديث دراية لان الرواية والدراية قرينان لا ينفكان عند المحدثين. ونقل في ذلك كلاما عن شيخ الاسلام وهو عند الشافعية اذا اطلق زكريا الانصاري رحمه الله تعالى وقد استجاب القاضي زكريا الانصاري ما ذكره ابن جماعة في المنهج الروي واجمع منه ما ذكره الحافظ ابن حجر فان كلام ابن جماعة فيه تعديد بالتمثيل. واما كلام ابن حجر ففيه جمع بالوصف. والحدود يراع فيها يراعى فيها الجمع بالاوصاف دون التعديل دون التعديل للافراد لان الافراد مما يقول ذكره ولذلك قال ابن الجماعة وغير ذلك فافراد ذلك لا تحد بسردها وانما تحد بوصفها وتعريف ابن حجر مما ينتقد عليه انه جعل مناط العلم والمعرفة للقواعد والعلم لا يعرف من حيث تعلقه بمن اخذه فان المعرفة وصف للاخر لهذا علم وانما تعرف العلوم باعتبارها قواعد كما تقدم. فلو قيل على طريقة الحافظ ابن حجر علم الحديث دراية هو القواعد المعرفة لحال الراوي. كان ذلك موافقا لما يستجاب من ان العلوم تعرف باعتبارها قواعد. واوضح مما ذكره ابن حجر ان يقال ان علم الحديث دراية هو القواعد التي يعرف بها حال الراوي والمروي من حيث القبول او الرد من حيث القبول او الرد. فهذا التعريف اجمع واوفق في الدلالة على علم الحديث دراية كما تتابعوا وهذا المعنى لعلم الحديث دراية يريدون به مصطلح الحديث واصوله فمصطلح الحديث عندهم هو القواعد التي يعرف بها حال الراوي والمروي من حيث القبول او الرد. وتسمية اصول الحديث ومصطلحه بعلم في حديث دراية معنى نشأ عند المتأخرين. ولم يكن هذا المعنى هو المقصود بعلم الحديث في دراية عند الاوائل فان دراية الحديث عندهم هي فقهه ولكن المتأخرين جعلوا علم الحديث دراية مختص مختصا باصوله التي يسمى بعلم مصطلح الحديث. والتحقيق ان دراية الحديث هي على المعنى الاقدم وهي فقهه وفهم معانيه واما اصول الحديث ومصطلحه فلا ينبغي ان تسمى بذلك و انما تحد بما ذكرنا دون تسميتها بعلم الحديث دراية. لاختصاص علم الحديث دراية بالمعنى الاول عند القدامى وهذا شيء ذكره ابن الاكفاني في المقاصد ثم تتابع عليه المتأخرون نعم احسن الله اليكم. وموضوعه الراوي والمروي من حيث ذلك وغايته معرفة ما يقبل وما يرد من ذلك ما يذكر في كتبه من المقاصد قوله ومسائله ما يذكر في كتبه من المقاصد اي من مقاصد الفن وغايات التي يبحث فيه لاجلها. نعم. احسن الله اليكم واما الخبر فهو كما قال الحافظ ابن حجر عند علماء هذا الفن مرادح للحديث. وقيل الحديث ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عن غيره. ومن ثم قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها الاخباري ولمن يشتغل بالسنة النبوية وقيل بينهما عموم وخصوصا مطلق فكل حديث خبر ولا عكس انتهى. قول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى واما الخبر فهو عند علماء الفن مرادف للحديث هذا الذي يعول عليه لانه في فاصطلاحهم في هذا اللفظ جعلوه مرادفا للحديث وجرى على ذلك عملهم تصنيفا وتسمية وما عدا ذلك من الاقوال فهي استحسانات من جهة المعنى اما من جهة تصرف اهل الفن فالامر كما قال ابن حجر انهم يجعلون الخبر مرادفا للحديث. نعم احسن الله اليكم واما الاثر فهو لغة البقية واصطلاحا الاحاديث مرفوعة كانت او موقوفة. وبعض الفقهاء قصره على الثاني واما السنة فهي لغة الطريق. يقال فلان على سنة فلان اذا كان تابعا لطريقته. واصطلاحا مرادفة في الحديث على التعريف الاول وهو ما اضيف للنبي صلى الله عليه وسلم الى اخره. وقيل الحديث خاص بقوله وفعله والسنة واما المتن فهو لغة مأخوذ من المماتة. وقيل الحديث خاص بقوله وفعله والسنة تعم اي اعم من ذلك من جهة ما يدخل فيها فيدخل فيها ما زاد عن القول والفعل من تقرير او وصف او هم. نعم. احسن الله اليكم. واما المتن فهو لغة مأخوذ من المماتنة وهي المباعدة في الغاية لان المتن غاية السند. او من متنة الكبش اذا شققت اذا شققت جلدة بيضته واستخرجته ها فكأن المسند استخرج المتن بسنده او من تمتين القوس اي شدها بالعصر لان المسند يقوي الحديث ويشده بالسند وقيل غير ذلك واصطلاحا الفاظ الحديث التي يقوم بها المعنى. وقال بعضهم هو ما تنتهي اليه غاية السند من الكلام الذي ذكره بعضهم في الاصطلاح احسن من المقدم عليه وهو الفاظ الحديث التي يقوم بها المعنى لان ما ينتهي اليه السند قد يكون حديثا نبويا وقد يكون موقوفا عن احد الصحابة وقد يكون طوعا عن احد التابعين وقد يكون دون ذلك. فالمتن اصطلاحا هو ما ينتهي اليه السند من ويندرج في ذلك الحديث النبوي وغيره نعم احسن الله اليكم واما السند فهو في الاصل مأخوذ من السند وهو ما ارتفع وعلا عن سفح الجبل بان المسند يرفع الحديث لقائله. وفي الاصطلاح الاخبار عن طريق المتن. واما الاسناد فهو رفع الحديث الى قائله. وقال شيخ الاسلام هو حكاية طريق المتن. وقال الطيبي ان السند والاسناد متقاربان. باعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليهما. وقال ابن جماعة المحدثون يستعملون السند والإسناد لشيء واحد. ذكر رحمه الله تعالى اختلاف اهل العلم في حد السند والاسناد وهما من حيث المعنى العام شيء واحد واما بالنظر الى نفس الامر فان السند هو سلسلة الرواة التي تنتهي الى المتن واما الاسناد فهو حكاية طريق المتن. فالفرق بينهما ان السند هو مجرد الرواة واما الاسناد فينضم الى ذلك ما فيه من صيغ الاداء التي تكون بين الرواة. فاذا قيل في سند مما فيها فاذا قيل في متن ما ما سنده فالمراد سلسلة رواته فلان وفلان وفلان فلان واذا قيل ما اسناده فالمراد طريق حكاية ذلك بالفاظ التحمل الكائنة بينهم نعم. احسن الله اليكم. واما المسند بفتح النون فله اعتبارات ثلاث. الاول ما اضيف للنبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل الى اخر التاريخ الاول في الحديث سواء اكان متصلا ام منقطعا وقيل ما اتصل اسناده الى منتهى ولو كان موقوفا لكن استعماله في الموقوف قليل. وقيل ما اضيف اليه صلى الله عليه وسلم مع اتصال سنده. ورجحه الحافظ ابن الثاني الكتاب الذي جمع فيهما اسنده الصحابة. اي رووه فهو اسم مفعول. الثالث يطلق ويراد به الاسناد فيكون مصدره كمسند الفردوس اي اسانيد احاديثه. واما المسند بكسر النون فهو من يروي الحديث باسناده سواء اكان عنده علم ام ليس له الا مجرد الرواية؟ ذكر المصنف رحمه الله لفظين احدهما بفتح النون والاخر بكسرها وهما المسند والمسند. فذكر ان لدى يقع على ثلاثة معاني اولها ما اضيف للنبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل الى اخر ما تقدم. وقيل ما اتصل اسناده الى منتهاه ولو كان موقوفا. لكن استعماله في الوقوف قليل. وذهب الحافظ رحمه الله تعالى الى ان المسند ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم مع اتصال سنده فانه جعله في النخبة مرفوع صحابي ولو كان متصلا على ظاهره كما سيأتي في موضعه. والمعنى الثاني في بهذا الكتاب الذي جمع فيه ما اسنده الصحابة اي رووه فيسمى مسندا باعتبار رفع الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم مسند احمد او غيره. والثالث اطلاقه وارادة الاسناد سواء كان ما فيه هو من حديث الصحابة على ترتيبهم او من حديث غيرهم. كمسند الدارمي فان مسند الدارمي ليس مرتبا على الصحابة بل سمي مسندا باعتبار رفع الاحاديث فيه الى النبي صلى الله عليه عليه وسلم ومثله كذلك مسند في الجوس للدينمي فسمي مسندا باعتبار اسناد احاديثه واما المسند بكسر النون فهو الذي يروي الحديث باسناده سواء كان عنده علم ثبوت هذا الاسناد وصحته وفهم معانيه ام ليس له الا مجرد الرواية؟ فهو مرتبة من مراتب نقلة الحديث احسن الله اليكم. واما المحدث يرحمكم الله. واما المحدث فهو العالم بطريق الحديث اسماء الرغاة والمتون لا من اقتصر على السماع المجرد فهو ارفع من المسند رتبة وارفع منهما المفيد وهو دون الحافظ في العرف كما ان الحجة ارفع من الثبت. قاله الذهبي. والسلف يطلقون الحافظ والمحدث بمعنى. والحق ان الحافظ اخص منه عند متأخرين وهو المكثر من الحديث حفظا ورواية المتقن لانواعه ومعرفته رواية ودراية المدرك للعلل السالم في الغالب من الخلل وقال الحاسبي قال الحافظ ابن حجر للائمة شروط اذا اجتمعت في الراوي سموه حافظا وهي الشهرة في الطلب والاخذ من الرجال لا من الصحف والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم والمعرفة بالتدريق والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم حتى انما يستحضره من ذلك اكثر مما لا يستحضره مع استحضاره من المتون. فائدة قال الزهري لا يولد الحافظ الا كل اربعين سنة والله اعلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى معنى اخر الالفاظ التي وعد بها وهو المحدث فذكر ان المحدث هو العالم بطريق الحديث واسماء الرواة والمتون لا من اقتصر على مع المجرد فهو في رتبة ارفع من المسند المسند فان المسند هو الذي يروي الحديث بسنده سواء كان له علم بذلك ام لا. وارفع منه المحدث الذي له علم بالحديث. وارفع من احدث المفيد وهو الذي عنده معرفة زائدة في علم الحديث يرتقي بها على يرتقي بها عن رتبة المحدث وقد شبهه الذهبي بالحجة والثبت في وصف الثقات فقال كما ان الحجة ارفع من الثبت فهما يشتركان في كون كل واحد منهما ثقة الا ان الثقة الحجة ارفع من الثقة الثبت. فكذلك المفيد ارفع من المحدث وهو دون الحافظ. ثم ذكر ان السلف يطلق هنا الحافظ والمحدث بمعنى واما عند المتأخرين فالحافظ اخص منه فالحافظ رتبة اعلى من المحدث. وعلى هذا استقر الامر. وحد الحافظ يختلف من زمان الى زمان. وقد جعله المصنف المكثر من الحديث حفظا ورواية المتقن لانواعه رواية ودراية المدرك للعلل السالم في الخلل في الغالب من الخلل. ثم نقل كلامه عن الحافظ ابن حجر في النكت ذكر ان للائمة شروطا اذا اجتمعت في الراوي سموه حافظا. فاولها الشهرة بالطلب اي ان يعرف بسعيه في اخذ العلم وحمله. وثانيها ان يكون اخذه من الرجال لا من الصحف فهو يأخذ علمه بالحديث بالتلقي عن اربابه. وثالثها المعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم فيعرف نقلة الحديث على طبقاتهم ومراتبهم ولا علمه بذلك على اهل الرواية القديمة بل لابد ان يكون عارفا بطبقات الرواة في قرون امة الى زمانه ورابعها المعرفة بالجرح بالتجريح والتعديل وخامسها تمييز الصحيح من السقيم وسادسها استحضاره المتون. والمقصود كثيرا منها. لان الاحاطة بذلك مما يتعذر كما ذكره الشافعي وابن فارس وابن خزيمة في صحيحه والحفظ وصف يختلف من زمان الى زمان. فان قدر الناس تقوى وتضعف. وقد كانت القدر في الاولين اعظم منها في المتأخرين وفي تراجم وفي تراجم الحفاظ ذكر من كان يحفظ الف الف حديث ومنهم من يحفظ سبع مئة الف حديث كما ذكر في ترجمة البخاري وابي زرعة الرازي والدارقطني رحمهم الله لكن المختار ان هذا الوصف ينظر في كل زمان ما يناسب حال اهله. لكن لابد ان تكون له يد في هذه المقاصد التي ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. والحفظ عند المحدثين لا يقتصر معناه على مجرد الضبط والسرد. بل لابد من المعرفة. واما مجرد الحفظ الذي يكون دون فهم فهذا لا يستحق به الانسان اسم الحافظ. ولذلك قال عبدالرحمن ابن مهدي الحفظ معرفة اي معرفة ما يتعلق بتعليل الحديث واحوال رواته واشباه ذلك. اما من يحفظ سردا دون معرفة بالصحيح والظحيف ومسالك تعليم فهذا لا يسمى حافظا ولو حفظ الف الف حديث. فان الحفظ الذي هو مجرد ضبط اللفظ ليس مقصود عند المحدثين وانما المقصود من ضبط اللفظ التوصل الى معرفة ثبوته وعدم ثبوته ثم نقل فائدة عن الزهري في عزة الحافظ وان الحفاظ قليل. فقال لا يولد الحافظ الا كل اربعين آآ سنة ومقصود الزهري تقليل ذلك وان الحافظ في الخلق قليل وهذا العدد من الاعداد التي تستعملها العرب في الدلالة على مقصود مما كاستعمالهم السبعة وما ضعف منها كما تقدم بيانه في التقريرات على كتاب تعليم الاحب. فهو خرج على هذا المخرج ولا يراد به حقيقة الاربعين. وانما يراد به تقريب المعنى لهذا العدد الذي تعلق العرب به مقاصدها. نعم. احسن الله اليكم والمشرع الان في المقصود بعون الملك المعبود قال الناظم رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم اي بكل اسم من اسماء الذات الوجود لا بشيء غيرها وحده او معها الموصوف بانه البالغ في الرحمة اي ارادة الانعام او نسج الانعام بدلائل النعم اصولها ودقائقها وفصولها فالرحيم في هذا المقام المنيف كالتتمة والرديف اؤلف مصاحبا وملابسا ومستعينا هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في بيان معنى البسملة متعقب من وجوه فان قوله بكل اسم من اسماء الذات الواجب الوجود يغني عنه لو قال انه علم على الرب سبحانه وتعالى لكنه جرى على ما تواطأ عليه المتكلمون في العقائد من وصف الله سبحانه وتعالى بواجب الوجود. تفريقا بينه وبين المخلوق لان المخلوق جائز الوجود. واما الله سبحانه وتعالى فهو فواجب الوجود وهذا من الالفاظ التي استعملها ارباب العقائد وليست مما جاء ولا بالسنة وهي من حيث المعنى صحيحة. لكن اللفظ ليس من اللفظ المتداول في خطاب القرآن والسنة في هذا الباب. ثم انه فسر الرحمن والرحيم بارادة الانعام او نفس الانعام. وفرق بينهما لان الرحمن متعلقه النعم واصولها وان الرحيم تعلقه دقائق النعم وفصولها. وهذا وفق عقيدتي المؤولة من الاشاعرة وغيرهم. فانهم يفسرون معاني الصفات ما يأولونه او بارادة ذلك فهم يفسرون الرحمة بانها الانعام او ارادة الانعام. واما اهل السنة والحديث والاثر فيقولون ان الرحمة صفة من صفات الله عز وجل لائقة بجلاله. ومعنى قوله اؤلف مصاحبا وملابسا ومستعينا تفسير للباء. في البسملة فان الباء ذكر انها للمصاحبة او او للاستعاذة وتقدم انها للانصاف الذي يتضمن هذه المعاني. نعم عليكم قال رحمه الله تعالى المقدمة ابدأ بالحمد مصليا على محمد خير نبي الى ابدأ بالحمد اي بالثناء لله ولم يصرح به لضيق النظر ولانه معلوم اذ المحامد كلها مختصة به سبحانه لا فرد منها لغيره سواء اجعلت فيه الاغراق ام للجنس ام للعهد؟ قوله رحمه الله في تفسير الحمد اي الثناء لله تقدم ان الحمد غير الثناء. الحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه كما نصره ابو العباس ابن تيمية في مناظرته مع ابن المرحل وتلميذه ابن القيم في بدائع الفوائد واذا كررت المحامد سمي ذلك ثناء. فالاخبار عن محاسن المحمود مرة بعد مرة يسمى ثناء ويدل على ذلك كما تقدم الحديث الالهي عن ابي هريرة صحيح مسلم وفيه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي. فجعل الحمد شيئا سوى الثناء. والف الحمد في اصح الاقوال للاستغراق. اي لشمول جميع الافراد. فجميع افراد الحمد كلها لله. ملكا استحقاق فهو الذي يملكها وهو الذي يستحقها سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. تنبيه المراد بالبدء هنا البدء الاضافي فلا ينافي تقدم البسملة وجمع بينهما محافظة على الاكمل والا فاصل البركة يحصل باحدهم ما بل وبغيرهما من كل ما هو ذكر لله تعالى. تمسكا بما دل على انه ليس المراد هنا بالبسملة والحمدلة الوالدين في طلب بهما خصوص لفظهما بل كونهما ذكرا لله تعالى وهو قوله صلى الله عليه وسلم كل امر ذي بال لا يفتتح بذكر الله فهو اجزم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى تنبيها يتعلق بقول الناظم ابدأ بالحمد مع كونه قد ابتدأ بالبسملة قبل. فذكر ان الجمع بينهما ان يكون البدء هنا اضافيا. اي بالنسبة لما بعده واما البدء بالبسملة فهو ابتداء حقيقي. فيكون قد ابتدأ بالبسملة حقيقة بدأ بالحمد بالاضافة الى ما بعدها فلا يكون ذلك منافيا لما ذكره من معنى البدء لان البدء هنا اضافي ثم ذكر ان الجمع بينهما محافظة على الاكمل فالاكمل ان يبسمل ثم يحمد والذي دلت عليه السنة ان ما كان من جنس فانه يبتدأ بالبسملة وما كان من جنس الخطب فانه يبدأ بالحمدلة. واتصانيف ملحقة بالرسائل التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم الى ملوك زمانه فيكفي فيها البسملة وعلى هذا جرى جماعة من الحفاظ كابي عبدالله البخاري وغيره فانه مبتدأ كتبهم ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يذكروا فيها حمدا ولا غيره. ثم ذكر ان المقصود فيما يبدأ به هو ذكر الله سواء كان بالبسملة او الحمدلة او غيرهما. لما جاء في حديث لابي هريرة كل امن جبال لا يفتتح بذكر الله فهو اجزم. فيكون الذكر كافيا في ذلك. الا انه يشكل على هذا الرواية الثانية على حديث ففيها لا يفتتح بذكر لا يفتتح بحمد الله وفي لفظ لا افتتحوا بالحمد فالرواية العامة تفسر بالرواية الخاصة فيكون المراد من ذكر الله هو حمده الا ان هذا الحديث بروايتيه ضعيف لا يثبت والصواب فيه الارسال كما قال ابو داوود وغيره فهو حديث ضعيف بلفظ بحمد الله ولفظ بذكر الله. واما لفظه الذي يذكره غيره بسم الله الرحمن الرحيم فهو ضعيف جدا. نعم. احسن الله اليكم. وقوله مصليا ومسلما حال من فاعل ابدا على محمد علم على نبينا صلى الله عليه وسلم منقول من اسم مفعول مضعف والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن الحيوانات تضرعا ودعاء. قوله رحمه الله من قول من اسم مفعول المضعف. يعني محمدا بتشديد ميمه على زنة فعل فهو اسم مفعول منه وتفسير للصلاة بهذا مما ضعف. فان العرب لا تعرف فعلا تقلب معناه بتغير متعلقه. فجعلهم معنى الصلاة عند تعلقها بالله رحمة وعند تعلقها بالملائكة استغفارا وعند تعلقها بالحيوانات تضرعا ودعاء فيه نظر من جهة عربية والصواب ان الصلاة هي الحنو والعطف فما ذكره جماعة من المحققين منهم ابو بكر السهيلي في نتائج الافكار وابو عبدالله ابن القيم في بدائع الفوائد وابن كان في مغني اللبيب وابن الطيب في تحرير الكفاية والملوي في شرح السنن المنورة وغيرهم وما يذكر من الافراد في حد الصلاة اما هو الاستغفار والدعاء هي بعض الحنو والعطف. فالدعاء والرحمة والاستغفار كلها من جملة الحنو والعطف نعم. احسن الله اليكم. فائدة على هنا مجردة عن المضرة كما جردت عن الاستعلاء في نحو توكلت على الله فلا يرد ان ان نصلى بمعنى دعاه وان على في الدعاء تكون للمضرة او يقال لا يلزم من كون صلى معنى دعاء يعطى حكمه. لما فسر المصنف الصلاة بالدعاء ورد فيه اشكال في قول صليت على فلان فكأن المعنى صليت على فلان اي دعوت على فلان. فذكر ان على هنا مجردة عن المضرة اي لا يقصد بها الايذاء. كما جردت عن الاستعلاء في نحو توكلت على الله فان على موضوعة للاستعلاء لكن القائل توكلت على الله لا يقصد ذلك لانه لا يناسب المخلوق هذا الذي ذكره المصنف فيه نظر وتفسير الصلاة بالدعاء غلط من اربعة وجوه بسطها ابن القيم في داعي الفوائد. نعم. احسن الله اليكم. وقوله خير نبي ارسل شمل حتى اولي العزم خيريته صلى الله عليه وسلم على نبي لم يرسل من باب اولى. وذلك لنص قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس اذ كمال الامة تابع لكمال نبيها فبهداه مقتدح اذ لا يكون ممثلا له. اذ الا اذا حوى جميع كمالاته انا سيد ولد ادم ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي وما من نبي احد مع نسخة ثانية عندك ممثل ولا مماثلا مم اللي قبله الجملة اللي قبلها اذ لا يكون ممثلا ولا مماثلا ممتثلا له الاقتداء لعل ممتثلا او لا من ممثلا. نعم احسن الله اليكم اذ لا يكون ممتثلا له الا اذا حوى جميع كمالاتهم انا سيد ولد ادم ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر نبي ادم فمن دونه الا تحت لواء رواه الترمذي. انا سيد الناس يوم القيامة رواه البخاري. انا سيد رواه البيهقي فاذا فضل فاذا فضل العالمين المختص بالعقلاء على الاصح فقد فضل سائر الانواع بالضرورة ونهيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الانبياء وعن تفضيله عليهم محله لقوله تعالى فضلنا بعضهم على بعض فيما يؤدي لخصومة او لتنقيص بعضهم او هو تواضع او قبل علمه بانه الافضل. ذكر المصنف ها هنا خيرية النبي صلى الله عليه وسلم وانه خير من جميع الانبياء. من اولي العزم وغيرهم. وقد نقل ابو بس ابن تيمية الاجماع على ان خير الرسل والانبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم واما ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من النهي عن التفضيل بين الانبياء كما في حديث لا تفضلوني على فقد وجهه اهل العلم وجوها منها ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى بقوله فيما اؤدي لخصومة اي ان التفضيل يمنع منه اذا كان يحدث خصومة بين اتباع الانبياء. او اذا كان متضمنا لتنقص بعضهم. او يكون هذا مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تواضعا. او قال قبل علمه بانه الافضل. وكل هذه الاحتمالات واردة. قابلة للوجود والمقصود انه صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء ونهيه عن التفضيل بينه وبين احد منهم لا يخالف ذلك نعم. احسن الله اليكم. والنبي بغير همز مأخوذ من النبوة بفتح النون وسكون الموحدة وتخفيف الواو المفتوحة بمعنى الارتفاع وبالهمز من النبأ وهو الخبر وهو انسان اوحي اليه بشرع وان لم يؤمر بتبليغه فان امر بتبليغ بتبليغه فرسول ايضا. فكل رسول نبي ولا عكس. وفي كلام بعض المحققين الرسول من البشر ذكر حر اكمل معاصريه غير الانبياء عقلا وفقنا. وفطنة وقوة رأي وخلقا بفتح بالفتح. وعقدة موسى ازيلت بدعوته عند الارسال كما في الاية معصوم ولو من صغيرة سهواه ولو قبل النبوة على الاصح سليم من دناءة اب خناءة ام وان علوا ومن منفر كعمى وبرص وجذام. ولا يرد ولا يرد بلاء ايوب وعمل نحو العقوبة بناء على انه حقيقي لضروه بعد الانباء. والكلام فيما قارنه. والفرق ان هذا منفر بخلافه في من نبوته ومن قلة مروءة كأكل بطريق ومن دنائة صنعة كحجامة. اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه وان لم يكن له كتاب ولا شبهة كتاب ولا نسخ كيوشع انتهام. وقيل لا يكون رسولا حتى يكون له كتاب او نسخ لبعض شرع من قبله. وقيل النبي والرسول بمعنى وهو معنى الرسول على الاول المشهور. والرسول باعتبار الملائكة اعم من النبي اذ يكون من الملائكة والبشر ففي التنزيل الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن المؤمنين التنزيل وفي التنزيل ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا القول في معنى النبي والرسول والذي دل عليه القرآن والسنة ان النبي والرسول لهما معنى عام. يقع على كل واحد منهما ولهما معنى خاص ينفرد به كل واحد منهما عن الاخر. فاما المعنى العام فالنبي والرسول هو رجل حب انسي اوحي اليه وبعث الى قوم هو رجل حر انسي واوحي اليه وبعث الى قوم. ويدل على هذا المعنى قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين مع قوله تعالى فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. فهذا يدل على ان الرسول يقعان بمعنى واحد هو الذي ذكر. واما باعتبار المعنى الخاص فيقع التفريق بينهما فبزيادة في الحد المتقدم. فيكون الرسول رجل حر انسي اوحي اليه وبعث فاذا قوم مخالفين ويكون النبي رجل حر انسي اوحي اليه بعث الى قوم موافقين. فالرسل تبعث الى المخالف. والانبياء تكون في الموافق المؤلف ولذلك كانت الانبياء في بني اسرائيل تسوسهم اذا مات نبي قام نبي كما في صحيح البخاري واما رسولهم فهو موسى عليه الصلاة والسلام ما يذكره بعض المصنفين من ان النبي يكون موحى اليه ولم يؤمر بالتبليغ فيه لان القرآن دل على ان النبي يؤمر بالبلاغ كما قال تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. ووظيفة الانبياء التبشير والانذار. فكيف لا يؤمر بالتبليغ والله عز وجل يذكر ذلك عنه. فهذا الفرق فرق ضعيف. ثم ذكر المصنف نقلا عن بعض العلماء وصفه بالتحقيق فيما يتعلق احوال الرسول وانه على الكمال وكل ما خالف الكمال فانه قد ازيل عنه. كما قال وخلقا يعني اكمل الناس خلقا قال وعقدة موسى ازيلت بدعوته عند الارسال اي العقدة التي كانت في لسانه وكذلك ما ذكره في سلامة الانبياء مما ينفر عنهم كالعمى والبرص والجدام. ولا على ذلك بلاء ايوب وعمى يعقوب لطروءه بعد الانباء. والكلام فيما قرنه اي انه يكون عند في حال بعثه على الكمال. فلا يكون فيه منفر وما عرض بعد ذلك فلا يقدح في هذا الكمال. نعم. احسن الله اليكم. فائدة. وهو قوله والرسول باعتبار الملائكة اعم من هذا باعتبار المعنى العام للارسال وهو المعنى اللغوي لا باعتبار المعنى الشرعي. فمعنى قوله تعالى الله تصطفي من الملائكة رسلا اي يرسلهم الله عز وجل ويبعثهم من جهة الوضع اللغوي لا من جهة الشرع فان الرسل الذين يرسلهم الله عز وجل الى الناس مبشرين ومنذرين هو هم من جنس الناس وليسوا ملائكة واما ما يقع من ارسال الواحد للابتلاء ونحو ذلك فليس المقصود به ابلاغ رسالة وبيان دين وانما يرسل امتحانا وابتلاء فتسمية الملائكة رسلا اي باعتبار الوضع اللغوي لا باعتبار في الحقيقة الشرعية للرسول نعم احسن الله اليكم. فائدة رسالتكم لرسول خاصة بقومه الا نبينا صلى الله عليه وسلم فإنها عامة لكل مخلوق من انس وجن وملك بل وجماد كما عليه جمع محققون فائدة الارسال للمعصوم وغير المكلف طلب اذعانهما لشرفه ودخولهما تحت دعوته واتباعه تشريفا له على سائر المرسلين وقد بسطت الكلام على هذا المقام في شرحه على رسالة المسماة بإظهار السرور بمولد النبي المسرور بما لا مزيد عليه وتدعو الى الوقوف عليه الى الوقوف لديه. قرر المصنف عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لكل احد وعمم ذلك بالجمادات ثم ذكر فائدة ارساله الى المعصوم كالملائكة وغير المكلف كالجمادات فبين ان المقصود طلب اذعانهما لشرفه قولي ما تحت دعوته واتباعه تشريفا له على سائر المرسلين. وهذا معنى حسن وان كانت بعثة النبيين تتعلق بالناس فقط كما سبق في قوله تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين ومنذرين فهم يبعثون الى امم الناس والناس لفظ يدخل فيه الجن والانس والجن والانس هم بالعبادة دون غيرهم. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فهم مطالبون بها وقد يمتثلون وقد لا يمتثلون. واما الملائكة فهم ممتثلون. كما خلقهم الله سبحانه وتعالى. فلا يحتاجون الى بعثة رسول يدعوهم الى عبادة الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. اقسام قال رحمه الله تعالى ودي من اقسام الحديث عدة في النسخة الثانية اقسام الحديث هذه الدنيا من الزيادات جزاها الله خير المحقق. كان ينبغي ان يضعها بين معكوفتين او يضعها في الهامش. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وذي من اقسام الحديث عدة وكل واحد اتى وحجه وذي مبتدأ وهو اشارة الى نوع مفصل وهو ما ما هو حاضر في الذهن ان كانت الاشارة قبل التأليف وان كانت بعده فاما الى ما في الذهن ايضا على ما تقرر من تقدير المضافين واما الى ما في الخارج ان جعل مسمى الكتاب امرا خارجيا للنقوش او الالفاظ المخصوصة وهي الصادرة من المصنف في الوقت المخصوص على الوجه المخصوص. وهو على حث مضاف ايضا اي نوع هذه النقوش او الالفاظ. فلا يرد ان الموجود في الخارج اذ ليس الا الشخص وليس بمسمى الكتاب والا انحصر فيه. فان فان جعل فان جعل صمت فان جعل الكتاب فان جعل الكتاب المسائل المخصوصة المشخصة المشخصة الخارجية كما هو احد الاحتمالات ايضا فلا يحتاج الى تقدير مضاف لانها حينئذ لا تختلف بحسب الاشخاص او غيرها بخلاف النقوش والالفاظ. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا مسألة مشهورة بابتداء التصانيف تتعلق بالاشارة التي اذكرها المصنفون في اول كلامهم بعد قولهم اما بعد فهذا او فهذه او كما قال المصنف وذي فالاشارة ها هنا فيها تفصيل فيما ترجع اليه. فان كانت الاشارة قبل التأليف بان يكون قد وضع المقدمة قبل ان يضع الكتاب. فيكون قوله فان هذه او وذي اشارة الى ما هو في ذهنه مما لم يوجد في الخارج بعد. فهو وصل الى قوله اما بعد فهذه او فهذا مثلا كتاب او فهذه ارجوزة لطيفة فهو يشير الى حاضن في ذهنه سيكون. وان كان وضع الكتاب قد تقدم على ان نقدمه فيكون قد كتب الكتاب ثم شرع يكتب مقدمته. فيكون قوله فهذه اشارة الى ما في الذهن عند قوم او اشارة الى ما في الخارج عند اخرين. والمقصود بالاشارة الى ما في الخارج الى التأليف الذي قد فرض منه وهو يكتب مقدمته. والصحيح ايضا انه في هذا المقام يشير الى ما في الذهن لان الالفاظ من حيث هي لا تدل على المقصود وانما هي دليل على المعاني والمعاني انما توجد في الدهن. فالاشارة كيفما كان هي الى شيء حاضر في الذهن. سواء تقدمت الخطبة على الكتاب او تأخرت عنه. نعم. احسن الله اليكم. وقوله من اقسام الحديث متعلق بقوله عدة بكسر العين المهملة خبر مبتدأ. ومن في ذلك للبيان او للتبعيض وهو الاقرب. لانه لم يستوفي جميع اقسام الحديث كما سيأتي على ذلك ان شاء الله تعالى اخر الكتاب. وعدة ما ذكره الناظم اثنان وثلاثون قسما. تمر بك واحدة واحدة. وكل واحد منها اتى المراد ثبت ذكر اسمه في النظم من كونه صحيحا او حسنا الى اخر ما يأتيه. وحجه بتشديد الدال المهملة اي مع ذكر حجه فهو منصوب على انه مفعول معه. والحد لغة المنع واصطلاحا قول دال على ماهية في اي حقيقته اي حقيقته الذاتية فخرج بذكر ماهية الشيء الرسمي فانه انما يدل على اثاره قيل لا يمكن تعريف ابدل الا يلزم التسلسل واجيب بمنع لزومه لان حد الحد نفس الحد. كما ان وجود الوجود نفس الوجود بمعنى ان الى الحد من حيث انه حج مندرج في الحج. وان امتاز عنه باضافته اليه. ولعل المراد بالحد في كلام الناظم مطلق التعريف فيشمل الرسم اذ ليس جميع القيود المذكورة في التعاريف الآتية ذاتية فليتأمل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الحد اصطلاحا المذكور في قوله وحده والحد هو احد المعرفات عند المنطقيين وقد حده بقوله قول دال على ماهية الشيء اي على حقيقته الذاتية والماهية. هي ما يقع جوابا لسؤال اداته ما هي؟ صيغته ما هي؟ فكان السائل عن الحد يسأل عن ما هو الحج؟ فيجاب بقوله قول دال على ماهية الشيء اي على حقيقة الشيء. وخرج بهذا الرسم فانه يدل على الاثار. والمراد بالرسم ما ينشأ عن الشيء. كما يقولون في تعريف الواجب هو ما يثاب على فعله وما يعاقب على تركه. فهذه اثار الواجب ويسمى هذا تعريفا بالرسم وليس تعريفا بالحد. وذهب بعض اهل العلم الى ان الحد لا يحد. لانه مما يغمض فحد الحد نفسه الحد. والاول اولى. وان حتى يحد بعبارة تدل عليه. والحد في كلام الناظم لا يراد به حقيقته الاصطلاحية التي ذكرها بقوله قول دال على ماهية الشيء بل يراد به مطلق التعريف سواء بطريق الحد او بطريق الرسم او غيرهما. فمعنى قوله وكل واحد اتى وحده اي اتى وتعريفه. سواء كاد هذا التعريف على صورة الحد او على صورة الرسم. نعم. احسن الله اليكم. وفي قوله اشارة الى سهولة النغم عليه كأنه جاء بنفسه. وفيه ان الخطبة متأخرة الا ان يقال عبر بالماضي مكان المضارع تنزيلا لما لم يحصل منزلة ما حصل لقوة رجائه ففيه استعارة تبعية وافاد بذكر الواو انه لا ترتيب بين ذكر المحدود فتارة يذكر المحدود محدودا فتارة يذكر المحدود اولا فتارة يذكر يعني هو فتارة يذكر المحدود اولا وتارة بالعكس. كما ستراه في كلامه. اي تارة يذكر النوع الذي يعرفه اولا وتارة يعكس ذلك. نعم. احسن الله اليكم اولها الصحيح وهو ما اتصل اسناده ولم يشذ او يعل. يرويه عدل ضابط عن مثله. معتمد في ضبطه ونقله اولها اي اول العدة او الاقسام المتن الصحيح وهو لغة الصدق. واصطلاحا وهو اي الصحيح المجمع على صحته عند ما اتصل اسناده. قال السخاوي الاتصال هو سماع كل راو لذلك المروي عن من فوقه. انتهى. وتقدم معنى لا يختص الاتصال بالسماع. بل قد يكون بسماع او بغيه. و الاتصال اصطلاحا هو اخذ الراوي الحديث عن من فوقه بطريق من طرق التحمل المعروفة عند المحدثين. اخذ الراوي الحديث عن من فوقه بطريق من طرق التحمل المعروفة عند المحدثين فقد يكون سماعا وقد يكون قراءة وقد يكون اجازة وقد يكون اجازة وقد يكون مكاتبة وغير ذلك. نعم. احسن الله اليكم. وتقدم معنى الاسناد ولم يشد بشيء وذل او يعل بعين مهملة وهو كالذي قبله مبني للمجهول اي لم يدخله شذوذ ولا علة قادحة يرويه ان ينقله عدل ولو في الرواية فلا يختص بالذكر الحر. والعدالة ملكة تمنع صاحبها من اقتراف الكبائر والاسرار قال على الصغائر والكبيرة ما لحق صاحبها وعيد شديد بنص بنص كتاب او سنة. وقيل العدالة ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة عرف المصنف رحمه الله تعالى العدالة بانها ملكة والملكة عند علماء العطيات هي الهيئة الراسخة. فهي فرد من افراد الهيئة وهي احدى المقولات العشر عنده. ودخل هذا المأخذ في صلح الحديث في في مصطلح الحديث في حد العدالة من جهة العلوم العقلية. والعدالة ايسر من ذلك فان العدالة كما ذكرها القدماء من اهل العلم كالشافعي وابن حبان هي غلبة حسنات الرجل على طاعات الرجل على سيئاته. فاذا غلبت الطاعة على العبد فانه عدل وهذا احسن مأخذا واوضح من هذا الحد المبني على قاعدة عقلية ترجع الى مقولة الهيئة. وعرف المصنف الكبيرة بقوله ما لحق صاحب وعيد شديد بنص كتاب او سنة. وهذه علامة من علاماتها. وليس حدا لها. والكبيرة كما ما نهي عنه على وجه التعظيم. ما نهي عنه على وجه التعظيم. ومن طرائق التعظيم ذكر الوعيد نعم. احسن الله اليكم ضابط اما في صدره وهو ان يثبت الراوي ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء او في كتابه وهو صيانته عنده منذ سمع فيه وصححه الى ان يؤدي منه. والمراد الضبط التام كما يفهمه اطلاقه المحمول على الكامل. فيخرج الحسن لذاته يشترط فيه مسمى الضبط فقط لكن قد يقال يلزم عليه خروجه اذا اعتضد وصار صحيحا لغيره ويجاب بأن التعريف هنا في الصحيح لذاته وعلق بيرويه قوله عن مثله في العدالة والضبط التام. فقوله معتمد في ضبطه ونقله صفة كاشفة وذلك معتبر من اول السند الى اخره. قال شيخ الاسلام بان ينتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم او الى الصحابي او الى من دونه ليشمل الموقوف وغيره انتهى. ذكر المصنف ان الضبط نوعان احدهما ضبط الصدر والاخر ضبط السطر. ويشار اليه الكتاب وحد ضبط الصدر بان يتثبت الراوي بان يثبت الراوي ما سمعه بحيث يتمكن من متى شاء فيكون قد وعاه بقلبه. وعرف ضبط الكتاب بانه يصونه عنده سمع ما فيه وصححه الى ان يؤدي من هذا الكتاب. وقد اشار الى هذين النوعين علامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في قوله في النون في اللؤلؤ المكنون والظبط ضبطان بصدر فالاول الذي متى يسمعه ذم ينسى فحيثما يشأ اداه مستحضرا لفظ الذي وعاه والثاني من في صدره سطره قد جمعه وصانه لديه منذ سمعه حتى يؤدي منه اي وقت ويسمي ما يجمعه وهذا مما يوجد في الانهار ولا يوجد في البحار فان حد الظبطين وذكرهما نظما على هذا النحو ليس بغير نظم الشيخ حافظ رحمه الله تعالى. والمراد بالضبط المذكور في شروط الصحيح الضبط التام لان الضبط من جهة ثبوته وكماله نوعان احدهم الضبط التام والثاني الضبط الخفيف. فالتام هو الراسخ الكامل. والخفيف هو الذي يقرأ على صاحبه الغلط ويقع منه فيه الخطأ ثم ذكر ان معنى قوله عن مثله اي عن مثله في العدالة والضبط. وقوله معتمد في ضبطه ونقله صفة كاذبة اي لا يشتمل على تأسيس معنى بل هو تقرير لما سبقه ثم قال عن شيخي الاسلام وهو زكريا الانصاري بان ينتهي اي السند الى النبي صلى الله عليه وسلم او الى الصحابي او الى من دونه ليشمل الموقوف وغيره. فوصف الصحيح لا يختص المرفوع ولا بالموقوف ولا بالمقطوع بل يكون وصفا للجميع اذا اجتمعت شروطه. نعم. احسن الله اليكم. تنبيه جملة ما ذكره الناظم خمسة قيود لا ستة للاستغناء بقوله يرويه عدل ضابط عن قوله عن مثله الى اخره كما صرح به شيخ الاسلام في شرح الفية العراق في شرح الفية العراق فخرج بالاول منها المنقطع والمرسل والمعضل الآتي تعريفها في محلها وبالثاني الشاذ الاتي بيانه. ولا يرد عليه الشاب الصحيح عند بعضهم. لان التعريف للصحيح معي على صحته كما مر لا مطلقا. وبالثالث ما فيه علة طالحة كارساله وسيأتي بيانها. اما غير القادحة فلا قال السخاوي كأن يروي العدل الضابط عن تابعيهم مثلا عن صحابي حديثا فيرويه غيره ممن يشاركه في سائر بصفاته عن ذلك التابعي بعينه عن صحابي آخر. فإن هذا يسمى عند كثير من المحدثين علة. لوجود الاختلاف على في شيخه ولكنها غير قادحة بجواز ان يكون التابعي سمعه من كل منهما. وفي الصحيحين من امثلة ذلك انتهى ومن قيد العلة بكونها خفية لم يرد اخراج الظاهرة لان الخفية اذا اثرت فالظاهرة اولى رابع من في سنده من عرف ضعفه او جهلت عينه او حاله. وبالخامس وهو قوله ضابط الى اخره. ما في سنده كثير الخطأ وان عرف بالصدق والعدالة لعدم ضبطه. نبه المصنف رحمه الله تعالى الى ان قول ارويه عدل ضابط يغني عن قوله عن مثله للدلالة على الجنس فاذا قلنا رواه عدل ضابط صار هذا وصف لكل واحد من رواته. فلا يحتاج الى زيادة عن مثله. ثم بين المصنف ما يخرج بهذه القيود. فخرج بقيد الاتصال المنقطع والمرسل والمعضل. لانها تخالف الاتصال وبقيد عدم الشذوذ خرج به الشاب وسيأتي بيانه ثم قال ولا يرد عليه الشاد الصحيح عند بعضهم لان التعريف للصحيح المجمع على صحته كما مضى مطلقا. فبعض اهل العلم يرى ان الشذوذ وصف يتعلق بالصحة ولا بالضعف. بل الشاذ هو من رواه هو ما رواه راو على وجه يستغرب سواء كان الراوي ثقة وحديثه صحيح او كان الراوي ضعيفا وحديثه واهيا وكثير من قدماء الحفاظ يستعملون هذا المعنى ويوجد في كلام الحاكم والبيهقي رحمهما الله قولهما صحيح شاذ. ولا تنافي بينهما. ومرادهم انه رواه راويه على وجه يستغرب تفرده منه فكان حقيقا بالوصف بالشذوذ. واما من جهة الثبوت فهو ثابت. لكن بحسب ما استقر عليه الاصطلاح فقد صار الشذوذ وصفا منافيا للصحة. وخرج بالثالث ما فيه علة قادحة وهو عدم وهو عدم العلة والعلة القادحة تضر اما العلة غير القادحة فلا هذا بحسب تصرف المتأخرين. واما حسب تصرف الحفاظ فان كل علة قادحة ولا توجد علة غير قادحة. لكن القدح بعضهما يؤثر في صحة الحديث وبعضهما يؤثر في صحة الاسناد دون الحديث. فلذلك قال من قال انه اذا اثر في صحة الحديث سميت العلة قادحة واذا لم يؤثر لم تسمى قادحة كما جاء في كلام السخاوي وذكر ان انه قد يروي العدل الضابط عن تابعيه مثنى عن صحابي فيرويه ممن يشاركه عن ذلك التابع بعينه عن صحابي. فيكون اتباع التابعين قد اختلفوا عن تابعي في شيخه من الصحابة منهم من جعله انسا مثلا ومنهم من جعله ابا هريرة. ومثل هذا عند المحدثين يسمى علة وهو قادح لان الحديث توهم احد رواته في صحابي فاما ان يكون من حديث انس واما ان يكون من حديث ابي هريرة. فكل علة قادحة الا ان يحفظ انه عن الصحابيين معا فمثل ذلك لا يسمى علة ثم قال المصنف ومن قيد العلة بكونها خفية لم يرد اخراج الظاهرة. لان الخفية اذا اثرت فالظاهرة اولى العلة قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية لكن الغالب ان اسم العلل انما يطرق على الخفي. وذكر الظاهر معه على وجه التبع والتابع تابع ثم ذكر انه يخرج بالرابع وهو العدل من في سنده من عرف ضعفه او جهلت عينه او حاله. وبالخامس وهو قوله ضابط ما في سنده مغفل كثير الخطأ وان عرف بالصدق والعدالة. لان غفلة كثيرة تؤثر في الضبط فتخرج صاحبه منه. نعم. احسن الله اليكم. فوائد الاولى اعلم ان الصحيح بربانك الحسن لان المقبول من الحديث ان اشتمل من صفات القبول على اعلاها من ضبط رجاله واشتهار بالحفظ والوراء وتحري مخرجيه واحتياطهم فهو الصحيح لذاته او لا. فان وجد ما يجدر قصوره فهو الصحيح لذاته او لا اعد من او اعلم ان الصحيح ضربان. السلام عليكم. اعلم ان الصحيح ضربان كالحسن. لان المقبول من الحديث ان اشتمل من صفات القبول لا اعلاها من ضبط رجاله واشتهارهم بالحفظ والورع وتحري مخرجيه واحتياطهم. فهو الصحيح لذاته. قولا او صحيح اولى فان وجد ما يدبر قصوره ككثرة الطرق فهو الصحيح ايضا لكن لا لذاته او لم يوجد ذلك فهو الحسن لذاته وان قامت قرينة ترجح قبول ما يتوقف فيه فهو الحسن ايضا لا الا لذاته. ذكر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الصحيح ضربان كالحسن لان المقبول من الحديث ان اشتمل من صفات القبول على اعلاها فهو الصحيح لذاته. او لا يعني وان لم يشتمل من صفات القبول على اعلاها. فان وجد ما يجبر قصوره ككثرة الطرق فهو الصحيح ايضا. لكن لذاته وانما لغيره. وان لم يوجد ذلك اي لم يوجد صفات القبول على اعلاها فهو الحسن لذاته. وان قامت قليلة ترجح قبول ما يتوقف فيه للاعتظاد فهو الحسن ايضا لكن لا لذاته بل لغيره. ويفهم منه ان الصحيح والحسن يقسم كل واحد منهما الى قسمين. والصحيح يقسم الى الصحيح لذاته والصحيح لغيره. والحسن يقسم الى الحسن ذاته والحسن لغيره نعم احسن الله اليكم. الثانية قولهم هذا حديث صحيح او حسن او ضعيف. فالمراد به في ظاهر الحال عملا بظاهر الاسناد لا القطع بصحة لا القطع بصحة او غيرها في نفس الامر بجواز الخطأ والنسيان على الثقة والضبط على غيره والقطع انما يستفاد من التواتر او مما او مما احتسب بالقرائن وخالف ابن الصلاح فيما ولد في الصحيحين او احدهما اما فاختار القطع بصحته. ذكر المصنف كلاما يورده متأخر المتكلمين في الحديث معناه ان قول القائل في حديث انه صحيح او حسن او ضعيف المراد به في ظاهر في الحال عملا بظاهر الاسناد دون القطع بالحكم في نفس الامر فيجوز ان يروي الثقة حديثا يحكم عليه بالصحة. ومع ذلك قد يكون الثقة مخطئا او ناسيا ويجوز ان يروي الراوي الضعيف حديثا يحكم عليه بالضعف ويكون في نفس الامر صحيحا لم يخطئ فيه وهذا الذي قالوه انما هو امر عقلي. واما على قواعد المحدثين فان المحدثين ايحتاطون من خطأ الثقة يتأكدون من ضبط الضعيف فربما ضعفوا حديث الثقة وجودوا حديث الضعيف. فاذا تبين ان الثقة اخطأ اعلوا حديثه واذا ظهر ان الضعيف ظبط بوجود متابعين له حكموا على حديثه بالقبول. فمن جهة قواعد المحدثين لا يجري هذا عندهم. واما باعتبار القواعد العقلية فهذا ممكن. ولذلك نظر ابن الصلاحي فيه وذهب الى ان ما وجد في الصحيحين او احدهما فانه يقطع بصحته في نفسه الامر. ومثله سائر الاخبار الصحيحة فان الاخبار الصحيحة التي يرويها الثقات العدول ولا يطلع على خطأ لهم هي مقطوع بصحتها. ولا يخرج عن هذا القطع الا بقرينة دالة على خطأهم وكذلك الاحاديث التي يرويها الضعفاء هي احاديث ضعيفة في نفس الامر الا ان يطلع على ضبطهم بوجود متابع لهم على حديثهم فيقبل حديثهم ويكون في نفس الامر صحيحا فهذه مقالة عقلية جرت على خلاف القواعد الحديثية. نعم. احسن الله اليكم. الثالثة المختار وانا نمسك عن الحكم على سند معين بانه اصح الاسانيد مطلقا. قال شيخ الاسلام بان تفاوت مراتب الحديث الصحيح مترتب على تمكن الاسناد من شروط الصحة ويعسر الاطلاع على ارتفاع جميع رجال ترجمة واحدة واحدة الى اعلى صفات الكمال من سائر الوجوه انتهى وسبقه الى ذلك العراقي في شرح الفيته فقال وقد خاض قوما في الحكم على ذلك فاضطربت اقوالهم فيه بحسب اجتهادهم فقال البخاري واصح الاسانيد مالك عن نافع عن مولاه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وعليه ان زدت راويا فقل اصح الاسانيد الامام الشافعي عن مالك عن من ذكر. قال الاستاذ ابو منصور التميمي انه اجل الاسانيد لاجماع اهل الحديث على انه لم يكن في الرواة عن مالك اجل من الشافعي. وان زدت راويا ايضا فقل اصح الاسانيد احمد بن حنبل الامام الشافعي عن الامام مالك عن من ذكر باتفاق اهل الحديث على ان اجل من اخذ عن الشافعي من اهل الحديث احمد قال شيخ وغيره ولم يقع من ذلك في مسنده اي الامام احمد الا حديث واحد. قال احمد حدثنا الشافعي. قال حدثنا كن عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبع بعضكم على بيع بعض ونهى عن ونهى عن حبل الحبل ونهى عن حبل الحبلة ونهى عن المزابنة والمزابنة بيع التمر بالتمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا. واخرجه البخاري مفرقا من حديث ما لك انتهى. وقال الامام احمد بن حنبل واسحاق ابن راهويه اصح الاسانيد وان كانت عبارة الاول اجودها. ابو بكر محمد الزهري عن سالم عن ابيه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وقال عبد الرزاق ابن همام اصحها محمد الزهري المذكور عن زين العابدين قيل كان له في اليوم والليلة الف ركعة عن ابيه الحسين عن جده علي بن ابي طالب رضي الله عنهما وقال عمرو ابن علي الفلاس وغيره اصحها ابو بكر محمد ابن سيرين الانصاري عن ابي عمرو عبيدة بفتح العين السلماني باسكان اللام على الصحيح نسبة لسلمان حي من مراد عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وقيل غير ذلك والذي ينبغي كما قاله بعض المتأخرين لا يعم القول باصحية اصحية الاسانيد في ترجمة واحدة لصحابي واحد. كأن كأن يقول اصح الاسانيد عن نافع عن ابن عمر كما مر لشدة الانتشار والحكم بذلك على خطر من الخطأ. كما قيل بمثله في قوله في الرواة من اسمه كذا الا فلان بل ان كان ولابد ينبغي له ان يقيد كل ترجمة بصحابيها او بالبلدة التي من منها اصحاب تلك الترجمة كما اختاره الحاكم لانه اقل انتشارا. فيقول اصح اسانيد عمر ابن الخطاب الزهري وعن سالم عن ابيه عن جدة واصح اسانيد واصح اسانيد ابن عمر مالك عن نافع عن ابن عمر واصح اسانيد المكيين سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر واصح اسانيد الايمانيين معمر عن همام ابن منبه عن ابي هريرة واصح اسانيد المصريين الليث ابن الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير عن عقبة ابن عامر وهكذا. قال النووي في اذكاره ولا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث فانهم يقولون فهذا اصح ما جاء في الباب وان كان ضعيفا ومرادهم ارجحه او اقله ضعفا انتهى. تنبيه ما قيل في اصح الاسانيد يقال في نظيره في اوهاها. فقد قال الحاكم وغيره او هاسانيد ابي هريرة السري بن اسماعيل السري بن اسماعيل عن داوود ابن ابن ايزيد الازدي عن ابيه عن ابي هريرة واوهى اسانيد ابن مسعود شريك عن ابي خزارة عن ابي زيد عن ابن مسعود واوهى اسانيد انس داوود ابن المحبر قال في التقليد بمهملة وموحدة مكبر احسن الله اليكم داوود ابن المحبر قال في التقرير بمهملة وموحدة مشددة مفتوحة عن ابيه عن ابانا ابن ابي عياش انس وفائدته ترجيح بعضها على بعض وتمييز ما يصلح للاعتبار مما لا يصلح ذكر المصنف في هذه فائدة ان المذهب المختار الامساك على الامساك عن حكم عن الحكم على سند معين بانه اصح فان اهل العلم تكلموا في اصح الاسانيد والمختار ان لا يجزم بان اسناد الماء هو اصح الاسانيد على وجه الاطلاق. وعلة ذلك ما ذكره زكريا الانصاري وهو ان مراتب الصحيح تتفاوت بحسب تمكن الاسناد من شروط الصحة وقد يكون ذلك في الاسناد الواحد مختلفا من حديث الى حديث فيكون الرواة قد اتقنوا حديثا حفظوه ويكون قد رووا بالاسناد نفسه حديثا اخرا لم يتقنوه. فالمذهب المختار هو الا يقال ان اصح الاسانيد على الاطلاق هو وكذا وانما يقيد بحسب صحابي او بحسب بلد فيقال اصح الاسانيد عن عبد الله ابن عمر كذا وكذا او اصح اسانيد الكوفيين كذا وكذا. فمع التقييد فلا بأس. وقد خاض في اناس كما اشار الى ذلك العراقي في نظمه في قوله وبالصحيح والضعيف قصدوا في ظاهر ان القطع والمعتمد امساكنا عن حكمنا على سند بانه اصح مطلقا وقد خاض به قوم فقيل مالك عن نافع الى اخر ما قال. وقد ذكر العراقي في شرحه على التبصرة والتذكرة خلاف في ذلك منثورا فمن اهل العلم من قال اصح الاسانيد مالك عن نافع عن مولاه عبد الله بن عمر كما جاء عن البخاري قال العراقي وعليه ان زدت راويا فقل اصح الاسانيد الامام الشافعي عن مالك عما عمن ذكر قال الاستاذ ابو منصور التميمي انه اجل الاسانيد لاجماع اهل الحديث على انه لم يكن في الرواة عن ما لك اجل من الشافعي وما ذكره ابو منصور التميمي احسن مما ذكره العراقي. فان الشافعي عن ما لك اجل الاسانيد وليس اصح والاسانيد فان في الرواة عن مالك من هو احفظ في الحديث من الشافعي كعبد الرحمن ابن مهدي وعبدالله ابن مسلمة القعنمي وغيرهما. ولكن الشافعي هو اجل الجميع. فمن جهة الجلالة نعم يقال اجل الاسانيد عن مالك رواية الشافعي واما اصح الاسانيد فقد روى عنه جماعة من كبار الحفاظ من اصحابه الذين لزموه. ثم قال وان زدت راويا ايضا فقل اصح الاسانيد احمد بن حنبل عن الامام الشافعي عن الامام مالك عن من ذكر لاتفاق اهل الحديث عن على ان اجل من اخذ عن الشافعي من اهل الحديث احمد وهو كذلك اثبتوا واتقنوا من اخذ عن الشافعي. فاحمدوا مع جلالته واثبتوا الرواة عن الشافعي للحديث. ثم ذكر نقلا عن القاضي زكريا قال به غيره انه لم يقع في مسند احمد من هذا الاسناد وهو رواية احمد عن الشافعي عن مالك الا حديث واحد. رواه الامام احمد مفرقا واما رواية الامام احمد عن الشافعي عن غير ما لك فمجموع ما فيها عدة احاديث تزيد عن العشرة فالاحاديث التي رواها الامام احمد عن الشافعي فوق العشرة ومنها هذا الحديث عن الامام مالك ثم اورد بعد ذلك كلاما اخر للامام احمد واسحاق ابن رهويه في اصح الاسانيد ثم اتبعه غيره والذي ينبغي كما سلف الا يعم القول باصحية الاسناد بل يكون مقيدا كما ذهب الى ذلك الحاكم واخذه من بعده جماعة من المحققين كالعراق وتلميذه ابن حجر وغيرهما وقد ذكر المصنف طرفا من كلامهم في اصح الاسانيد على وجه التقييد فيقال اصح الاسانيد عمر ابن الخطاب زهري عن سالم عن ابيه عن جده واصح اسانيد ابن عمر مالك عن نافع عن ابن عمر عن ابيه عن جده هو سالم ابن عبد الله ابن عمر فابوه عبدالله وجده عمر وحينئذ كان ينبغي ان يكون اصح الاسانيد عن عبد الله ابن عمر هو الزهري عن سالم ابن عبد الله عن ابيه عبد الله. وهذان الاسنادان الزهري عن سالم بن عبدالله عن ابيه عبد الله ومالك عن نافع عن ابن عمر خرسا رهان فكلاهما من رواية الاثبات ووقع بينهما الخلاف في ثلاثة او اربعة احاديث وكان الامام احمد رحمه الله تعالى يميل الى تقديم حديث سالم على حديث نافع ونافع قد استنكر عليه شيء يسير من حديث ابن عمر بخلاف سالم فانه لم يستنكر عليه شيء من حديثه عن ابيه. وان كانا جميعا حديثهما من الدرجة العالية من رواية التقاط الاثبات. ثم ذكر اصح الاسانيد عن المكيين. ثم اصح اليمنيين ثم صح اسانيد ثم اصح اسانيد المصريين. ثم اورد كلاما عن النووي يوهم تعلقه وكلام النووي متعلق بقولهم اصح ما جاء في الباب. وهذا غير قولهم اصح اسناد هو كذا وكذا فان مراد المحدثين في قولهم في الباب اي من جهة متنه. فالمراد موضوع الحديث وليس اسناده فمتعلقه المتن. فاذا وقع في كلامهم اصح ما في الباب فليس المراد انه صحيح ثابت ولكن المراد انه امثل من غيره. فقد يكون ضعيفا وقد يكون صحيحا. فليس هذا الوصف وصفا مقتضيا للصحة. ومن اكثر من اعتنى به الترمذي. في جامعه فانه ينبه بجملة من ابوابه على ذلك فيقول هذا اصح ما جاء في الباب او حديث عائشة كما قال في حديث عائشة في دخول في الخروج من الخلاء غفران قال هذا اصح ما جاء في الباب. ولما ذكر المصنف ما يتعلق باصح الاحاديث في اصح الاسانيد ذكر ما يقابلها وهو اوهى الاسانيد اي اشدها ضعفا والقول فيه كالقول في سابقه فيكون مقيدا كما ذكره الحاكم في معرفة الحديث وغيره فيقال اوهى اسانيد ابي هريرة كذا وكذا واسانيد ابن مسعود كذا وكذا واوهى اسانيد انس كذا وكذا. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى فائدة القول في اصح الاسانيد واوه الاسانيد. وهو ترجيح بعضها على بعض وتمييز ما يصلح للاعتبار مما لا يصلح. والترجيح محله الاصح والتمييز محله الاوهى. فاذا عرض اسناد باسناد فيما رواه الثقات وكان احد الاسنادين قد حكم بانه اصح الاسانيد رجح على غيره. وكذلك في الاسانيد الواهية يميز بذلك فيما يصلح للاعتبار ان يستشهدوا ويعتبروا به او يطرح فما كان شديد الوهاء فان انه الفرح ولا يقوى به. نعم. احسن الله اليكم. الرابعة اول من صنف في الصحيح الامام البخاري وبعده ولا يرد موطأ مالك لانه وان كان سابقا فمؤلفه لم يتقيد بالصحيح الذي مر تعريفه. قال شيخ الاسلام لانه قال فيه المرسل والبلاغ والمقطوع ونحوها على سبيل الاحتجاج. فليس هو اول من صنف في الصحيح انتهى. وذهب الجمهور الى تجديد البخاري على صحيح مسلم قال شيخ الاسلام وهو الصحيح المشهور انتهى ويلزم منه ترجيح صحيح البخاري على سائر الصحاح وذهب بعض المغاربة الى ترجيح صحيح مسلم على صحيح البخاري. ورد لان البخاري اشترط في الصحة اللقي. ومسلم اكتفى بالمعاصرة والاتفاق العلماء على ان البخاري اجل منه واعلم منه بصناعة الحديث مع ان مسلما تلميذه حتى قال الدار قطني لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء ويؤيده ايضا ان البخاري يذكر الضعفاء كمطر الوراق والنعمان ابن راشد وبقية وابن اسحاق غالب في المتابعات والاستشهادات والتعليقات كما قاله الحافظ ابن حجر بخلاف مسلم فانه يذكرهم كثيرا في في الاصول والاحتجاج وغيرهما سواء وقيل بالوقف وبالجملة فكتاباهما اصح كتب الحديث. مهمة قال بعضهم ما قيل من اشتراط البخاري ثبوت السماع لكل راو من شيخه ولم يكتفي بامكان اللقاء والمعاصرة مردود بانه لم الى اشتراطه للصحيح بل لاصح الصحيح. واما ما ذكره بعضهم من ان شروط الصحيحين في من ان شروط الشيخين في صحيحيهما الا ان يدخل الا ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنان فصاعدا. وما نقله عن كل واحد من الصحابة اربعة من التابعين فاكثر وان يكون عن كل واحد من التابعين اربعة قال الحافظ فهو كلام من لم يمارس الصحيحين ادنى ممارسة فانه لو قال قائل ليس فيما حديث بهذه الصفة لم يكن مبعدا. نعم اشتراط رجلين عن رجلين الى اخر السند مذهب ابن علية. وهو مذهب مردود انتهى ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسألة اخرى تتعلق بالصحيح بعد فراغه من ذكر الخلاف في اصح الاسانيد ومتعلقها ذكر اصح الكتب. وقد ذهب جمهور اهل العلم الى ان صحيح البخاري اصح من صحيح مسلم وذهب ابن حزم وابو مروان الطبني وجماعة من المغاربة الى تقديم صحيح مسلم وذهب بعضهم الى الوقف وقد اشار الى ذلك العراقي بقوله اول من صنف في الصحيح محمد وخص بالترجيح. وبعض اهل الغرب مع ابي علي فضلوا داء لو نفع صحيح البخاري مقدم على صحيح مسلم عند جمهور اهل العلم وذهب بعض اهل العلم الى تقديم مسلم. والقول الثالث الوقف عن الترجيح بينهم. والمختار هو مذهب والموجب لذلك ان امامة البخاري في الحديث فوق مسلم كما ان شرطه وتصرفه في كتابه ادق من مسلم. من وجوه منها ما ذكره المصنف هنا ان البخاري قد خرجوا لبعض الضعفاء في المتابعات والشواهد. ومسلم قد يخرج لبعضهم في اصول كتابه محتملا لحديثه. كما ان البخاري في شرطه اقوى من مسلم وشرط البخاري في بين الرواة هو شرط عنده عنده للصحيح وليس شرطا لاصح الصحيح لان البخاري يعل بهذا كثيرا في التاريخ الكبير. فما ذكره ها هنا من ان ذلك مردود بانه لم يذهب الى اشتراطه للصحيح بل لاصح الصحيح الظاهر ان البخاري جعله شرطا الصحيح وليس شرطا لاصح الصحيح وهذا هو الذي اختاره ابن حجر رحمه الله تعالى. وما ذكره بعضهم من ان الشيخين الا يدخل الا ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنان فصاعدا الى اخر ما ذكر فهذا كلام من لم يمارس الكتابين فان في الكتابين احاديث كثيرة لم يروها الا فلان عن فلان. وهذه المقالة من اشتراط رجلين عن رجلين هي من مقالات المعتزلة. كما ذكره المصنف انه مذهب بن علية. وابن علية هذا هو ابراهيم ابن اسماعيل ابن علية. وهو ولد المحدث الكبير اسماعيل ابن ابراهيم ابن علية المخرج حديثه في الصحيح وكان ابنه في زمن الشافعي وقد اعتنقا وتقلد مذهب المعتزلة وله على اصولهم منه هذا القول نعم. احسن الله اليكم. واعلم كما يؤخذ مما تقرر ان اعلى مراتب الحديث الصحيح مروي الصحيحين فمروي البخاري فمسلم. فما على شرطهما وان لم يرويان. والمراد بهما رواه رواتهما او مثلهم مع باقي شروط الصحيح التي تقدمت في النظم. كما قاله شيخ الاسلام واختاره الولي العراقي من اقوال ثلاثة. فما على شرط البخاري فما على شرط مسلم فما على شرط غيرهما من سائر الائمة فهذه سبعة اقسام وهي شاملة للمتواتر الذي هو ارفع وللمشهور وهو ما له طرق محصورة باكثر من اثنين. ولما وصف بانه اصح الاسانيد ولغيرها مما اورد الحصر فيها مع ان المتواتر لا يضر خروجه اذ لا يشترط فيه عدالة الراوي فليس هو من الصحيح الذي مر تعريفه انتهى ذكرها المصنف رحمه الله تعالى نقلا عن شيخ الاسلام زكريا مراتب الحديث الصحيح وانها سبعة اولها ما اخرجه الشيخان ثانيهما وثانيها ما رواه البخاري وحده وثالثها ما رواه مسلم وحده ورابعها ما كان على شرطهما وخامسها ما كان على شرط البخاري وسادسها ما كان على شرط مسلم وسابعها ما كان على شرط غيرهما من سائر الائمة في الصحة. ولابد من هذا القيد. وليس الامر مطلقا قوله فما على شرط غيرهما من سائر الائمة اي في الصحة. فشرط غيرهما من الائمة في الصحة يكون اقل من درجة ما بشرطهما او شرط واحد منهما. ثم ذكر ان هذه الاقسام السبعة شاملة للمتواتر الذي هو ارفعه وهو للمشهور فقد يدخل فيها المتواتر وقد يدخل فيها المشهور فيخرجان حديثا متواترا او مشهورا ولما وصف بانه اصح ولغيرها مما وجد على الحصر فيها اي كالعزيز والغريب فان العزيز هو الغريب محصوران اما من طريق واحد او من رواية اثنين. قال مع ان المتواتر لا يضر خروجه اذ لا يشترط فيه عدالة الراوي فليس هو من الصحيح الذي مر تعريفه ومقصوده ان الصحيح متعلق بالحكم على الاحاد. واما فانه فوق الصحيح. فالمتواتر الذي انتشر وشاع لا يحتاج الى الحكم عليه بالصحة. ولذلك فان الحافظ ابن حجر قدم في النخبة حدها المتواتر وحد الاحاد ثم بين ان الصحيح من لاستغناء المتواتر عن الحكم عليه بالصحة لاستفاضته. نعم. احسن الله اليكم. الخامسة ان جملة في صحيح البخاري من غير تكرير اربعة الاف حديث. والمكرر ثلاثة الاف ومئتان وخمسة وسبعون حديثا قاله العراقي وقال الحافظ ابن حجر والذي تحرر لي انها بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات والموقوفات والمقطوعات سبعة الاف ثلاث مئة وسبعة وتسعون حديثا وبغير المكرر من المتون الموصولة الفان وست مئة وحديثان ومن المتون المعلقة المرفوعة التي لم يوصلها في موضع آخر منه مئة وتسعون وخمسون. فمجموع غير المكرر الفان وسبعمائة وواحد وستون حديثا انتهى. قال العراقي ولم يذكر ابن الصلاح عدة احاديث مسلم. وقد ذكر النووي انها نحو اربعة الاف المكرر ولم يذكر عدتها بالمكرر وهي تزيد على عدة كتاب البخاري لكثرة طرقه. قال ورأيت عن ابي الفضل احمد سلمة انها اثنا عشر الفا. قال الزركشي بعد نقله كلام ابن سلمة. وقال ابو حفص ميانجي. انها ثمانية الاف قال ولعلها ولعل هذا اقرب السابعة الميانج ما هو بمشددة. هو ابو حفص عمر الميانجي ويقال الميانشي الموصلي صاحب وغيره. نعم وقال وقال ابو حصن الميانجي انها ثمانية الاف قال ولعل هذا اقرب. السادسة ذهب ابن الى انه لا يمكن تصحيح ولا تحزين ولا تضعيف في الاعصار المتأخرة حتى هو في عصره حيث جنح لمنع الحكم بذلك واقتصر فيها على ما نص عليه الأئمة في تصانيفهم المعتمدة التي يؤمن لشهرتها من التغيير والتحريث محتجا بأنه ما من باسناد الا وفي رواته من اعتمد على ما في كتابه عاريا عن الضبط والاتقان. قال فاذا وجدنا حديثا صحيح الاسناد ولم نجد في احد الصحيحين ولا منصوصا على صحته في شيء من مصنفات ائمة الحديث المعتمدة المشهورة فانا لا نتجاسر على الحكم بصحته وصار معظم المقصود بما يتداول من الاسانيد خارجا عن ذلك ابقاء لسلسلة الاسناد التي خصت بها هذه الأمة زادها الله شرفا وذهب النووي الى ان التصحيح ونحوه ممكن حيث قال الأظهر عندي ان ذلك ممكن ممكن لمن تمكن وقويت معرفته لان شروطه لا تختص بمعين من راو او غيره اذ المقصود معانيها في السند. فاذا وجد رتب وعليها مقتضاها قال العراقي وعلى هذا عمل اهل الحديث فقد صحح غير واحد من المعاصرين كابن الصلاح واحد فقد صحح غير واحد من المعاصرين لابن الصلاح وبعده احاديث لم نجد لمن تقدمهم فيها تصحيحا كابي حسن ابن القطان المقدسي والزكي عبد العظيم ومن بعدهم انتهى. والى ما ذكر اشار الحافظ محمد ابن الجزري في منظومته فقال رضي الله عنه وهل لنا تصحيح ما لا صححوه؟ نعم بشرطه وهذا الارجح. قال شارح قال شارحها السخاوي ما نصه؟ وصنيع نبني الجزري يشعر بموافقته يعني من الصلاح في الحكم فيما اذا لم يعتدل الاسناد المتصف بذلك ما يقويه ما اذا اعتضد فلا وذلك انه قال ابن الجزري ان الكتاب المشهور الغني بشهرته عن اعتبار الاسناد منا الى مصنفه كسنن النسائي مثلا لا يحتاج في صحة نسبته الى النسائي الى اعتبار رجال الاسناد الى مصنفه. قال فاذا روى اذا ولم يعلله وجمع اسناده شروط الصحة ولم يطلع المحدث المطلع فيه على علة فما المانع من الحكم بصحته ولم ينص على صحته احد من المتقدمين ولا سيما واكثر ما يوجد من هذا القبيل ما رواته رواة الصحيح هذا لا ينازع فيه من له ذوق في هذا الفن؟ قلت والظاهر ان ابن الصلاح لا يخالف في هذا فانه قال نكل الامر اذا في ففي الصحيح والحسن الى الاعتماد على ما نص عليه ائمة الحديث في تصانيفهم المعتمدة المشهورة التي يؤمن لشهرتها من التغيير والتحريف ولذا قال الولي العراقي في ديباجة شرحه لسنن ابي داوود وهو قريب مما ذهب اليه شيخنا ما نصه ان الى ابن الصلاح المنع الذي لم يتحصل منه على شيء لا يأتي فيما اذا وجدنا حديثا في مثل سنن ابي داوود والنسائي او غيرهم ما من التصانيف المعتمدة المشهورة التي يؤمن فيها لشهرتها من التغيير والتحريف باسناد لا غبار عليه فكتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر فأي مانع من الحكم بصحة هذا فإن الإسناد من فوق فإن الإسناد من فوق واضح الأمر ومن اسفل لا يحتاج اليه على طريقته ومن اسفل لا يحتاج اليه على طريقته لشهرة ذلك التصنيف انتهاه. وحينئذ قول شيخنا ان الرد على الصلاح بهذا اولى من الاحتجاج عليه بصنيع معاصريه فانه مجتهد وهم مجتهدون. فكيف ينقذ الاجتهاد بالاجتهاد فيه نظر وكذا القول بإطلاق الجواز انتهى ما قاله السخاوي. وقال ايضا في محل آخر نقلا عن الولي العراقي. ولعل ابن الصلاح اختار حسم المادة لئلا يتطرق اليها بعض المتشبهين. بعض المتشبهين ممن يزاحم في الوثوب على الكتب التي لا يهتدي للكشف منها وللحديث رجال يعرفون به وللدواوين كتاب وحساب. فالمحدث من كتب المسانيد والعلل والتواريخ. فاذا كان كذلك فلا منكر له في ذلك انتهى ملخصه. وهذا من ابدع الجواب عن ابن الصلاح رحمه الله تعالى. ذكر رحمه الله تعالى هنا حكاية لمذهب ابن الصلف التصحيح والتضعيف. فان ابن الصلاحي له كلام في مقدمته يوهم ظاهره المنع من ذلك. وليس كذلك خلاف بل لاكثر من تكلم في معنى كلامه والصواب ما ذهب اليه السخاوي من ان ابن الصلاح لا يمنع ذلك ولكن ابن الصلاح يمنع ذلك في التصانيف التي لم تشتهر ولم تضبط ولم تنقل بعناية. فربما دخلها خلل ووهم في نسخها ونقلها كالأجزاء غير المشهورة والتواريخ التي صنفها المحدثون. واما الكتب المتداولة المشهورة كالسنن الاربع ومسند احمد وسنن البيهقي التي اعتنى اهل الحديث بروايتها وظبط نسخها فان من الصلاح لا يمنع من ذلك وانما منعه هو في الحكم على الاحاديث التي تروى في الكتب غير المعتمدة. فانهم كانوا ينقلون الكتب نقلا. فربما وقع في اقل من نسخة الى نسخة وهم وتصحيف وتحويل ودخول اسناد في اسناد او تغيير اسم راوي فلاجل ذلك منعه ابن الصلاح ويدل على ذلك ان ابن الصلاح نفسه له كلام في التصحيح والتضعيف. حينئذ لا يمكن حمل كلامه على ان او يمنع من ذلك مطلقا وانما يمنع في المحل المذكور كما استظهره السخاوي وهو احسن من تكلم في هذا ومن امعن النظر في كلام ابن الصلاح وجد ان حقيقة ذلك هي ما ذكره السخاوي عنه وانه لا يمنع مطلقا وانما يمنع ايقاع ذلك في الكتب التي لم تعتمد ولم تتلقى بالعناية والقبول عند المحدثين ولا ادل على ذلك من تصرفه هو في التصحيح والتضعيف. وحاشيته على وسيط الغزالي فيها كثير من الحكم على الاحاديث وكتب التخريج عند الشافعية كالتلخيص الحبير لابن حجر واصوله كتاب ابن جماعة وكتاب للملقن فيها نقل عن النبي الصاحبي ذلك. نعم. احسن الله اليكم والحسن المعروف طرقا وغدت رجاله لك الصحيح اشتهرت. والثاني من اقسام الحديث الحسن هو لغة ما تميل اليه النفس وتستحسنه واصطلاح النوعان حسن لذاته وحسن لغيره. فالاول ما اشار اليه الناظم تبعا للخطابي بقوله المعروف طرقا تمييز محول عن نائب الفاعل اي المعروف طرقه والمراد رجاله المخرجون له. قال شيخ الاسلام وذلك عناية عن الاتصال اذ المرسل والمعضل والمنقطع والمدلس بفتح اللام قبل ان يتبين تدليسه لا يعرف مخرج الحديث منها وغدت بالغين المعجمة والمراد اشتهرت رجال في العدالة والضبط لا لا كرجال الحديث الصحيح اشتهرت بل اقل اشتهارا في ذلك ويوضحه قول بعض المحققين الحسن لذاته ما اشتهر رواته بالصدق والامانة ولم تصل في الحفظ والاتقان رجال الصحيح هذه الجملة المقصود منها النهراوي الحديث الحسن اقل درجة من راوي الحديث الصحيح وهذه القلة يشار اليها بخفة الضبط. فراوي الحديث الصحيح تام الضبط. واما راوي الحديث حسن الضبط الا ان خفة الضبط معنى مشترك بين الراوي الصدوق وبين الراوي الضعيف. فان من ضعفاء من ضعف حديثه لخفة ظبطه. فحينئذ لابد من قيد يتميز به راوي الحديث الحسن من الصدوقين الذين خف ضبطهم وبين راوي الحديث الضعيف من الرواة الذين خف ضبطهم. وهذا المفرق بينهما هو قيد مقبول كما رجحه الصنعاني رحمه الله تعالى في شرح تنقيح الانظار تم بتنوير الافكار. فراوي حديث الحسن هو مقبول خف ضبطه. واما الضعيف الذي خف ضبط فانه لا يوصف بالقبول. نعم. احسن الله اليكم والثاني هو ما في اسناده مستور لم يتحقق اهليته. غير انه ليس مغفلا ولا كثير الخطأ فيما يرويه. ولا متهم بالكذب في ولا ينسب الى مفسق واعتضد من متابع او مشاهد مع السلامة من الشذوذ والعلة القادحة والمراد بالمتابع ما روي باللفظ وبالشاهد ما روي بالمعنى هذا النوع الثاني يشير به الى الحسن لغيره. وهو ما كان كان واعتضد بمثله او ما فوقه. فان الاسناد الضعيف اذا وجد له عاضد يعضده قائل الحسن وسمي حسنا لغيره. وهذا العاضد يكون متابعا او شاهدا ومن اهل العلم من فرق بين المتابع والشاهد باعتبار اللفظ والمعنى. فاذا كان حديث الراوي الضعيف مع حديث غيره متفقا اللفظ فهذا متابع. وان كان بينهما اشتراك من جهة المعنى فهذا شاهد والذي استقر عليه الاصطلاح ان المتابع ما رجع حديث رواته الى صحابي واحد والشاهد ما كان من حديث صحابي اخر فيقال مثلا حديث ابي هريرة شاهد لحديث انس ابن مالك اما اذا كانت الطرق ترجع الى حديث ابي هريرة وحده فان كل واحد منها يوصف بانه متابع لغيره. نعم احسن الله فائدة الحديث الحسن بقسميه ملحق بالصحيح في الاحتجاج وان كان لا يلحقه رتبة بل قال ابن الصلاح من سماه صحيحا لاندراجه فيما يحتج به لا ينكر انه دونه. لا ينكر انه دونه. فهذا اختلاف في العبارة دون المعنى المصنف رحمه الله تعالى الاعلام بان بعض اهل العلم يطلق الصحيح ويريد به الحديث المقبول سواء كان صحيحا ام حسنا كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان فان فيهما ما هو حسن فهو ادخله في الصحيح على ارادة معنى المقبول. نعم. احسن الله اليكم. تنبيه قد علم الفرق بين الصحيح والحسن كما وقع للترمذي من الجمع بينهما كثيرا بقوله حسن صحيح فاحسن ما قيل في الجواب عنهما ذكره الحافظ ابن حجر بان الحديث ان كان فردا تردد ائمة الحديث في حال ناقله اقتضى فتردد ائمة الحديث في حال ناقله اقتضى للمجتهد الا يصفه باحد الوصف فيقال فيه حسن باعتبار وصفه عند قوم صحيح باعتبار وصفه عند قوم وغاية ما فيه انه حدث منه حرف بان حقه ان يقول حسن او صحيح. وعلى هذا فما قيل فيه حسن صحيح دون ما قيل فيه صحيح. لان الجزم اقوى من تردد وان لم يكن فردا فاطلاق الوصفين يكون باعتبار اسنادين احدهما صحيح والاخر حسن وعليه كما قيل فيه حسن فوق ما قيل فيه صحيح لان كثرة الطرق تقوي انتهى. تقرر مما سلف ان الحسن قسيم للصحيح فكل واحد منهما اصل برأسه ووقع الاشكال في الجمع بينهما وكثيرا ما يقع وذلك في كلام الترمذي فانه يقول عقب الاحاديث هذا حديث حسن صحيح. واختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في مقصوده على مذاهب سبعة او اكثر. واشتهر عند المتأخرين استحسان ما ذكره الحاكم رحمه الله تعالى في نزهة النظر من انه ينظر الى ما حكم عليه الترمذي بانه حسن صحيح فان كان لا يروى الا باسناد واحد فمعنى قوله حسن صحيح انه متردد في الحكم عليه فهو حسن عند صحيح عند اخرين. فتقدير الجملة حسن او صحيح. وان كان مرويا باسنادين فيكون قول الراوي فيكون قول الناقد حسن صحيح بمعنى ان له اسنادا حسنا وله اسنادا صحيحا فيكون تقدير الجملة حسن وصحيح. والى هذا اشار الشمني في نظم النخبة بقوله تجد قولا لهم يلوحوا هذا حديث حسن صحيح. فان يكن فردا فلتردد في ذلك الناقد للتفرد. وان يكن ليس بفرد سقفا فباعتبار سندين وصف وهذا القول المستحسن يشكل عليه ان عند الترمذي احاديث رواها باسانيد لم يقل احد من الحفاظ ابدا انها حسنة بل هم مجتمعون على انها صحيحة او واصح او اصح الصحيح كحديث يرويه مثلا عن عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر ثم يقول فيه حسن صحيح ولا والحديث الا بهذا الاسناد. فحينئذ لا يمكن القول بانه حسن عند قوم. وصحيح عند قوم اذ الحفاظ مطبقون على ان هذا السند صحيح بل من اعلى درجات الصحيح. ففي كلام الحافظ رحمه الله تعالى اشكال والظاهر والله اعلم ان هذه اللفظة حسن صحيح هي عند الترمذي للدلالة على ثبوت الحديث فهو يقول حسن صحيح يريد بذلك ثبوته. سواء كان بسند واحد او بسندين فهو صحيح عنده. نعم. احسن الله اليكم وكل ما عن رتبة الحسن قصر فهو الضعيف وهو اقسم كثر. الثالث من الاقسام الضعيف وهو ما اشار اليه قوله وكل ما عن رتبة الحسن اي وعن رتبة الصحيح بفهمه باللزوم قصر اي انحط فهو الحديث الضعيف وقيل هو ما اشتمل على ضعف ما ولو يسيرا ما لم يعتضد. قال السخاوي وتتفاوت درجاته في الضعف بحسب بعده من شروط الصحة. كما تتفاوت درجات الصحيح بحسب تمكنه منها غلو غلو في حده وقيل هو ما اشتمل على ضعف ما ولو يسيرا ما لم يعتضد احسن منه في بيان حد الضعيف ان يقال الحديث الضعيف هو ما فقد شرطا من شروط القبول. هو ما فقد شرطا من شروط القبول. نعم احسن الله اليكم. وهو اي الضعيف اقسى من كثر بضم المثلثة وبيان تلك الاقسام هو ان شروط القبول الشامل للصحة والحسن ستة. اتصال السند والعدالة والضبط وفقد الشذوذ وفقد العلة القادحة العاضد عند الاحتياج اليه. وهي بالنظر الى انتفائها العرب. والعاضد عند الاحتياج اليه. احسن الله اليك. لانك اذا قلت والعاضلي صار كأنها معطوف على فقر تفقد العاضدين. وهي والعاضد هذا الشرط السادس. نعم. احسن الله اليكم والعاضد عند الاحتياج اليه وهي بالنظر الى انتفائها انفرادا واجتماعا يتفرع منها ثلاثة وستون قسما لان فاقد شرط منها قسم تحته ستة. وفاقد اثنين منها قسم قسم ثان تحته خمسة عشر. لانك اذا ضممت الى كل واحد من الستة كل واحد مما بعده بلغ ذلك وفاقد ثلاثة منها قسم ثالث تحته عشرون لانك اذا ضممت الى كل اثنين من كل واحد مما بعدهما بلغ ذلك. وفاقد اربعة منها قسم رابع تحته خمسة عشر. لانك اذا ضممت الى كل ثلاثة من الستة لكل واحد مما بعدها بلغ ذلك وفاقد خمسة منها قسم خامس تحته ستة. لانك اذا ضممت الى كل اربعة من الستة كل واحد من الاثنين الباقيين بلغ ذلك وفاقد الجميع قسم واحد. فصار جملة الاقسام ما قلناه. ولما كان قد يعسر فهم تحصيل هذه الاقسام اوضحت ذلك بوضع جدول تقريبا للافهام واقتصرت فيه على فاقد ثلاثة بانه اكثر اقساما ويقاس عليه البقية ورتبت ذلك في الجدول على ترتيب ذكرها المتقدم. وبيانه ان تأخذ فاقد الاولين. وبيانه ان تأخذ الى الاولين من كل الاربعة بعدهما وفاقدا. وفاقد الاول والثالث مع كل من الثلاثة بعده. وفاقد الاول والرابع مع كل من الاخيرين وفاقد الاول والاخر والاخيرين. وفاقد الثاني والثالث مع كل من الثلاثة بعده. وفاقد الثاني مع كل من الثلاثة بعده وفاقد الثاني والرابع مع كل من الآخرين. وفاقد الثاني والآخرين وفاقد الثالث والآخرين وفاقد الثلاثة والاخيرة فهذه عشرون قسما داخلة تحت هذا القسم كما تقدم. ويقرأ هذا الجدول الاعلى الى الاسفل وهذه صورته فتأمل. نعم. مع فقد العدالة لا تأمل. الجداول هذا في علم الفلك ما تقرأ لعدم امكان قراءتها لكن تتأمل وتعرف. وهذه القسمة قسمة رياضية حسابية فشروط العدالة ستة كما ذكر المصنف هي التي تقدمت عند ذكر الصحيح مع ذكري السادس وهو العرض عند الاحتياج اليه في الحسن. ويكون اسباب الضعف بفقد واحد منها وقد يوجد فقد واحد مع الثاني. فيكون نوع او فاقد الاول مع الثالث فيكون نوع. او فاقد الاول مع الثالث فيكون نوعه هكذا او يكون فاقدا للاول والثاني مع الثالث. او فاقدا للتاني والثالث مع الرابع وهلم جر فهي طريقة حسابية لا طائل تحتها من جهة الصنعة الحديثية. نعم. احسن الله اليكم بما تقدم من ان جملة الاقسام ثلاثة وستون انما هو من غير نظر الى ما يدخل تحت كل من فاقد الشروط الستة اما لذلك فتكثر الاقزام جدا لانه يدخل تحت فقد الاتصال ثلاثة المرسل والمنقطع والمعضل وتحت فقد العدالة الضعيف والمجهول وتحت الضعيف ما ضعفه بكذب راويه او تهمته او فسقه او بدعته وتحت المجهول ما جهل عينه او حاله. قال الولي العراقي ومن اقسام الضعيف ما له لقب خاص كالمضطرب والمقلوب والموضوع والمنكر وهو بمعنى الشاذ كما سيأتي انتهى وبالغ ابن فقال ان اقسام الضعيف تبلغ خمسين الا واحدة. اي ويدخل تحت كل قسم اقسام. لكن قال شيخ الاسلام ولم ارى له وجهه قال الحافظ ابن حجر وذلك مع كثرة التعب فيه قليل الفائدة انتهى. قال الجلال السيوطي اي لانه لا يخلو اما ان يكون من اجل معرفة مراتب الضعيف وما كان اضعف من هؤلاء. فان كان الاول فليس لذلك. لان لنا ما يفقد شرطا واحدا ويكون اضعف مما يفقد الشروط الخمسة الباقية وهو ما فقد الصدق. وان كان الثاني فما هو؟ وان كان الامر غير معرفة الاضعف. فان كان لتخصيص كل قسم باسم فليس كذلك لانهم لم يسموا منها الا القليل كالمعضل والمرسل ونحوهما او لمعرفة كم يبلغ ابتساما بالبسط فهذه غير معتبرة او لغير ذلك فما هو انتهى؟ هذا بيان ان ما سلف انما هو امر رياضي حسابي لا منفعة منه بل هو كثير التعب قليل الفائدة كما ذكر ابن حجر وبين السيوطي وجه قلة فائدة فائدته بانه لا اثر له في علم المصطلح وليس كل فقد شرط سمي به نوع من انواعه بل انما سميت بعض الانواع بذلك ومن ولع المتأخرين بالتقاسيم افرد غير واحد منهم رسائل في اقسام الحديث الضعيف بل هو وعلى هذه الطريقة الحسابية ولا فائدة منها. وهذا من اعجب العجب فتجد احدهم فتجد احدهم في يتكلم بذلك وله ولوع به فاذا رأيت تصرفه في الاحاديث تجد انه يورد الاحاديث الموضوعة والمنكرة وهذا غالب الكتب المصنفة بعد الالف في مصطلح الحديث. فان المصنفين فيها انما يعرفون من الحديث قواعده واما العمل بتلك القواعد فان عملهم به ضعيف. وقد تجد احدهم يوصف الحفظ في الحديث ومع ذلك يورد الموضوعات في كتبه. نعم. فائدتان الاولى قد اثبت الذهبي نوعا بين الضعيف والموضوع سماه المطروح وعرفه بانه ما نزل عن رتبة الضعيف وارتفع عن رتبة الموضوع وهو في التحقيق وهو في وتحقيق كما قاله الحافظ ابن حجر المتروك الثانية جعل بعضهم القسمة هنا سبعة فقال الصحيح ثم الجيد والقوي ثم الحسن ثم المضعف ثم الضعيف ثم المطروح والمتروك ثم الموضوع. ولما فرغ المصنف من بيان الحكم على المتن والإسناد بأنه صحيح او حسن او ضعيف اخذ في بيان صفاتها فذكر الموضوع ذكر المصنف رحمه الله تعالى فائدتين تتميما لما سبق الاولى ان الذهبي في الموقظة ذكر نوعا بين الضعيف والموضوع هو المطروح. والمطروح هو الذي سماه ابن في النخبة بالمتروك وهو من جملة الضعيف والمراد به شديد الضعف. وكل ما فقد شرطا من شروط القبول فهو ضعيف سواء ان كان شديد الضعف كالمتروك او كان موضوعا. فكل هذه الافراد تندرج عندهم في اسم الضعيف. ثم ذكر فائدة ثانية ان بعض المحدثين جعل الاقسام هنا يعني فيما يقبل وما يرد سبعة فقال الصحيح ثم الجيد والقول ثم الحسن والجيد والقوي لفظان يقعان على السنة الحفاظ عند ترددهم في الحكم على الحديث اهو صحيح ام حسن؟ فاذا قالوا جيد او قوي اي متردد بين الرتبتين والاقرب انه اذا قيل فيه جيد فهو حسن واذا قيل فيه قوي فهو صحيح. وقد يقع او على دون ذلك كأن يقول قوي يريد به حسن او يقول جيد ويريد به الصحيح لكن الغالب ان من قال جيد اراد الحسن قال قوي اراد الصحيح. ثم المضعف ثم الضعيف. والمضعف رتبة مترددة بين الحسن والضعيف ذكرها ابن الجزري وهو يطلق غالبا على ما اختلف فيه. ممن قبله جماعة ورده اخرون فهي صورة في التردد وليست في حقيقة الامر. فحقيقة الامر ما ثم الا صحيح او حسن او ضعيف. ثم اما المطروح والمتروك وهو شديد الضعف ثم الموضوع. وما وراء الضعيف راجع اليه. نعم. ولما فرغ المصنف ومن بيان الحكم على المتن والاسناد لانه صحيح او حسن او ضعيف. اخذ في بيان صفاتها فذكر المرفوع. وما اضيف للنبي المرفوع وهو الرابع من الاقسام بقوله وما اي والحديث الذي اضيف اي نسب للنبي صلى الله عليه وسلم بتخفيف الياء للوزن من قول او فعل او تقرير او صفة تصريحا او حكما سواء اضافه صحابي ام غيره ولو منا الآن كما قاله شيخ الإسلام فهو الحديث المرفوع سمي به نسبته باضافته الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الخطيب المرفوع ما اخبر فيه الصحابي عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم او فعله فخرج بقيد الصحابي مرسل التابعي فمن بعده والمشهور الاول. ولذا قال الحافظ ابن حجر يجوز ان ان يكون ذكره للصحابي على سبيل المثال او الغالب دون التقييد والحصر. ويتأيد بكون الرفع انما ينظر فيه الى المتن دون الاسناد. تنبيه دخل في المرفوع المتصل والمنقطع والمرسل والضعيف والمعتل والمعلق دون الموقوف والمقطوع. فائدة قول الصحابي من السنة او امرنا او نهينا او رخص او ابيح لنا او اوجب او حرم علينا في حكم مرفوع وان كان موقوفا لفظا ولو كان ذلك بعد موته صلى الله عليه وسلم سواء اقاله في محل الاحتجاج ام لا؟ تأمر عليه غير النبي صلى الله عليه وسلم ام لا لانه المتبادر الى الذهن عند اطلاق هذه الالفاظ لان مدلوله منه صلى الله عليه وسلم اصل لانه الشارع ومن غيره تبع له مع ان الظاهر ان مقصود الصحابي بيان الشرع ذكر المصنف رحمه الله تعالى من انواع علوم الحديث المرفوع والمرفوع وعندهم هو ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير تصريحا او حكما. وقولهم ما اضيف الى النبي اي بقطع النظر عن المضيف. وربما كان الذي اضافه صحابيا او تابعيا او من بعده وقولهم تصريحا او حكما اي بان يقول القائل قال النبي صلى الله عليه وسلم او سمعت النبي صلى الله عليه وسلم او كان النبي صلى الله عليه عليه وسلم فهذا صريح في الاضافة. او حكما ان يجعل له حكم التصريح. وان لم تكن العبارة كذلك كقول الصحابي من السنة او امرنا او نهينا فان هذا يسمى مرفوع حكما اي له حكم الرفع كما قال العراقي في الالفية قول الصحابي من السنة او نحن امرنا حكمه الرفع ولو بعد النبي قاله اعصري على الصحيح وهو قول الاكثري. نعم. احسن الله اليكم وما لتابع هو المقطوع الخامس من الاقسام المقطوع واليه اشار بقوله وما اي والذي اضيف لتابع من قول او فعل اذا عن قرينة الوقف والرفع ومثل التابع من دونه كما قال الحافظ ابن حجر هو الحديث المقطوع ويجمع على مقاطع ومقاطع قد استعمل الشافعي والطبراني وغيرهما المقطوعات في المنقطع والفرق بينهما ان الاول من مباحث المتن والثاني من مباحث الاسناد واعلم ان التابعي هو هو من لقي الصحابي وان لم يميز او او لم يلازم الصحابية او لم يسمع منه او كانا اعميين. قال الحافظ بن حجر وهذا هو المختار خلافا لمن اشترط في التابعي طول الملازمة او صحة السماع او التمييز وبقي بين الصحابة والتابعين طبقة اختلف في الحاقهم اي الطبقتين وهم المخضرمون الذين ادركوا الجاهلية والاسلام ولم يروا النبي صلى الله عليه وسلم فعدهم ابن عبد البر في الصحابة والصحيح انهم معدودون في كبار التابعين. لكن ان ثبت انه صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء كشف له عن جميع من في الارض فرآه فينبغي ان يعد من كان مؤمنا اذ ذاك وان لم يلاقيه فينبغي ان يعد من كان مؤمنا ذاك وان لم يلاقيه في الصحابة لحصول الرؤية من جنابه صلى الله عليه وسلم انتهى ملخصه. فائدة التابعون خمس عشرة طبقة اولهم الذين سمعوا من العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله تعالى عنهم. واخرهم من لقي انس بن مالك من اهل البصرة. ومن لقي عبد الله ابن ابي اوفى من اهل الكوفة ومن لقي السائب ابن يزيد من اهل المدينة والله اعلم. هذا نوع اخر من انواع علوم الحديث هو المقطوع وهو عندهم ما اضيف الى التابعي من قول او فعل او تقرير وقد استعمل الشافعي والطبراني المقطوع على ارادة المنقطع. فيقول ان في حديث هذا حديث مقطوع يريدانه المنقطع والفرق بينهما ان الاول وهو المقطوع المضاف الى التابع من مباحث المتن. وان الثاني الذي هو بمعنى المنقطع من مباحث الاسناد كما سيأتي ثم بين حد التابعي والتابعي هو من لقي الصحابي مؤمنا هو من لقي الصحابي مؤمنا ومات على ذلك. فيكون عند لقيه للصحابي من اهل الاسلام. ولا يشترط التمييز ولا الملازمة ولا كونه بصيرا. كما اشار الى ذلك الحافظ في المختار. واشار الحافظ الى وجود طبقة مترددة بين الصحابة والتابعين وهم المخضرمون الذين اتركوا الجاهلية فكانوا في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم احياء لكنهم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم فمن الناس من عدهم في الصحابة كابن عبدالبر والصحيح انهم معدودون من تابعين ولم يثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء كشف له عن جميع من في الارض فرآه النبي صلى الله عليه وسلم ولو قيل بثبوت ذلك لم يمكن ان تثبت به الصحبة. لان متعلقها هو لقي الموصول فيه الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم لا ان يلقاه النبي صلى الله عليه وسلم. والحاصل ان هذه الطبقة تعد في كبار التابعين. ثم ذكر المصنف فائدة في تقسيم التابعين خمس عشرة طبقة وتقسيم التابعين وغيرهم الى طبقات يختلف بحسب مأخذ التقسيم فان منهم من يزيد ومنهم من ينقص عن هذا العدد. واحسن قسمتهم ما ارتضاه الحافظ ابن في تقريب التأديب الى تقسيمهم الى ثلاثة طباق الطبقة الاولى كبار التابعين وهم الذين اذا اكثروا عن الصحابة والطبقة الثانية متوسط التابعين وهم الذين اخذوا عن بعض الصحابة والثالثة صغار التابعين وهم الذين رأوا صحابيا اخذوا عن صحابي واحد او رأوه فيعد هؤلاء في صغار التابعين. وقول واخرهم من لقي انس ابن مالك من اهل البصرة ومن لقي عبدالله ابن ابي اوفى من اهل الكوفة ومن لقي السائب ليزيد من اهل المدينة لزمه ايضا ان يقول ومن لقي رويفع ابن ثابت من اهل افريقيا هو من لقي ابو الطفيل عامر بن وافية من اهل الشام لان كل بلدة تأخر فيها صحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فيكون اخر كل هذه بلدة من لقي ذلك ابي واخر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفاة هو ابو الطفيل عامر ابن وتره رضي الله عنه كما قال البدوي في عمود النسب اخر من مات من الاصحاب له قبض الطفيل عامر بن واثلة. نعم عليكم والمسند المتصل بالاسناد منه راويه حتى المصطفى ولم يبن. والسادس من الاقسام المسند بضم الميم وسكون المهملة النون وتقدم في المقدمة ان له ثلاثة اعتبارات. ان له ثلاث اعتبارات وهو هنا الحديث المتصل الاسناد يصح ان يكون الاسناد تمييزا للمتصل على حد قولهم العشرون درهم. وقد تقدم ايضا معنى الاتصال والاسناد ان له ثلاثة اعتذارات لان اعتبار مذكر والالف والتاء ليست مقصورة على جمع المؤنث السالم. فالحمام مثلا مذكر ويجمع على حمامات. وتقدمت المقدمة ان له ثلاثة اعتبارات. وهنا وهو هنا الحديث متصل الاسناد يصح ان يكون الاسناد تمييزا للمتصل على حد قولهم العشرون الدرهم. وقد تقدم ايضا معنى الاتصال اسناد ما حكم التمييز؟ من اي باب التمييز مرفوعات ولا منصوبات ولا محفوظات منصات منصوبات لذلك الدرهمي هذه لا وجه لها الدرهم. نعم السلام عليكم على حد قولهم العشرون درهما وقد تقدم ايضا معنى معنى الاتصال والاسناد وقوله من راويه من الوصف لمفعوله ومن فيه للابتداء حتى المصطفى اي الى ان ينتهي اليه صلى الله عليه وسلم خاصة لم يبن ان ينفصل وبما ذكره الناظم قطع قوم منهم الحاكم حيث قال المسند لا يقع الا على ما اتصل مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشترط ابن عبد البر الاتصال حيث عرفه بانه المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم متصلا كان او وقد مثل للاول بمالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وللثاني بمالك عن الزهري عن ابن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الزهري لم يسمع من ابن عباس وقال الخطأ وقال الخطيب نقلا عن اهل الحديث ان اكثر ما يستعمل فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم دون ما جاء عن الصحابة وغيرهم فعلى هذا يقع المسند ايضا على وهو قول ابن الصباغ وجماعة قال السخاوي لكن الاكثر على خلافه انتهى وقد عبر الحافظ ابن حجر عن المسند قوله هو مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال يشمل مراسيل صغار الصحابة وخفي الاحسان ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا اخر من انواع علوم الحديث هو المسند. وذكر فيه خلاف اهل العلم باختصاصه ام ان غيره يلحق به فيدخل ويدخل فيه الموقوف. والصحيح انه مختص بالمرفوع. وذكر ايضا خلافه في اشتراط الاتصال. فمنهم من يرى الاتصال شرطا ومنهم من لا لا يراه. وتوسط ابن حجر بين المذهبين فجاء بعبارة متوسطة فجعل المسند هو مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال وهذا احسن اقوالهم في حده. فيشترط ان يكون مرفوعا غير موقوف. فيكون السند الذي يروى وبه ظاهره الاتصال ليشمل مراسيل صغار الصحابة وخفي الارسال مما لا يطلع على انقطاعه الا تدقيق نعم وما بسمع كل راو يتصل اسناده للمصطفى فالمتصل السابع من الاقسام الحديث المتصل وقد ذكره بقوله وبسمع كل راو يتصل اسناده فيه تقديم وتأخير وحذف والتقدير والحديث الذي يتصل اسناده بسمع كل راب من رواته بان كان كل منهم قد سمعه ممن فوقه حتى انتهى. بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فهو الحديث المتصل. ويقال له الموصول ونقل البيهقي عن الشافعي رضي الله عنه انه يقال له المتصل بالفك والهمزة. تنبيه دخل في المتصل المرفوع كمالك عن ابن شهاب عن سالم عن عبدالله عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والموقوف كمالك عنا في عن ابن عمر وخرج بقيد الاتصال المرسل والمنقطع والمعضل والمعلق والمدلس قبل تعيين سماعه ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى نوعا اخر من انواع علوم الحديث هو الحديث المتصل. وجعله الحديث الذي يتصل اسناده بسمع كل لراو من رواته وليس الاتصال مقصورا على السماع بل قد يكون بقراءة او يكون في اجازة والصحيح ان اتصال السند هو اخذ كل راو الحديث عن من فوقه بطريق من طرق التحمل المعروفة اخذ كل راو الحديث عن من فوقه بطريق من طرق التحمل المعروفة السماع كما انه لا يختص بما كان عن النبي صلى الله عليه وسلم بل يدخل فيه المرفوع والموقوف لكن غالبه هو المرفوع فلذلك جاء الناظم بقيد المصطفى لكونه الاغلب. ولا يشترط في ذلك فيه. ولو قال الراوي وما باخذ كل راو يتصل اسناده للمنتهى فالمتصل لكان جامعا لحده على المرجح فان السمع لا يشترط من يشترط الاخذ الثابت وقيد للمصطفى لا يشترط بل لو كان عن احد الصحابة او التابعين مع وجود الاخذ المعتمد فانه يكون متصلا. فاصلاح هذا البيت وما باخذ كل راو قل اسناده للمنتهى في المتصل. ومعنى قوله في ما نقله عن الشافعي انه يقال له المؤتمر ان يسمى المتصل والموصول والمتصل بالفك اي بفك الادغام لان التاء مشددة في المتصل فهي فاذا فك الادغام سمي فكا والهمزة اي الهمزة بعد الميم نعم. احسن الله اليكم. مسلسل قلنا على وصف اتاه مثل امام الله ام بني الفتاة امدان الفتى احسن الله اليكم. مثل امام الله انبأني الفتاة بدون همز لكن بالف الفتاة. نعم. احسن الله اليكم. مثل امام الله ام بني الفتى. ام باني الفتى؟ كذاك قد حدثنيه قائما وبعد ان حدثني تبسما الثامن من الاقسام الحديث المسلسل وهو لغة المتتابع واصطلاحا ما ذكره بقوله مسلسل قل ايها الطالب له هو على ما وصف هو ما على وصف واحد اتى سواء كان الوصف قوليا مثل بكسر الميم وسكون المثلثة اي كقول الراوي سمعت فلانا يقول اما بالفتح والتخفيف وهي هنا حرف استفتاح بمنزلة وتكثر قبل القسم كما هنا وكقوله اما والذي اضحك وابكى وقد تبدل همزتها هاء او عينا قبل القسم وكلاهما مع ثبوت الالف وحذفها او بحذف الالف مع ترك الابدال. واذا وقعن بعد اما كسرت كما سأل الاستفتاحية ذكره ابن هشام في المغني والله مقسم به امباني اي اخبرني الفتى اي العدل الضابط الصادق الشجاع او سمعت فلانا يقول اشهد بالله لقد حدثني فلان ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ اني احبك فقل في دبر كل كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. فانه مسلسل بقول كل من رواته اني احبك فقل الى اخره او فعلية كقوله دخلنا على فلان فاطعمنا تمرة. كذلك من الفعل لو قال قد حدثني قائما او قال بعده او قال بعد ان لفتح الهمزة حدثني الحديث تبسما بالف الاطلاق ومنه قول ابي هريرة هريرة رضي الله تعالى عنه شبك بين يدي ابو القاسم صلى الله عليه وسلم وقال خلق الله الارض يوم السبت الحديث فانه مسلسل بتشبيك كل منهم بيد من روى عنه او فعليا وقوليا معا كما في حديث انس لا يجد العبد حلاوة الايمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره قال وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على لحيته وقال امنت بالقدر الى اخره فانه مسلسل بقبض كل منهم على لحيته مع قوله آمنت بالقدر الى آخره. تنبيهات الاول قد يقع التسلسل في كل اسناد وقد يقع في معظمه كحديث المسلسل بالاولية فان التسلسل ينتهي فيه الى سفيان ابن عيينة فقط قال الحافظ ابن حجر ومن رواه مسلسلا الى منتهاه فقد وهم الثاني من المسلسل ما اذا اتفق في اسناد من الاسانيد في صيغ الاداء فسمعت فلانا قال سمعت فلانا الى اخره او حدثنا فلانا قال حدثنا فلان او غير ذلك من الصيغ الثالث علم مما ذكر ان المسلسل من صفات الاسناد كما صرح به الحافظ ابن حجر وغيره. فائدة قال السخاوي التسلسل مما يزيد الحديث حسنا لما فيه من مزيد الضبط. قال ابن الصلاح وخيرها يعني المسلسلات ما كان فيه دلالة على على اقتصاد لسماع وعدم التدليس وقل ما تسلم من عن خلل في التسلسل لا في اصل المتن انتهى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا اخر من انواع علوم الحديث هو الحديث المسلسل وقد له الشارخ اخذا له من كلام المصنف الناظم لانه ما كان على وصف واحد والمراد بالوصف يعني الحالة الواحدة. فالحديث المسلسل هو ما تعاقب او هو ما تتابع رواته في صيغ الاداء ونحوها على حال واحدة. و الحديث الذي تتابع رواته في صيغ الاداء او غيرها على حال واحدة كقول الراوي سمعت فلانا يقول سمعت فلانا يقول سمعت فلانا فهذا يكون مسلسلا بالسماع او قول الراوي اما والله انباني الفتى اي والله لقد حدثني فلان وهو مسلسل القسم وقوله الفتى اي العدل الضابط الصادق الشجاع على تفسير الفتوة لان الفتوة من مراتب كمال النفس عند المتكلمين في السلوك واحوال النفوس. واختلفوا في حدها على اقوال مختلفة وهو لابن القيم الله تعالى كلام نافع فيها في مدارج السالكين وكل معنى محمود من جهة الشرع او العرف فانه داخل في معنى الفتوة وما كان مخالفا للشرع الشرع او للعرف فهو خارج عنها. ومن جملة المسلسلات ايضا المسلسل بالمحبة وهو قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ اني احبك الى اخره. وقد يكون المسلسل او فعليا كقوله دخلنا على فلان فاطعمنا ثمرا. ومنه وكذلك المسلسل بالتبسم فان التبسم فعلي ومنه ايضا المسلسل بالمشابكة وهو ان وهو ان يشبه كل راو يده في يدي الاخذ عنه وهكذا. وقد يكون المسلسل فعليا وقوليا كحديث المسلسل بقبض اللحية فان مسلسل بقبض اللحية جامع بين القول والفعل وهذا المسلسل قد ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فقال في كلام الله وقد روينا حديثا في القدر مسلسلا قبض اللحية يريد به هذا الحديث ثم ختم المصنف ذلك بتنبيهات اولها ان التسلسل قد يقع في كل الاسناد وقد يقع في معظمه اي في كحديث المسلسل بالاولية الذي يقول فيه كل راو وهو اول حديث سمعته منه. فان التسلسل فيه ينتهي الى سفيان ابن عيينة اما من سلسله كله بذلك فهو واهم. والتنبيه الثاني ان من المسلسل ما اذا اتفق الرواة في باسناد اسناد من الاسانيد في صيغ الاداء كقولي سمعت فلانا قال سمعت فلانا وهو المسلسل بالسماع او وحدثنا فلان وقال حدثنا فلان وهو المسلسل في التحديث او غير ذلك من الصيغ. وقد يقع التسزف بغير هذه المعاني واذكر انه مر بحديث رواه احمد في مسلسله في مسنده مسلسل بالرواة الممنوعين من الصرف فكل راو اسمه ممنوع من الصرف. وهذا من لطائف التسلسل التي وقعت اتفاقا. ثم ذكر التنبيه الثالث ان المسلسل من صفات الاسناد فيكون وصفا للاسناد دون المتن. ثم ذكر فائدة عن السخاوي ان التسلسل مما يزيد الحديث حسنا لما فيه من مزيد الضبط. لاقترانه بصفة. فالصفة الزائدة فيه عن مجرد الرواية دلت على الظبط ثم نقل عن ابن الصلاح ان خير المسلسلات ما كان فيه دلالة على اتصال السماع وعدم التدليس. وقل ما تسلم عن خلل في التسلسل ذا في اصل المتن وهو كذلك. فاكثر المسلسلات كما ذكر الذهبي لا تصح. واصح مسلسلات كما ذكر الذهبي وابن كثير وابن حجر هو المسلسل قراءة سورة الصف واشهرها هو المسلسل بالاولية. والمسلسل بالمحبة. والمسلسلات كما ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات من ملح العلم وليست من صلبه فمن اراد ان يروي يروي منها ما كان قويا كحديث المسلسل في الصف او ما كان مشهورا بالتلقي عندهم كالمسلسل بالاولية بالمحبة. واما استيعابه ذلك فلا يصلح لكل احد. وانما يصلح لاهل الرواية العارفين بها وقد صار المتأخرون يزيدون مسلسلات يركبونها. ووقع الكذب فيها فزاد ضعفها اعلى ضعف فتجد عندهم مما لم يكن عند من سبق المسلسل بالتجويد والمسلسل يوم عرفة وغيرها من المسلسلات التي وضعها بعض المتأخرين. وربما كان اصل الحديث لكن اخطأ بعض الرواة سلسله كحديث المسلسل بعاشوراء فان الحديث المسلسل بعاشوراء انما تسلسل من المنذر فمن بعده. فان المنذري صنف جزءا في حديث عاشوراء. وقرأه في يوم عاشوراء. ثم تتابع يجدون على هذه العادة من قراءة هذا الجزء في يوم عاشوراء. ثم جاء بعض المتأخرين وجعلوا الحديث مسلسلا في كل طبقاته نعم احسن الله اليكم. عزيز مرو اثنين او ثلاثة التاسع من الاقسام الحديث العزيز قال في شرح النخبة وسمي بذلك اما لقلة وجوده واما لكونه عز اي قوي بمجيئه من طريق اخرى انتهى وقد ذكره قوله عزيز بلا تنوين للضرورة هو مروي واثنين هو مروي اثنين بسكون الياء من مرو للوزن. وحين ان تحذف في الوصل لالتقاء الساكنين او مروي ثلاثة لانه هكذا عرفه ابن منده وابن طاهر وزعم بعضهم انه ما يروي اثنان عن اثنين وهكذا من غير زيادة. ولو طولب بشيء من امثلته لعز عليه وجوده بل امتنع. قال في السخاوي وقال ابن حبان رواية اثنين عن اثنين الى ان ينتهي الى ان ينتهي لا يوجد اصلا. قال الحافظ ابن حجر ان اراد ان رواية اثنين فقط عن اثنين فقط لا توجد اصلا فيمكن ان يسلم. واما صورة العزيز التي حررناه. فموجودة بأن لا يرويه واقل من اثنين عن اقل من اثنين انتهى ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا اخر من انواع علوم الحديث هو الحديث العزيز. وقد حده الناظم بقوله عزيز مروي اثنين او ثلاثة. وذكر الشارح انه هكذا عرفه ابن منده وابن طاهر فكان القدماء يرون ان العزيز هو ما رواه اثنان او ثلاثة ثم استقر الاصطلاح على ان العزيز هو ما رواه اثنان فالعزيز اصطلاحا هو الحديث هو حديث الاحاد الذي حصرت طرقه في اثنين على حضره الحافظ في نخبة الفكر وحديث الاحاد الذي حصرت طرقه في اثنين ولا يمنع ذلك الزيادة عنها وانما يمنع النقص عنها. فاذا كان في طبقة ثلاث لم يكن ذلك قادحا وانما القدح اذا نزل عن عدد الاثنين. ولو قال الناظم عزيز مروي الى ثلاثة لا وافق اصطلاح المتأخرين وكان مشيرا الى الاصطلاح القديم. فيكون ذكر التلاتة للرد على من قال بذلك وقول من قال ان رواية اثنين عن اثنين الى ان ينتهي لا يوجد اصلا ان كان مراده انه لا يوجد تتابعه هكذا فنعم. واما ان كان مراده انه لا يوجد ابدا بحيث لا يزيد عن عن ذلك فلا فانه يوجد مع الزيادة في بعض الطبقات عن الاثنين كما ذكر ابن حجر. نعم. احسن الله اليكم. مشهور مروي فوقنا ثلاثة العاشر من الاقزام الحديث المشهور سمي به لشهرته ووضوح امره وقد ذكره بقوله مشهور بلا تنوين للضرورة هو مروي بسكون ياء او باسقاطها مع التنوين للوزن. فوق ما زائدة ثلاثة اي الحديث المشهور هو ما رواه اكثر من ثلاثة قال الحافظ ابن حجر وهو المستفيض على رأي جماعة من ائمة الفقهاء سمي بذلك لانتشاره من فاضل ماء يفيض ومنهم من غادر بين المستفيض والمشهور بان المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه سواء والمشهور اعم من ذلك ومنهم من غار على كيفية اخرى وليس من مباحث هذا الفن. ثم المشهور يطلق على ما حرر هنا على ما حررنا هنا وعلى ما اشتهر الالسنة فيشمل ماله اسناد واحد فصاعدا بل ما لا يوجد له اسناد اصلا انتهى. فائدتان الاولى قد يكون الحديث عزيزا مشهورا. قال شيخ الاسلام في حديث نحن الآخرون السابقون يوم القيامة. فهو عزيز عن النبي صلى الله الله عليه وسلم رواه عنه حذيفة وابو هريرة ومشهور عن ابي هريرة رواه عنه سبعة ابو سلمة ابن عبد الرحمن وابو حازم والاعرج وهمام وابو صالح وعبدالرحمن مولى ام برسن. انتهى. الثانية ان كلا من العزيز والمشهور لا ينافي الصحيح والحسنة والضعيف ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا اخر من انواع علوم الحديث هو المشهور وقد ترى الشارخ اخذا من الناظم ان الحديث المشهور هو ما رواه اكثر من من ثلاثة وهذا كان اصطلاحا قديما اما بحسب ما استقر عليه الاصطلاح فان الحديث المشهور هو ما رواه ثلاثة وعلى ما حققه ابن حجر في نخبة الفكر فان المشهور اصطلاحا هو حديث الاحاد. الذي حصرت طرقه في ثلاثة فما زاد ولم يبلغ التواتر هو حديث الاحاد الذي حصرت طرقه في ثلاثة فما زاد ولم يبلغ التواتر. ومن الفقهاء من يسميه مستفيضا لانتشاره. ومنهم من غاير بين المستفيض والمشهور بان المستفيض في ابتدائه وانتهائه فتكون جميع طبقاته على ذلك النحو اما المشهور فانه اعم من ذلك. والذي استقر عليه الاصطلاح ان المشهورة هو المستفيض. بل ان المحدثين لا يستعملون اصطلاح المستفيض. مستغنيين باصطلاح عنه وانما هو لفظ مستعمل عند الفقهاء. ثم ذكر الشارح ان المشهور يطلق على هذا المعنى الذي حرم ويطلق ايضا على المجتهد على الالسنة مما له اسناد واحد او ما او ما ليس له اسناد فانه يسمى حديثا مشهورا فيقال هذا حديث مشهور وان كان لا يصح او لا يروى له اسناد بالكلية. مثل قولهم الدين المعاملة فهذا حديث مشهور باعتبار شيوعه واما باعتبار روايته فانه ليس بحديث اصلا وانما من كلام بعض الناس فقد يطلق المشهور ويراد به معنى الشيوع والانتشار بين الناس. ثم ختم الشارع بفائدة اولاهما ان الحديث قد يكون عزيزا مشهورا. فيكون عزيزا من جهة ومشهورا من جهة اخرى. كحديث نحن الآخرون السابقون فهو عزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم لانه رواه عنه اثنان حذيفة وابو هريرة رضي الله عنهما وهو مشهور من جهة اخرى عن ابي هريرة لانه عنه فوق الثلاثة. وقد رواه عنه سبعة. والفائدة الثانية ان كلا من العزيز والمشهور لا ينافي الصحيح والحسنة والضعيف فوصف الشهرة او وصف العزة لا تعلق له بالصحة والحسن والضعف. فقد يكون عزيزا صحيحا او عزيزا حسنا او ضعيفا او عزيزا ضعيفا وقل مثله في المشهور. نعم. احسن الله اليكم معنعنك عن سعيد عن كرم الحادي عشر من الاقسام حديث معنعن من العنعنة وهي مصدر عن عنعنعنة الحديث اذا رواه بعن من غير بيان للتحديث والاخبار والسماع ويقال المعنعن هو السند الذي يقال فيه عن فلان كعن سعيد عن كرم بالكاف والراء اختلفوا في حكم الاسناد المعنعن. والصحيح الذي عليه العمل وذهب اليه الجماهير من ائمة الحديث وغيرهم. انه من قبيل الاسناد المتصل شرط ثبوت ملاقاته لمن رواه عنه بالعنعنة. ولم يكن المعنعن مدلسا. وعده بعضهم مرسلا. وما ذكر من اشتراط الملاقات هو ما البخاري وغيره وهو كناية عن سماع الراوي عن من روى عنه. قال شيخ الاسلام واحتجوا لذلك بانه لو لم يسمع منه لكان بعدم بذكره الواسطة بينهما مدلسا. والكلام في من لم يعرف بالتدليس. فالظاهر السلامة منه انتهى. واما مسلم فلم يشترط سوى المعاصرة بل انكر اشتراط اللقي. وادعى انه قول مخترع لم يسبق قائله اليه. وان القول الشائع المتفق عليه بين اهل العلم العلم بالاخبار ما ذهب هو اليه من اشتراط المعاصرة فقط وان لم يأتي في خبر قط انهما اجتمعا او تشافها قال ابن الصلاح وفيما قاله نظر اي لانهم كثيرا ما يرسلون عمن عاصروه ولم يلقوه فاشترط لقيهما لتحمل العنعنة على السماع مثل المعنعنيف مثل المعنعنعن فيما ذكر المؤنن بتشديد النون الاولى وهو ما فيه ان بالفتح نحو ان فلانا قال كذا ومعظم العلماء على التسوية بينهما. وقال الحافظ يعقوب بن شيبة المعنعن في المعنعن وفي المؤمن بالارسال ولذلك حكم على رواية ابي الزبير عن محمد ابن الحنفية عن عمار انه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد علي السلام بالاتصال وعلى رواية قيس ابن سعد عن عطاء ابن ابي رباح عن ابن الحنفية ان عمار مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالإرسال لكونه قال ان عمارا ولم يقل عن عمار انتهى وهذا كان قبل الكلام في الصلاة ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا اخر من انواع علوم الحديث هو المعنعن والمعننعن من هو الحديث الذي في اسناده كلمة عن وصنه الحديث المؤنن وهو الحديث الذي في اسناده كلمة ان فلانا ومثل له الناظم بقوله كعن سعيد عن كرم فعن جاءت في الاسناد بين الرواة. ثم ذكر الشارح رحمه الله تعالى اختلافهم في بحكم الاسناد المعنعن والذي عليه جماهير اهل الحديث ان الاسناد المعنعن تصل بشرطين اثنين اولهما ثبوت ملاقاة الراوي لمن عنعن عنه. ثبوت ملاقاة اوي لمن عنعن عنه والثاني الا يكون الراوي المعنعن مدلسا الا يكون الراوي المعنعن مدلسا لاحتمال الا يكون سمعه منه كما سيأتي في حج الحديث المدلس. ثم اشار الى طرف من خلاف البخاري ومسلم في اشتراط المعاصرة كما هو مذهب او اشتراط اللقي كما هو ويذهب البخاري رحمه الله تعالى وهذه مسألة كبيرة يأتي ان شاء الله تعالى تقريرها على النحو المرتضى في اقراء نزهة النظر لكن المشهور عند المحدثين نقله عن البخاري ومسلم هذين المذهبين ثم ذكر ان المعنعن مثل المؤنن مثله فهو صنم له. فقد يؤتى بعن وقد يؤتى ان وما ذكره عن الحافظ يعقوب بن شيبة انه يفرق بين المعنعن والمؤنن ويحكم للاول بالاتصال والثاني بالارسال تبع فيه ابن الصلاح والصواب خلافه. فان يعقوب ابن شيبة لا يفرق بينهما. وانما عرض هذا لابن الصلاح لنظره الى تصرف واحد من يعقوب ابن شيبة في حديث واحد هو الحديث الذي ذكره واما تصرفه في باقي مسنده فلا يدل على ذلك كما ذكره العراقي في التقييد والايضاح. نعم. احسن الله اليكم. ومبهم ما فيه راو لم يسم. الثاني عشر ومن الاقسام حديث مبهم وهو ما اي الاسناد الذي فيه راو مجهول لم يسم. كسفيان عن رجل وفي حديث عائشة رضي الله عنها ان امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض وقد يأتي الابهام في المتن. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجل آخذ بزمام ناقته ويعرف المبهم بمجيئه مصرحا في بعض طرقه. تنبيه قال في النخبة وشرحها ولا يقبل المبهم ما لم يسم بان شرط قبول الخبر عدالة راويه ومن ابهم اسمه لا يعرف عينه فكيف عدالته؟ وكذا لا يقبل خبر ولو بلفظ التعديل كأن يقول الراوي عنه اخبرني الثقة بانه كبير قد يكون ثقة عنده مجروحا عند غيره وهذا على اصح وقيل يقبل تمسكا بالظاهر اذ الجرح على خلاف الاصل. وقيل ان كان القائل عالما اجزاء ذلك في حق من يوافقه في مذهب وهذا ليس من مباحث علوم الحديث انتهى ملخصا. من علوم الحديث وانواعه الحديث المبهم والمبهم هو الذي لم يسمى اي لم يبين بذكر اسمه. فالحديث المبهم هو الحديث الذي فيه راو مبهم. وقد يكون هذا الراوي في السند وقد يكون في المتن. وقد يكون في اسناد الحديث وقد يكون في متنه فهو من مباحث الاسناد والمتن معا. ومنه قوله كسفيان عن رجل فان هذا مبهم في اسناده ومنه حديث عائشة ان امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض فهذا مبهم في متنه وقد يأتي في المتن مثل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رجل اخذ بزمام ناقته. فهذا ايضا مباوم في المتن كحديث عائشة السالف. وحديث عائشة السالفة ان امرأة زائد النبي هذا الابهام في المتن وليس في الاسناد. وقد يعرف المبهم ويعين بمجيئه مصرحا في بعض طرقه في بين في بعض الطرق ان الذي سأل او ان الذي رأى رواه فلان ويبين باسمه. ثم ختم بتنبيه يبين حكم الراوي يبين حكم حديث المبهم اي في سنده دون متنه. فلا يقبل حديث مبهم اذا وقع في السند فاذا وقع في السند عن رجل او عن امرأة او عن عمه او نحو ذلك ولم يسمى ولا عرف فانه لا يقبل ولو كان على وصف العدالة في الاصح فلو قال اخبرني الثقة او حدثني الثقة فانه لا يقبل لانه قد يكون ثقة عنده مجروحا عند غيره. هذا هو المذهب الصحيح في المبهم على التوثيق. والمبهم عن التوثيق هو من جاء مبهما موصوفا بالثقة كقول اخبرني الثقة فمثله يرد ايضا ولا يقبل وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق ونستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة العصر والعشاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله محمد واله وصحبه اجمعين