السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كله الى سفيان بن عيينة عن عمرو بدينار عن ابيه قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه كلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية بذلك المبتدئون تلاقيهم فيجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثامن من برنامج مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب كشف الشبهات لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ستين بعد المئتين والالف وقد انتهى بنا البيان الى قوله ولهم شبهة اخرى نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم ونستغفرك لما لا قال المصنف رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان قل سبحان من طبع على قلوب اعدائه فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها. كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق. ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم. او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق. ولا يقدر عليها الا الله تعالى. فاذا ثبت ذلك. فالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف. وهذا جائز في الدنيا الاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك. تقول له ادعوا الله لي كما كان اصحاب رسول صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره فكيف دعاؤه نفسه ذكر المصنف رحمه الله شبهة من شبه المشبهين في توحيد العبادة وهي انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل الذي يستغيث فيه الناس بالانبياء وكلهم يعتذروا حتى ينتهوا الى محمد صلى الله عليه وسلم فزعم اولئك المتهوقون ان سؤال الخلق الانبياء الشفاعة وسكوت الانبياء عن طلبهم اياها دال على ان الاستغاثة بغير الله عز وجل جائزة وليست شركا وهذه الشبهة داهظة وبيانها ان الذي يفعله الناس اذا التمسوا الشفاعة من الانبياء يوم القيامة هو سؤال لحي حاضر يقدر على ما سئل فيه الانبياء لهم مقام عند الله فاذا شفع الانبياء للناس حينئذ كانت شفاعتهم عند الله عز وجل شفاعة من له قدرة وحفظة فالناس يلتمسون من حي حاضر قادر على ما يلتمس منه وهو الشفاعة عند الله لما له من المقام عند الله سبحانه وتعالى وهذه الشفاعة المتضمنة سؤال حي حاضر قادر على ما يطلب منه لا تنكر لا في الدنيا ولا في الاخرة فليس استدلالهم صحيحا فيما رموه من استغاثة الاموات والغائبين وسؤالهم فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى فهو استدلال بدليل في غير موضعه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبارائي لشرك لم يعرضها على ابراهيم. فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه. فانه كما قال تعالى فيه علمه شديد القوى فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال. ويلقيها في المشرق او المغرب لفعل. ولو امره الله ان يضع ابراهيم عنهم في مكان بعيد لفعل. ولو امره ان يرفعه الى السماء لفعل. وهذا كرجل غني انه مال كثير. يرى رجلا محتاجا. فيعرض عليه ان يقرضه. او يهبه شيئا يقضي به حاجته. فيأبى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله برزق منه لا منة فيه لاحد. فاين هذا من العبادة والشرك لو كانوا يفقهون. ختم المصنف رحمه الله تعالى شبه المشبهين في توحيد العبادة باستدلالهم بقصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار فعرض له جبريل في الهواء وقال له الك حاجة فقال ابراهيم اما اليك فلا وهذه الشبهة داحضة من وجهين احدهما من جهة الرواية وهي انها لا تروى من وجه صحيح من هي قصة باطلة اعلى ما فيها شيء يروى من المقاطع والمأثورات عن بعض من تأخر والوجه الثاني من جهة الدراية وهي ان قول جبريل لابراهيم عليه الصلاة والسلام الك حاجة ليس من قبيل الاستغاثة الشركية بل عرظ عليه جبريل شيئا يقدر عليه وكان جبريل حيا حاضرا فاذا وقع مثل هذا بالشروط التي سلفت من الحياة والحضور والقدرة فحينئذ لا يكون هذا شركا فبطلت دعوة من زعم ان جبريل عرض عليه استغاثة به ولو كان شركا لم يعرض جبريل على ابراهيم ولا سكت ابراهيم عليه الصلاة والسلام على ذلك والحق ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال حينئذ ما يدل على توكله على ربه ورد الامر اليه فقال قال حسبنا الله ونعم الوكيل. كما ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنه عند البخاري انه قال حسبنا الله و ونعم الوكيل قالها ابراهيم حين القي في النار فقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له ان الناس قد جمعوا لكم فالثابت فيما قاله ابراهيم حين القي في النار هو قوله حسبنا الله ونعم الوكيل. وليس في شيء من الاحاديث الصحيحة ان جبريل اذا عرض له حينئذ. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ادنى التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان كل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما. فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معارض كفرعون وابليس وامثالهما يغلط فيه كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا. ونشهد انه الحق. ولكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز وعند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار. ولم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا لشيء من الاعذار. كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنا قليلا. وغير ذلك من الايات كقوله يعرفونه كما يعرفون ابنائهم فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق. وهو شر من الكافر خالص كما قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنياه او جاهه او ملكه او مداره وترى من يعمل به ظاهرا فاذا سألته عما يعتقده بقلبه اذا هو لا يعرفه ختم المصنف رحمه الله كلامه في مسألة اشار اليها بالتعظيم فقال فلنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة من مهمة تفهم مما تفهم بما تقدم. ولكن نفرد لها الكلام في عظم شأنها ولكثرة الغلط فيها ثم بين ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد اما من اقر بقلبه فقط او اعترف بالتوحيد بلسانه وفي ظاهر عمله ولم يقر به باطنا فكلاهما زائغ على عن الحق فالناس ينقسمون في هذا الى ثلاثة اقسام فالناس ينقسمون في هذا الى ثلاثة اقسام اولها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد ظاهرا وباطنا. ان يكون العبد مقرا بالتوحيد ظاهرا وباطنا وهذه حال الموحد ايه ده والثاني ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا بمعرفة قلبه ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا بمعرفة قلبه لكنه لا يلتزمه ظاهرا لكنه لا يلتزمه ظاهرا وهذه حال الكافر والثالث ان يكون باطن العبد منطويا على الكفر ان يكون باطن العبد منطويا على الكفر اما ظاهره فهو موافقة التوحيد اما ظاهره فهو موافقة التوحيد نطقا وعملا. وهذه هي حال المنافق وهذه هي حال المنافق. فلا يقبل من العبد التوحيد التام ولا يقع منه حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على توحيد الله وافراده بالعبادة لا شريك له وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة والحديث من ان الايمان دائر على هذه الاشياء الثلاثة القلبي قل لساني والعمل. فلا يتجزأ الى بعضها. بل لا بد ان تجتمع جميعا على الاقرار به والتزامه يلا احسن الله اليكم قال رحمه الله ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدم وهي لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة تبوك على وجه المزح واللعب تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن شرح بالكفر صدرا فلم يعذر الله من هؤلاء الا من اكره مع كون قلبه مطمئنا بالايمان واما غير هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مداراة لاحد او مشحة بوطنه او اهله او عشيرته اخوته او ماله او فعله على وجه المزح او لغير ذلك من الاغراض الا المكره. والاية تدل على هذا من من جهتين. الاولى قوله الا يا من اكره فلم يستثني الله الا المكره ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين او محبة الكفر وانما سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثره على الدين والله اعلم. لما المصنف رحمه الله ان التوحيد متعلق بالقلب والقول والعمل. وان العبد لا يكون موحدا الا باجتماع اقراره بالتوحيد في هذه المقامات الثلاثة حذر رحمه الله من الوقوع فيما يخالف هذا المقتضى وحرض على فهم ايتين من كتاب الله تدلان على ان العبد قد يكفر بكلمة يقولها على وجه اللعب والمزح واذا كان يكفر بكلمة يقولها على هذا الوجه فانه يكفر من تكلم خوفا لنقص ماله او جاهه او مداراة لاحد وانه اعظم ممن تكلم بكلمة يمزح بها وانه لا يخرج من تبعة كلمة الكفر الا من قالها على وجه الاكراه فمن كان مكرها لم تكن حاله كحال غيره. لما في الاكراه من الارغام. فان الاكراه فان حقيقة الاكراه ارغام العبد على ما لا يريده فاذا اكره العبد كان معذورا غير ان ذلك مشروط ببقاء طمأنينة قلب بالايمان ببقاء طمأنينة قلبه بالايمان. اما من اكلها فتكلم بكلمة الكفر واطمأن قلبه اليها فانه لا ينفعه حينئذ عذر الاكراه لان الاكراه لا يكون على عقيدة الباطن واذا وجد طمأنينة القلب الى كلمة الكفر التي تكلم بها وزعم انه فانه كاذب في دعواه فان الاكراه لا يصل الى الباطن وانما يتعلق بالظاهر ولذلك قال الله عز وجل الا من اكره مطمئن بالايمان. فمتى وجد وجدت الطمأنينة الى الايمان كان الاكراه عذرا. وانزال الطمأنينة قلبه الى الايمان واطمئن الى كلمة الكفر فقد وقع في الكفر ثم نبه المصنف الى قاعدة عظيمة اذ قال ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فمحل قبول الاكراه هو في الاقوال والاعمال لانها هي الظاهرة التي تبدو للمكره وهي التي يطالب بها وتقبل من المكره واما العقائد الباطنة فانه لا يطلع عليها المكره ولا يتحول عنها المكره الا بعد تزيغ قلبه فاذا تحول عنها ولم يكن قلبه مطمئنا بالايمان فانه قد فانه يكون قد وقع في الكفر وخرج من عذر الاكراه. وهذا اخر شهر هذا الكتاب على نحو مختصر يبين مقاصده الكلية ومعانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق بعض الاخوان يقول القراءة ما تغني عن الاجازة الاجازة عند المتأخرين جابرة للقراءة. لانه احيانا قد تختلف النسخ او يترك القارئ شيئا مثل قارئنا الليلة قال هذا جواب سديد وبقيت كلمة جيد بينهما هذا جواب جيد فلاجل درء هذا النقص تذكر الاجازة