السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلوم اصولا ويسر بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم انا ما ابرزت اصول العلوم وبين المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثاني بشرح الكتاب العاشر من برنامج اصول العلم في سنته الاولى ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب كشف الشبهات لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد ابن عبدالوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى من المقام الى ما ذكره في الجواب المفصل. نعم لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله واياه. واما الجواب المفصل فان اعداء الله له اعتراضات كثيرة على دين الرسل بها الناس عنوا منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا. بل نسأل انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا ويدبر الامر ولا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفا ولا ضرر ولكننا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطلب من الله بهم. فجاوبوا بما قدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرتني ايها المبطل ومقرون ان اوثانهم لا تنبهوا شيئا وانما ارادوا ممن قصص الجاه والشفاعة. واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه وحول ربه وهم ضحاهم ووضحه فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام. كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام ام كيف تجعلون الانبياء اصناما؟ فجاوبه بما تقدم. فانه اذا اقر ان الكفار يشهدون بالربوبية لله وانهم ما ارادوا مما قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكر وان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون يبتغون الى رمي الوسيلة ايها المقربة ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا ويدعون عيسى مريم وامه وقد قال الله تعالى واذكر الله قوله تعالى وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم فقل له عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال الكفار الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع والضار المدبر لا اريد الا من والصالحون ليس ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم فالجواب ان هذا قول الكفار تواهم بسواء فاقرأ عليه قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفاء انا عند الله واعلم ان هذه الشبهة الثلاث هي اكبر ما عندهم. فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا فما بعدها ايسر منها. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر الجواب المجمل بل وضرب له مثلا يتبين به تحقيق مقصوده منه ترعى رحمه الله تعالى يذكر شبه المشبهين بتوحيد العبادة مع الحاق ما يكشف شبهتهم بتلك الشبه فذكر رحمه الله تعالى ابتداء ثلاث شبه هي اعظم ما تعلق به المبطلون اذا بالعبادة في باب توحيد العبادة من الشبهات. واول هذه الشبه قولهم نحن لا نشرك بالله عز وجل بل نشهد انه لا يخلق ولا ينفع ولا يضر ولا يملك ولا يرزق ولا يدبر الا الله سبحانه وتعالى وان غيره لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا. ولكننا مذنبون هنا وهؤلاء صالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى. فنحن نطلب من الله به ان هذه شبهتهم الاولى وجواب هذه الشبهة على ما ذكره المصنف من ثلاثة وجوه الوجه الاول ان هذه المقالة هي عين مقالة المشركين الاولين. الذين اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. فانهم كانوا يذكرون ظلمهم انفسهم وجنايتهم عليها وانهم يلتمسون ممن له جاه من الملائكة والصالحين ان يطلبوا لهم عند الله سبحانه وتعالى فهؤلاء واقعون فيما وقع فيه المشركون الاولون حذو القدة بالقدة. فتكون حالهم كحالهم فاذا كان الاولون محكوما بكفرهم مأمورا بقتالهم فان الحكم على المتأخرين كالحكم على الاولين. والوجه الثاني ان الجاه الذي للصالحين هو جاه علقوا بهم اوجب لهم عند الله عز وجل ذكرا حسنا. ومقاما محمودا ولم يأذن الله سبحانه وتعالى بان نسألهم بذلك الجاه. وانما اثبت لهم ما اثبت من الكريم والرتبة الحسنة والدرجة الرفيعة عند الله. كالتي للانبياء او الملائكة او الاولياء والصالحين بين لهم قدرا عند الله عز وجل بما كتب الله عز وجل لهم من احسان العمل وعلو الرتبة هذا شيء لهم في ذواتهم ولن يأذن الله عز وجل لنا ان نسألهم شيئا من هذا الجاه بطلب بالمغفرة او الاستغاثة بهم. والوجه الثالث ان العبد مأمور ان وقعت منه زلة او قار خطيئة ان يتوب الى الله ويستغفره. ان العبد مأمور اذا وقعت منه زلة او قار فخطيئة خطيئة ان يتوب الى الله ويستغفره. ولم يأمره الله سبحانه ولم يأمره الله سبحانه وتعالى ان نطلب المغفرة والمسامحة من ولي او نبي او ملك يلتمس منه ذلك عند الله. بل العبد مأمور ان يبادر بسؤال ربه لا يجعل بينه وبينه واسطة من الوثائق ولو كان معظما كملك الاولوية او صالح ثم ذكر رحمه الله تعالى الشبهة الثانية. وهي انه يزعمون ان هذا الذي ذكرتموه وجرى فيه ما جرى من التكفير والقتال كان في حق اقوام يعبدون الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام. افتجعلون الاولياء كالاصنام وجواب هذه الشبهة ان يقال ان هذا الذي وقعتم فيه هو الذي وقع فيه من عبد الاصنام فاجتمعتم انتم واياهم في التعلق بغير الله عز وجل وسؤاله ورجائه والاستغاثة به اقتربتم في من تجعلون له ذلك التعلق. فالاولون جعلوه للاصنام وانتم جعلتموه للاولاد ففعلكم كفعلهم. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكفر عبدة الاصنام فقط بل خرج على قوم يعبدون الهة مختلفة فمنهم من يعبد الملائكة ومن ومن منهم من يعبد الانبياء ومنهم من يعبد الاحجار ومنهم من يعبد الاصنام. فاكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم جميعا. ثم ذكر الشبهة الثالثة وهي قولهم الكفار يريدون منهم. ونحن لا لا نريد منهم والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكننا نقصدهم نرجو من الله سبحانه وتعالى شفاعتهم. والجواب عن هذه الشبهة من وجهين احدهما ان هذه الدعوة من دعاوى اهل الجاهلية الاولى ان هذه الدعوة من دعاوى اهل الجاهلية الاولى فانهم كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فانتم قد قلتم كما قالوا فحالكم كحالهم من الكفر والامر بالقتال. والوجه الثاني ان الشفاعة ملك محض لله عز وجل. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فملك الشفاعة لله وحده والله سبحانه وتعالى يأذن لمن يأذن له بالشفاعة. كاذنه لنبينا صلى الله عليه وسلم او غيره من الانبياء او الملائكة او الافراط او غير ذلك من انواع الشفعاء. ولم يأذن الله عز وجل لك ان تسألهم الشفاعة بل اعطاهم الله عز وجل الشفاعة تكرما وفضلا منه سبحانه وتعالى ونهاك عن سؤالهم. نعم فان قال انا لا اعوذ الا الله وهذا الالتجاء اليهم ودعاءهم ليس بعبادة فقل لهم انت تخيف ان الله فرض عليك اخلاصا التي هو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك. وهو اخلاص لعبادة الله وهو عليه فانه لا يعرف العبادة ولا يعرف انواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى وخفي فاذا اعلمته بهذا فقل له هل هو عبادة لله تعالى؟ فلابد ان يقول نعم والدعاء او من العبادة فقل له اذا اقررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم داوت في تلك الحاجة نبيا انه غيره هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر فاذا اطعتني فاذا اطعت الله ونحرت له هل هذه عبادة؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له اذا نحرت لمخلوق وغيرهما هل اشركت في هذه العبادة غير الله؟ فلابد ان يقر ويقول نعم وقل له وايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن وهل كانوا يأمرون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك. فلابد ان وننام فقل له وهل كانت عبادة اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك والا فهم موقظون انهم عبيد من تحت قد اقتحت قهر الله وان الله هو الذي يدبر الامر. ولكن دعوهم والتجأوا اليه من الجاه والشفاعة وهذا ظاهر بالداء. ذكر المصنف رحمه الله تعالى شبهة اخرى من شبه المشبهين في باب توحيد العبادة وهذه الشبهة الرابعة دون تلك الشبه. فان الشبه الثلاثة المتقدمة هي كما ذكر المصنف من اعظم ما تعلق المبطلون في باب توحيد العبادة. فما بعدها من الشبه دونها في الرتبة. فانها غالبا مما ارجع الى تلك الشبه ويتصل بها فمن وعى حسن الشبه الثلاث المتقدمة هان عليه كشف بقية الشبه التي لهم ومنها هذه الشبهة التي يقولون فيها نحن لا نعبد الا الله. وهذا الالتجاء الى الصالحين والتعلق بهم ليس عبادة. فهم اثبتوا امرا ونفوا اخر. فاثبتوا يعبدون الله عز وجل ونفوا ان يكون التعلق بالصالحين والالتجاء اليهم عبادة وجواب شبهته على ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى ان يقال له انك تقر ان الله فرض عليك اخلاص العبادة. وهذا امر لا يهون على امرئ ينتسب الى الاسلام ان ينفيه عن نفسه. فان المسلمين كافة مجمعون على ان الله عز وجل امرهم باخلاص العبادة له. فاذا اقر باقرار المسلمين ان الله امرنا باخلاص العبادة له. فالتمس منه حينئذ ان يبين لك حقيقة العبادة التي امره الله سبحانه وتعالى باخلاصها فاذا التمس منه هذا ولم يعرفه فبينت له حقيقة العبادة وانها تشتمل على كل تأله قلبي بالحب والتعظيم عرف ان ما امره الله سبحانه وتعالى هو ان يخرج جميع انواع الحب والتعظيم والاجلال من الاعتقادات والاقوال والافعال وحده لا شريك له وعرف حينئذ ان من جعل منها شيئا لغير الله سبحانه وتعالى فانه يكون قد عبد غير الله عز وجل. فيكون من التجأ الى اولئك الصالحين. وتعلق بهم واستغاث بهم ورجى منهم. جاعلا شيئا من تعلقه القلبي وتألهه وتعظيمه لهؤلاء من دون الله سبحانه وتعالى. فاذا تقرر عنده ان هذا الالتجاء عبادة وان العبادة لله سبحانه وتعالى وحده فانه يعرف حينئذ ان جعل شيء من لغير الله عز وجل وقوع في الشرك. فيكون من دعا هؤلاء الصالحين وتعلق بهم ورجاهم واستغاث منهم واستمد راغبا راهبا منهم انه يكون واقعا في الشرك بالله سبحانه وتعالى كما ان العبد اذا امتثل قول الله ثم سبحانه وتعالى فصل لربك وانحر. فذبح لغير الله عز وجل انا موحدا فاذا جعله بغير الله عز وجل بان ذبح لصنم او ولي او نبي يكون مشركا فكذلك من تعلم للصالحين والاولياء وغيرهم وتأله قلبه لهم يكون واقعا في الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى. فبطل قوله ان التعلق والتجاء للصالحين ليس بعبادة. لان حقيقة التعلق الموجود في قلوب هؤلاء انهم يؤلفون فيرجون منهم ويأملون منهم ويرغبون اليهم ويرغبون منهم فيكونون قد وقعوا في ما نهوا عنه من الشرك بالله عز وجل وانهم كاذبون في دعوى اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ثم قل له ايضا ان المسرفين الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين ولاة ولاة وغير ذلك فلا بد ان يقر انهم كانوا يعبدونهم لتظاهر الادلة الشرعية من الايادي القرآنية وغيرها على اثبات ذلك فاذا اقر بان المسرفين الاولين عبدوا هؤلاء فاعلموا بان العبادة التي كانوا فيها كان من جملتها دعاؤهم والالتجاء اليهم والتعلق بهم فيكون من فعل تبعيهم حاله كحالهم مشركا كافرا بالله سبحانه وتعالى. فهذه الجملة من كلام المصنف في ابطال شبهة ان الالتجاء الى الاولياء والصالحين ليس عبادة مرتب في اربعة منازل اولها تقرير المشبه بان الله امره بعبادته. تقرير المشبه ان الله امره بعبادته اي حمله على الاقرار بان الله امره بالعبادة. حمله على الاقرار بان ان الله امره بالعبادة وثانيها بيان حقيقة العبادة المأمور بها. بيان حقيقة العبادة بها وثالثها ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك. ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن قال كان من عباداتهم الالتجاء الى مألوهاتهم والتعلق بها. تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كان من عباداتهم التعلق بمألوهاتهم والالتجاء اليها. فبطل حينئذ قوله ان الالتجاء الى الصالحين ليس عبادة. فاذا رتب ابطال هذه الشبهة في هذه المنازل واحدا واحدا دكت هذه الشبهة وتقهقرت دعوى مدعيها. نعم فان قال تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل وصل الله وسلم الشافعي المشفى في المحشر وارجو شفاعته ولكن الشفاعة كلها لله. كما قال تعالى ولا تكونوا الا بعد اذن الله كما قال تعالى هذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيما يشعر. ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه. ولا يأذن الا لاهل التوحيد كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن تضى وهو لا يرضى الا التوحيد. كما قال تعالى ومن يبث غير الاسلام فلن يقبل منه وفي الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشدائد كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد فبين ان كلها لله وانا اطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا فان قال النبي ذكر المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يتعلق بها المسبحون في توحيد العبادة زعمهم ان الداعي الى توحيد الله عز وجل بابطال التعلق بغيره ينكر شفاعة النبي النبي صلى الله عليه وسلم لانه ينهى عن ان يطلب منه شيء. وهذا كذب فان اهل الحق من الموحدين من اهل السنة والجماعة يثبتون الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم. ويعدلون له انواعا من الشفاعة جاءت بالادلة الشرعية ويرون ان النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم الشفعاء عند الله سبحانه تعالى الا ان هذه الانواع المعددة من الشفاعة لا يملكها النبي صلى الله عليه وسلم. لان الشفاعة من كل محضن لله عز وجل وانما يملكها من ربه عز وجل. فيعطاها صلى الله عليه وسلم انعاما واكراما عظاما واعظاما من الله سبحانه وتعالى. والذي اعطى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشفاعات المتعددة نهانا عن دعاء غيره. فامرنا سبحانه وتعالى بان نجعل الدعاء له وحده. قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وتقدم ان اظهر القولين في تفسير المساجد انها انواع القرب من الاعتقادات والاقوال والافعال انها لله وحده. ثم عقب هذا الامر بالنهي عن ان غير الله سبحانه وتعالى كائنا من كان. فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي اعطي الشفاعة نهانا الله سبحانه وتعالى ان نسأله اياه فنحن لا نسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة منه وانما نسألها من الله سبحانه وتعالى فاذا دعا الداعي من الموحدين قال في دعائه اللهم شفع محمدا صلى الله عليه وسلم في او قال اللهم اني اسألك شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. ولا يقول يا محمد اسألك ان تشفع لي عند الله سبحانه وتعالى. فان بين المقامين فرض فالاول جار على لسان التوحيد. والثاني جار على لسان التنبيه فالداعي اولا بقوله اللهم شفع محمدا صلى الله عليه وسلم في يسأل الله عز وجل لا يملكه فهو موحد له. والثاني يسأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا لا يملكه. فهو مشرك بالله سبحانه وتعالى واضح الفرق بينهما طيب بعض السلف كرهوا ان يقول الداعي اللهم شفع محمدا صلى الله عليه وسلم في لماذا ويقول اللهم كان عند امها هذي متأخر حدوث الان خلل في باب توحيد العبادة متأخر فلم يكنوا يريدون يعني غلق الباب بان يطلب تطرب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مال التعب قل اللهم اني اسألك شفاعة اللهم شفع محمدا وجه ذلك ان الشفاعة تكون بستر المعائب والافات ان الشفاعة تكون لستر المعايب والافات. ولذلك في الحديث عند الترمذي وغيره شفاعة لاهل الكبائر ايش؟ من امتي شفاعة لاهل الكبائر من امتي. فقالوا ان الشفاعة التي تسأل في هذا تكون علامة على نقص العبد من انه من اهل الذنوب والمعاصي الكبار التي يفتقر فيها الى هذا السؤال. هذا مورد الذين بالمنع والصحيح ان الشفاعة تكون لامرين احدهما نفي المعايب والافات والاخر تحصيل الدرجات والكمالات الاول نفي المعايب والافات. والثاني تحصيل الكمالات والدرجات فانتفى المنع فانتفى المنع يعني ليس كل من يسأل الشفاعة يكون مذنبا من الذنوب الكبار بل ربما يسأل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لترتفع درجته وركبته وتكمل رفعته عند ربه سبحانه وتعالى فالاظهر جواز الدعاء بهذا الدعاء. نعم فان قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله. فالجواب ان الله اعطاه الشفاعة ونهاية ان تدعو معه احدا وقال تعالى فلا تدعو مع الله احدا وطلبك من الله شفاعة نبيه عبادة والله نهاك ان تشرك كبهذه العبادة اهلها. فاذا كنت تدعو الله ان يشفعه فيك فاطعه في قوله. فلا تدع مع الله احدا. وايضا فان تبا تعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم. فصح ان الملائكة يشفعون. والافراط يشفعون والاغنياء يشفعون. اتقول ان الله اعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوس دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي الله في كتابه وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلب مما اعطاه الله فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن التجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله لا يغفر فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفر انه لا يغفره فانه لا يدري. فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله هذا ويذكر انه لا يغفر. ولا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله عز وجل يحرم هذا التحريم ولا ما يبينه لنا فان قال الشرك عبادة الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام فقل لهما معنى عبادة الاصنام. اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاشجار تخنق وترزق وتدبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. ان قال انهم يقتلون ان قال انهم يقصدون خشبة او حجرة او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون لهم يقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع عنا الله ببركته ويعطينا ببركته فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبنا. الذي على القبور وغيرها فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ وان الاعتماد على ودعاءهم لا يدخل في ذلك فهذا يمده ما ذكر الله تعالى في كتابه من شأنه من كفر من تعلق على الملائكة عيسى والصالحين فلابد ان يقر لك ان من اشرك بعبادة الله احدا من الصالحين فهو شرك مذكور في القرآن. وهذا هو والمطلوب ذكر المصنف رحمه الله تعالى في كلامه المتقدم حججا تبطل تعلق المتعلقين بدعوة فداعة النبي تبطل تعلق المتعلقين بدعوى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. فانهم ان ادعوا ان النبي صلى الله عليه سلم اعطي الشفاعة يرحمك الله وان داعيه يطلبه مما اعطاه الله تعالى فالجواب عنه بان يقال انما ذكرته من اعطاء الله النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق ولكن الله عز وجل اعطاه اياها واخبرنا ان الشفاعة سبحانه وتعالى قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا ونهانا سبحانه وتعالى عن ان ندعو غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا. فنهانا ان نسأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا مما اعطاه الله عز جل لان الذي اعطاه نهانا ان نسأل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر حجة ثانية وهي ان الشفاعة التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره يشفع ايضا فالملائكة يشفعون وسائر الانبياء يشفعون والافراط وهم الاطفال الذين ماتوا صغارا يشبعون ايضا فهؤلاء كلهم مما اعطاهم ممن اعطاهم الله سبحانه وتعالى الشفاعة. فمن زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم يسألها الذين هم ان يأذن بسؤال هؤلاء ايضا. فكما يجوز قول اللهم فكما يجوز قولا اني اسألك الشفاعة يا رسول الله لزمه ايضا ان يسأل غيره من الشفعاء تلك الشفاعة اعطيها اياه فان قال انهم اعطوها وانا لا اسألهم اياها كما ذكر المصنف فانه وحينئذ يقال له بطل قولك اعطاه الله الشفاعة يعني النبي صلى الله عليه وسلم وانا اسأله من ما اعطاه الله لان الباب واحد فاذا منعت سؤال سائر شفعاء الشفاعة لزمك ان وتمتنع من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته فانه واحد من الشفعاء الذين اثبت الله عز وجل لهم الشفاعة في الاخرة فان قال انا لا اشرك بالله حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا. وان الله عز وجل لا يغفر فبين لي هذا الامر الذي عظمه الله عز وجل واخبره واخبر انه لا يغفره ما حقيقته؟ فانه لا يدري حينئذ ما يميز حقيقة العبادة ولا يقف على المقصود من الشرك المنهي عنه. فقل له حينئذ كيف تبرئ نفسك من شيء انت لا تعرف حقيقته. فان الوالغين في هذه البلايا من دعاء غير الله سبحانه وتعالى يزعمون انهم من اهل الاسلام وانهم ليسوا بمشركين. فاذا حاققتهم في حقيقة الاسلام التي امر الله عز وجل من افراد العبادة وعدم الشرك به وجدتهم جاهلين حقيقة التوحيد والشرك فهم بمنأى عن تبين مقصد الشريعة من توحيد الله عز وجل وابطال الشرك. فانى لهم اثبات التوحيد لانفسهم ونفي الشرك عنها وهم لا علما بما امر الله عز وجل به من توحيده وما نهى عنه من الشرك به. ثم اسأله مستنكرا. كيف يحرم الله عليك شيئا ويذكر انه لا يغفره ثم لا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا. لانه من المحال ان يبين الامر بيانا شديدا في اعظام درجته ثم لا يكون للناس علم به. لان الاصل ان ما امرنا الله عز وجل به بين الشريعة سهلة سمحة لا تحتاج الى تدقيق النظر واعمال الفكر للاحاطة بما نهى الله عز وجل عنه او امر بل بدائل الناس تتسارع الى عقل الامر والنهي الشرعي. وليس في الشريعة الاحالة على محالات لا العقول بها بل احكام الشريعة كلها في باب الخبر او باب الطلب مما تتبادر اليه افهام سائر الناس في الاحاطة بها علما فاذا كان المرء ينسب نفسه الى معرفة الشريعة وما جاء فيها ثم لا يميز حقيقة التوحيد والشرك فانه مقصر تقصيرا شديدا في معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وان زعم هذا المبطل ان الشرك عبادة اصنام قاصدا حصر الشرك فيه جاوبه كما ذكر المصنف بما يدحض شبهته ويكشف جهالته ويدفع ضلالته بارادة سؤالين فالسؤال الاول ان يقال له ما معنى عبادة الاصنام التي حصرت الشرك فيها ما معنى عبادة الاصنام التي حصرت الشرك فيها؟ هل معناها انهم يخلقون ويرزقون ويدبرون فان زعم ذلك فهذا شيء لم تدعيه الجاهلية الاولى فان الجاهلية الاولى كانوا يقرون بان الله هو المدبر الخالق الرازق فالقرآن مكذب له في دعواه. وان قال ان عبادة الاصنام هي التعلق بهم ودعاؤهم والالتجاء اليهم والندر لهم والذبح والتقرب اليهم وسؤال كونهم شفعاء عند الله سبحانه وتعالى فاخبره بان هذا هو الذي جاء في القرآن الكريم فان الشرك الذي وقع فيه عبادة عباد الاصنام ليس هو اعتقاد ان تلك الاصنام تخلق وترزق وتملك وتدبر. وانما كانوا يعتقدون ان هذه الاصنام تشفع عند الله عز وجل وتتوفق لمن رغب اليها ورهب فهم يتقربون اليها بانواع القب فاذا عقل هذا المعنى عرف ان ما يفعل عند الاولياء او الانبياء او الملائكة من هذه الافعال عند المتأخرين هو الذي كان يفعله الاولون عند فهم مشركون كما كان الاولون مشركين والسؤال الثاني ان يقال قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك تخصيص وقوع عبادة وقوع الشرك في عبادتهم فان قال نعم فاخبره بما جاء في القرآن الكريم من بيان فئام كثيرين من المسرفين الاولين لغير الاصنام فان المشركين الاولين كان منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء ومنهم من يعبد الاولياء ومنهم من يعبد الاشجار فلم يكن شركهم يختص بعبادة الاصنام. بل كانوا ودون الهة متعددة فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينه بل اكثرهم وقاتلهم. وقد ذكر هذا الوجه المصنف رحمه الله الله تعالى في القاعدة الثالثة من القواعد الاربع. نعم وسر المسألة انه اذا قال انا لا اثيق بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله فسره لي فان قاله عبادة الاصنام وما عبادة الاصنام فسرها لي وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له لي فان فسرها بما بينت فهو المطلوب. وان لم يعرفوا فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه. ومن فسرها بغير معناها ما بينت له الايات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه كما صاح اخوانه حيث قالوا اجال الهديناه واحدا ان هذا لشيء مجاب. بين المصنف رحمه الله تعالى بعدما تقدم سر المسألة يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر. والمراد باللف بعد النشر ان يكون قد بسط الكلام ووضحه نشرا ومد القول فيه. ثم رجع فاوجز القول فيه ايجازا جمعا لمتفرق الكلام بعد الاسترسال فيه فان من محاسن البيان اذا استرسل متحدث ما في الكشف عن معنى يريد ان يرجع بعد ذلك الى تلخيصه بما يجمع اطرافه للسامع ليكون ذلك اوقع في قلبه. فضم متفرق جوابه بعد بسقه فقال انه اذا قال انه اذا قال انا لا اشرك بالله فقل ما معنى الشرك بالله؟ فسره لي فاذا قال له فاذا قال هو عبادة الاصنام فقل له ما عبادة الاصنام فسرها لي فان قال انا لا اعبد الا الله وحده فقل انا لا اعبد الا الله وحده فقل له ما عبادة الله سبحانه وتعالى فسرها لي. فان فسر ما تقدم لما جاء في القرآن فهذا هو المطلوب. وان فسره بغير ما جاء في القرآن بينت له الايات بمعانيه. فمثلا في السؤال الاول وهو انا لا اشرك بالله تبين له حقيقة الشرك التي جاءت في القرآن الكريم فاذا وعى هذه الحقيقة عقل الشرك الذي نهي عنه. وان لم يعقل هذا المعنى وزعل غيره فانه كاذب في دعواه وكاد اذا قلت له ما معنى عبادة الاصنام؟ فقال ان عبادة الاصنام هي اعتقاد انهم يخلقون ويرزقون ويملكون بينت له الايات الواضحات في كذب هذه الدعوة وان عبادة الاصنام هي التعلق بها والذبح لها استغاثة بها والرهب منها والرغبة اليها. فكل دعوة يدعيها انظر في ادراكه لحقيقة هذه دعوة هل هي وفق ما جاء في القرآن؟ ام انه يبتكر معاني يزعم حمل ايات الشريعة عليها؟ فتنفي الدعاوى ببيان ما جاء في القرآن الكريم. وكثير من الشبه حقائقها اوهام وخيالات. تقوم قلوب اصحابها فينفيها البيان التام للحقائق الشرعية التي ضلوا عنها. فما اتقدم ذكره من حقائق الشرك والتوحيد والعبادة. اذا بينت الناس كما جاء في القرآن والسنة عند فتك الشبهة المعتقد ان معنى لا اله الا الله انه لا خالق الا الا الله اذا بين له معنى التأليف والالوهية في القرآن الكريم وان معناه ما يقع في القلب من المحبة والخضوع والاجلال والاعظام لله سبحانه وتعالى انتبه حينئذ المعنى الباطن الذي يزعمه من يزعمه بان معنى لا اله الا الله لا خالف الا الله. فالبيان الشرعي ات في ابطال شبهات المشبهين. لان خطاب الشريعة له على القلوب من السلطان ما ليس لغيره فان الله قال مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. في وصف القرآن اي مسيطرا مستعليا مرتفعا عليه فكل بيان مهما بلغت فصاحته وحداقة المتكلم به فان ما في القرآن الكريم والسنة النبوية اعظم بيانا وابلغ ايضاحا. فلهذا كان من اعظم موارد العلم النافع الاحاطة خبرا بخطاب القرآن والسنة. فمن احاط خبرا ووعى العلم بما في القرآن والسنة كان بيانه لحقائق الشريعة واضحا كاملا لما في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من السلطان على القلوب. فان استرسل المرء ترهات الافكار ومبتكرات القلوب ومفترعات الالسن مما لم ياتي بالانتداب والسنة فانه يقع في اوابد ربما زل بها عن خطاب الشريعة. ولهذا كان علم السابقين من السلف الصالحين فمن بعدهم من ائمة الدين هو علم والسنة فعزوا وصلحت احوالهم في اتصالهم بربهم سبحانه وتعالى وكمال اقبالهم عليه. وانتفع الناس بهم كثيرا خالطت المعارك الحادثة علوم الكتاب والسنة شوشت معارك الخلق واختلت مداركهم وصارت وصار النور مخلوطا بظلمة مما وقع في كلام المتكلم. فاذا اردت ان تبين دفع شبهة بما في القرآن والسنة وليس نصب الادلة في القرآن والسنة مقصورا على الحقائق النقلية. بل فيه بيان الحقائق النقلية والحقائق العقلية فموارد الشرع وافية في بيان ادلة النقل وادلة العقل فاكمل ادلة عقل ما جاء في القرآن والسنة فمن رام ان يشيد دليلا عقليا فلينظر الى ما جاء في القرآن والسنة مما تعلق بما يريد انشاءه فسيجد فيه من البيان العقلي الوافي ما ليس في كلام غيره. فمثلا من الوقائع الرائدة في دعاوى الالحاد وكشف هذه الدعاوى لا يحتاج فيها الى مقالات المثقفين واستجرار ردود الفلاسفة الغربيين او من قبله فان القرآن والسنة وافيان ببيان الادلة النقلية والعقلية على وحدانية الله عز وجل واثبات وجوده وابطال دعوى الالحاد. واذا اردت ان تعرف هذا تطبيقا فانظر كتاب شيخ شيوخنا علامة ابن سعدي البراهين الذي رد به على دعاوى الالحاد من الشيوعيين وغيرهم فهو كتاب نافع في ايضاح دلائل في ابطال دعوى الالحاد. وحاصلوا ما تقدم من كلام المصنف رحمه الله تعالى ان المشبه المدعي هذه الدعوة له ثلاث احوال ان المشبه المدعي هذه الدعوة له ثلاث احوال احدها ان يتوقف عن بيان ما طلب منه بيانه. ان يتوقف عن بيان ما طلب منه بيانه. فاذا اريد بيان التوحيد سكت او اريد منه بيان الشرك سكت او اريد منه بيان حقيقة عبادة الاصنام سكت فحين اذ يقال له انت لا تعرف الحق من الباطل. انت لا تعرف الحق من الباطل. وهذا كاف في رد شبهته وهو حالك ديننا ممن يتعلقون بالصالحين ويعتقدون فيهم. لا يدرون الحقائق الشرعية للتوحيد والشرك والعبادة. وثانيها ان يفسر تلك الحقائق بما فسرها الله في القرآن ان يفسر تلك الحقائق ويبينها بما فسرها الله وبينه من قرآن. وهذا ايضا كفانا مؤنته. لان الايات القرآنية كفيلة ببيان مواقع القول في التوحيد والشرك لان الايات القرآنية كفيلة في بيان مواقع القول في التوحيد والشرك. وانه لا ينحصر في عبادة الاصنام وثالثها ان يفسرها بمعنى باطل مخالف لما اخبر الله عنه. ان يفسرها بمعنى باطل مخالف لما اخبر الله عنه فتبين له الايات الواضحات في معنى الشرك والتوحيد وعبادة الاصنام. فاذا بينت له ذلك ظهر لكل ذي عينين ومن القى السمع وهو شهيد ان الدعوة الى توحيد الله عز وجل التي انتصب لها المصنف رحمه الله هي التي كاد لها اولئك المغرضون المبطلون وانكروها وصاحوا عليه صيحة الشياطين كما صاح الاولون على النبي صلى الله عليه وسلم لما امرهم بتوحيد الله فقالوا اجعل الالهة الها واحدا فهذا لشيء عجاب. وهذه مقولة اعداء الله في كل زمان وان. فانهم يتعلقون بما كان عليه المبطلون بما كان عليه المبطلون الاولون. ولكل قوم وارد. فالمشبهون في توحيد العبادة من المشركين من الاولين ورث مقالتهم من ورثها من المشركين المتأخرين. وكذا الملبسون في باب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ورث مقالتهم من ورثها ممن عظم الرجال وجعل تقليدهم اكمل واعظم من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بشبه شبهوها ودعاوى باطلة روجوها حتى انتج ذلك خشوع الشرك والضلالات واستيلاء الخرافات على قلوب الخلق. فاذا رام العبد خلاصا من هذه البلايا في باب توحيد العبادة او بباب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم او غير ذلك من المقاصد العظمى للدين فعليه بما جاء في دين سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وليقبل على القرآن والسنة تفهما لمراتب الاحكام في باب الخبر والطلب. فانه اذا جعل شرفة قلبه مفتوحة على ذلك المولد الطيب الهني النافع انتفت عنه كل شبهة ووقف على حقائق الشرع بجلال اما الذي يقبل بقلبه على غير ذلك المولد فانه يداخل قلبه من بطلان الحقائق في باب توحيد العبادة او اتباع النبي صلى الله عليه وسلم او الولاء والبراء او الجهاد او طاعة ولاة الامر او التعاون بين المسلمين او او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اشياء لا حقيقة لها وانما هي اشياء واحدثها الناس وعظموها مع مجيء الشرع بخلافها او مجيء بها على وجه ليس ما عليه الناس اليوم في كثير من البلدان الاسلامية فمثلا الذي يرى ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تشددا هذا لم يعقل حقيقة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان نزع الناس من مألوفاتهم بطنهم عما صاروا عليه واعتادوه من الاحوال مما جاء به الشرع وانه لابد من معاناة الناس في اصلاحهم في هذا الباب وانه من دين النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لا يكون على ما تبديه طرائق الاذهان وتميل اليه الاهواء بل يكون ايقاعه على ما توجبه الشريعة. فهو يأمر كما امر الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم كما نهى عنه الله عنه الله عز وجل وعنه نبيه صلى الله عليه وسلم فهو لا يأمر الا بعلم ولا ينهى الا بعلم فهذا هذا هو الذي يكون مدركا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما جاءت به الشريعة. اما ذاك الذي يراه تشددا او الذي يقابله فيعمله وفق هواه ورأيه فتلاهما بمنأى عن جادة الحق والهدى. نعم. فان قال اي انهم لم يكفوا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل انها الله فالجواب انني ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل. قال الله تعالى الله الصمد الذي لا نضر له والصمد المقصود في الحوائج فمن جحد هذا فقد كفر. ولو لم يجحد اخر السورة ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جهد هذا فقد كفر ولو لم يجحده ولا السورة. وقال الله تعالى ما اتخذ الله ومن ولده ففرق بين النواين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى وجعلوا لله شركاء ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللاجئين مع كونه رجل صالحا. لم يجعلوهن ومن الله والذين كفروا والذين كفروا بعبادة جني لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا ما بين النوعين وهذا في غاية الوضوح. وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقل هذا هو الحق ولكن لا يعبدون. ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه. والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والاقراء بكراماتهم. ولا يجحد كرامات اولياء الله ذو البدع والضلالات الله وساط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين. ذكر المصنف رحمه الله من مماحلات المسببين قولهم ان المشركين الاولين من العرب لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء. وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله وهم لا يقولون ان عبد القادر او البدوي او غيرهما ابن لله سبحانه وتعالى فكيف يكفرون؟ وكيف يكونون كالاولين؟ وجواب هذه الشبهة من اربعة وجوه احدها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقيم. ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر وجعل كلا منهما كفرا مستقلا ان الله فرق بين نوعين من الكفر وجعل كلا منهما اصلا مستقرا ففرق بين عبادة غيره وبين نسبة الولد اليه ففرق بين عبادة غيره وبين نسبة الولد اليه. قال الله تعالى ما اتخذ الله او من ولدي وما كان معه من اله. ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وقال الله سبحانه وتعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقه وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم وهم زعموا ان الجن يعبدون شركاء لله عز وجل. ومنهم من زعم ان لله سبحانه وتعالى بنين وبنات ففرق بين الكفرين وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللاتي مع كونه رجلا صالحا ان الذين كفروا بدعاء المولات مع كونه رجلا صالحا لم يزعم انه ابن لله. لم يزعموا انه ابن لله فهم كفروا بعبادة غير الله. ولم يكونوا ينسبونه الى الله سبحانه وتعالى ولدا. ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب الاربعة ان العلماء بجميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم مرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. ان المسلم اذا زعم لله ولدا فهو مرتد. وان اشرك بالله فهو هو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرق فيفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح فان طال بعد ما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يعرض بما لهم من مقام كريم فقل له هذا هو الحق فيهم. فانهم لهم حظوة ورتبة عند الله عز وجل انهم لا يرفعون فيعبدون ولا يحفظون فيهضمون. ولكنهم لا يرفعون ولا يحفظون فيظلمون. بل يعرف ما لهم من الحق. وينكر عبادتهم مع الله سبحانه وتعالى وحقهم حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ومن اخذ في هذا المهيأ حفظ حق الله وحق الاولياء فهو يحفظ حق الله بافراده للعبادة. ويحفظ حق الاولياء في اثبات رتبتهم وما لهم من الكرامة والامر كما قال المصنف فاحسن وهي من بدائع كلمة دين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين. ويجمع هذه الجمل الثلاث قول بعض السلف الحسنة سيئتين الحسنة بين سيئتين يريدون بذلك سيئة الافراط والتفريط والجفاء والغلو فالحسنة تكون في موقع بين هذين الطرفين. نعم فاذا اردت ان هذا الذي يسميه المشركون في زمان الاعتقاده هو السلك الذي انزل به القرآن وخات رسول الله صلى الله عليه سلم الناس عليه فاعلم ان شرك الاولين اخف من شرك اهل وقتنا بامرين احدهما ان الاول ان الاولين لا ولا يدعون الملائكة والاولياء والاوثان او الاوثان مع الله الا في الرخاء. واما في الشدة فيخلصون الدين لله. كما فقال تعالى فاذا ركبوا في الخلق دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم من البر الى هم مشركون. وقال الا واذا مسكم الظر في البحر ظل من تدعون الا اياه. وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب تقوم الساعة اغير الله تدوم. الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا مس الانسان ضر عدى ربه اليك ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. الاية وقال تعالى واذا ينبض فضلا فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء واما في الشدة فلا يدعون ان الله وحده لا شريك له وينسون ساداتهم تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين ولكن اين من يفهمها اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهما راسخا. والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا وبين عند الله اما نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى واهل زماننا يدعون مع الله اناسا من افسخ الناس. والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك والذي يعتقد بالصالح والذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقل في من يشاء نشاهد فسقه وفساده ويشهد به تشاهدوا في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. يشهد فسقه وفساده يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. ويسهل به. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذا الذي يسميه المشركون في زمانه الاعتقاد هو الشرك الذي نزل فيه القرآن. والاعتقاد عند هؤلاء هو تألف القلوب المعظمين من الخلق يرجون منهم ويخافون منهم. فاذا قيل ان للناس في فلان اعتقادا فالمراد اثبات تألف قلوبهم له. برجاء النفع ومخافة ربك وهذا المعنى الموجود في قلوبهم هو من الشرك الذي جاء بيان حقيقته في القرآن الكريم وهو من السيف الذي كان عليه الاولون الا ان بين الاولين من المشركين والمتأخرين فروقا ذكر المصلي هنا فرقين منها فالفرق الاول ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة كما جاء في ايات عدة اما المتأخرون فانهم يفزعون الى غير الله عز وجل بالشدة والرخاء وقد جعل المصنف رحمه الله تعالى هذا الفرق القاعدة الرابعة من القواعد الاربع كما تقدم. والفرق الثاني ان يدعون مع الله سبحانه وتعالى خلقا مقربين من الملائكة والانبياء. او احجارا واشجارا غير عاصين اما المتأخرون فانهم صاروا يدعون من دون الله سبحانه وتعالى من شهر بالفسق والفساد واظهار المنخرط كتاج ويوسف وشمسان وغيرهم ممن كان تعزى اليه المخاليق والاباطيل التي يسمونها كرامات وهو يظهر محرمات كبيرة من ترك الصلاة والاختلاط بالنساء والخلوة بهن ونسبة هؤلاء الى الوقوع في الفجور والزنا على ما هو معروف في كلام المصنف في بيان اقوال هؤلاء؟ وما ذكره حفيده محمد ابن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله تعالى في جواب له عندما سئل الى ان هؤلاء المذكورين في بعض تأليف الشيخ وهم شمسان وتاج ويوسف فبين حقيقة ما كانوا عليه. وهذه الاحوال التي اخبر عنها المصنف او اخبر عنها غيره هي خبر اليقين عما احاطوا به علما. فلما صار الناس اليوم في حال من الرخاء ومعرفة دين الله عز وجل نبتت نابتة يزعمون ان الامور المذكورة في كلام المؤرخين من اهل هذه البلاد انها امور قودت وعظمت لامور قصدت وان وليس كما قيل في هذه الكتب وان الناس لم يكونوا يعتقدون في الاشجار والاحجار وفلان وعلان. ثم ازداد الامر شرا حتى زعم من زعم ان هذه الجمل المذكورة من بيان التوحيد وابطال الشرك انما تفسر عبر التاريخ السياسي وانها دعوا لبناء دولة قامت على هذه المعطيات الدينية فعظمت وهولت لدحر الدول السابقة ووأد تاريخها وتسييد ذكر حسن للدولة التي صارت بعده. وهذا كلام من لم يتلقى العلم عن اهله ولا عرف ما كانت عليه هذه البدع. ثم هذا الذي ذكروه لم ينفردوا به. بل اذا قرأت بعض ما كتبه الرحالة الغربيون الذين وصلوا الى بلاد الحجاز او نجد وجدت انهم يذكرون اشياء كثيرا من الشرك. وما ذكره ايضا من المؤرخين العرب كالجبرتي في كتابه مما ذكر من احوال الشرك والفجور التي كان عليها الناس وما ذكر به ما كان عليه الناس في هذه البلاد بتوحيد الله عز عز وجل مما يقطع به كل عاقل ان الناس كانوا على سر خطير وامر وبيد. واين هذا من اثاره الاخبار وبعض البنا التي كانت تعظم فيما سلف وصارت مجهولة عند اكثر الناس والجهالة بها اولى في ظهرها والعلم بها لكن مما ينبغي ان يعقله طالب العلم ان هذه الدعاوى التي ادعيت انها ترهات لا يبنيها اصحابها على حقائق منتلقات بل من فتش كتابات الرحالة الغربيين وجد ذكرا لاحوال من الشرك التي تنسب الى هذه البلاد وهي بقلم اناس كفار. هم عند هؤلاء متجردون من الاتجاهات والاراء. فهم يكتبون كتابة تاريخية اية صرفة فاحرى ان يذعنوا بما ذكر هؤلاء من احوال الشرك وانه لن وان الامر لم يكن مهولا معظما لاجل مقاصد سياسية ولكن الناس لما حل الامن في بلادهم واستقامت امور دنياهم ثم تمددوا في نعماء الله عز وجل تجشأوا بهذه الترهات التي تدل على قلة العلم بحقيقة توحيد الله سبحانه وتعالى. وتقدم بسط الفرق بين سلك الاولين وسلك عند شرح القاعدة الرابعة من القواعد الاربع. نعم اذا تحفظت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحف شركا من هؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا وهي من اعظم شبههم فاصل سماك لدوابها وهي انهم يقولون ان الذين القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا. ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟ فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كل من فاذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء اخر انه كافر لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امن بعظ القرآن وجهل بعظه كمن اقر بالتوحيد وجهل وجوب الصلاة واقر بالتوحيد والصلاة وجهل وضوء الزكاة او بهذا كله وجهل وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجهل وجوب الحج. ولما لم ينقلب اناس في زمن النبي الله عليه وسلم للحج انزل الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن الله غني عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع. وحل دمه وماله كما فقال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. فاذا كان الله كان قد صرح في كتابه ان من امن ببعض فهو كافر حقا زالت هذه الشبهة وهذه هي التي اذا ترى بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجهل وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال وكذلك اذا قرب بكل شيء الا البعث وكذلك لو جاحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد هذا لا تختلف المذاهب فيه. وقد نطق به القرآن كما قدمنا. فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج. فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. واذا جعل التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا سبحان الله ما اعجم هذا الجانب! ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وهو يصلون ويؤذنون. فان قال انهم يسألون ان ان مسيلمة نبي. قلنا هذا هو المطلوب اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه. ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة ولا الصلاة فكيف بمن رفع شمسنا ويوسف وصحابيا او نبينا او غيرهم في مرتبة جبار السماوات والارض سبحانه ما اعظم شأنه كذلك ويقال ايضا الذي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كلهم يدعون يدعون الاسلام. وهم من اصحاب علي رضي الله عنه انه وان من الصحابة ولكن اعتقلوا اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين؟ ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر والاعتقاد في ويقال ايضا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة للشريعة في اشياء دون ما نحن في اجمع العلماء ولا كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى ما بايديهم من بلدان المسلمين. ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك الرسول صلى الله عليه وسلم باب حكم المرتد وهو المسلم الذي يدخل بعد اسلامه ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل لا ماء ويحل دم الرجل وماله حتى انه ذكر اشياء يسيرة يسيرة عند من فعلها. مثل كلمة يذكرها دون قلبه او كلمة يذكرها على وجه المسح واللعب. ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون الله. وكذلك الذين الذين قال الله تعالى فيهم قل لا بالله واياته ورسوله كنتم تستهزءون على ايمانكم فهؤلاء الذين صرح الله فيمن ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا انهم قالواها على وجه المزح فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم يكفرون المسلمين اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون. ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في من هذه الاوراق ومن الدليل على وما الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامه وعلم وصلاح منهم قانون موسى اجعل لنا اله. وقال اناس من الصحابة جلنا يا رسول الله ذات فما لهم ذات انواط فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني موسى اجعل لنا لا اله ولكن للمشركين شبهة يدنون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك كذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعلهم ذات انواط لم يكفروا. فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك. ولكن اتى ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا لكفروا الا هو المطلوب ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بل العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم التعلم والتحرز ومعرفة ومعرفة ان هذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان. وتبعد ايضا ان المسلم المجتهد الذي الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيد ايضا انه لم يكفر فانه يغلب عليه الكلام تغليظا شديدا. كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ابطال الشبه المتعلقة بان ما المتأخرون من التعلق الصالحين ليس شركا كره على كره على نوع اخر من الشبه وهي شبهة من منع من تكبيرهم وقتالهم. فالشبه المذكورة في هذا الكتاب ترجع الى نوعين من الشبه. النوع الاول شبه تتعلق بنفي كون ما عليه المتأخرون شركا شبه تتعلق بنفي كون معانيه متأخرون شركا والاخر شبه تتعلق بمنع تكسيرهم وقتالهم شبه تتعلق بمنع دينهم وقتالهم فكلام المصنف رحمه الله تعالى واث في نقل الشبه الدائرة في هذا الباب المترددة بين النوعين. وما من البيان هو في نفي شبه المشبهين في المنع من كون ما هم عليه شرك بالله سبحانه وتعالى فاذا عقلت الشبهة وكشفها عرفت ان ما عليه هؤلاء هو شرك بالله سبحانه وتعالى مما تقدم من الدعاوى ان الاولين كفروا لانهم كانوا يزعمون ان هؤلاء اولاد لله سبحانه وتعالى ويكشف هذه الشبه بان يبين ان شرك الاولين فيه نسبة الولد الى الله عز وجل بل وفيه عبادة غير الله عز وجل فكلاهما كفران وجاء مظلومين في غير اية كما في قوله تعالى وجعلوا لله صورة الجن وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم. فاذا استقر في فؤاد المتعلم قال الشبه المتعلقة بالاصل الاول احتاج بعد بعد اثبات ان ما كانوا عليه هو الشرك الذي كان عليه احتاج الى نفي الشبه التي يزعم مدعوها ان هذا وان كان كم؟ فان الواقعين فيه لا يكفرون ولا يقاتلون. وهذه الجملة من كلام المصنف التي قرأها القارئ فيها ابطال هذه الشبهة من وجوه عدة وهي من انفع ما في كلام المصنف في هذه الاوراق كما ذكر رحمه الله تعالى وقد رد المصنف هذه الشبهة من ثمانية وجوه. فالوجه الاول ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بها جميعا. ان من ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بها جميعا. فمن اقر بالصلاة وانكر الصيام او قرب الحج وانكر الزكاة لم يقبل منه ذلك فانه لا يكون مسلما بل هو كافر. لان الاسلام دين كامل لا تجزأوا ولا يتبعض فمن انكر شيئا لازما للعبد من الدين فانه يكون كافرا بهذا الانكار والوجه الثاني اطباق العلماء اطباق العلماء ومقدمهم الصحابة على تكفير بعض من وقع منه ملكه اطباق العلماء ومقدمهم الصحابة على اكثار من وقع في بعض اعمال الكفر والشرك وقتالهم وقتالهم فهو استدلال بالاجماع العملي الذي تجلى في وقائع ذكر المصنف منها ثلاثا فالواقعة الاولى تكفير الصحابة وقتالهم لبني حنيفة. تفكير الصحابة وقتالهم لبني حنيفة بان مسيلمة نبي الله مع انهم يقولون لا اله الا الله. والواقعة الثانية تكفير علي الغالين فيه الذين زعموا انه هو الله. تكفير علي الغالين فيه الذين زعموا انه هو الله فحرقهم علي فكفرهم علي وحرقهم. ولم ينكر عليه احد من الصحابة تكفيرهم وانما انكر عليه من انكر كابن عباس تحريقهم ورأى ان حقهم هو القتل بالسيف. والواقعة ما وقع في عهد بني العباس لما ظهر العبيديون المتسمون بالفاطميين تكفرهم العلماء لمنتحلوه من المقالات الكافرة مع انهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله فاجمع اهل العلم على تكفيرهم. نقله القاضي عياض اليحسبي وغيره وهذا اجماع في هذه الوقائع على ان من وقع منه الكفر فانه يكفر ويقاتل عليه. وان قال لا اله الا الله محمد رسول الله والوجه الثالث ان العلماء رحمهم الله في كل مذهب ان العلماء رحمهم الله في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب حكم المرتد فيه ان العبد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او صدق فيه ان العبد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او شك. فاذا جاء بشيء من ذلك كفر. فاذا جاء بشيء من ذلك كفر وان زعم انه والوجه الرابع ان الله سبحانه وتعالى حكم بكفر اناس قالوا كلمة تكلموا بها ان الله عز وجل حكم بكفر اناس تكلموا بكلمة ابطلت اسلامهم. فالله تعالى يحلفون بالله ما قالوا. ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وكفروا بعد اسلامهم. فحكم الله عز وجل بكفرهم مع انهم ينتسبون الى الاسلام ويقيمون بين اهله والوجه الخامس ان الله سبحانه وتعالى اكثر المستهزئين في غزوة تبوك ان الله سبحانه وتعالى اكثر المستهزئين في غزوة تبوك بما فعلوا مع كونهم كانوا هذا المقاتلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. مع انهم كانوا غزاة مقاتلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والوجه الثالث ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول وهؤلاء يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر. فهم يصدقونه في كون صلى الله عليه وسلم شافع مشفع ويكذبونه بما جاء عنه من النهي عن سؤال غير الله. ويكذبونه فيما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من النهي عن سؤال غير الله عز وجل فهم بذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وينقادون لبعض ويعاندون في بعض والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر ان من جحد وجوب الحج كفر وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم ويزكي كما وقع في سبب نزول قوله تعالى ولله على الناس حج البيت انها نزلت في اقوام اقروا بالصلاة وغيرها ثم لما امروا بالحج ابوا فنزلت هذه الاية على ما ذكره المصنف وهذا وفيه شيء عن بعض التابعين كعكرمة مولى ابن عباس وليس فيه شيء مرفوع. لكن الاية دالة على ان من جحد وجوب الحج انه كافر. كما قال الله عز وجل في الاية ومن كفر فان الله غني عن العالمين. يعني من جحد وجوب الكفر وجوب الحج فان انه كافر بالله سبحانه وتعالى. فاذا كان هذا في حق من جحد الحج فكيف يكون القول في حق من جحد حق الله عز وجل في توحيده فهو اولى بالاكفار والقتال ممن ذكر وجوب الحج والواقعة والوجه الثامن حديث ذات انوار عند الترمذي من حديث الزهري في هذا الاثنان عن ابي واقض الليثي رضي الله عنه فذكر قصة ذات انواط واسنادها صحيح وتقدمت معنا في كتابين ما هما وادي اربع ايام التوحيد اسباب من تبرك بشجر او حجر وفيه ان هؤلاء الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقعوا فيما يوجب كفرهم كما وقع اصحاب موسى في ذلك فان اصحاب موسى لما التمسوا له التمسوا منه ان يجعل لهم الها دون الله عز وجل وقالوا اجعل لنا اله كما لهم الهة زجرهم ونهاهم عن ذلك واخبر بان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى وكذلك وقع هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قال تلك المقالة اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فهؤلاء وقعوا فيما وقعوا فيه الا انهم لم يكفروا لانهم لما نبئوا ونهوا عن الشرك اذعنوا وتركوا ما سألوه ولو انهم لم يذعنوا ولم يتركوا ما سألوه لوقعوا في الكفر. وهذا الذي ذكره المصنف في هذا الكتاب مصير منه الى ان الذي وقع ممن وقع منه مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذات الانوار انه او كان من الشرك الاكبر وهو خلاف ما ذكره في كتاب التوحيد انه من الشرك الاصغر. والفرق بينهما ان الواقع في الشرك الاكبر سأل كون تلك الشجرة الها مؤثرا مستقلا في البركة. وان من وقع في الشرك اصغر لم يجعلها الها مستقلا مؤثرا بالبركة وانما جعلها سببا من الاسباب. فللمصنف في الشرك الذي وقع فيه لهؤلاء قولان احدهما انهم وقعوا في الشرك الاكبر لكنهم لما نبهوا عنه تركوه وتبرأوا منه وهذا هو الذي ذكره والاخر ان هذا الذي سألوه وقعوا فيه من الشرك الاصغر وهو طلب اعتقاد بركته في تلك الشجرة. والثاني اقوى من الاول ويمكن ان يقال ان كلا القولين واقع باعتبار تعدد الافراد. فيكون فيهم من تعلق بجعل تلك الشجرة الها مؤثرا مستقلا ممن هو حديث عدن بالكفر ومنهم من لم يركن الى ذلك وانما اراد البركة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاث فوائد من قصة ذات انواط اولها الحذر من الشرك اولها الحذر من الشرك وقد بوب المصنف رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك احسن. باب الخوف من الشرك. واذا كان يخاف منه فهو مما يحذر وينهى العبد بنفسه عنه وثانيها الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم نبه وتاب من ساعته انه لا يكفر الاعلام بان العبد اذا وقع منه خير من اقوال الكفر واعماله ثم نبه وتاب من ساعته فانه لا يكفر ثالثها ان من لم يكفر بما قال او عمل فلا يتساهل معه ان من لم يكفر بما قال او عمل من اقوال الشرك واعماله لا يتساهلوا معه بل يغلظ عليه الانكار كما غلظ موسى عليه الصلاة والسلام على قومه وكما غل محمد صلى الله عليه وسلم على اصحابه وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم باب الغضب في الموعظة. باب الغضب في موعظة وذكر المصنف نفسه في باب من تبرك بشجر وحجر في مسائله الغظب عند التعليم موعظة الغضب عند التعليم والموعظة. لان استصلاح الناس يكون بالرفق تارة ويكون بالشدة تارة اخرى وهذا هو الذي لاجله شرعت الحدود فان الحدود فيها شدة وغلظة بما يوقع من العقوبة على من وقع في حد من الحدود لما انتهكه. فعومل بذلك استصلاح فربما كان من طرائق استصلاح الناس في امر ما ان يغلظ ويسدد عليهم وليس بناء كمالات النفوس مطردا بالرفق والتأني بل يكون بهذا تارة وبهذا تارة الاخرى بحسب ما تستدعيه احكام الشريعة واقامة الاداب المرعية في نفوس الناس. فمن بدر منه شيء لا يستصلح فيه الا بالغضب عليه وتأديبه تأديبا شديدا كان هذا مأمورا به ودلائله في القرآن والسنة كثيرة وهذه القصة من عظائم القصص التي تستكن فيها فوائد عدة في ابواب من اصلاح النفوس اعلاها توحيد الله سبحانه وتعالى فيها ما يتعلق بادب العلم واضح؟ طيب هل عمر احد منكم سمع شريطا فيه فوائد عن من قصة ذات انوار تذكرون شريط تكلم عن قصة ثلاث انوار او خطبة عشان كذا تفهمون قول الشيخ واما قولهم التوحيد فهمناه فهذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان عشان نعرف ما نحن فيه من الجهل. مثل هذه القصة العظيمة التي لا يذكر الانسان نفسه بها. ما فيها من فوائد تتعلق بتزكية النفس واصلاحها والدعوة الى الله عز وجل والتحذير من الشرك والامر بالتوحيد. كيف لا يخطب فيها؟ ولا يذكر فيها. ويفزع الانسان الى قصص وحوادث مما وقع به الناس ويترك ما في القرآن والسنة من القصص لذلك ينبغي ان يخرج طالب العلم نفسه من سلطان الزمان الى سلطان القرآن لا يرد عليك ما عليه الناس كن مع ما جاء في الكتاب والسنة يسلم لك دينك. فاذا اخذك السلطان المتسلط على الناس مما هم عليه ربما غاب عنك علم كثير مما في القرآن والسنة وبهذا يحصل الفرق بين العالم بدين الله عز وجل والجاهل بدين الله سبحانه وتعالى ومن كلام ابي زرعة الرازي قوله من لم يعظه الكتاب والسنة فلا وعظه الله. فمن انفع موارد اصلاح النفوس واقامتها على الحق تلمس ما في القرآن والسنة من البيان ومن موارده القصص وانفع القصص تلك القصص التي جاءت في القرآن والسنة نعم وللمسكين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على وسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله ان الله وقال لقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله مت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا من الله وكذلك احاديث اخاة الكف عن من قالها ومراد هؤلاء الجهلة ان من قالها لا يكفر ولا يقتل وفعل ما فعل فيقال لهؤلاء الجهلة المشركين. معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصعب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالناض وهؤلاء الجهلة هنا ان من انكر والبعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحل شيئا من هذه الفوع وتنفعه اذا جهل التوحيد الذي هو اساس دين المسلم ورأسه والله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجلا ادعى الاسلام. بسبب انه ظن انه مداه الا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك الله تعالى في ذلك يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية. اي تثبت فالاية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت. فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل بقوله فتبين ولو كان لا يقتل اذا قالها لم يكن للتثبت معنى. وكذلك الحديث الاخر وامثاله معناه ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الفقه عنه الا ان يتبين منه ما يناخر ذلك. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وقال لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارجين ما لقيتموهم فاقتلوهم لان ادركتم لاقتلنهم قتل احد مع كونهم من اكثر الناس تكبيرا وتهليلا. حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم. وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة. مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم المستيقظ لما اخبره رجل انهم منعوا الزكاة حتى انزل الله فاسق ولهم شبهة اخرى ذكر المصنف رحمه الله تعالى وكل فكل هذا اسم الطفل فكل هذا يدل على انه رد يتبع هذا اعد اخوانكم وكان الرجل كاذبا عليهم فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا ذكر المصنف رحمه الله تعالى من شبه المانعين من اكبار هؤلاء وقتالهم انهم يزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة ابن زيد رضي الله عنه قتلاه رجلا بعدما قال لا اله الا الله وقال قتلته بعد ان قال لا اله الا الله وانه صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله الى غير ذلك من الاحاديث الواردة في الصحيحين. ومراد هؤلاء ان من قال لا اله الا الله فانه يمتنع حينئذ اكثاره والحكم بوقوعه في الشرك وقتاله ولو وقع ما ولو وقع فيما وقع وهذا المعنى الذي ادعوه كذب على الشريعة فان المعنى الذي جاءت به في هذه الاحاديث هو اثبات عصمة الحال لا عصمة المآل. هو اثبات عصمة الحال لا عصمة المال بين العصمة التي تكتنب العبد نوعان. فان العصمة التي تجتنب العبد نوعان الاول عصمة الحال. عصمة الحال وتحصل بقول لا اله الا الله وتحصل قولي لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله عصم دمه وماله حالا عصم دمه وماله حال. والاخر عصمة المآل. عصمة المآل. والمراد بها باء اثبات بقاء عصمة الحال له اثبات بقاء عصمة الحال له ودوامها وهذه لا تكون للعبد الا اذا التزم ما تقتضيه لا اله الا الله وهذه لا تكون للعبد الا اذا التزم ما تقتضيه لا اله الا الله. فاذا التزم ما تقتضيه لا اله الا الله ثبتت له عصمة المآل بعد عصمة الحال. اما ان جاء بعد ذلك بما يخالف مقتضى لا اله الا الله فان العصمة التي كانت له اولا لا تبقى له. فلو قدر ان احدا في معركة مع المسلمين لما رأى لامعة السيف قال لا اله الا الله فانه يكفر عن قاتله فاذا صار مع المسلمين ودخل فيهم ثم بقي مظهرا بالشرك غير قائم بشرائع الاسلام فهذا لا تكفيه لا اله الا الله التي قالها اولا. لان مقتضى لا اله الا الله لم يتلبس به ولا اظهره فحين اذ تزول عنه تلك العصمة. اما من قال لا اله الا الله اولا فثبتت له عصمة الحال ثم التزم مقتضى لا اله الا الله فصار موحدا مصليا صائما مزكيا ملتزما احكام الشرع فانه تبقى له المآل ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم اولها ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج هو الذي امر بقتال الخوارج وهم من اشد الناس عبادة وكانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ومع ذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم فاذا كان من يقول لا اله الا الله محمد رسول الله مأمورا بقتاله اذا خالف بمقتضى الشهادتين فكيف بمن جاء بما ينقض الشهادتين فهو اولى واحرى بالقتال واهل العلم مختلفون بما وقعت به بما وقعت فيه الخوارج حتى امر مثالهم على قولين احدهما انهم وقعوا في الكفر والاخر انهم وقعوا في البدعة والافتراء. احدهما انهم وقعوا في الكفر والاخر انهم يقع في البدعة والافتراق والثاني اظهر. وقد نقل ابو العباس ابن تيمية اجماع الصحابة على ان الخوارج ليسوا كفارا وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود. وهم يقولون لا اله الا الله فان اليهود يقولون لا اله الا الله لكنهم لم يلتزموا مقتضى لا اله الا الله محمد رسول الله كما يجب عليهم فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة بني حنيفة ما تقدم من قتال الصحابة بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله. ورابعها قصة بني المصطلق وهم قبيلة دخلوا الاسلام. ثم اتاهم مصدق النبي صلى الله عليه وسلم يعني الساعي الذي يجدي زكاتهم فوقع منهم ما وقع. ورجع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال انهم منعوا الزكاة النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فنزل قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الاية وكان هذا في واقعة الوليد ابن عقبة معهم. ورويت هذه القصة من وجوه ضعاف الا ان ابا موسى المديني رحمه الله نقل الاجماع على ان الاية في الوليد بن عقبة مع بني المصطلق ان الاية في الوليد ابن عقبة مع بني المصطلق وحقيقة الامر انه خرج اليهم ليأتي بزكاتهم فلما رأوه خرجوا يستقبلونه. فلما رأى جمعهم ظن انهم خرجوا يمتنعون من الزكاة فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره بما اخبره. هذا هو وجه هذه الاية وانها نزيله بالوليد عقبة واما ما استطرد فيه بعض المؤرخين من الاستطالة في عرض الوليد ابن عقبة فهذا مما لم يأذن الله سبحانه وتعالى والمخبر عما وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من جنايات من جنى جناية او اصاب ذنبا من الصحابة لا ينبغي ان يجاوز به الوارد. لا ينبغي ان يجاوز به الوارد. فكما جاء الخبر فاخبر واما الاسترسال بالنبأ عن تلك الوقائع بكلمات تنشأ فانها توقع في بلاء عظيم كما صار الانسان يسمع من نسبة احد من الصحابة الى الجهل او قلة العقل او الجفاء او الصلاة او غير ذلك انت مما وقع منه من خبل وهذا مما يخشى على المتكلم بان يسلب دينه لاسترساله في عرض احد من وهذا صار شيئا هينا عند الناس فما عليك الا ان تدير المذياع في اوقات معلومة في اليوم والليلة من اذاعات تنسب الى القرآن الكريم والى الاذاعات الاسلامية فنسمع البائس المسكين يقول عن احد الصحابة هذا الاعرابي الجلد الطائش المتهور امام النبي صلى الله عليه وسلم الى اخر ما ينشأه من الكلام وما هذا المسكين التافه بان ذلك الاعرابي حط رحاله في الجنة لانه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه من افات الاستماع الكلام في الخبر عن وقائع الشرع. وكان السلف رحمهم الله تعالى يكرهون كثرة الكلام. واكثر ما يكره فيه كثرة من ان ينشئ الانسان كلاما يتعلق باحد من الصحابة فصار هؤلاء المتذرعون ببيان القصص والاخبار الواقعة في عهد النبوة يستطيلون بالكلام في تلك الاخبار حتى ينشئوا جملا من عندهم يذكرون فيها الصحابة اوصاف ينبغي ان ينزه عنها اللسان فضلا ان تكون في حق صحابي كوصفه بالجبن او الذلة او قلة العقل او ثقافته او نحو ذلك وهذا من البلايا التي انكسرت عند الناس حتى صرت لا تسمع منكرا من هذه الامور فاذا اخبرت احدا بانك سمعت الاذاعة كذا وكذا قال يا اخي هذا ليس شيئا مقصودا وانما هذا انشاء من انشاء المتكلم وهذا من البلاء انسان متكلم لو ان هذا المتكلم اراد ان يتكلم عن الملك ما قال كلام من هذا لكن يتكلم عن الصحابي ليس هذا مقصودا اما عن الصحابة لا بواكي لهم ولا قائم بحق. واما اهل الدنيا الموجودون فيها اليوم فكل يحفظ لسانه عن ان يقع بكلام من هذا الكلام وهؤلاء الذين اذكرهم هم ممن ينتسبون الى الشريعة ولهم درجات علمية فيها لكن ليس لهم درجات علمية في عقل العلم الشرعي كما ينبغي وان جناب الصحابة ينبغي ان يداد وان الامر فيهم كما قال عمر ابن عبد العزيز والصحابة كالعيون دواؤها ترك فلا ينبغي للانسان ان ينشئ جملا في الخبر عن الوقائع التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بما يخترعه من الكلام على لسانه من الانشاء لان لا يقع في شر عظيم كالذي ذكرناه من هذه الاخبار التي تسمعون نظائر لها في اليوم والليلة نعم ولهم صفة اخرى وهي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم ابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل قال ان الاستغاثة بغير الله لا يشكك. فالجواب ان تقول سبحان من طاب علاق وبادائه. فان الاستعاذة على ما يقدر علينا ننكرها. كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه النبي من شيعتي انا الذي من عدوه ما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق. ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبورنا غيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى. اذا ثبت ذلك عدد من الانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعو الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف. وهذا جاهل في دنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح لحي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادع الله لي كما كان اصابك رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في استسقاء وغيره. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه انهم سألوه ذلك عند قبره دعاؤه نفسي ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام. لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهوى قال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة لجبرائيل شركا لم يعرضها على ابراهيم الجواب ان هذا من جنس شبهة اولى فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه. فانه كما قال الله فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال ويبقيها في المشرق او المغرب افعل وامره الله ان يضع ابراهيم في مكان بعيد لبعد ولو امره ان يرفع الى السماء لفاج. وهذا كرجل غنيم له مال كبير يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه ان يقرضه ان يأخذك ويصبر حتى يأتيه الله برزق منه لا منة فيه لاحد. فاين هذا من استغاثة العبادة لو كانوا يبقون ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر شبهتين من شبهات المبطلين في توحيد رب العالمين والشبهة الاولى انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل وفيه ان الناس يستغيثون بالمقدمين من الانبياء والرسل ادم وابراهيم وموسى وادم وادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليه عليهم الصلاة والسلام. فيزعم هؤلاء المتهوقون ان هذه استغاثة بغير الله سبحانه وتعالى وكشف هذه الشبهة ان يقال ان الواقع منهم هو سؤال حي حاضر قادر. ان الواقع منهم هو سؤال حي حاضر وهذا لا يمنع منه فاذا استغاث الانسان بحاضن حي قادر على ما يستغاث او به عليه كان ذلك جائزا غير ممنوع. والشبهة الثانية قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القيت فعرض له جبريل وقال الك حاجتهم؟ فقال اما اليك فلا. وهذه الشبهة تكشف من وجهها اين احدهما من جهة الرواية فانه لا يصح فيها شيء مرفوع وانما فيها بعض المقاطيع عن من تأخر ولا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم. والوجه الثاني من جهة الدراية وهي ان قول ابراهيم لجبرائيل ان قول جبرائيل لابراهيم الك حاجة ليس من قبيل الاستغاثة الشركية ليس من قبيل الاستغاثة الشركية بل عرظ عليه جبريل شيئا يقدر عليه عليه وهو حي حائض وهذا جائز ان يعرض من له قدرة من الاحياء الحاضرين شيئا على من اراد نفعه فيه فلا يكون من قبيل الاستغاثة السجية كما زعموا. والثابت ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار قال حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا تقدم معنا في كتاب التوحيد. في اي باب باب قول الله تعالى مع الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. قد رواه البخاري والنسائي. رواه البخاري والنسائي هذا هو الثابت عن ابراهيم انه قاله لما القي في النار واما هذه القصة فهي من كرة. نعم. ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة من مهمة تفهم ما تقدم ولكن يخرج لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلظ فيها فنقول لا خلاف ان لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل. فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما. فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاذ فرعون وابليس وامثالهما وهذا يغلط في كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه حقه ولكن لا نقدر ان فعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار ائمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا بشيء من هادي لا الا لشيء من الاعذار. كما قال تعالى ليت من قليلا وغير ذلك من الايات كقول يعرفونه كما يعرفون ابناءهم فان عمل بالتوحيد عملا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق. وهو شر من الكافر الخالص كما قال تعالى الى اسفل من النار. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس. ترى من يعرف الحق ما يعتقد بقلبه اذا هو لا يعرفه. ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزو الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة تبوك. على وجه المسح على وجه المسح واللعب. تبين لك الذي يتكلم من كفره او يعمل به خوفا من نقص ماء او تائب او مداراة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من عباده الا من افلها وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فلم يعد الله من هؤلاء الا من اخذ ما دون قلبه مطمئنا بالايمان. واما غيرها هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمع او مداراة لاحد او مشحة لوطنه او اهله وعشيرتي او او فعله على وجه المزج او لغير ذلك من الاغراض الا المكره والاية تدل على هذا من وجهين. الاولى من جهتين. من جهتين الاولى قوله الا من اكره فلم يستثني الله الا المكره. ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العملية والكلام واما عقيدة القوم فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا عن الاخرة. وصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل. والبغض للدين ومحبة الكفر. وانما سببه او انما سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثره على الدين. والله اعلم. ختم المصنف رحمه الله كلامه بمسألة اشار اليها بالتعظيم. اذ قال ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة ثم بين ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل فلا يكون رجل موحدا حتى يجتمعا على الاقرار بالتوحيد قلبه ولسانه وعمله. اما من اقر بقلبه ثقل او عرف بلسانه فقط او اعترف بلسانه وفي ظاهر وفي ظاهر عمله ولم يقر باطنه فان هؤلاء كلهم زائغون عن فالناس منقسمون الى ثلاثة اقسام. اولها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا وظاهرة ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا وظاهرا وهذا هو حال الموحد والتاني ان يقر به باطنا انه يقر ان يقر به باطنا ولكنه لا يلتزم به ظاهرا. انه يقر بالتوحيد باطن ولكنه لا يلتزم به ظاهرا وهذا حال كافر والثالث ان يقر بالتوحيد ظاهرا لا باطنا. ان يقر بالتوحيد ظاهرا لا باطنا فهو يفعل افعال الموحدين ويقول اقوال الموحدين وباطنه مستكن على الكفر بالدين وهذا حال المنافقين. فلا يكمل للمرء في التوحيد حتى يجتمع عليه قلبه ولسانه وجوارحه واصل هذه المسألة مبني على ما تقرر عند اهل السنة والجماعة من ان الايمان يتعلق بالقلب واللسان والجوارح ثم ارصد المصنف رحمه الله تعالى الى فهم اية من كتاب الله سبحانه وتعالى تبينان ان التوحيد لا يكون الا هذه المقامات الثلاثة المتقدمة. وان من خالف في شيء من ذلك فانه يخرج من الاسلام كما ذكر ان الرجل قد يذكر بكلمة يقولها على وجه اللعب والمزاح. واذا كان يكفر بها اذا قالها على هذا الوجه فانه كذلك يكفر من تكلم او عمل بالكفر خوفا من نقص ماله او جاهه او فوات حرب من الدنيا او مجاراة لاحد من الخلق. فلا يسلم من قول الكفر وفعله الا المكره بشرط الا يطمئن قلبه بالكفر. والمراد بالاكراه ارغام العبد على ما لا يريد. والمراد بالاكراه ارغام العبد على ما لا يريد. فاذا ارغم العبد على قول من اقوال الكفر او فعل من افعال الكفر لم اذا كان قلبه مطمئن بالايمان. فان ركن قلبه اليهم فانه يكفر فذلك. فان شرط بقاء عذر المكره ان يبقى الباطن مطمئنا بالايمان لان المكره لا تسلط له على باطن المكره. لان المكره لا تسلط له على باطل ومكره فان تسلطه يكون على الاقوال والافعال الظاهرة. فاذا وافق في الباطن فانه يكون اجاب الى الكفر الذي دعاه اليه وانما ختم المصنف رحمه الله تعالى تقرير هذا الاصل تنبيها الى ما يجب على العبد من تثبيت توحيده واستيفاء موارده الثلاثة في القلب واللسان والجوارح. وانه يحتاج الى دوام رعاية لهذه المتعلقات حتى فلا يقع في خلاف توحيد الله سبحانه وتعالى. وبهذا نفرغ بحمد الله من شرح الكتاب العاشر. ونجيب على بعض الاسئلة المتعلقة التوحيد ثم ننبه على بعض الامور. يقول هذا السائل هل يجوز التوسل النبي صلى الله عليه وسلم جاه النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم ما يكون من الجاهل وهو شيء اعطاه الله عز النبي صلى الله عليه وسلم ونهانا ان نسأله شيئا لم يأذن به الله سبحانه وتعالى فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بدعة عند اهل العلم تقول هل كان هذا النوع من المشبهات في نجد ام انه من خارج نجد وجزيرة العرب؟ هم من نجد ومن خارج نجد والارض المقدسة لا تقدس احد يقول ما حكم قول احد من الناس ادعوا لي ممن يحسن بهم الظن؟ وهل هو وارد عن السلف؟ نعم هو وارد في دلائل الشرع ان يقصد رجلا صالحا اسأله ان يدعو الله سبحانه وتعالى له فهذا جائز لكن الاكمل ان يباشر العبد بنفسه دعاء ربه سبحانه وتعالى والذي انكره السلف هو دوام ذلك بان يكون من ديدان العبد ان يقول لكل احد لا تنسانا من دعائك فان هذا لا يكون الا في حال يحتاج فيها الانسان الى ان يلتمس من رجل صالح مرة بعد مرة في مدة طويلة ان يدعوا والاكمل ان يدعو هو ربه ولا يلتمس من احد دعاء ربه. ولهذا جاء عن جماعة من السلف كراهية ذلك. فروي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له ادع الله لنا فقال انحن انبياء؟ وقيل لطاووس ادعوا الله لنا فقال ادعوا من يكشف من يكشف السوء ويجيب المضطر اذا دعاه يقول هذا متى يكون استحباب الحياة الدنيا على الاخرة كفرا اذا اوقع في خلاف التوحيد اذا تعلق القلب بالتأليه والتعظيم المؤدي الى الحب والبغض الحب والطبوع الكامل خرج الانسان من الكفر. كاتباع الهوى فان اتباع الهوى يكون معصية يكون كفرا اكبر بحسب ما يؤدي اليه يقول ما هو الاعظم؟ الصفر الاصغر عن كبائر الذنوب. الشرك الاصغر اكبر من الشرك الاصغر اكبر من كبائر الذنوب. لان الشرك لا يغفره الله سبحانه وتعالى. واما الكبائر فعلى رجاء مغفرة بقي بعض بعد فراغنا من هذه الاسئلة التنبيه على امور احدها هذا الدرس هو اخر الدروس في برنامج اصول العلم وبقي فيه متعلقات احدها المقدمة الفقهية الصغرى والاخر وثانيها المقدمة الفقهية الكبرى. وهذان سيجمعها ان شاء الله تعالى في وقت واحد في الفصل المقبل ان شاء الله تعالى في هذا المسجد وندرسهما في دورة علمية في عدة ايام تابعة وربما تكون في اول الفصل. فمن اراد ان يحيط به علما يتابع موقع التويتر او او الموقع المكتوب الاحاطة بخبرها كما انه بقي من هذا البرنامج امدادكم بالكتاب الذي تطبع فيه هذه الكتب وهذا دين باق فان شاء الله تعالى في تلك الدورة سنوزع عليكم هذا الكتاب الذي فيه هذه كاملة كما انه لكل برنامج من البرامج ثبت يتعلق بالاجازة به فسنقرأه ان شاء الله تعالى في تلك الايام وكل من حضر هذا البرنامج اجزت له رواية هذه الكتب التي في البرنامج دون غيرها وليس عندنا اجازة عامة عندنا اجازة خاصة والعهد الاجازة الخاصة انما لاجل اننا قرأنا هذه الكتب ودرسناها. فالرواية والاجازة لا تراد لذاتها وهي من ملح العلم ولا طائفية وليست اصلا فيه. فمن نظر شيئا من هذه الدروس ولو بعضها اجزت له ان يروي هذه الكتب في البرنامج مما درسنا التنبيه الاخر سيكون ان شاء الله تعالى في السنة القادمة برنامج جديد اسمه بداية المتعلم. والمرسخون له عشرة ممن حضر برنامج اصول العلم وشرطه الاول حفظ القرآن الكريم حفظا متقنا وسيكون اربعة ايام في الاسبوع يجمع بين الحفظ والفهم. فمن اراد ان يترشح له يرسل اسمه على واسمه وهاتفه على البريد الالكتروني الموجود في اواخر الكتب والتي وزعناها مثل البرنامج الحمد لله مجموع فيه عدة مصنفات يوجد ايميل على اخره. وكذلك برنامج مهمات العلم يوجد ايميل ارسلوا اليه من اراد ان يشارك في البرنامج ممن حضر اصول العلم يرسل الى هذا الموقع يرسل اليه معلوماته اسمه وما يخبر عن حفظ القرآن الكريم وسيجرى له اختبار في دقيق في القرآن الكريم. ثم بعد ذلك ان شاء الله تعالى يدخل البرنامج يتابع معنا فيه التنبيه الثالث في اخر الشهر ان شاء الله تعالى في اليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين وهي ايام الاربعاء والخميس والجمعة لدينا برنامج اليوم الواحد واعلانات عند بابين المسجد الجنوبي والشمالي. فكل واحد منكم يأخذ الى المسجد الذي هو فيه ويوصله الى الناس لعلهم ينتفعون. ومن اراد ان يحضر يوجد المسجد وهو مسجدي يوجد فيه مخطط موقع المسجد وكذلك هذه الكتب توجد في المركز المعتاد كتب البرامج وهو مركز التوفير بشارع الاربعين في حي النسيم واظن رقمه موجود في نفس الاعلان فمن اراد ان يحصل على هذه النسخ يصورها من التنبيه الرابع ان شاء الله تعالى يوجد عندنا في الصيف في مدينة الرياض برامج قبل رمضان قال عدة برامج وكذلك في رمضان يوجد ثلاثة برامج في المسجد النبوي من غرة رمضان الى يوم التاسع عشر ثمان الله تعالى عندنا برنامج في العشر الاواخر في الرياض ثم بعد رمضان عندنا برنامج او برنامجين في الاجازة الصيفية فالذي يريد ان يتابع هذه البرامج باستمرار يتابع الموقع التويتر او الموقع الالكتروني برامج الدعوة والارشاد. اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا الى رضاه وان يجعل عملنا وفق هداه وان يلهمنا رشدنا وان يقينا شر انفسنا وان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته