السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات وصير للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى لمحمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قاوس مولى عبد الله ابن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقاف وهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح ذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل علم وهذا شرح الكتاب السابع من برنامج مهمات العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب كشف الشبهات. لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب. الشيء في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد والالف. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين يا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم انفعنا بما علمتنا وارفعنا علما وعملا يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كشف الشبهات. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة. وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلو في الصالحين ود وسواع ويغوث ويعوق ويسوى واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا. ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بين وبين الله عز وجل يقولون نريد منهم التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم. ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى. لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما. والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو. وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والارض من السبع ومن فيهم كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره. ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى جابه ببيان حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والتوحيد شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو افراد الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في التوحيد والقصد والطلب ونجا من هذين الحقين ان الواجب لله في توحيده ثلاثة انواع ونشأ من هذين الحقين ان الواجب لله في توحيده ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وعليه اقتصر المصنف لانه هو المعهود شرعا وعليه اقتصر المصنف لانه هو المعهود شرعا فان الجارية في عرف الخطاب الشرعي عند الاطلاق ارادة التوحيد بهذا المعنى فان الجارية في العرف الشرعي عند الاطلاق ارادة التوحيد بهذا المعنى ثم بين رحمه الله ان التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل جميعا. فان الرسل لم يأتوا اممهم ليقروا بتوحيد الربوبية لانه مغروس في الفطر والمنازع فيه قليل والملاحدة في جمهور الخلق افراد بالنسبة الى بقيتهم فجمهور الخلق مقرون بان الله عز وجل له توحيد الربوبية فيعتقدون افراده سبحانه وتعالى في ذاته وافعاله فاتوهم يدعونهم الى توحيد العبادة قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون واول واول اولئك الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام ارسله الله سبحانه وتعالى الى قومه لما غلوا في رجال من الصالحين واصل الغلو في الشرع مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط اي تعدي الحد الذي جعله الله عز وجل لما اذن به اي تعدي الحد الذي جعله الله عز وجل لما اذن به فمتى تعدي حده بالزيادة سمي غلوا ومن جملة الغلو الغلو في الصالحين. ومن جملة الغلو الغلو في الصالحين بمجاوزة الحد المأذون به شرعا بمجاوزة الحد المأدون به شرعا في الانتفاع بهم في مجاوزة الحد المأذون به شرعا في الانتفاع بهم كصحبتهم واستنصاحهم واستشارتهم وغير ذلك فمتى تعدي هذا الحد الى ما فوقه ورفعوا عنه واعتقد فيهم النفع والضر وانهم وسائط عند الله عز وجل وقع العبد في الغلو في الصالح ومن جملة الغلو في الصالحين وهو اوله غلو قوم نوح غلو قوم نوح عليه الصلاة والسلام في خمسة رجال صالحين منهم ود وسواع ويغوث ويعوق ونشره غلوا فيهم بان عمدوا الى قبورهم لما ماتوا فصوروا عندها صورهم في تماثيل ابتغاء ان تذكرهم تلك الصور الشوق الى عبادة الله عز وجل فيزدادون منها فكان اول بغيتهم ان تحدوهم تلك الصور اذا شاهدوها الى التحلي باحوال اهل التي كانوا عليها من كثرة عبادة الله عز وجل والاقبال عليه. ثم زاد قلوهم في اولئك الصالحين حتى البهم الامر الى ان تركوا عبادة الله عز وجل وعبدوا اولئك الصالحين من دون الله سبحانه وتعالى ولما هلك قوم نوح بالطوفان ان درست هذه الاصنام وانمحى ذكرها حتى جاء عمرو ابن لحي سيد قبيلة خزاعة وكانوا اهل الحرم فجدد تلك الملة ورفع اعلامها فانه كان يتردد هو وقومه الى اهل الشام في التجارة فرأوهم يتخذون اصناما يعبدونها من دون الله عز وجل فعلق بقلبه حب عبادتها. فاتخذ عمرو ابن لحي اصناما وكان اول من غير دين العرب فانهم كانوا على دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فنصب للعرب اصناما يعبدونهم. ذكر هذا ابن اسحاق وابن هشام وغيرهما من نقلة السير والاخبار. وكان من امره انه كان له اي من الجن اي صاحب من الجن. دله على تماثيل الخمسة الذين كانوا في قوم نوح وكانت قد انتهت الى شطئ بحر جدة فدله الشيطان عليهم فاخرجها عمرو ابن لحي وجددها وفرقها في قبائل العرب فانتشر في العرب تعظيم الاصنام والتعلق بها وصار هذا دينهم وتركوا دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فبعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم. ليجدد لهم دين ابيهم ابراهيم ويردهم الى دين التوحيد. فجاءهم صلى الله عليه وسلم بشيرا. ونذيرا داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. ليخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد حق محض لله عز وجل. وانه لا يجوز التعلق بغيره من الاصنام والالهة مهما بلغت رتبة المتعلق به ولو كان نبيا او ملكا او وليا او غير وذلك من المعظمين. وكان هؤلاء الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم مجددا الملة الحنيفية والديانة التوحيدية يشهدون ان الله هو الخالق المدبر المالك وانه لا يرزق الا هو وانه لا يخلق الا هو وان جميع السماوات السبع والاراضين السبع كلها تحت قهره وتصرفه. فكانوا مقرين بتوحيد الربوبية اجمالا فدعاهم صلى الله عليه وسلم الى توحيد الالوهية بان يفردوا الله عز وجل وحده بالعبادة وانكر عليهم انكارا شديدا وقام في ذلك صلى الله عليه وسلم وقام وقعد وابدى واعاد حتى نصره الله عز وجل عليهم واظهره على مكة وكسر صلى الله عليه وسلم تماثيل تلك الاصنام التي كانت منصوبة حول البيت الحرام وابطل عبادتها التي كانت عند العرب فجدد بدعوته صلى الله عليه وسلم دين ابراهيم واعاد الخلق الى ما كانوا عليه من الحنيفية والتوحيد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يشهدون بهذا فقرأ عليه قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. فسيقولون الله الاية وقوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها الى قوله وغير ذلك من الآيات العظيمة الدالة على ذلك. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى انفا ان عرب المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية اقام في هذه الجملة الدليل البين والبرهان الجلي من القرآن على انهم كذلك ووجه دلالة الايات التي ذكرها ما فيها من اقرار المشركين بشيء من لافراد الربوبية المذكورة فيها كالخلق والرزق والملك والتدبير. فانهم اذا سئلوا عن عن شيء من ذلك اقروا انه لله عز وجل فكانوا يعتقدون ان الخلق لله وان الرزق بيد الله وان التدبير بيد الله فهم مقرون بالربوبية واعظم مشاهد الربوبية التي بينت في القرآن الكريم اربعة احدها الملك احدها الملك وثانيها الخلق وثانيها الخلق وثالثها الرزق وثالثها الرزق. ورابعها تدبير الامور. ورابعها تدبير الامور. فان ان الله عز وجل ذكرها في مقامات عدة منها اقرار مشرك العرب بانها لله عز وجل وحده. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه مشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللاك او نبيا مثل عيسى وعرفت ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء. وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل لهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها وجميع انواع العبادة كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام ان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم اموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة سبع مقدمات ترتب عليهن نتيجة جليلة فالمقدمة الاولى في قوله اذا تحققت انهم مقرون بالتوحيد اي اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي بتوحيد الربوبية اي بتوحيد الربوبية بما يثبتون لله عز وجل من افعالها بما يثبتون لله عز وجل من افعالها كالخلق والرزق والملك والتدبير مقدمة الثانية في قوله انه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاقرارهم بتوحيد ربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي جاءت به الانبياء فاضرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي جاءت به الانبياء وهو توحيد العبادة وهو توحيد العبادة الذي يتضمن الذي يتضمن ان يجعل العباد كل قربهم وعباداتهم لله وحده الذي يتضمن ان يجعل العباد كل قربهم وعباداتهم لله وحده والمقدمة الثالثة في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد. كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعو رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى. فالتوحيد الذي جحدوه هو المتعلق بافراد الله بالقرب والاعمال. فالتوحيد الذي جحدوه هو المتعلق وبافراد الله بالقرب والاعمال الذي يسميه متأخر المشركين بالاعتقاد. الذي يسميه متأخر المشركين بالاعتقاد. اذ يذكرون ان فلانا معتقد يذكرون ان فلانا معتقد فيه او ان للخلق اعتقادا حسنا فيه فيجعلون له من قربهم ما يرجون به نفعه ويتخوفون من ضره فيجعلون له من قربهم ما يرجون به نفعه ويتخوفون به ويتخوفون وهنا به ضره. وكان اهل الجاهلية الاولى لهم عبادات كما ذكر المصنف رحمه الله ذلك فقال كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. فكانوا يدعون الله عز وجل ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم او يدعو رجلا صالحا مثل اللات او يدعو نبيا مثل عيسى عليه الصلاة والسلام. ووقع متأخر المشركين في مشابهتهم. فانهم يدعون الله سبحانه وتعالى ثم يدعون غيره ممن يعظمونهم من الخلق كالذين يدعون الحسين او الذين يدعون البدوي فان فعلهم كفعل اهل الجاهلية الاولى فيعتقدون ان لهؤلاء من المقام الحميد ما يعلق قلوبهم بهم رجاء النفع او الضر ثم يظهر محبتهم لهم كما زعموا بان يتقربوا اليهم بانواع من القرب كالنذر لهم او الذبح لهم او دعائهم والاستغاثة بهم والمقدمة الرابعة في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فاولئك المشركون من اهل الجاهلية مع ما كانوا عليه من العبادة التي يزعمون انها لله عز وجل لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم دعواهم ولا انتفعوا بعباداتهم في تصحيح بل كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم على هذا الشرك. ودعاهم الى افراد العبادة عبادتي لله وحده وان العبد لا يكون عبدا لله عز وجل حتى يجعل كل عمله لله وذكر المصنف رحمه الله تعالى ايتين تدلان على وجوب افراد الله بالعبادة. فالاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. ودلالة وهذه الاية على افراد الله بالعبادة من وجهين ودلالة هذه الاية على وجوب افراد الله بالعبادة من وجهين. احدهما في قوله وان المساجد لله احدهما في قوله وان المساجد لله والمذكور من كلام السلف في تفسير هذه الاية على اختلافه يرجع الى افراد الله بانواع الاجلال والتعظيم والعبادة. يرجع الى افراد الله بانواع الاجلال والتعظيم والعبادة. فان منهم من ذكر ان المساجد اماكن العبادة. ومنهم من ذكر ان المساجد اعضاء السجود ومنهم من ذكر غير ذلك. وكل المذكور من تفسير السلف يحويه وعاء واحد وهو ان جميع انواع التعظيم والاجلال والعبادة يجب ان تكون لله وحده. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. فانه نهي عن دعاء غير الله فانه نهي عن دعاء غير الله. وتقدم ان الدعاء يقع في الخطاب الشرعي اسما للعبادة كلها. وتقدم ان الدعاء يقع في الخطاب الشرعي اسما للعبادة كلها فيكون تقدير الاية فلا تعبدوا مع الله احدا. وهو نهي على التحريم ومجيء احدا نكرة ومجيء احدا نكرة دال على العموم وانه لا يدعى مع الله احد ابدا. كائنا من كان. ولو كان نبيا مرسلا او ملكا مقربا والاية التانية قوله عز وجل له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ومعنى قوله له دعوة الحق اي له العبادة الصحيحة الخالصة من كل شائبة. اي له العبادة الصحيحة الخالصة من كل شائبة. قال الله تعالى الا لله الدين الخالص. قال الله تعالى الا لله الدين الخالص. ولا تكون العبادة كذلك الا اذا افرد الله بها اتكون العبادة كذلك الا اذا افرد الله بها. والمقدمة الخامسة في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. اي فلا يقبل الله عز وجل ان تبعظ العبادة فيكون بعضها لله وبعضها لغيره. لان العبادة حق الله والله لا يقبل الشركة في حقه. فمن نذر لله ونذر لغيره فقد وقع في الشرك ولم يكن موحدا ولم يقبل الله عز وجل منه عمله. وسائر الاعمال مثل ذلك فالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة اذا اشرك فيها مع الله غيره ردت هذه العبادات على ولم يقبل الله سبحانه وتعالى منها شيئا. وكان عاملها مشركا بالله عز وجل والمقدمة السادسة في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام مم اي ان ما كانوا عليه من اقرار اجمالي بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا عصم دماءهم واموالهم ولا عصم دماءهم واموالهم والفرق بين هذه المقدمة والمقدمة الثانية ان المنفي فيها هو دخولهم في الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم خاصة والمنفي في المقدمة الثانية هو دخولهم في الدين العام الذي جاءت به الانبياء ودخولهم في الدين العام الذي جاءت به الانبياء. فكانوا مباينين بالكلية دعوة الانبياء والرسل فكانوا مباينين بالكلية دعوة الانبياء والرسل. فلا هم داخلون في دائرة المتبعين للرسل السابقين ولا هم داخلون في في دائرة المتبعين الرسول الذي بعث اليهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم والمقدمة السابعة في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم اي ان الذي اوجب الحكم عليهم بالشرك والكفر هو ما كانوا عليه من اتخاذ الشفعاء هو ما عليه من اتخاذ الشفعاء وجعلهم وسائط بينهم وبين الله سبحانه وتعالى. ليقربوهم اليه. فانهم كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وكانوا يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين احدهما ان الشرك كان واقعا فيهم. ان الشرك كان واقعا فيهم. والاخر ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذهم الشفعاء وكأن الشرك الواقع فيهم هو اتخاذهم اتخاذهم الشفعاء والشركاء وسائط عند الله سبحانه وتعالى فمن اتخذ شفيعا فمن اتخذ شفيعا يتوسط به عند الله فقد وقع في مشابهتهم وصار مشركا مثل فمن اتخذ شفيعا يتوسط به عند الله عز وجل فقد وقع في مشابهتهم وصار مشركا وهذا هو الشرك الذي وقع فيه المتأخرون عند الاضرحة والمزارات والمشاهد والمقامات ثم ذكر المصنف رحمه الله النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك تلك المقدمات السبع. فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. اي عرفت ان التوحيد الذي جاءت به الانبياء ودعوا اليه هو توحيد العبادة هو توحيد العبادة وهو الذي اباه المشركون. فقالوا اجعل الالهة الها واحدا اذا فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ايلتمس منا اي ايلتمس منا ان نجعل عبادتنا كلها لواحد. اي اي يلتمس منا ان نجعل عبادتنا كلها لواحد فاستعظموا ذلك وردوه وابوه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التوحيد ومعنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر. فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما ما قدمت لك وانما يعلون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد. فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله. والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار فرج الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق. والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدة ان هذا لشيء عجاب فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف وهذه الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده. فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله. بين المصنف رحمه الله ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى لا اله الا الله فان الاله هو المعبود. فاذا قلت لا اله الا الله اقتضى الا يكون معبود حق الا الله. وان تكون العبادة كلها لله. وهذا هو توحيد العبادة والالهية وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الانبياء واقوامهم. فان تلك الامم لم تكن تجحد ربوبية الله سبحانه وتعالى. فلم يكونوا يعتقدون ان غير الله يخلق او يرزق او يدبر. بل كانوا يعتقدون اجمالا ربوبية الله سبحانه وتعالى ولكنهم كانوا يجعلون من يتقربون اليه ويقصدونه في قضاء الحاجات وكشف الملمات وفتح الموصدات فيجعلون له ما يجعلون من عبادتهم ابتغاء ان يصلهم نفعه من ان يقع بهم الضر. وهذا الذي كان عليه اولئك المشركون الاولون هو الذي وقع المشركون المتأخرون. فانهم نسبوا فانهم نصبوا معظمين كانوا يطلقون على احادهم اسم السيد. لا يعتقدون انه يخلق ولا يرزق ولا يدبر لكنهم كانوا يعتقدون ان له حظوة ورتبة ومقاما عند الله. يقدر به على الضر النفع فجعلوا له ما جعلوا من عباداتهم ابتغاء حصول نفعه ودفع ضره والنبي صلى الله عليه وسلم اتى اولئك المشركين الاولين بدعوتهم الى كلمة حيدي لا اله الا الله ابطالا لما هم عليه من جعل شيء من عباداتهم لغير الله سبحانه وتعالى وذلك بان يفرد الله عز وجل بالعبادة كلها. فالتمس منهم ان يقولوا لا اله الا الله موحدين له. فانهم متى قالوا لا اله الا الله موحدين له لم يجعلوا شيئا من عباداتهم لغير الله عز وجل. وانما يمكن ان يكون المرء كذلك اذا وعى حقيقة لا اله الا الله واعتقد معناها والتزم مقتضاها فانه حينئذ لا يجعل شيئا من عبادته لغير الله عز وجل. وفهم الكفار الاولون ذلك وان النبي صلى الله عليه وسلم لما يريد منهم الا يجعلوا شيئا من العبادة لغير الله عز وجل. وان مقصوده هو مراد الله عز وجل بالتعلق والعبادة. فلما وعوا ذلك قالوا منكرين اجعل الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. ومن اهل الاسلام المنتسبين اليه في اخرينا من لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما كان يعرفه جهلة الكفرة من العرب فان جهلة الكفرة من العرب الاولين عرفوا ان معنى لا اله الا الله ان تجعل عبادتك كلها هاء لله وفي المنتسبين للاسلام باخرة. من يقول لا اله الا الله ثم يذبح لغير الله او ينذر لغير الله او يدعو غير الله او يستغيث بغير الله. فهؤلاء لم يعلموا من لا اله الا الله ما علمه اولئك منها. فظنوا ان مجرد قولها كاف في كون العبد من اهلها واما اولئك الاولون فانهم علموا ان قول العبد لا اله الا الله يلزم ان يكون عمله كله لله عز وجل. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من خطأ المتأخر قرين في معنى لا اله الا الله ان من اهل الحذق والفهم منهم من يزعم ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده وان معنى الالهي هو القادر على الاختراع فيفسرون التوحيد لا اله الا الله بان معناها لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميتا الا الله وحده فيجعلون التوحيد الذي دعت اليه الرسل هو الاقرار بتوحيد الربوبية وليس الامر كذلك فان التوحيد الذي دعت اليه الرسل هو الذي ذكره الله في قوله ولقد بعثنا في كل رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وهذا هو التوحيد المذكور في كلمة التوحيد لا اله الا الله بابطال عبادة غير الله سبحانه وتعالى. وهذا مما يعجب من العالم بالله وبامره. فان من علم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وانه جاء الى الناس ليفردوا الله بالعبادة ادرك ان هذه المعاني المدعاة ليس لها اثارة من علم وانها باطلة فمن زعم ان مجرد قول لا اله الا الله كاف فهو مبطل. وكذلك من زعم ان معنى لا اله الا الله انه لا قادر على الاختراع الا الله فهو مبطل لمناقضته لحقيقة ما اراد النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة الخلق الى هذه الكلمة وهو صلى الله عليه وسلم اراد منهم ان يجعلوا العبادة كلها لله وحده. فلا خير في رجل لم يفهم ما دعا اليه الرسول صلى الله عليه وسلم كما فهمه ابو جهل واضرابه فان ابا جهل واضرابه علموا ان مطالبتهم بهذه الكلمة لا اله الا الله تقتضي ان العبادة لله وحده. وان لا يجعلوا شيئا من عباداتهم لغير الله عز وجل فامتنعوا منها. واما المتأخرون فانهم يظهرون لها ثم يوجد في اعمالهم ما يناقض حقيقتها. ولذلك فان من الفرق بين مشركي الاولين ومشركي المتأخرين في لا اله الا الله ان الاولين جحدوها لفظا ومعنى ان الاولين جحدوها لفظا ومعنى. اما المتأخرون فقبلوها لفظا لا معنى. اما المتأخرون فقبلوها لفظا لا معنى. افاده عبد الرحمن ابن حسن في فتح المجيد وابن قاسم في حاشيته على كتاب التوحيد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا فائدتين فالاولى الفرح بفضل الله ورحمته. كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته بذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم. فانك اذا عرفت الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه. وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقولها وهو يظن ان ما تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار. خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة. فحينئذ يعظم خوفك وحرصك على ما ايخلصك من هذا وامثاله؟ ذكر المصنف رحمه الله اربع مقدمات اخرى ورتب عليها نتيجة جليلة ثانية. فالمقدمة الاولى في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب. وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بتوحيد الربوبية ولكنهم يعبدون الله ويعبدون غيره. ولكنهم يعبدون الله ويعبدون غيره والمقدمة الثانية في قوله وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي عرفت الشرك كالذي وقع فيه المتقدمون من اهل الجاهلية الاولى. وهو شرك العبادة. وهو شرك العبادة والشرك في الشرع يطلق على معنيين والشرك في الشرع يطلق على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل وهو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل والمقصود من معرفة الشرك تحقيق معرفة التوحيد. والمقصود من معرفة الشرك تحقيق معرفة التوحيد فان العبد لا يتمكن من تحقيق توحيده الا ان يكون عالما بالشرك ليحذره. فان العبد لا يتمكن من تحقيق توحيده الا ان يكون عالما بالشرك ليحذره. والمراد من معرفته معرفة اصوله وقواعده. معرفة اصوله وقواعده الجامعة لان وقائعه تتجدد. لان وقائعه تتجدد. فمتى عقل العبد الاصول والقواعد الكبار في معرفة الشرك كفاه ذلك في ابطال ما جدوا من وقائع الشرك واحواله ومشاهده. والمقدمة الثالثة في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد سواه اي عرفت دين الاسلام اي عرفت دين الاسلام. لان حقيقته الاستسلام لله بالتوحيد لان حقيقته الاستسلام لله بالتوحيد. فمتى استسلم العبد لله بالتوحيد لم يجعل شيئا من عبادته لغير الله. فمتى استسلم العبد لله بالتوحيد؟ لم يجعل شيئا من عباده لغير الله والمقدمة الرابعة في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا اي من الجهل بالتوحيد والشرك. اي من الجهل بالتوحيد والشرك. فلم يصير يميزون فلم يصيروا يميزون بين التوحيد الذي دعا اليه الرسول صلى الله عليه سلم وبين الشرك الذي حذرهم منه ثم ذكر رحمه الله النتيجة المرتقبة والثمن والثمرة المنتظرة من ادراك تلك المقدمات الاربع فقال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم مقدمات الاربع تفيد معرفتها امرين عظيمين اولهما الفرح بفضل الله عز وجل ورحمته. حين جعل لك من والهداية ما تميز به بين التوحيد والشرك قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون وفسر ابي بن كعب رضي الله عنه وجماعة من السلف فضل الله بالاسلام. فضل الله بالاسلام ورحمته بالقرآن. فمن اعظم ما يفرح به العبد ان هداه الله عز وجل للاسلام فجعله مسلما حنيفا ولم يجعله يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا وثنيا؟ والاخر الخوف من الوقوع في الشرك. الخوف من الوقوع في الشرك لان الانسان اذا عرف ذلك عظم خوفه ان يقع في الشرك وهو لا يدري عظم خوفه ان يقع في الشرك وهو لا يدري وابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام دعا رب فقال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام مع ما كان عليه من كمال مقام تحقيق التوحيد فتخوف على نفسه ان يقع في الشرك هو وذريته. فغيره اولى بان خاف من الشرك خوفا عظيما. ومما يقوي الخوف من الشرك ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه. فيتكلم بها ولا يتبينها. فتهوي به في النار سبعين خريفا لما فيها من غضب الله سبحانه وتعالى عليه بقوله اياها كما اتفق للمنافقين في غزوة تبوك الذين قالوا ما قالوا في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذ قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اخوف عند اللقاء فاكثرهم الله عز وجل بتلك المقالة مع اعتذارهم بما اعتذروا فيها. وقد يقول الانسان هذه الكلمة كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى وهو جاهل فلا يعذر بجهله. وقد يقول المرء هذه الكلمة وهو جاهل فلا يعذر بجهله. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ابدة ثانية من اوابد من يتكلم بكلمة لا يلقي بها لا يلقي لها بالا وهو انه يقولها يظن انها تقربه الى الله زلفى. وهو انه يقولها يظن انها تقربه الى الله زلفى. فيجعلها قربة الى الله عز وجل. كما كانت العرب تقول في تلبيتها لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فكانوا هذا يقصدون بذلك التقرب الى الله عز وجل مع ما فيه من الوقوع في الشرك ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى واقعة من الوقائع تثمر الخوف من الوقوع في الشرك وهو ما اقص الله عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم واتباعهم له. انهم مروا على قوم على اصنام لهم فاعجبهم حالهم فقالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة. فاذا كان هذا واقعا ان من اهل علم وصلاح كانوا مع نبي من الانبياء فما الظن بغيرهم ممن تأخر عهده وبعد عن زمن النبوة والرسالة فالخوف عليهم اعظم والمصاب بهم او لا فينبغي ان تحرز المرء من ذلك وان يعظم خوفه من الشرك. لانه اذا عمر قلبه بالخوف من الشرك به ذلك الخوف عن الوقوع في الشرك. واذا امن الانسان نفسه وركن اليها واخلل الى ثقته بنفسه ولم يعتني بالبعد عن الشرك فربما علق بقلبه شيء من امر الجاهلية والشرك فتحولا اليه وصار له ما يصير للذين وقعوا في الشرك بالله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. وقد يكون اداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج. كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ذكر المصنف الله امرين عظيمين احدهما ان الله عز وجل لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء من المشركين. ان الله عز وجل لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء من المشركين. قال الله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وفي قصة ورقة بن نوفل في الصحيح انه قال يا ليت فيها جذعا. يا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومك. فقال اومخرجيهم فقال انه لم يأتي احد بمثل ما جئت به الا عودي. والاخر ان دعاة الباطل يكون عندهم علوم وكتب وحجج. ان دعاة الباطل يكون عندهم علوم وكتب وحجج كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وما عندهم من العلم هو شيء يدعون كونه علما يردون به دعوة الانبياء والرسل فدعاة الباطل عندهم علوم كثيرة وحجج متنوعة لكنها في الحقيقة ما هي الا شراب خيال وليس في طيها من البراهين والبينات شيء ولكنهم يعظمونها ليبطلوا دعوة الحق. ها؟ احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير اله تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل لاقعدن لهم المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. ولكن ان اقبلت الى الله تعالى واصغيت الى حجج الله وبيناته فلا لا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا. والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون. فجند الله تعالى هم هم الغالبون بالحجة واللسان كما انهم هم الغالبون بالسيف والسنان وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق ليس معه سلاح ذكر المصنف رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف منه من الشرك وان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اولي حجة وعلم وفصاحة وجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه كما ان المرء اذا تخوف شيئا على نفسه اتخذ سلاحا يدفع به نفسه ويحفظ ودمه فاولى به ان يتخذ سلاحا يدفع به عن قلبه واردات الشبهات والشهوات ويقاتل به الشيطان واولياءه. الذين تعاهدوا بان يقطعوا على الخلق الطريقة الموصلة الى الله سبحانه وتعالى بما يبثونه من الشبهات. ومما تطمئن به قلوب الموحدين ان هؤلاء الاعداء القاعدين على الطريق يروجون الشبهات باطل ما هم فيه وحابط ما كانوا يعملون. وان كيدهم لا خافه الموقنون المؤمنون. لان كيدهم ضعيف مدحور. فالباطل مهما كان زخرفه فانه لا يروج على من جعل الله له بصيرة والحق باذن الله سبحانه وتعالى يغلبه وما ادعوه من حجج متوهمة فانها شبه متساقطة. وما ادعوه من حجج وهمه فانها شبه ساقطة. وهي حقيقة بقول الخطاب حجج تهافت كالزجاج تخالها حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور. اي وكل واحد منها اذا كسر كسر فهي زيف باطن سرعنا ما يزول. ومما تقوى به عزائم ان العامي منهم يغلب الفا من علماء المشركين. وهذه الغلبة منشأها من وهذه الغلبة منشأها من الفطرة. فان الفطرة الصحيحة التي لم تتخدر بشائبة من شوائب الوثنية تسعف صاحبها وتدفع عنه مقالات المشبهين من المشركين ويقوي جناب العامي الموحد ان الله عز وجل يؤيده انصره فانه من جند الله. والله عز وجل يقول وان جندنا لهم الغالبون. فلهم الغلبة بالحجة والسنان ولهم الغلبة فلهم الغلبة بالحجة والبيان ولهم الغلبة بالسيف ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الخوف انما هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اي ليس لمعه علم يدفع به عن قلبه ويحفظ به دينه مما يروجه اهل الباطن من الشبهات والترهات. فيتخوف عليه ان تروج عليه شبهة فتهلكه وقوله رحمه الله قبل والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين لا تعارضوا قوله بعد وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. لان الجملة الاولى لان الجملة الاولى توهم ان العامي بتوحيده ان العامي بتوحيده يدفع ضلالات المبطلين. والجملة الثانية تدل على ان من كان جاهلا لا لاح له تخوف عليه ان يدركه شيء من شر الشرك واهله. وبيان دفع التعارض بينهما ان المصنف رحمه الله نظر الى شيئين وبيان دفع التعارض بينهما ان المصنف نظر الى شيئين احدهما مأخذ كوني احدهما مأخذ كوني وهو جريان تقدير الله عز وجل بغلبة العامية الموحد للعلماء المشركين وهو جريان تقدير الله عز وجل بغلبة العامي الموحد للعلماء مشركين والاخر مأخذ شرعي. والاخر ماخذ شرعي. وهو ان الانسان مأمور شرعا بتعلم دينه وهو ان الانسان مأمور شرعا بتعلم دينه. فاذا قصر في معرفة فاذا قصر في معرفته خيف عليه. فاذا قصر في معرفته خيف ان يقع في شيء من الشرك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانا لكل شيء وهدى رحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة السلاح اكيد في ابطال الشرك والتنديد. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة السلاح اكيد في ابطال الشرك والتنجي التنديد وهو كتاب الله عز وجل. فانه لا يأتي صاحب باطل بحجة يتوهمها على باطله الا وفي القرآن ما ينقضها. فانه لا يأتي صاحب باطل بحجة يتوهمها على باطله الا وفي القرآن ما ينقضها. قال الله تعالى ولا يأتون بمثل الا جيناك بالحق الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فكل دعوا على خلاف الحق فان القرآن فيه ما يبطلها. وهو ناصر اهل الحق بما فيه من البينات وهذا اصل قديم ذكره الامام مالك رحمه الله تعالى ثم تبعه جماعة انه لا يأتي مشبه بشيء من الباطل ثم يذكر له دليلا الا وفي القرآن خاصة ما ينقضه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل. اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ان ام الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. لما بين المصنف رحمه الله ان القرآن كاف في ابطال الباطل واحقاق الحق. شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون في زمانه على دعوة التوحيد تبين ان الرد على تلك الاقوال الباطلة يقع من طريقين فبين ان الرد على تلك الاقوال الباطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل والاخر طريق مفصل والمراد بالطريق المجمل القاعدة الكلية القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشبهة التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشبهة واما الجواب المفصل فهو الرد على كل شبهة مفردة. واما الجواب المفصل فهو ردوا على كل شبهة مفردة وبدأ رحمه الله بالجواب المجمل لانه الكلي وهو الامر والفائدة الكبيرة لمن عقلها كما قال واستدل على تحقيقه بقوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واوفر متشابهات. فان الله بين في القرآن ان منه ما هو محكم ومنه ما هو ومتشابه والاحكام والتشابه في القرآن له معنيان والاحكام والتشابه في القرآن له معنيان. احدهما الاحكام والتشابه الكلي الاحكام والتشابه الكلي. قال الله تعالى كتاب احكمت اياته. كتاب احكمت اياته. وقال تعالى كتابا متشابها. كتابا متشابها فالقرآن كله موصوف بالاحكام. اي بالاتقان فالقرآن كله موصوف بالاحكام. اي بالاتقان وهو موصوف كله ايضا بالتشابه. وهو موصوف كله ايضا بالتشابه. اي تصديق وبعضه بعضا. اي تصديق بعضه بعضا. والاخر الاحكام والتشابه الجزئي والاخر الاحكام والتشابه الجزئي وهو نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر احكام وتشابه في باب الخبر فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. والمتشابه منه ما لم يظهر لنا علمه والمتشابه منه ما لم يظهر لنا علمه. والاخر احكام وتشابه في باب الطلب احكام وتشابه في باب الطلب. فالمحكم منه ما اتضع معناه فالمحكم منه ما اتضح معناه. والمتشابه منه ما لم يتضح معناه. والمتشابه منه ما لم يتضح معناه واية ال عمران التي ذكرها المصنف تتعلق بالاحكام والتشابه الجزئي واية ال عمران التي ذكرها المصنف تتعلق بالاحكام والتشابه الجزئي ومنفعة معرفة ذلك ان ما اشتبه على العبد ولم يتضح معناه في مقابل المحكم فانه يتمسك بالمحكم ويترك المتشابه. ومنفعة ذلك ان ما لم يتضح للعبد معناه فانه يتمسك بالمحكم ويترك المتشابه. وهذا هو ومراد المصنف بالجواب المجمل. اي انك تتمسك بالمحكم الثابت بين وتترك المتشابه وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها والحذر من هؤلاء يجمع امرين والحذر من هؤلاء يجمع امرين احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون لماذا لماذا لا يصحبون ها لانهم يسحبون لانهم كما قال الاخ يؤثرون في العبد لان العبد يتأثر بهم وقد قالوا الصاحب اصاحب وقد قالوا الصاحب ساحب. اي ينقل من يصحبه الى حاله. فاذا صحب المرء اهل البدع والاهواء والضلال والتشابه نقلوه الى ما هم عليه من الشر. فيجب عليه ان ليحذرهم والاخر الحذر من مقالاتهم. فلا يقبل فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها الحذر مما قالتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها لان ان اقباله عليها ايراد لقلبه على مورد الهلكة. لان اقباله عليها ايراد لقلبه على مورد الهلكة واذا اقبل المرء بقلبه على مورد الهلكة لم يأمن البلاء لم يأمن البلاء لا لان القلوب ضعيفة والشبه خطافة. لان القلوب ضعيفة والشبهاء خطافة وما يروج اليه من اضعاف هذا الاصل من تسميته انغلاقا لا يبالي به المؤمن. فان الانغلاق على الحق حقا والانفتاح على الباطل باطل. والله سبحانه وتعالى لم يرد منا الا ان نكون عبادا له. فاذا كان في ذلك حفظا لبقائنا عبادا له. فاولى بنا ان نكون على ما امرنا الله سبحانه وتعالى. والا ان اخالف امر الله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك اذا قال لك بعض الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. او ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وانه كفرهم بتعلقهم على الملائكة او الانبياء او الاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاءنا عند الله. وهذا امر محكم لا يقدر احد على ان يغير معناه وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن او كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه ولكن ان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب كن جيد سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا تستهون. فانه كما قال تعالى وما طه الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما ذكر المصنف رحمه الله ان جواب فالشبه المذكورة في باب توحيد العبادة يكون من طريقين احدهما طريق مجمل طهروا طريق مفصل شرع رحمه الله يذكر مثالا يتضح به الجواب به الجواب المجمل. وهو كما سبق رد الامر الى الاحكام. وترك به وهو كما سبق رد الامر الى الاحكام وترك المتشابه. فاذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة من كلام متشابه كأن يقول الشفاعة حق والانبياء لهم عند الله جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم هذا الكلام فالجواب القاطع باطله ان تقول ان احكام القرآن دل على ان المشركين يقرون بتوحيد الربوبية. ان احكام القرآن دل لان المشركين يقرون بتوحيد الربوبية وان الله كفرهم بتعلقهم بالانبياء والاولياء والملائكة لما جعلوهم شفعاء ووسائل فان هذا الامر امر محكم بين لا يترك ابدا. وهذا الكلام الذي يذكره يشبه به كلام كما قال المصنف لا تعرف معناه وقول المصنف لا اعرف معناه يحتمل شيئين احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم. لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم علم فنفي العبد معرفته وتمسكه بالمحكم في هذا الباب كاف كاف في رد ما تشابه منه فالكلام المشبه المروج للباطل اذا لم يعرف المرء معناه رد المذكور فيه الى المحكم المقطوع به المعروف في خبر الشريعة. وابطل هذا متشابهة بتركه واخبر ان الله عز وجل امره باخذ المحكم وترك المتشابه فهو متمسك تارك المتشابه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل دون بها الناس عن منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يدبر الامر ولا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا فضلا عن عبدالقادر او غيره ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطلب من الله بهم فجاوبه بما تقدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت لي ايها المبطل مقرون ان اوتادهم لا تدبر شيئا وانما ارادوا ممن قصدوا الجاه والشفاعة وقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضح لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الجواب المجمل وضرب له مثالا شرع يبين شبه المشبهين هنا المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل. وابتدأ بشبه ثلاث او لها واحدة واحدة ثم الحق بكل شبهة ما ينقضها ويبطلها. وهذه الثلاث هي ما عندهم واول هذه الشبه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله. بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك نفعا ولا ضراء فظلا عن من دونه. فظلا عن من دونه. ولكننا مذنبون والصالحون لهم جاه ولكننا مذنبون والصالحون لهم جاه فنحن نطلب من الله بهم. فنحن نطلب من الله بهم هذه هي شبهتهم. والجواب عن هذه الشبهة من وجوه ثلاثة والجواب عن هذه الشبهة من وجوه ثلاثة اولها ان هذه المقالة هي من مقالات المشركين الذين اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. ان هذه من مقالات المشركين الذين اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم فانهم كانوا يزعمون ان الهتهم وسائط عند الله يطلبون بها فمن قال كمقالتهم فهو مشرك مثلهم. فمن قال كمقالتهم فهو مشرك مثلهم وثانيها ان الجاه الذي يكون للصالحين جاه يتعلق بهم ان الجاه الذي يكون للصالحين جاه يتعلق بهم لا يلزم منه جواز دعائهم والاستغاثة بهم لا يلزم منه جواز دعائهم والاستغاثة بهم فان الله عز وجل الذي جعل لهم ما جعل من مقام حميد نهاك عن دعاء غيره فان الله الذي جعل لهم ما جعل من مقام حميد نهاك عن دعاء فلم يؤذن لك بدعاء الصالحين والطلب منهم وثالثها ان العبد المذنب مأمور في الشرع اذا وقعت منه زلة ان يتوب الى الله ويستغفره ان العبد المذنب مأمور اذا وقعت منه زلة ان يتوب الى الله ويستغفره. ولم يؤمر ان الى الصالحين ليطلبوا له من الله المغفرة والرحمة. ولم يؤمر ان يفزع الى الصالحين ليطلبوا له من الله المغفرة والرحمة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ ام كيف تجعلون الانبياء اصناما؟ فجاوبه بما تقدم فانه اذا اقر ان يشهدون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا مما قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعلهم بما ذكر فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من من قبله الرسل وامه صديقة. واذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للميت ملائكتي اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم انت قلت للناس فقل له عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شبهتهم الثانية وهي انهم يزعمون ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام. وهي انهم يزعمون ان ذا متحقق في من يعبد الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام افتجعلون الاولياء كالاصنام والجواب عن هذه الشبهة ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم تختص دعوته بابطال عبادة الاصنام. ان النبي صلى الله عليه وسلم لم تختص دعوته بابطال ولعبادة الاصنام فانه صلى الله عليه وسلم ظهر على اقوام متفرقين في عباداتهم. فان صلى الله عليه وسلم ظهر على اقوام متفرقين في عباداتهم. فمنهم من يعبد الاصنام ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء ومنهم من يعبد الانبياء الاولياء فانكر النبي صلى الله عليه عليهم جميعا وابطل عبادتهم واكفرهم فعبادة فغير الاصنام كعبادة الاصنام. فعبادة غير الاصنام كعبادة الاصنام. والنكير على من من عبد غير الاصنام كالنكير على من عبد الاصنام نعم قال رحمه الله فان قال الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منك والصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم؟ فالجواب ان قول الكفار سواء بسواء فاقرأ عليه قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اه واعلم ان هذه الشبه الثلاث هي اكبر ما عندهم فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا فما بعدها ايسر منها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شبهتهم الثالثة. وهي قولهم الكفار يريدون منهم وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله تعالى شفاعتهم والجواب عن هذه الشبهة من وجهين؟ والجواب عن هذه الشبهة من وجهين. احدهما ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الذين اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الذين اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. فانهم كانوا يزعمون انهم اتخذوهم شفعاء عند الله. فانهم كانوا يزعمون انهم اتخذوهم شفعاء عند الله كزعمكم الذي تزعمون كزعمكم الذي تزعمون. والاخر ان الشفاعة ملك محض لله تعالى. ان الشفاعة ملك محض لله تعالى. قال الله تعالى قل الشفاعة جميعا قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا فلا تطلب الشفاعة من غيره. لانه لا يملكها لا تضرب الشفاعة من غيره لانه لا يملكها. ومن سأل نبيا او وليا او ملكا الشفاعة فقد سأله شيئا لا يملكه. فقد سأله شيئا لا يملكه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا التجاء اليهم ودعاؤهم ليس عبادة فقل له انت تقر ان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك وهو اخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فانه لا يعرف العبادة ولا يعرف انواعها فبينها له بقوله قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. فاذا اعلمته بهذا فقل له هل هو عبادة لله فلا بد ان يقول نعم والدعاء من العبادة فقل له اذا اقررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر فاذا اطعت الله ونحرت له هل هذه عبادة؟ فلابد ان يقول نعم فقل له اذا نحرت لمخلوق نبي او جني او غيرهما هل اشركت في هذه العبادة غير الله؟ فلابد ان يقر نعم وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك فلابد ان يقول نعم فقل له وهل كانت عبادتهم اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك والا فهم مقرون انهم عبيد تحت قهر الله وان الله هو الذي يدبر الامر ولكن دعوهم والتجأوا اليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهم وهي ان بعضهم يقول انا لا اعبد الا الله وهي ان بعضهم يقول انا لا اعبد الا الله. وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعائهم ليس عبادة وهذا الالتجاء وهذا الدعاء والالتجاء الى الصالحين ليس عبادة. ثم ذكر رحمه الله تعالى ما يبطل ذلك مرتبا له في اربعة منازل. ثم ذكر رحمه الله ما يبطل ذلك مرتبا له في اربعة منازل. اولها تقرير المشبه بان الله امره بالعبادة تقرير المشبه بان الله امره بالعبادة اي حمله على الاذعان بان الله خلقه لعبادته اي حمله على الاذعان بان الله خلقه لعبادته وثانيها بيان حقيقة العبادة له بيان حقيقة العبادة له وانها تتضمن جعل والاعمال لله وانها تتضمن جعل لا القرب والاعمال لله وثالثها ايضاح ان من جعل شيئا منها لغير الله فقد اشرك ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك بان تبين له ان العبادة حق الله عز وجل وجعلوا هذا الحق لغيره هو وقوع في الشرك ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم لمألوهاتهم في الدعاء والذبح والنذر والالتجاء تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم لمألوهاتهم في الدعاء والذبح والنذر والالتجاء فتذكر له من القرآن ما يبين انه كان من شركهم انهم يدعونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم ويلتجئون اليهم ليعرف ان ما هو موافق ما كانوا عليه. فاذا عرضت عليه هذه المنازل الاربعة انكشفت الشبهة المتقدمة في دعواه ان دعاء الصالحين والالتجاء اليهم ليس عبادة ان لهم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع في المحشر وارجو شفاعته ولكن الشفاعة لله ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا ولا تكون الا بعد اذن الله كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد والاخلاص كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن استضى. وهو ولا يرضى الا التوحيد كما قال تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من قاتلين فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد. تبين ان الشفاعة كلها لله وانا اطلبها منه اللهم لا تحرمني شفاعته. اللهم شفعه في وامثال هذا. ذكر المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يتعلق بها المشبهون في توحيد العبادة زعمهم ان من يأمرهم بتوحيد الله عز وجل في الالتجاء ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. واهل السنة والجماعة لا ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فليقرون بما له من الشفاعات العظمى التي اتاه الله عز وجل اياها. وان منها ما اختص به صلى الله عليه وسلم دون غير من الخلق كما تقدم في شرح العقيدة الواسطية لكن هذه الشفاعات ليست ملكا له صلى الله عليه وسلم بل هي ملك لله عز وجل والله عز وجل هو الذي يؤتيها النبي صلى الله عليه وسلم اكراما له والله عز وجل الذي اتاها محمدا صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان الشفاعة له وحده فقال قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة له سبحانه وتعالى. ولم يأذن لنا ان نسألها من محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لنا ان ندعوه صلى الله عليه وسلم لما ان يشفع لنا ولكننا ندعو الله سبحانه وتعالى ان يشفع فينا نبيه فنحن ندعو من يملك هذه الشفاعة ونجعل وسيلتنا الى اصابة شفاعته صلى الله الله عليه وسلم ان ندعو الله سبحانه وتعالى بالفوز بها كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيسأل الله العبد شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله ثم قال رحمه الله فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله الجواب ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا. وقال تعالى فلا تدعوا مع الله احدا من الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم عبادة والله نهاك ان تشرك في هذه العبادة احدا. فاذا كنت تدعو الله ان تشفعه في فاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة اعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء يشفعون اتقول ان الله الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله نعم فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكني التجاء الى الصالحين ليس بشرك فقل له اذا كنت تقر ان الله حرمك الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله لا يغفره. فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره؟ فانه لا ايدري فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا اسألوا عنه ولا تعرفه اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاشجار والاخشاب الاحجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فهذا يكذبه القرآن وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او بنية على او غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع عنا الله ببركته ويعطينا ببركته فقل صدق وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبناء الذي على القبور وغيرها فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ وان الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك فهذا يرده ما ذكره الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى او فلا بد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب المصنف رحمه الله في كلامه المتقدم حججا تبطل تعلق المتعلقين بدعوى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم اذا ادعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وان داعيه يطلب مما اعطاه الله عز وجل. فالجواب عن ذلك من وجهين؟ فالجواب عن ذلك من وجهين الاول ان ما ذكرته من اعطاء الله نبيه الشفاعة حق ان ما ذكرته من اعطاء الله نبيه الشفاعة حقا لكن الذي اعطاه الشفاعة وهو الله نهاك ان تدعو غيره. لكن الذي اعطاه الشفاعة وهو الله نهاك ان تدعو غيره لان الشفاعة حق له وحده سبحانه وتعالى والاخر ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطي الشفاعة ايضا ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطي الشفاعة ايضا فالملائكة يشفعون والاولياء يشفعون والافراط يشفعون. والافراط هم الصغار الذين اتوا قبل ابائهم والافراط هم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم. فكل هؤلاء اعطاهم الله عز وجل الشفاعة. فاذا زعم هذا الزاعم بعد اقراره انهم قد اعطوا الشفاعة وزعم انه يطلب منهم وان الشفاعة تطلب من الملائكة والافراط والاولياء فحينئذ كونوا قد اقر بوقوعه في الشرك الذي هو عبادة الصالحين مما وقع فيه اهل الجاهلية فانه اذا صار يلتمس الشفاعة من الملائكة والصالحين وغيرهم ممن اوتي الشفاعة فقد شركه كشرك الاولين وان قال لا هم اعطوها وانا لا اسألهم اياها فحينئذ يقال له بطل قولك اعطاه الله يعني نبيه الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله. لان الباب واحد فالله ونهانا ان نسألهم. فكذلك كما اعطى نبيه صلى الله عليه وسلم الشفاعة. نهانا ان نسأله صلى الله عليه وسلم وامرنا سبحانه وتعالى بدعائه وحده. ثم قال المصنف فان قال انا لا اشرك بالله شيئا؟ حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك فقل له اذا كنت تقر ان ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله لا يغفره فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفر فانه لا يدري لانه لم يميز حقيقة العبادة كما تقدم فلم يعرف ما لله فحينئذ قل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ لان المدعي براءته مما ادعي عليه لابد ان يكون عالما بمعنى المدعى عليه. لان من ادعى براءته مما دعي عليه لابد ان يكون عالما بمعنى المدعى عليه حتى يبرأ نفسه والا لم يمكنه نفيه عن نفسه. ثم اسأله مستنكرا كيف يحرم الله عليك هذا؟ ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله يحرمه هذا التحريم؟ ولا يبينه لنا حرمه الله عز وجل وغلظ فيه فلابد ان يكون الله عز وجل بينه بيانا اه في لان المنهيات يراد منها اجتنابها. ولا يمكن ان ينهى الله عز وجل عن شيء ثم يتركه مبهما لا نعرف حدوده فلا بد ان يبينه الله عز وجل بيانا شافيا لنعرف حده. ولهذا بين الله الله عز وجل لنا الشرك بيانا شافيا. وليس في القرآن شيء اكثر بيانا من التوحيد وضده وليس في القرآن شيء اكثر بيانا من التوحيد وضده ذكره حمد بن عتيق رحمه الله تعالى في ببيان النجاة والفكاك. وان زعم ان الشرك هو عبادة الاصنام. قاصدا حصر الشرك في عباده وانه لا يعبد الاصنام فجاوبه بما يدحض شبهته. ويبين باطله وذلك بايراد سؤالين وذلك بايراد سؤالين. السؤال الاول ان تقول له ما معنى عبادة الاصنام؟ السؤال الاول ان تقول له ما معنى عبادة الاصنام التي حصلت الشرك فيها اتظن ان معناه انها انهم كانوا يعتقدون فيها انها تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فان قال نعم فهذا يكذبه القرآن لان المشركين لم يكونوا يعتقدون ذلك بل كانوا يعتقدون ان الخالق الرازق المدبر هو الله سبحانه وتعالى ان قال مخبرا عن الشرك الواقع في الاصنام هو من قصد خشبة او حجرا او بنية على قبر يعني مرفوعا على قبر يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله زلفى يدفع الله عنا ببركته ويعطينا ببركته فهذا تفسير لعبادة الاصنام فقل له وصدقت فان هذا هو تفسير عبادة الاصنام التي كانوا يفعلونها بما يعتقدون فيها من قدرة على الضر والنفع بما لها من بركة وسر كما يزعمون. وهذا هو الواقع منكم فانكم افعلون ما تفعلون عند القبور والمشاهد ابتغاء بركتها ورجاء منفعتها. والسؤال الاخر ان يقال له والسؤال الاخر ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا اي محصور في عبادتهم دون عبادة سواهم. وان الاعتماد على الصالحين والانبياء والاولياء. اي التعلق بهم ودعاءهم لا يدخل في ذلك فلا يكون شركا فاذا كان كذلك فهذا امر باطن. فاذا ادعى ذلك فهذا امر باطل يرده ويبطله ما ذكره الله عز وجل من كفر من تعلق بالانبياء والملائكة والصالحين. فان الله بين في القرآن بيانا ان من تعلق بهم ودعاهم ورجاهم انه مشرك. وهذا هو المطلوب حصول اقرار به. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله فالسجن هو لي فان قال هو عبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام؟ فسرها لي وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له فسرها لي فان فسرها بما بينته فهو المطلوب وان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسرها بغير معناها بينت له الايات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه كما صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. بين المصنف رحمه الله بعد ما تقدم سر المسألة اي الاصل الذي يجمعها وترجع اليه اي الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام فاعاد جواب ان الشرك شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد اي على سبيل ضم متفرق جوابه بعد نشره. اي على سبيل ضم متفرق جوابه بعد نجله انه اذا قال انا لا اشرك بالله فقل له ما معنى الشرك؟ ما معنى الشرك بالله؟ فسره اي بين لي هذا الشرك فان قال هو عبادة الاصنام. فقل له بين لي معنى عبادة الاصنام فان قال انا لا اعبد الا الله وحده فقل له بين لي معنى عبادة الله وحده فان فسرها بما في القرآن فقد ابطل التعلق بالصالحين ودعوتهم وان لم يعرف حقيقة العبادة فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه. فحاصل عن الشبه الثلاث ان المشبه له ثلاث ان المشبه له ثلاث احوال فحاصلوا الجواب عن الشبه الثلاث ان المشبه له ثلاث احوال احدها ان وقف وينقطع ان يتوقف وينقطع فقل له انت لا تعرف الحق من الباطل فقل له انت لا تعرف الحق من الباطل وهذا كاف في رد شبهته. وهذا كاف في رد شبهته وهذه حال كثير ممن يتعلق بالصالحين ويعتقد فيهم. وهذه حال كثير ممن يتعلق بالصالحين ويعتقد فيهم فانه لا يدري حقيقة الشرك. ويظن انه عبادة الاصنام فقط فينقطع عن معرفة حقيقة العبادة وافراد الله بها وثانيها ان يفسرها بما فسره الله في القرآن. ان يفسرها بما فسرها الله في القرآن وهذا قد كفانا مؤنته. وهذا قد كفانا مؤنته لان ايات القرآن كفيلة في بيان ان الشرك لا ينحصر في عبادة الاصنام وثالثها ان يفسرها بمعنى باطل. ان يفسرها بمعنى باطل مخالف لما اخبر الله عز وجل فتبين له الايات الواظحات في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان. وان هو الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه. وان عبادة الله تعالى هي توحيد وان عبادة الله عز وجل هي توحيده بان تجعل جميع عملك لله. وهي دعوة الضيق التي كانوا ينكرونها على المصنف رحمه الله تعالى ويصيحون به وبمن معه كما صاح الاولون في انكار التوحيد لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اجعل الها واحدا. ان هذا لشيء عجاب. فاستنكروا ان يجعل الالهة الها احداء. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة او الانبياء. وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل ان عبد القادر ولا غيره ابن الله. فالجواب ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد والاحد الذي لا نظير له والصمد المقصود في الحوائج فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اخر السورة ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اول السورة وقال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد. ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى جعلوا لله شركاء الجن ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء الله مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه من الله والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرقون بين النوعين وهذا في بغاية الوضوح وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقل هذا هو الحق ولكن لا يعبدون ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه. والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والاقرار بك يا ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين. ذكر المصنف رحمه الله مما من مماحلات المشبهين ومقالات المبطلين زعمهم ان مشركي العرب لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء. وانما كفروا بقولهم الملائكة بنات الله وان هؤلاء المتأخرين لا يقولون ان عبد القادر ولا غيره من الصالحين ابن لله عز فكيف يكفرون؟ وجواب باطلهم من اربعة وجوه وجواب باطلهم من اربعة وجوه احدها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل. ان نسبة الولد الى الله كفر مستقيم قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد وقال لم يلد ولم يولد وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد له عبادة غيره ونسبة الولد له. فجعل كلا منهما كفرا مستقلا. فجعل كل منهما كفرا مستقلا. قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. ففرق بين الكفرين واخبر انهما جميعا من الكفر فمن الخلق من يكفر بعبادة غير الله ومن الخلق من يكفر بما الى الله من الولد. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللاتي مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله ان الذين كفروا بدعاء اللاتي مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله. وكذلك الذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك وكذلك الذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوه هم كذلك ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب الاربعة ان العلماء في جميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم المرتد يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد. وان اشرك بالله فهو مرتد. فيفرقون هنا بين النوعين فيفرقون بين النوعين ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مماحلاتهم وتشبيههم بالباطل انهم يقولون ايضا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون تعريض بما لهم من مقام كريم. وان الله عز وجل خصهم بما خصهم به ويقال في الرد على هذه المماحلة ان هذا هو الحق. ان هذا هو الحق فالله عز وجل جعل لهم مقاما لكنهم لا يرفعون فوقه فيعبدون فان الله قد جعل لهم مقاما لكنهم لا يرفعون فوقه فيعبدون. ولا يخفضون دونه ولا يخفضون دونه فيهضمون. والمنكر الباطل عبادتهم مع الله. والمنكر الباطل عبادته مع الله واشراكهم معه. والمعروف الحق حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. فبهذا يحفظ حق الله وحقهم فبهذا يحفظ حق الله وحقهم. والامر كما ذكر المصنف ان دين الله وسط بين وهدى بين اموالتين وحق بين باطلين وهو من جواهر كلامه رحمه الله. فان مرتبة الاولياء الصالحين الشرعية هي بين طرفين من طرفي الباطل رفعة وهظما وحق بين باطلين وهدى بين ضلالتين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان الشرك الاولين اخاف من شرك اهل وقتنا بامرين احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة او الاولياء او الاوثان الا مع الله مع الله الا في الرخاء او ما في الشدة. فيخلصون الدين لله كما قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له قيل فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون. وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغير الله تدعون. الى قوله ما تشركون قال تعالى واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. الاية وقال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل. فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء. واما في الشدة فلا لا يدعون الا الله وحده لا شريك له وينسون ساداتهم تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين. ولكن اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهما راسخا والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله اما نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية. واهل زماننا يدعون مع الله اناسا من افسق الناس والذين يدعون هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي يعتقد في الصالح والذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو وتأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق انه هو الشرك الذي انزل الله فيه القرآن عليه النبي صلى الله عليه وسلم الناس فان هناك فرقين عظيمين بين شرك الاولين المتأخرين تجعلان شرك المتأخرين اغلظ من شرك المتقدمين. فالفرق الاول ان الاولين يشركون هنا في الرخاء ان الاولين كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة اما المشركون المتأخرون فانهم يفزعون الى معظميهم في الرخاء والشدة فهم يشركون بالله في رخائهم وشدتهم وقد جعل المصنف هذا الفرق القاعدة الرابعة من القواعد الاربع والفرق التاني ان الاولين يدعون مع الله سبحانه خلقا مقربين عند الله خلقا مقربين عند الله ما انبياء واما ملائكة واما صالحين او يدعون احجارا واشجارا مطيعة ليست عاصية او يدعون اشجارا واحجارا مطيعة ليست عاصية اما المشركون المتأخرون فانهم يدعون مع الله عز وجل اناسا فساقا من اهل الفجور ممن يرى ويشاهد فسقه وفجوره. كما تقدم بيان وجهه في شرح القواعد اربع وذكرنا هناك ان الادلة الشرعية والوقائع التاريخية القدرية تدل على ان الشرك المتأخرين اغلظوا من شرك الاولين من عشرة وجوه فتممنا هذين الوجهين بثمانية اوجه تبين الفرق بين شرك في اهل زماننا وشرك الاولين. وصدق رحمه الله ولكن وصدق رحمه الله في قوله ولكن اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهما راسخا والله فانا صرنا الى زمن ادعى فيه من ادعى ان هذه المقالة غير صحيحة وانها شرك المتأخرين اخف من شرك المتقدمين. زعما بان المتأخرين يعرفون الله ويقولون لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون ولم يكن الاولون كذلك وهذا من قلة فهم خطاب الشرع فضلا عن فهم عن قلة فهم حقيقة هذه الدعوة الاصلاحية وفي مثل هذه المقامات يحث طالب العلم على ان يعتني بكتب اهل العلم الراسخين في لتحقيق توحيد العبادة شدة الحاجة اليها في هذه الازمنة التي تساهل فيها بعض الناس في امر توحيد لله سبحانه وتعالى. فالسلامة للعبد ان يعتني بكتب من شهد له بالعلم والمعرفة والرسوخ واعظم من ذلك ان يعتني بما في القرآن والسنة من بيان امر توحيد الله والشرك به. فان قلبه اذا ملي بعلم الكتاب والسنة في هذين الاصلين العظيمين زاده ثباتا ورسوخا في تمييز الحق من الباطل ها؟ احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عقولا واخف شركا من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرناه وهي من اعظم شبههم فاصغ لجوابها وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويكذبون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا. ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟ فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امنوا بعض القرآن وجحد بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة واقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة وقر بهذا كله وجحد وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج. ولما لم ينقد اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج انزل الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله الله غني عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع. وحل دمه وماله كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. فاذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه ان من اله بعض وكفر ببعض فهو كافر حقا. زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب فيه. وقد نطق به القرآن كما قدمنا. فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج. فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور؟ كفر. ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر سبحان الله ما اعجب هذا الجهل ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون فان قال انهم يشهدون ان مسيلمة نبي قلنا هذا هو المطلوب. اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة فكيف بمن رفع شمسان او يوسف او صحابيا او نبيا او غيرهم في جبار السماوات والارض سبحانه ما اعظم شأنه. كذلك يقبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ويقال ايضا الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الاسلام وهم من اصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما فكيف اجمع الصحابة على قتلهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين؟ ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر؟ والاعتقاد في علي ابن ابي طالب يكفر ويقال ايضا بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء دون ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب غزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من بلدان المسلمين. ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا انهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب؟ باب وحكم المرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه او كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب. ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون الله وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فهؤلاء الذين صرح الله فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا انهم قالوها على وجه المزح. فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون. ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه هم. ومن الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا اله وقال اناس من الصحابة اجعل لنا يا رسول الله ذات انواط كما لهم ذات انواط فحلف رسول الله الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل لموسى اجعل لنا اله ولكن المشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعلهم ذات انواط لم يكفروا الجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك. ولا خلاف ان بني اسرائيل افعلوا ذلك لكفروا وكذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات انواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب ولكن هذه القصة يفيد ان المسلم بين عالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهمنا ان هذا من اكبر الجهل ومكايد الشيطان وتفيد ايضا ان المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيض ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان افعال هؤلاء ليست شركا كرا على ابطال شبه من يزعم هؤلاء ان هؤلاء وان وقع منهم ما وقع فان ذلك لا ايوجب تكفيرهم وقتالهم؟ فجماع الشبه المذكور جوابها في هذا الكتاب نوعان فجماع الشبه المذكور جوابها في هذا الباب نوعان احدهما شبه يراد بها ان ما المتأخرون ليس بشرك شبه يراد منها ان ما عليه تأخرون ليس بشرك. والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عن من فعل ذلك والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن فعل شيئا من ذلك والشبه التي تتعلق بالاول فرغ منها فيما سلف من القول والشبه التي تتعلق بالثاني هي التي ذكر فيها المصنف كلامه المقروء باخرين اه والقائلون بان هذه الافعال وان كانت شركا وكفرا لا تقتضي تكفير الواقعين فيها يتذرعون بان هؤلاء يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلون ويصومون. فهذه الافعال التي وقعت منهم افعال تخالف الشريعة لكنها لا توجب التكفير والقتال ورد المصنف رحمه الله تعالى عليهم مقالتهم هذه من ثمانية وجوه ورد عليهم المصنف مقالتهم هذه من ثمانية وجوه. فالوجه الاول هو ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها ان من امن ببعض احكام الشرع وكفر ببعضها عد كافرا عد كافرا بها جميعا. عد كافرا بها جميعا كمن اقر بالصلاة وانكر الصيام. او اقر بالحج وانكر الزكاة. فانه يكون كافرا هذا الانكار لان دين الاسلام دين كامل لا يتبعض. لان دين الاسلام دين كامل لا يتبعض فمن صلى ولم يوحد الله فقد كفر. ومن زكى ولم يوحد الله فقد كفر من حج ولم يوحد الله فقد كفر. فاقراره وايمانه ببعض الاحكام وانكاره ببعضها بل باعظمها وهو التوحيد لا يدفع عنه الكفر بل يكون كافرا بذلك الوجه الثاني اطباق الصحابة اطباق العلماء واجماعهم اطباق العلماء واجماعهم ومنهم الصحابة على كفر من جاء على كفر من جاء ببعض اعمال الكفر والشرك وقتالهم على كفر من جاء ببعض اعمال الكفر والشرك وقتالهم فهو استدلال بالاجماع العملي فهو استدلال بالاجماع العملي الذي وقع من الصحابة رضي الله عنه رضي الله عنهم وتتابع عليه العلماء في وقائع عدة ذكر المصنف رحمه الله تعالى منها ثلاث وقائع وتتابع عليه العلماء في وقائع وتتابعوا عليه في وقائع عدة ذكر المصنف منها ثلاث وقائع. فالواقعة الاولى واقعة الصحابة مع مع بني حنيفة واقعة الصحابة مع بني حنيفة المعتقدين ان مسيلمة رسول الله المعتقدين ان مسيلمة رسول الله فانهم كانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله. فانهم كانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله. لكنهم يزيدون ومسيلمة رسول الله. لكنهم يزيدون ومسيلمة رسول الله. وثانيها فوقع من علي رضي الله عنه ما وقع من علي رضي الله عنه من تكفير الغالين فيه. من تكفير الغالين فيه. الزاعمين انه هو الله الزاعمين انه هو الله. فحرقهم علي رضي الله عنه واطبق الصحابة على تكفيرهم. واقبل الصحابة على تكفيرهم. وان عاب بعضهم على علي تحريقهم وان عاب بعضهم على علي تحريقهم فكان يرى ان حقهم قتلهم بالسيف فكان يرى ان حقهم قتلهم بالسيف كما ثبت هذا عن ابن عباس رضي الله عنه والواقعة الثالثة ما وقع في عهد بني العباس لما ظهر العبيديون لما ظهر العبيديون المتسمون من فاطميين فكفرهم العلماء فكفرهم العلماء لما كانوا عليه من اعمال كفر اجمعوا على كفرهم واجمعوا على كفرهم نقله القاضي عياض الياحسبي وغيره نقله القاضي عياض وان يحص بي وغيره وهذا كله اجماع على ان من وقع في بعض اعمال الكفر فانه يكفر ويقاتل عليه وان كان يزعم ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فان هؤلاء فان هؤلاء كن لهم كانوا يزعمون ذلك. والوجه الثالث ان العلماء رحمهم الله في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب الردة. يذكرون فيه نواقض الاسلام. يذكرون فيه نواقض الاسلام فهو باب للحكم على مسلم وقع فيما يخالف الشرع فخرج به من الاسلام. والوجه الرابع ان الله سبحانه وتعالى حكم بكفر لاناس لقولهم كلمة تكلموا بها. ان الله عز وجل حكم بكفر اناس تكلموا بكلمة كفروا بها كما قال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. فاكفرهم الله عز وجل مع كونهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم يصلون ويصومون ويجاهدون. والوجه الخامس ما وقع من المستهزئين بالكلام في غزوة تبوك ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك. فانهم انو خارجين مع النبي صلى الله عليه وسلم الى الجهاد. فانهم كانوا خارجين مع النبي صلى الله عليه وسلم الى الجهة ثم وقعوا ثم وقع منهم ما وقع ثم وقع منهم ما وقع فاكثرهم الله عز وجل فاكثرهم الله عز وجل مع ما هم عليه. والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول وهؤلاء يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر. لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبون او بشيء اخر فهم يصدقونه مثلا في كونه شافعا مشفعا. فهم يصدقونه مثلا في كونه شافعا مشفعا. ويكذبونه فيما جاء به من النهي عن سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة ويكذبون به فيما جاء من نهيه صلى الله عليه وسلم عن سؤاله الشفاعة فهم بذلك كافرون مرتدون والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم كما وقع في سبب نزول هذه الاية ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين انها نزلت في قوم اقروا بالصلاة وغيرها. ثم لما امروا بالحج ابوا وهذا شيء يروى عن التابعين كعكرمة وغيره. وليس فيه شيء مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الاية نزلت لذلك. لكنها دالة على ان من جحد وجوب الحج فهو كافر فمن جحد الحج مع اقراره بالصلاة او الصيام او غيرهما فهو كافر ذلك اولى من جحد حق الله عز وجل في توحيده ولو كان يصوم ويصلي والوجه الثامن حديث الذات انواط حديث ذات انواط الذي رواه الترمذي من حديث ابي قتاد من ابي واقد الليثي رضي الله عنه واسناده صحيح. وفيه ذكر ما عرض لبني اسرائيل لما وقعوا فيما اوجب عليهم الكفر اذ دعوا نبيهم ان يجعل لهم الها كما لاولئك القوم الذين مروا بهم الهة يعظمونها. فزجرهم موسى عن ذلك ونهاهم عنه وكذلك وقع هذا مع في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معه لما مروا باناس لهم شجرة يعلقون بها اسلحتهم ويعكفون عندها فسألوه صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواط فانكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم وزجرهم. فلما كفت الطائفتان فلما كفت الطائفتان عن ذلك لم يكفروا ولو انهم لم يستجيبوا نهي النبيين الكريمين لوقعوا في الكفر ثم ذكر المصنف رحمه الله ثلاث فوائد من قصة ذات انواط ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاث فوائد من قصة ذات انوار اولها الحذر من الشرك اولها الحذر من الشرك. وتقدم في تراجم كتاب التوحيد قول المصنف باب الخوف من الشرك وثانيها الاعلام بان العبد الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم نبه وتاب من ساعته فانه لا يكفر وثانيها الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم نبه عليه وتاب من ساعته فانه لا يكفر. وثالثها ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها اذا فانه لا يتساهل معه ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جاهدا لا يتساهل معه بل يغلظ اليه في الانكار بل يغلظ عليه في الانكار كما غلظ موسى عليه السلام على قومه. وكما غلظ اقف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه وموجب التغليظ تعظيم حق الله. وموجب التغليظ حق الله سبحانه وتعالى فاذا انتهك حق الله في توحيده فان من اعظم يحفظ به ويدفع الشبه عن القلوب ان يغلظ على الواقع فيه. وان ينكر عليه انكارا شديدا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد اما قال لا اله الا الله وكذلك قوله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها ومراد هؤلاء الجهلة ان من قالها لا يكفر ولا قالوا ولو فعل ما فعل فيقال لهؤلاء الجهلة من المشركين معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار. وهؤلاء الجهلة مقرون ان من انكر. كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع؟ وتنفعه اذا جحا للتوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فان او قاتل رجل رد عن الاسلام بسبب انه ظن انه ما ادعاه الا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وانزل الله تعالى في ذلك يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية اي تثبتوا فالاية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت. فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل لقوله فتبينوا ولو كان لا يقتل اذا قالها لم يكن للتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله معنا ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟ وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارج اينما لقيتموه فقتلوهم لان ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد. مع كونهم من اكثر الناس عبادة تكبيرا وتهليلا. حتى ان بعض الصحابة يحقرون انفسهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة والادعاء الاسلامي لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني لما اخبره رجل انهم منعوا الزكاة حتى انزل الله يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الاية الرجل كاذبا عليهم فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا. ذكر المصنف رحمه الله اهو شبهة من شبهات المانعين من القتال والتكفير. لمن وقع في شيء من الكفر والشرك وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله. وقال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟ وكذلك قوله امرت ان اقاتل ناس حتى يقولوا لا اله الا الله. وكذلك احاديث اخر في الكف عن من قالها. ومرادهم ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. ومرادهم ان من قالها لا يقتل ولا يكفر ولو فعل ما فعل والجواب عن هذه الدعوة ان يقال ان معنى هذه الاحاديث هي ان من قال لا اله الا الله ثبتت له عصمة الحال. ان من قال لا اله الا الله ثبتت له عصمة الحال. فوجب عنه حتى يظهر منه ما يخالف هذه الكلمة من كفر او شرك. فوجب الكف عنه حتى يظهر منه ما يخالف هذه الكلمة من كفر او شرك والعصمة التي تتعلق بالعبد نوعان. والعصمة التي تتعلق بالعبد نوعان. احدهما عصمة الحال احدهما عصمة الحال ويكفي فيها قول لا اله الا الله فاذا قالها العبد ثبتت له عصمة دمه وماله والاخر عصمة المآل عصمة المآل وهي العصمة التي يثبت له التي تثبت له اذا التزم مقتضيات لا اله الا الله وهي العصمة التي تثبت له اذا التزم مقتضيات لا اله الا الله فان جاء بما يناقضها ارتفعت هذه العصمة. فان جاء بما يناقضها ارتفعت هذه العصمة ثم ذكر المصنف اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم اولها ثم ذكر المصنف اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم. اولها ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله وهم يقولون لا اله الا الله لكنهم لما فعلوا اشياء تخالف الاسلام امر بقتالهم لكنهم لما فعلوا اشياء تخالف الاسلام امر بقتالهم. وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود. وهم يقولون لا اله الا الله ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة اصحاب مسيلمة. ما تقدم من قتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة اصحاب مسيلمة وهم يقولون لا اله الا الله. ورابعها بني المصطلق وهم قبيلة دخلوا الاسلام فارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم المصدق الذي يجب زكاتهم يعني يجمع يعني يجمعها ليأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذهب اليهم ورجع وقال انهم منعوا الزكاة. فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فانزل الله عز وجل عليه يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ. الاية وهذه قصة رؤيت من وجوه ضعاف ومجموعها يدل على ثبوت اصلها ومجموعها يدل على ثبوت اصلها وانها في واقعة الوليد ابن عقبة مع بني المصطلق وانها في واقعة الوليد ابن عقبة مع بني المصطلق. وقد نقل ابو موسى المديني الحافظ الاجماع على فقد نقل ابو موسى المديني الحافظ الاجماع على ذلك وانها نزلت فيما وقع من قصة الوليد بن عقبة مع بني المصطلق انه لما خرج اليهم فاقبل عليهم خرجوا اليه يريدون استقباله فتوهم انهم يريدون الامتناع منه فوقع ما وقع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى فكلهم يعتذرون متى ينتهوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان تقول من طبع على قلوب اعدائه فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ينكرها كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه على الذي من عدوه وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق. ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلون عند قبول وغيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق. ولا يقدر عليها الا الله تعالى. اذا ثبت ذلك فالاستغاثة بالانبياء يوم يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف. وهذا جائز في الدنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادع الله لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في وغيره. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره. بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره كيف دعاؤه نفسه؟ ذكر المصنف رحمه الله هنا شبهة من شبهات المشبهين في باب توحيد العبادة انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل. الذي يستغيث فيه الناس بالانبياء وكلهم يعتذرون حتى يرد الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم. فيزعم هؤلاء ان اغاثة بغير الله ليست شركا لانها تقع في الاخرة مع الانبياء. وهذه الشبهة وهي لان الذي سئل فيه الانبياء كان سؤالا لهم مع القدرة عليه. كان سؤالا لهم مع القدرة عليهم فهم يسألون حيا حاضرا قادرا على من يسأل عليه. فهم يسألون حيا حاضرا قادرا على ما يسأل عليه. فان الانبياء لهم مقام عند الله. فاذا سئلوا ان الى الله سبحانه وتعالى كانت لهم مكنة في سؤال ربهم سبحانه وتعالى الا انهم يتراجعونها حتى تنتهي الى اكملهم وهو نبينا صلى الله عليه وسلم فيتقدم الى ربه بطلب الشفاعة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله لهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت استغاثة بجبرائيل شركا لم يعرضها على ابراهيم. فالجواب ان هذا من جنس شبهة فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه. فانه كما قال الله تعالى فيه علمه شديد القوى فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال ويلقيها في المشرق او المغرب لفعل ولو امره الله ان يضع ابراهيم عنهم في مكان ولو امره الله ان يرفعه الى السماء لفعل. وهذا كرجل غني له مال كثير. يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه ان يقرره الله او يهبه شيئا يقضي به حاجته فيابى ذلك الرجل محتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله برزق منه لا منة فيه لاحد فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون؟ ختم المصنف رحمه الله بذكر شبهة من مقالات المبطلين في لتوحيد العبادة وهي استدلالهم بقصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار ان جبريل عرض له في الهواء فقال الا لك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا ولو كان ذلك شركا لما عرضه جبريل. وجواب هذه بالشبهة من وجهين. وجواب هذه الشبهة من وجهين احدهما من جهة الدراية. احدهما من جهة رواية وهي بطلان هذه القصة. احدهما من جهة الرواية وهو بطلان هذه القصة. وانها لا اتروى من وجه صحيح وانها لا تروى من وجه صحيح والاخر من جهة الدراية من جهة الدراية وهي ان قول جبريل الك حاجة ليس من قبيل الاستغاثة الشركية وهي ان قول جبريل الك حاجة؟ ليس من قبيل الاستغاثة الشركية. لان جبريل كان حيا حاضرا عرض عليه ما له فيه قدرة. لان جبريل كان حيا حاضرا عرض عليه ما هو له فيه قدرة فانه كان قادرا على نفعه والذي ثبت في هذه الواقعة ان ابراهيم قال حينئذ ما يدل على توكله وهو حسب الله ونعم ونعم الوكيل. ثبت الحديث بذلك عن ابن عباس عند البخاري. فالذي اتفق قوله من ابراهيم عند رميه في النار هو قوله وحسبنا الله ونعم الوكيل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم مما تقدم ولكن لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ان التوحيد لا بد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر ابن عابد كتدعون وابليس وامثالهما وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق ولكن لا نقدر على ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار لم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا لشيء من الاعذار كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنه قليلا وغير ذلك من الايات كقوله يعرفونه كما يعرفون ابنائهم فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق وهو شر من الكافر الخالص كما قال تعالى وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف لخوف نقص دنيا او جاهه او ملكه او مداره. وترى من يعمل به ظاهرا لا باطنا. فاذا سألته عما يعتقده بقلبه اذا هو لا يعرف ختم المصنف رحمه الله كلامه بمسألة اشار اليها بالتعظيم ثم بين فيها ان التوحيد متعلق بثلاثة موارد هي القلب واللسان والعمل فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه وعمله بجوارحه على الاقرار بالتوحيد اما من اقر بقلبه فقط او اقر واعترف بالتوحيد بلسانه وفي ظاهر عمله ولم يقر في باطنه فهو زائغ على الحق. فهو زائغ عن الحق. فالناس في هذا منقسمون الى اقسام ثلاثة فالناس في هذا منقسمون الى اقسام ثلاثة اولها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا وظاهرا. ان يكون العبد مقرا بالتوحيد ظاهرا وباطنا وهذا هو حال الموحد وهذه هي حال الموحد وثانيها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا. ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا بمعرفة قلبه له بمعرفة قلبه له. ولكنه لا يلتزم به في ظاهره. ولكنه لا يلتزم به في ظاهره وهذه حال الكافر وهذه حال الكافر. والقسم الثالث من يكون قلبه منطويا على الكفر من يكون قلبه منطويا على الكفر اما ظاهره اما ظاهره فانه يبين منه التوحيد. اما ظاهره فانه يبين منه التوحيد وهذه هي حال المنافق. وهذه هي حال المنافق. ولا يقبل الله عز وجل من العبد توحيده ولا مولاه حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على توحيد الله عز وجل. وهذه المسألة مبنية على اعتقاد اهل السنة والجماعة من ان الايمان دائر على اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح كما تقدم بيانه مفصلا في شرح العقيدة الواسطية. نعم. احسن اليكم قال رحمه الله ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدم وهي قوله اتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة تبوك على وجه المزح واللعب. تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان من شرح بالكفر صدرا فلم يعذر الله من هؤلاء الا من اكره مع كون قلبه مطمئنا بالايمان واما غير هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مداراة لاحد او مشحة بوطنه او اهله او عشيرته او ماله او فعله على وجه المزح او لغير ذلك من الاغراض الا المكره. والاية تدل على من جهتين الاولى قوله الا من اكره فلم يستثن الله الا المكره ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله ذلك بانه مستحب حياة الدنيا على الاخرة. فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين او محبة الكفر انما سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثره على الدين. والله اعلم لما بين المصنف رحمه الله ان التوحيد متعلق بالاعتقاد والقول والعمل. وان العبد لا يكون موحدا الا باجتماع اقراره بالتوحيد في هذه المقامات الثلاثة حذر من الوقوع فيما يخالف هذا المقتضى من الوقوع فيما يخالف هذا المقتضى وحرض على فهم ايتين من كتاب الله على ان العبد قد يكفر بسبب كلمة يقولها على وجه اللعب والميزاح واذا كان يكفر بمثل ذلك فانه يكفر من تكلم بالكفر او عمله خوفا صماله او جاهه او مداراة للخلق. وانه اعظم من وانه اعظم ممن تكلم بكلمة يمزح بها وانه لا يخرج من تبعة ذلك الا المكره وانه لا يخرج من تبعة ذلك الا المكره. والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد من قول او فعل والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد من قول او فعل. فمتى اكره العبد على قول او فعل كفري فانه معذور فانه معذور بشرط بقاء قلبه مطمئنا بالايمان بشرط بقاء قلبه مطمئنا بالايمان. فرخص له في الموافقة الظاهرة فقط فرخص له في الموافقة الظاهرة فقط. ثم نبه المصنف على قاعدة عظيمة اذ قال ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فمحل قبول الاكراه الاقوال والاعمال. فمحل قبول الاكراه الاقوال والاعمال اما العقائد الباطنة فليست محلا لقبول فليست محلا لقبول الاكراه لانه لا يطلع عليها لانه لا يطلع عليها. فيمكن العبد ان يكتم فيمكن العبد ان يكتم ايمانه والله اعلم. وهذا اخر شرح هذا الكتاب والحمد لله على التوفيق والتيسير