السلام عليكم ورحمة الله طيب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قوم موسى مولى عبد الله ابن عبد عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح المبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الثامن من مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب كشف الشبهات لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف وقبل شروع القارئ يقرأ في كتاب اعتذر عن تخلف عن درس فجر هذا اليوم لعارض صحي قهري اسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على الخير وان يلهمنا رشدنا. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه واطل عمره في عافية وحسن عمل واجزه عنا خير الجزاء. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين اجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عبادي فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسواع ويغوت ويعود واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا. ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائق بينهم وبين الله يقولون نريد منهم التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده. مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم يخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد فمحض حق الله تعالى لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما. والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو. ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والارضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ابتدى المصنف رحمه الله كتابه ببيان حقيقة التوحيد فقال التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في القصد والطلب والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق في الخطاب الشرعي في القرآن والسنة فالمراد بالتوحيد افراد العبادة ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف فذكره دون بقية انواعه فيكون قوله التوحيد افراد الله بالعبادة اقتصارا على المعهود الشرعي ثم بين ان التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل جميعا فان الرسل لم يأتوا الى اقوامهم ليقروا بتوحيد الربوبية لانه مغروس في الفطر البشرية فلما كان اصله مستقرا في نفوسهم لا يوجد فيه منازع من الناس الا قليل كالدهرية والملاحدة توجهت همة دعوة الانبياء والرسل الى اخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فالرسل قاطبة عظم دعوتهم التي جاءوا بها هو دعوة اممهم الى توحيد الالهية والعبادة بان تكون قربهم التي يتقربون بها هي لله وحده واول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام واستدل المصنف رحمه الله تعالى على اوليته في ثلاثة الاصول وادلتها لقوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ودلالته على اولية نوح تقديمه عليه الصلاة والسلام في ذكر الايحاء في هذه الاية وعطف النبيين من بعده عليه والايحاء الذي قدم فيه نوح عليه الصلاة والسلام هو ايحاء الرسالة لان ايحاء البعث نوعان احدهما ايحاء النبوة والمتقدم فيه هو ادم عليه الصلاة والسلام والثاني ايحاء الرسالة والمتقدم فيه هو نوح عليه الصلاة والسلام فاول الانبياء ابونا ادم عليه الصلاة والسلام واول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام ووقع التصريح باولية نوح في حديث انس ابن مالك الطويل بالشفاعة في الصحيحين وفيه ان ادم يقول ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض وقد ارسل الله عز وجل نوحا عليه الصلاة والسلام الى قومه لما غلوا في الصالحين والدين وسواع يغوث ويعوق ونسب والغلو هو مجاوزة الحد المأذون به شرعا هو مجاوزة الحد المأذون به شرعا لان احكام الشرع لها حدود تنتهي اليها. لا يجوز للعبد ان يجاوزها. فاذا تعداها وافرط فيها وقع في الغلو وابواب الغلو في الدين متعددة ومن اعظمها خطرا واشدها شرا الغلو في الصالحين بمجاوزة الحد المأذون به فيهم فان الصالحين ينتفع بصحبتهم واستنصافهم والتوسل بدعائهم فاذا رفعوا فوق المأذون به شرعا وقع الخلق فيما حرم الله واعظم الغلو فيهم اعتقاد من يعتقد فيهم النفع والضر فانه رفعهم فوق مرتبتهم البشرية الخالصة الى مرتبة تقارب وصف الالهية بان يعتقد ان هؤلاء الصالحين يجيء منهم نفع يلتمس او يخاف منهم ضر يرهب ومن جملة الصالحين الذين غلا فيهم الناس اولئك الصالحون الذين غلى فيهم قوم نوح وهم الخمسة المشهورون ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر. فان هؤلاء الخمسة كانوا رجالا صالحين فيهم فلما ماتوا عكفوا عند قبورهم ليذكرهم عقوفهم عند قبورهم عبادة الله في عبد الله ثم لما طال عليهم الامد وغاب عنهم هذا القصد صوروا لهم صورا وجعلوا لهم تماثيل فعبدوهم من دون الله عز وجل فكان ابتداء قصد قوم نوح الى اولئك الصالحين ان يجعلوهم مذكرين لهم عبادة الله فتشتاق نفوسهم الى العبادة فيزدادوا منها. فلما طال عليهم الامد ونسي العلم عبدوهم من دون الله صح ذلك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب التفسير من صحيح البخاري ولما هلك قوم نوح ان درست تلك الاصنام بسبب الطوفان الذي اجتاح قوم نوح فتفرقت هذه الاصنام ايدي سبأ وجهلت مواضعها حتى خرج عمرو ابن لحي سيد خزاعة الى الشام فوجد اهلها يعبدون اصناما من دون الله عز وجل. فحسنوا ذلك له ورغبوه فرجع الى قومه وكانت خزاعة تتولى البيت الحرام قبل قريش فدعاهم الى عبادة الاصنام وجاء باصنام معه من الشام ثم زين له الشيطان الدعوة الى عبادة الاصنام بان دله الى تماثيل اولئك الخمسة الصالحين وانها على شطئ بحر جدة. قد سفت عليها السوافي. فاستخرجها عمرو ابن لحي وفرقها في قبائل العرب ودع العرب قاطبة الى تعظيم الاصنام وكانت العرب تعظم من كان قائما على البيت فاقتدوا بطريقة عمرو ابن لحي وتركوا ما كانوا عليه من ميراث ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فان العرب كانت تنتسب الى ابراهيم وتزعم انها على دينه حتى وفد عليهم عمرو ابن لحي داعيا الى عبادة الاصنام وزينها في العرب قاطبة ففشها في العرب ففشت في العرب عبادة الاصنام وكان منشأها من هذه الواقعة. ذكر هذا جماعة من نقلت الاخبار والسير منهم ابن اسحاق المطلبي وابن هشام في مختصر سيرة ابن هشام. فلما انتهوا هذه الحال من الولع بالاصنام وترك دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا ومبشرا ونذيرا. وجعله سبحانه وتعالى اخر الرسل وخاتم النبيين. كما قال تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين. فدعاهم الى دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام وكانت لهم اعمال صالحة من البر كالدعاء والحج والصدقة وغيرها. فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى توحيد العبادة ولم يدعهم صلى الله عليه وسلم الى توحيد الربوبية وانما ان يخلصوا دينهم وان يقتدوا بابيهم ابراهيم. فكانت دعوته صلى الله عليه وسلم تجديدا بدين ابيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وكان هؤلاء يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر ويعتقدون انه لا يرزق الا هو ولا يخلق الا هو ولكنهم اتخذوا هذه الاصنام التي زين لهم عبادتها عمرو ابن لحي مقربة الى الله عز وجل شافعة ووسيطة عنده. فدعاهم النبي صلى الله عليه الى افراد الله بالعبادة وابطال عبادة الاصنام وانكر عليهم صلى الله عليه وسلم انكارا شديدا ولم يجاهدهم بالحجة والبيان والسيف والسنان حتى فتح الله عز وجل على يديه مكة فكسر صلى الله عليه وسلم تلك الاصنام قاطبة فكان مبتدأ مجيء الاصنام الى العرب على يد ابن لحي وكان ابطالها وتفسيرها على يد محمد صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا عليه من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله الاية وقوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها الى قوله فانى تسحرون وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك. اقام المصنف رحمه الله في هذه الجملة الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية فذكر ما يدل على انهم كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت ووجه دلالته على ما ذكر انهم يقولون جوابا على على ما ورد عليهم من الافراد المتعلقة ربوبيتي فسيقولون الله. اي انهم يقرون بان الخلق لله. وان الملك لله. وان الرزق بيد الله وان التدبير بيد الله سبحانه وتعالى. واقرارهم بهذه الافراد يقتضي اقرارهم بالربوبية لان الافراد المذكورة من اعظم افراد الربوبية فتخصيصها بالذكر للاشارة الى ان ما دونها اولى بالادعان والتسليم. فكانوا يقرون بافعال الربوبية الكبار انها لله كالخلق والرزق والملك والتدبير. فاذا اقروا بالكبار فما دونها مما هو تابع لها يدخل في جملة اقرارهم فيكونون مقرين ان الربوبية لله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل دعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم قربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون ومن دونه لا يستجيبون له بشيء. وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله. والاستغاثة كلها بالله وجميع وعن عبادتي كلها لله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم. عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. ذكر المصنف رحمه الله مقدمات رتب عليها نتيجة جليلة فاولها في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي مقرون بتوحيد الربوبية وثانيها في قوله انه لم يدخله في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرارهم بالربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الانبياء والرسل وهو توحيد العبادة المتضمن افراد الله عز وجل بافعال العباد التي يتقربون بها وثالثها في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا او يدعو رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى فالتوحيد الذي جحدوه هو المتعلق بافراد الله بالقرب الذي يسميه متأخر المشركين اعتقاد اذ يذكرون ان فلانا معتقد فيه او ان للناس فيه اعتقادا حسنا ومرادهم بذلك تعلق قلوبهم بمن يتوقع منه الظر والنفع فهم يعتقدون في فلان اي يرجون منه نفعا اي يرجون فيه نفعا ويخافون منه الراء فاوجب لهم ذلك ان يجعلوا له من العبادات شيئا فصاروا يذبحون لهؤلاء المعظمين وينذرون لهم ويستغيثون بهم في الملمات تشابهوا مشركي العرب الاولى مشركي الجاهلية الاولى. وكان اهل الجاهلية الاولى يدعون الله سبحانه وتعالى. ولهم عبادات يتقربون بها الى الله. ولكنهم كانوا يشركون معه غيره. فيجعلون لله عز وجل جل من عباداتهم ما يجعلون ويجعلون لمن يعظمونه من معبوداتهم من الصالحين او الانبياء او الملائكة او الاحجار او الاشجار ما يجعلون. فلم تكن عبادتهم خالصة لله وحده وكان شركهم على وجه طلب القربى والزلفة. فاتخذوا هؤلاء المعظمين شفعاء ووسائط تقربهم الى الله عز وجل وشابههم متأخر المشركين فانهم يدعون الله عز وجل ويتصدقون ويحجون ولكنهم يجعلون لمن يعظمون من الصالحين او الانبياء او غيرهم ما يجعلون من اعمالهم وهم لا يعتقدون فيهم انهم يضرون وينفعون استقلالا ولكنهم يقولون ان هؤلاء ويضرون على وجه التبع فهم غير مستقلين عندهم بالخلق والملك والتدبير والتصريف ولكن لهم جاه عند الله عز وجل يكون له اثر في المنع والعطاء والقبض والبسط والزيادة والنقص فيجعلون لهم ما يجعلون رغبة ان يتوسطوا لهم عند الله عز وجل في قضاء حوائجهم وكشف كرباتهم واسعاف لهفاتهم وكان المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم متفرقون في عباداتهم منهم من يدعو الملائكة لاجل بصلاحهم وقربهم من الله ومنهم من يدعو احدا من الانبياء كعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ومنهم من يدعو رجلا صالحا كلات وهؤلاء المتأخرون مثلهم مثلهم في ذلك حذو القذة في القذة فمنهم من يدعو من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من له قدر كالحسين ومنهم من يدعو رجلا صالحا له مقام في الدين حميد. كعبد القادر الجيلاني ومنهم من يدعو كذلك اشجارا واحجار ويزعمون ان هؤلاء شفعاء يشفعون لهم عند الله عز وجل. وهذا الشرك الذي في المتأخرين هو شرك قريش الذي انكره النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ورابعها في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فاولئك المشركون من اهل الجاهلية مع ما كانوا عليه من العبادة التي يزعمون انها لله لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم ذلك. ولا انتفعوا بعباداتهم بل اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى افراد العبادة لله وحده واخلاصها له ومن دلائل ذلك ايتان ذكرهما المصنف فالاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا والمساجد لها معنيان احدهما عام وهي افعال العبادة التي يتقرب الى الله عز وجل بها افعال العبادة التي يتقرب الى الله بها سميت مساجد لما يتضمنه السجود من الانقياد والخضوع بما يتضمنه السجود من الانقياد والخضوع فكل عبادة تندرج في هذا المعنى والثاني معنى خاص والثاني معنى خاص وهو اماكن العبادة وهو اماكن العبادة سميت مساجد لان اعظم اعمال العبد فيها سجوده لله سبحانه وتعالى خضوعا وانقيادا وتسليما وارادة المعنى الاول في الاية اولى لعمومه وارادة المعنى الاول في الاية اولى لعمومه. فمعنى قوله تعالى وان المساجد لله ان الاعمال المتقربة بها لا تكون الا لله وحده ثم اردف هذا الامر بالنهي عن عبادة غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا واشير الى العبادة باسم الدعاء لانه يقع موقعها وعند اصحاب السنن من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو واسناده صحيح فيكون معنى قوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا اي فلا تعبدوا مع الله احدا ثم ان الله عز وجل حقق عموم النهي عن عبادة غيره بالمجيء بالنكرة احدا واقعة في سياق نهي وهذا الوضع في لسان العرب يفيد العموم فيكون النهي عاما عن جعل شيء من العبادة لاي احد. كائنا من كان ولو كان نبيا مرسلا او ملكا مقربا او رجلا صالحا والاية الثانية قول الله عز وجل له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فمعنى قوله تعالى له دعوة الحق اي العبادة الصحيحة له وحده كما قال تعالى الا لله الدين الخالص والدين الخالص هو الخالي من كل شائبة تكدر صفوة الخالي من كل شائبة تكدر صفوه ولا يكون الدين خالصا الا بافراد الله عز وجل به وقوله تعالى والذين يدعون من دونه عام في كل ما دعي من دون الله عز وجل لان الاسم الموصول الذين موضوع في لسان العرب للدلالة على العموم. فكل من يدعو من دون الله عز وجل احدا فان داعيه لا يستجيب له بشيء ولو كان يدعوه الى يوم القيامة كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من لا يستجيب له الى يوم القيامة ومع دعائهم غافلون. يعني لا يستطيعون ان يجيبوهم في شيء مما سألوهم وطلبوهم اياه. ولو انهم بقوا يدعونهم الى يوم القيامة وخامسها بقوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء وكله لله والنذر كله لله والذبح كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله فلا يقبل من العبد ان يبعض عبادته بان يدعو الله يدعو غيره وينذر لله وينذر لغيره ويحج لله ويحج لغيره بل لا يقبل الله من العمل الا ما كان خالصا ودين المشركين لا يقبل الله منه شيئا وسادسها في قوله وعرفت ان توحيد ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام اي ان اقرارهم بالربوبية لم يدخلهم في الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. ولا كان عاصما دماءهم ولا اموالهم والفرق بين هذه المقدمة والمقدمة الثانية ان المنفي في المقدمة الثانية يتعلق بدين الانبياء جميعا والمنفية هنا بدين محمد صلى الله عليه وسلم والخاص مندرج في العام لكن اعيد ذلك رغبة في تعديد الوجوه وتفكيرها زيادة في الافصاح والايضاح وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم اي ان قصدهم من عبادة الملائكة والاولياء لم يكن هو اعتقادهم انهم يستقلون بالخلق الرزق والاحياء والاماتة كلا بل كانوا يعلمون ان هؤلاء لا يخلقون ولا يرزقون ولا يحيون ولا يميتون ولكنهم اتخذوهم شفعاء عند الله ليقربوهم اليه فانهم كانوا يقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله وكانوا يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين احدهما ان الشرك كان واقعا فيهم ان الشرك كان واقعا فيهم والاخر ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذهم الشفعاء والشركاء وسائق عند الله تعالى واذا كان هذا شركا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم اهله فان من وقع في مشابهتهم هو مشرك يجب على المسلمين الموحدين ان يقاتلوه وهذا الشرك هو الذي وقع فيه المتأخرون عند الاضرحة والمزارات والمشاهد فانهم يزعمون ان هؤلاء وسائط وشفعاء عند الله كما زعم الاولون ان اصنامهم تشفع لهم وتتوسط لهم عند الله ثم ذكر المصنف رحمه الله النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارك السبعة المنتظمة في تلك من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في تلك المقدمات السبع فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون اي بهذا ان التوحيد الذي طولبوا به هو توحيد العبادة وهو افراد الله سبحانه وتعالى باعمالهم في النذر والذبح والدعاء والاستغاثة والتوكل. وهو التوحيد الذي دعت اليه الانبياء والرسل هو الفارق بين المؤمن البر والكافر الفاجر فان المؤمن والكافر يشتركان في اصل كلي من الاقرار الربوبية واما توحيد الالوهية فلا يأتي به على وجهه الصحيح الا من جعل عبادته كلها لله وهذا وصف الموحد فقط نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل لهذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك. وانما يعنون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده. فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله بين المصنف رحمه الله ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى لا اله الا الله فان الاله هو المعبود. فاذا قلت لا اله الا الله اقتضى ذلك ان يكون الله هو المعبود بحق وان تكون العبادة كلها لله وهذا هو توحيد العبادة والالوهية الذي وقعت فيه الخصومة بين الانبياء واقوامهم لان الاله عند اولئك المشركين هو الذي يقصد في قضاء الحاجات وكشف الكربات واغاثة اللهفات ولم يكن الاله عندهم هو الذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت سواء كان معظمهم ملكا او نبيا او رجلا صالحا او شجرة او حجارة او غيرها ولم يكونوا يعتقدون في معبوداتهم انها تخلق او ترزق او تحيي او تميت بل يعلمون ان ذلك لله وحده وانما يعلون بالاله ما يعني المشركون بلفظ السيد فان ما يعني متأخر المشركين بلفظ السيد الذي يجعلونه لقبا على معظميهم. ومقصود بهذا اللقب كونه قادرا على النفع والضر والعطاء والمنع والقبض والبسط فلم يكونوا يعتقدون ان هذا السيد يخلق ولا يرزق ولا يدبر وانما كانوا يعتقدون ان له قدرة التأثير في العطاء والمنع والضر والنفع فكانوا يتوجهون اليه وتجد ذكره بذلك في السنتهم. فيقولون السيد فلان والسيد فلان. كقولهم السيد البدوي او السيد الجيداني او وغير ذلك لا يقصدون دياز سيادة مستمدة من مقامه في الدين ان كان له مقاما صالحا كعبد القادر الجيلاني فانه كان رجلا صالحا من علماء الحنابلة وانما كانوا يقصدون معنى خاصا من السيادة وهو وجود سر يتضمن القدرة على الضر والنفع والعطاء والمنع فاتى النبي صلى الله عليه وسلم المشركين الاولين فيما كانوا يعتقدونه بما يبطل دعوتهم ودعاهم الى توحيد الله سبحانه وتعالى وامرهم بلا اله الا الله التي تتضمن نفي العبادة عما سوى الله عز وجل. واثبات العبادة لله وحده ولم يكن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من دعوتهم اليها ان يقولوها بالسنتهم دون اعتقاد معناها ولا التزام ما دلت عليه من المقتضيات واللوازم. وانما كان مراد النبي صلى الله عليه وسلم من بقي من دعوته اليها ان يلتزموا بها ويعتقدوا معناها حالا وقالا فلما عقلوا ذلك لم يجيبوا النبي صلى الله عليه وسلم لانهم فهموا ان معنى لا اله الا الله افراد الله بالتعلم والكفر بما يعبد من دون الله عز وجل. ففيه ابطال الهتهم. وعند ذلك ابوا ان يجيبوا وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ اي اجعل من يتوجه اليه بالتعلق والسؤال؟ الها واحدا فاستكثروا ذلك ولم يسلموا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن اهل الاسلام باخرة من لم يعرف من تفسير لا اله الا الله ما عرفه جهلة الكفرة الاولين فتجد ممن ينتسب الى الاسلام من قولوا لا اله الا الله بلسانه. ثم يجعل من تعلق قلبه شيئا لغير الله. فيذبح لله ولغيره ويندر لله ولغيره ويدعو الله وغيره. فهؤلاء لم يعوا كلمة التوحيد ولا فهموها حق الفهم لانهم ظنوا ان المطلوب هو الاتيان بها لفظا دون التزام ما تدل عليه من افراد الله عز وجل بالتعلق وابطال التعلق بسواه. ومن اهل الحذق والمعرفة والفهم من المتأخرين من يزعم ان معنى لا اله الا الله انه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الا الله وان معنى الاله هو القادر على الاختراع فهو المحيي المميت المدبر الخالق ويفسر النفي في قوله لا اله انه لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا يميت الا الله فيفسرون متى التوحيد بالاقرار بتوحيد الربوبية وهذا التفسير بعيد عما وضعت له هذه الكلمة في لسان العرب وعما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهي لا توافق الوضع اللغوي ولا الوضع الشرعي وانما تولد هذا المعنى في نفوس المتكلمين بها لما قلت علوم السلف وزهد الناس في علم الكتاب والسنة وفزعوا الى علوم العقل والمنطق التي لا تحق حقا ولا تبطل باطلا الا تبعا للشريعة فنشأ عندهم القول بان الاله هو القادر على الاختراع. وهذا مما يعجب منه العاقل اذ كيف يدعي احد الاسلام ويتكلم بهذه المعاني المتكلم بها ويكون الجهول الكفول اعلم منه بتلك الكلمة. لان الجهلة من الكفار الاولين عرفوا ان معنى لا اله الا الله التي طولبوا بها ان تكون العبادة ان تكون العبادة لله وحده فاستكبروا واستنكفوا وامتنعوا ولو كان معناها عندهم ان القادر على الاقتراع هو الله لاجابوا اليها لانهم يعتقدون ان الله هو الذي يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولم يكونوا يمتنعون من ذلك فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله كما قال المصنف لانه اعمن عن الحق فاهل الجاهلية عرفوا ما في هذه الكلمة من الحق. لكنهم استكبروا عنه وابوا ان يجيبوا اليه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته. كما قال تعالى قل بفضل الله فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا كأن الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه. وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقول وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة. فحينئذ خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله. ذكر المصنف رحمه الله مقدمات اربعة اخرى مقدمات اربع اخرى رتب عليها نتيجة جليلة ثانية فاولها في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق ويدعون الله ويعبدونه ليلا ونهارا الا انهم يدعون الله ويدعون غيره ويذبحون لله ويذبحون لغيره ينذرون لله وينذرون لغيره. وقد علم هؤلاء ان قولهم لا اله الا الله يقتضي الا يكون شيء من العبادة لغير الله. فلما عرفوا ذلك ابوا ان يستجيبوا للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وثانيها في قوله وعرفت الشرك بالله. الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ما دون ذلك لمن يشاء والشرك الذي وقع فيه المتقدمون من اهل الجاهلية كان شرك العبادة ولم يكن شرك الربوبية فانهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر واما الالوهية فيشركون مع الله عز وجل غيره والمراد بنفي شرك الربوبية عنهم وجود اصل الاقرار. وجود اصل الاقرار بالربوبية فما يذكر من اقوالهم وافعالهم مما يخل بهذا الاصل لا يرجع عليه بالنقض فهم مقرون بالربوبية باعتبار اصلها وان وجدت فروع عندهم تخالف هذا الاقرار. لكن هذا الاقرار الكلي في الربوبية لا يوجد نظيره في الاقرار بالاصل الكلي في الالوهية بل هم في الالوهية لا يقرون بافراد الله عز عز وجل بالعبادة والشرك الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في قوله وعرفت الشرك بالله يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وتقدم الاعلام بان موجب العدول عن المشهور في كلام المتكلمين في حقيقة الشرك من ذكرهم الصرف الى الجعل انه عمران الاول مثل الاول اقتفاء المعهود في خطاب الشرع فان الشرك اذا ذكر في الخطاب الشرعي يذكر بالجعل ومنه قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا والامر والثاني ان فعل الجعل يتضمن الاقبال القلبي والتأله بخلاف الصرف فانه لا يتضمن الا الدلالة على تحويل شيء من وجه الى اخر دون ملاحظة للمصروف اليه والمقصود من معرفة الشرك تحقيق معرفة التوحيد والمقصود من معرفة الشرك تحقيق معرفة التوحيد فان العبد لا يتمكن من تحقيق توحيده الا بان يكون عالما بالشرك ليحذره وكان حذيفة رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يقع فيه متفق عليه فتطلب معرفة الشرك لما تثمر من معرفة التوحيد ولا توجب هذه المعرفة المطلوبة ان يعتني العبد بتفاصيل حوادث الشرك ووقائعه فان حوادثه ووقائعه وصوره لا تنتهي الى حد ولكن المقصود من معرفة الشرك معرفة الاصول التي متى قارفها العبد وقع في الشرك لكن المقصود من معرفة الشرك معرفة الاصول التي اذا قارفها العبد وقع في الشرك هذه هي المعرفة المطلوبة من الشرك اما التوسع في ذلك بالنظر في احوال المشركين وعباداتهم زعما ان هذا يوصل الى معرفة التوحيد فهذا من من الجهل واضح المسألة هذه ان بعض الاخوان يذهبون ويزورون هذه ليست حكايات تروى حقائق تحكى يعني يذهبون الى مكان من الاماكن المعظمة في بلد فاذا ذهبوا الى هذا المكان وجدوا فيه مقام من مقامات عبادات اولئك فبعضهم بعضهم يطلب منه اذا اراد ان يدخل ان ينزع قدميه تعظيما لهذا المعبود فتجد ان هؤلاء ينزعون ان ينزع نعليه ليدخل الى هذا المعبود الذي يعبدون. فتجد ان منهم من يجيبهم الى مطلوبهم عليه ويدخل تحت دعوى معرفة عبادة هؤلاء هذا من الجهل العظيم لانه بنزعه نعليه قد عظم هذا المعبود لانه اجابهم الى ما طلبوه في في تعظيمه. فلا تطلب مثل هذه المعرفة ان يطلع الانسان على احوال اولئك واولئك واولئك. وما مما يؤسف له ان يجلد في بعض القنوات نقل للمشاهد الشركية على ارادة تعريف الناس باحوال العالم وهذا لا خير فيه فان المراد من تعريف الناس باحوال العالم بيان اصول الشرك تحريرا لهم. واما ان يكون هناك برامج تنقل شرك هؤلاء او شرك هؤلاء او شرك هؤلاء فان هذا مما يضعف التوحيد في القلوب لان الانسان اذا اعتاد رؤية هذه المشاهد لم يكن في قلبه نفرة منه. ولاجل بقاء نفرة القلب من الشرك كان للسلف احوال عظيمة. فقد ذكر ابن مفلح في الاداب الشرعية ان بعض السلف كان اذا مر به بعض اهل الذمة غطى وجهه وقال لا اريد ان انظر الى اهل النار انظر شدة ما في قلبه من النفور عن هؤلاء مما يدل على ان من مطالب الشرع النفرة من الشرك واهله لئلا تضعف القلوب في الفرار منه فالمقصود من المعرفة المطلوبة للشرك ليست معرفة تفاصيل اهله واحوالهم ووقائعهم ولكن معرفة الاصول التي يعقل منها ان من قارف ذلك يكون قد وقع في الشرك وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه فالرسل جميعا جاؤوا بالاسلام والاسلام الذي جاءوا به هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. ولا يقبل الله من احد سواه. كما قال تعالى ان عند الله الاسلام وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا اي من الجهل بالتوحيد والشرك فيجعلون التوحيد والشرك شيئا اخر سوى ما دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم فيكون في معيارهم التوحيد شركا والشرك توحيدا لما غلب عليهم من الجهل والخرافات والضلالات ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات الاربعة في قوله فادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وافادك ايضا الخوف العظيم فافادك الفرح بفظل الله حين جعل لك من البصيرة والهداية ما تميز به بين الحق والباطل والتوحيد والشرك كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وقد فسر ابي ابن كعب رضي الله عنه وجماعة من السلف فضل الله بالاسلام. ورحمته بالقرآن وافادك ايضا الخوف العظيم من الوقوع في الشرك. لان الانسان اذا عرف ذلك عظم خوفه ان يقع بالشرك وهو لا يدري واذا كان ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو الخليل الحنيف خاف على نفسه الشرك فدعا ربه قائلا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فما الظن بمن بعده؟ وكان ابراهيم التيمي يقول عند هذه الاية واجنبني وبني ان نعبد الاصنام من يأمن البلاء بعد ابراهيم رواه ابن جرير وغيره اي لا احد من العقلاء العالمين بالله وامره يأمن على نفسه الوقوع في الشرك ومما يقوي الخوف من الشرك ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه. فيتكلم بها لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم سبعين خريفا كما ثبت في الصحيح وقد يحبط الله عمله ويغضب عليه ويدخله النار بتلك الكلمة كما وقع للطائفة المنافقة في غزوة تبوك الذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا واكذب السنن واجبن عند اللقاء. الى اخر ما قالوا من الكلام فاكذبهم الله عز وجل واكفرهم بمقولتهم تلك وقد يقولها الانسان كما ذكر المصنف وهو جاهل فلا يعذر بالجهل لقيام الحجة عليه وتمكنه مما معرفتها لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. اما مع عدم قيام الحجة وعدم من معرفتها فهذا الذي نفى الله عز وجل عن اهله العذاب حتى تقوم حجة الرسل. ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين وهو احسن المتكلمين في هذه المسألة بكلام طويل يحتاج الى ذهن واقد في حسن جمع شتاته وتفهمه واصول الدين وقواعده العظام لا يسع مسلما الجهل بها لانتشار العلم بها اليوم وقيام بالحجة في بلاد المسلمين. اما المسائل التي تخفى وتجهل فهذه يجري فيها العذراء ومن لم تقم عليه الحجة ولم يبلغه دين النبي صلى الله عليه وسلم فيعذر بجهله في اصول الدين ويكون بمنزله اهل الفترة الذي الذين يمتحنون في الاخرة وهذه المسألة العظيمة المسماة بالعذر بالجهل خبط الناس فيها خبط عشواء لغلبة الجهل بما جاء في الكتاب والسنة بحجاب كثيف منعه من ذلك وهو القراءة في كلام المتأخر قرين فلا يزيدهم كلامهم الا حجابا كثيفا لان من المتكلمين في هذه المسألة ممن صنف فيها من المتأخرين يعتقد شيئا قبل ان يكتب ثم يكتب بعد كذلك فحين اذ يكون مساق الكلام عنده في سابلة واحدة يريد بها الوصول الى نتيجة سابقة فمن قرأ في كتابه اضره ذلك لانه ينقل ما له ولا ينقل ما عليه. بخلاف من كتب فيها من الاولين ولا ابن القيم في طريق الهجرتين فقد اتى ببيان واف مغر عن غيره. ثم ذكر المصنف ابذة ثانية من اوابد من يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا فتخرجه من الملة. وهو ان يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى. كما كان المشركون يتقربون الى الله في تلبيتهم. فيقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه تملكه وما ملك. فكانوا يتقربون بهذه الكلمة الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف واقعة من الوقائع تثمر الخوف في القلوب من الوقوع في الشرك وهي ما قص عن قوم موسى عليه الصلاة والسلام مع صلاحهم وعلمهم واتباعهم له انهم مروا على قوم يعكفون على اصنام لهم فاعجبهم حالهم فاتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة واذا كان هذا واقعا في قوم اهل علم وتقوى وصلاح في زمن نبي من انبياء من اولي العزم هو موسى عليه الصلاة والسلام فكيف تكون حال غيرهم ممن تأخر زمنه وبعد عهده عن نبوة وانطمست كثير من معالم الرسالة عليه. فالخوف في حقهم اكد. والمصاب فيهم اشد واوقع فينبغي ان يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله. واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. وقد يكون لاعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى فلما جاءتهم رسله بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ذكر المصنف رحمه الله امرين عظيمين احدهما الله لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء من المشركين. كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدو ومن المجرمين وفي الصحيح عن ابي نوفل انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا ليتني فيها جذعا لانصرك اذا اخرجك قومك فقال او مخرجيهم؟ فقال نعم. فانهما جاء احد بمثل ما جئت به الا عودي فكل من جاء بدعوة التوحيد كان له اعداء يحاربونه في دعوته والاخر ان دعاة الباطل يكون عندهم علوم وكتب وحجج يجادلون بها كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلنا بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وما عندهم من العلم صورة مدعاة وليست حقيقة فليس علما صحيحا وانما هو في صورة العلم. وهم يتسلون بهذه الصورة بما ورثوه عن الاباء والاجداد ليردوا دعوة الانبياء والرسل والعلم انما هو النور الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ولا يكون بكثرة الكتب وانما بهداية وتوفيق من الله سبحانه وتعالى بان يجعل له نورا يميز به بين الحق باطل ومن بدائع ابي العباس ابن تيمية الحفيد قوله قوله رحمه الله تعالى في الوصية الصغرى ومن لم يجعل ومن لم يجعل الله له نورا لم تجده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا ومن لم يجعل الله له نورا لم تزده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. فدعاة الباطل عندهم علوم كثيرة وحجج متنوعة الا انها لا تزيدهم الا حيرة وضلالا لانها ليست من العلم الصحيح ولا الحجج البينة بل حجتهم عند الله وعند اوليائه داحضة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج فالواجب عليك ان تتعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل. لاقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم. ولا تجد اكثرهم شاكرين. ولكن ان اقبلت الى الله تعالى واصغيت الى حجج الله وبيناته فلا تخف ولا تحزن. ان كيد الشيطان كان ضعيفا من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين. كما قال تعالى فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان. كما ادنهم هم الغالبون بالسيف والسنان. وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانا لكل شيء فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم في القيامة ذكر المصنف رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك وان الطريق لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج من مدعي العلم واولي الفصاحة البيان المزخرف وجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه. كما ان المرء اذا خشي عدوا اتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه فاولى به ان يتخذ سلاحا يدفع به عن قلبه فيخلصه من عسكري في الشهوات والشبهات ويقاتل ويقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربنا عز وجل لاقعدن لان لهم صراطك المستقيم ومما تطمئن به قلوب الموحدين ان هؤلاء القاعدين على الطريق الموصل الى الله من علماء الضلالة الذين يروجون الشبهات باطل ما هو فيه وحابط ما كانوا يعملون. فان اولياء الشيطان مخذولون. والشيطان مهما بلغ فان كيده ضعيف. قال الله تعالى ان كيد الشيطان كان ضعيفا. فلا تخف ولا تحزن. واذا كان العبد مقبلا على الله مصطيا الى حججه جعل الله عز وجل له من النور ما يخرجه من ظلمات الغواية الى نور هداية كما قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وعلم قليل مع تأييد يحصل به خير كثير وعلم كثير بدون تأييد لا يحصل به شيء ابدا. ومن هذا الجنس شبه ادعياء الذين ينتسبون الى العلم فانه مهما بلغت حججهم في الظاهر قوة فهي شبه واهية كما فقال الخطابي في وصفها فاحسن حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور اي ان كل لحجة تراها تكسر اختها وتأتي عليها بالازالة والاذهاب. ومما تقوى به عزائم الموحدين ان العام من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين وهذه الغلبة ناشئة من الفطرة التي لم تتكدر بشائبة من شوائب الوثنية والشرك فالمرء اذا تخلفت عنه الادلة الشرعية وفقدها وكانت له فطرة صافية لن تتكدر ان تسعفه تلك الفطرة فتكون واقية له من الوقوع في الشرك والوثنية وموجب انتصار العامي الموحد على الف من علماء المشركين انه من جند الله. وقد قال الله وان جندنا لهم هم الغالبون واضافة الجند اليه دليل على اختصاصهم به وفي هذا رفعة لمقامهم وتشريف لاحوالهم وتطمين لقلوبهم بان النصر معهم فمن كان مع الله فان ان النصر هو حليفه. ومتى كان العبد من جند الله فهو الغالب في الحجة واللسان وهو الغالب بالسيف سنان ولكن الشك ولكن الشأن في احراز هذه المرتبة وهي كونك جنديا من جند الله فانها لا تحرز الا بكمال الاخلاص لله بالدعوة. فان كثيرا ممن يدعو الى التوحيد يدعو الى الله ويدعو الى نفسه او الى اهل بلده او غير ذلك مما يكدر صفو دعوته. لكن الصادق في دعوته في التوحيد الذي لا يريد من دعوته شيئا من الدنيا ولا يراعي في ذلك احدا كاهل بلد او ولاية او غير ذلك فانه مؤيد بنصر الله سبحانه وتعالى وتوفيقه. ثم ذكر المصنف ان الخوف انما هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه اي سلاح من العلم الذي يدفع به عن قلبه فالمرء يبتلى في دينه كما يبتلى في بدنه فلابد ان يتخذ من العلم سلاحا يهزم به جيش الشهوات والشبهات وقول المصنف والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين لا يعارض قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك طريق يسلك الطريق وليس معه سلاح فان الجملة الاولى تدل على ان العامي بتوحيده يكفى ضلالات المضلين. والجملة الثانية تدل ان من كان على هذه الحال يخشى عليه لانه اكتفى بفطرته دون تعلم التوحيد بل يعول الفطرة ولا تعارض بينهما. لان المصنف نظر الى شيئين احدهما مأخذ كوني والاخر ماخذ شرعي احدهما ماخذ كوني والاخر ماخذ شرعي اما المأخذ الكوني ففي قوله والعامي من الموحدين يضرب الفا من علماء هؤلاء المشركين. فانه يجري من قدر الله كون ان يغلب العامي الموحد فئام كثيرة من علماء المشركين يبهت هؤلاء المشبهين بدليله الذي استقر عنده من فطرته واما الثاني وهو المأخذ والشرع الشرعي ففي قوله وانما الخوف على الموحد الذي يصف الطريق وليس معه سلاح فالانسان مأمور شرعا ان يتعلم من دين الله ما يكون له سلاحا يدفع عنه ظلام الشرك. ومن لم يكن عنده سلاح فانه يخاف عليه. فالجملة الاولى منشأها قدري كوني فالجملة الثانية منشأها ديني شرعي فلا تعارض بينهم ثم ذكر المصنف السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنجيد وهو كتاب الله فانه لا يأتي صاحب باطل بحجة متوهم الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين ضلالها قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فكل دعوى تدعى على خلاف الحق فان القرآن فان في القرآن ما يبطلها. ومن جاء بشيء من الباطل مستدلا عليه بشيء من القرآن او السنة فان في دليله الذي ادعاه مؤيدا لباطله ما يأتي على باطله بالاجهاز والابطال وذلك لقوة سلطان الكتاب والسنة كما قال الامام ما لك ما من احد يدعي باطلا الا وفيما ادعاه ما يبطل دعواه. يعني لا يأتي انسان الى دليل من القرآن او السنة يستدل به على باطل الا وتجد اول ما يبطل باطله هذا الدليل الذي استدل به على باطله وبسط هذه القاعدة ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى في عدة كتب من كتبه كما يذكر عن بعض الموحدين ان رجلا من العلماء ذكر له جاه الشهداء وما لهم عند الله سبحانه وتعالى من المقام وان الله قال في وصفهم احياء عند ربهم يرزقون فقال صدق الله قد قال الله احياء عند ربهم يرزقون. ولم يقل يرزقون قال ان الله قال احياء عند ربهم يرزقون ولم يقل يرزقون فهم لهم مقام عند الله عز وجل لكن ليس لهم من هذا المقام تصرف يطلبه الخلق منهم. فاستدل بدليله على ابطال دعواه. ومن جعل هذا الاصل بين ناظريه ادرك دك كثير من الشبهات التي يشبه بها اهلها وفيما ذكروه من الادلة ما يدك باطلهم نعم. قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا اعلينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم لما بين المصنف رحمه الله ان القرآن الكريم كاف في ابطال الباطن واحقاق الحق. شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون في زمانه على دعوة التوحيد تبين ان الرد على تلك الاقوال المبطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل والاخر طريق فصل والمراد بالطريق المجمل الذي يتضمن الجواب المجمل القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشبهة القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشبهة والمراد بالطريق المفصل؟ الجواب المفصل المتظمن الرد على كل شبهة مفردة على الرد على كل شبهة مفردة على حدة وبدأ بالجواب المجمل لانه الكلي وهو الامر والفائدة الكبيرة لمن عقلها. واستدل على تحقيقه بقوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فان الله بين ان من القرآن ما هو محكم وان منه ما هو متشابه والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن يطلق على معنيين والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن يطلق على معنيين. اولهما الاحكام والتشابه الكلي الاحكام والتشابه الكلي لقوله تعالى كتاب احكمت اياته كتاب احكمت اياته وقوله تعالى كتابا متشابها فوصف القرآن كله بانه محكم تارة ووصف كله بانه متشابه تارة اخرى فالاحكام هنا الاتقان والتجويد والتشابه تصديق بعضه بعضا. فالاحكام هنا الاتقان والتجويد والتشابه تصديق بعضه بعضا وثانيهما الاحكام والتشابه الجزئي الاحكام والتشابه الجزئي فيكون بعضه محكما وبعضه متشابها وفيه هذه الاية التي اوردها المصنف والاحكام والتشابه الجزئي في القرآن نوعان والاحكام والتشابه الجزئي في القرآن نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر احكام وتشابه في باب الخبر فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. والمتشابه ما لم يظهر لنا علمه والمتشابه ما لم يظهر لنا علمه والاخر احكام وتشابه في باب الطلب احكام وتشابه في باب الطلب فالمحكم منه ما اتضح معناه فالمحكم منه ما اتضح معناه والمتشابه منه ما لم يتضح معناه معلوم ان باب الخبر يطلب فيه تصديق اثباتا ونفيا وباب الطلب تطلب فيه الامتثال بالفعل والترك فما اشتبه على العبد ولم يتضح معناه في مقابل المحكم تمسك بالمحكم واعرض عن المتشابه وما يذكر من الشبه التي التي توهم انه الذي التي يتوهم انها تتضمن جواز اعتقاد النفع والضر في احد من المخلوقين هي من المتشابه فتترك لاجل تشابهها ويفزع الانسان الى المحكم وهو اعتقاده ان النفع والضر بيد الله وحده وان العبادة كلها لله وحده. هذا مراد الشيخ بالجواب المجمل فيما يستقبل من المثال. فما يذكر في باب الخبر من الدلائل التي توهئ صاحبها جواز التعلق بغير الله سبحانه وتعالى وجعل شيء من العبادة له هي من المتشابه. والمحكم الذي ملئ به القرآن افراد الله بالعبادة فمن اخذ بالمحكم سلم ومن اخذ بالمتشابه هلك وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. متفق عليه من حديث عائشة والحذر من هؤلاء يجمع شيئين احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون والثاني الحذر من مقالاتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها الحذر من مقالاتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها مثل ايش الثاني؟ الحذر من مقالاتهم انه خلونا نعيش في التوحيد الذي يحتاجه الناس مثل امس ايات التحاكم الى الطاغوت اقرأها وانت ترى ما حولك من الدعوة الى التحاكم بالطواغيت كذلك الان عندما تسمع الحذر من مقالاتهم ما الموجود عند الناس الان الرغبة فيه دائما حتى صار له جوائز لا اللي يقرأونه الان الروايات الروايات الان طار الناس يتساهلون في هذا الامر والنبي صلى الله عليه وسلم قال فاذا رأيتم اولئك فاحذروهم. ومن ضمن حذرهم الا تقرأ لهم البتة فاين حقيقة الانثال ومعرفة التوحيد ممن يقول ان على توحيد وانا على خير ثم تجد هجرة القراءة في هذه القصص واين في بيوت الله رأيت رجلا من المتشرعة البيت الحرام في العشر الاواخر من رمضان وقد احضر معه في الحرم الشريف رواية منتنة اسمها مدن مدن الملح لرجل شيوعي هذا يدل على ضعف التوحيد وان التوحيد دعوة وليس حقيقة ليس حقيقة حقيقة التوحيد ان ينفر الانسان من هذه الاشياء. وان لا يسلم اليها وما يدعى فيها من الفهم والادراك والاطلاع على الاخر هذه كلها سفسطات زمنية كل زمان له مقالات تروج وتذهب ويبقى الحق لكن الخوف عليك ان تذهب انت هذا هو الخوف وهذا هو الذي رأيناه كم من انسان ذهب رجل يا اخوان الف كتابا بديعا في التوحيد ثم بعد ثلاثين سنة يقول اكتشفنا اننا لم نفهم الاخر واننا متشددون لاجل كتاب الذي في التوحيد وان هذا الكتاب كان في فترة ماضية والفترة الان فترة استنار فيها هذا من ضعف التوحيد وقلة العلم بالله عز وجل والسير وراء الشبه الغرارة التي تؤدي بصاحبها الى الهلاك فالانسان ينبغي له عندما يدرس كتب التوحيد او يقرأ الايات والاحاديث في التوحيد لا تجعلها في اناس مضوا وذهبوا اجعلها فيك وفي من حولك حتى في دينك واذا كان الانسان صادقا في توحيده رأيت ظهور ذلك ظاهرا على مقالاته وعلى افعاله احد العلماء من ممن مضى رحمه الله تعالى جاءه بعض الاخوان وسلموا عليه فقال لهم عساكم بخير وعسى الناس في البلد الفلاني بخير فقال له واحد منهم ما دام انت وامثالك فينا يقصد العالم ما دام انت وامثالك فينا فنحن بخير قال لا تقول كذا ما دام التوحيد فيكم انتم بخير ولا بدون ما فيكم خير هذا الموحد ما اغتر قال انت ما شاء الله عالم وانت فينا فاراد ان ينبهه الى الاصل الاعظم انه ما دام التوحيد فيكم فانتم بخير واذا ذهب منكم فلا خير فيكم نعم قال رحمه الله مثال ذلك ان قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون او ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله. وذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه. وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية. وانه كفرهم بتعلقهم على الملائكة او الانبياء او الاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذا امر محكم لا يقدر احد على ان يغير معناه وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن او كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه. ولكن اقطع ان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب شديد ولكن لا يفهمه والا من وفقه الله تعالى ولا تستهون فانه كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما ذكر المصنف رحمه الله ان جواب الشبه المدعاة في توحيد العبادة يكون من طريقين احدهما ما جواب مجمل والاخر جواب مفصل شرع يذكر مثالا يتضح به الجواب المجمل والجواب المجمل كما سبق هو رد الامر الى الاحكام هو ترك المتشابه فاذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في توحيد العبادة وجاء بكلام متشابه فقال الشفاعة حق والانبياء عند الله لهم جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم هذا الكلام فان الجواب القاطع لتلك الشبهة ايا كانت ان قل ان محكم القرآن دل على ان المشركين الاولين مقرون بتوحيد الربوبية. وان الله كفرهم تعلقهم بالملائكة والانبياء والصالحين اذ جعلوهم شفعاء ووسطاء بين الله وبين خلقه فهذا امر محكم مبين لا يتركه احد ابدا وما ذكرته لي مما تذكره من كلام لا اعرفه كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى وعدم معرفتك له توجب اطراحك له وعدم المبالاة به. فتترك متشابه ما ادعاه الى محكم ما تعلمه. ومعنى لا اعرف معناه يحتمل امرين احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره وتستدل به لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره تستدل به والثاني لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم فيكون نفي معرفة المعنى عاما في كل افراد المعرفة. فهو لا يعرف ما ذكر هذا المدعي ولا يعرف ما ذكره اهل العلم ولكنه يجزم بان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله فهذا اب مجمل كاف في رد كل شبهة رديئة في باب توحيد العبادة الخاصة وفي باب الديانة كلها ان يتمسك بالمحكم المبين المقطوع به عند كل احد وان يترك المتشابه المدعى المزين بزخرف وفي البيان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على الرسل يصدون بها الناس عنه منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا في ولا يميت ولا يدبر الامر ولا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن عبد القادر او غيره. ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطلب من الله بهم فجاوبه بما تقدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت لي ايها المبطل ومقرون ان اوثانهم لا تدبر شيئا وانما ارادوا ممن قصدوا الجاه والشفاعة وقرأ عليه ما ذكر الله في جاء به ووضحه لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الجواب المجمل وضرب له مثالا يتبين به المقال شرع يبين المشبهين من المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل وابتدأ بشبه ثلاث اوردها واحدة واحدة ثم الحق بكل شبهة ما ينقضها ويبطلها. وهذه الشبه الثلاث هي كبر ما عندهم واول هذه الشبه انه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عمن دونه ونحن مذنبون وهؤلاء الصالحون لهم جاه. فنحن نطلب من الله بهم هذه هي شبهتهم الكبرى والجواب عن هذه الشبهة من وجوه ثلاث الوجه الاول ان هذه المقالة هي من مقالات المشركين الذين اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم فما انتم واقعون فيه قد وقع فيه قوم قبلكم فاكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم والوجه الثاني ان الجاه الذي يكون للصالحين جاه يتعلق بهم ولا يلزم منه جواز سؤالهم والاستغاثة بهم بل هم لهم جاه عظيم وقدر كريم عند الله. وانت لك عملك ولم يأذن الله سبحانه وتعالى بان تسأل هؤلاء الصالحين وان تستغيث بهم بما لهم من الجاه. بل انت مأمور بسؤال الله عز وجل وحده والاستغاثة به وحده والوجه الثالث ان العبد المذنب لم يؤمر في الشرع ان وقعت منه زلة او ارتكب سيئة ان يفزع الى الصالحين ليطلب من الله بهم المغفرة والرحمة بل هو مأمور ان يبادر الى الاستغفار والتوبة الى الله وحده فلم يجعل الله عز وجل العبد متعبدا بوسائط يطلب بهم من الله بل هو يطلب من الله وحده دون حاجة الى غيره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام كيف تجعلون حين مثل الاصنام ام كيف تجعلون الانبياء اصناما؟ فجاوبه بما تقدم. فانه اذا اقر ان الكفار يشهدون بالربوبية كل لله وانهم ما ارادوا مما قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكر فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة واذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس؟ فقل له عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله شبهتهم الثانية وهي انهم يزعمون ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام افتجعلون الاولياء الصالحين كالاصنام؟ والجواب عن هذه الشبهة ان يقال ان هذا الذي تزعمون من الطلب بالجاه والسؤال به متحقق في عبدة الاولياء كما انه متحقق في عبدة الاصنام فان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على هؤلاء وهؤلاء فانكر على الذين يعبدون الاصنام وانكر على كل من دعا غير الله عز وجل ولو كان نبيا او وليا او صالح هل فدعوته صلى الله عليه وسلم تضمنت ابطال دعوة كل احد سوى الله ولو كان نبيا او وليا او صالحا فلم يأتي صلى الله عليه وسلم بابطال عبادة الاصنام فقط بل جاء بابطال التعلق بغير الله كائنا من كان. ولو كان نبيا او وليا او صالحا له عند الله جاه عظيم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم. فالجواب ان هذا قول الكفار سواء بسواء فقرأ عليه قوله تعالى قال والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله واعلم ان هذه الشبه الثلاث هي اكبر ما عندهم. فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا. فما بعدها ايسر منها ذكر المصنف رحمه الله شبهتهم الثالثة وهي قولهم الكفار يريدون منهم. وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر. لا اريد الا منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم والجواب عن هذه الشبهة من وجهين احدهما ان هذه الدعوة هي دعوى المشركين الذين اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم فكما زعمتم ان معظميكم شفعاء لكم عند الله فكذلك زعم اهل الجاهلية الاولى ان من يعظمونهم هم شفعاء لهم عند الله. فدعواكم واحدة والوجه الثاني ان الشفاعة ملك محض لله وحده فلا تطلب من غيره ان الشفاعة ملك محض لله وحده فلا تطلب من غيره. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا فالشفاعة كلها ملك لله. ولا تطلب الا منه ولا تنفع الشفاعة الا لمن رضي الله عنه وهم اهل التوحيد. فاذا سأل العبد غير الله الشفاعة فانه يسأله شيئا لا يملكه. فمن يسأل نبيا او وليا او صالحا الشفاعة فقد سأله شيئا ليس له لان الشفاعة كلها ملك لله عز وجل وحده. فتطلب منه ولا تطلب من غيره وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله عز وجل بعد صلاة المغرب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين