السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قاوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين المتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وبيان مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتقون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته السابعة سبع وثلاثين واربع مئة والف وهو كتاب كشف الشبهات لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب ايمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كشف الشورى بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسواع ويغوث اعوق ونسر واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسل الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا. ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله يقولون نريد منهم التقرب الى الله تعالى. ونريد شفاعتهم عنده. مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى لا يصلح منه شيء غيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو. ولا يدبر الامر الا هو السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهم كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته ورسائله صلى الله عليه وسلم الى الملوك والتصانيف تجري مجراها ثم بين حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة والتوحيد له في الشرع معنيان احدهما معنى عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان احدهما حق في المعرفة والاثبات والاخر حق في الارادة والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب علينا في توحيده ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر معنى خاص وهو أفراد الله بالعبادة وهذا المعنى هو المراد في خطاب الشرع عند الاطلاق ولذلك اقتصر عليه المصنف في بيان حقيقة التوحيد فقال هو افراد الله بالعبادة اعتدادا بمعهود الشرع فيما يريده من هذه الكلمة ثم بين ان التوحيد وهو افراد الله بالعبادة دين الرسل جميعا فما من رسول الا دعا قومه الى افراد الله بالعبادة قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فالرسل جاءت الى اممهم تدعوهم الى افراد الله سبحانه بالعبادة وكان اول رسول ارسله الله الى اهل الارض يدعوهم الى التوحيد بعد ان وقعوا في الشرك نوح عليه الصلاة والسلام فبعثه الله الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسواع ويغوث ويعوقا ونسرى والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط فمداره على امرين احدهما تعدي الحد المحدود شرعا مما اذن به تعدي الحد المحدود شرعا مما اذن به والاخر تعلق ذلك التعدي بالافراط تعلق ذلك التعدي بالافراط اي بالزيادة على المشروع المأذون به فالصالحون ينتفع بهم في صحبتهم واستنصاحهم وطلب الدعاء منهم حال حياتهم فاذا تعدي المأذون به شرعا مما ذكر واشباهه برفعهم فوق اقدارهم بالتوجه اليهم واعتقاد النفع والضر فيهم وجعل شيء من العبادات لهم كالدعاء او الاستغاثة او النذر او الذبح يكون العبد واقعا في الشرك وكان هذا هو مبتدأ الشرك في اهل الارض كما ذكر المصنف من غلو قوم نوح في اولئك الصالحين وكان مبتدأ غلوه فيهم انهم لما ماتوا صوروا لهم صورا تذكرهم بهم ليشتاقوا الى عبادة الى عبادة الله ثم عظم هذا الامر فيهم لما نسي العلم وتناسخ الجيل الاول منهم فعبدت تلك الصور من دون الله عز وجل فلم يكن مراد واضعيها اولا ان يعبد اولئك الصالحون ما المرادهم ان يحمل النظر اليهم على الاجتهاد في عبادة الله فلم يزل الشيطان ينصب لهم حبائله ويجرهم الى الغلو فيهم حتى عبدوهم من دون الله ولم تزل عبادتهم في امم الارض جيلا بعد جيل فانه لما كتب الله الطوفان على قوم نوح القى البحر هذه التماثيل على شاطئ بحر جدة ثم سفت عليها السوافي وعلتها الرمال حتى استخرجها عمرو بن لحين الخزاعي وفرقها بين العرب وزين لهم عبادتها وكان العرب على دين ابراهيم الخليل حتى رأى عمرو بن لحي ما عليه اهل الشام من عبادة الاصنام فاعجبه ذلك وكان له ولقومه سلطة ونفوذ على مكة فزين للناس عبادة الاصنام ونصبها في مكة فابتدأت عبادة الاصنام في العرب بدعوة عمرو بن لحي ولم تزل فيهم حتى بعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم فدعاهم الى افراد الله بالعبادة واخبرهم ان التوجه بالدعاء والخوف والاستغاثة والنذر والذبح هو لله وحده وكان الله بعثه في اناس لهم اعمال صالحة فكانوا يصومون ويحجون ويتصدقون هنا ويذكرون الله كثيرا لكنهم يعبدون الله ويعبدون غيره فابطل النبي صلى الله عليه وسلم عبادتهم ودعاهم الى توحيد الله وحده واخبرهم ان العبادة لا تكون لغيره. وانما هي له ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يقوم ويقعد ويبدي ويعيد في دعوتهم وقتالهم حتى اظهره الله عليهم فكسر تلك الاصنام التي كانت تعبدها العرب وينصبونها حول الكعبة فاظهر الله دين التوحيد. وجدد ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم وكانت العرب تعتقد ان الله هو الرازق الخالق المالك المدبر لكنهم يعبدون ما يعبدون من الاصنام والملائكة والنجوم والشمس والقمر طلبا للتقرب من الله فيجعلونهم شفعاء عندهم وابطل النبي صلى الله عليه وسلم اتخاذهم الشفعاء ودعاهم الى عبادة الله وحدة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فقرأ عليه قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السماوات الابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر يقولون الله الاية وقوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها الى قوله وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك. اقام المصنف رحمه الله في هذه الجملة الدليل على ان اولئك المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية فذكر ما يدل على انهم كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر محي المميت ووجه دلالة ما ذكر انهم كانوا اذا سئلوا عن شيء من افراد الربوبية نسبوا تلك الافعال الى الله تعالى. فله الخلق وله الرزق وهو الذي يخلق وهو الذي يرزق وهو الذي يحيي وهو الذي يميت وهو الذي يدبر الامر كله وكل هذه الافراد من توحيد الربوبية فان حقيقة توحيد الربوبية افراد الله بذاته وافعاله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم قربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذي حين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكن الدين كله لله والدعاء كله لله. والذبح كله لله والنذر كله لله وللاستغاثة كله بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماء واموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل. وابى عن الاقرار به المشركون ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة مقدمات سبعا رتب عليها نتيجة جليلة فاولها في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي مقرون بتوحيد الربوبية فكان المشركون مقرين به وثانيها في قوله انه لم يدخله في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرارهم بالربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه محمد صلى الله عليه وسلم. وهو افراد الله بالعبادة وثالثها في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة. الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله يشفع لهم او يدعو رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى. فالتوحيد الذي جحدوه هو افراد الله بالقرب التي يتقرب بها اليه. فالتوحيد الذي جحدوه هو افراد الله بالقرب التي يتقرب بها اليه فكانوا يتقربون اليه بها ويتقربون الى غيره بها. فيذبحون لله ويذبحون لغيرك ويدعون الله ويدعون غيره. وهو الذي يسميه متأخر المشركين بالاعتقاد فيقولون ان فلانا معتقد فيه. او للناس فيه اعتقاد حسن ومرادهم تعلق قلوبهم بمن يتوقع منه الضر والنفع. ومرادهم تعلق قلوبهم بمن يتوقع منه الضر والنفع فيحملهم هذا التعلق على ان يجعلوا له شيئا من عباداتهم. فيحملهم هذا التعلق على ان يجعلوا له شيئا من عباداتهم فيذبحون له ويندرون له ويدعونه ويستغيثون به فاشبه مشركي الجاهلية الاولى فان الحالة التي هم عليها هي الحال التي كان عليها المشركون الاولون. وكان المشركون الاولون يتوجهون بتلك القرب الى مألوهات متعددة فمنهم من يتوجه بها الى الانبياء كعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ومنهم من يتوجه بها الى الملائكة ومنهم من يتوجه بها الى الصالحين ومنهم من يتوجه بها الى النجوم ومنهم من يتوجه بها الى الشمس ومنهم من يتوجه بها الى القمر واشبههم مشرك المتأخرين فمنهم من يتوجه بها الى الجيلاني ومنهم من يتوجه بها الى الحسين ومنهم من يتوجه بها الى البدوي الى اخر مألوهاتهم التي الهوها بقلوبهم. وتعلقوا بها واعتقدوا فيها الضر والنفع فجعلوا لها ما لله سبحانه وتعالى من العبادات. والمقدمة الرابعة او قبل ذلك ذكر المصنف رحمه الله في هذا في تحقيق العبادة لله وحده وانها ليست لشيء من هؤلاء ترى ايتين كريمتين فالاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وهذه الاية تدل على اخلاص العبادة لله وحده من وجهين وهذه العبادة تدل على اخلاص العبادة لله وحده من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله فلا تدعون المساجد لله. فمجموع المذكور في ان الاجلال والاكبار والاعظام لله وحده. ليس لاحد سواه والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا فانه نهي عن دعاء غير الله سبحانه وتعالى كائنا من كان وتقدم ان الدعاء في خطابه الشرع يقع اسما للعبادة كلها لقوله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن من حديث النعمان لبشير واسناده صحيح والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ودلالتها على اخلاص العبادة لله من وجهين. احدهما في قوله له دعوة الحق اي له الدعوة الخالصة كما قال تعالى الا لله الدين الخالص. كما قال تعالى الا لله الدين خلصت فالدين المتمحض السالب من الشوب هو لله سبحانه وتعالى وحده وقصد الحصر في الاية بتقديم الجر والمجروء. فتقدير الجملة دعوة الحق له. فتقدير الجملة دعوة الحق له. فلما قدم ما حقه التأخير علم ان المقصود حصر العبادة الحقة في الله وحده والاخر في قوله والذين يدعونه لا يستجيبون والذين يدعون من دون الله من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. فابطل الله سبحانه وتعالى عبادتهم بانهم اينتفعون من دعوة اولئك بل يوم القيامة يكونون لهم اعداء من دون الله سبحانه وتعالى ورابعها في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله الى اخر ما ذكر فالله سبحانه وتعالى قال فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتل اولئك المشركين ليخلصوا دينهم الى الله سبحانه وتعالى. وخامسها في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على ذلك الشرك. ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. فكان قتال النبي صلى الله عليه وسلم لهم لكونهم مشركين وهذا الشرك منشأهم انهم جعلوا من عباداتهم شيئا لله ولغيره في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام اي عرفت ان ما كانوا عليه من الاقرار بان الله هو الخالق الرازق المدبر لم يدخلهم في دين الاسلام الذي هو افراد الله بالعبادة والفرق بين هذه المقدمة والمقدمة الثانية ان المقدمة الثانية تبين ان توحيده الربوبية لم يدخلهم في دين الرسل الذي هو التوحيد ان المقدمة الثانية تبين ان توحيد الربوبية لم يدخلهم في دين الرسل الذي هو التوحيد وهذه المقدمة تبين ان توحيد لهم الربوبية لم يدخلهم في الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فالمقدمة الثانية تنفي عنهم الدخول في الاسلام بمعناه العام. في المقدمة الثانية تنفي عنهم الدخول في الاسلام بمعناه العام والمقدمة السادسة تنفي عنهم الدخول في الاسلام بمعناه الخاص. وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم فكان المانع لهم من دخول الاسلام المحل لاموالهم ودمائهم انهم كانوا يتوجهون بتلك العبادات لغير الله سبحانه انا اهو وتعالى ويجعلون اولئك المتقرب اليهم شفعاء ووسائط عند الله سبحانه وتعالى فكانوا يقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله. ويقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهاتان الايتان تدلان على امرين عظيمين احدهما ان الذي كانوا يفعلونه هو عبادة غير الله ان الذي كانوا يفعلونه هو عبادة غير الله. فكانوا مقرين على انفسهم بالشرك في قولهم ما نعبدهم فعلموا ان دعاء اولئك والاستغاثة بهم والذبح لهم. والنذر لهم هو عبادة لهم وهذا هو الذي يجهله المتأخرون الذين يفعلون ذلك ثم يزعمون ان هذا ليس عبادة فالعرب العرباء بفصاحة السنتها وحسن فهمها تعلم انك اذا دعوت احد او استغثت به او ذبحت له او نذرت له فانك قد عبدته ولذلك اقروا بعبادتهم فقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. والاخر ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ الشركاء والشفعاء وساء اتخاذ الشركاء شفعاء ووسائل عند الله ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ الشركاء شفعاء ووسائل عند الله عز وجل. فكانوا يرغبون الى هؤلاء الشركاء ليشفعوا لهم عند الله فيقربوهم منه. وهذا الشرك الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم اولئك هو الشرك الذي فشى في المتأخرين فانهم بما يفعلون يعبدون هؤلاء. وهم يزعمون ان هؤلاء لهم جاه فيرجون منهم ان ينفعوا بجاههم عند الله. وهذا عين مقالة المشركين الاولين. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والتمرة المنتظرة من ادراك تلك المقدمات السبع فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. اي علمت ان التوحيد الذي اذ دعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ان يجعل العبادة لله وحده ولما فهموا هذا تصايحوا وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء جاب فالمشركون الاولون فهموا مراد النبي صلى الله عليه وسلم مما يدعوهم اليه ان يجعلوا عبادتهم لله وحده وانكر المعنى فلم يسلمه. له صلى الله عليه وسلم فيما دعاهم اليه اما المشركون المتأخرون فانهم يقعون فيما يقعون فيه من افعال الشرك المحاذية المشركين الاولين ثم يزعمون انهم من اهل لا اله الا الله فهم قد جهلوا المعنى اللفظ وحقيقته المرادة منه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك. وانما يعلون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها والكفار يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلم والكفر بما يعبد من دونه منه فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة اله واحدا ان هذا لشيء عجاب. فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسيرها هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده. فلا خير في رجل اهل الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله. بين المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى لا اله الا الله فمعناها لا معبود حق الا الله فهي تنطوي على نفي واثبات فاما نفيها ففي قوله لا اله الدال على ابطال عبادة كل احد سوى الله تعالى. الدال على ابطال عبادة كل احد سوى الله تعالى واما اثباتها ففي قوله الا الله الدال على اثبات العبادة لله وحده واذا نفيت العبادة عن غير الله سبحانه وتعالى. واثبت العبادة له وحده كان هو وحده المعبود الحق وكان كل ما سواه معبودا باطلا. وهذا هو الذي ادركه المشركون من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم الى لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يتوجه اليه في كشف الملمات واغاثة اللهفات وتحصيل الحاجات فيتوجهون اليه بما يتوجهون اليه من عباداتهم لادراك تلك المطلوبات. فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ما يبطل اعتقادهم في الاله بان لا يكون لهم اله حق سوى الله سبحانه وتعالى فانكروا وهذا فانكروا هذا وقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. ثم ذكر المصنف ان من يدعي الاسلام من متأخري هذه الامة لا يدري من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال كفار قريش وذكر من هؤلاء الطائفتان الطائفة الاولى هم المذكورون في قوله بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني فيظنون ان المقصود هو قولها باللسان فقط وانه اذا قال لا اله الا الله صار من اهلها ولو فعل ما فعل مما اقضوا لا اله الا الله فاذا ذبح لغير الله او ندر لغير الله او دعا غير الله او استغاث بغير الله وهو يقول لا اله الا الله فهو عند هذه الطائفة الجاهلة حقيقة لا اله الا الله من اهل لا اله الا الله لانهم يظنون ان المقصود هو مجرد التلفظ بها. والطائفة الثانية هم من ينتسب الى الحذق والمعرفة والفهم منهم الذين يزعمون ان معناها انه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله ويفسرون الاله بانه القادر على الاختراع فكلمة التوحيد لا اله الا الله معناها عندهم لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت ولا مدبرا سوى الله سبحانه وتعالى فيجعلون التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعا اليه محمد صلى الله عليه وسلم هو توحيد الربوبية ومما يعجب منه العاقل حال هاتين الطائفتين اللتين ادعتا ما ادعتا في لا اله الا الله. فان من اطلع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده المشركين علم انه صلى الله عليه وسلم لم يرد منهم مجرد القول بان يقولوا لا اله الا الله ولا اراد منهم صلى الله عليه وسلم ان يقروا بان الله هو الخالق المدبر فان العرب امتنعت من اللفظ لمعرفتها بالمعنى فانهم لم يذعنوا بقول لا اله الا الله لانهم يعلمون ان من قالها يلزمه من الاعتقاد الجازم والعلم والعمل اللازم ما يبطل عبادة غير الله سبحانه وتعالى. فمن قال منهم لا اله الا الله لزمه عندهم ان يكون دعاؤه كله لله وان يكون ذبحه كله لله. وان يكون نذره كله لله ما فهموا هذا امتنعوا منه. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد منهم بدعوتهم لا اله الا الله ان يؤمنوا بان الله هو الخالق الرازق المالك المحيي المميت المدبر فانهم كانوا يؤمنون بهذا كما تقدم بادلته في صدر هذا الكتاب. والامر كما قال المصنف فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله لانه عمي عن الحق فجهل المعنى. لانه عمي عن الحق فجهل المعنى. واولئك عقلوا معناها لكنهم امتنعوا منها ومن اجل نعم الله سبحانه وتعالى على العبد ان يعرفه بلا اله الا الله. قال سفيان ابن عيينة رحمه الله ما انعم الله على عباده نعمة اعظم من لا اله الا الله. ما انعم الله على عباده نعمة اعظم من لا اله الا الله. اي لم اليهم الله سبحانه وتعالى نعمة هي اعظم من عرفهم سبحانه وتعالى بكلمة التوحيد فامنوا بها. فان من امن بلا اله الا الله واعتقد انه لا معبود حق الا الله اطمأن قلبه وانشرح صدره وانس بربه لان في النفس كسرا ونقصا وضرورة من التأله لا يسد الا توجه العبد الى الله وحده فمن توجه الى غير الله عز وجل لم يزل مضطربا قلقا متململا شعثا في قلبه. وربما اداه ما يجده من الضيق في صدره الى ان نفسه لان من ضل ربه ضاق عيشه ومن ضاق عيشه ربما ابتغى الخروج من هذا العيش. فنعمة التوحيد في معرفة لا اله الا الله لا يعدلها نعمة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت تشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افاد كفائدتين. الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى لله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وخير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه. وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد طولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار. خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة. فحينئذ خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة مقدمات اربعا اخرى رتب عليهن نتيجة جليلة فاولها في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق ويدعون الله ويعبدونه الا انهم يدعونه ويدعون او غيره. فيعبدونه ويعبدون غيره. وثانيها في قوله وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي عرفت ان شركهم الاكبر هو الشرك في العبادة. اي عرفت ان تلكهم الاكبر هو الشرك في العبادة والشرك له في الشرع معنيان احدهما معنى عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر معنى خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الثاني هو المعهود في خطاب الشرع اذا اطلق ذكر الشرك وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه اي عرفت الدين الذي بعث الله به انبيائه ولا يقبل من احد دينا سواه وهو الاسلام وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد فان الرسل متفقون على دعوة الناس الى ان يستسلموا لله بتوحيده سبحانه وتعالى ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل اي من الجهل بالتوحيد والشرك اي من الجهل بالتوحيد والشرك. فيجعلون التوحيد والشرك على معان غير المعاني التي دعا اليها النبي صلى الله عليه وسلم فيجعلون من التوحيد ما هو شرك ويجعلون من الشرك ما هو توحيد لغلبة الجهل والضلالة على الخلق. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات الاربع فقال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته اي بما جعل لك من البصيرة اي بما جعل لك من البصيرة التي تميز بها التوحيد والشرك التي تميز بها التوحيد والشرك. قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال ابي ابن كعب رضي الله عنه فضل الله الاسلام. ورحمته القرآن. فضل الله الاسلام احمده القرآن والثانية الخوف العظيم من الوقوع في الشرك لان العبد اذا عرف حقيقة الشرك عظم خوفه منه لان العبد اذا عرف حقيقة الشرك عظم خوفه منه. واعتبر هذا في حال الخليل عليه الصلاة والسلام الذي على مقاما رفيعا فيه حتى بلغ رتبة الخلة وكان من دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فكان الخليل لمعرفته حقيقة الشيخ يتخوفه على نفسه وعلى ذريته واذا كانت هذه حاله فغيره اولى بالخوف قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء من بعد ابراهيم من يأمن البلاء من بعد ابراهيم رواه ابن جرير وابن ابي حاتم اي لا احد يعقل يأمن على نفسه مضرة الشرك بعد ان دعا ابو الانبياء وخليل الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام ربه ان يجنبه وبنيه الشرك ومما يقوي الخوف من الشرك في قلب العبد ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه كلموا بها لا يتبين فيها فتهوي به في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب ثبت ذلك في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيحبط عمله ويغضب الله عليه ويدخله النار بتلك الكلمة. كما وقع من القوم الذين كانوا معه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء الى اخر ما قالوا. فاكثرهم الله عز وجل بما قالوا وقد يقول تلك الكلمة كما ذكر المصنف وهو جاهل فلا يعذر بجهله لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفته اما مع عدم قيام الحجة وعدم تمكنه من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله عنه اما مع عدم قيام الحجة وعدم تمكنه من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عنه فقال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين ثم ذكر المصنف رحمه الله ابدة ثانية من اوابد من يتكلم كلمة لا يلقي لها بالا فيقع في الشرك وتوجب له دخول النار. وهو انه يقولها وهو انه قد يقولها يظن انها تقربه الى الله زلزله. هو انه قد يقولها يظن ان تقربه الى الله زلفى. كما كان المشركون يقولون في تلبيتهم. لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فانهم كانوا يلبون بذلك في الحج. ويظنون ان هذه الكلمة وفيها الشرك تقربهم الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف واقعة من الوقائع التي تثمر الخوف في القلوب من الشرك وهو ما اتفق في قصة قوم موسى عليه الصلاة والسلام مع علمهم وصلاحهم وصحبتهم لنبي من الانبياء لما مروا على قوم يعكفون على اصنام يعبدونها فقالوا اجعل لنا الها كما لهم اذا كما لهم الهة واتفق ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذات انوار وسيأتي بيانه. واذا كان هذا واقعا لاناس من اهل العلم والصلاح مع نبي من الانبياء وهو موسى عليه الصلاة والسلام فاولى ان يعظم خوف العبد من ان يقع في الشرك لعدم رفقته لنبي وانما جاء بعد موته وهو يتهم نفسه بالصلاح. فيتخوف عليها الشرك ويعظم خوفه منه. فما دامت هذه حاله فانه على رجاء سلامة. واما من يهون الخوف من الشرك ويظن انه في مأمن منه فانه قد نصب له الشيطان حبالة علق فيها وهي حبالة تهوين الشرك في قلوب الخلق فان ابواب الشرك كثيرة يحتاج سدها الى علم كامل قال ابن مسعود رضي الله عنه ان للشرك بضعا وسبعين بابا. ان للشرك بضعا وسبعين بابا. رواه البزار وغيره واسناده صحيح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. وقد يكون لاعدائك توحيد علوم كثيرة وكتب وحجج. كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات او بما عندهم من العلم وحاق بهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة امرين عظيمين احدهما ان الله لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء من المشركين كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن فاذا انتصب الداعي الى التوحيد من الانبياء يدعو الخلق الى افراد الله بالعبادة برز له في معاداته شياطين الانس والجن وفي الصحيح في قصة ورقة ابن نوفل انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم انه لم يأتي احد بمثل ما جئت به الا عود. انه لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عود. فمن دعا الناس الى توحيد الله ارصدت له شياطين الانس والجن العداوة واحتالوا في دفع الناس عن تصديقه واتباعه وكما كان هذا في الانبياء فانه يكون لاتباعهم فلا يقوم احد بعد الانبياء الا ظهر له اولئك الاعداء كالذين ظهروا قديما وحديثا الى يومنا هذا من اعداء الداعي الى التوحيد الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فانهم عادوه وكذبوا عليه الاكاذيب وزيفوا في اخبار الدعاوى لانه دعا الى توحيد الله سبحانه وتعالى. وقد مضى انه ما من احد يدعو والى توحيد الله عز وجل الا قام له اعداء من شياطين الانس والجن يصدون ناس عن دعوته واعتبر هذا في حاله وحال اولئك الاعداء تجد صدق هذا فانهم كذبوا زيفوا وادعوا عليه ما هو منه براء لاجل امر واحد وهو انه دعاهم الى توحيد الله سبحانه وتعالى وكما كان هذا في المنتصب من العلماء الداعين الى التوحيد في معاداته والطعن فيه انا كذلك في الامراء القائمين بنصرته. فانه لم يزل اولئك يدعون الدعاوي على هذه الدولة قديما وحديثا باكاذيب واراجيف يزيفون مع ما قامت عليه من نصرة دعوة التوحيد. وبذل النفس قبل المال في ذلك. فان كثير من امرائها قتلوا لاجل التوحيد والامام عبدالله بن سعود رحمه الله تعالى قتل لاجل التوحيد والقي رحمه الله تعالى في ماء موقد على نار نكاية به وشرد من شرد منهم في ارض لاجل نصرتهم الى التوحيد. ولا تزال هذه الاراجيف الى يومنا هذا. فاذا عرفت حقيقة الامر علمت انك ان قمت مقامهم لقيت ما لقوا. فانه لا يقوم احد من عالم او امير في نصرة التوحيد الا خرج اعداء يدعون عليه من الكذب والزيف ما هو منه براء والاخر ان اعداء التوحيد لهم علوم كثيرة. وكتب وحجج كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. والعلم الذي عندهم هو ما ورثوه عن ابائهم واجدادهم وليس حقيقة العلم لكن صورة مزيفة لهم فان العلم الصحيح يدعو الى توحيد الله سبحانه وتعالى. لكن هؤلاء عندهم مما ورثوا من الاباء والاجداد ما يتسلون به في مراغمة اهل التوحيد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين. الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. ولكن ان قبلت الله تعالى واصغيت الى حجج الله وبيناته فلا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين. كما قال تعالى الغالبون فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان كما انهم هم الغالبون بالسيف والسنان. وانما على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يحذر من الشرك وان الطريق عليه اعداء قاعدون اهل فصاحة وعلم وحجج فالواجب عليه ان يتخذ من دين الله ما يصير به سلاحا يقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال مقدمهم وهو الشيطان لاقعدن لهم صراطك المستقيم وورث هذا عن الشيطان من ورثه من شياطين الانس والجن الذي ينوبون عن الشيطان بالقعود لاهل التوحيد ليصدوهم عن عبادة الله وحده فالعبد مأمور ان يتخذ من دون الله ما يكون له سلاحا يقاتل به. فيتعلم من الديني ما يحقق به التوحيد وينفي به الشرك والتنديد ومما تطمئن به قلوب الموحدين ان اولئك القائمين مقام الشيطان في الصد عن الدين ممن يدعون العلم والحجة والفهم من من اوليائه انهم مخذولون وحابط ما كانوا يعملون لان الشيطان الذي يؤزهم مهما بلغ مكروه وكيده فانه كيد ضعيف. قال تعالى ان كيد الشيطان كان ضعيفا. فمهما حبل الشيطان من الحبائل امد به اولياءه من الوحي فان كيده ضعيف. ويقوي هذه الطمأنينة اقبال العبد على الله واصغاؤه الى حججه وبيناته. فاذا امتلأ القلب بالاقبال على الله ووعى حجج الله في توحيده وابطال الشرك قوي سلاحه في مراغمة اولئك المشركين كان الله سبحانه وتعالى له وليا. ومما تقوى به عزائم الموحدين ان العامي منهم يغلب الفا من المشركين. ومنشأ غلبته لهم الفطرة التي فطره الله عليها فان فطرة الله عباده هي على التوحيد ففطرهم على ما يجدونه في نفوسهم من معرفة التوحيد ونكرة الشرك. فيكون من هذه الفطرة بيانا ووضوحا وقوة ما يبطل دعاوى اولئك المشركين وموجب انتصار العامي الموحد على علماء المشركين انه من جند الله. وقد قال الله تعالى وان ان جندنا لهم الغالبون. ووعد الله سبحانه وتعالى حق لا يتخلف. قال الله تعالى ومن اصدق من الى الله قيلا وقال ومن اصدق من الله حديثا فالله سبحانه وتعالى جاعل العاقبة لجنده ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الخوف هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس له وليس معه سلاح يقاتل به اي ليس له من العلم والدين ما يحفظ به قلبه من عواد اولئك المشبهين ولا ما يرد به على شبهات اولئك المبطلين وقول المصنف رحمه الله والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين يتوهم انه يعارض قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح فالجملة الاولى تدل على ان العامي بتوحيده يرد ضلالات المبطلين. في الجملة الاولى تدل على ان العامية بتوحيده يرد ضلالات المبطلين. والجملة تدل على ان من كانت تلك حاله من العامية وعدم العلم انه انه يخشى ويخاف عليه ان يقع في الشرك ودفع التعارض بينهما ان المصنف نظر الى امرين ودفع التعارض بينهما ان المصنف نظر الى امرين احدهما مأخذ قدري والاخر ماخذ شرعي احدهما مأخذ قدري والاخر ماخذ الشرعي فبالنظر الى المأخذ القدري فان الله يجري في حوادث القدر اظهار عامي موحد على علماء من علماء المشركين فان الله يجري من حوادث القدر اظهار عامي موحد على علماء المشركين وبالنظر الى المأخذ الشرعي فان العبد مأمور بتعلم العلم وبالنظر الى المأخذ الشرعي فان العبد مأمور بتعلم العلم فيجب عليه ان يتعلم من دين الله وحيده ما يكون له سلاحا يحفظه من جيش المشركين. فالجملة الاولى منشأها قدري كوني الجملة الاولى منشأها قدري كوني. والجملة الثانية منشأها ديني شرعي. ثم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد. وهو كتاب الله انه لا يأتي صاحب باطل بحجة متوهمة الا كان في كتاب الله سبحانه وتعالى ما ينقضها ويبطلها. قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فلا يشبه مشبه بشيء من شبه المشركين الا وكشفها في القرآن الكريم. وحظ الناس من هذه المعرفة بالقرآن متفاوت بقدر رسوخ معانيه في قلوبهم فمن عظمت معرفته لمعاني القرآن قويت حجته في نصرة التوحيد وابطال الشرك والتنديد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا عليه فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل. اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. او ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله. وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وانه كفرهم بتعلقهم على الملائكة او الانبياء او الاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاءنا عند الله. وهذا امر محكم لا يقدر واحد ان يغير معناه وما ذكرته لايها المشرك من القرآن او كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه ولا اقطع ان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا تستهونه فانه كما قال تعالى وما يلقاه الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما بين المصنف رحمه الله ان القرآن كاف في بيان الحق وابطال الشرك والتنديد شرع يذكر رحمه الله كلاما احتج به المشركون في على دعوة التوحيد تبين ان الرد على تلك الاقوال الباطلة من طريقين احدهما طريق مجمل احدهما طريق مجمل. والمراد به القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة والمراد به القاعدة الكلية التي ترد اليها المسائل المشتبهة. والاخر طريق مفصل والمراد به الجواب عن كل شبهة على حدة والمراد به الجواب عن كل شبهة على حدة وبدأ بالجواب المجمل لانه الامر الكلي والفائدة الكبيرة لمن عقلها واستدل على تحقيقه سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات واخر متشابهات فان الله بين ان من القرآن ما هو محكم ومنه ما هو متشابه والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان. احدهما الاحكام والتشابه الكلي الاحكام والتشابه الكلي بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله قال الله تعالى كتاب احكمت اياته وقال تعالى كتابا متشابها قال الله تعالى كتاب احكمت اياته وقال تعالى كتابا متشابها فجعل الاحكام والتشابه وصفا للقرآن كله. فوصفه تارة بالاحكام ووصفه تارة التشابه فاحكامه اتقانه وجعله على اكمل الوجوه فالاحكام اتقانه وجعله على اكمل الوجوه والتشابه تصديق بعضه بعضا والتشابه تصديق بعضه بعضا والاخر الاحكام والتشابه الجزئي الاحكام والتشابه الجزئي بان يكون الاحكام وصفا لبعضه ويكون التشابه وصفا لبعضه بان يكون الاحكام وصفا لبعضه ويكون التشابه وصفا لبعضه. وهو المذكور في اية ال عمران فمنه ايات محكمات ومنه ايات متشابهات والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر احكام وتشابه في باب الخبر فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. والمتشابه منه ما لم يظهر لنا علمه. والمتشابه منه ما لم يظهر لنا علمه. فقد نعلم المعنى والحقيقة معا وهذا احكام فقد نعلم المعنى والحقيقة معا وهذا احكام وقد نعلم المعنى فقط دون الحقيقة وقد نعلم المعنى فقط دون الحقيقة وهذا تشابه وثانيهما احكام وتشابه في باب الطلب احكام وتشابه في باب الطلب فالمحكم منه ما عرف معناه واتضحت دلالته فالمحكم منه ما عرف معناه واتضحت دلالته والمتشابه منه ما لم يعرف معناه ولا اتضحت دلالته والمتشابه منه ما لم يعرف معناه ولا ما لم يتضح معناه ولا عرفت دلالته ثم بين المصنف ان ما اشتبه على العبد بمقابل المحكم فان العبد يتمسك بالمحكم ويترك المتشابه وهذا هو مراد المصنف بالجواب المجمع. وهذا هو مراد المصنف بالجواب المجمل بان يبقى العبد على الاحكام ويعرض عن المتشابه وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم متفق عليه من حديث عائشة ويجوز في اولئك الكسر فاولئك لمخاطبة مؤنث ويجوز فيه الفتح والكسر اقوى. والحذر من هؤلاء يجمع امرين والحذر من هؤلاء يجمع امرين. احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون والاخر الحذر من مقالاتهم فلا يقبل عليها العبد ولا يتشاغل بها وذكر المصنف مثالا يتضح به الجواب المجمل فاذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في توحيد العبادة وجاء بكلام متشابه وقال الشفاعة حق والانبياء لهم عند الله جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم هذا فالجواب القاطع المبطل لتلك الشبهة ان تتمسك بمحكم القرآن من افراد الله بالعبادة وان الله امرنا بتوحيده ونهانا عن ان نشرك به شيئا فلا نجعل شيئا من عبادنا من عباداتنا لغير الله عز وجل. وان فينا الاولين كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر لكنهم اتخذوا تلك الالهة شفعاء ووسائط عند الله سبحانه وتعالى. وهذا امر محكم بين فانه مقطوع به في القرآن فاذا عقلت هذا المحكم لم تنظر في المتشابه الذي يروجه هذا المشبه هو قول المصنف رحمه الله بالجواب على كلام المشبه وانك تقول لا اعرف معناه يحتمل امرين احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه وتستدل له لا اعرف معناه الذي تدعيه وتستدل له والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم وهذا الجواب المجمل الذي ذكره المصنف اصل نافع في توحيد العبادة خاصة وفي الدين عامة بتوحيد العبادة خاصة وفي الدين عامة فاذا شبه عليك مشبه بكلام يتعلق باصل ثابت عندك فاياك وترك الاصل الذي علمته من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه انما لاجل تشبيه هذا المشبه وتعتذر اليه بعدم التسليم بكلامه برجوعك الى المحكم وان المحكم يدل على كذا وكذا وان هذا الذي تدعيه لا ادريه ولا اعرفه فلا اصير الى القول الذي تقوله فالتمسك بالمحكمات طوق من اطواق النجاة. التمسك بالمحكمات طوق من اطواق النجاة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسول. حديثك احد العوام عندنا انظروا هذا التمسك بالمحكمات وهو من المنتسبين الى محبة اهل العلم والجلوس في مجالسهم رحمه الله فاحد الشباب المتحمسين صنف رسالة بانه اذا اجتمع العيد والجمعة ان من صلى العيد لا يصلي جمعة ولا يصلي ايضا ظهرا ولا يصلي ايضا ظهرا فلا جمعة ولا ظهرا فقرأت هذه الرسالة بمجلس بمحظر ذلك الرجل الصالح فلما فرغوا منها تكلم من تكلم حول مضامنها فقال ذلك العامي بفطرته كلام هذا المتكلم لا خير فيه وليس صحيحا قالوا له لماذا يا ابو فلان قال لان الله فرض علينا كل يوم خمس صلوات مكتوبات هو تمسك بالاصل ان اليوم والليلة فيها خمس صلوات مكتوبات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يدبر الامر ولا ينفع ولا الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن عبد القادر او غيره ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله واطلب من الله بهم فجاوبوا ما تقدم. وهو ان الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت لي ايها المبطل ومقرون ان اوثانهم لا تدبر شيئا وانما ارادوا من قصد الجاه والشفاعة واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه. فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ ام كيف تجعلون الانبياء اصناما؟ فجاوبه بما تقدم. فانه اذا الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا ممن قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله بما فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون ليبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبره الرسل وامه صديقة واذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس فقل له عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام ترى ايظا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال الكفار يريدون منه النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم؟ فالجواب ان هذا قول الكفار سواء بسواء فاقرأ عليه قوله تعالى والذين من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقول ان هؤلاء شفعاؤنا عند الله. واعلم ان هذه الشبهة الثلاث هي اكبر ما عندهم اذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا. فما بعدها ايسر منها. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الطريق المجمل وضرب له مثالا يتضح به المقال شرع يبين الشبه المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل ابتدأ بشبه ثلاث اوردها واحدة واحدة والحق بكل شبهة ما ينقضها ويبطلها وهذه الشبه الثلاث هي اكبر ما عندهم فاذا سقطت فغيرها اولى بالوهاء والسقوط. فاول هذه الشبه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله. بل اشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ضرا ولا لا نفعا فضلا عن من دونه ولكن مذنبون والصالحون لهم جاه فنحن نطلب من الله بهم. وهذه شبهتهم براء وجواب هذه الشبهة من ثلاثة وجوه وجواب هذه الشبهة من ثلاثة وجوه احدها ان هذه المقالة هي مقالة المشركين ان هذه المقالة هي مقالة المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. الذي كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. فانهم كانوا مقرين بانه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الا الله. واتخذوا من اتخذوا من الشركاء شفعاء الله فانتم تثبتون ما يثبتون من الشفعاء بدعوى ان لهم جاها. فما وقعتم فيه قد كان واقعا فيه من كفره النبي صلى الله عليه وسلم وقاتله والوجه الثاني ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه لهم. لا يلزم منه جواز دعائه. ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه لهم. لا يلزم منه جواز دعائهم وسؤالهم فان الله سبحانه وتعالى لم يأذن لك ان تدعو هؤلاء الصالحين وتستغيث بهم بل جعل لهم جاها ومقاما عند الناس ونهاك عن دعاء غيره كائنا من كان فهؤلاء الصالحين من جملة من نهاك الله عن دعائهم. فقال فلا تدعوا مع الله احدا اي احد ولو كان صالحا. والوجه الثالث ان العبد المذنب مأمور شرعا اذا وقعت منه الخطيئة ان يفزع الى الله بالتوبة والاستغفار ان العبد المذنب مأمور اذا وقعت منه الخطيئة ان يفزع الى الله بالتوبة والاستغفار. ولم يؤمر ان يفزع الى اولئك الصالحين ليطلب منهم ان يلتمسوا له المغفرة من الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف الشبهة الثانية وهي قولهم ان هذا في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام افنجعل الاولياء والصالحين مثل الاصنام وكيف تجعلون الانبياء والصالحين بمنزلة هؤلاء وجواب هذه الشبهة ان الذين انكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم من المشركين لم تكن عبادتهم مخصوصة بالاصنام لم تكن عبادتهم مخصوصة بالاصنام فمنهم من يعبد الانبياء تعيسى ومنهم من يعبد الصالحين كلات ومنهم من يعبد الملائكة وانكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم جميعا وكفرهم وقاتلهم فمن عبد الاصنام هو كمن عبد الانبياء والصالحين والاولياء ثم ذكر المصنف رحمه الله شبهتهم الثالثة وهي قولهم الكفار يريدون منهم. وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم والجواب عن هذه الشبهة من وجهين والجواب عن هذه الشبهة من وجهين. احدهما ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين فانهم كانوا يتخذون ما يتخذون ليشفع لهم عند الله فانهم يتخذون ما يتخذون ليشفع لهم عند الله. وانتم مصرحون بانكم كم تتخذون هؤلاء ترجون شفاعتهم وانتم مصرحون بانكم تتخذون هؤلاء تطلبون شفاعتهم فحالكم كحاله فكما كان الاولون كفارا قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم فانتم حقيقون بالكفر والقتال. والاخر ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده فليست لاحد سواه. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة كلها لله. فلا اتطلب الا منه ولا تنفع الا باذنه ورضاه والله سبحانه وتعالى نهاك ان تسأل نبيا او وليا او ملكا الشفاعة من دون الله. لانه لا ملك له فيها فلا يسأل فيها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انا لا اعبد الا الله واديت الالتجاء اليه ودعاؤهم ليس بعبادة فقل له انت تقر وان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك هو اخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فانه لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى ربكم تضرعا وخفية. فاذا اعلمته بهذا فقل له هل هو عبادة لله تعالى؟ فلابد ان يقول نعم والدعاء من العبادة فقل له اذا قلت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر اذا اطعت الله ونحرت له هل هذه عبادة؟ فلابد ان يقول نعم فقل له اذا نحرت لمخلوق نبي او جني او غيرهما هل اشركت في هذه العبادة غير الله؟ فلابد ان يقر ويقول نعم. وقل له ايضا. المشركون الذين نزل في القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك؟ فلا بد ان يقول نعم فقل له وهل كانت عبادتهم اياه لهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك. والا فهم يقرون انهم عبيد تحت قهر الله. وان الله هو الذي دبروا الامر ولكن دعوهم والتجأوا اليهم للجان والشفاعة وهذا ظاهر جدا ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهم وانهم يقول احدهم انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس عبادة لهم وبين ابطال هذه الشبهة بامور اربعة مرتبة تواليا. وبين ابطال هذه الشبهة باربعة امور متوالية مرتبة اولها تقرير المشبه ان الله امره بعبادته تقرير المشبه ان الله امره بعبادته اي حمله على الاقرار لانه مأمور بجعل العبادة لله اي حمله على الاقرار بانه مأمور بجعل العبادة لله وان الله فرض عليه ذلك وان الله فرض عليه ذلك وثانيها بيان حقيقة العبادة له بيان حقيقة العبادة له الواردة في قوله ادعوا ربكم تضرعا وخفية الواردة في قوله ادعوا ربكم تضرعا وخفية فان الله امر بان يكون التوجه اليه بالدعاء. فان الله امر ان يكون التوجه اليه بالدعاء. وانه لا يتوجه الى غيره وانه لا يتوجه الى غيره والدعاء يقع أسماء للعبادة كلها والدعاء يقع أسماء للعبادة كلها فقوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية هو بمنزلة قولنا اعبدوا ربكم تضرعا وخفية وبمنزلة قولنا ادعوا ربكم تضرعا وخفية. فهو يقع على العبادة كلها بان يكون الدعاء لله والذبح لله والنذر لله والاستغاثة بالله. وثالثها ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك فاذا بينت له حقيقة العبادة اعلمته بان التقرب بواحد من تلك القرب الى غير الله هو الشرك اعلمته بان التقرب الى غير الله بواحدة من تلك القرب هو شرك فمن جعل القربة لله وحده كان من اهل التوحيد ومن جعل القربة لله ولغيره كان من اهل الشرك والتنديد ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عبادتهم لمألوهاتهم الذبح والنذر والدعاء والالتجاء. تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عبادته لمألوهاتهم الدعاء والذبح والنذر والالتجاء ومآل هؤلاء الاربع ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين عبادة شركية مآل هذه الاربع ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين عبادة شركية لان الله امره بان يكون التجاؤه اليه. لان الله امره بان يكون التجاؤه اليه والتجاؤه الى الله عبادة واذا جعل العبادة لغير الله وقع في الشرك فتبين له بهذه الحجة التوحيدية على وجه التدلي ان منتهى قوله الى الجزم بان ما يقع فيه هو شرك وعبادة لغير الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منا فقل لا انكرها ولا تبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع في المحشر وارجو شفاعته ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى لا قل لله الشفاعة جميعا ولا تكونوا الا بعد اذن الله كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده لا باذنه ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد والاخلاص. كما قال تعالى لم يرتضى وهو لا يرضى الا التوحيد كما قال تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه. ولا يأذن الا لاهل التوحيد. تبين ان الشفاعة كلها لله وانا اطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته. اللهم شفعه في وامثال هذا. فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطنا الشفاعة وانا اطلبه ممن اعطاه الله. فالجواب ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا وقال تعالى فلا تدعوا مع الله احدا. وطلبك من الله شفاعة نبيه عباده والله هناك ان تشرك في هذه العبادة احدا. فاذا كنت تدعو الله ان يشفعه فيك. فاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احد هذا وايضا فان الشفاعة يعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء يشفعون. اتقول ان الله اعطاه الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه. وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله ذكر المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يتعلق بها المشبهون في توحيد العبادة زعمهم ان الداعين الى التوحيد ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لم واهل السنة والحديث لا ينكرون شفاعته صلى الله عليه وسلم. ويعتقدون ان الله خصه بما خصه منها من الشفاعات التي لا تكونوا لغيره لكنهم يقولون ان الشفاعة ليست ملكا للرسول صلى الله عليه وسلم وانها ملك لله وحده. فهو الذي انعم بها على رسوله صلى الله عليه وسلم والذي انعم بها على رسوله صلى الله عليه وسلم فامنت باثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه سلم فيما يشفع فيه نهاني ان اسأل الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الشفاعة. وامرني ان يكون سؤال الشفاعة هو لله تعالى وحده وسؤال الله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان. وسؤال الله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما امتثال المأمورات المحققة شفاعته صلى الله عليه وسلم. امتثال المأمورات المحققة شفاعته صلى الله عليه وسلم مما شرع لنا مما شرع لنا كالذكر الوارد بعد الاذان كالذكر الوارد بعد الاذان. اللهم رب هذه الدعوة التامة الى اخره فان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اخبر ان من سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اخبر ان من سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والاخر دعاء الله شفاعته صلى الله عليه وسلم. دعاء الله شفاعته صلى الله عليه وسلم بان يقول اللهم شفع في نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم بان يقول اللهم بعثيا نبيك صلى الله عليه وسلم. او يقول اللهم اجعل محمدا صلى الله عليه وسلم شفيعا فهذا من جملة ما يدعو به العبد ربه. فهذا من جملة ما يدعو به العبد ربه وهو من دعاء الله وحده وكره بعض السلف هذا الدعاء وكره بعض السلف هذا الدعاء لماذا كرهوه نعم يقول الاخ لان الافضل ان تدعو الله مباشرة وانت الان من تدعو فادعوا الله وتدعو الله مطلوبك ان يشفع فيك النبي صلى الله عليه وسلم. فالمدعو هنا هو الله اتفاقا وليس الدعاء دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم. لان اللهم ما تقديرها يا الله اتفاقا نقله ابن القيم في جلاء الافهام فاهل العلم متفقون على ان تقدير اللهم يا الله وان الياء لما حذفت عوض عنها بالميم في اخر الكلمة ما الجواب؟ نعم سد باب الذريعة ما في ذريعة هذا انت تقول اللهم اني اسألك شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم نعم ما ينافيه يسأل الفردوس الاعلى ويسأل ايضا لا انت تطلب الله عز وجل ما تطلب غيره يعني يقول الاخ الشفاعة لان الكبائر ومولد من كرهه من السلف ما يوهمه من نقص العبد ما يوهمه من نقص العبد في حاله بمواقعته الخطيئات من نقص العبد في حاله من مواقعته الخطيئات والصحيح انه لا يكره لان الشفاعة تطلب لامرين لان الشفاعة تطلب لامرين احدهما دفع النقائص والافات احدهما دفع النقائص والافات. والاخر تحصيل الرتب والكمالات تحصيل الرتب والكمالات فلا يلزم ان يكون الداعي بالشفاعة متلطخا بالخطيئات فقد يكون رجلا صالحا من اهل الحسنات لكنه يدعو بهذه الشفاعة لتحصيل المراتب العالية والكمالات الغالية. ثم ذكر المصنف انه اذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه كلما اعطي الشفاعة وانه يطلبه مما اعطاه الله فجاوبه من وجهين احدهما ان ما ذكرته من اعطاء الله رسوله صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق لكن الذي اعطاه الشفاعة نهاني ان اسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لكن الذي اعطاه الشفاعة نهاني ان اسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وكما اطعت الله في التصديق بشفاعته صلى الله عليه وسلم وجب علي ان اطيع الله في عدم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة والاخر ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها فالملائكة يشفعون والشهداء يشفعون والافراط يعني الاطفال الذين يموتون صغارا يشفعون فهؤلاء كلهم يشفعون عند الله سبحانه وتعالى وكلهم اعطاهم الله عز وجل الشفاعة فالحكم في سؤال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كالحكم في سؤال شفاعته فالحكم في سؤال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كالحكم في شفاعته فاذا كان هؤلاء لا يسألون الشفاعة وهم قد اعطوها فان النبي صلى الله عليه وسلم الذي اعطي الشفاعة لا يسألها ايضا وان زعم هذا المشبه ان هؤلاء اعطوا الشفاعة وانه يسألهم اياها ايضا فهذا قد اقر على نفسه بالشرك فاذا قال ان الملائكة يدعون بشفاعتهم وان الافراط يدعون بشفاعتهم وان الصالحين يدعون بشفاعتهم فهذا قد شهد على نفسه بالشرك فلم يكن دعاؤه النبي صلى الله عليه وسلم صدقا في دعوى ان الله اعطاه الشفاعة فانه لا يجعلها له وحده بل يجعلها له ولغيره. وهذا شرك الدعاء وان قال ان هؤلاء لا يدعون ولا تسأل منهم الشفاعة قيل فكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعى ولا يسأل الشفاعة. لان الباب واحد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا. وتقر ان الله لا يغفره فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره فانه لا يدري. فقل له كيف تبرأ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم لا يبينوا لنا فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله ويدفع عنا الله ببركته ويعطينا ببركته. فقل صدق. وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبناء الذي على القبور وغيرها فهذا اقر ان نفعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب. وايضا قول الشرك عبادة الاصنام هل مراد كأن الشرك مخصوص بهذا؟ وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك. فهذا يرده ما ذكر الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى او الصالحين فلا بد ان يقر لك ان من في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب. ذكر المصنف الله شبهة اخرى لهؤلاء وهو انهم يدعون البراءة من الشرك ويقولون ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك انهم يدعون البراءة من الشرك ويقولون ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. ودفع هذه الشبهة بجواب المشبه بان يقال له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر وتقر ان الله لا يغفره فما هو هذا الشرك الذي يدعيه فاذا كان ينفي الشرك عن نفسه ولا يعرف حقيقته فانه كاذب في دعواه. لان براءة احد من شيء لا تكون صدقا الا اذا كان يعرفه لان براءة احد من شيء لا تكون صدقا الا اذا كان يعرفه فاذا كان يجهله ويدعي البراءة فيه فهو كاذب في دعواه فحينئذ قل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه. اي باي شيء تزعم هذه الدعوة في البراءة من الشرك وانت لا تدري حقيقة الشرك التي تنفيها عن نفسك ثم اسأله مستنكرا كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ثم لا تسألوا عنه ولا تعرفه اتظن ان الله يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا. لان ما حرمه الله فقد تكفل ببيانه لان ما حرمه الله فقد تكفل ببيانه. ليتهيأ للخلق الانزجار عنه وتركه ليتهيأ للخلق الانزجار عنه وتركه فان ترك المنهيات لا يقدر عليه الا بمعرفتها لان ترك المنهيات لا يقدر عليه الا بمعرفتها. فمن عرفها فكمين ان يقدر على تركها. واما من لا يعرف حقيقتها فهو لا يدري ما يترك ويذر منها وان زعم المشبه ان الشرك هو عبادة الاصنام قاصدا حصر الشرك في عبادتها وانه هو لا يعبد الاصنام فجاوبه بما يدحض شبهته وينسف باطله بايراد سؤالين عليه احدهما ان تقول له ما معنى عبادة الاصنام اي التي حصرت الشرك فيها اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فان قال نعم فهذا يرده القرآن ويكذبه فانهم لم يكونوا يعتقدون هذا في الهتهم المعظمة وان قال هو من قصد خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعو له ويذبح له ويندر له ويقول انه يقربنا الى الله زلفى وينفعنا الله ببركته ويدفع عنا ببركته. وان هذا هو تفسير عبادتهم الاصنام. فقل صدقت وهذا هو الذي يقع منكم عند معظمكم وهذا هو الذي يقع منكم عند معظميكم فانكم تتوجهون اليهم بما تتوجهون اليه من دعاء وذبح ونذر لاعتقادكم فيهم النفع والضر بجعل تلك القرب لهم. والاخر ان يقول له قولك الشرك عبادة الاصنام. هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا اي محصور في عبادتهم وان غيره ليس شركا وان الاعتماد على الصالحين والانبياء والملائكة ودعائهم والتعلق بهم لا يدخل في هذا ولا يكون الشرك فان اقر بهذا فانه قد اقر على نفسه بالشرك فان الله سبحانه وتعالى سماه شركا وان زعم ان هذا ليس بشرك فان القرآن يكذبه فان الله سبحانه وتعالى جعل دعاء اولئك عبادة فقال سبحانه وتعالى في سورة الاحقاف ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن عبادتهم ايش وهم عن دعائهم غافل واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فسبى دعاءهم عبادة. فالقرآن يبطل دعواه انه ليس بعبادة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله فسره لي. فان قاله عبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام فاسترها لي. وان قال انا لا اعبد الا الله قل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له فسرها لي. فان فسرها بما بينته فهو المطلوب. وان لم يعرفه فقيه كيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسرا بغير معنى بينت له الايات الواضحة في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يفعل في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه. كما صح اخوانهم حيث قالوا اجعل الهت اله واحدا ان هذا لشيء عجاب بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر على سبيل اللف بعد النفس اي على سبيل الطي المجمل بعد الايضاح المفصل اي على سبيل الطي المجمل بعد الايضاح المفصل فضم متفرق جوابه بعد بسطه وحاصل الجواب عن هذه الشبه الثلاث التي تقدمت ان المشبه له فيها ثلاث احوال ان المشبه له فيها ثلاث احوال الحال الاولى ان يتوقف ويمسك عن الجواب ان يتوقف ويمسك عن الجواب بعد ايرادك ما اوردت عليه من الحجج بعد ايرادك ما اوردت عليه من الحجج فقل له انت لا تعرف الحق من الباطل انت لا تعرف الحق من الباطل وهذا كاف في ابطال دعوة وهذا كاف في ابطال دعواه وهو حال كثير ممن يتعلق بالصالحين ويتوجه اليه وهو حال كثير ممن يتعلق بالصالحين ويتوجه اليهم فانه لا يدري حقيقة الشرك ولا حقيقة العبادة ويظن ان الشرك هو عبادة الاصنام فقط والحال الثانية ان يفسرها بما فسرها الله في القرآن ان يفسرها بما فسرها الله به في القرآن. وهذا قد كفانا مؤنته. وهذا قد كفانا مؤنته لان الشرك في القرآن لا ينحصر في عبادة الاصنام لان الشرك في القرآن لا ينحصر في عبادة الاصنام وثالثها ان يفسرها بمعنى باطل يخالف ما اخبر الله به ان يفسرها بمعنى باطل يخالف ما اخبر الله به فتبين له الايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الاوثان فتبين له الايات الواظحات في معنى الشرك وعبادة الاوثان وانه هو هذا الذي يفعلونه. وانه هو الذي وانه هو هذا الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينهم وان عبادة الله هي توحيده بافراده بالعبادة وهي التي ينكرها من ينكرها على دعوة الحق ويصيح على دعاته تنفيرا وتحذيرا منهم كما قال متقدموهم في انكار التوحيد اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. وكل قوم لهم وارث فدعاوى كفار قريش في الشرك ورثها عنهم من ورثها في هذه الامة ممن ينتسبون الى الاسلام وهذه الحقائق التوحيدية في بيان التوحيد والشرك والفصل بين عبادة الله وعبادة غيره لا تتغضغر بها القلوب حلاوة بقدر ما اتتغرغر بها اذا وعت ما في القرآن الكريم من بيان التوحيد والشرك فانك مهما طالعت في مدونات التوحيد لا يكون لك من البيان والمعرفة بالتوحيد والشرك كما ما يكون لك اذا وعيت معاني ما جاء من الايات القرآنية في بيان التوحيد والشرك وبيان حال اهل التوحيد وحال اهل الشرك فمن اراد ان ترسخ قدمه في معرفة التوحيد فلا غنى له بعد تشييد قواعده بالتلقي من امعان النظر وتكراره في ايات التوحيد والشرك في القرآن الكريم فانه يظهر له من حججه وبيناته ما يثبت به توحيده هو اولا ثم ما يدفع به شبهات المشبهين في الشرك وتقوى به دعوته في التوحيد بين العالمين احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء انما كفروا لما قالوا الملائكة بنات والله ونحن لم نقل ان عبد القادر ولا غيره ابن الله. فالجواب ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل. قال الله تعالى هو الله احد الله الصمد والاحد الذي لا نظير له والصمد المقصود في الحوائج. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد لاخر ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد لاول السورة. وقال الله تعالى ما اتخذ الله من ولده ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم من الله والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة يذكرون فيها المردات دي ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرقون بين النواعين وهذا في غاية الوضوح وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فقل هذا هو الحق ولكن الا يعبدون ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والاقرار وبعدهم ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة من مجادلات المشبهين قولهم ان مشركي العرب لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله. ونحن لم نقل ان عبد القادر ولا غيره ابن الله والمراد بعبد قادر عبدالقادر الجيلاني رحمه الله احد صالح الحنابلة الذين كان له من الصلاح والولاية ما ليس لغيره. حتى قال ابن تيمية الحفيد انه لم يأتي بعد الصدر الاول رجل له من الكرامات كما وقع لعبد القادر الجيلاني ثم غلا فيه من غلا فيه حتى عبده من دون الله سبحانه وتعالى هو جواب باطنهم من اربعة وجوه وجواب باطلهم من اربعة وجوه. احدها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل قال الله تعالى قل هو الله احد وقال تعالى لم يلد ولم يولد فمن جعل له ولدا فهو كافر لتكذيبه بالايتين. فمن جعل له ولدا فهو كافر لتكذيبه بالايتين وما في معناهما وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه عبادة غيره ونسبة الولد اليه. وجعل كلا منهما كفرا مستقلا فقال وجعلوا لله شركاء الجن وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم وقال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله تفرق بين الكفرين في الايتين. وفرق بين الكفرين في الايتين. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات وهو رجل صالح لم يجعلوه ابنا لله ان الذين كفروا بدعاء اللات وهو رجل صالح لم يجعلوه ابنا لله وكذلك الذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم كذلك فانه وان كان في العرب من يزعم ان الجن ابناء الله ففيهم ايضا من يدعوهم ولا يزعم ان الجن ابناء الله ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب الاربعة الحنفي الحنيفي الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد ان المسلم اذا زعم لله ان لله ولدا فهو مرتد. وانه اذا اشرك فهو مرتد بين النوعين فيفرقون بين النوعين فهذه الوجوه الاربعة تبطل مقالتهم في دعوة ان اولئك نسبوا الابن الى الله ونحن لا ننسب هؤلاء الصالحين الى كونهم ابناء لله عز وجل. فان قال بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون نون يعرض بذلك لما للاولياء من مقام كريم عند الله سبحانه وتعالى فقل مبينا قدرهم هذا هو الحق فلا يرفعون فوق قدرهم فيعبدون ولا يمنعون حقهم فيهضمون فلا يرفعون فوق قدرهم فيعبدون ولا يخفضون دون حقهم فيهضمون فالمنكر الباطل عبادتهم من دون الله والمعروف الحق حبهم والاقرار بفضلهم ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات فنعرف ما لله من حق وما للاولياء من حق فحق الله عبادته وحده وحق الاولياء محبتهم واجلالهم ومعرفة فضلهم وهذا هو دين الله عز وجل كما قال المصنف ودين الله وسط بين الطرفين وهدى بين الضلالتين فحق بين باطلين فالولي لا يرفع فوق قدره فيجعل ربا يعبد ولا يخفض دون قدره فينكر ما له من القدر والمزية والرتبة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في زمان الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان شرك الاولين اخاف من شرك اهلي واقتنى بامرين احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والاولياء ولو كان مع الله الا في الرخاء. واما في الشدة فيخلصون الدين لله كما قال تعالى اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. وقال تعالى واذا مسكم في البحر ضل من تدعون الا اياه. وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة غير الله تدعون الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وقال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل. فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء واما في الشدة فلا يدعون الا الله وحده لا شريك له وينسون سادتهم. تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين. ولكن اين من يفهم قلبه وهذه المسألة فهما راسخا والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله اما نبيا اولي واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية. واهل زماننا يدعون مع الله اناسا من افسق الناس والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك الذي يعتقد في الصالح هو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به ذكر المصنف رحمه الله ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو تأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق وهو تألق قلوبهم بمعظمهم من الخلق هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانه يوجد فرقان عظيم ان بين الشرك الاولين والشرك المتأخرين فالفرق الاول ان الاولين يشركون بالله بالرخاء ويخلصون له في الشدة. ان المشركين الاولين يشركون بالله في الرخاء ويخلصون له في الشدة اما المشركون المتأخرون فانهم يشركون بالله في الرخاء والشدة فشركهم اقبح واسوأ حالا والفرق الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين من الانبياء صالحين والاولياء او يدعون احجارا واشجارا ليست عاصية واما المتأخرون فانهم يدعون مع الله اناسا ممن يحكى عنهم الفسق والفجور فيعظمونهم ويتوجهون اليهم بانواع القرب مع مشاهدتهم فجورهم وفسقهم لانهم يطلبون دفع شرهم عنهم فانهم يعتقدون ان لهم قدرة على الضر والنفع فيتقربون اليهم بما يتقربون به من ذبح ونذر لاجل دفع شرهم عليهم فشرك المتأخرين اسوأ من شرك المتقدمين من هذه الجهة ايضا وسيأتي في شرح القواعد الاربع البيان الوافي للفرق بين شرك الاولين والمتأخرين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اصح عقولا واخف شركا من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا وهي من اعظم شبههم. فاصغ سمعك لجوابها وهي انهم ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصدق القرآن او نؤمن بالبعث ونصلي ونصوم؟ فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟ فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امن ببعض القرآن بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة او اقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة او اقر بهذا كله وجحده وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج. ولما لم ينقد اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج انزل الله الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن عن العالمين ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع وحل دمه وماله. كما قال تعالى يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. فاذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن البعض هو كفر ببعض فهو كافر حقا. زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب فيه وقد نطق به القرآن كما قدمنا. فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج. فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور كفر؟ ولو عمل كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر سبحان الله ما اعجب هذا الجهل! ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون فان قال مسيلمة نبي قلنا هذا هو المطلوب. اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر قلم له ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة. فكيف بمن رفع شمسا او يوسف او صحابيا او نبيا او غيرهم في بمرتبة جبار السماوات والارض سبحانه ما اعظم شأنه. كذلك يطمع الله على قلوب الذين لا يعلمون ويقال ايضا الذين حوى قوم علي بن ابي طالب رضي الله عنه من النار كلهم يدعون الاسلام وهم من اصحاب علي رضي الله وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي رضي الله عنه مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما فكيف اجمع الصحابة رضي الله عنهم على على قتلهم وكفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثال لا يضر والاعتقاد في علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يكفر ويقال ايضا بنو عبيد قداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء دون ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من بلدان المسلمين. ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشركين بالرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب؟ باب حكم المرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلب او كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم اما سمعت الله كفر بكلمة مع كون في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه كونوا يحجون ويوحدون الله وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فهؤلاء الذين صرح الله فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا انهم قالوها على وجه المزح. فتأملها هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين. اناس يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون. ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه الاوراق. ومن الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا اله. وقال اناس من الصحابة اجعل لنا يا رسول الله ذات انوار كمالهم ذات انواط فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل لموسى ان لنا الها ولكن المشركين شبهة يدعون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا لذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواط لم يكفروا؟ فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا كذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات انواط بعد نهيه لكفروا هذا هو المطلوب. ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بل العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز. ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهمنا ان هذا من اكبر جهل ومكايد الشيطان وتفيض ايضا ان المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيد وايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا. كما فعل رسول الله صلى الله عليه سلم اللهم صلي وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان تلك الافعال ليست شركا كرر رحمه الله على شبه من يزعم ان اولئك وان وقعت منهم تلك الافعال الشركية فانهم لا يكفرون ولا يقاتلون فالشبه المذكورة في هذا الكتاب المراد ابطالها ترجع الى اصلين فالشبه المذكورة في هذا الكتاب المراد ابطالها ترجع الى اصلين. احدهما شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون ليس بشرك شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون ليس بشرك والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن فعل ذلك والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن فعل ذلك وهذه الجملة الطويلة المسلوكة في نسق واحد هي في ابطال الشبه المتعلقة بالاصل الثاني وهي من انفع ما في هذه الاوراق كما قال المصنف فان كثيرا من العلماء وافقوه رحمه الله على ان ما وقع فيه اولئك هو من الشرك لكنهم امتنعوا عن تكفير اولئك وعن قتالهم فاراد المصنف رحمه الله ان يقيم من الحق ما يبدد ظلمات تلك الشبهات وان ما وقعوا فيه من الشرك يستلزم تكفيرهم وقتالهم فذكر تحقيق ذلك من ثمانية وجوه اولها ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع ان من اقر ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع. كمن اقر بالصلاة وانكر الحج او انكر الصيام او اقر بالحج وانكر الزكاة فانه لا يقبل منه ايمانه. ويكون كافرا لانه امن ببعض الدين وكفر ببعض الديني واذا كان كذلك فمن امن بالصلاة وكفر بالتوحيد فانه كافر. والوجه الثاني اطباق العلماء ومنهم الصحابة على تكفير بعض من وقعت منهم بعض اعمال الكفر اطباق العلماء ومنهم الصحابة على تكفير بعض من وقعت منهم اعمال الكفر. وقتالهم على ذلك فهو استدلال بالاجماع العملي فهو استدلال بالاجماع العملي في تتابع العلماء على تكفير اولئك الذين وقع منهم ما وقع وقتالهم وذكر المصنف ثلاث وقائع الواقعة الاولى واقعة الصحابة مع بني حنيفة فانهم كانوا يصلون ويصومون ويشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكنهم كانوا يقولون ان مسيلمة نبي الله ايضا فاكبرهم فاكثرهم الصحابة وقاتلوهم على هذا واذا كان هذا كفرا يقاتل عليه اذا رفع عبد الى مرتبة النبوة بعد محمد صلى الله الله عليه وسلم فكيف بمن رفع عبدا الى مقام الله عز وجل فجعل له شيئا من عبادته في دعائه ورجائه وتوكله وخوفه واستغاثته به فهو احق بالكفر والقتال من مسيلمة وقومه وهذا وجه بديع من الفهم ابداه المصنف رحمه الله. والواقعة الثانية واقعة علي رضي الله عنه في تكفير الغالين فيه الزاعمين ما زعموا له من الالوهية فاكثرهم رضي الله عنهم وحرقهم بالنار ووافقه الصحابة على تكفيرهم ولم يخالفه احد من ذلك في ذلك. وانما خالفه من خالفه منهم كابن عباس في تحريقهم ورأوا ان حقهم هو قتلهم حدا بالسيف. فهم يوافقونه في التكفير والقتل. والواقعة الثالثة واقعة العبيديين من ابناء عبيد القداح لما نجم شرهم بارض مصر حتى استولوا عليها وعلى غيرها من البلدان وكانوا يتسمون زورا بالفاطميين ويدعون انهم من ذرية فاطمة رضي الله عنها وليسوا كذلك. ووقع منهم ما وقع مما يخالف هما الشرع فاجمع العلماء على تكفيرهم ولم يختلفوا في ذلك ونقل اجماعهم جماعة منهم القاضي عياض يحصبي فانه نقل الاجماع على كفر اولئك وصنف ابو الفرج ابن الجوزي الحنبلي كتابا اسمه النصر على مصر. يدعو فيه الى تشريد هؤلاء وتطهير بلاد المسلمين منهم. فهذه الوقائع من الاجماع العملي تدل على ان من وقع في الكفر فانه يكفر ويقاتل وان زعم انه مسلم فان هؤلاء جميعا كانوا يدعون انهم على الاسلام والوجه الثالث ان العلماء في كل مذهب عقدوا بابا في كتاب الحدود يقال له باب الردة ذكروا فيه نواقض الاسلام ومقصودهم من الباب ان من وقع في شيء من الكفر من قول او فعل او اعتقاد فقد انتقض ايمانه وصار مرتدا خارجا من ملة الاسلام فمقصود الباب عندهم بيان ما يخرج به المسلم من دينه. فاذا وقع فيه صار مرتدا كافرا وان زعم انه مسلم. والوجه الرابع ان الله حكم بكفر اناس لكلمة تكلموا ان الله حكم بكفره اناس لكلمة تكلموا بها كما قال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم فاكثرهم الله مع كونهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلون ويصومون ويزعمون انهم من اهل الاسلام ولاجه الخامس ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك. ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك فاكثرهم الله عز وجل مع كونهم كانوا غزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم بيان هذا في كتاب التوحيد. والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المتأخرون يزعمون انهم يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم. لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر فهم مثلا يصدقونه صلى الله عليه وسلم في اثبات الشفاعة له ويكذبونه صلى الله عليه وسلم في اخلاص الدعاء لله وحده والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر. ان من جحد وجوب الحج كفر. وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم. كما وقع في سبب نزول هذه الاية ولله على الناس حج البيت. من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ان قوما اقروا بالصلاة وغيرها ثم لما امروا بالحج ابوا فلما فنزلت الاية في كفرهم وهذا شيء تروى فيه اثار عن بعض التابعين وليس فيه شيء من المرفوع. ولكن الاية دالة اتفاقا على ان من جحد وجوب الحج فقد كفر فاذا كان هذا في حق من جحد شيئا من دين الله دون توحيد الله فكيف بمن جحد توحيد الله وان صام وصلى وزكى وحج الثامن حديث ذات انواط المروية عند الترمذي عن ابي واقد ذيتي رضي الله عنه باسناد صحيح. وفيه ان بني اسرائيل وقع فيهم كفر لما قالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة لما مروا على قوم لهم اصنام فابتغوا ذلك من موسى فنهاهم موسى عن ذلك وزجرهم عنه. ووقع نظيره في الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. في غزوة حنين فمروا بشجرة عظيمة فسألوه ان يجعل لهم ذات انوار اي شجرة ذات تعاليق ينوطون بها اي يعلقون بها اسلحتهم. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانهم وقعوا بما فيما وقع فيه اصحاب موسى وذكر قصة موسى مع اصحابه لما سألوه ما سألوه فارتكبوا فعلا لم يشفع لهم الايمان في دفع الكفر عنهم لما سألوا ما سألوا فاخبر ان الذي سألوه هو من تأليه غير الله لكنهم لما نهوا عنه فكفوا لم يكفروا بذلك وظاهر كلام المصنف هنا ان ما سأله الصحابة في قصة ذات انوار هو من الشرك الاكبر وله في كتاب التوحيد ما يدل على انه يرى انه من الشرك الاصغر هو الجمع بينهما ممكن فيكون فيهم افراد سألوا الشرك الاكبر ويكون فيهم افراد سألوا الشرك الاصغر وكان هؤلاء من حدثاء العهد بالاسلام. اما كبراء الصحابة وقدمائهم رضي الله عنهم فان هذا لم يكن صادرا منهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله ثلاث فوائد من قصة ذات انواط اولها اولاها الحذر من الشرك الحذر من الشرك هو من عيون تراجم كتاب التوحيد التي تقدمت معنا باب الخوف من الشرك. فالعبد مأمور ان يخاف الشرك ويحذره وثانيها وثانيتها الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من الكفر ان العبد اذا وقع منه شيء من الكفر من قول او عمل ثم نبه عليه وتاب من ساعته فانه لا يكفر ونبه عليه ثم تاب من ساعته فانه لا يكفر وثالثتها ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جهلا ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قال هجانا فان انه لا يتساهل معه بل يغلظ عليه في الانكار بل يغلظ عليه في الانكار كما غلظ موسى عليه الصلاة والسلام القوم لاصحابه ثم غلظ محمد صلى الله عليه وسلم القول لاصحابه لشدة ما جاءوا به مما يتعلق بحق الله في التوحيد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله وعنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها. ومراد هؤلاء الجهلة ان من قال لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء الجهلة المشركين معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل يهود وشبابهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة ومشهدون ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار. وهؤلاء يقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع؟ وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجلا ادعى الاسلام بسبب بانه ظن انه ما ادعاه الا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك انزل الله تعالى في ذلك يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية اي تثبتوا اية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت. فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل لقوله فتبينوا لو كان لا يقتل اذا قالها لم يكن للتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله معناه ما ذكرت ان من اظهر الاسلام هو التوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقاتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟ وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارج بينما لقيتموهم فاقتلوهم لان ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد. مع كون من اكثر الناس عبادة تكبيرا وتهليلا حتى ان الصحابة رضي الله عنهم يحقرون انفسهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الاسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني المصطلق لما اخبره رجل انهم منعوا الزكاة حتى انزل الله يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الاية وكان رجل كاذبا عليهم فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان الذين ان النبي صلى الله عليه انكر على اسامة بن زيد رضي الله عنه قتله رجلا قال لا اله الا الله وقال له اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله؟ وكذلك قوله صلى الله عليه في الحديث الاخر امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخر في الكف عمن قال ومراد هؤلاء ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل فبين المصنف ان القائلين بهذه الشبهة مكابرون لاربعة امور. فبين المصنف ان القائلين بهذه الشبهة هذه مكابرون لاربعة امور اولها انهم يقولون هذا انهم يقولون هذا مع علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وهم يقولون لا اله الا الله انهم يقولون هذا مع علمهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل هذا قاتل اليهود وهم يقولون لا اله الا الله وتانيها انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا بني حنيفة انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويصومون وثالثها انهم يقولون هذا مع علمهم ان عليا رضي الله عنه حرق من حرق بالنار وهم يقولون لا اله الا الله ان عليا حرق من حرق بالنار وهم يقولون لا اله الا الله وانه لم يخالفه احد في كفرهم وقتلهم وانه لم يخالفهم يخالفه احد من الصحابة في كفرهم وقتلهم وخالفه من خالفهم في طريقة قتلهم وخالفهم من خالفهم في طريقة قتلهم. ورابعها انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام وان من انكر شيئا من اركان الاسلام فجهزه كفر وقتل فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من الفروع العملية للاسلام واذا جحد اصله وهو التوحيد نفعته لا اله الا الله ثم بين المصنف رحمه الله حقيقة الامر فقال ولكن اعداء الله ما فهموا. معنى الاحاديث فالاحاديث المذكورة يراد بها الامساك عمن ثبتت له عصمة الحال فالاحاديث المذكورة يراد بها الامساك عمن ثبتت له عصمة الحال فان العصمة التي تكتنف العبد نوعان فان العصمة التي تكتنف العبد نوعان احدهما عصمة الحال عصمة الحال ويكفي فيها قول لا اله الا الله ويكفي فيها قول لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله كف عنه حال فمن قال لا اله الا الله كف عنه حال والاخر عصمة المآل والمراد بها ثبوت دوام العصمة التي ثبتت له اولا. والمراد بها دوام ثبوتي ثبوت العصمة التي ثبتت له اولا ولا يكفي فيها قول لا اله الا الله ولا يكفي فيها قول لا اله الا الله بل لابد من حقوقها من القول والعمل بل لابد من حقوقها من القول والعمل وبيان المسألة ان العبد اذا قال لا اله الا الله عصم دمه وماله وعرضه فان التزم بما تقتضيه لا اله الا الله من الاعتقاد الجازم والعمل اللازم بقيت له تلك العصمة التي ثبتت اولا وان جاء بعد بما ينقض لا اله الا الله ارتفعت عنه تلك العصمة الذي ثبتت له اولا فلا يبادر الى من رفع هذه العصمة حتى يأتي بما ينقضها. فلا يبادر برفع هذه العصمة حتى يأتي بما ينقضها فاذا قال لا اله الا الله ثبتت له العصمة ثم تبين في حاله وتثبت هل هو ملتزم بحق لا اله الا الله ام لا؟ وهذا هو معنى قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا اي تثبتوا في حق من قال لا اله الا الله اي تثبتوا في حق من قال لا اله الا الله فان من قالها يكف عن قتاله فان التزم بها ثبتت له العصمة وان كان قولا باللسان دون اعتقاد جازم ولا عمل لازم لم تبقى تلك العصمة له. ثم ذكر المصنف رحمه الله ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم اولها ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل ناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله. ولهم من العبادة ما لهم وصياما وصدقة. فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم مع كونهم لا يقولون لا اله الا الله فلم تدفع عنهم هذه الكلمة القتال واختلف في موجب قتالهم على قولين احدهما ان موجبه الكفر ان موجبه الكفر وانهم كفروا بما اتوا وانهم كفروا بما اتوا والاخر ان موجبه الفسق ان موجبه الفسق الذي لا يحسم شره الا بقتاله. الذي لا يحسم شره الا بقتالهم والقول الثاني اصح لاجماع الصحابة على انهم لم يكونوا كفارا باجماع الصحابة على انهم لم يكونوا كفارا. نقله ابن تيمية الحفيد في منهاج السنة النبوية وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم نسائهم وذراريهم وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة بني حنيفة وكانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله. لكنهم جعلوا مسيلمة نبيا ورفعوه الى مقام النبوة فكيف من رفع رجلا فكيف بمن رفع رجلا الى مقام الالوهية فهو احق بالكفر والقتال. ورابعها قصة بني المصطلق وهم قبيلة من العرب دخلوا الاسلام وبعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ساعيه يجدي زكاتهم اي يجمعها فلم يذهب اليهم ورجع عنهم وقال انهم منعوا الزكاة فانزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. لما ازمع النبي صلى الله عليه وسلم المسير اليهم وعزم على قتالهم فهو هم بقتال هؤلاء لامتنان اعهم من الزكاة فكيف اذا منع العبد حق الله في توحيده فهو اولى بالكفر والقتال من اولئك وقصة الوليد بن عقبة رضي الله عنه مع بني المصطلق رويت من وجوه ضعيفة لا يثبت منها شيء لكن الاجماع منعقد على ان الاية نازلة فيها لكن الاية لكن الاجماع منعقد على ان الاية نازلة فيها ذكره ابو موسى المديني. ذكره ابو المديني وحقيقة الامر انه لما اقبل عليهم خرجوا يستقبلونه. انه لما اقبل عليهم خرجوا يستقبلونه فلما رأى جمعهم ولم تجز به العادة ظن انهم يريدون الامتناع منه. فلما رأى جمعهم ولم تجري به العادة ظن انهم يريدون دون الامتناع منه فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره بما رأى بحسب علمه فانزلت الاية لا لنسبته هو الى الفسق ولكن للتنبيه على امر اعظم من التثبت والتبين الذي يحتاج اليه وهو خبر الفاسق وهذا احسن ما قيل في الاية جمعا بين ما ورد من الاجماع وبين وبين ما هو مقرر من عدالة الصحابة رضي الله عنهم. فهذه الادلة الاربعة تدل على ان الفهم الصحيح لعصمة الدم والمال لمن قال لا اله الا الله هي لمن التزم بحقوقها. واما من بدر منه شيء حقوقها فهذا يستحق التكفير والقتال. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون ادم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى عليهم الصلاة والسلام فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا فالجواب ان تقول سبحان من طبع اعلى قلوب اعدائه فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ينكرها كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذين من شيعته على الذي من عدوه وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق. ونحن انكرنا اغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى اذا ثبت ذلك فالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى اهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز في الدنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادعو لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره واما بعد موته صلى الله عليه عليه وسلمت فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره. بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره الله عليه وسلم فكيف دعاؤه نفسه؟ ذكر المصنف رحمه الله هنا شبهة من شبهات المشبهين في توحيد العبادة انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل. وفيه ان الناس يستغيثون يوم القيامة بادم ثم ثم بابراهيم ثم بعيسى موسى ثم بعيسى فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم عند ربه فيزعم هؤلاء ان هذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. وهذا من ابلغ الجهل. فان الناس يستغيثون يستغيثون حين بحي حاضر قادر على ما سئل فيه. فان الناس يستغيثون حينئذ بحي حاضر قادر على ما سئل فيه وما كان كذلك فليس من الاستغاثة الشركية لكن الاستغاثة الشركية من استغاث بميت او بحي غائب او بحي عاجز فاذا فقدت الحياة والحضور والقدرة كانت هذه من الاستغاثة الشركية فليس ما ذكروه من بابة الاستغاثة الشركية التي يفعلونها ولكن هذه استغاثة جائزة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له عليه السلام في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة شركا لم يعرضها على ابراهيم؟ فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر ان يقدر عليه فانه كما قال الله تعالى فيه علمه شديد القوى. فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما اولها من الارض والجبال ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل. ولو امره الله ان يضع ابراهيم عنهم في مكان بعيد لفعل. ولو اراه ان يرفعه الى السماء لفعل وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه ان يقرضه او ويهبه شيئا يقضي به حاجته فيأبى ذلك الرجل محتاج ان يأخذه ويصبر حتى يأتيه الله برزق منه لا منة فيه لاحد فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون. ختم المصنف رحمه الله بذكر شبهة من مقالات المبطلين في توحيد العبادة وهي استدلالهم بقصة جبريل مع ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار فاعترض له جبريل فعرض له جبريل فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا. فيزعمون انه لو كان ذلك شركا لما عرض جبريل على ابراهيم اغاثته ودفع هذه الشبهة من جهتين احداهما من جهة الرواية ان هذا لا يروى من وجه صحيح وغاية ما فيه اشياء مأثورة لا يثبت منها شيء وغاية ما فيه اشياء مأثورة عن بعض السلف لا يثبت منها شيء والاخرى من جهة الدراية وهي ان قول جبريل عليه الصلاة والسلام لابراهيم الك حاجة عرض للاغاثة من حي حاضر قادر عرض للاغاثة من حي حاضر قادر. وما كان كذلك فلا تكون الاستغاثة فيه شركية. فمن استغاث فمن استغاث بحي حاضر قادر على الاغاثة فيما سئل فيه فاستغاثته جائزة واستغاثة هؤلاء التي يدعون انها جائزة يستغيثون فيها باموات غائبين غير حاضرين لا قدرة لهم على الاغاثة فيما هم فيه والصحيح ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال لما القي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل ثبت هذا عند البخاري من حديث ابن عباس وفيه بيان كمال توحيده في تعلقه بالله وحده واعراضه عما سواه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم. ولكن نفرد لها كلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ان التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا اذا لم يكن الرجل مسلما فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وابليس وامثالهما. وهذا يغلط فيه كثير الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق. ولكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار. ولا يعرف المسكين ان غالب همة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا لشيء من الاعذار ولم يتركوه الا لشيء من الاعذار كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنا قليلا وغير ذلك من الايات كقوله يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد به فهو منافق وهو شر من الكافر الخالص. كما قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقصد ومجاهي او ملكه او مداره. وترى من يعمل به ظاهرا لا باطلا. فاذا سألته عما يعتقده بقلبه اذا ولا يعرفه ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدم وهي قوله لا تعتذروا قد كفرتم وبعد ايمانكم فاذا تحققت ان بعض الصحابة رضي الله عنهم الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة ابوك على وجه المسح واللعب تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد هذا اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها والاية الثانية قوله تعالى ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا. فلم يعذر الله من هؤلاء الا من اكره مع كون قلبه مطمئنا بالايمان. واما غير هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مدارجا لاحد او مشحة بوطنه او اهله او عشيرته او ماله او فعله على وجهه للمزح او غير ذلك من الاغراض الا المكره والاية تدل على هذا من جهتين. الاولى قوله الا من نكره. فلم يستثني الله الا المكره ومعلوم ان كان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك انه استحب الحياة الدنيا على الاخرة. فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض الدين او محبة الكفر. وانما سببه ان لهم في ذلك حظا من حظوظ الدنيا. فاثره على الدين والله اعلم ختم المصنف رحمه الله كتابه في مسألة اشار اليها بالتعظيم فقال ولنختم الكتاب بذكر مسألة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها. ثم بين ان اذا يتعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل. فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه لسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد. اما من اقر بقلبه فقط او اعترف بلسانه فقط او كان ذلك في ظاهر عمله دون باطنه فانه لا يثبت له وحيد فالناس منقسمون في ذلك الى ثلاثة اقسام الناس منقسمون في ذلك الى ثلاثة اقسام. اولها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا وظاهرا ان يكون العبد مقرا بالتوحيد ظاهرا وباطنا. وهذه حال الموحد وتانيها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا ولكنه لا يلتزم بظاهره. ولكنه لا يلتزمه بظاهره وهذه حال الكافر وثالثها من يكون قلبه منطويا على الكفر. من يكون قلبه منطويا على الكفر. واما ظاهره فانه اعملوا بالتوحيد واما ظاهره فانه يعمل بالتوحيد وهذه حال المنافق وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة والجماعة من ان الايمان دائر على القلب واللسان والجوارح. وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة والجماعة من ان الايمان مبني على القلب واللسان والجوارح. فلابد من تعلق توحيدي بها ثم حرض المصنف رحمه الله على فهم ايتين من كتاب الله تعينان على كمال ادراك المقصود المتقدم. فالاية الاولى قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم التي نزلت في كفر قوم تكلموا بكلمة في غزوة تبوك. فاذا كان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به يسوغ ذلك لنفسه فحاله اشد من حال من تكلم بالكفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فالعمل بالكفر اشد من الكلام به والاية الثانية قوله تعالى من كفر بعد من كفر بالله بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان الاية فلم يعدل الله سبحانه وتعالى احدا في عدم الموافقة على التوحيد في العمل الظاهر الا المكره والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد وللمكره حالان وللمكره حالان احداهما موافقته بالاكراه مع اطمئنان قلبه بالايمان موافقته بالاكراه مع اطمئنان قلبه بالايمان وهذا لا شيء عليه وهذا لا شيء عليه لقوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فعذره الله والاخرى الموافقة على الكفر مع عدم الاكراه مع الموافقة على الكفر بالاكراه مع اطمئنان قلبه به. الموافقة على الكفر بالاكراه مع اطمئنان قلبه به. فيطمئن قلبه بالكفر وهذا خروج من الاسلام ثم نبه المصنف الى قاعدة عظيمة تتعلق بالاكراه فقال ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فالمكره عليه له موردان بل مكره عليه له موردان. احدهما ان يكون في الاقوال او الاعمال ان يكون في الاقوال او الاعمال وهذه تقبل دعوى الاكراه فيها وهذه تقبل دعوى الاكراه فيها بان يكون اكره على قول او عمل والاخر ان يكون الاكراه في عقيدة القلب ان يكون الاكراه في عقيدة القلب وهذه لا تقبل دعواها من صاحبها. وهذه لا تقبل دعواها من صاحبها فانه لا قدرة لاحد على عقيدة القلب فانه لا قدرة لاحد من الخلق على عقيدة القلب فالذي يزعم انه اكره على شيء يتعلق بعقيدة قلبه فهو كاذب في دعواه. وتجري عليه احكام الكفر وهذا اخر البيان على هذا الكتاب. ولقاؤنا بعد العصر باذن الله تعالى في كتاب العقيدة الوسطية والحمد لله لله اولا واخرا