ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه اصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الحادي عشر اصول العلم في سنته الرابعة ست وثلاثين واربع مئة والف وسبع وثلاثين واربع مئة وقال وهو كتاب كشف الشبهات لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومن ومئتين والف. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم اثنين اما بعد فاللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله تعالى في مصنفه كشف الشبهات بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله ان توحيد وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وهو دين الذي ارسلهم الله به الى عباده فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غنوا في الصالحين ود وسواع وياغوت ويعوق ونفس واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي فسر هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون يتصدقون ويذكرون الله كثيرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائر بينهم وبين الله عز وجل يقولون نريد منهم التقرب الى الله هذا ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم ويخبرهم انها في التقرب والاعتقاد محظوظ حق الله تعالى. لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل فظا عن غيرهما. والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو. وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره. ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته صلى الله عليه وسلم ورسائله الى الملوك والتصانيف تجري مجراها. ثم بين حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة. والتوحيد له في الشرع معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان احدهما حق في المعرفة والاثبات اي في معرفة الله بما له من الاسماء والصفات والافعال واثبات تلك الكمالات له والاخر حق في الارادة والطلب اي في التوجه والتقرب اليه وينشأ من هذين الحقين ان التوحيد الواجب لله ثلاثة انواع. فينشأ من هذين الحقين ان التوحيد الواجب لله ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الوهية وتوحيد اسماء وصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى الخاص هو المعهود في خطاب الشرع فاذا اطلق ذكر التوحيد فيه فالمراد به التوحيد المتعلق بالعبادة. فاذا اطلق ذكر التوحيد فيه فالمراد به التوحيد المتعلق بالعبادة ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف. ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف فاورد معنى التوحيد الذي عهد في خطاب الشرع فاورد معنى التوحيد الذي عهد في خطاب الشرع اي عرف في الايات القرآنية والاحاديث النبوية. ثم بين ان التوحيد وهو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل فما من رسول بعث في امة الا دعاهم الى توحيد الله في عبادته بان بالعبادة ولا يجعل شيء منها لغيره. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة ان رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. لا اله الا الله. لا اله ايش الاية لا اله الا انا فاعبدون. فكل نبي من الانبياء جاء قومه بدعوتهم اذا التوحيد بمعناه الخاص. الذي هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. واولئك الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. ارسله الله عز وجل الى قومه. لما غلوا في الرجال الصالحين والدين وسباع ويغوت ويعوق ونسرى. فانهم لما غلوا في هؤلاء رفعوهم فوق مقامهم وقعوا في الشرك فبعث الله اليهم نوحا عليه الصلاة والسلام. والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط. مجاوزة الحد المأذون فيه على لا وجه الافراط. فاسم الغلو يجمع امرين. اسم الغلو يجمع امرين. احدهما حصول المجاوزة حصول المجاوزة اي التعدي لما حده الله. اي التعدي لما حده الله. فان الله حدودا نهانا عن تعديها. فان الله حدودا نهانا عن تعديها. والغلو يقع فيه تعدي اي تجاوز للحد المأذون فيه اخر ان ذلكم التجاوز يقع على وجه الافراط. ان ذلكم التجاوز يقع او على وجه الافراط اي على وجه الزيادة. لا على وجه التفريط وهو النقص. لا على وجه التفريط وهو النقص. والصالحون من الخلق ينتفع بهم في صحبتهم واستنصاحهم والانتفاع بارشادهم وطلب الدعاء منهم. فهذا هو الذي اذن الله عز وجل به ان ينتفع بالصالحين وفق ما ذكر من الصحبة والاستنصاف ودعاء الله لمن رغب في دعائهم له لله عز وجل وتعدي هذا يوقعه في المحذور. ويجر الى المحظور وهو الذي وقع في قوم نوح عليه الصلاة والسلام فانهم رفعوا اولئك الصالحين فوق ما اذن الله به من صحبتهم والانتفاع ارشادهم واستنصافهم وغير ذلك حتى عبدوهم من دون الله عز وجل. وابتدأ امرهم معهم انهم عمدوا الى الاقامة على قبورهم بعد دفنهم. لتحملهم تلك كالاقامة على الاستكثار من الصالحات. فان من قرب من الصالح حمله ذلك على الصالحات فانت اذا صحبت احدا من الصالحين قول سيرك الى الله بالاكثار من الصالحات. واستصحب فقوم نوح هذا الاصل لشدة تعلق قلوبهم باولئك الرجال الصالحين فاقاموا على قبورهم يتذكرون ما كانوا عليه من الصلاح يستلهموا منه عونا على فعل الصالحات. ثم زادهم الشوق حرقة فمثلوا اولئك الصالحين في تماثيل ثم كان مقصودهم من تلك التماثيل ان تحملهم رؤية صورهم الممثلة على الازدياد العبادة فاذا ذهب الاصل بقي المثال فاصل الصورة في كلام العرب يسمى مثالا فيكون نظرهم الى المثالي حاملا لهم على فعل الصالحات. ثم لما طال الامد ونسي العلم وغلب الجهل عبدوا تلك الصور من دون الله سبحانه وتعالى. وصارت عبادة التماثيل منقولة في الامم امة بعد امة فان لكل احد وارث فالتوحيد يرثه من يرثه والشرك يرثه من يرثه. وكان اما اتصل بشرك قوم نوح ان فشى في الارض وكان منه شرك في الشام. فكان اهل الشامي لهم تماثيل واصنام يعبدونها من دون الله عز وجل. وكانت العرب تتردد على الشام تجار وكان ممن له كثرة تردد عليها سيد مكة عمرو ابن لحي الخزاعي كان سلطان مكة حينئذ لقبيلة خزاعة قبل قريش. فرأى عمرو ابن لحي ما عليه اهل الشام من عبادة الاصنام والتماثيل فحملها الى قومه. وابتدى الاصنام في عرب الحجاز بفعل عمرو بن لحيين. ثم لم يزل الشيطان لعمرو ابن لحي نشر الشرك في العرب حتى دله على تماثيل هؤلاء الصالحين الخمسة وكان البحر رمى بهم على شاطئ نهر جدة وسفت عليهم السوافي الرمال فدله ابليس على مواقع هؤلاء المعبودين من دون الله في تماثيلهم فاستخرجها وزين للعرب عبادتها وفرقها عمرو ابن حي في العرب فازداد الشر بعبادة الاصنام والاوثان في العرب وصار من دين العرب عبادة تلك الاوثان والاصنام وخالف دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام حتى غلب على العرب. ولم يبقى منهم الا بقية يسيرة من الحنفاء لما طلعت عليهم تمس الرسالة بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم كان منهم زيد ابن عمرو ابن ابن نفيد القرشي في اخرين ولما عظم هذا الامر في العرب بعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويرد العرب الى دين الحنيفية. فقام صلى الله عليه وسلم وقعد وابدى واعاد في دعوتي الى التوحيد حتى اظهره الله عز وجل على العرب وغلب على مكة وصار له السلطان على العرب فدخل صلى الله عليه وسلم مكة وكان حولها ثلاث مئة وستون صنما كما ثبت في الصحيح فصار النبي صلى الله عليه وسلم يمر بها ويطعن فيها بمحجنه اي بعصاه وهي تقع على وجوهها فتتكسر انهى محمد صلى الله عليه وسلم في العرب عبادة الاوثان التي ابتدأت فيهم من عمرو ابن الوحي الذي جلب ذلك من اهل الشام الوارثين تلك العبادة من قوم نوح عليه الصلاة والسلام. واذا اعتبرت هذا رأيت ان طول الامد لا يمحو الشرك من قلوب بل لا يزال الشرك مع طول الامد وغلبة الجهل يزداد في الناس. فلا يمحو الشرك من قلوب الناس الا دوام تعليمهم توحيد الله عز وجل ولاجل هذا اقتصر عظم دعوته صلى الله عليه وسلم في مكة على الدعوة الى توحيد الله ليمحو النبي صلى الله عليه وسلم من العرب ما تمكن في قلوبهم من عبادة التماثيل والاوثان قبل قوما موحدين حنفاء لله رب العالمين. قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على انها المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ عليه. قل من يرزقكم من السماء والارض يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. فسيقولون الله الاية وقوله تعالى قل لمن الارض وما فيها الى قوله وغير ذلك من الايات العظيمة على ذلك اقام المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة الدليلة على ما سبق له ذكره من ان كانوا مقرين بتوحيد الربوبية. فالمشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا ينكرون ان الله هو الخالق الرازق. وان له الملك وبيده تدبير الامور. لكنهم كانوا يجحدون افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وينكرون ذلك انكارا شديدا المصنف الحجة على ذلك بذكر ايتين تدلان على بذكر دليلين يدلان على ان العرب كانوا مقرين بتوحيد الربوبية. بذكر افراد منها في الخلق والرزق والملك وانهم كانوا اذا سئلوا من ذا الذي يخلق ومن ذا الذي يرزق ومن ذا الذي يملك فكانوا يقولون الله في ايات كثيرة من القرآن الكريم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل من يشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى. وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام. وان قصدهم الملائكة والانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك الذي احلا دماءهم واموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة مقدمات سبع رتب عليهن نتيجة فالمقدمة الاولى في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي مقرون بتوحيد الربوبية. والمراد بالتحقق ايش تمرد بالتحقق يعني قريب التحقق والتحقيق ايش يعني رسوخ هذا المعنى في القلب رسوخ هذا المعنى في القلب والمقدمة الثانية في قوله انه لم يدخله في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعا اليه محمد صلى الله عليه وسلم. وهو توحيد العبادة. فباقرارهم بتوحيد لم يعدوا مقرين بتوحيد الالوهية. فمن اقر بتوحيد الربوبية وحده لا يكون مقرا بتوحيد الالوهية. والمقدمة الثالثة في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى. فالتوحيد الذي جحدوه هو التوحيد الذي بافراد الله بالقرب اي بما يفعل قربة. هو التوحيد المتعلق بافراد الله الغراب اي بما يفعل قربة. فكانوا يطلبون القربة من الله سبحانه وتعالى ويطلبون القربة من غيره فيتقربون الى من يعظمون كالملائكة او عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام او اللات من صالحيهم. وهذا التقرب هو الذي يسميه المشركين اعتقادا فيزعمون ان في فلان اعتقادا حسنا. وان فلانا معتقد في الناس ومرادهم بالاعتقاد هنا انه ممن يقصد بالقربى. فمرادهم بالاعتقاد هنا انهم انه ممن يقصد بالقربى فكانوا يسمون هذا الفعل اعتقادا فيقولون اهل البلد الفلاني لهم اعتقاد في الولي الفلاني واهل الباد الفلاني لهم اعتقاد في الولي الفلاني. فقلوبهم تجمع التوجه اليه تقرب طلبا للنفع او دفعا للضر فيجعلون له شيئا من القرب يتقربون بها اليه رجاء حصول نفعه ومخافة حصول ضره والمقدمة الرابعة في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع احد وقال الله وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. فاولئك المشركون من اهل الجاهلية مع ما كانوا عليه من العبادة التي يزعمون انها لله لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا منهم. ولا انتفعوا بعبادتهم. بل اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده. وان تكون جميع القرب له. وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمشركين اذا لبوا فقالوا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك. قال النبي صلى الله عليه وسلم ويلكم قط. يعني يكفي يعني يكفي فقط هي فقط لكن الفاء هنا للتزيين عند اهل العربية فقط يعني يكفي فيقولون الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فكانوا يجعلون لله سبحانه وتعالى شريكا في القرى في العبادة لقولهم لا شريك لك الا شريكا يعني لا شريك لك في التوجه الى عبادة الا شريكا واحدا هو لك يعني تملكه كما يقول تملكه وما ملك فهم يعتقدون ان الربوبية كلها لمن؟ لله. واما العبادة فانهم يجعلون العبادة لله ولغير الله القته الشياطين في قلوبهم من ان هؤلاء ينفعون ويضرون فاستحكم هذا في قلوبهم حتى كانوا يعتقدون ان الملك والتدبير والرزق والخلق لله واما القربة التي يرجى منها النفع والظلم فانها تجعل قالوا لله ولغير الله سبحانه وتعالى. وذكر المصنف رحمه الله ايتين في تحقيق اخلاص العبادة لله الاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله فالمنقول في معناها على اختلافه فالمنقول في معناها على اختلافه يرجع الى ان جميع التعظيمات والاجلال ان جميع التعظيمات والاجلال والعبادة لله. ان جميع التعظيمات والاجلال والعبادة لله والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا فانه نهي عن دعاء غير الله عز وجل فانه نهي عن دعاء غير الله عز وجل. والدعاء يقع في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها. والدعاء يقع في خطاب الشرع اسما للعبادة كلها فعند اصحاب السنن من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العباد فمعنى الاية وان جميع التعظيمات والاجلال والعبادة لله فلا ايش تعبدوا مع الله احدا فلا تعبدوا مع الله احدا. واحد نكرة في سياق النهي تفيد العموم فالعبد منهي عن عبادة غير الله كائنا من كان. والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء. ودلالتها على اخلاص العبادة لله وحده من وجهين احدهما في قوله له دعوة الحق اي له الدعوة الصحيحة الثابتة. اي له الدعوة الصحيحة الثابتة وهي عبادته سبحانه وهي عبادته سبحانه. قال الله تعالى الا لله الدين الخالص. قال الله تعالى الا لله الدين الخالص اي السالم من شوبه بجعل عبادة لغيره. اي السالم من شوبه اي من خلطه بجعل عبادة لغير الله عز وجل وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر فاصل الكلام دعوة الحق له. فاصل الكلام دعوة الحق له فلما قدم الجار والمجرور علم ان المراد هو افادة الحصر ان العبادة كلها لله والاخر في قوله والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء بابطال عبادة غير الله. لعدم انتفاعهم بدعائهم. لعدم انتفاعهم بدعائهم. فانهم لا يستجيبون لهم. فانهم لا يستجيبون لهم قال الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون فهؤلاء الذين يدعون من دون الله عز وجل غافلون عن دعاء اولئك الداعين. فلا يدرون دعاءهم ولا يقدرون على اجابتهم بشيء. واذا كانوا على هذه الحال فانهم لا يستحقون ان يكونوا معبودين من دون الله عز وجل. فالايتان المذكورتان من اعظم ايات القرآن في بيان اخلاص العبودية لله وحده. ولا سيما الاية الاولى فهي اصل في اخلاص الدين لله وحده. والمقدمة الخامسة في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله الاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا دينهم لله. فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا دينهم لله واذا اخلصوا دينهم لله كان الدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله هو جميع انواع العبادة لله. فان حقيقة الاخلاص ان لا تخلط عبادة الله بعبادة غيره. فان الاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة لغير الله فان الاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. فلا يصدق على العبد كونه مخلصا دينه لله فلا يصدق على العبد كونه مخلصا دينه لله حتى يجعل عبادته كلها لله. حتى يجعل عبادته كلها لله. فمن دعا الله ودعا غيره او نذر لله ونذر لغيره او ذبح لله وذبح لغيره او استغاثة بالله واستغاث بغيره انه لم يخلص دينه لله وحده. فالمقدمة السادسة في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام. اي عرفت ان ما كانوا عليه من اقرارهم بان الله هو الخالق الذي له الملك لم يدخلهم في دين الاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعصم دماءهم ولا اموالهم ولا اعراضهم. ما الفرق بين المقدمة الثانية وهذه المقدمة نعم كيف وين الخصوص واهل العموم كيف خاص وكيف عامة نعم اللهم فاشهد نعم ترفع الكتاب على والفرق بين دينك المقدمتين ان المقدمة الثانية تنفي دخولهم الاسلام عن العام تنفي دخولهم الاسلام بالمعنى العام. الذي هو دين الرسل وهو افراد الله بالعبادة وهذه المقدمة تنفي دخولهم الاسلام بالمعنى الخاص الذي هو دين محمد صلى الله عليه وسلم. فان الاسلام يطلق تارة ويراد به كل الدين الذي انزله الله عز وجل على انبيائه. فدين ابراهيم هو الاسلام ودين موسى هو الاسلام ودين عيسى والاسلام عليهم الصلاة والسلام ويطلق تارة ويراد به الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. فمن الاول قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ومن الثاني فمن الاول قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ومن الثاني قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس اي بني الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم على خمس. والمقدمة السابعة في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم. فكان المانع دخولهم من الاسلام وهو الذي احل دماءهم واموالهم واعراضهم انهم كانوا يقصدون من الخلق من الملائكة او من الانبياء او من الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب اليهم فانهم كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. ويقولون ما نعبدهم الا الى الله زلفى. وهاتان الايتان تدلان على امرين عظيمين. واتان الايتان تدلان على امرين عظيمين. احدهما ان الشرك كان واقعا فيهم فهم يصرحون بعبادة غير الله. ان الشرك واقع فيهم هم يصلحون بعبادة غير الله. اذ قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهم مقرون بانهم يعبدون غير الله عز وجل. ولقد قالوا لو شاء الله ما اشركنا نحن ولا اباؤنا وهم يقرون بكونهم مشركين وانهم لغير الله يعبدون والاخر ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ الشركاء شفعاء وسائق عند الله عز وجل ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ الشركاء شفعاء ووسائط عند الله عز وجل فلم يكونوا يعتقدون ان هؤلاء المقصودين من الملائكة او الانبياء او الاولياء او غيرهم انهم يخلقون او يرزقون او يملكون او ينفعون او يضرون استقلالا وانما كانوا يتقربون اليهم باشياء من العبادات كالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة ليكون هؤلاء شفعاء ووسائط عند الله عز وجل فهم لا يجعلونه في مرتبة الله كما تقدم في تلبيتهم انهم كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فكانوا ينكرون افراد الله بالعبادة ولذلك لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى توحيد الالهية والعبادة قالوا اجعل الالهة الها واحدا اذا ان هذا لشيء عجاب. فهم استنكروا من النبي صلى الله عليه وسلم انه جعل من جعل من يقصد للتألق بالتقرب والتوجه واحدا. فانهم يجعلون الله عز وجل ممن يقصد بالتوجه والتقرب فاستنكروا ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يستنكروا على النبي صلى الله عليه انه نسب الخلق الى الله او نسبنا الملك الى الله او نسب الرزق الى الله او نسب التدبير وتصريف الامور الى الله فقد كانوا يقرون بهذا لكنهم استنكروا عليه صلى الله عليه وسلم مطالبته اياهم خلع تلك الاوتاد من جعلها شفعاء وسائط عند الله وان يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وهذا الذي كانوا عليه من اتخاذ الوسائط والشفعاء ليقربوهم الى الله زلفى هو الشرك الذي اشاعة عند متأخري هذه الامة. فان متأخر هذه الامة لا يعتقدون ان غير الله يرزق او يملك او يدبر ولكنهم صاروا يجعلون لغير الله شيئا من القرب من ذبح او او نذر او دعاء يقولون نرجو منه. نرجو منهم ان يكونوا شفعاء عند الله عز وجل لنا في حصول المقصود في اغاثة اللهفات واجابة الدعوات وغير ذلك من انواع مطالبهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك تلك المقدمات السبع في قوله عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. اي علمت توحيد الذي جاءت به الانبياء ودعت اليه وانه توحيد العباد وهو افراد الله عز وجل بها. وهو الذي اباه المشركون وتصايحوا فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ثم قالوا ان هذا لشيء عجاب اي امر غريب اي امر مستغرب فالحد الفاصل فالحد الفاصل بين دين الموحدين ودين المشركين هو افراد الله بالعبادة. فانك تجد في المشركين جما غفيرا من الخلق. لا يجعلون غير الله ولا رازقا ولا مالكا ولا مدبرا ولكنهم يجعلون لغير الله عز وجل شيئا من العبادة ابطال شركهم ينبغي ان يتوجه الى هذا الامر الاعظم وهو افراد الله سبحانه وتعالى بعبادته وهو الحق الحقيق له عز وجل كما قال تعالى له دعوة الحق. وقال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. قال تعالى الا لله الدين الخالص. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فالامر الذي اراده الله عز وجل من الخلق جميعا هو الذي خلقهم له في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فمراده منا ان نعبد الله عز وجل. فاذا جعل شيء من العبادة له فهذا هو المنكر الاعظم اي ينبغي ان يقام ويقعد في ابطاله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور. سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا. لم يريدوا ان الاله والخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك. وانما يعنون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها والكفار وهالوا يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق. والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه. فانه لما قال قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد يقال به شيء من المعاني والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده. فلا خير في رجل جهال الكفار منه بمعنى لا اله الا الله بين المصنف رحمه الله هنا ان التوحيد الذي دعت اليه الرسل من افراد الله بالعبادة هو معنى لا اله الا الله لان هذه الكلمة الطيبة تنطوي على نفي واثبات هما ركناها فللا اله الا الله ركنان احدهما ركن النفي في قول لا اله والاخر ركن الاثبات. في قول الا الله فالنفي فيها يفيد ابطال عبادة غير الله. فالنفي فيها يفيد ابطال غير الله. والاثبات فيها يفيد اثبات العبادة لله وحده. والاثبات فيها يفيد اثبات العبادة لله وحده فمعنى هذه الكلمة لا معبود حق الا الله. فمعنى هذه الكلمة لا معبود حق الا الله وهو موافق لما دعت اليه الانبياء من افراد الله عز وجل بالعبادة واذا كانت العبادة له سبحانه وتعالى وحده فانها لا تكون لاحد سوى قال وكان المشركون الاولون يريدون بالاله من يقصد ويتوجه اليه بانواع القرى كما ذكرت لكم انهم انكروا على النبي صلى الله عليه وسلم هذا في قولهم اجعل الالهة الها واحدا اي اجعل من يؤله بالتوجه اليه والتعلق به وقصده بانواع القرب الها واحدا. ان هذا لشيء عجاب. وهذا المعنى الذي ارادوه من الاله انه المقصود بالتوجه وتعلق القلب وتعلق القلب والتقرب اليه بانواع العبادات هو الذي صار موجودا عند كأخ للمشركين باسم السيد. فانهم يقولون فلان سيد. اي مستحق ان يتوجه اليه ويتعلق به. اي مستحق ان يتوجه اليه علق به ويجعل له شيء من الكرب. ويجعل له شيء من الكرب فهم لا يقصدون بقولهم السيء ان له سيادة في قومه او رئاسة بعلمه وصلاته وهم لا يقصدون بقولهم السيد رئاسة في قومه او امامة في علم او حلم او غير ذلك لكنهم يقصدون ان تنجمع القلوب على استحقاقه للتوجه اليه تعلق به وجعل شيئا من القرب له. كما يقولون السيد الرفاعي او السيد عبد القادر الجيلاني او غير اولئك من السادة الذين يجعلون. فهم يجعلون لاسم السيد من المعنى ما كان تجعله قريش من اسم الاله لمن يتوجه اليه ويتعلق به وتجعل له انواع من القرب. فالشرك الذي هم فيه هو الشرك كل الذي كانت فيه العرب وهو الذي انكره النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وقاتلهم واكفرهم حتى اظهره الله سبحانه وتعالى عليه. ومما ينبغي ان تعقله في العلم كافة وفي التوحيد والشرك خاصة ان الامر مناط بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني الامر مناط في الحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني. فلا يقولن احد ان هؤلاء ما قالوا ان عبدالقادر الجيلاني اله. ولا قالوا ان احمد الرفاعي اله. فانهم لا يقولون هذا لكنهم يقولونه هو سيد. ويجعلون معنى السيد ما تعنيه العرب قبل في معنى فالسيد عندهم هو الذي يستحق ان يتعلق به ويتوجه اليه ويجعل له ما يجعل من القرى فتراهم يدعون الجيلاني والرفاعي وغيرهما ويستغيثون بالجيلاني والرفاعي وغيرهما. ويذبحون للجيلان والرفاع وغيرهما. وينذرون والرفاعي وغيرهما. فتسميتهم اسم السيد لهما ولغيرهما لا يخرج عن حقيقة كون الموجود منهم هو تأليف. فالموجود منهم من تعلق القلوب والنظر الى ذلك المعظم باللهفة وشوق القلب وقوة الصلة به يدل على انهم يريدون من معنى السيد ما كانت تريده العرب في وتجد هذا في كلماتهم فتجد في منثورهم ومنظومهم ما يدل على انهم يتقربون الى هؤلاء وهم يعتقدون ان لهم قدرة على النفع الظلم بالشفاعة والوساطة عند الله لما يوجد في قلوب اولئك من التوجه والتعلق والتقرب فاذا توجه توجها صادقا الى الجيلاني او الى احمد الرفاعي او الى البدوي او الى غير هؤلاء حصل له مدد وعون مقصوده واذا لم يصب لم يفعل ذلك لم يدركه ما يؤمنه من هذا المعظم بدأ الشرك الذي عليه هؤلاء هو مخالف للا اله الا الله. لان حقيقة لا اله الا الله انه لا معبود حق الا الله. فلا دعاء الا لله. ولا استغاثة الا بالله. ولا ذبح الا لله ولا نذر الا لله. فالذي يقول لا اله الا الله ثم يتعلق قلبه ويتوجه عمله الى الرفاع او الى الجيلاني او الى البدوي او الى شمسان او الى يوسف او غيرهم من اولئك المعظمين ومنهم اهل حق ومنهم اهل باطل فان هذا كاذب في دعواه اذ قال لا اله الا الله فهم انما يقولونها بالسنتهم. ولكنهم لا يصدقون ما تتحرك به الالسنة باعتقاد قادم جازم وعمل لازم. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان من يدعي الاسلام من متأخر هذه الامة لا يعرف من معنى لا اله الا الله ما كان يعرفه مشركوا العرب. فان اخر هذه الامة نبتت فيهما طائفتان زائغتان تنتسبان الى لا اله الا الله. فالطائفة الاولى من يظنون ان المقصود هو قول باللسان فقط من يظنون ان المقصود هو قولها باللسان فقط. وان التلفظ يصير العبد معصوم الدم والمال والعرض. وان التلفظ بها يصير العبد معصوم الدم والمال والعرض. ولو فعل الموبقات. وركب الشركيات ودعا غير رب الارض والسماوات فانه عندهم معصوم الدم والمال والعرض معدود في زمن المسلمين. فهو يدعو غير الله. ويستغيث بغير الله ويذبح لغير الله وينظر لغير الله ويقول لا اله الا الله فيقولون هو مسلم لانه قال لا اله الا الله وهؤلاء لم يفهموا لا اله الا الله. والطائفة الثانية قوم ينتسبون الى الحذق والمعرفة والعلم يزعمون ان معنى لا اله الا الله انه لا خالق الا الله. يزعمون ان معنى لا اله الا الله انه لا خالف الا الله. او لا رازق الا الله. فيفسرون كلمة بمعنى الربوبية. فيفسرون كلمة التوحيد بمعنى الربوبية وكأن هذه الكلمة عندهم لا اله الا الله معناها لا خالق الا الله او لا رازق الا اولى ما لك الا الله. فهاتان الطائفتان زائغتان. لانهما لم تأتي بمعنى لا اله الا الله الذي اتت به الرسل. فالرسل جاءت بلا اله الا الله معنى افراد العبادة لله. فالرسل جاءت بلا اله الا الله بمعنى افراد العبادة لله. فتقول لا اله الا الله وتدعو الله. وتقول لا اله الا الله وتذبح لله. وتقول لا اله الا الله وتستغيث بالله وتقول لا اله الا الله وتنذر لله. فانه حينئذ يكون القول مطابقا للفعل اما ان يقول لا اله الا الله ثم يذبح بغيره ثم يذبح لغير الله او يدور لغير الله ويستغيث بغير الله او توكل على غير الله او غير ذلك من انواع العبادة التي يجعلونها لغير الله فهؤلاء لم يعلموا معنى لا اله الا الا الله والعرب الاولون الذين بعث فيه محمد صلى الله عليه وسلم قد علموا من معناها ما لم يعلم هؤلاء لا لانهم لما ارادهم النبي صلى الله عليه وسلم عليها قالوا اجعل الالهة الها واحدا ولما قال ابو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم وابيك عشر كلمات يعني نعطيك عشر كلمات فقال صلى عليه وسلم قولوا لا اله الا الله. فقال ابو جهل الا هذه. لان ابا جهل علم انه اذا قال لا اله الا ان الله افضل دين الاباء والاجداد. افضل دين الاباء والاجداد. فلا توجه حينئذ ولا تعلق بالله ولا بالعزى ولا بمناه ولا بهبل ولا بغيرها مما كانت تعظمه العرب. فالمشركون الاولون ادركوا مما ما لم يدركه المشركون المتأخرون. ومن لطائف الافادات ما ذكره العلامة وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ابن حسن ثم تلميذه سليمان ابن سحمان ان المشركين الاولين جحدوا لا اله الا الله لفظا ومعنى. جحدوا لا اله الا الله لا ومعنى وان المشركين المتأخرين جحدوا لا اله الا الله ايش؟ معنى لا لفظا ان جحدوا لا اله الا الله معنى لا لفظا. والامر كما قال المصنف رحمه الله فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله. فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله. لانه عمي عن المعنى المراد بها وهو افراد الله بالعبادة. واولئك لم يكونوا عمينا بل عرفوا ان معنى لا اله الا الله ان تعبد الله وحده وهذه الحقائق لا تمازج القلب. حتى يعرف العبد عظيم حق الله سبحانه وتعالى في توحيده وبشاعة الشرك فان من الناس من يزعم ان في كلام امام الدعوة رحمه الله تعالى غلوا وجفاء حتى جعل من يقول لا اله الا الله من اهل الشرك. وزعم ان جهال المشركين الاولين خير منه وهؤلاء الموبقون قد جعل بينهم وبين حقيقة التوحيد ولا اله الا الله حجاب كثيف. فان من عرف التوحيد حقيقة تواء كان من اهل نجد او من غير نهر نجد او من الحنابلة او من غيرهم من الحنفية او المالكية او الشافعية او الظاهرية او غيرهم علم ان معنى لا اله الا الله الا يعبد الا الله. وان المعبود الحق هو الله وان الامر كما قال الله له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. وكما قال الله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فاذا رأى رجلا يقول لا اله الا الله ويذبح لغير الله وينظر لغير الله ويدعو لغير الله ويستغيث بغير الله عرف ان هذا كاذب في دعواه وانه يقولها لفظا لا يحققها معنى فمثل هذا اي شيء من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وعى وادرك. وقد كان النبي الله عليه وسلم يسير في وفود العرب في الموسم ويقول يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا وكان عمه ابو لهب يمشي وراءه ويقول ان هذا رجل مجنون فلا تطيعوه ابو لهب عرف انه لما يقول لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا معناها ايش؟ انه يقولونها بالسنتهم كانوا هم يقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك. لكن بعدين يقولون ايش؟ الا شريكا هو لك. فهو يريد منهم ان يحققوها معنى قولوا لا اله الا الله محققين معناها. فكان ابو لهب يرى ان هذا سفها. وان جعل المألوف المعظم المتوجه اليه بالتعلق والقصد والطلب واحد ان هذا شيء من الجنون عند العرب. فاذا هذا علمت ان قول لا اله الا الله لا يجتمع مع الذبح لغير الله والندم لغير الله والدعاء لغير الله والاستغاثة بغير الا اذا اجتمع الحوت هو الضبط ومحال ان يجتمع. فمن وعى هذا عظم عنده عظمت عنده حقيقة التوحيد والشرك وعرف ما عليه كثير من الناس ممن ينتسب الى الاسلام وهو لا يفهم حقيقة دعوة التوحيد. وهذا امر من رأى مقررات التوحيد لا اقول في بلاد بعيدة بل في بلاد قريبة وبعضها كان من المقررات الجامعية عندنا حتى رفع لله يقرر فيه توحيد الربوبية فقط من اول الكتاب الى اخره توحيد الربوبية وليس فيه ذكر توحيد الالوهية وان العبادة يقول لله سبحانه وتعالى وحده فمثل هذا لا يعي حقيقة التوحيد لكن من ادمن النظر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم علم قدر توحيد الله سبحانه وتعالى وما يجب على العباد فيه وعظم عنده الشرك وبشاعته الشرك اعظم من قتل الانفس. الشرك اعظم من سرقة الاموال. الشرك اعظم من اغتصاب الفروج. لان الشرك اغتصاب او حق الله عز وجل في الوحدانية. الله الذي رزق والله الذي خلق والله الذي ملك. والله الذي دبر الامر كله. كيف يشرك به سبحانه فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما فتعالى الله عما يشركون ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون. فمن وعى ايات القرآن الكريم في توحيد الله وعظم الشرك عرف حقيقة دين الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت معرفته دين الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من اللذة والانس والسرور والبهجة ما لا عنه عبارات الفصحاء ولا تخبروا عنه بلاغة البلغاء لان التوحيد يلامس القلوب لا يلامس الالسن فاذا لامس القلوب ورسخ فيها وثبت ونمى وابتهج صاحبه به عرف حقيقة التوحيد. ولاجل ذلك يموت اهل التوحيد لاجل التوحيد تقتل النفوس وتؤخذ البلاد وتدمر لاجل ان يبقى توحيد الله سبحانه وتعالى كالذي اتفق لهذه الدعوة في اطوالها الثلاثة في دولة ال سعود وما حل بها من الكيد الذي كان من اول امرها الى يومنا هذا وكل مدار الامر هو على توحيد الله سبحانه وتعالى وكل دولة في العالم ستقوم لاجل توحيد الله عز وجل فانها ستلقى من الكيد والبغظ والشناعة ساعة ما لا يصفه احد وكثير من الناس يجهل ان هذا البلد مستهدف لاجل التوحيد يظن انه مستهدف لاجل البترول او مستهدف لاجل سعة الارضية او غير ذلك ليس هذا هو المحرك الاكبر المحرك الاكبر ان هذا البلد فيه عقيدة التوحيد لا شرك فيه لا قباب ولا ولا مشاهد ولا اعلان لدعوة غير الله سبحانه وتعالى وكل من خالف هذا فانه مكبوت لا يستطيع ان يقوم بدينه كما ينبغي فيجب ان يعرف الانسان حقيقة هذا الامر وان يكون من جهاده السعي في نصرة توحيد الله سبحانه وتعالى حتى يبقى في وفي بلده نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ علينا توحيدنا وان يحفظنا بالاسلام قائمين وان يحفظنا بالاسلام قاعدين ويحفظنا بالاسلام نائمين. نعم احسن الله اليكم ونفعنا بكم قال رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك ذلك لمن يشاء وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه كما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افادك فائدتين. الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى. قل بفضل الله وبرحمته ثبت فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا عرفت ان الانسان يذكر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار. خصوصا ان الهمك اللهم عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوا قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة فحين اذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله ذكر المصنف رحمه الله مقدمات اربع مقدمات اربعا اخرى ثم رتب عليها نتيجة جليلة ثانية. فالمقدمة الاولى في قول اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلبي وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بتوحيد الربوبية وان الله هو الخالق وهو الرازق وهو المحيي والمميت لكنهم كانوا يدعونه ويدعون غيره يعبدونهم ويعبدون غيره. وقد علم هؤلاء المشركون ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد منهم قولي لا اله الا الله ان يجعلوا عبادتهم كلها لله. وان يبطلوا التعلق والتوجه بغير سبحانه وتعالى وتأمل موقع قوله رحمه الله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب في الكلام الذي سمعته مني انفا فان الشأن في امتلاء القلب بهذه الحقائق ورسوخها فيه حتى يعي مرتبة التوحيد والشرك ومنزلتهما من دين الله عز وجل. والمقدمة الثانية في قوله وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به فيغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي عرفت ان الشرك هم اظل هو الشرك في العبادة. اي عرفت ان شركهم الاعظم هو الشرك في العبادة. والشرك في الشرع له او معنيان والشرك في الشرع له معنيان. احدهما معنى عام. وهو جعل شيء من حقل الله لغيره وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر معنى خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والمعنى الخاص هو المعهود في خطاب الشرع فاذا اطلق ذكر الشرع ذكر الشرك في خطاب الشرع من الايات والاحاديث فالمراد به شرك العبادة والمقصود من معرفتك الشرك ان يدلك على معرفة التوحيد والمقصود من معرفة الشرك ان يدلك على معرفة التوحيد فان العبد لا يتمكن من تحقيق التوحيد حتى يعرف الشرك ليحذره وكان حذيفة رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يقع فيه ومعرفة الشرك التي تراد من العبد هي معرفة اصوله الكلية ومعرفة الشرك التي تراد من العبد هي معرفة اصوله الكلية اي القواعد الجامعة المبينة لتفاصيل ما يوجد من الشرك اي الاصول الكلية المبينة لتفاصيل ما يوجد من الشرك فان العبد لا يؤمر بان يتتبع افراد الشرك التي توجد في الامم والافراد. فان هذا شيء لا انتهاء له لكنه يؤمر بمعرفة الاصول الكلية. كقولنا مثلا ان من جعل سببا غير شرعي ولا شركي ولا قدري فانه يقع في شرك الاسباب ويكون من الشرك الاصغر. فهذا اصل لتندرج فيه افراد كثيرة. وهذا هو الذي يريده العلماء من طلب معرفة الشرك فهم لا يريدون مجرد المعرفة المجملة. لكنهم يريدون معرفة تفصيلية تتعلق بالاصول الكلية معرفة تفصيلية تتعلق بالمسائل المتجددة فهذا لا انتهاء له. والمقدمة الثالثة في قوله وعرفت الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه اي عرفت الدين الذي بعث الله به رسله ولا يقبل من احد دينا سواه وهو دين الاسلام الذي هو افراد الله عز وجل بالعبادة. فان حقيقة الاسلام الاستسلام لله بالتوحيد ولا يكون العبد مستسلما لله بالتوحيد حتى يفرده بالعبادة. والمقدمة في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا اي من الجهل بالتوحيد والشرك اي من الجهل بالتوحيد والشرك. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك معارف تلك المقدمات الاربع فقال افادك فائدتين. الاولى الفرح بفضل الله ورحمته اذ جعل لك من البصيرة والهداية ما تميز به معرفة التوحيد والشرك والحق والباطل كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. والثانية العظيم من الوقوع في الشرك. لان العبد اذا عرف ذلك عظم خوفه من كيف؟ وكان من دعاء ابي الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام قوله اجنبني وبني ان نعبد الاصنام. فهو دعا الله سبحانه وتعالى ربه ان يجنبه الشرك بالله سبحانه وتعالى. وكان هذا دعاء وكان هذا دعاء رجل حقق التوحيد. قال الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا الاية والتي بعدها. وكسر الاصنام وقام بدعاء الناس الى توحيد الله سبحانه وتعالى دعاء عظيما. ثم يتخوف على نفسه ثم على ذريته عبادة في الاصنام فانه لم يقل اجلب بليا ولكنه قال اجلبني وبني ان اعبد الاصنام والدعاء بالتجنيب يعني الدعاء بالمباعدة. وانما يدعى بالمباعدة فيما يخاف ويحذر فكان ابراهيم عليه الصلاة والسلام يخاف على نفسه وعلى بنيه ان يقعوا في عبادة الاصنام. وعلل ذلك قوله ربي انهن اضللن كثيرا من ايش؟ من الناس فكثير من الناس ظلوا وزاغوا عن دعوة التوحيد لما في الشرك واذا كان هذا دعاء ابراهيم فغيره اولى بالخوف. قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد ابراهيم من يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام. رواه ابن جرير وغيره. فلا احد يأمن على نفسه ان ان يضع في الشرك ومن قوة توحيد العبد ان يعظم خوفه من شرك يقع فيه لا يزال يتحرز من الشرك من دقيقه وجريره وصغيره وكبيره ويحذره حذرا شديدا لعل الله سبحانه وتعالى ينجيه من ذلك. نعم الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعثنا بهم بهذا التوحيد الا جعل له اعداء كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي شياطين الانس والجن. وقد يكون لاعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون اذا عرفت ذلك وعرفت ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة امرين عظيمين احدهما ان الله لم نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء. كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا الانس والجن فما قام احد من الانبياء بالدعاء الى توحيد الله الا قاومه الاعداء من قومه كما قال ورقة ابن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم انه لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عودي. متفق عليه في قصة ابتداء الوحي. وهذا من ورقة عام في الانبياء وغير الانبياء فلا يأتي احد الى الناس بدعوتهم الى من الانبياء وورثتهم من العلماء واهل الاصلاح الا خرج له من يعاديه منه ويبارزه بالحرب ويسعى في الكيد له. هذا في الافراد خصوصا وفي الدول عموما فالدولة التي تقوم بالدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى يظهر لها من الاعداء الجمة الغفير الذين تضيق صدورهم بالدعوة الى توحيد الله عز وجل فيناصبونها العداء. فينبغي ان يعرف المرء ان الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى يجعل لها اعداء يقعدون على الطريق فمن حكمة الله سبحانه وتعالى ان يبتلي اهل التوحيد بمن يعاديهم وينفر عنهم ويصفهم القبيحة التي تجعل الناس ينفرون عن دعوتهم ويباعدونها. والاخر وان دعاة الباطل يكون عندهم علوم وكتب وحجج يجادلون بها كما قال تعالى فلما جاءت هم رسلنا بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. فرحوا بما عندهم من العلم فاهل الباطل الذي يعادون اهل التوحيد فيهم علماء وعندهم كتب وعندهم حجج فهذه حكمة الله عز وجل في الصراع بين الحق والباطل والتوحيد والشين. لكن الذي هم فيه مما يتصورون انه حق هو زيف لا حقيقة له. فان العلم الصحيح الكامل يدعو الى الدين الصحيح الفاضل فان العلم الصحيح الكامل يدعو الى الدين الصحيح الفاضل. فهؤلاء عندهم صورة العلم لا حقيقة فهم يتسلون باشياء ينسبونها الى العلم ويتخذون من الايات والاحاديث ما يرون ان انه حجج يحتجون بها على شركهم. وما من احد من هؤلاء يدعي هذه الدعوة الا كان في دلائل الحق وبراهين التوحيد ما يبطل تلك الدعوة كما سيأتي في كلام المصنف. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تتعلم من الله لا يصل سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم مقدمهم لربك عز وجل لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم ولكن ان اقبلت الى الله تعالى واصيت الى حجج الله وبيناته فلا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون. فجند الله تعالى هم الغالبون الحجة واللسان كما انهم هم الغالبون بالسيف والسينان. وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. وقد من الله علينا بكتابه الذي له تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة ذكر المصنف رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك وان الطريق لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج فانه يجب عليه ان يتخذ سلاحا فان من بورز بالعداوة وعلم انه يلقى عدوا معه سلاح وجب عليه ان يتخذ سلاحا كما قال فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين. فلا غنية للموحد من اتخاذه سلاحا يبارز به هؤلاء ويطاعنهم. والسلاح الذي يفتقر اليه اذ هو علمه بدين الله ان يكون له علم بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر رحمه الله ان مما يطمئن العبد اذا استصحب هذا السلاح ان الله سبحانه وتعالى معه وان هؤلاء مهما بلغ كيدهم وعظمت حججهم وبيناتهم فانها من كيد الشيطان وان ان كيد الشيطان كان ضعيفا. فالموحد الذي يتخذ له من العلم والدين سلاحا يقاتل به يقوي قلبه ويطمئنه ان الغلبة له هو ان الله سبحانه وتعالى معه وان هؤلاء باطل ما هم فيه وحابط ما كانوا يعملون. وان امامه الذي يؤزهم ومقدمهم الذي يدفعهم وهو الشيطان خائب خاسر وان كيده لا يبلغ شيئا. ثم ذكر رحمه الله مما تقوى به نفوس الموحدين ان العامية من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين. كما قال تعالى الاوان جندنا لهم الغالبون. وهذا العامي الموحد هو من جند الله. والله سبحانه تعالى يؤيد جنده وقد ضمن لهم الغلبة كما قال وان جندنا لهم الغالبون. قال المصنف فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة والانسان كما انهم هم الغالبون بالسيف والسنان. ومنشأ غلبة من الموحدين الفا من علماء المشركين هو الفطرة الصافية. ومنشأ غلبة العامي من الفا من علماء هؤلاء المشركين هو الفطرة الصافية. فانه قمين ان تسعفه بحجة تدمغ حجج اولئك المبطلين فيجري الله سبحانه وتعالى على لسانه من البراهين ما لا يظنه اولئك المبطلون. ثم ذكر رحمه والله تعالى ان الخوف هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اي ليس معه بدين الله فالعبد اذا سلك الطريق في دعوة الناس وهدايتهم ولا سلاح له يتخوف عليه ان يعرض له من الشبه التي يشبه بها المشبهون ما يصرفه عن دين الله عز وجل. فلا بد ان من السلاح ما يكون الة يدفع بها كيد الكائدين وحرب المحاربين وقوله رحمه الله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح مما يتوهم انه يخالف قوله الذي تقدم والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين. فان العامية لا سلاح معه وجعله غالبا الفا من المشركين. ثم بين ان مثل هذا يخاف عليه ودفع التعارض المتوهم بين هاتين الجملتين يرجع الى معرفة موردهما فهاتان الجملتان لهما مولدان فهاتان الجملتان لهما موردان احدهما المولد القدري. في قوله والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين احدهما المولد القدري في قوله والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين. والاخر المولد شرعي والاخر المولد الشرعي في قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس سلاح في قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. فباعتبار نحن مأمورين بتعلم العلم والدين. فباعتبار خطاب الشرع نحن مأمورين بتعلم العلم والدين. وباعتبار القدر فان الله يجري من حكمته ظهور عامي موحد على الف من علماء المشركين. وباعتبار قدر فان الله يجري بحكمته ظهور عامي موحد على الف من علماء المشركين. ثم ذكر رحمه الله تعالى السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد وهو كتاب الله عز وجل كما قال وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها بينوا غفرانها كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جيناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها الى يوم القيامة انتهى كلامه. فكل كائد للتوحيد ومعاد له مما يبطل حجته ويضعف كيده ويكشف للناس عواره وبطلان دعوته هو القرآن الكريم ولذلك فان القرآن هو اصل التوحيد. ولا يوجد من دواوين العلم كتاب يفي ببيان التوحيد والشرك كما به القرآن الكريم والشأن في حسن الاقبال عليه وكمال النزع منه. فمن اعظم سلاح الموحدين معرفة معاني القرآن الكريم. فان المخالفين في التوحيد والشرك يردون كثيرا من الاحاديث تارة النزاع في صحتها وتارة بالنزاع في دلالاتها وتارة بالنزاع في حجيتها واما القرآن الكريم فلا يقوى احد على ربي فاذا اظهرت بيناتي التوحيد ومفسدات دعوة الشرك من القرآن الكريم لا يحتمل احد ان يرد الحق الذي في القرآن الكريم الا رجل في قلبه هوى ولا قامت دعوة ينتفع بها الناس الا وهي تنزع من القرآن الكريم نزعا عظيما. وتأمل هذا في دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الله تعالى فان عمدة ادلته التي يذكرها هي من القرآن الكريم. فتجده يذكر احاديث يسيرة ولكنه يذكر ايات كثيرة حتى صار من السمات الفارقة بين علماء الدعوة وغيرهم كثرة نزعهم من ادلة القرآنية الكريمة. فربما وجدت كتابا لاحدهم فيه مئن من الايات القرآنية مع كونه وجيزا او سمعت محاضرة لاحدهم فيها عشرات من الايات القرآنية لان اكثر عنايتهم في تقرير التوحيد وابطال الشرك هو العناية بالقرآن الكريم فينبغي ان يعتري العلم بهذا وللعلامة بقي الدين الهلالي كتاب نافع طبع في اربع مجلدات اعتنى فيه ببيان التوحيد والشرك من القرآن الكريم. اعتنى فيه ببيان التوحيد والشرك من القرآن الكريم. نعم الله اليكم. قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذي يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون او ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم شيء يتركون المحكم ويتبعون تشابه وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وانه كفرهم بتعلقهم على الملائكة او الانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهذا امر محكم لا يقدر احد ان يغير معناه. وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه ولكن اقطع ان كلام الله لا يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف الله عز وجل وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا تستهون. فانه كما قال قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما بين المصنف رحمه الله ان القرآن كاف في اقامة الحق وابطال الباطل في توحيد الله والشرك به شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون عليه في دعوة التوحيد. فبين ان الرد على الاقوال الباطنة يكون من طريقين. احدهما طريق مجمل والمراد به القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة. القاعدة التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة. والاخر طريق مفصل. والمراد به الجواب عن كل شبهة الى حدى على حدى. والمراد به الجواب عن كل جبهة على حدة وبدأ بالجواب المجمل لانه الامر الكلي والفائدة الكبيرة لمن عقلها. واستدل على تحقيقه اية ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ففيها ان من القرآن ما هو محكم ومنه ما هو متشابه والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان. والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيين احدهما الاحكام والتشابه الكلي. احدهما الاحكام والتشابه الكلي لكل واحد منهما وصفا للقرآن كله. بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله. قال الله تعالى كتاب احكمت اياته. قال الله تعالى كتاب احكمت اياته قال تعالى كتابا متشابها. وقال تعالى كتابا متشابها. فالاحكام وصف للقرآن قل لي والتشابه وصف للقرآن كله. والمراد به هنا ان الاحكام هو الاتقان والتجويد ان الاحكام هو الاتقان والتجويد اي كونه جيدا للمعنى الاصطلاحي الاتقان والتجويد اي كونه جيدا لا المعنى الاصطلاح. وان التشابه هنا تصديق بعضه بعضا وان التشابه هنا تصديق بعضه بعضا. فقوله تعالى كتاب احكمت اياته اي كتاب اتقنت وجودت اياته. وقوله تعالى كتابا متشابها ان يصدق بعضه بعضا. والاخر الاحكام والتشابه الجزئي الاحكام والتشابه الجزئي في ان يكون الاحكام وصف بعضه. والتشابه وصف بعضهم بان يكون الاحكام وصف بعضه والتشابه وصف بعضه. وفيه اية ال عمران التي ذكرها المصنف لقوله منه ايات محكمات هن ام الكتاب ثم قوله واخر متشابهة فمنه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه. والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر احكام وتشابه في باب الخبر. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. والمتشابه ما لم يظهر لنا علم تشابهوا ما لم يظهر لنا علمه وثانيهما احكام وتشابه في باب الطلب. احكام وتشابه في باب الطلب. فالمحكم منه ما اتضح معناه وعرفت دلالته فالمحكم منه ما اتضح معناه وعرفت دلالته. والمتشابه منه ما لم يعرف معناه ما لم يعلم معناه ولم تعرف دلالته ما لم يعلم او يتضح معناه ولا عرفت دلالته ثم ذكر المصنف ان ان ما اشتبه على العبد في مقابل المحكم فانه يتمسك المحكم يعرض عن المتشابه. وهذا هو المراد بالجواب المفصل. وهو البقاء مع محكم والاعراض عن المتشابه. وهو البقاء مع المحكم والاعراض عن المتشابه. وهذا اصل نافع في الدين في حماية القلب من شبهات المشبهين. فاذا شبه عليك في امر ما حتى كدت اليه وانت تتيقن شيئا محكما فان السلامة لك ان تتمسك باليقين المحكم عندك وان تعرض عن المتشابه وتعتذر عنه. فلو قدر انك تعرف المحكم في باب من ابواب الدين. ثم احد فشبه عليك بادلة من القرآن والسنة. انت لا تعلمها في مخالفة ذلك المحكم الذي عرفته من دين الله سبحانه وتعالى. فانك تتمسك المحكم وتترك قل متشابها. فمثلا لو قال لك احد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه ان رجلا خدرت رجله عنده فقال له ابن عمر اذكر من تحب فقال الرجل يا محمد وقال لك هذا المشبه فهذا الرجل دعا محمدا صلى الله عليه وسلم واقره ابن عمر فلماذا تنكرون علينا دعوته صلى الله عليه وسلم بقولنا يا محمد او دعوة غيره. فحين اذ المخرج لك ماذا ها تمسك بالمحكم. فتقول ماذا؟ ان الله سبحانه وتعالى نهاني عن دعاء غيره. فقال ان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. نسيتوا؟ قبل قليل. وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. شفتوا الشبهة كيف؟ انها القلوب تلقاها وتعظمها لكن المفزع انك ترجع. تقول هذا الحديث ثبت ما ثبت وانا اخوك ما ادري عنه انا اعرف ان الله قال وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا اول كان الناس كذا ما عندهم شيئين يعرفون ان هذا الدين الذي تلقوه دين صحيح دين ثابت لانهم كانوا يرون علماؤهم يرونهم انهم من علماء من اهل الاخرة. اهل خوف مراقبة اقبال على الله عدم تعلق بالخلق ولا محبة ثناء ولا نزاع على زعامات ولا صراع على رئاسات ولا رغبة في جاه ولا دنيا يبينون لهم فيقول هذا الحق غير باطل. فاذا جاءهم واحد مثل هذا قالوا كلامك والله هذا ما ندري عنه. نعرف ان المشايخ يقولون محد يقول يا محمد ولا يا حسين ولا يا جيلاني؟ وكلامك هذا فكنا منه. هكذا كان عندهم التوحيد. الان تأتي للشاب تقوله هذا يفتح فمه يقول نعم غرر بنا حجبت عنا الادلة مدة طويلة. هذي هذي حال الشباب ليش؟ لان تأسيسهم للدين ضعيف دينهم تقليد اكثر دين الشباب الان تقليد ياخذ من واحد شاب مثله يمشي على طريقه فاذا جته الشبه ورجته انتقل الى دين اخر تجدهم الان خلال عشر سنوات له دين ثم دين ثم دين هذا امر مشهود ولا ينكره الا لا عقل له واذا فتشت عن اصل هذا ومنشأه ان السبب هو ضعف التأصيل في معرفة دين رب العالمين ما يعرف دينه فاذا جت الشبهة من الشبهات شبهت عليه اخذ معها. لكن الذي عنده دين صحيح فيأتيه بهذا الكلام بعدين يجيب لها يجيب له يقول شف الكلم الطيب هذا الكلم الطيب مذكور فيه باب قدر الرجل والقصة هذي ابن تيمية هذا حتى ابن تيمية حقكم يقول كذا ابن تيمية حققه يقول كذا. فتجد الشاب يفطر فاول يقول والله صحيح بس المدارس ما يدرسونا هالشي هذا. هذا كله من الجهل. لكن الموحد يقول له هذا الكلام الذي تقوله هذا كلام صحيح وهذا من ادوية العرب العرب تداوي الخدر بذكر المحبوب لان النفس اذا ذكرت محبوبها قويت طبيعتها. واذا قويت طبيعتها سخن الجسم واذا سخن الجسم تحرك الدم واذا تحرك الدم ذهب الخدر لان اصل الخدر انحباس الدم عن عضو من الاعضاء فيذبل ويتسلل اليه فهو يجيب بان هذا طب عند العرب وموجود في شعرهم وذكر في تاريخهم ولا تعلق له بما تريده انت من دعوة غير الله سبحانه وتعالى فمثله يرجع الخرفان عند الموحد العالم هؤلاء المشبهين يفغرون افواههم. ولذلك عندما تقرأ في كلام هؤلاء عندما يريدون شبه يقولون الوهابية يطالبون الحنابلة ويذكرون خمس مسائل سبع مسائل عشر مسائل عشرين مسألة خلها هل اذا خالف احد من اهل العلم امام مذهبه في مئة مسألة يخرج من المذهب يقولون هؤلاء الوهابية ليسوا بحنابلة لانهم يخالفون فيها مئة مسألة طيب كم من العلماء الذين خالفوا ائمة مذاهبهم في مسائل كثيرة. هات من من الحنفية ابن الهمام والعين. وهات من المالكية القاضي عياض وابن عبدالبر. وهات من تابعية النووي وابن حجر خالفوا مذاهبهم فهل هم خرجوا من انهم يكونون شافعية وحنفية ومالكية فهل ائمة الدعوة خرجوا لانهم خالفوا في هذه المسائل لا هم يبقون حنابل وان خالفوا. ثم اذا كان هؤلاء تستعظمون انهم خالفوا في امور تتعلق بالعقيدة فانتم خرجتم في امور تتعلق بالعقيدة في مسائل كثيرة. البناء على القبور اذا رجعت في المذاهب المتبوعة تجد كيف البناء على على اقوال منها الكراهة ومنها التحريم لكن اذا قلنا اقل شيء بالكراهة تجد هؤلاء يرون الاستحباب او الوجوب الان علماء المذاهب الاخرى من الذين عندهم ضلال وبدعة وشرك تجده تجده هو يبل بنا على القبور قربة من القرب وان هذا مستحب وان لم يكن واجب بعضهم يقول هذا واجب يتميز الولي الصالح عن غيره طيب ها انتم خالفتم ائمتكم وجئتم باقوال مخالفة لكن متى يستطيع الانسان ان هذا اذا قوي الحق في قلبه ولذلك معرفة الدين الصحيح يجعلك قويا واقل معرفتك للدين الصحيح ان تتمسك والمتشابه لا تلقي له بالا. ولشدة خطر المتشابه على الناس وقلة معرفتهم به ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى الدواء الناجع في حديث عائشة رضي الله عنه الذي ذكره المصنف اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك او فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. متفق عليه من حديث عائشة. والحذر من هؤلاء يجمع امرين والحذر من هؤلاء يجمع امرين. احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون. الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون. والاخر الحذر من مقالاتهم فلا يقبل الانسان عليها لا يتشاغل بها الحذر من مقالاتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها وذكر المصنف رحمه الله مثالا يتضح به الجواب المجمل. فاذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في باب توحيد وجاء بكلام متشابه فقال الشفاعة حق والانبياء لهم جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم فالجواب القاطع شبهته المانع منه ان تتمسك باحكام القرآن في باب توحيد العبادة الذي فيه ان العبادة كلها لله وان المشركين الذين بعث بهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية وكانوا يجعلون الملائكة والانبياء والصالحين شفعاءها ووسائط عند الله سبحانه وتعالى وهذا امر محكم. بين في القرآن الكريم بايات كثيرة منها ما تقدم في كلام المصنف رحمه الله. وما يذكره هذا يشبه من الكلام فان الامر كما قال المصنف لا اعرف معناه. يقول هذا المحكم عندي وما تذكره لا معناه ومعنى قوله لا اعرف معناه احد شيئين. ومعنى قوله لا اعرف معناه احد شيئين الاول لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره وتستدل به. لا اعرف معناه الذي دعيه وتذكره وتستدل به. والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم. لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم. فهذا الاثر الذي نقلناه عن ابن عمر اذا جاءك مشبه تتمسك الاحكام وتقول هذا لا اعرف معناه. يعني لا اعرف معناها الذي تدعيه وتستدل عليه بانه يجوز دعاء غير الله. ولا اعرف ما اهل العلم عن هذا الاثر. وتتمسك بالمحكم ان العبادة كلها لله وحده. وهي حصن في معرفة دين الله سبحانه وتعالى لا يتسلل منه شيء اذا قلبك وهذا اصل وثيق في حفظ النفس من الشرور ان تتمسك بمحكم الدين وترد بذلك على شبه المشبهين. ومهما القى اليك مشبه بمئين من الحجج فانك تعرض عنها وتتمسك بالدين الذي اتقنته وعرفته عمن تثق بعلمه ودينه تكون عليه مما نجى عليه اهل هذه البلاد لمعرفة توحيد الله سبحانه وتعالى. فاذا جاءك مشبه باي باب من الابواب من ابواب الدين فان تتمسك بالمحكم وتعرض عن المتشابه وترد العلم الى اهله. وتقول لهذا المشبه وغيرها انا اعرف ديني وانت اذهب اعرض كلامك عن العلماء وهم يخبرونك بمعنى هذا ولا تشغلني بمثل هذه المتشابهات. لو ان الانسان كان هذا هو ودينه لما رأينا الاديان الملونة الاديان الملونة اليوم منتشرة كما قلت لكم كل يوم له دين وتجد يأتيك واحد من الشباب يجيب لك مذكرة يقول هذي شوف فيها هذي مذكرة ذكر فيها كلام كثير واحد جاب كلام لابن تيمية خلى ابن تيمية له دين اخر جعل ياخذ من ابن تيمية اشياء تقص وتحمل من المعاني ما لا يريدها ابن تيمية ويجعل كلام ابن تيمية على هواه ثم ينتصر له ويقول هذا هو الدين الحق وهذا هو دين ابن تيمية اللي انتم في البلاد هنا على دين اخر وتنسبون الى ابن تيمية هذا من الجهل او يأتي الانسان اذا كلام معظم ممن قبل ابن تيمية كالامام احمد ابن حنبل ويأتي منه بكلام ويقول هذا كلام الامام احمد وانتم تزعونكم على مذهب احمد مذهب احمد هو يجهل هو جاهل بحقيقة مذهب الامام احمد. ولذلك هؤلاء من تأمل احوالهم وجدهم وجدهم انصاف ما طلبوا العلم على الحقيقة يحضرون سنة عند واحد من المشايخ ثم بعدين يقولون حنا نقرأ في الكتب ونفهم يبدون يقرأون في الكتب وينشأ من هنا الظلال ويظنون ان عندهم شيء من العلم وانهم وقفوا على شيء من الحرب وانه لابد من بيانه للناس فتجدهم بعد ذلك يظهرون على الناس في ابواب توحيد الله وتعالى في ربوبيته او في الوهيته او في اسمائه وصفاته او في باب السمع والطاعة او في باب ادلة النبوة وبراهينها او في باب كرامات الاولياء او في باب نظام جماعة المسلمين وغير ذلك من ابواب الدين ولذلك السلامة في دين الله ان تحرص على تعلم دين الله على وجه صحيح. تتعلم دين الله على الوجه الصحيح. دين الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. ان هذا الدين يسر. الدين يسر وانت تتعلم ان تعرف ان دين الله هو فاستمسك بالذي اوحي اليك القرآن والسنة. اذا وجدت انسان يعلمك غير القرآن والسنة وعلى غير هدي الكتاب والسنة لا تأخذ منه لكن اذا وجدت انسان تثق بعلمه ويدلك على الكتاب والسنة ارجع اليه في كل امر اشكل عليك ولا تظن انك اذا سمعت نشبه في قناة او في اذاعة او في غيرها انك تجد عنده علم جديد لا العلم انما كما قال كما قال مالك المشهور ترى العلم هو المشهور هو المعروف اللي تسأل عنه العجائز فيجيبونك عنهم لو ان هذه المسألة التي ذكرتها لكم سألنا عنها بعض عجائزنا؟ فقالوا لا هذا ما هو بصحيح الكلام ما هو بصحيح ما ندعي الا الله سبحانه وتعالى. لذلك ينبغي على الانسان يا اخوان ان يحرص على تعلم العلم ولا يأخذ دينه بالتلقي العام. تلقي العام والوراثة ويظن ان هذا دين فما اسرع ان تأتيه شبهة تلقيه في بحر لجي من ظلمات وانتم ترون تعرفون من اقرانكم وممن حولكم ممن كان على دين ثم تحول الى دين اخر واذا بحثت عن منشأ هذا وجدت ان منشأه من ضعف معرفته بدينه وعدم يقينه وعدم ركونه الى اهل الدين العالمين به تسللت تلك الشبهة الى قلبه وتربعت على عرشه فاخرجته الى دين اخر. والسعيد من عرفه الله سبحانه وتعالى بدينه ثبته عليه هذا هو السعيد ان تعلم دين الله عز وجل وتثبت عليه ومهما شبه الناس بكلام او قالوا كلام او رفعوا او انخفضوا او مدحوا او ذموا او قاموا او قعدوا فانه لا يتغير عنده دين الله سبحانه وتعالى لان دين الله سبحانه وتعالى واحد هذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين