السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا او اشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال اللهم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عورة عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقاء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الخامس. من برنامج مهمات العلم في سنته السادسة. ست وثلاثين الاربع مئة والالف وهو كتاب كشف الشبهات. لامام الدعوة الاصلاحية السافية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه المسلمين اجمعين. باسنادكم حفظكم الله تعالى للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انه قال في كتابه كشف الشبهات الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده فاولهم نوح عليه السلام وارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين والد وسواع ويغوت ويعوقون واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا ولكنه يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله عز وجل يقولون نريد منهم التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى غيرهم من الصالحين فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم ويخبرهم ان هذا التقرؤ والاعتقاد قال محمو حق الله تعالى لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما والا فهؤلاء مشركون قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا وهو لا يدبر الامر الا هو. وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية بمكاتباته صلى الله عليه وسلم ورسائله الى الملوك وغيرهم والتصانيف تجري مجرى الرسائل ثم بين رحمه الله حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله ان التوحيد لا هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والتوحيد له معنيان في الشرع احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله في توحيده علينا ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى الثاني هو المعهود في خطاب الشرع فاذا اطلق ذكر التوحيد في خطاب الشرع فالمراد به توحيد العبادة ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال التوحيد وهو افراد الله بالعبادة اتباعا للوارد في خبر الشرع ثم بين ان التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل جميعا فان الرسل لم يأتوا الى اقوامهم ليدعوهم الى توحيد الربوبية لان النفوس مجبولة عليه فهو مغروس في الفطر. والمنازع فيه قليل فاتت الرسل تدعو اقوامها الى توحيد الله في العبادة قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا الا انا فاعبدون فهاتان ايتان وما في معناهما يدل على ان مبتدأ دعوة الرسل اقوامهم هو دعوة هؤلاء الى توحيد العبادة بان يفردوا الله سبحانه وتعالى في القرب التي يتقربون بها بها فلا يجعلون منها شيئا لغير الله وكان اولئك وكان اولئك الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام الذي ارسله الله سبحانه وتعالى الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط. فمداره على امرين احدهما وقوع المجاوزة لما حد شرعا. وقوع المجاوزة لما حد شرعا عن بتعديه فاحكام الشرع المطلوبة من العبد تنتهي الى حدود بينها الشرع والاخر تعلق تلك المجاوزة بالافراط تعلق تلك المجاوزة بالافراط. وهو الزيادة والصالحون من الخلق ينتفع بهم الصالحون من الخلق ينتفع بهم. في صحبتهم واستنصاحهم والتوسل بدعائهم وغير ذلك مما جاء مأذونا به مقدرا شرعا فاذا تعدي ما حده الشرع لهم وفيهم وقع الخلق في المحذور وقد افضى الغلو فيهم الاعتقاد النفع والضر منه هم وانهم ينفعون ويضرون ومن جملة الصالحين الذين غلى فيهم الناس الخمسة المذكورون من قوم نوح فانهم كانوا رجالا صالحين فلما ماتوا وغامت صورهم بين قومهم حسن من حسن منهم ان تنصب لهم صور تذكر بهم فيشتاق الناس الى عبادة الله فان رؤية الصالح تقوي في النفس العبادة تصوروهم في تماثيل وسيروهم اسبابا مشوقة الى عبادة الله عز وجل ثم طال عليهم الامد ونسي العلم فعبدوهم من دون الله عز وجل ولما هلك قوم نوح بالطوفان ان درست التماثيل التي مثل فيها هؤلاء الى ان جاء عمرو بن لحي سيد خزاعة وكانت له ولقومه سلطة على الحجاز ويتجه الى الشام فرأى في اهلها عبادة الاصنام فزين له الشيطان نقلها الى بلاد العرب فنصب عمرو ابن لحي الاصنام بمكة وكان هذا اول عبادة الاصنام في العرب اهل الحجاز فانهم كانوا على دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام حتى فعل عمرو فعلته التي ان فعل ذكره ابن اسحاق وابن هشام. وغيرهما من نقلة السير والاخبار وكان من الاصنام التي حسن عمرو للعرب عبادتها التماثيل التي جعلت للخمسة المذكورين من قوم نوح وكان الطوفان القى بها على شاطئ بحر جدة وسفت عليها السوافي وعظم عليها التراب فدل الشيطان عمرا عليها فاستخرجها وفرقها بين قبائل العرب وزين لهم عبادة تلك الاصنام من دون الله. فبقيت فيهم تلك العبادة مع دعواهم انهم على دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فلما عظم فيهم الخطب وكثر فيهم الشرك بعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم. وهو الذي كسر تلك الاصنام ونهى الناس عن عبادتها. وكانت بعثته صلى الله عليه سلم الى قومه ولهم اعمال صالحة فكانوا يصومون ويتصدقون ويحجون ويذكرون الله الا انهم اتخذوا الهة من دون الله يزعمون انهم شفعاء يقربونهم الى الله سبحانه وتعالى فكانوا يطلبون منهم القربة والشفاعة فبعث اليهم محمد صلى الله عليه وسلم ليجدد دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام وليخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق لله وحده لا يصلح شيء منه لغيره. كائنا من كان ولو كان ملكا مرسلا او نبيا رسولا وكان مشرك العرب يشهدون ان الله هو الخالق الرازق. فلا يخلق غيره ولا يرزق الا هو ولا يحيي الا هو ولا يميت الا هو. وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره فهم مقرون بتوحيد الربوبية. فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى لله بالعبادة ونهاهم عن عبادة ما كانوا يعبدون من الاصنام وغيرها وانكر عليهم انكارا شديدا وقام فيهم وقعد وابدى لهم واعاد وجاهدهم باللسان والسنان. حتى نصره الله سبحانه وتعالى عليهم وفتح الله له مكة فكسر صلى الله عليه وسلم تلك الاصنام فكان يمر بها وهو يطوف تزخ ان يضربوا في تلك الاصنام فتسقط على وجوهها متحطمة فكان كل الانبياء يدعون الخلق الى افراد الله بالعبادة وكانت الامم تتخذ من دون الله الهة وكان اول شرك وقع في اهل الارض هو شرك قوم نوح في اولئك الخمسة وما صيروا لهم من التماثيل. ولم يزل تعظيم تلك التماثيل باقيا في الامم امة بعد امة حتى انتهى الى هذه الامة. فبعث فبعث الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم حجة طاهرة قاطعة للشرك واهله. فجرى على يديه صلى الله عليه وسلم تحطيم تلك الاصنام. التي عظمتها الامم من لدن نوح عليه الصلاة والسلام الى عهده صلى الله عليه وسلم. فنزع النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته عظمة تلك الاصنام من القلوب. وازال صورها من فطاب حيا وميتا وصلى الله وسلم عليه حيا وميتا ما نصح للناس في توحيد الله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ عليه السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيقولون الله الاية وقوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها الى قوله وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك اقام المصنف رحمه الله في هذه الجملة الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية. فذكر ما يدل على انهم كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت ووجه دلالة ما ذكر على انهم كانوا كذلك انهم كانوا اذا سئلوا عن اشياء آآ تتعلق بالربوبية كانوا ينسبون تلك الافعال الى الله. فكانوا دون الخلق له. والرزق منه. فهو الذي يخلق وهو الذي يرزق وهو الذي يملك وهو الذي يدبر سبحانه وتعالى. فهم مقرون بالربوبية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي جحده هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زمانه الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهار ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. كما قال تعالى لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يتقنهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم عرفت حينئذ ذا الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة مقدمات سبع. رتب عليها نتيجة جليلة. فاولها في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي مقرون بتوحيد الربوبية وتانيها في قوله انه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم. في التوحيد الذي دعت اليه رسل ومنهم نبينا صلى الله عليه وسلم وهو توحيد العبادة المتضمن افراد الله بالعبادة وان القرباء لا تكون الا له. وثالثها في قوله عرفت ان التوحيد وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه مشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم ومنهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم. او يدعوا رجلا صالحا مثل الله او نبيا مثل عيسى. فالتوحيد الذي جحدوه هو التوحيد المتعلق بافراد الله باعمال الخلق من القرب. فالتوحيد الذي جحدوه هو التوحيد المتعلق بافراد الله بالقرب التي يتقرب بها الخلق اليه وهو الذي يسميه متأخر. المشركين بالاعتقاد وهو الذي يسميه متأخر المشركين بالاعتقاد فيذكرون انه فلانا معتقد فيه. او ان للناس فيه اعتقادا حسنا ومرادهم تعلق قلوبهم بمن يتوقع فيه النفع والضر. تعلق قلوبهم بمن يتوقع فيه الضر والنفع ويدعوهم هذا التعلق الى ان يجعلوا لهم قربا يتقربون بها اليهم فيذبحون لهؤلاء المعظمين وينذرون لهم ويدعونهم ويستغيثون بهم في الملمات فاشبه مشركي الجاهلية الاولى. وكان اهل الجاهلية الاولى يدعون الله ليلا ونهارا فلهم عبادات يتقربون بها اليه لكن انهم كانوا يشركون معه غيره سبحانه فيجعلون له ما يجعلون ويجعلون لالهتهم الباطلة ما يجعلون على وجه رجاء ان تكون ربة لهم الى الله شافعة عنده وشابههم متأخر المشركين الذين يدعون الله سبحانه وتعالى ثم مشركون معه في الدعاء فيدعون من يعظم في نفوسهم من صالح هذه الامة. من فمن دونهم. ويجعلون لهم المشاهد والمقامات وجهونا اليهم في المهمات والملمات. فتجدهم يدعون الله ويدعون هنا الحسن او الحسين رضي الله عنهما او عبد القادر او غير هؤلاء من الصالحين ويقولون ان هؤلاء لا ولا يضرون ولا يملكون ولا يخلقون ولا يرزقون ولكن لهم جاه عند الله. فنحن نتقرب الى الله سبحانه وتعالى بهم فحقيقة فعلهم معهم جعلهم شفعاء ووسائط عند الله سبحانه وتعالى كما كانت الجاهلية الاولى يفعل اهلها. وكان المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم متفرقون في عباداتهم. التي يتألهون لها. فكان منهم من يدعو الانبياء كعيسى عليه الصلاة والسلام ومنهم من يدعو الملائكة ومنهم من يدعو الصالحين كالات ومنهم من يدعو غير ذلك وهذا الذي كانوا عليه من اتخاذ اولئك المعبودين هو في الحقيقة ما عليه المشركين في هذه الامة. فانهم متفرقون في عباداتهم في من يؤلهونه ويعظمونه ويجعلون له حظا من توجه قلوبهم. فمنهم من يدعو هذا ومنهم من يدعو ذاك ويجعلونهم شفعاء ووسائق والشرك الذي فيه متأخر هذه الامة هو الشرك الذي كان فيه العرب الذين بعث اليهم النبي صلى الله عليه حذو القذة بالقذة. فصنيعهم في التوجه الى المعظمين واحد مع دعواهم ان اولئك المعظمين لا يخلقون ولا يملكون ولا يرزقون ولكن لهم جاه يشفعون ويتوثقون به عند الله ورابعها في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده. كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق. والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فاولئك المشركون من اهل الجاهلية مع ما كانوا عليه من العبادة التي يزعمون انها لله لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا منهم ولن انتفعوا بعباداتهم بل كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم ودعاهم الى العبادة لله وحده. بالا يجعل شيء من القرب التي يتقرب بها لغيره لله وذكر المصنف رحمه الله ايتين عظيمتين في تحقيق اخلاص العبادة لله فالاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله فالمنقول في معناها على اختلافه يرجع الى تحقيق ان الاعظام والاجلال والعبادة كلها الهي وحده والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا وهو نهي عن عبادة غيره لان الدعاء يطلق في خطاب الشرع وتراد به العبادة تعظيما لمقامه لما صح عند اصحاب السنن من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة فمعنى قوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا فلا تعبدوا مع الله احدا ووقعت النكرة وهي قوله احدا في سياق النهي لتحقيق العموم ووضعت النكرة في قوله احد في سياق النهي لتقرير للعموم وان العبد لا يدعو غير الله كائنا من كان. وان العبد لا يدعو غير الله كائنا من كان. ولو كان نبيا مرسلا او ملكا مقربا آآ والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق. والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ودلالتها على اخلاص العبادة لله وحده من وجهين احدهما في قوله له دعوة الحق اي الدعوة الصحيحة اي الدعوة الصحيحة وهي عبادته وحده. وهي هي عبادته وحده لقول الله تعالى الا لله الدين الخالص. الا لله الدين الخالص. اي دين الذي لا يشرك فيه معه غيره اي الدين الذي لا يشرك فيه معه غيره. فان الخالق من الشيء هو المنفرد الذي لا تشوبه شائبة. فان الخالص من الشيء هو المنفرد الذي لا تشوب شائبة فالدين الحق في عبادة الله هو ان يوحد الله ولا ايشرك به شيء ووقع تقديم ما حقه التأخير تحقيقا للحصر. فاصل كلامي دعوة الحق له فلما قدم الجار والمجرور ووقع الكلام له دعوة الحق اريد حصر العبادة في الله وحده وانها لا تكون لغيره. والاخر في قوله والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فابطل عبادة غيره لعدم انتفاع الداعين بشيء من المدعوين لعدم انتفاع الداعين بشيء من المدعوين. فهم لا لهم ولو كان احدهم يدعو معظمه من دون الله الى يوم قيامة قال الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم قيامة اي لا يستطيعون ان يجيبوهم فيما طلبوهم وسألوهم اياه وخامسها في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والندر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا دينهم لله عز وجل. فلا يكون شيء من عباداتهم لغيره وتكون عباداتهم لله وحده. فدعاؤهم لله وذبحهم لا وندرهم لله واستغاثتهم كلها بالله. وان الله لا لا يقبل منهم الا ما كان خالصا وسادسها في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام. اي عرفت آآ ان ما كانوا عليه من اقرارهم بان الله هو الخالق الرازق الذي اله الملك لم يدخلهم في دين الاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يعص دماءهم واموالهم واعراضهم والفرق بين هذه المقدمة والمقدمة الثانية ان المنفي دخولهم فيه في المقدمة الثانية عام. ان المنفية دخوله طولهم فيه في المقدمة الثانية عام وهو دين الانبياء جميعا والمنفي عنهم هنا خاص. والمنفي عنهم هنا خاص وهو الدين الذي بعث وبه محمد صلى الله عليه وسلم والخاص من افراد العام لكنه ابرز اعتناء به. لكنه ابرز اعتناء به فما هم عليه باطل في دين الانبياء جميعا وهو اعظم بطلانا واشد بهتانا في دين محمد صلى الله عليه وسلم لما اقامه عليهم من الحجج العظيمة والبينات الجليلة في وجوب افراد الله عز وجل بالتوحيد وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم فكان المانع لهم من دخولهم في دين الاسلام المحل دماءهم واموالهم ما هم عليه من عبادة غير الله اذ كانوا يقصدون الملائكة او الانبياء او الاولياء يدعونهم من دون الله سبحانه وتعالى. ولا يعتقدون فيهم استقلالهم بالخلق والرزق والملك والتدبير لكنه اتخذوهم شفعاء عند الله ليقربوهم اليه. فانهم كانوا يقولون هؤلاء شفعاءنا هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وكانوا يقولون ما اعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين. وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين احدهما ان الشرك كان واقعا فيهم. ان الشرك كان واقعا فيهم لتصريحهم بفعله. لتصريحهم بفعله ولا سيما في قولهم ما نعبده. ولا سيما في قولهم ما نعبدهم الا ليقربوا الى الله زلفى. فهم يقرون بانهم يعبدون هؤلاء. والاخر ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ الشفعاء ان الشرك الواقع فيهم هو قادوا الشركاء شفعاء ووسائل عند الله ان الشرك الواقع فيهم واتخاذ الشركاء شفعاء ووسائط عند الله عز وجل واذا كان هذا شركا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم اهله فان من وقع في مشابهتهم هو مشرك يجب على المسلمين الموحدين ان يقاتلوا وهو الشرك الذي فشى في متأخر هذه الامة. الذين اتخذوا الاضرحة والمزارات والمشاهد والمقامات لمن يعظمون من صالح هذه الامة وتوجهوا اليهم بتعلق قلوبهم بهم وجعلي انواع من العبادة لهم من دون الله واتخذوهم شفعاء ووسائط عند الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك تلك المقدمات السبع. فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشرك يكون اي علمت التوحيد الذي جاء الانبياء يدعون اليه وهو افراد الله بالعبادة. فلا يجعل شيء منها لغيره. وهو الذي ابى اه عنه المشركون اي امتنع المشركون عن الاقرار به. فتصايحوا اجعل الالهة الها واحدا اي اجعل المعبودات المتوجهة اليها واحدة وقالوا ان هذا لشيء عجاب. اي امر عجيب يستغرب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عنده هو الذي يقصد لاجل هذه سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا. لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك فلله وحده كما قدمت لك وانما يعنون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله. والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة وافراد الله تعالى بالتعلق بالكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه. فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن دعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني الحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده. فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى ان لا اله الا الله بين المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو انا لا اله الا الله فان معناها انه لا معبود حق الا الله. فان معناها انه لا معبود حق الا الله. فانها تنطوي على نفي واثبات فاما نفيها ففي قولك لا اله وهو يتضمن ابطال كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى. واما اثباتها ففي قولك الا الله فهو يتضمن جعل العبادة لله وحده واذا نهيت العبادة عن غير الله وجعلتها لله وحده صار المقام اعتقادا انه لا معبود حق الا الله. فكل معبود سواه هو معبود باطل وهذا هو توحيد العبادة والالوهية. وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل واقوام لان الاله عندهم هو الذي يقصد لقضاء الحاجات وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وكشف الملمات. فكانوا يمتنعون عن نهي كون ذلك عن نفي هذا المعنى ممن عمن يعظمون ولا يقبلون ازالة توجههم الى تلك الالهة المعظمة ولم يكونوا يقصدون بالاله انه هو الذي يخلق او يرزق او يملك ويدبر سواء كان نبيا او ملكا او صالحا او جنيا فلم يكونوا يعتقدون في معبوداتهم انها تخلق وترزق وتحيي وتميت فليجعلون ذلك وحده وانما يعنون بالاله المتوجه اليه في تحصيل النفع ودفع الضر بل كانوا يعنون بالاله المتوجه اليه في تحصيل النفع ودفع انظروا ويحاذيها اولئك في فعلهم ان يشابههم متأخر هذه الامة من المشركين الذين يطلقون على من يعتقد فيه ذلك اسم السيد فانهم يعنون باسم السيد ما كان يقصد به المتقدمون اسم الاله ما كان يقصد به المتقدمون اسم الاله فيدعون ان فلانا سيدا او له السيادة من صالح هذه الامة اي له حظ من توجه قلوبهم رجاء حصول نفع او دفع ضر ويحملهم ما يجدون في قلوبهم من قصده والتعلق به. الى ان ان يجعل له قربا يتقربون بها اليه فينذرون له ويذبحون له ويدعونه ويستغيثون به ويسمونه السيد كالسيد الرفاعي او السيد التيجاني او غير ذلك. فهم لا يعنون باسم السيد منصب السؤدد في كمال المقام فان اصل السيادة هي كمال المقام ورفعة هي كمال المقام رفعة المنصب بين الخلق. فيقال فلان سيد بني فلان اي مقدم ومعظمهم ومن له الرئاسة فيهم ولم يكن هؤلاء يعنون هذا المعنى بل هم يعنون به ان له قدرة في النفع والضر. فتتعجب به القلوب لاجل ذلك. ويتوجهون اليه ابتغاء ذلك واولئك الذين كانوا يعتقدون ما يعتقدون من مشرك العرب في من يعظمونه بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله واراد منهم معناها. بنفي جميع المعبودات. واثبات لله وحده ولم يكن مراده صلى الله عليه وسلم من دعوتهم الى قول لا اله الا الله ان يتلفظوا بها بالسنتهم. بل كان مراده ان يصدقوا معناها باعتقاد جازم وعمل لازم. فيخلعون من قلوبهم عبادة غير الله ولا يجعلون شيئا من اعمالهم لغير الله سبحانه وتعالى وعقل عنه الكفار الجهال من العرب الاوائل معنى هذه الكلمة وما يريده منه وهو ان يفرد الله بالعبادة فيبطل الهتهم فيبطل الهتهم ويتبرأ منها فامتنعوا مما دعاهم اليه لانهم عقلوا ما اراده منهم. وقالوا مستنكرين اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ثم ذكر المصنف ان من من يدعي الاسلام من متأخر لهذه الامة لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار من قريش فذكر رحمه الله من هؤلاء طائفتان فذكر رحمه الله من هؤلاء الطائفتان. الطائفة الاولى هم المذكورون في قوله بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد لشيء من المعاني. فيظنون ان المقصود هو ان يقول المرء بلسانه لا اله الا الله فيصير اسلامه ثابتا صحيحا مستقرا له بمجرد قول لا اله الا الله ولو فعل الموبقات فتوجه الى غير الله ودعاه من دون الله ورجاه في قضاء الحاجات وكشف الملمات وردي الغائبات والطائفة الثانية هم من ينتسب الى الحذق والمعرفة والفهم منهم الزاعمون ان معناها انه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله ويفسرون الاله بانه القادر على الاختراع. ويفسرون الاله بانه القادر على اختراع فكلمة التوحيد عندهم معناها فكلمة التوحيد عندهم معناها لا خالقا ولا رازق ولا محيي ولا مميتا الا الله فيجعلون التوحيد الذي دعت اليه الرسل وطولب به الخلق هو الاقرار بتوحيد الربوبية وفشى هذا في الناس حتى ثرى في المنسوبين الى الحذق والمعرفة والفهم فيهم لما قلت علوم السلف وزهد الناس في الكتاب والسنة وفزعوا الى علوم العقل والمنطق فانشأ فيهم ذهاب العلم النافع وفشوء العلم العاطل تلك المقالات وراجت عليهم حتى ظنوا انها هي الحق الحقيق والعلم الصحيح ومما يعجب منه العاقل الفطن حال هاتين الطائفتين المدعيتين هذين الامرين في لا اله الا الله كيف يتفوهون بما تفوهوا به مع ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم من الابداء والاعادة والنصح والافادة في دعوته قومه الى ان يقولوا لا اله الا الله دع اولئك منها لانهم عقلوا ان معناها الا يعبد الا الله وحده لا شريك له فصار حال اولئك في فهم معنى لا اله الا الله خير من حال هاتين الطائفتين والامر كما قال المصنف فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله انتهى كلامه. لانه عمي عن الحق. لانه عمي عن الحق فجهل المعنى فجهل المعنى واولئك عقلوا معناها لكنهم امتنعوا عنه واذا شهد العبد بقلبه ما من الله سبحانه وتعالى به عليه من البراءة من حال هاتين الطائفتين ادرك عظيم نعمة الله سبحانه وتعالى ان عرفه معنى لا اله الا الله قال سفيان بن عيينة ما انعم الله على الناس نعمة اعظم من لا اله الا الله ما انعم الله على الناس نعمة اعظم من لا اله الا الله. اي اذا عرفوا معناها واعتقدوه وانقادوا لها فيخرج الله من قلوبهم التوجه الى غيره. والتعلق بسواه. فلا يكن في قلوبهم فلا يكونوا في قلوبهم الا ارادة الله سبحانه وتعالى. واذا عمرت القلوب ارادة الله عز وجل وانست بتوحيده طابت لها الحياة في الدنيا والاخرة. وكانت في اعز العز واذا عمرت تلك القلوب بغير الله سبحانه وتعالى استولى على تلك القلوب رقها لغير الله عز وجل. ومن كان قلبه اسيرا لغير الله كان ذليلا مهانا حقيرا. قال ابن القيم في نونيته هربوا من الرق الذي خلقوا له. فبولوا برق النفس والشيطان. هربوا من الربح الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان. ومن بلي برق النفس شيطان فهو حقير حسير مهين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وعرفت وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه وقتما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افادك فائدتين. الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من دون قلبه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار. خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوا قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة فحين اذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله. ذكر المصنف رحمه الله مقدمات اربع اخرى مقدمات اربعا اخرى. رتب عليها نتيجة دليلة ثانية فاولها في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة من وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. ويدعون الله ويعبدونه الا انهم يدعون معه غيره. فيجعلون من عباداتهم لغير الله ما يجعلون وقد علم هؤلاء المشركون ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد منهم ان يقولوا لا اله الا الله فيبطل تعلقهم بغير الله. فلا يكون من عبادات بهم شيء لغيره. وثانيها في قوله وعرفت ان الشرك بالله الذي عرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ما دون ذلك لمن يشاء اي عرفت ان الشرك هم الاعظم. واشهرهم الاكبر هو الشرك في العبادة. هو في العبادة والشرك بالشرع له معنيان احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. جعل شيء من حق الله لغيره خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الثاني هو المعهود اذا اطلق الشرك في خطاب الشرع هو المعهود اذا اطلق الشرك في خطاب الشرع والمقصود من معرفة الشرك هو تحقيق معرفة التوحيد. والمقصود من معرفة الشرك هو تحقيق معرفة التوحيد فان العبد لا يتمكن من تحقيق توحيده الا ان يكون عالما بالشرك ليحذره. وكان حذيفة رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يقع فيه. متفق عليه. واعظم الشر الذي يخاف العبد ان يقع فيه هو الشرك بالله ومعرفة الشرك التي ذكرها المصنف لا يراد منها معرفة تفاصيل حوادثه ووقائعه فانها لا تتناهى في الخلق. لكن المراد معرفة اصوله وقواعده. لكن المراد معرفة اصوله وقواعده التي متى كملت معرفة العبد بها ميز التوحيد من الشرك. وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه اي عرفت الدين الذي بعث الله به رسله ولا يقبل الله من احد دينا سواه وهو الاسلام له سبحانه وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد تمن استسلم لله بالتوحيد كان على دين الانبياء. ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا اي من الجهل بالتوحيد والشرك. اي من الجهل بالتوحيد والشرك فيجعلون التوحيد والشرك فيجعلون التوحيد والشرك غير ما فدعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويجعلون من التوحيد ما هو شرك ومن الشرك ما هو توحيد لغلبة الجهالات والضلالات على الخلق ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات اربع فقال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته اذ جعل الله لك من البصيرة والهداية ما تبيز ما تميز به بين التوحيد والشرك والحق والباطل كما قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال ابي ابن كعب رضي الله عنه وغيره فضل الله الاسلام ورحمته القرآن فضل الله الاسلام ورحمته القرآن والثانية الخوف العظيم والثانية الخوف العظيم من الوقوع في الشرك لان العبد اذا عرف ذلك عظم خوفه ان يقع في الشرك وهو لا يدري وكان ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو الخليل الحنيف يخاف على نفسه الشرك ويدعو ربه فيقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فما الظن باحد من الخلق بعد ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد ابراهيم؟ قال ابراهيم التيمي احد التابعين من يأمن الا بعد ابراهيم رواه ابن جرير وغيره. فلا يأمن العبد على نفسه ان تضع في الشرك ومما يقوي الخوف من الشرك ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه فيتكلم بها ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب. ثبت ذلك في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيهحبط عمله ويغضب الله سبحانه وتعالى عليه ويدخله النار بتلك كما وقع ممن وقع منه من القوم الذي الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطون ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء. الى اخر ما قالوا فاكثروا كفرهم الله عز وجل بمقولتهم التي قالوا وقد يقول الانسان تلك الكلمة كما ذكر المصنف وهو جاهل فلا يعذر بجهله. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفته اما مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عنه. فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم عليه حجة الرسل. حتى تقوم عليه حجة الرسل. ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين واصول الدين وقواعده العظام لا يسع مسلما جهلها. واصول الدين وقواعده العظام لا يسع مسلما جهلها لانتشار العلم وقيام الحجة عليها لانتشار العلم وقيام الحجة عليها في بلاد المسلمين اما المسائل التي قد تخفى لغموضها فيعذر بالجهل فيها. اما المسائل التي قد تخفى بالغموضها فيعذر بالجهل فيها ومن لم تقم عليه الحجة ولا بلغه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم اعذروا لجهله في اصول الملة واركانها. فيعذر لجهله في اصول الملة واركانها وتكون حاله كحال اهل الفترة يوم القيامة. وتكون حاله كحال اهل الفترة يوم القيامة. ثم ذكر المصنف ابدة ثانية من اوامر من يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا فتخرجه من الملة. وهو انه يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى. انه يقولها وهو يظن وانها تقربه الى الله زلفى. كما كان الكفار يظنون هذا. فيقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فيتقربون بتلك الكلمة. وهي تتضمن من الشرك ما تتضمن؟ ثم ذكر المصنف واقعة من الوقائع تثمر الخوف في القلوب من الوقوع في الشرك وهي ما قص الله عن قوم موسى عليه الصلاة والسلام مع علمهم وصلاحهم واتباعهم له وانهم كانوا مع نبي من انبياء الله ثم مروا على قوم يعكفون على اصنام لهم فاعجبتهم حالهم. فقالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. واذا كان هذا واقعا في اولئك المنسوبين الى العلم والصلاح المتبعين لرسول هو وبين اظهرهم فان الخوف من الشرك يعظم في قلوب من عرف الله وعرف حقه. فيورقه ذلك ويغتم له ويشتد عليه في الازمنة التي ذهبت فيها كثير من معالم النبوة وانطمست عامة اعلام الرسالة. وزال العلم ونسي في كثير من بلاد المسلمين فينبغي ان يعظم خوف العبد من الشرك وان يشتد حرصه في تجنيب نفسه منه. وان يتحصن بما يتقي به الوقوع فيه ولا حسن اعظم من علمك بالتوحيد والشرك فاذا لما العبد مسائل التوحيد والشرك وتبصر في قواعدهما وادرك اصولهما شيد لنفسه حصنا متينا من الوقوع في الشرك. لا يزال قالوا يقوى حصنه ما قوي في نفسه الخوف من الشرك تفيض نفسه الى ربها سبحانه وتعالى فان الشيطان لا يزال يكيد الانسان حتى يدخله مع باب من ابواب الشرك قال ابن مسعود ان للشرك بضعة وسبعين بابا. ان للشرك بضعة وسبعين بابا. رواه البزار وغيره باسناد صحيح وليس الشرك وليس الشرك مختصا بانه عبادة الاصنام من دون الله سبحانه وتعالى. بل المرء يتخوف على نفسه ان يقع في اشياء تتسلل الى نفوس كمل الخلق الرياء وارادة الدنيا ومحبة الثناء وغير ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء. كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا وقد يكون لاعداء التوحيد علوا كثيرة وكتب حجج كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة امرين عظيمين. احدهما ان الله لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء من المشركين. كما قال تعالى كذلك جعلنا لكل نبي استرح يا اخي. استرح وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وفي الصحيح من قصة في قصة ورقة ابي نوفل مع النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا ليتني فيها جذعا يا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومه. يا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومك فقال اومخرجيهم؟ فقال ورقة؟ نعم. فانه لم يأتي رجل قط بمثل ما جئت به الا عودي. فمن دعا الناس الى توحيد الله عز وجل ارصد له اعداء يقعون فيه وآآ يحذرون الخلق من اتباعه وابين شيء على ذلك ما تجده من الدعوة العريضة في المكائد البغيضة لمن وبهذا من العلماء في المتأخرين. كدعاوى المغرضين في ابن تيمية الحبيب او محمد بن عبد الوهاب او غيرهم من دعاة التوحيد في بلدان الاسلام. فان فمن عرف تاريخ دعاة التوحيد في المشرق والمغرب في الازمنة المتأخرة وجد في كل بلد من دعا الى توحيد عرفه الناس في البلاد الاخرى او جهلوه. وما قام بتلك الدعوة الا كثير من الناس وسعوا في الوشاية به. ونصبوا حوله الاكاذيب واذا قامت دولة بالدعوة الى التوحيد تكاثرت دعاوى الكاذبين الطاعنين فيها كالطاعنين في هذه الدولة بالباطل. فان هذه الدولة قامت بمقام عظيم في توحيد لله سبحانه وتعالى. فلما قامت بما قامت به من دعوة التوحيد وازالة مظاهر الشرك ومشاهده تكلم الناس فيها بالباطل. ونسبوها الى اشياء اهلها من ولاة الامر فيها من العلماء والامراء هم برءاء منه فهذه سنة الله التي كتبها في الخلق. ومن عرف هذا لم يبالي بطعن ولا كيد الكائدين. لان من كان همه توحيد الله صبر فيه لان بيعه وشرائه وتجارته هي هي مع الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل لا يخيب من قام في حقه. ودعا الى توحيده. والاخر ان دعاة الباطل يكون عندهم علوم وكتب وحجج يجادلون بها كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلنا البينات فرحوا بما عندهم من العلم. والعلم الذي عندهم ونازعوا او به الانبياء هو ما ورثوه من ابائهم واجدادهم. ليردوا دعوة الحق وتلك العلوم التي ادعوها لها من العلم صورته لا حقيقته. وتلك العلوم التي ادعوها لها من العلم صورته لا حقيقته. فان حقيقة العلم النور الذي ينتفع به الانسان في معرفة الحق. وهؤلاء لم يجعل الله نورا. فما معهم من العلم هو اسم لا رسم وصورة لا حقيقة. ودعوى لا برهان لها. فلا تزيدهم تلك العلوم الا حيرة وضلالا. فدعاة الباطل عندهم علوم كثيرة حجج متنوعة الا انها لا تزيدهم الا حيرة وضلالا لانها ليست من العلم الصحيح ولا الحجج البينة بل حجتهم عند الله وعند اوليائه داحضة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء القاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين ولكن ان اقبلت الى الله تعالى واصغيت الى حجج الله فلا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا والعامي من الموحدين الفا من علماء هؤلاء المشركين. كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون. فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة واللسان كما الغالب بالسيف والسنان وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله تباعا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى. ولا بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة ياما ذكر المصنف رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك وان الطريق لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج الواجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه كما يتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه فان المرء يعرض له من الحاجة الى السلاح الذي يحمي به نفسه من غيره ما يدعوه الى اتخاذه. وحاجته الى اتخاذ سلاح يحفظ به دينه اعظم واعظم فان عسكر الشهوات والشبهات لا يدفع شرهم الا سلاح العلم ومما تطمئنوا به قلوب الموحدين ان اولئك القاعدين على الطريق الموصل الى الله من علماء الضلالة الذين يروجون الشبهات باطل ما هم فيه ما كانوا يعملون. لان اولياء الشيطان مغلوبون مخدولون والشيطان مهما بلغ شره فان كيده ضعيف. قال الله تعالى ان كيد الشيطان كان ضعيفا فلا تخف ولا تحزن ويقوي هذه الطمأنينة في قلب العبد اقباله على الله عز وجل. واصغاؤه الى حججه وبيناته. فيجعل الله له من النور بذلك ما يخرج به من ظلمة الغواية الى نور الهداية. قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. فالعلم القليل مع تأييد من الله يحصل به خير كثير وعلم كثير مع خذلان العبد لا يحصل به خير ابدا وشبه المشبهين من علماء الضلالة. المنتسبين الى العلم المروجين الشبهات مهما بلغ قدر ما يدعون اليه وينشرونه في الناس من تلك الشبه فهي واهية ساقطة لا قيام لها لان ما خالف الحق فهو باطل عاطل مكدوس بانوار الحق في هاوية سحيقة. فالامر فيما يذكرون هنا من حججهم ما اخبر به الخطابي في بيت سيار اذ قال حجج تهافت كالزجاج تخالها. حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور حقا وكل كاسر مكسور. اي لا قيام لها ولا انتهاض بل يحطم بعضها بعضا فهي سراب زائل وخيال ومما تقوى به عزائم الموحدين ان العامي من الموحدين يغلب الفا من علماء وهذه الغلبة منشأها الفطرة. وهذه الغلبة منشأها الفطرة فان العبد اذا تخلفت عنه الادلة الشرعية وكانت فطرته صافية لم تتكدر فقمين ان تسعفه الفطرة فتحفظه من الوقوع في الشرك. ويجري على لسانه من الرد على اولئك المشركين ما يقطع دابرهم ويبطل شبهتهم ويمحق دعوتهم وموجب انتصار العامي الموحد على الف من علماء المشركين انه من جند الله وقد قال الله سبحانه وتعالى وان جندنا لهم الغالبون. ووعد الله لا ايتخلف؟ قال الله تعالى ومن اصدق من الله قيلا وقال ومن اصدق من الله حديثا فمن كان كذلك فالنصر حليفه وهو من جند الله الغالبين بالحجة واللسان وبالسيف والسنان. ثم ذكر المصنف ان الخوف هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اي سلاح من العلم اي سلاح من العلم يدفع به عن قلبه ويحفظ به دينه. فان التي تتسارع هاجمة على قلب العبد مختلفة متكاثرة فلا يخرج العبد من شرها ولا يبرأ من وبالها الا بسلاح العلم الذي يدفع به جيش الشهوات والشبهات وقول المصنف والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين لا يعارض قوله وانما الخوف وعلى الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اذ الجملة الاولى تدل على ان العامي بتوحيده يكفى ضلالات المضلين هي الجملة الاولى تدل على ان العامي بتوحيده يكفى ضلالات المضلين. والجملة تدل على ان من كان على تلك الحال من العامية فانه يخشى عليه فانه يخشى عليه ويخاف عليه ان يقع في الشرك وبيان دفع التعارض ان المصنف نظر الى امرين وبيان دفع التعارض ان المصنف نظر الى امرين. احدهما مأخذ قدري والاخر ماخذ شرعي. احدهما ماخذ قدري. والاخر ماخذ شرعي فالمأخذ القدري في قوله والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين فيجري الله بحكمته في تقديره ان يقوم عامي فيبهت علماء المشركين بما يبطل به دعواهم واما المأخذ الشرعي ففي قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه فالانسان مأمور شرعا ان يتعلم من الدين ما يكون له سلاحا يحفظه من جيش المشركين. ومن لم يكن له سلاح من العلم خيف عليه فالجملة الاولى منشأها قدري كوني. والجملة الثانية منشأها ديني شرعي فانتفى التعارض بينهما. ثم ذكر المصنف السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد وهو كتاب الله عز وجل. فانه لا يأتي صاحب باطل بحجة متوهمة الا صارت شبهة ساقطة. فانه لا يأتي احد بحجة متوهمة الا صارت شبهة ساقطة بما في القرآن مما ينقضها بما في القرآن مما ينقضها ويبين ضلالها. قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن فكل دعوة تدعى على خلاف الحق فان في القرآن ما يبطلها والشأن في حظ العبد الموحد من العلم بالقرآن. فمن رسخت قدمه في بفهم القرآن ومعرفته قوي انتزاعه حقائق التوحيد حججه وبيناته من القرآن الكريم وانما يطلب العلم ليوصل العبد الى فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فان المتون المصنفة في العلم تتخذ سلما للوصول الى فهم القرآن والسنة لان العلم المدخر فيهما هو العلم الكامل النافع. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وانا وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. او ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله. وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذي ان في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه. وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وانهم كفرهم بتعلقهم على الانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهذا امر محكم لا يقدر احد ان يغير معناه. وما ذكرت قولي ايها المشرك من القرآن وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معنى ولكن اقطع ان كلام الله عز وجل لا يتناقض او ان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب جيد سديد ولكن لا افهمه الا من وفقه الله تعالى. ولا تستهونه فانه كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما بين المصنف رحمه الله ان القرآن الكريم كاف في بيان الحق وابطال الباطل شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون في زمانه على دعوة التوحيد تبين ان الرد على الاقوال الباطلة يقع من طريقين فبين ان الرد على الاقوال الباطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل. احدهما طريق مجمل والمراد به القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل سائل المشتبهة والمراد به القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المشتبهة والاخر طريق مفصل. طريق مفصل. والمراد به جواب عن كل شبهة على حدة. والمراد به الجواب عن كل شبهة على واحدة وبدأ بالجواب المجمل لانه الامر الكلي فائدة الكبيرة لمن عقلها. واستدل على تحقيقه باية سورة ال عمران. هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فان الله بين ان من القرآن ما هو محكم ومنه ما هو متشابه والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان. والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان احدهما الاحكام والتشابه الكلي. الاحكام والتشاؤم ابوه الكلي بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله. بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله. قال الله تعالى كتابا احكمت كتاب احكمت اياته. قال الله تعالى في كتاب احكمت اياته. وقال تعالى كتابا متشابها فوصفه بالاحكام تارة ووصفه بالتشابه تارة اخرى. فاحكامه اتقانه وتجويده. فاحكامه اتقانه وتجويده. اي كونه جيدا وتشابهه تصديق بعضه بعضا. وتشابهه تصديق بعضه بعضا والاخر الاحكام والتشابه الجزئي الاحكام والتشابه الجزئي بان يكون الاحكام وصفا لبعضه بان يكون الاحكام وصف بعضه ويكون تشابه وصف بعضه وفيه اية ال عمران التي ذكرها المصنف والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان. والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان اولهما احكام وتشابه في باب الخبر. احكام وتشابه في باب الخبر فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه والمتشابه ما لم يظهر لنا علمه. والمتشابه ما لم يظهر لنا علم فقد نعلم المعنى والحقيقة معا. فقد نعلم المعنى والحقيقة معا وهذا احكام وقد نعلم المعنى ولا نعلم الحقيقة. وقد نعلم المعنى ولا نعلم الحقيقة. وهذا تشابه وثانيهما احكام وتشابه في باب الطلب. احكام وتشابه في باب الطلب فالمحكم منه ما اتضح معناه. فالمحكم منه ما اتضح معناه عرفت دلالته وعرفت دلالته. والمتشابه منه ما لم يتضح معناه ما لم يتضح معناه ولا عرفت دلالته ولا عرفت دلالته ثم ذكر المصنف ان ما اشتبه على العبد في مقبل في مقابل المحكم يتمسك فيه العبد بالمحكم ويعرض عن المتشابه فيتمسك فيه العبد بالمحكم بالمحكم ويعرض ويعرض عن المتشابه وهذا مراد المصنف بالجواب المجمل وهو البقاء مع الاحكام والاعراض عن المتشابه وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. متفق عليه من حديث عائشة. والحذر من هؤلاء يجمع امرين والحذر من هؤلاء يجمع امرين احدهما الحذر من اشخاص فلا يصحبون. الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون. والاخر حذروا من مقالاتهم الحذر من مقالاتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها فلا يقبل الانسان عليها ولا تشاغلوا بها وذكر المصنف مثالا يتضح به الجواب المجمل فاذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في باب توحيد العبادة او غيره. وجاء بكلام متشائم ابه فقال الشفاعة حق والانبياء لهم عند الله جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم هذا الكلام فالجواب القاطع المبطل تلك الشبهة ان تتمسك كمن قرآن في باب توحيد العبادة. الذي دل على ان المشركين الاولين مقرون بتوحيد الربوبية. وان الله كفرهم بقصدهم وتوجههم وتعلقهم ملائكتي والانبياء والاولياء اذ جعلوهم شفعاء ووسائط عند الله. وهذا امر محكم بين لا يترك ابدا وما يذكره المشبه من الكلام فان الامر كما قال المصنف فانه كلام لا معناه وقوله لا اعرف معناه يحتمل امرين وقوله لا اعرف معناه يحتمل امر احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره. لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره وتستدل به. والاخر لا اعرف معناه الذي ذكر اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم علمي فهو ينفي المعرفة عن نفسه. مع جزمه بان كلام الله لا يتناقض. وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله. فيتمسك بالمحكم في اثبات العبادة لله وحده وان جعل شيء منها شرك كما كانت حال المشركين الاولين هذا جواب مجمل كاف في دفع كل مقالة مشبهة رديئة في باب العبادة وغيره من ابواب الديانة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الجواب المفصل فان اعداء الله عز وجل لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه. منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا ارزقه لا يحيي ولا يميت ولا يدبر الامر ولا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن عبده القادر او غيره ولكن انا تقدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون اما لا تبتلي ايها المبطل ومقرون ان اوثانهم لا تدبروا شيئا وانما ارادوا اما ان قصدوا الجاه والشفاعة واقرأ عليهم ذكر الله عز وجل في كتابه ووضحه وان قال ان هؤلاء لايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام ام كيف فتجعلون الانبياء اصناما فجربوا بما تقدم. فانه اذا قرن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا مما قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكر اولئك الذين يدعوا يبتغون الى ربهم وسيلة ايهم اقرب رحمة ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا ويدعون عيسى ابن مريم وقد قال الله تعالى والمسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة واذكر له قوله تعالى ونحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم فقل لو عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال الكفار يريدون منه النفع والضر وانا اشهد ان الله عز وجل هو النافع الضار المدبر لاوين الا من هو الصالحون ليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم الله عز وجل شفاعتهم. فالجواب ان هذا قول الكفار سواء بسواء فاقرأ عليه قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء اما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله. واعلم انها هذه الشبهة الشبهة الثلاثة هي اكبر ما عندهم فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما جيدا فما بعدها ايسر منها لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الجواب المجمل وضرب له مثالا يتبين به المقال شرع بينوا شبه المشبهين من المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل. وابتدأ بشبه ثلاث اوردها واحدة واحدة والحق بكل شبهة ما ينقضها ويبين بطلانها. وهذه الشبهة هي اكبر ما عندهم. فاول هذه الشبه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عن من هو دونه. ولكن مذنبون والصالحون لهم جاه فنحن نطلب من الله بهم. هذه هي شبهتهم الكبرى. والجواب عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. والجواب عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. الوجه الاول ان هذه فقالتا هي مما قالت المشركين. ان هذه المقالة من مقالات المشركين. الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم فما انتم واقعون فيه وقع فيه قوم قبلكم فما انتم واقعون فيه وقع فيه قوم قبلكم اكثرهم خير الخلق صلى الله عليه وسلم وقاتلهم عليه. والوجه الثاني ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم ان الجاه الذي للصالحين هو جاه يتعلق بهم لا يلزم منه جواز دعائهم وسؤالهم والاستغاثة بهم. فلهم جاه وقدر عند الله وانت غير مأذون لك ان تسأل هؤلاء الصالحين وانت غير مأذون لك ان تسأل هؤلاء وتستغيث بهم لما لهم من الجاه. بل انت مأمور بان يكون سؤال ودعاؤك واستغاثتك هي لله وبالله وحده والوجه الثالث ان العبد المذنب لم يؤمر شرعا. ان العبد المذنب لم يؤمن شرعا اذا وقعت منه خطيئة واقترف سيئة ان يفزع الى الصالحين. ان يفزع الى الصالحين ليطلبوا له من الله المغفرة ليطلبوا له من الله المغفرة. بل هو مأمور بان يستغفر الله ويتوب اليه. بل هو امور بان يستغفر الله ويتوب اليه. ثم ذكر المصنف شبهتهم الثانية. وهو ان انهم يزعمون ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام افتجعلون الاولياء والصالحين مثل الاصنام. وكيف تجعلون الانبياء اصناما؟ والجواب عن هذه الشبهة ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص انكاره بمن عبد الاصنام بل انكر صلى الله عليه وسلم على كل من دعا غير الله. بل انكر صلى الله عليه وسلم على كل من دعا غير الله فانكر على من دعا الانبياء كعيسى او دعا كلات او دعا الملائكة كجبريل فلم تكن دعوته صلى الله عليه وسلم ابطال دعاء الاصنام. فلم تكن دعوته صلى الله عليه وسلم ابطال دعاء الاصنام فقط بل ابطال دعاء كل احد سوى الله. بل ابطال دعاء كل احد سوى الله فدعاؤ هؤلاء الاولياء باطل في دينه صلى الله عليه وسلم كبطلان دعاء الاصنام ومن دعاهم فقد كفره النبي صلى الله عليه وسلم وقاتله ولم يرضى ذلك منه في الاسلام. ثم ذكر المصنف شبهتهم الثالثة. وهي قولهم الكفار يريدون منه وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه والصالحون فليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم. والجواب عن هذه الشبهة من وجهين احدهما ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين. ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الذين اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم فانتم تجعلون معظميكم شفعاء لكم عند الله. فانتم تجعلون معظميكم شفعاء لكم عند وهذا زعم اهل الجاهلية الاولى. وهذا زعم اهل الجاهلية الاولى فيمن يعظمونه حذو القذة بالقذة والاخر ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده فهي لله وليست لاحد غيره قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة كلها ملك لله ولا تطلب الا منه. ولا تنفع الشفاعة الا باذنه. فاذا العبد غير الله الشفاعة فانه يسأله شيئا لا يملكه. فمن سأل غير الله ما عدا فانه يسأله شيئا لا يملكه. فمن سأل وليا او ملكا او نبيا او رسولا الشفاعة فقد سأله شيئا لا ملك له فيه بل ملكه كله لله وحده. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا الاتجاه اليهم ودعاؤهم ليس بعبادة فقل له انت تقر ان الله عز وجل فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفضل الذي فرضه الله عز وجل عليك وهو اخلاص عبادة الله وهو حقه عليك فانه لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرع وخفية فاذا اعلمته بهذا فقل لهم هل هو عبادة لله تعالى افلا بد ان يقول نعم والدعاء من العبادة فقل له اذا قلت انه عبادة ودعوت الله عز وجل ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت بتلك الحاجة نبيا عبادة الله غيره فلا بد ان يقول نعم. فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر. فاذا اطعت الله عز وجل ونحرت له هذه عبادة لابد ان يقول نعم فقل له اذا نحرت لمخلوق نبي او جني او غيرهما هل اشركت في هذه العبادة غير الله عز وجل فلابد ان يقر ويقول نعم وقل وايضا المشركون الذين الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللاة وغير ذلك؟ فلا بد ان يقول نعم. فقل لهم وان كانت عبادة اياهم الا في الدعاء والذبح والابتلاء ونحو ذلك والا فهم مقرون انهم عبيد تحت قهر الله عز وجل. وان الله هو الذي يدبر الامر ولكن دعوه ملتجو واليهم الجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا. ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهم وهي ان بعضهم يقول انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس عبادة لهم وبين المصنف رحمه الله تعالى ابطال هذه الشبهة بامور اربعة مرتبة تواليا. بامور اربعة مرتبة تواليا اولها تقرير المشبه ان الله امره بعبادته. تقرير المشبه ان الله امره بعبادته. اي حمله على الاقرار. انه مأمور بجعل العبادة لله اي حمله على الاقرار بانه مأمور بجعل العبادة لله. وان العبادة فرض عليه وثانيها بيان حقيقة العبادة له. بيان حقيقة العبادة له الواردة في قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية فانه امر بالتوجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وهو اسم يقع على العبادة كلها كما تقدم. وهو اسم يقع على العبادة كلها كما ما تقدم وحقيقة تلك العبادة ان تكون جميع اعمال العبد لله وحقيقة تلك العبادة ان تكون جميع اعمال العبد لله فدعاؤه لله وذبحه لله ونذره لله وثالث ايضاح ان من جعل شيئا منها لغير الله فقد اشرك. ايضاح ان من على منها شيئا لغير الله فقد اشرك فاذا اوضحت له حقيقة العبادة وهو ان تكون انواع القرب لله سبحانه وتعالى فبين له ان تلك القربى اذا جعلت لا هي كانت توحيدا. ان تلك القرى اذا جعلت ان تلك القرى اذا جعلت لله كانت وتوحيدا. واذا جعلت لغيره كانت شركا وتنديدا. واذا جعلت لغيره الذ شركا وتنديدا. ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم لمألوهاتهم عباداتهم لمألوهاتهم. في الدعاء والذبح والنذر والالتجاء في الدعاء والذبح والنذر والالتجاء ومنتهى هؤلاء الاربع بان يقر ان الالتجاء الى هو عبادة شركية. ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين هو عبادة شركية لان الله امره ان يلجأ اليه فاللجوء اليه عبادة وجعلها لغيره شرك وكان هذا في اهل الجاهلية الاولى. فما تفعله فما تفعله انت هو فعلهم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا نتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع في المحشر وارجو شفاعة ولكن الشفاعة كلها لله. كما قال تعالى قل لا تكون الا بعد اذن الله عز وجل كما قال تعالى التوحيد والاخلاص كما قال تعالى الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم غيره في احدهم حتى يأذن الله عز وجل فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد. تبين ان الشفاعة كلها لله وانا اطلبها منه فاقول اللهم لا اني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا. فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعط الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله عز وجل في الجواب ان الله عز وجل اعطاه الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا وقال تعالى فلا تدعو مع الله احدا وطلبك من الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وعبادتهم الله عز وجل نهاك ان تشرك في هذه العبادة احدا. فاذا كنت تدعو الله عز وجل ان يشفع ان يشفعه فيك قاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة اعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء يشفعون اتقول ان الله عز وجل اعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله عز وجل في كتابه. وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله عز وجل الشفاعة. وانا اطلبه مما اعطاه الله عز وجل المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يتعلق بها المشبهون في باب توحيد العبادة زعم هم ان الداعين الى توحيد الله في الالتجاء ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم زعمهم ان الداعين الى توحيد الله ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم واهل السنة والجماعة لا ينكرون شفاعته صلى الله عليه وسلم. فيعتقدون ان انه يشفع عند الله عز وجل. وانه يكون له من الشفاعات ما لا يكون لغيره. وانه يكون له من الشفاعات ما لا يكون لغيره. لكنهم يعتذرون عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لانها ليست ملكا له لانها ليست ملكا له. فالشفاعة ملك الله سبحانه فالله عز وجل الذي انعم على محمد صلى الله عليه وسلم بالشفاعة فامنت بشفاعته صلى الله عليه وسلم نهاني ان ادعوه صلى الله عليه وسلم واطلب منه الشفاعة لانه صلى الله عليه وسلم لا يملكها. فهو لا يشفع. صلوات الله وسلامه عليه الا اذا اذن الله سبحانه وتعالى له. لكني اسأل الله سبحانه وتعالى شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم وسؤال الله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له طريقان احدهما امتثال امتثال المأمورات المحققة شفاعته. امتثال المأمورات المحققة شفاعته مما شرع لنا مما ما شرع لنا كالذكر الوارد بعد الاذان اللهم رب هذه الدعوة التامة الى اخره. فان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اخبر بانه من سأل له الوسيلة الى حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والاخر دعاء الله شفاعته صلى الله عليه وسلم دعاء الله شفاعته صلى الله عليه وسلم بان يقول الداعي اللهم شفع في نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم. او اللهم اني اسألك كشفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم فهذا من جملة ما يدعو به العبد. فهذا من جملة ما يدعو به العبد وكره بعض السلف هذا الدعاء. وكره بعض السلف هذا الدعاء لما يوهمه سؤال الشفاعة لما يوهمه سؤال الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم من نقص حال العبد من نقص حال العبد في مواقعة الخطيئات والصحيح عدم كراهته فان الشفاعة تطلب لامرين فان الشفاعة تدفع تطلب لامرين احدهما تحصيل الرتب والكمالات. تحصيل الرتب والكمالات والاخر نفي العيوب والافات. نفي العيوب والافات فلو قدرت سلامة العبد من نقص يعيبه يعيبه فلو قدرت سلامة العبد من نقص يعيبه فهو مفتقر الى كمال يرقى فيه فهو مفتقر الى كمال يرقى فيه ثم ذكر المصنف انه اذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي وانه يطلبه مما اعطاه الله واذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة. وانه يطلبه مما اعطاه الله. فجوابه من وجهين فجوابه من وجهين احدهما انما ذكرته ايها المشبه من اعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق فالله عز وجل جعل نبيه صلى الله عليه وسلم شفيعا من الشفعاء لكن الله الذي اعطاه الشفاعة نهى ان نسأله اياه. لكن الله الذي او الشفاعة نهى ان نسأله اياها فلا نسألها الا من الله سبحانه وتعالى لانه هو الذي يملك الشفاعة واذا اطعت الله في اثبات الشفاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم واذا اطعت الله في اثبات الشفاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم فاطعه في ترك سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة فاطعه في ترك سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة. وسلم الشفاعة ملك الله فلا تسأل الا منه. وسلم ان ملك الشفاعة ان ملك الشفاعة فلا تسأل الا منه. والاخر ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها. فالملائكة يشفعون. والاولياء يشفعون. والافراط يشفعون والافراط هم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم. والافراط هم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم فهؤلاء كلهم ممن اعطى الله الشفاعة. فهؤلاء كلهم ممن اعطى الله الشفاعة فان زعم هذا المشبه ان هؤلاء اعطوا الشفاعة فهو يطلبها منهم فان زعم هذا المشبه ان هؤلاء اعطوا الشفاعة وانه يطلبها منهم فيطلب الشفاعة من الملائكة والاولياء والافراط فحينئذ يكون اقر على نفسه بوقوعه في الشرك. فحين اذ يكون اقر على نفسه بوقوعه في الشرك الذي هو عبادة الصالحين مما وقع فيه اهل الجاهلية الاولى وان امتنع عن سؤالهم اياها وان امتنع عن سؤالهم اياها فقال لا اطلب الشفاعة من ملائكتي ولا من الاولياء ولا من الافراط قيل له بطل قولك الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله. لان الباب واحد فالله اعطاه واعطاهم ونهانا ان نسأله او نسأله. فالله اعطاه اعطاهم ونهانا ان نسأله ونسألهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فان قال انا الا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل له اذا كنت تقر ان الله عز وجل حرم اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله عز وجل لا يغفره. فما هذا الامر الذي عظمه الله عز وجل وذكر انه لا يغفره فانه لا يدري فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عز وجل عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا اسألوا عنه ولا تعرفه اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا. فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فهذا يكذبه القرآن. وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له يقولون انه الى الله زلفى ويدفع عنا الله عز وجل ببركته. ويعطينا ببركته. فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبنى الذي على القبور فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب. وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا وان الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك فهذا يردهما ذكر الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى بالصالحين فلابد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله عز وجل احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب. ذكر المصنف رحمه الله اخرى لهؤلاء وهو انهم يدعون البراءة من الشرك وهي انهم يدعون البراءة من الشرك. ويقولون ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك ودفع هذه الشبهة بجواب هذا المشبه بالقول له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله لا يغفره فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره فتكون حاله كما اخبر المصنف انه لا يدري ولا يميز حقيقة العبادة فلم يعرف ما لله وما لغيره. فحينئذ قل له كيف تبرر نفسك من الشرك وانت لا تعرفه. لان المدعي براءته من شيء لا تصح براءته ومع جهله به لان المدعي براءته براءته من شيء لا تصح براءته منه مع جهله به. فانه لا بد ان يكون عالما بمعنى المدعى عليه. فانه لا لابد ان يكون عالما بمعنى المدعى عليه. حتى يمكنه نفيه عن نفسه ثم اسأله مستنكرا كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسألوا عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم ولا لنا لان ما حرمه الله وغلظ تحريمه لابد ان يكون بيانه واقعا على وجه الوضوح. لان ما حرمه الله وغلظ تحريمه لا بد ان يكون بيانه تاما على وجه الوضوح حتى يتهيأ للخلق اجتنابه حتى هيا للخلق اجتنابهم. فلو قدر نهي احد عن شيء ولم يبين له حدود المنهي عنه فانه لا سبيل له الى السلامة منه. حتى هذا المنهي عنه اي شيء هو فيجتنبه. وان زعم المشبه ان الشرك هو عبادة الاصنام قاصدا حصر الشرك في عبادتها. وانه هو لا يعبد الاصنام. فجاوبه بما حاضر شبهته ويظهر جهالته ويبين اجنبيته عن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من توحيد الله عز وجل. وذلك بايراد سؤالين عليه وذلك بايراد سؤالين عليه. احدهما ان تقول له ما معنى عبادة الاصل نام ما معنى عبادة الاصنام؟ التي حصرت الشرك فيها. اتظن انه يعتقدون ان تلك الاحجار الاخشاب والاحجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فان قال نعم فهذا يكذبه القرآن ويرده. فانه دل على انهم لم يكونوا يعتقدون في الهتهم المعظمة عندهم. وان قال هو من قصد خشبة. او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعو ذلك ويذبح له. ويقول انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع عنا الله ببركته او يعطينا الله ببركته وان هذا تفسير عبادة الاصنام فقل صدقت وهذا الذي ذكرته هو بعينه ما وقعتم فيه مع معظميك وهذا بعينه ما وقعتم فيه مع معظميكم والاخر ان يقال له الشرك ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام. هل مرادك ان الشرك بهذا اي محصور في عبادتهم دون عبادة سواهم. وان الاعتماد على الصالحين والانبياء والانبياء اه وان الاعتماد على الصالحين والانبياء والاولياء والملائكة اي التعلق بهم ودعائهم لا يدخل في ذلك فلا يكون شركا فان اقر بذلك فانه امر باطل. يرده ويبطله ما ذكره الله عز وجل في كتابه ان من تعلق على الملائكة او الانبياء كعيسى او الصالحين فانه كافر فلا بد حينئذ ان يقر ان عبادة الصالحين هي من الشرك لان ما يقع فيها هو الواقع في تعلق الاولين بمعظميهم. من الانبياء والصالحين والملائكة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله فسره لي فان قال هو عبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام فسرها لي وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له فسرها فان في السواب ما بينته فهو المطلوب وان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسرها بغير معناها بينت له الايات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه يعني الاصل فالذي يجمعها وترجع اليه. فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر على سبيل اللف بعد النشر اي على سبيل الطي المجمل بعد المرسل اي على سبيل الطي المجمل بعد النشر المفصل. فضم متفرق جوابه بعد بسطه. انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له بالله فسره لي. فان قال هو عبادة الاصنام فقل له وما الاصنام فسرها لي فان قال انا لا اعبد الا الله وحده فقل ما معنى عبادة الله وحده فسرها لي فاذا فسرها اي تلك المعاني بما يبينه القرآن فهذا هو قلوب وان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه وان فسر ذلك بغير معناه بينت له معناه الحق بالايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الاصنام وعبادة الله سبحانه وتعالى المبينة ان ما هم فيه هو ما كانت عليه العرب في الجاهلية الاولى فحاصل الجواب عن الشبه الثلاث ان المشبه له فيها ثلاث احوال فحاصل الجواب عن الشبه الثلاث ان المشبه له فيها ثلاث احوال اولها او اولاها اولاها ان يتوقف ان يتوقف وقف ويمسك عن الجواب ان يتوقف ويمسك عن الجواب. فقل له انت لا تعرف الحق من الباطل انت لا تعرف الحق من الباطل. وهذا كاف في رد شبهته وهذه حال كثير ممن يتعلق بالصالحين. ويعتقد فيهم لا يدري حقيقة الشرك. ويظن انه عبادة الاصنام فقط وثانيتها ان يفسرها بما فسره الله في القرآن ان يفسرها بما فسره الله في القرآن. وهذا قد كفانا مؤنته. وهذا قد كفانا مؤنته بان ايات القرآن كفيلة ببيان ان الشرك لا ينحصر في عبادة الاصنام. لان ايات القرآن كفيلة ببيان ان الشرك لا ينحصر في عبادة الاصنام وثالثتها ان يفسرها بمعنى باطل يخالف ما اخبر الله عنه. ان يفسرها بمعنى باطل يخالف ما اخبر الله عنه. فتبين له الايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الاوثان. وانه هو الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه. وان عبادة الله هو هي توحيده وهي التي ينكرون على دعوة الحق. ويصيحون على دعاتها كما قال مقدموهم كما قال متقدموهم في انكار التوحيد لما دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم اليه اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل ان عبد القادر ولا غيرهم الله فالجواب ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد والاحد الذي لا نظير له الصمد المقصود في الحوائج. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اخر السورة. ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اول السورة وقال الله تعالى ما اتخذ الله منه ولد ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا وقال الله تعالى شركاء الجن ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللاج مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه من الله والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم مرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله عز وجل فهو مرتد فيفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح. وان قال لان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قل هذا هو الحق ولكن لا يعبدون ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله عز وجل واشراكهم معه. والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم ولا يجحدوا كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة من مجادلات المشابهين من مجادلات المشبهين قولهم ان مشركي العرب لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا. لما قالوا الملائكة بنات الله وهم اي المتأخرون لم يقولوا ان عبد القادر يعني الجيلاني وهو رجل من الحنابلة وعلمائهم ولا غيره ابن الله. فكيف يكفرون؟ وجواب باطنهم من اربعة وجواب باطلهم من اربعة وجوه. اولها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل نسبة الولد الى الله كفر مستقل. قال الله تعالى قل هو الله احد وقال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جعل له ولد فمن جعل له ولدا هو كافر لتكذيبه بالايتين. فمن جعل له ولدا فهو كافر لتكذيبه بالايتين. وما في معناهما وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه. عبادة غيره ونسبة الولد اليه. وجعل كلا منهما كفرا مستقلا لا قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من الى وقال وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم. اي اخترعوا له ابناء بنينا وبنات ففرقا بين الكفرين في هاتين الايتين وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله والذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم كذلك. والذين كفروا بدعاء الجن لم يدعو يجعلوه هم كذلك فانه وان كان في العرب فانه وان كان في العرب من يزعم ان الجن ابناء الله ففيهم من لا يزعم ذلك ادعوهم من دون الله ففيهم من لا يزعم ذلك ويدعوهم من دون الله. ورابعها ان في جميع المذاهب الاربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية. يذكرون في باب حكم المرتد. ان مسلما اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد. فيفرقون بين هذين النوعين فيفرقون بين هذين النوعين فان قال بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يعرض بذكر لما لهم من مقام كريم. يعرض بذكر ما له من مقام كريم. فان قصده من ذكر ذلك التعريض بمقامهم فقل مبينا قدرهم هذا هو الحق ولكنهم لا يرفعون فيعبدون ولا يخفضون فيهضمون. ولكنهم لا فيعبدون ولا يخفضون فيهضمون. والمنكر والمنكر الباطل مع الله والمنكر الباطن عبادتهم مع الله واشراكهم معه والمعروف الحق حبهم واتباعهم والاقرار بفضلهم وكراماتهم. والاقرار بفضلهم وكراماتهم. ولا كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات فيحفظ بهذا احق الله وحقهم. فيحفظ الله بهذا حق الله وحقهم. وهذه القسمة في القضية وهذه هي وهذه القسمة بالسوية هي العدل في القضية. وهذه القسمة بالزوية هي العدل في القضية. باثبات حق الاولياء لهم واثبات حق الله عز وجل له. فالامر كما قال المصنف ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين وهي من جواهر كلامه رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في زمننا الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان الشرك الاولين اخف من شرك اهل واقتنا بامرين. احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة او الاولياء او او الاوثان مع الله عز وجل الا في الرخاء واما في الشدة فيخلصون الدين لله عز وجل. كما قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ظلما تدعون الا اياه قال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتكم الساعة اغير الله تدعون الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. الآية وقال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله عز وجل في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله عز وجل ويدعون غيرهم في الرخاء واما في الشدة فلا يدعون الا الله عز وجل وحده لا شريك له وينسون ساداتهم تبين لهم فرق بين من شرك اهل زماننا وشرك الاولين ولكن اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهما راسخا. والله بمستعان. والامر الثاني ان الاولين مع الله عز وجل اناسا مقربين عند الله عز وجل اما نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية واهل زماننا يدعون مع الله عز وجل اناسا من افسق الناس والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي بالصالح والذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. ذكر المصنف رحمه الله ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو تأله لمعظميهم من الخلق وهو تأله قلوبهم لمعظمهم من الخلق هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتلا عليه النبي صلى الله عليه وسلم الناس. فانه يوجد فرقان عظيم ان بين الاولين وشرك المتأخرين. فانه يوجد فرقان عظيمان بين الشرك الاولين وشرك المتأخرين فالفرق الاول ان الاولين يشركون بالله في الرخاء ان الاولين يشركون بالله في ويخلصون له في الشدة. ويخلصون له في الشدة اما المتأخرون فانهم يشركون بالله في الرخاء والشدة فانهم يشركون بالله في الرخاء والشدة فهم اقبح شركا فهم اقبح شركا. واسوأ امرا والفرق الثاني ان الاولين يدعون مع الله ان الاولين يدعون مع الله اناسا من الانبياء والاولياء والصالحين. او يدعون اشجار واحجارا ليست عاصية او يدعون اشجارا واحجارا ليست عاصية. اما المتأخرون فانهم يدعون مع الله اناسا من الفساق. ممن يحكى عنهم الفجور والفسوق فيعظمونهم مع مشاهدتهم فجورهم ابتغاء درء شرهم. فيعظموا مع مشاهدتهم فجورهم ابتغاء درء شرهم. لانهم يعتقدون فيهم ان لهم تصرفا في الضر لانهم يعتقدون فيهم ان لهم تصرفا في الضر. فصاروا اشد من شرك الاولين من هذه الجهة ايضا وسيأتي باذن الله البيان المستوفى للفروق بين شرك الاولين والمتأخرين في في القواعد الاربع بعد صلاة العشاء الليلة باذن الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اصح عقولا واخف شركا من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا وهي من اعظم شبههم اصغي سمعك لجوابها وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويكذبون رسول الله صلى الله عليه ينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا. ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث نصلي ونصوم فكيف تجعلون لنا مثل اولئك؟ فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امن ببعض القرآن وجحد بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة او اقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة فقر بهذا كله وجعل وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج. ولما لم ينقض اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الحج انزل الله تعالى في حقه ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد فكفر بالاجماع وحل دمه وماله كما قال تعالى الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة وهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث. وكذلك نجحنا وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب فيه وقد نطق به القرآن كما فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الى جحد التوحيد الذي هو دين الرسل عليهم السلام كلهم لا يكفر سبحان الله ما اعجب هذا الجهل ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون. فان قال انهم يشهدون ان مسيلمة نبي قلنا هذا هو المطلوب اذا كان من رفع رجلا في النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفع الشهادتان الى الصلاة فكيف بمن رفع شمسان او يوسف او صحابي او صحابيا او نبيا او غيرهم في مرتبة جبار السماوات والارض. سبحانه ما اعظم شأنه. كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ويقال ايضا الذين حرقهم عن ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الاسلام وهم من اصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما فكيف اجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين ام تظنون ان اعتقاد في تاج وامثاله لا يضر والاعتقاد في علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يكفر ويقال ايضا بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن بني العباسي كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وادعوا ان الاسلام يصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بيدهم من بلدان المسلمين ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكليم الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب باب حكم المبتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه. ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها دون قلبه او كلمة يذكرها على وجه المسح واللعب. ويقال ايضا الذين قال الله عز وجل فيهم يحلفون بالله ما قالوا قد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. اما سمعت الله عز وجل كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه يزكون ويحجون ويوحدون الله عز وجل. وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا قد كفرتم بعد ايمانكم فهؤلاء الذين صرح الله عز وجل فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا انهم قالوها على وجه المزح. فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون ثم تأمل جوابه فانه من انفع ما في هذه الاوراق. ومن الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى عليه السلام اجعل لنا اله. وقال اناس من الصحابة اجعل لنا يا رسول الله ذات انواط كما لهم ذات انواط. فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل موسى عليه السلام اجعل لنا اله ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات ان يجعل لهم ذات انواط لم يكفروا. فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا. وكذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطعوه واتخذوا ذات انواط وبعد نهين كفروا وهذا هو المطلوب ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بل العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم تحرز ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهم ان هذا من اكبر الجهل ومكايد الشيطان وتفيد ايضا ان المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر. كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيض وتفيد ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قرر المصنف رحمه الله من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان تلك الافعال ليست شركا. لما فرغ المصنف من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان تلك الافعال ليست شركا كر على شبه من يزعم ان هؤلاء وان وقعت منهم تلك الافعال الشركية فان ذلك لا يقتضي تكفيرهم قتاله فان ذلك لا يقتضي تكفيرهم وقتالهم فابطلها. والشبه متعلقة بتوحيد العبادة المذكور جوابها في هذا الكتاب ترجع الى اصلين. والشبه المذكورة جوابها والشبه المتعلقة بتوحيد العبادة المذكور جوابها في هذا الكتاب ترجع الى اصلين. احدهم شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون ليس بشرك. شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون ليس بشرك والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن فعل شيئا من ذلك شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن فعل ذلك وهذه الجملة الطويلة المسلوكة في نسق واحد هي في ابطال الشبه المتعلقة بالاصل الثاني هي في ابطال الشبه المتعلقة بالاصل الثاني وهي من انفع ما في هذه الاوراق كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى فان كثيرا من اهل العلم كانوا يوافقونه على ان افعال اولئك شرك ولكنهم يحجمون عن تكفير اولئك وقتالهم فبين رحمه الله تعالى في هذه الاوراق ما يدل على ثبوت كفرهم ووجوب قتالهم وانهم وان كانوا يقولون لا اله الا الله ويؤذنون ويصلون الا انهم اقترفوا من الافعال ما به يكفرون وعليه يقاتلون. لكنهم اقترفوا من الافعال ما به يكفرون. وعليه يقاتلون فما يقع في النفوس من سلطة الدفاع عن هؤلاء بقول اتكفرون وتقاتلون المسلمين يتبدد بما ذكره المصنف في هذه الجملة. فانه ذكر ما يدل على كفرهم وقتالهم من وجوه تمانية. من وجوه ثمانية. اولها هو ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها هو كافر بالجميع. اولها ان من كفر ببعض الذي امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها هو كافر بالجميع. كمن اقر بالصلاة وانكر الصيام. او اقر بالحج وانكر الزكاة فانه لا يقبل منه ايمانه بشيء وكفره بشيء اخر من الدين. ولا فيكون بذلك مسلما بل يكون كافرا. لا يختلف في هذا ولا ينازع فيه احد والوجه الثاني اطباق العلماء ومنهم الصحابة اطباق العلماء ومنهم الصحابة على تكفير من على تكفير ومن وقعت منه بعض اعمال الكفر وقتالهم فهو استدلال بالاجماع العملي وهو استدلال بالاجماع العملي الذي وقع من الصحابة وتتابع عليه العلماء في وقائع عدة ذكر المصنف منها ثلاثا فالواقعة الاولى واقعة الصحابة مع بني حنيفة. واقعة الصحابة مع بني حنيفة. فانهم كانوا يصلون ويؤذنون ويشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لكن انهم كانوا يزعمون انه مسيلمة نبي. فاكثرهم الصحابة رضي الله عنهم كلوهم ووقع هذا من الصحابة في قوم رفعوا عبدا الى مقام الرسالة التي ليست له. وهو مسيلمة. فكيف بمن يدعي لاحد من العباد مقام الالوهية. فيجعل له الدعاء والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة فهو احق بالكفر والقتال من مسيلمة وقومه. والواقعة الثانية واقعة علي رضي الله عنه في تكفيره الغالين فيه في تكفيره الغاليين فيه الزاعمين فيهما زعموا الزاعمين فيهما زعموا من الالوهية فاكثرهم علي رضي الله عنه وحرقهم بالنار وحرقهم بالنار ووافقه الصحابة على تكفيرهم ولم يعيبوا عليه شيئا في اكفالهم لكن منهم من عاب عليه التحريق. لكن منهم من عاب عليه التحريق. ورأى ان حقهم قتلهم بالسيف ورأى ان حقهم قتلهم بالسيف. فهم يوافقونه في التكفير والقتل وهم يوافقونه في التكفير قتل والواقعة الثالثة واقعة ظهور العبيديين واقعة ظهور العبيديين واستيلائهم على مصر وغيرها من البلدان. وكانوا يتسمون زورا بالفاطميين. وكانوا يتسمون زورا بالفاطميين ووقع ما وقع منهم فيما خرجوا به عن حكم الشرع فاكثرهم العلماء اجماعا. ولم يختلفوا في كفرهم فنقل اجماعهم من المشهورين القاضي عياض ليحصد وصنف ابن الجوزي في شد العزمة على حربهم كتابا سماه النصر على مصر. يقصد ابطال ما ظهر من دين العبيديين فيها فهذه الوقائع تدل على تحقيق الاجماع العملي. في ان من وقعت منه افعال كفرية اوجبت كفره فانه يكفر وان زعم انه مسلم. ويقاتل على ذلك محقا كرهه وقطعا لدابره. والوجه التالف ان العلماء رحمهم الله في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب الردة. يذكرون فيه نواقض الاسلام. ومقصودهم من عقد في هذا الباب بيان ان المسلم قد يكفر. بيان ان المسلم قد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او شك يخرج به من الاسلام. ولو زعم انه مسلم والا فما فائدة هذا الباب من كتبهم؟ والا فما فائدة هذا الباب من كتبهم؟ ومن كان دراكا لاحكام الردة وقف على شدة بعض المذاهب المتبوعة فيه فوق ما ينسب لدعوة التوحيد من الشدة. فوق ما ينسب الى دعوة التوحيد من الشدة ولكن الجهل داء عريض. والوجه الرابع ان الله حكم بكفر اناس ان طه حكم بكفر اناس بكلمة تكلموا بها لكلمة تكلموا بها كما قال تعالى ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. فاكفرهم الله مع كونهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ويصومون ويجاهدون مع كونهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ويصومون وهو يجاهدون. والوجه الخامس وهو نظير رابع ما وقع من المستهزئين بالكلام في غزوة تبوك. ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك وتقدم قريبا ما قالوا. فاكثرهم الله عز وجل وكانوا غزاة مقاتلين مع النبي صلى الله عليه وسلم. والوجه السادس ان الذين نزل القرآن والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المتأخرون يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر. لكنه يصدقونه صلى الله عليه وسلم في شيء ويكذبونه في شيء اخر. فهم بتكذيبهم له صلى الله عليه وسلم كافرون مرتدون وهم بتكذيبهم له صلى الله عليه وسلم كافرون مرتدون. والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر. ان من جحد وجوب الحج كفر وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم. كما وقع في سبب نزول هذه الاية. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا قيل ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ان قوما اقروا بالصلاة وغيرها ثم لما امروا بالحج ابوا. فنزلت الاية في كفرهم. وهذا يروى فيه اثار عن التابعين وهذا شيء يروى فيه اثار عن التابعين وليس فيه شيء من المرفوع ولكن الاية دالة على ان من جحد وجوب الحج فهو كافر لكن اية دالة على ان من جحد وجوب الله فهو وجوب الحج فهو كافر. فاذا كان هذا في حق من جحد شيئا من الدين دون توحيد الله فكيف اذا كان جحده متعلقا بتوحيد الله؟ فكيف اذا كان جحده متعلقا بتوحيد الله والوجه الثامن حديث ذات انوار المروي عند الترمذي من حديث ابي واقن لليث واسناده صحيح. وفيه ان بني اسرائيل وقعوا في الكفر لما قالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. فزجرهم موسى عليه الصلاة والسلام ونهاهم عن ذلك. ووقع نظيره في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه فمروا فمروا بتلك الشجرة العظيمة وسألوه ان يجعل لهم شجرة ينوطون اي يعلقون بها اسلحتهم فاخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم وقعوا فيما وقع فيه اصحاب موسى. وانهم سألوا ما سأله اصحاب موسى موسى عليه الصلاة والسلام فارتكبوا فعلا لم يشفع لهم ايمانهم في دفع الكفر عنهم. لكنهم لم يكفروا لانهم لما نهوا انتهوا. لكنهم لم يكفروا لانهم لما نهوا هو والعبد اذا بدر منه شيء من الشرك والكفر فنهي عنه فتركه ارتفع عنه حكم الكفر والشرك وظاهر كلام المصنف هنا ان ما وقع من الصحابة في قصة ذات انوار هو من الشرك الاكبر وهو خلاف ما صرح به في كتاب التوحيد من كونه شركا اصغر لانهم لم يسألوه ربا يدعونه وانما سألوه سببا يتبركون به تقربا الى الرب ولو قيل بامكان هذا وذاك فيهم على اختلاف الافراد كان ذلك ممكنا. ولو قيل امكاني هذا وذاك فيهم على اختلاف الافراد كان ذلك ممكنا. فيكون منهم من اراد التبرك مع اعتقاد السببية فيكون منهم من اراد التبرك مع اعتقاد السببية فقط. فيكون شركهم شركا اصغر ويكون منهم من اراد التبرك على اعتقاد استقلال الشجرة بالتأثير. فيكون شركا اكبر ويكون انكاره صلى الله عليه وسلم هو على الطائفتين معا. ثم ذكر المصنف رحمه الله ثلاثا فوائد من قصة ذات انواط اولاها الحذر من الشرك. الحذر من الشرك ومن عيون تراجم كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك ومن عيون تراجم كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك. فالعبد مأمور اي يخاف من الشرك ويحذره. وثانيتها الاعلام بان العبد الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم نبه وتاب من ساعته ثم نبه وتاب فمن ساعته فانه لا يكفر. فانه لا يكفر. وثالثتها ان من لم يكفر بكلمة الكفر ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جهلا فانه لا يتساهل معه بل ظلظوا عليه في الانكار فانه لا يتساهل معه بل يغلظ عليه في الانكار. كما غلظ موسى عليه السلام على قومه وكما غلظ محمد صلى الله عليه وسلم على اصحابه هو منشأ التغليظ شدة الامر الذي جاءوا به. ومنشأ التغليظ شدة الامر الذي جاءوا به لتعلقه بحق الله من التوحيد وقد بوب البخاري في صحيحه باب الغضب في الموعظة. باب الغضب في الموعظة وذكر المصنف في باب من تبرك بشجرة او حجل ونحوهما عند هذا الحديث من المسائل ان فيه الغضب الغضب عند التعليم الغضب والتغليظ عند التعليم. فاذا انتهك حق الله في توحيده قلظ لمن انتهك زجرا له وحسما لشره. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتلى من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها ومراد وهؤلاء الجهلة ان من قال لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء جهلة المشركين معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني خليفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار وهؤلاء الجالة مقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجل ادعى الاسلام بسبب ان ظن انه ما ادعاه لا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وانزل الله تعالى في ذلك اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا. الاية اي تثبتوا في الاية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل لقوله تعالى فتبينوا ولو كان لا يقتل اذا قال الم يكن للتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله معناه ما ذكرت ان من ظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا ان الرسول صلى الله عليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارج اينما لقيتون فاقتلوهم لان ادركتهم لاقتلنهم مع كونهم من اكثر الناس عبادة تكبيرا وتهليلا حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة. فلم تنفعهم لا الا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الاسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني المصطلق لما اخبره رجل انه منعوا الزكاة حتى انزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا فاسق بنبأ الاية وكان الرجل كاذبا عليهم. فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى لهؤلاء وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه انكر على اسامة رضي الله عنه قتلى من قال لا اله الا الله. فقال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. وكذلك احاديث اخر في الكف عن من قالها ومراد هؤلاء ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل وهم يقولون هذا مع علمهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام. وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب بالنار كانوا يقولون لا اله الا الله. ويقولون ذلك ويقول هؤلاء المشبهون كذلك وهم مقرون بان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها. فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من الفروع وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه. فاذا كان دم العبد المدعي الاسلام يستباح اذا انكر وجوب الحج او الصلاة او الصيام او الزكاة وهي دون التوحيد رتبة فان حصول كفره ووجوب قتاله اذا جحد التوحيد اولى اه واحق والامر كما قال المصنف ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث الاحاديث المذكورة في هذا الباب يراد بها الامساك عمن ثبتت له عصمة الحال الامساك عن من ثبتت له عصمة الحال. فان العصمة الثابتة لاحد من الخلق نوعان. فان العصمة الثابتة لاحد من الخلق نوعان احدهما عصمة الحال عصمة الحال ويكفي فيها ويكفي فيها قول لا اله الا الله ويكفي فيها قول لا اله الا الله فاذا كان العبد كافرا ثم قال لا اله الا الله امسك عنه امسك عنه وثبتت له العصمة حتى يتبين امره. والاخر عصمة المآل عصمة المآل والمراد بها استمرار تلك العصمة والمراد بها استمرار تلك العصمة وبقاؤها. وبقاؤها للعبد ولا يكفي فيها مجرد قول لا اله الا الله. ولا يكفي فيها مجرد قول لا اله الا الا الله بل لا بد من الالتزام بمقتضاها. بل لا بد من الالتزام بمقتضاها فاذا وقع من العبد ما يباين الالتزام بمقتضاها فاذا وقع من العبد ما يباين الالتزام بمقتضاها ارتفعت تلك العصمة عنه ارتفعت تلك العصمة عنه فثبت له الكفر ووجب قتله وبيان ذلك بالمثال انه لو قدر وجود كافر حمل عليه بالسيف في معركة بين المسلمين والكافرين. فلما غلب القوم وولوا ادبارهم اتبعهم فعلى احد من المسلمين ذلك الكافر بسلاحه. ليقتله فقال الكافر لا اله الا الله فانه يمسك عن قتله ويأخذه الى عسكر المسلمين فثبتت له بتلك الكلمة عصمة الحال فاذا سئل عن حاله بعد في قوله لا اله الا الله فاخبر عن رغبته في الاسلام واسلم وكان في المسلمين فنزل بلدانهم واكل طعامهم صلاتهم وصام شهرهم وحج بيتهم ثم زعم بعد انه وان حج البيت الحرام فان حج البيت الحرام ليس فرضا ولا واجبا على احد من الخلق. وجحد وجوب الحج انكاره وابدى فيه واعاد وقام وقعد. وقال انه امر يعظم به الله قبل الاسلام. فهذا ترتفع وعنه تلك العصمة التي ثبتت له وهي عصمة المآل بعد عصمة الحال ورافعها ما وقع فيه من مخالفته مقتضى لا اله الا الله لان من مقتضى لا اله الا الله اعتقاد وجوب الحج. وهذا معنى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا فامر الله عز وجل بالتبين للتثبت فيمن قال لا اله الا الله. وفائدة ذلك ان من قالها ثم التزم بها لم يقتل. فيكف عنه حتى يتبين امره. فان تبين انه يقول ولا يعتقد معناها ولا يلتزم مقتضاها فان لا اله الا الله لا تنفعه. ثم ذكر المصنف اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم. اولها ان صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله وقال امرت ان ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو صلى الله عليه وسلم الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله ولهم من العبادة ما لهم حتى يحقر الصحابة رضي الله عنهم انفسهم في العبادة عندما عليه اولئك فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله وهم عند قوم من اهل العلم كفار بما فعلوا فارتفعت عنهم عصمة المآل عند من كفرهم بما اقترفوا مع قولهم لا اله الا الله محمد رسول الله وهم عند قوم اخرين فساق والامر اشد فان كانوا يقاتلون وهم فساق كن مع قولهم لا اله الا الله محمد رسول الله فكيف بمن يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ثم يقع في الكفر فهو احق بالقتال. واصح القولين في حال الخوارج انهم فساق ليسوا كفارا باجماع الصحابة على كونهم ليسوا كفارا. نقله ابن تيمية الحفيد. ومع ذلك فهو مأمور قم بقتالهم استئصالا لشرهم واطفاء لبدعتهم واخبادا لذكرهم فان قتال هؤلاء مأمورا به وهم اهل بدعة وضلالة. فكيف من هو من اهل الشرك والخروج وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وسبا نساءهم وذراريهم. وثالثها ما تقدم من الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وكانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله لكنهم جعلوا مسيلمة نبيا وهؤلاء رفعوا رجلا الى مقام النبوة فكيف بمن رفع رجلا الى مقام الالوهية وجعل له حظا من الدعاء والخوف والمحبة والرجاء والتوكل. ورابعها قصة بني المصطلق وهم قبيلة من العرب. دخلوا الاسلام وبعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ساعيهم يجدي زكاته سعيه يجبي زكاتهم اي يجمعها فلم يذهب اليهم بل رجع عنهم. وقال انهم منعوا الزكاة فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم. فانزل الله عز وجل عليه. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الاية. فالنبي صلى الله عليه وسلم هم بقتال هؤلاء لمنع الزكاة فكيف اذا منع احد من الخلق توحيد الله عز وجل ووقع الشرك فهو احق بالقتل. وقصة الوليد بن عقبة مع بني المصطلق رويت من وجوه ضعيفة لا تثبت. لكن الاجماع منعقد على ان الاية نازلة فيها. لكن الاجماع منعقد على ان الاية نازلة فيها نقله ابو موسى المديني. نقله ابو موسى المديني ووجه القصة ان عقبة خرج اليهم فلما اقبل على منازلهم خرجوا اليه يريدون ان يستقبلوه. فلما رأى جمعهم تخوف على نفسه. وظن انهم دون الامتناع عن دفع الزكاة. فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأتهم. واخبره واخبره خبرهم فما فوقع ما وقع وليست الاية محققة المعنى فيه. وانه فاسق. وانما المراد التنبيه بتلك الحال الوقعة التي وقعت على حال اشد. وانما المراد التنبيه بتلك الحال التي وقعت على حال اشد وهي خبر الفاسق. فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اذا جاء فاسق بنبأ فتبينوا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وله شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى عليهم السلام فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان تقول سبحان من طوى على قلوب اعدائه. فان الاستغاثة بالمخلوق ما يقدر عليه لا ننكرها كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه على الذي من عدوه. وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا تعالى اذا ثبت ذلك والاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله عز وجل ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف هذا جائز في الدنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادع الله عز وجل لي. كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره بل انكر السلف رحمهم الله على من قصد دعاء الله قبره فكيف دعاؤه نفسه؟ اللهم صلي وسلم ذكر المصنف رحمه الله هنا شبهة من شبه في باب توحيد العبادة انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل الذي يستغيث فيه الناس بالانبياء وكلهم يعتذر عنها حتى يرجع الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم فزعم هؤلاء المتهوقون ان الحديث يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. اذ وقعت للناس مع اذ تقع للناس مع الانبياء مع افضل الانبياء. فلا ينكرون عليهم ذلك. وهذه الشبهة داحضة وبيان وهائها بمعرفة ان اولئك كانوا يسألون حيا حاضرا بمعرفة ان اولئك كانوا يسألون حيا حاضرا يقدر على ما سئل فيه يقدر على ما سئل فيه فللأنبياء مقام عند الله. فاذا دعوا الله حينئذ كان هذا مما له هم قدرة فيه. ومن يزعم ان هذا الحديث دال على اطلاق القول بجواز الاستعاذة ممن لم يكن على هذا الوصف ان يكون ميتا او يكون غائبا او يسأل مسؤوله في شيء لا يقدر عليه تدلاله باطل لاراده الدليلة في غير موضعه. فهؤلاء المسؤولون لم يكونوا ولا كانوا غيبا ولا كانوا عاجزين عما سئلوا فيه. بل كانوا متصفين في الحياة والحضور والقدرة على ما سئلوا فيه. ومثل هذا لا يمنعه الداعون الى توحيد الله فاذا استغثت بحي حاضن يقدر على ما سئل فيه كانت استغاثة جائزة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال لا فقال لك حاجة قال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبرائيل شركا لم يعرضها على ابراهيم عليه السلام. فالجواب ان هذا من فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه فانه كما قال الله تعالى فيه علمه شديد القوى. فلو اذن الله عز وجل له ان يأخذ نارا إبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل ولو أمره الله أن يضع إبراهيم عنه في مكان بعيد إلا فعل ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه ان يقرضه او يهبه شيئا يقضي به حاجته. فيابى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله وعز وجل برزق منه لا ملة فيه لاحد. فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون. ختم المصنف رحمه الله بذكره شبهة من مقالات المبطلين في توحيد العبادة وهي استدلالهم بقصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار ترضى له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا. وهذه الشبهة مندفعة من وجهين. وهذه الشبهة مندفعة من وجهين. احدهما من جهة الرواية من جهة الرواية وهي بطلان تلك القصة. وهي بطلان تلك القصة فلا تروى من وجه صحيح وغاية ما فيها مقاطع ومأثورات لا تثبت. وغاية ما فيها مقاطع ومأثورات لا تثبت والوجه الثاني من جهة الدراية. من جهة الدراية وهي ان قول جبريل لابراهيم عليه الصلاة والسلام الك حاجة؟ ليس من قبيل الاستغاثة الشركية. بل عرض عليه جبرائيل شيئا يا عليه ان تلك الاستغاثة ليست من قبيل استغاثة الشركية بل عرض عليه جبرائيل شيئا يقدر على وكان جبرائيل حيا حاضرا. فاذا وقع الامر وفق هذه الشروط من الحياة والحضور والقدرة فحين اذ لا يكون هذا شركا. فبطل الدعوة من زعم ان ان جبريل عرض عليه الاستغاثة به ولو كان شركا لم يعرض جبريل على ابراهيم تلك اغاثة ولا سكت عنه ابراهيم. ويظن هؤلاء ان ما هم عليه من الاستغاثة الشركية. فاستغاثتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم او استغاثتهم بالحسن او استغاثتهم بالحسين او استغاثتهم بعبد قادر الجيلاني انها كاستغاثة انها كاغاثة جبريل ابراهيم عليه الصلاة والسلام والبون بينهما شاسع. لان جبريل كان حيا حاضرا قادرا. والصحيح ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال حينئذ ما يدل على توكله على ربه فقال حسبنا الله ونعم الوكيل ثبت هذا عند البخاري وتقدم في كتاب التوحيد عن ابن عباس ان ابراهيم قالها حين القي في النار نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والاختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لاعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ان التوحيد لا بد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرف التوحيد او لم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وابليس وامثالهما وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق ولكن لا نقدر ان نفعله. ولا يجوز عندنا لبلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار. ولم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون حقه ولم يتركه الا لشيء من الاعذار كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنا قليلا وغير ذلك من الايات كقوله ابناءهم فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق وهو شر من الكافر الخالص كما قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس. ترى من يعرف الحق ويترك والعمل به لخوف نقص دنياه واوجاهه ومداراة فاذا سألته عما يعتقده بقلبه اذا هو لا يعرفه ولكن عليك الفم ايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدما وهي قوله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم ثم بعد ايمانكم فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزو الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة تبوك على وجه المسح واللعب لك ان الذي يتكلم بكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداوة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها. والاية الثانية قوله تعالى الكفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح من كفر الصدر فلم يعدل الله عز وجل من هؤلاء الا من اوفي معك ومن قلبه مطمئن بالايمان واما غير هذا وقد كبر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مداراة لاحد او مشحة بوطنه او اهله او وماله وفعله على وجه المزح او لغير ذلك من الامراض الا المكره. والاية تدل على هذا من جهتين الاولى قوله الا من اكره. فلم يستثني الله عز وجل الا المكره ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل بالكلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانهم استحبوا كن الحياة الدنيا عن الاخرة فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب اعتقاد والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر وانما سببه ان له في ذلك حظ من حظوظ الدنيا فاثره على الدين والله اعلم. ختم المصنف رحمه الله كتابه بمسألة اشار واليها بالتعظيم فقال ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها. ولكثرة الغلط فيها. ثم بين ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل. فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد. فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد. اما من اقر بقلبه فقط او اعترف بالتوحيد بلسانه وفي ظاهر عمله ولم يقر به باطنا فانه لا يثبت له توحيده فالناس ينقسمون الى اقسام ثلاثة. فالناس ينقسمون الى اقسام ثلاثة. اولها ان يكون العبد بالتوحيد ظاهرا وباطنا. ان يكون العبد مقرا بالتوحيد ظاهرا وباطنا. وهذه حال الموحد وتعنيها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا مقرا بالتوحيد باطنا ولكنه لا يلتزم بظاهره ولكنه لا يلتزم بظاهره وهذه حال الكافر وهذه حال الكافر والقسم وثالثها من يكون قلبه منطويا على الكفر اما ظاهره فانه ينطق بالتوحيد. من يكون قلبه منطويا على الكفر. اما ظاهره فانه ينطق وبالتوحيد وربما عمل به. وهذه حال المنافق. وهذه حال المنافق وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة من من ان الايمان دائر على هذه الاشياء الثلاثة القلب واللسان والجوارح. ثم حرض المصنف رحمه الله على فهم ايتين ليحذر العبد الوقوع فيما يخالف هذا المقتضى تدلان على ان العبد قد يكفر بسبب كلمة يقولها على وجه اللعب والمزح واذا كان يكفر بكلمة يقولها على هذا الوجه فانه يكفر من تكلم بالكفر وعمل به فانه يكفر من تكلم بالكفر او عمل به. خوفا لنقص ماله او جاهه او مجاراة لاحد وان حاله اعظم ممن تكلم بكلمة يمزح بها وانه لا يخرجه من تلك من تبعة تلك الحال الا الاكراه. وانه لا يخرجه من تبعة كالحال الا الاكراه. والاكراه هو ارغام العبد ما على ما لا يريد. هو ارغام عبدي على ما لا يريد. والمكره له حالان. والمكره له حالان اولاهما اكراهه مع اطمئنان قلبه بالايمان وهذا لا شيء عليه قال الله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان والاخر اكراهه مع اطمئنان قلبه بالكفر. اكراهه مع اطمئنان قلبه بالكفر فيخرج بذلك من الاسلام فيخرج بذلك من الاسلام ثم نبه المصنف الى قاعدة عظيمة في قوله ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فالمكره عليه له موردان. فالمكره عليه له موردان احدهما ان يكون محل ان يكون في الاقوال والاعمال. ان يكون في الاقوال والاعمال. وهذه يقبل الاكراه فيها. وهذه يقبل الاكراه فيها والاخر ان يكون الاكراه في عقيدة في عقيدة القلب. ان يكون الاكرام في عقيدة القلب ومدعيها كاذب. ومدعيها كاذب. لان العقائد الباطنة لا يمكن الاكراه عليها لان العقائد الباطنة لا يمكن الاكراه عليها. اذ لا يطلع عليها اذ لا يطلع عليها. والمكره انما يدرك من المكره ظاهره. والمكره انما يدرك من المكره ظاهره ظاهرة وهذا اخر البيان على هذا الكتاب العظيم بحمد الله وتوفيقه. اكتبوا طبقة السماء سمع علي جميع لمن حضر الجميع ومن عليه فوت يكتب كثيرا كشف الشبهات بقراءة غيره. صاحبنا فلان بن فلان الفلاني فاجزت فتم له ذلك في مجلس واحد فتم له ذلك في مجلس واحد. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين اسناد المذكور في منح المكرمات ازازة الطلاب المهمات والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لقاؤنا بعد العصر ان شاء الله تعالى في درس العقيدة الواسطية. وبعد العشاء باذن الله في القواعد الاربع واحضروا معكم الثاني وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين