السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير دين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمة واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد على ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اثر ذي الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم فيما منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك مبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم. ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في السنة الحادية عشرة احدى واربعين واربعمائة وهو كتاب كشف الشبهات. لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد ابن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين. باسنادكم حفظكم الله الله الى الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله انه قال في مصنفه كشف الشبهات بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله عز وجل به الى عباده. فاولهم نوح عليهم السلام وارسلهم الله الى قومه لما غنوا في الصالحين وسواع ويغوث ويعوق ونسق. واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون يتصدقون ويذكرون الله كثيرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله عز وجل. يقولون نريد منهم التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى مريم اناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم. دين ابيهم ابراهيم ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل. فضلا عن غيرهما. والا فهؤلاء المشركون الذين رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له. وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السمع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره. ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مراسلاته ومكاتباته صلى الله عليه وسلم الى الملوك. والتصانيف تجري مجراها. ثم بين حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه بالعبادة. والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه. وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان التوحيد الواجب على العبد ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى الثاني هو المعهود شرعا فاذا اطلق التوحيد في الايات والاحاديث فالمراد به توحيد العبادة ولاجل هذا اقتصر المصنف عليه فقال التوحيد وهو افراد الله بالعبادة. ثم بين ان التوحيد الذي هو اخراج الله بالعبادة هو دين الرسل جميعا فان الرسل بعثت تدعو اقوامها الى افراد الله بالعبادة. قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الضاغوت. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وكان اولئك الرسل المبعوثين الى اقوامهم بتوحيد العبادة يدعونهم الى افراد الله عز وجل به بعد ان غيروا وبدلوا هو نوح عليه الصلاة والسلام الذي ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الإفراط. هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط. فمداره على امرين احدهما وقوع المجاوزة لما حد وعين شرعا. وقوع المجاوزة لما حد وعين شرعا. والاخر تعلق تلك المجاوزة بالافراط. التعلق تلك المجاوزة بالافراط. اي وقوعها على وجه الزيادة. اي وقوعها على وجه الزيادة والصالحون من الخلق ينتفع بهم بصحبتهم واستنصاحهم والاقتداء بهم واشباهي هذا مما اذن به شرعا فاذا تعدي هذا الحد المشروع وقع الخلق في المحظور وقد افظل غلو في الصالحين الى اعتقاد الضر والنفع منهم. وانهم ينفع ويضرون كما اتفق لقوم نوح في هؤلاء الصالحين الخمسة. فانهم كانوا والصالحين فيهم فلما ماتوا غلوا فيهم ومجموع الوارد في الاثار في بيان غلو قوم نوح فيهم انهم غلوا فيهم بامرين احدهما انهم عكفوا على قبورهم لما ماتوا انهم عكفوا على قبورهم لما ماتوا. اي اقاموا عندها يعبدون الله. اي اقاموا عندها الله متقربين اليه عند قبول هؤلاء الصالحين والاخر انهم صوروا اولئك الصالحين تماثيلا. انهم صوروا اولئك الصالحين تماثيلا فنصبوا في مجالسهم صورهم ممثلة فنهبوا في مجالسهم صورهم ممثلة لينظروا اليهم فيشتاق الى العبادة ويجتهدون في عبادة الله. لينظروا اليهم فيشتاق الى العبادة ويجتهد في عبادة الله فلما طال عليهم الامد عبدوهم من دون الله. فلما طال عليهم الامد عمدوا عبدوهم من دون الله ثم لما عوقب قوم نوح بالطوفان حمل الماء تماثيل هؤلاء حتى القاها في جزيرة العرب وعرف موضعها عمرو بن لحي شيخ خزاعة. فزين عبادة تلك التماثيل للعرب وابتدأ فيهم عبادة وابتدأت فيهم عبادة الاصنام فانه لما انتهت تلك التماثيل الخمسة الى جزيرة العرب وانحسر عنها الماء سفت عليها السوافي. حتى علاها تراب عظيم وكان عمرو بن لحي سيد خزاعة يتجه الى الشام فرأى في اهلها عبادة الاصنام فاعجبه ذلك ووقع في نفسه محبته فلما رجع الى قومه زين له الشيطان حمل العرب على هذا ودله على موضع تلك التماثيل الخمسة فاستخرج لها ونصبها عند الكعبة. وكانت خزاعة تلي مكة فكان عمرو بن لحي هو اول من غير دين العرب بالشرك بعد ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فعبدوهم من دون الله ثم تزايد الامر فيهم فاتخذوا اصناما كثيرة يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى فلما عظم الامر فيهم بعث الله اليهم محمدا صلى الله عليه وسلم ها هم عن عبادة الاصنام ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له. ويجدد فيهم دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يبدي يعين في دعوتهم الى التوحيد. ووقع بينه وبينهم ما وقع من القتال حتى اظهره الله عليهم فدخل مكة وكسر تلك الاصنام التي حفت بها الكعبة وكانت ستين وثلاثمائة صنم فطهر الله بيته من عبادة الاصنام وكانت بعثته صلى الله عليه وسلم الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ولكنهم كانوا يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله ويقولون نريد التقرب بهم الى الله ونجعلهم شفعاء لنا عنده مثل الملائكة وعيسى ابن مريم واناس غيرهم من الصالحين. ثم ذكر المصنف ان المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بان الله هو المالك الرازق المتصرف المدبر. فيثبتون لله سبحانه وتعالى توحيد الربوبية ويعتقد ان جميع السماوات ومن فيهن والاراضين ومن فيهن كلهم عبيد الله وتحت تصرفه وقهره. فهم مقرون بتوحيد الربوبية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ عليه. قل من من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر الله الاية وقوله تعالى وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك لما ذكر المصنف رحمه الله في الجملة المتقدمة ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرون بتوحيد الربوبية اقام في هذه الجملة الدليل على ذلك. فبين انه هم كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر الذي له الملك ذكر من الاي ما يدل على انهم كانوا اذا سئلوا عن افراد الربوبية كالخلق رزقي والملك والتدبير يجعلونها لله سبحانه وتعالى. فافراد الربوبية عندهم مضافة الى الله لا ينكرونها ولا يجحدونها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت ان التوحيد الذي جحدوه وتوحيد العبادات الذي نسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله عز سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة صلاحهم وقربهم من الله عز وجل يشفع لهم او يدعو رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى عليه الصلاة والسلام وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابتلاهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص لعبادة الله وحده لا شريك لهم كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. وقال تعالى لهم دعوة الحق والذين لا يستجيبون له بشيء وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع عبادته كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبيات لم يدخلهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء والاولياء لا يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هم الذين احل دماءهم واموالهم. عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركين يكون ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة سبع مقدمات رتب عليهن نتيجة جليلة. فاولها في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي بتوحيد الربوبية اولها في قوله اذا تحققت انهم مقرون بهذا اي بتوحيد الربوبية وثانيها في قوله انه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في توحيد العبادة اي ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في توحيد العبادة. فكانوا مقرين بالربوبية منكرين توحيد العبادة فكانوا مقرين بالربوبية منكرين توحيد العبادة. الذي حقيقته الله عز وجل بانواع القرب التي يفعلها العباد وثالثها في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى. اي ان اولئك كانوا يجحدون توحيد العبادة لانهم كانوا يتوجهون الى بعض المعظمين بانواع القرب. لانهم كانوا يتوجهون الى بعض المعظمين بانواع القرب. ويعتقدون انهم ينفعون ويضرون ويعتقدون دون انهم ينفعون ويضرون. ولذلك يجعلون لهم ما يجعلون من عباداتهم كالدعاء ندري والذبح وهم بهذا مشابهون لما كان عليه اولئك الاولين. فان الاولين من اهل الجاهلية كانوا يدعون الله ويدعون غيره. وهؤلاء الذين يعظمون بعضا معظمين يقولون ان فيهم اعتقادا وان لهم نفعا وضرا يتقربون اليهم بانواع من العبادات كما كان اهل جاهلية الاولى يتقربون الى معظميهم بانواع العبادات. فالمشابهة بين هؤلاء وهؤلاء ظاهرة لاشتراكهم فيما يفعلونه. ورابعها في قوله وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فاولئك المشركون من اهل الجاهلية مع ما كانوا من العبادة التي يزعمون انها لله لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا منه. ولا انتفعوا بتلك العبادات. بل كفرهم النبي صلى الله عليه سلم وقاتلهم ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده. بالا يجعل شيء منها الا لا لله ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده بان لا يجعل شيء منها الا لله. وذكر رحمه الله ايتين عظيمتين في تحقيق اخلاص العبادة لله وحده. فالاية الاولى قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين. احدهما في قوله وان المساجد لله فالمنقول في تفسيرها على اختلافه يرجع الى اثبات ان جميع انواع الاجلال والاعظام والاكبار لله. فالمنقول في تفسيرها على يرجع الى اثبات ان جميع انواع الاكبار والاجلال والاعظام كلها لله. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا وهو نهي عن دعاء غير الله يستلزم اثبات العبادة لله وحده. وهو نهي عن دعاء غير الله يستلزم اثبات العبادة لله وحده والدعاء في خطاب الشرع كما تقدم يطلق ويراد به العبادة. ومنه حديث النعمان رضي الله عنه عند اصحاب السنن الدعاء والعبادة واسناده صحيح. فمعنى الاية المذكورة فلا تدعو مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا وهذا النهي يستلزم اثبات العبادة لله وحده. وهذا النهي يستلزم اثبات العبادة لله وحده. لان قوله احد في الاية نكرة في سياق نهي. لان كلمة احد في الاية نكرة في سياق النهي. تفيد العموم ففي ذلك ابطال عبادة كل احد كائنا من كان سوى الله سبحانه وتعالى. والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء. ودلالتها على اخلاص العبادة لله وحده من وجهين ايضا. احدهما في قوله له دعوة الحق اي الدعوة الثابتة الصحيحة. اي الدعوة الثابتة الصحيحة. وهي عبادته وحده وهو عبادته وحده. فالدين الحق في عبادة الله هو ان يوحد ولا يشرك به شيء فالدين الحق في عبادة الله هو ان يوحد ولا يشرك به شيء لقوله تعالى الا لله الدين الخالص. لقوله تعالى الا لله الدين الخالص. اي الدين الذي يفرد به عن سواه. اي الدين الذي يفرد به عن سواه. فالخالص هو الذي لا تشوبه شائب فالخالص هو المنفرد الذي لا تشوبه شائبة ووقع في الاية تقديم ما حقه التأخير. لافادة الحصر. ووقع في الاية تقديم حقه التأخير لافادة الحصر في قوله له دعوة الحق. له دعوة الحق فتقدير دعوة الحق له. وقدم الجار والمجرور لافادة الحصر. اي ان دعوة الحق التي هي الدعوة الصحيحة الثابتة هي لله وحده. والاخر في قوله والذين يدعون من دون لا يستجيبون لهم بشيء مبطلا الانتفاع بعبادة غير الله من المدعوين. مبطلا الانتفاع بعبادة غير الله من المدعوين انهم لا يستجيبون لمن دعاهم. انهم لا يستجيبون لمن دعاهم واذا كان المعبود لا يستجيب لعابده فلا يستحق العبادة. واذا كان المعبود ايستجيب لعابده فلا يستحق العبادة. وخامسها في قوله وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر وكله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل هؤلاء ليفردوا الله سبحانه وتعالى بالعباد فلا يكون شيء منها لغيره سبحانه. بل يخلص في عباداتهم له. فيكون دعاؤهم لله وذبحهم لله ونذرهم لله واستغاثتهم بالله وجميع انواع عبادتهم له سبحانه خالصين وسادسها في قوله وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام اي عرفت ان ما كانوا عليه من اقرارهم بان الله هو الخالق الرازق الذي له الملك لم يدخلهم في دين الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعصم دماءهم واموالهم واعراضهم والفرق بين المقدمة الثانية وهذه المقدمة ان المنفي دخولهم فيه في المقدمة الثانية هو الاسلام بمعناه العام ان المنفي دخولهم فيه في المقدمة الثانية هو الاسلام بمعناه العام والمنفية دخولهم في هذه المقدمة هو الاسلام بمعناه الخاص. هو الاسلام بمعناه الخاص اي انهم بما كانوا عليه من توحيد الربوبية لا يعدون مستسلمين لله. اي انهم كانوا بما اي انهم بما كانوا عليه من توحيد الربوبية لم يعد مستسلمين لله وهذا هو الاسلام بمعناه العام. ولا هم ايضا معدودون من اهل الاسلام بمعناه الخاص الذي هو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم لم وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم اي ان المانع الذي منع دخولهم في الاسلام واحل دماءهم وامواتهم ولهم هو ما كانوا عليه من توجههم الى غير الله ودعائهم له. وما كانوا عليه من توجههم الى غير الله ودعائهم له كتوجههم الى الملائكة او الانبياء او الصالحين يريدون شفاعتهم والتقرب بهم الى الله عز وجل. فانهم كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين وهاتان الايتان دالتان على امرين عظيمين. احدهما ان الشرك كان واقعا فيهم. ان الشرك كان واقعا فيهم. لتصريحهم بفعلهم. لتصريح بفعله فانهم كانوا يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زده. فانهم كانوا يقولون ما نعبدهم الا الا ليقربونا الى الله زلفى. فاقروا على انفسهم بالعبادة. واعتذروا بما اعتذروا به. فاقروا على انفسهم بعبادة غير الله واعتذروا بما اعتذروا به. والاخر ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ شركاء شفعاء ووسائط عند الله. ان الشرك الواقع فيهم هو اتخاذ الشركاء شفعاء ووسائل عند الله. فاتخذوا من الانبياء والصالحين والملائكة والاحجار اشجار ما يجعلونه شفيعا لهم وواسطة عند الله عز وجل مقربة لهم وهذا الذي كان عليه المشركون الاولون هو الذي صار اليه المشركون متأخرون فانهم اتخذوا من المعظمين من الصالحين اناسا اليهم بانواع العبادات ويزعمون ان هؤلاء شفعاء لهم ووسائل عند الله سبحانه وتعالى على فقولهم حذو قول الاولين اي هو هو ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك تلك المقدمات السبع فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون اي علمت التوحيد الذي جاء الانبياء يدعون اليه وهو افراد الله بالعبادة بالا يجعل شيء منها لغيره. وهو الذي اباه المشركون. اي امتنعوا عن الاقرار به فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ اي اجعل المعبودات المتوجه اليها معبودا واحدا منكرين ذلك. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد لاجل هذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا لم يريدوا ان الاله هو الخالق الرازق قل المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك وانما يعنون بالاله ما يعني به المشركون في زماننا بلفظ السيد. فاتى ام النبي صلى الله عليه وسلم لما يدعوهم الى كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله. والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه كلمتي هو افراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه. فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك. العجب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد قلبه شيء من المعاني والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله. بين المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى لا اله الا الله. بين المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل هو معنى لا اله الا الله. فان معناها لا معبود حق كن الا الله فان معناها لا معبود حق الا الله بان يعتقد العبد اثبات العبادة لله وحده ونفيها عن غيره. بان يعتقد العبد اثبات العبادة لله وحده. ونفيها عن غيره فان لا اله الا الله تنطوي على نفي واثبات. فان لا اله الا الله تنطوي على نفي واثبات فنفيها في لا اله بابطال جميع المعبودات دون الله واثباتها في الا الله. باثبات استحقاق الله للعبادة. باثبات استحقاق الله للعبادة وهذا معنى قولهم للا اله الا الله ركنان هما النفي والاثبات وهذا معناه قولهم للا اله الا الله ركنان هما النفي والاثبات. وقد عقل المشركون الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم هذا المعنى فعرفوا انهم اذا التزموا قول لا اله الا الله فانهم يبطلون عبادة غيره سبحانه وتعالى فلا يجعلون لمعظميهم شيئا من عباداتهم. سواء كان اولئك المعظمون من الملائكة او من الانبياء او الصالحين. فكانوا يعلمون ان معنى الاله هو فكانوا يعلمون ان معنى الاله هو المعبود. وانهم اذا قالوا لا اله الا الله وجب عليهم ان يتوجهوا باعمالهم خضوعا وحبا وتأليها وتعظيما لله وحده فلا يجعلون من اعمال القرب شيئا لغير الله سبحانه وتعالى. وهذا المعنى الذي كانوا يريدونه بالاله هو الذي جعله المتأخرون لمن ينعتونه بالسيد. وهذا المعنى الذي دونه بالاله انه المعبود هو الذي جعله المتأخرون لمن ينعتونه بالسيد. فانهم اخذوا من اتخذوا من معظميهم. ووصفوهم بالسيادة. اي بان لهم شيئا من اي بان لهم شيئا من العبادات. يتقربون بها اليهم فيجعلون ما يجعلون لهم من عباداتهم فاولئك عقلوا ان معنى لا اله الا الله الا معبود حق الا الله فامتنعوا منها لانها تبطل عبادة غير الله عز وجل. واما المتأخرون فانهم جعلوا اسم السيد لمعظم يجعل له شيء من العبادة. فرارا من اسم الاله فهم يزعمون انهم لا يعتقدون ان لهم معبودا سوى الله سبحانه وتعالى عوض قول الاولين ان تلك الهة لهم فانهم يقولون ان هؤلاء سادة لنا يجعلون لهم سيادة تقتضي ان يجعل لهم شيء من القرب كالدعاء والنذر وغير ذلك من انواع القرب. والمراد من كلمة التوحيد لا اله الا الله. كما قال مصنف معناها لا مجرد لفظ. والمراد من كنزة التوحيد لا اله الا الله معناها لا مجرد لفظ فمقصود الشريعة من اقرار العبد بها ان يعتقد معناها وان يلتزم مقتضاها. فما الشريعة من اقرار العبد بها ان يعتقد معناها ويلتزم مقتضاها. فاذا قال لا اله الا الله وجب عليه ان يعتقد انه لا معبود حق الا الله. والا يجعل شيئا من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى. وكان الكفار الجهال الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يعلمون هذا. وانه لا يطلب فقط القول بل يطلب مع القول ان يعتقد المعنى وان يعمل الانسان بلازم تلك الكلمة من ابطال المعبودات وجعل العبادة لله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف ان من يدعي الاسلام من متأخري هذه الامة لا يعرف من تفسيرها هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار. فذكر رحمه الله من هؤلاء طائفتين الطائفة الاولى هم المذكورون في قوله بل يظن ان ذلك هو التلفظ فيها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني اي انه اذا قالها صار مسلما. اي انها انه اذا قالها صار مسلما. ولو لم يعتقد معناها ولم بمقتضاها بان يقول لا اله الا الله ويدعو غير الله ويستغيث بغير الله ويتوكل على الله ويذبح لغير الله وينظر لغير الله. فيكفي عند هؤلاء قول لا اله الا الله. فيكفي عند هؤلاء قول لا اله الا الله. وقد تقدم ان مقصود الشريعة منها هو اقتران القول باعتقاد المعنى والعمل بمقتضاه. قد تقدم ان مقصود الشريعة اقتران القول باعتقاد المعنى العمل بمقتضاها. والطائفة الثانية هم من ينتسبوا الى الحذق والمعرفة والفهم داعمين الزاعمون ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله يفسرون الاله بانه القادر على الاختراع. فكلمة التوحيد عندهم معناها لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميتا الا الله. فيجعلنا التوحيد الذي دعت اليه الرسل وطولب به الخلق هو الاقرار بتوحيد الربوبية. وهذا مناقض لما جاء في بايات القرآن الكريم من بيان ان الاله هو المعبود. وهذا مناقض لما جاء في ايات القرآن الكريم من ان الاله هو المعبود. وان المشركين الذين بعث بهم النبي صلى الله عليه وسلم وانزل عليه القرآن بينهم كانوا يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر فلم يكونوا ليمتنعوا لو كان معنى لا اله الا الله لا رازق او لا خالق او لا مالك الا الله. لاجابوه الى ذلك ولكن انهم عقلوا ان معنى الاله هو المعبود فامتنعوا من ذلك. ومما يعجب من العاقل الفطن حال هاتين الطائفتين كيف يتفوهون بما ذكروه مع مخالفة ذلك لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. اذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفي ممن امرهم بان يقولوا لا اله الا الله ثم لا يتقرب له وحده بالعباد. ولا اكتفى منهم بان يعتقدوا ان الله هو الخالق المالك الرازق المدبر. فانهم كانوا يقرون بهذا كما تقدم في الايات التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في صدر كتابه. والامر كما قال المصنف فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله. لان جهال الكفار علموا ان المراد من قول لا اله الا الله هو ابطال عبادة غير الله وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة عبادة ففهموا منها ما لم يفهمه من يزعم انه ينتسب الى الاسلام ثم يكتفي لا اله الا الله ويدعو غيره ويذبح لغيره وينذر لغيره ويتوكل على غيره او يزعم ان معنى لا اله الا الله لا مخترع الا الله او لا خالق الا الله او لا رازق الا الله مما كان يقر به المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرضى ذلك منهم فقاتلهم قول لا اله الا الله لاعتقاد معناها والتزام مقتضاها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا عرفت قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي يبعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله عز وجل من احد دينا سواه. وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم فانك كي لا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه دون قلبه. وقد يقول او هو جاهل فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة فحينئذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثاله ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة اربع مقدمات اخرى رتب عليها نتيجة جليلة ثانية. فاولها في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب اي عرفت ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المالك المدبر. اي عرفت ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر. ويدعون الله ويعبدونه. الا انهم يدعون غيرهم ومعه ويعبدون الله ويدعونه الا انهم يدعون غيره معه فيجعلون لمعظميهم ما يجعلون من عبادته. وثانيها في قوله وعرفت الشرك بالله. الذي قال الله فيه ان الله الا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي عرفت ان شركهم الاكبر هو والشرك في العبادة اي عرفت ان شركهم الاكبر هو الشرك في العبادة والشرك له في الشرع معنيان والشرك له في الشرع معنيان. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيرك وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وهو جعل شيء من العبادة لغير والمعنى الثاني هو المعهود شرعا. فاذا اطلق الشرك في القرآن والسنة فالمراد به هو شرك العبادة. فالمراد به شرك العبادة والمقصود من معرفة الشرك هو تحقيق معرفة التوحيد. والمقصود من معرفة الشرك التي اشار اليها المصنف هو تحقيق معرفة التوحيد. فان العبد لا يتمكن من تحقيق توحيده الا ان عالما بالشرك ليحذر. لا يتمكن من تحقيق توحيده الا ان يكون عالما بالشرك ومعرفة الشرك التي ذكرها المصنف يراد بها معرفة اصوله وقواعده ومعرفة الشرك التي ذكرها المصنف يراد بها معرفة اصوله وقواعده. فان تفاصيل وحوادثه لا تتناهى. فان تفاصيله وحوادثه لا تتناهى. والاحاطة بالاصول والقواعد تحصل بها المعرفة التامة. والاحاطة بالاصول والقواعد تحصل بها المعرفة التامة. فاذا استقرت تلك القواعد والاصول في قلب العبد ميز ما تجدد من انواع الشرك في الناس. ميز ما تجدد من انواع الشرك في الناس كالواقع فيهم اليوم. اذ صار من صور الشرك وقوالبه ما لم يكن كن في من تقدم اما في الاقوال واما في الافعال كالجار اليوم من قول الناس في شيء ما هذا الحدث صنع يوما. هذا الحدث صنع يوم فان هذا من شرك الالفاظ. لما فيه من رفعة السبب فوق مرتبته. اذ اسبابه مهما عظمت لا تستقل بصناعة يوم الانسان. اي بما يكون فيه من احواله. اذ صنع ذلك من فعل الله سبحانه وتعالى. مع ما في نسبة ما يحدث للانسان من البهجة والسرور الى غير الله سبحانه وتعالى. ومثله في الافعال ما راجى باخرة مما يتعلق بالاعتقاد في التي تؤول الى تعظيم قدرة المخلوق. وان الانسان يقدر على ما يشاء فهي من ابواب شرك القدرية الذين يجعلون للمخلوقات قوى وقدرا قادرة على الفعل فهذا وهذا واشباههما من القول والفعل يميز العارف قواعد الشرك واصوله ان هذا من الشرك الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ونهى عنه. فلا يقتصر الشرك على ما جاء في الايات والاحاديث من الافعال والاقوال. بل المذكور فيها كالانموذج لما في اصلها فاذا وجد ما يشاركها في اصلها مما يرجع الى القواعد والاصول المبينة للشرك الحق بالشل وثانيها وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل فمن اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه. اي عرفت الدين الذي بعثت اتى الله به رسله ولا يقبل الله من احد دينا سواه وهو الاسلام له سبحانه. وحقيقته كما قدم الاستسلام لله بالتوحيد. فمن استسلم لله بالتوحيد فقد صار مسلما في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا. اي من الجهل بالتوحيد والشرك اي من الجهل بالتوحيد والشرك. فانهم يجعلون حقيقة كل على خلاف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فيجعلون الشرك توحيدا ويجعلون التوحيد شركا ومن هذا الجهل حال كثير من الناس اليوم الذي اذا الذين اذا ذكر لهم ان هذا شرك لم يدرك كونه شركا. وزعموا ان هذا لا يخل بتوحيد العبد. وهذا من الثاني الجهل بالتوحيد ومعرفته. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة المنتظمة في المقدمات الاربع. فقال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته. اذ جعل لك بصيرة تميز بها بين التوحيد اشترك والحق والباطل والثانية الخوف العظيم من الوقوع في الشرك. الخوف العظيم من الوقوع في الشرك فان وجوه الشرك وابوابه كثيرة. فان وجوه الشرك وابوابه كثيرة كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الشرك بضع وسبعون بابا الشرك بضع وسبعون بابا والمقصود بالعدد تكثير ابوابه. والمقصود بالعدد تكثير ابوابه. فيتخوف العبد في شيء منها فيتخوف العبد الوقوع في شيء منها. وكان هذا الخوف حاضرا في قلب امام الحنفاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وكان هذا الخوف حاضرا في قلب امام الحنفاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما دعا ربه فقال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. وهذا الداعي هو الذي كسر تلك الاصنام فمع ما فعل خاف على نفسه وبنيه عبادة الاصنام. قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام. رواه ابن جرير وغيره. اي لا احد يأمن البلاء الوقوع في الشرك بعد امام الحنفاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ومما يقوي الخوف من الشرك كما ذكر مصنف ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه. اي يتكلم بها ما يتبينها فيهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب. ثبت ذلك في الصحيح من ابي هريرة رضي الله عنه فيحبط عمله ويغضب الله عليه ويدخله النار بتلك الكلمة كما وقع من القوم الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا. فانهم قالوا ما قالوا فكان سبب كفر وحبوط عملهم. وقد يقول الانسان تلك الكلمة كما ذكر المصنف وهو جاهل فلا يعذر بجهله لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. اما مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها. فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم عليه حجة الرسل. اما من اما مع عدم قيام الحجة عليه وعدم تمكنه من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله عنه عجيبة حتى تقوم عليه حجة الرسل ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين ووصول الدين العظام وقواعده الجسام لا يسع مسلما جهلها لانتشار العلم بها الحجة على المسلمين فيها. اما المسائل التي قد تخفى فقد يعذر العبد بها في زمان دون زمان او مكان دون مكان. ثم ذكر المصنف ابدة ثانية من اوابد من يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا فتخرجه من الملة اي امرا عظيما وهو انه يقولها وهو هو يظن انها تقربه الى الله زلفى. كما كان المشركون يقولون في تربيتهم متقربين الى الله فكانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو ولك تملكه وما ملكت. فكانوا يقولون ما يقولون من الكلام الذي هو شرك. ويتقربون به الى الله سبحانه وتعالى زلفى. ثم ذكر المصنف من وقائع الاحوال ما يثمر الخوف في القلوب من الوقوع في الشرك وهو ما قص الله عن قوم موسى عليه الصلاة والسلام مع صلاح وعلمهم انهم كانوا مع نبي الله موسى ومروا على قوم يعكفون على اصنام لهم حالهم فقالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. واذا كان هذا واقعا من قوم مع نبي من الانبياء وهو موسى عليه الصلاة والسلام فالخوف على غيرهم ممن يقل حظه من العلم والصلاح ويفتقد صحبة الانبياء اعظم واشد. فينبغي ان يعظم الموحد في قلبه الخوف من الشرك. لان امر الشرك عظيم. اذ كل ذنب على رجاء مغفرة الا الشرك. فان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فاذا وقر في قلب العبد ان ما يقع فيه احد من الشرك في قول او فعل لا يغفره الله عظم عليه الامر واشتد ان يأتي شيئا من ابواب الشرك. فاثمر هذا الخوف الاجتهاد في تعلم التوحيد ومع الشرك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من شياطين الانس والجن. وقد يكون لاعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال قال تعالى فلما جاءتهم مثلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة امرين عظيمين. احدهما ان الله لم يبعث نبيا الا جعل له او اعداء من المشركين ان الله لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء من المشركين كما قال تعالى ذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وفي الصحيح في قصة ورقة ابن نوفل انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما اخبره خبر يا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومك. فقال صلى الله عليه وسلم او مخرجيا هم؟ فقال نعم فانه لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عود فانه لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عود. وكما يكون هذا للانبياء في معاداتهم لورثتهم من الدعاة الى التوحيد. فانهم يبتلون بانواع من الاعداء. يصدون عن دعوة الحق الى توحيد الله سبحانه وتعالى. والاخر ان دعاة الباطل تكون عندهم علوم وكتب وحجج يجادلون بها. كما قال الله تعالى فلما لهم اصولهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. والعلم الذي عندهم ونازعوا به الانبياء هو ما ورثوه عن الاباء والاجداد. والعلم الذي عندهم ونازعوا به الانبياء هو ما ورثوه عن الاباء والاجداد ليردوا دعوة الحق. وتلك العلوم التي يدعونها هي علوم زائفة وتلك العلوم التي يدعونها هي علوم زائدة هي علوم زائفة ففيها صورة العلم لا حقيقته ففيها صورة العلم لا حقيقته. فهي اشبه بخيالات زائلة فهي اشبه بخيالات زائلة. يتراءى للناظر فيها ان ورائها شيء فاذا اتاها لم يجد شيئا ووجدها سرابا. واذا عقل العبد ان ما يدعيه اولئك من العلوم تجي والكتب محظوظ سراب هان عليه ابطال مقالتهم وصبر على دعوة التوحيد التي كان عليها سادات الخلق من الرسل والانبياء. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا كذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. ولكن ان اقبلت الى الله تعالى وصيت الى حج الله وبيناته فلا تخف ولا تحزن. ان كيد الشيطان كان ضعيفا. والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى. فجند الله تعالى هم الغالبون بالحجة والانسان كما ان امهم غالبون بالسيف والسنان وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معهم سلاح وقد من الله علينا بكتاب الذي جعله تبيانا لكل وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك وان الطريق الى الله لابد له من اعداء قاعدين عليه اهل فصاحة علم وحجج فالواجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن دينه وتوحيده. فالواجب عليه ان يتخذ سلاحا يدفع به عن توحيده ودينه. كما يتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه كما يتخذ سلاحا يدفع به عن نفسه. ومما تطمئن به قلوب الموحدين ان اولئك القاعدين على الطريق الموصل الى الله من علماء الضلالة الذين يروجون الشبهات باطل ما هم فيه وحابط ما كانوا يعملون. لان اولياء الشيطان مغلوبون ومخذولون والشيطان مهما بلغ شره فان كيده ضعيف. قال الله تعالى ان كيد الشيطان كان ضعيفا. فاذا كان الامر كذلك فلا ينبغي للعبد ان يخاف ويحزن ويقوي هذه الطمأنينة في قلب العبد اقباله على الله. ويقوي هذه الطمأنينة في قلب العبد اقباله على الله واصغاؤه الى بيناته وحججه. فيجعل الله عز وجل له من النور ما يخرج به من ظلمة الغواية الى نور الهداية. فيجعل الله به من النور ما يخرج به من ظلمة الغواية الى نور الهداية كما قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. فالعلم القليل مع تأييد الله يحصل به خير كثير. واما العلم الكثير مع خذلان لعبدي فانه لا يحصل به شيء يرجى خيره. ومما تقوى به عزائم الموحدين كما ذكر مصنف ان العامي من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين. ان العامية من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين. ومنشأوا هذه الغلبة هو داعي الفطرة في نفسه ومنشأ هذه الغلبة هو داعي الفطرة في نفسه. فان الله فطر الخلق على توحيده والاستسلام له فان الله ستر الخلق على توحيده والاستسلام له. فيجد العبد في نفسه فطرة يغلب بها تشركين بابطال دعاويهم. فيجد العبد في نفسه فطرة يغلب بها علماء المشركين في دعواهم وموجب انتصار العامي الموحد على الف من علماء المشركين انه من جند الله وموجب انتصار العامي الموحد على الف من علماء المشركين انه من جند الله. وقد قال الله سبحانه وتعالى وان جندنا لهم الغالبون. ووعد الله سبحانه وتعالى لا يتخلف. كما قال تعالى ومن من الله قيلا وقال تعالى ومن اصدق من الله حديثا. فمن كان من جند الله كان النصر حليفه فمن كان من جند الله كان النصر حليفه وكان له ظهور الحجة والبيان والسيف والسنان على قدر ما معه من توحيد الله ونصرة دينه. ثم ذكر المصنف ان الخوف هو الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. اي ليس عنده من العلم ما يدفع به عن دينه اي ليس عنده من العلم ما يدفع به عن دينه. فان عوادي الشبهات التي اقتحم قلب الانسان تحتاج الى سلاح من العلم يدفع به الانسان عن نفسه فلا بد ان يتعلم من دين الله سبحانه وتعالى ما يكون له حصنا واقيا وسلاحا كافيا في دفع جيش الشبهات. ويتأكد هذا في ازمنة الجاهلية والفتن فان العبد احوج ما يكون فيها الى السلاح الذي يحفظ به دينه ويحمل قلبه على الركون الى الله. والثقة به والاقبال عليه. فان القلوب لا تستقر باليقين الا امتلائها بالعلم الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. فاذا وعى القلب العلم كسي يا الخشية الطمأنينة والثبات على دين الله سبحانه وتعالى. فلم تكتسحوا الشبهات والشهوات. فمن احوج ما يحتاج اليه الناس في ازمنة الفتن وغلبة الاهواء في الشبهات او الشهوات العلم النافع. الذي يرسخ الايمان في قلوبهم ويحفظ اديانهم وقول المصنف والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين لا يعارض قوله الاخر وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اذ الجملة الاولى تدل على ان العامي بتوحيده يكفى ضلالات المبطلين اذ الجملة الاولى تدل على ان العامية بتوحيده يكفى ضلالات المبطلين. والجملة الثانية يدل على ان من كان على تلك الحال فانه يخشى عليه ويخاف ان يقع في الشرك ويدفع التعارض عقل الناظر ان الجملتين المذكورتين لهما مع حذاري ان الجملتين المذكورتين لهما مأخذان احدهما مأخذ قدري اي يرجع الى قدر الله ما قد قدري ان يرجعوا الى قدر الله. والاخر ماخذ شرعي اي يرجع الى شرع الله فالمأخذ القدري في قوله والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين اي انه قد يجري قدرا اي انه قد يجري قدرا بحكمة الله ان عامي فيتصدى لعلماء المشركين بما يبطل به دعواهم. اذ يجري على لسانه الحق لحكمة منه سبحانه. واما المأخذ الشرعي ففي قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. فالانسان مأمور شرعا ان يتعلم من دين الله ما يكون له سلاح ما يكون له سلاحا يحفظ به نفسه من جيش المشركين. ومن لم يكن له علم خيف عليه ان تجتاله دعواتهم جملة الاولى منشأها قدري كوني. فالجملة الاولى منشأها قدري كوني. والجملة الثانية منشأها شرعي ديني والجملة الثانية منشأها شرعي ديني. فالعبد مأمور شرعا بتعلم توحيد الله ودينه فالعبد مأمور شرعا بتعلم توحيد الله ودينه. وقد يوجد قدرا في عوام الموحدين من تكون له حجة ظاهرة على المشركين. وقد يوجد قدرا في عوام الموحدين من تكون له حجة ظاهرة على علماء مشركين. ثم ذكر المصنف السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد. وهو كتاب الله عز وجل. فانه لا يأتي صاحب باطن بحجة متوهمة الا كان في بالله سبحانه وتعالى ما يدحضها ويبطلها. الا كان في كتاب الله سبحانه وتعالى ما يدحضها ويبطلها كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا كل شبهة مموهة يدعى انها حجة تكون على خلاف الحق فان في قرآن ما يبطلها فان في القرآن ما يبطلها. والناس متفاوتون في ادراك هذا وعقله على قدر تفاوتهم في معرفة القرآن وفهمه. فمن عظمت معرفته قرآن ورسخ فهمه له وجد فيه من الحجج ما يبطل الشبهات المشبهين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطن من طريقين مجمل ومفصل. اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى والذي انزل عليك الكتاب منه محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منهم فاولئك كالذين سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين في قوله تعالى الا ان اولياء الله لخوف عليهم ولا هم يحزنون. او ان الشفاعة حق او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله. وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه. وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وانهم قم بتعلقه مع الملائكة او الانبياء او الاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهذا امر محكم لا يقدر احد ان يغير معناه وماذا ذكرتوني ايها المشرك من القرآن يوم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه. ولكن اقطع ان كلام الله عز وجل لا يتناقضه وان كلام النبي صلى الله وعليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب جيد سديد. ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى ولا تستهونه. فانه كما قال قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. لما بين المصنف رحمه الله فيما تقدم ان القرآن كاف في احقاق الحق وابطال الباطل شرع يذكر في كتابه هذا جوابا لكلام احتج به المشركون في زمانه على دعوة التوحيد. تؤخذ اصول ابطالها من القرآن. فبين ان الرد على الاقوال الباطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل والمراد به القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل المسائل المشتبهة. والاخر طريق مفصل والمراد به الجواب عن كل شبهة على كل حدى. والمراد به الجواب عن كل جباد على حدة وبدأ بالجواب المجمل لانه الامر الكلي والفائدة الكبيرة لمن عقل واستدل على تحقيقه باية سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهة. فان الله بين ان من القرآن ما هو محكم ومنه ما هو متشابه فان الله بين ان من القرآن ما هو محكم ومنه ما هو متشابه. والاحكام كتابه المتعلق بالقرآن له معنيان. والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان. احدهم الاحكام والتشابه الكلي الاحكام والتشابه الكلي بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله. بجعل كل واحد اذ منهما وصفا للقرآن كله. كما قال الله تعالى كتاب احكمت اياته. كما قال تعالى حجاب احكمت اياته. وقال كتابا متشابها. وقال كتابا متشابها. فوصفه كله بالاحكام تارة وبالتشابه تارة اخرى. فاحكامه هنا اتقانه احكامه هنا اتقانه وتشابهه تصديق بعضه بعضا. وتشابهه تصديق بعضه بعض والاخر الاحكام والتشابه الجزئي الاحكام والتشابه الجزئي بان يكون الاحكام وصف بعضه والتشابه وصف بعضه. بان يكون وصف بعضه والتشابه وصف بعضه. وهو المذكور في اية ال عمران. وهو المذكور في اياتي ال عمران ففيها ان من القرآن ما هو محكم ومنه ما هو متشابه. والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر. احكام وتشابه في باب الخبر. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. والمتشابه ما لم ظهر لنا علمه والمتشابه ما لم يظهر لنا علمه فقد نعلم الحقيقة والمعنى فقد نعلم المعنى والحقيقة معا. وهذا فقد نعلم المعنى والحقيقة معا وهذا احكامه. وقد نعلم المعنى دون وهذا تشابه وقد نعلم المعنى دون الحقيقة وهذا تشابه هو الاخر احكام وتشابه في باب الطلب. احكام وتشابه في باب الطلب. فالمحكم منه ما معناه وعرفت دلالته. فالمحكم منه ما اتضح معناه وعرفت دلالته. والمتشابه منه ما لم يتضح معناه ولا عرفت دلالته. والمتشابه منه ما لم يعرف معناه ما لم يتضح معناه ولا عرفت دلالتهم. ثم ذكر المصنف ان ما اشتبه على العبد في مقابل المحكم فانه يتمسك بالمحكم ويعرض عن المتشابه. ثم ذكر المصنف ان ما اشتبه على العبد في مقابل المحكم فانه يتمسك بالمحكم ويعرض عن المتشابه. وهذا هو مراد المصنف وبالمجمع وهذا هو مراد المصنف بالجواب المجمل وهو البقاء مع الاحكام والتمسك به والاعراض عن المتشابه. وهو البقاء مع الاحكام. والتمسك به والاعراض عن المتشابه. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف انه قال اذا الذين يتبعون المتشابهة الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله ذروهم متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها والحذر من هؤلاء يجمع امرين. والحذر من هؤلاء يجمع امرين. احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون. الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون والاخر الحذر من مقالاتهم. الحذر من مقالاتهم. فلا يقبل العبد عليها ولا يتشاغل بها. فلا يقبل العبد عليها ولا يتشاغل بها. وذكر المصنف مثالا يتضح به الجواب مجمل انه اذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في باب توحيد العبادة وجاء بكلام متشابه فقالا ان الشفاعة حق او ان ان او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلام يستدل به لا تفهموا هذا الكلام الجواب القاطع فالجواب القاطع لهذه الشبهة ان تتمسك بالمحكم الذي ذكره الله في توحيد العباد. ان تتمسك بالمحكم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في توحيد العبادة وتعرض عما ذكر لك من الشبه. وتعرض عما ذكر لك من الشبه فالمحكم فيها ان الله امر بجعل العبادة له وحده. ان الله امر بجعل العبادة له وحده وانه ذكر ان شرك المشركين هو باتخاذ الشفعاء. وانه ذكر ان كالمشركين باتخاذ الشفعاء والوسائط عند الله سبحانه وتعالى فما يذكره هذا المشبه من الكلام يقول فيه العبد معرضا عنه لا اعرف معناه فما يذكره هذا المشبه يعرض من الكلام يعرض عنه العبد ويقول لا اعرف معناه وهذا القول يحتمل امرين. وهذا القول يحتمل امرين. احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه فتذكره لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره. والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم. فهو ينفي عن نفسه المعرفة يجزم بان كلام الله لا يتناقض. وان كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. فيتمسك المحكم في جعل العبادة لله سبحانه وتعالى ويعرض عن المتشابه الذي يوهم خلاء الذي يتوهم منه الذي يتوهم منه خلاف ما دل عليه المحكم. وهذه قاعدة عظيمة في حفظ الدين. وهذه قاعدة عظيمة في حفظ الدين. ان العبد يأخذ بالمحكمات ويعرض عن المتشابهات. ان العبد يأخذ بالمحكمات ويعرض عن والمحكمات ظاهرات بينات في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فان دين الاسلام دين جلي بين لا الغاز فيه ولا احاجي. ومن قرأ القرآن وسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وعى ما يراد من العبد في باب التوحيد او ابواب الحلال والحرام. فاذا سمع الانسان خلاف ما يعقله من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانه يعرض عن هذا المتشابه ويتمسك بما دل عليه القرآن والسنة. ويتأكد هذا المعنى في هذه الازمنة التي كثر فيها المشبهون الذين يلبسون على الناس ويخرجون الباطل في ثوب حق. فالحري بالعبد بان يحفظ دينه ويحرز نفسه من الضلال. ولا يخاطر بشيء من دينه. فالعبد مأمور الا يلج في شيء لا يعلمه ولا يدركه وان يرد علم ما يجهله الى من يوقفه على علمه وهذا اصل جليل يحتاج اليه الناس. فاذا سمع احد منكم مشبها ان يذكر خلاف المحكم الذي يعقله ويعرفه ونشأ عليه في بلاد المسلمين ولا سيما في بلاد السنة فانه يتمسك بما عليه الناس من الدين المشهور فان العلم المشهور كما قال ما لك رحمه الله ويعرض عما يذكره هؤلاء المشبهون الذين يشبهون على الناس في اديانهم ويخلطون الحق بالباطل. ولا يغتر احد بنفسه. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر اولئك المشبهين قال فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. ولم يقل صلى الله عليه وسلم فاستمعوا لهم لتميزوا بين الحق والباطل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجواب المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه منها قولهم نحن لا نشرك شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يدبر الامر ولا ينفعه ولا يضر الا الله وحده لا شريك له وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاؤون عند الله واطلب من الله بهم فجاوبهم ما تقدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت لي ايها المبطل. ومقرون ان اوثانهم لا تدبروا شيئا وانما ارادوا ممن قصدوا الجاه والشفاعة. واقرأ عليه ما ذكر الله عز وجل في اتى به ووضحه. فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من يعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام. كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ ام كيف تجعلون الانبياء اصناما جاوبه بما تقدم فانه اذا قرأن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا مما قصدوا الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم فعله بما ذكر فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اي هم اقرب ويرجون رحمتهم ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى المسيح ابن مريم الا واذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة هم كانوا يعبدون وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم فقل لهما عرفت ان الله كفر من قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد صالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان قال الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله عز وجل هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه. والصالحون ليس لهم من امر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله ان شفاعتهم؟ فالجواب ان هذا قول الكفار سواء بسواء. فاقرأ عليه قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى زلفا وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله واعلم ان هذه الشبه الثلاثة هي اكبر ما عندهم فاذا عرفت ان الله وضح في كتابه وفهمتها فهما جيدا فما بعدها ايسر منها. لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الجواب المجمل وضرب له مثالا يتبين به المقال شرع يبين شبه المشبهين من المبطلين في توحيد عبادتي على وجه التفصيل. وابتدأ بشبه ثلاث اوردها واحدة واحدة. والحق بكل شبهة ما يقبضها ويبين بطلانها. وهذه الشبه هي اكبر ما عندهم. فاول هذه الشبه فاولى هذه الشبه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا الا الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عمن هو دونه ولكن مذنبون والصالحون لهم جاه. فنحن نطلب من الله بهم. هذه شبهة الكبرى والجواب عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. والجواب عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. الوجه الاول ان هذه المقالة هي من مقالات المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم عليها ان هذه المقالة من مقالات المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم عليها فما انتم واقعون فيه هو الذي كان واقعا فيه المشركون الاولون. فما انتم واقعون فيه كان هو كان هو الذي كان واقعا فيه المشركون الاولون. والوجه الثاني ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم. ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم لا يلزم منه جواز دعائهم والاستغاثة بهم. فالله عز وجل جعل لهم رتبة ومقاما وجاه ونهانا سبحانه وتعالى عن دعاء غيره ونهانا سبحانه وتعالى عن دعاء غيره. ومن ذلك دعاء الصالحين. ومن ذلك دعاء الصالحين. والوجه ثالث ان العبد المذنب لم يؤمر اذا وقعت منه خطيئة ان يفزع الى الصالحين ان العبد المذنب لم يؤمر اذا وقعت منه خطيئة ان يفزع الى الصالحين ليتوسل بهم الى مغفرة الله سبحانه وتعالى. بان يدعوهم راجيا منهم ان يكونوا شفعاء له عند الله في المغفرة. ثم ذكر المصنف شبهتهم الثانية وهو ان يزعمون ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام. افتجعلون الاولياء صالحين مثل الاصنام وكيف تجعلون الانبياء اصناما؟ والجواب عن هذه الشبهة ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عبادة الاصنام فقط ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عبادة الاصنام فقط بل انكر عبادة كل معبود سوى الله. بل انكر عبادة كل معبود سوى الله. فانكر على من دعا الانبياء كعيسى او دعا الصالحين. كلات اودع الملائكة كجبريل ثم ذكر المصنف شبهتهم الثالثة وهي قولهم الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد منه. والصالحون ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعته. والجواب عن هذه الشبهة من وجهين احدهما ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين الذين اكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتله ان هذه الدعوة هي دعوة المشركين الاولين الذين اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم فانهم كانوا يجعلون معظميهم شفعاء عند الله فانهم كانوا يجعلون معظميهم شفعاء الله فالقائلون بهذا من المتأخرين حالهم كحال اولئك المشركين. فالقائلون بهذا من المتأخرين حالهم كحال اولئك المشركين. فيكون حكمهم كحكمه. فيكون حكمهم حكمهم والاخر ان الشفاعة يختص ملكها بالله. ان الشفاعة يختص ملكها لله فهي له وحده كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة ملكه سبحانه ولا تطلب الا منه. ولا تنفع الا باذنك. فالشفاعة منكم سبحانه ولا تطلب الا منه ولا تنفع الا باذنه وقد نهانا الله عن سؤال احد الشفاعة. وقد نهانا الله عن سؤال احد الشفاعة لانها ملك يختص به. لانها ملك يختص به احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فان قال انا لا اعبد الا الله عز وجل وهذا يلتجأ اليهم ودعاؤهم ليس بعبادة فقل له انت تقر ان الله عز فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له وبين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك واخلاص عبادة الله وهو حقه عليك فانه لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له بقولك. قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. فاذا اعلمتهم بهذا فقل لهم هل هو عبادة لله تعالى فلابد ان يقول نعم الدعاء من العبادة فقل لهم اذا قررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيرهم هل اشركت بعبادة الله غيره فلابد ان يقول نعم فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر. فاذا اطعت الله ونحرت لهم هل هذه عبادة؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له اذا نحرت نبي او جني او غيرهما هل اشركت في هذه العبادة غير الله فلابد ان يقر ويقول نعم. وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن وهل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك فلابد ان يقول نعم. فقل له ام كانت عبادتهم اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك الا فهم مقرون انهم عبيد تحت قهر الله وان الله عز وجل هو الذي يدبر الامر. ولكن دعوهم والتجأوا اليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شبهة اخرى لهم. وهي ان بعضهم يقول انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس عبادة. انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين حين ودعاؤهم ليس عبادة. وبين المصنف ابطال هذه الشبهة بامور مرتبة توالية اولها تقرير المشبه تقرير المشبه ان الله امره بعبادته. تقرير المشبه ان الله امره بعبادته. اي حمله على الاقرار بانه مأمور بجعل العبادة لله. اي حمله على الاقرار بانه مأمور بجعل العبادة لله. وان العبادة فرض عليه وثانيها بيان حقيقة العبادة له. بيان حقيقة العبادة له الواردة في قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية فانه امر بالتوجه الى الله بالدعاء. فانه امر بالتوجه الى الله بالدعاء. الا هو اسم للعبادة كلها. الذي هو اسم للعبادة كلها. ففي الحديث الدعاء هو العبادة ففي الحديث الدعاء هو العبادة. فحقيقة العبادة ان تكون جميع اعمال العبد لله حقيقة العبادة ان تكون جميع اعمال العبد الى الله لله. فدعاؤه وذبحه ونذره وتوجهه وغير ذلك من الانواع العبادات كله لله سبحانه وتعالى. وثالثها ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك. ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك اذ حقيقة العبادة افراده بتلك القرب كما تقدم. فاذا جعل شيء من تلك كالقرب لغير الله عز وجل وقع العبد في الشرك. فاذا ثبت ان دعاء الله فجعله لغيره شرك. واذا ثبت ان الذبح له عبادة فجعله لغيره شرك وقل مثل هذا في سائر العبادات. ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم هي الدعاء والالتجاء والذبح والنذر لمعظميه. تحقيق ان المشركين من الذين نزل فيهم القرآن كانت عباداتهم هي الدعاء والالتجاء والذبح والنذر لمعظميهم ومنتهى هؤلاء الاربع ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين ودعائهم هو عبادة شركية ومنتهى هؤلاء الاربع ان يقر بان دعاء الصالحين والالتجاء اليهم عبادة شركية لان الله امره بان يدعوه بان يدعوه ويلجأ اليه. فاذا جعل ذلك لغيره فقد وقع في الشرك. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأوا منه فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع في المحشر. وارجو شفاعته ولكن الشفاعة كلها لله. كما قال على قل الله الشفاعة جميعا ولا تكونوا الا بعد اذن الله تعالى كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه الا ليالي التوحيد والاخلاص كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن اقتضى وهو لا يرضى الا التوحيد كما قال تعالى ومن يبتغي غيرا للسامدين وهو في الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى اذن الله فيه. ولا الا لاهل التوحيد تبين ان الشفاعة كلها لله وانا اطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله. والجواب ان الله عز وجل اعطاه الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا. وقال تعالى فلا تدعوه مع الله احدا وطلبك من الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم عباده. والله نهاك ان تشرك في هذه العبادة احدا فاذا كنت تدعو الله ان يشفعه فيك فاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة اعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح ان الملائكة يشفعون والافراط ويشفعون والاولياء يشفعون تقول ان الله اعطاهم الشفاعة فاطلبوها منهم فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه وان قلت بطل كونك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله عز وجل. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من دعاوى التي يتعلق بها المشبهون في توحيد العبادة زعمهم ان الداعين الى توحيد الله بالالتجاء اليه ينكرون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. واهل السنة اينكرون شفاعته صلى الله عليه وسلم ويعتقدون انه يشفع عند الله وانه له من الشفاعات ما ليس لغيره. لكنهم يعتذرون عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة بكونها اليست ملكا له ويعتذرون عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة بانها بكونها ليس ملكا له وان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى. وان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل نهانا عن سؤالها غيره. وان الله سبحانه وتعالى نهانا عن سؤالها غيره. فالله الذي ملك الشفاعة نهى عن سؤال الشفاعة غيره فكما نؤمن بملكه سبحانه الشفاعة نؤمن بما نهى عنه وننقاد له في الا نسأل احدا ولو كان خير خلقه وهو محمد صلى الله عليه وسلم لا نسأله الشفاعة لانه لا يملكها ولا عليها الا باذن الله سبحانه وتعالى له. وسؤال الله شفاعة النبي صلى الله عليه سلم له طريقان. وسؤال الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم له طريقان. احدهما آآ امتثال المأمورات المحققة شفاعته. امتثال المأمورات المحققة شفاعة اتى كالذكر الوارد بعد الاذان. كالذكر الوارد بعد الاذان فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي. والاخر دعاء الله حصول شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. دعاء الله حصول شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. بان يقول العبد اللهم شفع في محمدا صلى الله عليه وسلم بان يقول العبد اللهم شفع في محمد صلى الله عليه وسلم فنحن نسأل الله شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم. وندعو الله بها. ولا نسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وندعوه بها. فالموحدون يقولون اللهم شفع فينا محمدا صلى الله عليه وسلم. واما المشركون فهم المتوجهون اليه صلى الله عليه وسلم بسؤاله الشفاعة مع كونه لا يملكها بصريح القرآن في مواضع كثيرة منه ثم ذكر المصنف انه اذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانه يطلبه مما اعطاه الله فجوابه من وجهين ثم ذكر المصنف انه اذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانه يطلبه مما الله فجوابه من وجهين. احدهما ان الله الذي اعطاه الشفاعة نهانا عن سؤاله اياها ان الله الذي اعطاه الشفاعة نهانا عن سؤاله اياها. وجعلها ملكا له وحده سبحانه وجعلها ملكا له وحده سبحانه فمن اطاع الله في اثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم فمن اطاع الله في اثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم وانه اعطيها وجب عليه ان يطيع الله عز وجل في عدم سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة. وجب عليه ان يطيع الله عز وجل في عدم سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة الاخر ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها ان الشفاعة التي يعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها. فالملائكة يشفعون اولياء يشفعون والشهداء يشفعون. والافراط يشفعون ايضا. والافراط هم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم هم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم. فكل هؤلاء ممن اعطاه الله الشفاعة. فكل هؤلاء ممن اعطاه الله الشفاعة. فاذا زعم المشبه ان هؤلاء الذين اعطاهم الله الشفاعة يسألون الشفاعة ايضا فقد اقر على نفسه بالشرك فان زعم المشبه ان هؤلاء الذين اعطوا الشفاعة يسألون الشفاعة ايضا فقد اقر على بالشرك فان هذا هو شرك اهل الجاهلية. الذين كانوا يدعون الانبياء والاولياء والصالحين قولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وان امتنع عن سؤال هؤلاء الشفاعة فقال انا لا اسأل الملائكة ولا اسأل الاولياء ولا اسهل ولا اسهل الشهداء ولا اسأل الافراط ان يشفعوا فيقال كما امتنعت من سؤال هؤلاء وجب عليك ان تمتنع من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة. فان الله الذي اعطاه واعطاهم شفاعة نهانا ان نسألهم اياها. هم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله عز وجل لا يغفره فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره فانه لا يدري فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفر ولا تسأل عنه لا تعرفه اتظن ان الله عز وجل يحرم هذا التحريم او لا يبينه لنا. فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل لهما معنى عبادة اصنام اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انهم يقربون الى الله زلفى. ويدفع عنا الله عز وجل بركته ويعطينا بركته. فقل صدقت هذا هو فعلكم عند الاحجار والبنا الذي على القبور وغيرها فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب. وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام المراد كأن الشرك مخصوص بهذا وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك. فهذا يرد مالك الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى بالصالحين. فلابد ان يقر لك ان من في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شبهة اخرى لهؤلاء وهي انهم يدعون البراءة من الشرك. وهي انهم يدعون البراءة من الشرك. ويقولون ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك ودفع هذه الشبهة بايراد السؤالات الاربعة التي ذكرها المصنف. ودفع هذه الشبهة بايراد الاربعة التي ذكرها المصنف. فاولها سؤاله انه اذا كان يقر بحرمة الشرك فما هو الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل؟ سؤاله انه اذا كان يقر بحرمة الشرك فما هو الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل. والامر كما قال المصنف فانه لا اي لا يدري حقيقة الشرك. اي لا يدري حقيقة الشرك. وثانيها ان يقال له كيف فتبرأ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه. وثانيها ان يقال له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ وكيف يحرمه الله ويذكر انه لا يغفره وانت لا تسأل عنه وكيف يحرمه الله ويذكر انه لا يغفره وانت لا تسأل عنه. فمن المحال ان يكون امرا بهذه المنزلة لا يبينه الله عز وجل. يعني من المحال ان يكون امر بهذه المنزلة لا يبينه الله عز وجل وثالثها انه اذا زعم ان الشرك عبادة الاصنام فقط قيل له ما معنى عبادة الاصنام انه اذا زعم ان الشرك هو عبادة الاصنام فقط قيل له ما معنى عبادة الاصنام هل هو اعتقاد ان الربوبية من الملك والخلق والرزق لها؟ هل هو اعتقاد ان الربوبية من الخلق والملك والرزق لها؟ ام التوجه اليها بالاعمال الصالحة كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة بها. ام التوجه اليها بالاعمال الصالحة كالدعاء والنذر والذبح والاستغاثة بها. ورابعها ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام. هل مرادك اختصاص الشرك به؟ ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام. هل مرادك اختصاص الشرك به؟ وان من دعا غيره لا يكون مشركا فان زعم ذلك قيل له ان القرآن يكذبه. فان زعم ذلك قيل له ان القرآن يكذبوا فان الله عز وجل جعل دعاء الانبياء والملائكة والصالحين شركا. فان الله جعل دعاء والملائكة والصالحين شركا. فلا ينحصر الشرك في عبادة الاصنام. فلا ينحصر الشرك في الاصنام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله فسره لي فان قاله عبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام في السرهال؟ وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له فسرها لي يفسرها بما بينته فهو المطلوب وان لم يعرفوا فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسرها بغير معناها بينت له الايات الواضحة بمعنى الشرك بالله وعبادته لاثنين الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه كما صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة. يعني الاصل الذي يجمعها ترجع اليه. يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. فاعاد جواب شبهة شرك عبادة الاصنام فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر. اي على سبيل الطي المجمل بعد النشر المفصل. اي على سبيل الطي المجمل بعد ان نشر المرسل فضم متفرقا الجواب الذي تقدم برده الى ثلاث سؤالات. فظم متفرق الجواب المتقدم برده الى ثلاث سؤالات. الاول ما الشرك بالله الاول ما الشرك بالله؟ والثاني ما عبادة الاصنام؟ والثاني ما عبادة الاصنام ثالث ما معنى عبادة الله؟ والثالث ما معنى عبادة الله؟ والجواب المنتظر صدوره واحد من ثلاثة اجوبة. والجواب المنتظر صدوره واحد من ثلاثة اجوبة ان يفسرها بما بينه المصنف فيما سبق. وهو المطلوب ان يفسرها بما المصنف فيما سبق وهو المطلوب. والثاني الا يعرف تفسيرها. الا يعرف تفسيرها فكيف يدعي شيئا لا يعرفه؟ فكيف يدعي شيئا لا يعرفه؟ والثالث ان يفسرها بغير معناها ان يفسرها بغير معناها. فتبين له الايات الواضحات في معنى الشرك عبادة الاصنام وعبادة الله ان يفسرها بغير معناها فتبين له الايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الاصنام وعبادة الله. المبينة ان ما هم عليه هو مثل ما كان عليه المشركون الاولون المبينة ان ما هم عليه ومثل ما كان عليه المشركون الاولون. احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل ان عبد القادر ولا غيره ابن الله. فالجواب ان نسبة الولدين الله تعالى كفر مستقل. قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد. والاحد الذي لا نضر له ما الصمد المقصود في الحوائج. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اخر السورة ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اول السورة. وقال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد. ففرق بين النوعين وجعل كلا من منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا الذين كفروا بدعاء الله اتباع كونه رجلا صالحا لما يجعله من الله والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان اي ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد. فيفرقون بين نوعين وهذا في غاية الوضوح. وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قل هذا هو الحق ولكن لا يعبدون ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه. والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم ولا يجحدون وكرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من مجادلات المشبهين قولهم ان مشركي العرب لم يكفروا بدعاء الانبياء والملائكة. وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله. وهم يعني المتأخرين لم يقولوا ان عبد القادر وهو الجيلاني رجل من صالح الحنابلة وعلماءه ولا غيره ابن الله. فكيف يكفرون؟ اي انهم لم يجعلوا معظميهم من صالحين كعبد القادر الجيلاني وغيره ابناء لله. فكيف يكفرون؟ وجواب باطلهم من اربعة وجوه اولها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل. ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل. قال الله تعالى قل قل هو الله احد وقال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جعل لله ولدا فهو كافر. ولو لم يعبد ذلك الولد فمن جعل لله ولدا فهو كافر ولو لم يعبد ذلك الولد. وثانيها ان الله فرق بين وعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه عبادة غيره ونسبة الولد اليه. وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وجعل كلا منهما كفرا مستقلا قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وقال وجعلوا لله شركاء الجن انه خلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم. اي اخترعوا له بنين وبناته تفرق بين الكفرين في هاتين الايتين. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابنا لله. والذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم كذلك فانه وان كان في العرب من يزعم ان الجن ابناء الله ففيهم من يدعوهم ولا يزعم ذلك ففيهم من يدعوهم ولا يزعم ذلك. ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب اربعة متبوعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية يذكرون في باب حكم مرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. وان اشرك بالله فهو مرتدي فيفرقون بين النوعين فاولئك المشركون الاولون لم يكفروا بان ادعوا نسبة الانبياء والملائكة الى كونهم ابناء الله عز وجل. وانما كفروا بدعائهم من دون الله سبحانه تعالى فان قال بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يعرض بذكر ما لهم من مقام كريم فقل مبينا قدرهم هذا هو الحق ولكنهم لا يرفعون فيعبدون. كما انهم لا يحفظون فيهضمون. ولكنهم لا يرفعون هنا في عبدون كما انهم لا يخفضون فيهضمون. والمنكر الباطل هو عبادتهم مع الله والمنكر الباطل هو عبادتهم مع الله. واشراكهم معه. والمعروف الحق هو حبهم واتباعهم والاقرار بفضلهم وكراماتهم فلا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. فيحفظ بهذا حق الله وحقه. فيحفظ بهذا حق الله وحقه فيعرفون ما لله في حق توحيده ويعرفون ما للاولياء من حق في اجلالهم واعظامهم واكرامهم والامر كما قال المصنف وهي من جواهر كلامه ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا عرفت ان الذي نسميه المشركون في زمننا الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه. فاعلم ان شرك الاولين اخف من كان وقتنا بامرين احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والاولياء او الاوثان مع الله الا في الرخاء. واما في الشدة فيخلصون الدين لله. كما قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم البر لا هم مشركون. وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ظلما تدعون الا وقال تعالى قل ارأيت قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة وغير الله تدعون الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا مس ان سنضر من دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل الاية. وقال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله عز وجل في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء. واما في الشدة فلا يدعون الا الله وحده لا شريك له وينسون سادتهم. تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين. ولكن اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهم الراسخا والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله اما نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية واهل زماننا يدعون مع الله اناسا من افسق الناس والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي يعتقد في الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو تأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق وهو تألف قلوبهم لمعظميهم من الخلق هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فانه يوجد فرقان عظيمان بين شرك الاولين وشرك المتأخرين فالفرق الاول ان الاولين يشركون بالله في الرخاء ويخلصون له في الشدة. اما المتأخرون فيشركون بالله في الرخاء والشدة هم اقبح شركا واسوأ حالا. والفرق الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين. من الانبياء والاولياء والصالحين او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية. واما المتأخرون فانه هم يدعون مع الله اناسا من الفساق ممن يحكى عنهم الفجور والفسوق. فيعظمونهم مع فجورهم ابتغاء درء شرهم. فيعظمونهم مع مشاهدة فجورهم ابتغاء درس شرهم اي دفع شرهم لانهم يعتقدون ان لهم تصرفا في النفع والضر. فصاروا اشد شركا من الاولين من هذه الجهة ايضا. وسيأتي باذن الله البيان الوافي للفروق بين شرك الاولين وشرك في شرح القواعد الاربع ان شاء الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت ان الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اصح عقولا واخف شركا من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا وهي من اعظم شبههم فاصغي سمعك لجواب وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث يكذبون القرآن ويجعلونه سحرا. ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل اولئك فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام. وكذلك اذا بعض القرآن وجحد بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة واقر بالتوحيد والصلاة وجحر وجوب الزكاة واقر بهذا كله وجحر وجوب الصوم. او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج. ولما لم ينقد اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج انزل الله تعالى في حقهم. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع وحل دمه وماله كما قال تعالى. ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. فاذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث وكذلك لو جحد وجوه صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب فيه وقد ورق به القرآن كما قدمنا فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج. فكيف اذا الانسان شيئا من هذه الامور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واذا جاحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر. سبحان الله ما عجب هذا الجهل ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمد محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون. فان قال انهم يشهدون ان مسيلمة نبي. قلنا هذا هو المطلوب. اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه من كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة. فكيف بمن رفع شمسا او يوسف او صحابيا او نبيا او غيرهم في مرتبة جبار السماوات والارض سبحانه ما اعظم شأنه كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون. ويقال ايضا الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الاسلام من اصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في عليهم مثلا الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما. فكيف اجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين؟ ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر؟ والاعتقاد في علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يكفر ويقال ايضا بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء دون ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من بلدان المسلمين ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الذي ذكره العلماء في كل مذهب باب حكم مرتد. وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه. ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم شاسرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه او كلمة يذكرها على وجه المسح واللعب. ويقال ايضا الذين قال الله عز وجل فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه معه ويزكون ويحجون ويوحدون الله. وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم من بعد ايمانكم. فهؤلاء الذين صرح الله فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا انهم قالوا على وجه المزح. فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه الاوراق. ومن الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا الها اجعل لنا الها. وقال اناس من الصحابة اجعل لنا يا رسول الله ذات انواط كما لهم ذات انواط فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل لموسى اجعل لنا الها. ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواط لم يكفروا. فالجواب ان تقولين بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا وكذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات انواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بل العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة ان قول التوحيد وفهمناه ان هذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان. وتفيد ايضا المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنوبي على ذلك وتاب من ساعته انه لا كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيد ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليهم الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من ابطال الشبه المتعلقة بدعاوى من يزعم ان تلك الافعال التي تقع من المتأخرين ليست شركا اتبعها بابطال شبه من يزعم ان هؤلاء وان وقعت منهم تلك الافعال الشركية فان ذلك لا يقتضي تكفيرهم وقتالهم والشبه المذكور جوابها في هذا الكتاب مما يتعلق بتوحيد العبادة نوعان. والشبه المذكور ابطالها في هذا الكتاب مما يتعلق بتوحيد العبادة نوعان احدهما شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون مما سبق ذكره ليس بشركه. شبه يراد بها ان ما عليه مما سبق ذكره ليس شركا. والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال قال عن من فعل شيئا من ذلك. شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن فعل شيئا من ذلك وقد ابطل المصنف رحمه الله وهذه الشبهة كلها. فابطل الشبه المتعلقة بالامر الاول فيما سبق من الكتاب. ثم شرع يبطل ما تعلق بالامر الثاني وهو عد التكفير والقتال عنهم في الكلام الذي قرأ اخيرا. وهو كما قال المصنف من انفع في هذه الاوراق فان كثيرا من اهل العلم وافقوه رحمه الله على ان تلك الافعال التي فشت في المنتسبين الى الاسلام هي شرك. لانهم توجهوا الى غير الله يدعونه ويرجونه ويذبحونه وينذرون له. ولكنهم كانوا يحجمون عن تكفير اولئك وقتالهم فبين رحمه الله تعالى فيما ذكر من كلامه ما يبطل هذا النوع الثاني من الشبه. وان اولئك الذين وافقهم من من العلماء على كون افعالهم افعال شرك فانهم يقاتلون ويكفرون وبين ما يدل على كفرهم وقتالهم من وجوههم تمانية فالوجه الاول هو من هو ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع. كمن اقر بالصلاة وانكر الحج او اقر بالحج وانكر الزكاة. فلا يقبل منه ايمانه ويصير كافرا فكذلك من امن بتوحيد الله فكذلك من امن بالصلاة ولم يؤمن بجعل الدعاء لله وحده فانه يكون كافرا. والوجه الثاني اطباق العلماء يعني اتفاقهم ومنهم الصحابة على تكفير من وقعت منهم بعض اعمال الكفر وقتاله اطباق العلماء ومنهم الصحابة على تكفير من وقعت منهم بعض اعمال الكفر وقتالهم. وهذا بالاجماع العملي الذي وقع من الصحابة وتتابع عليه العلماء في وقائع عدة. ذكر اصنف منها ثلاثا فالواقعة الاولى واقعة الصحابة مع بني حنيفة فانهم كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يصلون ويؤذنون ولكنهم كانوا يزعمون ان مسيلمة نبي ايضا فاكثرهم الصحابة رضي الله عنهم وقاتلوهم. ووقع هذا من الصحابة مع في قوم رفعوا رجلا الى رتبة الرسالة اذ جعلوا مسيلمة رسولا فكيف بمن يرفع احدا الى مرتبة الالوهية. فكيف بمن يرفع احدا الى مرتبة الالوهية توجه اليه بانواع العبادات كالدعاء والذبح والنذر فهو احق بالكفر والقتال من بني حنيفة الثانية واقعة علي رضي الله عنه في تكفيره الغالين فيه. الزاعمين فيه ما زعموا من الالوهية فاكفرهم علي رضي الله عنه وحرقهم بالنار. فاكفرهم علي رضي الله عنه وحرقهم بالنار. ووافقهم الصحابة على تكفيرهم. ووافقه الصحابة على تكفيرهم. ولم يعيبوا عليه القول بكفرهم لم يعيبوا عليه القول بكفرهم. ورأى من رأى منهم ان حقهم القتل بلا تحريق ورأى من رأى منهم ان حقهم القتل بلا تحريق فهم يوافقونه في تكفيرهم ويخالفونه في الة قتله فهم يوافقونه في تكبيرهم ويخالفونه في الة قتلهم. والواقعة الثالثة ظهور العبيديين واستيدائهم على مصر وغيرها من بلاد المسلمين. وكانوا يتسمون زورا الفاطميين ووقع ما وقع منهم مما خرجوا به عن حكم الشرع. فاكثرهم العلماء اجماعا ولم يختلفوا في كفرهم. فنقل اجماعهم من المشهورين القاضي عياض يحسب المالكي رحمه الله وصنف ابن الجوزي في شد عزائم المسلمين على حربهم كتابا سماه النصر على مصر يقصد ابطال دين العبيديين ودعوة المسلمين الى جهاد اولئك المتملكين في مصر الزاعمين انهم من اهل الاسلام مع تلبسهم بما تلبسوا به من انواع الكفر. فهذه الوقائع الثلاث تدل على تحقق الاجماع العملي من علماء المسلمين من الصحابة فمن بعدهم ان من وقع في شيء من الكفر كفر وان زعم انه مسلم وجاء باعمال ظاهرها اعمال اهل الاسلام. والوجه الثالث ان العلماء رحمهم الله في كل مذهب عقدوا بابا سموه باب الردة. سموه باب الردة او باب حكم المرتد يذكرون فيه نواقض الاسلام ومقصودهم بيان ان المسلم قد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او شأن. ومقصودهم بيان ان المسلم قد يكفروا بقول او فعل او اعتقاد او شك ولو لم يكن هذا مرادهم لم يكن للباب فائدة. ولو لم يكن هذا مرادهم لم يكن للباب فائدة فهم يبينون انه يكون في المسلمين من يقع منه شيء مما يتعلق بقول او فعل او اعتقاد او شك فيحكم عليه بانه كافر خارج عن ملة الاسلام. والوجه الرابع ان الله وحكم بكفر اناس لكلمة تكلموا بها. ان الله حكم بكفر اناس بكلمة تكلموا كما قال تعالى ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. فاكفرهم الله عز وجل مع كونهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ويصلون ويصومون. اكثرهم الله عز وجل مع كونهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ويصلون ويصومون ويجاهدون. والوجه الخامس ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك. ما وقع من المستهزئين من الكلام في غزوة تبوك المتقدم قريبا فاكثرهم الله عز وجل مع كونهم كانوا غزاة مقاتلين مع النبي صلى الله عليه وسلم. والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المتأخرون يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر. لكنهم يصدقونه في شيء ويكذبونه في شيء اخر كتصديقهم له في اثبات شفاعته صلى الله عليه وسلم. كتصديقهم له في اثبات شفاعتهم صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم له في جعل الدعاء لله وحده. وتكذيبهم له في جعلهم الدعاء في جعل الدعاء لله وحده بسؤالهم معظميهم الشفاعة بسؤالهم معظميهم الشفاعة فهم بتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم كافرون مرتدون. والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر. وان كان يشهد ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله تصلي ويصوم كما وقع في سبب نزول هذه الاية ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا من كفر فان الله غني عن العالمين ان قوما اقروا بالصلاة وغيرها ثم لما امروا بالحج ابوا فنزلت الاية في كفرهم. وهذا شيء تروى فيه اثار عن التابعين. وهذا شيء تروى فيه اثار عن التابعين وليس فيه شيء مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن الاية دالة على ان من جحد وجوب الحج كفر لكن الاية دالة على ان من جحد وجوب الحج كفر. ولا ينفعه اقراره بغيره كالاقرار بالصلاة او الزكاة او الصيام. فمن اقر بالصلاة والزكاة والصيام جحد الحج فهو كافر. فاذا كان هذا في جحد الحج انه يكفر فكيف اذا كان متعلقا بتوحيد رب العالمين. فاحق واجدر بصاحبه ان يكون من الكافرين. والوجه الثامن حديث ذات انواط المروي عند الترمذي من حديث ابي واقد الليثي واسناده صحيح. وفيه ان بني اسرائيل وقعوا في الكفر لما قالوا لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. ووقع نظيره في قصة الشجرة ذات الانواط من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه التبرك بها فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم انهم وقعوا فيما وقع فيه اصحاب موسى مع موسى عليه الصلاة والسلام. فارتكبوا فعلا قبيحا. لم يشفع لهم ايمانهم في دفع الكفر عنهم. لكن انهم لم يكفروا لانهم لما زجروا عنه ان زجروا. فلما نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم انتهوا عن ذلك. وظاهر كلام المصنف هنا ان ما وقع حينئذ من الشرك الاكبر ان ما وقع حينئذ في قصة ذات انواط من الشرك الاكبر. وهو خلاف ما ذكره في باب التوحيد وهو خلاف ما ذكره في كتاب التوحيد انه من الشرك الاصغر انه من الشرك الاصغر اصغر ويمكن القول انه يختلف ذلك باختلاف افراده. ويمكن ان يقال انه يختلف ذلك باختلاف فيكون فيهم من توهم المعنى الذي يوجد معه الشرك الاكبر. فيكون فيه من توهم المعنى الذي يوجد معه الشرك الاكبر. وفيهم من توهم المعنى الذي يكون فيه الشرك الاصغر والاظهر والله اعلم انه كان من الشرك الاصغر. ثم ذكر المصنف رحمه الله ثلاث فوائد من قصة ذات انوار الفائدة الاولى الحذر من الشرك الحذر من الشرك بان يخافه العبد وتقدم في كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك. فالعبد مأمور بالخوف منه. والفائدة الثانية اعلامه بان العبد اذا وقع في شيء من اقوال الكفر وافعاله ثم زجر فتاب من ساعته انه لا يكفر. الاعلام بانه من وقع في شيء من من اقوال الكفر واعماله. ثم زجر عنه فتاب من ساعته اي في حينه فانه لا يكفر والفائدة الثالثة ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جاهلا فانه لا يتساءل معه ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جاهلا فانه لا يتساهل معه بل يغلظ عليه وينكر عليه انكارا شديدا. بل يغلظ عليه وينكر عليه انكارا شديدا. كما غلظ موسى عليه الصلاة والسلام وغلظ محمد صلى الله عليه وسلم على اصحابه. وموجب التغليظ هو حماية التوحيد وسد طريق الشرك. وموجب التغليظ هو حماية التوحيد وسد طريق طريق الشرك. فمن عقل هذه الوجوه الثمانية. علم انه يوجد في المنتسبين الى الاسلام من يكون مستحقا للتكفير والقتال. وان ما يجعجع به بعض الناس مستنكرا الحكم بذلك بقوله انتم تكفرون المسلمين ان هذه لا طائل وراءها فانها مخالفة لادلة كثيرة من الادلة الشرعية المبينة انه قد يكفر الانسان ويتلبس بقول الكفر او فعله وهو ينتسب الى الاسلام. وابتدأ هذا في الصدر الاول من الصحابة. فانهم كفروا بني حنيفة وهم كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويؤذنون ويصلون ولكنهم زعموا وان مسيلمة نبي ورسول من الله سبحانه وتعالى. فاذا شنع على من يقول ان هؤلاء المتلبسين بالشرك والكفر هم كفار وان زعموا الاسلام فان القائل بهذا يشنع بذلك اولا على الصحابة. الذين هم كانوا اول من جهر بتكفير الواقعين في الكفر ممن ينتسب الى الاسلام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعدما؟ قال لا اله الا الله وكذلك قوله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها ومراد هؤلاء الجهلة ادنى من قال لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء الجهلة المشركين معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون الا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار. وهؤلاء الجهالة مقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قال افكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع وتنفعه اذا جحد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه. ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجل دعا الاسلام بسبب انه ظن انه ما ادعاه الا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى تبين منه ما يخالف ذلك وانزل الله تعالى في ذلك. يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية اي تثبتوا. الاية تدل على انه يجب الكف عن هو التثبت فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل لقوله فتبينوا. ولو كان لا يقتل اذا قال الم يكن للتثبت معنى. وكذلك الحديث الاخر معناه ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال تلتم بعدما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم لان ادركتم لاقتلنهم قتل عاد مع كونهم من اكثر الناس عبادة تكبيرا وتهليلا حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة. فلم تنفعهم لا اله الا الله كثرة العبادة والادعاء الاسلامي لما ظهر منهم مخالفة الشريعة. وكذلك ما ذكرنا من قتاله وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة. وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني المصطلق لما اخبرهم رجل انهم منعوا الزكاة حتى انزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الاية كان الرجل كاذبا عليهم، فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا. ذكر المصنف رحمه الله شبهة شبهة اخرى لهؤلاء. وهي وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتلى من قال لا اله الا الله وقال اقتلته؟ بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها. ومراد هؤلاء ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل وبين المصنف ان القائلين بهذه الشبهة مكابرون لاربعة امور وبين المصنف ان القائلين بهذه الشبهة مكابرون لاربعة امور اولها انهم يقولون هذا مع علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود انهم يقولون هذا مع علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وكانوا يقولون لا اله الا الله وثانيها انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة رضي الله عنهم قتلوا بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله. انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة قاتلوا بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله. وثالثها انهم يقولون هذا مع علمهم ان عليا حرق من حرق وهم يقولون لا اله الا الله انهم يقولون هذا مع علمهم ان عليا حرق من حرق وهم يقولون لا اله الا الله. ورابعها انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله. فاذا كانت لا تنفعه لا اله الا الله اذا جحد شيئا من اركان الاسلام العملية فكيف تنفعه اذا جحد اصل الدين من توحيد الله وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة. ثم بين المصنف حقيقة الامر فقال ولا لكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث فالاحاديث المذكورة في هذا الباب يراد بها الامساك عمن ثبتت له عصمة الحال فالاحاديث المذكورة في هذا الباب يراد بها الامساك عمن ثبت اتله عصمة الحال. فان عصمة العبد في دمه وماله وعرضه نوعان. فان عصمة العبد في دم وماله وعظه نوعان احدهما عصمة الحال. عصمة الحال وهي العصمة التي تثبت له اذا قال لا اله الا الله وهي العصمة التي تثبت له اذا قال لا اله الا الله. فيمسك عنه حتى يتبين امره. فيمسك عنه حتى يتبين امره. والاخر عصمة المآل. اي العاقبة. عصمة المآل اي العاقل وهي تثبت له اذا التزم معنى لا اله الا الله. وهي تثبت له اذا التزم معنى لا اله الا الله. فاذا بدر منه ما يخالف التزامه معناها كفر وقتل فاذا بدر منه ما يخالف التزامه معناها كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله. فالعبد مأمور في حق من قال لا اله الا الله ان يثبت له عصمة الحال. فيمسك عن دمه وماله وعرضه لانه صار بذلك معصوما اي محفوظا. فلا يتجاوز ذلك الا اذا تبين له ان العصمة قد زالت ولم تبقى. كمن قال لا اله الا الله فامسك عنه ثم تبين بعد ذلك انه يدعو غير الله او ينذر لغير الله او يذبح لغير الهي او ينكر البعث او غير ذلك من الامور التي تخالف مقتضى العمل والاعتقاد بلا اله الا الله. فالمقصود من الاحاديث ملاحظة عصمة الحال قبل المجازفة. فالمقصود من الاحاديث ملاحظة عصمة الحال والتثبت قبل ازفة وهذا هو معنى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا اي تثبتوا في حق من قال لا اله الا الله. فان من قالها يكف عنه. فان من قالها عنه حتى يتبين امره. فاذا تبين ثبوت قول لا اله الا الله مع اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها ثبتت له عصمة المآل. وان تبين منه خلاف ذلك لم تنفعه لا اله الا الله. ثم ذكر المصنف اربعة ادلة تدل على ان المقصود هو الامساك في عصمة الحال واما بقاء عصمة المآل فمناط بما ببقاء التزام لا اله الا الله. اولها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله الله هو نفسه صلى الله عليه وسلم الذي امر بقتال الخوارج. هو نفسه الذي هو نفسه صلى الله عليه وسلم الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله ولهم حظ عظيم من العبادة حتى يحقر الصحابة رضي الله عنهم انفسهم في العبادة عند اولئك وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود فهم يقولون لا اله الا الله فقاتلهم وسبى نسائهم وذراريهم. فلم يكن مجرد قولهم لا اله الا الله عاصما دماءهم واموالهم واعراضهم. وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله. لكنهم اقترفوا ما ازال عنهم عصمة المآل لكنهم اقترفوا اي ارتكبوا ما ازال عنهم عصمة المآل. فكانوا يقولون مسيلمة رسول الله قصة بني المصطلق. وهم قبيلة من قبائل العرب. دخلوا الاسلام وبعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ساعيه يجدي الزكاة اي يجمعها فلم يذهب اليهم ورجع عنهم وقال انهم منعوا الزكاة. فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم اي قتالهم فانزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأهم فتبينوا. فالنبي صلى الله عليه وسلم هم بقتال هؤلاء لمنعهم الزكاة. مع كونهم يقولون لا اله الا الله. فكيف اذا منع ا احد شيئا من حق التوحيد. فكيف اذا منع احد شيئا من حق التوحيد ووقع في الشرك فهو احق بالقتال. وقصة الوليد بن عقبة مع بني المصطلق رويت من وجوه ضعيفة لا تثبت. لكن الاجماع منعقد على ان الاية نازلة فيه لكن الاجماع منعقد على ان الاية نازلة فيه نقله ابو موسى المديني. نقله ابو موسى المديني. والاية تنبيه بالحال الاخف على الاشد. والاية تنبيه الحال الاخف على الاشد. لا ان الوليد كان فاسقا. لا ان الوليد رضي الله عنه كان فاسقا لان الوليد اخبر بما انتهى اليه علمه. فانه لما خرج اليهم جابيا الزكاة اجتمعوا له يريدون اقباله. فلما رأى سوادهم ظن انهم يجتمعون للامتناع من الزكاة. فاخبر بما اخبر فاذا كانت هذه الحال من عدم التبين وهي حال خفيفة محذرا منها فاولى التحذير من الحال الاشد التي يكون المخبر فيها فاسقا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم ثم بموسى ثم بعيسى عليهم الصلاة سلام فكل يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان تقول سبحان من طبع قلوب اعدائه فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى اذا ثبت ذلك فالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله عز وجل ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز في الدنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادعو الله لي. كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في في الاستسقاء وغيره. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره. فكيف دعاؤه نفسه. ذكر المصنف رحمه الله هنا شبهة من شبه المشبهين في باب توحيد العبادة انهم يستدلون هنا بحديث الشفاعة الطويل الذي يستغيث فيه الناس بالانبياء. وكلهم يعتذر عنها حتى يرجع الامر الى نبينا صلى الله عليه وسلم فزعم اولئك المتهوكون اي المتحيرون ان الحديث يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. اتقع للناس مع افضل الانبياء ولا ينكرون عليهم. وابطال هذه الشبهة بالاعلام بان ما فعلوه ليس من الاستغاثة الشركية وابطال هذه الشبهة بالاعلام بان ما فعلوه ليس من الاستغاثة الشركية. فهم يستغيثون اين حاضر قادر فيما سئل فيه. فهم يستغيثون بحي حاضر قال فيما سئل فيه وهذه لا ينكرها احد من المسلمين ان استغاثة الحي القاء حاضر القادر فيما سئل فيه جائزة. وانما الشأن في الاستغاثة بالموتى او الغائبين او العاجزين فيما سئلوا فيه. فهذه هي الاستغاثة الشركية. التي انكرها من انكرها للايات والاحاديث الواردة في ذلك. فمن شرط الاستغاثة باحد ان يكون حيا حاضرا قادرا فيما سئل فيه. فمن شرط الاستغاثة باحد ان يكون حيا حاضرا قادرا فيما سئل فيه. فاذا كان ميتا او غائبا او عاجزا فالاستغاثة به حينئذ هي الاستغاثة الشركية التي نهينا عنها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل عليه الصلاة والسلام في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام واما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبرائيل شركا لم يعرضها على ابراهيم عليهما الصلاة والسلام. فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبرائيل عليه السلام عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه فانه كما قال الله تعالى فيه علمه شديد القوى فلو اذن الله عز وجل له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال ويلقيها في المشرق او المغرب لفعل. ولو امرهم الله عز وجل ان يضع ابراهيم عنهم في مكان بعيد لفعله ولو امره ان يرفعه الى السماء لفعل. وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا فيعرض عليه ان يقرضه او يهبه شيئا يقضي به حاجته. فيأبى ذلك الرجل محتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله عز وجل برزق منه لا منة فيه لاحد فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك؟ لو كانوا يفقهون؟ ختم المصنف رحمه الله بذكر شبهة من مقالات المبطلين في توحيد عبادة وهي استدلالهم بقصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء قال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا. وهذه الشبهة مندفعة من جهتين احداهما من جهة الرواية. من جهة الرواية ان القصة المذكورة لا تروى من وجه صحيح. ان قصة المذكورة لا تروى من وجه صحيح. والثابت في الصحيح ان ابراهيم لما القي في النار قال حسبنا الله ونعم الوكيل رواه البخاري من حديث ابن عباس وتقدم في كتاب التوحيد. والاخرى من جهة الدراية. وهي ان قول جبريل لو ثبت انه قاله لابراهيم الك حاجة؟ فهي من عرض الحي الحاضر القادر. فهي من عرض الحي الحاضر قادر فليس هذا من الاستغاثة الشركية بشيء فان جبريل كان حيا حاضرا قادرا على ما سئل فيه. فان هذا وما عليه المشركون من الاستغاثة بالاموات الذين هم غائبون لا يقدرون على شيء مما يسألونه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأن ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ان التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرض التوحيد ولم يعمل به فهو كافر عينوك فرعون وابليس وامثالهما. وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق ولكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من فقوم وغير ذلك من الاعذار ولم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق او لم يتركوه الا لشيء من الاعذار كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنا قليلا في ذلك من الايات كقوله يعرفونه كما يعرفون ابناءهم فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق وهو شر من كافر خالص كما قال تعالى ان المنافقين بالدرك الاسفل من النار. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة الناس. ترى من يعرف الحق ويترك عمل به لخوف نقص دنياه واوجاهه او ملكه او مداره. وترى من يعمل به ظاهرا لا باطلا فاذا سألته عما يعتقده في قلبه اذا هو لا يعرفه. ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدم وهي قوله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا من سبع كلمة قالوها في غزوة تبوك على وجه المزح واللعب. تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر ويعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد اعظم ممن اتكلم بكلمة يمزح بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن ما انشرح بالكفر صدرا. فلم يعد الله من من هؤلاء الا من اكره عن كون مطمئنا بالايمان واما غير هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مداراة لاحد او مشحة بوطنه او اهله او عشيرته او ماله او فعله على للمسح او لغير ذلك من الاغراض الا المكره. والاية تدل على هذا من جهتين. الاولى قوله الا من اكره فلم يستثن الله عز وجل الا المكره ومعلوم ان الانسان الا يقرأ الا على العمل او من كلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بان مستحب الحياة الدنيا على الاخرة صرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين او محبة الكفر وانما سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثره على الدين والله اعلم ختم المصنف رحمه الله كتابه بمسألة اشار اليها بالتعظيم. فقال ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم. ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها ثم بين ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل. فلا العبد موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد. اما من اقر بقلبه فقط او اقر بلسانه وفي ظاهر عمله ولم يقر به باطنا فانه لا يثبت له توحيده فالناس منقسمون ثلاثة اقسام. فالناس منقسمون ثلاثة اقسام. اولها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا وظاهرا ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا وظاهرا وهذه حال الموحد. وثانيها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطنا ولكنه لا يلتزم بظاهره. ولكنه لا يلتزمه في ظاهره. وهذه حال الكافر وهذه حال الكافر. وثالثها من يكون قلبه منطويا على الكفر وثالثها من يكون قلبه منطويا على الكفر. اما ظاهره فانه ينطق بالتوحيد. وربما عمل به وهذه حال المنافق. وثانيها ان يكون العبد غير مقر بالتوحيد لا باطلا ولا ظاهرا وهذه حال كافر. وثانيها ان يكون العبد غير مقرر بالتوحيد لا باطن ولا ظاهرا وهذه حال الكافر. وثالثها ان يكون قلبه منطوي على الكفر وظاهره انه ينطق بالتوحيد وربما عمل به وهذه حال المنافق. وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة من ان الايمان اعتقاد وقول وعمل فهو منقسم على القلب واللسان والجوارح. فلا يكون العبد موحدا حتى يجتمع على القيام بالتوحيد قلبه ولسانه وعمله. ثم حث المصنف رحمه الله على فهم ايتين ليحذر العبد الوقوع فيما يخالف هذا المقتضى. تدلان على ان العبد قد يكفر بسبب كلمة يقولها على وجه اللعب والمزح واذا كان يكفر بكلمة يقولها على هذا الوجه فانه يكفر من تكلم بالكفر او عمل به خوفا لنقص ماله او جاهه او مداراة لاحد وان حاله اعظم ممن بكلمة يمزح بها ولا يعذر العبد في ذلك الا في حال الاكراه. ولا يعذر العبد في ذلك الا في حال الاكراه. والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد. والاكراه هو ارغام العبد على ما الا يريد والمكره له حالان الحال الاولى اكراهه مع اطمئنان قلبه بالايمان اكراهه مع اطمئنان قلبه بالايمان. وهذا لا شيء عليه لقوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. والحال الثانية اكراهه مع اطمئنان قلبه بالكفر. اكراهه مع اطمئنان قلبه بالكفر ويخرج بذلك من الاسلام بذلك من الاسلام. ثم نبه المصنف الى قاعدة عظيمة في قوله ومعلوم ان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. فالمكره عليه له موردان. فالمكره عليه له موردان. احدهما ان يكونا في الاقوال والاعمال. ان في الاقوال والاعمال. وهذه تقبل دعوى الاكراه فيها. وهذه تقبل دعوى الاكراه فيها الاخر ان يكون الاكراه في عقيدة القلب. ان يكون الاكراه في عقيدة القلب ومدعيها كاذب ومدعيها كاذب. لان العقائد الباطنة لا يمكن الاكراه عليه. لان العقائد الباطنة لا يمكن الاكراه عليها اذ لا يطلع عليها اذ لا يطلع عليها. ثم نبه المصنف وعلى قاعدة عظيمة تجمع ما تقدم من نوعي الموردين قال ومعلوم ان الانسان لا يكره الا عن العمل او الكلام اما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. وهذا اخر البيان على هذا الكتاب العظيم بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع كشف الشبهات بقراءة غيره. صاحبنا ويكتب اسمه تاما. فتم له ذلك في مجلس واحد في الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من ان ين لمعين في معين باسناد المذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب في عالم صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الاثنين الحادي عشر من شهر جمادى الاولى سنة احدى واربعين واربع مئة في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومعلوم كما تقدم ان هذا التقيد للسماع والاجازة هو خاص بمن يشهد هذا المجلس هنا اما من يتابع صوتيا او مرئيا فهذا ينتفع بما يسمع من العلم وان احب تقييد السماع والاجازة فيأتي الى هذا المجلس. وانبه الى احضار المجلد اتاني الليلة لنقرأ منه بعد ذلك اشياء مع المجلد الاول الحمد لله رب العالمين