السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فهذا شرح الكتاب الاول من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم. في سنته الثانية وهو كتاب تعظيم عيوب لمعدي البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي وهو الكتاب الاول في التعداد العام لكتب البرنامج الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين واعلى مكانكم وغفر لكم ونفعنا بعلومكم. بسم الله الرحمن الرحيم رجل متعلم قوله رحمه الله سار اليه راغب المتعلم السير الى الله هو صراطه المستقيم. كما ذكره ابو الفرج ابن رجب في كتاب استنشاق نسيم الانس وهو سير العبد بقلبه الى الله. وفي بيان الة السير يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد والعبد يسير الى الله بقلبه وهمته لا ببدنه نعم. احسن الله اليكم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تبرأ بها من شرك الاشراك. قوله من شرك الاشراك الشرك حدادة الصائب التي ينصبها لقنص صيده من نوابغ الكلم عند الادباء كما في نهاية الارب وغيره البدعة شرك الاشراك. بتحريم الراء وتسكن ايضا. اي حبالة الشيطان التي ينصبها للناس فاذا وقعوا فيها جرهم الى الشرك بالله عز وجل وجعلهم من اهله. نعم. احسن الله اليكم توجب لنا النجاة من نار الهلاك واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله ربه بالهدى للحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فبلغ رسالة واداها واسلم امانته وابدى. انتصبت بدعوته اظهر الحجج واندفعت ببيناته الشبهات اللدد بتحريك اللام مفتوحة لا بضمها التمادي في الخصومة نعم. احسن الله اليكم تورثنا المحجة البيضاء والسنة الغراء لا يتيم فيها ملتمس. ولا يرد عنها مقتبس صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه عدد من تعلم وعلم. اما بعد فلم يزل العلم ارثا جليلا تتعاقب عليه الاماكن جيلا جيلا. ليس طلاب المعالي هم سوى ولا رغبة له في مطلوب عدا وكيف لا وبه تنال سعادة الدارين وطيب العيشين هو شرف ونور الاغوار موجود. حلية الاكابر ونزهة من مال اليه نعم ومن جال به غنم ومن انقاد له سلم ونور الاغوار والندود. الاغوار جمع غور. والغور من الارض منخفض منها واطمأن. والنجد اسم لما ارتفع منها. وغور العرب تهامة. وكل ما ارتفع عنها الى العراق فهو ويسمى نجدا عندهم. وقوله حلية الاكابر الحلية اسم لما به وهو نوعان. احداهما باطنة والاخرى ظاهرة والعلم من الزينة الباطنة وما يرى على الظاهر فهو من اثاره. نعم احسن الله اليكم لو كان سلعة تباع لبدنت فيه الاموال العظام او صعد في السماء نسمت اليه نفوس كرام هو من المتاجر اربحها وفي مفاخر اشرفها اكرم المآثر مآثره واحمد الموارد موارده فالسعيد من حق نفسه عليه وحث ركابه فيه اليه من زهد فيه او زهد وابعد عنه او بعد انفه باريج العلم مسقوم وختم القفا هذا عبد محروم والعلم ويدخل قلب كل موفق من غير بواب ولا استئذان ويرده المحروم من خذلانه لا تشقنا اللهم بالحرمان وان مما يملأ النفوس شرورا وانما يملأ النفس سرورا ويشرح الصدر ويمده نورا اقبال الخلق على مقاعد التعليم وتلمسهم صراطه المستقيم وادل دليل واصدقه تكاثم الدروس العلمية وتوالي الدورات يا حلاوة في قلوب المؤمنين وشجى في حلوق الكفرة والمنافقين. فالدروس معقودة والركب معكوفة. قوله الركب معكوشة اي محبوسة. فالعكف الحبس واللبس. وليس المراد وصف حركتها. فلا يقال ذلك في وصفها. وانما توصف حركتها بقولهم ثني الركب. كما قال زياد بن واصل السلمي يكفيك من اناخة الركب اما عكفها فيراد به الاقامة على الشيء كما قال الله تعالى ما هذه تماثيل التي انتم لها عاكفون اي مقيمون عليها. نعم. احسن الله اليكم والفوائد شارقة والنفوس فائقة والاشياء يمثلون درر العلم والتلامذة ينضمون عقده. قوله الاشياخ ينكرون درر علم ان يستخرجونها ومنه قولهم نسلت الكنانة اذا استخرجت فيها من النبل والسهام. فالنسل هو الاستخراج. احسن الله اليكم ان من الاحسان الى هذه الدموع الصاعدة والاجيال الواعدة ارشادها الى العلم الذي يضفرها بمأمولها ويبلغها مأمنها رحمة به من الضياع في صحراء الاراء وظلماء واعمالا لهذا الاصل جمل الحديث ايها المؤمنون عن تعظيم العلم فان حظ العبد من العلم موقوف على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله. فمن امتلأ قلبه بتعظيم العلم واجلاله صلح ان يكون محله وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب ينقص حظ العبد منه حتى يكون من القلوب قلب ليس فيه شيء من العلم فمن عظم العلم لاحت انواره عليه ووفدت رصن فنونه اليه ولم يكن لهمته غاية الا تلقيه ولا لنفسه لذة الا الفكر فيه ان ابا محمد الدارمي الحافظ رحمه الله لمح هذا المعنى فختم كتاب العلم من سننه المسماة بالمسند الجامع بباب في عظام العلم واعون شيء على الوصول الى اعظام العلم واجلاله معرفة معاقل تعظيمه. وهي الاصول الجامعة وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب. فمن اخذ بها كان معظما للعلم مجلا له. ومن ضيعها فلنفسه اضاع ولهواه اطاع فلا يلومن ان انفتر عنه الا نفسه يداك او كتاوة كنفه ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم وسنأتي بالقول باذن الله على عشرين معقدا يعظم بها العلم من غير بسط لمباحثها فان المقام لا يحتمل على غاية كل معقد يحتاج الى زمن مديد. والمراد من التبصرة والتذكير وقليل يبقى فينفع خير من كثير الله سينفع فخذ من هذه المعاقل بالنصيب الاكبر تنل حظا اوفر من رياض الفنون وحدائق العلوم. واياك والاخلاد الى مقالة قوم حجبت قلوبهم وضعفت نفوسهم فزعموا ان هذه الاحوال غلو وتنطع وتشدد غير مقنع فقد ضرب بينهم وبين له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. فليس مع هؤلاء على دعواهم من ادلة الشرع ما يصدقها ولا من شواهد الاقدار ما يوثقها وانما هي عذر البنين وحجة عاجز. فاين الغلو والتنطع من شيء الوحي شاهده اول سالك فكل معقد منها ثابت باية محكمة او سنة مصدقة او اثار عن خير القرون الماضية فاذا وثقت بصدقها وعقلت كبرها وخبرها فلا تقعد همتك بخطبة الكسل والثواني تتسلل اليها وهي تجنجل هذه احوال من مضى من سنة امتي وخير فاين الثرى من الثريا؟ بل من سمت نفسه الى مقاماتهم ادركها فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح فاشهد قلبك هذه المعاقد وتدبر من قولها اقولها واستنبط منطوقا ومفهومها فالمباني خزائن المعاني. المقصود هذه الجملة الاعلام بان ليل طالب للعلم موقوف على قدر تعظيمه له. فمن عظمه فمن عظمه ناله. ومن لم يبالي به عنه واعون شيء للوصول الى اعظام العلم هو معرفة معاقل التعظيم وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب وفي هذه الرسالة ذكر عشرين معقدا من معاقل تعظيم العلم على وجه متوسط بين الايجاز والاطناب. فالمراد هنا التبصرة والتذكير. وقليل يلقى فينفع خير من يلقى فيرفع فان النفوس انما تشرف بقدر ما تدرك مما يلقى اليها. فبقدر ادراكها يكون انتفاعها والعلم لا يمدح بالبسط والاتساع. وانما يمدح باحتمال المدارك والانتفاع ومراد الشريعة نفع الخلق بمعرفة الحق. وتوسيع المعاني بتشقيق المباني ربما بين العبد وبين ذلك والسير على هذه الاصول المذكورة في هذه الرسالة جادة شرعية وطريقة نية سنية وهجر الناس لها سيرها عندهم غلوا وتنطعا وتشددا. ومن لم يعرف يظنه نحاسا. واذا لم تكن النفوس محمولة على هذه المعاقد مقيدة بها فانها لا تشرف بالعلم ابدا وتقديم اقراء هذه الرسالة بين يدي البرنامج هو رجاء الانتفاع بها في ادراك هذا الاصل العظيم فانك لن تنتفع بشيء تعمل به في اخذك للعلم اجل من ادراكك مقاصد تعظيمه التي متى اخذت بها فصرت معظما للعلم نلته. واما ان فاتك تعظيم علم فانك لن تناله ابدا مهما كانت قوة حفظك وجودة فهمك فان العلم منة الهية وذخيرة ربانية. وان الله سبحانه وتعالى لا يجعل ذخائره في قلوب خلية من اعظام العلم وانما يجعلها في قلب من يصلح لها وانما يصلح للعلم من عظمه عظام العلم هو بارتسام جملة من الاصول منها طرف كثير مذكور في هذا الكتاب. نعم. احسن الله اليكم قلتم رحمكم الله المعقل الاول تطهير وعاء العلم وهو القلب فان لكل مطلوب وعاء وان وعاء العلم القلب ووسخ وعاء يؤثره ويغير ما فيه وبحسب طهارة القلب يدخله العلم. واذا ازدادت طهارته ازدادت قابليته للعلم. ومثل العلم في القلب كنور المصباح ان صفا زجاجه شعت انواره وان لطخته الاوساخ كسفت انواره. قوله كسفت انواره اي ابت والكسوف في الاصل ذهاب نور الشمس جميعه او ذهاب بعضه عند جمهور اهل اللغة وذهب ابو حاتم السجستاني احد ائمة اللغة في كتاب الفرق الى ان ذهاب نور جميعه يسمى خسوفا. وذهاب بعضه يسمى كسوفا. نعم. احسن الله اليكم فمن اراد حيازة العلم فليزين باطنه ويطهر قلبه من نجاسة. العلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف. وطهارة القلب ترجع الى اصلين عظيمين احدهما طهارته من نجاسة الشبهات. والاخر طهارته من نجاسة الشهوات. ولما القلب من شأن عظيم امر بها النبي صلى الله عليه وسلم في اول ما امر في قوله تعالى في سورة المدثر وثيابك فطهر في قول من يفسر الثياب بالباطل وهو قول حسن له مأخذ صحيح. قوله وهو قول حسن له مأخذ صحيح اي تفسير الثياب بالاعمال والحامل على تقديم هذا المعنى دون غيره هو رعاية سياق ايات فان سياق الايات دال على كون الثياب في الاية هي الاعمال. فان الله عز عز وجل قال وربك فكبر ثم ذكر هذه الاية وثيابك فطهر ثم اتبعها بقوله الا والرز فاهجروا وكل هذه الامور تتعلق بالباطن والملازم بين هذا وذاك ان يكون قوله تعالى وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من كل ما ينجسها. والعرب تقول فلان نقي الثياب اي سالم من الذنوب والاثام. وعلى هذا التفسير السلف كما ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره. فتفسير الاية بالاعمال المنى فساد اصح من تفسيرها بالثياب الملبوسات. لان دلالة السياق ترجح الاول وعليه المعول ومن القواعد النافعة ما ذكره ابو محمد ابن عبد السلام رحمه الله تعالى في كتابه الامام اذ قال السياق يرشد الى تبيين المجملات وترجيح المحتمل وتقرير الواضحات انتهى كلامه. فالسياق له اثر في فهم الكلام. ولا سيما في القرآن الكريم كما في هذه الاية فان العرب تسمد العمل ثوبا كما تسمي ما يلبس ثوب لكن سياق الاية مناسب لحملها على المعنى المذكور. وان المراد بقوله تعالى وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من كل ما ينجسها. وجماع منجسات القلب ثلاثة ذكرها ابن رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد اولها الشرك وثانيها البدعة وثالثها المعصية فان هؤلاء الثلاث هن منجسات العمل والقلب. والامر في اية المدثر يحويها جميعا. نعم. احسن الله اليكم واذا كنت تستحي من لمخلوق مثلك الى وسخ ثوبك فاستحي من نظر الله الى قلبك وفيه احن وبلايا وذنوب وخطايا. قال مسلم ابن حجاج قد حدثنا عمر ناقب قال حدثنا كثير ابن هشام قال حدثنا جعفر ابن ابن برقان عن يزيد الاصم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. بهذا حديثي العظيم بيان ان محل نظر الله سبحانه وتعالى من العبد القلب والعمل معا فليس النظر الى القلب وحده ولا الى العمل وحده بل النظر الى مجموع هذين الامرين القلب والعمل. فالتقوى مؤلفة من قلب نقي طاهر. وعمل صالح ظاهر ويكون التطهر لهما جميعا. وهو المراد في هذا الحديث فطهارة القلب بلا عمل كذب وشقاق وعمل بلا طهارة قلب نفاق. نعم احسن الله اليكم واحذركم الى نفسك اللاتي متى خرجت عليك كسرت كسر مهان. من طهر قلبه فيه العلم ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم وارتحل. واذا تصفحت احوال طائفة من طلاب العلم في هذا المعقد رأيت خللا بينة فاين تعظيم العلم من امرئ تغدو الشهوات والشبهات في قلبه وتروح. تدعو صورة محرمة وتستهويه مقا قالت المجرمة حشره المنكرات والتلذذ بالمحرمات هؤلاء ولي العلم وما هم منه ولا هو اليهم. قال سهل ابن عبد الله رحمه الله حرام على قلب ان يدخله النور وفيه شيء من لا يكره الله عز وجل. وفي التنزيل قوله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق. قال سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى في تفسيرها احرمهم فهم القرآن اي احرموا قلوبهم وقال محمد بن يوسف الفريابي رحمه الله امنع قلوبهم من في امري وفي ذلك يقول ابن كثير رحمه الله تعالى منبها لمناسبة العقوبة لذنوبهم قال فكما انهم استكبروا بغير حق اذلهم الله بالجهل انتهى كلامه رحمه الله. واذا صرف الله قلب العبد عن الفهم والتدبر والانتفاع بالوان العلم ان قواه لا تنفعه واقرب شيء يخذلك اذا ركنت اليه قوتك التي تتوهمها. فلا اولى لك على طلب العلم وتحصيل مقصودك الا باقبال قلبك على الله سبحانه وتعالى. واذا اقبل القلب وعلى الله تأليها واجلالا وتعظيما طهرا فصلح ان يكون محلا للعلم. وليس المراد بصرف قلوبهم عدم قدرتهم على الحفظ. بل ترى في الخلق من له مكنة على الحفظ ضابطا للقرآن عارفا بالفاظه لكنه قد حرم فهمه والعمل به وهذا هو المراد بالصرف في الاية. كما قال ابن الحاج رحمه الله تعالى في كتاب المدخل قال ومعلوم ان بعض المتكبرين يحفظ القرآن ولكنهم منعوا فائدته في الفهم والعمل وذلك هو المطلوب. انتهى كلامه. ومن كان حافظا للقرآن والعلم غير منتفع به في الفهم والعمل فان حال العوام خير منه. فان هذا ظرب على قلبه نوع من انواع العقوبات العظيمة وهو صرف قلبه عن ايات الله سبحانه وتعالى. فمرد الامر كله الى صلاحية القلب للعلم والقرآن. ومن امعن النظر في المدركين المحققين من اهل العلم يجد ان ما يجري على السنتهم وسطرته اقلامهم مما فتح الله سبحانه وتعالى به عليهم فانما استجادوه واستفادوه باقبال قلوبهم على الله سبحانه وتعالى تأليها واعظاما واجلالا. فينبغي ان يرعى طالب العلم هذا الاصل في نفسه. وان ليكون معتنيا باقبال قلبه على الله سبحانه وتعالى. فان العلم يتفجر على لسانه ويبارك له في فهمه بقدر اقباله على ربه عز وجل. ومن طلاب العلم من يظن ان العبادة تشغله عن العلم فتراه مقلا في ذكر الله عز وجل وقراءة القرآن وهذا من احابيل الشيطان والاعيبه على الخلق. والا فان الانسان كلما كثر اقباله على الله عز وجل بذكره وقراءة كتابه كلما فتح الله عز وجل عليه من انواع العلم ما لم يدركها من قبل. وقد ذكر ضياء المقدسي رحمه الله تعالى عن خاله من علماء الحنابلة انه اوصاه لما خرج للرحلة في طلب الحديث فقال له اذا اردت ان تستكثر من السماع فاستكثر من قراءة القرآن قال الضياء فجربته فوجدته كذلك. ومأخذ هذا في الوصية هو ان من اقبل على الله سبحانه وتعالى بدوام ذكره واللهج به فتح الله عز وجل له ابوابا من الفهم والادراك على مراده لا يمكن اصابتها الا بمثل هذا. نعم. احسن الله اليكم المعقل الثاني اخلاص النية فان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم وصولها كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال البخاري في الجامع مسند الصحيح ومسلم في المسند الصحيح واللفظ للبخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة قال اخبرنا مالك عن يحيى ابن سعيد عن محمد ابن ابراهيم عن علقمة عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى وما هذه الاية والحديث اصلان عظيمان في تقرير الاخلاص لله عز وجل. والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. وفي ذلك قال مرشدكم اخلاصنا تصفية للقلب من ارادة غير الله فاحذر يا فطن. فمن اراد الاخلاص فليصفق قلبه من ارادة غير الله عز وجل. فلا يكون في قلبه التفات ولا نظر الى غير الله عز وجل فاذا قل القلب من الارادات الباطلة وتمحض مقصود العبد في طلب الله عز وجل والقربى اليه فانه يصيب الاخلاص. وقوله في نظمه فاحذر يا فطن تنبيه الى ان الاخلاص يحتاج الى معالجة. ولا يعرف الرياء الا المخلصون كما قاله الاحنف ابن قيس فان المرء انما يكون مخلصا اذا كان خائفا ان يكون في قلبه التفات الى غير الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الا باخلاص لله رب العالمين. قال ابو بكر رحمه الله سمعت رجلا يقول لابي عبدالله يعني احمد بن حنبل وذكر له الصدق والاخلاص فقال ابو عبد الله بهذا ارتفع القوم وانما ينال المرء العلم على قدر اخلاصه والاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول بها تتحقق نية العلم للمتعلم اذا قصد الاول وقع الجهل عن نفسه بتعريفها ما عليها من من العبوديات وايقافها على مقاصد الامر والنهي. الثاني رفع عن الخلق بتعليمهم وارشادهم لما فيه صلاح دنياهم واخرتهم. الثالث احياء العلم وحفظه من الضياع. الرابع نعمل به العلم شجرة والعمل ثمرة وانما يراد العلم للعمل. هذه الاصول الاربعة هي عماد نية اني فمن اراد ان يحقق نية العلم في قلبه فليعمل هذه الاصول فيه. وليشهده اياها والى هذه الاصول الاربعة اشار منشدكم بقوله ونية للعلم الجهل عم عن نفسه فغيره من النسم. وبعده تحصين للعلوم من ظياعها وعمل به زكن. ونية العلم رفع الجهل عن نفسه فغيره من النسم. وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكم. وقوله النسم اي الخلق. جمع نسم وهي النفس وقوله زكن اي ثبت. نعم الله اليكم ولقد كان السلف رحمهم الله يخافون فوات الاخلاص في طلبهم العلم فيتورعون عن ادعائه الى انهم لم في قلوبهم فهشام فهشام رحمه الله يقول والله ما استطيع ان اقول اني ذهبت يوما اطلب الحديث اريد به وجه الله عز وجل وسئل الامام احمد هل طلبت العلم لله؟ فقال لله عزيز ولكنه شيء حبب الي ومن ضيعني ناصفاته علم كثير وخير وفيه. وينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل وهو الاخلاص في اموره كلها دقيقها وجنينها وعلنها ويحمل على هذا التفقد شدة معالجة النية؟ قال سفيان الثوري رحمه الله وما عرفتم شيئا اشد علي من نيتي لانها تتقلب علي. قوله رحمه الله لانها تتقلب عليه ذلك لان محلها هو القلب. وانما سمي القلب قلبا لتقلبه. كما قال الشاعر ما سمي القلب قلبا الا من تقلبه. فاحذر على القلب من قلب وتحويل اذا كان وعاء النية وهو القلب متقلبا فانها تتقلب من حال الى اخرى احسن الله اليكم بل قال سليمان الهاشمي رحمه الله ربما احدث بحديث واحد ولينية اتيت على بعضه تغيرت نيتي فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات. بل قال سليمان الهاشمي الى اخره هذا الذي ذكره سليمان الهاشمي رحمه الله يراد به تصحيح النية وتصحيح النية هو ردها الى المأمور به. اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها هو ردها الى المأمور به اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها وقولنا ردها الى المأمور به اي المحكوم به شرعا وقولنا اذا عرض لها ما يغيرها اي يخرجها من قصد القربة الى الاباحة المجردة وقولنا او يفسدها اي يخرجها من الصلاح الى ضده وهو الارادة المحرمة وتصحيح النية غير تجديدها. فان محل تصحيح النية اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها. اما تجديد النية فالمراد به استصحاب ذكرها اذا ضعف القلب عنها. فان الانسان ربما استغرق في عمل فيه نية صالحة. فلما طال عليه الامد ضعف قلبه عن رعاية النية الحاملة عليه فيسعى العبد في تجديد نيته بتحريك قلبه الى مراده الذي يشتغل فيه وموجب التجديد هو استصحاب ذكرها. فان العبد يستصحب النية ثم يضعف قلبه عن استحضارها. فلا يكون ذاكرا لها حال في عمله. ويتبين لك ذلك في النية في طلب العلم فان من الناس من تكون له نية صالحة فيه. حتى اذا تمادى في طلبه غفل عن تلك النية فضعفت. فيحتاج الى تجديدها بتحريك قلبه في شهود من العلم وذلك نظير شعلة النار اذا اوقدت فانها تستعر ثم ثم تضعف شيئا فشيئا ما لم تمد بسبب يقويها كزيت او غيره. وكذلك النية العلم اذا لم تجدد ضعفت بخلاف ما يحتاجه من فسدت نيته فان من الناس من يطلب العلم كي يحصل جاها او منصبا او غير ذلك من مطالب الدنيا ومثل هذا لا يحتاج الى تجديد النية لفسادها اصلا. وانما يؤمر باصلاح النية فاذا كان العبد متعاهدا نيته بين التجديد والاصلاح فانه يتهيأ له ان تكون نية العلم السليمة حاضرة في قلبه. ومن اعظم الامور التي تكسبك العلم صلاح نيتك. وكم من امرئ يرى خائر البدن ضعيف القوى لكن له نية صحيحة في طلب العلم. فتمده تلك النية بقوة تحمله وعلى ادراك العلم فتجده هميما في استحفاظ حظه من ورده من قرآن او سنة او غير ذلك من محفوظه حريصا على حلق العلم والاحتباس من الشيوخ. فلم يمنعه ضعف بدنه وخير قواه من ادراك العلم. لان النية الصالحة تحركه في طلبه والمدارك العظيمة في الشرع انما تنال بما يكون في القلب من صلاح النية وكمال التعلق بالله سبحانه وتعالى. فاذا وجد هذا المعنى كان مصدرا يمد العبد واذا فني هذا المعنى في قلب العبد وعدم لم تنفعه قواه فان جودة الفهم وحسن الحفظ لا تكفي وحدها بل لابد ان يكون قلبك مقبلا على الله سبحانه وتعالى في درك مقصودك مما تطلبه من المقامات العالية والمنازل العظيمة في الشرع واسها هو طلب العلم المقرب اليه سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. المعقل الثالث جمع همة النفس عليك فان شعث النفس اذا جمع على العلم تام واجتمع واذا سئل به وبغيره ازداد تفرقا وشتاتا وانما تدمع الهمة على المطلوب بتفقد ثلاثة امور اولها الحرص على ما ينفع فمتى وفق العبد الى ما ينفعه حرص عليه. ثانيها الاستعانة بالله عز وجل في تحصيله اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده هذا بيت مشهور نسبه الراغب الاصفهاني في محاضرات الادباء الى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. وذكر ابن ابي حبيبي في نهج البلاغة في نفح الطيب بيتا اخر بمعناه. وهو اذا لم يكن عون من الله للفتى اتته الرزايا من وجوه الفوائد. والرزايا جمع وازية وهي المصيبة ومعنى البيت انه تلحقه المصائب من وجوه ظن انها تنفعك ونظم عبد الغفار الاخرس بيتا ثالثا في معنى هذين البيتين فقال اذا لم يكن من الله عون للفتى فكل معين عدا الله نعم. احسن الله اليكم. ثالثها عدم العجز عن بلوغ البغية منه. وقد جمعت هذه امور ثلاثة في الحديث الذي رواه مسلم ابن الحجاج قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابن نمير قال احدثنا عبدالله ابن ادريس عن ابن عثمان عن محمد ابن يحيى ابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا فمن اراد جمع همته على العلم فليشعر في نفسه شعلة الحرص عليه لانه ينفعه بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو وثمرة من ثمرات العلم. قوله بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو ثمرة من ثمرات العلم في معنى قول ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة اللهفان اصل كل خير العلم والعدل واصل كل شر الجهل والظلم انتهى كلامه فمرد الخير كله الى العلم والعدل. والعدل لا يدرك الا بعلم. فان العبد اذا لم يكن له علم لم يمكن له ان يحكم في الخصومة او يقضي في الحكومة بعدل بل لابد ان يكون عنده علم حتى يصيب العدل. فرجع الامر كله الى العلم وهذا ينبئك عن مبلغ العلم. وان العلم ليس شيئا تستروحه النفوس تميل اليه وانما هو مفتاح الخير كله. فمن اراد خير الدنيا والاخرة فعليه بالعلم وكيف لا يكون كذلك وهو ميراث النبوة؟ وان النبوة كتمت بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن اراد ان يصيب شيئا من معاني الدفعة فليتخذ سبيلا الى ذلك الميراث بطلب العلم المقدس الى الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم وليستعن بالله عليه ولا يعجز عن شيء منه فانه حينئذ يدركه ويفوز بما امله. قال الجنيد رحمه الله ما طلب احد شيئا بجد وصدق الا ناله. فان لم يله كله نال بعضه. الجد بالجد والحب الايمان بالكسل فانصبت صبعا قريب غاية الامل. اجتماع الضبطين على الجيم في الكلمة الاولى الجد يقتضي صحة الوجهين جميعا. فيقال الجد بالفتح قالوا الجد ويكسر ووضع هذين الضبطين على الحرف اعلام بان الكلمة بهما عند العرب وكان قدماء المصححين يعتنون بهذا الاصل فاذا وجدوا كلمة تعددت وجوه ضبطها في اللسان العربي جمعوا بين حركات واذا كانت الحركات مجتمعة في محل واحد وهو العلو فانهم يضعون آآ الاعلى للافصح لغة وما دونه لما دونه ولاجل هذا المعنى وغيره شرفت الطبعات القديمة فانها لم تشرف لمجرد تقادم عهدها وانما لان صناعة العلم في طباعة الكتب في القرن الماضي كانت مقصورة في اكثر احوالها على العلماء العارفين بالعلم فلما تطاول الزمان واتخذ العلم سلعة صار يدخل في نفس الكتب من لم يشم رائحة العلم فينبغي ان يحصل طالب العلم الاصول القديمة لاجل هذا المعنى. نعم احسن الله اليكم فانهض بهمتك واستيقظ من الغفلة فان العبد اذا رزق همة عالية فتحت له ابواب الخيرات وتسابقت قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع رجل الهمة في ظلام ليل البطالة ويجفه قمر العزيمة ومن تعلقت همته بمطعم او ملبس او مأكل او مشرب لم يشم رائحة العين واعلم بان ان العلم ليس يناله من همه في مطعم او ملبس فاحرص لتبلغ فيه حظا وافرا واهجر له طيب المنام وغنس وان مما يعلي الهمة ويسمو بالنفس اعتبار حالة اعتبار حال من سبق وتعرف همم القوم الماضي. فابو عبدالله احمد بن حنبل كان وهو في الصبا ربما اراد الخروج قبل الفجر الى حلق الشيوخ فتأخذ امه بثيابه وتقول رحمة به حتى ليؤذن الناس او يصبحوا وقرأ الخطيب البغدادي رحمه الله صحيح البخاري كله على اسماعيل الحيري في ثلاثة مجالس اثنان منها في ليلتين من وقت صلاة المغرب الى صلاة الفجر واليوم الثالث من ضحوة النهار الى صلاة المغرب ومن المغرب الى طلوع الفجر قال الذهبي في تاريخ الاسلام وهذا شيء لا اعلم احدا في زماننا يستطيعه رحم الله ابا عبدالله كيف لو رأى همم اهل هذا ماذا يقول؟ وكان ابو محمد ابن التب. وهذا الذي وقع للخطيب رحمه الله تعالى مما يستبعد وقوعه من قعدت همته. اما اهل اما اهل الجد فانهم يطربون لهذا ولمشقة مثله يستغرب بل ربما عد ذلك غلطا كما ذكر محمد ابن ابي بكر الشلي في المشرع الروي عند هذه الحكاية انها غلط وان الصواب ان الخطيب البغدادي رحمه الله الا قرأ البخاري في خمسة ايام انتهى كلامه وما توهمه الشني غلط منه فانه انتقى قال ذهنه من حكاية الى حكاية. فالخطيب البغدادي اتفق له قراءة البخاري مرتين في مدة وجيزة فقره مرة في ثلاثة ايام كما في هذه الحكاية على اسماعيل الحيري وقرأه مرة ثانية في خمسة ايام على كريمة المروازية في ايام الحج بمكة المكرمة وقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى عند هذه القصة قولته العظيمة هذا شيء لا اعلم احدا في زماننا يستطيعه فانه لم يقل رحمه الله وهذا شيء لا يستطاع. فان النفي تبطله حكاية الصحيحة الثابتة وانما اخبر عن همم اهل زمانه فكيف يكون الامر في زمان الى الذي ضعفت فيه الهمم وكثرت فيه الشواغل. حتى صارت قراءة صحيح البخاري امرا مستغربا وربما جعل البخاري عند بعض المنتسبين الى العلم مصدرا ومرجعا اليه عند الحاجة دون الاشتغال بقراءته. وليس هذا الا من زغل العلم الذي فشى وذاع واتسع حتى صارت هذه الاصول العظيمة بمنأى من طلاب العلم. واشتغلوا امور لا تنفعهم نفعا عظيما. فكيف يكون الكتاب المعظم بعد القرآن الكريم وهو صحيح البخاري مقصورا على كونه مرجعا او مصدرا. فلا تتلذذ النفس بحلاوته وقد قال احد رؤوس المعتزلة من لم يقرأ صحيح البخاري لم يتغرغر بحلاوة الاسلام. واذا كان هذا قول رجل معتذري يأخذ العقل من بحظ وفير فكيف ينبغي ان يكون عليه السني الاثري؟ من اعظام صحيح البخاري او غيره من الاصول ومن جملة اعظامها الاقبال عليها والاشتغال باقتباس العلم منها. واما ما ال اليه الامر من درجها في خزائن الكتب وعدم رفع الرأس اليها بالقراءة والتأمل والفهم والادراك فان هذا من تضييع مآخذ العلم العظيمة فان صحيح البخاري رحمه الله تعالى من اجل الكتب كما قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الوصية الصغرى ولا اجد وفي الكتب المصنفة اجل من صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى. وهذا الامر الذي الخطيب ذكره الذهبي وقال وهذا شيء لا اعلم احدا يستطيعه اليوم اعلام حال الناس مما صاروا اليه وليس اعلاما عن حقيقة الامر في نفسه بانه لا يستطاع ذلك ان وهب القوى والمدارك بيد الله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل يهب ما شاء لمن شاء. وقد ان حال بعض الناس في هذه الازمنة الى ابطال المنقول عن السلف رحمهم الله تعالى في احوالهم علما وعملا وتعبدا بدعوى ان العقل لا يقبله. فهو يقول ان هذه الاخبار وان صحت اسانيدها فانها لا تقبل لعدم امكانها. انتهى كلامه. وهذا خبر عما جره اليه ظلام هواه واما من ادرك حال السلف واطلع على ما كانوا عليه من زكاة نفوسهم فانه يرى ان هذا ممكنا بحسب ما يهيئ الله عز وجل للعبد من اسباب التوفيق فمن لاحظ احوالهم واطلع على سيرهم ورأى تسارعهم الى الجد في والعمل علم ان هذه الامور التي تحكى في اخبارهم انها شيء صحيح بالنسبة الى احوالهم واما بالنسبة الى احوالنا فربما عد ضربا من الخيال. فاذا اردت ان تحكم على احوال السلف فلا تحكم عليها بحالك. ولكن انظر الى سننهم في اخبارهم وسيرهم وزكاة نفوسهم فعند ذلك لا مناص من الجزم بان ما ذكر عنهم مع صحة الاسانيد انه امر وهبه الله سبحانه وتعالى لهم لما زكت نفوسهم وامر القدر والقوى لا ينتهي الى حد بل هو هبة ربانية. والله عز وجل لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. فانه اذا اذا قضى بشيء انما امره ان يقول له كن فيكون. فاذا اراد ان يهب احدا من الخلق قوة العلم او العمل او العبادة يسر الله عز وجل له الاسباب واخذ بيده هذا عظمت قراءة سير السلف لما فيها من الاطلاع على احوالهم العظيمة ونفوسهم المستقيمة فيكون ذلك نافعا لطالب العلم. ومن كلام ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في بخاطره انه قال ليس شيء انفع لطالب العلم من ادمان النظر في سير السلف انتهى كلامه ثم قال ولهذا افرضت كتبا في سير جماعة منهم فصنفت سيرة سعيد ابن المسيب والحسن بصري واحمد ابن حنبل الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى. فاذا اجتهد طالب العلم في ان يكون له نصيب من قراءة سير السلف اشرقت نفسه وسمت روحه واطلع على احوال قوم يقتدى بهم وان العبد اذا تفرد في الطريق ولحقته الغربة كما ذكر ابن القيم في مجال الصالحين كان مما يصلحه لينظر في احوال السابقين من الغرباء من الانبياء والعلماء والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. فاذا رأى احوالهم واطلع عليها اطمأن في سيره الى الله سبحانه وتعالى واقتدى بهم فاوصله مأمنه وان كان البول بين احوالنا واحوالهم عظيمة كما قال ابن المبارك رحمه الله تعالى لا بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد لكن الامر كما ذكر ان الحسن البصري رحمه الله تعالى وعظ الناس وذكر حال السابقين الاولين فقال له رجل يا ابا سعيد انك ذكرت اقواما مضوا على خير دهم بهم. وانا على حمر عرج فقال من سار على طريق القوم وصل وصدق رحمه الله فان المرء اذا اخذ بطريقهم وسار بسيرهم واقتدى بهديهم فانه يصل الى مأمنه. وينتهي الى انتهوا فان السابقين الاولين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انتهوا الى الجنة. كما قال تعالى قل لو وعد الله الحسنى فان الحسنى هي الجنة. وكذلك من سار بسيرهم فانه ينتهي الى حيث انتهوا نعم. احسن الله اليكم وكان ابو محمد ابن ابن التبان اول ابتدائي يدرس الليل كله. فكانت امه ترحمه وتنهاه القراءة بالليل فكان يأخذ المسباح ويجعله تحت الجفنى شيء من الانية العظيمة ويتظاهر بالنوم فاذا رقدت اخرج المصباح واقبل على الدرس وقد رأيت في بعض المجموعات الخطية في مكتبة نجدية خاصة مما ينسب الى عبدالرحمن بن حسن ال الشيخ صاحب فتح المجيد قوله رحمه الله شمل الى طلب العلوم وانهض من ذلك بكرة واصيلا وصل السؤال وكن بديت مباحثا عندي ان تكون جهولا. فكن رجلا رجله على الثرى ثابتة. وهامت همته فوق الثقية السامقة. ولا تكن شابا البدن الهمة فان همة الصادق لا تشيب ولا تكن شاب البدن اشيب الهمة يقال في وصف في الرجل اشيب ولا يقال شايب. في اصح القولين عند اهل العربية. وهو للرجل اذا خالطه الشيب كما ان المرأة اذا ظهر شيبها لم يقل امرأة شيباء وانما يقال امرأة شمطاء. فيختص وصف الاشيب بالرجل. فيقال رجل اشيب لا شائب. ويقال امرأة شمطاء لا شيباء. نعم. احسن الله اليكم وكان ابو الوفاء ابن عقيل احد ابكياء العالم احد اذكياء العالم من فقهاء الحنابلة ينشد وهو في الثمانين ما شاب عزمي ولا ولا خلقي ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي وانما اعتاظ شعري غير صبغته وانما اعتاظ شعري غير صبغته والشيب في يعني غير الشيب في الامام ومن بدائع كلم ابن الجوزي رحمه الله تعالى قوله العلم والعمل توأمان امهما علو الهمة. العلم والعمل توأمان امهما علو الهمة انتهى كلامه. فاذا كان المرء ذا همة عالية فان السن لا تمنعه مقصوده. قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا انتهى فانه لم يمنعهم كبرهم في السن ان ينالوا من العلم بل تعلموا ادركوا حتى كانوا ائمة الهدى ومصابيح الدجى وامنة هذه الامة وبعلو الهمة يدرك المرء ما اهمه. نعم. احسن الله اليكم المعقل الرابع صرف الهمة فيه الى علم القرآن فان كل علم نافع مرد الى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وباقي العلوم اما خادم لهما فيؤخذ منهما تتحقق به الخدمة او اجنبي عنهما فلا يضر الجهل بك. فالى القرآن والسنة فالى القرآن والسنة يرجع العلم كله. وبه ما امر النبي صلى الله عليه سلم كما قال تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. وهل اوحي الى ابي القاسم صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن والسنة. ومن جعل علمه القرآن والسنة كان متبعا غير مبتدع. ونال من العلم اوخره. قال في هذا المعنى يقول ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري واما باقي العلوم فان ما الات لفهمهما اي فهم الكتاب والسنة. واما باقي العلوم فهي اتوا لفهمهما وهي الضالة المطلوبة. او اجنبية منهما وهي الضارة المغلوبة. انتهى كلامه. ومعنى قوله فهي الضالة المطلوبة اي المنشودة المقصودة. ومعنى قوله الضارة المغلوبة اي المفسدة المطرحة لانها اجنبية عن القرآن والسنة. فما كان خادما للقرآن والسنة من العلوم فهو مطلوب ابتغاء فهمهما. وما كان اجنبيا عنهما غير محقق لخدمتهما فانه يطرح ولا يشتغل به. نعم احسن الله اليكم قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد العلم فليثور القرآن فان فيه علم الاولين الاولين والاخرين. قوله فليثور القرآن اي ليبحث عن فهمه بتدبر نعم. احسن الله اليكم وقال مسروق رحمه الله ما نسأل اصحاب محمد صلى الله عليه سلم عن شيء الا علمه في القرآن الا ان العلم لا يقصر عنه. يقول الله سبحانه وتعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء على احد القولين في تفسير هذه الاية فان من المفسرين من يجعل معناها ان العلم كله بالقرآن فمن التمسه وجده. ويغني عنه قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب قرآنا تبيانا لكل شيء اي مبينا موضحا كل شيء فكل علم نافع فاصله في القرآن الكريم. نعم. احسن الله اليكم. وينسب لابن رضي الله عنهما انه كان ينشد جميع العلم في القرآن لكن يحصل به في كتابه الاجماع العلم فيه العلم في اصلين لا يعدوهما الا المضل عن الطريق اللاحب علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبه. قوله عن الطريق اللاحض اي الواضح. فالزائغ عن الطريق الواضح لا يوفق الى اصل العلم. وهو علم الكتاب والسنة. نعم. احسن الله اليكم واعلى الهمم في واعلى الهمم في طلب العلم كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله المراد وعين حدود المنزل. وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا فيما لا ينفع. فالعلم السلف اكثر والكلام في من بعدهم اكثر المعنى يقول ابن ابي العز رحمه الله تعالى في شرح الطحاوية ذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة. بخلاف المتقدمين فانه قليل كثير البركة. انتهى كلامه. واشار الى هذا المعنى شيخه ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين فان كلام السلف الصالحين من الاولين كان قليل الالفاظ لكنه عظيم البركة جليل الفوائد. بخلاف كلام المتأخرين. فانه كثير قليل البركة. وهذا يصدق ما ذكرته لك انفا من ان العلم لا يمدح بالبسط اتساع وانما يحمد بالنفع والانتفاع فان الكثير الذي يلقى فينفع خير من كثير يلقى فيرفع. وليس من مدارك العلم ان تبسط عبارات وتطول اشارتك. بل قد جاءت الشريعة بالايجاز والجمع. فان النبي الله عليه وسلم اوتي جوامع الكلم لان جمع الكلام يعين على فهمه وادراكه الانتفاع به فالمهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم والمقتدي بسنته يلاحظ هذا وقد صار من محامد المعلمين عند المتأخرين تطويل العبارات وبث الاشارات. وليس هذا ممدوحا على كل حال. بل يصلح في حال دون حال. والمناسب لجمهور ما الخواص المتعلمين من المبتدئين والمتوسطين انما هو الايجاز الذي يجمع العلم واما التطويل فان ضرره عليهم وبيد. فاياك ان تكون مشروفا بمعلمك لاجل تقويل عبارته بان يبقى في جملة قصيرة مدة طويلة فان هذا لا على الاطلاق وانما يقيد بحال تصلح له. وربما كان هذا حاجبا لك عن بلوغ حظك من العلم كما هو واقع اليوم. فاحرص على ان تكون مهتديا بمن يجمع لك العلم كما كان عليه من مضى واذا بصرت بكلام السلف رحمهم الله تعالى في معاني القرآن والسنة وجدته قليلا لكنه كثير الفوائد هذا يرشدك ان الانتفاع بالقليل المبارك خير من الكثير المطول. فان تكثير والعبارات ربما صادف حرمان النفع والبركات. وقد كان علماء المدرسة العلمية في الدعوة الاصلاحية في الجزيرة العربية يقلون الفاظهم في بيان معاني القرآن والسنة وايضاح كتب اهل العلم مع صلاح النية وحسن العمل وكمال الاقبال على الله عز وجل. فانتبهوا بهم الطلبة وتخرج من العلماء الكثير طبقة بعد طبقة فلما طولت العبارات وبسطت الاشارات صار لا يخرج ولا ينبل في العلم في المدة المديدة الا الواحد بعد الواحد. واكثر تخرجه ليس بشيخ مرشد. بل اجتهاده المفرد ومن الناس من يزهد في العلماء الكبار تحت دعوى انهم لا العبارة في شرح الجمل. وهذا من الحرمان بحجاب كثيف. هو الظن ان علم بتطوير العبارات وانما حقيقة العلم ان يكون بجمل مباركة. وهؤلاء اي مع تقادم سنهم وصلاح عملهم امن ان تكون البركة فيهم. وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقول البركة مع اكابركم. ومن البركة حالهم في التعليم فوقع الانتفاع بهم. فافهم هذا المأخذ في طلب العلم. ولا تحجب بمدح الاتساع والبسط فان هذا لا يصلح في كل مقام لكل احد. نعم. احسن الله اليكم قال قلت لايوب السخطيان العلم اليوم اكثر او فيما تقدم؟ فقال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما تقدم اكثر المعقل الخامس سلوك الجادة الموصلة اليه لكل مطلوب ضيق يوصل اليه فمن سلك جادة مطلوبة اوقفته عليه ومن عدى عنها لم يظفر بمطلوبه وان للعلم طريقا من اخطأها ضل ولم ينل المقصود. وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثير. يقول رحمه الله في كتابه تعليم المتعلم وكل من اخطأ الطريق ضل ولا ينال المقصود قل اوجل. وقال ابن القيم رحمه الله في فاذا به فوائد الجهل بالطريق وافاتها والمقصود يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة. وقد ذكرها وبلفظ جامع مانع محمد محمد مرتضى ابن ابن محمد الزبيدي صاحب تاج العروس في منظومة له تسمى السند يقول فيها فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد الناصح. فطريق العلم وجادته مبنية على امرين. من اخذ بهما كان معظما للعلم لانه يطلبه من حيث يمكن الوصول اليه. فاما الامر الاول فحفظ متن جامع للراجح فلا بد من حفظ ومن ظن انه ينال العلم بلا حقد فانه والمحفوظ المعول عليه هو المتن الجامع للراجح اي المعتمد عند اهل الفن. فلا ينتفع طالب يحفظ المقبور في فن ويتركوا مشهورا كمن يحفظ الفية الاثاره في النحو ويترك الفية ابن مالك. واما من معايب اخذ العلم حفظ المتون غير المعتمدة عند اهله. فطالب العلم ينبغي ان يكون حريصا على حفظ وقت ومن حرصه على حفظ وقته ان يشتغل بحفظ المتون المعتمدة فيحفظ المتن المعتمد في الفن الذي يروم ادراكه. واما صرف نفسه الى حفظ المتون غير معتمدة فانه يضر بالطالب. ومن هنا قال الزبيدي في منظومته المذكورة الفية فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه. لحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصح. والمتن الجامع للراجح ووصف للمتن المعتمد وما خرج عن ذلك فلا ينبغي التشاغل به. فاياك ان من المتون حفظا وتفهما متلا لم يعتمده اهل العلم. ولم يتداولوه بالبسط والايضاح. وكما يعاب التعويل على متون غير معتمدة فكذلك يعاب الحفظ من النسخ المصلحة. وهي النسخ التي حكمت فيها ايدي الناس اصلاحا وتغييرا كما يوجد اليوم في بعض المتون التي يعمد ناشروها الى تغيير الفاظ المتن بحسب ما عن لهم وارتأوا كونه صحيحا دخول ايدي المتأخرين بالتصرف في اصول العلم لا تحمد عقباه وهو من التطاول عن الائمة السابقين وكان دأب من مضى ان يجعلوا هذا في الشروح على تلك الاصول فاذا شرحوا منها شيئا قالوا ولو ان صاحب المتن قال كذا وكذا لكان اصح او اجمع او غير ذلك من العبارات المؤدية الى المقصود واما تشقيق المتون بمثل هذا فانه عديم المنفعة. ومن طال عشر ابن غازي المكناتي على الفية ابن مالك رأى كثيرا من ابيات الالفية مما قضى عليه ابن غازي بان يقول ولو قال الناظم كذا وكذا لكان اجمع للمسألة او ابين آآ في المقصود ومع اقبال المغاربة خاصة على شرح ابن غازي فانه لا توجد نسخة من الفية ابن مالك لا في المغرب ولا في المشرق اخذ فيها كلام ابن غازي في شرحه فحولت الالفية عن وجهها. بل ابقي هذا امرا ملحوظا في الشروط دون التصرف في الاصول. فمما يعاب الحفظ من هذه النسخ المصلحة. فما رواه مسلم ما صوابا قد يراه غيره خطأ ومما ينبغي يعقل في هذا المعنى ان الاصلاح اذا كان فيما تعلق بخطاب الشرع بمسوغ صحيح فان ذلك مما يسوء. فمثلا العقيدة الواسطية لابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى ملأى بالايات القرآنية. وقد كان ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى على حرف ابي عمرو ابن العلاء البصري. ولما طبع هذا الكتاب في هذه البلاد مدة قديمة جعلت فيه الايات على رواية حفص عن عاصم. فمثل هذا غير ضار وكذلك اذا حولت الفاظ الاحاديث النبوية في الكتب المختصرة بحسب ما يوجد في الاصول المتداولة بايدينا انه ربما يذكر احد المصنفين لكتاب مختصر في السنة حديثا ثم لا يكون متنه مطابقا لمتن الحديث في النسخ التي بايدينا. فاذا حول الى النسخ التي بايدينا فلا غضاضة من ذلك. فالنووي مثلا ذكر حديث سفيان بن عبدالله الثقفي ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصاه فقال له قل امنت بالله ثم استقم وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس في نسخ مسلم التي بايدينا. وانما فيها قل امنت بالله فاستقم فاذا حول متن الحديث الى هذه الصورة لم يكن ذلك مذموما انما يذم اذا حكم على تصرف النووي بانه غلط. فان النووي قيد بحسب انتهى اليه من نسخ مسموعة مضبوطة. فعند ذلك لا يحكم بتغليطه. ولكن يقال ان النسخة التي شهرت وصارت بايدي الناس مخطوطها ومطبوعها هي النسخة التي فيها اللفظ على هذه قل امنت بالله فاستقم. فمثل هذا اذا كان في خطاب الشرع بمسوغ صحيح فانه لا يعاب. نعم. احسن الله اليكم. واما الامر الثاني فاخذه على مفيد ناصح. اتفزع الى شيخ تتفهم معانيه يتصف بهذين الوصفين. واولهما الافادة وهي الاهلية في العلم. فيكون ممن عرف بطلب العلم وتلقيه ادركت فصارت له ملكة قوية فيه. والاصل في هذا ما اخرجه ابو داوود رحمه الله. في سننه قال حدثنا زهير ابن وعثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا جريم عن الاعمش عن عبد الله ابن عبد الله عن سعير ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم واسناده قوي. والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب لا يزال من معالم العلم في هذه الامة ان يأخذه الخالف عن السارق. اما الوصف الثاني فهو النصيحة وتجمع معنيه اثنين احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به والاقتداء بهديه ودله وسمته. قوله والاهتداء بهديه وجله وسنته الهدي اسم للطريقة التي يكون عليها العبد. وهو جامع للسمت والدل والدل هو الهدي المتعلق بالصورة الظاهرة. والدال هو الهدي المتعلق بالصورة الظاهرة. والسمت اسم للهيئة المتعلقة افعال اللازمة او المتعدية. اسم للهيئة المتعلقة بالافعال اللازمة للعبد او المتعدية عنه. نعم. احسن الله اليكم. والاخر معرفته بطرائق التعليم بحيث يحسن وتعليم المتعلم ويعرف ما يصلح له وما يضره. وفق التربية العلمية التي ذكرها الشاطبي في الموافقات. وبرنامج تيسير العلم يخرج نوره من هذه المشكاة التي ذكرها الشاطبي في طرائق التعليم. من معرفة ما يصلح للمتعلم واحسان تعليمه. فالناس يحدث لهم مع اوقاتهم وكثرة اشغالهم وضنك احوالهم ما يوجب طلب الاصلح لهم. وفي هذا فيقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تحدث للناس اقضية بقدر ما من الفساد انتهى كلامه ونظيره انه يحدث لهم احوال بقدر ما يحفظ به دينهم عليهم. فمن جملة ما يحدث للناس مراعاة احوالهم في التعلم التعليم ومنه هذا المسلك في بث العيون وتعليمه. فليس البرنامج بدعا من القول والعمل بل مبني على اصل وثيق في اخذ العلم بملاحظة احوال الناس وحملهم على ما ينفعهم وهذا من المعنى المذكور في كلام الشاطبي رحمه الله تعالى في كتاب الموافقات ومما ينبه اليه في مثل هذا ان كثيرا من الناس ممن يجهل طرائق صار يكتفي بقراءة او اقراء المتون المعتمدة مرة واحدة ويتشاغل بغيرها. وهذا من الجهل بحقيقة العلم. فان تشاغل العبد بما مئين من المرات خير له من تضييع العمر والوقت في شيء قليل المنفعة او لا ينفعه بالكلية وانظر الى حكمة الشريعة في الامر بتكرار الفاتحة في الصلوات مرة بعد مرة في كل صلاة. ويعيدها المرء مرات كثيرة في صلاة يومه فرضا ونفلا ويعيدها مرات اكثر واكثر في صلوات في شهره واكثر واكثر في في صلوات سنته واكثر واكثر في سنوات عمره ومع اعادتها فانه لا يذهب رونقها ولا تفنى جدة معانيها بل كلما امعن المرء في التدبر في معاني الفاتحة ظهر له شيء لم يكن من قبل. وهذا ينبئك عن ان اللائق فيما ينفع ان يديم الانسان تكريره مرة بعد مرة والا يقطع عنه بالزعم بان قراءته مرة واحدة كافية في الانتفاع بل متى كان الشيء نافعا فان الانفع للانسان ان يكثر من تكريره. واذا اعيد هذا على الانسان معلما او متعلما غرت معانيه في قلبه وثبتت مقاصده في نفسه ولم يزل هذا هدي المقتدى به وقد ذكر من حال شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى ان كتاب ثلاثة الاصول قرأ عليه لما كان في بلدة الدلم اكثر من مئة مرة ولو سألت احدنا معلما كم اقرأت الكتاب مرة او متعلما كم درست الكتاب مرة؟ لقال مرة واحدة. وهذا من الغبن المستبين والحرمان المبين اذ يصرف الانسان عن مثل هذه الاصول النافعة الى غيرها. وفي مثل هذا يقول ابو عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله تعالى عجبت لمن يشتغل بالفضول اتركوا الاصول عجبت لمن يشتغل بالفضول ويترك الاصول. انتهى كلامه. ومن جملة ما يندرج في معنى كلامه العزوف عن الاصول المعتمدة في تكرارها. فيشتغل الناس بفضول العلم زوره المتفرقة ويتركون اصول العلم فيقل انتفاعهم. نعم. احسن الله اليكم المعقد رعاية فنونه في الاخذ وتقديم الاهم فالمهم ان الصورة المستحسنة يزيل حسنها بتمتع البصر بجميع اجزائها ويفوت من حسنها عند الناظر بقدر ما يحتجب عنه من اجزائها والعلم هكذا من رأى سنونه بالاخذ واصاب من كل فن حظا كملته في العلم قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره جمع العلوم ممدوح من كل فن خذ ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار يقول شيخ شيوخنا محمد بن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب ولا ينبغي ولا ينبغي للفاضل ان يترك علم من العلوم النافعة التي تعين على فهم الكتاب والسنة اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه ولا يسوء له ان يعيب العلم الذي يجهله ويزري عالمه فان هذا نقص ورذيلة فالعاقل ينبغي له ان يتكلم بعلم او يسكت بحلم والا دخل تحت قول قائل ان سهلا ذم جهل علوما ليس يعرفهن سهل علوما لو قرأها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهل انتهى كلامه قوله ما قلاها اي ما ابغضها. فالقلى هو البغض ومنه قوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى؟ نعم. احسن الله اليكم. وانما تنفع رعاية فنون العلم باعتماد اصلين احدهما تقديم الاهم مما يفتقر اليه المتعلم في القيام بوظائف العبودية لله. سئل ما لك بن انس الامام دار الهجرة عن طلب العلم. فقال جميل ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح الى حين تمسي فالزم. قال ابو عبيدة معمر ابن المثنى رحمه الله من قال نفسه بغير المهم اضر بالمهم. وقدم الاهم ان العلم ان العلم جمع والعمر طيف زار او ضيف الم. والاخر ان قصده في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فن حتى اذا استكمل انواع العلوم النافعة نظر الى ما وافق طبعه منها وانس نفسه قدرة عليه تتبحر فيه سواء كان فنا واحدا ام اكثر. اما بلوغ الغاية في كل فن والتحقق بملكته فان لا يهيأ له الواحد بعد الواحد في ازمنة متطاولة. ثم ينظر المتعلم فيما يمكنه من تحصيلها افرادا من ومختصراتها واحدا بعد واحد او جمعا لها. والافراد هو المناسب لعموم الطلبة. ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم وان تريد تحصيل فمن تممه وعن سواه قبل الانتهاء مه. وفي تواد في العلوم المنعجا من توأمان استبقا ان يخرجا. قوله ومن طيار شعر الشناقطة الشعر الطيار هو الذي لا يعلم قائله. فما لم يعلم قائله من الابيات والاشعار يوصف بذلك. والى ذلك اشرت بقولي شائع الابيات ان لم يعلم قائله الطيار بين الامم شائع الابيات ان لم يعلم قائله الطيار بين الامم وقوله مه كلمة زجر اي انتهي عن ذلك. نعم. احسن الله اليكم. ومن عرف من نفسه قدرة على الجمع جمع وكانت حاله استثناء من العموم ومن نواقض هذا المعقل المشاهدة الاحجام عن تنوع والاستخفاف ببعض المعارف والاشتغال بما لا ينفع مع الولع بالغرائب. وكان مالك يقول شر العلم الغريب وخير و العلم الظاهر الذي قد رواه الناس وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس المعقل السابع المبادرة لا تحصيني واغتنام سن الصبا والشباب؟ فان العمر زهرة اما ان تصير بسلوك المعاني ثمرة واما ان تذبل واما مما تثمر به زهرة العمر مبادرة الى تحصيل العلم وترك الكسل والعجز واغتنام سن الصبا والشباب. امتثالا للامر باستباق الخيرات كما قال فاستبقوا الخيرات وايام الحداثة فاغتنمها الا ان الحداثة لا تدوم قال احمد رحمه الله ما شبهت شباب الا بشيء كان فيكم مي فسقط. والعلم في سن الشباب اسرع الى النفس واقوى تعلقا ولشوطا. فان الحسن البصري فان قال الحسن البصري رحمه الله العلم في الصغر كالنقش بالحجر. فقوة بقاء العلم في الصغر كقوة بقاء النقش في اجر فمن اغتنم شبابه لارغب نال اربه وحمل عند مشيبه سراه اغتنم سن الشباب يا فتى عند المشي يحمد القوم الثرى واضر شيء على الشباب التسويف هو طول الامل فيسوق احدهم فيسوف احدهم ويركب بحر الاماني ويشتغل باحلام اليقظة ويحدث نفسه ان الايام المستقبلة ستكون من الشواغل وتصفو من المكدرات قوله ويشتغل باحلام اليقظة احلام اليقظة تركيب يراد به ما لا حقيقة احسن الله اليكم والحال المنظورة ان من كبرت سنه كثرت شواغله وعظمت قواطعه مع ضعف الجسم ولن تدرك الغايات العظمى بالتلهف والترجي والتمني ولست بمدرك ما فات مني بلهف ولا بلهفة ولا بنيت ولو ولا لون ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا يتعلم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا كبارا كما ذكرهم البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه وانما يعصر التعلم في الكبر كما بينه الدين في ادب الدنيا والدين لكثرة الشواغل وغلبة القواطع وتكاثر العلائق فمن قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم وقد وقع هذا لجماعة من النبلاء طلبوا العلم كبارا فادركوا منه قدرا عظيما. منهم القفاوي الشافعي رحمه الله المعقل الثامن لزوم التأني في طلبه وترك العجلة فان تحصيل العلم لا يكون جملة واحدة اذ القلب يضعف عن ذلك للعلم فيه ثقلا كثقل الحجر في يد حامل كما قال تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا اي القرآن واذا كان هذا القرآن الميسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر. فما الظن بغيره من العلوم وقد وقع تنزيل القرآن رعاية لهذا الامر منجما مفرقا باعتبار الحوادث والنوازل. كما قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. وهذه الاية حجة في نجوم التأني في طلب العلم والتدرج فيه وترك العجلة كما ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه والراغب الاصفهاني في مقدمة جامع التفسير قوله وقد وقع تنزيل القرآن رعاية لهذا الامر منجما النجم هو الوقت المضروب يكون المعنى في اوقات معينة مقدرة مضبوطة. نعم. احسن الله اليكم ومن شعر ابن النحاس به قومه رحمه الله اليوم شيء وغدا مثل من نخب العلم التي تلتقط. يحصل المرء بها حكمة انما السيل اجتماع النقط. قال شعبة ابن الحجاج اختلفت الى عمرو ابن دينار خمسمائة مرة. وما سمعت منه الا مئة حديث في كل خمس في مجالس حديث وقال حماد بن ابي سليمان لتلميذ له تعلم كل يوم ثلاث مسائل ولا تزد عليها شيئا ومقتضى نجوم التأني والتدرج البداءة بالمتون قصار المصنفة في فنون العلم حفظا واستشراحا والميل عن مطالعة مطولة التي لم يرتفع الطالب بعد اليها. ومن تعرض للنظر في المطولات فقد يجني على دينه. وتجاوزوا وتجاوزوا الاعتدال في ربما ادى الى تضييعه ومن بدائع الحكم قول عبدالكريم الرفاعي احد شيوخ العلم بدمشق الشام في القرن الماضي طعام الكبار الصراط وصدق فان الربيع اذا تناول طعام الكبار مهما لذ وطاب اهلكه وعاقبه. ومثله من يتناول مسائل الكبار من المطولات ويوقف نفسه مع ضعف الالة على خلاف العلماء وتعدد مذاهبهم في المنقول والمعقول المعقل التاسع الصبر في العلم تحملا واداء. اذ كل دليل من الامور لا يدرك الا بالصبر. واعظم شيء تتحمل به النفس طلبا تصديرها عليه ولهذا كان الصفو مأمورا به بهما لتحصيل اصل الايمان تارة ولتحصيل كماله تارة النصرة كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. قال يحيى ابن ابي كثير في تفسير هذه الاية هي مجالس الفقه ولن يحصل احد العلم الا بالصبر قال يحيى ابن ابي كثير ايضا لا يستطاع العلم براحة الجسم. فبالصبر يخرج من معرة الجهل. قال الاصمعي من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي فيهم للجهل ابدا من لم يحتمل جل التعليم جل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل ابدا تدرك لذة العلم. قال بعض السلف من لم يحتمل الم التعليم لم يذق لذة العلم. ولابد دون الشهد من سم لسعة. قوله ولابد دون الشهد من سم لسعة الشهد بفتح الشين وضمها هو العسل في الشمع ودونه ابر النحل التي تلسع من اراده. وكذلك معالي الامور. دونها وخزات الادب التي تصعب الوصول اليها. فمن لم يحتمل وخزة الالم لم يدرك معالي الامور نعم. احسن الله اليكم وكان يقال من لم يرتب المصاعب لم ينل وهو غائب. وصبر العلم نوعان احدهما صبر في تحمله واخذه. فالحفظ يحتاج الى صبر يحتاج الى صبر وحضور مجالس العلم يحتاج الى صبر ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر. والنوع الثاني صبر في ادائه وبثه وتبليغه لاهل الجلوس المتعلمين يحتاج الى صبر وافهامهم يحتاج الى صبر واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر وفوق هذين نوعين من صبر العلم الصبر على الصبر فيهما عليهما لكل الى شأنها وثبات ولكن عزيز في الرجال ثبات الشاه هو الغاية والمعنى لكل الى غايات العلا وثبات وقفزات في قلابها. ولكن يعز في الرجال الثبات على مطلوبهم. وقديما قيل من ثبت نبت. فان من له عزيمة تثبته في طلب مقصوده يصل اليه. نعم. احسن الله اليكم. ومن يلزم الصبر قال ابوي على الموصلي والمحدث اني رأيت وفي ايامي تجربة للصبر عاقبة محمودة الاثر وقل من جد في امر واستصحب الصبر الا فاز بالظفر. المعقل العاشر ملازمة اداب العلم. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارس السالكين في كتابه مدارج السالكين ادب المرء عنوان سعادته وفلاحه وقلة ادبه عنوان شقاوته ما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولاستجلب حرمانهما بمثل قلة الادب. والمرء لا يسمو بغير الادب وان يكن نسب ونسب وانما يصلح للعلم من تأدب بادابه في نفسه ودرسه ومع شيخه وقرينه؟ قال يوسف ابن الحسين ادبي تفهم العلم لان المتأدب يرى اهلا للعلم فيبذل له. وقرين الادب يعز العلم ان يضيع عنده. سأل رجل البقاعي وهي البقاعية ان يقرأ عليه فاذن له البقاعي فجلس الرجل متربعا فامتنع البقاعي من وقال له انت احوج الى الادب منك الى علمي الذي جئت تطلبه ومن هنا كان السلف رحمهم الله يهتمون بتعلم الادب كما يهتمون بتعلم العلم. قال ابن سيرين رحمه الله كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم. بل ان طائفة منهم يقدمون تعلمه على تعلم العلم. قال ذلك ابن انس من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم. وكانوا يظهرون حاجتهم اليه. قال مخلد ابن الحسين ابن المبارك يوما نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من العلم. وكانوا يوصون به ويرشده. قوله رحمه الله نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من العلم. وذاك في زمانهم. فما بالك في زماننا؟ وما اه موقع نحن في مثل الازراء على النفس. واما على وجه البطر فانها من المهلكات. وانما اراد مخلد هنا الازراء عن النفس ببيان نقص الحال عن الكمال في الادب والاحتياج الى كثير منه اذا كان هذا كلامكم للخلق من المقبلين على الله سبحانه وتعالى في بيان احوالهم. فما يكون ربنا نحن من مثله فلنحن اصدق واولى بما ذكر مخلد منهم رحمهم الله احسن الله اليكم وكانوا من سنده ويرشدون اليه قال مالك كانت امي تعممني وتقول لي اذهب وتقول لي اذهب الى ربيعة عن ابن عبد الرحمن فقيه اهل المدينة في زمنه فتعلم من ادبه قبل علمه. وانما حرم كثير من طلبة العصر العلم بتضييع تراحم متكئا بحضرة شيخه بل يمد اليه رجليه ويرفع صوته عنده ولا يمتنع من اجابة هاتفه الجو ويرفع صوته عنده ولا يمتنع عن اجابة هاتفه الجوال او غيره. فاي ادب عند هؤلاء ينالون به اشرف الليث ابن سعد رحمه الله على اصحاب الحديث فرأى منهم شيئا كأنه كره فقال ما هذا؟ انتم الى يسير من الادب احوج منكم الى كثير من العلم. فماذا يقول اليك لو رأى حال كثير من طلاب العلم في هذا العصر؟ المعقد صيانة العلم عما يشين مما يخالف مروءة ويحرمها. فمن لم يصن العلم لم يصنه العلم كما قال الشافعي ومن اخل بالمروءة بالوقوع فيما يشين فقد استخف بالعلم فلم يعظمه ووقع في البطالة فتقضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه قال وهب ابن منبه انه الله لا يكون البطالون الحكماء لا يدرك العلم بطال ولا كسل لا يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول ولا يألفوا البشر وجماع المروءة كما قال ابن تيمية الجد في المحرر وتبعه حفيده في بعض فتاوي استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه. وقد تكون المروءة في حال فرضا وقد تكون في حال اخرى طفلا من النوافل وجملة المروات من النوافل المستحبات فهي اصل الباب. لان المروة مكملة لاصل الدين واصل الدين المحتاج اليه هو الفرائض وما زاد عن ذلك مروءة مندرجة فيه يكون من جملة النوافل فكثير من ابواب المروءة تكون من النوافل. نعم. احسن الله قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة قد استنبطت من القرآن كل شيء فاين المروءة فيه؟ فقال بقوله تعالى خذ العفو وامر العرف واعرض عن الجاهلين ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق. ومن اجزم ادب النفس للطالب تحنيه بالمروءة وما عليها وترتبه خوارمها التي تخل بها قوله وتنكبه خوارمها التي تخل بها قوارم جمع خرم وهو الشق. وخوارم المروءة مفسد ذاتها التي التي تضعفها او تذهب بها فلا يقال في شيء انه للمروءة الا اذا كان قاضيا عليها بالاضعاف او الافساد. فكل شيء اضعف المروءة او افسدها فانه خادم لها. نعم. احسن الله منكم كحلق لحيته فقد عده في خوارم المروءة ابن حجر هيثمي من الشافعية وابن عابدين من وابن عابدين من الحنفية او كثرة الالتفات في الطريق وعده من خوادمها ابن شهاب الزهري وابراهيم النخعي من المتقدمين او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية وعدهم من الخوادم جماعة منهم ابو بكر الطرطوشي ومن المالكية وابو محمد ابن قدامة وابو وفاء ابن عقيل من الحنابلة او صحبة الاراذل والفساق والمجان والبطالين وعدهم من خوارم المروءة جماعة منهم ابو حامد الغزالي وابو بكر بن الطيب من الشافعية والقاضي عياض يحسب من المالكية. او مصارعة الاحداث والصغار وعداوا من الخوارج ابن الهمام وابن نجيم من الحنفية ومن اخل بمروءته وهو ينتسب الى العلم فقد افتضح عند الخاص والعام ولم ينل من شرف العلم ولم ينل من شرف العلم الا الحطام. المعقل الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له. فالانسان مدني بالطبع واتخاذه قوله فالانسان مدني بالطبع اي لابد له من الاجتماع بغيره من ابناء جنسه ومشاركة بعضهم بعضا في تحصيل مصالحهم. وهذه الجملة مشهورة في كلام فلاسفة في اليونان ثم مدها وبين اصولها ابن خلدون في كتاب المقدمة. ومعناها في قوله تعالى واجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فهذه الاية اصل في المدنية وان مقصود التعارف حصول انتفاع بعضهم ببعض. نعم. احسن الله اليكم واتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب لتعينه هذه المعاشرة على تحصيل العلم في طلبك والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود. ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة ان تعينه فان للخيل في خليله اثرا. قال ابو داوود قال ابو داوود والترمذي والسياق لابي داوود. حدثنا ابن بشار قال حدثنا ابو عامر وابو داوود قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثني موسى ابن وردان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على دين خليله فلينظر احدكم من يقارن. يقول الرائد الاصفهاني ليس اعداء الجليس لجليسه بمقاله هذه فقط بل بالنظر اليه. لا تصحب الكسلان في حالاته كم صالح لفساد اخر يفسد عدوى البريد الجليل سريعة كالجمل يوضع في الرماد فيخمد. والجليد هو الجاد الحازم وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا للمنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة كما ذكره شيخ شيوخنا محمد ابن الحسين في رسائل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. قال ابن مسعود رضي الله عنه اعتبروا رجل بمن يصاحب فانما يصاحب الرجل من هو مثله من هو مثله وانشد ابو الفتح البستي لنفسه اذا ما اصطنعت ما اصطنعت امرأ فليكن شريفا لجاري زكي الحسب؟ فنذل الرجال كندل النبات فلا للثمار ولا للحطب. قوله شريف النجار النجار بكسر النون وضمها ايضا اي الاصل. والانساب مؤثرة في الطبائع اعلم كما بينه شيخ الاسلام في اقتضاء الصراط المستقيم. ولذلك لا تلم خوارم مروءة وقبائح العادات الا بالساقط الاصل. نعم. احسن الله اليكم ويقول ابن مانع رحمه الله في وهو يوصي طالب العلم ويحذر من الحذر من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلاد فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان. وكان هذا عن قول سفيان ابن سفيان ابن سفيان ابن عيينة اني جلساء الحديث الغريب لموضع رجل واحد ثقيل. فقد يحرم المتعلم العلم لاجل صاحبه فاحذر هذا الصنف وان تزيأ بزينة فانه يفسدك من حيث لا تحس. المعقل الثالث عشر بذل الجهد في في تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عن اذ تلقيه عن الشيوخ عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسؤال عنه فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم بكمال الالتفات اليه والاشتغال به. فالحفظ خلوة بالنفس والمذاكرة بالوصول الى القليل والسؤال اقبال على العالم الحفظ يقرر العلم في القلب وينبغي ان يسكن في مهمة الطالب ملكته بلسانه من الحفظ والاعادة كما يقوله ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطرك ولم يزل العلماء الاعلام على الحفظ ويامرون به. قال عبيد الله بن الحسن وجدت احضر العلم منفعة لا من كون قلبي ولفته بلساني. قوله ملكته بلساني. اي حركت به لساني متحفظا له من قولهم لا كشيء في فيه اذا علكه وتحرك به لسانه ومن قواعد العلم ان القراءة التي يرفع فيها الصوت تكون للحفظ. والقراءة التي يحفظ فيها الصوت تكون للفهم فاذا اراد الانسان ان يحفظ شيئا رفع صوته عند تحفظه واذا اراد ان يفهم شيئا لان رفع الصوت مناسب للحفظ من جهة ان الانسان نحفظ بالتين حينئذ احداهما بصره الناظر الى متحفظه الذي يريد حفظه والاخرى سمعه الذي يلقي عليه ما يحفظ. فاذا اجتمع السمع والبصر وعلى محفوظ اتقنه الانسان. واما الفهم فالمناسب له خفض الصوت. لما فيه من جمع قلبي على المقصود فاذا جمع المرء قلبه على مقصوده لخفض صوته فهمه فينبغي ان يراعي طالب العلم هذا في مقروءه فاذا اراد حفظا رفع صوته واذا اراد فهما حفظه. نعم. احسن الله اليكم. وسمعت شيخنا رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا فيما حفظنا اكثر من انتفاعنا بما قرأنا ليس بعلم ما حوى القيم ما العلم الا ما حواه الصدر قوله القمطر بكسر القاف وفتح الميم اسم وعاء كانت تحفظ الكتب فيه وتصان فيما سبق فهو بمنزلة الحقيبة التي يتخذها الناس الان مقامه نعم. احسن الله اليكم. والمتلمس للعلم لا يستغني عن الحكم ولا يجول به ان يخلى نفسه منه. ان ان يخلي نفسه منه. واذا وقدر على ما كان يصنع ابن فراج رحمه الله فليأخذ به فقد كان لا يترك كل يوم اذا اصبح ان يحفظ شيئا وان قل ومن عقل هذا المعنى لم يزل من الحفظ في فلا ينقطع عنه حد الموت كما اتفق ذلك لابن مالك رحمه الله صاحب الالفية النحوية. فانه حفظ في يوم موته خمسة شواهد وبالمذاكرة تدوم حياة ما ذكره من ان ابن مالك رحمه الله بقي يحفظ اذا حفظ في يومه الذي مات فيه خمسة شواهد نبأ عن ان الانسان لا تزال له القدرة على الحفظ حتى يموت. فلا تزول قوة الحفظ الا بزوال عقله. ولكن القوة تختلف فمن عود نفسه الحفظ وكان دأبه وعادته فسيبقى مع كبره قادرا على الحفظ ما لم يتغير عقله. ومن الاخبار المنقولة في هذا ان ابن هشام النحوي صاحب اوضح المسالك ومغني اللبيب تحول في اخر زمانه وكان كبيرا من مذهب الشافعية الى مذهب الحنابلة. فحفظ متن الخرقي في فقه الحنابلة ابتغاء التحقق بمعرفة فروع المذهب الذي تحول اليه. فلم يمنعه كبر سنه من الحفظ واتفق لابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى انه اخذ علم القراءات وقد جاوز الثمانين فلم يمنعه كبر سنه من حفظ وجوه القراءات المنقولة في اية القرآن الكريم ومعلوم مشقة حفظ القراءات ومعرفة اختلاف اهلها ان من راض عقله وعوده الحفظ سهل عليه ذلك. ومن انقطع عن الحفظ ذهبت قوته التي كانت معه. واما المديم له الاخذ به فانه لا يزال كذلك حتى يتوفاه الله عز وجل. ومعلوم ان رياضة العقل كرياضة البدن. فان من اراد تقوية عضلاته اخذ في تدريبها ورياضتها شيئا فشيئا حتى تقوى وكذلك مدارك العلم من الحفظ والفهم. اذا راظى الانسان نفسه فيها شيئا فشيئا قويت حتى تستكمل وانما اوتي الناس من جهلهم بهذا الاصل. فتجد احدهم يهجم العلم فيأخذ في الحفظ والفهم اخذا شديدا يؤذي به قواه ويحرمه ذلك من دوام الطريق فينقطع عنه. ولو انه اخذ نفسه شيئا فشيئا في الحفظ والفهم لبلغ مأموله منه. فمن اراد ان يحفظ في العلم فانه يبتدأ بشيء يسير. فاذا صارت له مكنة زاد عليه. فاذا قويت هذه المكنة زاد عليه حتى ينتهي اذا قدر كثير يعرف من نفسه انه يدركه ويحفظه. واذا بقي هذا نهجا دائما له لا ينفك عنه فان قوة حفظه لا تزال معه. ومن الناس من يطلب العلم فيأخذ في الحفظ بما لا يحتمله فيعجز عنه فينقطع عن العلم حينئذ وامور المبادئ تراعى بها الاحوال. فان الانسان اذا ابتدأ شيئا يضعف عنه بخلاف اذا تمادى فيه وفي ذلك يقول ابو العباس ابن تيمية في منهاج السنة النبوية والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية انتهى كلامه فان المرء في اموره كلها لا ينفك عن نقص في مبدأ امره فاذا واصل فيه ادرك بغيته وقس ذلك بنفسك فانك كنت في بطن امك جنينا ثم خرجت منه وليدا ثم ارتفعت غلاما ثم صرت شابا يافعا لك من القوى ما لم يكن لك من قبل. وكذلك امر العلم ينبغي ان يعرف الانسان ان العلم انما يدرك بتدريج القوة فيه شيئا فشيئا. حتى اذا صلب عود الانسان في اخذ العلم له قدرة على ذلك. ومن الناس من يلحقه الاستعجال فتكون فيه الاجال فيستعجل في محفوظ ما او مفهوم ما فينقطع عن العلم بعدله عنه. وهو الذي جنى على نفسه انه ضيع طريق العلم. وانظر هذا فيما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم لم فان النبي صلى الله عليه وسلم لما استفتح عليه الوحي لم تنزل عليه صلى الله عليه وسلم سورة كاملة. وانما انزل عليه بضع ايات من سورة العلق. مراعاة احتمال القلب واذا كان هذا في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤيد من ربه باعظم القوى فان رعاية هذا في حق غيره صلوات الله وسلامه عليه اولى واولى. ولكن البلية التي تضرب على قلوب طلاب العلم هي استطالة الطريق ابن القيم رحمه الله تعالى يقول في كتابه الفوائد من استطال الطريق ضعف مشيه فيؤول بهم الامر اذا استطالوا الطريق في اخذ العلم الى العجز عنه بخلاف من يأخذه شيئا فشيئا مع الايام والليالي فانه ينتفع به نعم. احسن الله اليكم وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس ويقوى تعلقه بها والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقوال وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو ايسر العلوم. قال البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن لكن عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة ان عاهد فامسكها وان اطلقها ذهبت. ورواه مسلم من حديث مالك به نحوه. قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد عند هذا الحديث واذا كان القرآن ميسر للذكر كالابل المعقمة من من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم؟ وكان الزهري رحمه الله يقول انما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه. قال الزهري رحمه الله انما هذا العلم قد انما هذا العلم خزائنه وتفتتحها المسألة وحسن المسألة نصف العلم والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال وقلة الاقبال على العالم بالسؤال اذا ورد على بلد تكشف مبلغ العلم فيه فهذا سفيان الثوري رحمه الله يقدم اسقلان فيمكث ثلاثا لا يسأل انسان عن شيء. فيقول لرواد ابن ابن الجراح احد اصحابه اكثر لي اخرج من هذا البلد هذا يموت فيه العلم. قوله رحمه الله هذا بلد يموت فيه العلم. اي لانه لا احد يسأل عنه. فامر ان يفتري له ان يطلب له من ينقله بالاجرة ليخرج من هذا البلد. ولاجل هذا شهرت الرحلة في العلم وشبيه هذا ما حدثني به الشيخ سليمان السكيت رحمه الله تعالى رئيس قضاة حايل فانه حدثني عن شيخه الامين ابن المحمود الشنقيطي رحمه الله صاحب الزبير انه لما قدم عنيدة لقيه علماؤها واهلها فسألوه عن البلدان التي دخلها من الديار النجدية قادما من المدينة الى عنيزة فلما انتهى سؤالهم الى بلد منها قال اما هذا البلد فاهله علماء. فعجبوا من قوله وقالوا له ان الا نعرف فيه من يشار اليه في العلم. فكيف يكون اهله كلهم علماء؟ فقال رحمه الله ذلك اني بقيت فيه شهرا كاملا. فلم يسألني احد منهم مسألة فعلمت ان اهله علماء فبمثل هذا البلد يموت العلم وينبغي ان يخرج منه الانسان فمن دلائل موت العلم ان يبقى فيه الموصوف بالتقدم في العلم والامامة فيه مدة ثم لا ينتفع الناس منه. فاذا اقام فيهم مثل هذا مات علمه. فاذا اراد ان ينعش علمه ويبثه كان حقيقا به ان يخرج منه واذا كان هذا في حق مفيد فانه في حق المستفيد اولى. فاذا وجد الانسان نفسه في بلد لا يستفيد في طلب العلم من اهله فانه يتحول الى غيره. وقد ذكر ابو بكر ابن العربي رحمه الله تعالى من انواع الهجرة الى الله الهجرة بالخروج من بلد الجهل الى بلد العلم. نعم احسن الله اليكم فمن لقي شيخا فليغتنم لقاءه بالسؤال عما يشكل عليه ويحتاج اليه لا سؤال متعنت ممتحن وهذه المعاني الثلاثة بمنزلة واغسل الشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته. فالحفظ غرس العلم والمذاكرة سقيه. والسؤال عنه تنميته المعقد الرابع عشر اكرام اهل العلم وتوقيرهم ان فضل العلماء عظيم ومنصبهم منصب جليل لانهم اباء الروح فالشيخ اب للروح ان الوالد اب للجسد وفي قراءة ابي ابن كعب رضي الله عنه النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهو اب لهم والابوة المذكورة في هذه ليست ابوة الناس بإجماع وانما هي الابوة الدينية الروحية الاعتراف بفضل المعلمين حق واجب رحمه الله تعالى في مدارج السالكين عن شيخه ابي العباس ابن تيمية الحفيد انه قال الشيخ والمعلم والمؤدب اب للروح. والوالد اب للجسد الشيخ والمعلم والمؤدب اب للروح والوالد اب للجسد. نعم احسن الله اليكم قال شعبة ابن الحجاج كل من سمعت منه حديثا فانا له عبد واستنبط هذا المعنى من القرآن محمد ابن علي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له وعبد. قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع بنون ولم يكن مملوكا له وانما كان متلمدا له متبعا له فجعله الله فتاه لذلك. وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعزازا. قال احمد في المسند حدثنا هارون قال حدثنا ابن وهب قال حدثني مالك ابن الخير الزيادي عن ابي قبيل المعاتري عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا فرعاننا حقه امسك ابن عباس رضي الله عنه يوما بركاب زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال زيد اتمسك لي وانت ابن عم رسول الله الله عليه وسلم فقال ابن عباس انا هكذا نصنع بالعلماء. قوله بركاب زيد الركاب اسم للابل التي اذ تحمل القوم فيكون ابن عباس قد امسك بخطام ناقة زيد ليركبها نعم. احسن الله اليكم. ويقع ابن حزم الاجماع على توقير العلماء واكرامهم. والبصير بالاحوال السلفية يقف احوالهم في توقيع علمائهم فقد كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا جلسوا اليه كانما على رؤوسهم الطير لا يتحركون. وقال محمد ابن سيرين رأيت عبدالرحمن ابن ابي ليلى واصحابه يعظمونه ويسودونه ويشرف ويشرفونه مثل الامير. وقال يحيى رأيت ذلك ابن انس غير مرة وكان باصحابه من الاعظام له والتوقير له واذا رفع احد صوته صاحوا به. فمن الادب اللازم للشيخ على عليه ما يشغل مما يدخل تحت هذا الاصل. التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعاة ادب الحديث ما واذا حدث عنه عظمه من غير غلو بل ينزله منزلته الا يشينه من حيث اراد ان يمدحه وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذيه بقول او وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار وجيز. معرفة الواجب اذا ازلته للعالم وهو ستة امور الاول التثبت في صدور الزلة منه والثاني التثبت في كونها خطأ وهذا وهذه وظيفة العلماء الراسخين لا يسألون عنها والثالث ترك اتباعه فيها والرابع التماس العذري له بتأويل سابق والخامس بذل النصح له بلطف وسر لا عنف وتشهير والسادس حفظ الجنابة فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. قوله حفظ جلابه الجناب بالفتح كالجارب والمراد قدره فيحفظ قدره ولا تهدر كرامته. وهذه النبذة في الواجب تجاه زلة العالم من عيون ما هو في المقيدة من المعاني. فان زلة العالم ذهاب العالم وهي مما شاع الابتلاء به باخرة لضعف القلوب وكثرة الاهواء. وتصدر من ليس اهلا تصدر فسرت البلية بها بين المتشرعة. وينبغي ان يطرد المرء في كل واقعة من الوقائع في هذه الاصول الستة فليتثبت في صدور الزلة انها وقعت. ثم ليتثبت في كونها خطأ فان الامر كما قال الاول وكم من عائب قوله صحيحا وافته من الفهم السقيم والحكم على شيء بانه خطأ فيما يتعلق باقوال العلماء وافعالهم هي وظيفة دماء الراسخين كما ذكره الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم فلا يحكم على احد من العلماء بانه زل الا عالم مثله. واذا تتابع على الحكم بان ان قوله زلة اكثر من عالم كان اصدق في تحقق وقوع الزلة. اما المتعلمون فاذا لاح لهم شيء استنكروه او استغربوه في العلم فانهم يؤمرون برفع اشكالات التي لهم من هذه المقالات الى العلماء. واذا اشتغل المتعلمون برصد الزلات وقعوا في الاشكالات فلحقتهم بلية عظيمة في دينهم ودنياهم. وهذه داهية من دواهي العصر ثم اذا حكم على عالم متمكن من مثله او اكثر بانه قد ذل بامر ما فانه ينبغي ان يلاحظ حفظ حقه من توقيره واجلاله. ولا يخدش في حفظ حقه الرد على مقالته وبيان بطلانها فان العلماء لم يزل يرد بعضهم على بعض كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى ويلتمس لهم العذر فيما قالوا. فاذا كان لهم تأويل ساغ حمل قولهم والتأويل السائغ هو من كان هو ما كان له مأخذ قوي في العلم واما اذا كان المأخذ ضعيفا او يواهيا فان هذا لا يحكم عليه بانه تأويل فمن يتكلم في العلم بشذوذ المسائل وسواقط العلماء وبوادرهم ويشيعها لا يقال انه متأول. تأويلا سائغا بل هو تأويلا غير سائغ وهو تأويل الجهال. ومثل هذا اذا صحت منه النية انما يعذر في غلطه اذ صدر منه بحكم الجبلة البشرية ولكن يغلظ له في ابطال مقالته. لوهائها واما تسويغ القول في العلم لمجرد ان المسألة مما اختلفت فيه فهذا مأخذ واهي في العلم. فان المسائل المختلفة فيها متنوعة. فمنها مسائل اجتهادية ومن ما ليس كذلك ومن المسائل الاجتهادية ما يكون مأخذه قويا ومنها ما يكون مأخذه ضعيفا فيلاحظ هذا في حق المتكلم او المردود عليه. ولا يقال في حق كل من تكلم في العلم في زلة انه مجتهد لان الاجتهاد وصف شرعي شرطه الاهلية وانما يقال انه مريد للخير. كما قال ابن مسعود رحمه الله تعالى ورضي عنه كم من مريد للخير لن يصيبه. فمن تكلم مريدا للخير بشدود المسائل وغيرها. يحكم عليه بارادة الخير ولا يقال انه مجتهد فيعذر. لان الاجتهاد اسم شرعي له وصفه. المحقق في كلام اهل العلم في كتب اصول الفقه. فيلتمس العذر لمن كان له تأويل سائغ لقوة المسألة وظهور مأخذها في العلم. ثم اذا التمس له العذر بذلت له النصيحة بلطف وتيسير لا بعنف وتشهيد. فان اهل السنة رحمهم الله تعالى كما ذكر ابو العباس ابن تيمية الحديث في وصفهم يعرفون الحق ويرحمون الخلق. فليس كل زلة تصدر من عالم سني سلفي تبادر بالتغليظ والتشهير. وانما يؤخذ بالهدي النبوي في ملاحظة العنف في ملاحظة اللطف والتيسير في نصيحة من غلا من غلط فيها ولا يمنع ذلك كما سبق ان يرد عليه ويبين ويبين ضعف قوله وكان اهل العلم الكاملين يتألفون من صدر منه خطأ اذا كان قائما بنصرة التوحيد والسنة في بلاده. واعتبر هذا في حال ائمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى في ثنائهم على جماعة لهم زلات منهم محمد ابن اسماعيل الصنعاني ومحمد ابن علي الشوكاني وصديق حسن خان فان هؤلاء ممن كانت تروج كتبهم بين ائمة الدعوة بل لهم معهم مراسلات ولهم فيهم ثناء لانهم كانوا قائمين بنصرة التوحيد والسنة بحسب ما انتهى اليه علمهم. ولم تحمل تلك الزلات وائمة دعوة رحمهم الله تعالى على مصارمتهم والتغليظ لهم. ومن اراد ان يعرف هذا فلينظر في التي بعث بها العلامة حمد بن عتيق رحمه الله الى صديق حسن خان في بيانه بعض اخطائه في كتابه في التفسير فانه يعرف منهج العلماء الراسخين في التعامل مع زلات العلماء ثم لما تطاول العهد وانفرط العقد وصار في الناس من يأخذ العلم من الكتب خرج فيهم من خالف طريقة هؤلاء وصار يغلظ لكل احد في كل شيء والتغليظ له موظعه اللائق به. وقد لا يصلح في حق كل احد كما في المثال السابق الذي ذكرته لكم من تصرف ائمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى. واذا خرج الانسان عن اخذ العلم عن الاهلي والاقتداء بهديهم وقع في مثل هذا وصارت له احوال واقوال ينسبها الى العلم والعلم الصحيح بريء منها. فمن اخذ العلم عن اهله واهتدى بهديهم صارت له مكنة في معاملة من بذرت منه زلة من اهل العلم. ثم اذا رد عليه بلطف وتيسير فانه ينبغي ان تحفظ كرامته والا يغظ من جانبه لاجل هذه الزلة. وهذه الاصول الستة ميزان عدل والميزان مما يعسر على القلوب. فان العدل في الناس قليل. كما قال الله سبحانه وتعالى في وصف الانسان انه كان ظلوما جهولا. فاكثر الخلق هذا فيهم ظلم وجهل. وكان الامام مالك رحمه الله تعالى يقول الانصاف عزيز. قال ابن عبد الهادي هذا في زمانه. فكيف في زماننا؟ واذا كان ابن عبد الهادي يقول هذا في زمانه فكيف يكون الحال في زماننا؟ والمقصود ان السلامة لك في مثل هذا ان تقتدي بالعلماء الراسخين فانظر طريقة اهل العلم الراسخين واستن بسنتهم فانك تهتدي بذلك وتأمن من الغلط والزلل. نعم. احسن الله اليكم. ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقيق كالازدحام على العالم والتضييق فما ماته شيم ابن بشير الواسطي الثقة رحمه الله الا بهذا فقد ازدحم اصحاب الحديث عليه فطرحوه عن حماره فكان سبب موته رحمه الله المعقل الخامس عشر رد مشكله الى اهله فالمعظم للعلم يعول على دهاكنته والجهابذة من اهله لحل مشكلاته. ولا يعرض نفسه او لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم والافتراء على الدين فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف صوت السلطان فان العلماء تكلموا وببصر ناقد سكتوا فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم وان سكتوا عنه فليسع كما وسعهم ومن اشق ومن اشق وبه يعلم ان ائمة الهدى رحمهم الله لما قرروا ان السلامة لا يعدلها شيء قصدوا منع نفوسهم من التشوف للولوج في متاهات الانظار ومشكلات الاخطار من الوقائع والكائنات التي تحدث للناس فاذا وجدوا من يسد الحاجة ويبرئ الذمة استغنوا به. لانهم يرون انهم متى بغيرهم فالسلامة لهم الا يحملوا انفسهم على اقتحام المخاطر. فاذا كفي الانسان بغيره في امر الدين فان السلامة له ان يكل هذا الامر الى اهله. فمتى في امر الفتوى قد نصب ولي الامر في بلادنا جهة مأمونة فيها علماء اخيار يرجع اليهم في بيان الاحكام في الوقائع والنوازل صغرت او كبرت فامانة العين تقتضي ان رد ذلك اليهم والا يتشوف الانسان الى ابداء رأيه في كل شيء. بل المسارعة الى ابداء الرأي في كل ساقطة ولاقطة دليل على خفة العقل. ورقة الدين فان ان العاقل الدين يمنعه عقله ودينه عن ان يجازف بالقول في شيء مع اول لائحة او عار يعرب وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحمدون الامساك عن الكلام ويقولون من كثر كلامه كثر سقطه. فان الانسان اذا تسارع الى الكلام في كل شيء من غير روية ولا اطالة فكر فانه لا بد ان يقع منه السقف والملاحظ في تقرير هذا الاصل وهو السلامة لا يعدلها شيء هو الخوف من من الله سبحانه وتعالى وليس الخوف من السياسات السلطانية والانظمة الحكمية. ما المراد مراقبة الله سبحانه وتعالى في قلوب العالمين به اعظم من مراقبتهم للخلق ممن اعطاهم الله عز قوة وسلطانا. فهم يرون انهم في هذا الباب قد كفوا بغيرهم من الاخيال الموثوق بهم ممن اناط بهم السلطان امر الفتوى والقول في الاحكام والنوازل. فعند ذلك يحجمون عن القول فيها. وبعض الناس يرى ان مثل هذا تخليا عن بيان حكم الشريعة وجبنا عنه وانما يكون ذلك موصوفا بهذا الوصف اذا لم يكن في البلد قائم به فاذا كان في البلد ممن خول اليه الامر امين مأمون من العلماء الاخيار فعند ذلك تكون السلامة في مثل هذا وبها تبرأ ذمة الانسان والتجرؤ على القول في كل امر ينزل هو من الجراءة على القول على الله سبحانه وتعالى فتجد احدهم ماء تبدر بادرة حتى يتكلم فيها ولو لم يطلب منه ذلك وعند التأمل في الامر يكون ذلك من قبيل ما قال الذهبي رحمه الله تعالى انا فلان فاعرفوني فان الامر ثقيل والدين عظيم وان من عظمة هذا الدين اناطته الامور باهلها. والله سبحانه وتعالى يقول ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فاولو الامر هم الذين انيط بهم الامر من قبل اهله والعلماء في هذا البلد لهم هيئة انيط بها امر العلم والفتوى. فمن اراد دينه فانه فيما كفوه اياه ينيط بهم الامر. وفيما يحتاج الى سعى في امدادهم وتكميلهم وسد الثغرة التي تلحق بهم. والنبي صلى الله الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت فالصمت مما امر به شرعا فاذا كنت قد كفيت بمن يقول الخير فان عبادتك ان تلزم الصمت. ولم يكن من عادة من مضى من اهل العلم الورع بما يسمى بالبيانات. استكفاء بوجود علماء ماء موثوق بهم في جهة مخولة من ولي الامر وهم ادرى بما يصلح به امر الدين والدنيا ومع هذه الحوادث المشكلة والامور المستجدة السلامة للانسان ان يكثر من النظر في طريقة العلماء السابقين وان يقتدي بهديهم. فانهم كانوا على خير واوصلوا الناس الى خير ثم حدثت بعدهم امور وحوادث فرقت الناس فصارت منها شرور عظيمة جماعة المسلمين وصار في الناس من جرأ الخلق على العلم والعلم يكرم ولا ومن حطمه الكلام في كل شيء. وقديما قال ابن مسعود فيما رواه الدارمي عنه من افتى الناس في كل ما يسألونه فهو مجنون. انتهى. ومثله يقال من تكلم منتسبا الى العلم والشريعة في كل امر يقع فهو مجنون. فالذي يتكلم بامور لا تترتب عليها احكام شرعية للناس فيها حاجة فهذا مذهب عقله بشغله بما لا ينفعه وليس للناس انتفاع به. ومثل هذا مثل من يكون نظر في احوال الخلق ومعرفته بها مقصورة على برهة من الزمن ان الامر كله فيها فهو لا يعرف تغير احوال الخلق. فمثله مثل هذا الرجل الذي في كل شيء ولا يعي مناسبة الكلام للحال. بل يتكلم في كل ساقطة ولاقطة. ولما وهذا شائعا في الناس راج عندهم قولهم ان العلماء لا يقومون بالدور المطلوب منهم ثم لا يعول معنى قولهم الدور المطلوب منهم فان الدور المطلوب من العلماء هو بيان العلم وايظاح الشريعة والنصح للمسلمين. وليس المطلوب منهم ان يتكلموا في كل شيء وليس الكلام بيانا على كل حال. بل قد يكون السكوت بيانا فان الامر كما قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى فانهم عن علم كامل نطقوا. وببصر نافذ سكتوا فمن اراد ان يسلم فليكن هديه كهديهم. فاذا تكلموا تكلم بكلامهم. واذا سكتوا سكت كما سكتوا وليس سكوت العلماء الصادقين الموثوق بدينهم عن خوف وجبن بل هو معرفة بما يصلح للناس ويصلح به الناس. وتشغيب الخلق بالكلام في مسائل لا ينتفع بها الناس كمن يتكلم عن مسألة في الشرق او الغرب لا علقوا بها مسألة دينية لاهل بلده فهذا يضر الناس ولا ينفعهم لانه يشغلهم بما لا يحتاجون اليه. فالمقصود في بيان العلم هو النفع والانتفاع. وليس المقصود ان يتكلم في كل شيء لكن لما صار الناس يظنون ان العالم ينبغي ان يتكلم في كل شيء حملوا العالم ما لم تحمله ونسبوا الى العلماء التقصير في كل شيء. فصارت كل بلية تناط جريرتها وتعلق جنايتها بالعلماء. فبصمت العلماء انتشرت المنكرات. وبصمت العلماء فشت المخدرات وبصمت العلماء كذا وكذا. وهذا من الجهل فان الواجب على العالم ان ينصح ويبين لا ان يحمل السيف وانما هذا هو الذي اعطاه الله له. فالعالم ينصح لولي الامر ولعامة المسلمين. فان اجابوه فنعمنا بها وان لم يجيبوه فقد برئت ذمته. نعم. احسن الله اليكم ومن اشق الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن والناس في هذا الباب طرفان ووسط فقوم اعرضوا عن استفتاء العلماء فيها وفزعوا الى الاهواء ويستمدونها من اذان الخطباء ورقة الشعراء وتحليلات السياسيين وارجافات المنافقين وقوم يعرضونها على العلماء لكنهم لا يفقون قالهم ولا يرضون ما قالهم فكأنهم طلبوا جوابا يوافقها وهم في نفوسهم فلما لم يجدوه ما انهوا عنهم والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم قوله السالمون من وهج المحن الوهج بالتحريك حر النار فمعنى الجملة السابقة السالمون من حر نار المحن. نعم. احسن الله اليكم وان اشتبه عليه من قولهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ قولهم فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدلها شيء احسن وما احسن قول ابني عاصم في ملتقى الاصول وواجب في في وواجب في مشكلات الفهم تحسين الظن باهل العلم ومن جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين. فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون كما بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع الحكم واذا تعرضت الناشئة والدهماء للدخول في هذا الباب تولدت فتن وبلايا كما هو مشاهد في عصرنا. فانما نشأت كثير من الفتن حين تعرض للرد على ذلات العلماء والمقالات المخالفة للشريعة بعض الناشئة الاغمار والجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك استمساك بقولهم فيها. قوله بعض الناشئة الاغمار الاغمار جمع غمر. لضم اوله وسكون ثانيه. ويضم ايضا فيقال غمر وغمر وهو الذي لم يجرب الامور. ولم يطلع على حقائقها. ومن بدائع الاشعار قول ابي حيان الاندلسي رحمه الله تعالى يظن الغمر ان تهدي اخا فهم لادراك العلوم وما يدري الجهول وبان فيها غوامض حيرت عقل الفهيم اذار تزعلون بغير شيخ ضللت عن المستقيم وتلتبس الامور عليك حتى تصير اضل من توم الحكيم. نعم. احسن الله المعقل السادس عشر توقير مجالس العلم واجلال اوعيته فمجالس العلماء كمدارس الانبياء قال سهل ابن عبد الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلان اي شيء تقول في رجل حلف على امرأتي بكذا وكذا؟ فيقول طرقت امرأة ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول ليس بهذا القول وليس هذا الا لنبي او لعالم فاعرفوا لهم ذلك. وقال ما لك ابن انس ان مجالس العلماء تحتضن بالخشوع والسكينة والوقار. وقد كان مالك رحمه الله اذا اراد ان يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن من جلوسه بوقار وهيبة ثم حدث. وكان عبدالرحمن ابن مهدي لا لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى فيه قلم. ولا يتبسم فيه احد كان وفي ابن جراء بمجلسه كانه في صلاة فعلى طالب العلم ان يعرف لمجالس العلم حقها فيجلس فيها جلسة الادب ويصغي الى الشيخ ناظرا اليه لا يلتفت عنه من اي بضرورة ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستنن بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع جاره واذا عطش خفض صوته واذا تثاب ستر فمه بعد رده جاده وينضم الى ما ذكرت هذه الاداب في مجالس العلم لان مجالس العلم هي روضته المعظمة ومقامته الموقرة التي تحفها الملائكة وتغشاها السكينة ينزل عليها الرحمة والعلم صلاة القلب كما قال ابن جماعة رحمه الله فاذا احرم به الانسان وجلس في حلقته لزمه ان يحبس نفسه عن كل ما يشغله عنها. فان اشتغال القلب بغيره يظعف ادراكه له. ولو ان الانسان قيد من قيود الثقال ابتغاء لزوم ادب العلم لانتفع من ذلك كما ذكر البخاري في صحيحه معلقا ان ابن عباس كان يضع القيد والكبل في يد عكرمة مولاه يعلمه في رجلي عكرمة مولاه يعلمه القرآن والفرائض فانتفع عكرمة رحمه الله تعالى بهذا نعم. احسن الله اليكم وينضم الى توقير مجالس العلم ازداد وضعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب فاللائق بطالب العلم صون كتابه وحبه واجلاله والاعتناء به فلا يجعله صندوقا يحشر بودائعه ولا يجعله صندوقا واذا وضعه وضعه برقص وعناية وما اسحاق ابن روى روى اسحاق ابن يوما بكتاب كان في يده. فرآه ابو عبدالله احمد ابن حنبل فغضب وقال هكذا يفعل بكلام الامراض. ولا يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه واذا كان يقرأ فيه على شيء رفعه عن الارض وحمله بيديه. قوله واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله بيديه اعلام بان وضع الكتاب على الارض خلال الادب فيه. ولملاحظة هذا الاصل فاننا نقول دائما لا تضع الكتب على الارض فانك اذا وضعت الكتاب على الارض اسقطت حرمته واذا كنت غير ابه به فمن المحال ان يرتفع اليك. وكأنك اذا الكتاب الى نفسك رافعا اليه قربت العلم الى قلبك. واذا ابعدت الكتاب عنك واضعا له على الارض ابعدته عن قلبك. فمن حمل العلم حمل قلبه العلم. ومن اسقط العلم سقط عنه العلم. نعم. احسن الله اليكم المعقل المعقل السابع عشر الذب عن العلم والذود عن حياضه فان للعلم حرمة وافرة موجب الانتصار لا تعد لري جنابهم ما لا يصلح وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر منها الرد على المقارب. فمن اشتباهت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين ولم يذر الناس يرد بعضهم على بعض كما قال الامام احمد لكن المرشح لذلك هم العلماء مع لزوم الادب وترك الجور والظلم. قوله للدهماء الدهماء هم العامة. قال المبرد رحمه الله يقال للعامة الدهماء يراد انهم قد غطوا الارظ انتهى كلامهم لان الدهن هو التغطية. ولما كان اكثر اهل الارض الذين يغطونها هم العوام ام الدهماء. نعم. احسن الله اليكم. ومنها اجر مبتدع مجمع عليه كما ذكره ابو يعلى فلا يؤخذ العلم وعن اهل البدع ولكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. وفي ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية الحفيد مبررا اصلا كبيرا تعظم الحاجة اليه في ازمنة الجاهلية والفتن. فاذا تعذر اقامة واجبات من العلم والجهاد وغير ذلك الا بمن فيه بدعة مضرتها مضرة ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الوادي مع مفسدة مرجوحة خيرا من العكس. ومنها ذكر المتعلم اذا تعدى في بحثه قال منه لدد في اوسوء ادب. كان عبدالرحمن قوله لدد اي خصومة شديدة. نعم. احسن الله اليكم كان عبدالرحمن بن مهدي اذا تحدث احد في مجلسه او ان تحدث احد في مجلسه او بري قلم صاح ولبس نعليه ودخل وكان وكيع اذا انكر من امر جلسائه شيئا فعل ودخل وشهد هذا مرارا من شيخ شيوخنا محمد ابن ابراهيم ال الشيخ مرت الرؤيا منصرفا لما سمع طالبا يتشدق في مقاله فاخذ نعليه وانصرف وحضر بعض جلساء الشيخ عبد الله ابن رحمه الله لما كان قاضيا في بريدة. فدخلت المسجد بقرة في اثناء درس فانصرفت اعناق الحاضرين اليها. فحس الشيخ وكان ذكيا من لانه كان كفيف البصر. فلما احس انصرافهم الى البقرة وسمع صوتها قام من المجلس وقال سبحانك اللهم وبحمدك وذكر كفارة المجلس وخرج من المسجد بانه لحظ منهم انهم انقلبوا الى النظر في البقرة لا الى النظر في العلم وحدثني الشيخ عبد الله بن مانع انه سمع الشيخ محمد بن عثيمين يقول كنت في المسجد عند شيخنا ابن سعدي فرأيت عصفورا بصري فقال لي الشيخ يا محمد صيد العلم خير من صيد الطير كانوا يأمرون بحفظ البصر في مجلس العلم. ويؤدبون من خرج عن مقصود العلم من الانصراف الى غيره بانواع من التأديب اما بارشاده اذا علم منه الاقبال واما عليه والانصراف عنه اذا وقع منه الاهمال. نعم. احسن الله اليكم. وحضر شاب مجلس الثوري فجعل يترأس ويتكلم ويتكبر بالعلم فغضب سفيان وقال لم يكن السلف هكذا لم يكن السلف هكذا كان احدهم لا يدعي الامامة لا يجلس في الصدر حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنة وانت تتكبر على من هو اسن منك قم عني ولا اراك تدنو من مجلسي. وكان رحمه الله يقول اذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وان كان قد بلغ من العلم مبلغا فايس من خيري فانه قليل الحياء. قال الذهبي رحمه الله تعالى في كلام له في سير اعلام النبلاء اكتبوه واحفظوه قال كانوا مع حسن القصد. وصحة النية غالبا كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالبا يخافون من الكلام واظهار المعرفة والفضيلة يخافون من الكلام واظهار العلم والفضيلة واظهار المعرفة والفضيلة. واليوم يكثرون الكلام. مع العلم وسوء القصد. واليوم يكثرون الكلام. مع نقص العلم وسوء القصد انتهى كلامه واذا كان الذهبي يذكر هذا في زمانه واصفا بالكثرة فقد صار في زماننا اكثر من الكثير. فاذا كان المرء بادرا الى اظهار المعرفة. مغرما. ببث ما عنده ابتغاء التصدر والترفع فان ذلك مما يدل على سوء رصده وينبئ عن شؤم عاقبته بان يخرج من العلم صفر اليدين اما بتركه او بالانشغال بامر من امور الدنيا لم يكن من طريقة من سبق ممن يقتدى بهم الورع باظهار العلم بل اذا كان في المجلس من يكفي ويغني اكتفوا به. وقد حضر في مجلس الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى يوما جماعة من الاكابر منهم الشيخ عبدالله بن والشيخ صالح الفوزان فكان من الناس من يريد ان يستفيد منهم فيستفتيهم فكانوا اذا سئلوا امروه ان يسأل الشيخ عبدالرزاق استغناء به واستكفاء بوجوده وهو اكبر منهم ولم يكن يطلب منهم اذا اجتمعوا ان يتكلم كل واحد منهم بل كانوا يستغنون بكلام اكبرهم وارشاده ويرون ان ذلك انفع للناس لانه اذا ملئت قلوب الناس بتعظيم العلماء ولزوم الادب معهم فيما بينهم فانه احرى ان يتأدب الناس بذلك الادب. وان يعرفوا لاكابر العلماء حقهم وهذا هو الذي ينتفع به الناس. فلما حرم الناس الاجر وغاب هذا الاصل من الرعاية ظن الناس ان الفائدة اذا اجتمع جماعة من طلبة العلم في مجلس عام ان يتكلم كل واحد منهم تحت دعوى افادة الناس. واعظم افادة الناس تعليمهم الادب مع العلم ومن الادب مع العلم ان يستغل في مثل هذا باكبرهم. فيرد الامر اليه ان في هذا حفظا لهيبة العلم وبيانا لما ينبغي ان يلزم من الادب من تعظيم العلماء والرجوع الى اكابرهن. نعم. احسن الله اليكم وان يحتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه نجرا له يفعل كما فعل سفيان وكما كان يفعله شعبة رحمه الله معه قال ابن مسلم في درسه وقد يجزر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته السكوت جواب كما قال الاعمش. ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله. فربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده. المعقد الثامن عشر التحفظ في مسألة العلم فرارا من العالم. التحفظ في مسألة العالم فرارا من مسائل الشر وحفظا لهيبة العمل. قوله فرارا من وسائل الشغب الشغب بسكون الغين. ولا تحرك فلا يقال الشغب. والشغب هو الشر وتحريكه وما يجري على لسان الناس من قولهم احداث الشغب لحن وانما يقال احداث الشغب. نعم. وحفظا لهيبة العالم فان من السؤال ما يراد به التشغيل التشغيل هو ايقاظ الفتنة واشاعة السوء ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي منهم ما لا يعجب كما مر معك في زجر المتعلم فلا بد من التحفظ بمسألة ولا يفلح في تحفظه فيه ولا يفلح في تحفظه فيها الا من اعمل اربعة اصول اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل قصده من السؤال التفقه والتعلم لا التعنت والتهكم فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. وفي من يسأل وله في سؤاله قصد باطل ويريد التوصل به الى مقصود له فاذا غفل عنه المفتي وافتاه بما يريد فرح به واشاعه واذا تنبه الى قصده حال بينه وبين مراده وزجره عن غيه؟ قال القراطي رحمه الله تعالى في كتابه الاحكام سئلت مرة عن عقد القاهرة هل يجوز ام لا؟ فارتبت وقلت له اي للسائل ما افتيك حتى تبين لي ما ما المقصود بهذا الكلام؟ فان كل احد يعلم عقد النكاح بالقاهرة جائز فلم ازل به حتى قال انا اردنا ان نعقد ان نعقده خارج القاهرة فمنعنا لانه استحلال يعني نكاح التحليل يعني يعني نكاح تحليل وهو نوع من الانكحة المحرمة فجئنا للقاهرة فقلت له لا يجوز لا بالقاهرة ولا بغير ووقع مثل هذا لابي عباس ابن تيمية الحفيد الحفيد في فتوى تتعلق باهل الذمة ذكرها تلميذه البار ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام الموقعين ردت عليه غير مرة في وجه غير الوجه السابق لها فكان يقول لا يجوز حتى قال في اخر مرة هي المسألة المعينة وان خرجت في عدة قوارب انظروا الى خطر الفتوى وتلاعب الناس فيها مع ان حال القدماء اسلم فكيف الناس اليوم؟ فان منهم من يضع لجنة تدرس صياغة الاستفتاء في اي وضع يكون سياسي او اقتصادي او ثقافي او اخلاقي في عرض استفتاء كانه يراد منه شيء. ومقصوده الباطن شيء اخر ان يسأل انسان مثلا هل العمل عبادة؟ وهل اذا تعارض قيام الانسان بامانة العمل في عقد خاص لاجيل او للدولة مع صيام رمضان يجوز له الفطر مع شدة الحر لما يترتب عليه من التفريط في العمل بل واثره على الانتاج واضعاف الحياة الاقتصادية في البلد. وما يتبع ذلك من بطالة الناس وغيابهم عن اعمالهم مما يؤدي الى حدوث الجرائم وتشجيع الوقوع فيها. فهذه صياغة استفتاء ظاهرها الرحمة وباطنه من قبله العذاب. فاذا لم ينتبه الانسان الى مثل هذه المقاصد الخفية من المسائل فان انه ربما اصاب مقتلا في نفسه. ومن المقاتل التجرؤ على الفتوى والمبادرة الى الكلام في الامور الواقعة دون روية ولا ادمان نظر وفكر. فيكون الذي تكلم به المفتي محمولا على وجه وهذا الذي قصده المستفتي محمولا على وجه اخر استفتاءات مموهة من المقاتل التي ربما يصاب بها المفتي مما يدل على عظمة منصب الفتوى وجلالته. وانه ينبغي ان يتباعد الانسان منه اذا كفي بغيره فلما عقل هذا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتدافعون الفتوى بينهم حتى ترجع الى الاول لانهم يعلمون خطورتها. واما من لا يرفع اليها رأسا. ويظن انه ومجرد سؤال وجواب فانه يقع على ام رأسه في مثل هذه المسائل. ومثل هذا يفيدك ان امر الفتوى لا يقوم على مجرد العلم. فليس كل من حفظ العلم وتكلم فيه يصلح للفتوى. لان الفتوى تحتاج الى الات عظيمة. منها العقل والتسديد والاعانة على الخير فانه قد يلمس في هذا في احد غيره في اكثر منه لكن لا ينظر منه تسديد في مقامه ولا فعاله. ولما حضرت الوفاة ابا عبد الله احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى سئل من نسأل بعدك؟ فقال اسألوا فلانا فقال ابنه عبد الله ان غيره اعلم منه. فقال رجل مسدد يوشك ان يسأل فيجيب فيصيب. فان الامام احمد علم ان امر الفتوى ليس مأخذه العلم فقط بل له مآخذ عدة منها ان يونس في المرء اذا واعانة وتوفيقا تعرف عنه مع كبر السن وطول المدة. فيكون محلا للفتوى. نعم احسن الله اليكم. اما الاصل الثاني فالتفطن الى ما يسأل عنه. فلا تسأل عما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة نفسها. سأل رجل احمد ابن حنبل عن يأجوج ومأجوج مسلمونهم فقال له احكمت العلم حتى تسأل عمدا ومثله السؤال عما لم يقع او او ما لا يحدث او ما لا يحدث به كل احد وانما يخص به قوم دون قوم. قوله وانما يخص به قوم دون قوم هذا اصول تلقي الدين فالدين لا ينبغي ان يكون حمى مستباحا لكل احد. بل فيه ومن ما يخص به قوم دون قوم. ولم يزل العلماء على هذا حتى ضعف هذا الاصل. وكان للعلامة محمد ابن ابراهيم مفتي البلاد الاسبق رحمه الله درس لا يحضره الا اربعة وهذا المأخذ في حفظ العلم وحماية جنابه واجلاله هو المأخذ في عدم نقل هذا البرنامج عبر النت فانه لا يستوي الحاضرون والنتيون. ولابد ان يعلم الانسان ان للعلم درجات وان تلقيه له مراتب وان اخذه له حق وان ان هدره وبذله كيفما اتفق اذهاب لرونقه واضعاف لحرمته فمن وعى هذا الاصل في الشرع انزله منزلته. وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم صحيح باب من خص بالعلم قوما دون قوم فمن مآخذ العلم في الشرع تخصيص قوم دون قوم به لامر ملحوظ شرعا. ومن ملاحظة العلم اجلاله وتعظيمه. واراقة هيبة العلم. بالتسارع الى نقل كل شيء في النت اذهاب له فانما ينقل للناس ما يقوم به دينهم مما لا يستطيع الانسان الزيادة عليه. فهذا يكون معذورا في عدم حضوره ويكون وقد حصل ما ينبغي له من علم الشريعة. واما من اراد ان يكون طالبا للعلم محصلا له فانه ينبغي ان يعامل في للعلم معاملة اخرى. نعم. احسن الله اليكم. اما الاصل الثالث فالانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة على عن سؤاله. فلا يسأل فلا يسأله فلا يسأله في حال تمنعه ككونه تمنعه. لا تمنعه في حال تمنعه ككونه مهموما او مبكرا او ماشيا في طريقنا واكبا لسيارته بل يتحين طيب نفسه. قال قتادة رحمه الله سألت سألت ابا الطفيل مسألة فقال ان لكل مقام مما قال وسأل رجل ابن المبارك عن حديث وهو يمشي فقال ليس هذا من توقير العلم. وكان عبدالرحمن بن ابي ليلة يكره ان يسأل وهو يمشي. اما الرابع فتيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه في صورة مستحسنة متأدبة فيقدم الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه لا تكونوا مخاطبته له كمخاطبته اهل السوق واخلاق العوام. قال جعفر بن ابي عثمان كنا عند يحيى بن معين فجاءه رجل مستعجل فقال ابا زكريا حدثني بشيء اذكرك به فقال يحيى اذكرني انك سألتني ان احدثك فلم افعل واذا تأملت السؤالات الواردة على اهل العلم اليوم رأيت في كثير منها سلب التحفظ الادب فترى من يسأل متهكم قوله سفساف الادب اي واستفساه من كل شيء رديئه. نعم. احسن الله اليكم. اترى من يسأل متهكما او يسأل متحقرا يسألون عما لم يفعلوا او يسأل محتقرا. او يسأل محتقرا. لا محتقرا. محتقرا. يسألون عما لم يقع او ما وقع ولا ينفع لا يتخيرون وقت الايراد المناسب. ولا يتلطفون في عرض المطالب كسؤالات ومفاتيح الفتن. واسباب المحن لهم مما يصنعون. وما احوج هؤلاء الى مقالة زيد ابن اسلم رحمه الله لما سأله رجل عن شيء فخلط عليه. فقال زيد اذهب فتعلم كيف تسأل ثم تعال فسل وكم هم المحتاجون اليوم الى مثل مقالة زيد ابن اسلم رحمه الله المعقد التاسع عشر شغف القلب وغلبته عليه. قوله شغف القلب بالعلم اي بلوغه شغف القلب. وهو غشاء ومنه قوله تعالى قد شغفها حبا اي بلغ حبها واي بلغ حبه باطن قلبها. نعم. احسن الله اليكم. فصدق الطلب له يوجب محبته وتعلمه قلبي به ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى في قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة ومن لم يغلب لذة ادراكه دعوته على لذة جسمه وشهوة نفسه لم ينل درجة العلم ابدا. وانما تنال لذة العلم بثلاثة امور. ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله في كتابه السالف احدها بذل الوسع والجهد وثانيها صدق الطلب قوله بذل الوسع بضم الواو اي الطاء وذكر فيه ايضا الفتح والكسر وبه قرأ خارج العشر في قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا الا وسعها فالافصح قراءتها للضم. نعم. احسن الله اليكم وثالثها صحة والاخلاص ولا تتم هذه الامور الثلاثة ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى من هذا العطف في قوله صحة النية والاخلاص من عطف الخاص على العام. فالنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله والاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله عز وجل. فالنية من عمل القلب اخلاص صفتها المطلوبة شرعا. نعم. احسن الله اليكم. ولا تتم هذه الامور الثلاثة الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب. ومن سبر هذه اللذة في احوال السابقين من علماء الامة رأى عجبا. فلسان احدهم ما الا رواية مسند قد قيدت بفصاحة الالفاظ ومجالس فيها تحل سكينة ومذاكرات معاشر ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء بات ابو جعفر خزيرا. دماء غزيرة. بات ابو جعفر النسفي مهموما من ضيق البال وسوء الحال وكثرة العيال فوقع في خاطبه فرع من فروع مذهبه وكان رحمه الله حنفيا فاعجب به فقام يرقص في داره ويقول اين الملوك ابناء الملوك اين الملوك وابناء الملوك؟ اذا خاض في بحر التفكر خاطري على درة من معضلات المطالب حقرت ملوك الارض في نيل ما حووا ونلت المولى بالكتف لا بالكتائب. ولهذا كانت الملوك تسوق الى لذة العلم وتحس فقد وتطلب تحصيلها فيلم ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالكه تملأ الشرق والغرب هل بقي من لذات فيها شيء لم تنله فقال وهو مستو على كرسيه وسرير ملكه بقيت خصلة ان اقعد على مصطبة وحولها مصطبة وحول اصحاب الحديث اي طلاب العلم فيقول المستملي من ذكرت رحمك الله يعني فيقول حدثنا فلان قال وحدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة فانظر الى شدة افتقار هذا الخليفة الى الى لذة العلم وطلب تحصيلها اليها ومتى عمر القلب بلذة العلم سقطت لذات العادات وذهلت النفس عنها النظر ابن سمير يقول لا يجد المرء لذة حتى يجوع وينسى جوعه بل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة. ومحمد بن هارون الدمشقي يقول لمحبرت في النهار احب الي من انس الصديق ورزمتك غائب في البيت عندي احب الي من عجلي الدقيق ولطمة عالم في الخد مني الذ لدي من شغل الرحيق. ولا تعجب فما هذه الاحوال الا مس عشق العلم؟ فابن القيم يقول في روضة المحبين. واما عشاق العلم فاعظم شغفا به وعشقا له من كل عاشق بما شوقه. وكثير منهم لا يشغله عنه اجمل صورة من البشر. فاين هذا الشرف يا طلاب العلم ممن يقدم حظه من عزه على حظه من عرسه من عرسه على حظه من درسه. العرس اسم للزوجة. نعم. احسن الله ويكون جلوسه جلوسه الى السمار وشيوخ القمراء احب اليه من الجلوس الى العلماء وتقوى عزيمته للتنقل في الفلوات ولا تقوى السير في نقل المعلومات وينهض نشيطا لقنص الطير كسلا عن صيد الخير فما حظ هؤلاء وكثيرهم وكثير هم ما حظهم من تعظيم العلم وقلوبهم مأسورة بمحبة غيره. قوله وشيوخ القمراء في المحدث الفاصل عن الاعمش انه قال اذا رأيت الشيخ ولم يطلب الحديث فاصفعه فانه من شيوخ الخضراء قال سهل بن اسماعيل شيخ رام هرمزي فقلت لابي عقبة يعني شيخه محمد ابن عقبة ما شيوخ القمراء؟ فقال شيوخ دهريون اي طويلة اعمارهم فهم منسوبون الى الدهر والنسبة الى الدهر يقال فيها دهري ولا يقال دهري قال شيوخ يهريون يجتمعون في ليالي القمر فيتحدثون بايام الخلفاء ولا يعرف احدهم كيف يتوضأ؟ فعاب حالهم التي انتهوا اليها فصاروا مستحقين للصفع كما قال الاعمش رحمه الله نعم. احسن الله اليكم. المعقل العشرون حفظ الوقت في العلم. اذا كان العلم اشرف مطلوب والعمر يقضى كجليد يذوب فعين العقل حفظ الوقت فيه الخوف من تقضيه بلا فائدة والسؤال عنه يوم القيامة يحملني واياك على المبالغة في رعايته. قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الافظل فالافضل من القول والعمل. ومن عظمت رعاية العلماء للوقف حتى قال محمد بن عبدالباقي البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لائم وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتابا في ثمان مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري. وبلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم ان يقرأ عليهم على الاكل فلقد كان احمد بن سليمان المتوفى عن ثمانية وعشرين سنة يقرئ القراءات في حال اكله خوفا من ضياع وقته في غيرها فكان اصحابه يقرأون عليه وهو يتناول مأكله ومشربه. بل كان يقع عليهم وهم في دار الخلاء. فكان ابن تيمية الجد رحمه الله اذا دخل الخلاء لقضاء حاجة قال لمن حوله اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك وتجلت هذه الرعاية للوقت عند القوم ما ذكره من القراءة على ابن تيمية الجد في حال دخوله الخلاء لا تقدح في اعظام العلم فان القارئ كان خارج الكنيف مباعدا له وانما اراد حفظ الوقت في الا يمضي شيء من زمنه في غير لفائدة يستفيدها وفي تاريخ دمشق لابن عساكر باسناده الى احمد ابن علي الرقام قال سألت عبدالرحمن اي ابن ابي حاتم عن كثرة سماعاته وسؤالاته ابيه قال ربما كان يأكل واقرأ عليه. ويمشي واقرأ عليه. ويدخل الخلاء اقرأوا عليه ويدخل البيت في طلب شيء واقرأ عليه. فانظر الى شدة ولعه بالعلم حتى صار وشغلهم الشاغل في كل حال من احوالهم. نعم. احسن الله اليكم. وتجلت هذه الرعاية من وقت عند القوم رحمهم الله معالم عدة لم تبلغها الحضارات الانسانية قاطبة منها كثرة قوله لم تبلغها الحضارات الانسانية قاطبة الانسانية نسبة الى الانسان وهو اسم جنس يقع على الواحد والجمع والذكر والانثى مشتق من الانس او النسيان. وهو بمعنى البشرية او الادمية فلا يختص بالصفات الحسنة دون السيئة. فان العرب لم تضع هذا اللفظ على هذا المعنى فهو لا يتضمن حمدا ولا مدحا. فاذا قيل في حق احد فلان انساني او بلاد انسانية فانه لا يفيد الا كونها مسكونة بالانس. ولا يفيد مدحا فان العرب لم تضعه على هذا نعم. احسن الله اليكم. منها كثرة دروسهم فقد كان النووي رحمه الله يقرأ كل يومه اثني عشر درسا على مشايخه. والشوكاني الله صاحب نيل الاوطان تبلغ دروسه في اليوم والليلة ثلاثا والليلة ثلاثة عشر درسا منها ما يأكله عن مشايخه ومنها ما يأخذه عنه تلامذته محمود الالوسي صاحب التفسير عليهم جميعا فقد كان يدرس في اليوم في اليوم اربعة وعشرين درسا ولما اشتغل بالتفسير والافتاء نقصت الى ثلاثة عشر درسا ثم رأيت في ترجمة محمد ابن ابي بكر ابن جماعة ان دروسه وتبلغ في اليوم والليلة نحو خمسين درسا. ومنها كثرة هذا خيال عند بعض الناس. ولكن الله عز وجل يقسم القوى بحسب ما يهب الله عز وجل للعباد. فان النبي صلى الله عليه وسلم كما الصحيح اوتي قوة مئة رجل. فاذا كان هذا حظه صلى الله عليه وسلم في امر يتمتع به. فما حظ صلى الله عليه وسلم من المعارف الالهية واللذات الايمانية لا ريب انه اضعاف اضعاف ذلك. ويكون لاتباعه صلى الله الله عليه وسلم حظ من هذه القوى كما اتفق لابن جماعة رحمه الله ان يدرس باليوم والليلة خمسين درسا. نعم. احسن الله اليكم كثرة مدروساتهم فقد درس ابن التبان المدونة نحو الف مرة وربما وجد في بعض كتب عباس ابن الفارسي بخطه درسته الف مرة وكرر غالب ابن عبد الرحمن المعروف بن عطية واردي صاحب التفسير المشهور والد صاحب التفسير المشهور صحيح البخاري سبع مئة مرة ومنها كثرة مكتوباتهم فاحمد ابن عبد الدائم المقدسي احد شيوخ العلم من الحنابلة كتب بيده الفي مجلد ووقع مثله لابنه ووقع مثله لابن الجوزي ومنها كثرة مقروءاته فابن الجوز رحمه الله طالع وهو بعد في الطلب عشرين الف مجلد ومنها كثرة شيوخهم فالذين جاوز عدد شيوخهم الالف كثير في هذه الامة واعجب ما ذكر ان ابا سعد السمعاني بلغ عدد شيوخه سبعة الاف شيخ قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد وهذا شيء لم يبلغه ومنها كثرة مسموعاتهم ومكروهاتهم على شيوخهم من التصانيف المطولة والاجزاء الصغيرة فقد تعد بالالاف المؤلفة كما وقع لابن السمعاني المذكور وصاحبه ابن عساكر في جماعة اخرين. ومنها كثرة مصنفاتهم حتى عدت الف مصنف لجماعة من علماء هذه الامة منهم عبدالملك بن حبيب عالم الاندلس وابو الفرج بن الجوزي. فاحفظ ايها الطالب وقتك. فلقد ابلغ الوزير الصالح بن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفس ما عنيت ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع. قوله ما عنيد بحفظه بالبناء نقول اي شغلت ويجوز في قوله قراه يجوز الضم والفتح ايضا. نعم. احسن الله اليكم الى هنا بلغ القوم تمام وحسن قطع الكلام بالختام فيا شداة العلم وطلابه فيا شداة العلم وطلابه ويا قصاده في الحوار بابه قوله قياس ذات العلم سداة العلم جمع شاذ والشادي في العلم هو من اخذ بطرف منه وهي عندهم مرتبة فوق مرتبة المبتدئ. نعم. احسن الله اليكم امتثلوا معاقل تعظيم وانتم تقبلون على مقاعد التعليم تجدوا نفعه وتحمدوا عاقبته واياكم والتهاون بها والعذوق عنها فانها مفتاح العلم وميقات الفهم فبها تجمع العلوم وتؤصل وبها تيسر الفنون وتحصل فشمروا عن ساعد الجد ولا تشغلوا بميعة الجد واحفظوا رحمكم الله قول ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله عز وجل طالب النفوذ الى الله والدار الاخرة بل الى كل علم وصناعة ورئاسة حيث يكون رأسا في ذلك مقتدى به فيه يحتاج ان يكون شجاعا مقداما حاكما على وهمه غير مقهور تحت سلطان تخيله. قوله حاكما على وهمه الوهم بسكون الهاء هو الظن. واما بتحريكها الوهن فهو الغلط والمقصود منهما هنا هو الاول. ها؟ احسن الله اليكم غير مقبول تحت سلطان تخيله. زاهدا في كل ما سوى اسقا لما توجه اليه عارفا بطريق الوصول اليه والطرق القواطع مقدام الهمة ثابت الجأش لا لا يثنيه عن مطلوبه لو ملائم ولا عدل عادل كثير السكون دائم الفكر غير مائل مع لذة المجد ولا الم الذنب قائم بما يحتاج اليه من اسباب معونته لا تستفزه المعارضات شعاره الصبر وراحته التعب محبا لمكارم الاخلاق حافظا لوقته لا يخالط الناس الا على حذر كالطائر الذي لا كالطائر الذي يلتقط الحب بينهم قائما على نفسه بالرغبة والرهبة طامعا في نتائج الاختصاص على بني جنسك غير مفسد شيئا من حواسه عبثا ولا مسبحا خواطره في مراتب الكون وملاك ذلك هجر العوائد وقطع العلائق الحائلة بينك وبين المطلوب انتهى كلامه رحمه الله فما اجمله ذكرا وتبصيرا قوله رحمه الله ملاك الامر فتح الميم وتكسر ايضا اي قوام الشيء. وهو نظامه وعماده. والنظام الذي يجمع ما سبقه وهو ما ارشد اليه رحمه الله هنا. وقد رد ابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه المذكور تحصيل المطلوبات المعظمة الى قسمين اثنين متى وجد حصل الانسان مطلوبه المعظم احدهما هجر العوائد اي ترك ما جرت عليه عادة الناس والفوه. مما يضعف السير الى المطلوب. والثاني قطع العلائق قال اي الوشائد والصلات الهائلة بين العبد ومطلوبه. وزاد ابن القيم رحمه الله الله تعالى في موضع اخر من الفوائد رفض العوائق. وفرق بينها وبين العلائق بان العوائق هي والحوادث الخارجية. والعلائق هي التعلقات القلبية فصار تحصيل المطلوبات المعظمة يرجع الى ثلاثة اصول. احدها هجر العوائد وثانيها قطع العلائق. وثالثها رفض العوائق. فمتى تحرى الانسان هؤلاء في طلب مقصوده ادركه. نعم. احسن الله اليكم اللهم يسر لنا تعظيم العلم واجلاله واجعلنا ممن سعى له كذلك فناله. اللهم انا نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفع اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تكون به بيننا وبين معصية ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به عليها مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما هو قولنا وقوتنا بالافراد والوارد في لفظ الحديث وموافقة لفظ الحديث اولى من ابتداء كلام غيره. وهو المصدر بقول الله تعالى في القرآن ويزدكم قوة الى قوتكم. فالقوة لم تجمع بخلاف الاسماع والابصار وهذا هو الوارد في حديث ابن عمر المشهور. نعم. احسن الله اليكم. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا واجعله الوارث منا. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. وبهذا ينتهي شرح الكتاب على مختصر يفتح موصده ويبين مقاصده. اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق وقبل انصرافكم اود التنبيه الى امور اولها فكرة البرنامج اقراء متون معتمدة التعليق اللطيف والتنكيت الظريف. والنكتة من العلم ما دق وغمض مأخذه غاية هذا البرنامج تقريب مقاصد الفنون للمبتدئين وتقريرها في نفوس المتوسطين وتحقيقها فمنفعته باذن الله عامة للطالبين. ثالثها التحريض على اغلاق الجوالات لانها تشوش على حضور الدرس واقبال القلب انما يمكن بمنع القواطع التي تقطع اقبال الانسان على مطلوبه وهي من جملة ما يندرج في قول ابن القيم رحمه الله تعالى قطع العلائق فهي من التعلقات التي تشغل الانسان فمن كان معه شيء من هذه الاجهزة فاما ان يغلقه واما ان يضعه على الصامت لان لا يؤذي اخوانه. رابعها ليس من ادب الدرس التفرق والبعد عن الحلقة. والذي جاءت به السنة هو الدنو من الحلقة والدخول فيها. وكلما الانسان فيها اقرب كان اجره اعظم. والتفرق اوزاعا اوزاعا قد جاءت السنة بالنهي عنه ذلك ينهى في مجالس العلم عن التفرق. ومن يجلس على المتكأ ان كانت الحلقة وصلت اليهم فيسعهم ذلك اما ان كانت الحلقة بعيدا عنهم فهذا لا يليق بهم وهو خلاف السنة. وكما امر في الصلاة بتسوية الصفوف ومقاربتها فان العلم صلاة القلب ولابد من تسوية الناس فيه واهمال هذا يضعف هذه الصلاة والتفرق في الصورة الظاهرة يورث التفرق في الحقيقة الباطلة. ولذلك فمن اسباب تفرق طلبة العلم عدم رعايتهم لمثل هذه الاصول. فيؤول الامر الى ان لا يرحم بعضهم بعضا ولا يسامح بعضهم بعض ولا يعفو بعضهم عن بعض لانهم لم يتأدبوا بذلك. بل يجلس هذا هنا وذاك هناك ثم يرى معلمهم انه يجلس لتعليمهم وهو لم يعلمهم اعظم شيء يدركونه في العلم وهو كيفية وتقربهم باخذهم العلم الى الله عز وجل. فان العلم عبادة والعبادة لها هيئات وكيفيات منقولة وانتم تحفظون حديث ابي واقل الليثي في صحيح البخاري في النثر الثلاثة الذين مروا على حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فاما احدهم فوجد فرجة في الحلقة فاوى فاواه الله اليه الثاني فجلس خلف الحلقة فاستحيا فاستحيا الله منه. واما الثالث فاعرض فاعرض الله عنه. فالمشروع للانسان اذا وجد مكانا في الحلقة ان يجلس فيها. لان الله يؤويه اليه ومن جلس خلف الحلقة فلا حظ له من ايواء الله له. ولذلك يكون ادراك من اوى الى الله اعظم ممن استحيا الله سبحانه وتعالى منه. خامسها يسمح بالتسجيل الصوتي لمن اراد. شرط ان يكون خاصا به لا يخرجه لغيره الا باذن. فمن اراد ان يسجل فليسجل ما شاء ولكن لا يخرجه لاحد الا باذنه هذا الجنس اذا فرغ الانسان هذه الدروس فيكون تفريغها حبسا عليه لا ينقله الى احد الا باذن. سادسها احرصوا على اقتناء نسخ البرنامج وهي نسخ مصححة قدر الوسع ولا تزال تحت يد التصحيح. ولا يسمح بغيرها الا لمضطر لا يجد الا هي لان اختلاف النسخ مما يفسد الفهم فيكون الشرح على نسخة وانت معك نسخة اخرى ويمنع بتاتا استصحاب شرح لمتن نقرأه. فان هذا ليس من ادب العلم فان يفرق المدارك ويؤذيك في فهم ما يلقى اليك. ومن كانت عنده نسخ قديمة من نسخ البرنامج فاذا اراد ان يحضرها ويعلق عليها فالافضل له ان يقدم قراءة ما سبق له سماعه حتى ايتعب في طلب ما يسمعه هل هو موجود ام لا؟ فان لم يقرأ فالافضل له ان يحضر كناشا اي دفترن ثم يكتب فيه فيما يراه من الفوائد فاذا رجع قابله على نسخته القديمة فما وجده زائدا اثبته وانبه الى ان متن العقيدة الطحاوية قرن به تقريب له رتبت فيه جمل الطحاوية في فصول فينبغي اصحابه لانه سيعتمد عليه في الشرح. فلا بد من احضار متن الطحاوية نفسه واحضار تقريب الذي رتبت فيه الطحاوية في فصول كما ان متن فصول الاداب الذي هو صبيحة يوم الجمعة جعل عوضا عنه نظم الحلية الصغيرة لان الحاجة اليه اشد فيما رآه بعض الاخوان. سابعها يبدأ درس الفجر بعد ساعة من الاذان. ويبدأ درس العصر والعشاء بعد اربعين دقيقة من الاذان. وكلما تأخر الاذان تأخر الوقت معه. ويبدأ درس المغرب بعد الصلاة مباشرة لضيق الوقت والاصل في درس العشاء طوله لان الشتاء ربيع المؤمن فدرس الليل يكون اطول من غيره. ثامنا توجد طاقات للاسئلة ولا تقبل الاسئلة التي تكون في غيرها. ويمكن الحصول عليها بيسر فهي موجودة باستمرار على هذين العمودين خلفكم فمن اراد ان يكتب سؤالا فليثبته في هذه البطاقات. وينبغي ان تكون الاسئلة مقصورة على اشكالات المتون ويلقى اليك من الشرح جمعا للمقصود. تاسعها يوجد جدول للبرنامج متداول وتوجد منه نسخ على هذين العمودين فيستحسن ان يستصحب الانسان نسخة معه حتى يتابع سير البرنامج. عاشرها يتم باذن الله عقد اختبار تحصيلي شامل لجميع المقررات في الساعة السابعة والنصف من يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة وثلاثين بعد اربع مئة من الالف باذن الله تعالى. فيكون هذا الاختبار بعد مدة تبلغ عشرة اشهر. يستطيع ان يراجع فيها الطالب ما سمعه من هذه الشروح. فسيكون الاختبار اختبارا شاملا لجميع هذه المقررات. ومن هذا الاختبار اعانة الطالب على التحصين بالدأب والمراجعة كما انه يمكن من الاطلاع على مقداره في فهم العلم وتحصيله. وهذه الاختبارات ستكون مقارنة لكل مرحلة من المراحل. فالذي يواظب على الاختبار ويلتزم به يكون هو المواظب على حضور الدرس في الحلقة فان حضور الدرس في الحلقة لا يمكن ضبطه الا بتأخير والوقت اعظم من التعقيد مما يعين على معرفة فهم الطالب للعلم وادراكه له الاختبار الشامل الذي يكون بعد مدة عشرة اشهر فيكون بعد المرحلة الاولى اختبار وبعد المرحلة الثانية اختبار وبعد المرحلة الثالثة اختبار بعد المرحلة الرابعة اختبار وبعد مرحلة الخامسة اختبار. فمن هذه الاختبارات جميعا يكون قد استحق بعد ذلك اقراء عشرة متون لا يحضرها الا من حضر هذه المراحل الخمس لانه ليس كل العلم يلقى الى كل احد بل هناك من العلم ما يحتاج الى مكنة سابقة منه ولا يطلع على انك ممن اخذ في العلم بسبب الا اذا علم انك متابع لهذه الاختبارات لهذه المقررات مداوم للنظر فيها ومؤذن للاختبار فيها. فينبغي ان يحرص الطالب على هذا الامر. حادي عشرها من يرغب بتدبير امر السكنى من الطلبة الافاقيين من خارج الديار فانه يتصل بالرقم التالي صفر خمسة صفر ستة مئتان وستة وستون مئتان وخمسة وخمسون صفر خمسة صفر ستة مئتان وستة وستون مئتان وخمسة وخمسون اسأل الله لنا ولكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين