وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من المسندين باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن هنا يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول اصول باقراء اصول المتون وتبيين معانيها الكلية وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الاول من برنامج مهمات العلم في مرحلته الاولى. وهو كتاب تعظيم العلم لمعدي البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي نعم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. امين تعظيم العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ما عظمه معظم. وسار اليه راغب متعلم. قوله سار اليه راغب متعلم السير الى الله لزوم طريقه وهو سلوك الصراط المستقيم ذكره ابن رجب في كتاب المحجة في سير الدلجة والة سيره هي القلب قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد مبينا ذلك فاعلم ان العبد انما يقطع منازل السير الى الله بقلبه وهمته لا ببدنه وفي هذا المعنى انشد المنشد قطع المسافة بالقلوب اليه لا بالسير فوق مقاعد الركبان نعم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نبرأ بها من شرك الاشراك. قوله من شرك الاشراك الشرك حبالة الصائد التي ينصبها لقنص صيده ومن نوابغ الكلم عند الادباء كما في نهاية العرب وغيره قولهم البدعة شرك الشرك بتحريك الراء وتسكن ايضا اي حبالة الشيطان التي ينصبها للخلق فاذا دخلوا في البدعة جرهم الى الشرك بالله سبحانه وتعالى وجعلهم من اهله نعم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نبرأ بها من شرك الاشراك فتوجب لنا النجاة من نار الهلاك. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله ربه بالهدى ودين الحق يظهره على الدين كله ولو كره المشركون تبلغ رسالته واداها واسلم امانته وابداها انتصبت بدعوته اظهروا الحجج واندفعت ببيناته الشبهات واللجج واللجج السلام عليكم. واندفعت ببيناته الشبهات واللجج. اللجج بتحريك اللام مفتوحة لا بضمها التمادي في الخصومة وورثنا المحجة البيضاء والسنة الغراء. لا يتيه فيها ملتمس ولا يرد عنها مقتبس صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه عدد من تعلم وعلم اما بعد فلم يزل العلم ارثا جليلا تتعاقب عليه الاماثل جيلا جيلا. ليس لطلاب المعالي هم سواه ولا رغبة لهم في مطلوب عداه وكيف لا وبه تنال سعادة الدارين وطيب العيشين هو شرف الوجود ونور الاغوار والنجود كلية الاكابر ونزهة النواظر من مال اليه نعيم ومن جال به غنم ومن انقاد له سلم. قوله الاغوال والنجود الاغوار جمع غور والغور من الارض من خفض منها واطمأن والنجود جمع نجد وهو ما ارتفع من الارض وقوله حلية الاكابر الحلية اسم لما يتزين به وهي نوعان احدهما زينة باطنة والاخر زينة ظاهرة والعلم من الزينة الباطنة وما يرى على الظاهر من الهدي والدل والسمت من اثاره نعم لو كان سلعة تباع لبذلت فيه الاموال العظام او سعد في السماء لسمت اليه نفوس الكرام هو من المتاجر اربحها وفي المفاسد. اربحها هو من المتاجر اربحها وفي المفاخر اشرفها اكرم المآثر مآثره واحمد الموارد موارده تستعيذ من حظ نفسه عليه وحث ركاب وحث ركاب روحه اليه والشقي من زهد فيه او زهد وابعد عنه او بعد انفه باريج العلم مزكوم وختم القفا هذا عبد محروم والعلم يدخل قلب كل موفق من غير بواب ولا استئذان. ويرده المحروم من خذلانه لا تشقنا اللهم وان مما يملأ النفس سرورا ويشرح الصدر ويمده نورا. اقبال الخلق على مقاعد التعليم. وتلمسهم صراطا المستقيم وادل دليل واصدقه تكاثر الدروس العلمية وتوالي الدورات التعليمية حلاوة في بالمؤمنين وشجا في حلوق الكفرة والمنافقين فالدروس معقودة والركب معكوفة والفوائد شارقة والنفوس فائقة. قوله والركب معكوفة اي محبوسة العكف الحبس واللبس وليس المراد حركتها فلا يقال في وصف ذلك عكف الركب وانما توصف بقولهم بني الركب ومن ذلك قول زياد ابن واصل يكفيك من اناخة ثني الركب اما عكفها فيراد به الاقبال على الشيء ومنه قوله تعالى ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون اي مقيمون عليها نعم الاشياخ يمثلون درر العلم والتلامذة ينضمون عقده. قوله الاشياخ ينتلون درر العلم ان يستخرجونها ومنه قولهم مثل الكنانة اذا استخرج ما فيها من النبل والسهام فالنفل هو الاستخراج نعم وان من الاحسان الى هذه الجموع الصاعدة والاجيال الواعدة ارشادها الى سر حيازة العلم الذي يظفرها بمأمولها يغفرها الذي يظفرها بمأمولها ويبلغها مأمنها رحمة بهم من الضياع في صحراء الاراء وظلماء الاهواء واعمالا لهذا الاصل جمل الحديث ايها المؤمنون عن تعظيم العلم فان حظ العبد من العلم موقوف على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله فمن امتلأ قلبه بتعظيم العلم واجلاله صلح ان يكون محلا له. وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب. ينقص العبد منه حتى يكون من القلوب قلب ليس فيه شيء من العلم فمن عظم العلم لاحت انواره عليه ووفدت رسل فنونه اليه ولم يكن لهمته غاية الا تلقيه لنفسه لذة الا الفكر فيه. وكأن ابا محمد الدارمي الحافظ رحمه الله وكأن ابا محمد الدارمي الحافظ رحمه الله لمح هذا المعنى فختم كتاب العلم من سننه المسماة بالمسند الجامع بباب في اعظام العلم واعون شيء على الوصول الى اعظام العلم واجلاله. معرفة معاقل تعظيمه وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب فمن اخذ بها كان معظما للعلم مجلا له. ومن ضيعها فلنفسه اضاع ولهواه اطاع فلا يلومن ان فتر عنه الا نفسه يداك اوكتا وفوك نفخ. ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم وسنأتي بالقول باذن الله على عشرين معقدا يعظم بها العلم من غير بسط لمباحثها. فان المقام لا يحتمل والاتيان على غاية كل معقد يحتاج الى زمن مديد. والمراد هنا التبصرة والتذكير. وقليل يبقى اينفع خير من كثير يلقى فيرفع فخذ من هذه المقام فخذ من هذه المعاقد بالنصيب الاكبر تنل الحظ الاوفر من رياض الفنون وحدائق العلوم. واياك والاخلاد الى مقالة قوم حجبت قلوبهم. وضعفت رؤوسهم فزعموا فزعموا ان هذه الاحوال غلو وتنطع وتشدد غير مقنع فقد ضرب بينهم وبينها بسور له وباب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فليس مع هؤلاء على دعواهم من ادلة الشرع ما يصدقها. ولا من شواهد الاقدار ما يوثقها. وانما هي عذر وحجة العاجز فاين الغلو والتنطع من شيء الوحي شاهده؟ والرعيل الاول سالكه فكل معقد منها باية محكمة او سنة مصدقة او اثار عن خير القرون الماضية فان وثقت بصدقها وعقلت خبرها وخبرها فلا تقعد همتك بخطبة الكسل والثواني تتسلل الى وهي وهي تجلجل هذه احوال من مضى من سلف الامة وخير الورى فاين الثرى من الثريا؟ بل من سمت نفسه الى مقاماتهم ادركها فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم. ان التشبه بالكرام فلاح فاشهد قلبك هذه المعاقد وتدبر من قولها ومعقولها واستنبط منطوقها ومفهومها. فالمباني خائن المعاني مقصود هذه الجملة الاعلام بان نيل الطالب للعلم موقوف على قدر تعظيمه له فمن عظمه ناله ومن لم يبالي به حجب عنه واعون شيء للوصول الى اعظام العلم هو معرفة معاقل تعظيمه وهي الاصول الجامعة المحققة عظمة العلم في القلب وفي هذه الرسالة ذكر عشرين معقدا من معاقد تعظيم العلم على وجه الايجاز دون اطالة واطناب فالمراد هنا التبصرة والتذكير وقليل يبقى فينفع خير من كثير يلقى في رفع وانما تشرف النفوس بقدر ما تحظى به من الادراك والعلم لا يمدح بالبسط والاتساع وانما يمدح بالنفع والانتفاع ومراد الشريعة نفع الخلق بمعرفة الحق وتوسيع المعاني بتشقيق المباني ربما حال بين النفوس وبين احراز مقصود الشريعة والسير على هذه الاصول المذكورة في هذه الرسالة جادة شرعية وطريقة سنية سنية وهجر الناس لها اليوم سيرها عندهم غلوا وتشددا وتضطعا ومن لا يعرف الذهب يظنه نحاسا واذا لم تكن النفوس محمولة على هذه المعاقد مقيدة بها فانها لا تدرك العلم ولا تنتفع به البتة والمقصود من اقراء هذا الكتاب في طليعة كتب البرنامج وغيره هو رجاء حمل النفوس على طلب هذا الاصل العظيم الذي اذا وجد فيها احرزت العلم واذا فقد منها منعت العلم فان الانسان لا يقتبس العلم بما له من جودة حفظ او فهم وانما يستمد العلم باسباب مقدرة شرعا من جملتها بل اكدها على الاطلاق هو اعظام العلم واجلاله هو اعظام العلم واجلاله فمن عظم العلم دخل العلم قلبه ومن لم يعظم العلم فان الله سبحانه وتعالى يمنعه منه عقوبة له فان الدرر لا توجد في المزابل وانما تصلح للاماكن المهيئة لها. والقلوب المهيئة لحمل العلم هي القلوب الشريفة التي تجل العلم وتعظمه وانما يصلح للعلم من عظمه بتوفيق الله وتسديده وامداده كما قال الشاعر هذا هتف الذكاء وقال لست بنافع الا بتوفيق من الوهاب فينبغي ان يجعل طالب العلم مقاصد هذه الرسالة نبراسا يهتدي به باخذه العلم كي يحصله فانه ان فاته لم يحصله بالكلية وتباطؤ سير الخلق في احراز العلم ليس مرده الى قدرهم من حفظ وفهم كما يتوهمه اهل الظاهر وانما مدار الامر على اعظام العلم واجلاله. فان القلب اذا كسي باعظام العلم فتح الله عز وجل له موارد الفهم والادراك واذا لم يكن معظما للعلم حبس الله عز وجل عنه سيل المعرفة. وان كان يوصف بحفظ وفهم. وكم رأينا ورأيت في الخلق حفاظا افذادا واذكياء نبلاء لكنهم يحرمون العلم لان الله عز وجل لا يجعل ميراث النبوة الا في قلوب تصلح لحمله. فينبغي ان يلتمس طالب العلم مبتدأ افتتاحه اخذ العلم صلاحية نفسه للعلم واول ذلك ان يرعى هذا الاصل العظيم وهو اعظام العلم واجلاله ومعرفة قدره نعم المعقد الاول تطهير وعاء العلم وهو القلب فان لكل فان لكل مطلوب وعاء وان وعاء العلم القلب ووسخ الوعاء يعكره ويغير ما فيه وبحسب طهارة القلب يدخله العلم واذا ازدادت طهارته ازدادت قابليته للعلم ومثل العلم في القلب كنور المصباح ان صفا زجاجه شعت انواره وان لطخته الاوساخ كسفت انواره فمن اراد حيازة العلم فليزين باطنه ويطهر قلبه من نجاسته فالعلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف فطهارة القلب ترجع الى اصلين عظيمين. احدهما طهارته من نجاسة الشبهات والاخر طهارته من نجاسة الشهوات ولما لطهارة القلب من شأن عظيم امر بها النبي صلى الله عليه وسلم في اول ما امر في قوله تعالى في سورة المدثر وثيابك فطهر في قول من يفسر الثياب بالباطن وهو قول حسن له مأخذ صحيح. قوله وهو قول حسن له مأخذ صحيح اي تفسير الثياب بالاعمال والحامل على ذلك رعاية سياق الايات في السورة فان سياق الايات دال على ان المراد بالثياب الاعمال فان الله قال وربك فكبر ثم ذكر هذه الاية وثيابك فطهر ثم اتبعها بقوله والرز فاهجر وكل هذه الامور متعلقة بالباطن والمناسب بين هذا وذاك ان تكون ثياب ايضا متعلقة بامر الباطن. والمتعلق من معاني الثياب للباطن هي الاعمال فان العرب تقول فلان نقي الثياب اي سالم من الذنوب والاثام وعلى هذا التفسير اكثر السلف ذكره ابن جرير في تفسيره فتفسير الاية بالاعمال الملابسات اصح من تفسيرها بثياب الملبوسات لان دلالة السياق ترجح الاول. وعليه المعول ومن القواعد النافعة في الفهم رعاية السياق فان له اثرا في فهم الكلام ولا سيما في القرآن الكريم. ومنه هذه الاية فان العرب تسمي العمل ثوبا وتسمي ما يلبس ثوبا لكن سياق الاية مناسب لحملها على ارادة العمل فيكون معنى قوله تعالى وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من كل ما ينجسها وتطهير العمل يكون بتطهير القلب بنفي جميع انواع النجاسات عنه واصول نجاسة القلب ثلاثة ذكرها ابن القيم في كتاب الفوائد اولها الشيك وثانيها البدعة وثالثها المعصية فان هؤلاء الثلاث هن منجسات القلب والامر في اية المدثر يحويها جميعا نعم واذا كنت تستحي من نظر مخلوق مثلك الى وسخ ثوبك فاستحي من نظر الله الى قلبك وفيه احن وبلايا وذنوب وخطايا قال مسلم ابن الحجاج حدثنا عمرو الناقد قال حدثنا كثير ابن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان ان يزيد الاصم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. واحذر كمائن في هذا الحديث العظيم بيان ان محل نظر الله من العبد القلب والعمل معا فليس نظره سبحانه الى القلب وحده ولا الى العمل وحده بل الى مجموع الامرين القلب والعمل فالتقوى مؤلفة من قلب نقي طاهر وعمل صالح ظاهر ويكون التطهير لهما معا وهو المراد في الحديث وطهارة القلب بلا عمل كذب وشقاق وعمل بلا طهارة قلب نفاق فلا يوجد هذا المعنى الا بذاك ولا ينفصلان حتى يلج الجمل في سم الخياط نعم واحذر كمائن نفسك اللاتي متى خرجت عليك كسرت كسر مهاني من طهر قلبه فيه العلم حل. ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم وارتحل. نجاسته نجاسته. ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم وارتحل واذا تصفحت احوال طائفة من طلاب العلم في هذا المعقد رأيت خللا بينا فاين تعظيم العلم من امرئ تغدو الشهوات والشبهات في قلبه وتروح تدعوه صورة محرمة وتستهويه مقالة مجرمة. حشوه المنكرات والتلذذ بالمحرمات. فيه غل وفساد وحسد وعناد ونفاق وشقاق. انى لهؤلاء وللعلم ما هم منه ولا هو اليهم. قال سهل ابن عبد الله رحمه الله حرام على قلب ان يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل. ويصدق هذا المعنى قوله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق قال سفيان ابن عيينة رحمه الله في تفسيرها احرمهم فهم القرآن وقال محمد بن يوسف الفديابي امنع قلوبهم من التدبر في امري اي في القرآن ووجه حرمانهم مجازاتهم بجنس صنيعتهم فانهم لما استكبروا عن امر الله اذل الله عز وجل قلوبهم بظلمة الجهل ذكر هذا المعنى ابن كثير في تفسيره واذا صرف الله قلب العبد عن الفهم والتدبر فان قواه لا تنفعه واقرب شيء يخذلك اذا ركنت اليه هي قوتك التي تتوهمها فلا عون للعبد على ادراك مطلوبه سوى اقبال قلبه على ربه سبحانه وتعالى تألها وتعظيما فمن اقبل قلبه على الله عز وجل هيأ الله له قوى تمده وتعينه في احراز مطلوبه وليس المراد بصرف قلوبهم عدم قدرتهم على الحفظ بل تكون لهم مكنة على الحفظ والة على احراز مطلوبهم منه فتجد في الخلق حافظا القرآن او الحديث ضابطا الفاظه لكن الامر العظيم هو حرمان قلوبهم الفهم والعمل فان العبد اذا صرف قلبه بحرمان الفهم والعمل طار العوام خير منه. صار العوام خيرا منه بان العامية جاهل وهذا الدعي المنسوب الى العلم عنده حفظ فيه لكنه حرم العمل والفهم جزاء ما في قلبه من ظلمة التكبر او غيرها من علل القلب وافات النفوس التي توجب حرمان العبد من اعظم موارد العلم وهو الفهم والعمل فصار مرد احراز العلم قل له كما تقدم الى تهيء القلب له فان لم يتهيأ القلب فان المرء لا يدرك العلم وذلك بمنزلة الارض المعدة للزراعة فان الارض المعدة للزراعة ان لم تهيأ قبل زرعها لم ينفع بعد ذلك ما يوضع فيها. وان مد باعظم اسباب حفظ الزرع وتنميته وتقويته ومن امعن النظر في احوال المدركين المحققين من اهل العلم وجد ان اعظم آلاتهم في ادراك العلم بالفهم والعمل هي اقبال قلوبهم على الله سبحانه وتعالى فانهم لما اقبلوا على الله عز وجل بقلوبهم امدهم الله عز وجل بانواع من الفتح في الفهم والعمل فسبقوا غيرهم وتقدموا على من سواهم فينبغي ان يدرك طالب العلم ان اعظم صرف القلب عن ايات الله خاصة وعن العلم عامة هو حرمان العبد من الفهم والعمل واما كثرة المحفوظ او غير ذلك من مشاهد العلم الظاهرة فانها لا تجدي على العبد شيئا وانما يتفاضل الخلق بمقاديرهم في الفهم فان العلم هو الفهم اصلا والحفظ الة له ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في الصحيحين احدى النعمتين قال او فهما اتاه الله بالقرآن اتاه الله رجلا في القرآن ولم يذكر صلى الله عليه وسلم الحفظ لان الحفظ يستوي فيه الخلق بل يوجد في اهل النفاق بل يوجد في اهل الكفر فان من المتخصصين في دراسات الاستشراق من يحفظ القرآن كاملا وقد يكون يهوديا او نصرانيا وليس هذا هو الصرف المخبر عنه في قوله تعالى ساصرف اياتي وانما الصرف المقصود هو صرف قلوبهم عن الفهم والعمل نعم المعقد الثاني اخلاص النية فيه فان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم وصولها كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وقال البخاري في الجامع المسند الصحيح ومسلم في المسند الصحيح واللفظ للبخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة قال اخبرنا مالك عن يحيى ابن سعيد عن محمد ابن ابراهيم عن علقمة عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى. هذان النصان الاية والحديث اصلان عظيمان في تقرير الاخلاص لله عز وجل والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله هو تصفية القلب من ارادة غير الله وفي ذلك قال منشدكم اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه واحذر يا فطن اخلاصنا لله صف القلب من ارادة سواه واحذر يا فطن فمن اراد الاخلاص فليصفق قلبه من ارادة غير الله فاذا خلا القلب من الارادات الباطلة وتمحض مقصوده في طلب مرضات الله اصاب الاخلاص وقوله في نظمه واحذر يا فطن تنبيه الى ان الاخلاص يحتاج الى معالجة ومجاهدة لاحرازه والظفر به فان المرء اذا كان يعانيه خائفا من الوقوع في مخالفته ادركه قال سهل ابن عبد الله والشافعي رحمهما الله لا يعرف الرياء الا مخلص والمعنى ان المخلص يتخوف الرياء ان يقع في اعماله فتكون له معرفة فيه نعم وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين. قال ابو بكر المرودي رحمه الله سمعت رجلا يقول لابي عبد الله يعني احمد بن حنبل وذكر له الصدق والاخلاص فقال ابو عبد الله بهذا ارتفع القوم وانما ينال المرء العلم على قدر اخلاصه والاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول بها تتحقق نية العلم علمي اذا قصدها الاول رفع الجهل عن نفسه بتعريفها ما عليها من العبوديات. وايقافها على مقاصد الامر والنهي الثاني رفع الجهل عن الخلق بتعليمهم وارشادهم لما فيه صلاح دنياهم واخرتهم الثالث احياء العلم وحفظه من الضياع الرابع العمل بالعلم العلم شجرة والعمل ثمرة وانما يراد العلم للعمل. هذه الاصول الاربعة هي عماد نية العلم فمن اراد ان يحقق نية العلم في قلبه فليعمل هذه الاصول فيه وليشهد قلبه اياها واليها اشار منشدكم في قوله ونية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسم ونية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسم وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن والنسم الخلق ومعنى زكن اي ثبت نعم ولقد كان السلف رحمهم الله يخافون فوات الاخلاص في طلبهم العلم. فيتورعون عن ادعائه. لا انهم لم يحققوه في قلوبهم فهشام الدستوائي رحمه الله يقول والله ما استطيع ان اقول اني ذهبت يوما اطلب الحديث به وجه الله عز وجل وسئل الامام احمد هل طلبت العلم لله؟ فقال لله عزيز ولكنه شيء حبب الي فطلبته ومن ضيع الاخلاص فاته علم كثير وخير وفير. وينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل. وهو الاخلاص في اموره كلها دقيقها وجليلها سرها وعلنها ويحمل على هذا التفقد شدة معالجة النية. قال سفيان الثوري رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لانها تتقلب علي. بل قال سليمان الهاشمي رحمه الله ربما احدث بحديث واحد ولي نية. فاذا اتيت على بعضه تغيرت نيتي فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات. قول سفيان الثوري رحمه الله لانها تتقلب علي ذلك لان محلها هو القلب وانما سمي القلب قلبا لتقلبه كما قال الشاعر قد سمي القلب قلبا من تقلبه فاحذر على القلب من قلب وتحويل فاذا كان محل النية وهو القلب يتقلب فانما في هذا المحل تابع لتقلبه فالنية تتقلب على صاحبها وتتغير في قلبه تبعا لتغير القلب مما يورثها الحاجة الى شدة معالجتها وطلب تصحيحها واصلاحها وما ذكره سليمان الهاشمي رحمه الله في كلامه يراد به تصحيح النية وتصحيح النية هو ردها الى المأمور به اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها هو ردها الى المأمور به اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها ومعنى قولنا ردها الى المأمور به اي المحكوم به شرعا وقولنا اذا عرض لها ما يغيرها ان يخرجها من النية الصالحة الى مجرد الاباحة وقولنا اي يفسدها ان يخرجها من النية الصالحة الى النية الفاسدة وهي الارادة المحرمة وتصحيح النية شيء غير تجديدها فان محل تصحيح النية هو اذا عرظ للانسان ما يغير نيته او يفسدها فيحتاج الى تصحيحها اما تجديد النية فالمراد به استصحاب ذكرها فمراتب طلب النية في العمل ثلاث اولها ايجاد النية وهي الارادة المصاحبة للعمل وثانيها تصحيح النية اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها وثالثها تجديد النية وهو استصحاب ذكرها اذا طال الامد على العبد واعتبر هذا في طلب العلم فان المرء مفتقر حال ابتدائه فيه الى ايجاد نية مصاحبة له فان الاعمال تثمر بنياتها فاذا وجد للعبد نية صالحة في ابتغاء العلم اصابه واعتبر هذا ثانيا فيه في تجديد النية فان طالب العلم ربما عرظ له في طريق اخذه العلم ما يغير نيته او يفسدها فيحتاج الى تصحيحها بردها الى المحكوم به شرعا واعتبر هذا ايضا في تجديد النية فان طالب العلم يشرع في اخذ العلم بنية صالحة فاذا تطاول به الامد واخذ في العلم بخطو واسع ربما غفل عن نية العلم فيحتاج الى ايقاظ نيته من سباتها وبعثها من مرقدها وتنبيه نفسه الى مراده في تحصيل العلم باستحضار النية الصالحة للظفر بالعلم ومن راقب هذا بالعلم تزود بمعين عظيم فان النيات للعبد بمنزلة المراكب التي تقطع بها الطرق وان المرء اذا استرفه مركبه واستحسنه قطع الطريق بسلامة وطالب العلم خاصة والعامل لله عامة اذا اصلح نيته واستحسنها اعانته على احراز مطلوبه من عمله نعم المعقد الثالث جمع همة النفس عليه. فان شعث النفس اذا جمع على العلم التئم واجتمع. واذا شغل به وبغيره ازداد تفرقا وشتاتا وانما تجمع الهمة على المطلوب وانما تجمع الهمة على المطلوب بتفقد ثلاثة امور اولها الاولها الحرص على ما ينفع. فمتى وفق العبد الى ما ينفعه حرص عليه تانيها الاستعانة بالله عز وجل في تحصيله. اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده هذا بيت مشهور نسبه الراغب الاصفهاني في محاضرات الادباء الى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وذكر ابن ابي الحديد في نهج البلاغة والمقني في نفح الطيب بيتا اخر في معناه اذا لم يكن من اذا لم يكن عون من الله للفتى اتته الرزايا من وجوه الفوائد اي من وجوه يظن انها يكسب يظن انها تكسبه فائدة فتعود عليه برازية والرزية هي المصيبة ولعبد الغفار الاخرس بيت ثالث في معنى البيتين المتقدمين فانه قال اذا لم يكن عون من الله للفتى فكل معين عدا الله خاذلوه وربعت هذه الابيات الثلاثة بقول منشدكم اذا لم يكن عون من الله للفتى فلن يدرك الانسان ما هو قاصده اذا لم يكن عون من الله للفتى فلن يدرك الانسان ما هو قاصده فهذه ابيات اربعة في بيان اثر فقدان العون من الله عز وجل وان العبد اذا فقد عون الله فان اول ما يجني عليه اجتهاده وان الرزايا اي المصائب تأتيه من وجوه يظنها فوائد وان كل معين على الله خاضل له فلن يدرك الانسان مطلبه الذي يرومه. نعم ثالثها عدم العجز عن بلوغ البغية منه. وقد جمعت هذه الامور الثلاثة في الحديث الذي رواه مسلم ابن الحجاج. قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابن نمير قال حدثنا عبد الله ابن ادريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد عن محمد ابن يحيى ابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تعجز فمن اراد جمع همته على العلم فليشعل في نفسه شعلة الحرص عليه لانه ينفعه بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو ثمرة من ثمرات العلم وليستعن بالله عليه ولا يعجز عن شيء منه. فانه حينئذ يدرك بغيته ويفوز بما امله قال الجنيد رحمه الله ما طلبوا ما طلب احد شيئا بجد وصدق الا ناله. فان لم يناله كله نال الجد بالجد والحرمان بالكسل. فانصب فانصب تصب عن قريب غاية الامل. قوله بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو ثمرة من ثمرات العلم في معنى قول ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان اصل كل خير العلم والعدل واصل كل شر الجهل والظلم انتهى كلامه فمرد الخير كله الى العلم والعدل ولا سبيل الى العدل الا بعلم فان الانسان ان لم يكن له علم لم تكن له مكنة ان يقضي بالحكومة او يقسم في السوية فرجع الامر كله الى العلم فمن اصاب العلم عدل ومن كان ذا علم وعدل فقد احرز اصل الخير. ومن فقدهما فانه يرجع الى اصل الجبلة الانسانية والخلقة البشرية المذكورة في قول الله عز وجل في وصف الانسان انه كان ظلوما جهولا والمخرج من هاتين الظلمتين ظلمة الظلم والجهل العلم والعدل والعدل متوقف على العلم فصار على العلم مدار الامر كله واجتماع الضبطين على الجيم في البيت الشعري اعلام بصحة الوجهين جميعا فيقال الجد بالفتح والجد بالكسر ووضعهما على الحرف اعلام بمجيء الكلمة بهما في لسان العرب وكان قدماء المصححين يعتنون عند طباعة الكتب ببيان الوجوه الصحيحة للكلام في لسان العرب اذا كانت الكلمة تقبل اجتماع الحركات على الحرف فتجدهم يضعون ضبطين او ثلاثة على الحرف اعلاما بان الكلمة تكون بالمثبت عليه جميعا واذا اجتمعا على الحرف حركتان احداهما للغة العالية كالفتح والضم جعلوا اللغة العالية للاعلى ثم جعلوا ما تحتها للغة التي هي دونها ولاجل هذا شرفت الطبعات القديمة للكتب لان القائمين على طبعها وتصحيحها حينئذ كانوا علماء فان العلم صناعة العلماء ولما انتشرت الطباعة دخل في العلم من هو ليس من اهله من التجار فافسدوا الكتب ولاجل هذا ينبغي ان يجتهد طالب العلم في تطلب طبعاات الكتب التي نشرت قديما لانها نشرت بعناية العلماء فهي اصح واوثق من النسخ التي طبعت باخرة نعم فانهض بهمتك واستيقظ من الغفلة فان العبد اذا رزق همة عالية فتحت له ابواب الخيرات وتسابقت اليه المسرات قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة قذفه قمر العزيمة اشرقت الارض بنور ربها. ومن تعلقت همته بمطعم او ملبس او مأكل او اشرن لم يشم رائحة العلم. واعلم بان العلم ليس يناله من همه في مطعم او ملبس. فاحرص بلغ فيه حظا وافرا واهجر له طيب المنام وغلسي وان مما يعلي الهمة ويسمو بالنفس اعتبار حال من سبق. وتعرف همم القوم الماضين. فابو عبد لله احمد بن حنبل كان وهو في الصبا. ربما اراد الخروج قبل الفجر الى حلق الشيوخ. فتأخذ امه به وتقول رحمة به حتى يؤذن الناس او يصبحوا. وقرأ الخطيب البغدادي رحمه الله صحيح البخاري كله على اسماعيل الحيري في ثلاثة مجالس اثنان منها في ليلتين من وقت صلاة المغرب الى الفجر واليوم الثالث من ضحوة النهار الى صلاة المغرب ومن المغرب الى طلوع الفجر. قال الذهبي في تاريخ الاسلام وهذا شيء لا اعلم احدا في زماننا يستطيعه. رحم الله ابا عبدالله كيف لو اه همام اهل هذا الزمان ماذا يقول؟ هذا الذي وقع لابي بكر الخطيب الحافظ رحمه الله مما يستبعد وقوعه من قعدت همته وضعفت عزيمته وربما عد ذلك وهما كما اتفق لمحمد ابن ابي بكر الشلي في المشرع الروي فانه ذكر ان هذه الحكاية لا تصح وان الخطيب انما قرأ البخاري في خمسة ايام وما ذكره الشلي غلط منشأه انتقال ذهن من حكاية الى اخرى فان الخطيب رحمه الله اتفق له قراءة البخاري في مدتين يسيرتين مشهورتين الاولى قراءته في ثلاثة ايام على اسماعيل الحيدي والثانية قراءته في خمسة ايام على كريمة المروازية في ايام الحج بمكة وما ذكره الذهبي اعلام بما ال اليه حال الخلق وما اعتادوه في رسومهم لا انه قطع بان ذلك لا يستطاع فان المواهب والقدر بيد الله واذا كانت العلوم مننا الهية ومنائح ربانية فان الله عز وجل يهب لمن يشاء ما يشاء وكثير من الناس تغيب عن مداركهم هبة الله القوى في العلم والعمل واكثر ما يدركون من معنى الهبة الربانية ما يصيبونه من حظوظ الدنيا في المال والولد ولاجل هذا استعظموا ما يذكر من الحكايات والاخبار في احوال السلف فتجد من الخلق اليوم من يرد ما يذكر عن بعض السلف من عظيم حال العلم او العبادة تحت دعوى ان العقل لا يقبله وان المقاييس البشرية لا تصدقه وهذه الدعوة الزائفة التي يروج لها اليوم هي من الغلط المستبين اذ فيها مقايسة احوالنا باحوال السلف ومن هنا نشأ الغلط فان المرء يرى اليوم حاله وحال الناس من حوله فيجعل ذلك حاكما على حال السلف ومن طال عسير السلف الماضين وادرك مقاماتهم في العلم والدين علم ان الله عز وجل فتح لهم من انواع الهبات في القدر في العلوم والمعارف والاعمال ما لا يبلغ اليوم اكثر الناس عشر معشاره فاذا رأيت شيئا تستعظمه كالمذكور من الحكايات بكثرة الركعات في تراجم جماعة من التابعين واتباع التابعين والائمة من بعدهم كاحمد ابن حنبل وعبد الغني المقدسي ان منهم من كان يصلي في اليوم الف ركعة فلا تظن ان هذا زيف من الخيال بل فتح من المتعال ولكن المرء يقيس بحاله ثم يجعل ذلك سيفا مصلتا على احوال السلف ومن ادرك ان الامر مرده الى مواهب المنان علم ان الله يهب لمن يشاء ما يشاء ويفتح لمن يشاء ما يشاء ومن صحت نيته وكملت نفسه فتح الله له من المدارك والقدر والمواهب ما لا يراه في ابناء عصره لان خزائن الله لا تنفذ ومننه لا تنقضي ومن سار بسيل الاولين ادركهم وبلغ ما بلغوه خطب الحسن البصري الناس يوما وذكرهم باحوال الصحابة ومن سبق فقال له رجل يا ابا سعيد انك ذكرت قوما مضوا على خيل دهم بهم وانا على حمر عرج فقال رحمه الله من سار على طريق القوم وصل وصدق رحمه الله فان من سار بسيلهم واقتدى بهديهم فانه يصل الى ما وصلوا اليه ويجعل الله عز وجل له من انواع التوفيق والتسديد والاعانة والامجاد والمواهب والقدر والقوى وما لا يكون لغيره فيعرف حينئذ ان ما فتح الله عز وجل عليه به مع قلة عمله وسوء حاله ووسخ قلبه لا يكون شيئا في مقابل ما كانت عليه احوال السلف من زكاة نفوسهم وطهارة قلوبهم فيهيء الله عز وجل لهم من القوى والقدر ما يقتدرون به على احوال عظيمة من جنس المذكور ها هنا في ترجمة الخطيب البغدادي انه قرأ صحيح البخاري في ثلاثة ايام على اسماعيل الحيري ومن اعظم ما ينبغي ان يذكر به طالب العلم دوام مطالعة سير السلف والقراءة فيها فان نفسه تشره بذلك ويطمئن قلبه الى ما كانوا عليه فيعينه على الاقتداء بهم قال ابو الفرج ابن الجوزي في صيد خاطره ناصحا طالب العلم وامزج طلب الحديث والفقه بقراءة سير السلف والزهاد انتهى كلامه ثم ذكر رحمه الله انه افرد في اخبار جماعة منهم ما اذا طالعه طالب العلم حمله على الاقتداء بهم فذكر انه صنف سيرا مفردة لجماعة منهم سفيان الثوري والحسن البصري واحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وسعيد بن المسيب رحمهم الله الله والاقتداء باحوال السلف من مفاتحه العظيمة مطالعة سيرهم فان طالب العلم اذا كان دائم الاتصال بسيرهم قراءة ونظرا وتأملا وتفكرا حمله ذلك على الاقتداء والاهتداء بهم وكان ذلك مؤنسا له في وحشته ودافعا له ودافعا غربته ودافعا استمكان غربته على قلبه فان وحشة الغربة اذا هجمت على القلب كان مما يخففها ان تعلم انك لاحق ركب قوم مضوا من الانبياء شهداء والعلماء والزهاد والصالحين وحسن اولئك رفيقا فخفف ذلك عليك وحشة الغربة ذكر هذا المعنى ابن القيم في مدارج السالكين في منزلة الغربة منها ومما ينبغي ان يكون موقنا همة الانسان موقظا نفسه الى المعالي الاقتداء بالسلف في طلب العلم واعتبر هذا في حكاية الخطيب البغدادي فانه قرأ صحيح البخاري في ثلاثة ايام واليوم ضعف الناس عن ذلك حتى صار من المقالات الرائجة بينهم ان صحيح البخاري كتاب من المصادر العلمية وغفلوا عن ان صحيح البخاري هو الكتاب الاول المعظم بعد القرآن الكريم وفيه يقول ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الوصية الصغرى ولا اجد في الكتب المصنفة اجل من كتاب ابي عبد الله البخاري فاذا لم يكن للانسان حظ منه فقد حرم نفسه من حظ عظيم من منابع العلم وقديما قال احد رؤوس المعتزلة واسمه ابو سعد السمان قال من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الاسلام وانا اقول ومن لم يقرأ البخاري لم يتغرغر بحلاوة العلم فاذا لم يكن للطالب حظ من قراءة البخاري مرة بعد مرة فاته علم كثير وفي ترجمة عبد الحق بن غالب بن عطية الاندلسي انه قرأ صحيح البخاري اكثر من سبع مئة مرة وفي صحيح البخاري قال احدهم صحيح البخاري لو عظموه لما خط الا بماء الذهب لما فيه من العلوم العظيمة. ويكفيك انه الكتاب الاول بعد كتاب ربنا سبحانه وتعالى وكان ابو محمد ابن التبان اول ابتدائه يدرس الليل كله فكانت امه ترحمه وتنهاه عن القراءة بالليل فكان يأخذ المصباح ويجعله تحت الجفنة شيء من الآنية العظيمة ويتظاهر بالنوم فاذا رقدت اخرج المصباح واقبل على الدرس وقد رأيت في بعض المجموعات الخطية في مكتبة نجدية خاصة مما الى عبدالرحمن بن حسن ال الشيخ صاحب فتح المجيد قوله رحمه الله شمر الى طلب العلوم ديولا وانهض بكرة واصيلا. وصل السؤال وكن هديت مباحثا. فالعيب عندي ان تكون جهولا تكن رجلا رجله على الثرى ثابتة وهامة همته فوق الثريا سامقة. ولا تكن شاب البدن اشيب الهمة فان همة الصادق لا تشيب. كان الوفاء بن عقيل كان كان ابو الوفاء ابن عقيل احد اذكياء العالم من فقهاء الحنابلة ينشد وهو في الثمانين ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خلقي. ولا ولائي ولا ولا كرمي وانما اعتاد شعري غير صبغته والشيب في الشعر غير الشيب في الهمم. ومن بدائع كلم ابن الجوز قوله رحمه الله العلم والعمل توأمان امهما علو الهمة انتهى كلامه وذو الهمة العالية لا يمنعه شيء من ادراك مطلوبه ولو كان كبير السن فان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نالوا العلم كبارا قال البخاري في صحيحه وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا فلم يمنعهم كبر سنهم وتقدم اعمالهم من طلب العلم بل نالوه حتى صاروا ائمة الهدى ومصابيح الدجى. نعم المعقد الرابع صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة فان كل علم نافع مرده الى كلام الله وكلام لرسوله صلى الله عليه وسلم وباقي العلوم اما خادم لهما فيؤخذ منه ما تتحقق به الخدمة او اجنبية عنهما فلا يضر الجهل به فالى القرآن والسنة يرجع العلم يرجع العلم كله. وبه ما امر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. وهل اوحي الى ابي القاسم صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن والسنة. ومن جعل علمه القرآن والسنة كان متبعا غير مبتدع ونال من العلم اوفى قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد العلم فليثور القرآن فان فيه علم الاولين والاخرين فليثول القرآن اي ليبحث عن فهمه بتدبر اياته نعم وقال مسروق رحمه الله ما نسأل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا علمه في القرآن الا ان علمنا يقصر عنه. ويصدق هذا قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء اي مبينا موضحا لكل شيء فكل علم نافع اصله في القرآن الكريم. نعم وينسب لابن عباس رضي الله عنهما انه كان ينشد جميع العلم في القرآن لكن تقاصروا عنه افهام الرجال وما احسن قول عياض ليحصوا به في كتابه الالماع. العلم في اصلين لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاحب علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابعنا صاحبي. قوله عن الطريق اللاحب اي الواضح فالزائغ عن الطريق الواضح لا يوفق الى اصل العلم وهو علم الكتاب والسنة نعم واعلى الهمم في طلب العلم كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزل وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع. فالعلم في السلف اكثر والكلام وفي من بعدهم اكثر قال حماد بن زيد قلت لايوب السختياني العلم اليوم اكثر او فيما تقدم. قال الكلام اليوم اكثر والعلم في ما تقدم اكثر. وفي هذا المعنى يقول ابن ابي العز في شرح الطحاوية فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فانه قليل كثير البركة انتهى كلامه واشار الى هذا المعنى ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين. فكلام السلف كان قليل الالفاظ. لكن انه عظيم البركة جليل الفوائد بخلاف كلام من جاء بعدهم وهذا يصدق لك ما ذكرته انفا من ان العلم لا يمدح بالبسط والاتساع وانما يمدح بالمدارك والانتفاع وقليل يلقى فينفع خير من كثير يلقى في رفع وليس من مدارك الشريعة بسط العبارات وتطويل الاشارات بل ان الشريعة جاءت منسوجة على الجمع والايجاز ومن المنن الالهية على النبي صلى الله عليه وسلم ايتاؤه جوامع الكلم والشريعة تابعة لهذا المدرك فهي مطبوعة على جمع الكلم في مقاصد المرادات في باب الاعمال او العلوم فمن اراد ان يظفر بطريقة الشريعة في العلم فليستمسك بهذا الاصل ولا يتطلب سواه فان كلام الخلق لا ينتهي والمقصود منه ما اوصلك الى الحق وانما يوصلك الى الحق ما كان جامعا نافعا واما المطول فقد تضيع به مقاصد الشريعة فاكثر مدارك الخلق لا ترتقي اليه وجاءت الشريعة بملاحظة هذا الاصل في الامر بتقصير خطبة الجمعة كي يجمع الخطيب قلوب الخلق على مقصد بين لينطبع في نفوسهم فيمتثلوه ومغادرة هذا الاصل وهجرانه اورد الناس موارد العطب في العلم فربما مالوا عنه او تركوه لاجل هذا واسوأ من هؤلاء من يقدم على العلم ويتطلبه لكنه يظن ان النافع منه هو ما طولت فيه العبارات ولو كان تطويل العبارات ممدوحا لكان للمصطفى صلى الله عليه وسلم ممنوحا لكن الذي اوتيه صلى الله عليه وسلم هو جوامع الكلم وهي كما قال الزهري ان الله عز وجل ان يجمع له المعاني الكثيرة في الالفاظ القليلة وهكذا كان علم السابقين رحمهم الله تعالى. حتى اتسع طبع الكتب وكثرت مصادر المعلومات بايدي الناس فصار من اصولهم في اخذ العلم تلقيا وتلقينا تطويل العبارات مع ان ضرر ذلك على الخلق وبي والشرع بتحقيق هذا المدرك كفيل فانه حذر من تطويل خطبة الجمعة تحقيقا لهذا الاصل والعلم تابع لخطبة الجمعة فانهما يجتمعان في ارادة بيان الشرع وارادة بيان الشرع انما تنفع اذا كانت وفق ما جاء في الشرع من احكام نعم المعقد الخامس سلوك الجادة سلوك الجادة الموصلة اليه بكل مطلوب طريق يوصل اليه. فمن سلك جادة مطلوبه اوقفته عليه اوقفته عليه فمن سلك جادة مطلوبه اوقفته عليه. ومن عدل عنها لم يظفر بمطلوبه وان للعلم طريقا من اخطأها ضل ولم ينل المقصود وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثير يقول الزرنوجي رحمه الله في كتابه تعليم المتعلم وكل من اخطأ الطريق ضل ولا ينال المقصود قل اوجل. وقال ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد الجهل في الطريق وافاتها والمقصود يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة. وقد ذكر هذا الطريق بلفظ جامع مانع محمد مرتضى ابن محمد الزبيدي صاحب تاج العروس في منظومة له تسمى الفية السند. يقول فيها ما حوى الغاية في الفي سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصح فطريق العلم وجادته مبنية على امرين من اخذ بهما كان معظما للعلم. لانه يطلبه من حيث يمكن الوصول اليه ايه؟ فاما الامر الاول فحفظ متن جامع للراجح فلابد من حفظ ومن ظن انه ينال العلم بلا حفظ فانه تطلب محالا والمحفوظ المعول عليه هو المتن الجامع للراجح. اي المعتمد عند اهل الفن فلا ينتفع طالب يحفظ المغمور في ويترك مشهورة كمن يحفظ الفية الاثاري في النحو ويترك الفية ابن مالك. من معايب اخذ العلم حفظ المتون غير المعتمدة عند اهله فينبغي ان يكون طالب العلم حريصا على حفظ وقته في طلب العلم مشتغلا بحفظ المتون المعتمدة في الفنون التي يروم ادراكها صادفا نفسه عن غير المعتمد لانه يضر به والمتن المعتمد هو المتن الذي جرى اهل العلم على اعتباره وجعله اصلا في تلقي العلم وتلقينه وما خرج عن هذا فانه غير معتمد فاذا اتيت للنحو مثلا وجدت جملة من الالفيات كالفية ابن معطي والفية ابن مالك والفية السيوطي والفية الاثاري والفية الاجهوري والفية ابن ابي القسط والفية والفية محمد نور في اخرين. فان في النحو نحو عشر الفيات نحو عشر الفيات لكن المتن المعتمد من المطولات النحوية هو الفية ابن مالك فالخروج عن ذلك الى غيرها يضر طالب العلم وهذا مثال لتقرير الاصل وهو ان طالب العلم يعول على المتون المعتمدة الجامعة للراجح ولا ينبغي له ان يعول على متن غير معتمد يضيع فيه عمره ووقته بترك المتن المعتمد واخذ متن اخر وشبيه بحال من يحفظ المتون غير المعتمدة من يحفظ المتون المعتمدة من نسخ مصلحة والنسخ المصلحة هي التي حكمت فيها ايدي بعض اهل العلم بالتغيير والتبديل والتحويل وهذا من جنس الاول فمن اراد ان يحفظ شيئا فانه يحفظه على وظع واظعه واما ان يحفظ نسخة ادخلت فيها اصلاحات وتغييرات لمتأخر فان هذا من الاخلال العلم والتعدي على الماضيين رحمهم الله تعالى وانما ظهر هذا في السنين الاخيرة مع وجود الاصلاح قديما عند اهل العلم فان من طالع شرح ابن غازي المكناسي على الفية ابن مالك وجد كتابه مملوءا بقوله رحمه الله ولو انه قال كذا وكذا لكان اجمع او يرى ان احلال كلمة محل اخرى في بيت الفية ابن مالك اولى ومع ذلك لم ينسج احد على منوال ما ذكره ابن غازي فلم يعمد الى تحويل نسخة من الالفية وفق ما يراه ابن غازي بل بقيت الفية ابن مالك وفق ما وضعه ابن مالك رحمه الله فالنسخ المغيرة المصلحة اليوم لا ينبغي حفظها لانها من تحكمات المتأخرين على الاولين. ومن اراد ان ينفع الناس فانه يلحق هذه في الاصلاحات في شرح او في حاشية المتن اذا طبعه فاذا طبع مثلا الفية ابن مالك وله اختيارات في بعض ابياتها تقويما واصلاح علق في الحاشية ولو انه قال كذا لكان كذا. فالتغيير والاصلاح غير ممدوح في المتون الا شيئا يتعلق بالنص الشرعي فانما يتعلق بالنص الشرعي نافع لا مشاحة فيه ومن هذا الجنس ان العقيدة الواسطية مملوءة بالايات القرآنية وابو العباس ابن تيمية الحبيب يقرأ على قراءة ابي عمرو ابن العلاء البصري ولما طبعت العقيدة الواسطية في الهند قبل اكثر من مئة وخمسين سنة ثم توالت الطبعات المشرقية لها جعلت الايات وفق الرواية المشهورة في قراءة الناس وهي رواية حفص عن عاصم فمثل هذا لا بأس به ومثله ايضا تقويم روايات الاحاديث النبوية وفق ما بايدينا من النسخ فمثلا من احاديث الاربعين حديث سفيان ابن عبد الله الثقفي قل امنت بالله ثم استقم وهذا اللفظ الذي ذكره النووي وعزاه الى مسلم ليس موجودا في النسخ التي بايدينا وانما هو في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم بالفاعوض ثم فاذا عدل وفق النسخ التي بايدينا ونبه الى ذلك في الحاشية كان ذلك امرا لا غضاب فيه. وانما الغض والغمز هو في تعدي بعض الناس على اصول العلم وتحويلها وجعل ذلك في اصل المتن فالحفظ للمتون غير المعتمدة او لمتون معتمدة من نسخ مصلحة مما ينبغي ان يجتنبه طالب العلم نعم واما الامر الثاني فاخذه على مفيد ناصح فتفزع الى شيخ تتفهم عنه معانيه. يتصف بهذين الوصفين واولهما الافادة وهي الاهلية في العلم فيكون ممن عرف بطلب العلم وتلقيه حتى ادرك فصارت له ملكة قوية فيه والاصل في هذا ما اخرجه ابو داوود رحمه الله في سننه. قال حدثنا زهير بن حرب وعثمان وعثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن عبد الله بن عبدالله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم واسناده قوي والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب. فلا يزال من معالم العلم في هذه الامة ان يأخذه الخالف عن الثالث اما الوصف الثاني فهو النصيحة. وتجمع معنيين اثنين احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به والاهتداء بهديه وسمته والاخر معرفته بطرائق التعليم بحيث يحسن تعليم المتعلم ويعرف ما يصلح له وما يضره وفق التربية العلمية التي ذكرها الشاطبي في الموافقة قوله والاهتداء بهديه ودله وسمته الهدي قسم للطريقة التي يكون عليها العبد اسم للطريقة التي يكون عليها العبد وهو جامع للسمت والدل وهو جامع للسمت والدل وبينهما فرق فالدل هو الهدي المتعلق بالصورة الظاهرة هو الهدي المتعلق بالصورة الظاهرة والسمت اسم للهيئة المتعلقة بالافعال اللازمة للعبد او المتعدية عنه اسم للهيئة المتعلقة بالافعال اللازمة للعبد او المتعدية عنه والمذكور ها هنا في معرفة طرائق التعليم خرج من نوره فكرة هذا البرنامج فان الناس يحدث لهم احوال بحسب ما يحدث لهم من تقلبات الزمان والتغيرات التي تطرأ على حياتهم كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يحدث للناس اقضية بقدر ما احدثوا من الفساد ونظير هذا انه يحدث للناس من الاحوال التي تعينهم على حفظ دينهم بحسب ما استجد لهم في زمانهم فان الزمان اليوم تغير عما كان عليه الاولون فان طالب العلم في الزمن الماضي لم يكن له شغل بدراسة نظامية ولا بغير ذلك بل كان يلزم شيخه ليله ونهاره فيدرك العلم ولما تغيرت الاحوال اليوم فانه ينبغي ان تحدث للناس طرائق في التعليم وتلقين العلم تناسب احوالهم لئلا يضيع العلم فان المقصود هو حفظ العلم نعم المعقد السادس رعاية فنونه في الاخذ وتقديم الاهم فالمهم ان الصورة المستحسنة يزيد حسنها بتمتع البصر بجميع اجزائها. ويفوت من حسنها عند الناظر بقدر ما يحتجب عنه من اجزائها والعلم هكذا من رعى فنونه بالاخذ واصاب من كل فن حظا كمل ثالثه في العلم قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره جمع العلوم ممدوح من كل فن خذ ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار يقول شيخ شيوخنا محمد بن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب ولا ينبغي للفاضل ان يترك علما من العلوم النافعة التي تعين على فهم الكتاب والسنة اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه ولا يصوغ له ان يعيب العلم الذي ويذري بعالمه فان هذا نقص ورذيلة فالعاقل ينبغي له ان يتكلم بعلم او يسكت بحلم والا دخل تحت قول القائل ان سهلا دم جهلا علوما ليس يعرفهن سهل علوما لو قرأها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهل انتهى كلامه. قوله ما قلاها اي ما ابغضها. فالقلى هو البغض ومنه قوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى وانما تنفع رعاية فنون العلم باعتماد اصلين احدهما تقديم الاهم فالمهم مما يفتقر اليه في القيام بوظائف العبودية لله. سئل ما لك بن انس امام دار الهجرة عن طلب العلم. فقال حسن جميل لكن ولكن انظر ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح من حين من حين تصبح الى حين تمسي فالزمه قال ابو عبيدة معمر ابن المثنى رحمه الله من شغل نفسه بغير المهم اضر اضر بالمهم وقدم الاهم ان العلم جم. والعمر طيف زار او ضيف الم والاخر ان يكون قصده في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فن حتى اذا استكمل انواع العلوم النافعة نظر الى ما فطبعه منها وانس من نفسه قدرة عليه فتبحر فيه سواء كان فنا واحدا ام اكثر. اما بلوغ في كل فن والتحقق بملكته فانما يهيأ له الواحد بعد الواحد في ازمنة متطاولة. ثم ينظر متعلم فيما يمكنه من تحصيلها افرادا للفنون ومختصراتها واحدا بعد واحد او جمعا لها والافراد فهو الافراد هو المناسب لعموم الطلبة ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم وان ترد تحصيل فنن تميمة وعن سواه قبل الانتهاء ما وفي في العلوم المنعوجة توأمان سبقا لن يخرجا. الشعر الطيار هو الذي لا يعلم قائله فما لا يعلم قائله من الابيات والاشعار يوصف بذلك واليه اشرت بقولي شائع الابيات ان لم يعلم قائله الطيار بين الامم شائع الابيات ان لم يعلم قائله الطيار بين الامم وقوله مه كلمة زجر اي انتهي عن ذلك نعم ومن عرف من نفسه قدرة على الجمع جمع وكانت حاله استثناء من العموم ومن نواقض هذا المعقد المشاهدة ومن نواقض هذا المعقد المشاهدة الاحجام عن تنوع العلوم والاستخفاف ببعض المعارف والاشتغال بما لا ينفع ومع الولع بالغرائب وكان مالك يقول شر العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس المعقد السابع المبادرة الى تحصيله واغتنام سن الصبا والشباب. فان العمر زهرة اما ان تصير بسلوك المعالي ثمرة اما ان تذبل وان مما تثمر به زهرة العمر المبادرة الى تحصيل العلم وترك الكسل والعجز. واغتنام سن الصبا والشباب امتثالا للامر باستباق الخيرات كما قال الا فاستبقوا الخيرات. وايام الحداثة فاغتنمها. الا ان الحداثة لا تدوم. قال احمد رحمه الله ما شبهت الشباب الا بشيء كان في كمي فسقط. والعلم في سن الشباب اسرع الى النفس واقوى تعلقا ولصوقا. قال الحسن البصري رحمه الله العلم في الصغر كالنقش في الحجر فقوة بقاء العلم في الصغر كقوة بقاء النقش في الحجر فمن اغتنم شبابه نال اربا وحمد عند مشيبه سراه اغتنم سن الشباب يا فتى عند المشيب يحمد القوم الشرى. واضر شيء على الشباب التسويف وطول الامل. فيسوف احدهما ويركب بحر الاماني ويشتغل باحلام اليقظة. ويحدث نفسه ان الايام المستقبلة ستفرح الايام المستقبلة ستفرغ له من الشواغل وتصفو من المكدرات والعوائق. قوله ويشتغل باحلام اليقظة احلام اليقظة تركيب يراد به ما لا حقيقة له تركيب يراد به ما لا حقيقة له. نعم والحال المنظور ان من كبرت سنه كثرت شواغله وعظمت قواطعه مع ضعف الجسم ووهن القوى. ولن تدرك الغايات وما بتلهف والترجي والتمني ولست بمدرك ما فات مني بلهف ولا نويت ولا لوني. بلهفة. بلهفة ولا بليت ولا لو اني ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا يتعلم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. تعلموا كبارا كما ذكره البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه وانما يعثر التعلم في الكبر كما بينه الماوردي في ادب الدنيا والدين لكثرة واغلي وغلبة القواطع وتكاثر العلائق. فما قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم. وقد وقع هذا لجماعة من النبلاء طلب العلم كبارا فادركوا منه قدرا عظيما. منهم القفال الشافعي رحمه الله المعقد الثامن لزوم التأني في طلبه وترك العجلة فان تحصيل العلم لا يكون جملة واحدة اذ القلب يضعف عن ذلك وان العلم فيه ثقلا كثقل الحجر في يد حامله. كما قال تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. اي القرآن واذا كان هذا وصف القرآن الميسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فما الظن بغيره من العلوم وقع تنزيل القرآن رعاية لهذا الامر منجما مفرقا باعتبار الحوادث والنوازل. كما قال تعالى وقال الذين لكفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورسلناه ترتيلا. وهذه الاية حجة في لزوم التأني في طلب العلم والتدرج فيه وترك العجلة كما ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه والراغب الاصفهاني في مقدمة جامع التفسير قوله وقد وقع تنزيل القرآن دعاية لهذا الامر منجما اي في اوقات معينة مقدرة مضبوطة النجم هو الوقت المعين نعم. ومن شعر ابن النحاس الحلبي قوله رحمه الله اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وانما السيل وانما السيل اجتماع النقط. قال شعبة ابن الحجاج اختلفت الى عمرو ابن ثان خمسمائة مرة وما سمعت منه الا مئة حديث في كل خمسة مجالس حديث وقال حماد بن ابي سليمان لتلميذ تعلم كل يوم ثلاث مسائل ولا تزد عليها شيئا. ومقتضى لزوم التأني والتدرج البداءة بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم حفظا واستشراحا والميل عن مطالعة المطولات التي لم يرتفع الطالب بعد اليها. ومن تعرض للنظر في فقد نجني على دينه ومن تعرض للنظر في المطولات فقد يجني على دينه وتجاوز الاعتدال في العلم ربما ادى الى تضييعه. ومن بدائع الحكم لقول عبد الكريم الرافعي احد شيوخ العلم الرفاعي ومن بدائع الحكم قول عبدالكريم الرفاعي احد شيوخ العلم بدمشق الشام في القرن الماضي طعام الكبار سم الصغار وصدق فان الرظيع اذا تناول طعام الكبار مهما لذ وطاب اهلكه واعطبه. ومثله من يتناول المسائل الكبار من المطولات ويوقف نفسه مع ضعف الالة على خلاف العلماء وتعدد مذاهبهم في المنقول والمعقول المعقد التاسع الصبر في العلم تحملا واداء. اذ كل جليل من الامور لا يدرك الا بالصبر واعظم شيء تتحمل به النفس طلب المعالي تصويرها عليه. ولهذا كان الصبر والمصابرة مأمورا بهما لتحصيل اصل الايمان تارة. ولتحصيل كماله تارة كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه قال يحيى ابن ابي كثير في تفسير هذه الاية هي مجالس الفقه ولن يحصل احد العلم الا بالصبر. قال يحيى ابن ابي ايضا لا يستطاع العلم براحة الجسم. فبالصبر يخرج من معرة الجهل. قال الاصمعي من لم يحتمل ذل التعليم بقي في ذل الجهل ابدا. وبه تدرك لذة العلم. قال بعض السلف من لم يحتمل الم التعليمي لم يذق لذة العلم ولابد دون الشهد من سم لسعة. قوله ولابد دون الشهد من سم لسعة الشهد بفتح الشين وضمها هو العسل بالشمع ودونه ابر النحل التي تلسع من يريده ومعالي الامور نظير ذلك فان دونها وخزات الالم فلن يدرك المرء ما يطلبه من المعالي الا بتعب ومشقة يكابدها مجتهدا متدرعا للصبر عليها فمن لم يحتمل ذلك لم يدرك معالي الامور التي يطلبها ومن جملة المعالي بل هو اسها ورأسها العلم الشرعي ومن تصبير النفس عليه في وخزاته جمع الانسان قلبه عليه في مجالسه بان يكون حاضرا الدرس بقلب مقبل عليه شاهدا قيامه لله بعبادة يتقرب بها اليه فانه اذا وجد هذا المعنى فيه اعانه على الصبر فان الطالب الجالس في حلقة العلم اذا اقبل على الدرس بقلب حاضر شاهدا انه في مجلس عبادة يتقرب به الى الله امده ذلك بالصبر وكان من مضى يجلسون في حلق العلم من بعد صلاة الفجر الى قريب الظهر كما كان عليه منهج المدرسة الرحمانية في الهند قدر لهم بذلك قراءة الحديث والتفسير فيها مرارا كثيرة واليوم يصبر الناس في الدراسة النظامية مثل هذه المدة او اكثر واذا حضروا مجالس العلم في المساجد غاب عنهم شهود هذا الاصل لان الشياطين تمنع المرء من مجالس الخير وتحريمه ما يوصله الى ذلك فتجده متقلبا في مجلس الدرس متلفتا لا يستطيع ان يصبر فيه وعلى العبد ان يراغم نفسه وان يجاهد شيطانه بالثبات في مواقع العبادة فان الثبات المأمور به من اعظم منازله مجالس العلم ومن حمل على نفسه مدة في ذلك استطابت هذا والفته حتى صار عادة لها لا تنفك عنها. كما كان يذكر في بعض احوال السلف انهم كانوا يقفون للمذاكرة عند باب المسجد بعد صلاة العشاء فلا يشعرون الا وقد اذن الفجر لان لذة العلم غلبت على قلوبهم فانستهم عادة النوم فمن غلب على قلبه حب العلم وقصد التقرب به الى الله كان ذلك من اعظم ما يعينه على الصبر في مجالسه نعم وكان يقال من لم يركب المصاعب لم ينل الرغائب. وصبر العلم نوعان احدهما صبر في تحمله واخذه. فالحفظ تحتاج الى صبر والفهم يحتاج الى صبر وحضور مجالس العلم يحتاج الى صبر. ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر نوع ثاني صبر في ادائه وبثه وتبليغه الى اهله. فالجلوس فالجلوس للمتعلمين يحتاج الى صبر. وافهام وهم يحتاجوا الى صبر واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر وفوق هذان وفوق هذين النوعين من صبر العلم الصبر على الصبر فيهما والثبات عليهما لكل الى شأو العلا وثبات ولكن عزيز في الرجال ثبات. قوله لكل الى شؤو العلا الشؤ هو الغاية والمعنى لكل الى غايات العلا وثبات وقفزات في قلابها ولكن يعز في الرجال الثبات على مطلوبهم وقديما قيل من ثبت نبت فمن كانت له عزيمة تثبته في طلب مقصوده وصل اليه واشار الى هذا المعنى منشدكم في اخر منظومته الهداية ان الثبات في الرجال عزا ويغنم الرجال منه العز فمن اعظم اسباب العز ثبات المرء في طلاب مقصوده نعم ومن يلزم الصبر يغفر بالرشد قال ابو يعلى الموصلي المحدث اني رأيتها في الايام تجربة لصبر عاقبة محمودة كالاثر وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر المعقد العاشر ملازمة اداب العلم. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين ادب المرء عنوان سعادته بلحه وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره. فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب. ولاستجلب حرمانه بمثل قلة الادب والمرء لا يسمو بغير الادب وان يكن ذا حسب ونسب. وانما يصلح للعلم من تأدب بآدابه في نفسه ودرسه ومع شيخه وقرينه قال يوسف بن الحسين بالادب تفهم العلم لان المتأدب يرى اهلا للعلم فيبذل له وقليل الادب يعز العلم ان يضيع عنده. سأل رجل البقاعي ان يقرأ عليه فاذن له البقاعي فجلس الرجل متربعا. فامتعن فامتنع البقاعي من اقرائه. وقال له احوج الى الادب منك الى العلم الذي جئت تطلبه. ومن هنا كان السلف رحمهم الله يهتمون بتعلم الادب كما يهتمون تعلم العلم قال ابن سيرين رحمه الله كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم. بل ان طائفة منهم يقدمون على تعلم العلم. قال ما لك ابن انس لفتى من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم. وكانوا يظهرون حاجتهم اليه قال مخلد بن الحسين لابن المبارك يوما نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من العلم. هذا يقول مخلد في زمانهم فما بالك في زماننا وما احسن موقع نحن في الازراء على النفس وهضمها وهذا مراد مخلد رحمه الله فانه مع تقدمه في العلم والاقتداء والاهتداء به الا انه ذكر حاجة نفسه وابناء زمانه الى الادب وان حاجتهم الى الادب اكثر من حاجتهم الى كثير من العلم واذا كان هذا فيهم مع كمال احوالهم فانه فينا اكثر مع نقص احوالنا نعم قال وكانوا يوصون به ويرشد ويرشد ويرشدون اليه. قال مالك كانت امي تعممني وتقول لي اذهب الى ربيعة اتعني ابن عبدالرحمن فقيه اهل المدينة في زمنه فتعلم من ادبه قبل علمه. وانما حرم كثير من طلبة العصر العلم تضييع الادب فترى احدهم متكئا بحضرة شيخه بل يمد اليه رجليه ويرفع صوته عنده ولا يمتنع عن اجابة هاتفه جوالي او غيره فاي ادب عند هؤلاء ينالون به العلم اشرف الليث بن سعد رحمه الله على اصحاب الحديث فرأى منهم شيء كانه كرهه فقال ما هذا؟ انتم الى يسير من الادب احوج منكم الى كثير من العلم. فماذا يقول الليث لو رأى حالك كثير من طلاب العلم في هذا العصر المعقد الحادي عشر صيانة العلم عما يشين مما يخالف المروءة ويخرمها فمن لم يصن العلم لم يصنه العلم كما قال الشافعي ومن اخل بالمروءة بالوقوع فيما يشين فقد استخف بالعلم فلم يعظمه هو وقوع ووقع في البطالة فتفضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه. به الحال فتفضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه. قال وهب بن منبه رحمه الله لا يكون البطال من الحكماء لا يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول ولا من يألف البشر. وجماع المروءة كما قاله ابن تيمية الجد في المحرر وتبعه حفيده في بعض فتاويه استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما ويشينه قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة قد استنبطت من القرآن كل شيء. فاين المروءة فيه؟ قال في قوله تعالى خذ العفو نأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق ومن الزم ادب النفس للطالب تحليه بالمروءة وما يحمل عليها وتنكبه خوارمها التي تخل بها. قوله خوارمها التي تخل بها الخوارم جمع خرم وهو الشق وخوارم المروءة مفسداتها التي تضعفها او تذهب بها فلا يكون الشيء خادما للمروءة الا اذا كان قاضيا عليها بالاذهاب او الافساد وتقدير ذلك منه ما مرده الى الشرع ومنه ما مرده الى العرف نعم ومن الزم ادب النفس للطالب تحليه بالمروءة وما يحمل عليها وتنكبه خوارمها التي تخل بها كحلق لحيته فقضى عده في خوارم المروءة ابن حجر الهيثمي ومن الشافعية وابن عابدين من الحنفية او كثرة الالتفات في الطريق وعده من وعده من خوارمها ابن شهاب الزهري. وابراهيم النخاعي من المتقدمين. او مد ذو الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية. وعده من الخوارم جماعة منهم ابو بكر الطرطوشي من المالكية. وابو محمد ابن قدامة وابو الوفاء ابن عقيل من الحنابلة او صحبة الاراضن والفساق والمجان والبطالين وعده من خوارم المروءة جماعة منهم ابو حامد الغزالي وابو بكر بن الطيب وابو بكر بن الطيب من الشافعية والقاضي عياض اليحطبي من المالكية او مصارعة الاحداث والصغار وعده من الخوارب من الهمام وابن نجيم من الحنفية ومن اخل بمروءته وهو ينتسب الى فقد افتضح عند الخاص والعام ولم ينل من شرف العلم الا الحطام المعقد الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له فالانسان مدني بالطبع واتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود قوله فالانسان مدني بالطبع اي لابد له من الاجتماع بغيره من ابناء جنسه ومشاركة بعضهم بعضا في تحصيل مقاصدهم ومصالحهم وهذه الجملة مشهورة في كلام قدماء اليونان من الفلاسفة ثم بين اصولها وقد فروعها ابن خلدون في كتاب المقدمة ومعناها في قوله تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فان هذه الاية اصل المدنية في القرآن وان مقصود التعارف حصول انتفاع الخلق بعضهم ببعض نعم ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه فان للخليل في خليله اثرا. قال ابو داوود والترمذي سياق لابي داوود حدثنا ابن بشار قال حدثنا ابو عامر وابو داوود قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثني موسى ابن وردان عن ابيه هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل يقول راغبوا الاصفهاني ليس اعداء الجليس لجليسه بمقامه وفعاله فقط بل بالنظر اليه. لا تصحب الكسلان في كم صالح لفساد اخر يفسد؟ عدوى البليد الى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد. والجليد هو الجاد الحازم وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا للمنفعة واللذة. وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا للمنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة كما ما ذكره شيخ شيوخنا محمد الخضر بن حسين في رسائل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. قال ابن مسعود رضي الله عنه اعتبروا الرجل بمن يصاحب فانما يصاحب الرجل من هو مثله. وانشد ابو الفتح البستي اذا ما اصطنعت امرا فليكن. اذا ما اصطنعت امريئا. اذا ما اصطنعت واذا ما اصطنعت امرءا واذا ما اصطنعت امرأ فليكن اذا ما اصطنعت امرأ فليكن شريف النجار زكي الحسب. فنذل الرجال كنذل النبات فلا للثمار ولا للحطب. قوله شريف النجار النجار بكسر النون وضمها ايضا الاصل والانساب مؤثرة في الطبائع ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد كاقتضاء الصراط المستقيم لان خوارم المروءة وقبائح العادات لا تلموا الا بساقط الاصل فان النسيب الحسيب تكون له مروءة تمنعه من المخلات نعم. ويقول ابن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب وهو يوصي طالب العلم ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء بالمجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان. وكان هذا عين قول سفيان ابن عيينة اني لاحرم جلسائي الحديث الغريب لموضع رجل واحد ثقيل فقد يحرم العلم لاجل صاحبه احذر هذا الصنف وان تزيا بزي العلم فانه يفسدك من حيث لا تحس قوله رحمه الله اني لاحرم جلسائي الحديث الغريب يعني الحديث الذي يستفاد لعلوه او لمحل معناه نعم. المعقد الثالث عشر بذل الجهد في تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عنه. اذ تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا ومذاكرة به وسؤال عنه. فهؤلاء تحققوا فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه. بكمال الالتفات اليه والاشتغال به فالحفظ خلوة من النفس والمذاكرة جلوس الى القرين. والسؤال اقبال على العالم. فبالحفظ يقرر العلم في القلب وينبغي ان يكون جل همة الطالب مصروبا الى الحفظ والاعادة. كما يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره لم يزل العلماء الاعلام يحضون على الحفظ ويأمرون به. قال عبيد الله بن الحسن وجدت احضر العلم منفعة. ما وعيته بقلبي بلساني قوله ولكته بلساني اي حركت به لساني متحفظا له من قولهم لا كالشيء في فيه اذا هلكه وتحرك به لسانه ومن قواعد العلم ان القراءة التي يرفع بها الصوت تكون للحفظ وان القراءة التي يخفض بها الصوت تكون للفهم وهذا هو المناسب للامرين فان من اراد حفظ شيء رفع صوته به فصار مقتدرا للحفظ بالتين احداهما عينه التي يبصر بها محفوظة والاخرى اذنه التي يصل اليها هذا المحفوظ فاذا كان يرفع الصوت تمكن هذا المعنى المراد حفظه من قلبه لاجل اجتماع التين عليه من الات الادراك وهما العين والاذن في بصر الاولى وسمع الثانية واما الفهم فالمناسب له خفض الصوت لان خفض الصوت يمكن القلب من اجتماعه على المطلوب فالمرء اذا خفض صوته جمع قلبه على مراده فاعانه على فهمه فاذا اردت ان تحفظ شيئا فارفع صوتك به واذا اردت ان تفهم شيئا تخفض صوتك به. نعم وسمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر مما من انتفاعنا بما قرأنا ليس بعلم ما حول القمطر ما العلم الا ما حواه الصدر. قوله القمطر بكسر القاف وفتح الميم اسم وعاء كانت تحفظ الكتب وتصان فيه بمنزلة الحقيبة التي يتخذها الناس الان مقامه نعم والمتلمس للعلم لا يستغني عن الحفظ ولا يجمل به ان يخلي نفسه منه. واذا قدر على ما كان يصنع ابن الفرات رحمه الله فقد كان لا يترك كل يوم اذا اصبح ان يحفظ شيئا وان قل ومن عقل هذا المعنى لم يقل ومن عقل هذا المعنى لم يزل من الحفظ مزدياد فلا ينقطع عنه حتى الموت كما اتفق ذلك ابن كما اتفق ذلك لابن مالك رحمه الله صاحب الالفية النحوية فانه حفظ في يوم موته خمسة شواهد ما ذكره من ان ابن ما لك رحمه الله بقي يحفظ الى اخر عمره حتى يوم موته نبأ صادق دال ان الحفظ لا يذهب من الانسان الا بذهاب عقله لكن الشأن في رياضة الذهن عليه فمن اغتاظ الحفظ وكان له فيه عادة لم يزل قادرا على الحفظ حتى يتوفاه الله ومن الاخبار المنقولة في ترجمة ابن هشام الانصاري النحوي صاحب مغن اللبيب والتوضيح وغيرهما انه تحول في اخر عمره من مذهب الشافعية الى الحنابلة فحفظ مع كبر سنه وتقدم عمره مختصر الخرقي في خمسة اشهر وفي ترجمة ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله انه شرع في طلب القراءات وحفظها بعد الثمانين ومعلوم لمن عانى امر القراءات كثرة ما فيها من الاختلاف والتعدد والتنوع ومع ذلك بقي لابي الفرج ابن الجوزي قدرة على الحفظ مع كونه جاوز الثمانين والجامع لحال هؤلاء جميعا انهم ممن ارتاظ الحفظ وكانت له فيه عادة فمن كان مديما للحفظ ملازما له فانه يبقى قادرا عليه حتى يموت وما يذكر من ان كبير السن لا يحفظ هو في حق من لم تكن له منه عادة فانه يضعف عن الحفظ. واما من كانت له فيه رياضة فانه يبقى قادرا على الحفظ الا ان يذهب عقله ويزول نعم. وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس ويقوى تعلقه بها والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقران. وقد امرنا تعاهد القرآن الذي هو ايسر العلوم. قال البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله بن يوسف. قال اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله وعنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت ورواه مسلم من حديث مالك به نحوه قال ابن عبدالبر رحمه الله في كتابه التمهيد عند هذا الحديث واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعطلة من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم؟ وكان الزهري رحمه الله يقول انما يذهب العلم نسيان وترك المذاكرة وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه. قال الزهري رحمه الله انما هذا العلم خزائن. وتفتتح المسألة وحسن المسألة نصف العلم والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة قال وقلة الاقبال على العالم بالسؤال اذا ورد على بلد تكشف مبلغ العلم فيه. هذا سفيان الثوري رحمه الله يقدم قال انا فيمكث ثلاثا لا يسأله انسان عن شيء. فيقول جواد بن الجراح احد اصحابه اكتر لي اخرج من هذا البلد هذا بلد يموت فيه العلم. قوله رحمه الله هذا بلد يموت فيه العلم اي لانه لا احد يسأل عنه فدعاه ذلك ان يأمر صاحبه ان يطلب له اجيرا يحمله باجرة ليخرج من هذا البلد وشبيه بهذه الحكاية ما حدثني به سليمان السكيت رئيس قضاة حائل رحمه الله عن شيخه محمد الامين ابن المحمود الشنقيطي صاحب الزبير والمدرس المشهور فيها في مدرسة النجاة انه لما خرج من المدينة قاصدا الزبير فانتهى به سفره في الديار النجدية الى عنيزة فلقيه علماؤها وكان له ببعضهم صحبة فصاروا يسألونه عن البلدان النجدية التي دخلها كيف العلم فيها؟ فلم يزل يسألونه عن كل بلد فيخبرهم بما رأى حتى انتهوا الى بلد من البلدان فلما سألوه عنه قال اما هذا البلد فاهله علماء فاستغربوا منه وقالوا انا لا نعرف فيه كبير احد مشار اليه بالعلم فكيف يكون اهله قاطبة علماء فقال ذلك اني اقمت فيه شهرا فلم يسألني احد فيه مسألة مع تزييه بزي اهل العلم فعلمت ان اهله علماء فمثل هذا البلد اذا بقي فيه الانسان مات علمه. وينبغي له ان يرتحل منه ينعش علمه ويحفظ. واذا كان هذا مأمورا به في حق العالم المعلم فان المتلقي المتعلم بذلك اولى واجدر فاذا كان طالب العلم في بلد لا يجد فيه بغيته ولا يستفيد منه علما فانه يتحول عنه الى بلد العلم ومن ظنائن الافادات ما ذكره ابو بكر ابن العرب رحمه الله ان من انواع الهجرة المأمول بها الهجرة من بلد الجهل الى بلد العلم فاذا كان الانسان في بلد جهل لا يدرك فيه علما فانه ينبغي له ان يهاجر الى بلد يلتمس فيه العلم ولاجل هذا شهرت الرحلة في العلم لايصالها الى المقصود المذكور نعم تملقي شيخا فليغتنم لقاءه بالسؤال عما يشكل عليه ويحتاج اليه. لا سؤال متعنت ممتحن. وهذه المعاني الثلاث للعلم بمنزلة الغرس للشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته. فالحفظ غرس العلم والمذاكرة كانت سقيه والسؤال عنه تنميته المعقد الرابع عشر اكرام اهل العلم وتوقيرهم ان فظل العلماء عظيم ومنصبهم منصب جليل لانهم اباء الروح فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد. وفي قراءة ابي ابن كعب رضي الله عنه النبي اولى بالمؤمنين من وهو اب لهم والابوة المذكورة في هذه القراءة ليست ابوة النسب اجماعا. وانما هي الابوة الدينية الروحية فالاعتراف بفظل المعلمين حق واجب. نقل ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عن شيخه ابي العباس ابن تيمية الحفيد انه قال الشيخ والمعلم والمؤدب اب للروح والوالد اب للجسد الشيخ والمعلم والمؤدب اب للروح والوالد اب للجسد ما الفرق بين الشيخ والمعلم والمؤدب ما الجواب نعم من الاشياء التي ينبغي ان يجعلها الانسان ثابتة في نياط قلبه ان التاريخ الاسلامي حضارة عظيمة فيها التربية والتعليم والادارة والاقتصاد والسياسة ولكن نقلت تلك الحضارة نقلوها باحوالهم وافعالهم ولم ينقلوها باقوالهم فلم يكتبوا في الادارة ولم يكتبوا في السياسة ولم يكتبوا في الاقتصاد لانها ليست مطالب اصلا وانما هي مطالب تابعة عند اهل الاسلام لكن يوجد في كلامهم ما يدل على تلك المدارك فمثلا هذه الجملة فيها بيان احوال المرء في التربية والترقي في اخذه فان الانسان يبتدأ اولا عند مؤدب يؤدبه. يعني يعرفه مهمات الاخلاق والاداب. وهذا كونوا في المبادئ ثم بعد ذلك ينتقل الى معلم يعلمه الكتابة والحساب والقرآن وهذا كان مشهورا عند السلف في عهد الصحابة فمن بعدهم باسم المكتب وهو الموجود اليوم باسم الحلق ثم بعد ذلك يكون دور الشيخ وهو الذي يعلم مسائل الدين والعلم وما يتبعها من مسائل العلوم التابعة لها كاللغة وغيرها. فهذا ترتيب للتلقي ان الانسان يبتدأ عند مؤدب ثم عند معلم ثم عند شيخ وكل واحد له وظيفته التي يقوم بها وللانسان معه عمر تناسبه فالتأديب يكون في سن الصغر منذ الثالثة والرابعة والخامسة ثم بعد ذلك يدفع الى المعلم فيخرج من المعلم في سن التاسعة او العاشرة او الحادي عشر ثم يصحب شيخا في العلم نعم قال شعبة ابن الحجاج كل من سمعت منه حديثا فاناله عبد. واستنبط هذا المعنى من القرآن محمد بن علي الادفي الادفوي الادثوي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد. قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع يوشع ابن نون ولم يكن مملوكا له وانما كان متلمذا له. متبعا له فجعله الله فتاه لذلك. وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهما وتوقيرا واعزازا. قال احمد في المسند حدثنا هارون قال حدثنا ابن وهب قال حدثني مالك ابن الخير الزيادي عن ابي قبيل المعافري عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه. امسك ابن عباس رضي الله عنه يوما بركاب زيد ابن ثابت رضي الله عنه فقال زيد اتمسك لي وانت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال ابن عباس ان هكذا نصنع بالعلماء. قوله بركاب الركاب اسم للابل التي تحمل القوم فيكون ابن عباس امسك بخطام ناقة زيد رضي الله عنه ليركبها نعم ونقل ابن حزم الاجماع على توقير العلماء واكرامهم. والبصير بالاحوال السلفية يقف على حميد احوالهم في توقيع علمائهم فقد كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا جلسوا اليه كانما على رؤوسهم الطير لا يتحركون وقال محمد ابن سيرين رأيت عبدالرحمن ابن ابي ليلى واصحابه يعظمونه ويسودونه ويشرفونه مثل الامير وقال يحيى الموصلي رأيت مالكا ابن انس غير مرة وكان لاصحابه من الاعظام له والتوقير له. واذا رفع احد فمن الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل التواضع له. والاقبال عليه وعدم الالتزام عنه ومراعاة ادب الحديث معه واذا حدث عنه عظمه من غير غلو فلينزله منزلته اذا حدث عنه واذا حدث عنه عظمه من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه. وليشكر تعليمه ويدعو له. ولا يظهر استغناء عنه ولا ايؤذه بقول او فعل وليتلطف في تنبيهه على خطأه. اذا وقعت منه زلة ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار وجيز معرفة الواجب ازاء زلة العالم وهو ستة امور الاول التثبت في صدور الزلة منه والثاني التثبت في كونها خطأ وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها. والثالث ترك اتباعه فيها الرابع التماس العذر له بتأويل سائق. والخامس بذل النصح له بنطق وسر لا عنف وتشهير. والسادس حفظ جنابة به فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. قوله حفظ جنابه الجناب بالفتح كالجانب والمراد قدره فيحفظ قدره ولا تهدر كرامته وهذه النبذة في معرفة الواجب تجاه زلة العالم من عيون ما في هذه المقيدة من المعاني لان زلة العالم ذهاب العالم وهي من البلايا التي شاعت باخرة وعظم المصاب بها لغلبة الجهل وكثرة الاهواء والمأمور به شرعا هو ملاحظة هذه الامور الستة في اعمالها ازاء زلة العالم وذلك بان يتثبت الانسان في صدور الزلة منه فكم من امرئ ينسب اليه قول من الاقوال او حال من الاحوال ثم لا يكون صحيحا عنه فلا بد ان تكون الزلة المظنونة المذكورة عنه ثابتة في صدورها منه ثم اذا ثبت انها صادرة منه تثبت الناظر فيها انها خطأ فان من الناس من قد يرى شيئا يظنه خطأ ويكون صوابا وقديما قال الاول وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم ولاجل هذا لا يتمكن من معرفة كون الزلة زلة الا العالم الراسخ وقد قرر الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم ان بيان زلات العلماء والرد على البدع المضلة وظيفة العلماء الراسخين لان من دخل فيها بلا رسوخ ظل واضل ثم اذا ثبت ان هذه زلة بشهادة عالم متمكن فان صاحبها لا يتابع عليها ولا يقتدى به فيها ثم يلتمس له بعد تأويل سائغ اذا كان من اهله بان يكون له مأخذ قوي في العلم وان عده غيره خطأ واما اذا كان مأخذ مسألته زلات العلماء السابقين وسقطات من مضى فهذا دال على كونه غير تأويل ذلك دال على انه تأويل غير سائغ ثم بعد ذلك يبذل له النصح بلطف وسر. لا عنف وتشفير لان المقصود هو محو حبوة الزلة ونفي ضررها عن الامة ولا يوصل الى ذلك الا اللطف والسر في المناصحة وليس العنف هو التشهير صالحا لكل احد في كل زمان ومكان بل ذلك من الامور التي تختلف باختلاف احوال الناس ووجود المصلحة والمفسدة فيها فقد ينشأ من المفاسد العظيمة ما هو اكبر من المصلحة المطلوبة في محو الزلة الواقعة ثم اذا وقع بلوا النصح فانه ينبغي حفظ جناب صاحب الزلة وعدم هدر كرامته وهذه الاصول الستة هي ميزان العدل الذي دلت عليه الشريعة. واعماله يحتاج الى اخراج النفس من هواها وتخليتها من مراداتها لان من الناس من يغره شيطانه فيفرح بزلة احد من المتكلمين في العلم وهذا مما نشأ عنده من استيلاء الشيطان عليه وعدم حرصه على دفع نجاسات قلبه عنه فيطيرها كل مطير ويسيرها كل مسير. وينشأ بعد ذلك من الضرر الوبيل على اهل الاسلام ما لا يعلم قدره الا الله والعبد يجب ان يكون مراقبا الله فيما يدع ويأخذ ويقبل ويدبر حتى تبرأ ذمته ومما يعينه على براءة ذمته في زلات العلماء اعمال هذه الاصول الستة المذكورة نعم ومما يحذر منه مما يتصل توقير العلماء ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقير. كالازدحام على العالم والتضييق عليه ويلجأه الى اعسر السبل. فما ماته شيم ابن بشير الواسطي المحدث الفأم المحدث الثقة. رحمه الله الا بهذا فقد ازدحم اصحاب الحديث عليه فطرحوه عن حماره فكان سبب موته رحمه الله المعقد الخامس عشر رد مشكله الى اهله. فالمعظم للعلم يعول على دهاقنته والجهابذة من اهله لمشكلاته ولا يعرض نفسه لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم والافتراء على الدين. فهو يخاف سخط قحمان قبل ان يخاف صوت السلطان فان العلماء بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا فان تكلموا في مشكل بكلامهم وان سكتوا عنه فليسع كما وسعهم. قوله يعول على يعول على دهاكنته وجهابدة اهله الدهاقنة جمع دهقان بالكسر والضم وذكر الفتح ايضا ومعناه قوي التصرف مع حدة قوي التصرف مع حدة واصله اعجمي ثم عرب والجهابدة جمع جهبذ اي نقاد خبير ببواطن الامور نقاد خبير ببواطن الامور وهو ايضا اعجمي ثم عرب ويعلم من هذه الجملة ان من سلامة دين العبد الاكتفاء بمن تبرأ به ذمته من اهل العلم القائمين عليه لانهم ان تكلموا تكلموا بعلم وان سكتوا سكتوا بعلم فالمقتدي بهم طالب السلامة في دينه يسعه ما وسعه ما وسعه وسعهم والحامل على العبد في طلب السلامة هو خوفه على دينه فاذا هيأ الله من الخلق من يكون حافظا للدين ممن انيطت به ولاية الافتاء فان العاقل يكل الامر اليه ولا يستشرف عليه حفظا لدينه فان المرء ربما تكلم بكلمة يهوي بها في النار سبعين خريفا ولما وعى هذا السلف الاولون رحمهم الله كانوا يستغنون بمن انيط به امر الافتاء فيكلون الامر اليه لا خوفا من سخطة السلطان وانما خوفا من سخطة الرحمن وانما يطلب العلم رغبة وابتغاء رضا الله عز وجل والخوف من سخطه ومن مسالك ذلك ملاحظة هذا الامر العظيم في رد المشكلات الى اهل العلم العارفين به قائمين على حفظه. نعم. ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر عن امتداد الزمن والناس في هذا الباب طرفان ووسط. فقوم اعرضوا عن استفتاء العلماء فيها. وفزعوا الى الاهواء والاراء يستمدونها من هيجان الخطباء ورقة الشعراء وتحليلات السياسيين وارجافات المنافقين وقوم يعرضونها على العلماء لكنهم لا يرتضون قالهم ولا يرظون مقالهم فكأنهم طلبوا جوابا يوافق هوى في نفوسهم. فلما لم يجدوه ما لو عنهم والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن. هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم. وان اشتبه عليه شيء من قولهم احسن الظن بهم. فطرح قولي فطرح قوله واخذ بقولهم فالتجربة والخبرة كانوا احق بها واهلها. واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم. ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدلها شيء. وما احسن قول ابن عاصم في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات فهم تحسيننا الظن باهل العلم. قوله السالمون من وهج المحن الوهج بالتحريك حر النار فمعنى الجملة السابقة السالمون من حر نار المحن نعم ومن جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون كما بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم واذا تعرضت الناشئة والدهماء للدخول في هذا الباب تولدت فتن وبلايا كما هو مشاهد في عصرنا فانما نشأت كثير من الفتن حين تعرض للرد على حين تعرض على الرد حين تعرض للرد على زلات العلماء والمقالات المخالفة للشريعة بعض الناشئة الاغمار. والجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها. قوله بعض الناشئة الاغمار الاغمار جمع غمر بضم اوله وسكون ثانيه ويضم ايضا فيقال غمر وغمر وهو الذي لم يجرب الامور ولا اطلع على حقائقها وهو الذي لم يجرب الامور ولا اطلع على حقائقها ومن بدائع الاشعال المشهورة في هذا المعنى قول ابي حيان الاندلسي يظن الغمر ان الكتب تهدي اخا فهم لادراك العلوم وما يدري الجهول بان فيها قوامض حيرت عقل الفهيم اذا رمت العلوم بغير شيخ ظللت عن الصراط المستقيم الى اخر ما قال. نعم المعقد السادس عشر توقير مجالس العلم واجلال اوعيته. فمجالس العلماء كمجالس الانبياء. قال سهل ابن عبد الله لمن اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلان اي شيء تقول في رجل حلف على امرأتي بكذا وكذا فيقول طلقت امرأته. ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلفا على امرأته بكذا وكذا فيقول ليت يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبي او لعالم فاعرفوا لهم ذلك وقال مالك بن انس ان مجالس العلماء تحتضن بالخشوع والسكينة والوقار. فقد كان مالك رحمه الله اذا اراد ان اذا توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن من جلوسه بوقار وهيبة ثم حدث. وكان عبد ابن مهدي لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى فيه قلم ولا يتبسم فيه احد وكان وكيع بن الجراح في مجلسه كأنهم في صلاة. فعلى طالب العلم ان يعرف لمجالس العلم حقها. فيجلس بها جلسة الادب ويصغي الى الشيخ ناظرا اليه لا يلتفت عنه من غير ضرورة. ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح والحركة. ولا يتكلم مع جاره واذا عطس خفض صوته واذا تثائب ستر فمه بعد رده جهده. انما ذكرت هذه الاداب في مجالس العلم وجعلت قانونا فيها لان مجلس العلم مجلس عبادة تغشاه السكينة وتنزل عليه الرحمة وتحف الملائكة اهله ومن بدائع اللطائف في هذا المعنى ما ذكره ابن جماعة في تذكرة السامع والمتكلم ان العلم صلاة القلب وكما ان المرء اذا احرم بالصلاة المفروضة اقبل عليها باقوال وافعال مقدرة شرعا فكذلك صلاة القلب بالعلم اذا دخل فيه فان له ادابا ينبغي مراعاتها حتى تحفظ حرمة العلم وقد يبلغ الامر بالقائم على حفظ ادب العلم من يحمل اهله عليه بالكبل والقيد فان ابن عباس رضي الله عنه كما علقه البخاري في صحيحه كان يضع الكبل والقيد بعكرمة يعلمه القرآن والفرائض فادرك عكرمة مولى ابن عباس ما ادرك وصار له في العلم مقام عظيم نعم وينضم الى توقير مجالس العلم اجلال اوعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب فاللائق بطالب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه ولا يجعله بوقا واذا وضعه وضعه بلطف وعناية رماه اسحاق ابن راهويه يوما بكتاب كان في يده فرآه ابو عبدالله احمد بن حنبل فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار ولا يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه. واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله بيديه هل نعقد السابع عشر الذب عن العلم والذود عن حياضه فان للعلم حرمة وافرة توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا لا يصلح وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر منها الرد على المخالف فمن استبانت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا ان كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. ولم يزل الناس يرد بعضهم على بعض كما قال الامام احمد. لكن المرشح لذلك هم العلماء لا الدهماء مع لزوم الادب وترك الجور والظلم. قوله للدهماء الدهماء هم العامة قال المبرد يقال للعامة الدهماء يراد انهم قد غطوا الارض يقال للعامة الدهماء ارادوا انهم قد غطوا الارض انتهى كلامه لان اصل الدهم في اللسان العربي التغطية فلان اكثر من يغطي الارض هم العوام سموا دهماء نعم ومنها هجر المبتدع المجمع عليه كما ذكره ابو يعلى الفراء. فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع. لكن اذا اضطر اليه فلا كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. وفي ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية الحفيد مقررا اصلا كبيرا تعظم الحاجة اليه في ازمنة الجاهلية والفتن فاذا تعذر اقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك الا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة خيرا من العكس ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه او ظهر منه لدد او سوء ادب. قوله لدد اي خصومة شديدة كان عبدالرحمن بن مهدي ان تحدث احد في مجلسه او برئ قلم صاح ولبس نعليه ودخل. وكان وكيا اذا انكر من امر جلسه تعي شيئا افتعل ودخل وشوهد هذا مرارا من شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم ال الشيخ فكم مرة الرؤيا منصرفا لما سمع طالبا تشدق في مقاله فاخذ نعليه وانصرف وحضر شاب مجلس سفيان الثوري فجلس يترأس ويتكلم ويتكبر بالعلم غضب سفيان وقال لم يكن السلف هكذا لم يكن السلف هكذا كان احدهم لا يدعي الامامة ولا يجلس بالصدر حتى يطلب هذا حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنة وانت تتكبر على من هو تنو منك قمي عني ولا اراك تدنو من مجلسي. وكان رحمه الله يقول اذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وان كان لقد بلغ من العلم مبلغا فايس من خيره. فانه قليل الحياء وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا له فليفعل كما فعل سفيان وكما كان يفعله شعبة رحمه الله مع عفان بن مسلم في درسه وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب كما قال الاعمال ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله فربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته. فامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده المعقد الثامن عشر التحفظ في مسألة العالم قرارا من مسائل الشغب وحفظا لهيبة العالم من مسائل عندك العين على الغين وشاليها الشهب قرارا من مسائل الشغب بسكون الغين ولا تحرك فلا يقال الشغب وانما الشغب وهو تهييج الشر وتحريكه والجاري في لسان الاخباريين من قولهم احداث الشغب لحن وانما هي احداث الشغب اي تحريك الشر نعم قرارا من مسائل الشغب وحفظا لهيبة العالم فان من السؤال ما يراد به التشغيب وايقاظ الفتنة. واشاعة السوء ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي منهم ما لا يعجبه. كما مر معك في زجر المتعلم فلا بد من التحفظ في مسألة العالم ولا تفلح في تحفظه فيها الا من اعمل اربعة اصول. اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه هو التعلم لا التعنت هو التهكم فان من ساء قصده في سؤاله يحرم يحرم بركة العلم ويمنع منفعته وفي الناس من يسأل وله في سؤاله قصد باطل يريد التوصل به الى مقصود له. فاذا غفل عنه المفتي وافتاه بما يريد فرح واشاعه واذا تنبه الى قصده حال بينه وبين مراده وزجره عن غيه. قال القرافي رحمه الله تعالى في كتابه الاحكام سئلت مرة عن عقد النكاح بالقاهرة هل يجوز ام لا؟ فارتبت وقلت له اي للسائل ما افتيك حتى تبين لي المقصود بهذا الكلام فان كل احد يعلم ان عقد النكاح بالقاهرة جائز فلم ازل به حتى قال انا اردنا ان نعقده خارج القاهرة فميعنا لانه استحلال يعني نكاح تحليل وهو نوع من الانكحة المحرمة فجئنا للقاهرة فقلت له لا يجوز لا بالقاهرة ولا بغيرها ووقع مثل هذا لابي العباس ابن تيمية الحفيد في فتوى تتعلق باهل الذمة ذكرها تلميذه البار ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه اعلام الموقعين ردت عليه غير مرة في وجه غير الوجه السابق لها. فكان يقول لا يجوز حتى قال في اخر مرة هي المسألة المعينة وان خرجت في عدة قوالب. وهذه الوقائع تبين مفصحة قطر الفتوى وتلاعب الناس فيها مع ان حال القدماء اسلم فكيف الحال اليوم فان من الناس من يضع لجنة تدرس استفتاء في امر سياسي او اقتصادي او ثقافي او اخلاقي فيصاغ بسياقة ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب ومن قبل كانت الفتاوى مقاتل المفتين وهي اليوم اشد ولاجل هذا توقعها السلف فكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يستفتون فيتردون الفتيا حتى ترجع الى الاول منهم تعظيما لشأن الفتوى وهذا ايضا يبين ثانية ان منزع الفتوى ليس العلم بل الات اخرى غير العلم فليس كل من له اهلية في العلم يقدر على الفتوى بل للفتوى اصول من الادراك والفهم والحذق لا تكون لكل احد ومن اكدها توفيق الله عز وجل للعبد وقد ذكر ان الامام احمد رحمه الله سئل في اخر عمره من نسأل بعدك فقال سلوا عبدالوهاب يعني ابن عبد الحكم الوراء سلوا عبد الوهاب فانه رجل يوفق للحق واعتبر هذا في حال اصحاب ابي عبد الله فقد كان فيهم من هو اعلم من عبد الوهاب الوراء لكن عبدالوهاب لمن طالع ترجمته كان رجلا صالحا ذا علم وعمل فله حظ من التسديد والتوفيق يتمكن به بعون الله عز وجل من اصابة الحق في فتياه نعم اما الاصل الثاني فالتفقون الى ما الى ما يسأل عنه فلا تسأل عما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة فيها سأل رجل احمد بن حنبل عن يأجوج ومأجوج امسلمونهم؟ فقال له احكمت العلم حتى تسأل عن ذا ومثله قالوا عما لا يقع او ما لا او ما لا يحدث به كل احد. وانما يخص به قوم دون قوم. اما الاصل الثالث فالانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله فلا يسأله في حال في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او راكبا لسيارته بل يتحين طيب نفسه. قال قتادة رحمه الله سألت ابا الطفيل مسألة فقال ان لكل مقام مقالة فسأل رجل وسأل رجل ابن وسأل رجل ابن المبارك عن حديث وهو يمشي فقال ليس هذا من توقير العلم وكان عبدالرحمن ابن ابي ليلى يكره ان يسأل وهو يمشي اما الاصل الرابع فتيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه في صورة من حسنة متأدبة فيقدم الدعاء للشيخ ويبدله في خطابه. ولا تكون مخاطبته لو كمخاطبته على السوق واخلاط العوام قال جعفر بن ابي عثمان كنا عند يحيى بن معين فجاءه رجل مستعجل فقال يا ابا زكريا حدثني بشيء اذكرك به؟ فقال يحيى اذكرني انك سألتني ان احدثك فلم افعل. واذا تأملت السؤالات الواردة على اهل العلم اليوم. رأيت بكثير منها سلب التحفظ وسفساف الادب اترى من يسأل قوله سفساف الادب اي ردئه واستفساه من كل شيء رديئه نعم. فترى من يسأل متهكما او يسأل محتقرا يسألون عما لا يقع او ما وقع ولا ينفع لا يتخيرون وقت الايراد نناسب ولا يتلطفون في عرض المطالب فسؤالاتهم مفاتيح الفتن واسباب المحن وويل لهم مما يصنعون وما احوج هؤلاء الى مقالة زيد ابن اسلم رحمه الله لما سأله رجل عن شيء فخلط عليه فقال زيد اذهب فتعلم كيف تسأل ثم تعال فسل وكم هم المحتاجون اليوم الى مثل مقالة زيد ابن اسلم رحمه الله المعقد التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه. قوله شغف القلب بالعلم اي بلوغه شغاف القلب وهو غشاؤه ومنه قوله تعالى قد شغفها حبا اي بلغ حبه باطن قلبها نعم المعقد التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه. فصدق الطلب له يوجب محبته. وتعلق القلب به تعلق القلب به وتعلق القلب به ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى فيه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة ومن لم يغلب لذة ادراكه وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه. لم ينل درجة العلم ابدا. وانما تنال لذة العلم بثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله في كتابه الثالث احدها بذل الوسع والجهل وثانيها صدق الطلب وثالثها صحة النية والاخلاص. العطف المذكور في كلام ابن القيم صحة النية والاخلاص من عطف الخاص على العام فالنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله والاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله فالنية من عمل القلب والاخلاص صفتها المطلوبة شرعا فالنيات متنوعة والمطلوب ان تكون نية العبد خالصة العطف هنا من عطف الخاص على العام نعم. ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب. ومن ومن سبر هذه اللذة في احوال من علماء الامة رأى عجبا فلسان احدهم ما لذتي الا رواية مسند قد قيدت بفصاحة الالفاظ ومجالس فيها تحل سكينة ومذاكرات معاشر الحفاظ. ان لذة العلم فوق السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة بات ابو جعفر النسفي مهموما من ضيق البال وسوء الحال وكثرة العيال. فوقع في خاطره فرع من فروع مذهبه. وكان رحمه الله حنفي فاعجب به فقام يرقص في داره. ويقول اين الملوك وابناء الملوك؟ اين الملوك؟ وابناء الملوك؟ اذا خاض في في بحر تفكر خاطري على درة من معضلات المطالب حقمت ملوك الارض في نيل ما حووا ونلت المنى بالكتب ونلت المنى بالكتب لا بالكتائب ولهذا كانت الملوك تتوق الى لذة العلم وتحس فقدها وتطلب تحصيلها. قيل لابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالكه تملأ الشرق والغرب. هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ فقال وهو مستو على كرسي وسرير ملكه بقيت خصله ان اقعد على مصطبة وحولي اصحاب الحديث اي طلاب العلم فيقول المستمع من ذكرت رحمك الله يعني فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة فانظر الى شدة افتقاده لهذا الخليفة الى لذة العلم وطلبه تحصيلها وجوعته اليها. ومتى عمر القلب بلذة العلم سقطت لذات وذهلت النفس عنها. فالنظر ابن شمير يقول لا يجد المرء لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه. بل يستحيل الالام لذة بهذه اللذة ومحمد بن هارون الدمشقي يقول لمحبرة تجالسني نهاري احب الي من انس الصديق ورزمتك غد في البيت عندي احب الي من عدل الدقيق. ولطمة عالم ولطمة عالم في الخد مني. الذ لدي من وبالرحيق ولا تعجب فما هذه الاحوال الا مست عشق العلم؟ فابن القيم يقول في روضة المحبين. واما اعشاق العلم فاعظم شغفا به وعشقا له. من كل عاشق بمعشوقه. وكثير منهم لا يشغله عنه اجمل صورة كم من البشر فاين هذا الشغف يا طلاب العلم؟ مما يقدم حظه من عرسه على حظه من درسه. ويكون الى السمار وشيوخ القمراء احب اليه من الجلوس الى العلماء وتقوى عزيمته للتنقل في الفلوات ولا تقوى على السير في نقل المعلومات وينهب نشيطا لقنص الطير ويرقد كسلا عن صيد الخير. فما حظ هؤلاء وكثير هم؟ ما حظهم من تعظيم العلم وقلوبهم مأسورة بمحبة غيره. قوله وشيوخ القمراء هو تركيب اضافي مجعول لقبا لمن طال عمره وعظم جهله وروى الرامة رمزي في المحدث الفاصل عن الاعمش انه قال اذا رأيت الشيخ ولم يطلب الحديث فاصفعه فانه من شيوخ القمراء قال سهل بن اسماعيل شيخ رامه رمزي فقلت لابي عقبة يعني محمد ابن عقبة الشيباني من شيوخ القمراء؟ فقال شيوخ دهريون يجتمعون في ليالي القمر اي الليالي المقمرة فيتحدثون باخبار الخلفاء ولا يعرف احدهم كيف يتوضأ انتهى فهم شيوخ دهريون اي منسوبون الى الدهر والمراد كبر اعمالهم وتقدمهم في السن ومع ذلك فهم جاهلون بما يلزمهم من احكام الدين. ولهذا صاروا مستحقين للصفع عند الاعمش رحمه الله تعالى. نعم المعقد العشرون حفظ الوقت في العلم اذا كان العلم اشرف مطلوب والعمر يطوى كجليد يذوب فعين العقل حفظ الوقت والخوف من تقضيه بلا فائدة. والسؤال عنه يوم القيامة يحملني واياك على المبالغة في رعايته. قال ابن الجوزية رحمه الله في صيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الافضل فالافضل من القول والعمل ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت حتى قال محمد بن عبدالباقي البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لعب وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في ثمان مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري وبلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم حال الاكل. فلقد كان احمد بن سليمان ابن القاسي المتوفى عن ثمانية وعشرين سنة يقرأ القراءات في حال اكله خوفا من ضياع وقته في غيرها. فكان اصحابه يقرأون عليه وهو يتناول مأكله ومشربه. بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء فكان ابن تيمية الجد رحمه الله اذا دخل الخلاء لقضاء حاجة قال لبعض من حوله اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك. ما ذكر من القراءة على ابن تيمية الجد في حال دخوله الخلاء لا يقدح في اعظام العلم لان القارئ كان خارج الكنيف مباعدا له وانما ارادوا حفظ الوقت بان لا يذهب عليهم شيء من زمانهم دون فائدة نعم. وتجلت هذه الرعاية للوقت عند القوم رحمهم الله في معالم عدة لم تبلغها الحضارات الانسانية قاطبة منها قوله لم تبلغها الحضارات الانسانية قاطبة الانسانية نسبة الى الانسان وهو اسم جنس يقع على الواحد والجمع والذكر والانثى مشتق من النسيان او الانس. بمعنى ادميتي او البشرية ولا يختص بالصفات الحسنة الممدوحة فان العرب لم تضع هذا اللفظ الانسان للدلالة على المدح فهو لا يتضمن حمدا ولا مدحا وانما يدل على النسبة الى الانسان فقط فاذا قيل في احد فلان انساني او بلاد انسانية فانه يفيد ان الاول من الانس وان البلاد المنسوبة الى الانسانية مسكونة بالانس بالانس. ولا يفيد مدحا ولا حمدا اثنين منها كثرة دروسهم فقد كان النووي رحمه الله يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على مشايخه. والشوكاني رحمه الله صاحب الاوطار تبلغ دروسه في اليوم والليلة ثلاثة عشر درسا منها ما يأخذه عن مشايخه ومنها ما يأخذه عن تلامذته ومنها اما يأخذه عنه تلامذته؟ واربى محمود الالوسي صاحب التفسير عليهم جميعا. فقد كان يدرس في اليوم اربعة وعشرين درسا ولما اشتغل بالتفسير والافتاء نقصت الى ثلاثة عشر درسا ثم رأيت بترجمة محمد بن ابي بكر بن جماعة ثم رأيت في ترجمة محمد ابن ابن ابي بكر ابن جماعة ان دروسه تبلغ في اليوم والليلة نحو خمسين درسا ومنها كثرة اساتهم فقدرس ابن التبان المدونة نحو الف مرة وربما وجد في بعض كتب عباس ابن الفارسي بخطه درجته الف وكرر غالبه عبد الرحمن المعروف بابن عطية والد صاحب التفسير المشهور صحيح البخاري سبعمائة مرة ومنها كثرة مكتوب فاحمد ابن عبد الدائم المقدسي واحد شيوخ العلم من الحنابلة كتب بيده الفي مجلد ووقع مثله لابن الجوزي منها كثرة مكروهات فابن الجوزي رحمه الله طالع وهو بعد في الطلب عشرين الف مجلد. ومنها كثرة شيوخهم فالذين جاوزوا عددهم شيوخهم الالف كثيرون في هذه الامة واعجب ما ذكر ان ابا سعد السمعاني بلغ عدد شيوخه سبعة الاف شيخ. قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد هذا شيء لم يبلغه احد. ومنها كثرة مسموعاتهم ومقروءاتهم على شيوخهم من التصانيف المطولة. والاجزاء الصغيرة فقد من الالاف المؤلفة كما وقع لابن السمعاني المذكور وصاحبه ابن عساكر في جماعات اخرين. ومنها كثرة مصنفاتهم عدت الف مصنف لجماعة من علماء هذه الامة منهم عبدالملك بن حبيب عالم الاندلس وابو الفرج ابن احفظ ايها الطالب وقتك. فلقد ابلغ الوزير ابن الصالح قال ابلغ الوزير الصالح بن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع قوله ما عنيت بحفظه بالبناء للمفعول اي شغلت ويجوز في قوله عراه الضم والفتح معا نعم الخاتمة الهنا بلغ القول التمام وحسن قطع الكلام بالختام. فيا شداة العلم وطلابه ويا الفقه والربابة. قوله يا شداة العلم الشداة جمع شاد والشادي في العلم هو من اخذ بطرف منه وهي عنده مرتبة فوق مرتبة المبتدئ نعم فيا سداة العلم وطلابه ويا قصاد الفقه واربابه امتثلوا معاقد التعظيم وانتم تقبلون على مقاعد التعليم تجدوا نفعه وتحمدوا عاقبته واياكم والتهاون بها والعزوف عنها. فانها مفتاح العلم ومرقاة الفهم بها تجمع العلوم وتؤصل وبها تيسر الفنون وتحصل. فشمروا عن ساعد الجد. ولا تشغلوا بمعية الجد. ميت ولا ولا تشغلوا بميعة الجد تحفظوا رحمكم الله قول ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله طالب النفوذ الى الله والدار الاخرة بل الى كل علم ورئاسة بحيث بحيث يكون رأسا في ذلك مقتدى به في يحتاج ان يكون شجاعا مقداما حاكما على يا وهمي غير مقهور تحت سلطان تخيله. قوله حاكما على وهمه الوهم بسكون الهاء هو الظن واما بتحريكها الوهم فهو الغلط والمقصود منهما هنا هو الاول نعم زاهدا في كل ما سوى مطلوبه عاشقا لما توجه اليه عارفا بطريق الوصول اليه والطرق والطرق القواطع عنه مقدام الهمة ثابت الجاش لا يثنيه عن مطلوبه لو ملائم ولا عدل عادل كثير السكون دائم الفكر غير مع لذة المدح ولا الم الذنب قائما بما يحتاج اليه من اسباب معونته لا تستفزه المعارضات شعاره الصبر وراحته التعب محبا لمكارم الاخلاق حافظا لوقته لا يخالط الناس الا على حذر كالطائر الذي يلتقط ما بينهم قائما على نفسه بالرغبة والرهبة طامعا في نتائج الاختصاص على بني جنسه غير مرسل شيئا من حواسه عبث ولا مسرحا خواطره في مراتب الكون وملاك ذلك هجر العوائد وقطع العلائق الحائلة بينك وبين المطلوب انتهى كلامه رحمه الله فما اجمله ذكرى وتبصرة. قوله رحمه الله ملاك الامر بفتح الميم وتكسر ايضا اي قوام الشيء وهو نظامه وعماده والنظام الذي يجمع ما سبق هو ما ارشد اليه رحمه الله هنا وقد رد ابن القيم في كلامه المذكور تحصيل المطلوبات الى اصلين عظيمين متى وجدا ادرك الانسان مطلبه المعظم احدهما هجر العوائد اي ترك ما جرت عليه عادة الناس والفوه مما يضعف سير العبد الى مطلوبه والثاني قطع العلائق اي الوسائج والصلات الحائلة بين العبد ومطلوبه وزاد ابن القيم رحمه الله في موضع اخر من كتاب الفوائد رفض العوائق رفض العوائق وفرق بينها وبين العلائق بان العوائق هي الحوادث الخارجية وان العلائق هي التعلقات النفسية الداخلية فصار تحصيل المطلوبات العظيمة يرجع الى ثلاثة اصول احدها هجر العوائد وثانيها قطع العلائق وثالثها رفض العوائق فمتى تحرى الانسان هؤلاء في طلب مقصوده ادركه نعم اللهم يسر لنا تعظيم العلم واجلاله. امين. واجعلنا ممن سعى له فكذلك فناله. اللهم انا نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفع. امين. اللهم علمنا ما ينفعنا. امين. وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما وعملا. امين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. امين. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما احييتنا قوتنا قوتنا ولا قوتنا من قوتنا لفظ الحديث عند الترمذي حديث ابن عمر وقوتنا وهو الموافق للوضع اللغوي فان القوة لا تجمع وانما الذي يجمع السمع والبصر وهذا الله الذي وقع في القرآن فالاكمل ان يقول الانسان وقوتنا. نعم اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا. امين. واجعله الوارث منا. امين. اللهم لا تجعل دنيا اكبر همنا. امين. ولا مبلغ علمنا. امين. ولا الى النار مصيرنا. امين. ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحم امين وبهذا ينتهي شرح الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية. اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق وقبل انفضاضكم انبه الى امور اولها ان بداية الدرس تكون قبل العادة التي وقع عليها تكون قبل الوقت الذي وقع اليوم لان التأخر كان تبعا بقية توزيع الكتب عند ادارة التوعية فتأخرنا شيئا يسيرا ان يدرك الاخوان الذين يحصلون النسخ هناك والاصل ان يبدأ السادسة والنصف تقريبا والثاني ان اسئلة الدروس تجمعها ثم نجيب عنها ان شاء الله تعالى في اخر درس وهو درس يوم الاربعاء ليلة الخميس والتنبيه الثالث ان نسخكم يوجد في اخرها طبقات السماع واولها الطبقة الاولى وهي طبقتكم فتكتبون فيها سمع علي كل واحد يكتب اسمه فيها نعم سمع علي تكتب اسمك الثلاثي او الرباعي والاكمل الرباعي لئلا يشتبه علي فلان ابن فلان ابن فلان تكتب اسمك لحظة لحظة سمع علي اخطأت انا الكتاب اسم الكتاب اولا اسم الكتاب اولا سمع علي تعطيني نسخة لو سمحت بس جميعا اللي حظر جميعه يكتب جميع سمع علي جميع لا بتعظيم العلم والذي حظر بعظه يكتب الذي حظى كتاب تعظيم العلم بعدين الفراغ الثاني كلكم تكتبون بقراءة غيري الا القارئ يكتب بقراءتي تقوم بقراءة غيري او بقراءة غيره الان نتكلم عن بقراءة غيره بقراءة غيره سمع علي جميع تعظيم العلم بقراءة غيره الا القارئ يكتب بقراءتي صاحبنا كم تكتبون اسمائكم اسمكم الرباعي فلان بن فلان بن فلان الفلاني فتم له ذلك في هذا عدد المجالس في مجلس واحد تم له ذلك في مجلس واحد انتهت بعدها اليوم يوم الخميس ثلاثين يوم الخميس ثلاثين من شهر سفر سنة الف واربع مئة واثنين وثلاثين في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم هذه طبقة السماع لكم وهي اجازة لكم فكل واحد حضر الدرس ولو حضر بعده مجاز بهذا الكتاب لاحظوا التقييدات بعدين يقول واحد انا اجازني فلان من الاجازة العامة هذي فيها نظر بالطريقة الموجودة اليوم هذه اجازة بالكتاب الذي قرأناه كل كتاب نختمه فانتم مجازون به لمن حضره مجاز به تثبتون بهذه الطريقة سماعكم على وهي كافية في اثبات ذلك ولا تحتاج الى ختم لان هذا الامر دين الله ودين الله يحفظه. ومن كذب في العلم فضحه الله عز وجل تنبيه آآ الثالث يجدون في اول الكتاب وثيقة مكتوب وثيقة السماع او التنبيه الرابع هذا توب آآ ثقة السماع لا قبل هذي قبل الصفحة ذي قبل اول كتاب وثقة السماع هذه وثيقة السماع ان شاء الله تعالى سيكون بعد الفراغ من هذه الكتب تدريسا سيكون حفظها والاختبار في ذلك في اوقات نعينها في المستقبل وبعد ذلك من حضر الاختبارات وتجاوز يكون له وثيقة السماع الاجازة بهذه الكتب وبغيرها من الثبات الموجود واسمه المكرمات في اجازة طلاب المهمات وبرنامج مهمات العلم هو برنامج ذو اربعة مراحل فهذه السنة المرحلة الاولى والسنة القادمة المرحلة الثانية والسنة التي الثالثة والرابعة وفيه نحو ستة وثلاثين نحو ستة وثلاثين كتابا فكل سنة ان شاء الله تعالى لها كتب غير الكتب التي تدرس فيها وبعد اربع سنوات يرجع مرة اخرى من الاول وهكذا مثل الدراسة النظامية يعني في منهجها الموضوعي لها. التنبيه الاخير ارجو منكم جميعا الا يتبعني احد. وارجو هذا بالحاح الا يتبعني احد. ان شاء الله سنلتقي في اماكن اخرى اوسع من هذا. فانتم في شغل وانا في شغل وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين