السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي موسى مولى عبد الله ابن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل يقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين قاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم. ويجد فيه المتوسط دون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الاول من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة وهو كتاب تعظيم العلم لمعد البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف وفقه الله ونفعنا بعلومه في الدارين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ما عظمه معظم. وسار اليه راغب متعلم قوله وفقه الله سار اليه راغب متعلم السير الى الله هو لزوم طريقه وهو سلوك الصراط المستقيم ذكره ابو الفرج ابن رجب في المحجة في سير الدنجة وحقيقته سير العبد بقلبه الى الله قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد واعلم ان العبد يقطع طريقه الى الله عز وجل بقلبه وهمته لا بقدمه انتهى كلامه فالة سير العبد الى الله سبحانه وتعالى هو تنقيل قلبه في منازل اليقين والعرفان مما رتبته الشريعة من الاحكام الدينية المتعلقة بالحقائق الايمانية وفي هذا المعنى انشد المنشد قوله قطع المسافة بالقلوب اليه لا بالسير فوق مقاعد الركبان قطع المسافة بالقلوب اليه لا بالسير فوق مقاعد الركبان نعم احسن الله اليكم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نبرأ بها من شرك الاشراك. قوله من شرك الاشراك بتحريك الرائي من شرك وتسكن ايضا والشرك هي حبالة الصائد هي حبالة الصائد التي ينصبها لاقتناص الصيد ومن نوابغ الكلم عند الادباء كما في نهاية العرب وغيره البدعة شرك الاشراك اي حبالة الشيطان التي ينصبها للناس فاذا ولجوا فيها جرهم الى ما هو اعظم منها وهو الشرك نعم احسن الله اليكم فتوجب لنا النجاة من نار الهلاك واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله ربه بالهدى ودين الحق مظهره على الدين كله ولو كره المشركون. فبلغ رسالته واداها واسلم امانته وابدى. انتصبت بدعوته اظهر حجج واندفعت ببيناته الشبهات والنجج. قوله واللجج بتحريك اللام مفتوحة لا بضمها وهو التمادي في الخصومة نعم احسن الله اليكم فورثنا المحجة البيضاء والسنة الغراء لا يتيه فيها ملتمس ولا يرد عنها مقتبس صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه عدد من تعلم وعلم. اما بعد فلم يزل العلم ارثا جليلا. تتعاقب عليه الاماثل جيلا جيلا. ليس طلاب المعالي هم سواه ولا رغبة لهم في مطلوب عدا. وكيف لا وبه تنال سعادة الدارين وطيب العيشين هو شرف الوجود ونور الاغوار والنجود حلية الاكابر ونزهة النواضل من مال اليه نعم ومن جال به غنم ومن انقاد له سلم قوله ونور الاغوار والنجود الاغوار جمع غور الاغوار جمع غور وهو منخفض من الارض واطمأن والنجود جمع نجد وهو ما ارتفع من الارض وغور جزيرة العرب تهامة ونجدها كل ما ارتفع عن تهامة الى حدود العراق وقوله حلية الاكابر اي زينتهم الحلية اسم لما يتزين به وهي نوعان احدهما حلية باطنة والاخر حلية ظاهرة والعلم من حلية الباطن وما يرى على الظاهر فانه من اثره ومتى كملت زينة الباطن بالعلم والايمان كملت زينة الظاهر فيؤنس لمن استقر العلم والايمان في قلبه نورا وجلالة وهيبة على ظاهره تفوق كل زينة تعارف عليها الخلق قيل للحسن البصري رحمه الله تعالى ما لنا نرى على اصحاب الليل نورا لا نراه على غيرهم فقال ذلك انهم خلوا بالله سبحانه وتعالى فكساهم نورا من نوره نعم احسن الله اليكم لو كان سلعة تباع لبذلت فيه الاموال العظام او صعد في السماء لسمت اليه نفوس كرام. هو من المتاجر يربحها وفي المفاخر ايش؟ ارباحها. احسن الله اليك. هو في المتاجر اربحها وفي المفاخر اشرفها اكرم المآثر مآثره واحمد الموارد موارده فالسعيد من حظ نفسه عليه وحث ركاب روحه اليه والشقي من زهد فيه او زهد وابعد عنه او بعد انفه بهريج العلم مزكوم وختم القفا هذا عبد محروم. والعلم يدخل قلب كل موفق من غير بواب ولا الله يملأ النفوس سرورا ويشرح الصدر ويمد اقبال الخلق على مقاعد التعليم وتلمسهم صراطه المستقيم. وادل دليل واصدق تكاثر الدروس العلمية توالي الدورات التعليمية حلاوة في قلوب المؤمنين وشجا في حنوق الكفرة والمنافقين. فالدروس معقودة والركبة كوفة قوله والركب معكوفة اي محبوسة العكف الحبس واللبث وليس المراد به وصف حركتها فوصف حركتها يقال فيه ثني الركب قال زياد بن واصل السلمي يكفيك من اناخة ثني الركب واما العكف فهو الحبس والاقامة. قال الله تعالى ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون اي مقيمون عليها لابثون عندها نعم. احسن الله اليكم والفوائد شارقة والنفوس تائقة الاشياخ ينفنون درر العلم. والتلامذة ينضمون عقدا. قوله الاشياخ يمثلون درر العلم ان يستخرجونها ومنه قولهم مثل الكنانة اذا نثر ما فيها من السهام واستخرجها فالنسل هو الاستخراج نعم. احسن الله اليكم وان من الاحسان الى هذه الجموع الصاعدة والاجيال والاجيال الواعدة ارشادها الى سر حيازة العلم ليظهرها بما يظفرها بمأمولها ويبلغها مأمنها رحمة بهم من الضياع في صحراء الاراء وظلما الى هواء واعمالا لهذا الاصلي جمل الحديث ايها المؤمنون عن تعظيم العلم فان حظ العبد من العلم موقوف على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله. فمن امتلأ قلبه بتعظيم العلم واجلاله صلح ان يكون محلا له. وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب ينقص حظ العبد منه. حتى يكون من قلب ليس فيه شيء من العلم. فمن عظم العلم لاحت انواره عليه ووفدت رسل فنونه اليه ولم يكن لهمته غاية الا ولا لنفسه لذة الا الفكر فيه. وكأن ابا محمد الدارمي الحافظ رحمه الله لمح هذا المعنى فختم كتاب العلم من سننه المسماة بالمسند الجامع بباب في اعظام العلم واعون شيء على الوصول الى اعظام العلم واجلاله معرفة معاقل تعظيمه. وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب. فمن اخذ بها ما كان معظما للعلم مجلا له ومن ضيعها فلنفسه اضاع ولهواه اطاع فلا يلومن ان فتر عنه الا نفسه يداك تاوفوا كنفخ ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم. وسنأتي بالقول باذن الله على عشرين معقلا. يعظم بها العلم من غير بسط لمباحثهم فان المقام لا يحتمل والاتيان على غاية كل معقل يحتاج الى زمن مديد. والمراد هنا التبصرة والتذكير وقليل يبقى فينفع خير من كثير يلقى فيرفع فخذ من هذه المعاقل بالنصيب الاكبر تنل الحظ الاوفر من رياض الفنون وحدائق العلوم واياك والاخلاد الى مقالة قوم حجبت قلوبهم وضعفت نفوسهم فزعموا ان هذه الاحوال غلو وتنطع وتشدد غير مقنع فقد ضرب بينهم وبينها بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. فليس مع هؤلاء على دعواهم من ادلة للشرع ما يصدقها ولا من شواهد الاقدار ما يوثقها وانما هي عذر البليد وحجة العاجز. فاين الغلو والتنطع من شيء الوحي نشاهده والرعين الاول سالكه فكل معقل منها ثابت باية محكمة او سنة مصدقة او اثار عن خير القرون الماضية فاذا وثقت بصدقها وعقلت خبرها وخبرها فلا تقعد همتك بخطبة الكسل والتواني تتسلل اليها وهي تجلجل هذه احوال من مضى من سلف الامة وخير الورى. فاين الثرى من الثريا؟ بل بل من سمت نفسه الى الى مقاماتهم ادركه فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح فاشهد قلبك هذه المعاقد وتدبر من قولها ومعقولها واستنبط منطوقها ومفهومها. فالمباني خزائن المعاني. مقصود هذه الجملة الاعلام بان نيل العلم موقوف على تعظيمه. فمن عظم العلم حازه ومن لم يعظمه حجب عنه العلم واعون شيء على الوصول الى اعظام العلم هو الاطلاع على معاقد تعظيمه والمراد بمعاقد تعظيمه الاصول الجامعة المحققة عظمة العلم في القلب الاصول الجامعة المحققة عظمة العلم في القلب وفي هذا الكتاب عشرون معقدا من معاقد تعظيم العلم على وجه الايجاز لان قليلا يلقى فينفع خير من كثير لا يبقى بل يرفع والعلوم لا تمدح بالبث والاتساع وانما تمدح بالنفع والانتفاع ومراد الشريعة نفع الخلق لمعرفة الحق ومراد الشريعة نفع الخلق بمعرفة الحق وتشقيق المباني ربما اضاع ما يراد من المعاني وتشقيق المباني ربما اضاع ما يراد من المعاني سيحول بين العبد وبين مقصوده والسير على هذه الاصول المذكورة بهذه الرسالة جادة شرعية وطريقة سنية سنية وهجر الناس لها سيرها عندهم غلوا وتشددا وجلافة وتزمتا ومن لا يعرف الذهب يظنه نحاسا واذا لم تكن النفوس محمولة على ما يعظم به العلم فانها لا تنتفع في عبوديتها لله سبحانه وتعالى ولا تشرك بالعلم والمقصود من اقراء هذه الرسالة بين يدي برنامج مهمات العلم الانباه الى الاجتهاد في ادراك هذا الاصل الكبير الذي يحقق به العلم وهو اعظام العلم واجلاله ببيان الموارد التي توصل اليه. فمتى اخذ العبد بها واجتهد في اعمالها كان معظما للعلم. فاستحق ان يكون من اهله. فان العلم منة الهية وذخيرة ربانية. والله سبحانه وتعالى لا يجعل ذخائره في قلوب من لا يصلح للعلم ومن لديه جوهرة من جواهر الدنيا المعظمة لم يضعها في المزبلة والله سبحانه وتعالى لا يضع العلوم الكاملة والمعارف التامة الا في قلوب تصلح لذلك وابين شيء للدلالة على صلاحية القلب لذلك كونه معظما للعلم مجلا له باعمال الاصول الشرعية الموصلة الى ذلك ومن جملتها المذكور في هذه الرسالة نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل الاول وهو تطهير وعاء العلم وهو القلب فان لكل مطلوب وعاء وان عن علم القلب ووسخ وعاء يعكره ويغير ما فيه. وبحسب طهارة القلب يدخله العلم. واذا ازدادت طهارته ازدادت قابليته للعلم ومثل العلم في القلب كنور المصباح ان صفا زجاجه شعت انواره وان لطخته الاوساخ كسفت انواره. قوله كسفت انواره اي ذهبت والكسوف عند جمهور اهل اللغة ذهاب نور الشمس والكسوف عند جمهور اهل اللغة ذهاب نور الشمس جميعه او بعضه تفرق ابو حاتم السيستاني بين ذهاب كله وذهاب بعضه تسمى ذهاب كله خسوفا وسمى ذهاب بعضه كسوفا والاول اشهر نعم احسن الله اليكم فمن اراد حيازة العلم فليزين باطنه ويطهر قلبه من نجاسته. فالعلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب قلب نظيف وطهارة القلب ترجع الى اصلين عظيمين. احدهما طهارته من نجاسة الشبهات والاخر طهارته من نجاسة الشهوات ولما لطهارة القلب من شأن عظيم امر بها النبي صلى الله عليه وسلم في اول ما امر في قوله تعالى في سورة المدثر وثيابك فطهر في قول من يفسر الثياب بالباطن وهو قول حسن له ماخذ صحيح. قوله وهو مأخذ حسن وهو قول حسن له مأخذ صحيح اي تفسير الثياب بالاعمال اعتدادا بسياق الايات فان الله سبحانه وتعالى قال وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر. فذكر الاية منتظمة بين ايات تتعلقان بامر الباطن. فان تكبير الله واعظا وهو اعظامه واجلاله يكون باطنا ان وكذلك امره سبحانه وتعالى بنفي الشرك عن النفس في قوله والرج فاهجر مبدأه من تفريغ القلب واخلائه من عبادة غير الله عز وجل وتأليهه. فلما وقع قوله تعالى وثيابك فطهر بين الايتين المذكورتين كان الاجدر ان يكون المراد بالثياب الاعمال والعرب تقول فلان نقي الثياب يعني طاهر الاعمال وعلى هذا التفسير اكثر السلف ذكره ابو جعفر ابن جرير في جامع البيان فتفسير الاية بالاعمال الملابسات اصح من تفسيرها بالثياب الملبوسات لان السياق ترجح الاول وعليه المعول ومن القواعد النافعة في فهم الكلام ولا سيما في القرآن الكريم رعاية الثياب قال ابو محمد ابن عبد السلام في كتاب الامام فالسياق يرشد الى تبيين المجملات دياق يرشد الى تبيين المجملات وترجيح المحتملات وترجيح المحتملات وتقرير الواضحات وتقرير الواضحات انتهى كلامه فيكون معنى قوله تعالى وثيابك فطهر فيطهر اعمالك من كل ما ينجسها وتطهير العمل اصله بتطهير القلب من كل نجاسة فاذا افرغ القلب من نجاسته تقنين ان يطهر العبد اعماله واصول نجاسات القلب التي تعتريه فتؤثر فيه ثلاث ذكرها ابن القيم في كتاب الفوائد اولها الشرك وثانيها البدعة وثالثها المعصية نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله واذا كنت تستحي من نظر مخلوق مثلك الى وسخ ثوبك فاستحي من نظر الله الى قلبك وفيه احن وبلايا وذنوب وخطايا قال مسلم ابن الحجاج رحمه الله حدثنا عمرو الناقل وقال حدثنا كثير ابن هشام قال حدثنا جعفر ابن ملقان عن يزيد الاصم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم اعمالكم في هذا الحديث العظيم بيان ان محل نظر الله من العبد القلب والعمل فليس النظر الى القلب وحده ولا الى العمل وحده بل الى العمل والقلب معا فالتقوى مؤلفة من قلب نقي طاهر وعمل صالح ظاهر فالتقوى مؤلفة من قلب نقيا طاهر وعمل صالح ظاهر وهو المراد في الحديث ودعوى طهارة القلب بلا عمل كذب وانشقاق وعمل بلا طهارة قلب زور ونفاق فلا نجاة للعبد الا باصلاح باطنه وظاهره جامعا بين طهارة الباطن والظاهر لانهما محل النظر من العبد الذي ينظر الله سبحانه وتعالى اليه وليس المقصود بالنظر في الحديث هو مجرد الاحاطة بالمرئي ولكن المراد الانباه الى توقيف الجزاء على هذين المتعلقين فجزاء العبد مرتب على حال قلبه وعمله فاذا صلحا كمل الجزاء وبقدر نقصهما ينقص الجزاء نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واحذر كمائن نفسك اللاتي متى خرجت عليك كسرت كسرا مهاني؟ من طهر قلبه فيه العلم حل ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم وارتحل. واذا تصفحت احوال طائفة من طلاب العلم في هذا المعقد رأيت خللا بينا. فاين تعظيم العلم من امرئ تغدو الشهوات والشبهات في قلبه وتروح تدعوه صورة محرمة وتستهويه مقالة مجرمة حشمه المنكرات والتلذذ بالمحرمات فيه غل وفساد وحسد وعناد ونفاق وشقاق انى لهؤلاء وللعلم ما هم منه ولا هو اليهم. قال سهل بن عبدالله رحمه الله حرام على قلب ان يدخله النور هو فيه شيء مما يكره الله عز وجل؟ وفي التنزيل قوله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في بغير الحق قال سفيان ابن عيينة في تفسيرها احرمهم فهم القرآن فقال محمد بن يوسف الفريابي امنعهم من تدبر امري اي امنع قلوبهم من تدبر القرآن الكريم قال ابن كثير رحمه الله تعالى مبينا مناسبة العقوبة لحالهم قال فكما انه استكبروا بغير حق اذلهم الله بالجهل فكما انهم استكبروا بغير حق اذلهم الله بالجهل. انتهى كلامه واذا فرغ قلب العبد من اعظام الله سبحانه وتعالى واجلاله وكان متكبرا على امره ونهيه فان الله عز وجل يضربه بسوط عظيم من الجهل قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد اعظم العذاب عذاب القلب انتهى كلامه ولا عذاب اعظم من للقلب من كونه محروما من ادراك ما ينفعه من الفهم وما يترتب عليه من العمل وليس المقصود بالصرف منعهم من حفظه قال ابن الحاج في المدخل فان كثيرا من المتكبرين يحفظون القرآن ولكنهم حرموا فهمه والعمل به. وهذا هو المطلوب. انتهى كلامه فمن اشد صرف قلب العبد عن كلام الله عز وجل الا يكون له حظ من فهمه ولا عون على العمل به فيكون مصروفا عن كلام الله عز وجل وان كان حافظا له وكم من امرئ تراه محكم الالفاظ متقن الحفظ لكلام الله سبحانه وتعالى لكنه محروم من الانتفاع به كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول. فينبغي ان يجتهد العبد في اقبال قلبه على الله سبحانه وتعالى بتخليصه من كل شائبة تمنع من فهم امر الله عز وجل واعظم ذلك التكبر والاغترار بالنفس فان المتكبرين المغترين بانفسهم تقصف قلوبهم وتحجب نفوسهم عما ينفعهم في الدارين فيكون ذلك من اشد الحرمان وابلغ الخذلان الذي يعتريهم. واذا قوي اقبال العبد على الله سبحانه وتعالى والليادي به وهبه الله عز وجل من القوى والقدر ما لا يكون لغيره فان القوى والقدرة التي تحف باحدنا لا يستمطرها بجلالة نسبه ولا فصاحة لسانه ولا كثرة ما له ولا منصب ابائه واجداده بل هي المواهب الربانية والعطايا الرحمانية فمن اقبل على ربه سبحانه وتعالى مستمدا منه العون امده الله عز وجل بتلك القوى وفي اخبار ابراهيم بن عبدالواحد اخي عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الاحكام انه قال للضياء المقدسي صاحب المختارة لما خرج في طلب الحديث اكثر من قراءة القرآن ولا تتركه اكثر من قراءة القرآن ولا تتركه فانه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ فانه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ. قال الضياء المقدسي فكنت اذا قرأت كثيرا سمعت من الحديث على الشيوخ كثيرا واذا لم اقرأ كثيرا لم يتيسر لي ما اطلب ذكره ابو الفرج ابن رجب في ذيل طبقاته الحنابلة. ومنزع هذه الوصية هو ما تقدم من ذكر جلالة الاقبال على الله عز وجل وانه يحدث للعبد به من القوى والقدر والمواهب ما لا يكون مفروحا به بمجرد القوة المادية التي يبذلها الانسان فمن رغب في محاذاة السلف فليرعى هذه الاحوال وليهتبل احدكم وجوده في هذا المسجد في برنامج مهمات العلم بافراغ ما فضل له من الزمن في قراءة القرآن وصلاة النفل. وغير ذلك من الاسباب التي تقوي صلته بالله عز وجل فانه يعان على ما يطلبه من مهمات العلم نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد الثاني اخلاص النية فيه ان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم اصولها قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء آآ وقال البخاري في الجامع المسند الصحيح ومسلم في المسند الصحيح واللفظ للبخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة قال اخبرنا مالك عن يحيى ابن سعيد عن محمد ابن ابراهيم عن علقمة عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى وما سبق من سبق ميلان الاية والحديث اصلان عظيمان في تقرير الاخلاص لله والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله هو تصفية القلب من ارادة غير الله وفي ذلك قال منشدكم اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن ومن اراد الاخلاص فليصفي قلبه من ارادة غير الله فلا يكون فيه التفات ولا تعلق بغيره. واذا خلى القلب من الارادات الباطلة وتمحض مقصود لعبدي في طلب مرضاة الله اصاب الاخلاص وفي قول منشدكم فاحذر يا فطن تنبيه الى دقة امر الاخلاص. وانه امر عظيم يحتاج فيه العبد الى مكابدة شاقة قال سهل ابن عبد الله التستري ومحمد بن ادريس الشافعي لا يعرف الرياء لا يعرف الرياء الا مخلص اي لا يتخوف الرياء الا عبد يطلب الاخلاص فمن علامة اخلاص العبد تخوفه ورجفان قلبه من ان يقع في الرياء. فاذا كان هذا الخوف يحدو قلبه وصل الى الاخلاص واذا لم يبالي العبد بمواقع عمله اهي لله ام لغيره؟ فلم يتطرق الى قلبه مخافة الاخلاص تعصي والتسميع ومحبة المدح والثناء من الناس فربما اعتراه من هذه القواطع ما يصرف قلبه عن الله عنه وتعالى نعم. احسن الله اليكم. قال وفقه الله وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين قال ابو بكر المرودي المرودي رحمه الله سمعت رجلا يقول لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل وذكر له الصدق والاخلاص فقال ابو عبد الله لهذا ارتفع القوم وانما ينال المرء العلم على قدر اخلاصه والاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول بها تتحقق بها تتحقق نية العلم للمتعلم اذا الاول رفع الجهل عن نفسه بتعريفها ما عليها من العبوديات وايقافها على مقاصد الامر والنهي. الثاني رفع الجهل عن الخلق بتعليمها وارشادها لما فيه صلاح دنياهم واخرتهم. الثالث احياء العلم وحفظه من الضياع. الرابع العمل بالعلم فالعلم شجرة والعمل ثمرة وانما يراد العلم للعمل. كل عمل من الاعمال له نية تختص به وكان ابن الحاج صاحب المدخل يتشوق الى قعود الفقهاء للناس يعلمونه النية في اعمالهم. لان من عرف نيته في عمله امكنه ان يحرز مطلوب الشرع منه. ومن جهل نيته من عمله ربما وقع ما يخالف مقصود الشرع فيه والعلم عمل من الاعمال الذكية وله نية تختص به جماعها الاصول الاربعة المذكورة ان تتحقق في قلب العبد. واولها ان يقصد رفع الجهل عن نفسه ويطلب العلم ليعرف نفسه ما عليها من العبوديات لله سبحانه وتعالى وثانيها رفع الجهل عن الخلق فينوي بتعلمه ان ينفع الخلق من بعده برفع الجهل عنهم وتعريفهم ما يجب عليهم من عبودية لله عز وجل وثالثها احياء العلم وحفظه وصيانته من الضياع فان العلم معرض للضياع والذهاب فمما يقوي نية العبد فيه ان يكون من قصده في طلبه ان يحفظ علم ديانة المسلمين عليهم ورابعها العمل بالعلم فينوي بما يتعلمه من العلم ان يعمل به وهو يؤجر وبهذه النية فيما لم يتيسر له العمل به قال الامام احمد لابنه عبد الله يا بني انوي الخير ولو لم تعمله. انوي الخير ولو لم تعمل. اي ان العبد اذا نوى اصابة الخير والعمل الصالح ولم يتيسر له عمله فانه يؤجر عليه. فيكون من مقاصد ملتمس العلم في بنيته ان يطلب العمل به فما لم يتيسر له من افراد الاعمال الشرعية الكثيرة ان يكون عاملا به فانه يثاب وعلى تلك النية فهذه الاصول الاربعة هي عماد نية العلم فمن اراد ان يحقق نية العلم في قلبه فليعمل هذه الاصول فيه وليشهدها قلبه والى هذه الاصول الاربعة اشار منشدكم بقوله ونية للعلم رفع الجهل عم ونية للعلم رفع الجهل عم عن نفسه فغيره من النسم عن نفسه فغيره من النسم وبعده التحصين للعلوم من وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن ضياعها وعمل به زكن والنسم جمع نسمة وهي النفس فالمراد بهم الخلق وزكن اي ثبت نعم. احسن الله اليكم. قال وفقنا الله ولقد كان السلف رحمهم الله يخافون فوات الاخلاص في طلبهم العلم فيتورعون عن ادعائه الى انهم لم يحققوا في قلوبهم. فهشام الدستوائي رحمه الله يقول والله ما استطيع ان اقول اني ذهبت ويوما اطلب الحديث اريد به وجه الله عز وجل وسئل الامام احمد هل طلبت العلم لله؟ فقال لله عزيز ولكنه شيء حبب الي فضربته. ومن ضيع الاخلاص فاته كثير وخير وفير وينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل وهو الاخلاص في اموره كلها دقيقها وجليلها سرها وعلنها ويحمل على هذا خذي شدة معالجة النية قال سفيان الثوري رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لاني لانها تتقلب علي. بل قال سليمان الهاشمي رحمه الله ربما ربما احدث بحديث واحد ولنية. فاذا اتيت على بعضه تغيرت نيتي. فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات ما ذكره سفيان الثوري من شدة معالجة النية وتعليل ذلك بقوله لانها تتقلب علي هو كون محلها القلب وانما سمي القلب قلبا لتقلبه قال الشاعر قد سمي القلب قلبا من تقلبه فاحذر على القلب من قلب وتحويل فاذا كان القلب هو وعاء النية وذلك الوعاء يتقلب فان نية العبد تتقلب عليه والذي ذكره سليمان الهاشمي في قوله فاذا اتيت على بعضه تغيرت نيتي فاذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات الى تصحيح النية وتصحيح النية هو ردها الى المأمور به بعد تغيرها او فسادها ردها الى المأمور به بعد تغيرها وفسادها فقولنا المأمور به اي المحكوم به شرعا وقولنا بعد تغيرها اي بعد طروء ما يخرجها من ارادة التقرب الى مجرد الاباحة وقولنا ان يفسدها اي بعد طرق ما يخرجها من الصلاح الى الفساد وذلك بمخالفة الامر الشرعي واوضاع النية التي تنبغي ملاحظتها في الاعمال كافة ثلاثة واوضاع النية التي تنبغي ملاحظتها في الاعمال كافة تلاتة فالاول عقد النية فالاول عقد النية وهو ايجادها فاذا شرع العبد في امر ما لزمه ان يعقد نية صالحة عليه والثاني تجديد النية تجديد النية وهو استصحاب ذكرها اذا ضعف القلب عن حملها وهو استصحاب ذكرها اذا ضعف القلب عن حملها فان المرء يشرع في عمل وهو يستحضر نيته فاذا تمادى فيه ربما غفل عن تلك النية فيحتاج الى تجديدها بتذكير القلب بها والثالث تصحيح النية وهو ردها الى المأمور به تصحيح النية وهو ردها الى المأمور به اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها وتتبين تلك الاوضاع في نية العلم فان ايجاد النية عند الشروع فيه عقد لها فاذا شرع مبتغي العلم يلتمسه كان عاقدا لنيته. ويجب ان يكون هذا العقد وفق المأمور به مما يرجع الى المقاصد الاربعة المتقدمة من رفع الجهل عن نفسه وغيره وحفظ العلم من الضياع والعمل به ثم ربما عرض له مع طول المدة غفلة عن هذه المقاصد فيحتاج الى تجديد النية باستصحاب ذكرها بان يحرك قلبه نحو المقصود من طلبه وربما عرض له في اثناء طلبه ما يحتاج معه الى تصحيح نيته كأن يخرج قصده من العلم الى نية فاسدة كابتغاء الذكر او الثناء او الرياء او التسميع فيحتاج العبد الى اصلاح نيته بردها الى المأمور به شرعا ومن اعظم ما يكسبك العلم هو نيتك والنية كالمطية فمن استثمن مطيته بلغته مأمولة. ومن كانت مطيته ضعيفة انقطعت به دون مطلوبه وملاحظة هذا الاصل ودوام تكراره مما يمد العبد قوة في طلبه. وربما ضعف البدن او كل وكانت النية محركة فادرك مع ضعفه ما لا يدركه القوي مع نشاطه. لان مدار الامر كله هو على النية. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد الثالث جمع همة النفس عليه فان شعث النفس اذا جمع على العلم التئم واجتمع واذا شغل به وبغيره ازداد تفرقا وشتات وانما تجمع الهمة على المطلوب من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. هذا بيت مشهور نسبه الراغب الاصفهاني في محاضرات الادباء الى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وذكر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة والمنقلي في نفح الطيب بيتا اخر في معناه وهو قول بعضهم اذا لم يكن عون من الله للفتى اتته الرزايا من وجوه الفوائد اتته الرزايا من وجوه الفوائد اي لحقته المصائب من وجوه يظن ان تنفعه وثلث عبدالغفار الاخرس هذين البيتين فقال ايضا اذا لم يكن من الله اذا لم يكن عون من الله للفتى فكل معين عدا الله خاذله فكل معين على الله خاذلوه وربعت الابيات الثلاثة المتقدمة فقلت اذا لم يكن عون من الله للفتى فلن يدرك الانسان ما هو قاصده فلن يدرك الانسان ما هو قاصد احسن الله اليكم قال وفقه الله ثالثها عدم العجز عن بلوغ البغية منه وقد جمعت هذه الامور الثلاثة في الحديث الذي رواه مسلم ابن الحجاج قال رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة وابن نمير قال حدثنا عبد الله بن ادريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد ابن يحيى ابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فمن اراد جمع همته على العلم فليشعل في نفسه شعلة الحرص عليه لانه ينفعه بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو ثمرة من من ثمرات بل كل خير في الدنيا والاخرة انما هو ثمرة من ثمرات العلم اي ان جميع انواع الخير متوقفة على العلم وصرح بهذا القرافي في كتاب الفروق فكل خير في الدنيا والاخرة منشأه العلم وقال ابن القيم رحمه الله تعالى اصل كل خير العلم والعدل واصل كل شر الجهل والظلم اصل كل خير العلم والعدل واصل كل شر الظلم والجهل انتهى كلامه وهو راجع الى ما ذكره القرافي. لان العدل لا يمكن الا بعلم فمن لم يكن له علم لم يمكنه العدل ومن كان جاهلا جره الى الظلم تنشأ الخير كله العلم ومنشأ الشر كله الجهل نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله وليستعن بالله عليه ولا يعجز عن شيء منه فانه حينئذ يدرك بغيته ويفوز بما امله قال رحمه الله ما طلب احد شيئا بجد وصدق الا ناله فان لم ينله كله نال بعضه. الجد بالجد والحرمان بالكسل فانصبت سبعا قريب غاية الامل. فانهض بهمتك واستيقظ من الغفلة فان العبد اذا رزق همة عالية فتحت له ابواب خير وتسابقت اليه المسرات. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة وردفه قمر العزيمة اشرقت الارض بنور ربها ومن تعلقت همته بمطعم او بس او مأكل او مشرب لم يشم رائحة العلم واعلم بان العلم ليس يناله من همه في مطعم او ملبس فاحرص لتبلغ فيه حظا وافرا واهجر له طيب المنام وغل وان مما وان مما يعلي الهمة ويسمو بالنفس اعتبار حال اعتبار حال من سبق وتعرف همم القوم الماضين فابو عبد الله احمد بن حنبل كان وهو في الصبا ربما اراد الخروج قبل الفجر الى حلق الشيوخ فتأخذ امه بثيابه وتقول رحمة به حتى يؤذن الناس او يصبحوا وقرأ الخطيب البغدادي رحمه الله صحيح البخاري كله على اسماع الحير في ثلاثة مجالس اثنان منها في ليلتين من وقت صلاة المغرب الى صلاة الفجر واليوم الثالث من ضحوة النهار الى صلاة المغرب ومن المغرب الى طلوع الفجر قال الذهبي في تاريخ الاسلام وهذا شيء لا اعلم احدا في زماننا يستطيعه. رحم الله ابا عبدالله كيف لو رأى همم اهل هذا زماني ماذا يقول؟ هذا الذي وقع للخطيب رحمه الله مما يستبعد وقوعه من قعدت همته وضعفت نفسه. اما اهل الجد والاجتهاد فانهم يطربون لذكره ولمشقته يقع استغرابه فان العاجز عن شيء يستغربه بل ربما عده وهما وغلطا. كما ذكر محمد بن ابي بكر شل لي في المشرع الروي ان هذه الحكاية غلط وان الخطيب انما قرأ البخاري في خمسة ايام واوتي غفر الله له من تداخل حكايتين في وهمه فان الخطيب قرأ البخاري مرتين في حالين عجيبين فالحال الاولى قراءته على اسماعيل الحيري في ثلاثة ايام. وهي الحكاية المذكورة وقد ذكرها الخطيب نفسه في تاريخ بغداد والحال الثانية قراءته في خمسة ايام. وهي قراءته البخارية على كريمة المروزية في ايام بالحج بمكة المكرمة وما ذكره الذهبي اعلام عن حال الناس وما صاروا اليه وليس اخبارا بحقيقة الامر. وان هذا شيء فوق الطاقات البشرية لا يقدر عليه ولا يستطاع وموجب القول بان هذا ليس حكما على الامر في حقيقته هو ان المواهب والقدر بيد الله سبحانه وتعالى فمن رزقه الله عز وجل قدرة وقوة تيسر له ما يعجز عنه غيره وتكرر مثل واقعة الخطيب في قراءة البخاري ثلاثة ايام لابن طولون فانه ذكر في الفهرست الاوسط انه قرأ البخاري على بعض شيوخه في ثلاثة ايام. ورام محاذاة فعل ابي بكر الخطيب رحمه الله تعالى ومن المقولات ان كراء في زماننا ابطال المنقول عن السلف من الاحوال الكاملة فصرت تسمع من يطعن في الحكايات المذكورة عن جماعة من السلف كاحمد ابن حنبل وعبدالغني المقدسي من انهم كانوا يصلون في اليوم ثلاث مئة ركعة وغيرها من الحكايات ويزعم ان العقل لا يقبلها وان صحت اسانيدها ومثل هذا ما يذكر عنهم في العلم وقراءة القرآن والجهاد وغيره. وانما سرت هذه المقالة النكراء الى هؤلاء المنكرين لانهم قاسوا احوال السلف باحوالهم فلما رأوا قدرهم ومواهبهم لا تصل الى هذا ظنوا ان السلف مثلهم ومن عرف ما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى من كمال الاحوال وصلاح الحال. مع صحة الاسانيد عنهم في هذه الاخبار والحكايات قطعت لان هذا فضل الله يؤتيه من يشاء وليس بمستكثر على الله سبحانه وتعالى ان يفتح على احد من خلقه ما لا يفتحه على غيره ممن تقدم او تأخر فان من الله سبحانه وتعالى لا تنقضي. وانعامه عز وجل لا ينتهي وصورة شواهد القدرة الالهية في الاحوال البشرية ان يجعل الله عز وجل لاحد من الخلق قوة لا تكون غير بغيره. وكما يكون هذا في قوى الابدان الظاهرة فانه يكون في قوى القلوب الباطنة قد ذكر ان رجلا من الصالحين في القرن الماضي صحب اثنين من ابنائه للعمرة فكان من ديدانه ان يذهب الى الحرم في الليل قبل الفجر فيطوف بالبيت فعمد ابناه الى صحبته ليلة من الليالي فقام فطاف سبعا ثم صلى ركعتين وهما خلفه ثم قام بعد صلاة الركعتين ليطوف سبعا فاستحيا ابناه من القعود وراءه وقام معه فطاف سبعا ثم صلى ركعتين ثم قام يريد ان يطوف كارثة فنهض احد ابنيه فامسكه الاخر وقال ان هذا الرجل يطوف بقلبه ونحن نطوف باقدامنا فاذا اقبل العبد على الله سبحانه وتعالى جعل الله عز وجل له من القوى ما لا يسع مدارك الناس وهذه هي المواهب التي وهبها الله عز وجل السلف في الحفظ والعلم والعمل وقراءة القرآن والجهاد وصلاة الليل وغيرها من احوالهم الكاملة فمن عجز عن لحاق تلك الاحوال فلا يتجرأ على توهينها لمجرد ان عقله لا يقبلها لان عقله مقيس على حاله وهذا قياس باطل لانه قياس مع الفارق فينبغي للعبد ان يحرك قلبه الى الله عز وجل في ابتغاء تقوية سيره اليه في العلم والعمل ويجتهد في امداده في مطالعة سير السلف رحمهم الله تعالى. فانها من انفع ما يكون لطالب العلم ذكره ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى. فاذا ادمن طالب العلم النظر في سير السلف انس بهم واجتهد في محاذاتهم رضي الله عنهم ورحمهم في احوالهم. وكانوا اعظم مؤنس له في وحشته اذا تغرب في الطريق فان العبد اذا انفرد في الطريق وتوحش انسه ان يذكر الاولين ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى بمنزلة الغربة من مدارج السالكين ان من استوحش في الطريق لانفراده فينبغي ان ينظر الى من سبقه من الاولين من الانبياء والعلماء والشهداء والصالحين فانه اذا نظر الى احوالهم انس بهم قوى ذلك سيره وثباته على طريقه. ولا يضعفن العبد عن الاجتهاد بسيره. كون السلف ان سبقوا الى احوال ربما يعز ادراكها على كثير من الخلق. وهو المعنى الذي اشار اليه ابو عبدالرحمن الله ابن مبارك في قوله لا تأتين بذكرنا مع ذكرهم. ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد. وهذا امر صحيح باعتبار اختلاف الحال. لكن من سار على طريقهم وابتغى اللحوق بركابهم فانه يصل الى ما وصل اليه وعظ ابو سعيد الحسن ابن ابي الحسن يسار البصري الناس وذكرهم ما كان عليه السلف فقام اليه رجل فقال يا ابا سعيد انك ذكرت اقواما مضوا على خيل دهم بهم وانا على حمر عرج فقال رحمه الله من سار على طريق القوم وصل اي من اخذ بما اخذوا به واجتهد في الاقتداء بهم والسير على ما كانوا عليه فانه وان ضعفت الته ووهنت عدته فانه يصل الى ما وصلوا اليه. نعم. احسن الله اليكم. قال وفقه الله وكان ابو محمد ابن التب ابن التبان اول ابتدائي يدرس الليل كله فكانت امه ترحمه وتنهاه عن القراءة بالليل فكان يأخذ المصباح ويجعله تحت الجفنة شيء من الانية العظيمة ويتظاهر بالنوم فاذا رقدت اخرج المصباح واقبل على الدرس وقد رأيت في بعض المجموعات الخطية في مكتبة نجدية خاصة مما ينسب الى عبدالرحمن بن حسن ال الشيخ صاحب فتح المجيد قوله رحمه الله الى طلب العلوم ديولا وانهض لذلك بكرة واصيلا. وصن السؤال وكن هديت مباحثا. فالعيب عندي ان تكون جهولا فكن رجلا رجله على الثرى ثابتة وهامة همته فوق الثريا سامقة ولا تكن شاب البدن اشيب الهمة فان همة الصادق لا كان ابو الوفاء قوله ولا تكن شاب البدن اشيب الهمة يقال في وصف الرجل اشيب ولا يقال شايب في اصح القولين عند اهل العربية وهو اسم للرجل اذا خالطه الشيب ولا يقال للمرأة امرأة شيباء وانما يقال امرأة كم طاء ويشاركها الرجل في هذا الوصف. فيقال رجل اشمط وامرأة شمطاء اذا خالط شعرهم البياض نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله كان ابو الوفاء ابن عقيل رحمه الله احد اذكياء العالم من فقهاء الحنابلة ينشد وهو في الثمانين ما شاب عزمي ولا حزن ولا خلقي ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي وانما اعتاض وانما اعتاظ شعري غير غير صبغته والشيب في الشعر غير الشيب في بهمم قوله والشيب في الشعر غير الشيب في الهمم لان شيب الهمة مظنة ضعف الروح وشيب الشعر مظنة ضعف البدن والروح اذا ضعفت وهن البدن وان كان شابا واذا قويت الروح قوي البدن وان كان صاحبه هاربا كبيرا وكم من كبير تراه وهي القوى الظاهرة الا ان له همة تحمل بدنه فيرتفع بدنه تبعا لارتفاع همته وكم من شاب تراه قوي الظاهر الا ان همته ضعيفة فتقعد همته ببدنه عن ادراك مأموله ومطلوبه ومن بدائع كلم ابن الجوزي قوله العلم والعمل توأمان امهما علو الهمة العلم والعمل توأمان امهما علو الهمة انتهى وذو الهمة العالية لا يمنعه كبر سنه من ادراك العلم فاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تعلموا كبارا قال البخاري في كتاب العلم من صحيحه وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا فلم يمنعهم كبر سنهم من الحرص على العلم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم علموا وعملوا وعلموا وصاروا علماء الامة ورؤوسها العلم نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل الرابع صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة ان كل علم نافع مرده الى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وباقي العلوم اما خادم لهما فيؤخذ منه ما تتحقق به او اجنبي عنهما فلا يضر الجهل به. فالى القرآن والسنة يرجع العلم كله. وبه ما امر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى فاستمسك بالذي اوحي فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. وهل اوحي الى ابي القاسم صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن والسنة. ومن جعل علمه القرآن والسنة كان متبعا غير مبتدع ونال من العلم اوفره قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد العلم فليثور القرآن فان فيه علم الاولين والاخرين. وقال مسروق رحمه الله ما نسأل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا علمه في القرآن الا ان علمنا يقصر عنه. قول ابن مسعود رضي الله عنه فليثور القرآن اي ليبحث عن فهمه بازالة نظر القلب في معانيه فاذا حرك المرء نظر قلبه في معاني القرآن الكريم فتح له فهمه وليس المراد انه يدرك المعاني بمجرد نظر القلب دون الة ممكنة من معرفة تفسيره فان معرفة تفسيره يوصل الى فهم معانيه واذا خلا العبد من هذه الالة لم يكن له ان ينظر في معاني القرآن قال ابو العباس ابن تيمية وتدبر القرآن لا يمكن دون معرفة تفسيره. فلابد من الة توصل الى معرفة التفسير يسمو بها العبد الى الاطلاع على المعاني اللطيفة والاسرار الشريفة المستكنة في ذخائر المعارف القرآنية وقول مسروق رحمه الله ما نسأل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا علمه في القرآن يصدقه قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. اي ايضاحا وبيانا لكل شيء فكل علم نافع اصله من القرآن فكل علم نافع اصله من القرآن فمن ابتغى العلوم النافعة فليكن له حظ من استنباط مقاصدها من القرآن الكريم. واذا كان هذا ظاهرا بالعلوم الاصلية كالتفسير والحديث والفقه والاعتقاد فان من جعل هذا اصلا له في العلوم الالية فتح له من دلائل القرآن في مسائل العلوم الالية ما لم يذكره احد قبله لان اتصال العلوم الالية عامته ضعيف بالقرآن الكريم ومن اشهر ذلك قول ابن خلدون وعلم اصول الفقه دخلته العقليات فابعدته عن الشرعيات وقل مثله في سائر العلوم الالية. فمن اراد ان تكون له مكنة في تلك العلوم. وقوة في تحقيق مسائليها فلا زب علمه عن النظر في القرآن لاستجلاء ما يستعين به على حل مغلقاتها نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله وينسب لابن عباس رضي الله عنهما انه كان ينشد جميع العلم في القرآن لكن تقاصروا عنه افهام الرجال ما احسن قول عياض ليحسب في كتابه الالماع العلم في اسطين لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاحب علم الكتاب وعلم التي قد اسندت عن تابع عن صاحب قوله عن الطريق اللاحب اي الواضح فالزائغ عن الطريق الواضح لا يوفق الى اصل العلم وهو علم الكتاب والسنة احسن الله اليكم قال وفقه الله واعلى الهمم في طلب العلم كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما فيما لا ينفع فالعلم في السلف اكثر والكلام في من بعد لهم اكثر قال حماد بن زيد قلت لايوب السخطيان رحمه الله العلم اليوم اكثر او فيما تقدم؟ فقال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما تقدم اكثر؟ اكثرية العلم في كلام السلف مردها الى بركة كلامهم وان قل فانهم كانوا يتكلمون كلاما قليلا له بركة عظيمة فيحصل به علم عظيم قال ابن ابي العز بشرح الطحاوية فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فانه قليل كثير البركة انتهى كلامه واشار الى هذا المعنى ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين. فكان السلف الاولون يتكلمون كلاما قليل الالفاظ عظيم البركة جليل الفوائد. بخلاف كلام المتأخرين فانه كثير قليل البركة وانما وقع هذا البون الشاسع بين كلام الاوائل والاواخر لا بالنسبة الى الزمن فان الزمن لا يحبس العبد في صندوق يصيره الى حال لا تكون لغيره. وانما باين بين الفريقين المقاصد والغايات فان للاوائل من حسن المقاصد وسلامة الغايات ما يعز نظيره عند المتأخرين قيل لحمدون القصاب ما بال كلام السلف انفع من كلامنا ما بال كلام السلف انفع من كلامنا فقال لانهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن لانهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن ونحن نتكلم لعزة النفس وطلب الدنيا ورضا الخلق ونحن نتكلم لعزة النفس وطلب الدنيا ورضا الخلق رواه البيهقي في شعب الايمان فالمحمود من الكلام وان قل هو ما يبقى فينفع واما ما يكثر فانه قمين ان يرفع. فمتى خالطت المقاصد الحسنة كلام المتكلم نفع وانتفع ومتى خلا قلبه من المقاصد الحسنة صار طول كلامه يجمع كدر ويفرق هذرا تقل الانتفاع به. فان الكلام لا يحمد بكثرة الهذر. وانما يحمد بحسن التمر فما ينتجه الكلام من الثمار الطيبة وان قل يجعله كلاما رفيع القدر وما لا ينتجه الكلام الكثير من النفع يجعله كلاما ساقطا في الحظير وان كان مدونا في اوراق كثيرة وهذا من المآخذ التي ينبغي ان يعتني المعلمون والمتعلمون في رعايتها فان تطويل العبارات ربما صد عن مهمات الافادات واعتبر هذا في القرآن الكريم فانه كلام ذي القوة العظيم ولو شاء الله عز وجل ان يجعل كلامه في دواوين لا انتهاء لعدها لامكنه ذلك. ولكنه جمع القرآن في اوراق قليلة جامعة لامور عظيمة وكذلك كان هديه صلى الله عليه وسلم فانه اوتي جوامع الكلم فيتكلم كلاما فصلا قليلا فينبغي ان يجتهد المعلم والمتعلم في ملازمة الشرعة الالهية في الافادة. والتي كان عليها السلف رحمهم الله تعالى. والى وقت قريب كان العلماء الماضون يقللون الفاظهم ايضاح معاني الكتاب والسنة وكتب العلم مع صلاح النية وحسن العمل وكمال الاقبال على الله بهم الطلبة وتخرج منهم العلماء طبقة بعد طبقة فلما طولت العبارات وبسطت الاشارات واشتغل الناس بالمناصب والشارات صار لا ينبل من المعلمين والمتعلمين في المدة المديدة الا نفر قليل غالب تخرجهم هو باجتهادهم لا بشيخ مرشد مخرج كما كان عليه الناس ومن الناس من يزهد في العلماء الكبار لانهم لا يطولون العبارات ومثل هذا المتهتك شغل بالظاهر عن الحقائق. فظن ان الالفاظ المطولة فيها العلوم المحصلة وليس الامر كذلك. وانما سر العلم ما يكون من صلاح النية بين المعلم والمتعلم فاذا صلحت النية كانت الجمل اليسيرة والعبارات القليلة مودية لنفع عظيم. وان لم تكن تلك النية فانه ربما طالت الدروس والعبارات وامتنع النفع والبركات فينبغي ان يجتهد طالب العلم في التماس هذا في تعلمه وتعليمه ليسير على جادة من مضى فيدرك هما كانوا عليه فان العدول عنها لا يوصل الى المأمول ولا يحقق الوصول. واذا التبس عليك امر في العلم او غيره فانظر الى طرائق السابقين ومسالك الاولين فانهم وصلوا الى بر الامان العلم والايمان. واما المشردون من المتأخرين في العلوم فان غالب احوالهم المنبت لا يقطع ارضا ولا يبقي ظهرا فلا تكن منبتا في العلم وكن نابتا فيه واعظم ونباتك واحسن سقيه ان تكون محاذيا طريق من سبق نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد الخامس سلوك الجادة الموصلة اليه لكل مطلوب طريق يوصل اليه فمن سلك جادة مطلوبة اوقفته عليه ومن عدل عنها لم يظفر بمطلوبه. وان للعلم طريقا من من اخطأها ظل ولم ينل ولم ينل المقصود وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثير. يقول الزرنوجي رحمه الله في كتابه تعليم المتعلم وكل من اخطأ الطريق ضل ولا ينال المقصود قل اوجل. وقال ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد الجهل بالطريق وافاتها والمقصود الجهل بالطريق وافاتها والمقصود يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة. وقد ذكر هذا الطريق وقد ذكر هذا الطريق بلفظ جامع مانع محمد مرتضى ابني محمد الزبيدي صاحب تاج العروس في منظومة له تسمى الفية السند. يقول فيها فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسن بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد الناصح فطريق العلم وجادته مبنية على امرين من اخذ بهما كان معظما للعلم. لانه يطلبه من حيث يمكن الوصول اليه. فاما الامر فحفظ متن جامع للراجح فلا بد من حفظ ومن ظن انه ينال العلم بلا حفظ فانه يطلب محالا. والمحفوظ المعول عليه الجامع للراجح اي المعتمد عند اهل الفن فلا ينتفع طالب بحفظ المغمور في فن ويترك مشهورا كمن يحفظ الفية طالب السلام عليكم فلا ينتفع طالب يحفظ المغمور في فن ويترك مشهورا كمن يحفظ الفية الاثار في النحو ويترك الفية ابن مالك نعم ويترك الفية ابن مالك من معايب اخذ العلم حفظ المتون غير المعتمدة عند اهله مطالب العلم ينبغي ان يكون حريصا على وقته نهازا لما يلوح له من فرصه. وابلغ انتهاز الفرص وحفظ الوقت ان يسير على جادة من سبق بحفظ المتون المعتمدة المعول عليها في كل فن يروم ادراكه كما قال الزبيدي بحفظ متن جامع للراجح والمتن الجامع للراجح وصف للمتن المعتمد انه يكون جامعا للراجح المشهور عند اهل الفن فينبغي ان تجتهد في التعويل على المتون التي دأب عليها اهل العلم فتقبل عليها بالحفظ والفهم فان ذلك يورثك العلم وكم رأينا من عالم يشار اليه بالبنان لا تزيد الكتب التي في مكتبته عن مئة كتاب ووجه تمكنه من العلم اخذه بهذا الاصل باقباله على المتون المعتمدة في ادراك العلوم حفظا وفهما. فلما عدل الناس عن هذا فاتاهم العلم وسمعت الشيخ محمد الحمود الحصيني يقول كانت الكتب قليلة والعلم كثير واليوم الكتب كثيرة والعلم قليل وصدق لان الاوائل اتخذوا اصولا للعلم يعتمدون عليها حفظا وفهما ففتحت لهم منابع الادراك والفهم. وصار لهم مكنة في العلم فيتكلمون بما تجده في كتب وان لم يروها واما من جاء بعدهم فربما شغب على نفسه بكثرة الكتب وانصرف الى غير المعتمد فلا يكون غدا في العلم فليحرص طالب العلم على المتون المعتمدة التي عول عليها العلماء في كل فن من الفنون وليحرص على الاكتفاء بالنسخ الصحيحة التي حفظت فيها الفاظهم دون تغيير فان من مسالك بعض المتأخرين ادخال ايديهم في تغيير كلام لمتقدم في متن من المتون في غيره ويحوله بحسب ما يراه هو من صلاح هذا المعنى دون ذاك او كلامة هذا النظم دون ذاك. ولم يكن هذا من جادة من سبق فكانوا يشيرون الى الاصلاح الذي يحتاج اليه في حواشي تلك النسخ او شروحها فيستفيد منها المتعلم. اما ان يعمد الى متن ما كالفية العراقي او الفية ابن ما لك ثم تحول بعض ابياتها الى ما يراه متأخر الى انه الاوفق فهذا تصرف غير محمود في العلم. وانما يحمد اذا كان ذلك التغيير بما يوافق الخطاب الشرعي ويصلح له. فان الخطاب الشرعي ليس لاحد وانما هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا صرف فيه بما يؤدي الى نفع اكبر كان ذلك محمودا ومن مثله ان العقيدة الواسطية اثبتت فيها الايات اليوم بعامة نشراتها وفق رواية حفص عن عاصم ولم يكن مصنفها يقرأ بهذه الرواية. وانما كان يقرأ بقراءة ابي عمرو ابن العلاء البصري رحمه الله تعالى. فاذا الايات وفق رواية حفص عن عاصم كان ذلك محمودا. لانها عامة قراءة الناس اليوم في الارض. ومثل ذلك اذا الروايات التي توجد في بعض الكتب الجامعة للحديث من المختصرات وفق ما في الاصول. كان يعمد الى اصلاح احاديث الاربعين النووية او عمدة الاحكام او بلوغ المرام بما انتهى الينا من النسخ التي لتلك الاصول. فلو قدر ان تلفظا في الاربعين مفقودا من المتن الذي عزي اليه اليوم فغيرته وفق ما في الاصل الموجود اليوم ان كان ذلك محمودا كما ذكره رحمه الله تعالى في حديث سفيان ابن عبد الله الثقفي وفيه قل امنت بالله ثم استقم. فان اللفظ الذي في صحيح مسلم قل امنت بالله اي فاستقم فاذا اصلح وفق ما في ايدينا من النسخ مع عدم الجزم بوهمهم لاحتمال وجود نسخ انتهت اليهم لن وينتهي الينا كان ذلك محمودا. والمقصود ان تحرص على حفظ المتون المعتمدة بالنسخ الصحيحة الموثقة. وكانوا يعدون اول مقامات التعليم تصحيح المتن فكان المقدم عندهم هو تصحيح المتن ذكره ابن المواق في سنن المهتدين وجماعة بعده فاول مطالب ادراك العلمي عن شيخ ما ان تصحح المتن الذي تقرأه عليه. فيكون من همته ان يصلحه لك. فانه اذا صح الافظل صح معنى. واذا فسد لفظا فسد معنى كما وقع بعض شراح الواسطية في عبارة مصحفة شرحوا عليها متن الواسطية وهي قوله عند ذكر الكرامة وهي في جميع قرون الامة فانه تصحب عليهم فانها في جميع فرق الامة فشرحوها وفق هذا المعنى وبين الكلمتين لون فالفرق مذمومة والقرون منها ما حمد وهي القرون الاولى وهو الذي اراده المصنف رحمه الله تعالى ولم ولم يرد رحمه الله تعالى نسبة الكرامة الى من فرقوا دينهم شيعا وكانوا احزابا. فينبغي التنبه الى هذا. نعم الله اليكم قال وفقه الله واما الامر الثاني فاخذه على مفيد ناصح فتفزع الى شيخ تتفهم عنه معانيه يتصف بهذين الوصفين. واولهما الافادة وهي الاهلية في العلم. فيكون ممن عرف بطلب العلم وتلقيه حتى ادرك فصارت له ملكة قوية فيه والاصل في هذا ما اخرجه ابو داوود رحمه الله في سننه قال حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن ابي شيبة قالا حدثنا جرير عن الاعمش عن عبد الله بن عبدالله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم واسناده قوي. والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب فلا يزال ممن معالم العلم في هذه الامة ان يأخذه الخالف عن السالف اما الوصف الثاني فهو النصيحة وتجمع معنيين اثنين احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به والاهتداء بهديه ودله وسمته. قوله والاهتداء بهديه ودله وسمته الهدي اسم للطريقة التي يكون عليها العبد اثم للطريقة التي يكون عليها العبد وهو جامع للثمث والدل وهو جامع للسمت والدل فعطفهما عليه من عطف الخاص على العام وبين الدل والسمت فرق فالدال هو الهدي المتعلق بالسورة الظاهرة هو الهدي المتعلق بالصورة الظاهرة والسمت اسم للهيئة المتعلقة بالافعال اسم للهيئة المتعلقة بالافعال سواء اللازمة او المتعدية نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله والاخر معرفته بطرائق التعليم بحيث يحسن تعليما المتعلم ويعرف ما يصلح له وما وفق التربية العلمية التي ذكرها الشاطبي في الموافقات وبرنامج تيسير العلم يخرج نوره من هذه المشكاة التي ذكرها وبرنامج مهمات العلم يخرج نوره من هذه المشكاة التي ذكرها الشاطبي في طرائق التعليم من معرفة ما يصلح للمتعلم واحسان تعليمه. فالناس يحدث لهم مع ضيق اوقاتهم وضنك الهم وكثرة اشغالهم ما يوجب طلب الاصلح لهم فيحدث لهم من طرائق حفظ العلم ما يعينهم على حفظ دينه. كما يحدث لهم من الزواجر ما يمنعهم عن الفساد قال عمر ابن عبد العزيز تحدث للناس اقضية بقدر ما يحدثون من الفساد ونظير ما يحدث من الزواجر للكف عن الفساد ما يحدث للحمل على الصلاح فيحدث للناس بما يراعي احوالهم في التعلم والتعليم ما يوفقهم للعلم وييسر عليهم حملة ويحفظه في الامة ومنه هذا المسلك في بث العلم وتعليمه ببيان المقاصد الكلية والمعاني الاجمالية في مدة يسيرة وفق ما ينتفع به المبتدأ والمتوسط والمنتهي واصله في السنة حديث عمرو بن اخطب في صحيح مسلم الذي رواه من حديث عذرة بن ثابت عن علباء ابن احمر عن عمرو بن اخطب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت صلاة الظهر. فنزل فصلى بنا الظهر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت صلاة العصر فنزل فصلى بنا ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت صلاة المغرب فاخبرنا بما هو كائن وبما كان وبما هو كائن فانظر الى عظمة المخبر به من العلم. وهو كل ما كان وما يكون وعظمة المقبل به وهو صلى الله عليه وسلم وطول مدة الوقت انهم لم يرتفعوا من منازلهم في المسجد بين تلك الصلوات. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطبهم قال عمرو في اخر الحديث فاعلم ما احفظنا فاعلمنا احفظنا اي اكثرنا علما من انتفع من تلك المدة اليسيرة التي بث فيها النبي صلى الله عليه وسلم لما علما عظيما ولم يكن وضع الكتب موجودا في طبقة الصحابة والتابعين. وانما كان في اتباع التابعين ومن اشهرها كتاب الموطأ للامام ما لك. وفي اصحابه من قرأه في مدة يسيرة عليه فعتبة ابن حماد رحمه الله قرأه عليه في مدة اربعة ايام وتتابع العمل بهذا في قرون امة الى الطبقة التي ادركناها فهذا شيخنا ابن باز رحمه الله يحفظ له صوتيا شروح على ثلاثة الاصول والتوحيد والعقيدة الواسطية لو قايست مدتها بمدة هذه الدروس لوجدت ان مدة كلامه الله اقل بنا المدة التي نتكلم فيها. وكان شيخنا عبدالعزيز بن مرشد رحمه الله تعالى وهو من اقران محمد ابن ابراهيم بل صاحبه الخسيص به ومشاركه في العلم كان يقرأ في المدة اليسيرة الكتب كثيرة لانه كان منصرفا انصرفا تاما الى التعليم مكتفيا في تقليل العبارات في حصول الافادات انتفع به جم غفير. وادرك كثير منكم العلامة ابن غديان وحفظ عنه رحمه الله تعالى في حياته انه شرح مقدمة اصول التفسير في مجلس واحد وشرح في اليوم نفسه منظومة القواعد الفقهية في لمجلس واحد بل هذا الشيخ عبدالعزيز الراجحي بين اظهرنا وقد انشرح القواعد الاربع في مجلس واحد ونواقض في مجلس واحد فهي جادة سنية سلفية مبنية على اصل من الشرع وثيق ولكن هذا رزق يرزقه الله من يشاء من المتعلمين والمعلمين فهي مواهب ترجع الى القدر التي يهبها فالله سبحانه وتعالى لمن يشاء من خلقه. والمقصود بها ايصال النفع الى الخلق بحسب ما يحفظ به دينهم فانه اذا ترك مثل ما يصلح به الناس من هذه المسالك ضاع العلم واندثر بين الناس وكم من انسان لاحظ هذا في نفسه وفي من انتفع بمثل هذه المسالك وينبغي ان يرض الانسان بهذه الكتب وان يقبل عليها تكرارا مرة بعد مرة تعلما وتعليما فان كذلك انفع له. وانظر الى ما قدرته الشريعة من قراءة الفاتحة في كل صلاة مرات عدة. فيقرأها المرء في فرضه ونفله في يومه عشرات المرات كل ذلك اعظاما لمنفعتها فالنافع امن ان يكرر ليحصل الانتفاع به وكانت هذه هي جادة التعلم والتعليم في من سلف وحفظ عن شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى انه اقرأ كتاب ثلاثة الاصول في بلدة الدلم لما كان قاضيا بها اكثر من مائة مرة. فكان الناس مقبلين على هذه الاصول النافعة يكررونها مرة بعد مرة. فحصلوا العلم. فمن اراد ان يصل الى ما وصلوا اليه. معلما او متعلما فليسلك هذه الجادة وليستعن بالله سبحانه وتعالى في قطعها. نعم. احسن الله اليكم قال وفقهم الله المعقل السادس رعاية فنونه في الاخذ وتقديم الاهم فالمهم. ان الصورة المستحسنة يزيد حسنها بتمتع البصر بجميع اجزائها ويفوت من حسنها عند الناظر بقدر ما يحتجب بقدر ما يحتجب عنه من اجزائها. والعلم هكذا من رعى فنونه بالاخذ واصاب من كل فن ان حظ كملت الته في العلم. قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره. جمع العلوم ممدوح من كل فن خذ ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار ويقول شيخ شيوخنا محمد بن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب ولا ينبغي للفاضل ان يترك علما من العلوم النافعة التي تعين على فهم الكتاب والسنة اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه ولا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويجري بعالمه فان هذا نقص ورذيلة العاقل ينبغي له ان يتكلم بعلم او يسكت بحلم والا دخل تحت قول القائل اتاني ان سهلا ذم جهلا علوما ليس تعرفهن سهل علوما لو قرأها ما قلاها ولكن الرضا بالجهر سهل. انتهى كلامه. قوله ما قلاها اي ما ابغضها فالقلى هو البغض ومنه قوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى اي ما ابغضك نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله وانما تنفع رعاية فنون العلم باعتماد اصلين احدهما تقديم الاهم فالمهم مما مما تقر اليه المتعلم في القيام في القيام بوظائف العبودية لله. سئل ما لك بن انس امام دار الهجرة عن عن طلب العلم فقال حسن جميل ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح من حين تصبح الى حين الى حين تمسي. فالزمه قال ابو عبيدة معمر المثنى رحمه الله من شغل نفسه بغير المهم اضر بالمهم. وقدم الاهم ان ان العلم جم. والعمر طيف زار او ضيف والاخر ان يكون قصده في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فن. حتى اذا استكمل انواع العلوم النافعة نظر الى ما وافق منها وانس من نفسه قدرة عليه فتبحر فيه سواء كان فنا واحدا ام اكثر. اما بلوغ الغاية في كل فن والتحقق بما فانما يهيئ له الواحد بعد الواحد في ازمنة متطاولة. ثم ينظر المتعلم فيما يمكنه من تحصيلها افرادا للفنون ومختصراتها واحدا بعد واحد او جمعا لها والافراد هو المناسب هو المناسب لعموم الطلبة ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم وان ترد تحصيلة نتممه وعن سواه قبل الانتهاء مه وفي ترادف العلوم المنعجات ان توأمان استبقا لن يخرجا. ومن عرف قوله ومن طيال شعر الشناقطة. الطيار من الشعر هو ما لا يعلم قائله له هو ما لا يعلم قائله فما لم يعلم قائله من الاشعار يوصف بذلك. واليه اشار مرشدكم بقوله شائع الاشعار ان لم يعلم قائله الطيار بين الامم. شائع الاشعار ان لم يعلم الطيار بين الامم. وقوله مه كلمة زجر اينتهي عن ذلك نعم. احسن الله اليكم ومن عرف من نفسه قدرة على الجمع جمع وكانت حاله استثناء من العموم ومن نواقض هذا المعقل المشاهدة الاحجام عن تنوع العلوم والاستخفاف ببعض المعارف والاشتغال بما لا ينفع مع الولع بالغرائب وكان مالك يقول شر العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل السابع المبادرة الى تحصيله واغتنام سن الصبا والشباب فان العمر زهرة اما ان تصير بسلوك معالي ثمرة واما ان تذبل وان مما تثمر به زهرة العمر. المبادرة الى تحصيل العلم. وترك الكسل والعجز واغتنام سني الصبا والشباب امتثالا للامر باستباق الخيرات كما قال تعالى فاستبقوا الخيرات. وايام الحداثة فاغتنمها الا ان الحداثة ثلاثة دوم قال احمد رحمه الله ما شبهت الشباب الا بشيء كان فيكم فسقط. والعلم في سن الشباب اسرع الى النفس تعلقا ولوسوقا. قال الحسن البصري رحمه الله العلم في الصغر كالنقش في الحجر فقوة بقاء العلم في الصغر كقوة بقاء النقش في الحجر فمن اغتام شبابه نال اربا وحمد عند مشيبه سرى اغتنم سن بها فتى عند المشيب يحمد القوم السرى. واضر شيء على الشباب التسويف وطول الامل فيسوف احدهم ويركب بحر الاماني ويشتغل باحلام اليقظة ويحدث نفسه ان الايام المستقبلة ستفرغ له من الشواغل وتصفو من المكدرات والعوائق. قوله اشتغلوا باحلام اليقظة احلام اليقظة تركيب يراد به ما لا حقيقة له ترهيب يراد به ما لا حقيقة له. فاذا قيل فلان احلامه احلام يقظة اي يمني بما لا حقيقة له نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله والحال المنظورة ان من كبرت سنه كثرت شواغله وعظمت قواطعه مع مع ضعف الجسم ووهن ولن تدرك الغايات العظمى بالتلهف والترجي والتمني ولست بمدرك ما فات مني بلهفة ولا بنيت ولا لوني ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا يتعلم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا كبارا. ذكره البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه. وانما يعصر التعلم في الكبر كما بينه الماوردي في ادب والدين لكثرة الشواغل وغلبة القواطع وتكاثر العلائق. فمن قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم. وقد وقع هذا لجماعة من طلبوا العلم كبارا فادركوا منه قدرا عظيما. منهم القفال الشافعي رحمه الله. فمن طلب العلم كبيرا له حالان الاولى طلبه مع التقلل من الشواغل ومدافعة القواطع والعوائق فهذا طمين ان يدركه ويرجى له ان يحرز بغيته منه والحال الثانية ان يطلبه مع الاستسلام للواردات من العلائق والعوائق والشواغل. فهذا يعسر عليه ادراك العلم ولا يدرك مؤمله منه فمن رام العلم مع الكبر فليتغلل فليتقلل من كل مشغل مذهل عنه. من قاطع او عائق او علاقة فانه اذا نفى هذه الواردات عنه ادرك العلم ولو كان كبيرا. نعم. احسن الله قال وفقه الله المعقل الثامن لزوم التأني في طلبه وترك العجلة ان تحصيل العلم لا يكون جملة واحدة اذ القلب يضعف عن ذلك وان للعلم فيه ثقلا كثقل الحجر في يد حامله. قال تعالى سنلقي عليك قولا ثقيلا اي القرآن واذا كان هذا وصف القرآن الميسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فما الظن بغيره من العلوم؟ وقد وقع تنزيل القرآن رعاية لهذا الامر منجما مفرقا باعتبار الحوادث والنوازل. كما قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. وهذه اية حجة في لزوم التأني في طلب العلم والتدرج فيه وترك العجلة كما ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه والراغب في مقدمة جامع التفسير ومن شعر ابن قوله وقد وقع تنزيل القرآن اية لهذا الامر منجما اي انزل في اوقات معينة مقدرة مضبوطة لتحصيل هذا الامر والنجم هو الوقت المضروب. فاذا قيل قسم الامر انجما اي جعل في اوقات مفرقة معلومة. نعم احسن الله اليكم ومن شعر ابن النحاس الحلبي قوله رحمه الله اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تنتقط المرء بها حكمة وانما السيل اجتماع النقط. قال شعبة ابن الحجاج رحمه الله اختلفت الى عمرو ابن دينار خمسمائة مرة وما سمعت وما سمعت منه الا مائة حديث في كل خمسة مجالس حديث. وقال حماد بن ابي سليمان لتلميذ له تعلم كل يوم ثلاث مسائل ولا تزد عليها شيئا ومقتضى لزوم التأني والتدرج. البداءة بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم. حفظا واستشراحا عن مطالعة المطولات التي يرتفع الطالب بعد اليها التي لم يرتفع الطالب بعد اليها. ومن تعرض للنظر في المطولات فقد يجني على دينه. وتجاوز الاعتدال في العلم ربما ادى الى تضييعه. ومن حكم قول عبد الكريم الرفاعي احد شيوخ العلم بن دمشق الشام في القرن الماضي طعام الكبار سم الصغار وصدق فان الرضيع اذا تناول طعام الكبار مهما لذ وطاب اهلك هو عطب. ومثله من يتناول المسائل الكبار من المطولات. ويوقفون ويوقف نفسه مع ضعف الالة على خلاف العلماء وتعدد مذاهبهم في المنقول والمعقول. والمقرر هنا من لزوم التأني وترك العجلة لا يبطل ترتيب برنامج مهمات العلم. ولا ينقض وضعه لان مقصوده جعله استفتاحا للمبتدئين بتحبيبهم في العلم وتذكيرا للمتوسطين في جاعي معلوماتهم وتحقيقا للمتهمين باطلاعهم على مواقع مسائل العلوم من الخطأ والصواب. ولا يراد منه ان يجعل غاية المراد. وروضة ومنتهى الامر في طلب العلم. وانه كاف عن بذل النفس في استزازة في استزادة ولكنه اساس يبنى عليه. فينبغي ان يعيده الطالب مع الايام والليالي بالتؤدة والتأني ليرسخ العلم ويقوى الفهم نظير ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم الذي خطب الناس فيه من الفجر الى المغرب ولم يفصل بين خطبته وتعليمهم بما كان وما هو كائن الا الصلوات فكانت حياته صلى الله عليه وسلم بعد تبيانا لكل ما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم فينبغي ان يتخذ احدنا مثل هذا المد من العلم عونا على مواصلة السير فيه استزادة منه واساسا يبني عليه. ولا يكن اخر منتهاك من العلم مجرد حضور هذا برنامج بل ينبغي ان تجعله اصلا تشيد عليه بناء عظيما. فانه انما اريد لهذه الغاية. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل التاسع الصبر في العلم تحملا واداء. اذ كل جريه من الامور لا يدرك الا بالصبر واعظم شيء تتحمل به النفس طلب المعالي تصبيرها عليه ولهذا كان الصبر والمصادرة مأمورا بهما لتحصيل اصل الايمان. لتحصيل اصل للايمان تارة ولتحصيل كماله تارة اخرى. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا وقال تعالى واصبرن نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يلينون وجهه قال يحيى ابن قال يحيى ابن ابي كثير في تفسير هذه الاية هي مجالس الفقه ولن يحصل احد العلم الا بالصبر. قال يحيى ابن ابي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسم فبالصبر يخرج من معرة الجهل. قال الاصمعي من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل ابدا وبه تدرك لذة العلم. قال بعض السلف من لم يحتمل الم التعليم لم يذق لذة العلم. ولابد دون الشهد من سم لسعة. وكان قالوا من لم يركب المصاعب لم ينل الرغائب. وصبر العلم نوعان احدهما صبر في تحمله واخذه. فالحفظ يحتاج الى صبر والفهم يحتاج الى صبر وحضور مجالس العلم يحتاج الى صدم ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر. والنوع الثاني صبر في ادائه وبثه وتبليغه الى اهله فالجلوس للمتعلمين يحتاج الى صبر وافهامهم يحتاج الى صبر واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر. وفوق هذين النوعين من صبر العلم على الصبر فيهما والثبات عليهما لكل الى شأو العلا وثبات ولكن عزيز في الرجال ثبات قوله لكل الى شئ العلا الشأو هو الغاية الشأو هو الغاية والوثبات جمع وثبة وهي القفزة والمعنى لكل الى غايات العلا قفزات في طلابها ولكن يعز في الرجال الثبات على مطلوبهم. وقديما قيل من ثبت نبت فمن كانت له عزيمة تثبته وصل الى مقصوده ولمنشدكم في اخر الهداية ان الثبات في الرجال عزا ويغنم ويغنم الرجال منه العز اي ان الثبات قليل في الناس مع ان الغنيمة الكاملة لا تحصل الا به. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله ومن يلزم الصبر يظفر بالرشد قال ابويا على الموصلي المحدث رحمه الله اني رأيت وفي الايام تجربة للصبر عاقبة محمودة الاثر وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر قال احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل العاشر ملازمة اداب العلم. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين ادب المرء عنوان سعادته وفلاحه وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولست حرمانهما بمثل قلة الادب والمرء لا يسمو بغير الادب وان يكن ذا حسب ونسب. وانما يصلح للعلم من تأدب بآدابه في نفسه ودرسه. ومع شيخه وقرينه قال يوسف بن الحسين بالادب تفهم العلم لان المتأدب يرى اهلا للعلم فيبذل له. وقليل الادب يعز العلم ان يضيع عنده. سأل رجل البقاعي ان يقرأ علي فاذن له البقاعي فجلس الرجل متربعا فامتنع البقاعي من اقراءه وقال له انت احوج الى الادب منك الى العلم الذي جئت تطلب ومن هنا كان السلف رحمهم الله يعتنون بتعلم الادب كما يعتنون بتعلم العلم. قال ابن سيرين رحمه الله كانوا يتعلمون الهدي ما يتعلمون العلم بل ان طائفة منهم يقدمون تعلمه على تعلم العلم قال مالك بن انس لفتى من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان ان تتعلم العلم وكانوا يظهرون حاجتهم اليه. قال مخلد ابن الحسين ابن المبارك يوما. نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من العلم وكانوا يوصون قوله رحمه الله نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من العلم ذلك في زمانهم فما بالك بزماننا؟ فحاجة ملتمس العلم الى الادب اعظم من حاجة اولئك ان اولئك كان الزمن يحدوهم الى التزام الادب فان عامة الناس عليه. واما اليوم وقد ضعفت الديانة ومرجت العهود فان القائم بالادب مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم ومع الخلق قليل واولى الناس برعاية الاداب هم طلاب العلم ويتأكد هذا في اداب طلبه لان من معاقد تعظيمه ازمة ادب العلم فمن لم يتأدب في العلم فلا يتعنى. فان العلم لا يبذل الا للمؤدب وهو من الله سبحانه وتعالى لا يكون الا له. كما قال يوسف بن الحسين بالادب تفهم العلم. اي ترى اهلا له فيبذل لك من الخلق ويبذله الله عز وجل عطية لك. فانه اذا رآك صالحا لحفظ دينك منحك ذلك وهو اكرم الاكرمين. فان لم تكن كذلك فانك لا تحرزه. وقوله رحمه الله تعالى نحن اراد بها الازراء على النفس. وما احسن الاتيان بها في هذا المقام. اما على جهة البطر اعلاء فانها قاصمة الظهر. وكان السلف رحمهم الله تعالى يتقللون من هذه الجمل. فيفرون من نحن وانا وقلنا وقلتم استصغارا لنفوسهم واذلالا لها لان لا تتطاول ومن افة العلم التطاول فيه ومن مفاتيح الجراءة عليه لزوم الانسان لمثل هذه الالفاظ التي تنشئ في قلبه وان لم يستشعر عقد الكبر وجوامعهم. فينشأ في قلبه التكبر والتجبر في العلم فلا يكون اهلا له. فينبغي ان يتأنق الانسان فيما يؤدي به العبارات ازراء على نفسه وهضما لها. فانهم كانوا يحمدون هظم النفس وما ارتفع ما ارتفع ممن سبق بعد الاخلاص والصدق بمثل هضم نفوسهم وحطمها وانهم كانوا لا ترون لانفسهم شيئا. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. وينبغي الا يرى العبد لنفسه شيئا ولا ان له على احد حقا. فالعارف بالله لا يطالب ولا يعاتب ولا انتهى كلامه نقله تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين. فاذا هضم الانسان نفسه وحطمها وانزلها انزلها منزلتها فقد اعتلى مركب النجاة. واذا ابتغى المرء حظ نفسه واستعلى بها فان مركبه ضعيف ربما انكسر به وكم من امرئ رؤي مشارا اليه بالاصابع فلما استحكمت اليه الاشارة بالاصابع ورأى لنفسه مقاما كسر به مركبه. فخرج من اسم العلم واهله. بل منهم من خرج باسم الديانة فترك الاسلام بعد الهداية اليه وكان معدودا من اهل العلم فيه. لانه تسلل الى قلبه ما افسده فلم يعد صالحا له فينبغي ان يجتهد طالب العلم في ملازمة اداب العلم وان يكثر من النظر في احوال السلف فيها فان هذا دليل على صلاحية المرء له. واذا رآك الله عز وجل معظما للعلم برعاية ادابه فان الله سبحانه وتعالى يرفعك ويحذيك من العلم ولما ضعف هذا الاصل في المعلمين والمتعلمين رأيت الاحوال المشينة والمقامات السيئة التي يكون عليها المتصفون بالعلم من المعلمين او المتعلمين. فصاروا بحال مزرية من مباعدة ادب العلم واجلال اله واعظامه وعند ذلك لا يحصلون من العلم ما يحصل الاوائل. وقد قلت فيما مضى ان الامر ليس بالزمن انما الامر بصلاحية القلوب للعلم. فاذا صلحت القلوب للعلم جاءها من العلم ربما ما لم يكن لقبله قال ابن مالك رحمه الله تعالى في مقدمة تفسير الفوائد واذا كان العلم خصائص ربانية ومنحا الهية فليس بمستكتر ان يجعل الله للمتأخر ما لم يكن للمتقدم. انتهى كلامه ولكن الشأن في ان تكون انت ايها المتأخر على حال التي كان عليها المتقدم وهذا يحتاج الى جهاد عظيم واعتبر هذا بادبنا طلاب العلم في حلق العلم. فاذا اردت ان تعرف منزلتنا في منزلة من سبق في طلب العلم فانظر الادب معه وكيف كانوا فيما تقرأه من احوالهم او فيما رأيتهم ممن ادركت من الكبار الذي كانوا عليه وما نحن عليه اليوم من احوال تخالف الادب في العلم. واذا عظم طلاب العلم الادب فيه غرس تعظيم العلم في قلوب العامة. اما العامي الذي يمر بحلقة من حلق العلم فيرى احدهم فاغرا فمتكئا على عمود مرسلا قدميه واضعا كتابه على الارض يحرك جواله فاي تكون للعلم اذا كان هذا ممثلا مشهدا من مشاهد طلاب العلم. فاذا كانت هذه حال منتسب للعلم فلن وجد في قلب العامة اعظامه واجلاله كما انه لن يوجد في قلب هذا العلم العلم البتة لان العلم لا يكون الا في قلب مقبل عليه معظم له ومن تعظيمه حسن التأدب فيه. ولا يراد بهذا الادب. حفظ حق للمتكلم في العلم ولكن المراد بهذا حفظ حق الشريعة في ادب العلم. فان حفظ حق الشريعة في ادب العلم يوجب على الناصح من المعلمين ان يراعي هذا في الاخذين عنه وان يحملهم عليه ولو اقتضى ذلك ان بانواع من التأديب تصلح لكفهم عما خالفوا فيه الادب. وسيأتي مثل من ذلك فيما يستقبل اما ان تصير الحال حالا مباينة لما ينبغي من العلم للعلم واهله فذلك والله عنوان شر فاذا رأيت الم تعلم يباشر القراءة على شيخي وهو يضع كتابه على الارض ويتكئ بين يديه ثم اذا حدثت له مكالمة هاتفية اخذ الهاتف جانبا وتكلم مهتبلا شرح الشيخ فاي علم يكون عنده اذا لم يتأدب بادب العلم. واذا كان هذا العلم متعلقا الخطاب الشرعي بالايات والاحاديث في التفسير او الاعتقاد او الحديث او الفقه كان الامر اعظم. فانه دليل على قلة اعظام الله وتوقيره في القلب. فان الذي يعظم كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا تكون منه هذه الاحوال ولا ينصرف الى غيرها بل هو يسمع كلام الله عز وجل في علم ان هو الله ولو ان ملك البلاد تمثل بين ايدينا فتكلم بكلمة كلا بل تحرك بحركة كلا بل منه نفس لرأيت ابصارنا مشئبة اليه. فكيف اذا كان الكلام الذي يقرأ هو كلام ملك الملوك سبحانه وتعالى او كان كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فانه ينبغي له من الاعظام والاجلال والتعظيم ما لا يكون لغيره فاحرصوا يا طلاب العلم على حفظ حق الشريعة في علمكم. واعلموا انكم اذا اضعفتم الشريعة ضعفت الشريعة. وانه ما تسلط اهل الفجور والطغيان على اهل العلم والايمان الا باحوال ردية تسربت اليهم. فلما كنا صرنا على حال مذمومة سلط الله علينا الطغاة والعوام. ولو كانت حالنا حالا كاملة لعرف العوام لطلاب العلم واهله قدرهم واعتبري هذا في بعض ما كان في القرن الماضي من الاحوال والوقائع التي اذا كان فيها امر يتعلق بطالب العلم كان اعظم شفيع له كونه طالب علم. واليوم صارت حال طالب العلم كحال عامة الناس لانه هو الذي جعل العلم بهذه المنزلة فلما هان عنده العلم هان العلم عند الناس. فهانت مرتبته ولو انه اكرم العلم وعظمه ورفعه منزلته ارتفع قدر العلم ومنفعته ومنزلته عند الناس. واقرأوا ما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى من اعظام العلم والتأدب به واجلاله فصار لهم من الرفعة والعلو والعزة والمنعة ما لم يكن لنا. وعند ابن ابي شيبة في كتاب الايمان بسند عن عبيد ابن عبير قال الايمان هيوب. اي ان العبد اذا كمل ايمانه حصل له حصل له من الهيبة في قلوب الخلق ما لا يستجديه الانسان بالحرس والاموال وانما لما يلبسه الله عز وجل من الجلال والمهابة. قال ابو عبد الله ابن ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد من وقر الله في قلبه ان يعصيه وقره الله في قلوب الخلائق ان يذلوه انتهى كلامه فكذلك اذا وقر طالب العلم العلم فان الناس يعظمون هذا العلم ويجلونه ومن مشاهد التي تبين للناس تعظيم العلم تأدب طلابه واهله بادبه. فهم احوج الناس الى لزوم الاداب لانهم نواب عن بلاغ حكم الشريعة والناس ينظرون اليهم بانهم يطلبون ميراث النبوة ويجتمعون على العلم النافع فتنبغي ان تكون احوالهم كاملة وخصالهم حميدة وان يجتهدوا في ذلك ابلغ والاجتهاد لذا يكون ذلك عنوانا لصلاحهم وانتفاعهم في الدارين. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله وكانوا يوصون به ويرشدون اليه قال مالك رحمه الله كانت امي تعممني وتقول لي اذهب الى ربيعة تعني ابن ابي عبدالرحمن فقيه اهل المدينة في زمنه فتعلم من ادبه قبل علمه. وانما حرم وانما حرم كثير من طلبة العصر العلم الادب فترى احدهم متكئا بحضرة شيخه بل يمد اليه رجليه ويرفع صوته عنده ولا يمتنع عن اجابة هاتفه الجوال او غيره فاي ادب من عند هؤلاء ينالون به العلم اشرف الليث ابن سعد رحمه الله على اصحاب الحديث فرأى منهم شيئا كأنه كره فقال ما هذا؟ انتم الى يسير من الادب احوج منكم الى كثير من العلم؟ فماذا يقول الليث لو رأى حال كثير من طلاب العلم في هذا العصر احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل الحادي عشر صيانة العلم عما يشين مما يخالف المروءة ويخرمها. من لم يصن العلم لم يصمه العلم كما قال الشافعي رحمه الله ومن اخل بالمروءة بالوقوع فيما يشين فقد استخف بالعلم فلم يعظمه ووقع في البطالة فتفضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه. قال وهب ابن منبه رحمه الله لا يكون البطال من الحكماء لا يدرك العلم بطال لا يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول ولا من يألف البشر وجماع المروءة كما قال ابن تيمية الجد في وتبعه حفيده في بعض فتاويه استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه قيل لابي محمد سفيان بن عوينة قد استنبطت من القرآن كل شيء فاين المروءة فيه؟ فقال في قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعد عن الجاهلين ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق. ومن الزم ادب النفس للطالب. تحليه بالمروءة وما يحمل عليها. وتنكر خوارمها التي تخل بها. قوله وتنكبه خوارمها التي تخل بها. الخوارم جمع خرم وهو الشق وخوارم المروءة هي مفسداتها التي تذهب بها او تضعفها مفسداتها التي تذهب بها او تضعفها. فكل كل ما عاد على المروءة باضعافها او افسادها فانه يعد من خوارمها. نعم احسن الله اليكم قال وقال وفقه الله وتنكبه خوارمها التي تخل بها كحلق لحيته فقد ادهم في خوارم المروءة ابن ابن حجر الهيثمي الهيثمي من الشافعية وابن عابدين من الحنفية او كثرة الالتفات في الطريق. وعده من خوادمها ابن شهاب الزهري وابراهيم النخعي. من المتقدمين. هذا في الطريق كثرة الالتفات في الطريق من الخوارم فكيف في الدرس كيف الدرس كل ما سمع طالب العلم شيء التفت هذا من اعظم الخوارب الانسان الذي يجلس امام معلم هذا المعلم ما جلس ليجلس على الكرسي الكراسي كثير والانصراف عن الناس خير من التصدي لهم لكن من ابتلي بذلك استعان بالله عز وجل فينبغي ان يعلم كل جالس ان الجالس على الكرسي جالس اليه وهو ليس جالس الى المجموع بل جالس الى الجميع فالجالس بين يدي يساويه ذلك الجالس في منتهى المجلس فهو جالس بين يديه. لكن يفترقون في منازل الجلوس قربا وبعدا لكن من جهة ما يجب عليهم من الادب وملاحظة حق المجلس فانه واجب على ابعد واحد كما يجب على اقرب واحد لان الجلوس ليس لواحد دون واحد بل الجلوس لجميع الحاضرين. وملاحظة هذا ذاك وكما ينبغي هذا على المعلم ينبغي ان يعرفه الم تعلم وان يقوم بحقه فلا ينصرف عنه درسه الا بعد فراغ شيخه منه الا لحال تدعوه الى ذلك. واما جلوسه في الحلقة وهو يأخذ الفضاء ذرعا بعينيه يمنة ويسرة اماما وخلفا بتقليب رقبته ووجهه فليس هذا من ادب المجلس ولو كان بين يديك في مجلسك رجل يكلمك لم يكن من الادب ان تكون هذه حالك. وانك لتعجب من مراعاة الناس هذا الادب وغيره في مجالسهم في بيوتهم. فاذا صاروا في بيت من بيوت الله وبين علم يقرب الى الله رأيت منهم ما يباين ذلك. وانما هذا من تسلق الشيطان وصرفه الناس عما يحصل لهم به الكمال فينبغي ان يجاهد الانسان نفسه في تحصيل الكمال. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية وعده من الخوارم جماعة منهم ابو بكر الطرطوشي من المالكية وابو محمد ابن قدامة وابو الوفاء ابن عقيل من الحنابلة او صحبة الاراذل والفساق والمجان والبطالين وعده من خوارم المروءة جماعة منهم ابو حامد الغزالي وابو بكر ابن طيب من الشافعية والقاضي عياض يحصوي من المالكية او مصارعة الاحداث والصغار وعده من الخوارم ابن الهمام وابن نجيم من الحنفي ومن اخل بمروءته وهو ينتسب الى العلم فقد افتضح عند الخاص والعام. ولم ينل من شرف العلم الا الحطام احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له. فالانسان مدني بالطبع واتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب لتعينه هذه المعاشرة لتعينه هذه المعاشرة على تحصيل العلم في طلبه والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه فان للخليل في خليله اثرا. قوله فالانسان مدني بالطبع اي لابد له من الاجتماع بغيره من ابناء جنسه. اي لابد له من الاجتماع بغيره من ابناء جنسه ومشاركة بعضهم بعضا في تحصيل مصالحهم. وهذه الجملة مشهورة في كلام اليونان ثم مدها وقرر اصولها وفرع فروعها ابن خلدون في مقدمته المشهورة واصلها في كلام الله عز وجل في قوله وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. فهذه الاية اية اصل المدنية وانه مقصود التعارف بان يحصل انتفاع الخلق بعضهم ببعض هي المدنية المرادة في كلام اهل العلم فانهم اذا ذكروا مدنية الناس ارادوا ما يحصل من انتفاع بعضهم ببعض في معاشرتهم ومؤانستهم وتحصيل مصالحهم العاجلة الاجلة. اما مصطلح المدنية اليوم فهو مواضعة كفرية يراد بها احلال لان ماضي العصرية من الديموقراطية وغيرها محلا الاسلام. وصار من الناس من يروج لها فيزعم ان الاسلام مدني باعتبار موافقته فيما يزعم للحقوق التي قررتها منظمات المعروفة كالامم المتحدة وغيرها وهذا معنى باطل وهذه المدنية لا حاجة للمسلمين اليها فان في القرآن والسنة النبوية ما يغنينا عن تطلب اقامة الحقوق ورفع الظلم واصلاح وضع الرعاة والرعية عن مثل هذه الاوضاع المستمدة من زبالات الاذهان وحثالات الافكار. نعم. احسن الله قال وفقه الله قال ابو داوود والترمذي والترمذي رحمه الله رحمهما الله والسياق لابي داوود حدثنا ابن بشار قال حدثنا ابو عامر وابو داود قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثني موسى ابن وردان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل يقول الراغب الاصفهاني ليس اعداء الجليس لجليسه بمقاله وفعالة فقط بل بالنظر اليه. لا تصحب الكسلان في كم صالح بفساد اخر يفسد عدوى البليد الى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد والجليد هو الحازم وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا للمنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة كما ذكره شيخ شيوخنا محمد الخضر محمد الخول بن ابن حسين في رسائل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. قال ابن مسعود رضي الله عنه اعتبروا ممن يصاحب فانما يصاحب الرجل من هو من هو مثله. وانشد ابو الفتح البشتي لنفسه. اذا ما اصطنعت امرأ اذا ما اصطنعت اتى امرئا امرأ فليكن شريف النجار زكي الحسب. فنذل الرجال كنذل النبات فلا للثمار ولا للحطب. قوله شريف النجار بكسر النون وضمها ومعناه الاصل والانساب مؤثرة في الطبائع ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. ولذلك لا تلم خوارم المروءة وقبائح العادات الا الاصل نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله ويقول ابن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب وهو يوصي طالب العلم ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان. وكان هذا عين قول سفيان ابن عوينة رحمه الله اني لاحرم اني لاحرم جلسائي الحديث الغريب لموضع رجل واحد ثقيل فقد يحرم المتعلم العلم لاجل صاحبه فاحذر هذا الصنف وان تزيى بزي العلم فانه يفسدك من حيث لا تحس احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل الثالث عشر بذل الجهد في تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عنه اذ تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسؤال عنه. فهؤلاء تحقق في فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيما. بكمال الالتفات اليه والاشتغال به فالحفظ خلوة بالنفس والمذاكرة جلوس الى القرين. والسؤال اقبال على العالم. فبالحفظ يقرر العلم في القلب وينبغي ان يكون جل جل همة الطالب مصروفا الى الحفظ والاعادة. كما يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره. ولم يزل العلماء الاعلام يحضون على الحفظ ويأمرون به. قال عبيد الله بن الحسن وجدت احضر العلم منفعة ما وعيته بقلبي ولقته بلساني. وسمعت قوله ولقته بلساني اي حركته بلساني متحفظا له اي حركته بلساني متحفظا له من قوله لا كالشيء في فيه اذا علكه وتحرك به لسانه ومن قواعد العلم ان ما يراد حفظه يرفع الصوت به. وما يراد فهمه يخفض صوت به فاذا اريد تحفظ شيء رفع الصوت به ليجتمع على الحفظ اذن والعين فيقوى بقاؤه في القلب. واذا اريد فهم شيء خفظ الصوت به. لئلا مشوشا للقلب فان رفع الصوت ربما اضعف اقبال القلب فيخفض الصوت ليجمع القلب على ارادتي ما يفهم. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله وسمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى يقول حفظنا قرين وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتفاعنا بما قرأنا. ليس بعلم ما حول القمطر. ما العلم الا ما حواه الصدر القمطر بكسر القاف وفتح الميم اسم وعاء كانت تحفظ الكتب وتصان فيه اسم وعاء كانت الكتب تحفظ وتصان فيه. بمنزلة الحقيبة في ايدي الناس اليوم نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله والمتلمس للعلم لا يستغني عن الحفظ ولا يجمل به ولا يجمل به ان يخلي نفسه منه واذا قدر على ما كان يصنع ابن الفرات رحمه الله فليأخذ به فقد كان لا يترك كل يوم اذا اصبح ان يحفظ شيئا وان قل. ومن عقل هذا المعنى لم يزل من الحفظ في ازدياد فلا ينقطع عنه حتى الموت كما اتفق ذلك لابن مالك رحمه الله صاحب الالفية صاحب الالفية النحوية فانه حفظ في يوم موته خمسة شواهد وبالمذاكرة ما ذكره المصنف وفقه الله من ان ابن مالك رحمه الله بقي احفظوا الى اخر عمره حتى حفظ في يومه الذي مات فيه خمسة شواهد شاهد صدق على ان المرء لا يزال قادرا على الحفظ حتى يموت او يسلب عقله بالخرف قبل موته فانه ما لم يزل معه عقله فهو قادر على الحفظ لا يمنعه من ذلك شيء ان بقاء قوته باعتبار تقدم الحال عليه. فمن كان اخذا بالحفظ بقي معه الحفظ حتى اموت وهذا ابن مالك حفظ في يوم وفاته رحمه الله خمسة شواهد. وفي اخبار ابن هشام صاحب اوضح المسالك وغيره انه تحول في اخر عمره من مذهب الشافعية الى مذهب الحنابلة فحفظ متن الخرق مع كبر سنه ليستعين به على معرفة مذهب الحنابلة وذكر في ترجمة ابي الفرج ابن الجوزي انه قرأ القراءات بعد سن الثمانين فلم يمنعه كبره من تحفظ خلاف القراء في الاصول والفرش مع شدة ذلك على الشاب النشيط. لكن اذا راض الانسان نفسه سهو على الحفظ واعتاده سهل عليه. فالشأن في رياضة العقل على الحفظ. فان القوى الباطنة تقوى بالمرنة والرياضة كما تقوى القوى الظاهرة. فالمرء اذا اراد ان يبرز عضلات بدنه تقوى بانواع مختلفة من الرياضة البدنية. ومثله من رام تقوية باطنه. فانه ينبغي له ان يأخذه بالرياضة على الامر حتى يعتاده ويدرجه شيئا فشيئا فيرقيه شيئا فشيئا بحفظ او في الفهم او في القراءة حتى تقوى على حتى تقوى نفسه على مثل ذلك. ومن بديع الحكايات ان ابا هلال العسكري اللغوي المعروف ذكر في كتاب الحث على العلم له انه كان في مبتدأ اخذه العلم كان يعاني المدة الطويلة في حفظ شيء من شعر العرب. قال فلم ازل اخذ بالحفظ حتى حفظت قصيدة رؤبة ابن العجاج قاتم الاعماق خاوي المخترق وهي ثلاثمئة بيت في سحر واحد فاذا راض ملتمس للعلم نفسه على الحفظ والفهم والقراءة وجرج نفسه فيها شيئا فشيئا امكنه ان تكون له قدرة بليغة فيها. واما من يهجم عليها دون رعاية قوة نفسه فانه يضر بنفسه. فان ان النفس اذا حملت على ما لم تعتد نفرت منه وهي خداعة فانها تظهر الميل اليه في مبتدأ فيجد الانسان عند بدايته في عزمة على شيء قوة تلتد بها النفس. وهي خدعة نفسانية تعود بعدها النفس بالتكاسل والانصراف عما رامه بخلاف من يدرج نفسه شيئا فشيئا فانه يعتاد ما اراده حتى يقوى عليه فيلازمه فينبغي ان يكون اخذ ملتمس العلم العلم حفظا وفهما على هذا الوجه. فيرقي نفسه شيئا فشيئا فيه حتى تكون له قوة عليه ومن حسان كلام ابي العباس ابن تيمية واخذها عنه ابن كثير قوله العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية. العبرة بكمال النهاية بنقص البداية فالاحوال التي تعتريك في المبتدأ من النقص والضيق من حفظ او فهم اذا جاهدتها ووصفت عليه في الاوائل فانه لا يزال في مكانه لا يقطع طريقا ولا يجتاز واديا. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس ويقوى تعلقه بها والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقران وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو ايسر العلوم؟ قال البخاري رحمه الله حدثنا عبدالله بن يوسف فقال قال اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقدة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت. ورواه مسلم من حديث مالك به نحوه. قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد عند هذا الحديث واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعقدة من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم؟ وكان الزهري رحمه الله يقول انما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة. وبالسؤال عن العلم تفتتح تفتتح خزائنه. قال الزهري رحمه الله انما هذا العلم انما هذا العلم خزائن وتفتتحها المسألة وحسن المسألة نصف نصف العلم. والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه. برهان جلي على عظم بمنفعة السؤال وقلة الاقبال على العالم بالسؤال اذا ورد على بلد تكشف مبلغ العلم فيه فهذا سفيان الثوري رحمه الله يقدم يقدم عسقلان فيمكث ثلاثة ثلاثة لا يسأله انسان عن شيء. فيقول لرواد ابن الجراح احد اصحابه اكتر لي اخرج من هذا البلد هذا بلد يموت فيه العلم. فمن لقي شيخا فليغتنم قوله رحمه الله اكثر لي اي اطلب لي من ينقلني بالاجرة بارادة خروجه من هذا البلد وعلله بقوله هذا بلد يموت فيه العلم. اي لانه لا احد يسأله عنه فاذا بقي في علم لا يسائله احد عن مسائله فان العلم يموت في قلبه واذا كانت هذه حال العالم فما بالك بحال المتعلم اذا كان في بلد يموت فيه العلم فانه يهلك ببقائه فيه وقد ذكر الفقيه المالكي ابو بكر ابن العربي من الهجرة الى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الهجرة من بلد الجهل الى بلد العلم. فمن كان في بلد لا ينعش فيه العلم من معلم او متعلم فانه ينبغي ان يطلب له يحيى فيه العلم يحيا هو بحياته. فان بقي في البلد الميت مات فيه العلم. ورأينا اناسا من العلم ولزموا احوال العوام بعد ان كان لهم فيه حظ لانهم لم يخرجوا من تلك البلاد ولا جاهدوا ببذل العلم للناس فماتت علومهم ببقائهم في تلك البلدان. نعم. احسن الله اليكم. قال وفقه الله او فمن لقي شيخا فليغتنم لقائه بالسؤال عما يشكل عليه ويحتاج اليه. لا سؤال متعنت ممتحن. وهذه المعاني الثلاثة للعلم بمنزلة الغرس الشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع عافته. فالحفظ غرس العلم والمذاكرة سقي والسؤال عنه تنميته قال وفقه الله المعقد الرابع عشر اكرام اهل العلم وتوقيرهم اكرام اهل العلم وتوقيرهم ان فضل العلماء عظيم ومنصبهم منصب جليل لانهم اباء الروح فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد وفي قراءة ابي ابن كعب رضي الله عنه النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهو اب لهم. والابوة والابوة المذكورة في هذه القراءة ليست ابوة ليست ابوة النسب ليست ابوة النسب اجماعا وانما هي الابوة الدينية الروحية فالاعتراف بفضل المعلمين واجب قال شعبة ابن قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى الشيخ والمعلم والمؤدب اب للروح الشيخ والمعلم والمؤدب اب للروح والوالد اب للجسد نقله تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله قال شعبة ابن الحجاج كل من سمعت منه حديثا فانا له عبد واستنبط هذا المعنى من القرآن محمد محمد ابن علي الادفوي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نون ولم يكن مملوكا له وانما كان متلمذا له متبعا له فجعله الله فتاوني ذلك. وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعزازا. قال احمد في المسند حدثنا هارون قال حدثنا ابن وهب قال حدثني ما لك ابن الخير الزيادي. عن ابي قبيل المعافي عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف المنى حقا. امسك ابن عباس رضي الله عنهما يوما بركاب زيد ابن ثابت رضي الله عنه فقال زيد اتمسك لي وانت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس رضي الله عنهما ان هكذا نصنع بالعلماء. قوله بركاب زيد بن ثابت الركاب اسم للناقة التي تركب فيكون ابن عباس امسك فيكون فيكون ابن عباس رضي الله عنه امسك بخطام الناقة بزيد ابن ثابت في ركوبه عليها. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله ونقل ابن حزم للاجماع على توقير العلماء واكرامهم والبصير بالاحوال السلفية يقف على حميد احوالهم في توقير علمائهم فقد كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا جلسوا اليه كانما على رؤوسهم الطير لا يتحركون وقال محمد ابن سيرين رحمه الله رأيت عبدالرحمن بن ابي بن ابي ليلى رأيت عبدالرحمن بن ابي ليلى واصحابه يعظمونه ويسودونه ويشرفونه مثل الامير. وقال يحيى الموصلي رأيت ما لك بن انس غير مرة. وكان باصحابه من الاعظام له والتوقير له. واذا رفع احد صوته طاحوا به فمن الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل. التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعاة ادب الحديث معه. واذا حدث عنه عظمه من غير من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذيه بقول او فعل وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة ومما تنسب الاشارة اليه هنا ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار وجيز معرفة الواجب ازاء زلة العالم وهو ستة امور الاول في صدور الزلة منه والثاني التثبت في كونها خطأ. وهذا وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها. والثالث ترك اتباعه فيها والرابع التماس العذر له بتأويل سائق. والخامس بذل النصح له بلطف وسر. ولا بعنف وتشهير. والسادس حفظ جنابه فلا تهدر كرامته وفي قلوب المسلمين ومما حفظ جنابه الجناب بالفتح الجانب والمراد قدره فيحفظ قدره ولا تهدر كرامته وهذه النبذة في معرفة الواجب تجاه زلة العالم من عيون ما في هذه المقيدة من المعاني. فان زلة العالم ذهاب العالم. وشاع الابتلاء بها باخرة فجادة السلامة فيها لزوم هذه المراتب وفق ما دل عليه الشرع. فاذا فهم زلة فينبغي للمرء ان يتثبت في صدور الزلة ممن نسبت اليه فكم من شيء يذكر عن احد فاذا رجع فيه تبين ان نسبته اليه زور وبهتان عليه. ثم اذا ثبت ان هذا الذي نسب الى الزلل هو كلام له وجب ان يتحقق من كونه زلة فان الامر كما قال الاول وكم من عائب قولا صحيحا وافت من الفهم السقيم فينبغي ان يتأكد من كون ما بدر منه من قول او فعل زلل محض مخالف لما دلت عليه الادلة ونقله العلماء الاجلة. والحكم على شيء بتعيين كونه زللا اذا صدر من عالم يحتاج في الحكم عليه الى عالم مثله. لان زلات العلماء من الامور المشتبهة التي يتجاذبها في الظاهر الخطأ هو الصواب. فلا يمكن من ادراك خطأها او صوابها الا عالم راسخ ذكر هذا المعنى ابن رجب في جامع العلوم والحكم والشاطبي في الموافقات و الاعتصام ومن لم يبلغ مرتبة العالم المقدم فاذا استنكر شيئا سمعه فانه يرجع الى علماء زمانه فيعرضه عليهم. فان كان خطأ نبهوه الى كونه خطأ. ونبهوا المتكلم به. وان لم يكن كذلك بوجه الصواب فيه ثم اذا حكم على كلام متكلم بانه زل في امر ما فانه ينبغي ان يلاحظ حقه من توقيره واجلاله ولا يخدش حفظ حقه الرد على مقالته. فان الناس لم يزل يرد بعضهم على بعض كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى في بين خطأه بالرد عليه ويحفظ حقه بعدم بعدم عدم هدر كرامته ورتبته عند المسلمين ويتأكد هذا فيمن شهر بالعلم والخير والسنة فانه لا يعاجل مظاهرته على ما وقع فيه الا بعد التمكن من بيان الحق له رغبة في رجوعه اليه فان المقصود ومن نشر الحق هو دعوة الناس للالتزام به لا نصرة النفس. فان المرء اذا كان مبديا للحق مع وجود نية باطنة فاسدة في قلبه لم يكن عمله صالحا. ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم اذا رد على زلته سلك في ذلك طريق اللطف رغبة في وجود قبول عنده. اما العنف والتشهير به فانه ربما حمله على الاستكبار عن الحق وهذه الاصول الستة هي ميزان العدل والانصاف فيما يبدر من هذا وما اوقع في النفوس تلجلجا وترددا في مثل هذه المقامات فان السلامة ان يكله الانسان الى علماء زمانه فلا ينبغي للمرء ان يتخذ جسرا على متن جهنم بالولوج في هذه المواقع مع وجود العلماء الموثوق بهم من يمكن وكل الامر اليهم فالصادق في الاقتداء بهم هو الذي يرجع الامر اليهم ويحضهم على بيان الحق فيه واما ان يشقق الخلق بان يكون كل احد قادرا على الكلام متكلما في هذه المسائل فان هذا لا يحفظ جماعة مسلمين بل يفرقهم شجر مذر. وكما يتكلم الناس عن جمع الخلق تحت طاعة ولي الامر في الحكم جدير بهم ان يتكلموا اكثر عن جمع الناس الى العلماء الراسخين في العلم فان هذا من اسباب حفظ جماعة المسلمين. واما العدول عن هذا باعجاب كل متكلم في العلم بكلامه. وتصييره نفسه هذا يولد الشر فينشأ بين الناس من الفرقة والنزاع والخلاف ما كان يمكن درؤه لو وكل الامر الى اهله واذا لم تبتلى بعد بتشوف انظار الناس اليك ورجوعهم وتعويلهم عليك فكن الامر الى من تبرأ به الذمة من العلماء الثقات المعروفين في هذا البلد او في غيره. نعم الله اليكم قال وفقه الله ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقير كالازدحام على العاري والتضييق عليه والجاءه الى اعثر السبل فما ماته شيم ابن بشير الواسطي المحدث الثقة رحمه الله الا بهذا فقد ازدحم اصحاب عليه فطرحوه عن حماره فكان سبب موته رحمه الله نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد الخامس عشر رد مشكله الى اهله. فالمعظم للعلم يعول على دهاقنته والجهابذة من اهله لحل لحل مشكلاته. ولا يعرض نفسه لما لا تطيقه خوفا من القول على الله بلا علم بلا علم والافتراء على الدين فهو سخطة الرحمن قبل ان يخاف صوت السلطان فان العلماء بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم وان سكتوا عنه فليسع كما وسعهم. ومن قوله فالمعظم للعلم يعول على دهاقلته جهابذة اهله الدهاقنة جمع دهقان بالكسر ويضم ايضا فيقال دهقان وذكر الفتح فهو من المثلثات من كلام العرب. واصله اعجمي ثم عرب. ومعناه قوي التصرف في حل ده قوي التصرف في حدة والجهابدة جمع جهد بكسر الجيم وهو اعجمي ايضا ثم عرب ومعناه النقاد ببواطن الامور. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي لتتكاثروا مع امتداد الزمن والناس في هذا الباب طرفان ووسط. فقوم اعرضوا عن استفتاء العلماء فيها وفزعوا الى الاهواء والاراء يستمدونها من هيدان الخطباء ورقة الشعراء وتحليلات السياسيين وارجافات المنافقين وقوم وقوم يعرضونها على العلماء لكن هم لا يرتضون قالهم ولا يرضون مقالهم فكأنهم طلبوا جوابا يوافق هوى في نفوسهم فلما لم يجدوه مالو عن مالوا عنهم والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن. هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم وان استباح عليه شيء من قولهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا اختلفت واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعد لها شيء. وما احسن قول ابن عاصم في مرتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم تحسين الظن لاهل العلم ومن جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين. فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون ببي بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. واذا تعرضت الناشئة والدهماء للدخول في هذا الباب تولدت فتن وبلايا كما هو مشاهد في عصرنا فانما نشأت كثير من الفتن حين تعرض للرد على زلات العلماء والمقالات المخالفة للشريعة بعض الناشئة والجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها. قوله السالمون من وهج المحن الوهج تحريكي حر النار فمعنى الجملة السابقة السالمون من حر نار المحن والاغمار جمع غمر بضم اه الغين وسكون الميم وتضم ايضا فيقال غمر بضم الميم وهو من لم الرب الامور وهو من لم يجرب الامور. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد السادس عشر توقير مجالس العلم واجلال اوعيته. فمجالس العلماء كمجالس الانبياء. قال سهل ابن عبد الله رحمه الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلان اي شيء تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول طلقت امرأته ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول ليس ليس يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبي او لعالم فاعرفوا لهم ذلك. وقال ما لك بن انس رحمه الله ان مجالس العلماء تحتضن بالخشوع والسكينة والوقار. وقد كان مالك رحمه الله اذا اراد ان يحدث توضأ وجلس على صدري فراشه. وسرح وتمكن من جلوسه بوقار وهيبة ثم حدث. وكان عبدالرحمن ابن مهدي رحمه الله لا لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى فيها فيه قلم ولا يتبسم فيه احد وكان وكيع بن الجراحي رحمه الله في مجلسه كأنهم في صلاة فعلى طالب العلم ان يعرف لمجالس لمجالس العلم حقها فيجلس فيها يعني كان عبد الرحمن بن مهدي شديد لا يتحدث في مجلسه ولا يبرأ في قلم ولا يتبسم فيه احد فيقول شديده لانه لم يعرف مواقع الشدة والرفق في الشرع. ومثل هذا لا يسمى شدة يسمى حزما. لان لكل مقام مقالة. وهذا موضع موضع ينوب فيه الانسان عن النبي صلى الله عليه وسلم. فان من مواضع النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم القيام بالتعليم. فمن مقامه فيه ينبغي ان تكون مجالسه كحال مجالس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معه. فكانت على رؤوسهم فكانت كأن اما على رؤوسهم الطير من اقبالهم على ما يحدثهم به النبي صلى الله عليه وسلم. والذي لا يفهم هذه المعاني يحكم على هذه الاحوال بمثل هذه المقالات الوخيمة العاقبة. اما من قام بما كانوا عليه والتذ به عرف ان هذا هو القيام بحق الشريعة لا القيام بحظوظ النفوس. فان حظوظ النفوس لا تجني على العاقل شيئا. ولا تساوي عنده فلسا وانما ما يريد بذلك حفظ حق الشريعة في دين الله سبحانه وتعالى. فتكون منه هذه الاحوال التي يرعى بها حق الشريعة احفظه. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله فعلى طالب العلم ان يعرف لمجالس العلم حقها فيجلس فيها جلسة الادب ويصغي الى ناظرا اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر فنحن حول الحركة ولا يتكلم ولا يتكلم مع جاره واذا عطس خفض صوته واذا تثاءب ستر فمه بعد رده جهده وينضم الى توقير مجالس العلم اجلال اوعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب فاللائق بطالب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه ولا يجعله بوقا واذا وضعه وضعه بلطف وعناية رمى اسحاق بن راهوية يوما بكتاب كان في يده رآه ابو عبد الله احمد احمد بن حنبل فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار ولا يتكئ على الكتاب كيف اذا كان هذا الكتاب فيه كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم تعجب من انسان يقرأ في صحيح البخاري في درس البخاري ويضع الكتاب على الارض هذا الكتاب ليس فيه غالبا الا الايات والاحاديث النبوية الصحيحة فكيف يهون المقام العظيم للايات والسنة على الانسان حتى يضعه على الارض. لكن هذه المعاني اذا لم يكن القلب حيا ماتت فيه فهو لا يرى فيها شيئا ويرى ان هذا الامر واسع والا تشددوا على الناس. وهذا هو الذي امات العلم قال بعض السلف ان هذا الامر جد فاذا خلطتموه بالهزل مجته قلوب الناس الدين جد وحزم وقوة فينبغي اعظامه واجداله بما عظمه الله ومن ذلك الا يلقي الانسان بكتابه في الارض اذا اراد ان يقرأ فيه او اذا جاء عائدا من مكان ما قذف الكتب التي معه على الارض لم يبالي بها فالحال ما غضب احمد ابن حنبل رحمه الله وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار؟ نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه. واذا كان يقرأ فيه على شيء رفعه على الارض على كيف يضعه عند قدميه يوجد هذا لهاذ بين فخذيه البلفق اليه يسع لكن انا رأيت انسانا في مجلس فيه قراءة كتاب حديثي وهو وضعه بين قدميه اجعلها كالمتكأ للكتاب فهذا ما تدري هل هذا معه عقله ام لا على الحقيقة يضع كتاب فيه ايات واحاديث بين قدميه ويريد ان يكون من اهل العلم ما يكون ابدا لو انت عندك الف ريال تروح تبي تضعها عند انسان امانة دور لك واحد امين وتدور لك واحد فاجر ما الجواب امين فالعلم هل يظن ان الله يجعله عند انسان لا يحفظ امانته؟ لا يمكن وهذه هي الامور التي فقد بها العلم ليس الامر اننا لا نستطيع نحفظ ولا نقرأ ولا نفهم. هذه قدرة موجودة عند الناس لكن الامر في اننا لا نطلب العلم كما كان يطلب ولا نطلب العلم لما كان يطلب ففي القصد فسد القصد بالشهادات والمناصب والرئاسات والمدائح والالقاب والتسجيلات والانترنت والفيسبوك والتغريدات وبالة العلم وطرائق اخذه فسد العلم بسوء الاداب التي تصحب اخذه. فعند ذلك يرفع العلم شيئا فشيئا الناس فلم يستحقوا ان يبقى العلم بينهم. بل الشريف يرفع. ولهذا يرفع في اخر الزمان القرآن كما ثبت في حديث عقد عليه الاجماع لعدم صلاحية قلوب الناس له وكذلك العلم فينبغي ان يجتهد الانسان في اصلاح قصده واخذه للعلم فاذا صلح القصد وجمل الاخذ وصلت الى العلم ولو كنت ضعيف الحفظ والفهم ولو كن ضعيف الحفظ والفهد. هؤلاء الذين ادركنا ممن ادركنا ممن يشار اليهم. كالعلامة ابن باز او العلامة ابن عثيمين ترى مهوب احفظ اهل زمانهم ليش احفظ هالزمان بل كان في قطرنا من كان يحفظ اكثر مما يحفظه واذا كان ابن عثيمين يحفظ الزاد فهناك من كان يحفظ منتهى الايرادات لكن النفع والفائدة انما كانت على يد هذا دون هذا لماذا ليس لقرابة او نسب او مال عند ابن عثيمين جعله الله ذلك. لا صلاحية القلب جعل العلم له فينبغي ان يجتهد الانسان في هذه المآخر حتى يدرك العلم. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله واذا كان يقرأ فيه على شيء رفعه عن الارض وحمله بيديه احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد السابع عشر الذب عن العلم والذود عن حياضه ان للعلم حرمة وافرة توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا يصلح وقد ظهر وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر منها الرد على المخالف فمن استبانت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. ولم يزل الناس يرد بعضهم على بعض كما قال الامام احمد. لكن المرشح لذلك هم العلماء لا الدهماء مع لزوم وترك الجور والظلم ومنها قوله لا الدهماء الدهماء هم العامة الدهماء هم العامة. واصل الدهم هو التغطية واصل الدهم هو التغطية. ولما كان اكثر اهل الارض الذين يغطونها هم العوام سموا بالدهماء ذكره المبرد رحمه الله نعم احسن الله اليكم ومنها هجر المبتدع ذكره ابويا على الفرا او اجماعا فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين وفي ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الحفيدي رحمه الله مقررا اصلا كبيرا تعظم الحاجة اليه في ازمنة الجاهلية والفتن. فاذا اقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك الا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ذلك الواجب. كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مفسدة مرجوحة خيرا من العكس ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه او ظهر منه لدد او سوء ادب ظهر منه لدد اي خصومة شديدة نعم الله اليكم. كان عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله اذا تحدث احد في مجلسه او بري قلم صاح ولبس نعليه ودخل. وكان وكيع اذا انكر من امر جلسائه شيئا انتعل ودخل وشوهد هذا مرارا من شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم ال الشيخ. فكم مرة رؤي منصرفا لما سمع طالبا يتشدق في مقاله فاخذ نعله وانصرف وحضر شاب مجلس سفيان الثوري فجعل يترأس ويتكلم ويتكبر بالعلم فغضب سفيان وقال لم يكن السلف هكذا لم يكن السلف هكذا. كان احدهم لا يدعي الامامة ولا يجلس في الصدر حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنة وانت تتكبر على من هو اسن منك قم عني ولا اراك تدنو من مجلسي وكان رحمه الله يقول اذا رأيت الشاب يتكلم عند انظروا الناصح الناصح له لما رأى حاله على فساد تاجره عنها ونهاه ان ان يجلس في مجلسه لانه اذا بقي على هذه الحال لن يكون شيئا بل ربما جرت عليه هذه الاحوال شرا اكبر فينبغي تأديبه بما ينفعه. نعم احسن الله اليكم وكان رحمه الله يقول اذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وان كان قد بلغ من العلم مبلغا فايس من خيره فانه قليل الحياء وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا له فليفعل كما فعل سفيان وكما كان يفعله شعبة رحمه الله مع عفان ابن مسلم في درسه وقد يزجر وقد وقد وقد يزجر المتعلم كما كان يفعله سفيان كما فعل سفيان وكما كان يفعله شعبة معفان في درسه يفهمون من سياق الكلام صالح اه يعني اخراج المتعلم مجلسه اخراج المتعلم من مجلس اذا رأى منه سوء ادب يخرجه من مجلسه. طيب يرجع الطالب ولا ما يرجع يرجع اذا كان عاقلا واذا كان غير عاقل لا يرجع فان لم يكن غير عاقل فلا تهتم به ونحن سبحان الله سبحان الله الان في الجامعة الطالب يخطي خطأ بسيط يقول له الدكتور برا لو سمحت اطلع برا المحاضرة الثانية في الصف الاول صح والان لو قالها الشيخ انتبه الله يهديك اكتب الله يهديك قام قلب الكتاب قال هذا ينفق علينا انظروا انظروا الحال وبعد ذلك نقول نبي العلم ما في علم العلم تؤخذ بالطريقة التي كان عليها اهل العلم هذا الذي يريد العلم. واما انقلاب الامر حتى عظمت الدنيا على الدين. فتجد الطالب في قاعات الدراسة على الحضور واذا طرد رجع مرة ثانية. فاذا نبه تنبيها لطيفا في مجلس من مجالس المساجد التي لها حق عظم ذلك هذا يدل على ضعف العبودية وكذبها كذبها وان الناس ملئت قلوبهم بحب الدنيا وان سموه طلبا للعلم في الكليات الشرعية وانما صارت لهم انماط واحوال ضارعوا فيها اهل الدنيا فوافقوهم في احوالهم. واما طالب العلم الصادق فيه فانه يعود واحد العلماء المشاري اليهم بالتعليم الان في قطرنا لما وصل الى الرياض سنة ثلاث بعد الاربع مئة والالف فجلس الى احد العلماء وكان طالبا جيدا العلم محصلا في بلده للعلم فلما تكلم ذلك الشيخ في شرح شيء من المعاني في بلوغ المرام اعترضه ذلك الطالب بايراد عليه. وكان اول مجلس يحضره فقال له لو سمحت انت شيخ ما يحتاج تحضر امشي من المسجد فقام هذا وين ذهب طلع لكنه بقي عند باب المسجد حتى خرج الشيخ وقبل رأسه واعتذر منه هذا الصادق في في علمه ولذلك صار عالما واما الذي يجمع نفسه ويقول خلاص يعني فكنا الله ما يبينا نتكلم نمشي فينبغي ان يجتهد الانسان في لزوم الاداب العلمية حتى يصل الى بغيته من العلم نعم. تلى الله اليكم قال وفقه الله وقد يجزر الم تعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته في السكوت جواب كما قال الاعمش ورأينا هذا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله فربما سأله سائل عما لا ينفعه عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقد الثامن عشر التحفظ في مسألة العلم فرارا من مسائل الشغب وحفظا لهيبته احسن الله اليكم. فرارا من مسائل الشر وحفظا لهيبة العالم. الشغب بسكون الغيم يعني تهييج الشر وتحريكه. ولا يقال الشغب فما في السنة الناس من قولهم احداث الشغب لحن وانما هي احداث الشغب يعني تحريك الشر واثارته. نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله فان من السؤال ما يراد به التشغيب وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي منهم ما لا يعجبه كما مر معك في زجر المتعلم فلا بد من التحفظ في مسألة العالم ولا يفلح في تحفظه فيها الا من اعمل اربعة اصول اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم لا التعنت والتهكم فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. وفي الناس من يسأل وله في سؤاله قصد باطن يريد التوصل به الى مقصود له. فاذا غفل عنه المفتي وافتاه بما يريد فرح به واشاعه. واذا تنبه الى قصده حال بينه وبين مراده وزجره عن غيه. قال القرافي رحمه الله تعالى في كتابه الاحكام سئلت مرة عن عقد النكاح بالقاهرة هل يجوز ام لا؟ فارتبت وقلت له اي للسائل ما ما افتيك حتى تبين لي ما ما المقصود بهذا الكلام فان كل احد يعلم ان عقد النكاح بالقاهرة جائز. فلم ازل به حتى قال انا اردنا ان نعقده خارج القاهرة فممعنا. لانه استحلال يعني نكاح تحليل وهو نوع من الانكحة المحرمة. فجئنا للقاهرة فقلت له لا يجوز لا بالقاهرة ولا بغيرها ووقع مثل هذا لابي العباس ابن تيمية الحفيد في فتوى تتعلق باهل الذمة ذكرها تلميذه البار ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه اعلام الموقعين ردت عليه غير مرة في وجه غير الوجه السابق لها. فكان يقول لا يجوز حتى قال في اخر مرة هي المسألة المعينة وان خرجت في عدة اما الاصل الثاني فالتفطن الى ما يسأل عنه فلا تسأل عما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة نفسها سأل رجل احمد بن حنبل رحمه الله عن يأجوج ومأجوج امسلمونهم؟ فقال له احكمت العلم حتى تسأل عمد. ومثله السؤال عما لا عما لم يقع او ما لا او ما لا يحدث به كل احد وانما يخص به قوم دون قوم. من العجائب هذه المسائل من لطائفها السيوطي رحمه الله ذكر في مفحمات الاقران ان الناس كانوا يسألونه عن ماء طوفان نوح هل كان عذبا ام مالح ارجعوا تجدون فائدة فيها. نعم احسن الله اليكم واما الاصل الثالث فالانتباه الى حال الشيخ للاجابة عن سؤاله فلا يسأله في حاله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته بل يتحين طيب نفسه. قال قتادة رحمه الله سألت ابا الطفيل مسألة فقال ان لكل مقام مقالة وسأل رجل ابن المبارك من حديث عن حديث وهو يمشي فقال ليس هذا من توقير العلم. وكان عبدالرحمن وكان عبدالرحمن بن ابي ليلى يكره وان يسأل وهو يمشي. اما الاصل الرابع فتيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه في صورة حسنة متأدبة فيقدم الدعاء للشيخ ويبدله في خطابه ولا تكون مخاطبة له كمخاطبة اهل السوق واخلاط العوام قال جعفر ابن ابن ابي عثمان كنا عند يحيى ابن معين فجاءه رجل مستعجل فقال يا ابا زكريا حدثني بشيء اذكرك به فقال يحيى اذكرني انك ان احدثك فلم افعل واذا تأملت السؤالات الواردة على الواردة على اهل العلم اليوم رأيت في كثير منها سلب التحفظ واستفساف الادب فترى من يسأل متهكما او يسأل محتقرا يسألون عما لم يقع او ما وقع ولا ينفع. لا يتخيرون وقت الايراد المناسب ولا يتلطفون في عرض المطالب. فسؤال مفاتيح الفتن واسباب المحن وويل لهم مما يصنعون. وما احوج هؤلاء الى مقالة زيد بن اسلم رحمه الله. لما سأله رجل عن شيء عليه فقال زيد اذهب فتعلم كيف تسأل ثم تعال فسل وكم هم المحتاجون اليوم الى مثل الى مثل مقالة زيد ابن اسلم رحمه الله قوله سفساف الادب اي ردئه واستفساف من كل شيء الرديء نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله. المعقل التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه. فصله شغف القلب بالعلم اي بلوغه شغف القلب وهو غشاؤه اي بلوغه شغف القلب وهو غشاؤه. ومنه قوله تعالى قد شغفها حبا اي بلغ حبه باطن قلبها نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله فصدق الطلب له يوجب محبته وتعلق القلب به ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى في قالب ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة ومن لم يغلب لذة ادراكه وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه لم ينل درجة العلم ابدا وانما تنال لذة العلم بثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله في كتابه السالف احدها بذل الوسع والجهد وثانيها صدق طلب وثالثها صحة النية والاخلاص. ولا تتم هذه الامور ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في قوله صحة النية والاخلاص من عطف الخاص على العام فالنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله والاخلاص تصفية القلب من ارادة غير الله والاخلاص تصفية القلب من ارادة غير الله فالنية من عمل القلب وصفتها الشرعية الاخلاص. اي ان تكون نيتك على وفق الاخلاص. نعم احسن الله اليكم ولا تتموا هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغله عن القلب ومن سبر هذه اللذة في احوال السابقين من علماء الامة رأى عجبا. فلسان احدهم ما لذتي الا رواية مسند قد قيدت فصاحت الالفاظ ومجالس فيها تحل سكينة ومذاكرات معاشر الحفاظ ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. من وصل الى هذه عرف لذة العلم الناس الان يتقاتلون على السلطنة والحكم والذي يصل الى العلم يعرف ان هذه اللذة التي يستعظمونها لا تساوي شيئا عند لذة العلم استدعى المتملك في زمانه من الترك ابو العباس ابن تيمية فقال له ان الناس يقولون انك تريد ملكي فقال له ان ملكك وملك المغل يعني المغول لا يساوي عندي فلسين هذا الصادق الذي عرف لذة العلم ماذا يريد بالملك ماذا يريد؟ لا يريد شيء لذة العلم ولو كان الانسان وحده اغنته عن كل انيس قيل لعبدالله بن المبارك الا تجلس معنا فقال اني اجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فقال له رجلا لا تهزأ بنا يا ابا عبدالرحمن قال اني اجلس اطالع في كتبي فكأني ارى احوالهم واعرف اخبارهم فاذا عرف الانسان لذة العلم ما رأى شيء من اللذات اعظم من هذه اللذة. نعم. احسن الله اليكم. قال وفقه الله. بات ابو جعفر النسفي مهموما من ضيق البال وسوء الحال وكثرة العيال فوقع في خاطره فرع من فروع مذهبه وكان رحمه الله حنفيا فاعجب به فقام يرقص في داره ويقول اين الملوك وابناء الملوك اين الملوك وابناء الملوك؟ اذا خاض في بحر التفكر خاطري على درة من معضلات المطالب حقرت ملوك الارض في نيل ما حووا ونلت المنى بالكتب لا بالكتائب. ولهذا كانت الملوك تتوق الى لذة العلم وتحس فقدها وتطلب تحصيلها قيل لابي جعفر المنصوري الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالكه تملأ الشرق والغرب هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ فقال وهو مستو على كرسيه وسرير ملكه بقيت فصلة ان اقعد على مصطبة وحولي اصحاب مصطبة احسن الله اليك يعني مكان مرتفع ان اقعد على مصطبة وحولي اصحاب الحديث اي طلاب العلم. فيقول المستملي من ذكرت رحمك الله يعني فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث ويسوق الاحاديث المسندة فانظر الى شدة افتقار هذا الخليفة الى لذة العلم وطلبه تحصيلها وجوعته اليها ومتى عمر القلب بلذة العلم سقطت لذات العادات وذهلت النفس عنها فلنضرب ابن سمين يقول لا يجد المرء لذة العلم حتى يجوع ساجوعة بل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة ومحمد بن هارون الدمشقي يقول لمحبرة تجالسني نهاري احب الي من انس الصديق ورزمة كاغد في البيت عندي احب الي من عدل الدقيق ولطمة عار يعني ورق كغد ويكسر الغين ايضا الورق نعم احسن الله اليكم. ولطمة عالم في الخد مني الذ لدي من شرب الرحيق. ولا تعجب فما هذه الاحوال الا مس عشق العلم؟ فابن يقول في روضة المحبين واما عشاق العلم فاعظم شغفا به وعشقا له من كل عاشق بمعشوقه. وكثير منهم لا يشغله عنه اجمل صورة من البشر فاين هذا الشغف يا طلاب العلم ممن يقدم حظه حظه من عرس من عرسه من عرسه احسن الله حظه من عرسه على حظه من درسه يكون جلوسه جلوسه الى السمار وشيوخ القمراء احب اليه من الجلوس الى العلماء وتقوى عزيمته للتنقل في الفلوات ولا تقوى على السير في نقل معلومات وينهض نشيطا لقنص الطير ويرقد كسلا عن صيد الخير. فما حظ هؤلاء وكثير هم؟ ما حظهم من تعظيم العلم وقلوبهم مأسورة بمحبة بغير احسن الله اليكم قال وفقه الله المعقل عشرون حفظ الوقت في العلم. اذا كان العلم اشرف مطلوب والعمر يطوى كجليد يذوب. فعين حفظ الوقت فيه والخوف من تقضيه بلا فائدة. والسؤال عنه يوم القيامة يحملني واياك على المبالغة في رعايته. قال ابن الجوزي رحمه الله الله في صيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقد روقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الافضل فالافضل من القول والعمل ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت حتى قال محمد بن عبدالباقي البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لعب. وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في ثمان مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري وبلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم حال الاكل فلقد كان احمد بن سليمان البلقاسي المتوفى عن ثمانية وعشرين سنة يقرأ القراءات في حال اكله خوفا من ضياع وقته في غيرها. فكان اصحابه يقرأون عليه وهو تناول مأكله ومشربه بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء فكان ابن تيمية الجد رحمه الله اذا دخل الخلاء لقضاء حاجة قال لبعض من حوله لبعض من حوله اقرأ في هذا الكتاب ارفع صوتك وتجلت هذه الرعاية ما ذكره من القراءة على ابن تيمية الجد في حال دخول الخلاء لا تقدح في اعظام العلم فانه كان خارجا عن الكنيف مباعدا له وانما كان يروم حفظ الوقت لئلا يمضي شيء من زمانه في غير فائدة يستفيدها نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله وتجلت هذه الرعاية للوقت عند القوم رحمهم الله في معالم عدة لم تبلغها الحضارات الانسانية منها كثرة قوله لم تبلغها الحضارات الانسانية قاطبة الانسانية نسبة الى الانسان وهي اسم جنس وهو اسم جنس يقع على المذكر والمؤنث والقليل والكثير مشتق من الانس او النسيان وليست موضوعة في لسان العرب للدلالة على الخصال الحميدة فاذا قيل فلان انساني او بلاد انسانية فليس معناها في كلام العرب انها مشتملة على صفات تمدح بها. وانما معناها ان الانسانية منسوب الى الانس فاذا قيل فلان انساني يعني انه من الانس واذا قيل بلد انسانية اي يعيش فيها واما اطلاقها على ارادة معاني الكمال فانما هي مواضعة من كلام الفلاسفة القدماء. ثم سرت في كلام الناس انها موافقة للوضع العربي. والعرب لم يضعوها على هذا المعنى. نعم. احسن الله اليكم منها كثرة دروسهم فقد كان رحمه الله يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على مشايخه والشوكاني رحمه الله صاحب الى الاوتار تبلغ دروسه في اليوم والليلة ثلاثة عشر درسا منها ما يأخذه عن مشايخه ومنها ما يأخذ عنه تلامذته. واربى محمود الالوسي صاحب التفسير عليهم جميعا. فقد كان يدرس في اليوم اربعة وعشرين ولما اشتغل بالتفسير والافتاء نقصت الى ثلاثة عشر درسا ثم رأيت في ترجمة محمد ابن ابي بكر ابن ابن جماعة ان دروسه تبلغ في اليوم والليلة نحو خمسين درسا ومنها كثرة مدروساتهم فقد ونحن فرحانين ببرنامج مهمات العلم انظر هؤلاء وش كانت دروسهم. بعدين البرنامج كم ثمانية ايام هذا كل وقته حياتي كلها دروس بهذا الشكل. ولذلك تخرج الطلبة عنهم تخرجوا استفادوا منهم استفاد منهم الناس فلذلك تجد بعض العلماء تقول اهل الكتاب كم قرأته؟ يقول ما لا احصي كم قرأته؟ يقول ما لا احصي لاني كنت ملازم حلقة الشيخ وان ما قرأت انا هذا الكتاب يقرأ عليه لو تجد انسان لازم حلقة الشيخ محمد بن ابراهيم خمس سنوات تجد انه زاد مستقنع والواسطية الاجور الرومية الرحابية سمعها من قارن وقرأها مرارا انها تكرر عليه. هم كانوا ملازمين للتعلم والتعليم واما نحن فانما نهتبل بعض الاويقات لبذله في التعلم او التعليم. نعم. احسن الله اليكم ومنها كثرة مدروساتهم فقد درس ابن بان المدونة نحو الف مرة وربما وجد في بعض كتب عباس ابن عباس ابن الفارسي بخطه درسته الف مرة وكررها لي ابن عبد الرحمن المعروف ابن عطية والدي صاحب التفسير المشهود صحيح البخاري سبع مئة مرة ومنها كثرة مكتوباتهم فاحمد ابن عبد الدائم المقدسي واحد شيوخ العلم من الحنابلة كتب بيده اي مجلد ووقع مثله لابن الجوزي ومنها كثرة مقروءاتهم فابن الجوزي رحمه الله طالع وهو بعد في الطلب عشرين الف مجلد. ومنها كثرة شيوخهم فالذين جاوزوا فالذين جاوز عدد شيوخ قيموا الالفا كثير في هذه الامة واعجب ما ذكر ان ابا سعد السمعاني بلغ عدد شيوخه سبعة الاف شيخ قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد شيء لم يبلغه احد ومنها كثرة مسموعاته ومقروءاتهم على شيوخهم من التصانيف المطولة والاجزاء الصغيرة. فقد تعد بالالاف المؤلفة كما وقع لابن الشمعاني وصاحبه ابن عساكر في جماعة اخرين ومنها كثرة مصنفاتهم حتى عدت الف مصنف لجماعة من من علماء هذه الامة منهم عبدالملك عبدالملك ابن حبيب عالم الاندلس وابو الفرج ابن الجوزي فاحفظ ايها الطالب وقتك فلقد ابلغ الوزير الصالح ابن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع اهو واراه اسفل الناس. والوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع قوله ما عنيت بحفظه بالبناء للمفعول اي ما شغلت وقوله هو اراه بالضم والفتح فاراه بالضم بمعنى الظن واراه بالفتح بمعنى العلم ويكون ما بعده تارة منصوبا اراه اسهل وتارة مرفوعا اراه اسهل نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله. الخاتمة الى هنا بلغ القول التمام وحسن قطع الكلام بالختام. فيا شداة العلم وطلابه ويا قصاد الفقه واربابه امتثلوا معاقل التعظيم وانتم تقبلون على مقاعد التعليم تجدوا نفعه وتحمدوا عاقبته واياكم والتهاون بها العزوف عنها فانها مفتاح العلم وملقاة الفم. فبها تجمع العلوم وتؤصل وبها تيسر الفنون وتحصل. فشمروا عن ساعد الجد ولا تشغلوا لا تشغلوا بميعة الجد واحفظوا رحمكم الله قول ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله طالب النفوذ الى الله والدار الاخرة بل الى كل علم وصناعة ورئاسة بحيث يكون رأسا في ذلك مقتدى به فيه يحتاج ان يكون شجاعا مقداما حاكما على وهمه غير مقهور تحت سلطان تخيله زاهدا في كل ما سوى مطلوبه عاشقا لما توجه اليه عارفا بطريق الوصول اليه والطرق القواطع عنه مقدام الهمة ثابت الجأش لا يثنيه عن مطلوبه لو ملائم ولا عدل عادل كثير السكون دائما الفكر غير مائل مع لذة المدح ولا الم الذنب قائما بما يحتاج اليه من اسباب معونته. لا تستفزه المعارضات شعاره الصبر وراحته التعب محبا لمكارم الاخلاق حافظا لوقتك لا يخالط الناس الا على حذر كالطائر الذي يلتقط الحب بينهم قائما على نفسه بالرغبة والرهبة طامعا في نتائج الاختصاص على بني جنسه غير مرسل شيئا من حواسه عبثا ولا مسرحا خواطره في مراتب الكون وملاك ذلك هجر عوائد وقطع العلائق الحائلة بينك وبين المطلوب. انتهى كلامه رحمه الله. فما اجمله ذكرا وتبصرا؟ قوله رحمه الله ملاك الامر بكسر الميم وتفتح اي قوام الامر ونظامه وعماده فالنظام الذي يجمع ما سبق ما ارشد اليه رحمه الله تعالى من ان المطلوبات المعظمة تحصل برعاية اصلين احدهما هجر العوائد اي ترك ما جرت عليه عادة الناس والفوه والثاني قطع العلائق اي الوسائج والصلات الحائلة بين العبد ومطلوبه وزاد ابن القيم رحمه الله تعالى في موضع اخر من الفوائد رفظ العوائق رفض العوائق والفرق بينها وبين العلائق ان العوائق هي الحوادث الخارجية ان العوائق هي الحوادث الخارجية والعلائقة هي التعلقات الداخلية القلبية فتحصيل المطلوبات المعظمة يرجع الى ثلاثة اصول وتحصيل المطلوبات المعظمة يرجع الى ثلاثة اصول. احدها هجر العوائد وثانيها قطع العلائق وثالثها رفض العوائق فمن تحرى هؤلاء في طلب مقصوده ادركه واشرت الى ذلك موصيا بقولي اهجر عوائدهم واقطع علائقهم وارفض عوائقهم ان كنت ذا طلب اهجروا عوائدهم واقطع علائقهم هذا الشطر الاول والشطر الثاني وارفض عوائقهم ان كنت ذا طلب نعم احسن الله اليكم قال وفقه الله اللهم يسر لنا تعظيم العلم واجلاله واجعلنا ممن سعى له كذلك فناله امين اللهم نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفع. امين. اللهم علمنا ما ينفعنا. امين. وانفعنا بما علمتنا. امين. وزدنا علما وعملا. امين. اللهم اقسم من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. امين. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. امين. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. امين. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا. امين. واجعله الوارث منا. امين. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا. امين. ولا مبلغ ولا الى النار مصيرنا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. امين وبهذا ينتهي شرح الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وقبل ان ينفض جمعكم اود ان انبه الى امور احدها الاصل تسلسل الدروس في البرنامج حسب الجدول المثبت في صد كل مجلد بين ايديكم. بيد انه اذا وجدت فسحة من الزمن فان ذلك يقتضي ان نلحقه بما بعده. فلو قدر انا فرغنا من كتاب في وقت بما بعده ان كان يسع الوقت فمن اراد ان يتخير في حضوره للكتب فليسترشد بمن يلازم الدرس لينبهه على ما يطرأ عليه من تغيير وثانيها سيتم بعد الدرس ان شاء الله تعالى توزيع الكتب في الموضع المؤدي لذلك عند البوابة رقم واحد من بوابات السور عند دوالي المحكمة ومن لا يعرفها يسأل الاخوان الذين من اهل المسجد النبوي والتنبيه الثالث انوه بانه ينبغي ان يحضر الطالب هذا الدرس او غيره بنسخة مجردة من الشرح سواء كان للمتكلم او غيره فان مخالطة الشرح بشرح اخر يضعف انتفاعك بما يلقى اليك من الكلام. ولم تكن من عادة اهل العلم ان يحضر احد معه الا ان يكون الشيخ المعلم اما المتعلم فانه يحضر المتن صرفا. ما لم تكن هذه النسخة من نسخة عنده في ما وزعناه من السنوات الماضية فيظم الزوائد بعضها الى بعض فهذا له ان يحضر هذه النسخة اما احضار شيء من الشروح يده سواء لي او لغيري فلا اسمح به في الدرس. وان كنت لا اراك فالله يراك. واذا كنت تريد العلم فعظم من يعلمك العلم تنله. التنبيه الثالث احضروا في الفترة في المدة المسائية المجلد الثاني لانه ربما يسعنا وقت بعد درس العشاء فنقرأ بعض والكتب الملحقة به والمسماة بصلة المهمات فنقرأها سردا ورواية لتستفيدوها التنبيه الذي يليه وهو الخامس بداية درس الفجر ان شاء الله تعالى السادسة والنصف تقريبا وما عدا ذلك فانه في ادبار الصلوات التنبيه السادس اكتبوا وثيقة السماع عندكم في طبقة السماع الطبقة الاولى سمع علي جميعا لمن كان حضر الجميع والذي فاته شيء يكتب كثيرا جميع كتاب تعظيم العلم بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته اما البقية يكتبون بقراءة غيره. صاحبنا ويكتب اسمه تاما فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته محلا من نسخته اذا بدأ الانسان درس يكتب بداية المجلس الاول يكتب التاريخ بعد الفجر كذا وكذا. واذا وصل الى اخرها ان كان انهى الكتاب يكتب نهاية المجلس. وهكذا يرتب قراءته كل مرة بدا من بتقييد مواضع ذلك من نسخته. واجزت له روايته روايته عني اجازة خاصة معين بمعين بمعين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم اضربه على كلمة ليلة يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد اربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وليحرص كل انسان ان يضبط مسموعه. واذا حصل له فوت يقيده لعله يستدركه في وقت اخر. اه التنبيه الاخير انوه ان من الادب اللازم لكم ان لا يلحقني احد ولا يتبعني احد ولا يستقبلني في الدرس احد الا من كان عليه من هذا الدرس او من غيره مما سبق ويريد ان يقرأه في حال السير فهذا له ان يتبعني لاجل القراءة واما ما عداها فارجو منكم ان ان تعذروني ويشتغل انسان بما ينفعه وفق الله الجميع لما يحب الارض والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين