السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقاف هم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وبيان معانيها الاجمالية ومقاصدها الكلية. ليستفتح بذلك مبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف فهو كتاب القواعد الاربع لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر شيخ محمد بن عبدالوهاب سليمان اميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال الامام محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين اسأل الله رب العرش العظيم ان يتولاك في الدنيا والاخرة. وان يجعلك مباركا اينما كنت. وان يجعلك ممن اذا اعطي شكر واذا صبر واذا اذنب استغفر فان هؤلاء الثلاثة عنوان السعادة استفتح المصنف رحمه الله رسالته بالدعاء لقارئ الكتاب فدعا له بثلاث دعوات جامعة اولها ان يتولاه الله في الدنيا والاخرة فيكون وليه الله والولي من اسماء الله تعالى ومعناه المتصرف بخلقه فيما ينفعهم في الدنيا والاخرة المتصرف في خلقه بما ينفعهم في الدنيا والاخرة وثانيها ان يجعله الله مباركا اينما كان اي سببا لكثرة الخير ودوامه اي سببا لكثرة الخير ودوامه فالبركة كثرة الخير ودوامه وثالثها ان يجعله ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر وعدهن المصنف عنوان السعادة والعنوان ما يدل على الشيء ومنه سمي اسم الكتاب عنوانا لانه يدل عليه ويرشد اليه والسعادة هي الحال الملائمة للعبد هي الحال الملائمة للعبد والعبد مقلب بين احوال ثلاثة بين احوال تلاتة نعمة واصلة ومصيبة حاصلة وسيئة نازلة نعمة واصلة ومصيبة حاصلة وسيئة نازلة فالمأمور به عند وصول النعمة شكرها والمأمور به عند حصول المصيبة الصبر عليها والمأمور به عند مقارفة السيئة الاستغفار منها فاذا امتثل العبد المأمور به في الاحوال التي يقلب فيها مما ذكر انفا كان مصيبا السعادة وهذا معنى قول المصنف فان هؤلاء الثلاث عنوان السعادة فسعادة العبد موقوفة على اعماله المأمور به شرعا فيما يحف به من الاحوال المتقدمة النعمة الواصلة والمصيبة الحاصلة والسيئة النازلة نعم اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. الحنيفية شرعا لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عن الشرك فالحقيقة التي وضعت لها الحنيفية هي الاقبال والميل لازمها ومن قواعد البيان ان اللفظ يفسر بما وضع له لا بلازمه ومن الخلل الواقع في كتب العربية المتأخرة التزام كثير منهم تفسير الالفاظ بلوازمها ومنه في هذا المحل القائلون بان الحنيف هو المائل. فان الحنيف ليس هو المائل وانما هذا لازم معناه فالحنيف هو المقبل ولازم الاقبال على شيء ان يقع الميل عما سواه ومنه سمي من اقبلت احدى رجليه الى الاخرى في باطنهما حنيفا فانما سمي حنيفا بالنظر الى الاقبال لا بالنظر الى الميل ومنه حقيقة الحنيفية شرعا في معناها الخاص. فانها الاقبال على الله ولازمه الميل عما سواه والحنيفية دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام ووقعت نسبتها اليه في كلام اهل العلم تبعا لوقوعها كذلك في القرآن الكريم فان الحنيفية منسوبة في القرآن الكريم الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام واتفق ذلك لامرين احدهما ان الذين بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ينتسبون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويزعمون انهم من ذريته وانهم على ارث من ارثه فقمين بهم ان كانوا كذلك ان يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به والاخر ان الله عز وجل جعل جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما يؤتم به فيمن جاء بعده ولم يجعل ذلك في حق احد من الانبياء قبله فاستحق نسبة الحنيفية اليه فذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لها. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فلفظ الاية صريح في ان الحكمة من خلق الخلق هي عبادة الله ولازم اللفظ هو الامر بها فانهم اذا كانوا مخلوقين لاجل هذه الغاية اقتضى ذلك ان يكونوا مأمورين بها فالاية دالة على الامرين معا فهي دالة على ان الخلق خلقوا لاجل العبادة بصريح لفظها ودالة على ان الخلق مأمورون بها بلازم ذلك نعم فاذا عرفت ان الله خلقك لعبادته فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث اذا دخل في الطهارة فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار. عرفت ان اهم ما معرفة ذلك لعل الله ان يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء آآ وذلك بمعرفة اربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه لما قرر المصنف رحمه الله تعالى ان حكمة خلقنا هي عبادة الله وهذا امر متفق عليه بين اهل القبلة بين ان العبادة لا تكون عبادة الا مع توحيد الله فمن يزعم انه يعبد الله وهو لا يوحده فهو كاذب في دعواه فلا بد من ايقاع العبادة مقرونة بالتوحيد وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد وعبر بالخضوع ببيان حقيقة العبادة بالمعنى العام دون الذل لامرين احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي اقتفاء الخطاب الشرعي فان الخضوع مأمور بايقاعه عبادة لانه يكون شرعيا دينيا وكونيا قدريا لانه يكون شرعيا دينيا وكونيا قدريا بخلاف الذل فلا يكون الا كونيا قدريا بخلاف الذل فلا يكون قلة كونيا قدريا فيتقرب الى الله عز وجل بالخضوع لانه عبادة ولا يتقرب له بالذل فيقال اخضعوا لله ولا يقال ذلوا لله على ارادة طلب القربى وهو المخبر عنه كما سبق ذكره في الخطاب الشرعي ففي صحيح البخاري من حديث سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها رياء خضعانا لقوله اي خضوعا لقوله. وضرب الملائكة باجنحتهم خضوعا لله هو عبادة من عباداتهم وروى البيهقي باسناد صحيح في قنوت عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك والاخر ان الذل يشتمل على الاجبار والقهر ان الذل يشتمل على الاجبار والقهر وفي ذلك محظوران وفي ذلك محظوران اولهما ان قلب الدليل فارغ من الاقبال الذي هو حقيقة العبادة ان قلب الدليل فارغ من الاقبال الذي هو حقيقة العبادة فالحال التي تعتلي القلب هوان وذل ليس منشأه طلب القربى الى الله سبحانه وتعالى باجلاله وتعظيمه الذي يتضمنه الاقبال عليه وثانيهما ان الذل يتضمن نقصا لا يناسب حال العبادة ان الذل يتضمن نقصا لا يناسب حال العبادة المورثة للكمال ومنه قوله تعالى خاشعين من الذل وقوله ترهقهم ذلة فالتعبير بالعبادة بالخضوع مقدم على التعبير بالذل والى ذلك اشرت بقولي وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان ويوجد في كلام جماعة من المحققين كابي العباس ابن تيمية وتلميذيه ابي عبدالله ابن القيم وابي الفداء ابن كثير الاعلام بان العبادة مدارها على الخضوع والحب واما التوحيد فله شرعا معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان التوحيد الواجب على العبد ثلاثة انواع توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات والمعنى التاني للتوحيد معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة وهو افراد الله بالعبادة وهذا المعنى كما تقدم هو المعهود شرعا فان التوحيد اذا ذكر في خطاب الشرع يراد به افراد الله عز وجل في العبادة والعبادة والتوحيد غسلان عظيمان تتحقق صلتهما اتفاقا وافتراقا باعتبار المعنى المنظور اليه فيهما فلهما حالان الحال الاولى اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اتفاقهما اذا نظر الى ارادة التقرب اي قصد القلب العمل الى الله اي قصد القلب العمل الى الله فيكونان مترادفين فيكونان مترادفين فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد الله فكل عبادة يتقرب بها الى الله هي توحيد له. وهذا معنى قول المصنف فان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد والحال الثانية افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها افتراقهما اذا نظر الى الاعمال المتقرب بها اي احادها التي تفعل قربة فالعبادة اعم فما يتقرب به الى الله من الاعمال عدد وفير من انواعه العظيمة توحيد الله سبحانه وتعالى الذي هو حقه الخالص فهذه هي الصلة بين العبادة والتوحيد اتفاقا وافتراقا ثم نبه المصنف الى مفسد العبادة الاعظم وهو الشرك والشرك يطلق شرعا على معنيين احدهما معنى عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما معنى عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر معنى خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق الشرك في الخطاب الشرعي فالاصل ان المراد به هو الشرك المتعلق بالعبادة وعدل في بيان حد الشرك عن الصرف الى الجعل لامرين احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي فان المعبر به عند ذكر الشرك في الخطاب الشرعي هو الجعل للصرف ومنه قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل اي الذنب اعظم فقال ان تجعل لله ندا وهو خلقك متفق عليه من حديث شقيق ابن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود رضي الله عنه والاخر ان الجعل فيه معنى الاقبال والتأله ان الجعل فيه معنى الاقبال والتأله بخلاف الصرف فانه انما يتضمن تحويل الشيء عن جهته دون نظر الى المحول اليه واثر الشرك على العبادة يختلف باختلاف قدره فان من الشرك ما هو اكبر ومنه ما هو اصغر والمقصود في كلام المصنف في قوله فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت الشرك الاكبر لقوله بعد فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه فصار صاحبه من الخالدين في النار فالشرك الذي يترتب عليه الخلود في النار هو الشرك الاكبر دون الاصغر والشرك الاكبر هو جعل شيء من حق الله لغيره مما يتعلق باصل الايمان وجودا وعدما جعل شيء من حق الله لغيره مما يتعلق باصل الايمان وجودا وعدما اما الاصغر فهو جعل شيء من حق الله لغيره مما يتعلق بكمال الايمان وجودا وعدم مما يتعلق بكمال الايمان وجودا وعدم فالفرق بينهما يرجع الى متعلق الحق ومنزلته من الايمان بالنظر الى ما يزيل منه فاذا كان متعلقا باصل الايمان فان منه لغير الله شرك اكبر. واذا كان متعلقا بكمال الايمان فان جعل شيء منه لغير الله شرك اصغر ومعنى كونه متعلقا باصل الايمان او كماله وجودا وعدما اي اذا وجد وجد اصل الايمان واذا عدم عدم اصل الايمان واذا وجد وجد كمال الايمان واذا وجد عدم عدم كمال الايمان فمثلا من اصل الايمان الصلاة فالصلاة المكتوبة من اصل الايمان فاذا عدمت بالترك زل الايمان في اصح قولي اهل العلم واذا وجدت وجد الايمان فصلاة النافلة كالضحى من كمال الايمان فاذا وجدت وجد كمال الايمان واذا عدمت عدم كمال الايمان فما رجع من الشرك على اصل الايمان بالعدم فهو اكبر وما رجع من الشرك على كمال الايمان بالنقص دون اصله فانه لا يكون اكبر وانما يكون اصغر فمع ورود الشرك الاكبر يزول ايش اصل الايمان ومع ورود الشرك الاخ اصغر يزول كمال الايمان هذا معنى ما ذكرناه من الفرق بين الشرك الاكبر والشرك الاصغر وليس المراد كما يتوهم ان من تقرب بشيء من كمال الايمان يكون مشركا شركا اصغر دون الاكبر فلو انه صلى لصنم صلاة الضحى فانه يكون مشركا شركا اصغر. فان هذا المعنى لا يقوله من شم رائحة التوحيد. فضلا عن من ادرك مسائله وانما المقصود مما ذكرناه مما يتعلق باصل الايمان وكماله ان ما كان من الشرك الاكبر يرجع على اصل الايمان بالازالة وان ما كان من الشرك الاصغر يرجع على كمال الايمان بالازالة الشرك الاصغر لا تزيلوا افراده اصل الايمان وانما تزيل كماله. بخلاف ما تعلق بالشرك الاكبر فان افراده تزيل اصل الايمان فضلا عن كماله ونجاسة الشرك محلها القلب. وكما يؤمر العبد بدفع النجاسة الظاهرة عنه في الصلاة عن بدنه وثوبه والبقعة التي يصلي عليها فان انه يؤمر بتطهير اعماله كلها بافراغها من الشرك وسوء اثره وخيم عاقبته في افساد العمل واحباطه ومصير صاحبه الى النار يوجب على العبد معرفته ليتقيه فان نجاة العبد من الشرك متوقفة على العلم به بان لا يقع في شبكته كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ولا تكمل معرفة الشرك الا بالمعرفة التامة للتوحيد فمن عرف توحيد الله سبحانه وتعالى معرفة تامة امكنه ان يعرف الشرك فالمطلوب من العبد اصالة هو معرفة التوحيد ويتبع هذه المعرفة المطلوبة معرفة الشرك ليتقيه ويحذره والاية التي ذكرها المصنف وهي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به هي في الشرك الاكبر في اصح قولين هي في الشركين الاكبر والاصغر في اصح قولي اهل العلم فان المصدر المسبوك من الفعل المضارع مع ان مع ان في قوله ان يشرك تقديره في قوله ان يشرك تقديره شركا. فيكون سياق الاية ان الله لا يغفر شركا به تاركا مصدر مؤول مسبوق من الفعل المضارع وان فتكون نكرة واقعة في سياق النفي والنكرات في سياق النفي من مواقع العموم عند اهل العلم. فتصير الاية دالة على ان الشرك كله كبيره وصغيره لا يغفره الله سبحانه وتعالى. ومما يعين العبد على معرفة الشرك ليحذره معرفة اربع قواعد ذكرها الله في كتابه تبين حال المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم. وما كان يدعوهم اليه وبها تتضح حقيقة الشرك ويتميز دين المسلمين عن دين المشركين وهي القواعد التي ذكرها المصنف رحمه الله ومردها الى معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين المشركين الذين كانوا على ليه فمن احاط علما بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعرف ما كان عليه المشركون من الدين هان عليه الايقان بهذه القواعد واحسن فهمها لتوقف ادراك ذلك على ما ناله من الادراك في معرفة الدين ومعرفة حال المشركين. وهي مادة من القرآن الكريم فان هذه القواعد الاربع جميعا هي مذكورة في كلام الله سبحانه وتعالى والمراد بالقاعدة في هذا الموضع اعم مما يريده الفقهاء فان القاعدة هنا المراد بها قاعدة من قواعد الشريعة واساس من اسس الدين فهي بالمعنى اللغوي الصق وتقدم ان القاعدة في لسان العرب هي الاساس فهذه القواعد الاربع هي من القواعد العظام التي هي من قواعد الشريعة واسسها نعم القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. مقرون بان الله تعالى هو خالق المدبر وان ذلك لم يدخلهم في الاسلام والدليل قوله تعالى ان يخرجوا الحي من الميت. ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر يقولون الله فقل افلا تتقون؟ مقصود هذه القاعدة بيان شيئين مقصود هذه القاعدة بيان شيئين احدهما ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية وهو افراد الله في ذاته وافعاله وهو افراد الله في ذاته وافعاله واشار المصنف رحمه الله اليه بقوله مقرون بان الله تعالى هو الخالق المدبر لان الخلق والتدبير من اعظم افعال الربوبية لان الخلق والتدبير من اعظم افعال الربوبية ويكاد امر الربوبية في القرآن يدور على اربعة افعال احدها الخلق وتانيها الرزق وثالثها الملك ورابعها التدبير والاكثار من ذكرها في القرآن اعلام بان هذه اجل مظاهر الربوبية ومشاهدها وان كانت لا تنحصر فيها لكن لجلالتها كثر في القرآن التنويه بها واستدل المصنف على ما ذكره بقوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض الى ان قال فسيقولون الله ووجه دلالته على المقصود هو في اقرارهم بان الخلق والملك والتدبير هو لله سبحانه وتعالى فهم مقرون بربوبية الله والاخر ان اقرارهم بتوحيد الربوبية فقط لم يدخلهم في الاسلام ان اقرارهم بتوحيد الربوبية فقط لم يدخلهم في الاسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم عليه ولو كانوا باقرارهم بالربوبية مسلمين لما قاتلهم الصادق الامين صلى الله عليه وسلم نعم القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى الا الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب ودليل الشفاعة قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولونها هؤلاء شفعاؤنا عند الله والشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة. فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله في ما لا يقدر عليه الا الله. والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الاذن كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ مقصود هذه القاعدة بيان ان الحامل للمشركين على دعوة غير الله والتوجه اليه شيئان احدهما طلب القربة والاخر طلب الشفاعة احدهما طلب القربى والاخر طلب الشفاعة يرحمك الله فلم يكن المشركون يعتقدون ان معبوداتهم تدبر الامر وتستقل بما شاءت ولكنهم كانوا يتوجهون اليها لتحصيل الامرين المذكورين وقد ابطل الله هذا وهذا فاما طلب القربة باتخاذهم الاولياء فقد ابطله الله عز وجل بنفي وجودهم. كما قال عز وجل والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ثم قال في اخر الاية ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. فنسبهم الله عز وجل الى الكذب في دعواهم ان لله عز وجل اولياء وذلك يتضمن نفي وجود ولي من هذه المعبودات المصرح به في قوله تعالى ولم يكن له ولي من الذل والولي المنفي هو المعين لله سبحانه وتعالى وهو الذي كان يعتقده المشركون فانه كانوا فانهم كانوا يعتقدون ان لله عز وجل معينا يعينه والولي المضاف الى الله يقع على معنيين احدهما الولي الناصر وهذا هو المنفي في ايات كثيرة من القرآن والاخر الولي المنصور وهذا هو الذي ورد اثباته في مثل قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والمقصود هنا في هذا الكتاب هو الولي الناصر فهو الذي كان يعتقده المشركون ان لله معينا يعينه وينصره. واما الشفاعة فابطلها الله عز وجل بنفي ملك الشفعاء للشفاعة وامتناع شفاعتهم الا باذن الله عز وجل فلا يملك احد الشفاعة ابدا. وملكها لله وحده. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا والشفاعة التي يملكها الله عز وجل من شاء من خلقه لا تنفذوا الا باذن الله سبحانه وتعالى. فابطل الله عز وجل مقصودهم من الشفاعة بابطال ملك الشفعاء لها وتوقف حصولها لهم على اذن الله عز وجل فهذان الامران اللذان كان الكفار المشركون يقصدونهما ممن يعظمون وهما طلب القربة وطلب الشفاعة وقع نفيهما في القرآن بمسلكين وقع نفيهما في القرآن بمسلكين احدهما نفي وجود الاولياء نفي وجود الاولياء والاخر نفي ملك احد الشفاعة سوى الله نفي ملك احد الشفاعة سوى الله وتوقف حصول الشفاعة على اذن الله سبحانه وتعالى والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله وتعريفها شرعا تؤال الله سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له والنفع يتضمن جلب خير او دفع ضر عن العبد فيتقدم الشافع لله عز وجل بسؤاله رجاء حصول نفع لمن يشفع له فحقيقتها الشرعية سؤال الشافع الله حصولا نفع للمشفوع له وهي نوعان احدهما شفاعة منفية وهي التي نفاها الله والشفاعة المنفية هي الخلية من اذن الله ورضاه هي الخلية من اذن الله ورضاه وهي نوعان احدهما المنفية عن الشافع المنفية عن الشافع ومنها الشفاعة المنفية عن الالهة المزعومة التي كان يتخذها المشركون والاخر المنفية عن المشفوع له كالشفاعة للكافر المنفية عن المشفوع له كالشفاعة للكافر فانه لا تقع له شفاعة ابدا وذكر المصنف رحمه الله تعالى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة الاية وجعلها دليلا على نفي الشفاعة ونفي الشفاعة يختص طلب ما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى والتاني شفاعة منفية والثاني شفاعة منفية وهي التي اثبتها الله عز وجل وحقيقتها الشفاعة التي تطلب من الله وحقيقتها الشفاعة التي تطلب من الله وشرطاها اذن الله ورضاه عن الشافع والمشفوع له وشرطاها اذن الله ورضاه عن الشافعي والمشفوع له كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه واقتصر المصنف رحمه الله تعالى على ايراد هذا الدليل للارشاد الى الشرطين معا لتوقف الاذن على الرضا فان الله اذا رضي عن احد اذن له ووقع التصريح بالشرطين معا في قوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى وحذف متعلق الرضا ليعلم عمومه وهو رضاه عن الشافعي والمشفوع له معا والشافع كما قال المصنف مكرم بالشفاعة ان يتفضل الله عز وجل عليه بها فهو لا يملكها استقلالا وانما يملكها وتملك الله عز وجل الشفاعة اياه محض فضل الله عز وجل. فهو اكرام له نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء اوى الصالحين ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار. ومنهم من يعبد الشمس والقمر. وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ودليل الشمس والقمر قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون ودليل الملائكة قوله تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ودليل قوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانتقتل الناس اتخذوني وامي الهين من دون الله اه قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. ودليل الصالحين قوله تعالى اولئك كالذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ودليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. وحديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه انه قال قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط. فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط الحديث مقصود هذه القاعدة بيان ان مناط الكفر عبادة غير الله بيان ان مناط الكفر عبادة غير الله دون نظر الى منزلة المعبود دون نظر الى منزلة المعبود فمن يعبد الولي والنبي والملك كمن يعبد الحجر والشجر واجرام الفلك النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم اي متفرقين من جهة مألوهاتهم التي يجعلون لها العبادة لا من جهة الافعال التي يتقربون بها فليس مراد المصنف في قوله متفرقين في عباداتهم اي انهم مختلفين في الاعمال التي يجعلونها قربة منهم من يعبد بالذكر ومنهم من يعبد بالنذر ومنهم من يعبد بالذبح. وانما اراد الاعلام بانهم متفرقون فيما لوهاتهم التي يعظمون فمنهم من يعبد نبيا ومنهم من يعبد ملكا ومنهم من يعبد حجرا ومنهم من يعبد شجرا وقاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم واكثرهم ولم يفرق بينهم فانهم وان افترقوا في معبوداتهم فقد اجتمعوا في عبادة غير الله عز وجل وهذا مناط الكفر فلا يختص التكفير والقتال بمن عبد الاصنام بل كل من عبد احدا سوى الله ولو كان ملكا او نبيا فهو مستحق للتكفير والقتال. والدليل كما ذكر المصنف قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة. ويكون الدين كله لله فاعظم الفتنة عبادة غير الله واصل الدين توحيد الله فمن جعل شيئا من عبادة الله لغيره فقد وقع في الفتنة فهو كافر ويجب قتاله لا فرق بين من يعبد نبيا او ملكا مقربا معظما عند الله عز وجل او من يعبد حجرا او شجرا او نجما من اجرام الفلك ثم ذكر المصنف ادلة ما قرره من تفرقهم في مألوهاتهم. فقوله ودليل الشمس والقمر ونظائره يراد به بيان دليل وقوع عبادة هذه المذكورات فهذه المذكورات كلها مما كان يتخذ عبادة. فقوله ودليل الشمس والقمر تقدير الكلام فيه دليل كون الشمس والقمر مما عبد من دون الله هو قوله كذا وكذا. ويقال مثله فيما تبعه من نظائره فالادلة المذكورة تبين ان من كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم مع بالربوبية لم تكن عبادتهم تنحصر في عبادة الاصنام من كان منهم من يعبد نبيا كالمسيح او صالحا كعزير واللات او نجما كالزهرة او غير ذلك من المعبودات فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهم هل قاتلهم واكفرهم وجميع الادلة التي ذكرها المصنف من القرآن الكريم سوى دليل الاحجار والاشجار. فانه ذكر فيه حديث ابي واقد وهو حديث اخرجه الترمذي من حديث محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن سنان ابن ابي سنان عن ابي واقد الليثي صحيح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلظ شركا من الاولين لان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة. ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة. والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون مقصود هذه القاعدة بيان غلاظ شرك اهل زمانه فمن بعدهم من المتأخرين مقصود هذه القاعدة بيان غلظ شرك اهل زمانه فمن بعدهم من المتأخرين ومجموع الادلة الشرعية والوقائع التاريخية يدل على ان الشرك المتأخرين اشد من شرك الاولين من تسعة وجوه الوجه الاول ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة اما المتأخرون فيشركون في الرخاء والشدة اما المتأخرون فيشركون في الرخاء والشدة ذكر هذا الوجه المصنف رحمه الله في القواعد الاربع وفي كشف الشبهات ايضا وجعل دليله الاية المذكورة من سورة العنكبوت فركوب البحر على السفينة حال شدة هم فيها مخلصون. يدعون الله وحده ومصيرهم الى البر حال رخاء يقع منهم الشرك فيها والوجه الثاني ان الاولين كانوا يدعون مع الله خلقا مقربين من الانبياء والملائكة ان الاولين كانوا يدعون مع الله خلقا مقربين من الانبياء والملائكة والصالحين او يدعون اشجارا واحجارا ليست عاصية وهؤلاء المتأخرون يدعون مع الله الفساق والفجار وهؤلاء المتأخرون يدعون مع الله الفجار والفساق اذ ذكره المصنف ايضا في كشف الشبهات ذكره المصنف ايضا في كشف الشبهات والمقصود بهذا الوجه ان الاولين كانوا يدعون من يجمع على تعظيمه كالنبي والولي الصالح وغيرهما او من لا يكون عاصيا كالشجر والحجر واما المتأخرون فهم يدعون من لا يجمع على تعظيمه بل يدعون ممن يدعون اناسا شهروا بافعال الفسوق والفجور وترك الصلاة ومنهم جماعة كانوا في زمن المصنف كاديس وشمسان ويوسف. فان هؤلاء كانوا من الطواغيت المعروفين بالسحر والكهانة. وكانوا متسلطين على الناس بشعوذتهم وسحرهم ويظهر منهم للناس افعال الفجور كترك الصلاة ومخالطة النساء. ولم يكن احد يجرؤ على الانكار عليهم. فهذا معنى هذا الوجه ان الاولين يعظمون من اتفق على تعظيمه لكن المتأخرين يعظمون بالعبادة من شهر بالفسوق والفجور والوجه الثالث ان الاولين يعتقدون ان ما هم عليه مخالف دعوة الانبياء والرسل ان الاولين يعتقدون ان ما هم عليه مخالف دعوة الانبياء والرسل فانهم قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب اما المتأخرون فيزعمون ان فعله موافق دعوة الانبياء والرسل اما المتأخرون فانهم يزعمون ان فعلهم موافق دعوة الانبياء والرسل فيمتنع الاولون عن قول لا اله الا الله لانهم يعرفون حقيقتها ويهون على المتأخرين قولها مع فعلهم ما يفعلون لزعمهم ان الذي هم عليه هو ما جاءت به الانبياء والرسل ذكر هذا الوجه عبد اللطيف بن عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب برده على داوود ابن جرجيس الوجه الرابع ان كثيرا من المتأخرين قصدوا معبوداتهم من دون الله على جهة الاستقلال ان كثيرا من المتأخرين قصدوا معبوداتهم من دون الله على وجه الاستقلال اما الاولون فقصدوا معبوداتهم لتقربهم الى الله اما الاولون فقصدوا معبوداتهم لتقربهم الى الله فهي عندهم شفعاء ووثائق فهي عندهم شفعاء ووسائط بخلاف من تأخر بخلاف من تأخر وان زعموا خلافهم فانهم يضيفون اليهم افعال الربوبية والتصرف والتدبير الوجه الخامس ان المتأخرين يزعمون ان قصد الصالحين والتوجه اليهم من حقهم ان المتأخرين يزعمون ان قصد الصالحين والتوجه والتوجه اليهم من حقهم وان تركه جفاء لهم وازراء بهم وان تركه جفاء لهم وازراء بهم ولم يكن الاولون يذكرون هذا ولم يكن الاولون يذكرون هذا الوجه السادس ان عامة شرك الاولين في الالوهية ان عامة شرك الاولين في الالوهية وهو في غيرها قليل اما المتأخرون فشركهم كثير بالالوهية والربوبية والاسماء والصفات جميعا الوجه السابع ان المشركين الاولين كانوا لا يشركون بالله في شيء من الملك والتصرف الكلي العام ان المشركين الاولين كانوا لا يشركون بالله في شيء من الملك والتصرف الكلي العام بل كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك اما المتأخرون فقد جعلوا لمن يعظمونه ملكا وتصرفا في الكون اما المتأخرون فجعلوا لمن يعظمونه ملكا وتصرفا في الكون وهذا شرك لم تعرفه الجاهلية الاولى كما عرفه المتأخرون حتى قال احدهم في معظمه ان النملة لا تدخل ارض كذا وكذا الا باذن من الولي الفلاني ومثل هذا لم يوجد في شرك الاولين الوجه الثامن ان المشركين الاولين كانوا يرجون الهتهم في قضاء حوائج الدنيا فقط ان المشركين الاولين كانوا يرجون الهتهم في قضاء حوائج الدنيا فقط كرد غائب ووجداني مفقود ولا يجعلونهم عدة ليوم الدين ولا يجعلونهم عدة ليوم الدين لانكارهم البعث او اعتقادهم انهم اذا صاروا الى الله فلهم عنده حظوة لانكارهم البعث او اعتقادهم انهم اذا صاروا الى الله فلهم عنده حظوة اما المتأخرون فيريدون من معظميهم حوائج الدنيا والاخرة اما المتأخرون فيريدون من معظميهم حوائج الدنيا والاخرة ذكر معنى هذا الوجه حمد بن ناصر بن معمر رحمه الله الوجه التاسع ان المشركين الاولين كانوا يعظمون الله وشعائره ان المشركين الاولين كانوا يعظمون الله وشعائره فكانوا يعظمون اليمين بالله ويعيذون من عاذ ببيت الله ويعتقدون ان البيت الحرام اعظم من بيوت اصنامهم ويعتقدون ان البيت الحرام اعظم من بيوت اصنامهم اما المتأخرون فان احدهم يقسم بالله صادقا وكاذبا ولا يجرؤ بمعظمه كاذبا اما المتأخرون فان احدهم يقسم بالله كاذبا وصادقا ولا يجرؤ على القسم بمعظمه كاذبا ولا يعيذون من عاذ بالله وببيته ويعيذون من عاذ بمعظمهم وتربته اي موضعه الذي هو فيه ويعتقدون ان العكوف بالمساجد ان العكوف بالمشاهد اعظم من العكوف بالمساجد ويعتقدون ان العكوف بالمشاهد اعظم من العكوف بالمساجد واكثرهم يرى ان استغاثته بغير الله انجح وانجح واسرع من استغاثته بالله سبحانه وتعالى وهذا الوجه مستفاد من كلام متفرق لسليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد وبعضه بكلام حمد بن ناصر ابن معمر المبثوث في الدرر السنية فهذه الوجوه التسعة هي محصل الفرض بين شرك الاولين والمتأخرين باعتبار ما دلت عليه الدلائل الشرعية والوقائع التاريخية ومعرفة ذلك يقوي في نفس العبد شناعة الشرك الذي صار عليه الناس وبشاعته وانه اعظم مما كان عليه المشركون الاولون ولا سيما وهو مقترن بالتلبيس على الخلق انهم مسلمون يعظمون الله سبحانه وتعالى معرفة مثل هذه الوجوه مما يقرر في العبد المكنة في التمييز بين احوال المسلمين الموحدين وبين احوال المشركين المدعين الاسلام الفصل بين الفريقين متأكد اذ هو حكم الله والتلج عنه الذي فشى في الناس منشأه من قلة العلم بالتوحيد والشرك فمن لا يعلم التوحيد والشرك يهون عليه تسويغ بعض هذه المظاهر وطلب المسامحة والصفح عن اهلها اما من عرف شناعة الشرك وبشاعته فان نفسه فان نفسه تنفر منه وتفر عنه وهذه منفعة دراسة علم التوحيد فان دراسة علم التوحيد لا يراد بها تحصيل مسائله فقط وانما المراد بها ما ينشأ من الحقيقة الايمانية في القلب من تعظيم الله واجلاله ومعرفة حقه في توحيده وشناعة الشرك وبشاعته فمن تقرر هذا الاصل في قلبه كان لماحا لدقائق الاحوال والعبارات يميز ما يخدش في التوحيد قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوحيد معدن لطيف يخدش فيه كل شيء فعلى قد انتهى كلامه. فعلى قدر تبين لطافة هذا المعدن وتغرغر القلب بحلاوة التوحيد. يحصل تمييز الانسان بينما يقدح ويخدش فيه وبينما لا يكون كذلك ولو كان شيئا لطيفا من لحظ العين او كلمة في اللسان وبتمام ذلك نكون قد فرغنا بحمد الله من شرح كتاب القواعد الاربع على نحو مختصر يبين مقاصده ومعانيه الاجمالية اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع القواعد الاربع بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته اعني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الجمعة السادس من ربيع الاول من شهر ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم