السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. الصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج. وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج اما بعد فهذا شرح الكتاب الخامس الى المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سنته الثانية وهو كتاب القواعد الاربع لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد ابن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وهو الكتاب في التعداد العام لكتب البرنامج. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال شيخ الاسلام الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم اسأل الله كريم رب العرش العظيم ان يتولاك في الدنيا والاخرة. وان يجعلك مباركا اينما كنت. وان يجعلك ممن اذا اعطي واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر فان هؤلاء الثلاثة عنوان السعادة. استفتح المصنف رحمه الله رسالته بالدعاء لقارئ كتابه لثلاث دعوات جامعة. اولها ان يتولاه الله في الدنيا والاخرة. فيكون وليه الله والولي هو النصير. ثانيها ان يجعله مباركا اينما كان اي سببا لكثرة الخير ودوامه ثالثها ان يجعله ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر وعدهن المصنف عنوان السعادة والعنوان ما يدل على الشيء ومنه عنوان الكتاب وهو اسمه وعنوان السكن وهو موضع السكنة. والسعادة هي الحال الملائمة للعبد. والعبد يتقلب بين ثلاثة بين ثلاث احوال نعمة واصلة ومصيبة حاصلة وسيئة مفعولة فالمأمور به عند وصول النعمة شكرها عند حصول المصيبة الصبر عليها. وعند فعل السيئة سؤال الله مغفرتها. ومن امتثل المأمور فيهن نال سعادة الدنيا والاخرة فحال الانسان لا تخرج عن الواردات التي ذكرنا نعمة واصلة او مصيبة حاصلة او سيئة مفعولة وفي كل حال منها امر رتبه الشرع على ما ذكرنا انفا فمن امتثله حصل السعادة فعرف معنى كونهن عنوانا للسعادة اي عليها مرشدا اليها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الكتاب نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته. ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها. كما قال تعالى وما خلق خلقت الجن والانس الا ليعبدون. الحنيفية شرعا لها معنيان. احدهما عام وهو الاسلام. والثاني خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عما سواه. وهي دين الانبياء جميعا وخصت بالاضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لانه اكمل الخلق تحقيقا لها وهو متقدم في وجوده على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المشارك له في التحقيق للحنيفية. فلما كان ابراهيم اعلى الانبياء تحقيقا لها مع تقدمه بالابوة على محمد صلى الله عليه وسلم المشارك له في تحقيقها اضيفت اليه فقيل الحنيفية دين ابراهيم لا على ارادة اختصاصها به. وانما على المعنى المتقدم ذكره والناس مأمورون جميعا بها ومخلوقون لاجلها. كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فانما خلق الجن والانس لاجل العبادة كما في هذه الاية واذا كانوا مخلوقين لاجلها فهم مأمورون بما خلقوا له لان علة الخلق ايقاع العبادة فظهر بهذا الايضاح وجه دلالة الاية على الامرين معا الخلق للعبادة والامر بها. فالاية نص صريح في كون الجن والانس خلقوا لاجلها. واذا كان خلقهم لهذه الحكمة مأمورون بها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فاذا عرفت ان الله خلق لعبادته فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الا مع الطهارة فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث اذا دخل في الطهارة فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار. عرفت ان اهم ما عليك معرفة اهم ما عليك معرفة ذلك. لعل الله ان خلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر وما دون ذلك لمن يشاء. وذلك بمعرفة اربع اربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه. عبادة سبحانه وتعالى لها معنيان في الشرع. احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. والثاني خاص وهو توحيد وحقيقته افراد الله بحقوقه. واكدها والعبادة والتوحيد يجتمعان ويفترقان. فاما اجتماع فهو اذا لوحظت ارادة التقرب اي قصد القلب الى العمل تقربا الى الله. فهما مترادفان فكل عبادة يتقرب بها الى الله توحيد. وهذا معنى قول المصنف فاعلم ان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. فالعبادة عهدية يراد بها المأمور به شرعا كل عبادة شرعية هي توحيد لله عز وجل. واما افتراقهما فاذا لوحظت الافراد المتقرب بها. اي الاعمال والاقوال والاعتقادات التي يتقرب بها الى الله فالعبادة اعم. فكل ما يتقرب به الى الله فهو عبادة ومن تلك القرب التوحيد فهو قص بالحق المتعلق بالله عز وجل. ولما ذكر المصنف رحمه الله العبادة الى مفسدها الاعظم وهو الشرك. والشرك شرعا يطلق على معنيين. احدهم عام وهو جعل شيء من حقوق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله لماذا قيدنا افعال العباد بالمتقرب بها؟ ما الجواب مرت علينا هذي يا اخوان في ثلاثة التوحيد احسنت لاخراج افعالهم قدرية كالاكل والشرب ونحو ذلك. وانما عدل في بيان حقيقة الشرك عن قول بعضهم صرف الى قولنا جعل لامرين ما هما؟ يا اخي احسنت احدهما ان الجعل هو المعبر عنه في الخطاب الشرعي. ومنه قوله تعالى فلا تجعلوا اندادا وقوله صلى الله عليه وسلم ان تجعل لله ندا وهو خلقك. متفق عليه والاخر ان الجعل يتضمن معنى التأليه والاقبال القلبي بخلاف كلمة صرف لانها موضوعة لغة لتحويل عن وجهه دون التزام مقصود في المحول اليه واثر الشرك على العبادة يختلف باعتبار قدره. فان منه ومنه اصغر والمقصود في كلام المصنف رحمه الله هو الشرك الاكبر. فقوله فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت المراد به الشرك الاكبر لقوله قبل فاذا عرفت ان الشرك اذا خالط العبادة افسدها واحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار. فحصول الخلود في النار مرتب على الاكبر فقط والشرك الاكبر هو جعل شيء من حقوق الله لغيره مما ما يتعلق باصل الايمان وجعل شيء من حقوق الله لغيره مما يتعلق الايمان فان تعلق بكماله فهو اصغر. ونجاسة الشرك محلها القلب وكما ان العبد يؤمر بدفع النجاسة الظاهرة عنه عند ارادة في بدنه وثوبه والبقعة التي يصلي عليها فانه يؤمر بتطهير اعماله جميعا بافراغ قلبه من الشرك. والاية التي ذكرها المصنف في التحذير من الشرك هي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية عامة في الشرك كله في اصح قولي اهل العلم فالله لا يغفر من الشرك شيئا لا صغيره ولا كبيره لان المصدر المؤول من ان والفعل المضارع بعدها يشرك المسبوك في قولنا شركا يقتضي ان يكون السياق ان الله لا يغفر شركا به فتكون كلمة شركا نكرة في النفي فافاد العموم ومما يعين العبد على معرفة الشرك ليحذره معرفة اربع قواعد ذكرها الله في كتابه تبين حال المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يدعوهم اليه وتتضح بها حقيقة الشرك وبها يتميز دين المسلمين عن دين المشركين وهي القواعد التي ذكرها المصنف هنا فهذه قواعد هي قواعد مفرقة بين دين المسلمين ودين المشركين. ومردها الى معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة حال المشركين الذين بعث فيهم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بان الله تعالى هو الخالق المدبر. وان ذلك لم يدخله في الاسلام. والدليل قوله تعالى الا قل من يرزقكم من السماء والارض ممن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت يخرج الميت من الحي. ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل فلا تتقون فاقصدوا هذه القاعدة بيان شيئين. احدهما ان الكفار الذين رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بتوحيد الربوبية. وهو افراد الله في ذاته وافعاله. واشار المصنف رحمه الله اليه بقوله مقرون بان الله تعالى هو الخالق المدبر. لان الخلق والتدبير من اعظم افعال الربوبية واستدل على ما ذكره بقوله قل من يرزقكم من السماء والارض الاية ووجه دلالته هي في اقرارهم بان الرزق هو الملك والتدبير كله لله. والاخر ان بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام. وينبغي ان يعلم ان بين دار الموحدين واقرار المشركين بتوحيد الربوبية فرقا من وجهين. احدهم ان توحيد المؤمنين سالم من الاعتقادات الفاسدة بخلاف المشركين. فمع اقرارهم بتوحيد الربوبية فان لهم اعتقادات باطلة فيه. كاعتقادهم في الشمس والقمر كواكبي والرقى والتمائم. وهي عقائد مخلة بتوحيد الربوبية والاخر ان توحيد المؤمنين في الربوبية شامل لجميع افرادها. لا يتخلف منها شيء فهو اقرار تفصيلي. بخلاف المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يؤمنون بالربوبية اجمالا لا بكل تفاصيل لما سلف من اعتقاداتهم الباطلة المتعلقة بها اذ لو كان توحيدهم في الربوبية تفصيليا لما اعتقدوها فاذا وجدت في كلام اهل العلم ان المشركين يقرون بتوحيد الربوبية فلا تحسبن اعتقاد المشركين في الربوبية كاعتقاد الموحدين بل بينهما الفرقان العظيمان المذكوران انفا وجود هذين الخرقين لا يقدح في ادراج القاعدة فيما يفرق بين والمشركين لان وجود القدر الكلي في الاقرار بالربوبية عند المشركين كاف في تحقيق مقصودها. فالقاعدة المذكورة صحيحة مع الانباه اذا ما ذكرنا من الفرقان البين بين الطائفتين في توحيد الربوبية. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب بالقربة والشفاعة فدليل القربة قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا قربونا الى الله زلفى. ان الله يحفو بينهم فيما هم فيه يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار ودليل الشفاعة قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. والشفاعة شفاعتان شفاعة من نيته وشفاعة مثبتة فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا قلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون. والشفاعة المثبتة هي التي هي التي تطلب من الله مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الاذن كما قال تعالى من ذا الذي عنده الا باذنه. مقصود هذه القاعدة بيان ان الحامل للمشركين على دعوة غير الله والتوجه اليه شيئان. احدهما طلب ذو القربى والاخر طلب الشفاعة. فلم يكن المشركون يعتقدون كان معبوداتهم تدبر الامر وتستقل بما شاءت ولكنهم كانوا يتوجهون اليها بتحصيل هذين الامرين المذكورين. وقد ابطل الله عز وجل هذا وهذا. فاما طلب القربة باتخاذهم الاولياء فقد ابطله الله سبحانه وتعالى بنفي وجوده كما قال الله عز وجل الا لله الدين الخالص. والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وهي الاية التي ذكرها المصنف ثم قال في اخرها ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. فنسبهم الى الكذب المتضمن نفي وجود ولي لله. وقال ايضا ولم يكن له ولي من الذل فنفى الله سبحانه وتعالى تعلقهم بطلب القربة بنفي وجود ولي الله من هذه المعبودات والولي المنفي هنا هو الذي بمعنى النصير فان الله عز وجل ليس له ولي ينصره. واما الولي الذي هو بمعنى المنصور فهذا من اعظم حظوظ المؤمنين عند ربهم كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اي اولياؤه الذين ينصرهم سبحانه وتعالى. واما الشفاعة فابطلها الله سبحانه وتعالى بنفي ملك الشفعاء للشفاعة. وامتناع شفاعتهم الا من بعد اذنه كما قال الله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء عائشة شفعائنا عند الله فاكذبهم الله بقوله قل لله الشفاعة جميعا وقال ايضا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ثم قال ثم استوى على العرش يدبر الامر ما شفيع الا باذنه في اية يونس. ويتحقق بهذا الذي ذكرناه ان مدار الامر الذي طلبه المشركون وهو طلب القربة وطلب الشفاعة ابطاله في القرآن الكريم بمسلكين. احدهما نفي القربة بابطال وجود الاولياء. اي الذين ينصرون الله سبحانه وتعالى لا والثاني ابطال طلب الشفاعة بنفي كون اولئك الشفعاء يملكون الشفاعة استقلالا. وانما يملكونها باذن الله على ولم يبطل الله سبحانه وتعالى الشفاعة بنفي الشفعاء لان دلائل الوحيين مملوءة باثبات الشفعاء عند سبحانه وتعالى والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في ابواب الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله وتعريفها هنا شرعا هو سؤال الله الشافع حصول نفع للمشفوع له. والنفع ضمنوا جلب خير له او دفع ضر عنه. وسؤال الشافعي الله حصول نفع له والنفع يتضمن جلب خير او دفع ضر عنه. وهي نوعان احدهما شفاعة منفية وهي التي نفاها الله عز وجل وحقيقتها الشفاعة التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه سواه. وذكر المصنف قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون. دليلا عليها لنفي الشفاعة فيها والنفي يختص بالشفاعة التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه سواه والثاني شفاعة مثبتة وهي التي اثبتها الله عز وجل وحقيقتها الشفاعة التي تطلب من الله. وشرطاها اذن الله ورضاه عن الشافع والمشفوع له كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. واقتصر المصنف رحمه الله على دليل الاذن لامكان اندراج الرضا فيه. فان الله اذا رضي اذن. والشافع مكرم بالشفاعة كما قال المصنف فالله متفضل عليه بها. والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله من رضي الله قوله وعمله. والشفاعة لا الا لاهل التوحيد كما ذكره المصنف في كشف الشبهات. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء والصالحين ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. ودليل الشمس والقمر قوله تعالى ومن اياته والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون ودليل الملائكة قوله تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ودليل الانبياء قوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم يا الهي من دون الله. قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق قد علمت تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. ودليل الصالحين قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ودليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى حديث ابي واقب الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع مع النبي صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط. فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. الحديث. مقصود هذه القاعدة هو ان مناط الكفر عبادة غير الله. دون نظر الى منزلة المعبود فمن يعبد النبي والولي والملك كمن يعبد الشجر والحجر واجرام الافلاك. فالنبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس متفرقين في عباداتهم اي من جهة مألوهاتهم التي يعبدون. لا من جهة التي يتقربون بها فليس معنى قول المصنف متفرقين في عباداتهم ان منهم من يعبد طه بالذكر ومنهم من يعبده بالذبح له ومنهم من يعبده بالنذر له. وهي من الافعال المتعبد بها وانما المراد انهم متفرقون في عباداتهم من جهة مألوهاتهم التي يعبدون فكان منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء والصالحين ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واكثرهم ولم يفرق بينهم. لانهم ان اختلفوا في معبوداتهم فقد اجتمعوا في موجب الكفر وهو عبادة غير الله عز وجل. وقد ذكر المصنف رحمه الله ادلة ما قرره من تفرق مألوهاتهم. وجميعها من القرآن سوى احد دليلي عبادتهم الاشجار والاحجار وهو حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه يقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر الحديث رواه الترمذي واسناده صحيح. ولا يختص التكفير والقتال بمن عبد الاصنام. بل هو جزاء كل من عبد غير الله. والدليل كما ذكر المصنف قوله تعالى وقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فاعظم الفتنة عبادة غير الله واصل الدين هو توحيد الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلظ شركا من الاولين لان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا وشركهم دائما في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. مقصود هذه القاعدة بيان غلظ شرك المتأخرين وانهم شر مكانا واضلوا سبيلا من الاولين. ومجموع الادلة الشرعية وقائع التاريخية يدل على ان شرك المتأخرين اشد من شرك المتقدمين من ثمانية بوجوه الوجه الاول ان شرك المتقدمين كان في الرخاء فقط. اما شرك المتأخرين فهو في الرخاء والشدة. ذكر هذا الوجه المصنف رحمه الله هنا في القواعد الاربع وفي كشف الشبهات. وجعل دليله الاية المذكورة من سورة العنكبوت فركوب الفلك وهو السفينة في البحر حال شدة. وكونه في البر حال رخاء وفيه شركهم الوجه الثاني ان المشركين الاولين يدعون مع الله خلقا مقربين من الانبياء والملائكة والصالحين. او يدعون اشجارا واحجارا ليست عاصية. وهؤلاء المتأخرون يدعون مع الله الفساق والفجار ذكر هذا الوجه المصنف رحمه الله في كتاب كشف قولنا احجارا او اشجارا ليست عاصية اورد احد الاخوان ايرادا فقال ان المشهور المستفيض في اخبار العرب في جاهليتهم مما هو من قول في تواريخهم ان اساف ونائلة وهما صنمان معظمان عند العرب عبدا من دون الله. هما رجل وامرأة فجرا اه تحت استار الكعبة. فعاقبهم الله عز وجل ومسخهما في صورة هذين الصنمين فلما وجدهما المشركون تحت الاستار عظموهما ظنا ان هذا تخليدا لهما. فيكونون قد عظموا ما ليس صالحا خلافا لما ذكره امام الدعوة في كشف الشبهات وذكرته لكم من الفرق فما الجواب واضح الاشكال؟ هن احجارا او اشجارا ليست عاصية وايساف ونائلة على هذه الحال ما الجواب هاي يا شباب. ان هذه الهيئة ايش طيب اذا صارت هذه هيئة وش يكون؟ مثل ما قال الاخ عبد العزيز الجواب ان هذه الهيئة الحجرية ليست لهما بل استحال من صورة من الصورة البشرية التي يناط بها الثواب والعقاب الى صورة حجرية لا تعلق لها بالثواب والعقاب وهذا نظير ما يذكره الفقهاء في الطهارة الحسية ان العين النجسة اذا استحالت صارت طاهرة كالخمر اذا تخلل عند القائلين بنجاسة الخمر فحين آآ اذ لا تكون هذه الاحجار مناط الحكم عليها بانها عاصية ليست لان ما خلا من متعلق الامر والنهي مما يسميه الاصوليون بالتكليف لم يكن كن محلا الثواب والعقاب حتى يحكم عليها بانها عاصية وانما هي مطيعة باعتبار الطاعة القدرية لان جميع المخلوقات مطيعة لله عز وجل طاعة قدرية. والوجه الثالث ان المشركين الاولين يعتقدون ان ما هم عليه مخالف لدعوة الانبياء المرسلين فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء اما المتأخرون فانهم يدعون ان فعلهم موافق لدعوة الانبياء والمرسلين الوجه الرابع ان المشركين الاولين قصدوا معبوداتهم لتقربهم الى الله. فهي عندهم شفعاء ووسائط. بخلاف حال من تأخر فانهم قصدوا معبوداتهم من دون الله. على جهة الاستقلال الوجه الخامس ان المشركين المتأخرين يزعمون ان قصد الصالحين والتوجه اليهم من حقهم وان تركهم وان تركه جفاء لهم وازراء بهم ولم يكن المتقدمون يذكرون هذا. الوجه السادس ان عامة شرك المتقدمين في غير الالوهية ان عامة شرك المتقدمين في الالوهية. واما المتأخرون فعظم شركهم في ابواب حقوق الله كلها في الالوهية والربوبية والاسماء والصفات جميعا. الوجه السابع ان ان المشركين المتقدمين كانوا لا يشركون بالله في شيء من الملك والتصرف الكلي العام. بل كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك. تملكه وما ملكت اما المتأخرون فقد جعلوا لمن يعظمونه ملكا وتصرفا في الكون وهذا شرك لم تعرفه العرب الاول. الوجه الثامن ان مشركين المتقدمين كانوا يعظمون الله وشعائره مع كونهم مشركين. فيعظمون القسم بالله ويعوذون ويعيذون من عاذ بالله وببيته ويعرفون للمسجد الحرام قدره. فهو عنده هم اعظم من بيوت الاصنام. اما المشركون المتأخرون فانهم لا يوقرون الله ولا يعظمون شرائعه فلو طلبت من احدهم اليمين بالله اعطاك ما شئت صادقا او كاذبا واذا طلبت ان يقسم بمعظمه من الاولياء والصالحين لم اقدم على ذلك اذا كان كاذبا ولو عاد احد لله او ببيته لم يعيذوه. ولو استعاذ صاحب القبر او تربته لم يقدموا عليه ولا تعرضوا له بشيء ويرون ان العكوف على المشاهد افضل من العكوف في المساجد. وهذا الوجه مجموع من كلام متفرق للشيخ سليمان ابن عبدالله في تيسير العزيز الحميد وبهذا ينتهي شرح الكتاب على وجه مختصر يفتح موصده ويبين مقاصده اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق. غدا درس الفجر ايش ايه؟ ما في درس للاخوان المدرسين يقولون ما يستطيعون الفجر مراعاة لحال المدرسين وبقية الاخوان الفجر في الايام الباقية لا يكون درسا الا يوم خميس القادم ان شاء الله والجمعة القادمة موعدنا غدا ان شاء الله تعالى في درس العصر باذن الله في كتاب كشف الشبهات والله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على