السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل حياتنا بين المبتدأ والمعاد وعظم ما شاء بتقصيره من المعاد. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما اعيدت العلوم. وكررت محاسن المنطوق والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثاني من شرح كتاب شروط الصلاة واركانها وواجباتها وواجباتها لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة في العرب الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى بنا البيان الى كقوله رحمه الله تعالى الشرط الثامن استقبال القبلة. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى الشرط الثامن استقبال القبلة والدليل قوله تعالى وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. ذكر المصنف رحمه الله الشرط الثامن من شروط الصلاة وهو استقبال القبلة. وهي الكعبة والدليل قوله تعالى فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ففرض من يرى الكعبة هو استقبال عينها اجماعا نقله ابن قدامة رحمه الله في كتاب المغني واما من لا يرى الكعبة فان فرضه استقبال جهتها فاذا عسر على الانسان ان يرى الكعبة لبعده او وجود حائل بينه وبينها فان انه يستقبل جهتها بما صح عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال اذا جعلت المشرق عن شمالك والمغرب عن يمينك فما بينهما قبلة. رواه البيهقي بسند صحيح روي معناه مرفوعا ما بين المشرق والمغرب قبلة الا انه لا يصح مرفوعا قاله الامام احمد والدار قطني رحمه الله والمحفوظ في الباب هو الموقوف عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. فصار الناس في استقبال القبلة على قسمين القسم الاول من فرضه استقبال عينها. وذلك في حق من كان قريبا والثاني من فرضه استقبال جهتها وذلك في حق من كان قريبا لا يراها او بعيدا عنها فانه يستقبل نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الشرط التاسع النية ومحلها القلب والتلفظ بها بدعة والدليل الحديث الذي رواه عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الشرط التاسع من شروط الصلاة وهو النية. واورد دليله حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات الحديث عليه ونية الصلاة تتضمن ثلاثة امور. اولها نية ايجادها قربة الى الله سبحانه وتعالى. والثاني نية تعيينها بان ينوي صلاة معينة. كظهر او عصر او راتبة مقيدة كنافلة فجر. فلابد من تعيين الصلاة المقصود والثالث نية الامامة والائتمام. في حق من صلى جماعة فينوي الامام انه مقتدى به وينوي المأموم انه مقتد بامامه. فنية الصلاة عند الحنابلة مركبة من هذه الامور الثلاثة. فاذا اختل منها اختل هذا الشرط عندهم. والصحيح ان نية الصلاة انما تتركب من امرين احدهما نية ايجادها قربة الى الله سبحانه وتعالى نية فرض الوقت ولو لم يعينه. نية فرض الوقت ولم ولو لم يعينه. والفرق بين هذا الاختيار وبين مذهب الحنابلة ان الحنابلة يقولون من خرج في وقت صلاة الظهر الى مسجد ثم صلاها ولم يعين انها صلاة الظهر فلا تصح صلاته. واما على القول الاخر وهو رواية في المذهب وهو قول الجمهور فانه يكفيه فرظ الوقت. فاذا خرج من بيته قاصدا للمسجد فانما يريد ان يصلي فرض ذلك الوقت سيكون كافيا له. ومرجح هذا ان باب النيات مبني على التيسير لا التعسير. لان التعسير في النية يورث الوسوسة والشك فيها. فلملاحظة هذا الاصل كان المختار عدم القول باشتراط تعيين فرض الصلاة بل يكفي تعيين فرض الوقت ولو لم يعينها اهي الظهر ام العصر ام المغرب ام العشاء نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واركان الصلاة اربعة عشر. القيام مع القدرة وتكبيرة الاحرام وقراءة الفاتحة والركوع والرفع منه والسجود على الاعضاء السبعة. والاعتدال منه والجلسة بين السجدتين والطمأنينة في جميع الاركان والترتيب والتشهد والترتيب والتشهد الاخير والجلوس له والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتسليمة لما فرغ المصنف رحمه الله من شروط الصلاة اتبعها بذكر اركانها. والاركان جمع ركن وهو في الاصطلاح الفقهي ما تركبت منه ماهية العبادة او العقد ما تركبت منه ماهية العبادة او العقد ولا يسقط مع القدرة عليه. ولا يسقط مع القدرة عليه ولا يجبر بغيره. فاركان الصلاة هي الاجزاء التي تتركب منها ركن الصلاة منها بخلاف شرطها. فان شرط الصلاة خارج عن ماهيتها اي حقيقتها. وعدها المصنف رحمه الله اربعة عشر ركنا كما هو مذهب الحنابلة اجمالا تشويقا للطالب وتسهيلا عليه وسيفردها اذا واحدا فيما يستقبل من كلامه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الركن الاول القيام مع القدرة. والدليل قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. ذكر المصنف رحمه الله الركن الاول من اركان وهو القيام مع القدرة. وهو ركن في الفرض دون النفل. والقيام هو وقوف ودلالة الاية هي في قوله تعالى وقوموا لله قانتين فهو امر بالقيام في صلاة فالقيام في الصلاة لقادر عليه في فرض ركن من خلاف عاجز عنه فيسقط لعجزه وكذلك في نفل ليس ركنا فلو صلى نفلا جالسا صحت صلاته. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الثاني تكبيرة احرام والدليل حديث تحريم والتكبير وتحليلها التسليم. ذكر المصنف رحمه الله الركن الثاني من اركان الصلاة وهو تكبيرة الاحرام اي قول الله اكبر في ابتدائها. وانما سميت تكبيرة الاحرام لان المرء اذا جاء بها انعقدت صلاته فحرم عليه ما كان يفعله خارجها. فتتميز هذه التكبيرة عن سائر تكبيرات الصلاة بانها التكبيرة الاولى التي تنعقد بها الصلاة. وبه يعلم ان بقية التكبيرات لا تكون اولى ابدا كما ان الصلاة لا تنعقد بها. فلو ان انسانا ادرك الامام حال ركوعه ثم كبر تكبيرة ينوي بها تكبيرة الانتقال للركوع لم تنعقد صلاته. لانه لم يأتي بتكبيرة احرام بل لا بد ان يأتي بتكبيرة الاحرام فان شاء ادرج فيها تكبيرة الركوع وجاء بواحدة ينوي بها اثنتين وان كان في الوقت سعة كبر تكبيرتين. تكبيرة الاحرام وتكبيرة الانتقال. ودلالة الحديث في قوله صلى الله عليه سلمت تحريمها التكبير وهو حديث حسن رواه الاربعة الا النسائي من حديث علي رضي الله عنه احسن الله اليكم. قال رحمه الله وبعدها الاستفتاح وهو سنة قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى لا جدك ولا اله غيرك. ومعنى سبحانك اللهم اي انزهك التنزيه اللائق بجلالك. وبحمدك اي ثناء عليك وتبارك اسمك اي البركة تنال بذكرك. وتعالى جدك. اي جلت عظمتك ولا اله غيرك اي لا معبود في الارض ولا في السماء بحق سواك يا الله. قل المصنف رحمه الله وبعدها الاستفتاح اي بعد تكبيرة الاحرام دعاء الاستفتاح والمراد به الدعاء المقدم بين يدي قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الاولى. وهو سنة. والوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم انواع متعددة من جملتها سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك الى اخره وتفسير الحمد بالثناء في قول المصنف رحمه الله تعالى وبحمدك اي ثناء عليك. وكذا قوله الاتي الحمد ثناء فيه نظر لان الحمد غير الثناء. فالحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. فاذا كرر هذا الاخبار مرة بعد مرة سمي ذلك ثناء. وحديث ابي هريرة رضي الله عنه في نعت ما يكون بين العبد وبين ربه الصلاة الذي في صحيح مسلم قاطع بصحة هذا القول. فان مسلما روى في صحيحه من ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي فدل هذا ان الثناء شيء الحمد وحقيقته تكرير المحامد. فانه اذا كررت المحامد مرة بعد مرة سمي ذلك ثناء ولذلك في الصحيح في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا احصي ثناء عليك كما اثنيت على نفسك اي محامدك على نفسك واحدا بعد واحد. ولابي عبدالله ابن القيم ولابي عبدالله ابن القيم رحمه الله قاعدة في بدائع الفوائد ذكر فيها الفرق بين الحمد والثناء والتمجيد بما حاصله ما ذكرت لك فيما بالحمد والثناء والدليل ينصره. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم معنى اعوذ الوذ والتجئ واعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي بعد الاستفتاح يسن ان يستعيذ المصلي سرا فيقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقول الله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. اي اذا اردت ان تقرأ القرآن فقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم تواتر ذلك في نقل القراءات طبقة بعد طبقة. اما الاحاديث المروية في استعادة القراءة فلا يصح منها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وجميعها معلى. واذا سقطت الاخبار منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا فلا يذهب واهلك ان ذلك يقتضي سقوط هذه السنة عند قراءة القرآن فانه لا يقول بذلك الا من يظن ان الدين لم ينقل الا بالاسانيد الخاصة. وهذا من الجهل بالدين فان الدين نقل بطرق متعددة. وليس كل العلم ينقل بإسناد. قاله ابن شهاب الزهري. فإن في الأمة اشياء استفاض نقلها بشيوعها وعمل الامة بها طبقة بعد طبقة. فيكتفى بمثل ذلك عن نقل معين خاص فيها كما ان طرائق نقل الدين ليست موقوفة على نقل الاحاديث النبوية. بل ربما نقل بعض الدين بغير ذلك. فمن المنقول مثلا اشياء عن طريق نقل القراءات منها الاستعاذة والتكبير من سورة الضحى. فان هذه اشياء نقلت تواترا عند علماء القراءات قرنا بعد قرن. فالذي يأتي ويحكم بضعفها حكم بضعف شيء نقل من الدين طبقة بعد طبقة لم ينكره احد في الامة الا في هذه القرون المتأخرة لما ظن الناس ان طريق نقل الدين هو فقط بالاسانيد وهذا خطأ وكان محمد انور الكشميري احد اذكياء علماء الهند يقول انما جعل الاسناد لئلا يدخل في ما ليس منه لا ليخرج منه ما هو منه. مثال ذلك انه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة العيد اهي واحدة ام اثنتان حرف واحد وامثل ما يروى فيه مرسل عن سعيد ابن المسيب ومع ذلك جرى عمل الامة قرنا بعد قرن في مشارق الارض ومغاربها في كل مذهب على ان العيد له خطبتان فالذي يأتي ويقول ليس في الاحاديث ما يدل ذلك كانه يقول ليس في الدين ما يدل على ذلك. وفي الدين ما هو ابلغ من النقل خاص في الاسانيد لان نقل الاسانيد قد يختص بطائفة. لكن الدين المستفيض هذا ينقل في الامة كافة كنقل خطبتي العيد ومثل هذا نقل لفظ الاستعاذة فانه منقول بقراءة القرآن عند اهله طبقة بعد طبقة فهو معول عليه وابن عاصم الغرناطي يقول في ملتقى الوصول وكل فن فله مجتهد عليه في تحريره يعتمد. فهذه المسائل من بما يعول على نقل القراءات فيها. وقد غلط من غلط لما نفى اشياء مما ثبت بهذا الطريق او بغيره لجهله في فهم نقل الدين. وان نقل الدين تنقله الامة كلها. ولا يحتاج في بعض الى اسناد كما قال ابن شهاب الزهري وهو من فقهاء التابعين قال ليس كل العلم يروى باسناد وبنى عليه الامام مالك رحمه الله تعالى دليله المشهور عمل اهل المدينة. يعني نقل الكافة من اهل المدينة شيئا من امور الدين نقلا مستفيظا عن النبي صلى الله عليه وسلم او عن احد من الصحابة نعم. قال رحمه الله وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة كما في الحديث لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وهي ام القرآن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الركن الثالث من اركان الصلاة وهو قراءة الفاتحة في كل ركعة للحديث المذكور المخرج في الصحيحين. وسميت فاتحة لانه يفتتح بقراءتها في الصلاة وبكتابتها في المصاحف. وتسمى ام القرآن لانها جمعت مهمات الدين واصوله العظام ففيها الالهيات والمعاد والنبوات واثبات القدر كما ذكره جماعة من اهل العلم منهم المصنف في في كتابه الاخر اداب المشي الى الصلاة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. بركة واستعانة الحمد لله الحمد ثناء والالف واللام لاستغراق جميع المحامد. واما واما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا. رب العالمين. فالرب هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم العالمين كل ما سوى الله عالم وهو رب وهو رب الجميع. الرحمن رحمة عامة جميع المخلوقات الرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين والدليل قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما مالك يوم الدين يوم الجزاء والحساب يوم كل يجازى بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر. والدليل قوله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. والحديث عنه وصلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الامة اياك نعبد اي لا نعبد غيرك عهد بين العبد وبين ربه الا يعبد الا اياه. واياك نستعين عهد بين وبين ربه الا يستعين باحد غير غير الله. اهدنا الصراط المستقيم. معنى اهدنا دلنا وارشدنا وثبتنا صراط الاسلام وقيل الرسول وقيل القرآن والكل حق. والمستقيم الذي لا عوج فيه. صراط الذين انعمت عليهم طريق طريق المنعم عليهم والدليل قوله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا المغضوب عليهم وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به. تسأل الله ان يجنبك طريقهم. ولا الضالين وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال تسأل الله ان يجنبك طريقهم. ودليل الضالين قوله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون ان انهم يحسنون صنعا. اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه. فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا والحديث عنه صلى الله عليه وسلم فتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن اخرجه؟ والحديث الثاني افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قلنا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي يسن للمصلي ان سرا قبل الفاتحة. والبسملة ليست اية من الفاتحة ولا من غيرها. بل المختار انها اية من القرآن قبل كل سورة الا سورة براءة. وبعض اية من سورة النمل والباء فيها باء الملابسة. اي ملابسة اسمه تبارك وتعالى لجميع اجزاء الفعل ويندرج في ذلك التبرك والاستعانة. الذي ذكره المصنف بقوله بركة واستعانة وجميع ما فرعه المتأخرون من معاني الباء يمكن ارجاعه الى هذا الاصل الاصيل وهي كونها للملابسة وعليه اقتصر سيبويه في الكتاب. وعليه اقتصر سيبويه في الكتاب. وقدماء النحاة هم في تحقيق العلوم بمنزلة قدماء المحدثين. وكثير من المسائل الموجودة في كلام الاوائل قل علم الناس فيها فوقعوا في الجهل في العلوم فان قدماء النحاة كالمازن وغيره ذكروا علم التجويد في ضمن علم العربية لانه من صفة الاداء للحروف. فان العربي لا ينطق بالحروف الا على هذه الصفة مخرجا وصفة وحكما. فان العربية لا يقول فاكا الادغام من يعمل. بل العربي يدغم سواء غنى ام لم يغن. فلما كانت العلوم مستوية في اذهان الاولين مجموعة عرفوا ان هذا من نقل العربية الذي يندرج في جملة علوم اهل العربية. ثم لما ضعفت الهمم وتفرقت العلوم صار بعض الناس يعد ان هذا العلم اجنبيا عن علوم الشريعة ويسهل الامر فيه. بينما من عرف فمأخذه عند اهل العلم عرف ان مدركه مدرك معتد به في العربية فلا محيد عن الاخذ به لانه مقتضى اللسان العربي الذي الذي نزل به القرآن فكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. والمقصود ان الكتب المتأخرة في علم العربية ال وضعها الى هجر بعض علوم العربية ومنها ما يعرف اليوم بالتجويد فانه من علوم عربية. كما ان المجودة القراء تركوا بعض ما جاءت به الشريعة في كيفية اخذ القرآن. فهم لا يذكرون في اخذ القرآن الا احكام المدود والنون الساكنة والتنوين ومخارج الحروف والصفات ونحو ذلك. بينما ما ذكره المحدثون في ابواب فضائل القرآن فيه جملة كثيرة يندرج في اخذ القرآن بل في ابواب الاعتقاد. فان اول باب في علم التجويد والقراءات هو باب القرآن كلام الله فان اول ما ينبغي ان يعرفه اخذ القرآن ان القرآن كلام الله كما جاء ذلك في الايات والاحاديث ونقل عليه الاجماع المشهور. والمقصود بهذه الجماعة الاشارة الى ان تصور العلوم تصورا صحيحا يمكن المرء من معرفة مقاديرها ورد بعضها الى بعض والجهل بها يوجب من الناظر فيها ان يزني على بعضها وربما عده اجنبيا عن الشريعة وربما وسع المتأخرون الكلام في شيء يمكن رده الى اصل كالمعاني التي ذكرها من ذكرها من المتأخرين للباء فطول فيها ويمكن ردها الى ما اختاره في بويه من ان الباء للملابس التي يندرج فيها البركة والاستعانة التي ذكرها المصنف. وتقدم بيان معنى الحمد وان ما ذكره المصنف من ان الحمد ثناء معدول عنه وانه هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. وقوله الرب هو الخالق هو الخالق الرازق عدد فيه معاني الرب تبعا لجماعة من اللغويين. والمختار ان الرب في لسانه العرب يرجعوا الى ثلاثة معان احدها المالك وثانيها السيد وثالثها المصلح للشيء القائم عليه. ذكر هذا ابن فارس وابن الانباري رحمهما الله. فما ذكره جماعة حتى اوصلوها اتينا معنى هو من التفريعات التي شغل بها المتأخرون. ويمكن ردها الى هذه الثلاثة. وفسر رحمه الله العالمين بتفسير اصطلاحي تبع فيه غيره وهو ان العالمين اسم لكل ما سوى الله فان هذا المعنى لا يوجد لهذا اللفظ في لسان العرب. وانما نشأ من مواطئات اصطلاحية منطقية عند الفلاسفة فان الفلاسفة رتبوا مقدمتين ولدت نتيجة. فقالوا الله قديم والعالم والعالم حادث فكل ما سوى الله عالم. ثم شهرت هذه النتيجة كأنها وضع لغوي للفظ عالمين ولا تعرف العرب هذا المعنى فيها. وانما اسم العالمين موضوع في لسان العرب للاجناس ابهة كعالم الملائكة وعالم الجن وعالم الانس وهلم جرا فاذا كانت الاجناس متشابهة سمي ذلك الجنس عالما. وسمي مجموعها عوالم وعالمون عالم يعني من العالمين على الجر. لان المخلوقات ليست جميعها اجناسا متجانسة. بل هناك اشياء تخرج وعن هذا مثل مثل ايش اجناس يخرج عن هذا تخرج عن الاجناس المتشابهة الملائكة عالم الناس متشابهة. مثل العرش العرش هل فيه شيء من جنسه؟ لا مخلوقا ليس مخلوق لا يندرج في العالمين. الجنة لها شيء من جنسها؟ لا وهي مخلوقة النار. لا شيء من جنسها النار التي هي جهنم فيه شيء من جنسها؟ لا. هذه ليست من جنسها والجنة ليست من جنسها شيء من النعيم. ولذلك الاية الدالة على شمول ربوبية الله ليست الحمد لله رب العالمين لانه هنا الحمد لله رب العالمين اي الاجناس شابهة كعالم الملائكة وعالم الجن وعالم الانس واما الاجناس غير متشابهة فذكرتها اية اخرى اوعد ذلك كله وهو قول الله تعالى هو رب كل شيء. فهذه الاية هي التي تدل على ربوبية الله سبحانه وتعالى للاجناس المتشابهة ولغيرها وما ذكره رحمه الله تعالى من الفرق بين الرحمن والرحيم ان الرحمن دال على رحمة جميع المخلوقات وان الرحيم مختص المؤمنين فرق مشهور ترده اية من سورة البقرة هي قول الله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم فجعل متعلق الرحمة في الرحيم ايش؟ الناس. ولو كان كذلك كانت خاصة بمن؟ بالمؤمنين. فلا تدل على هذا والصحيح ان الفرق بين الرحمن والرحيم ان الرحمن اسم لله دال على تعلق صفة الرحمة به سبحانه وان الرحيم اسم لله دال على صفة الرحمة حال تعلقها لمن؟ بالمرحومين. ولذلك دائما اذا جاء ذكر الرحيم يذكر المعلق به. ان الله بالناس لرؤوف لرؤوف الرحيم ذكر هذا ابن القيم في بدائع الفوائد وفي ذلك قال منشدكم ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت. ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت. او علقت بخلقه الذي رحم. فسمه الرحيم فاز من سلم او علقت بخلقه الذي رحم فسمه الرحيم فاز من سلم. هذا ضابط للفرق بين الرحمن والرحيم واما معنى يوم الدين فالاية المذكورة من سورة الانفطار نص في تفسيره فان الله قال وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. وهذا من ابلغ تفسير القرآن بالقرآن لان نفس تفسير القرآن بالقرآن نوعان احدهما نص مقطوع به. والثاني ظاهر راجح عند القائل به احدهما نص مقطوع به. والثاني راجح عند القائل به. فمن الاول مثلا قوله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. فهذه الاية نص مقطوع به ومنه قوله تعالى والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق ايش؟ النجم الثاقب فهذا نص مقطوع به في تفسير النجم الثاقب والنوع الثاني ايش؟ النوع الثاني ايش؟ ظاهر راجح عند القائل به راجح ظاهر راجح عند القائل به. فيستدل باية على اية اخرى ان المقصود بها هو كذلك ولا نصا وانما هو استنباط. فالاول مجمع عليه. والثاني محل الاجتهاد. ولذلك ليس كل تفسير للقرآن بالقرآن يجب الاخذ به بل انما يجب الاخذ بالنص المقطوع به. ومع كثرة التفاسير فان العناية منهما خاصة وهو النافع قليل. ولو ان انسانا تتبع القرآن فاخرجه على هذه الصفة لكان فيه تفسير لكثير من ايات القرآن الايات التي ذكرنا بما جاء نصا في القرآن الكريم في تفسيرها بذلك. واما الحديث الذي ذكره رحمه الله تعالى قرنه بهذه الاية وهو حديث الكيس من دان نفسه الذي رواه الترمذي وابن ماجه من حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه فاسناده ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم والزيادة التي في اخره الاماني. لم اجدها في الكتب المسندة من حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه وانما اشتهرت عند المتأخرين كالنووي ومن بعده. وقوله اياك نعبد واياك نستعين جملة ثاني جليلتان تمنع اولاهما افتقار العبد الى غير الله سبحانه وتعالى. وتمنع الثانية اغناء العبد عن الله عز وجل. قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله اياك نعبد تدفع داء الرياء. واياك نستعين تدفع داء الكبرياء. احسنت. واياك نستعين تدفع داء الكبرياء. فان العبد اذا قال اياك نعبد اخبر عن اخلاص عبادته لله. واذا قال واياك نستعين اخبر انه بري من كل حول وقوة له وانه مستعين بالله على امره. وقوله في تفسير اهدنا الصراط المستقيم معنى اهدنا دلنا وارشدنا وثبتنا. دال على ان الهداية المطلوبة المتعلقة بالصراط المستقيم نوعان. اولاهما هداية شاد اليه. والاخرى هداية ثبات عليه. الاولى بداية ارشاد اليه. والثانية هداية ثبات عليه. فان الانسان اذا وصل الى الصراط المستقيم احتاج الى بداية ثانية وهي هداية الثبات عليه. وهذه الهداية يفتقر اليها العبد في كل لحظة من لحظاته. فان لا يتفاوتون في حظوظهم من الصراط المستقيم الا بالثبات عليه. ولاجل هذا كان النبي صلى الله عليه سلم من اكثر دعائه كما رواه احمد من حديث ام سلمة انه كان يقول اللهم مقلب القلوب اللهم مقلب الابصار ثبت اللهم مقلب القلوب والاخرى اللهم مصرف الابصار ولم يجمع بلفظ واحد اللهم مقلب القلوب قلوب ثبت قلوبنا على طاعتك. وفي لفظ على دينك. فاللياذ بهذا الدعاء هو التمسك به لان العبد يفتقر دائما الى هداية الثبات على الصراط المستقيم. فان الصراط المستقيم كما سيأتي هو الاسلام كلنا من اهل الاسلام لكن هداية الثبات عليه في مفرداته تختلف من عبد الى عبد بحسب حظه مما يسوقه الله عز وجل اليه من الرسوخ وثبات القدم والعمل بشرائع الاسلام كله. وقوله رحمه الله صراط الاسلام وقيل الرسول وقيل القرآن والكل حق صحيح باعتبار الوضع اللغوي او الشرعي لكن روى واحمد بسند صحيح من حديث ثوبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل فالصراط الاسلام. فهذا الحديث نص في ان الصراط هو الاسلام. وغير ذلك مما ذكر يرجع اليه. والمستقيم وصف للصراط الذي لا عوج فيه. فاكد ذلك لبيان ان هذا الصراط موصوف بانه مستقيم. اي لا عوج فيه البتة والمنعم عليهم في هذه الامة هم من كان على الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ومن عدل عنه وله علم ففيه شبه من اليهود. ومن عدل عنه وله عمل ففيه شبه من النصارى وله حظ من الضلال كما جاء المعنى عن سفيان ابن عيينة وغيره من السلف رحمهم الله. وساق المصنف رحمه الله تعالى ادلة ثلاثة. تبين الضالين فالاول قوله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ وشاهدوا في الاية الثانية الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. والثاني حديث لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقدة. الحديث اخرج اي البخاري ومسلم كما عزاه اليهما المصنف من حديث ابي سعيد الخدري. لكن بلفظ لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع فان هذا هو المحفوظ في الصحيحين واما لفظ القذة فليس فيهما فلعل المصنف اراد ان اصل الحديث عندهما وهذه جادة معروفة عند اهل العلم. كما قال العراقي في الفيته والاصل يعني البيهقي ومن عزا وليت زاد الحميدي ميز اي ان من اهل العلم من يعزو الحديث الى الصحيح يريد اصله. واما لفظ القذة بالقذة فانما جاء في حديث شداد ابن اوس عند احمد واسناده حسن. وهذا الحديث فيه التحذير من اتباع اليهود والنصارى وذمهم وموجبه في حق النصارى ضلالهم. وجاء بيان ذلك في ايات واحاديث كثيرة. والثالث حديث افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة الحديث الذي ذكره المصنف اخرجه الترمذي من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما باسناد ضعيف. وجملة الافتراق ثابتة من حديث غيره. هو في ذلك احاديث كثيرة مجموعة في عدة مصنفات. وفيه خبر افتراق النصارى وان من اسباب ذلك ضلالهم ولو كانوا على الهدى لما افترقوا. فان المتمسكين بالهدى الباقين عليه برءاء من التفرق. ولذلك حديث الفرقة الناجية انما سميت فيه الفرقة فرقة لا باعتبار مفارقتها لغيرها. وانما باعتبار مفارقة بغيرها لها لان الفرقة الناجية باقية على الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة تفترق ثلاثا وسبعين فرقة فكل فرقة تفارق اصل الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا خرجت الاولى فهذه واحدة فاذا خرجت الاخرى فهذه دانية فاذا خرجت الثانية والسبعون بقيت واحدة سميت فرقة باعتبار بقائها اعلى الاصل لا باعتبار انها مفارقة للاصل بل فارقها غيرها تاركا للاصل فمن لزم الصراط المستقيم كان على الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واما من فارقه فان المفارق للصراط المستقيم له القسم الاول من فارق الصراط المستقيم بمكفر. من فارق الصراط المستقيم بمكفر ويسمى تسمى ملة ويسمى ملة. والثاني من فارق الصراط المستقيم ببدعة من فارق الصراط المستقيم ببدعة ويسمى فرقة ويسمى فرقة الا والفرقة يشتركان في كونهما قد فارقا الصراط المستقيم ويفترقان في ان الملة تفارق بالكفر وان الفرقة تفارق بالبدعة والبدعة المرادة كما ذكره الشاطبي في الاعتصام هي المخالفة في اصل كبير من اصول الاسلام هي المخالفة في اصل كبير من اصول الاسلام هذا هذه هي التي توجب الخروج الى الفرقة. واما ان كان بدون ذلك فانه لا يحكم على من وقع فيه بانه فرقة وهذه المسائل من غوامض المسائل وهذه المسألة من غوامض المسائل في اسماء الدين والاحكام فلا ينبغي ان يتجرأ عليها الا من له مكنة في العلم والدين من العلماء الراسخين فاذا تكلم فيها من لا يحسن ذلك اضر بنفسه وبالمسلمين. والمقالات المبتدعة المخالفة للشريعة. يوكل ردها الى العلماء الراسخين نص على هذا الشاطبي في كتاب الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. واما انا وانت لا ينبغي ان يكون لنا ذلك بل ما دام في الامة علماء مشهود لهم بالمكنة في العلم والامامة في الدين فان الامر يرد واذا سكت الجاهل قل الخلاف واذا تكلم الجهال بطل الائتلاف. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والركوع والرفع منه والسجود على الاعضاء السبعة والاعتدال منه والجلسة بين السجدتين والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا والحديث عنه صلى الله عليه وسلم امرت ان اسجد على سبعة اعظم ذكر المصنف رحمه الله اربعة من اركان الصلاة من الرابع الى الثامن. ومن الفقهاء من يقول الاعتدال عن الركوع يدخل فيه الرفع اذ لا اعتدال الا برفع وهو اتم معنى. والمراد بقوله والاعتدال منه الرفع من السجود فهو اعتدال مخصوص بالرفع ولو لم يستقم الجسد. فاذا رفع ولو رفعا يسيرا فقد وقع ركن وذكر المصنف دليل الركوع والسجود. وبقيتها يدل على ركنيتها حديث من لا يحسن صلاته وهو في الصحيحين وسيأتي قريبا والاعضاء السبعة هي القدمان والركبتان واليدان والجبهة مع الانف. نعم. احسن الله اليكم رحمه الله والطمأنينة في جميع الافعال. والترتيب بين الاركان. والدليل حديث المسيء صلاته. عن عن ابي هريرة قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم. اذ دخل رجل فصلى فقام فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ارجع فصل فانك لم تصل فعلها ثلاثا ثم قال والذي بعثك بالحق نبيا لا احسن غير هذا فعلمني. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذا قمت الى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. هذان هما الركنان الرابع والتاسع من اركان الصلاة ودليلهما الحديث المذكور وفيه التصريح بالطمأنينة مع ذكر الترتيب ثم المقتضية له في لسان العرب. وسمى المصنف رحمه الله تعالى تبعا في غيره الحديث حديث المسيء صلاته. والاحسن تأدبا مع مقام الصحبة تسميته حديث من لا يحسن صلاته للقطع بعدم تعمدهم الاساءة. وهذا اللقب الموضوع للحديث ليس موجودا في كلام السلف لا في القرن الاول ولا الثاني ولا الثالث ولا بوب به احد من قدماء المحدثين. وانما شاع في ما يظهر والله اعلم في القرن السابع فما بعده الى يومنا. وهذا يدل على صفوف علوم السلف. وكمال فهومهم. فانهم لم يرضوا ان يسموا ان يسموا حديث صحابي حديث المسيء صلاته لانه لم يتعمد ذلك. والاولى ان يقال حديث من لا صلاته والطمأنينة هي سكون بقدر الاتيان بالواجب في الركن. سكون قدر الاتيان بالواجب في الركن. فمثلا الواجب في الركن كما سيأتي قول سبحان ربي العظيم فهي تكون الطمأنينة حينئذ ان يستقر الانسان بقدر الاتيان به. ولو لم يقله فاذا استقر بقدر المدة قد جاء بالركن واما قول سبحان ربي العظيم فانه واجب كما سيأتي. والمراد بالترتيب بين الاركان تتابعها وفق الصلاة الشرعية نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله والتشهد الاخير ركن مفروض. كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نقول قبل ان يفرض علينا التشهد السلام على الله من عباده السلام على جبريل وميكائيل فقال النبي صلى الله الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله من عباده فان الله هو السلام. ولكن قولوا والتحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومعنى التحيات جميع التعظيمات لله ملكا واستحقاقا مثل الانحناء والركوع والسجود والبقاء والدواء وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والصلوات معناها جميع الدعوات وقيل الصلوات الخمس والطيبات لله الله طيب ولا يقبل من الاقوال والاعمال الا طيبها. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته تدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة والرحمة والبركة والذي يدعى له ما يدعى مع الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. سلم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والارض. والسلام دعاء والصالحون دعا لهم ولا يدعون مع الله. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. تشهد شهادة اليقين ان ان لا ان لا يعبد في الارض ولا في السماء بحق الا الله. وشهادة ان محمدا رسول الله بانه عبد لا يعبد. ورسول لا بل يطاع ويتبع شرفه الله بالعبودية. والدليل قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على على ابراهيم انك حميد مجيد. الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الاعلى كما حكى البخاري في صحيحه عن ابي العالية قال صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الاعلى وقيل الرحمة والصواب الاول ومن الملائكة الاستغفار ومن الادميين الدعاء. وبارك وما بعدها من الدعاء سنن. وبارك ابعدها من الدعاء سنن اقوال وافعال. ذكر المصنف رحمه الله الركن الحادي عشر من اركان الصلاة وهو التشهد الاخير. ودليله المذكور وهو في الصحيحين سوى قوله قبل ان يفرض علينا التشهد. فان هذه الزيادة عند النسائي وليست في الصحيحين وهي شادة. وانتهاء الركن منه الى الشهادتين. فاذا بلغ العبد قوله اشهد ان محمدا عبده ورسوله فقد ادى هذا الركن. ثم ذكر الركن الثاني عشر وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد والاقرب ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير سنة وليست ركنا ولا واجبا فان حديث كعب ابن عجرة رضي الله عنه المستدل به لا يقوى حمله على الايجاب. فانه وقع جوابا على سؤال ففي الصحيحين انهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال قولوا اللهم صلي على محمد وال محمد الى تمام الحديث. فلم يكونوا من قبل يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاتهم بل كانوا يذكرون السلام والتشهد. فليس في الحديث ما يدل على الايجاب وانما غايته ان يكون مستحبا لوقوعه ارشادا تعليما والمذهب عند الحنابلة ان الركن منها هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده. فاذا صلى الانسان على النبي وحده ولم يقل وعلى ال محمد فما وراء ذلك فانه يكون قد جاء بالركن. وظاهر تصرف المصنف ان الصلاة على الان من الركن فانه ادخلها فيها. فهو قد خالف المشهورة في مذهب الحنابلة ورأى ان الركن يكون بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى اله معه. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان ما بعد ذلك يكون من سنن الاقوال والافعال. وفسر رحمه الله تعالى معاني الفاظ التشهد تفسيرا حسنا ثم فسر معنى صلاة الله على عبده وهو وهي مما لم يثبت في تعيينها خبر صحيح. فما ذكره ابو العالية الرياحي التابع في تفسيرها انها ثناء الله على عبده في الملأ الاعلى مفتقر الى خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم او خبر عن احد من الصحابة واذا لم يثبت خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا على احد من اصحابه فان المصير هو الى لسان العرب فالمعنى الذي فسر به العرب الصلاة تفسر به الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عند العرب اسم جامع للحنو والعطف. اسم جامع للحلو والعطف. اختاره جمع من المحققين. منهم ابو بكر الصهيلي في نتائج الفكر. وابو عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد. فيندرج في ذلك كل فرد من افراد الحنو والعطف. فالمذكور في كلام ابي العالية الرياحي هو من جملة الحنو والعطف. وكذلك ما ذكره غيره مما يكون من الله او من الملائكة او من الادميين فانه من افراد الحلو والعطف لكن لا يصلح كل واحد منها تفسيرا للصلاة فقط. ومن عجائب هذه المقالات ان العرب لا تعرف بلسانها. معنى لكلمة اختلفت اختلاف متعلقها كما ذكره ابن هشام رحمه الله تعالى فان من يقول الصلاة من الله كذا والصلاة من الملائكة كذا والصلاة من الخلق كذا جعل للفعل معان متعددة قلبها باعتبار مولدها المتعلق بها وذلك لا يعرف في لسان العرب والصحيح ان الصلاة في كلام العرب هي معنى جامع للحنو والعطف. فكل ما يندرج في ذلك هو مما يكون من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثناء الله عليه. ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء له وهلم جرا وقد اشرت الى معنى الصلاة في لسان العرب بقول وفسر الصلاة في اللسان وفسر الصلاة في اللسان بالعطف والحنو في ايقان الصلاة في اللسان بالعطف والحنو في ايقان عن السهيلي وولد القيمي. عن السهيلي وولد القيم ولد يعني ابن لغة في الابل وولد القيم وابن هشام في كلام قيم وابن هشام في كلام قيم. ما معنى قيم؟ يعني مستقيم. وليس معناه ذو قيمة هذا معنى مولد لا يعرف بلسان العرب وانما معناه مستقيم الدين القيم يعني الدين المستقيم والملة في شرحه للسلم البيت الثالث والملوي في شرحه للسلم وما عداه فاليه ينتمي والملوي في شرحه للسلم وما عداه فاليه ينتمي. ولم يعد المصنف رحمه الله الركن الثالث عشر وهو الجلوس للتشهد الاخير الركن الرابع عشر وهو التسليمتان تفصيلا كنظائرهما فانه اجمل ذكر الاركان ثم فصلها واحدا واحدا وكان ينبغي ان يرجع الى افرادهما كما فعل في غيرهما وقد نقل ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وقد ذكر ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى في فتح الباري يا جماعة الصحابة على ان التسليمة الاولى تكفي فدل ذلك ان الركن من التسليمتين هي الاولى الثانية وذكر ابن المنذر اجماع من يحفظ عنه من اهل العلم ان من سلم تسليمة واحدة في صلاته اجزأت عنه وصحت صلاته. فركن التسليم مركب من تسليمة واحدة. واما الثانية فهي سنة وقول المصنف رحمه الله تعالى وبارك وما بعدها سنن واقوال وافعال يعني ما بعدها باعتبار صفة الصلاة المشروعة المنقولة فما سوى ذلك يكون من سنن الاقوال والافعال. نعم. قال رحمه الله والواجبات جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام. وقول سبحان ربي العظيم في الركوع. وقول سمع الله لمن حمده للامام والمنفرد وقول ربنا ولك الحمد للكل وقول سبحان ربي الاعلى في السجود وقول ربي اغفر لي بين السجدتين والتشهد الاول والجلوس له فالاركان ما سقط منها سهوا او عمدا بطلت الصلاة بتركه. والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت الصلاة بتركه وانجبره جبره السجود للسهو والله اعلم. ختم المصنف رحمه الله تعالى رسالته ببيان واجبات الصلاة وواجبات الصلاة جمع واجب. والواجب ما تركبت منه ماهية العبادة وربما سقط لعذر او جبر بغيره ما تركبت منه ماهية العبادة وربما سقط لعذر او جبر بغيره. وهذا المعنى للواجب استعمله الفقهاء. ولم يذكره الاصوليون وللفقهاء في التصرف في الاصول تصرف اخر في بعض المسائل يفارق تصرف الاصوليين من جملته مسائل هذه احداها. وعد المصنف واجبات الصلاة ثمانية كما هو مذهب الحنابلة. فاولها جميع التكبيرات. غير تكبيرة الاحرام. وهي تكبيرات الانتقال بين الاركان. وينبغي ان تكون بين ابتداء الانتقال وانتهائه فاذا شرع الانسان في الانتقال يأتي بهذه التكبيرة. ثم قبل وصوله الى الركن التالي يكون قد انتهى منها وثانيها قول سبحان ربي العظيم في الركوع وثالثها قول سمع الله لمن حمده في الامام والمنفرد دون مأموم ويأتيان بها في انتقالهما ورابعها قول ربنا ولك الحمد للكل من امام ومأموم ومنفرد. يأتي به المأموم في رفعه وغيرهما في اعتداله هذا هو المذهب. والراجح ان المأموم كغيره من امام ومنفرد يأتي به في اعتداله فاذا اعتدل قال ربنا ولك الحمد فان محلها الاعتدال الجميع وخامسها قول سبحان ربي الاعلى في السجود فسادها سادسها رب اغفر لي في قعوده بين السجدتين وسابعها التشهد الاول ومنتهاه الشهادتان وثامنها الجلوس له. وعد المذكورات واجبات من مفردات الحنابلة. فان عد هذه الثمانية من واجبات الصلاة هذا من مفردات الحنابلة. فان المذاهب الثلاثة يعدونها سننا وحجتهم ورودها في صفة الصلاة النبوية مع قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. رواه البخاري من حديث ما لك ابن الحويرث واصله عند مسلم. وحجتهم اقوى من حجة فيهم فالذي يظهر رجحان كون هذه المذكورات واجبات لان النبي صلى الله عليه وسلم امرنا ان نصلي كما صلى ثم كان مما يفعله في صلاته صلى الله عليه وسلم ملازما له هذه الواجبات الثمانية. ويفترق الركن عن الواجب بما تركه سهوا فان الركن لا يسقط بحال بل لا بد ان يأتي به الانسان واما الواجب فانه اذا سقط لسهو فان الانسان يجبره بسجود ولا يجب عليه ان يأتي به. فلو قدر ان انسانا قام الى الركعة الثانية ولم يسجد السجدة الثانية. سهوا فلما فرغ من صلاته ذكرها فلا تكمل صلاته الا الاتيان بركعة لان تلك الركعة قد لغت. اذ سقطت فيها سجدة هي ركن. واما اذا نسي الانسان وسهى عن شيء من الواجبات الثمانية كان يكون قد ركع لكن لم يقل سبحان ربي العظيم فانه لا لا يؤمر والاتيان به وانما يأتي بالسجود السهو جبرا له. فهذا هو الفارق بين الاركان والواجبات الاوضاع المرتبة في احكام الصلاة من الشروط والاركان والواجبات هي اصطلاحات فقهية ومواضعات علمية رصد منها تقريب العلم وتيسيره في الفقه فهم والافهام. ومن لا يعرف العلم يظن ان هذا من التحكمات. فان احدهم يأتيك ويطالبك بحديث فيه عد شروط الصلاة اربعة عشر. او بعد بعد اركان الصلاة اربعة عشر او عد واجباتها وليس هذا فهم الدين. وانما اهل العلم رحمه الله تعالى يلاحظون ما يمكن جمعه في اصول فيردونها عليه العلم كذلك وهكذا هو العلم ولا يعرف هذا الا من اخذ العلم بطريقه. اما الذي لا يأخذ العلم بطريقه فانه يضرب في العلم خط عشواء وينسب طرائق العلم الى الجهل وهو في الحقيقة احرى بهذا الوصف من اهل العلم وحقيق بالانسان ان ينظر دائما الى نفسه اذا عزب عن علمه فهم شيء من كلام اهل العلم ان ينظر الى نفسه بالاجراء. والله اعلم وصلى الله وسلم رسول محمد واله وصحبه اجمعين. لقاؤنا الخميس القادم ان شاء الله