هذا يقول ورد الذل على جهة المدح والاختيار وذلك قوله تعالى اذلة على المؤمنين مدح وقوله تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة فهذا آآ ممدوح وهو بهذا عبادة لله اذا ايش تسألني لماذا تسألني لا ينبغي ان يكون هكذا السؤال يقول اشكل علي قولكم كذا وكذا مع ان الله قال كذا وقال كذا والذي يظهر لي كذا وكذا. اما ان يأتي ويقول لقاء الله تعالى على قوله تعالى انا اعلم ان الله قال ذلك بحمد الله وفضله ومنه لا بقوته وعدته. وما ذكره السائل من ان هاتان الايتان مدح للذل غلط اوتي من شيئين احدهما الجهل بمدلول اللسان العربي والثاني الجهل بتصرف المقابلة في لسان العرب. فاما الاية الاولى فانه استدل بقوله تعالى ادلة على المؤمنين. وهذه لم يظهر كمالها الا بشيئين اثنين ان الله عز وجل لما ذكرها ذكر مقابلها فقال ايش؟ عزة على الكافرين ولو ذكر الذل وحده ما كان كمالا والثاني ان الله سبحانه وتعالى لم يقل اذلة مع المؤمنين. ولكن قال ادلة على المؤمنين فهم متصفون بالعلو المدلول عليه بحرف الجر على فلهم علو وارتفاع ولكن علوهم وارتفاعهم لا يخرجهم عن حقيقة الايمان. ولذلك فانهم يعاملون المؤمنين بدين وذلي وهذا معنى الاية فلا يكون دالا على ان الذل ممدوح ولو كانت الاية مذكورا فيها ادلة على المؤمنين لكانت نقصا ولا يكون ذلك في كلام الله سبحانه وتعالى. واما قوله تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة فهذا ليس ذل هذا جناح الذل. والكلام العربي له له والكلام العربي يجري على نوعين احدهما الافراد والثاني الترتيب وقد يكون للكلمة بتركيبها ما لا يكون لها بافرادها. فالله عز وجل قال ان انما الحياة الدنيا ايش؟ له وقال تعالى ومن الناس من يشتري ايش؟ لهو الحديث فلهو الحديث ليس هو اللهو فالهو شيء ونحو الحديث شيء اخر فالكلمة مركبة ليست ككونها مفردة والذل مفردا ليس كجناح الذل مركبا. فجناح الذل له معنى يختلف عن معنى الذل المفرد. وضح الكلام وظح فهم الكلام الذي اورده الاخ. يقول الاخ هل يلزم من الهجرة ان تكون من بلد السوء الا تصح من بلد اسلام الى بلد اسلام افضل منه؟ الجواب ان السوء نوعان احدهما مطلق والاخر نسبي. فالمطلق هو الذي يتمحض فيه السوء بالكفر. واما الثاني فهو نسبي وقد ذكر جماعة من العلماء انواعا من المندرجة في السوء المقيد منها الهجرة من بلد الجهل الى بلد العلم والهجرة من بلد البدعة الى بلد السنة. والهجرة من بلد المرض الى بلد الصحة هذه لها دلائلها من الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالسوء هنا يكون مقيدا ولا يكون مطلقا. ولذلك لا يرسل كلام فيه وتقرير هذه المسألة انما وقع بما يناسب الحال دون الاحاطة بشذورها المتفرقة وفروعها المتبددة وينبغي ان يتفهم الانسان الكلام الذي يلقى اليه ويعي موقعه. وما زاد عنه فينبغي له ان يسعى في تفهمه. هذا يقول ما معنى قوله تعالى من الجنة والناس ما الجواب الجن من هم؟ الجن والناس الانس والجن. ويكون من عطف العام على الخاص. ولذلك قال الله عز وجل قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في الناس من الجنة والناس. فالاية الاخيرة مفسرة للاية التي قبلها. ففيها ذكر الموسوس فيه وهي صدور الجنة والناس من الجن والانس. وليست تفسيرا للاية التي قبلها. الذي يوسوس في صدور الناس وان سويسرا يكون من الجنة والناس. فانه لا يكون من الناس موسوس. وانما يكون من الناس ايش موشوش لان الوسوسة القاء خفي باطل. والوشوشة القاء خفي ظاهر. واضح وسوسة القاء خفي باطن والوشوشة القاء خفي ظاهر. والناس تكون لهم قدرة على الوشوشة. ولا تكون لهم لهم قدرة على الوسوسة يقول هذا الاخ ما معنى آآ قولكم في الاحسان اتقان الباطن والظاهر؟ معنى قول اتقان الباطن والظاهر اتقان ما يتعلق بالظاهر وهو الاعمال الظاهرة واتقان الباطن اتقان ما يتعلق بالباطل وهو الاعتقادات الباطلة. وهذه الحقائق الشرعية هي موجودة بدلائلها في القرآن والسنة. وتفصيلها يحتاج الى وقت مديد. ليس هذا محله لكن ليست لفظة منها بحمد الله الا مبنية على دليلها وبها يحصل للانسان فهم الاسلام والايمان والاحسان وحقيقة الفرق بينهما. فاذا قيل الايمان الذي يشمل كله هو التصديق الجازم بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المراقبة والمشاهدة فهم حقيقة وانها تعم الدين كله لكن مبناها على التصديق الجازم. واذا قيل له الاسلام هو استسلام العبد لله باطنا وظاهرا بالتعبد بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة والمراقبة فهم ان الاسلام يعم الدين كله لكن مبناه على الاستسلام وهلم جا جر يقول هذا الاخ اين نجد شرح ثلاثة الاصول وادلتها؟ تجده في التسجيلات الموجودة في المسجد النبوي هذه مسائل يا اخوان خارجة عن الدرس. المسائل الخارجة عن الدرس في المسجد يوجد من هو مختص بالافتاء فيرجع اليه هذا يقول كيف يكون ابطال دين المشركين؟ يكون ابطال دين المشركين بعيب دينهم. والقدح فيه وانه دين باطل. هذا يكون به ابطال دين المشركين والسعي في ذلك بما يستطيعه الانسان. وقد روى ابو داوود من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين باموالكم والسنتكم وانفسكم. فالانسان يجاهدهم في ابطال دينهم بما يستطيعه هذا يسأل ايظا في ظمن الاسئلة يقول ماذا يدرس الانسان بعد هذا الكتاب؟ يدرسه مرة ثانية لماذا لان الله سيسألك في قبرك عن ماذا من ربك؟ لان الملائكة لان الملكين سيسألانك في قبرك عن هذه الاسئلة الثلاثة كما قال حافظ الحكمي في سلم الوصول وان كل موقف مسؤول من ربه ما الدين ومن رسوله. فهذه هي الاسئلة الثلاثة التي ينبغي ان تعلمها. فادرسه مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة ثم بعد انظر ما يلزمك في دينك من امر توحيدك واعتقادك وذكرك لله وتعظيمك له وعبادتك اياه فتعلمه ولا تشتغل ما وراء ذلك الا اذا اتقنته كم باقي الاذان ثلاث دقائق نجيب على هذا السؤال له تعلق خفي يقول ما الفرق بين النبي والرسول؟ الجواب ان يقال ان الرسول لهما معنيان احدهما معنى عام والاخر معنى خاص فاما المعنى العام فهو رجل جنسي ايش اوحي اليه بعث اوحي اليه بشرع وبعث الى قوم هذا يشمل النبي والرسول. والثاني معنى خاص يفترقان فيه فيكون الرسول بعث الى قوم مخالفين. والنبي بعث الى قوم موافقين وهذا هو الذي تدل عليه النصوص ولا يقع به بحمد الله سبحانه وتعالى بينها اضطراب. واما النصوص العامة التي في القرآن تأتي على هذا وهذا مثل قوله تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله من النبيين. هذا يشمل الرسل والنبي على المعنى العام. وتارة يأتي على التفريق بينهما وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبي هذا بينهما فرق فيكون الفرق بما ذكرت لكم وهذا منتهى الاجابة على ما تيسر من الاسئلة. وارجو منكم الا يتبعني احدا احد لا يتبعني احد تخفيفا عليكم فان اتباع الانسان فتنة له ومذلة التابع والله اعلم والحمد لله رب العالمين