الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس التاسع من برنامج الدرس الواحد الثاني والكتاب المقروء فيه هو القول المنشور في هلال خير الشهور للعلامة عبدالحي البكناوي رحمه الله تعالى وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة محمد عبد الحي ابن محمد عبد الحليم ابن محمد امين الله الانصاري من ذرية ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه يكنى بابي الحسنات ويعرف بعبد الحي اللكنوي نسبة الى لكن مدينة عظيمة في الهند المقصد الثاني تاريخ مولده ولد كما ذكر هو عن نفسه في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ذي القعدة سنة اربع وستين بعد المائتين المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله لليلة بقيت من ربيع الاول سنة اربع بعد الثلاث مئة والالف ولم يكمل له من العمر اربعون سنة فرحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه هذا الكتاب يسمى بالقول المنشور في هلال خير الشهور كما صرح بذلك مصنفه رحمه الله تعالى في مقدمة كلامي المقصد الثاني بيان موضوعه اعتنى المصنف رحمه الله تعالى ببيان الاحكام المتعلقة باثبات دخول هلال شهر رمضان موضحا الطريقة الشرعية وما يخالفها للحساب الفلكي واقوال المنجمين والتجربة والرؤى المنامية المقصد الثالث توضيح منهجه رد بالمصنف رحمه الله تعالى رسالته في مسائل ذاكرا الاقوال في كل مسألة وما لكل قول من دليل وربما اشار الى الباعث على الاختلاف في بعضها وحشد في هذه الرسالة مع وجادتها نقولا كثيرة عن علماء عدة من فقهاء المذاهب المتبوعة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف رحمه الله تعالى لك الحمد يا من جعل الاهل مواقيت للناس والحج والصيام بين لنا الحلال والحرام فكيف احمده وكيف لا احمده وهو ذو الجلال والاكرام. قوله رحمه الله فكيف احمده كيف احصل كمال حمده وقد سبق في فتيا ابن القيم رحمه الله تعالى التي قرأت في اليوم السابق بيان جمل مواقع الحمد في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهي ابلغ الحمد واكمله خلافا لما ذكره جماعة من فقهاء الشافعية مما نبه عليه ابن القيم بالرسالة المشار اليها وقوله رحمه الله وكيف لا احمده يعني كيف يليق بي ان امتنع عن حمده فان الرب سبحانه وتعالى مستحق لجميع المحامد ومن هنا ذهب اهل العربية من اهل السنة الى ان في قولنا الحمد لله مفيدة للاستغراق يعني لشمول جميع افراد الحمد فلله المحامد كلها اما قول من يقول بان في قولنا الحمد لله رب العالمين تفيد الجنس فهذا مذهب اهل العربية ممن مسهم الاعتزاز وهو مبنيا على مسألة قررها اهل الاعتزال في مذهبهم وبنوا عليها مسائل كثيرة وهي ان العبد يخلق فعله. واذا كان العبد في زعمهم هو الذي يخلق فعله لم يكن الله عز وجل محمودا على كل شيء بل يكون العبد محمودا ايضا فيمتنع استغراق جميع المحامد وهذا قول باطل كما هو مقرر في كتب الاعتقاد لكن مقصودها هنا ان تعلم ان قول القائلين بان ليست للاستغراق وانما للجنس انما هو مبني على مذهب اهل الاعتدال. نعم والصلاة والسلام على من كشف الغمة ودعا الناس الى الاسلام وعلى اله وصحبه الكرام. اما بعد قوله كشف الغمة يعني غمة الجهل والضلال والشرك. واما الكرب التي تلحق بالعباد بعد بعثته صلى الله عليه وسلم فلا يكشف غمها ولا يفرج كربها الا ربنا سبحانه وتعالى وانما قصد المصنف المعنى الاول كما يدل عليه قوله ودعا الناس الى الاسلام. نعم. فيقول العبد الراضي رحمة ربه القوي ابو الحسنات محمد المدعو بعدد الحي تجاوز الله عن ذنبه الجليل والخفي اللكنوي وطنا الانصاري الايوبي القطبي نسبا الحنفي مذهبا اشرب هذه علالة رائعة وعدالة نافعة سميتها. القول المنشور فيه لا لخير الشهور. تقدم ان تصريح مصنفين باسماء كتبهم يفيد حسن الظن بهم باخذ العلم عنهم ونسبته اليهم. اذ العلم لا يؤخذ عن مجهول كما ذكره جماعة من اهل العلم تقدم ذكرهم. وليس ففي هذا شيء من الرياء والسمعة كما بين ذلك ابو الفرج ابن الجوزي بخلاف كتابة اسماء من يبني المساجد اذ عليها ففي قول لاهل العلم ان ذلك من الرياء والسمعة. والاظهر انه يختلف باختلاف قصد فاعله فقد يكون من الرياء وقد لا يكون من ذلك وقوله رحمه الله تعالى العلالة هو ما يتعلل ويتشاغل به واجل ما قطعت فيه الاوقات هو طلب العلوم الشرعية وكان الباعث على تأليفها ما رأيت في هذا الزمان من ان الناس يعتمدون على حساب النجوم ويصدقون المنجمين في اقوالهم ولا يتهيأون لالتماسهم لا لرمضان وبعضهم يعتمدون على ما جربوه كثيرا. وكل ذلك مخالف للشرع نحقق هذا البحث وافصل فيه حق التفصيل متوكل متوكلا على الله الجليل. مسألة يجب على الناس اية ان يلتمسوا هلال رمضان يوم التاسع والعشرين من شعبان. لانه قد يكون ناقصا نص عليه شربا الشرك قنبلالي بضم اوله وثانيه واسكان ثالثه وضم رابعه نعم. نص عليه الشرنبلاني في مراحل الفلاح. وهذا معنى قول قدوري ينبغي ان قدوري. القدور. وهذا معنى كقول القدور ينبغي للناس ان يلتمسوا الهلال يوم التاسع والعشرين. كما فسره ابن الهمام في فتح القدير. وذلك لما روى البخاري عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه. فان غم قم فاكملوا العدة ثلاثين. قوله غم بضم الغين المعجمة وتشديد الميم. اي حال بينكم وبينه غيم. وقوله اكملوا العدة شعبان لان الاصل في الشهر هو البقاء. وروى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه على اله وسلم قوموا لرؤيته وافخروا لرؤيته. فان اغمي عليكم فاكملوا العدد. قوله في هذه الرواية فان اغمي عليكم لفظه في مسلم فان غمي عليكم اما اغمي فهي عند مسلم ايضا لكن في رواية اخرى للحديث وروى الترمذي عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تصوموا قبل رمضان صوموا لرؤيته وافطروا فان حالت دونه غياية فاكملوا ثلاثين يوما. قوله غياية بالتحكيتين كل ما اضلك من سحابة او غيرها. وهذا في حديث قد اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي. فهو مما يقال فيه على اصطلاح الحافظ ابن حجر. ببلوغ المرام اخرجه الثلاثة قد صححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وقوله صلى الله عليه وسلم غياية بياءين تحتيتين فسره المصنف بانه كل ما اضلك من سحابة او غيرها ووقع في رواية لهذا الحديث فان حالت دونه غمامة وهي بهذا المعنى ووقع في رواية ثالثة عند احمد فان حال دونه سحاب وهي مفسرة للكلمات الاثنتين السابقتين ورواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال ابو القاسم صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته واغفروا لرؤيته فان غبي عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين. قوله غبي بضم الغين المعجمة وتشديد الباء الموحدة مع الكسر مبنيا للمفعول وللحموي غبي بفتح المعجمة وكسر الموحدة كعلم اي خفي عليكم. وهو من الغباوة ضد الفطانة الشعارة لخفاء انهيال قوله رحمه الله وللحموي غبي بفتح المعجمة وكسر الموحدة الحموي هو احد رواة صحيح البخاري عن الفرابر عن ابي عبدالله البخاري رحمه الله تعالى فيستفاد من هذا ان روايات البخاري لهذا الحديث باعتبار النسخ المروية عن تلميذه الفربري جاءت بهذا الحرف على وجهين احدهما غبي بالبناء المجهول والثاني غبي بالبناء المعلوم وكلاهما بمعنى الخفاء نعم. فهذه الاحاديث قد دلت على ان ملاك الصوم انما هو رؤية الهلال فيستحب فيستحب التماسه. ولهذا ذكر فقهاء هؤلاء الا يصام يوم الشك بنية انه من رمضان. لان صومه معلق على الرؤية. قوله رحمه الله تعالى فيستحب التماسه ظاهره مخالف لما تقدم التصدير به من ان التماس هلال رمضان يوم التاسع والعشرين من شعبان فرض كفاية والجمع بينهما انه اراد ان حكم هذا الثراء بعد قيام الكفاية بمن يتراءى الهلال يكون مستحبا في حق غيرهم. فلو انه تصدى لثراء الهلال نفر من المسلمين سقط الاثم عن غيرهم وكان لحوق هؤلاء النفر في التراء مستحبا لغيرهم فهذا وجه جمع بينما صدر به وبين قوله هنا فيستحب التماسه وقد ثبت في حديث ابن عمر عند اصحاب السنن ان الناس كانوا يتراءون الهلال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. والاحاديث السابقة تدل على طلب التماسه نعم. وقال الشيخ الحداد في شرح مختصر قدوري. وكذا ينبغي ان القدور. في شرح مختصر قدره وكذا ينبغي ان يلتمسوا هلال شعبان ايضا في حق اتمام العزة. قلت فيه حديث رواه الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احصوا هلال شعبان لرمضان. وهذا الحديث رواه الترمذي بسند ظاهره الحسن الا انه غلط كما نبه عليه فقد دخل على بعض الرواة هذا الحديث مع حديث اخر معروف عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقدموا رمضان بيوم او يومين فهذا اللفظ الذي رواه الترمذي بلفظ احصوا هلال شعبان لرمضان. رواية ضعيفة لا تصح وروى ابو داوود عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم رؤية رمضان فان غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام. وهذا الحديث اخرجه ابو داوود كما ذكر المصنف وصححه جماعة من اهل العلم منهم ابو بكر ابن خزيمة وابو الحسن الدار قطني وابو عبدالله الحاكم بالمستدرك مسألة لا اعتبار لحساب المنجمين والحاسبين في الهلال وقد اختلفوا في ذلك. قوله المنجمين والحاسبين الفرق بين المنجم والحاسد ان المنجم هو من يرى اول الشهر طلوع النجم الفلاني فيعلق العد بطلوع نجم لم يكن طالعا واما الحاسب فهو الذي يعلق العد بمنازل القمر والمراد الفرق بينهما باعتبار فعلهما فيما يتعلق بحساب الشهور. وبينهما فروق اخرى ولكن محل البحث هنا فيما يتعلق بعد الشهر. وحاصله ان المنجم يعتمد على طلوع نجم. واما سيعتمد على منازل القمر نعم وقد اختلفوا في ذلك فالنبي عليه اكثرون هو عدم اعتبار قوله لا في حق نفسه ولا في حق غيره. وذهب ابن سريج وبعض شافعية لاعتباره وصوبه الزركشي وتبعا للشبكي. هذه المسألة تسمى بمسألة الحساب الفلكي وجمهور اهل العلم على عدم الاعتداد به. وما نقل عن افرادهم هو من شذوذ العلم كما حكاه ابو عمر ابن عبدالبر في كتاب التمهيد فلا يلتفت اليه ولم يتعلقوا بكبير شيء وان كان بعضهم افرد رسالة في ذلك كالسبكي الشافعي رحمه الله تعالى نعم ثم عليكم فاقدروا له. فقيل معناه قدروه تحت السحاب. وهو مذهب الامام احمد بن حنبل فانه يجوز صوم ليلة. يجوز فانه يجود صوم الليل. صوم يوم ليلة الغيم عن رمضان. وقوله رحمه الله وهو مذهب الامام احمد ابن انبل فانه يجوز صوم يوم ليلة الغيم عن رمضان وهو احد الاقوال بمذهب احمد فمن الاصحاب من ذهب الى استحبابه والصحيح ان صوم يوم الغيم اعني يوم الثلاثين اذا كانت ليلته حال فيها الغيم او القتل بين الناس ورؤية الهلال الصحيح انه يجوز ذلك ولا يستحب كما هو مذهب ابي حنيفة واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم في زاد المعاد وليس هذا من صوم يوم الشك فان صوم يوم الشك وان كان الصحيح القول بحرمته كما هو قول الجمهور الا ان هذه الصورة وهي فاذا كانت ليلة الثلاثين فيها غيم او قتر قد استثنيت بما ثبت عن جماعة من الصحابة انهم كانوا يصومون اليوم الذي يليها. فعلم ان محل النهي عن صوم يوم الشك بفهم الصحابة رضوان الله عليهم. واذا لم تكن الليلة السابقة ليوم الثلاثين ذات قتل وغيم فان النهي حينئذ يتأكد عن صيام يوم الشك ويكون محرما كما هو قول الجمهور نعم وقيل معناه قدروه بحساب المنازل وهو قول ابن تريد ومطلق ابن عبد الله وقتيبة ومن تبعهم. قول وقتيبة ومن تبعهم هم هكذا وقع في هذه النسخة وهكذا وقع ايضا في النسخة التي طبعت ضمن مجموع رسائل المصنف رحمه الله تعالى والصواب وابن قتيبة وهو ابو محمد ابن قتيبة صاحب تأويل مختلف الحديث وغيره من التصانيف وقد شنع عليه في هذا المذهب ابو عمر ابن عبد البر في كتاب التمهيد وذكر انه ليس من اهل الشأن يعني ليس من الفقهاء الذين يثار الى قولهم والذي ذهب اليه مالك والشافعي وابو حنيفة وجمهور السلف والخلف هو ان معنى واقدم له تمام العدد ثلاثين يوما. بدليل الروايات الصريحة التي ذكرنا كذا ذكرهن النووي في شرح صحيح مسلم الاقوال الثلاثة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم فاقدروا له اصحها ما ذهب اليه الجمهور ان معناه قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما بدليل الروايات الصريحة الصحيحة المروية في الصحيحين وفيها الاشارة الى تكميل شهر شعبان ثلاثين يوما وفي الدر المختار لا عمرة بقول الموقفين ولا عدولا على ولو. ولو عدولا على المذهب انتهى. وفي النهر يعني ولو كانوا عدولا فلا يلتفت اليهم. والغالب ان كلمة لو يشار بها عند الفقهاء الى وجود خلاف نعم وفي النهر الفائق لا يلزم بقول الموقفين انه اي الهلال يكون في السماء ليلة كذا. وان كانوا عدولا على الصحيح كما في الايضاح وللامام السبكي تاليف مال فيه لاعتماد قولهم. لان الحساب قطعي انتهى. ونقل ابن عابدين في رد المحتار حاكيا الدر للمختار عن فتاوى الشهاد الرملي الشافعي سئل عن قول السبكي لو شهد لو شهدت بينة برؤية الهلال ليلة الثلاثين من الشهر. وقال الحساب بينة يعني قامت حجة واضحة جلية على ذلك وقال الحساب بعدم امكان الرؤية تلك الليلة عمل بقول اهل الحساب لان الحساب قطعي. والشهادة ظنية واطال في لذلك فهل يعمل بما قاله ام لا؟ اجاب بان ما قاله السبكي ورده عليه جماعة من المتأخرين. انتهى ملخصا وفي الاقناع فقيه بالخير الشافعي لا يجب الصوم بقول المنجم ولا يجوز. ولكن له ان يعمل بحسابه كالصلاة ما بهن جموع. وقال انه لا لا يجزيني عن فرضه. لا يجزيه. وقال انه لا يجزيه عن فرضه لا صحح بالكفاية انه اذا جاز اذا جاز اجزاءه ونقله عن الاصحاب هذا هو الظاهر والحاسد هو من وهو والحاسب وهو من يعتمد منازل القمر. والحاسب هو. والحاسد هو من يعتمد منازل القمر بتقدير سيره في معنى المنجم وهو من يرى ان اول الشهر طلوع النجم الفلاني انتهى ما ذكره ها هنا عن صاحب الاقناع وغيره من اجزاء صيام من صام اعتمادا على الحساب فيه نظر على القول الذي تقدم من ان الحساب لا يعتد به واذا كان الحساب غير معتد به فانه لا يجوز الصيام من الحاسب ولا يجزئه. اما على قول من يجوز ذلك ويعمل به فانه يرى انه يجزئه والصحيح كما تقدم ان الحساب الفلكي لا يعول عليه اذا كان باطلا في نفسه فانه لا ينفع صاحبه وفي فتاوى الانوار للفقيه جمال الدين الاردبيلي الشافعي. يجب الصوم باستكمال شعبان او برؤية الميلاد ولا يجب معرفة منازل القمر لا على العارف ولا على غيره انتهى. وفي معارك الدراية شرح الهداية لا يعتبر قولهم ولا يجوز للمنجم ان يعمل بحساب نفسه انتهى. وقد اطال العلامة عن القارئ المكي في مرقاة في مرقاة في المفاتيح. الكلام في هذا المقام. وحقق انه لا اعتذار لقول الحاسدين ثم قال بل اقول لو صام المنجم عن رمضان قبل رؤيته بناء على يكون عاصيا في صومه ولا يحسب عن صومه الا اذا ثبت الهلال. ولو جعل عيد الفطر بناء على الفاسد يكون فاسقا ويجب عليه الكفارة في قول هو الصحيح وان استحله كان كافرا. وهذا الذي ذكره العلامة علي القاري هو المتعين بناء على القول الصحيح في ابطال الاعتداد بالحساب فاذا افطر فانه يكون عاصيا في صومه الا ان الكفارة انما تجب على مذهب الحنفية والمالكية والملا علي القاري حنفي فلذلك قال ويجب عليك صار في قول هو الصحيح يعني في مذهب الاحناف واصح المذاهب مذهب الشافعية فانهم لا يرون في شيء من فطر رمضان كفارة الا من افطر بالجماع ووافقهم الحنابلة وزادوا عليهم المساحقة. والصحيح ان المساحقة كما اختاره جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية. ليس فيها كفارة وانما تكون الكفارة في الافطار بمفطر في رمضان كفارة الجماع فقط ثم قال ومن الغرائب ما نقله صاحب النهاية عن ابن سريج ان قول النبي صلى الله عليه واله وسلم فاكملوا خطاب للعامة وقوله فاقدروا له خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم. واغرب منه عمل صاحب من نقل كلامه والسكوت عليه. فانه لا ينبغي لاحد ان ينقل كلامه الا للرب عليه انتهى. قوله رحمه الله صاحب النهاية قصد به ابن الاثير وهو كتاب النهاية في غريب الحديث وهذا الذي ذكره ابن سريط قول باطن وتحكم في النص بلا دليل فمن اين له ان النبي صلى الله عليه وسلم خاطب العامة بقوله فاكملوا العدة وخاطب الخاصة بقوله فاقدروا له ونقل الزاهدي في ثلاثة اقوال فنقل اولا عن القاضي عبد الجبار وصاحب جامع العلوم انه لا بالاعتماد على قولهم ونقل عن ابن المقاتل انه كان يسألهم ويعتمد على قولهم ثم نقل عن شرح الصرخة وانه بعيد وعن شمس الائمة الحلواني ان الشرط في وجوب الصوم والافطار الرؤية. ولا يؤخذ فيه بقولهم ثم نقل عن مجد الائمة الترجماني انه اتفق اصحاب ابي حنيفة الا النادر والشافعي بانه لا اعتماد على امرهم انتهى قوله رحمه الله الصرخة في الضبان اثنان احدهما سكون الراء والثاني تحريكها وما ذكره المصنف نقلا عن الزاهد يأثره عن شمس الائمة الحلوان ومجد الائمة الترجمان هو الحق الذي لا نجاة فيه لان شرط وجوب الصوم والافطار هو الرؤية. ولا يؤخذ فيه بقول اهل الحساب والمنجمين نعم. وقد روى مسلم عن ابن عمر انه كان يحدث عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال انا امة نية لا نكتب ولا نحسب. الشهر هكذا وهكذا وهكذا. وعقد اللبهام في الثالثة. والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام ثلاثين. معناه ان معاشر العرب جماعة لا نكتب ولا نحسب. وليس بالحساب والكتاب كما هو فعل المنجمين والحساد. بل علمنا يتعلق برؤية الهلال فانا نراه مرة تسعا عشرين ومرة ثلاثين كما قال الشهر وهو مقيد. او هكذا الاول مشارا بها الى نسل الاصابع. وهكذا ثانيا وثالثا خبره وعقد احدى الابهامين في المرة الثالثة فصارت الجملة تسعا وعشرين ثم قال الشهر هكذا وهكذا وهكذا ولم يعقد الابهام فصارت الجملة ثلاثين كما فسر به الراوي. قوله صلى الله عليه سلم انا امة امية لا نكتب ولا نحسب هو على المعنى الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى ثم اشارته صلى الله عليه وسلم هي بيان بعد البيان الاول وصفة هذه الاشارة ان النبي صلى الله عليه وسلم اشار بيديه جميعا ثلاث مرات فصار مجموع الاشارة بها ثلاثين يوما ثم اعاد الاشارة بها مرتين كمال العشر ثم قبض الابهام من يده فصارت تسعا وعشرين قال الشيخ ابن حجر المكي انما بالغ في البيان مع الاشارة ليبطل الرجوع الى ما عليه المنجمون والحساد يدخل ما مر عن ابن شريج ومن وافقه قال اكثر ائمة قوله رحمه الله قال الشيخ ابن حجر المكي ابن حجر هذا هو احد فقهاء الشافعية من تلاميذ تلاميذ ابن حجر العسقلاني فانه اخذ عن زكريا الانصاري عن ابن حجر العسقلاني وابن حجر المكي هذا يقال له الهيثمي بالتاء فاسمه يشتبه بحافظين اثنين احدهما ابن حجر العسقلاني وهو في طبقة شيوخ شيوخه والثاني ابو الحسن علي ابن ابي بكر الهيثمي صاحب مجمع الزوائد وهو من الطبقة نفسها قال اكثر ائمتنا لا يعمل بحساب منجي وهو من يرى ان اول الشهر طلوع النجم الفلاني ولا بحساب وهو من يعرف منازل القمر وتقدير سيره. لكن لكل منهما ان يعمل بمعرفة نفسه ثم اختلفوا بان ذلك هل يريديه؟ انتهى؟ قول ابن حجر قال اكثر ائمتنا يعني ائمة الشافعية لانه من رؤوس فقهائهم وهو كما قال رحمه الله فلا يعرض عن كبير احد من الشافعية بلا فو هذا الا ما جاء عن ثلة قليلة منهم كابن سريج والسبكي والزركشي رحمهم الله وقوله مردود بلا حديث الصحاح المتقدمة نعم فان قلت فما معنى قوله تعالى وبالنجم هم يهتدون فان الله تعالى قد ذكره في معرض عز مننه الانتباه بالنجوم في علم منه ان المنجم لو حكم لو حكم بعلمه في امر الهلال صح ايضا. قلت المراد به الاهتداء في السفر وامن القبلة لا غير. وكما ذكره الامام مم كما ذكر الامام الرازي في تفسيره وغيره. قوله رحمه الله لا غير في فصاحة هذا التركيب قولان لاهل العربية والصحيح انه فصيح سائغ كما اختاره جماعة منهم ابن مالك وافصح منه ان يقال ليس غير وقوله رحمه الله ذكره الامام الرازي في تفسيره اراد به فخر الدين الرازي صاحب التفسير المشهور وهو من اهل العلم الا انه صاحب بدعة داعية اليها وقد رد عليه ابو العباس ابن تيمية الحميد رحمه الله تعالى بغير ما كتاب منها نقض تأسيس التقديس ومثل هذا لا يقال فيه امام وانما يقال العالم او نحو ذلك فانه من اهل العلم واما مرتبة الامامة فدونها خرق القتاد لان ما مرتبة الامامة حقيقتها ان يقتدى به من كل وجه. مع التقدم بالعلم والعمل ومن لطيف ما يذكر ها هنا ان شيخنا فهد ابن حميم حفظه الله كان يقرأ على شيخنا ابن باز فشرع يقرأ عليه في كتاب فقال قال الامام النووي فقال شيخ ابن باز رحمه الله تعالى ليس النووي بامام وانما هو عالم حافظ فينبغي لطالب العلم ان لا يتوسع في اطلاق الالقاب على كل من هب ودرج لا سيما الفاظ الامامة والاجتهاد والاتباع فهذه الالفاظ الشريفة انما تطلق على اناس قد بلغوا الغاية في العلم والعمل والاقتداء حتى يكونوا اهلا بان يتبعوا في كل ما يصدر منهم نعم مسألة لا عبرة لقول من قال اخبرني النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في المنام بان الليلة اول رمضان انما يظهر للرؤية قلت ذكره الخطيب في الاقناع وهو كذلك عندنا لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم علق الصوم الرؤية والاحكام لا تثبت بالمنام. لا يقال مشروعية الاذان قد ثبتت بمنام عبد الله بن زيد بن عبد ربه من الانصار صار واقره عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بانا نقول لا نسلم انها ثبتت بمجرد بل يجوز ان يقرن به الوحي ويدل عليه ويدل عليه بعض الروايات بما اخبر عمر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سبقك به الوحي. هذه المسألة اللطيفة وهي الاعتداد بالرؤى المنامية في اثبات دخول الشهر بان يرى النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بان الليلة اول رمضان او يرى رجلا صالحا فيخبره بان الليلة اول رمضان وكل ذلك لا اعتداد به. فان الرؤيا ليست من مصدر تشريع الدين ولا يعمل بها حتى في حق صاحبها كما عليه جمهور اهل العلم خلافا بوجه محكي في مذهب الشافعية وتفصيل معذور عن ابن دقيق عيد فالعمدة انما هو على الادلة التي تعبدنا بها من القرآن والسنة. واما الرؤى فلا يلتفت اليها. ومما ينبه اليه ها هنا نصحا وايضاحا ان الاغترار بالرؤى يغلب على الناس في ازمنة الفتن وهذا ثابت باستقراء التاريخ فانه لا تتزايد الرؤى ويعتد بها الناس ويعملون عليها الا حاقت بهم فتنة. وقد تكرر غير مرة هذا لمن قرأ التاريخ وعرفه ولهذا قال ابو عبد الله احمد بن حنبل المؤمن تسره الرؤيا ولا تغره فبعض الناس يغتر بظاهر رؤية رآها او رؤيت له او سمع انها رؤيت ويبدأ في العمل عليها وللشيخ حمود التويجي رحمه الله تعالى كتاب نافع ذكر في اخره التحذير من هذا ونبه على بعض الفتن العظيمة التي وقعت باخرة بسبب الاغترار بالرؤى. ولم نتعبد بحمد الله برؤية راء لا يعلم اراء رؤيا حق او امرأة حلما فحسبه من رؤى الحق نعم مسألة لا عبرة للمجربات في هذا الباب حتى لو ظهر خلافها اخذ به. فمنا ما نقله الصفوري في ندهة في في نزهة المجالس عن عجائب في نزهة المجالس عن عجائب المخلوقات عن جعفر خامس رمضان الماضي اول رمضان الاتي وقد امتحنوا في ذلك خمسين مرة وقد امتحنوا ذلك امتحنوا ذلك. وقد امتحنوا ذلك خمسين مرة فوجدوه كذلك. يعني ان اليوم الخامس من رمضان الذي مضى يكون هو اول رمضان الذي يأتي فاذا كان يوم الاحد هو خامس رمضان الذي مضى فيوم الاحد من السنة المقبلة هو اول رمضان نعم قلت وقد امتحنت ايضا فوجدته كذلك ومع ذلك لاعتماد عليه. حتى لو روي الهلال بحيث يكون اول رمضان رابع الماضي يعتبر به لتعلق الصوم بالرؤية. ومنها ما ذكره ابن عبد البر والنووي وانه قد ينقص متوالية وقد ينقص ثلاثة شهور واربعة شهور متوالية ولا ينقص اكثر من اربعة اشهر. وهذا حكم استقرائي. قال عن يعني لا تكونوا واكثر من اربعة اشهر كلها كاملة بل لابد ان يكون فيها بعدها نقص فاذا كان الشهر الرابع منها مثلا ثلاثين فان الشهر الذي يليه وهو الخامس يكون تسعة وعشرين يوما. نعم قال علي القارئ ومع ذلك الظاهر انه لو وقع خلاف ذلك يؤخذ به انتهى. وهاتان الصورتان اللتان ذكرهما المصنف رحمه الله تعالى من التجربة يفضلها جميعا ان التجربة ليست من مصادر الشرع فلا يعول بالاحكام على اثبات كي بجريان التجربة به هذا في اصل الاحكام واما فيما يرجع الى اصل ففي تصرف بعض الائمة الاحتجاج بالتجربة وفيه اشياء تؤثر عن ابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم مذكورة في مفتاح دار السعادة ولهذه المسألة مقام اخر ففيها اشكال نعم مسألة النور هي الهلال نهارا قبل طلوع الشمس يوم التاسع والعشرين من شعبان ثم شهد شاهدان برؤيته لا لرمضان يوم تقبل الشهادة ولا يعتبر حينئذ ما اشتهر منا انه اذا كان الشهر كاملا يغيب القمر ليلتين واذا كان ناقشا يغيب ليلة قلت وهو صريح مدلول الاحاديث وقد صرح به الرملي الشافعي في فتاويه. مسألة لا اعتذار ولكبر من كبر الهلال وصغره. لما روى مسلم عن ابي البختري قال خرجنا للعمرة فلما نزلنا بطن نخلة قال تراينا فقال بعض القوم هو ابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين قال فلقينا ابن عباس فقلنا انا تراين الهلال فقال بعض القوم وابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين. فقال اي ليلة اي ليلة رأيتموه؟ فقلنا ليلة كذا فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى مده للرؤية فهو لليلة رأيتموه. مراد بهذه المسألة التنبيه الى ان كبر الهلال وصغره اذا روي لا عبرة له فقد يرى ويظن انه بليلتين وهو لاول ليلة كما اتفق ها هنا كما وقع لهؤلاء القوم فقد ظنه بعضهم ليلتين ومنهم من ظن لثلاث ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى مده للرؤية فهو لليلة رأيتموه والحديث المروي بان من اشراط الساعة في اخر الزمان انتفاخ الاهلة يعني ان يرى الهلال لليلة فيقال هو لليلتين وادي ثلاث فيقال هو لي اربع وهكذا فهذا الحديث حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه سلم مسألة لو غاب القمر في الليلة الثالثة قبل غروب الشفق لا يحكم به. بان الهلال كان يوم التاسع والعشرين من شعبان بناء على ان الهلال يغيب في الليلة الثالثة عند غروب الشفق. انما الاعتذار للرؤية. فان قلت قد روى ابو داوود عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال انا اعلم الناس بهذه الصلاة صلاة العشاء الاخرة كان رسول الله صلى الله عليه وعلى عليه وسلم يصليها لسقوط القمر بثالثة. فهذا نص صريح في ان القمر يغرب في الليلة الثالثة عند غروب بسبب ما قبله. واسناد هذا الحديث جيد وهو يفيد ان القمر يغرب في الليلة الثالثة من الشهر عند غروب الشفق ويكون ذلك وقت العشاء الاخرة فمن اراد ان يعرف وقت العشاء الاخرة في وقت من الاوقات فانه ينظر الى هذه الليلة متى يغيب فيها القمر مع الشفق نعم. فقد يكون هكذا ولا تغتر بقوله كان. فانه لا على الاستمرار كما بسطه النووي في شرح صحيح مسلم في ابواب النوافل فنشكر. فنشكر هكذا ضبطت في النسخة التي طبعت ضمن مجموع رسائل المصنف وهو اظهر نعم. في ابواب النوافل فنشكر والله اعلم وعلمه احكم. قال ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى عن النووي بشرح صحيح مسلم ان كان لا تدل على الاستمرار هو احد قولي علماء الاصول وذهب بعض المحققين الى انها تفيد بالاستمرار ما لم تظهر قرينة تدفع ذلك وهذا القول هو القول الصحيح فاذا وردت كان في جملة من نصوص الشرع فانها تفيد الاستمرار كما في قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما. فهي مفيدة لدوام استمرار اتصاف الله عز وجل بهذين اثنين وما اشتمل عليه من وصف الا ان يدل دليل على خلاف ذلك. وكيف ما كان هذا الحديث فلو انه غاب القمر في الليلة الثالثة قبل غروب الشفق فان العبرة انما تكون بالرؤية كما ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى ذلك بقوله صوموا لرؤيته. نعم. قال مؤلفه غفر الله ذنوبه وستر عيوبه هذا اخر ما تيسر لي في هذا المطلب الشريف وكان الفراغ منه نهى والثلاثاء عن شهر رمضان من شهور سنة اربع وثمانين بعد الالف والمائتين. من هجرة رسول الثقلين صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وهذا اخر التقرير على هذه الرسالة النفيسة والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين