الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس التاسع عشر من دروس برنامج الدرس الواحد الثاني والكتاب المقروء فيه هو كتاب الاخلاص والنية للحافظ ابن ابي الدنيا رحمه الله وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الحافظ الزاهد المؤدب عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي يكنى بابي بكر ويعرف بابن ابي الدنيا وبه اشتهر المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في السنة الثامنة بعد المائتين المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في جمادى الاولى باربع عشرة ليلة خلت منه في سنة احدى وثمانين ومئتين وله من العمر ثلاث وسبعون سنة فرحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه ذكر غير واحد من اهل العلم يا اخي اذا كنت تحضر مع الدرس لعليك تتقدم لان السنة ان تأتي معنا جزاك الله خير ذكر غير واحد من اهل العلم هذا الكتاب في جملة تصانيف ابن ابي الدنيا باسم الاخلاص والنية وهو الاسم الذي حملته نسخته الخطية وبه طبع فغير ان هناك نقولا من الكتاب لم توجد في هذه النسخة فاما ان تكون هذه النسخة ناقصة او يكون هذا من اختلاف الروايات المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب هو باب من ابواب معاملات القلوب عظيم. وهو الاخلاص والنية بالحركات والسكنات والاقوال والافعال المقصد الثالث توضيح منهجه اعتمد المصنف رحمه الله تعالى منهج الرواية المسندة فهو يثبت المرويات باسانيده ناظما للمرفوع والموقوف في عقد واحد دون تمييز بينها ولا كلام على رتبها ورواتها ومما ينبه اليه ان الاثار والقصص المنقولة في اخبار الزهد والرقائق واحوال القلوب ومعاملاتها لا يتشدد في نقدها الا اذا كان في الخبر شيء منكر فانه يتشدد في نقده كما انه اذا ظعف فانه لا يعني اقتراحه بالكلية بل يحدث به في هذه الابواب كما عليه عمل السلف رحمهم الله تعالى ومن وجد شيئا من الاثار والقصص في هذه الابواب لا يلزمه ان يطلب اسانيدها فان اسانيد الحكايات والقصص والاثار الموقوفة والمقطوعة في ابواب الزهد والرقائق والوقائع التاريخية انما هو زينة لها كما ذكره الخطيب البغدادي في الجامع فينبغي لطالب العلم ان يفرق بين هذا المقام وبين غيره من المقامات لانه مقام جرى فيه السلف على حال هي التي اشرنا اليها بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين قال الحافظ ابن ابي الدنيا رحمه الله تعالى حدثنا ابو موسى الهروي اسحاق ابن ابراهيم قال حدثنا عمرو ابن عبد الجبار ابو معاوية السنجاري ابن اخت عبيدة ابن حسان قال حدثنا عبيدة ابن حسان عن عبد الحميد ابن ثابت ابن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا ابي عن جده قال شهدت في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مجلسا فقال طوبى للمخلصين اولئك مصابيح الهدى تنجليعة منهم كل فتنة ظلماء واسناده ضعيف جدا لا اله الا الله وما اشتمل عليه من ان اهل الاخلاص اقرب الناس الى النجاة من الفتن حق صريح بان الخلاص على قدر الاخلاص فمن اخلص لربه سبحانه وتعالى هداه الله عز وجل صراطا مستقيما فمن اخلص خلص ومن لطخ قلبه بنيات فاسدة اظلمت عليه الطريق فلم يهتدي الى الحق في الفتن المدلهمة المظلمة حدثنا داوود بن محمد انه سمع ابا عبد النبادي يقول خمس خصال بها تمام العمل الايمان بمعرفة الله ومعرفة الحق واخلاص العمل لله والعمل على السنة. واكل الحلال فان فقدت واحدة لم يرتفع العمل وذلك انك اذا عرفت تالله ولم تعرف الحق لم تنتفع واذا عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع وان عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص نعمه ما لم تنتفع وان عرفت الله وعرفت الحق واخلصت العمل ولم يكن على السنة لم تنتفع. وان تمت الاربع ولم يكن من حلال لم تنتفع فلا يكمل عمل العبد الا بتحصيل هذه الامور الخمسة فان العبد محتاج اولا الى معرفة ربه وهذه المعرفة تكون بالايمان به ومحتاج ثانيا الى معرفة امره ولا يمكنه معرفة امره الا بمعرفة الحق ومحتاج ثالثا ان يكون في كل عمل يؤديه مخلصا لله سبحانه وتعالى ومحتاج رابعا الى ان يكون عمله الذي يعمله موافقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يحتاج خامسا ليقام على هذا الطريق الى ان يخلص مطعمه من الحرام. فان للحرام اثرا في النفوس يجرها الى مهاوي الردى في الدنيا والاخرة حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا اسحاق بن سليمان قال حدثنا ابو جعفر الرازي عن الربيع ابن انس قال علامة ان الاخلاص لله وعلامة العلم خشية الله. واسناده صالح ومعنى قوله علامة الدين الاخلاص لله يعني علامة الصدق في التأله والتنسك ان يكون العبد في افعاله واقواله قاصدا وجه الله سبحانه وتعالى وتقدم ان حقيقة الاخلاص هي تصفية القلب من قصد غير الله فقولنا تصفية القلب مبني على معنى الاخلاص في اللغة فان اصل تخليص الشيء يعني تصفيته وقولنا القلب لانه محله وقولنا من قصد غير الله يعني بحيث لا يكون فيه التفات الى سوى وجه الله سبحانه وتعالى والعبد اذا اقبل بقلبه على ربه سبحانه وتعالى مخلصا في اعماله كفاه الله عز وجل وجوه الناس. ومن لطيف ما يذكر في هذا الباب بيت انشدناه شيخنا الشيخ سليمان سكيت رحمه الله تعالى رئيس قضاة حائل يقول اعمل لوجه واحد يكفيك كل الاوجه فمن عمل لوجه الله عز وجل كفاه الله عز وجل بقية الوجوه وقوله رحمه الله تعالى وعلامة العلم خشية الله يعني ان العلم ليس بكثرة المرويات ولا ازدحام المعلومات وانما بشيء يكون في القلب يوجب للعبد تعظيم الرب سبحانه وتعالى والانقياد لامره والانزجار عن نهيه فمن وجد هذا فقد وجد العلم. ومن لم يجد هذا فلم يجد العلم سئل الامام احمد رحمه الله تعالى هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم فقال نعم كان معه اصل العلم خشية الله وذكر معروف رحمه الله في مجلسه فقال بعض جلساء الامام احمد لقد كان قصير العلم فالتفت اليه ابو عبد الله رحمه الله وقال وهل يراد من العلم الا ما وصل اليه معروف وكلما ازداد العبد علما بالله وبامره ازداد خشية للرب سبحانه وتعالى ولهذا صار اهل خشية الله هم العلماء. كما قال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء وتقدم ان الخشية هي رتبة من الخوف تقترن بالعلم والمعرفة الله اليك حدثنا صهيب ابن يونس واسحاق ابن اسماعيل وغيرهما. قالوا حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن عبد العزيز ابن رفيع قال قال الحواريون لعيسى عليه السلام ما الاخلاص لله؟ قال الذي يعمل العمل لا يحب ان يحمده عليه احد من الناس اصلحوا لله قال الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس اذا عرض عليه امران احدهما للدنيا والاخر للاخرة بدأ امر الله قبل امر الدنيا واسناده صحيح الى ابي ثمامة وتقدم ان اهل العلم رحمهم الله تعالى يريدون في هذه الابواب اخبارا للاعتظاد كما جرى عليه الامام احمد في كتاب الزهد وتلميذه ابو داوود في كتاب الزهد ووكيع بن الجراح في كتاب الزهد وهناد بن السرير في كتاب الزهد ومن ها هنا اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر المروي عن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام حدثني سفيان بن وكيع قال حدثنا ابن عيينة عن عطاء ابن السائب قال بلغني ان علي ابن ابي طالب قال العمل الصالح الذي لا تريد ان يحمدك كعليه احد الا الله. واسناده ضعيف وسبق ان علمت ان من شرط العمل الصالح ان يكون خالصا لله وحقيقة الاخلاص مشتملة على هذا المعنى الذي ذكر عن علي رضي الله عنه وهو الا تريد ان يحمدك عليه احد الا الله سبحانه وتعالى حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا خلف بن تميم قال حدثنا عمرو بن الرحال الحنفي قال حدثنا العلاء النسائي قال حدثنا ابو اسحاق عن عبد عن عبد خير قال قال علي بن ابي طالب لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل معناه لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل؟ لان الله عز وجل لا يتقبل الا الاعمال التي تقرن بالتقوى كما قال الله سبحانه وتعالى انما يتقبل الله من المتقين فاذا قبل الله سبحانه وتعالى عملا ولو كان قليلا في السورة الا انه عند الله كثير. قال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما لو اعلم ان الله قبل مني ركعتين لقلت اني من اصحاب الجنة ثم تلا قول الله سبحانه الا انما يتقبل الله من المتقين ويشبه هذا ما جاء عن عبد الله ابن المبارك رحمه الله انه قال فيما رواه ابو نعيم الاصبهاني في الحلية قال من عمل كبير صغرته النية؟ وكم من عمل صغير عظمته النية فمدار الامر على اخلاص العبد في اعماله لله سبحانه وتعالى ليس على اقدارها. نعم. حدثني يعقوب اويس بن اسماعيل قال اخبرنا حبان ابن موسى قال اخبرنا عبد الله ابن المبارك قال اخبرنا ابن لهيعة حدثني ابن غزية غزية قال حدثني ابن غزية عن حملة من بعض ولد ابن مسعود قال طوبى لمن اخلص عبادته ودعاءه لله ولم يشغل قلبه ما تراه عيناه ولم ننسه ذكره ما تسمع ولم يحسن نفسه ما اعطي غيره يعني فلا يلتفت لاعماله الى غير الله عز وجل. فعيناه ترى شيئا من المخاليط لكن قلبه مشغول بخدمة في مولاه سبحانه وتعالى ولذلك قال بعض السلف كن مع الحق بلا خلق وكن مع الخلق بنا نفس ومعنى هذا يعني اذا عملت عملا لله عز وجل فافرده بالعمل ولا تلتفت الى المخاليق واذا حصلت المشاحنة بينك وبين احد من الخلق في شيء من مطالب الدنيا فكن مع هؤلاء بلا نفس فاهضم حق نفسك وهذا كقول ابي العباس ابن تيمية الحفيد العارف لا يطالب ولا يعاتب ولا يغالب يعني من كمل في قلبه معرفة الله عز وجل لم يلتفت الى هذا نعم. حدثني محمد بن الحسين قال حدثني عمار ابن عثمان الحلبي. قال حدثنا سرار العنزي قال سرار العنزي حدثنا شرار العنزي قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول الاجابة مقرونة بالاخلاص لا فرقة بينهما. ولا بأس نادي حدثني ابو محمد البزاري قال حدثنا المسيب بن واضح عن محمد بن الوليد قال مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصن يلعب به وهو يقول اللهم زوجني من الحور العين فقام عليه عمر فقال بئس الخاطب انت الا القيت الحصى واخلصت لله الدعاء واسناده صالح وفي معناه الحديث الضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبل الدعاء من قلب غافل ساه فاذا كان قلب العبد غافلا عن دعائه كان ذلك نقصا في حقيقة اقباله على الله عز وجل كهذا الداعي الذي كان يلعب به حصى ويدعو اللهم زوجني من الحور العين. فلو كمل اخلاص الدعاء في قلبه لله عز وجل لما اشتغل بهؤلاء الحصيات عن مطلوبة حدثنا ابو جعفر الكندي قال حدثنا عبد المجيد ابن عبد العزيز ابن ابي واقد عن ابيه قال قال علي ابن ابي طالب كونوا لقبول العمل اشد هما منكم بالعمل الم تسمعوا الله يقول انما يتقبل الله من المتقين. وهذا كان ديدان السلف رحمهم الله الله تعالى فقد كانوا يعملون الاعمال الصالحة ثم يلقى عليهم الهم ايقبلها الله سبحانه ام لا يقبلها؟ كما ذكر او ابن ابي رواد وغيره. وروى ابن جرير في تفسيره عند هذه الاية ان بعض صلحاء اهل الكوفة لما حضرته الوفاة جاءه بعض خلصائه يسليه ويذكر له اعماله الصالحة يعددها عليه فالتفت اليه ثم قال فاين قول الله سبحانه وتعالى انما يتقبل الله من المتقين. فهذا قيد عظيم لما وعاه السلف رحمهم الله تعالى كانت عنايتهم بامر قبول العمل اكثر من عنايتهم بعمل العمل. كما اثر عنهم انهم كانوا اذا انقضوا من صيام رمضان دعوا الله ستة اشهر ان يقبل منهم صيامهم في رمضان حدثني ابو مسلم عبد الرحمن ابن يونس قال حدثنا ابو سامة عن الاعمش قال سمعت ابراهيم يقول ان الرجل ليعمل العمل الحسن في اعين الناس او العمل لا يريد به وجه الله. فيقع له المقت والعيب عند الناس حتى يكون عيبا. وانه ليعمل العمل او الامر كرهه الناس يريد به وجه الله فيقع له ميقات والحسن عند الناس. الميقات يعني المحبة. واسناده حسن وابراهيم هو ابن يزيد النخعي والمعنى ان من تزين للناس بعمل من الاعمال كانه الله عندهم. ومن لم يلتفت الى الناس في عمله ولو شانه الناس بعمله وذموه فان الله عز وجل يصير له قبولا عندهم. لان الامر ليس بايدي الناس وانما بايدي رب الناس وكثير من الناس لا سيما في هذه الازمنة التي فتن فيها الناس بتجدد الحوادث كثير من الناس يلتفتون الى امور الاعلام ويعتنون بها عناية عظيمة وينسون ان مدار الامر كله بيد الرب سبحانه وتعالى فان الله عز وجل اذا احب عبده نادى في السماء يا جبريل اني احب فلانا فاحبه في نادي جبريل في السماء يا ملائكة الله ان الله يحب فلانا فاحبوه فيكتب له القبول في السماء ثم يكتب له القبول في الارض كما صحت بذلك الاخبار عن النبي صلى الله عليه فينبغي ان يكون اهتمام العبد بهذا الامر اعظم من اهتمامه بالدعاية لنفسه او شخصه او بلده فان الامر كله بصدق الاقبال على الله سبحانه وتعالى كما سيأتي في اثر محمد ابن واسع التالي. نعم. حدثنا داوود ابن عمرو قال حدثنا ابو شهاب عن ليث عن محمد ابن واسع قال اذا اقبل العبد الى الله اقبل الله بقلوب العباد اليه واسناده صالح وفيه تقرير المعنى المتقدم ان العبد اذا اقبل بقلبه على الرب سبحانه وتعالى فان الله سبحانه وتعالى يقبل بقلوب الخلائق اليه. ويكفيه الله سبحانه وتعالى وجوه الناس حدثنا عبد الملك ابن ابن ابراهيم قال حدثنا سعيد ابن عامر عن حزم القطعي عن عبد الملك ابن عتاب التي قال رأيت عامر ابن عبدك بيت في النوم فقلت اي الاعمال وجدت افضل؟ قال ما اريد به وجه الله حدثنا محمد بن بشير قال حدثنا عبدالرحمن بن جرير قال سمعت ابا حازم يقول عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر واذا العبد على ترك الاثام اتته الفتوح ضعيف وفيه ما يستنكر فان تصحيح الظمائر وحده لا يكفي في مغفرة الكبائر وقوله واذا عزم العبد على ترك الاثام اتته الفتوح يعني جاءه العون من الرب سبحانه وتعالى حدثنا الهيثم ابن خارجة قال حدثنا عبد ربه ابن عبد الله الفلسطيني عن مولى لابن محيريد قال دخلت مع ابن محيريد حانوت ليشتري منه متاعا فرفع في الثوم ولم يعرف. فاشرت اليه انه ابن محيري فقال اخرج انما نشتري باموالنا لا ادياننا وقد كانوا رحمهم الله تعالى يكرهون ان يختصوا عن الناس بشيء لاجل ما هم عليه من الديانة. ولهذا كانوا يزدحمون مع في الموقف في عرفات لا يشار الى احد منهم دون الناس باشارة يتميز بها وعظم تحذيرهم من لباس الشهرة ومشية الشهرة حتى لا ينفرد المرء عن غيره فيكون في ذلك عطب له فكم من امرئ ابتدأ شيئا لا على ارادة الشهرة فما زال يتمادى به حتى جره الى الشر. حدثني ابو هاشم قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا المضاء ابن عيسى قال حدثنا المضاء ابن عيسى الدمشقي قال مر سليمان الخواف ابراهيم ابن ادهم وهو عند قوم قد اضافوه واكرموه. فقال نعم الشيء هذا يا ابا ابراهيم ان لم يكن تكرمة دين وهو في معنى الذي تقدم كانه انكر عليه ذلك ان كان امر رعايته مبني لاجل دينه فقد كانوا يكرهون كما تقدم ان يختصوا وعن الناس بشيء حدثنا يعقوب بن اسماعيل قال حدثنا حبان بن موسى قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا الاوزاعي عن يحيى ابن ابي كثير قال يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا. فاذا انتهى الى ربه قال اجعلوه في سجين. فاني لم ارد بهذا حدثنا يعقوب واخبر قال اخبرنا حبان قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا ابن ابي مريم الغساني عن ضمرة ابن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة يرفعون عمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به يبذرونه ويزدحون فيكفرونه ويزكونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه. فيوحي اليهم انكم حفظة على عمل عبدي. وانا رقيب على ففي نفسه ان عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين. قال ويصعدون بعمل العبد من عباد الله يستلقونه ويحترقون يستقلونه ويحتقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله رقيب على ما في نفسه فضاعفوه له واجعلوه في عليين قال ابن ابي الدنيا بلغني عن ابن جميل قال سمعت عبدة بن سليمان يقول حدثنا محمد بن ابي بن ابي منصور ان عابدا في بني اسرائيل عبد الله في ثرب عبد الله في ثرب اربعين سنة. بالتحريف يعني المسلك الخفي في الارض فكانت الملائكة ترفع عمله الى السماء فلا يقبل فقالت الملائكة وعزتك ربنا ما رفعنا اليك الا خفاء. قال اصدقتم ملائكتي ولكنه يحب ان يعرف مكانه. وهذا نوع اشار اليه جماعة من اهل العلم. منهم ابو عبد ابن القيم رحمه الله تعالى ان العبد يعمل العمل في سر لكنه يحب في نفسه ان يعرف الناس مكانه فهو اذا قام شيئا من الليل احب ان يذكره الناس به ولو كان منفردا. واذا تصدق بصدقة اخفاها احب ان يظهرها الناس فمثل هذا حاله كحال هذا العابد لانه بمنزلة من رأى بعمله لكن رياءه ليس حقيقيا وانما حكمي اذ له حكم الرياء. حدثني يعقوب بن اسماعيل قال اخبرنا حبان ابن موسى قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا رشدين ابن سعد عن شراحيل ابن يزيد عن عبيد ابن عمرو انه سمع فضالة ابن عبيد يقول لان نكون اعلم ان الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل احب الي من الدنيا وما فيها لان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين. واسناد صالح حدثني عن المراد بالاسناد الصالح هو الاسناد الذي يحجم الناقد عن وصفه بالحسن. فينزله الى رتبة ادنى منه وهي حكمه عليه بانه اسناد صالح فهو مرتفع عن الضعف ارتفاعا يسيرا. الله حدثني عبد الرحيم بن بحر قال حدثنا عثمان بن عمارة عن اسماعيل ابن كثير السليمي قال قيل لعطاء السليمي ما الحذر؟ قال الاتقاء على العمل الا يكون لله حدثنا محمد بن علي بن شقيق قال حدثنا ابراهيم ذو الاشعث عن فضيل ابن عياض ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا والخالص اذا كان لله والصواب اذا كان على السنة. واسناده لا بأس به. وقد افاض في شرح هذا الاثر ابو العباس ابن تيمية الحديث في مواضع من كتبه ثم تلميذه ابن القيم ثم حفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى في جامع في علوم والحكم وغيره. وهو اثر عظيم اذ بين فيه الفضيل ابن عياض حقيقة احسان العمل. وهو ان يبنى على ركنين اثنين احدهما ان يكون العمل خالصا بان يكون مصروفا لله وحده لا شريك له. والثاني ان يكون صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بدعة فيه حدثنا ابو محمد القاسم ابن هشام السمسار قال حدثنا الحسن ابن قتيبة قال حدثنا محمد ابن اسحاق عن محمد ابن علي قال قال علي ابن ابي لطالب من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة. ومن كان باطنه ارجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة حدثني عبدالرحمن بن صالح قال حدثني المحاربي عن سفيان علي ان العبرة يوم القيامة ليست باوزان الابدان وانما باوزان بحقائق الاعمال والقلوب. ولهذا ثقل ابن مسعود رضي الله عنه في الميزان مع دقة ساقيه كما روى الامام احمد بسند حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتضحكون من دقة ساق ابن ام عبد؟ والله انهما في الميزان اثقل من جبل احد فثقل رضي الله عنه في الميزان مع خفة جسده لما كان عليه من الاعمال الصالحة في باطنه التي ثقل بها باطنه فثقلت ميزانه حدثني عبد الرحمن بن صالح قال حدثني المحاربي عن سفيان عن زبيد قال من كان سريرته افضل من علانيته فذلك الفضل ومن كانت سريرته مثل علانيته فذلك النصف. ومن كانت فذلك النصف ومن كان سريرته دون علانيته فذلك الجور. واسناده حسن وقد بين زبيد اليامي رضي الله عنه ورحمه حال المرء مع سريرته وعلانيته فذكر ان حظ المرء منهما على مراتب ثلاث المرتبة الاولى مرتبة الفضل وهو ان تكون سريرتك افضل من علانيتك. فاذا كانت داخلة في خفائه اكمل واتم كان ذلك الفضل المحض. والمرتبة الثانية مرتبة النصب وهو العدل وهو ان تستوي السريرة والعلانية. والمرتبة الثالثة هي مرتبة الجور والظلم. وهي ان تكون السريرة دون العلانية وهذا هو خشوع النفاق الذي كان السلف رحمهم الله تعالى يستعيذون بالله عز وجل منه فيقولون ثم انا نعوذ بك من خشوع النفاق يرى الجسد خاشعا والقلب لا ينساه قال الحافظ ابن ابي الدنيا رحمه الله تعالى حدثنا عبد الرحمن ابن صالح قال حدثنا الحسين ابن علي الجعفي عن معكر ابن عبيد الله الجزري قال كانت العلماء اذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات واذا غابوا كتب بها بعضهم الى بعض انه من اصلح سريرته اصلح الله على نيته ومن اصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس. ومن اهتم بامر اخرته كفاه الله امر دنياه واسناده حسن وهو اثر عظيم. فيه فائدتان اثنتان اولاهما ان من اصلح سيرته اصلح الله علانيته. ومن اصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس. ومن اهتم بامر اخرته كفاه الله امر دنياه. وثانيهما عظيم عناية العلماء بتلقي هذه الكلمات والوصية بها وكتابة بعضهم الى بعض بها قياما بما امر الله عز وجل به من التواصي بالحق فان من صفات المؤمن انهم يتواصون بينه بالحق كما ذكر الله عز وجل ذلك عنهم في سورة العصر واحظ الناس بالتشبه بالعلماء هم طلبة العلم فمن الادب اللازم بين طلبة العلم ان يتناصحوا وان يتواصوا بالخير وان يحث بعضهم بعضا واذا رأى احدهم من اخيه همة او زلة بادر الى اصلاحها مع سترها. واذا رأيت طلاب العلم يتناقرون تناقر الديكة واذا رأى احدهم من اخيه زلة اشاعها واذاعها فاعلم انهم لا يفلحون وانما حرم اكثر الناس في هذه الازمان العلوم الشرعية والطريقة السنية المرظية لان نفوسهم بمعزل عن هذه الاخلاق الشريفة التي كان عليها السلف رحمهم الله تعالى فينبغي لطالب العلم ان يجاهد نفسه في هذا فان الامر شديد ان الحسد قد بيع في الاسواق كما قال بعض الظرفاء فاشتراه العلماء والمعنى ان جريان التحاسد والتقاطع والتنافر يكون كثيرا بين المنتسبين الى العلم. لكن هؤلاء ليسوا هم طلبة العلم والعلماء على الحقيقة. وان انما هم الواقفون مع صورة العلم لا حقيقته كما ذكر ذلك ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد الخاطر حدثني سريج بن يونس قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن بلال بن سعد قال لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في سريرة واسناده صحيح وبلال بن سعد من اعيان الصالحين وله وصايا نفيسة اورد كثيرا منها الحافظ النسائي في السنن الكبرى في كتاب المواعظ وهذا الكتاب من السنن الكبرى لم يوجد لكن تجد هذه الاثار في اخر تحفة الاشراف حيث اوردها نقلا عن بلال بن سعد في ابواب المراسيل والموقوفات. ومعنى قوله رحمه الله تعالى لا تكن وليا لله في العلانية تظهر موالاة الله عز وجل باقامة الطاعات والاستكثار من الحسنات. فاذا خلوت في سريرتك فبارزت الله عز وجل بالمحاربة بمواقعة المعاصي والاستكثار من السيئات ولا يكون الولي وليا حتى تكون علانيته وسره لله جميعا. حدثني بشر بن معاذ عن شيخ من قريش قال قال عمر بن عبدالعزيز يا معشر المستترين اعلموا ان عند الله مسألة فاضحة. قال تعالى فوربك لنسألنهم عما كانوا يعملون. وهذا اعظم واعظ ينبغي ان يعظ المرء به نفسه فانه ان ستر خلته عن المخاليط فانها لا تستر يوم يكشف الحساب. ويوضع الميزان وتظهر الخفيات وتنجلي الامور الغبيات فينبغي للعبد ان يكون التفاته الى هذا المعنى اعظم من غيره ولابيه محمد ابن حزم في كتابه الاخلاقي والسير ومداواة النفوس كلام نافع في هذا المعنى وحدثني سعيد حدثنا الوليد عن الاوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول لا تكن ذا وجهين وذا لسانين تظهر احمدوك وقلبك فاجر واسناده صحيح حدثني محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا ابو اسامة عن الربيع قال وعظ الحسن يوما فانتحب رجل فقال الحسن الله يوم القيامة ما اردت بهذا يعني انت صادق فيه ام كاذب؟ ولهذا كان السلف رحمهم الله تعالى يخفون بكائهم وخشيتهم كما سيأتي في بعض الاثار عن ايوب وغيره حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن ابراهيم بن الاشعة عن فضيل بن عياض قال سمعته يقول خير العمل يخفاه من الشيطان وابعده من الرياء. ولا بأس باسناده وفيه فضيلة اخفاء العمل لاجل امرين اثنين اولهما ان في ذلك منعة من الشيطان فان الشيطان لا يتسلط على الانسان في الاعمال الخفية وانما يتسلط عليه في اعمال العلن وثانيهما انه ابعد عن الرياء. فان اصل طلب الرياء طلب رؤية الناس ان يروه فيحمدوه اما اذا كان المرء خاليا بنفسه فانه لا يتطلع الى نظر الناس حدثني مهدي بن حفص قال حدثنا إسماعيل ابن عياش عن مطعم ابن المبدام الصنعاني عن عنبسة ابن سعيد عن مطعم ابن النقدان الصنعاني عن عنبسة ابن سعيد الكلاعي الفلعي عن عنبتة ابن سعيد الكلاعي عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت على وعدل عن الناس شره. واسناده ضعيف حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن عاصم قال كان ابو وائل ذا خلا بكى فسمعته يقول اذا فسجد رب ارحمني ربي اعفو عني ربي ان تعفو عني تعفو طولا من قبلك وان تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق قال ثم يشيدك اشد نشيد الثكلى. ولو جعلت له ينسي فعل نعم قال ثم ينشد كاشد نشيج الثكلى ولو جعلت له الدنيا على ان يبكي واحد يراه لم يفعل واسناده حسن وفيه المعنى الذي سبق ذكره من انهم كانوا رحمهم الله تعالى يخفون بكاءهم لئلا يكون من تزين بعضهم ببعض حدثني عبد الرحمن ابن صالح قال حدثنا عبيدة ابن حميد عن منصور عن هلال ابن يتاف قال حدثوا ان عيسى ابن مريم كان يقول اذا كان يوم صوم احدكم فليدهن لحيته بدهن ويمسح شفتيه حتى يرى الناس انه ليس بصائم. واذا اعطي شيئا بيمينه فليخفه من شماله. واذا صلى في بيته فليلق عليه سترة. فان الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق واسناده حسن لكنه من الاخبار الاسرائيلية ويشهد لقوله واذا اعطى شيئا بيمينه فليخفيها من شماله ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. فذكر منهم ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق ويمينه حدثني عصمة ابن الفضل قال حدثنا يحيى ابن يحيى عن داوود ابن المغيرة قال سمعت ابا حازم يقول السر املك بالعلانية من العلانية بالسر والفعل املك بالقول من القول والفعل يعني ان من صلح سره صلحت علانيته. ومن ظهر صدقه في فعله استبان صدقه في قوله حدثنا الحسن ابن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال بكى رجل الى جنب الحسن فقال قد كان احدهم يبكي الى جنب صاحبه فما يعلم حدثني محمد ابن يحيى ابن ابي حاتم قال اخبرنا يحيى ابن حريث العبدي عن يوسف بن عطية عن محمد ابن واسع قال لقد ادركت رجالا كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته. والله لقد ادركت رجال كان احدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خده. لا يشعر الذي الى جنبه حدثنا عبيد الله بن عمرو الجشمي قال حدثنا جعفر عن ابي التياح قال ان كان الرجل يتعبد عشرين سنة وما يعلم به جاره حدثني خالد بن خداش قال حدثني مالك بن انس عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله قال كان لا يعرف البر في عمر ولا ابن عمر حتى يقولا او يعملا. واسناده صحيح حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا هشام عن الحسن قال ان كان الرجل ليتعبد عشرين سنة ما اعلم به جاره. قال حماد ولعل احدكم يصلي ليلة او بعض ليلة فيصبح وقد طال على جاره. يعني قد استطال بعمل على جاره فهو يعجب بهذا العمل. قال ابن القيم رحمه الله تعالى انين المذنبين احب الى الله عز وجل من زجل المغترين والمعنى ان اظهار العبد للافتقار والاسف عند صدور الذنب منه ارفع رتبة واحب الى ربنا عز وجل لما فيه من اظهار والفقر اليه ممن يفتخر بما قدم من عمل ويغتر حدثنا خالد بن خداش وعبيد الله ابن عمر قال حدثنا حماد بن زيد عن يونس بن عبيد عن الحسن قال ان كان الرجل ليجتمع اليه القوم ويجتمعون يتذاكرون فتجيء الرجل عبرته فيردها. ثم تجيء فيردها ثم تجيء فتردها فاذا خشي ان يفلت قام. حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا حماد بن زيد قال بكى ايوب مرة فاخذنا بقوا بقوا بقه يعني كلامه يعني انه تكلم بكلام كثير حتى يعمي عليهم فقال ان هذه الزكمة ربما عرضت وبكى مرة اخرى فاستبنى بكاه. فقال ان الشيخ اذا كبر مج يعني ظهر لنا بكاء فقال حينئذ ان الشيخ اذا كبر مد يعني استرخت اعضاءه فلا يمكنه ضبطها لانه يعني ان ان هذا البكاء صدر منه من غير سبب معتد به رحمه الله تعالى. وانما مراده هضم نفسه حدثني يعقوب اسماعيل قال حدثنا احباء ابن موسى قال حدثنا عبد الله ابن مبارك قال اخبرني رجل عن ابي السليل انه كان يحدث او فيأتيه البكاء في صرفه الى الضحك. واسناده صحيح حدثني يعقوب قال اخبرنا حبان وقال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا المعتمر عن كهمس ابن الحسن عن بعض اصحابه ان رجلا تنفس عند عمر كانه يتحازن فلكزه عمر او قال لك ماه؟ قوله كانه يتحازن يعني يظهر الحزن حدثنا محمد ابن علي ابن الحسن يعني ابراهيم ابن الاشعث قال سمعت ابا عاصم الرملي عن رجل عن الحسن انه حدث يوما او وعظ فتنفس في مجلس رجل فقال الحسن ان كان لله فقد شهرت نفسك وان كان لغير الله هلكت حدثنا خالد بن خداش وعبيد الله ابن عمر قال حدثنا حماد ابن زيد عن يونس عن الحسن قال ان كان الرجل ليكون عنده الزور فيصل ان كان الرجل لا يكون عنده الزور فيصلي الصلاة الطويلة او الكثيرة من الليل ما يعلم بها زوره واسناده صحيح والزور هم الضيوف الذين يزورون الرجل حدثنا خالد وعبيد الله قال حدثنا حماد عيون عن الحسن قال ان كان الرجل لتكون له الساعة يخلو فيها فيصلي فيوصيها فيقول ان جاء احد يطلبني فقولوا هو في حاجة له هدد واسناده صحيح ايضا هددني احمد ابن ابراهيم ابن كثير قال حدثنا عبد المؤمن ابو عبد الله قال كان لحسان قوله رحمه الله تعالى فقولوا هو في حاجة له يعني في طلب رحمة الله سبحانه وتعالى حدثني احمد ابن ابراهيم ابن كثير قال حدثنا عبد المؤمن ابو عبد الله قال كان لحسان ابن ابي سنانة في حانوته ستر فكان يخرج سلة الحساب وينشر حسابه ويصعد غلاما على الباب ويقول اذا رأيت رجلا قد اقبل ترى انه يريدني فاخبرني ثم يقوم فيصلي فاذا جاء رجل اخبره الغلام فيجلس كانه على الحساب حدثني احمد ابن ابراهيم قال حدثني ابو محمد يعني عبد الله ابن عيسى قال اخبرني ابي قال كان حسان ابن ابي سنان يحضر مسجدا مالك بن دينار فاذا تكلم مالك بكى حسان حتى يسيل ما بين يديه لا يسمع له صوت. واسناده لا بأس به وحدثنا احمد قال حدثني ابو محمد قال حدثنا محمد ابن عبد الله الزرادي قال ربما اشترى حسانون بسنان اهل بيت الرجل وعياله ثم جميعا ثم لا يتعرف اليهم ولا يعلمهم من هو واسناده صحيح حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثني اسناده ضعيف ناده ضعيف نعم حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثني شبابة ابن سوار قال اخبرني ابو الطيب موسى ابن يسار قال صحبت محمد ابن واسع من مكة الى البصرة كان الليل اجمع يصلي في المحمل جالسا يؤمن برأسه ماء وكان يأمر الحادي ان يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يفطن له. واسناده صحيح قال ابن ابي الدنيا حدثني ابي قال اخبرنا عبد العزيز قال حدثنا عمران بن خالد قال سمعت محمد بن واسع قال ان كان الرجل تبكي عشرين سنة ومعه امرأته ما تعلم به. حدثنا عاصم بن عامر بن علي قال حدثنا ابي عن عبد ربه ابن ابي هلال عن ميمون ابن لمهران قال تكلم عمر ابن عبد العزيز ذات يوم وعنده رهط من اخوانه فصح له منطق وموعظة حسنة فنظر الى رجل من جلسائه وهو يحذف دمعته. فقطع دمعته فقلت له يا امير المؤمنين امض في منطقك فاني ارجو ان يمن الله على فمن سمعه او بلغه؟ قال اليك عني فان في القول فتنة والفعال اولى بالمؤمن من القول. ولهذا كان السلف رحمهم الله الله تعالى اذا تكلم احدهم بكلام نظر اليه في نفسه بعين الحسن قطعه لئلا يغتر بكلامه دون فعله حدثنا محمد ابن يزيد قال حدثنا مصعب ابن المقدام قال حدثنا داوود نصير عن الاعمش عن ابن عون عن ابراهيم قال كانوا يكرهون اذا اجتمعوا وان يظهر الرجل احسن ما عنده. واسناده حسن وابراهيم هو ابن يزيد النخعي واذا وقع في كلام ابراهيم كانوا يكرهون فهو يريد اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه كعلقمة ابن قيس ومسروق ابن الاشجع والاسود بن يزيد. نص على هذا جماعة منهم العراقي رحمه الله وامام الدعوة في كتاب التوحيد هو الشيخ سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد في باب ما جاء في الرقى والتمائم حدثني احمد ابن ابراهيم قال حدثني احمد ابن عبد الله ابن يونس قال حدثنا فضيل عن السري ابن يحيى ان عمر ابن عبد العزيز خطب فحمد الله ثم العبرة ثم قال يا ايها الناس اصلحوا اخرتكم يصلح يصلح الله ويكم دنياكم واصلحوا سرائركم يصلح الله لكم علانية والله ان عبدا ليس بينه وبين ادم اب له الا قد مات لمع لما عرق له في الموت كما يقال لا معركة في الكرم اي له عرق في ذلك لا محالة. واسناده صحيح حدثني اسحاق ابن اسماعيل قال حدثني جرير عن ليث عن ابي العالية قال اجتمع الي اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا يا ابا العالية لا تعمل عملا تريد به غير الله فتجعل الله ثوابك على من اردت. ويا ابا العالية لا تتكل على غير الله فيكلك الله الى من توكلت عليه حدثنا عبدالرحمن بن واكد قال حدثنا ضمرة عن رجاء ابن ابي سلمة عن عبد الله ابن ابي نعيم عن ابن محيرز ان عمر ابن الخطاب دعي الى وليمان فهمنا اكل وخرج قال وددت اني لم احضر هذا الطعام. قيل له لم يا امير المؤمنين؟ قال اني اظن صاحبكم لم يعمله الا رياء وهذا اخر التقرير على كتاب الاخلاص والنية للحافظ بن ابي الدنيا رحمه الله تعالى. وليحرص طالب العلم على ان يكون في مقروءاته على شيوخه ومطالعاته بنفسه النظر في كتب السلف رحمهم الله المصنفة في الزهد والرقائق فان انتفاعه بها عظيم واذا قطع المرء نفسه عن هذه الكتب فانه يضر بقلبه فان العلم بنفسه اذا سلب الخشية رجع على قلب صاحبه بالقسوة بخلاف العلم المقترن بخشية الله عز وجل وخوفه وتعظيمه. وكان دأب وعلماء الدعوة الاصلاحية في نجد اقرأوا كتب الزهد ولا سيما كتاب الزهد للامام احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى ولو عرضت هذا على كثير من طلبة العلم اليوم لرأوا ان في هذا اشتغالا بامور واضحة بينة وكل هذا من الغفلة عن اعمال القلوب كما سبق بيانه مطولا في درس التحفة العراقية في الاعمال القلبية. نسأل الله ان يرزقنا جميعا البواطن والظواهر وان يكمل لنا السرائر والعلانية وان يجعلنا من عباده المخلصين المخلصين وان يتولانا بالصالحين. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد. واله وصحبه اجمعين