السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس السادس والعشرون من برنامج الدرس الواحد الخامس والكتاب المقروء فيه هو حاشية العقيدة الواسطية للعلامة ابن مانع رحمه الله تعالى وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة محمد بن عبدالعزيز ابن محمد التميمي يكنى بابي عبد الله ويعرف بابن مانع وبمكنسة المذهب من سعة اطلاعه على طلوع الفقه في مذهب الامام احمد المقصد الثاني تاريخ مولده ولد رحمه الله على رأس القرن سنة ثلاثمئة بعد الالف المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في السابع عشر من شهر رجب سنة خمس وثمانين بعد الثلاث مئة والالف وله من العمر خمس وثمانون سنة فرحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه طبع هذا الكتاب قديما كحواس للعقيدة الواسطية من غير اثبات اسم لهذه الحواشي وكان ذلك في حياة المصنف رحمه الله ثم اعيد طبعه حديثا واختار ناشره تسميته باسم قاسية العلامة محمد ابن عبد العزيز ابن مانع على العقيدة الواسطية والذي تدل عليه عبارات المصنف في اثناء الكتاب هو ان يسمى اواسي العقيدة الواسطية المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب هو تعليقات من رأس القلم على وجه الاختصار على امهات المسائل المحتاجة للتعليق من كتاب العقيدة الوسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى المقصد الثالث توضيح منهجه علق المصنف رحمه الله تعالى على جمل العقيدة الواسطية المتقدم ذكرها متابعا الوضع الذي الفت عليه وتميز تعليقه الذي علقه بحسن الاختيار وجودة الانتخاب فيما يبتدئه قائلا وما يذكره ناقلا وازدانت حواشيه بما عرفت غلبته على المصنف رحمه الله من العناية بالنقل عن المنظومات العلمية ومن جملتها مما لا يوجد عند غيره الابيات المنتخبة من نظم العقيدة الواسطية لابن عدوان احد علماء نجد احد منكم يعرف نسخة النظم بن عدوان في نسخة نادرة ليذهب يأتي بها ان شاء الله تعالى. توجد نسخة من هذا النظم لا اعلم لها ثانية في العالم موجودة مخطوطة في مكتبة الاسكندرية العامة الذي يذهب الى هذه المكتبة يصور هذه المخطوبة جزاه الله خير افيدنا بها لكنها موجودة هناك قطعا فقد رأيتها في الفهارس التي انتخبتها منها نعم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. قال العلامة ابن مانع رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته ووفق من اراد سعادته لطاعته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله اما بعد فان العقيدة الواسطية تأليف شيخ الاسلام ابنة ابن تيمية التي الفها اجابة لطلب القاضي ربه الدين من احسن ما الفه الائمة في بيان معتقد اهل السنة فليس في يد الطلبة اليوم احسن منها ولا مثلها فانه رحمه الله بين فيها القول الحق في في مسألة القرآن وانه كلام الله منزل غير مخلوق. وان الفاظه وحروفه ومعاني ومعانيه عين كلام الله وان الله يتكلم بمشيئته وارادته كما انه رحمه الله بين القول الصحيح في وجوب اثبات الصفات الالهية استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه ونزوله الى السماء الدنيا كل ليلة ومجيئه يوم القيامة ونظر المؤمنين اليه سبحانه في عرصات القيامة وبعد دخولهم الجنة ووضح معنى قرب الله من عباده ومعنى كونه معهم اينما كانوا وبين ان ذلك كله حق ثابت على ما يليق بعظمة الله تعالى وذكر قول اهل الحق في الايمان بالقدر ورد قول المعتزلة والجبرية وبين اصول اهل السنة التي بنوا عليها عقائدهم واعمالهم الى غير ذلك من قواعد العقائد المؤيدة بنصوص الكتاب والسنة واجماع سلف الامة. فهي جزيرة بالاعتناء بها تحفظا ودرسا ومطالاتا فلهذا علقت عليها حواس تغسل مجملها وتوضح مشكلها وتسهل فهمها لقرائها. وقد امتازت هذه الاخيرة بزيادات لم توجد في الطبعات التي قبلها لا سيما ما ذكرناه من نظم عبدالعزيز بن عدوان النجدي احد علماء رحمه الله تعالى فانه نظم هذه العقيدة من الطويل جزاه الله خيرا واتعبه الجنة بمنه تعالى وكرمه وسنة همة الفاضل النزي بشيء عمر عبد الجبار بطبعها فجزاه الله خيرا. ووفقه لنشر امثالها من مؤلفات اهل السنة والجماعة. الذين هم فرقة ناجية الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الى يوم القيامة. كما اخبر به النبي الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. قاله وبلسانه وكتبه ببنانه محمد بن عبد العزيز بن مانع. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا منشأ تأليف العقيدة الواسطية وهو ان ابا العباس ابن تيمية الفها اجابة لطلب القاضي قضي الدين الواسطي احد قضاة الشافعية الذي اتفق خروجه للحج مارا بالشام فلقي شيخ الاسلام وسأله ان يكتب له عقيدة يتخذها هو واهل بيته نبراسا ومشعل هداية فكتب له شيخ الاسلام بعد الحاح القاضي رضي الدين الواصبي كتب له هذه العقيدة بعد صلاة العصر واشتهرت نسبتها بالواسطية نسبة الى القاضي المذكور ووقع ثناء العلماء عليها فهي معتقد سلفي جيد كما ذكر ذلك الذهبي وابن كثير وابن رجب ممن نقلنا كلامهم في درس التعليقات على العقيدة الواسطية للعلامة ابن عثيمين وهو احد دروس برنامج اليوم الواحد وبين رحمه الله تعالى وجوه ما استجاده فيها من بيان جملة من مهمات الاعتقاد وقواعده المؤيدة بنصوص الكتاب والسنة واجماع سلفي الامة وان هذه العقيدة لذلك جديرة بالاعتناء تحفظا ودرسا ومطالعة ومن هنا عظمت عناية علماء قطرنا باقراء هذه العقيدة لما امتازت به من جمع النصوص الشرعية من القرآن والسنة في ابواب الاعتقاد بحيث كان ما ذكر فيها من الدلائل اضعاف اضعاف ما تكلم به نصنفها رحمه الله تعالى فلهذا علق عليها العلامة ابن مانع هذه الحواشي تفصل مجملها وتوضح مشكلها وتسهل فهمها لقرائها وازدانت هذه الحواشي كما سبق لما اختاره رحمه الله تعالى من نظم عبدالعزيز بن عدوان النجدي لهذه العقيدة الواسطية نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا قوله بسم الله الجر والمجرور متعلقان بمحذوف والمختار كونه فعلا خاص متأخرا والتقدير اؤلف حال كوني مستعير بذكر الله متبركا به ولفظ الجلالة دال على الصفة القائمة به تعالى وهي الالهية. قال ابن عباس الله ذو الذو الالهية والعبودية على خلقه اجمعين ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مسائل البسملة ما اشتهر في تعيين متعلق الجازي والمجرور فان اهل العلم اختلفوا فيه على اقوال اصحها ما اختاره ابو عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد وتبعه المصنف هنا ان المختار هو كونه فعلا خاصا متأخرا فالمتعلق بالجار والمجرور موصوف هنا بثلاث صفات اولها كونه فعلا لان الاصل في الاعمال الفعل والثاني كونه خاصا ليناسب المحل والمحل هنا التصنيف والتأليف فينبغي ان يقدر اؤلف والثالث كونه متأخرا تعظيما بسم الله سبحانه وتعالى وتحقيقا لاختصاص الاستعانة به فتقدير الكلام حينئذ يكون بسم الله اؤلف وهذا التقدير هو الذي ذكره المصنف مشروحا لا ملفوظا بقوله اؤلف حال كوني مستعينا بذكر الله متبركا به والا فان التقدير على هذا التحقيق هو ان يكون بسم الله مؤلف ثم ذكر رحمه الله تعالى ان لفظ الجلالة دال على الصفة القائمة به تعالى وهي الالهية وذكر اثرا مشهورا عن ابن عباس اخرجه ابن جرير وغيره باسناد ضعيف عنه انه قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين الا ان هذا الاثر مقطوع بمعناه فان كل اسم من اسماء ربنا عز وجل دال على اذا والصفة التي ضمنها اسم الله هو الالوهية فيكون الله عز وجل ذو الالهية والعبودية على خلقه اجمعين وسبق ان بينا ان تعبير المتأخرين كثيرا عن اسم الله بقولهم ولفظ الجلالة بانه متعقب من اوجه عدة ليس هذا محل بيانها واستصوبنا ما جاء في القرآن الكريم من تسميته بالاسم الاحسن لان الله عز وجل قال ولله الاسماء الحسنى فاذا اريد الاشارة الى واحد منها فيقال فيها الاسم الاحسن ويذكر ذلك الاثم فكان الاولى بالمصنف ان يقول والاسم الاحسن دال على الصفة القائمة اشارة الى اسم الله سبحانه وتعالى نعم وقوله الرحمن الرحيم صفتان لله فالرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه فالرحيم ادل على تعلقها بالمرحوم يظهر ذلك بتأمل قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما قوله رحمه الله تعالى الرحمن الرحيم صفتان لله يعني باعتبار الوضع اللغوي لا باعتبار الحقيقة الشرعية فان الوضع اللغوي يقتضي كونهما من جملة الوصف اذ الرحمن والرحيم صفة من صفات الرب باعتبار وضع العرب في لسانهم لمجيئهما على وصف المبالغة. فالاول على زنة زعلان والثاني على زنة فعيل واما باعتبار الحقيقة الشرعية فانهما يذكران بكونهما من اسماء الله فكلام المصنف صحيح لكن باعتبار الوضع اللغوي واما باعتبار الحقيقة الشرعية فالحقيقة الشرعية فرقت بين الاسماء والصفات فاشير الى الاسماء بمثل قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى واشير الى الصفات بمثل قوله تعالى ولله المثل الاعلى اي الوصف الاعلى كما فسره به ابن عباس واختاره ابن القيم واذا علم هذا وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى فرقا بين هذين الاسنين تبع فيه ما ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد وهو ان الرحمن دال على صفة الرحمة حال تعلقها بالرب سبحانه وتعالى وهذا معنى على الصفة القائمة به سبحانه يعني بالنظر الى صفة الرحمة على تعلقها به عز وجل والرحيم اسم دال على صفة الرحمة حال تعلقها بالمرحومين ولذلك اذا ذكر اسم الرحيم وقع في سياق دال على التعلق بالمرحومين كما قال الله عز وجل وكان بالمؤمنين رحيما وقال تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم في اية اخر لا تخرج عن هذا المعنى وهذا الفرق الذي اختاره ابن القيم ثم تبعه جماعة من اهل العلم منهم المصنف هو الذي يدل عليه تتبع اللفظ القرآني للرحمن والرحيم. نعم قوله الحمد لله والحمد نقي بالدم وهو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية والشكر لا يكون الا على المتعدية ويكون باللسان والجلال والاركان كما قال الشاعر افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجب ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تعريف الحمد ففسره بما اشتهر عند المتأخرين بانه الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية وسبق ان ذكرنا ان هذا التعريف المشهور مخالف لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة من ان الحمد لا يقابل الثناء فان في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى علي عبدي فجعل الثناء خبرا على قراءته الرحمن الرحيم وليس خبرا عن قوله الحمد لله رب العالمين فالصحيح ان الحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه كما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في بدائع الفوائد واما الثناء فهو تكرار المحامد فاذا كررت المحامد قيل ان ذلك ثناء ولهذا لما كررت المحامد في قوله تعالى الرحمن الرحيم بعد قوله الحمد لله رب العالمين سمي ذلك ثناء فقال الله عز وجل اثنى علي عبدي كما بين هذا ابن القيم في فصل نافع في كتاب بدائع الفوائد ثم بين رحمه الله تعالى الفرق بين الحمد والشكر من وجهين اثنين احدهما ان الحمد يتعلق بالصفات اللازمة والمتعدية واما الشكر فلا يكون الا على الصفات المتعدية فيحمد الله سبحانه وتعالى على علمه من صفاته اللازمة وعلى احسانه من صفاته المتعدية ويشكر سبحانه وتعالى على الصفات المتعدية واما الفرق الثاني فهو ان الحمد يكون باللسان والجنان واما الشكر فانه يكون باللسان والجنان والاركان نعم قال شيخ الاسلام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له قرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا. قال ابن مانع قوله صلى الله عليه وسلم اصح ما قيل في صلاة الله على عبده. وما ذكره البخاري صحيحه عن ابي العالية قال صلاة الله على رسوله ثناءه عليه عند الملائكة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى صلاة الله على عبده مختارا ما اختاره ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من ان اصح ما قيل فيها ما فسره به ابو العالية الرياح احد التابعين اذ قال صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة وهذا الذي قاله ابو العالية يحتاج الى دليل صريح من وقوع ذلك الخبر ومثل هذا يعد عند اهل العلم من جملة المراسيل لان هذا خبر لا يقال من قبل الرأي ففي الاعتداد به نظر ولم يثبت في حديث صحيح معنى للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فوجب الرجوع الى لسان العرب فاذا علم معنى الصلاة في لسان العرب عند ذلك امكن تفسير معنى الصلاة من الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وسبق ان ذكرنا غير مرة ان الصحيح ان الصلاة في لسان العرب هي الحنو والعطف كما اختاره جماعة من المتحققين منهم السهيلي وابن القيم هو ابن هشام اما التفسير المعروف لها بلسان العرب بان الصلاة هي الدعاء فهذا قول ضعيف من اربعة اوجه بسطها ابن القيم في بدائع الفوائد وحينئذ نقول ان صلاة الله على عبده هي حنوه وعطفه عليه وحلو الله وعطفوا على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم له مظاهر كثيرة يكفي منها ما ذكره الله عز وجل في سورة الضحى اذ قال ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى مع نظائل هؤلاء الايات من هذه السورة نعم فالمسألة الواسطية في العقيدة اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد والايمان بالقدر خيره وشره. ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال ابن مانع قوله من غير تحريف ولا تعطيل قال الراغب تخريف الشيء اما نترك تحريف القلم وتحريف الكلام ان تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين. قال الله عز وجل يحرفون الكلم عن مواضعه وصفات الله الدالة على معان قائمة بذات الرب جل وعلا لا تحتمل غير ذلك فيجب الايمان والتصديق بها. واثباتها اسوة بلا تمثيل لانه ليس كمثلي شيء وتنزيها له تعالى ان مشابهة خلقه بلا تعطيل والتعطيل جحد الصفات الالهية وانكار قيامها بذاته تعالى كما هو قول المعتزلة والجهمية وكذلك لا تكيف صفات كما لا تكيف ذاته ولا تمثل ولا تشبه بصفات المخلوقين. لانه ليس له كفر ولا مثيل ولا نظير ويرحم الله بنا ويرحم الله ابن القيم حيث قال لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ان المشبه عابد او ثاني كلا ولا نخليه من اوصافه ان المعطل عابد بهتان. من شبه الله العظيم بخلقه فهو الشبيه النصراني او عطل الرحمن من اوصافه فهو الكثور وليس ذا الايمان ذكر السالح رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيانا مسألتين اثنتين اولاهما بيان حقيقة التحريف والثانية بيان حقيقة التعطيل فاشار الى الاولى بما نقله عن الراغب الاصفهاني في كتاب المفردات والمراد بالتحريف المنفي في باب الصفات تغيير دليل الصفة او معناها فاذا حول دليل الصفة عن وجهه او حول معناها المعروف بلسان العرب عن وجهه قيل في ذلك تحريف فمن الاول مثلا من يقرأ وكلم الله موسى تكريما ليجعل التكريم صادرا من موسى. والاية وكلم الله موسى تسليما بصدور الكلام من الله سبحانه وتعالى. فيقرأها المحرف بنصب الاسم الاحسن الله ليجعل موسى متكلما والله سميعا ومن الثاني وهو تغيير معناها المعروف في لسان العرب من يفسر الاستواء بالاستيلاء فان العرب لا تعرف هذا المعنى في كلامها وانما تعرف اربعة معان سيأتي ذكرها فيما يستقبل من كلام المصنف رحمه الله تعالى واما المسألة الثانية وهي بيان حقيقة التعطيل فاشار اليها بقوله جحد الصفات الالهية هو انكار قيامها بذاته تعالى والموافق للوضع اللغوي للتعطيل ان يقال ان التعطيل هو اخلاء الرب سبحانه وتعالى من صفاته لان حقيقة التعطيل هي التخلية في لسان العرب كقوله تعالى بئر معطلة وقصر مشيد يعني مخلات مهملة سيكون معنى التعطيل المراد في هذا المحل اخلاء الله عز وجل من صفاته ثم اشار المصنف رحمه الله تعالى اشارة مجملة الى ما يتبع التحريف والتعطيل من المنفيات في هذا الباب وهما التكييف والتنفيذ فقال وكذلك لا تكيف صفاته كما لا تكيف ذاته ولا تمثل ولا تشبه بصفات المخلوقين وسبق ان ذكرنا ان التكييف هو تعيين كن هي الصفة وان التمثيل هو تعيين كنه الصفة بذكر مماثل لها وتقدم تحرير هذه العبارات مرارا واخرهن في درس التعليقات على العقيدة الواسطية نعم قال شيخ الاسلام بل يؤمنون بان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته. ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه قوله قال ابن مانع قوله ولا يلحدون الالحاد اما يكون بجحدها وانكارها واما بجحد معاليها وتعطيلها واما بتحريفها عن واخراجها عن الفقر بالتأويلات واما بجعلها اسما لهذه المخلوقات كالحاد اهل الاتحاد ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير اصل من اصول اهل السنة في هذا الباب وهو ترك الالحاد في اسمائه واياته عز وجل كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه والالحاد هو الميل بها عما يجب فيها وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة من مواقع الالحاد التي وقعت في كلام الناس فعد منها اربعا تبعا لابن القيم رحمه الله تعالى وقد تنوع كلام ابن القيم في تعداد انواع الالحاد الواقعي في اسماء الله وصفاته واحسن ما ذكره من التقاسيم هو ما ذكره في الصواعق المرسلة والكافية الشافية من ان الالحاد ينقسم الى ثلاثة اقسام الاول جهد معانيها التي تعرفها العرب في لسانها والثاني ترك تسمية الله بها والثالث وقوع اشراك غير الله عز وجل معه فيها قال الشيخ الاسلام ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. قال ابن معنى قومه ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لان الصفة تابعة للموصوف. فكما ان الموصوف سبحانه لا تعلم كيفية ذاتي فكذلك لا تعلم كيفية صفاته. مع انها ثابتة في الامر ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان اصل من اصول هذا الباب عند اهل السنة والجماعة مذكور في كلام شيخ الاسلام في قوله ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه وبين وجه امتناع تنفيذ الصفة بان الصفة تابعة للموصوف لكنه فسر التمثيل بعد ذلك بما يجعله مطابقا للكيفية فقال فكما ان الموصوف سبحانه لا تعلم كيفية ذاته فكذلك لا تعلم كيفية صفاته مع انها ثابتة في نفس الامر وتقدم ان التكييف شيء والتمثيل شيء اخر وهذه الجملة متعلقة بالتمثيل دون التكييف. فقد سبق ان عرفت ان التكييف هو تعيين كنه الصفة الالهية. واما التمثيل فهو تعيين كونه الصفة الالهية بذكر مماثل لها وهذا هو الذي يتسلط عليه النفي في قول شيخ الاسلام ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه والمراد بالنفي هنا نفي التمثيل نعم اذا نفي التمثيل ان درج فيه نفي التكييف لان التمثيل تكييف وزيادة والمقصود ان ايضاح العبارة يكون بمعناها الذي وضعت له ثم اذا قبلت اندراج معنى ثان فيها نبه على ذلك كما اشرنا اليه والعلة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في امتناع التكييف والتنفيذ هي عدم علمنا بما عليه ذات الرب سبحانه وتعالى فكما انه امتنع علمنا بذات الرب سبحانه وتعالى وحجب عنا معرفة مثله فكذلك حجب عنا معرفة مثل صفاته وكيفيتها لان القول في الصفات فرع في الذات كما ذكره الخطابي في معالم السنن والخطيب البغدادي في قاعدته المشهورة في صفات الرب سبحانه وتعالى فاذا امتنع العلم بذات الله امتنع تبعا لذلك العلم بصفاته الا ما ارشدنا الله عز وجل اليه او اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من خبرها كما علمنا ان من اسماء الله الرحمن والرحيم والعليم والحليم وعلمنا ان من صفات الله الرحمة والعلم والحلم قال شيخ الاسلام لانه سبحانه لا سمي لهم ولا كفو ولا هو ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى قال ابن مانع قوله تبين له اي مثيلا ونظيرا يستحق اسمه موصوفا يستحق صفته على التحقيق. وليس المعنى هل نجد من يتسنى باسمه اذ كان كثير من اسمائه قد يطلق على غيره لكن ليس معناه اذا استعمل فيه كما كان معناه اذا استعمل في غيره ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان جملة من كلام شيخ الاسلام هي قوله لا سمي له وهذه الجملة يحتمل فيها النفي معنيين اثنين. الاول نفي وجود من يسمى باسم من اسمائه والثاني نفي وجود استحقاق من يسمى باسم من اسمائه فاما الاول فان كثيرا من اسماء الله سبحانه وتعالى قد تطلق على غيره فان الله عز وجل رؤوف رحيم وقد سمى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذين الاسمين كما في اخر سورة التوبة اذ قال بالمؤمنين رؤوف رحيم وهو سبحانه وتعالى سميع بصير كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقد سمى عبده الحمد لله الله وقد سمى عبده سميعا بصيرا كما قال فجعلناه سميعا بصيرا فعلم انه لا محيد عن القول بان النفي المراد هنا مسلط على المعنى الثاني فالمراد نفي وجود احد يستحق من معنى الاثم ما يستحقه الله سبحانه وتعالى فكما ان الله سميع بصير والمخلوق سميع بصير فان ما يستحقه الله من السمع والبصر فوق ما يصلح للمخلوق من السمع والبصر. ولهذا فاننا نقول غير مرة في قاعدة تبين هذه المعاني نقول ان للخالق كمالا يليق بجلاله وان للمخلوق كمالا يناسب حاله فكمال الرب سبحانه وتعالى يقع على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى واما كمال المخلوق فهو كمال يناسب حاله فليس سمع الانسان كسمع الله ولا بصر الانسان كبصر الله فعلم حينئذ انه لا سمي له بمعنى لا نظير له فيما يستحق من صفة واسم سبحانه وتعالى نعم قوله ولا ند له الامداد الامثال والنظراء فكل من صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله رغبة فيه او رهبة منه فقد اتخذوا ندا لله لانه اشرك مع الله فيما لا يستحقه غيره. وذلك كحال عباد الاموات الذين يستعينون بهم وينظرون لهم يحلفون باسمائهم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان جملة اخرى من كلام شيخ الاسلام مما تسلط عليه النفي وهو قوله ولا ند له ثم فسر الامداد بالامثال والنواع والذي يدل عليه تتبع كلام العرب في تفسير الند ان الند عنده هو المثل المخالف فلا بد من اجتماع شيئين في حقيقة الند احدهما المثلية والاخر المخالفة فاذا اجتمع هذان الوصفان قيل فلان ند فلان والله سبحانه وتعالى لا ند له فلا يوجد ابدا مثل مخالف له يتصف بما يتصف به الرب سبحانه وتعالى من صفات الكمال ونعوت الجلال فكل من صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله عز وجل لاحد من المعبودات فقد جعل هذا المعبود ندا للرب سبحانه وتعالى لكن هذه الندية مدعاة لا حقيقية لانه لا يكون احد بمنزلة المثل المخالف لله عز وجل. وانما سميت المعبودات التي تعبد من دون الله اندادا لا بالنظر الى حقيقة الامر ولكن بالنظر الى دعوى عبادها فان عبادها يرون فيها المثلية المخالفة. واما بالنسبة الى حقيقة الامر فان هذه المعبودات لا تقع او موقع المثل المخالف لله سبحانه وتعالى نعم قال شيخ الاسلام فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدقه قيلا واحسن حديثا من خلقه ثم رسوله صادقون مصدقون. بخلاف حين يقولون عليه ما لا يعلمونه لهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون الرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المهتنون فانه الصراط المستقيم. صراط الله الذي انعم صراط الذين انعم الله عليهم من نبينا الصديقين والشهداء والصالحين. فقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن. حيث تقول قل هو حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وما وصف به نفسه في في اعظم اية لكتابه حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من عنده الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده اي لا يكرثه ولا يتقنه حفظهما وهو علي عظيم. قال ابن مانع قوله لا يكره قال في القاموس وشرحه. تركه الامر والغم ومنضم اشتد عليه وبلغ منه المشقة. قال وكل ما اثقلك فقد كرثك. قال الاصمعي لا يقال وانما يقال ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الجملة المذكورة في كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ولا يؤده اذ قال لا يفلته ولا يثقله ونقلا في بيان معناها ما ذكره صاحب القاموس وهو الفيروز ابادي مقرونا ممزوجا بكلام صاحب شرح القاموس وهو الزبيدي واسم شرحه تاج العروس واذا اطلق اسم شرح القاموس كان منصرفا الى هذا الكتاب فبين ان معنى لا يكرثه قال كرثه الامر والغم يكرهه بالكسر ويكرثه بالظم شتد عليه وبلغ منه المشقة قال وكل ما اثقلك فقد كرثك ثم نقل عن الاصمعي التنبيه الى ان فعله ليكونوا اكرثه ولا يقال كرثه. فيقال اكرثه الشيء ولا يقال كرثه الشيء نعم قال شيخ الاسلام ولهذا كان من قرأ هذه الاية في ليلة لم ينزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح فقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. فقوله سبحانه العليم الحكيم. وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وقوله وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا احبتي في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقوله وبعث وما تحمل من انثى لا تضع الا بعلمه. فقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما فقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله ليس ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فقوله ان الله ما يبكون به ان الله كان سميعا بصيرا. فقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا لله فقوله ولو شاء الله ما اقتسل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد فقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد دعاتم حرم ان الله يحكم ما يريد وقوله فمن يردي فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء فقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين وقوله واقسطوا ان الله يحب المقسطين. وقوله فاستقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وقوله الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيلهم صفا كانهم بنيان مرصوص فقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله بسم الله الرحمن الرحيم وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وقوله وكان بالمؤمنين فيما هو قوله كتب ربكم على نفسه الرحمة فقوله هو الغفور الرحيم وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين وقوله من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه ولعنه. وقوله ذلك بان انهم متبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم. فقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبط ثم قوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. وقوله ولينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلال من الغمام ثم الملائكة وقضي الامر وقوله من ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم ياتي بعض ايات ربك اذا دكنت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة. فقوله وقوله كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقوله. وقال اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنود ما قالوا. بل يداهما بسوطتان ينفق كيف يشاء فقوله واصبر لحسن ربك فانك باعيننا. وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لما كان كفر. فقوله القيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. فقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله. والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قولنا لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. سنكتب ما قالوا فقوله هم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا ندريهم يكتبون. فقوله انني معكما اسمع قال ابن مانع رحمه الله قوله انني معكم قال شيخ الاسلام بعد كلام سبق وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه لو قال في قوله انني معكم كيف يسمع وكيف يرى لقلنا السمع والرؤية معلوم والكيف مجهول ولو قال كيف كلم موسى تكليما. لقلن التكليم معلوم والكيف غير معلوم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير قوله تعالى انني معكما اسمع وارى منقولا عن صاحب الاصل وهو شيخ الاسلام ابن تيمية اذ قال وهذا شأن جميع ما وصف والله به نفسه لو قال في قوله انني معكما اسمع وارى كيف يسمع وكيف يرى؟ لقلنا السمع والرؤية معلوم والكيف مجهول ولو قال كيف كلم موسى تكليما لقلنا التكريم معلوم والكيف غير معلوم انتهى كلامه وهذا الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في هذه الاية من سورة طه هو اصل مطرد في كل صفة من صفات رب بنا فان كل صفة من صفات الله عز وجل فان معناها معلوم وكيفها ممتنع مجهول ولذلك قال مالك رحمه الله تعالى لما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم يعني معناه من جهة الثاني العربي والكيف مجهول يعني بعدم علمنا بحقيقة كيفية صفات ربنا والايمان به واجب لثبوت الادلة بذلك والسؤال عنه بدعة وقال محمد بن الحسن الترمذي فيما رواه الخطيب البغدادي في تاريخه النزول معلوم والكيف مجهول ويطرد القول في جميع الصفات على هذا النحو. فجميع الصفات نعلم معناها لاننا خطبنا بلسان عربي مبين فنعرف معاني ما فيه باعتبار الوضع اللغوي في لسان العرب. واما كيفيات الصفات فقد حجبنا عنها لاننا لم نعرف كيفية ذات الله عز وجل فكذلك لا نعرف كيفية صفاته سبحانه وتعالى واذا ادعى مدع بالسؤال عن الكيفية فقال كيف يسمع الله؟ او كيف يرى الله؟ او كيف يستوي الله؟ او كيف ينزل الله؟ قلنا لا يقال في صفات الله كيف؟ لان الكيف فيها ممنوع. وذلك ان علمنا عن الكيف محجوب ومراد اهل السنة رحمهم الله تعالى في نفي الكيف كما جاء عن الامام احمد اذ قال لا كيف؟ يريدون لا كيف نعلمه؟ لا بالنظر الى نفس الامر فان صفات الله سبحانه وتعالى لها كيفية. لكن هذه الكيفية يمتنع العلم بها بالنسبة للمخلوقين ذلك يقال لا كيف او يقال التكييف مجهول يعني اننا لا نعلمه ولكننا نعتقد بما دموا من لسان العرب ان الصفة تقع على كيفية معينة لكن علمنا بها محجوب. فاذا اطلق نفي الكيف عند السلف لم يكن المراد نفي وجود كيفية للصفة لكن مراد نفي علمنا بكيفية الصفة ولذلك احسن ابن عدود اذ قال في نظمه وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فان يقل جهميهم كيف استوى كيف يجيء فقل له كيف هو فاذا ادعى مدع العنت بالسؤال بكيف وسأل عن الصفات كيف استواء الله سبحانه وتعالى؟ وكيف نزوله؟ فان الاعتراض عليه بقول كيف هو سبحانه وتعالى فاذا اقر بان علمنا بكيفه ممتنع فكذلك يجب ان يقنع بان علمنا بكيفية صفاته ممتنع لان حجب العلم وقع في هذا وذاك نعم قال شيخ الاسلام وقوله الم يعلم بان الله يرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. فقوله شديد المحال. قال ابن مانع قوله وهو شديد العقوبة وقال ابن عباس شديد الحول وقال مجاهد شديد القوة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير احدى الايات المشتملة على صفات ربنا عز وجل مما ذكره المصنف شيخ الاسلام ابن تيمية وهو قوله تعالى وهو شديد المحال والمراد بشديد المحال اي شديد الحول والقوة وذلك باخذه عبده بالعقوبة على وجه المغالبة فالمرحال مشتمل على مغالبة ومطالبة والغلبة فيها للرب سبحانه وتعالى لانه هو ذو الحول والقوة نعم وقال شيخ الاسلام وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. قال ابن مانع قوله والله خير الماكرين. قال بعض السلف لتسهيل استدرجهم بالنعم اذا عصوه ويملي لهم ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر قال الحسن من وسع الله عليه فلم ير عنه فلا رأي له. وقد جاء في الحديث اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على ما اصيل ما يحب فانما هو استدراج. والله جل وعلا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بهما. لكن ليس المكر كالكيد ولله المثل الاعلى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا جملة تتعلق بتفسير اية من الايات التي اوردها شيخ الاسلام ابن تيمية في الواسطية وهي قوله تعالى والله خير الماكرين فنقل عن بعض السلف في تفسير المكر قوله يستدرجهم بالنعم اذا عصوه ويملي لهم ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر وقول الحسن من وسع الله عليه فلم يرى انه يمكر به فلا رأي له وقد جاء في الحديث اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فانما هو استدراج. وهذا الحديث يروى من وجوه لا تخلو من ضعف وفي تقوية الحديث بمجموعها نظر والمراد بيانه من هذه المرويات حديثا واثرا ان المكر يكون اخذا عن غفلة كما ان المحال كما تقدم اخذا عن مغالبة فان المكر يشترك معه في كونه اخذ لكنه يفارقه من جهة طريقة ذلك الاخذ فالمحال يكون اخذا بمغالبة واما المكر فانه يكون اخذا عن غفلة ومن جملة الاخذ عن غفلة ما يقع من الاستدراج بالنعم ولهذا فسر من فسر من السلف المكر بالاستدراج بالنعم وهو فرد من افراد المكر والا فان افراد المكر باعتبار قدرة لربنا سبحانه وتعالى لا يتأتى عليه الحصر لان افراد كمال صفاته سبحانه وتعالى لا تقبل الحصر ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله عز وجل وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بهما ووصف العبد بهما في هؤلاء الايات فان الله عز وجل قال في المكر مثلا ومكروا ومكر الله. فاثبت للمخلوق مكرا واثبت لنفسه مكرا واثبات الكيد في قوله تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. فاثبت لنفسه كيدا كما اثبت للمخلوق كيدا ولكن ليس مكر الله عز وجل كمكر المخلوق ولا كيد الله عز وجل ككيد المخلوق لان الله سبحانه وتعالى له المثل الاعلى كما قال ولله المثل الاعلى يعني الوصف الاعلى كما فسره به ابن باس اختاره ابن القيم وقال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فكل صفة وصف الله سبحانه وتعالى بها وصف بها المخلوق فان الاشتراك بينهما انما هو في معنى لا في حقيقتها فليس حقيقة مكر الله كحقيقة مكر المخلوق ولا حقيقة كيد الله كحقيقة كيد المخلوق وهذه الصفات التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في هذا الموضع مما بينه الشارح اعني المكر والكيد هي من جملة صفات الرب سبحانه وتعالى التي جاء اطلاقها في القرآن على وجه المقابلة. فلم يأتي قط ذكرها مطلقة بل لا بد من ذكر مقابل لها فان الله عز وجل قال ويمكرون ويمكر الله وقال ومكروا ومكروا الله وقال ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وقال انهم يكيدون كيدا واكيدوا كيدا وانما وقعت على هذا النحو لان الصفات باعتبار ما وضعت له اربعة اقسام القسم الاول الصفات التي تتمحض في الكمال كالكرم والعلم والحلم فتكون كمالا على كل حال والثاني الصفات التي تتمحض في السوء كالبخل والجبن والغش والثالث الصفات التي تكون كمالا من وجه ونقصا من وجه اخر كالمكر والكيد والمحال والقسم الرابع الصفات التي لا توصف بكمال ولا نقص وهذا القسم اعني الرابع انما هو موجود في الاذهان. ولا وجود له في الاعيان. فانه لا يوجد صفات من الصفات لا توصف بكمال ولا نقص فانما ذكرت تتميما للقسمة العقلية لا باعتبار ما يكون في الخارج. واذا تقرر هذا في علم ان الصفات التي تتبحض بالكمال يوصف بها الرب سبحانه وتعالى فقد وصف بالعلم والحلم والحياة والقدرة ونظائرها واما الصفات التي تتمحض في السوء والنقص فقد نفاها الله سبحانه وتعالى عن نفسه فقد نفى سبحانه وتعالى عن نفسه الظلم والسنة والنوم ونظائرها فلا يوصف الله عز وجل بها ابدا واما الصفات التي تكون كمالا من وجه ونقصا من وجه اخر كالكيد والمكر والمحال فان الله عز وجل يوصف باعتبار ما فيها من الكمال ويمتنع وصفه سبحانه وتعالى بما فيها من النقص ودفعا لتوهم النقص فيها جاءت بالقرآن الكريم على وجه المقابلة لمستحقها. لان ذكرها مع المقابلة يبين كمالها فالله سبحانه وتعالى يمكر بمن يستحق المكر ويكيدوا بمن يستحقوا الكيد الى اخر هذا النوع نعم قال شيخ الاسلام يقولون ومكروا مكرا ومكرنا مكروهم لا يشعرون قوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. وقوله لتبدوا خيرنا وتوقفوها وتعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا. فقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. فقوله عن ابليس فبعزتك لاغوينهم اجمعين وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. فقوله فاعبدوا واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا قال ابن مانع رحمه الله قوله هل تعلم له سم يا؟ قال شيخ الاسلام قال اهل اللغة هل تعلم لو سميا اي نظيرا استحق مثل اسمه وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما هل تعلم له سميا مثيلا او شبيها انتهى كلامه وقد سبق ذكر حاشيته بهذا المعنى مفيدة فلتراجع ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا معنى ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية من ايات الصفات وهي قوله تعالى هل تعلم له سميا؟ وتقدم بيان معنى النفي المراد في هذه الاية فان الاستفهام هنا جاء على وجه الاستنكار اي هل تعلموا له سم يا وجواب ذلك المقدر انه لا يعلم له سمي والمراد بالثمي المنفي هنا السمي المستحق من معنى الاثم ما يستحقه الله سبحانه وتعالى كما تقدم عند قول المصنف ولا سمي له نعم قال شيخ الاسلام وقوله ولم يكن له كفوا احد وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله عباده يحبونه كحب الله. وقوله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولده ولم يكن له شريك في الملك ولم تكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء مدير فقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولده ولم يكن له شريك وفي الموت وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقوله ما اتخذ الله منه ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله والله عما يصفون عالم الغيب والشهادة. فتعالى عما يشركون. فقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا اتعلمون وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاسم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا قال الله ما لا تعلمون. وقولوا الرحمن على العرش استوى. قال ابن مازن رحمه الله قول الرحمن على العرش استوى الاستواء هو العلو والارتفاع وهو سبحانه كما اخبر عن نفسه فوق مخلوقاته مستو على عرشه وقد عبر اهل السنة عن ذلك باربع ومعناها واحد وقد ذكرها ابن القيم في المالية حيث قال فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس ويستقر قد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من نكران. وكذلك قد صعد النبي هو رابع وابو عبيدة ابو الشيباني يختار هذا القول في تفسيره ادرى من الجهم بالقرآن والاشعري يقول تفسير السواد حقيقة استولى من البهتان تنبيه وقع في بعض الكتب التي زعم مؤلفوها انها على مذهب السلف عبارة باطلة وهي كما في رسالة نجاة الخلف في اعتقاد الذي قال فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان قبل خلق ما كان انتهى. وهذا انما يقوله من لا من لم باستواء الرب على عرشه من المعطلة. والحق ان يقال ان الله تعالى كان وليس معه غيره ثم خلق السماوات والارض في ستة وكان ابن القيم في النونية اوليس شيء غيره وبرأ البرية وهو ذو حدثان. وقال غيره قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه ومن اللي هي لم يخلوا في الارض موضع ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير الاستواء المذكور في الاية التي اوردها شيخ الاسلام وهي قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فذكر ان الاستواء هو العلو والارتفاع وهما من المعاني التي ذكرها العرب في تفسير الاستواء ونظمها ابن القيم في الابيات التي اوردها المصنف من الكافية الشافية فان الاستواء يطلق على اربعة معان الاول العلو والثاني الارتفاع والثالث الصعود والرابع الاستقرار فيكون تفسير صفة الاستواء بهذه المعاني التي تعرفها العرب في لسانها ثم نبه المصنف رحمه الله تعالى الى غلط غالط في هذا المقام بما اورده من عبارة باطلة في كتاب نجاة الخلف في اعتقاد السلف وهو الشيخ عثمان بن قائد ان نجدي ثم المصري رحمه الله تعالى فانه اورد هذه العبارة التي توهموا نفي استواء الرب على عرشه والصحيح ان الله سبحانه وتعالى كان ولا شيء معه ثم خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ثم استوى سبحانه وتعالى على العرش وثم هنا كما ذكر المصنف للترتيب فوقع الامر على هذا النحو ولا يراد بها مجرد العطف ولهذا فان سواء الرب سبحانه وتعالى يعد صفة ذاتية باعتبار باستقراره سبحانه وتعالى على العرش ويعد صفة فعلية باعتبار ان الله عز وجل لم يكن مستويا ثم استوى سبحانه وتعالى على عرشه كما ثبتت بذلك الادلة. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله ثم استوى على العرش فقوله ثم استوى على العرش في ستة مواضع قال ابن مانع رحمه الله او قلوب في سبعة مواضع فقد بينها ابن عدوان في هذه العقيدة فقال وذكر استواء الله في كلماته على العرش في سبع في سبع مواضع فاعدد. ففي سورة الاعراف ثمة يونس وفي الرعد مع طه فللعد اكد. وفي سورة الفرقان ثمة سجدة كذا في الحديد افهموا فهم مؤيدي ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير ما وقع بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من عد الايات التي ذكر فيها استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه. وهذا الموضع مما اختلفت فيه في النسخ المطبوعة للواسطية فمنها ما قيل فيه في سبعة مواضع ويكون المراد بهذه النسخة ان الاستواء ذكر في سبعة مواضع الاولى منها قوله الرحمن على العرش استوى والستة الباقية ثم استوى على العرش ووقع في بعض النسخ في ستة مواضع على ارادة تخصيص عد الستة لقوله تعالى ثم استوى على العرش وكلا المأخذان صحيح فالعد الاول صحيح باعتبار ادراج اية الرحمن على عرشه مستوى في العد والعد الثاني صحيح باعتبار قصر العد على قوله ثم استوى على العرش لكن بالنظر الى النسخ العتيقة من العقيدة الوسطية من المخطوطات فان المحفوظ فيها ما اثبته الناشر من قوله ثم استوى على العرش في ستة مواضع. والمقصود ان تعرف ان ما نظمه ابن عدوان صحيح فان استواء الله عز وجل على العرش ذكر في سبعة مواضع هي التي اوردها شيخ الاسلام ابن تيمية لكن اية ثم استوى على العرش جاءت في ستة مواضع نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي وقوله بل رفعه الله اليه اصعدك كلمة طيبة والعمل الصالح يرفعه وقوله يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى موسى واني لاظنه كاذبا. فقوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصدا فستعلمون كيف نذير. فقل هو الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها ما وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابع ولا خوسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. وقوله لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معكما اسمع وارى قوله ان الله معنا الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين وقوله كم من فئة قليلة وردت في اثناء كثيرة باذن الله والله مع الصابرين ومن اصدق من الله حديثا وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقوله وكلم الله موسى تكليما. فقوله منهم من كلم الله فقوله لما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله ناديناه من الجانب الطول الايمن وقربناه نجيا وقوله وناديناه من الجانب الطول الايمن وقربناه نجيا. فقوله واذ نادى ربك موسى عليه القوم الظالمين وقوله ناداهما ربه وما الم انهاكما الشجرة وقوله ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون وقوله ويوم ينادي فيقول ماذا اعددتم المرسلين؟ وقوله وان احد من المشركين استجارك فازنه حتى يسمع كلام الله. فقوله قد كان فريق من منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما قالوا وهم يعلمون. وقوله يريدون ان يبدلوا كلام الله قل لا تابعونا وقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل وقوله هذا كتاب انزلناه مبارك فقوله ولأنه انا وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله فقوله واذا بدلنا واتم كان اتي والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون. قالوا انما بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزله روح القدوس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد انهم يقولون ان ما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. وقوله يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقوله على الاراك ينظرون. وقوله للذين احسنوا الحسنى وقال ابن مانع رحمه الله قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال ابن رجب في شرع حديث جبريل وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر الى وجه الله تعالى في الجنة. قال وهذا مناسب لجعلي جزاء لان الاحسان هو ان يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كانه يرعى بقلبه وينظر اليه في حال عبادته فكان جزاؤه ذلك النظر الى وجه الله عيانا في الاخرة انتهى كلامه ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان الاية التي اوردها شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الباب وهي قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فنقل في ذلك ما ذكره ابن رجب في شرح حديث جبريل في كتابه جامع العلوم والحكم من ان الخبر قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الزيادة بالنظر الى وجه الله تعالى في الجنة فمعنى قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة يعني لهم الجنة وزيادة هي النظر الى الله سبحانه وتعالى ثم ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى مأخذا حسنا لجعل جزاء اهل الجنة رؤية ربهم سبحانه وتعالى. وهي ان من قواعد الجزاء ان الاحسان يقابل بالاحسان كما قال تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان ولما كان من احسان العبد المؤمن في الدنيا انه يعبد الله سبحانه وتعالى على وجه الحضور والمراقبة كانه يراه بقلبه وفؤاده كان جزاؤه في الجنة ان يمتعه الله عز وجل بالنظر الى وجه الله بعيني رأسه تحقيقا لما كان عليه من كمال الحال من الاقبال على الله عز وجل في الرؤية القلبية في الدنيا فما زالت هذه الرؤية القلبية ترقيه في مراتب الكمال حتى بلغته رؤية الله سبحانه وتعالى عيانا في الاخرة وهنا سؤال مهم وهو الايات من ما رقم له الطابع من مئة وخمسة وعشرين الى اخرها لماذا اوردها شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الباب يقول عبد العزيز يقول لاثبات رؤية المؤمنين من ربهم يوم القيامة وهذا هو المعنى الذي اثبته الناشر واثبته كل من شرح العقيدة الواسطية وهذا المعنى لا يمكن ان يكون حتى يلج الجمل في سم الخياط ايه تفضل انت وبعدين تفضل ايه ايه اثبات ايش صفة الوجه ما فيها ذكر الوجه وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة يعني وجوه المخلوقين وعلى رأيك ينظرون يعني المخلوقين نعم ها ايش بلزلة الرب كل هذه الصفات دالة على فهد يعني هذا بمنزلة الجزاء هذا شيخ الاسلام سيذكر الايات هذي في هذا المعنى في موضع اخر ولذلك قلنا حتى يجد الجمل في قسم الخياط لان شيخ الاسلام ابن تيمية ليس من نقص العلم بحيث يعيد هذا المعنى مرة ثانية حادث فما يقع هذا هذا مو بصريح في المراد مو صحيح كل صفة تدل على ذلك احسنت هذا كما نبهنا عليه في التعليقات على الوسطية لاثبات صفة التجلي. ولذلك في حديث صهيب الذي اشار اليه ابن رجب فيما نقله عنه الشارح فيه ثم يتجلى الله لهم. فهذا هو المراد من ايراد هذه الصفات لانها اوردت هنا في باب صفات الله عز وجل. المقصود منها اثبات صفة لله عز وجل وهذه الصفة هي التجلي فينبغي التنبه لهذا الموضع ان هناك موضعان في هذا الفصل اخل بهما اكثر من شرح العقيدة الوسطية الا الموضع الاول فقد شرحه الشيخ محمد رحمه الله تعالى شرحا صحيحا وهو للافادة ما جاء في اول الكلام من قوله رحمه الله وهو سبحانه قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات هذه الجملة وهو سبحانه قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات الصفات المثبتة مثل ماذا مثل ايش مثل الدليل يعني مثل الرحمة مثل قوله سبحانه وتعالى وسع ربنا كل شيء رحمة وعلمه والصفات المنفية مثل الظلم مثل قوله تعالى ولا يظلم ربك احدا طيب الاسماء المثبتة مثل العزيز الرحمن لان الشيخ قال قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه فهذا يدل على ان هناك صفات مثبتة وصفات منفية واسماء مثبتة واسماء منفية قلتم الاسم المثبت مثل العزيز والرحيم طيب الاسم اللي ما فيه وضح الكلام لان الشيخ قال وهو سبحانه قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فتقتضي هذه القسمة ان تكون اربعة اقسام صفة مثبتة صفة منفية اسم مثبت اسم منفي هذه الاقسام الثلاثة الاولى مشت معكم واما الاخير هذا ما مشى مع جميع الا الشيخ محمد رحمه الله ما الجواب وعليكم السلام مثل اسم السلام والقدوس واشباهه فان هذه الصفات المنفية باعتبار معانيها لان المقصود في السلام السالم من العيوب والقدوس المتقدس عن النقائص فهذا هو الاسم المنفي المقصود في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير فمن تدبر القرآن طالبا من هدى منه تبين له طريق الحق ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وما وصف قال ابن مانع رحمه الله قوله ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عدوان وسنة خير المرسلين محمد ايات الكتاب الممجد تبينه للطالب سبل الهدى تدل عليه بالدليل المؤكد اه قال شيخ الاسلام رحمه الله تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجبا الايمان بها كذلك. قال ابن معنين رحمه الله قوله وجد الايمان بها فما احسن قول ابن عدوى ابن عدوى انا من ابن ناظم هذه العقيدة. ودع عنك تزويقات قوم فانا بحلتها التعطيل يا صاحب ترشدي السنة الماضية المنتخب من ابيات النونية في شرح الشيخ عبدالرحمن بن حسن طبعا احد الاخوان ووزعناه في الحفل الاخير فمن منكم يتكفل بطبع المنتخب من نظم الواسطية لابن عدوان ويوزع في الحفل قد عنده قدرة يصبعه طيب نعم قال شيخ الاسلام مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاطيع ومن يستغفرني فاغفر له. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم راحلتي الحديث متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجل يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة متفق عليه. فقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غياره ينظر اليكم ازنين قانتين فيضل يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. قال ابن مانع رحمه الله قوله عجب ربنا قال ابن عدوان ويعجب ربهم عبادي فالقي لما بينت سمعك واهتدي. وفي رقية المرضى مقال نبينا وهو ابو داوود هذا وغيره قال احفظ هداك الله سنة احمد. قوله وقرب غيري اسم من قولك غيرت الشيء فتغير. قال ابو عاداتي وفي حديث الاستسقاء من يكفر بالله يلقى الغير اي تغير الحال وانتقالها من الصلاح الى الفساد. قوله اثنين الازل الشدة فقد اذن الرجل يأذن ازلني صار في ضيق وحزن كانه اراد من يأسكم وقنوطكم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير الحديث الذي اورده شيخ الاسلام من جملة احاديث الصفات وهو قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازلين قنطين الى اخر الحديث وهذا الحديث قد حسنه شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الموضع ويروى هذا الحديث باسنادين ضعيفين ومن اهل العلم من تبع شيخ الاسلام في تحسينه والله اعلم. وفي هذا الحديث اثبات صفة العجب او العجب لربنا فتقال بفتح العين وبضمها ايضا ويغني عن هذا الحديث المتكلم فيه يغني في اثباتها ما جاء في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل لقد عجب ربكما من صنيعكما بضيفكما ثم فسر قوله وقرب غيره بالتغير والتحول والغيرة هي التحولات والتغيرات واورد في ذلك كلاما عن ابي السعادات والمراد به ابن الاثير صاحب النهاية في غريب الحديث واهل العلم يغلب عليهم النقل عنه بهذا الاسم بكنيته ابو السعادات وقوله اذلين يعني يائسين قانتين نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى بها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعضنا تقول قط قط. متفق عليه. فقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم عليك وينادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم ما من منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان. فقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي تمام؟ ربنا الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا حوبا معه خطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجه. رواه ابو داوود. فقال الله عليه وسلم الا تأملوني وانا من في السماء رواه البخاري وغيره. الوجع كما قرأ الاخ هو المشهور في السماع على الشيوخ والمراد بذلك المريض ويروى ايضا الوجع والمراد بذلك المرض لكن الاولى الاول اولى. نعم وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما. فقوله عليه السلام الى الله قامت بالسماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله؟ قال اعتقها فانها مؤمنة رواه مسلم. وقوله صلى الله قال ابن مانع رحمه الله قوله اين الله هذا فيه رد على اهل البدع المنكرين لعلو الله على خلقه فنزهوه بجهلهم عما رضي به رسوله فقالوا منزه عن من اين وذلك جهل وضلال. والحق ما جاءت به سنة قال ابن عدوان فقد جاء لفظ العين من قول صادق رسول اله نبينا محمد كما قد رواه مسلم في صحيحه كذاك ابو داوود والنسائي قد ذكر المصنف رحمه الله تعالى وهنا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ في الحديث الذي اورده شيخ الاسلام متضمن للرد على اهل البدع المنكرين لعلو الله الذين نزه الله بزعمهم فمنعوا السؤال باي وقالوا هو منزه عن الايم وذلك جهل وضلال لان الحق ما جاءت به السنة وقد ذكر الذهبي في كتاب العلو ان هذا الحديث فيه فائدتان اثنتان الاولى جواز السؤال بأين الله والثانية ان الجواب يكون بقول في السماء قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت حديث حسن فقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا قبل وجه ولا عن يميني ولكن عن يساري او تحت قدمي متفق قال ايه؟ قال ابن مانع رحمه الله قوله اذا قام احدكم الى الصلاة قال شيخ الاسلام في العقيدة الحموية وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يدر سوقن قبل وجهه الحديث حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبله اصلي بل هذا الوصف يثبت للمخلوق فان الانسان لو انه يناجي السماء او ينادي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوق كانت ايضا قبل وجهه انتهى ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ايضاح معنى الحديث الذي اورده شيخ الاسلام ابن تيمية في هذا الباب وهو قوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهي ونقل من كلام شيخ الاسلام في العقيدة الحموية ما يبين ذلك اذ ذكر ان هذا الحديث حق على ظاهره وليس بين هذا الحديث وبين الادلة الواردة في علو الله عز وجل تعارض بل الله سبحانه وتعالى عال في سماءه مستو فوق عرشه وهو قبل وجه المصلي فيجتمع الوصفان جميعا كما يقع اجتماع هذين الوصفين فان الانسان لو انه وقف يناجي السماء او يناجي الشمس والقمر كما يقع لبعض الادباء في اشعارهم واحوالهم كانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت ايضا قبل وجهه فهو بالنظر الى حاله مقبل عليها وهي بالنظر الى مكانها عالية عليه. وكذلك فالرب سبحانه وتعالى اذا صلى العبد كان الله سبحانه وتعالى قبل وجهه مع كونه سبحانه وتعالى عال في سمائه. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزلت التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الطائر فليس فوقك شيء وانت الباطل فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقيرا ومسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع اصحاب وصاة بالذكر ايها الناس ارضعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ثمان لا تغلب على صلاة القبلة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا متفق عليه الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة المادية على السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل قال ابن مانع رحمه الله قول يؤمنون بذلك قال ابن عدوان الندي سنة تسع وسبعين ومئة والف وسلم لاخبار الصحيحين يا فتى ولكن عن التمثيل وفقت بعيدين عن التمثيل وفق تابع لي ودعا عنك تزويقات قوم فانها بحلتها التعطيل يا صاح ترشدي قال الشيخ الاسلامي رحمه الله تعالى بل هم في فرق الامة كما ان الامة هي الوسط في الامم فهم سقطوا في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة. قال ابن معنع رحمه الله قوله بين اهل التعطيل لتنزيل المشبهة التعطيل هو نفي الصفات الالهية عن القيام بالذات العامية وتأويلها بلا دليل صحيح ولا عقل صريح. فقولهم رحمة الله قادته الاستعانة والانعام ويده قدرته واستراؤه على العرش استيلاءه عليه. كل هذا وامثاله من التعطيل وما حملهم على ذلك الا الظن الفاسد والرأي الفاسد ولقد احسن القائل حيث يقول وقصارى امر من اول ان ظنوا بنونا فيقولون انا الرحمن ما لا يعلمون. والجهمية فالمعطلة هم اتباع جامد بن صفوان الترمذي رأس الفتنة رأس الفتنة والضلال وهم في هذا الباب طائفتان نفعات ومثبتة. فالنفات يقال لا ندري اين الله فلا هو داخل العالم ولا خارجا ولا متصل ولا منفصل. فلم يأمروا بقول الله وهو القاهر فوق عباده وقول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ وغير ذلك من ادلة الكتاب والسنة واما المثبتة من فرقة الضلال فهم الذين يقولون ان الله في كل مكان تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا فانه سبحانه فوق مخلوقاته مستغنى لعرشه دايم من خلقه واعمال التمثيل مشبهة فهم الذين شبهوا الله بخلقه ومثلوه بعباده وقد رد الله على الطائفتين بقوله هذا يرد على المشبهات وقوله وقوله وهو السميع البصير يرد على المعطيات عما عن الحق فهم الذين يثبتون صفات لله اتباعهم لله تعالى اثباتا بلا تمثيل وينزهونه عن مشابهة المخلوقات تنزيها بلا تعطيل هذا الفصل من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية هو من غرر العقيدة الواسطية اذ حقق فيه وسطية اهل السنة والجماعة وكونهم عدلا كما اخبر الله عز وجل في وصف هذه الامة بقوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا اي عدولا فذكر رحمه الله تعالى خمسة مواقع من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة ابتدأها بقوله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وقد بين المصنف رحمه الله تعالى هذه المواقع الخمسة واحدا واحدا فابتدأ بتحقيق وسطيتهم في صفات الله عز وجل وهو كونهم بين اهل التعطيل الجهمية وبين يعني التمثيل المشبعة لان اهل التعطيل كما تقدم في تعريف التعطيل ينفون صفات الرب سبحانه وتعالى فكل صفة من صفات الرب عز وجل عندهم منتفية وهؤلاء المعطلة نسبوا الى الجهم ابن صفوان الترمذي لان اشد طوائف النفاة هم الجهمية وان كان يوجد في غيرهم تعطيل لكن لما اختصوا بشدة التعطيل اختص هذا الوصف بهم وقابل هؤلاء المعطلة اهل التمثيل المشبهة الذين مثل الله سبحانه وتعالى وشبهوه بخلقه وهاتان الطائفتان قد رد الله عز وجل عليهما باية واحدة وهي قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فشطرها الاول ليس كمثله شيء يرد على المشبهة. وقوله في الشطر الثاني وهو السميع البصير. الرد على المعطلة واهل السنة وثقوا في هذا الباب فهم يثبتون صفات الله عز وجل ولا ينفونها واثباتهم لها اثبات على الوجه الذي يليق بجلال الله عز وجل فينزهون الرب سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقات. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وهو مبسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية قال ابن مانع رحمه الله قوله وهم وسط في باب الماي بين الجبرية والقدرية اعلم ان الناس اختلفوا في افعال العباد هل هي مقدورة للرب ام لا؟ فقال زهم واتباعه وهم الجبرية ان ذلك مقدور للرب لا للعبد. فكذلك قال الاشعري واتبعه ان المؤثر بالمقدور قدرة ربي لا قدرة العبد. فقال جمهور المعتزلة ام القدرية المقدر ان الرب لا يقدر على عين مقدور العبد واختلفوا فليقدر على مثل مقدوره فاثبته البصريون كابي علي وابي هاشم ونفعه كابن واتباعهم بغداديون. فقال اهل الحق يفعل عبادي بها صاروا مطيعين واوصاة وهي مخلوقة لله تعالى والحق سبحانه منفرد بخلق المخلوقات لا خالق لها سوى فالجبرية ولو في اثبات القدر فنهوا فعل العبد اصلا. والمعتز والمعتز نفعة القدر جعل العباد خالقين مع الله ولهذا كانوا مدوس هذه الامة فهدى الله المؤمنين اهل السنة لما اختلفوا فيه من ما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فقالوا العباد فاعلون والله خالقهم وخالق افعالهم كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وهذه المسألة من اكبر المسائل التي تضاربت فيها وقد الفت في كتب خاصة كشفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليم. شمس الدين ابن القيم رحمه الله فلم يهتدي الى الصواب فيها الا من بالكتاب والسنة نرى شط مرمى العقل في مرام شق مرمى العقل فيه ودون مداه بيد لا تبيد ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الثاني من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قول شيخ الاسلام وهم وسط في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية ومذهب الجبرية في هذا انهم يقولون ان العبد مجبور على فعله ولا اختيار له فالفعل مقدور للرب لا للعبد وهذا مذهب الجهمية وقابل هؤلاء القدرية الذين يزعمون ان لا قدر فينفون تقدير الله سبحانه وتعالى للاشياء ويقولون ان العبد يخلق فعله وصارت طائفة قد جعلت الفعل لله لا للعبد فيه شيء وطائفة قد جعلت الفعل للعبد لا لله فيه شيء وهدى الله عز وجل اهل السنة للحق بين هاتين الطائفتين فقال اهل السنة ان للعبد مشيئة واختيارا وهذه المشيئة والاختيار تابعة لمشيئة الله عز وجل واختياره كما قال الله عز وجل وما تشاؤون الا يشاء الله فافعال العباد مخلوقة لله عز وجل وللعبد فيها اختيار ومشيئة. فيكون فيها قدر مشترك بين العبد باعتبار مشيئته واختياره وبين الرب سبحانه وتعالى باعتبار مشيئته واختياره نعم قال شيخ الاسلامي رحمه الله وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم قال ابن مانع رحمه الله وقوله وفي باب بوعيد الله بين المرجعية والوعيدية من القدرية وغيرهم. قال في التعريفات المرجئة قوم يقولون لا ينظروا مع الايمان معصية كما لا ينفع ومع الكفر طاعة فقال القسط اللامي في شرح البخاري المرجئة نسبة الى ارجاء التأخير لانهم اخروا الاعمال عن الايمان حدوث عام وان مرتكب الكبيرة غير فاسق وهم فرقتان كما ذكر ذلك شيخ الاسلام في الفرقان الاولى الذين قالوا ان الاعمال ليست من الايمان ومع كونهم مبتدعة في المقول الباطل فقد وافقوا على السنة على ان الله يعذب من يعذبه من اهل الكبائر بالنار ثم يخرجهم بالشفاعة كما جاءت في الاحاديث الصحيحة وعلى انه لابد في الايمان ان يتكلم به بلسانه وعلى ان الاعمال المفروضة واجبة وتاركها مستحق للذم والعقاب. وقد اضيف هذا القول الى بعض الائمة من اهل الكوفة واما الفرقة الثانية فهم الذين قالوا ان الايمان مجرد التصديق بالقلب وان لم يتكلم به فلا شك انه من اكثر عباد الله فان الايمان هو قول باللسان واعتقاد بالجلال وعمله يعني فاذا اختل واحد من هذه الاركان لم يكن الرجل مؤمنا. واما الوعيدية فهم يقالون بالوعيد وهم اصل من اصول المعتزلة وهو ان الله الا يغفر لمرتكبي الكبائر الا بالتوبة ومذهبهم باطل يرده كتابه والسنة قال تعالى ذلك لمن يشاء. فقال عليه الصلاة والسلام من مات من امتي لا يشرك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قال ابو ذر زدنا وان سرق قال وان زنا وان سرق فماذا بعض اهل السنة حق بين باطلين وهدى بين ضلالته كما سمعت والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الثالث من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قول شيخ الاسلام وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية بين القدرية وغيرهم وذلك ان الرب سبحانه وتعالى لما خلق الخلق وامرهم بعبادته جعلهم بين شيئين اثنين احدهما وعده الذي يحملهم على الرغبة في متابعة الامر والثاني وعيده الذي يحملهم على مجانبة النهي فلا يصلح عمر الخلق لتحقيق العبادة الا بسوقهم بالوعد والوعيد ولهذا انتظم بالخطاب القرآني الجمع بين الوعد والوعيد ولما نظر الناس في هذا الخطاب القرآني المتضمن للوعد والوعيد اخذت طائفة بالوعد وهم المرجئة وقابلتهم ضعفت من ثانية اخذت بالوعيد وهم المعتزلة فاما المرجئة فنقل المصنف رحمه الله تعالى عن البلدان يا صاحب التعريفات انهم قوم يقولون لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وذلك انهم تعلقوا بايات الوعد واحاديثه ثم تجلى هذا الاصل في مظاهر عدة منها اخراج الاعمال من حقيقة الايمان فان عصر الارجاء هو الاصل الذي تقدم من انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة واما مظاهر الارجاء فتعددت باعتبار اختلاف الفرق التي اخذت بدلائل الوعد دون الوعيد ومن هنا اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في تقسيم فرق الارجاء فمنهم من قسمهم الى فرقتين ومنهم من قسمهم الى ثلاث ومنهم من بلغهم سبع فرق باعتبار الاقوال المعروفة عن فرق الاسلام واقتصر المصنف رحمه الله تعالى هنا على قسمة شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الفرقان فانه جعل المرجئة طائفتين الاولى الطائفة التي قالت ان الاعمال ليست من الايمان فقال هؤلاء الايمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان واخرجوا الاعمال من حقيقة الايمان وهؤلاء قد ابتدعوا قولا مخالفا لظواهر الادلة مع انهم وافقوا اهل السنة في جملة من مسائل الايمان كما ذكر شيخ الاسلام من انهم موافقون لاهل السنة بان الله عز وجل يعذب من يعذبه من اهل الكبائر ثم يخرجهم بالشفاعة وانه لا بد في الايمان ان يتكلم بلسانه وان الاعمال المفروضة واجبة وتاركها مستحق للدم والعقاب وهذا القول قد اضيف الى بعض الائمة من اهل الكوفة كحماد ابن ابي سليمان وابي حنيفة ومحمد بن الحسن وغيرهم واما الفرقة الثانية فهم الذين قالوا ان الايمان مجرد التصديق بالقلب وان لم يتكلم وهذا من اقوال الجهمية الذين اكتفوا في حقيقة الايمان بمجرد تصديق القلب ولم يذكروا لازمه من عقيدة القلب زيادة على مجرد التصديق ومن قول اللسان وعمل الاركان. وقابل هؤلاء المرجئة الوعيدية المعتزلة الذين يقولون بنفوذ وعيد الله عز وجل بان الله عز وجل لا يغفر لمرتكب الكبائر فعندهم ان مرتكب الكبيرة كافر وهذا مذهب باطل تسابقه ومذهب اهل السنة حق بين باطلين وهدى بين ضلالتين فاهل السنة يرجون للمحسن الثواب ويخافون على المسيء العقاب. فهم يعملون بنصوص الوعد كما يعملون على انفسهم نصوص الوعيد فلا يكفرون فاعلة كبيرة بذنبه ولا يقطعون لصاحب معصية بكمال حاله وتهوين ذنبه وفتح باب الرحمة والطمع فيها له بل يخوفونه وعيد الله سبحانه وتعالى وعقابه. نعم قال شيخ الاسلامي رحمه الله تعالى وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجاهمية. قال ابن مانع رحمه الله وقوله باسناني ما لي والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجامية الحرورية ومن الخارج واعلم ان الناس تنازعوا قديما في الاسماء والاحكام اسماء الدين مثل مؤمن ومسلم وكافر في احكام هؤلاء في الدنيا والاخرة. فالمعتزلة توافق الخوارج على حكمهم في الاخرة دون الدنيا فلم نحن من دماء الفساق الموحدين او ما لم استحلته الخوارج من الفاسقين الملي مرتكزي الكبائر لان الخوارج يرون ذلك كفرا وانما وافقوهم على في الاخرة وهو الخلود في النار واما في الدنيا فخالفوهم في الاسم فقام مرتكبو كبيرة خرج من الامام ولم يدخل الكفر فهو بمنزلة بين المنزلتين وهذا اصل من اصول الملتزمة وخاصة خاصة مذهبهم الباطل واما مذهب المرجئة فقد تقدم انهم قالوا لا يدور مع الامام معصية ومذهب اهل الحق خلاف هذين المذهبين. فلا يقولون بقوم الخوارج والمعتزلة ويقلدون الموحدين بالنار ولا يقولون بقول المرجعة ان المعصية لا تضرهم. بل العبد الموحد مأمور بالطاعات منهي عن المعاصي والمخالفات فيثاب على طاعة ويعاقب على معصية لم يعفو الله عنه والبحث طويل لا تتسع له مثل هذه الحواشي وانما قصدنا وانما قصدنا بذلك تنبيه الطالب الى معاقبها هذه المسائل كما في نسختنا فليس للمغايرة فان المرجعة زهمية ايضا فالجهم هو الذي ابتدع التعطيل والتجهيز جاءه الجبر قال في النونية جيم وجيم ثم جيم معهما مقرونتن احرف بوزاني فاذا رأوا الثاء فاذا الثورة فيه يقارن الجيمات بالتثليث شر قرانه دلت على ان النحوس جميعها سهم الذي قد فاز بالخذلان جبر متجهم فتأمل المجموعة في الميزان فاحكم بطانعها لمن حصلت له بخلاصة من ربقة بخلاصه من ربقة الايمان والجهم على صلاة جميعا فاغتدت مقسومة في الناس بالميزان لكن جاهل الحديث المحض لكن نجعل الحديث المحض اتباع الرسول وتابعوا القرآن عرفوا الذي قد قال مع علم بما قال الرسول فهم اولو العرفان ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الرابع من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قوله شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية فبين رحمه الله تعالى ان المراد باسماء الدين الاوصاف التي يحكم بها على الخلق نحو مؤمن وفاسق ومسلم وكافر ومبتدع وضال. فاهل السنة وسط في هذا الباب بين هذه الطوائف والحرورية هم الخوارج. وقد وافق الخوارج اضرابهم من المعتزلة على حكمهم على فاعل كبيرة بانه في الاخرة في النار ولكنه ما اختلفوا فيه في الدنيا فالخوارج عندهم ان فاعل الكبيرة كافر بمجرد فعل الكبيرة. واما المعتزلة فهم يزعمون ان العبد المواقع اه للكبيرة هو في الدنيا في منزلة بين منزلتين فليس مؤمنا ولا كافرا فولدوا شيئا يوجد في الاذهان ولا يوجد في الاعيان. ولا تدل عليه ايات القرآن ولا يوجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقام لهؤلاء المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الايمان معصية فهم يقولون ان فاعل الكبيرة مؤمن كامل الايمان. لان الايمان عندهم انما هو اعتقاد القلب وقول اللسان في اعلى مذاهب اهل الارجاء وما دون العلو الا السفل فهذا مذهب المرجئة جميعا واما اهل السنة فانهم يقولون ان فاعل الكبيرة مؤمن الا انه غير كامل الايمان فهو مؤمن باعتذار بقاء اصل الدين فيه وانه لم يخرج من الدين بالكبيرة التي فعلها وهو ناقص الايمان باعتبار مواقعته لكبيرة ومن اهل السنة من لا يطلق عليه اسم المؤمن وانما يقول هو مسلم وليس بمؤمن فهو لا يحكم بخروجه من الدين بل يثبت له القدر الاقل وهو الاسلام ويمتنع من اثبات القدر الاعلى له وهو الايمان والثاني لا يخرج عن الاول فهما دائران في مرتبة الوسطية وانما الخلاف في العبارة وقد ذكر هذين المذهبين عنهم الشيخ سليمان ال الشيخ رحمه الله تعالى في تيسير العزيز الحميد نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج قال ابن مانع رحمه الله وقوله وباصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخارجة فالرافضة كفروهم والخوارج كفروا بعضهم واهل الحق عرفوا فضلهم كلهم وانهم افضل هذه الامة اسلاما وايمانا وعلما وحكمة رضي الله عنهم اجمعين ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان الموقع الخامس من مواقع وسطية اهل السنة والجماعة المذكور في قول شيخ الاسلام وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج وبين رحمه الله تعالى ان وسطيتهم وقعت بان الرافضة كفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان الخوارج كفروا بعضهم واما اهل السنة فقد عرفوا الفضل لهم جميعا وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في كلام شيخ الاسلام من المناقب العظيمة والمقامات المحمودة ما ليس لغيرهم من هذه الامة. نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد دخل في ماذا ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله اجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه فوق سماواته على عرشه عليم على خلقه وهو عامين وما كانوا يعلموا ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم وعلى العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم تعمل لدى بسيط وليس معنى وليس معنى قوله وهو معكم انا مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته هو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافرين كما كانت فهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مطلع من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه كنعرفو انه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكنه صان عن الظلم الكاذبة. فقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فليستجيبوا لي. وليؤمنوا لعلهم يرشدون. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر بالكتاب والسنة من قربه لا ينافي ما نذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز طلاق القول بانه عبارة عن قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية كما هو قول كلابية وقول او عبارة كما هو مكونات اشعرية ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى ما اورده شيخ الاسلام ابن تيمية من نفي جواز في اطلاق القول بان القرآن حكاية او عبارة فاشار الى ان هذين مذهبان من مذاهب المخالفين لاهل السنة والجماعة فالكلابية تزعم بان القرآن حكاية عن كلام الله والاشاعرة تزعم بان القرآن عبارة عن كلام الله سبحانه وتعالى واراد هؤلاء واولئك بهذا نفي كون القرآن قد تكلم الله سبحانه وتعالى به حقيقة لانهم ينفون الصوت والحرث واذا نفوا الصوت او الحرق الذي تعلق به صدور القرآن فسمعه جبريل من الله وسمعه محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل كان لا بد لهم ان يتستروا بعبارة يدلون بها للتمويه على الناس في بيان طريقتهم فلم يقولوا ان القرآن ليس كلام الله عز وجل ولكنهم قالوا ان القرآن هو حكاية وعبارة عن كلام الله فليس هو كلام الله عز وجل حقيقة لامتناع الحرب والصوت عندهم خلافا لطريقة اهل السنة والجماعة الذين يقولون ان القرآن كلام الله حقيقة. لان الله عز وجل يتكلم بحرف وصوت واذا كان الكلام صادرا بحرف وصوت كان لا بد من اجراءه على الحقيقة لان هذا هو الذي تعرفه العرب في لسانها من حقيقة في الكلام نعم قال شيخ الاسلامي رحمه الله تعالى بل اذا قرأه الناس وكتبوه في المصاحف لم يخرجوا بذلك عن ان يكون كلام الله حقيقة فان الكلام انما يضاف وحقيقة الا من قاله مبتدئا الى من قاله مبلغا مؤديا قال ابن مانع رحمه الله وقوله ان يكون كلام الله تعالى حقيقة كما هو وقول اهل السنة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى قول شيخ الاسلام لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله حقيقة كما هو قول اهل السنة يعني ان اهل السنة يقولون ان القرآن اذا قرأه القارئ فان الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري. وكذلك اذا كتب في المصحف فان الكتابة كتابة الناسخ والكلام كلام من ربي سبحانه وتعالى فلم يخرج بقراءته او كتابته عن ان يكون كلاما لله سبحانه وتعالى حقيقة لان الكلام يضاف على الحقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا سواء بقراءة او الكتابة. نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله هو كلام الله حروف وهو كلام الله حروف ومعاني. ليس كلام الله الحروف دون المعاني دون الحروف. قال ابن مانع رحمه الله فقوله ليس كلام الله الحروف والحروف دون المعاني. هذا قول المعتزلة وقول دون الحروف هذا قول الاشاعرة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني والمعاني دون الحروف. فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان القرآن حرفا ومعنى هو من الله. واما المعتزلة فيقولون ان القرآن هو الحروف دون المعاني. لانهم ينفون صفات الله سبحانه وتعالى وحينئذ فان الله عندهم لا يوصف بانه متكلم واذا كان الله سبحانه وتعالى غير متكلم ممتنعا عن الكلام فحينئذ لا يكون الكلام منه سبحانه وتعالى وانما خلق الله سبحانه وتعالى هذه الحروف بصدورها عن مخلوق وصارت هذه الحروف من الله عز وجل باعتبار انه خالقها. واما المعنى فهو عنده منفي. لانهم ينفون اتصاف الله عز وجل بصفة الكلام. فصاروا يقولون القرآن الحروف دون المعاني. يعني ان الحروف من الله دون المعنى والحروف من الله بالخلق لا بالكلام لانهم ينفون صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى. وقابل هؤلاء الاشاعرة الذين قالوا القرآن هو المعاني دون الحروف لانهم ينفون الحرف والصوت عن الرب سبحانه وتعالى ويثبتون صفة الكلام لله. ويقولون ان الكلام صفة قائمة بذات الله سبحانه وتعالى عبر عنها بما شاء الله عز وجل فعبر عنها بالتوراة والانجيل والقرآن. فصارت هذه الحروف ليست كلام الله وانما هي عبارة وحكاية عنه كما هو مذهب الاشاعرة وشيوخهم الكلابية السنة فيقولون القرآن كله حرفا ومعنى كله من الله. نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس افصح وليس دون سحاب وكما يرون القمر البدري ولا يضامون في رؤيته. قال ابن منع رحمه الله لا يضامون في رؤيته وفي الحديث لا تضامون في ولاة ضامون في رؤيته. قال في النهاية بتشديد والتخفيف فالتشديد معناه لا ينضم بعضكم الى بعض وتزدحمون وقت النظر اليه ويجوز ضم التاء وفتحها ومعنى التخريب لا ينام كن ظلم في رؤية يراه بعضكم دون بعض والضيم والظلم وقد اتفق اهل الحق على ان المؤمنين يرونه يوم القيامة من فوقهم. كما قال في الكاهنفية الشافية ويرونه سبحانه من فوقهم نظر العيان كما يرى القمران. هذا تواتر عن رسول الله لم ينكره الا فاسد الايمان ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ابن تيمية لا يضامون في رؤيته فذكر نقلا عن ابي السعدات من العسير في النهاية ان هذه الكلمة تروى بتشديد الميم وتخفيفها فاذا شددت صار المعنى انه لا ينضم بعضهم الى بعض واذا خففت قال المعنى لا ينالهم ضيم ولا ذل في رؤيتهم لربهم سبحانه وتعالى وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا ومعنى عيانا رؤيته بعيني الرأس كما ثبت التصريح ذلك في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم عيانا. واصله في مسلم لكن ليس فيه هذه اللفظة نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة قال ابن مانع رحمه الله قول عرفات القيامة العرفات جمع وهي كل موضع واسع لا بناء فيه نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. ومن الايمان باليوم الاخر الايمان والايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر وبنعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال الراجلين من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. فيقول المؤمن والله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم به واما المرتاب فيقول اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بما في زبدة من حديد فيصيح يسمعها ثم يسمعها مرزبة فيضربه بمردبة من حديد فيصيح صيحة الاسماء وها كل شيء الا الانسان ولو سمع الانسان لصعق. قال ابن منار رحمه الله قال فيضرب بزرزبة من حديد المرزبة بتخفيف المطرقة الكبيرة فيقال لها اذ زبة بالهمزة والتشديد مم ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد فتقوم القيامة التي اخبر الله تعالى بها في كتابها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا. قال ابن مانع رحمه الله وقوله غرلا الغرل جمع اغرل هو الاخلف والغرنة الالفة بين المصنف رحمه الله تعالى هنا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية في وصف حال الناس في الحشر انهم يكونون غلا فقال الغل جمع اغرن وهو الاقلق والغرة خلفه يعني غير مختونين نعم قال الشيخ الاسلامي رحمه الله وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فيوزن فيها اعمال العباد. فما فمن ثقلت اعزموا فاولئك هم المفلحون وما خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وصاروا الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذوا كتابه بيميني واخذوا كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال سبحانه وتعالى انه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابه يلقوا منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. قال ابن مانع رحمه الله في عنقي. قال الراغب اي عمله اي عمله الذي طال عنه من خير وشر فقال شيخ الاسلام رحمه الله ويحاسب الله الخلق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما اصيب ذلك بالكتاب والسنة واما الكفار فلا يحاسب محاسبة تماما توزن حسناته وسيئاته فانه لحسنات كما حسنات لهم ولكن ولكن تعد اعمالهم وتحصى سيوقفون عليها ويقررون بها تعزنا بها في ارضنا وفي عرصة القيامة. الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل. انية وعدد نجوم السماء طوله شهر وعرضه شهر من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على مثل جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمال انت منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد منهم من يأمرك بكعب الابل ومنهم من يعدو عدونا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم فان مصر عليك الاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر علي فمن مر على الصراط دخل الجنة. فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعض من بعض. فاذا هذبوا نقوع اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم ففي القيامة ثلاث شفعات اما الشفاعة هنا فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء وادم ونوح وابراهيم وموسى عيسى ابن مريم وعيسى ابن مريم الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية في اهل الجنة ان يدخل الجنة واعتان الشفاعة له واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم يشفع في من استحق يدخلها ويشفع فيمن دخل ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والعقاب وبالجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة بالكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثورة عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده وتؤمن فرقة الناجية اهل السنة جماعتي بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فدرجة الاولى. الايمان بان الله تعالى علم والخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق فاول ما خلق الله فاول ما خلق الله القلم قال له اكتم قال ما اكتب؟ قال وكائن الى يوم القيامة قال ابن مانع قوله فاول ما خلق الله القلم اعلم ان العلماء رحمهم الله اختلفوا في العرش والقلم ايهم خلق واول وحكم ابن القيم في ذلك قولين اختار ان العبد مخلوق قبل القلم ولهذا قال في النونية والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديان. هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي لعلمذان. والحق ان لانه قبل الكتابة كان ذا اركان وكتابة القلم الشريف تعقبت ايجادهم من غير فضل من غير فصل زمان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام رحمه الله فاول ما خلق الله القلم فاشار الى الخلاف المشهور بين اهل العلم رحمهم الله تعالى في المخلوق اولا اهو العرش ام القلم على قولين اثنين اختار ابن القيم رحمه الله تعالى وجماعة من المحققين ان العرش مخلوق قبل القلم وهذا هو الذي تدل عليه الادلة واما ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابي داود وغيره اول ما خلق الله القلم قال له اكتب بل هنا او ولية نسبية اضافية. يعني بالنسبة الى ما بعده فيكون العرش قد خلق اولا ثم استوى الله سبحانه وتعالى على عرشه ثم امر القلم بان يجري بكتابة المقادير ووصف خلق القلم بالاولية بالنظر الى ما بعده من المخلوقات فهو اول المخلوقات التي تبعته. وليس اول المخلوقات على الاطلاق نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئ اي وما اخطأ او لم يكن ليصيبه وجفت الاقلام واطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير قال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها على الله يسير وهذا التقدير التابع يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسدا نفس الروح به بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات ثم يقال اكتب رزقه واجله وعمله وشقيا وسعيد ونحو ذلك فهذا قد كان ينكره راتب قدرية قديما ومنكره اليوم قليل فاما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله تعالى النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن السماوات والارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه الا ما يريد. قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يكون بملكه الا يكون في ملكه ما لا يريد الارادة نوعان احداهما الارادة ونية مستلزمة لوقوع المراد التي يقال فيها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والثانية الارادة الدينية الشرعيتها هذه لا استلزموا وقوع المراد الا الا ان يتعلق بالنوع الاول من الارادة. وفي اوائل فتح المجيد بحث مفيد في الفرق بين الارادتين يراجعوا طائفة يراجعه طالب التحقيق. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ابن تيمية لا يكون في ملكه الا ما يريد وهذا الموضع قد اختلفت فيه النسخ المطبوعة فبعض النسخ فيها كما اثبت ناشروا هذا الكتاب في اصل الواسطية لا يكون في ملكه الا ما يريد وفي بعضها لا يكون في ملكه ما لا يريد وهو الذي وقع عليه شرح المصنف رحمه الله تعالى وكلا الجملتين بمعنى واحد الا ان الاثبت من جهة النسخ العتيقة الواصلية هو المثبت في النص لا يكون في ملكه الا ما وقد فسر الشارح رحمه الله تعالى الارادة الالهية وبين انها نوعان احدهما الارادة الكونية والثاني الارادة الدينية الشرعية والارادة الكونية القدرية توصف بوصفين اثنين احدهما استلزام وقوع المراد فيها. والثاني ان المراد فيها قد يكون محبوبا لله وقد لا يكون محبوبا له والنوع الثاني الارادة الدينية الشرعية وهي توصف بوصفين اثنين احدهما ان مراد الرب سبحانه وتعالى فيها لا يكون الا محبوبا والثاني ان هذا المراد قد يقع وقد يتخلف وقوعه نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمخلصين. ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يحب الفساد. اعلم ان الذي عليهم ائمة ثم يحققون هذا اللي عليه الكتاب والسنة ان المشيئة والمحبة ليستا واحدا ولا هو متلازمان بل قد يشاء ما لا يحبه ويحب ما لا يشأه كونه فالاول كما سيأتي كمشيئته وجود ابليس وجنوده وجنوده ومشيئته وجود ابليس وجنوده ومشيئته العامة لجميع ما في مع بغضه لبعضه. والثاني كمحبته ايمان الكفار كمحبة ايمان الكفار وطاعات البلدان وعذر الظالمين. وتوبة ولو شاء ذلك لوجد كله فانه ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ولا يحب الفساد منبها على ان الائمة المحققين يقولون تبعا لما دل عليه الكتاب والسنة ان المشيئة والمحبة ليستا شيئا واحدا ولهما متلازمتان فليس كل شيء يشاء الله سبحانه وتعالى يكون محبوبا له وليس كل ما يحبه الله عز وجل يكون فمن الاول وهو ما يشاءه الله سبحانه وتعالى ولا يحبه مشيئته وجود ابليس وجنوده ومشيئته العامة لجميع ما في الكون مع بغضه لبعضه فالله سبحانه وتعالى شاء وجود ابيس وشاء وجود المعاصي لكنه لا يحب هذا ولا ذاك ومن الثاني وهو ان الله سبحانه وتعالى يحب ما لا يشاء كونه محبته ايمان الكفار وطاعة الفجار الظالمين وتوبة الباسطين فان الله عز وجل يحب صدور الايمان من كافر ويحب صدور الطاعة من فاجر ويحب صدور العدل من ظالم ويحب صدور التوبة من فاسق لكنه سبحانه وتعالى تقع منه هذه المحبة في حب ما لا يشاء كونه فهو سبحانه وتعالى يحب ايمان الكافر ولا يحب وجود الكافر ويحب طاعة الفاجر ولا يحب وجود الفاجر الى اخر ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم العبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم العباد قدرة على اعمالهم وارادة والله خالقهم وخالق قدرة وارادتهم. قال ابن مانع رحمه الله قوله وللعباد القدرة على ولهم ارادة اي فليس بمجبر على اعماله لانه يعملها بارادته واختياره فيثاب على الطاعة ويستحق العقاب والمعصية وما قول ابن عدوان ناظم هذه العقيدة حيث قال وللعبد هذا قدرة وارادة وارادة وارادة وارادة على العمل فهم فهم غير مبلد. فيفعل ذا باختيار وقدرة وليس بمجبور ولا بمضهد اليست ارادة في الشطر الاول زائدة الثانية؟ وللعبد يا ذا قدرة وارادة على العمل افهم زائد طواب البيت وللعبد يا ذا قدرة وارادة على العمل افهم فهم غير مبلد فاحذفوا وارادة الثانية ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام وللعباد القدرة على اعمالهم ولهم ارادة فقال اي فليس بمجبر على اعماله لانه يعملها بارادته واختياره فيثاب على الطاعة ويستحق العقاب على المعصية وهذا اصل متفرع عما سبق ذكره من ان افعال العباد مخلوقة لله الا ان الله عز وجل قد جعل على للعباد ارادة واختيارا ومشيئة فهم يختارون من الاعمال ما يشاؤون فيثابون على الطاعة ويستحقون العقاب على المعروف نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة قدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم الامة فيغلو فيها قوم من اهل الفتح حتى يسلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها وصالحا. قال ابن مانع رحمه الله قوله في اقوم من اهل الاثبات. اي ان مسجد خالقا لما فقدوه شرا غير الله قال في التدبيرية ان من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله كالقاسي كالقدرية وغيرهم ولكن هؤلاء يغرون بان الله خالق العباد وخالق قدرتهم وان قالوا انهم خلقوا افعالهم وقال في النونية فالناس كلهم اضطروا انه هو وحده الخلاق ليس اثنان الا المجوس فانهم قالوا بان الشر خالقه اله ثاني المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات والضمير في قوله فيها راجع الى قوله واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله تعالى النافذة وقدرته الشاملة. فمن الناس من غلا في اثبات قدرة الله سبحانه وتعالى حتى سلب المخلوق المشيئة والاختيار فصار المخلوق حينئذ مجبورا على هذه الافعال التي يفعلها وهذا ولد عند هؤلاء القول بان الله سبحانه وتعالى يختص به تقدير الخير وان الشر من تقدير غيره وهذا في الاصل هو مذهب الثانوية من المجوس ثم وقع القدرية في مشابهتهم ولذلك جاء عند ابي داوود وغيره القدرية مجوس هذه الامة وهو حديث يروى من وجوه ضعاف وقد حسنه جماعة من اهل العلم نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله فمن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومع ذلك لا يؤثرون على القبلة بمطلق المعاصي والكبائر. كما تفعله خوارج الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. كما قال سبحانه وتعالى باية فمن عصي له من اخيه شيء وقال سبحانه فقاتلوا التي تبغي حتى تسيء الى امر الله فانهم بالعدل واقسطوا ان الله يحب مقسطين انما المؤمنون اخوة ولا يسجدون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله معتزلة بل ويدخل الجسم من الايمان قال ابن مانع رحمه الله قوله ولا يسلبون الفاسق الملي اي الذي على ملة الاسلام ولم يرتكب من الذنوب وبما يوجب كفره كعبادة غير الله. وانكار ما علم مجيئه من الدين بالضرورة وغير ذلك. مما هو معلوم في الاسلام وموجبات الردة اعاذنا الله منها ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان معنى قول شيخ الاسلام ولا يسلبون الفاسق الملي فاخبر بان الفاسق الملي هو الذي على ملة الاسلام ولم يلتفت ذنوبا توجب كفره كعبادة غير الله وانكار ما علم مجيئه من الدين بالضرورة وبعبارة ابين واوضح يقال ان الفاسق الملي هو فاعل الكبيرة من المؤمنين لان فاعل الكبيرة يستحق اسم الفسق فان الله عز وجل ذكر مراتب الذنوب في اية سورة الحجرات في قوله تعالى وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان فقوله تعالى الكفر اشارة الى المكفرات وقوله تعالى الفسوق اشارة الى المفسقات وهي الكبائر وقوله تعالى العصيان اشارة الى ما دونهما وهو الصغائر فدل هذا على ان فاعلا كبيرة يحكم عليه بالفسق لا الكفر ولذلك يقال فاسق من لي يعني فسق بفعله لكنه لم يخرج من الملة فصار منسوبا اليها وهي ملة الاسلام نعم. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل باسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم فقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزانخ لا يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه او هو مؤمن ولا ينتهي نهبة ذات شرب يرفع الناس اليه فيها ابصارا وهو مؤمن فيقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق فلا يسلب مطلق الاسم ولا يسلب مطلق الاسم ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنة من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذي والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيدي لو اما احدكم انفق مثل احد ذابا ما بلغ ضد احدهم ولا نصيبه فيقبلون ما جاء به الكتاب او السنة او السنة او الاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون ان الله تعالى قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وقد رضي عنهما رضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكفى ابن قيس ابن شماء ابن شمات كغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيه ابو بكر ثم عمر ويكلفون كانوا يربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان بالبيئة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل. فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم علي وقوم توقفوا لكن استقر الامر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف عند جمهور اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة خلافة وذلك بانهم يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة ما هو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدكم اذكركم الله بال بيتي اذكركم الله في ال بيت يقال ابن مانع رحمه الله قوله يوم غدير قم قال الزمخشري قم بضم الخاء اسم رجل صبار الغدير الذي بين مكة مدينته بالجحمة وقيل وعلى ثلاثة من الجحفة. وذكر صاحب المشارق ان خم اسم غيظة هناك وبها غدير سبها اليها انت والغيظة الشجر الملتك وقال ايضا ابن عباس عمي وقد شكى الي ان بعض قريش اسمه بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته وقال ان الله اصطفى صاحب المشارق بس اسم هذا الكتاب مشارق الانوار للقاضي عياض وهو من احسن الكتب التي تشتمل على تفسير غريب الصحيحين والموطأ ويعول عليه كثيرا النووي في شرح مسلم والحافظ ابن حجر بفتح البالي نعم وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل لكن ان يتوسط من كناية قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويقرون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر الاولاد اول من امن به على امره وكان لها منه منزلة والصديقة بنت الصديق التي قال بها النبي صلى الله عليه وسلم فمر المؤمن فضل عائشة على النساء ففضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافد الذين يبيظون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصي الذين يؤذون اهل البيت البيت بقول او عمل قول قال بمعنى رحمه الله قوله يتبرأون من طريقة الروافض هذا هو الحق الذي يجب البصير اليه ولقد ضل كثير من المؤرخين قاطعين فجعلوا انفسهم كان الحكام بين اصحاب رسول الله صلى الله وسلم فصوبوا وقطعوا بلا دليل بل باتباع في الدين الاحسان بن عدوان من نجدي بقوله حيث قال وتمسك عما كان بين صحابه وما صح معذورون فيه فقل قد فاما لهما اجران او اجر يعني ايش؟ يعني تقدمت معنا وسنة بن عليم يعني يكفي نعم فاما لهم اجران او اجر يا فتى فلا تبلغه قولا غير ذلك تهتدي وليسوا بمعصومين فاسمع مقالنا ولكن لهم ما يوجب العفو فاهتدي فقد صح عن خير الخلائق انهم لخير القرون افهم بغير ترددي. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام رحمه الله ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت النبوي بقول او عمل فقال رحمه الله هذا هو الحق الذي يجب المصير اليه. اي لابد من موالاة الصحابة وال بيت النبي صلى الله عليه وسلم على حد سواء فهم بمنزلة العينين في رأس واحدة ثم نبه رحمه الله تعالى الى ضلال كثير من المؤرخين المتنطعين الذين جعلوا انفسهم بمنزلة الحكام وفاضين بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصوبوا وخطأوا بلا دليل بل باتباع الهوى وضعف الدين. وما احسن قول العراق في السيرة. وليعلم الطالب ان السير تجمع وما صح وما قد انكر واسم السيرة يجمع جميع الكتب المصنفة سواء في سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم او في اخبار غيره. وكتب السير تجمع ما ضحى من المنقولات والاراء وتجمع معها ما كان باطلا من المنقولات والاراء. ولذلك لا يعول على كتب التاريخ والتراجم في تقرير عقيدة احد. فمن الغلط الواقع اليوم ان بعض الناس يستدل على عقيدة ابن كثير او عقيدة الذهب او عقيدة ابن رجب او نحو ذلك مما يذكره عرضا من المنقولات التاريخية والمؤرخ انما ينقل خبرا ولا يستفاد من مجرد نقله انه مقر له بل لا بد من تصريح بين منه فيما ولذلك قد تجد في كتب بعض اهل السنة التاريخية اذا ذكروا ميتا قد مات فدفن قالوا وله مقام يزار وليس مقصودهم اقرار الزيارة الشركية عند المعظمين من المقبولين ولكنهم يخبرون عن واقع الناس مع هؤلاء فيجب ان يميز طالب العلم مرتبة كتب التاريخ في تقرير عقائد العلماء ومعرفة مذاهبهم في مسائل الخلاف من جملتها مسألة الصحابة رضوان الله عليهم. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله فيمسكون عما الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد ونقص وغير عن وجهه. فالصحيح منه هم فيه معذورون انا مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا اعتقد هنا ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم والصغائر بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يسر من ومن صدر حتى انه يغفر له من السيئة ولا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احد اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ابا ممن بعده ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم نبينا هو احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عن ابيه اذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بمولدتي كانوا بها موجهين ان اصابوا فلا مجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذين ينكرون من فعل بعضهم قليل نجر مغمور في جنب فضائل القول ومحاسنهم. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصر والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انه خير خلقي بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم. وانهم هم صفوة الصفة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله. فمنه اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء. قال قال ابن مازن رحمه الله ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء كرامات قل يا ايها المتقين من عباده الصالحين من الاولين والاخرين ثابتة من الكتاب والسنة. فقد اخبر الله بها بالكتاب وعرف عباده ما اكرم به الكعبة مريم بنت عمران وعاصف بن وكذلك ثبت في كتب اهل السنة ما اكرم به عمر ابن الخطاب والسيد ابن حضير والعلاء ابن الحضرمية وغيرهم مما هو مفصل في لوائح الانوار وغيره فمن اراد تفسيرا معه اشارنا اليه فليراجع اللوائح والفرقان من شيخ الاسلام ابن تيمية وشرح الخمسين لابن رجب لغيرها حيث ان هذه الحاشية لا تتسع ببسط ذلك وقد عد اهل السنة من انكر كرامات الاولياء وخوارق العادات من اهل البدع لمطالبته الدليل. تنبيه لا تظن ايها قارئ ان اصحاب الطرق المبتجئة الذين يسالمون الحيات ويمسكون ويدخلون النار تخييلا ويضربون انفسهم بالسلاح كذبا وتدجيلا من اولياء الله بل هم من اولياء الشيطان نعوذ بالله من افعالهم. ونبرأ الى الله منهم ومن احوالهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء فاخبر رحمه الله تعالى بان الله سبحانه وتعالى قد جعل لمن شاء من خلقه من الاولياء ممن هم دون الانبياء جعل لهم كرامات اظهر بها فمنزلتهم وحظوتهم عنده مما اخبر به الرب سبحانه وتعالى في كتابه او ثبت في كتب اهل السنة والجماعة مما وقع لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن بعدهم وقد افرد الخلال كتابا في كرامات الاولياء كما ان اللالتاء من جملة كتابه في اصول اهل السنة كتاب مفرد في كرامات الاولياء وقد اشتهر منذ القديم مفردا عن بقية الكتاب لجلالة موقعه ثم احال المصنف رحمه الله تعالى في بيان هذه الجملة على كتاب لوائح الانوار والفرقان لشيخ الاسلام ابن تيمية وشرح الخمسين لابن رجب المسمى بجامع العلوم والحكم ومن انكر كرامات الاولياء وخوارق العادات فهو من اهل البدع لمخالفته الدليل ما هو كتاب لوائح الانوار الذي يوحي اليه ها محمد ايش من السفاريني لوامع الانوار ولا لوائح الانوار لوامع ولوائح ها ها؟ نوامي على انوار البهية من قال لوامع صحيح ومن قال له رائح صحيح لان له كتابين لوامع الانوار البهية شرح المنظومة السفارينية ولوائح الانوار السفنية جرح المنظومة الحائية لكن الشيخ آآ بن مانع لتتبع كتبه لا يسمي كتاب شرح السفرية لا يسمي دوامع الانوار يسميه لوائح الانوار. وابن مانع رحمه الله تعالى له تدقيقات في اسماء كتب الحنابلة خاصة تدل على وقوفه على نسخ عتيقة فهو يسمي السفارينية لوائح الانوار فاذا وجدت لوائح مذكورة في كلام ابن مانع فلا تظن انه الذي طبع اخيرا لوائح الانوار الثنية شرح المنظومة الحقيقية وانما هو يطلقه على شرح عقيدة السفارين للسفارين لنفسه الذي طبع باسم جوامع الانوار البهية ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الجملة بالتنبيه على انه ينبغي ان يتنبه القارئ الى ان اصحاب الطرق المبتدعة الذين يسالون الحيات ويمسكونها ويدخلون النار ثخيلا فلا يحترقون ويضربون انفسهم بالسلاح فلا يهلكون لا تحسبنهم من اولياء الله عز وجل بل هم دجالون افاكون من اولياء الشيطان لانهم يجرون على افعال ليست مما اذن به الشرع وليس من علامة الكرامة مخالفة الشريعة بل اذا رأيت الانسان تقع له هذه الوقائع وهو على غير طريق الشرع فاعلم انه صاحب بدعة. كما قال الاخظري في نظمه قال اذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير ولم يقف عند حدود الشرع فانه رجل وبدعي نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وما يجري الله على يديه من خوارق العادات بانواع العلوم والمكاسبات وانواع القدرة والتغييرات والكلمات عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ثم من طريقة ثالث سنة والجماعة اتباع واثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلا وظاهرا. فيؤثرون فيؤثرون كلام الله على غيره واتباع سبيل السابقين الاولين من المؤذنين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنينتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير محمد صلى الله عليه وسلم فيكثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد وبهذا سموا اهل الكتاب والسنة. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع ضدها الفرقة وان كان لفظ الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين. قال ابن مانع رحمه الله قول والاجماع هو الاصل الثالث واما الاصل الاول فهو القرآن واما الثاني فهو سنة النبي عليه السلام قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميعا ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط وما كان عليه السلف الصالح اذ بعد ان كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قال ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا فجارا. ويحافظون على الجماعة ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد الحمى والسهر ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمرور القضاء ويدعون الى مكان من الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المومنين ايمانا احسنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفقر والخيلاء والبغي والاستطالة دعاء خلقي بحقنا وبغير حق ويامرون بمعالي الاخلاق. وينهون عن استفساتها قال ابن مانع رحمه الله وقوس السابع الامر الحقير ورديء من كل شيء وهو ضد المعالي والمكارم وقال شيخ الاسلام وكل ما يقولونه او يفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة فطريقتهم الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر صلى الله عليه وسلم ان نومته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الا واحدة وهي الجماعة. وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثل ما نعليه واصحابه صار المتمسكون بالاسلام احمد الخامس عن الشعوب هم اهل السنة والجماعة وبهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقص في الماسورة والفضائل المذكورة وفهمنا بالدعاء. قال ابن مانع رحمه الله قول الابدان قال ابن الاثير في حديث عن الابدان في الشام ومن اولياء والعباد الواحد بدلا كحمل كحمل واحمال وبدن كجمل سموه بذلك. لانهم كلما مات واحد منهم ابدع باخر قد انتهى ولو قيل ان الابدان هم الذين يجددون الدين كما في الحديث لما كان بعيدا وليس مراده بالابدان ما اشتهينا على لسان عباد حيث يقولون فلا قطاب والاوساد والنجباء والابدان والغوث بهذه الاسماء الجهال زاعمين ان لها حقيقتهما هي والله الا خرافات ولا لا حقيقة لها سوى العقائد الفاسدة الزاهرة الشركية نسأل الله الشفاعة نسأل الله الشفاعة العافية من كل بدعة وضلالة وان يثبتنا على الصراط المستقيم بمله وكرمه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان قول شيخ الاسلام وفيهم الابدان وسبق ان ذكرنا ان الابدال اسم له معنيان اثنان الاول معنى عام وهم القائمون بنصرة دين الله فاذا هلك منهم هالك ابدله الله سبحانه وتعالى بغيره حتى يرث الله الارض ومن عليها وهذا المعنى حق وهو مقتضى بقاء الطائفة المنصورة وفيه حديث ابي عنبة الخولاني عند ابن ماجة بسند جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا والمعنى الثاني معنى خاص وهو ما اصطلح عليه بعض ارباب التصوف من ترتيب مقامات الواصلين الى اقطاب واوتاد نجباء وابدان واغوات. فوضعوا اصطلاحات يرتب فيها مقام الواصل. فيترقى من رتبة الى اعلى منها وهو بهذا المعنى معنى محدث والاحاديث التي وردت وفيها اسم الابدان لا تخلو من ضعف وقد ذهب بعض اهل العلم الى تحسينها ولو قيل بحسن الاحاديث فانها ترجع الى المعنى الاول دون الثاني قال الشيخ الاسلامي رحمه الله تعالى ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة من سورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم الا يزيغ قلوبنا ما بين هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين والسلام على سيدنا محمد واله وعلى سائر المرسلين والنبيين وال كل وسائر الصالحين هذا اخر التقرير على هذا الكتابي النافع نسأل الله عز وجل ان يرزقنا