الحمد لله الذي جعل العلم بداية الخير وغايته وشرف به ادم عليه الصلاة والسلام وذريته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فهذا شرح الكتاب الاول من برنامج البداية في علوم الغاية في سنته الاولى سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف وهو كتاب المقدمة فيما على العبد ان يعلمه ومورده من علوم الغاية هو علم الاعتقاد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين. وامتن علينا بتمام النعمة وكما الدين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا وللحاضرين والمستمعين والمسلمين. قلت ثم وفقكم الله في مصنفكم المقدمة فيما على العبد ان يعلمه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وبه التوفيق. ومنه الإعانة على اتباع اقوم طريق. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اما بعد فاوجب الواجبات واهم المهمات معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لان الله سبحانه وتعالى خلق الجن والانس لعبادته وامرهم بها. والدليل قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم واقامة العبادة تكون بمعرفة ثلاثة اصول. الاول معرفة المعبود الثاني معرفة صفة معرفة صفة عبادته. الثالث معرفة المبلغ عنه نعبد هو الله وصفة عبادته هي الدين الذي يعبد به. والمبلغ عنه ورسول الله صلى الله الله عليه وسلم وهذه المعارف الثلاث هي الاصول العظام التي بعث بها الرسول عليه الصلاة السلام وعنها يكون السؤال في القبر وبتفاصيلها يتعلق الثواب والاجر ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. وهي قوله بسم الله الرحمن الرحيم ثم ثنى بالحمدلة وهي قوله الحمدلله ثم تلت بالشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة وهذه الفواتح الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا. فمن صنف كتابا استحب له ان بهن. ثم ذكر ان اوجب الواجبات واهم المهمات معرفة العبد ربه ودينه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. فالمعارف الثلاث المذكورات موصوفات بامرين احدهما انهن اوجب الواجبات والاخر انهن اهم المهمات وعلل المصنف وجوب تلك المعارف واهميتها بقوله. لان الله خلق الجن والانس لعبادته وامرهم بها. والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم واقامة العبادة تكون بمعرفة ثلاثة اصول واقامة العبادة تكون بمعرفة ثلاثة اصول الاول معرفة المعبود والثاني معرفة صفة عبادته. معرفة صفة عبادته. والثالث معرفة بلغي عنه فالمعبود هو الله وصفة عبادته هي الدين الذي يعبد به. والمبلغ عنه هو رسول الله صلى الله عليه لم فمنشأ وجوب تلك المعارف واهميتها هو ان الله عز وجل خلق الجن والانس لعبادته وامرهم بها فالعبادة موصوفة بشيئين فالعبادة موصوفة بشيئين احدهما انها الحكمة الالهية من خلق الجن والانس انها الحكمة الالهية من خلق الجن والانس وهو المذكور في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والاخر انها امر الله الشرعي انها امر الله الشرعي وهو المذكور في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم ثم بين ان امتثال تلك الحكمة الالهية والامر الشرعي متوقف على معرفة ثلاثة اصول ثم بين ان امتثال تلك الحكمة الالهية والامر الشرعي متوقف على ثلاثة اصول الاول معرفة المعبود وهو الذي تجعل له العبادة والثاني معرفة صفة عبادته وهي الحال التي تقع بها العبادة. وهي الحال التي تقع بها العبادة. والامر الثالث معرفة بلغي عنه اي عن المعبود فان العقول لا تستقل بمعرفة ما لله من حق وهي مفتقرة الى مرشد يرشدها وذلكم المرشد هو المبلغ عن الله عز وجل ثم فسر موارد هذه الاصول الثلاثة فقال فالمعبود هو الله اي الذي تجعل له العبادة التي خلقنا لاجلها وامرنا بها هو الله. قال الله تعالى وما امروا الا فليعبدوا الها واحدا. ثم قال وصفة عبادته هي الدين الذي يعبد به قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ثم قال والمبلغ عنه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ما على الرسول الا البلاغ. فلا يتأتى لاحدنا ان يمتثل العبادة التي خلقنا لاجلها وامرنا بها الا بايقاف نفسه على هذه الاصول الثلاثة بان يعرف المعبود الذي اريد منه ان يجعل له العبادة بان يعرف المعبود الذي اريد منه ان يجعل له العبادة ثم يعرف صفة عبادته من الحال التي يكون عليها في ابتغاء القرب من الله عز وجل. ثم يعرف المبلغ عن ذلك المعبود. ممن بعثه الله عز وجل يخبر عنه ويرشد اليه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم فكل امر بالعبادة ينطوي على هذه الاصول الثلاثة فكل امر بالعبادة ينطوي على هذه الاصول الثلاثة. فقول الله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين يشتمل على طلب معرفتك المعبود الذي تجعل له العبادة. يشتمل على طلب معرفتك المعبود الذي تجعل له العبادة. وطلب معرفتك العبادة التي تجعلها له وطلب معرفتك العبادة التي تجعلها له. وطلب معرفتك المبلغ عنه تلك العبادة فيتحقق من الامر بالعبادة الامر بهذه المعارف الثلاث فيتحقق من الامر بالعبادة الامر بهذه المعارف الثلاث فالاصل الاول وهو معرفة المعبود تتعلق به معرفة العبد ربه عز وجل فالاصل الاول وهو معرفة المعبود تتعلق به معرفة العبد ربه عز وجل. والاصل الثاني وهو معرفة صفة عبادته تتعلق به معرفة العبد دينه والاصل الثالث وهو معرفة المبلغ عنه تتعلق به معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف وفقه الله كلاما يخبر به عن جلالة هذه المعارف الثلاث. فقال وهذه المعارف الثلاث هي الاصول العظام التي بعث بها الرسول عليه الصلاة والسلام وعنها يكون السؤال في القدر وبتفاصيلها يتعلق والاجر فمدار جلالة هذه المعارف الثلاث على ثلاثة امور فمدار جلالة هذه المعارف الثلاث على ثلاثة امور اولها انها الاصول العظام التي انتظمت في البعثة النبوية. انها الاصول العظام التي انتظمت في بعثة نبوية فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث الى الخلق ليعرفهم بربهم الذي يعبدون فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث الى الخلق ليعرفهم بربهم الذي يعبدون وصفة وصفة عبادته والرسول المبلغ عنه وتانيها ان السؤال في القبر يكون عن هذه المعارف الثلاث. فيسأل العبد في قبره من ربك ما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم فسؤالات القبر الثلاثة متعلقة بهذه المعارف الثلاث وثالثها ان الثواب والاجر يتعلقان بتفاصيل تلك المعارف الثلاث. فجميع عمل العبد يرجع الى هذه المعارف الثلاث فاما ان يتعلق بمعرفة العبد ربه. واما ان يتعلق بمعرفة العبد دينه. واما ان يتعلق بمعرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واذا كانت هذه المعارف الثلاث تبلغ في جلالتها هذا المبلغ بكونها الاصول العظام التي بعث بها النبي عليه الصلاة والسلام وعنها يكون السؤال في القبر وبتفاصيلها يتعلق الثواب والاجر وجب على كل احد من المسلمين معرفة هذه الاصول الثلاثة فهي مقدمة الديانة وممهدة العبادة فلا سبيل الى كون العبد عابدا الله عز وجل بدين يدين له مما يرضاه الله حتى يعرف ان الله هو المعبود وان العبادة التي يتحقق بها ما امر به هي دين الاسلام وان المبلغ عنه هو محمد صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله الاصل الاول معرفة العبد ربه والرب في الشرع اسم من اسماء الله الحسنى ولا يسمى احد الرب الا هو. والواجب من معرفة الرب على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة وجود الله فيؤمن بان الله موجود لا عدم. والثاني معرفة ربوبيته فيؤمن به ربا متفردا بنفسه المقدسة وافعاله الكاملة. والثالث معرفة اسمائه الحسنى وصفاته العلى. فيؤمن وباسماء الله وصفاته التي اخبر الله بها عن نفسه او اخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم رابع معرفة الوهيته فيؤمن بان الله وحده هو الاله المستحق جميع انواع العبادة لا شريك له ولا معبود سواه فهو المفرد بافعال العباد التي يتقربون بها. والرب هو المستحق للعبادة والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم انكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل نزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندا وانتم تعلمون. فامر بعبادته في قوله اعبدوا ربكم ثم ذكر موجب استحقاقها والتفرد بالربوبية في قوله الذي خلقكم الايتين. فان الاقرار بربوبيته يستلزم الاقرار الوهيته وجميع انواع العبادة التي امر الله بها كلها له وحده لا شريك له. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فمن جعل منها شيئا لغيره فهو مشرك كن كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به ما حسابه عند ربه؟ انه لا يفلح الكافرون. والشرك هو جعل شيء من حق الله لغيره. ومن انه جعل شيء من العبادة لغير الله وحقوق الله اثنان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب والواجب لله على العبد لاداء الحقين السابقين توحيده في ثلاثة انواع. الاول توحيده وفي الربوبية كما قال تعالى وهو رب كل شيء. والثاني توحيده في الالوهية. كما قال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. والثالث توحيده في الاسماء والصفات. كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وقال تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين فنزه نفسه عما وصفه به المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في وصفه هو افراد الله بحقه. ومنه افراد الله بالعبادة لما فرغ المصنف وفقه الله من تقرير وجوب هذه الاصول الثلاثة واهميتها وبين جلالتها وعلو رتبتها شرع يبينها واحدا واحدا جاء بمعرفة العبد ربه لجلالة موقعها من تلك المعارف فانها مفتاح بدايتها وغاية نهايتها فقال الاصل الاول معرفة العبد ربه ثم شرع يبين ما يتعلق بتلك المعرفة فقال والرب في الشرع اسم من اسماء الله الحسنى ثم قال ولا يسمى احد الرب الا هو. فاسم الرب من الاسماء الالهية مختصة باسم الرب من الاسماء الالهية المختصة وهي الاسماء التي لا يجوز تسمية غيره بها وهي الاسماء التي لا يجوز تسمية غيره بها فاسم الرب حال كونه محلا بال لا يسمى به الا الله فان جرد منها واضيف الى شيء فله حلال فان جرد منها واضيف الى شيء فله حالان. احداهما ان تصح الاضافة شرعا ان تصح الاضافة شرعا كالقول عن مخلوق انه رب البيت او رب المال فيجوز اطلاقه مضافا والاخرى الا تصح الاضافة شرعا الا تصح الاضافة شرعا كالقول عن مخلوق انه رب الكون او رب الدنيا فلا يجوز اطلاقه مضافا فلا يجوز اطلاقه مضافا. ثم بين المصنف وفقه الله الواجب من معرفة الرب على كل احد فتلك المعارف الثلاث التي بين فيما سلف انها اوجب الواجبات واهم المهمات يكون منها ولابد قدر يتعلق وجوبه بكل احد لما سلف ان امتثال العبادة التي امرنا بها متوقف على معرفة تلك الاصول الثلاثة واعتنى المصنف ببيان الاقدار الواجبة من كل اصل منها والمذكور هنا هو الواجب من معرفة الرب على كل احد فبين انه يرجع الى اربعة اصول فقال الاول معرفة وجود الله فيؤمن بان الله موجود لا عدم اذ ما يستقبل ذكره من الربوبية والاسماء والصفات والالوهية متعلقة بموجود فلو كان الرب عدما لما تعلقت به المذكورات من الربوبية والالوهية والاسماء والصفات فمقدمة ما يعتقده العبد في الله عز وجل اعتقاده ان الله موجود قال تعالى افي الله شك وهو استفهام استنكاري يراد به ابطال اعتقاد عدم الهيته سبحانه وهو فام استنكاري يراد به ابطال اعتقاد عدم الهيته وفي ذلك اثبات وجوده سبحانه وتعالى. ثم ذكر الثاني فقال والثاني معرفة ربوبيته والدليل قوله تعالى وهو رب كل شيء وحقيقة الربوبية وحقيقة توحيد الربوبية شرعا افراد الله بذاته وافعاله وحقيقة توحيد الربوبية شرعا افراد الله بذاته وافعاله وتحقيق الايمان بها في قوله فيؤمن به ربا متفردا بنفسه المقدسة وافعاله الكاملة فمدار توحيد الربوبية على امرين فمدار توحيد الربوبية على امرين احدهما افراد الذات الالهي والاخر افراد الافعال الالهية ثم ذكر الثالثة فقال والثالث معرفة اسمائه الحسنى وصفاته العلى والدليل قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى وقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين فسبح نفسه تنزيها عما يصفه به المشركون وسلم على المرسلين لكمال ما به ربهم يصفون فسبح نفسه تنزيها عما يصفه به المشركون وسلم على المرسلين لكمال ما به ربهم يصفون وحقيقة توحيد الاسماء والصفات شرعا افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى والاسماء الحسنى جمع اسم والاسماء الحسنى جمع اسم والاسم الالهي هو ما دل على ذات الله مع كمال متعلق بها. ما دل على ذات مع كمال متعلق بها والصفات العلى جمع صفة والصفة الالهية ما دل على كمال متعلق بالذات. ما دل على كمال متعلق بالذات وتحقيق الايمان بالاسماء الحسنى والصفات العلى هو المذكور في قوله فيؤمن باسماء الله وصفاته التي اخبر بها عن نفسه او اخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فيكون العبد مؤمنا بالاسماء الالهية الحسنى وصفات ربنا العلا بتصديقه بما اخبر به الله او اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات فمدار توحيد الاسماء والصفات على امرين. فمدار توحيد الاسماء والصفات على امرين. احدهما افراد الاسماء الحسنى افراد الاسماء الحسنى والاخر افراد الصفات العلا ثم ذكر الاصل الرابع فقال والرابع معرفة الوهيته والدليل قول الله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين وحقيقة توحيد الالهية شرعا افراد الله بالعبادة وحقيقة توحيد الالهية شرعا افراد الله بالعبادة. وتحقيق الايمان بها هو المذكور في قوله بان الله وحده هو المستحق جميع انواع العبادة لا شريك له. ولا معبود سواه فهو المفرد عالي العباد التي يتقربون بها فيكون العبد مؤمنا بالوهية الله باعتقاده استحقاق الله عز وجل جميع انواع العبادة. وانه ولا يكون شيء منها لغير الله. فهو سبحانه المفرد اي الموحد بافعال العباد التي يتقربون بها. اي المفعولة منهم على وجه طلب القرب من الله اي المفعولة منهم على وجه طلب القرب من الله. فجماع ما يجب على العبد في معرفة الله سبحانه هو هذه الاصول الاربعة بان يعرف العبد اولا ان الله موجود لا عدم ثم يعرف ثانيا ان الله هو الرب. فله وحده الربوبية ثم يعرف ثالثا ان الله له الاسماء الحسنى والصفات العلى ثم يعرف رابعا ان العبادة كلها لله وحده. وهذه هي غاية معرفة الله واخرت لرجوع مقصود تلك المعارف اليها فغاية ما يطلب من العبد الوصول اليه في معرفة الله هو معرفة الوهيته فان منتهى ما يطلب من العبد ان يكون حبه وخضوعه واقباله وانسه هو بالله سبحانه وتعالى لا شريك له. ثم بين المصنف استحقاق الله العبادة فقال والرب هو المستحق للعبادة اي هو الذي ثبتت له العبادة. وذكر دليل استحقاق الله العبادة فقال والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. الاية والتي بعدها. ثم بين وجه دلالة الاية على استحقاق الله فقال فامر الله بعبادته في قوله اعبدوا ربكم الدال على امر الله سبحانه ايانا بعبادته. ثم ذكر موجب استحقاقها. اي مقتضي لجعلها له سبحانه اي مقتضي جعلها له سبحانه. فقال وهو التفرد بالربوبية في قوله الذي خلقكم فان الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية. انتهى كلامه. فمن اقر بالله ربا وجب عليه ان يقر به معبودا. فمن اقر بالله ربا وجب عليه ان يقر به معبودا فهو وسبحانه المستحق للعبادة لانه المنفرد بالربوبية. فهو سبحانه الذي يخلق وهو سبحانه انه الذي يرزق وهو سبحانه الذي يملك. وهو سبحانه الذي بيده الامر كله فلما اجتمعت ازمة الربوبية بيده كان سبحانه هو المستحق للعبادة دون غيره. فان الذي لا يخلق ولا يرزق ولا يملك ولا يدبر الامر لا يستحق ان يكون معبودا. وهؤلاء الاربع الخلق والرزق والملك وتدبير الامر هن اعظم مشاهد الربوبية وهؤلاء الاربع الخلق والرزق والملك وتدبير الامن هن اعظم شواهد الربوبية ثم قال وجميع انواع العبادة التي امر الله بها كلها له وحده لا شريك له فليس شيء من العبادة كائنا لغير الله لانه هو وحده المستحق للعبادة كلها كما تقدم. وبين المصنف دليله فقال والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا فالاية المذكورة اصل في افراد الله بالعبادة. وهي تدل على ان جميع انواع العبادة المأمورة كلها لله تعالى. ودلالتها على ذلك من وجهين احدهما في قوله وان المساجد لله فجماع المنقول في تفسيرها فالجماع المنقول في تفسيرها ان انواع الاجلال والاعظام والاكبار لله وحده ان جميع انواع الاجلال والاعظام والاكبار لله وحده فتكون جميع العبادة لله لاندراجها في اكباره واعظامه واجلاله فتكون جميع انواع العبادة لله لاندراجها في اكباره واعظامه واجلاله والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا نهيا عن دعوة غير الله معه والدعاء يطلق ويراد به العبادة والدعاء يطلق ويراد به العبادة كلها لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة رواه اصحاب السنن واسناده صحيح فتقدير الاية فلا تعبدوا مع الله احدا والنهي عن عبادة غير الله يستلزم الامر بافراده سبحانه بالعبادة واذا كانت العبادة حقا لله فانه لا يقبل الشركة في حقه. ومن جعل شيئا من حق الله لغيره وقع في الشرك ومن جعل شيئا من حق الله لغيره وقع في الشرك وهو الذي صرح به المصنف فقال فمن جعل منها شيئا لغيره فهو مشرك كافر فجعل شيء من العبادة لغير الله يصير به العبد من اهل الشرك والكفر ثم ذكر المصنف الدليل فقال والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. ودلالة الاية المذكورة على الامر الذي اراده من وجهين دلالة الاية المذكورة على الامر الذي اراده من وجهين احدهما ذكر فعل متوعد عليه ذكر فعل متوعد عليه وهو عبادة غير الله في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فقد تقدم ان الدعاء يطلق ويراد به العبادة فتقدير الاية ومن يعبد مع الله الها اخر لا برهان له به. اي لا حجة له على صحة عبادته والاخر تهديده بالحساب مع بيان المآل تهديده بالحساب مع بيان المآل في قوله فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فذكر الحساب للتهديد ونفي الفلاح لبيان المآل وهو المرجع والمصير والفلاح لا ينفى الا عن الكافر والفلاح لا ينفى الا عن الكافر فمن دعا مع الله الها اخر وقع في الكفر وكفره من جنس الشرك ثم بين المصنف حقيقة الشرك الذي حكم به على من جعل شيئا من العبادة لغير الله فقيل فيه كما تقدم فهو مشرك كافر فقال مبينا حقيقة الشرك والشرك هو جعل شيء من حق الله لغيره ومنه جعل شيء من العبادة لغير الله فالشرك له في الشرع معنيان فالشرك له في الشرع معنيان. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره ويندرج فيه كل نوع من انواع الشرك والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. فيختص بشرك العبادة المتعلق بالالوهية والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم الشرك في خطاب الشرع اريد به شرك العبادة. ولما ذكر المصنف ان الشرك في معناه العام هو جعل شيء من حق الله لغيره بين ما لله من حق فقال وحقوق الله اثنان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب انتهى كلامه فما ثبت لله من الحق متعلقا بتعظيمه نوعان. فما ثبت لله من الحق متعلقا بتعظيمه نوعان احدهما حق في المعرفة والاثبات اي في معرفة الله واثبات ما له من الكمالات اي في معرفة الله واثبات ما له من الكمالات. والاخر حق في الارادة والطلب اي في توجه القلوب وطلبها وخضوعها لله سبحانه وتعالى اي في توجه القلوب بها وخضوعها لله سبحانه وتعالى ثم ذكر بعد ان الواجب على العبد لاداء الحقين السابقين توحيده في ثلاثة انواع فسبيل وفاء العبد بالحقين المتقدمين يكون بتوحيد الله في ثلاثة انواع. ثم ذكرها فقال الاول توحيده في الربوبية وتقدم ان توحيد الربوبية هو افراد الله بذاته وافعاله. ودليله هو المذكور في قوله كما قال تعالى وهو رب كل لشيء الدال على عموم ربوبية الله لكل شيء ثم قال والثاني توحيده في الالوهية وتقدم ان توحيد الالوهية هو افراد الله بالعبادة بالعبادة. ودليله هو المذكور في قوله كما قال تعالى فاعبد لاها مخلصا له الدين وحقيقة الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله وحقيقة الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله فلا يوجد في قلب العبد ارادة سوى ارادة الله ثم قال والثالث توحيده في الاسماء والصفات وتقدم ان توحيد الاسماء والصفات شرعا هو افراد الله سبحانه اسمائه الحسنى وصفاته العلى. ودليله هو المذكور في قوله كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال لا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. فنزه سبحانه نفسه عما وصفه به المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في وصفه واحتيج الى زيادة البيان في الاية الثانية لغموض طريق استفادة اثبات الصفات منها فان الاية الاولى صريحة في اثبات الاسماء الحسنى في قوله ولله الاسماء الحسنى. واما الثانية وهي قوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين فاخبر المصنف بطريقة استفادة الصفات الالهية منها في قوله فنزه نفسه عما وصفه به المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في فالمشركون يصفون الله باشياء اختلقوها. برأ الله نفسه منها بتنزهه عنها فلم يبطل الله اصل الوصف لكن ابطل نوعا منه. فليس وصف الله باطلا في نفسه. بل المبطل الوصف الذي وصفه به المشركون واثبتها في قوله وسلام على المرسلين بتسليمه سبحانه على المرسلين لسلامة ما قالوه في وصفه. بتسليمه سبحانه وتعالى على المرسلين لسلامة من قالوه في وصفه. اذ لما سلم الله عليهم علم ان وصلهم الذي وصفوا به ربهم سبحانه وتعالى سالم من السوء حقوا سلام الله عليهم. ثم قال والحمد لله رب العالمين. وفي ذلك اثبات جميع الكمالات لله ومن كمالاته انواع صفاته وفي ذلك اثبات جميع الكمالات لله ومن كمالاته انواع صفاته. ثم بين المصنف حقيقة التوحيد شرعا فقال والتوحيد هو الله بحقه ومنه افراده بالعبادة. فالتوحيد له في الشرع معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم التوحيد في خطاب الشرع فالمراد به توحيد العبادة نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله الاصل الثاني معرفة العبد دين الاسلام والدين هو ما انزله الله على الانبياء تحقيق عبادته ومنه التوحيد. والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك اكمله الله ورضيه لنا دينا وما عاده مردود على صاحبه يقينا. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقد امن الله عباده المسلمين. فقال تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا. وحذرنا من الخروج عن دعوى الاسلام لا دعوى الجاهلية. فمن انتسب الى شيء يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فان احتسابه من دعوى الجاهلية ومراتب الدين ثلاث. الاولى الاسلام اركانه خمسة. شهادة ان لا اله الا الله هو ان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والثانية الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. والثالثة الاحسان كانوا اثنان ان تعبد الله وان يكون فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. والواجب من معرفة دين الاسلام على كل احد يرجع الى ثلاثة اصول. الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه بموافقة الشرع وجماعه اركان الايمان الستة المتقدمة وتوابعها من اصول الاعتقاد. والثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات للعبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا. وفعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع لا من اللازمة له كالعلم بالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات. والاخر وفعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. والثالث الترك والواجب فيه موافقة لاجتناب رضاة الله واجماعه المحرمات الخمسة التي اتفقت عليها اديان الانبياء والرسل جميعا. وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع اليها ويتصل بها لما فرغ المصنف وفقه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني من الاصول الثلاثة المتعلقة بالمعارف الثلاث التي تقوم عليها العبادة. فقال الاصل الثاني معرفة العبد دين الاسلام ثم بين حقيقة الدين فقال والدين هو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ومنه التوحيد فالدين له في الشرع معنيان احدهما عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته والاخر خاص وهو التوحيد والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم الدين في خطاب الشرع فالمراد به توحيد الله. ثم بين المصنف حقيقة الاسلام الذي هو الدين الذي امرنا به فقال والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله واصل الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد وله توابع متعددة. واصل الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد وله توابع متعددة من جملتها المذكور في قوله والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وافصح عن الجملتين المذكورتين مع اندراجهما في الاستسلام لله بالتوحيد تنويها بشأنهما وتعريفا بعلو مقامهما. تنويها بشأنهما وتعريفا بعلو مقامهما. وهذا المعنى للاسلام هو معنى عام تندرج فيه جميع دعوات الانبياء والرسل فان الانبياء والرسل جميعا جاءوا بدعوة الناس الى الاسلام والاستسلام لله بالتوحيد. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. فمدار دعوة الانبياء والمرسلين على الاستسلام لله بالتوحيد ومن جملة المعنى العام للاسلام الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فان الله بعث الينا محمدا صلى الله عليه وسلم بدين جعله اكمل استسلام له فلم يزل الدين يعلو كمالا بين انبياء الله تنتهى كماله الى الدين الذي خص به محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قول المصنف اكمله الله ورضيه لنا دينا فغاية كمال الدين الى ما بعث به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولما كان دين الاسلام كاملا رضيه الله لنا دينا. وجعل ما عداه من الاديان مردودا على صاحبه يقينا فلا يقبل منه. قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين فالاية المذكورة اصل في ابطال غير دين الاسلام من جهتين فالاية المذكورة اصل في ابطال غير دين الاسلام من جهتين. احداهما عدم قبوله من العبد في قوله فلن يقبل منه والاخرى بطلان عمله وخسارته في الاخرة بطلان عمله وخسارته في الاخرة. في قوله وهو في الاخرة من الخاسرين فكل دين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سوى دينه فهو دين باطل واهله في الاخرة من الخاسرين تدين اليهودية والنصرانية والبوذية والوثنية والشيوعية وغيرها اديان باطلة. واهل من الخاسرين في الاخرة. فهم من اهل النار ثم ذكر المصنف ان الله جعل للمنتسبين لهذا الدين اسماء فقال وقد سمانا الله عباده المسلمين فمن دان بالاسلام فهو مسلم والدليل قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا في هذا اي وفي القرآن ثم قال الى دعوى الجاهلية ودعوى الاسلام هي الاسماء التي جعلها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للاسلام واهله هي الاسماء التي جعلها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للاسلام واهله وعند الترمذي باسناد صحيح من حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام. ادعو بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. ففيه الامر بالاسماء الشرعية للاسلام واهله والنهي عن الخروج عنها الى غيرها قال المصنف فمن انتسب الى شيء يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان انتسابه من دعوى الجاهلية والجاهلية اسم لما كان عليه الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم اسم لما كان عليه الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم. وما اضيف اليها من اعتقاد او قول او فعل فهو محرم فما اضيف اليها من اعتقاد او قول او فعل فهو محرم. ومن جملة الجاهلية الانتساب الى ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كالاسماء التي تجعل للاسلام واهله مما لم يرد في القرآن ولا في السنة ويخالف ما فيهما من الاصول العظام كلزوم الجماعة والحذر من التفرق. ثم بين المصنف مراتب الدين فقال ومراتب الدين اي بمعناه العام ثلاث فالمرتبة الاولى الاسلام والمرتبة الثانية الايمان والمرتبة الثالثة الاحسان. واعتلى المصنف بذكر اركانها فقال في المرتبة الاولى وهي الاسلام واركانه خمسة فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. والركن الثاني اقام الصلاة والصلاة التي اقامتها ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس في اليوم والليلة والركن الثالث ايتاء الزكاة والزكاة التي ايتاؤها ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة في الاموال هي الزكاة المعينة في الاموال. والركن الرابع صوم رمضان. وصوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر لرمضان في كل سنة والركن الخامس حج البيت. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة مرة واحدة في العمر هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر. ثم ذكر المرتبة الثانية وهي الايمان وبين اركانه فقال واركانه ستة. فالركن الاول هو الايمان بالله والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا العبادة هو الايمان بوجوده ربا مستحقا العبادة له اسماء الحسنى والصفات العلى. والركن الثاني هو الايمان بالملائكة والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم خلق من خلق الله هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله. والركن الثالث هو الايمان بالكتب. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه. ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وكلها منسوخة بالقرآن اي زائلة احكامها بالقرآن الكريم. والركن الرابع هو الايمان بالرسل والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم والايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروا بعبادة الله ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. والركن الخامس هو الايمان باليوم اخر والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة. ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار. ومن اساء فلهما عمل وجزاؤه النار والركن السادس هو الايمان بالقدر خيره وشره والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا. الايمان بان الله قدر كل شيء من خير او شر ازلا. وانه لا يكون شيء الا بمشيئة وخلقه وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. ثم ذكر المرتبة الثالثة وهي الاحسان وبين اركانه. فقال واركانه اثنان فالركن الاول ان تعبد الله. وعبادة الله شرعا لها معنيان وعبادة الله شرعا لها معنيان. احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع المقترن بالحب والخضوع. والاخر خاص وهو التوحيد. والاخر خاص وهو التوحيد والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم العبادة في خطاب الشرع فالمراد به التوحيد والركن الثاني ان يكون فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة والمشاهدة هي ان يشهد العبد بقلبه قرب الله منه هي ان يشهد العبد بقلبه قرب الله منه واطلاعه عليه شهادة يصير بها كأنه يرى الله. شهادة يصير بها كانه يرى الله والمراقبة هي ان يستحضر العبد في قلبه هي ان يستحضر العبد في قلبه قرب الله منه واطلاعه عليه فيتخايل انه لا يزال بين يديه وان الله يراقبه فيتخايل انه لا يزال بين يديه وان الله يراقبه. ثم لما فرغ المصنف من عد مراتب الدين الثلاث بين ما يجب من معرفة دين الاسلام على كل احد حذو ما تقدم ذكره في معرفة الله. والواجب من معرفة دين الاسلام يرجع الى ثلاثة اصول ذكرها المصنف فقال الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه بموافقة الشرع. والاعتقاد افتعال من عقد والاعتقاد افتعال من العقد وهو الشد والتوثقة وهو الشد والتوثقة. والمراد به هنا التصديق الجازم. والمراد به هنا التصديق الجازم ويسمى قول القلب ويسمى قول القلب. والواجب فيه كما ذكر ان يكون اعتقاد العبد مطابقا للحق في نفسه اي واقعا وفق ما في الامر نفسه مما هو عليه. اي واقعا وفق الامر وفق ما في الامر نفسه على ما هو عليه ويعرف ذلك بموافقة الشرع فمثلا اعتقادنا بان الله هو رب العالمين هو اعتقاد مطابق للحق في نفسه اذ عرف ذلك بدليل الشرع. قال تعالى الحمد لله رب العالمين ثم بين ما يجمع اطرافه ويلم شتاته فقال وجماعه اركان الايمان الستة اي اركان الايمان الستة المتقدمة توابعها من اصول الاعتقاد. وجماع الشيء هو الاصل الذي يجمع اطرافه ويلم شتاته وجماع الشيء هو الاصل الذي يجمع اطرافه ويلم شتاته. فالاصل الجامع للاعتقاد يرجع الى اركان الايمان الستة المتقدمة وما يتبعها من اصول الاعتقاد. ثم ذكر الاصل الثاني اي وهو الفعل فقال والثاني الفعل. والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهر وباطنا للشرع امرا وحلا والفعل هو احداث الشيء والفعل هو احداث الشيء فما يحدثه العبد يسمى فعلا. وبين ان الواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية اي ما صدر عنه عن ارادة واختيار ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا والامر هو الفرض والنفل والحل هو الحلال المأذون فيه فالواجب على العبد في فعله ان يوافق ان توافق حركاته الاختيارية الصادرة عن ارادة وفعل الشرع في الامر والحل اي في الفرض والنفل والحلال. ثم بين المصنف ان فعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له كالعلم بالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. ثم ذكر الاصل وهو الترك. فقال والثالث الترك. والواجب فيه موافقة لاجتناب مرضاة الله والترك هو تخلية الشيء والترك هو تخلية الشيء. وبين ان الواجب فيه هو موافقة لاجتناب مرضاة الله اي اي ان يوافق اجتنابك شيئا ما وتخليك عنه مرضاة الله. اي ان يوافق اجتنابك شيئا ما وتخليك عنه مرضاة الله. ثم بين ما يجمع اطرافه ويلم شتاته فقال وجماعه الرمات الخمسة التي اتفقت عليها اديان الانبياء والرسل جميعا وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق الشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع اليها ويتصل بها نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله. الاصل الثالث معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. واسمه محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب وهو من العرب وقبيلته قريش. والواجب من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على كل احد اربعة الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وختم به الرسل. والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله. بعثه الله الى الناس كافة يدعو الى التوحيد وينذر عن الشرك وافترضوا طاعته على جميع الثقلين على جميع الثقلين الجن والانس. مات صلى الله عليه وسلم بالمدينة ودفن بها ودنه باقي وهو جامع للترغيب في كل خير. والترهيب من كل شر. تم بحمد الله ضحوة الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة والف. لما فرغ المصنف وفقه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل من الاصول الثلاثة المتعلقة بالمعارف الثلاث التي تقوم عليها العبادة وهو معرفة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الاصل الثالث معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وابتدأه بقوله واسمه محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ذاكرا اسمه ثلاثيا. وهذا النبي صلى الله عليه وسلم من امة العرب وقبيلته منهم قريش كما قال المصنف وهو من العرب وقبيلته قريش. ثم بين المصنف القدر الواجب من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على كل احد وهو يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به. فاذا لم يعرف العبد ان اسم هذا الرسول هو محمد لم يعرف وصفه الذي يتميز به عن الناس ولا ما بعث به صلى الله عليه وسلم من الدين. وكان يقوم مقام اسمه في زمنه صفته والاشارة اليه وكان يقوم مقام اسمه في زمنه صفته والاشارة اليه. فكان يتميز بحليته التي يوصف بها او بالاشارة اليه بالاصابع في جمع الناس. فلما مات صلى الله عليه وسلم لم يبقى ما يميزه عن غيره الا اسمه فيجب على العبد ان يعرف اسم هذا النبي الذي بعث فينا ليميز له ليميز ما له من الحق فان الاسماء جعلت لتمييز حقوق الخلق. فان الاسماء جعلت لتمييز حقوق الخلق فتسمية المولود واجبة. فتسمية المولود واجبة. فانه لو قدر وجود اهل لسم له جهل ما له من الحق وضاع. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وختم به الرسل. فهو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد رسول لا يكذب. اختاره الله واصطفاه فانتخبه من جنس البشر. وجعله كما الانبياء والرسل مفضلا له على غيره بوحي النبوة والرسالة. والثالث معرفة انه جاء بالبينات والهدى ودين الحق. والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله ثم ختم المصنف كتابه بسبع مسائل تتعلق بمعرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فالمسألة الاولى في قوله بعثه الله الى الناس كافة فهو مبعوث الى الناس جميعا والمسألة الثانية في قوله يدعوهم الى التوحيد وينذرهم عن الشرك واسم الدعوة يتضمن الترغيب في التوحيد والحث عليه واسم الدعوة يتضمن الترغيب في التوحيد والحث عليه. واسم النذارة يتضمن نهي عن الشرك والتحرير منه واسم النذارة يتضمن التحذير يتضمن النهي عن الشرك والتحذير منه والمسألة الثالثة في قوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والمسألة الرابعة في قوله مات صلى الله عليه وسلم بالمدينة. وهي المعروفة بنسبتها اليه دون سائر البلدان فيقال فيها المدينة النبوية وهو من اكمل اسمائها. والمسألة الخامسة في قوله ودفن بها. فدفن صلى الله عليه وسلم في الموضع الذي مات فيه من بيت عائشة رضي الله عنها. والمسألة السادسة في قوله ودينه باق. اي ما بعثه الله عز وجل به من الدين باق الى قيام الساعة. والمسألة السابعة في قوله وهو يعني دينه جامع للترغيب في كل خير والترهيب من كل شر. فانما يحيط بالخلق دائر بين الخيرية والشر فانما يحيط بالخلق دائر بين الخيرية والشرية. ودين النبي صلى الله عليه وسلم جامع للترغيب في كل خير والترهيب من كل شر واسم الترغيب بما يؤمر به ويحث عليه واسم الترغيب بما يؤمر به ويحث عليه. واسم الترهيب لما يحذر منه ينهى عنه واسم الترهيب لما يحذر منه وينهى عنه وهذا اخر الكلام على ما يناسب المقام في بيان معاني هذا الكتاب اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع المقدمة فيما على العبد ان يعلمه بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما فلان ابن فلان ابن فلان العرب عندها الاسم اربعة يكتب اسمه تاما باربعته فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الاثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف في جامع خادم الحرمين بالخبر لقاؤنا ان شاء الله تعالى في الدرس القادم غدا بعد صلاة العشاء وهو في كتاب المفسر من القرآن الميسر وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه والحمد لله اولا واخرا