السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل العلم بدء الخير وغايته. وشرف به ادم عليه الصلاة والسلام وذريته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج البداية في علوم الغاية. وهو كتاب المفسر من القرآن الميسر صنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. ومولده من علوم الغاية علم التفسير. وهو الكتاب تاني من برنامج البداية في علوم الغاية في سنته الاولى سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين. وامتن علينا بتمام النعمة وكمال الدين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا وللحاضرين والمستمعين والمسلمين قلت وفقكم الله في مصنفكم المفسر من القرآن الميسر. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ربنا وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد نبينا وعلى اله وصحبه ومن ان الهدى تبين. اما بعد فهذه نبذة ميسرة. تحوي جملة من سور القرآن واياته المفسرة هي من اكثره على الالسنة دورانا واجدره بالعناية ايضاحا وتبيانا ففيها من جوامع القرآن تواليا. سورة الفاتحة واية الكرسي والايتان من اخر سورة البقرة. وسورة الكافرون وسورة الاخلاص والمعوذتان. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. وهي قوله بسم الله الرحمن الرحيم ثم ثنى بالحمدلة وهي قوله الحمد لله رب العالمين ثم ثلثا بالصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد وعلى اله وصحبه ومن من الهدى بين وهذه الفواتح الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا فمن صنف كتابا استحب له البداءة بهن ثم ذكر المصنف ان المذكور في الكتاب نبذة ميسرة والنبذة اسم لما قل وهي موصوفة باليسر اي السهولة لما فيه من كمال النفع فان الشيء اذا يسر عظم نفعه واذا عسر قل نفعه. ثم بين ان هذه النبذة تحوي جملة من سور القرآن وايات المفسرة اختصت بامرين احدهما انها من اكثر القرآن على الالسنة دورانا انها من اكثر القرآن على الالسنة دورانا فان السور والايات المذكورة فيها مما تتكرر قراءتها كل يوم وليلة والاخر ان تلك السور والايات هي اجدر القرآن بالعناية ايضاحا وتبيان انا لان ما كثر على اللسان جريانه احتاجت النفوس الى بيانه لان ما كثر على اللسان جريانه احتاجت النفوس الى بيانه فاولى ما يتفهمه الانسان ويدرك حقائقه ومعانيه هو ما يكرره مرة بعد مرة ثم افصح عن مضمون تلك النبذة الميسرة فقال ففيها من جوامع القرآن تواليا سورة الفاتحة واية كرسي والاية التاني من اخر سورة البقرة وسورة الكافرون وسورة الاخلاص والمعوذتان فمضامن هذه النبذة الميسرة نوعان فمضامين هذه النبذة الميسرة نوعان. احدهما سور تامة وهي خمس الفاتحة والكافرون والاخلاص والفلق والناس وشهرت الاخيرتان باسم المعوذتين لما فيهما من التعوذ بالله عز وجل فكل سورة منهما عوذة يتعود بها اي حماية وحفظ يصون الانسان به نفسه من الشرور. والاخر ايات مختارة من سورة البقرة. لجلالة قدر تلك الايات وعظمة شأنها وهي ثلاث ايات اية الكرسي والايتان من اخر سورة البقرة نعم تنى الله اليكم قلتم وفقكم الله تفسير سورة الفاتحة عن ابي سعيد ابن المعلى رضي الله عنه انه قال كنت اصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم اجبه. قلت يا رسول الله اني كنت اصلي قال الم يقل الله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم. ثم قال الا اعلمك اعظم سورة في القرآن قبل ان تخرج من المسجد فاخذ بيدي فلما اردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك اعظم سورة من القرآن لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته. رواه البخاري. وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين عبدي ما سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الله الله تعالى اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين. اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا بسم الله الرحمن الرحيم. اقرأ القرآن فمقصود المبسم في فاتحة القراءة الرحيم يقرأ والاسم الاحسن الله علم على ربنا عز وجل ومعناه المألوف المستحق لافراده بالعبادة اسمان من اسمائه تعالى دالان على رحمته فاولهما دال عليها حال تعلقها به في سعتها. والاخر دال عليها حال تعلقها بالخلق في اصولها اليهم. واول هذه السورة الحمد لله رب العالمين. فالحمد هو الاخبار محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه رب العالمين. اسم اضافي فالرب في كلام العرب. المالك هو السيد والمصلح للشيء جمع عالم وهو اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات فكل جنس منها يطلق عليه عالم فيقال عالم الانس عالم الجن وعالم الملائكة وربوبيته عز وجل لم تنتج ظلما بل مضمونها العناية بالخلق ورحمتهم. ولهذا وصف نفسه بقول الرحمن الرحيم فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصل رحمته اليهم. ثم اكد ربوبيته بقوله مالك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال الذي قال الله تعالى فيه وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ لله وهو يوم القيامة وخصه بالذكر لانه يظهر فيه للخلق كمال كمال ملك الله تمام الظهور. لانقطاع املاك الخلائق والا فهو مالك يوم الدين وغيره من الايام وقوله اياك نعبد واياك نستعين. اي نخصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك في جميع امورنا وعبادة الله تأله القلب له بالحب والخضوع والمأمور به فيها امتثال خطاب الشرع والاستعانة به هي طلب العبد العون منه في الوصول الى المقصود ثم قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا اليه وثبتنا عليه حتى نلقاك وهو الاسلام. صراط الذين انعمت عليهم المتبعين للاسلام الذي جاء ابي النبي صلى الله عليه وسلم غير صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود ومن عدل عن صراط مستقيم من هذه الامة عن علم فيه شبه منهم ولا صراط الضالين الذين تركوا الحق عن جهلهم فلم يهتدوا وضلوا الطريق وهم النصارى ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن جهل ففيه شبه منهم ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير سورة الفاتحة. وابتدأ تفسيرها بذكر فضلها لان تقديم فضل الشيء يحمل النفوس على التشوف اليه والاعتناء به. وذكر في فضلها حديثين. فالحديث الاول حديث ابي سعيد بن المعلى رضي الله عنه انه قال كنت اصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه البخاري. ودلالته على فضل من ثلاثة وجوه. الوجه الاول في قوله لاعلمنك اعظم سورة في القرآن ثم قال الحمد لله رب العالمين. فسورة الفاتحة اعظم سور القرآن والوجه الثاني في قوله هي السبع المثاني فمن فضلها اتصافها بكونها السبع المثاني. اتصافها بكونها السبعة المثاني وهذا الوصف فيه معنيان احدهما انها سبع في عدد اياتها. انها سبع في عدد اياتها. لم يختلف العادون فيها وان اختلفوا في مواضع العد من اياتها. والاخر انها متان ان مرة بعد مرة وتثنية الفاتحة نوعان احدهما تتنية تتعلق بالمباني اي بكلماتها اذ تتوالى متتابعة عند قراءتها في الصلاة او غيرها. اذ تتوالى متتابعة عند قراءتها في الصلاة او غيرها والثاني تثنية تتعلق بالمعاني لما فيها من رد انواع مختلفة من المعاني بعضها على بعض. بما فيها من رد انواع مختلفة من المعاني بعضها على بعض فقوله تعالى رب العالمين وقوله مالك يوم الدين كلاهما من صفات الجلال لله كلاهما من صفات الجلال لله. وقوله الرحمن الرحيم من صفات جماله سبحانه. من صفات جماله سبحانه وصدر السورة الى قوله اياك نعبد هو لله. وصدر السورة الى قوله اياك نعبد هو لله واخرها من قوله واياك نستعين الى تمام السورة هو عبدي فوقع بين هذا وذاك تقابل في المعاني صح به وقوع التثنية فيها فيما بالمعاني كما هو واقع فيما يتعلق بالمباني. والوجه الثالث في قوله والقرآن العظيم الذي اوتيته وهو تأكيد لاعظميتها. المذكورة في الوجه الاول. فالقرآن العظيم وصف للفاتحة معناه المقروء العظيم. معناه المقروء العظيم. فاعظم مقروء في القرآن هو سورة الفاتحة. والحديث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قل قال الله تعالى الحديث رواه مسلم. وهو حديث الهي. اي مروي عن الله عز وجل ويسمى ايضا حديثا ربانيا او قدسيا. ودلالته على فضل الفاتحة من وجهين احدهما في قوله تعالى قسمت الصلاة بتسميته الفاتحة صلاة بتسميته الفاتحة صلاة فجعل للجزء اسم الكل. تعظيما لهم. فجعل للجزء اسم الكل تعظيما له فان الصلاة مركبة من اقوال وافعال مختلفة من جملتها قراءة الفاتحة فجعلت الفاتحة اسما للصلاة كلها تنويها تنويها بشأنها وتعظيما لقدرها. والاخر في قوله تعالى بيني وبين عبدي نصفين فمن فضل الفاتحة ان الله جعلها مقصودة بينه وبين عبده. فمن فضل الفاتحة ان الله جعلها سومة بينه وبين عبده فما لله في بيان حقه وما للعبد في اظهار فضله فما لله في بيان حقه وما للعبد في اظهار فضله فالنصف الاول في قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد والنصف الثاني في قوله واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ثم شرع المصنف يفسر معاني الفاتحة فقال بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ القرآن فمقصود المبسم في فاتحة القراءة هو بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ اي اشرع في القراءة متلبسا بذكر اسم الله الرحمن الرحيم اي اشرع في متلبسا بذكر اسم الله الرحمن الرحيم. ثم ذكر المصنف ان الاسم الاحسن الله علم على ربنا عز وجل. فلا يسمى به غيره فلا يسمى به غيره. ثم بين معنى الله فقال ومعناه المألوه المستحق لافراده بالعبادة اي من تألهه القلوب فتقصده معظمة له بالحب والخضوع. اي من تأله والقلوب فتقصده اي تتوجه اليه بالحب والخضوع. ثم بين معنى الرحمن والرحيم فقال اسمان من اسمائه تعالى دالان على رحمته الى اخر ما ذكره. فالاسمان الرحمن والرحيم يشتركان في الدلالة على صفة الرحمة. ويفترقان في كيفية الدلالة عليها. فاسم الرحمن يدل عليها حال تعلقها بالله فاسم الرحمن يدل عليها حال تعلقها تعلقها بذات الله واسم الرحيم يدل عليها حال تعلقها بالخلق الذين وقعت عليهم الرحمة يدل عليها حال تعلقها بالخلق الذين وقعت عليهم الرحمة. ثم ذكر ان اول هذه السورة الحمد لله رب العالمين. وهو مصير منه الى مخالفة العد المعروف. في قراءتنا مشهورة وهي رواية محفص عن عاصم وهو عد الكوفيين الذين يعدون باسم الله الرحمن الرحيم اية من الفاتحة ويجعلونها الاية الاولى. اما وفق ما ذكره فيكون مبتدأ العد هو قوله تعالى الحمدلله رب العالمين. فهي الاية منها كما في حديث ابي هريرة المتقدم ثم تجعل الاية السابعة في رسم بمصحفنا ايتين. منتهى الاولى صراط الذين انعمت عليهم. فتكون الاية السادسة ثم تكون السابعة غير المغضوب عليهم ولا الضالين وبين معنى الحمد فقال هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. فمدار الحمد على امرين احدهما الاخبار عن محاسن المحمود اي وجوه كماله اي وجوه كماله والاخر اقتران ذلك الاخبار بالحب والتعظيم اقتران ذلك الاخبار بالحب اسم اضافي. فالاسماء الالهية باعتبار الافراد والاضافة نوعان. فالاسماء الالهية باعتبار الاضافة باعتبار الافراد والاضافة نوعان. احدهما اسماء الهية مفردة مثل الله والرحمن والرحيم والاخر اسماء الهية مضافة مثل رب العالمين ومالك يوم الدين وعالم الغيب والشهادة ثم ذكر ان الرب في كلام العرب المالك والسيد والمصلح للشيء. فمداره على هذه معاني الثلاثة ثم ذكر ان العالمين جمع عالم وهو اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات اي الافراد المشتركة في جنس واحد. اي الافراد المشتركة في جنس واحد قال فكل جنس منها يطلق عليه عالم فيقال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة واذا لم تنتظم تلك الافراد في جنس لم تسمى عالما. ومن مخلوقات الله افراد لا جنس لها يجمعها. فلا تكون عالما. كالعرش والكرسي الالهيين والجنة والنار الذين هما دار الجزاء في الاخرة. فمخلوقات الله نوعان. فمخلوقات الله نوعان احدهما مخلوقات متجانسة. يسمى كل واحد منها عالم. يسمى كل واحد منها عالما كعالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة. والاخر مخلوقات افراد. كالعرش والكرسي والجنة والنار. ثم بين المصنف ان ربوبية الله لم تنتج ظلما بل مضمونها العناية بالخلق ورحمتهم. ولهذا وصف نفسه بقوله الرحمن الرحيم فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصل رحمته اليهم. فان الله لما ذكر في صدر السورة عموم رحمته العالمين في قوله الحمدلله رب العالمين المتضمن كمال وتمام ملكه اردفه بقوله سبحانه الرحمن الرحيم. ليعلم ان ربوبية نيته التامة لم تنتج ظلما. بل حقيقتها العناية بالخلق ورحمتهم. فان الله سمي ربا لما يغظوا به الخلق من النعم. فان الله سمي ربا لما يغزو به الخلق من النعم. ويحيطهم به من العناية ويجعلهم فيه من الصيانة. فربوبيته سبحانه من تربيته خلقه نوبيته سبحانه من تربيته خلقه. ثم قال ثم اكد ربوبيته بقوله مالك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال. وتفسيره في قوله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما كما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. وهو يوم القيامة والدين مركب من امرين احدهما الحساب وهو مقدمته. احدهما الحساب وهو مقدمته. والاخر جزاء وهو خاتمته. والاخر الجزاء وهو خاتمته. ثم ذكر المصنف ان الله خص يوم القيامة بالذكر لانه يظهر فيه للخلق كمال ملك الله تمام الظهور. فان الدنيا دار ادعاء الاملاك فاذا صار الناس الى الاخرة انقطعت تلك الاملاك فلا ملك يومئذ الا لله كما قال تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار في اية في اية اخرى تدل على انفراد الله سبحانه وتعالى بالملك يوم القيامة. وهو سبحانه كما قال ما يوم الدين وغيره من الايام. لكن يختص يوم الدين بتجلي انفراده وتعالى بالملك لزوال ملك غيره. ثم بين معنى قوله اياك نعبد واياك نستعين. فقال اين خصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك في جميع امورنا. وافراده سبحانه بهذين مستفاد من تقديم ما حقه التأخير. وافراده سبحانه وتعالى بهذين مستفاد من تقديم ما حقه التأخير؟ فتقدير الكلام نعبدك ونستعين بك نعبدك ونستعين بك ثم اخبر عن الضمير المتصل بالضمير المنفصل. فقال الله اياك نعبد واياك نستعين. فلما قدم ما حقه التأخير افاد ما ذكر من انفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والاستعانة. مما يسمى حصرا او قصرا. ثم بين معنى العبادة فقال وعبادة الله تأله القلب له بالحب والخضوع. اي توجه القلب الى الله محبة له وخضوعا والمأمور به في ذلك ان يكون وفق امتثال خطاب الشرع. والمأمور به في ذلك ان هنا وفق امتثال خطاب الشرع. فالعبادة شرعا هي امتثال خطاب الشرع المقترن والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. وهذا هو المعنى العام للعبادة فالعبادة تطلق في الشرع على معنيين. فالعبادة تطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم العبادة في خطاب الشرع فالمراد به توحيد الله. قال ابن رضي الله عنهما كل امر بالعبادة في القرآن فهو التوحيد. كل امر بالعبادة في القرآن فهو التوحيد ذكره البغوي في تفسيره. ثم ذكر المصنف معنى الاستعانة فقال والاستعانة به هي طلب العبد العون منه في الوصول الى المقصود. والعون هو المساعدة ثم بين تفسير قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فقال ثم قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا اليه وثبتنا عليه حتى نلقاك فهداية الصراط المستقيم المسؤولة من الله نوعان. فهداية الصراط المستقيم من الله نوعان احدهما هداية وصول اليه. هداية اصول اليه والاخر هداية ثبات عليه. والاخر هداية ثبات عليه. فالعبد يسأل ربه عز وجل ان يهديه الصراط المستقيم بدلالته وارشاده اليه. ويسأله ايضا ان يثبته عليه فليس الشأن ان تصل الى الصراط المستقيم فقط. ولكن الشأن ان ترزق الثبات على هذا الصراط المستقيم حتى يأتيك يأتيك الموت وانت كذلك. ثم فسر الصراط فقال وهو الاسلام للحديث الوارد في ذلك عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في طويل فالصراط الاسلام. رواه احمد واسناده حسن. واصله عند الترمذي وابن ماجه باسناد اخر ضعيف ثم قال في قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم المتبعين للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واضيف الصراط اليهم لانهم سالكوه. فهم الذين شرعوا فيه ونقلوا قلوبهم ونقلوا بين منازله. واستحقوا الانعام من الله لانه هو صراطه الذي رضيه لهم قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ثم قال في قوله تعالى غير صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم ففيه شبه منهم ولا صراط الضالين الذين تركوا الحق عن جهل الى اخر كلامهم. فالخارجون عن الصراط المستقيم نوعان فالخارجون عن الصراط المستقيم نوعان. احدهما العارفون بالحق التاركون العمل به العارفون بالحق التاركون العمل به. والاخر الجاهلون حق العاملون بغير علم. الجاهلون الحق العاملون بغير علم. وكل نوع فيه طائفتان فالنوع الاول وهم العالمون التاركون للعمل فيه طائفتان. الطائفة الاولى طائفة اصلية وهم اليهود والطائفة الثانية طائفة تابعة وهم من عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم والنوع الثاني وهم الجاهلون الحق العاملون بغير علم فيه طائفتان ايضا فالطائفة الاولى طائفة اصلية. وهم النصارى والطائفة الثانية طائفة تابعة. وهم من عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن جهل واستحق اهل النوع الاول الغضب. فسموا المغضوب عليهم. واستحق اهل النوع الثاني الضلال فسموا الضالين. وكل طائفة لها حوض من وصف الاخرى. لكن ما شهر به ظهر فيها. فاليهود مغضوب عليهم وهم ضالون. لكن الغضب فيهم والنصارى ضالون وهم مغضوب عليهم ايضا لكن ضلال فيهم اظهر. فكل وصف مذكور في هذه الاية لكل لطائفة منه حظ ونصيب. لكن يظهر احد الوصفين في طائفة اغلب من الوصف الاخر فكل اليهود مغضوب عليهم ضلال وكل النصارى ضلال عليهم ومن كان مثلهم من هذه الامة فله حظ من الغضب والضلال فهو ملحق بهم. قال سفيان بن عيينة من ظل من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن ظل من عبادنا ففيه شبه من النصارى. انتهى كلامه. فالعالم الذي يعلم الحق ولا يعمل به شبيه باليهود الذين يعرفون الحق ولا يعملون به. والعابر الذي يعمل بلا علم فيه شبه من النصارى الذين يجهلون ويعملون دون علم. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تفسير اية الكرسي عن ابي ابن كعب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا المنذر اتدري اي اية من كتاب الله معك اعظم؟ قلت قال قلت الله ورسوله اعلم. قال يا ابا المنذر لا تدري اي اية من كتاب الله معك اعظم؟ قال قلت الله لا اله الا هو الحي القيوم. قال فضرب في صدره وقال والله اهلك العلم يا ابا والله ليهنك العلم ابا المنذر. رواه مسلم. وعن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت. رواه النسائي بالسنن الكبرى واسناده حسن. قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم لهما في السماوات وما في الارض. ماذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض لا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم هذه الاية البينة تسمى اية الكرسي لاختصاصها بذكره. وهي اعظم اية في كتاب الله لما حوته من خبر عن عظمة وعلو قدره. فمطلعها الله لا اله الا هو. مبين ان الله هو الذي يستحق الالوهية وحده. فلا اله حق الا هو وهو عز وجل الحي القيوم القائم بنفسه وعلى كل شيء ومن تمام حياته وقيوميته انه لا تأخذه سنة ولا نوم. والسنة النعاس وله ما في السماوات وما في الارض. فجميع ما فيهما ملك له ولكمال ملكه امتنع ان يشفع احد عنده قبل اذنه فقول ماذا الذي يشفع عنده الا باذنه استفهام استنكاري استبعاد لوقوعها دون اذنه للشافع لان الشفاعة كلها لله. احاط بكل شيء علما وعلم وعلم غيره لا يكون الا بفضل يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. فيعلم ما بين ايدي الخلائق من الامور المستقبلة وما خلفهم من الامور الماضية ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وحده عليه من ارتضى من خلقه ومن عظمته او وسع كرسيه السماوات والارض. والكرسي موضع قدمي الله سبحانه وتعالى ولا يؤده حفظهما اي لا يثقله حفظهما وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته ومن علو صفاته انه ذو العظمة الكاملة. ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير اية الكرسي وابتدأ تفسيره بذكر حديثين في فضلها. بما تقدم ان النفوس تشتاق الى الشيء وتتشوف الى معرفته اذا ذكر لها فضله. فالحديث الاول حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا المنذر الحديث رواه مسلم ودلالته على فضل اية الكرسي في قوله اتدري اي اية من كتاب الله معك اعظم؟ قال قلت الله لا اله الا هو الحي القيوم فمن فضل اية الكرسي انها اعظم اية في القرآن الكريم. واذا ضم هذا الى حديث ابي سعيد بن المعلا رضي الله عنه المتقدم علم ان اعظم سورة كاملة في القرآن هي سورة الفاتحة وان اعظم اية مفردة في القرآن هي اية الكرسي. والحديث الثاني حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي الحديث رواه النسائي في السنن الكبرى واسناده حسن ودلالته على فضل اية الكرسي في قوله لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت. فمن فضل لاية الكرسي ان الملازم قراءتها في دبر كل صلاة مكتوبة لا يمنعه من دخول الجنة الا الموت. فملازمة قراءة اية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة من موجبات الجنة ثم ذكر تفسير هذه الاية وابتدأه بقوله هذه الاية البينة تسمى اية الكرسي لاختصاصها بذكر ايه؟ اي الاختصاصها بذكر الكرسي الالهي. اي الاختصاصها بذكر الكرسي الالهي قال وهي اعظم اية في كتاب الله لما حوته من خبر عن عظمة الله وعلو قدره علو قدره فخبرها عن عظمة الله كساها عظمة فخبرها عن عظمة الله كساها عظمة. فصارت بذكر العظيم عظيمة فصارت بذكر العظيم سبحانه وتعالى عظيمة. ثم قال فمطلعها الله لا اله الا هو مبين ان الله هو الذي يستحق الالوهية وحده فلا اله حق الا هو على ما تقدم بيانه في قوله اياك نعبد ثم قال وهو عز وجل الحي القيوم وفسر القيوم بقوله القائم بنفسه وعلى كل شيء فهو الذي قام بنفسه فلم يحتج لغيره. وهو الذي لكمال قيوميته قام على كل شيء فمصالح الخلق كافة موكولة اليه. ثم قال ومن تمام حياته انه لا تأخذه سنة ولا نوم. والسنة النعاس فالنفي المذكور في الاية للنوم والسنة تأكيد لحياة الله وقيوميته. فالنفي المذكور في الاية للنوم والسنة تأكيد لحياة الله وقيوميته. ثم قال وله ما في في السماوات وما في الارض فجميع ما فيهما ملك لله ولكمال ملكه امتنع ان يشفع احد عنده قبل اذنه. فقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه استفهام استنكاري. اي على وجه انكار تلك المقالة. اي على وجه انكار تلك المقالة ان يكون احد يشفع عند الله دون اذنه. قال ابعادا لوقوعها دون اذنه للشافع. فلا تقع شفاعة عند الله دون اذنه عز وجل علله بقوله بان الشفاعة كلها لله. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا اذا كانت الشفاعة كلها له وحده سبحانه فلا يتقدم احد بين يديه فيها الا باذن سبحانه وتعالى. ثم قال احاط بكل شيء علما وعلم غيره لا يكون الا بفضله. فلا يخرج شيء عن علمه سبحانه وعلم الخلق اجمعين من علم رب العالمين. ثم قال في قوله يعلم ما بين وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. فيعلم ما بين ايدي الخلائق من الامور المستقبلة اي ما يكون بين ايديهم في مستقبل الايام. اي ما يكون بين ايديهم في مستقبل الايام قال وما خلفهم من الامور الماضية. اي ما طووه فيما سلف منها اي ما فيما سلف منها. ثم قال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وحده. فيطلع عليه من ارتضى من خلقه ثم قال ومن عظمته ان وسع كرسيه السماوات والارض فسعة كرسي الله تبلغ السماوات والارض والكرسي موضع قدمي الله عز وجل. صح هذا عن ابن عباس وابي سعيد الخضي رضي الله عنهما وانعقد عليه الاجماع صح هذا عن ابن عباس وابي سعيد الخدي رضي الله عنهما وانعقد عليه الاجماع ثم قال في قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما اي لا يثقله حفظهما. فلا يلقى الله ثقلا في حفظ السماوات والارض. ثم قال في قوله تعالى وهو العلي بذاته وصفاته على مخلوقاته فالعلي من اسمائه والعلو من صفاته فالعلي من اسمائه والعلو من صفاته وعلو الله نوعان. احدهما علو الذات. فهو سبحانه خلقه بائن منه. فهو سبحانه فوق خلقه بائن منه. والاخر علو الصفات فله سبحانه المثل الاعلى. فله سبحانه المثل الاعلى. قال ابن عباس رضي الله عنهما هما الوصف الاعلى. قال ابن عباس رضي الله عنهما الوصف الاعلى. فصفاته سبحانه وتعالى علا. ثم قال ومن علو صفاته انه العظيم ذو العظمة الكاملة. اي فلا تتناهى عظمته الى حد اي فلا تتناهى عظمته الى حد. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تفسير الايتين من اخر سورة البقرة. عن ابي مسعود البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايتان من اخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه. متفق عليه واللفظ قال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. لا يكلف نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا ولا علينا اصرا كما حملت كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ختم الله سورة البقرة بالخبر عن عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه من الوحي والمؤمنون هم ايضا به مؤمنون كلنا امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقالوا معلنين ايمانهم بالرسل كافة لا نفرق بين احد رسله فهم براء من من الايمان ببعض والكفر ببعض. وقالوا سمعنا واطعنا قبول وانقيادا. وقالوا غفرانك ربنا واليك المصير فسألوا الله مغفرته في طاعة ضيعوها ومعصية فعلوها واقروا ان مرد جميع الخلائق الى الله ليجزيهم بما عملوا من خير وشر. ثم اخبر الله عما يعامل به الخلق فقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي لا يعلق بها الا ما في قدرتها ثم بين ان كل نفس لها ما كسبت من الخير وعليها ما اكتسبت من الشر. وكان وكان عظم على المسلمين قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله وظنوا ان العبد بكل ما يقع في قلبه فاخبروا في هذه الاية ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها وهو طاقتها. فلا يعلق بذمة العبد خبرا وطلبا الا ما يستطيعه. وجعل اخرها دعاء المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا ولا تحمل علينا ما اسراك ما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. لانه اخبر عن ايمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. ثم اخبر ان ان كل عامل سيجازى بعمله واخبر انه لا يكلفهم الا ما في وسعهم وقدرتهم والواحد منهم عرضة للنسيان والخطأ فناسبه دعاء المؤمنين بما ذكر الله عنهم. وقد تفضل الله عليهم فاجاب دعاءهم فيما سألوه في قولهم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا. فقال قد فعلت واجاب دعاءهم فيما سألوه في قولهم. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملت كما حملته على الذين من قبلنا فقال قد فعلت واجاب دعاءهم فيما سألوه في قولهم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به فلا نستطيعه واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فقال قد فعلت فلا يؤاخذون في النسيان والخطأ والنسيان ذهول القلب عن يعلمه والخطأ وقوع الامر على وجه لم يقصده فاعله. ولا يحمل الله عليه من صنع مشقة وحرجا. كما حمله كما ما له على الامم المتقدمة عليهم وسيرفع عنهم ثقل اوزارهم بالعفو والمغفرة ويصبغ عليهم واسع فضله بالمرحمة ثم تمموا دعاءهم بقولهم انت مولانا اي المتصرف فينا بما ينفعنا في الدنيا والاخرة. فانصرنا على القوم الكافرين عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لما نزلت هذه الاية ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم قال دخل قلوبهم منه شيء لم يدخل من شيء فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال قولوا سمعنا واطعنا فالقى الله في قلوبهم فانزل الله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. الاية لا يكلف الله نفسا الا وسعها الا ما كسب عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا. قال قد فعلت ربنا ولا تحمل علينا اصراك ما حملته على الذي قال قد فعلت ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. الاية قال رواه مسلم والترمذي واللفظ له ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير الايتين من اخر سورة البقرة. وابتدأ تفسيرهما فضلهما بايراد حديث ابي مسعود البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية من اخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه متفق عليه. اي رواه البخاري ومسلم. ودلالته وعلى فضل الايتين من اخر سورة البقرة في قوله من قرأهما في ليلة كفتاه. فكفاية تكون بقراءة الايتين من اخر سورة البقرة. وحذف متعلق الكفاية ليعم كل مورد لها وحذف متعلق الكفاية ليعم كل مورد لها ففيها كفاية للعبد في امانته. وكفاية للعبد في جسده وكفاية للعبد في ذريته الى غير ذلك من متعلقات تلك الكفاية. ويحصل الفضل المذكور بقراءتهما دون غير ذلك من وجوه الاعتناء بهما. فلو كتبهما مثلا دون قراءة فلا تحصل له الكفاية. ووقت قراءتهما في الليلة. وهي اسم لما كونوا بعد غروب الشمس الى طلوع الفجر الثاني. وهي اسم لما يكون بعد غروب الشمس الى طلوع الفجر الثاني فاذا غربت الشمس استحبت المبادرة الى قراءتهما. واذا اخرهم الى اي وقت من اوقات الليل فهو محل لقراءتهما. لكن التبكير بقراءتهما اولى. لما فيه من الاعتناء بطلب الكفاية من الله سبحانه وتعالى فالمشروع للعبد ان يقرأهما اذا غربت الشمس ودخلت الليلة. ثم ذكر تفسير الايتين فقال ختم الله سورة البقرة بالخبر عن ايمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمنزل الى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الوحي من القرآن والسنة. قال تعالى وانزل عليك الكتاب والحكمة. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة. ثم قال في قوله تعالى المؤمنون هم ايضا به مؤمنون. اي مؤمنون بما انزل الله من الوحي. ثم قال في قوله تعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله قالوا معلنين ايمانهم بالرسل كافة لا نفرق بين احد من رسله وهم من الايمان ببعض والكفر ببعض. فطريقة اهل الاسلام انهم يؤمنون بالرسل جميعا. ثم قال في تعالى وقالوا سمعنا واطعنا قبولا وانقيادا. فالسمع هو القبول هي الانقياد فالسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. ثم قال وقالوا غفرانك ربنا واليك المصير فسألوا الله مغفرته في طاعة ضيعوها ومعصية فعلوها. فالمغفرة التي تطلب من الله لها موردان. فالمغفرة التي تطلب من الله لها موردان. احدهما الطاعات والحسنات. تضيع الطاعات والحسنات. والاخر فعل المعاصي والسيئات فعل المعاصي والسيئات. فتضييع الطاعة ذنب وفعل المعصية ذنب. وسؤال الله المغفرة يكون في هذا وذاك. ثم قال قرروا ان مرد جميع الخلائق الى الله لقوله واليك المصير. فالمصير هو المرجع والمآل الى الله علله وردهم الى الله علله بقوله ليجزيهم بما عملوا من خير وشر. قال ثم اخبر الله عما يعامل به الخلق فقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي لا يعلق بها الا ما في قدرتها فلا يعلق الله بذمة احد من الخلق الا ما كان في قدرته. ثم قال ثم بين ان كل نفس لها ما كسبت من الخير وعليها ما اكتسبت من الشر. فجماع عمل العبد نوعان فجماع عمل العبد نوعان. احدهما الخير والاخر الشر. واشير الى الخير الكسب واشير الى الخير بالكسب. واشير الى الشر بالاكتساب. واصل مادتهم ماء واحد واصل مادتهما واحد وهو الكاف والسين والباء وفرق بينهما في المصدر بان الخير ميسر للعبد يعان عليه. لان الخير ميسر للعبد يعان عليه. واما الشر فهو محتاج الى معاناة وجهد واما الشر فهو محتاج الى معاناة وجهد فتتحمل فيه النفس اف ما فطرت عليه فيكون توجهها اليه خلاف الفطرة. ولاجل ما يجد العبد من العناء في منازعة الفطرة عند ارادته معصية صارت اكتسابا لا كسبا ثم قال وكان عظم على المسلمين قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ظنوا ان العبد مؤاخذ بكل ما يقع في قلبه. لان الواردات القلبية على قلب العبد تارة بلا اختيار له. لان الواردات القلبية تهجم على العبد تارة بلا اختيار له. فاذا كان مأخوذا عليه ذلك مؤاخذا به فكان فاذا كان مأخوذا عليه ذلك ومؤاخذا به فان هذا امر يشق على النفوس فلذلك قالوا ما قالوا ثم قال فاخبروا في هذه الاية ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها وهو فلا يعلق بذمة العبد خبرا او طلبا الا ما يستطيعه. ثم قال وجعل اخرها دعاء المؤمنين ربنا لا اخذنا ان نسينا او اخطأنا الاية وعلله بقوله لانه اخبر عن ايمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ثم اخبر ان كل عامل سيجازى بعمله واخبر انه لا يكلفهم الا ما في وسعهم وقدرتهم والواحد منهم عرظة للنسيان والخطأ فناسبه دعاء المؤمنين بما ذكر الله عنهم. اي انهم تخوفوا ما تخوفوه فسألوا الله العفو عما لا قدرة لهم عليه. فعفى الله عز وجل عنهم كما قال وقد تفضل الله فاجاب دعاءهم فيما سألوه في قولهم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا فقال قد فعلت واجاب دعاءهم فيما سألوه في قولهم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا فقال قد فعلت واجاب دعاءه فيما سألوه في قولهم ربنا ولا تحمل ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به فلا نستطيعه واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فقال قد فعلت رفع المؤاخذة عنهم واجابة دعائهم شاهدها حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره المصنف في اخر في هذه الاية وهو عند مسلم والترمذي واللفظ المذكور للترمذي ثم قال فلا يؤاخذون في النسيان والخطأ حقيقة كل فقال والنسيان ذهول القلب عن شيء يعلمه اي عن شيء كان متقربا في القلب ثم طرأ عليه ما ذهل به عنه فصار ناسيا له. وفسر الخطأ بقوله وقوع الامر على وجه لم يقصده فاعله. اي لم يرد فاعله ان يكون كذلك. فوقع الامر على خلاف ما اراده ثم قال ولا يحمل الله عليهم اصرا اي مشقة وحرجا كما حمله على الامم المتقدمة وسيرفع عنهم على اوزارهم بالعفو والمغفرة ويسبق عليهم واسع فضله بالمرحمة. والحرج الضيق. قال ثم تم ودعاءهم بقولهم انت مولانا اي المتصرف فينا بما ينفعنا في الدنيا والاخرة. والله عز وجل هو وهو الولي والله عز وجل هو المولى وهو الولي. وولاية الله الخلق وتوليهم وولاية الله الخلق وتوليهم نوعان. احدهما ولاية عامة بالتصرف فيهم ولاية عامة بالتصرف فيهم. وهي للمؤمن والكافر والاخر ولاية خاصة بالتصرف فيهم بما ينفع في الدنيا والاخرة. ولاية خاصة بالتصرف فيهم بما ينفع في الدنيا والاخرة. وهي خاصة بالمؤمنين. وليس البر منه فيها كالفاجر وهي خاصة بالمؤمنين وليس البر منهم فيها كالفاجر. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تفسير سورة الكافرون بسم الله الرحمن الرحيم قل يا ايها الكافرون اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين. امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه السورة ان يبلغ الكافرين امرا عظيما. فقال فقال قل يا ايها الكافرون الباقون على كفركم لا اعبد ما تعبدون من الالهة في المستقبل كما اني لا اعبد الان ثم عن حالهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبد وهو الله المستحق وحده للعبادة فعبادتكم اياه وانتم تشركون به لا تسمى عبادة ثم كرر براءته من الهتهم فقال ولا انا عابد ما عبدتم للدلالة على الثبات وتأييسهم من عبادتهنا. واخبر انت حقوق تكذيبهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبد للدلالة على ان ذلك صار وصفا لازما لهم انهم لا يؤمنون. فلكل دين دينه الذي رضيه قال تعالى لكم دينكم ولي دين. اي لكم دينكم الذي رضيتموه وهو الشرك. وليديني الذي رضيه لي ربي وهو الاسلام. ذكر المصنف وفقه الله بهذه الجملة تفسير سورة الكافرون. وابتدأ تفسيرها وبقوله امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه السورة ان يبلغ الكافرين امرا عظيما. فقال قل يا ايها الكافرون الباقون على كفرهم. فمخاطبتهم باسم الكافرين دال على ثبوت الكفر فيهم حتى صار وصفا لازما لهم. وامر ان يقول لا اعبد ما تعبدون من الالهة في المستقبل كما اني لا اعبدها الان. فبرائته صلى الله عليه سلم من معبوداتهم واقعة في زمنين. فبرائته صلى الله عليه وسلم من معبوداتهم واقعة في زمنين احدهما الزمن الحاضر فهو لا يوافقهم في في عبادة معبوداتهم الان فهو لا يوافقهم في عبادة معبوداتهم الان. والاخر الزمن المستقبل. فهو لن يوافقهم على عبادتهم معبوداتهم فهو لن يوافقهم على عبادتهم معبوداتهم فيما يستقبل من الايام. ثم قال ثم اخبر عن حالهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبد. وهو الله المستحق وحده للعبادة. فعبادتكم اياه وانتم تشركون به لا تسمى عبادة. فما هم عليه من دعواهم انهم يعبدون الله مع كونه يجعلون العبادة لغيره فهم يدعون الله ويدعون غيره ويذبحون لله ويذبحون لغيره وينذرون لله وينذرون لغيره. فلا يصدق عليهم كونهم عابدين لله. بل هم مشركون به فان المرء لا يكون عابدا لله حتى يخلصه وحده بالعبادة لا شريك له. فان المرأة لا يكون عابدا لله حتى يخلصه وحده بالعبادة لا شريك له. قال ثم كرر براءته من فقال ولا انا عابد ما عبدتم. للدلالة على الثبات وتأييسهم من عبادته لها. فهو ثابت على توحيد معبوده لن يعبد معه غيره. وهذا الثبات يورث نفوس اولئك من موافقته صلى الله عليه وسلم اياهم. فالنفي في قوله تعالى لا اعبد ما تعبدون قوله تعالى ولا انا عابد ما عبدتم مختلفان. فالنفي في قوله تعالى لا اعبد ما تعبدون. وقوله تعالى الا ولا انا عابد ما عبدتم مختلفان. فقوله تعالى لا اعبد ما تعبدون للبراءة من عبادة معبودات فقوله تعالى لا اعبد ما تعبدون للبراءة من عبادة معبوداتهم. وقوله تعالى ولا انا عابد ما عبدتم لقطع طمعهم في عبادة معبوداتهم لقطع طمعهم في عبادة معبوداتهم ثم قال واخبر عن تحقق تكذيبهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبد للدلالة على ان ذلك صار وصف لازما لهم انهم لا يؤمنون. فهو خبر عن حالهم انهم لن يعبدوا الله عز وجل فسيكون فيهم من يبقى في ظلمة الكفر ثم قال فلكل دينه الذي رضيه قال تعالى لكم دينكم ولي دين اي لكم دينكم الذي رضيتموه وهو ولي ديني الذي رضيه لي ربي وهو الاسلام. فدين المشركين ودين الرسول صلى الله عليه وسلم بكون دين المشركين مما رضوه لانفسهم فلم يرضاه الله لهم اما دين الرسول صلى الله عليه وسلم فهو دين رظيه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه الاية التي ختمت بها السورة للبراءة من دين الكافرين. والرضا بدين الاسلام خير دين وهذه الاية التي ختمت بها السورة للبراءة من دين الكافرين والرضا بدين الاسلام خير دين فلا يراد بها جعل احد في اختيار من دينه فلا بها جعل احد في اختيار من دينه ان شاء امن وان شاء كفر وانما المراد البراء من دين الكافرين والرضا بدين خير المرسلين. صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تفسير سورة الاخلاص عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال قل هو الله احد تعدل اعدلوا ثلث القرآن رواه مسلم. وعن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فانزل الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد. رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. لما كان الدين مبنيا على اخلاصي اخلص الله هذه السورة لنفسه امر الرسول او صلى الله عليه وسلم ان يبلغ عنه فقال له قل هو الله احد اي قل الرسول مبلغا ان الله هو الاحد المنفرد بالكمال المتفرد بالالوهية والربوبية والاسماء والصفات فلا يشاركه احد فيها وانه هو الله الصمد. اي السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج. فالخلق مفتقرون اليه وهو مستغن عنهم. ومن لم يلد ولم يولد فليس له ولد ولا والد ولم يكن له كفوا احد. فلا يكافئه احد في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله تبارك وتعالى. ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير سورة الاخلاص. وابتدأ تفسيرها بذكر ما يتعلق بفضلها لما تقدم بيانه من تعلق النفوس بما يذكر فضله. فذكر حديثين في فضلها فالحديث الاول حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ايعجز احدكم الحديث رواه مسلم ودلالته على فضل سورة الاخلاص في قوله قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن. واحسن ما قيل في تثبيتها ان القرآن ثلاثة اقسام. ان القرآن ثلاثة اقسام. احدها عن الخالق احدها الخبر عن الخالق وتانيها الخبر عن المخلوق وثالثها الخبر عما يحكم الخبر عما يحكم به الخالق على المخلوق. الخبر عما يحكم به الخالق على المخلوق في الامر والنهي. وهذه السورة في القسم الاول. فهي خبر عن الله ويسمى توحيدا له. والحديث الثاني عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن. ودلالته على فضل سورة الاخلاص ما فيه من بيان اشتمالها على تقرير وحدانية الله ما فيه من بيان اشتمالها على تقرير آنية الله المبين لخلقه في النسبة الى الاباء. ثم ذكر تفسير هذه السورة فقال لما كان الدين مبنيا على الاخلاص اخلص الله هذه السورة لنفسه. فتخليص السورة في نفسه بافراده بها تنويه بالاخلاص في دينه. الذي امر به. وحقيقة الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله. ثم قال امرا رسوله صلى الله عليه وسلم ان يبلغ عنه فقال له قل هو الله احد اي قل ايها الرسول مبلغا ان الله هو الاحد المنفرد بالكمال المتفرد بالالوهية والربوبية والاسماء الصفات فلا يشاركه احد فيها. فاحاديته سبحانه كائنة في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ثم قال وانه هو الله الصمد. اي السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج. فصمدية الله امرين فصمدية الله تجمع امرين احدهما كماله في نفسه. فهو السيد الكامل جماله في نفسه فهو السيد الكامل. والاخر افتقار الخلق اليه. افتقار الخلق اليهم فهو مقصودهم في الحوائج الذي يتوجهون اليه في قضائها. ثم قال لم يلد ولم يولد فليس له ولد ولا ولم يكن له كفوا كفوا احد فلا يكافئه احد في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله تبارك وتعالى لان حقيقة الوحدانية ان يكون الله واحدا في ذاته واحدا في اسمائه واحدا في ذاته واحدا في افعاله. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تفسير سورة الفلق عن عقبة بن عامر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم ترى ايات انزلت الليلة لم يرى مثلهن قط قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس. رواه مسلم. ومعنى لم يرى مثلهن قط بالاستعاذة بهن وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما بالاخلاص والمعوذتين ثم يمسح ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده. يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخاري وكان صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ويمسح بيده واذا مرض احد من اهله نفث عليه فيها متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب من شر النفاثات في العقد ومن من شر حاسد اذا حسد. امر الله الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الاخلاص ان يقول مبلغا وامره في سورة الفلق والناس يقول متعوذا فقال له هنا قل اعوذ اي الجأ واعتصم برب الفلق وهو الصبح من شر ما خلق الله من المخلوقات واريد به بعضها وهو كل مخلوق فيه شر. ثم ذكر بعض افراد المخلوقات المشتملة على شر فقال ومن شر غاسق اذا وقب وهو الليل اذا استحكم لما فيه من انتشار الارواح الشريرة والحيوانات المؤذية. وعند الترمذي بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر الى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فان هذا هو الغاسق اذا وقب. فجعل القمر علامة له من شر النفاثات في العقد وهي الانفس السواحر من الرجال والنساء اللواتي يستعن على سحرهن بالنفخ مع ريق لطيفة في العقد المشدودة عليه من شر حاسد اذا حسد وهو من يكره وصول النعمة الى محسوده. استعاذ منه اذا ثار حسده وبرز. وقد تضمنت هذه السورة الاستعاذة من انواع الشرور عموما ومن اصولها خصوصا. ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير سورة الفلق وابتدأه بذكر فضل هذه السورة وقرنه بفضل سورة الناس لاجتماعهما في اسم المعوذتين. فذكر حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم تر ايات انزلت الليلة؟ الحديث رواه مسلم الحديث على فضل المعوذتين في قوله لم يرى مثلهن قط. ثم فسر هذا فقال ومعنى لم يرى مثلهن في الاستعاذة بهن. فاكمل ما يستعاذ به قراءة سورة الفلق والناس. قال وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه اي اذا جاء الى موضع نومه بالليل قرأ سورة الاخلاص مع قال جمع كفيه اي جعل احداهما حذاء الاخرى اي بجانبها ولم يجعل احداهما باطن الاخرى لان جعل احداهما باطن الاخرى يسمى ضما. وليس مرادا في الحديث قال ثم نفث فيهما بالاخلاص والمعوذتين. والنف هواء لطيف مع ريق فان جرد من الريق سمي نفخا. وهذا النفث يكون بعد قراءة السورة لان المقصود وصول بركة الريق بعد ملامسته قراءة الايات. قال ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات اي فيقرأ سورة الاخلاص ثم ثلاثة ثم يقرأ سورة الفلق ثم ينفث ثلاثة ثم يقرأ سورة الناس ثم ينفث ثلاثا ثم يمسح جسده ثم يعيد ذلك ثانية ثم يعيده ثالثة. ويمسح ما يقدر على مسحه عادة ويمسح ما يقدر على مسحه عادة من جسده. باديا برأسه ووجهه وما اقبل من جسده قال وكان صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى اي مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ويمسح بيده واذا مرض واذا مرض احد من اهله نفث عليه بها متفق عليه. ففي الجملة المتقدمة من القول ثلاث فضائل من فضائل سورة الفلق والناس. فالفضيلة الاولى انهما اكمل التعوذات. انهما اكمل التعوذات. والفظيلة الثانية استعمالهما للحفظ عند النوم في الليل. استعمالهما للحفظ عند النوم في الليل. والفضيلة الثالثة استعمالهما في دفع المرض. استعمالهما في دفع المرض ثم قال في تفسير سورة الفلق امر الله الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الاخلاص ان يقول مبلغا اي في قوله قل هو الله احد فهو امر للبلاغ وامر وامره في سورة الفلق والناس ان يقول متعودا فقال له هنا قل اعود اي الجأوا واعتصم فالاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام. ثم قال في قوله تعالى برب الفلق وهو الصبح من شر ما خلق من شر ما خلق الله من المخلوقات. واريد به بعضها وهو كل مخلوق فيه شر. اذ ليس كل مخلوقات الله فيها شر كالملائكة والجنة. فيكون قوله تعالى من شر ما خلق من العام الذي اريد به الخصوص. فتقديره من شر كل مخلوق ذي شر. فتقديره من شر كل كل مخلوق ذي شر. ثم ذكر بعض افراد المخلوقات المشتملة على شر. فقال ومن شر غاسق اذا وقب وهو الليل اذا استحكم ظلامه لما فيه من انتشار الارواح الشريرة والحيوانات المؤذية. فالغاسق هو الليل. وشاهده عائشة رضي الله عنها المذكور وفيه يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فان هذا هو الغاسق اذا وقب فجعل القمر علامة له فظهور القمر يختص بالليل فليس مراده صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من جرم القمر الاستعاذة من شر ما يكون في الليل الذي هو محل الشرور على ما سبق بيانه. ثم قال في قوله تعالى ومن شر النفاثات في العقد وهي الانفس السواحر من الرجال والنساء. فالتأنيث في قوله النفاثات باعتبار الانفس. لا باعتبار اختصاصه بالنساء. قال اللواتي يستعن على سحرهن اي الانفس اللواتي يستعن على سحرهن بالنفخ مع طريق لطيفة في العقد المشدودة عليه. وهذا سحر يسمى سحر العقد. ينفث فيه ويعقد ما يعقد مستعينا بالشياطين في شد تلك العقد. ثم قال في قوله تعالى ومن شر حاسد اذا حسد وهو ان يكرهوا وصول النعمة على محسوده استعاذ منه اذا ثار حسده وبرز فقوله اذا حسد اي اذا ظهر وبرز والحسد هو كراهية وصول النعمة. ولو لم يتمنى زوالها. فمجرد وجود الكراهية يسمى حسدا فان قارنه تمني زوالها صار حسدا شديدا. قال وقد تضمنت هذه السورة الاستعاذة من انواع الشرور عموما اي في قوله من شر ما خلق. قال ومن اصولها خصوصا اي فيما تلى ذلك من الايات هي سرور الليل والسحر والحسد وهي شرور الليل والسحر والحسد. نعم. احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله. تفسير سورة الناس. بسم الله الرحمن الرحيم. قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من سر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. مستهل هذه السورة كسابقتها فان الله امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول متعوذا فقال له قل اعوذ اي الجوع واعتصم برب الناس وهو سيدهم المالك المصلح لهم ملك الناس وملكه من ربوبيته لكن افرد لجلالة موقعه. اله الناس معبودهم بحق من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس فيحسن لهم الشر ويقوي ارادتهم له ويقبح لهم الخير ويثبتهم عنه. فاذا استعاذ منه واندفع عنه فالخناس هو المتأخر المندفع اذا ذكر العبد ربه واستعاذ به في دفعه. ومحل وسوسته صدور الخلق من الجنة الناس تم بحمد الله ضحوة السبت السادسة عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة والف. ختم المصنف وفقه الله وهذه النبذة الميسرة بتفسير سورة الناس. فقال مستهل هذه السورة كسابقتها اي سورة الفلق ان الله امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول متعوذا فقال له قل اعوذ اي الجأ واعتصم على ما تقدم من ان الاستعاذة هي للالتجاء والاعتصام. ثم قال في قوله تعالى برب الناس وهو سيدهم المالك والمصلح لهم وفق ما ذكرناه مما عاني الرب في لسان العرب وانها ترجع الى ثلاثة معان السيد والمالك والمصلح للشيء ثم قال في قوله تعالى ملك الناس وملكه من ربوبيته. فقوله تعالى لا برب الناس يندرج فيه ملك الله. وافرد الملك كما قال لجلالة موقعه فان الملك من اعظم مشاهد الربوبية. فاعظم مشاهد الربوبية اربعة احدها الملك وثانيها الخلق وثالثها الرزق ورابعها الامر وهو التدبير والتصريف. ثم قال في قوله تعالى اله الناس معبودهم بحق ثم ثم قال في قوله تعالى من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان. فانه المختص بالوسوسة. والمراد به هنا الشيطان الجني فان الشيطان الانسي لا يوسوس. فالوسوسة في الباطن والشيطان الانس يلقي الظاهر فالقاؤه يسمى وشوشة. فالقاء الشياطين نوعان فالقاء الشياطين نوعان ان احدهما القاء الشيطان الجني. القاء الشيطان الجني وهو باطن. ويسمى وسواس القاء شيطان جني وهو باطن ويسمى وسوسته. والاخر القاء الشيطان الانسي وهو ظاهر ويسمى وشوشة. ثم قال في قوله تعالى الذي يوسوس في صدور الناس فيحسن لهم الشر ويقوي ارادتهم له ويقبح لهم الخير ويثبتهم عنه. فالوسوسة هي تحسين الشر وتقوية ارادته. هي تحسين من الشر وتقوية ارادته وتقبيح الخير والتثبيت عنه وتقبيح الخير والتثبيت عنه والتثبيط هو المنع والحبس والتخذيل. والمنع والحبس والتخذيل. قال فاذا استعاذ منه العبد اي رجع واندفع عنه. قال والخناس هو المتأخر المندفع اذا ذكر العبد ربه واستعاذ به في دفعه ثم قال ومحل وسوسته صدور الخلق من الجنة والناس؟ فالشيطان الجني يوسوس في صدور الخلق من الجنة من الجنة والناس. فالناس اسم يشمل الانس والجن. في اصح قولي اهل العربية فالناس اسم يشمل الانس والجن في اصح قولي اهل العربية. لانه من النوس وهو الحركة والاضطراب. لانه من النوس وهو الحركة والاضطراب. وهما وصف موجود في الانس والجن وهو وصف موجود في الانس والجن. وهذا اخر الكلام مما يناسب المقام في بيان معاني هذا الكتاب اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميعا المفسر من القرآن الميسر بقراءة غيره صاحبنا يكتب اسمه تاما اربعة فتم له ذلك في مجلس واحد الميعاد المثبت في محله واجزت له روايته عن اجازة خاصة من معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله ابن حمد العصيمي ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والالف في جامع خادم الحرمين بالخبر. لقاؤنا ان شاء الله تعالى غدا في كتاب اللوامع من الكلم الجوامع والله الموفق