السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي نور البصائر بالعلوم وزين الالباب بمدارك المنطوق والمفهوم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا الى يوم الدين. اما بعد فان يوم عاشوراء يوم من ايام الله عظيم انجى الله عز وجل فيه موسى عليه الصلاة والسلام وادل فرعون وجنوده قال الله تعالى وفي موسى اذ ارسلناه الى فرعون بسلطان مبين تتولى بركنه وقال ساحر او مجنون فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم وهذا مجلس في بيان احكام عاشوراء رواية ودراية نسرد فيه كتابا اسمه مجلس عاشوراء بالمسجد النبوي الشريف لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي فنقول وبالله مستعينين وعليه متوكلين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ما سلسلت الاخبار واسندت عن التيقات الاخيار. والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله محمد المبعوث بالدين الكامل وعلى اله وصحبه الافاضل. اما بعد فانه لما وافق مجلس الدرس في المسجد النبوي بويه يوم عاشوراء من سنة اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وكان يوم خميس عن لي ان املي حديثه المسلسل اقتداء بمن سبق من العلماء مقدما حديث الرحمة المسلسل بالاولية. ليقع وفق شرطه قال في حاشيته مبينا وهو كونه اول مسموع من المملي اما على الحقيقة فلا يتقدمه سماع غيره من من الاحاديث المرويات واما بالاضافة الى غيره فيكون قد تقدمه شيء منهما منها. واولهما اكملهما ويسمى الاول اولية حقيقية. ويسمى الثاني اولية اضافية فمن كان هذا الحديث اول مسموعه من شيخه صارت الاولية حقيقية لم يتقدمها شيء وان كان قد سبقه سماع شيء من شيخه مسندا باسناده صارت الاولية اضافية نسبية مكتفيا باحلى اسانيد الوافية بقصده بعض النسخ باعلى هي باحلى وحلاوة الاسناد ينظر فيها الى اللطائف التي تكون فيه فهذا الاسناد فيه لطائف عدة منها كونه عن رجل اسمه محمد ومنها تردد اسم محمد في مواقع منه ومنها رواية جماعة من ال البيت فيه فان جماعة من رواته من ال البيت ومنها روايته عن رجل توطن الحجاز مدة سنوات وهو الشيخ محمد وتاج الدين الكمبلشي رحمه الله اقام في بلاد الحجاز عدة سنوات اخذ عن علمائها ثم رجع الى بلده وعمر وتوفي وقد جاوز المئة رحمه الله فاقول وبالله اصول حدثنا محمد تاج الدين ابن احمد البشير الكمبلشي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد القادر ابن توفيق الشلبي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد ابو النصر ابن عبد القادر الخطيب وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن خليل الحسني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن احمد البهي وهو اول حديث سمعته منه في عندك رجل مهو مذكور يا اخي؟ في طبعة قديمة اجل هذي اي هم اي اه حدثنا عبد القادر بن توفيق الشلبي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد ابو النصر الحقوها محمد ابو النصر ابن عبد القادر الخطيب وهو اول حديث سمعته منه. هذا شيخ عبد القادر الشلبي وتلميذ محمد بن خليل الحسني قال حدثنا محمد بن خليل الحسني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن احمد البهي وهو اول حديث سمعته منه قال حدث محمد بن محمد الحسيني وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا داوود بن سليمان الخربتاوي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد الفيومي المصري وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا يوسف بن عبدالله الارميوني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد الرحمن ابن ابي بكر السيوطي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد الرحمن ابن علي ابن عمر ابن الملقن وهو اول حديث سمعته من قال حدثنا جدي عمر ابن علي ابن الملقن وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن محمد الميدومي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا عبد اللطيف بن عبدالمنعم الحراني وهو اول حديث سمعته قال حدثنا عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا اسماعيل ابن ابي صالح قال حدثني اسماعيل ابن ابي صالح وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا ابي احمد بن عبدالملك النيسابوري وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد بن محمد الزيادي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا احمد بن محمد البزاز وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثني عبد الرحمن ابن من الحكم هو اول حديث سمعته منه. قال حدثني سفيان بن عيينة وهو اول حديث سمعته منه. عن عمر ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاصي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء هذا الحديث يسمى حديث ايش الرحمة يسمى حديث الرحمة وهو المسلسل بالاولية فاذا سمعه احد عن شيخه بسند من اسانيده صحت له جميع اسانيده. فمثلا تقدم غير مرة في بعض المجالس غير هذا الاسناد. فمن بهذا الاسناد له ان يرويه بذاك ومن سمعه بذاك له ان يرويه بهذا حديث حسن اخرجه ابو داوود قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة ومسدد قال حدثنا سفيان واخرجه الترمذي قال حدثنا ابن ابي عمر حدثنا سفيان به دون تسلسل فوقع لنا بدل لهما عاليا. والبدل ان تقع المشاركة لمخرج ما في شيخ في شيخه ان تقع المشاركة لمخرج ما في شيخ شيخه. كاد الحديث فانا اسندناه من طريق سفيان ابن عيينة وسفيان بن عيينة هو شيخ شيخ ابي داود وشيخ شيخ الترمذي. فابو داوود رواه عن ابي بكر باب شيبة ومسدد عن سفيان والترمذي رواه عن محمد ابن ابي عمر المكي عن سفيان. واما الحديث المسلسل بيوم عاشوراء فقد رويته بشرطه السالم من التركيب الملفق عن جماعة من وجوه متفرقة. منها ما اخبرنا به محمد زيني بن عبدالله باويانا الجاوي في يوم عاشوراء سنة اربع وعشرين بعد الاربعمائة والالف قال اخبرنا محمد عبدالباقي هذا النمط من الاسماء الحادث من الاسماء المضافة اصح الاقوال فيه ان الثاني يكون مضافا الى الاول ومن اهل العربية من يقول ان الاعراب يقع على الثاني لكن الصحيح ان الثاني يكون مضافا اليه قال اخبرنا محمد عبدالباقي ابن محمد علي اللكنوي في يوم عاشوراء قال اخبرنا احمد ابو الخير ابن عثمان المكي في يوم عاشوراء سنة احدى عشرة بعد الثلاث مئة والالف بلكنو ولكنه مدينة مشهورة في الهند وهي التي توجد فيها اليوم ندوة العلماء وفيها مكتبة العلامة الصديق حسن خان رحمه الله تعالى قال اخبرنا علي بن ظاهر الوتر في يوم عاشوراء سنة خمس بعد ثلاثمئة والالف قال اخبرنا عبد الغني بن ابي سعيد الدهلوي في غير يوم عاشوراء حاء واخبرني مثله عبدالكريم بن يونس الخزامي في يوم عاشوراء سنة وسبع وعشرين بعد الاربع مئة والالف قال اخبرنا عمر ابن حمدان المحرصي في يوم عاشوراء قال اخبرنا عبد الحي بن عبدالكبير الكتان في يوم عاشوراء قال اخبرني ابو جيدة ابن عبدالكبير الفاسي في اخر ذي القعدة قال سمعته من عبد الغني هو ابن ابي سعيد الدهلاوي في شهر رجب لكوني لم اره في عاشوراء واخبرني عاليا درجة ادريس بن محمد العراقي في يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين بعد الاربعمائة والالف شاع عند المتأخرين قولهم عاليا بدرجة وعاليا بدرجتين والموافق للتركيب العربي السليم عاليا درجة وعاليا درجتين دون حاجة الى حرف الجر وكثيرا ما يدخل المتأخرون حرف الجر في مواضع من كلامهم لا محل لها قال اخبرنا عبد الحي بن عبدالكبير الكتاني في يوم عاشوراء قال اخبرني ابو جيدة ابن عبد الكبير الفاسي في اخر ذي القعدة قال سمعته من عبد الغني هو ابن ابي سعيد الدهلاوي في شهر رجب لكوني لم اره في عاشوراء واخبرني مثله. عبدالكريم بن يونس الخزامي في يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين بعد الاربع مئة والالف قال اخبرنا عمر بن حمدان المحرصي في يوم عاشوراء قال اخبرنا علي بن ضاهي الوتر في يوم عاشوراء. قال اخبرنا عبد الغني بن ابي سعيد الدهلو في غير عاشوراء واخبرني مثله عبدالعظيم بن محمد المهدي الكتاني في يوم عاشوراء سنة تسع وعشرين بعد الاربع مئة والالف قال اخبرنا ابي في يوم عاشوراء قال اخبرنا ابو جيدة بن عبدالكبير الفاسي قال سمعته من عبد الغي هو ابن ابي سعيد الدهلوي في شهر رجب لكون لكوني لم اره في عاشوراء قال اخبرنا محمد عابد ابن احمد علي السندي اجازة في ربيع الاول. قال سمعت عمي محمد حسين الانصاري فسمعت والدي محمد مراد الانصاريا قال سمعت عبد القادر هو ابن ابي بكر الصديقي قال سمعت حسن بن علي العجيمية قال فسمعت ابراهيم ابن حسن الكوراني في يوم عاشوراء قال سمعت سلطان ابن احمد المزاحي كذلك قال سمعت احمد بن خليل السبكي كذلك قال سمعت محمد بن احمد الغيظي كذلك عن محمد بن احمد بن النجار قال اخبرنا محمد بن محمد السيوطي في يوم عاشوراء بقراءة عثمان الديمي. قال اخبرنا عبد الرحمن بن احمد الغزي المعروف ابن الشيخة في يوم عاشوراء وانا حاضر قال اخبرنا علي ابن اسماعيل ابن قريش في يوم عاشوراء سنة احدى وثلاثين وسبعمائة. قال اخبرنا عبد العظيم ابن عبدالقوي المنذري في يوم عاشوراء سنة ست وخمسين وست مئة. قال اخبرنا عمر ابن محمد ابن طبرجد البغدادي وعبدالله ابي بكر البغدادي في كتابه الي من بغداد. واللفظ له. قال اخبرنا محمد بن عبدالباقي الانصاري قراءة عليه ونحن نسمع قال اخبرنا الحسن ابن علي الجوهري قراءة عليه وانا اسمع. قال اخبرنا علي ابن محمد ابن كيسان قراءة عليه فاقر وبه قال اخبرنا يوسف يعني ابن يعقوب القاضي قال حدثنا ابو الربيع قال حدثنا حماد بن زيد عن غيلان ابن جرير عن عبد الله ابن معبد عن ابي قتادة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عاشوراء اني احتسب على الله عز وجل على الله عندكم النسخة القديمة بعضها ساقط صحوها على الله عز وجل ان يكفر السنة التي قبله. وتسلسل هذا الحديث بالتحديث في يوم عاشوراء وتسلسل هذا الحديث بالتحديث في يوم عاشوراء لا يجاوز المنذري. وخلط فيه المتأخرون فرووه مسلسلا بذلك الى يوسف القاضي ومنهم من رواه مسلسلا كذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يصح ذلك كله. قال السخاوي في الجواهر المكللة وللمنذري جزء املاه في عاشوراء وسمعته على غير واحد منهم شيخنا رحمه الله. يعني ابن حجر فهذه من الاطلاقات العهدية التي تعلم من سيرة المتكلم. فالسخاوي ان اطلق شيخنا فمراده ابن حجر كما ان ابن القيم اذا اطلق شيخنا فمراده ابا العباس ومراده ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في يوم عاشوراء بسماعهم له في يوم عاشوراء على ابن الشيخة. الى ان قال بعد انتهاء سياق سنده الى المنذري وانقطع من ثم التسلل ولذا اعرضت عن ايراده وهذا التسلسل المحفوظ الى المنذرين انما يصح من هذا الطريق على الوجه الذي سقناه. فانه مسموع لمن فوق الوتر الى العجيمي لكن بغير شرطه يعني في غير يومه فهو سماع طبقة بعد طبقة لكن في غير عاشوراء بهذه القطعة من الاسناد كما يدركه من حقق وجوه روايته في الاصول التي خرج منها. ولم يتقنه على هذا الوجه الا عبدالستار الدهلاوي في رفع الاستار المسدلة وروى هذا الحديث محمد بن محمد السنباوي المصري المعروف بالامير الكبير السنباوي المصري المعروف بالامير الكبير من وجه اخر من رواية ابراهيم اللقاني بالتخفيف ولا يشدد فلا يقال اللقاني بل هو بتخفيف القاف عن الغيطي فاخطأ فيه واشتهر عنه على الغلط وصنف ابنه محمد الملقب بالامير الصغير رسالة عظمت شهرتها عند المصريين وبقي اقرأوها في الازهر يوم عاشوراء في كل سنة نحو قرن وحشاها جماعة من كبار علمائه ثم انقطع اقراؤها ولم اجدها مسموعة في مصر بشرطها عند احد من الشيوخ لا بعلو ولا نزول. وروي الحديث مسلسلا عن الامير الكبير من وجه ثان من رواية سالم السنهوري عن الغيط ولا يصح ايضا احسن طرق هذا الحديث المشهورة هي رواية عبدالغني الدهلوي عن عابد السندي كما اسندناه. وتسلسله ينتهي الى المنذرين وتحقيق اسانيد المتأخرين وتمييز منازلها بين الشك واليقين مما تنشرح له صدور الاتقياء وتضيق بهم صدور الادعياء لما فيه من كشف اوهامهم واوهام شيوخهم. ومن يعظم في نفوسهم وهم احرى ببيان غلط اخبارهم من الثقات الاثبات نجوم رواية بالصدر الاول المبين خطأ من اخطأ منه في كتب علل الحديث ولا ينبغي للعبد ان يلاحظ وبعين الرعاية الا امر الشريعة معرضا عن القيل والقال ومماحلات الجدال فان للحق انوارا بالملة انصارا والله حافظ دينه فتعبده بالسعي في حفظه واعرض عن الجاهل ولفظه وما احسن ما اخبرنيه اجازة مسلسلا بالعلماء المصريين. احمد فهمي ابو سنة عن محمد بخيت ابن حسين المطيعي عن محمد بن مصطفى الخضري عن ابراهيم بن محمد الباجوري. عن عبدالله بن حجازي الشرقاوي عن محمد بن سالم الحفني محمد بن بدير الدمياطي عن علي بن علي الشبر ملسي عن احمد بن خليل السبكي عن محمد بن احمد عن زكريا بن محمد الانصاري عن ابي الفضل بن حجر قال انشدنا عبدالله السمنودي قال انشدنا ابو البقاء وهو ومحمد بن عبدالبر السبكي لابن دقيق العيد قال ادأب على جمع العلوم وضبطها وادم لها وادم لها تعب القريحة والجسد واقصد بها وجه الاله ونفع من بلغته ممن جد فيها واجتهد واترك كلام الحاسدين وبغيهم هملا فبعد الموت ينقطع الحسد ووقع لي الحديث المذكور مسموعا في صحيح مسلم دون شرط تسلسله. فرويته عن جماعة باسانيدهم الى مسلم بن الحجاج قال حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد جميعا عن حماد قال يحيى اخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبد الله بن لمعبد الزمان عن ابي قتادة رضي الله عنه قال رجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تصوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال رضينا بالله ربا وبالاسلام وبمحمد نبيا. نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى كان غضبه. فقال عمر يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال لا صام ولا افطر او قال لم تم ولم يفطر قال كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال ويطيق ذلك احد. قال كيف من يصوم يوما يوم قال ذاك صوم داوود عليه السلام. قال كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال وددت اني وقت ذلك اي رزقت الطاقة والقدرة عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كل شهر ورمضان الى رمضان فهذا صيام الدهر كله. صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والمراد بالسنة ما تعرفه العرب من كلامها اذا ذكرتها انها تبتدأ من اليوم السابق للمتكلم واما السنة الهجرية فهي اصطلاح حادث بعد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر رضي الله عنه فيكون ابتداء السنة التي قبل يوم عاشوراء من اليوم التاسع من المحرم الى عاشوراء في السنة التي تقدمته ثم رواه ايضا من حديث شعبة ابن الحجاج عن غيلان به. واشار الى ما وقع في الفاظه من اختلاف واعله البخاري فقال في تاريخه الاوسط ولم يذكر سماعا من ابي قتادة وقال في الكبير ولا يعرف سماع عبد الله ابن معبد من ابي قتادة وقال فيه ايضا ولا نعرف سماعه من ابي قتادة. وتعقبه الذهبي فقال بعد حكايته قلت لا يضره ذلك قال ابن حزم وقد تكلم في سماع عبد الله ابن معبد الزماني من ابي قتادة. ثم قال بعد واما سماع عبد الله ابن معبد من ابي قتادة فعبدالله ثقة والثقات مقبولون لا يحل رد رواياتهم بالظنون وادخل حديثه في الصحيح جماعة منهم مسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال النسائي في كبراه هذا اجود حديث عندي في هذا الباب. وقال ابن جرير الطبري وهذا خبر عندنا صحيح سنده لا علة فيه توهنه ولا سبب يضاعفه. وجزى بصحته ابن عبدالبر والبغوي والمنذري وابن الملقن وابن الملقن وابن ناصر الدين وابن باز والالباني والعباد. وقد تتبعت حديث عبدالله الزمان عن ابي قتادة ولم اظفر بما يدل على السماع لكن وجدت الخطيب في المتفق والمفترق يقول سمع ابا قتادة الانصاري فلا ادري اوقف على تصريحه ام حكم فيه باعمال القرائن ولها عند الخطيب نظائر حقيقة بالفحص التحقيق ومعنى هذه الجملة ان حديث عبدالله الزماني عن ابي قتادة مما لم يظفر في كتب الحديث المسندة تصريحه منه بقوله حدثنا او سمعت او اخبرنا وما جرى مجرى هذه الالفاظ فيما وقع بايدينا منها الا ان الخطيبة البغدادية قطع بسماعه منه في كتاب المتفق والمفترق فقال سمع ابا قتادة الانصاري فاما ان يكون وقف على تصريح بالسماع لم يتصل بنا او ان يكون له جادة سلكها في اعمال اثبات السماع دون الوقوف على صيغه. وله نظائر في كتابه هذا فانه يعمد الى جماعة مما شهر في سماعهم وفقد ذلك من مغوياتهم ثم يقطع بانه سمع كانه اعتبر في القرائن التي تحف بالراوي والمروي والله اعلم. ولم اجد في السابقين احدا له معرفة بالحديث تعلق بقول البخاري ضعف الحديث لاجله. وقد عدد ابن جرير ما اعله به من اعله من اهل وقته ولم يذكر انقطاعه فاهل الحديث مطبقون على قبوله ومثل هذا اذا قارنه تخريج مسلم له في كتابه المتلقى بالقبول لم يتجاسر معه فقيه النفس على تضعيفه والله اعلم وفقيه النفس مرتبة من مراتب ادراك العلم معناها ان العلم مازج قلبه وروحه حتى صار ملكة راسخة له في اي علم كان سواء في علم شرعي او علم لغوي او علم عقلي. فالمقصود بفقاهة نفسه ان العلم الذي شعر به قد مازج روحه وصار حياته او فمثل هذا اذا تكلم في العلم بكلام صار لكلامه جلالة. ومن كان موصوفا بهذه الصفة فانه وان لم يقف على تصريح سماع الزمان عبد الله بن معبد بن ابي قتادة. ثم رأى ان اهل الحديث طبقة بعد طبقة هذا الحديث ولم يضعفوه واقترن بذلك ان مسلما ادخله في الصحيح وان صحيح مسلم تلقي بالقبول اجماعا الا حرفا يسيرة انتقدت عليه وليس هذا الحديث منها. فلم ينتقده عليه ابو علي الجياني ولا ابو مسعود الدمشقي. ولا الدار رحمهم الله تعالى فيما انتقدوه عليه من الاحاديث التي اخرجها امتنع عند فقيه النفسي حينئذ ان يتكلم في هذا الحديث بوهن او تضعيف بل هو متابع لهم فيما رأوه من صحة هذا الحديث لان مدعي التضعيف بينته ضعيفة وهو منازع لاجماع الامة في قبول هذا الحديث في صحيحه مسلم فصل وعاشوراء وعاشوراءه وعاشر المحرم الحرام والمحرم اسم للشهر الاول في السنة الهجرية بترتيب عمر بن الخطاب والمشهور فيه لغة اثبات الالف واللام. واما تجريده منهما فهو عند الجمهور لحن. وقيل بتصحيحه بتخريج الله والاولى العدول عنه والالتزام بالصحيح المتفق عليه. فيقال شهر المحرم ولا يقال شهر محرم وصيامه على مرتبتين الاولى صيامه مفردا. وكان هذا هو فعله صلى الله عليه وسلم لما انا صيامه فرض ثم استمر عليه حين صار نفلا. وعزم اخر عمره ان يصوم معه التاسع. كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صام عاشوراء وامر بصيامه قالوا يا رسول الله انه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا كان العام المقبل ان شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأتي العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم وفي رواية له لئن بقيت الى الى قابل لاصومن التاسع. وجمل هذا الحديث مما وقع في بعضها غلط في ادراك معناه عند قوم كقوله في الحديث قالوا يا رسول الله انه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فلا يراد بهذه الجملة اخباره صلى الله عليه وسلم لتحقق علمه بذلك كما يعلم من الاحاديث المروية في هذا الباب وانما ارادوا بقولهم انه يوم تعظمه اليهود والنصارى طلب المنافرة والمباينة والمخالفة لهم. فلما تقرب هذا الاصل عندهم وصار ركنا ركينا من معالم الدين باستقرار الدين وكماله. طلب اظهار المخالفة في هذا اليوم حتى يندرج في جملة الاحكام التي خالف فيها هذا الشرع ما كانت عليه اليهود والنصارى. فمرادهم بقولهم انه يوم تعظمه اليهود والنصارى اي فالتمس لنا تعظيما نخالفهم فيه. فارشدهم الى ما يقع الى ما تقع وبه المخالفة والجملة الثانية ان قوله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع ليس مراده نقل الصيام من العاشر الى التاسع كما توهمه توهمه بعضهم وانما مراده اثبات صيام العاشر مع زيادة التاسع. هذا الذي فهمه الصحابة وصح عن جماعة منهم ابن عباس رضي الله عنهم. واما الفهم الذي ذكر من ذكره ممن سلف ومن لحق بعدهم فانه لا يثبت وهو مخالف لاثار الصحابة رضي الله عنهم وكان محرك عزمه هو طلب مخالفة اليهود والنصارى. وقد صح عن ابن عباس موقوفا صوموا التاسع والعاشر اليهود. رواه عبدالرزاق في مصنفه ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى وسعيد بن منصور في السنن والطحاوي في شرح معاني الاثار واسناده صحيح ومخالفة اهل الكتاب مأمور بها اما فرضا واما نفلا. ويستفاد منها تأكيد استحباب صيام التاسع مع العاشر اما كراهية الافراد وهو مذهب الحنفية فلا تستفاد من المنقول لان تعظيمه وقع مشابهة لا تشبها والثاني هو متعلق النهي الوارد في ابوابه. اي ان ما جرى من ذلك لم يكن على ارادة التشبه والتشبه على صيغة تفعل وهذه الصيغة موضوعة في لسان العرب لما قارنه ارادة التكلف قال في نيل المنى ورابع الابواب للتكلف نحو تعلمت الى اخر ما قال. فهذا الباب للتكلف الدال على الارادة بخلاف المشابهة فانها مجردة عن قصد الموافقة فما وقع حينئذ انما هو مشابهة لا تشبه فصيام عاشوراء وحده مستحب وضم التاسع اليه اكد استحبابا. والثانية صيامه وصيام غيره من ايام شهر المحرم معه وهذه المرتبة اربعة انواع النوع الاول صيامه ويوما قبله وهو التاسع. وتقدم دليله وانه مستحب استحبابا مؤكدا النوع الثاني صيامه ويوما بعده وهو الحادي عشر لحديث ابن عباس مرفوعا صوموا قبله يوما او بعده يوما رواه احمد اسناد ضعيف وهو ان لم يصح رواية لكن النظر يقتضيه. لتحقق المخالفة بصيامه لمن لم يصم التاسع فعلة صيام التاسع طلب مخالفة اليهود والنصارى وهي موجودة ان صيم الحادي عشر بدله مع العاشر. وهذا مدرك من مدارك الاحكام التي ربما خفيت عن من يأخذ بظواهر الاحاديث والاثار كمن يصرح بنكرة صيام الحادي عشر او انه بدعة. فهذا ان سلم بضعف الرواية فيه لم يسلم بالدفاع العلة منه ان الامر بصيام التاسع انما كان لطلب مخالفة اليهود والنصارى. فمن فاته صيام التاسع فانه يقصد الى مخالفتهم لصيام الحادي عشر الذي يلي العاشر لانه اذا صامه تحققت المخالفة المطلوبة شرعا النوع الثالث صيامه ويوما قبله ويوما بعده وهذا النوع ثلاثة اقسام الاول صيام الثلاثة بنية التقرب بها صفة لصيام عاشوراء. وهي مروية عند البزار في مسنده والبيهقي في السنن الكبرى واللفظ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا صوموا قبله يوما وبعده يوما واسناده ضعيف وصيامه بهذه النية وهي طلب القربى بان يكون صوم عاشوراء ثلاثة ايام لم يثبت فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. الثاني صيامها يعني الايام الثلاثة احتياطا ليتيقن موافقة يوم صومه يوم عاشوراء وهذا مستحب ان اشتبه دخول الشهر الى ان حقق اي ان وقع اختلاف في دخول الشهر ولم يتميز فانه يستحب ان يصوم ثلاثة ايام ليتحقق وقوع صيامه للعاشر. فان لم يوجد الاشتباه فانه لا يستحب حين اذن الثالث صيامها بنية صيام عاشوراء وثلاثة ايام من كل شهر. فينوي صيام ثلاثة ايام من الشهر وذلك مستحب ويدرج فيها صيام عاشوراء بنيته الخاصة. فيصيب بصيام العاشر عملين. صيام عاشوراء وصيام يوم من الثلاثة المستحبة كل شهر بصحة اجتماعهما في فعل واحد مع نيتهما جميعا. وهي مندرجة في القاعدة المعروفة اذ اجتمعت عبادتان من جنس واحد في وقت واحد ولم تكن كلا منهما مقصودة لذاتها ان درجت احداهما في اخرى وسميت احداهما الكبرى والثانية الصغرى كاندراج رفع الحدث الاصغر بوضوء في رفع الحدث الاكبر بجنابة واندراج طواف الوداع الذي هو واجب في طواف الافاضة الذي هو ركن فيؤديهما فعلا واحدا بنيتين ويصح عند الجمهور وهو الصحيح النوع الرابع صيامه وصيام يوم او اكثر من ايام شهر المحرم غير سابقه ولاحقه. وفيه يكون صيام يوم صيام عاشوراء مفردا. فيرجع الى المرتبة الاولى وان نواه من ثلاثة ايام متفرقة في الشهر اصابها او نواه وفي صيام المحرم اصابه اي من يعمد الى صيام الثالث والخامس من المحرم ويصوم العاشر فانه حينئذ يكون قد افرد ولو تقدمه صيام ايام متفرقة لان المقصود ما باشره بان يكون في حرمه المتقدم عليه او التابع له فيكون التاسع ادعاء فيكون التاسع او الحادي عشر وغاية المقال ان الصفة الاتم في صيام عاشوراء هي صيامه مع التاسع. فطوبى لمن طلب الاتم وكان شغل نفسه الاهم وتحرى صيام اليومين كل عام وادام صومهما بلا انفصام يعني بلا انقطاع. ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان. قال ابن رجب فاحسن وبمثلها تعرف مدارك الفهم. ويفرق بين الالمعي والفدم الفدم هو الاحمق قليل الفهم قال وابن عباس انما صحب النبي صلى الله عليه وسلم باخرة وانما عقد منه صلى الله عليه وسلم من اخر اي ان ابن عباس نقل اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء نفلا لانه لم يدركه فرض انما ادرك النفل. وعن الاسود بن يزيد قال ما رأيت احدا كان امر بصيام يوم عاشوراء. من علي ابن ابي طالب وابي موسى رضي الله عنه اخرجه الطيارسي وابن ابي شيبة. واللفظ له واسناده صحيح. ورواه ابن الجعد في مسنده. ومن طريقه البيهقي في شعب الايمان ولفظه ما رأيت احدا ممن كان بالكوفة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يصوم في السفر يوم عاشوراء. رواه ابن ابي شيبة في مصنفه والطبري في تهذيب الاثار. وعن معاوية بن صالح ان ابا جبل اتى وهو شامي لا يعرف اسمه حدثه قال كنت مع ابن شهاب يعني الزهري في سفر فصام يوم عاشوراء فقيل له تصوم يوم عاشوراء في السفر وانت تفطر في رمضان قال ان رمضان له عدة ان رمضان له عدة من ايام اخر وان عاشوراء يفوت رواه البيهقي في شعب الايمان وبذكر هذا المثال يكون مقاما من مقامات احوال فقيه النفس. فان فقيه النفس اذا سافر موافقا سفره عاشوراء رأى ان الافضل له ان يصومه للتعليل الذي ذكره الزهري وكان يفعله ابن عباس رضي الله عنهما فيكون هذا الامر امرا يختص بما يفوت من الصيام كعاشوراء. واما من لا يعي مثل هذه المدارك فانه ربما هجم على الاحكام الشرعية فاخرج المتفق عليه الى البدعة وهذا امر صار شائعا عند المتأخرين. ومن مشهور هذا في الاحكام من يذكر ان جعل المحتضر على يمينه الى القبلة انه بدعة لعدم صحة لصحة الاحاديث. وهو كما قال لم يصح فيه حديث لكن صح فيه عمل المسلمين العارفين بالدين. فروى عبد الرزاق عن شيخه بن جريج انه قال قلت لعطاء ارأيت فالميت يعني المحتضر ارأيت حروف الميت الى القبلة على يمينه اسنة هو؟ قال سبحان الله ما رأيت احدا يعقل ترك ميته من ذلك وهذا نقل لاضطراد العمل وشيوعه في المسلمين ومثل هذه المدارك توجب في حق طالب العلم الخوف من الجراءة على تزييف الاحكام الشائعة التي عمل بها المسلمون وتدعوه الى ادمان النظر في معرفة الاثار المنقولة في احوال العمل عن المسلمين فاذا فقدت ما صح من الاخبار فانظر الى جليل ومن يهمل الاثار المنقولة عن الصحابة والتابعين واتباع التابعين فان فقهه يكون ضعيفا. وجل الائمة المقتدى بهم ان كان من عماد علومهم الفقهية الاثار المنقولة عن السلف رحمهم الله تعالى فوائد مهمات وتتمات منبهات الاولى شرط تسلسل حديث عاشوراء المحقق سماعه في يومه من طلوع فجره الى غروب شمسه وهو العاشر من المحرم رؤية هلاله اصلحوها عندكم محرم اكتبوا المحرم وفق رؤية هلاله وزيدوا هذه الجملة بعدها الطبعة التي عندكم او تمام شهر ذي الحجة قبله او تمام شهر ذي الحجة قبله اي اما ان يكون يكون شهر ذي الحجة تاما او ان يرى الهلال وهو العاشر من المحرم وفق رؤية هلاله او تمام شهر ذي الحجة قبله لا التقاويم الفلكية الحسابية وان سمعه في ليلته وهي سابقته فارجو ان لا بأس به. لانها تدخل في اسم اليوم ولم افعله فيمن سمعته منه ولا رأيت احدا فعله غير ان ملح الرواية يتوسع فيها ويعول على ادنى مناسبة واقل ملابسة. ولا سيما ان ضاق الوقت. وتصح روايته كذلك دابة او اجازة في يومه لمن لم يتهيأ له السماع وبه ما رواه عبد الحي الكتاني عن شيخه عبدالجليل برادة وفالح الظاهري انه كان مغربيا وارسل الى بعض اصحابه من اهل الحجاز ان يقصد هذين الشيخين في يوم عاشوراء فيطلب منهما الاجازة له بحديث عاشوراء في يومه فيكون راويا له عن هذين الشيخين اجازة في يوم عاشوراء. فيحصل له الشرط لكن دون سماع الثانية من تركيب رواية مسلسل عاشوراء الملفق صنيع من يرويه عن شيخ لم يسمعه بشرطه. ويحدث عنه بسماعه من شيوخه تسلسله كمن يحدث به عن شيوخ دمشق او اليمن او الهند. ولا يعرف هذا الحديث بشرطه عندهم باسانيد بلادهم. فمخرج روايته عن الحجازيين والمصريين وعنهم رواه المغاربة والحلبيون. ومن ملفق الترتيب فيه ما في بعض المقيدات من روايته عن عبدالرحمن ابن محمد الانصاري ومحمد الشاذلي النيفر وعبد الفتاح راوه عبدالغني الدقر ومحمد فؤاد الدمشقي ومحمد ابو خبزة التطواني ومحمد البرماوي وسهيل بن عبدالغفار حسن فان هؤلاء لا يصح لهم التسلسل بشرطه اي انهم لا يرغونه عن شيوخهم سماعا. فمن اراد ان يرويه عن احد من هؤلاء فانه لو قرأه على هذا الشيخ في عاشوراء فقال مثلا اخبرنا عبد الرحمن ابن فارس قراءة عليه في يوم عاشوراء قال اخبرنا سعد بن حمد بن عتيق اجازة في غير يوم عاشوراء لئلا يتوهم انه سمعه بشرطه. واما من يسوي ذلك فهو تدليس وكذب. والغفلة عن تمييز المرويات تورد صاحبها مورد الكذب عند المحققين الاثبات فكما كان الاولون يتوقون في الرواية ويضبطونها فان من اراد ان يلج الرواية ويعتني بها في المتأخرين ان يتقنها فان لم تكن له مكنة فليأخذها عن اهلها العارفين بها. وما راج حتى ملأ البقاع والاصقاع من الترويج لمسالك باطلة فان شمس المعرفة والرعاية للدين اذا طلعت عليها طردتها واذهبتها كمن صار باخرة يسند كتب القراءات كالجزرية والشاطبية والدرة والطيبة باسانيد القراءات نفسها. وفرق بين اسناد كتاب ما واسناد العلم فان اسناد العلم يكون فيه العموم. واما اسناد الكتاب فيكون فيه الخصوص. فانه قد يتلقى الشيخ القراءات عن احد من شيوخه لكن لا يقرأ عليه هذه الكتب. فضلا عن من فوقه. فما راج باخرة من كثرة هذه الاسانيد التي اخرجوها من صناديق جن ايمان المحبوسين في البر في البحر هذا كله من مما دخل في العلم فافسده. ولا يوجد في القرن الماضي من كان يسند مثل هذا الا نفرا يسيرا تعرف اسانيدهم ويعرف تلاميذهم. واما من صار من يعمد الى شيخ قرأ عليه القراءات فيقرأ عليه الدرة ويقول اخبرنا الدرة فلان قال اخبرنا فلان قال اخبرنا فلان ويسوقه باسناد القراءات فهذا كذب محض الثالثة وليس كل من يفعله كذابا ولكنه الجهل. وكثير ممن كان يوصف بكذب ممن تقدم. يقع منه غفلة توجب وصفه بهذا فينبغي ان يحذر طالب العلم من هذا. الثالثة سمع شيخنا محمد زين ابن عبد الله داويانا الجاوي مسلسل عاشوراء من محمد عبدالباقي اللكناوي عمر بن حمدان وعمر بن حمدان المحرصي كتبت عنه من املائه وكانت وفاة شيخنا رحمه الله يوم الخميس الثامن عشر عشر من ربيع الثاني من ربيع الثاني سنة ست وعشرين بعد الاربعمائة والالف. وسمع شيخنا عبدالكريم ابن موسى الخزامي مسلسل عاشوراء من عمر ابن حمدان المحرصي وابراهيم ابن موسى الخزامي ومحمد العرب ابن التباني وعلوي ابن عباس المالكي وحسن ابن محمد المشاط ومحمد نور ابن سيف المهيري كتبته عنه من املائه وكان من الزم الناس لاشياخه المذكورين وخلف الاول في خلوته بالمسجد الحرام وكانت وفاة شيخنا رحمه الله ليلة الاربعاء الثالث من شوال سنة ثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وسمع شيخنا ادريس بن محمد العراقي مسلسل عاشوراء رأى من عبد الحي ابن عبد الكبير كالتاني واحمد ابن العياشي سكيرج الانصاري ومحمد المدني ابن الحسني ومحمد الحافظ ابن عبد وظيفة التجاني كتبته عنه من املائه وكانت وفاة شيخنا رحمه الله يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر شوال سنة ثلاثين بعد الاربع مئة والالف وسمع شيخنا عبد العظيم بن محمد المهدي مسلسل عاشوراء من والده. كتبته عنه من املائه وله اخذ عن عم ابيه لعبد الحي الكتاني لكنه لا يحقق سماعه منه. فلم اسنده عنه. وكانت وفاة شيخنا رحمه الله يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الاخرة سنة احدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف الرابعة قرأ الوتر مسلسلات حصر الشارد للسندي على شيخه مرتين وفيها مسلسل عاشوراء لكن لم اره حدث به عنه الا فيما اسنده من طريقه الحبشي في الدليل المشير. وانما كان الوتر يسنده عن احمد بن احمد الشباسي المعروف بمنة الله الازهري تلميذي الامير الكبير بانه سمعه منه بشرطه. اما عبدالغني فسمعه منه في غير يومه كما يستفاد من النفح المسك لتلميذه العطار ورفع الاستار المسدلة لتلميذه الاخر عبدالستار الدهلوي. وما ذكراه مقدم على حكاية صاحب الدليل المشير مع كونه من اهل بالتثبت الخامسة تلقى عبدالحي الكتاني مسلسلات حصر الشارد المتضمنة مسلسل عاشوراء عن شيخه ابي جيدة بن عبد الكبير الفاسي كما في الفهارس غير كما في فهرس الفهارس ويجوز الكسر لكن الاقرب للتعريب الفتح. لانه معرض فهو اعجمي كما في فهرس الفهارس غير ان مسلسل عاشوراء مما لم يتلقاه بشرطه بل كما سقناه تبعا للمثبت في نسخة عبد الحي الكتاني لمسموعه من مسلسلات حصر الشاردي على شيخه ابي الفاسي السادسة لم يذكر عبد الحي الكتاني في مسلسلات ابيه ولا ثبته ومصورتهما لدي بخطه انه روى مسلسل عاشوراء رأى عنه ولا ان اباه سمعه من عبد الغني الدهلاوي ولا ان الدهلاوي سمعه من السندي بشرطه. فما في الدليل المشير من خلاف ذلك غلط وقد سمى في في فهرس الفهارس من سمع منه مسلسل عاشوراء او اجازه به بشرطه وليس فيهم ابوه. السابعة لم مسلسل عاشوراء بشرطه من طريق السندي وانما اتصل باجازته لتلميذه الدهلوي كما صرح بها في نسخة الحي الكتاني لمسموعه منها على شيخه ابي جيدة الفاسي. واتصلت كثير من مسلسلاته بواسطة تلميذه محمد بن خليل للقوقجي. ايضا لكن ليس فيها عاشوراء عنه لقاو وقتي مضبوطة عندكم بضم الواو وسكون القاف صححوها هذا الطبع القديم بضم الواو وسكون القاف القا وقجي ايضا لكن ليس فيها عاشوراء عنه. وفي ترجمة محمد بن محمد بن علي العمران انه سمع المسلسلات على السند لكن لم يروها اصحابه عنه الا اشياء يسيرة ليس منها المسلسل المذكور انما يروي الغيظي الحديث اجازة لا سماعا وليس بشرطه وما في اثبات جماعة من المتأخرين من جعله سماعا بشرطه تسوية ان اتجه التغليط التخليط والغيطي رجل تقدم في الاسناد الذي سقناه واسمه محمد بن احمد. وروايته عن شيخه احمد ابن النجار هي بالاجازة وليست سماعا فضلا عن ان تكون سماعا في يوم عاشوراء. فما يوجد في الاسانيد التي بايدي الناس من انه قال حدث في يوم عاشوراء خل وبقل. التاسعة قول عبدالرحمن بن احمد الغزي المعروف بابن الشيخة اخبرنا علي ابن اسماعيل ابن قريش في يوم عاشوراء سنة احدى وثلاثين وسبعمئة مثبت في سماعات جزء المنذري من نسخته الخطية في خزانة ليدن. والخزانة هي الذي يسميه الناس اليوم المكتبة فان في عربية المكتبة نظر. والصواب تسميتها خزانة الكتب وهذه في هولندا في خزانة ليدين ووقع في سماعات نسخة في سماعات نسخة خزانة عارف حكمة اي مكتبة تعرف حكمته وهي في المدينة النبوية منه ان سماعه وقع في تاسوعاء سنة ثلاث وسبعمائة وذكر ابن حجر في المعجم المفهرس انه سمعه في عاشوراء ولم يعين سنته يكون ابن الشيخة سمعه من ابن قريش في اليومين معا والله اعلم اي انه سمعه في سنة في تاسوعاء وسمعه في سنة اخرى في عاشوراء وكما تدل عليه السماعات التي على النسختين وهذا قد يقع من ملازمة الراوي شيخه فيرويه عنه مرة بعد وقد يكون بعضها في وقت وبعضها في وقت اخر. العاشرة هذا المسلسل مما افرد من الحديث بالتصنيف. فللامير تغيير فيه رسالة مشهورة وعليها حواش عدة منها تعليقتي مائدة الكرماء. ولعبد الحي الفتاني فيه رسالة ذكرها في البهارس وبعصيه احمد الغماري رسالة مطبوعة اسمها لب الاخبار المأثورة فيما يتعلق بيوم عاشوراء. ولي فيه خمسة تآليف اضربوا على اربعة واكتبوا خمسة هذا المجلس والاحكام لاملاء عاشوراء في المسجد الحرام زيدوا هذا هذا المجلس والاحكام لاملاء عاشوراء في المسجد الحرام والحلة السيراء في حديث عاشوراء والتعليقة على رسالة الامير المتقدم ذكرها ورفع الامتراء عن مسلسل عاشوراء. ولولا الرغبة في نفح انفاس التحقيق لكان الزمن مصروفا الى غيرها من صلب العلم الجديرة بالتدقيق لان امر الرواية من موالح العلم لا من صلبه. لكن لما صار من جملة العلم احتيج الى التحقيق فيه وهو محتاج الى تحقيق كثير والدخول فيه في مبادئ الطلب او اواسطه بل منتهاه يحصل به تعب كثير وضياع وقت فيما غيره اولى منه فان فقه العلم والدراية فيه اولى من انفاقه في اسانيد المتأخرين فصل انشدني جماعة بقراءتي عليهم مفترقين في يوم عاشوراء باسانيدهم الى الشاطبي وصاحب الاعتصام والموافقات قال انشدني ابو بكر ابن القرشي يوم عاشوراء من عام ستين وسبع مئة. قال انشدني ابي يوم عاشوراء. قال انشدني ابو عبد الله ابن ابن رشيد في يوم عاشوراء لنفسه صيام عاشوراء اتى ندبه في سنة محكمة قاضية. قال النبي المصطفى ان قال النبي المصطفى انه تكفير تكفير ذنب بالسنة الماضية وهذان البيتان رواهما الشاطبي مسلسلان بالسماع في عاشوراء فهو سمعه في عاشوراء وكذا شيخه الا ان ما بعد الشاطبي ان تسلسله الا في الطبقة التي قرأتها فيها على اشياخه ثم في طبقتكم التي سمعتموها في عاشوراء وانشدني عبد المنان النورفوري بقراءتي عليه عن ابي الخير السلفي عن عبدالمنان الوزير ابادي عن عبدالحق العثماني عن محمد عابد السندي بسنده المتقدم دون صفة اي سنده المتقدم في مسلسل عاشوراء دون صفته اي دون السماع الذي فيه. فهو فلان عن فلان عن فلان في هذا السند. لانه يروى بالاجازة اما ذاك فانه يروى سماعا بسنده المتقدم دون صفته الى المنذري قال اخبرنا ابو الحسن المالكي بقراءة قال اخبرنا ابو طاهر الشافعي قراءة عليه قال انشدنا ابو محمد ابن السراج لنفسه يمدح اصحاب الحديث لله در عصابة يسعون في طلب الفوائد. يدعون اصحاب الحديث بهم تجملت المشاهد. طورا تراهم بالصعيد وتارة في ثغر آمد يتتبعون من العلوم بكل ارض كل شار. وهم النجوم المهتدى بهم الى سبل المقام قاصد وقلت فيهم منشدا اهل الحديث اخوتي نالوا عظيم الرتبة فدينهم محقق وعلمهم في السنة. وما لهم من منهج مؤيد بالحجة. فما تراهم احدث صغيرة من بدعة هم يجعلون رأسهم رسولنا في القمة. وما عداه عندهم ليس امام الامة وانما يكون غيره اماما في الامة. واما امام الامة باطلاق فهو النبي صلى الله عليه وسلم. وما في كلام اهل العلم من وصف احد بانه الامام فالفه عهدية. لا تفيد الاستغراق والعموم لان الاستغراق والعموم لا يكون الا للنبي صلى الله عليه وسلم هم يريدون كونه اماما بالنظر الى زمنه او بلده او علمه او من يتبعه ويعظمه. ومن هذا الجنس ايضا قولهم امام الائمة بلقب ابن شهاب الزهري المذكور في عقيدة الصابوني ولقب ابي بكر ابن خزيمة الذي شهر به فانهم يقصدون امام في عهده او في بلده او المشتغلين في الحديث. ونظيره كذلك امام الدعوة فانما يقصدون دعوة خاصة لا عامة فان الدعوة الاسلامية العامة امامها هو النبي صلى الله عليه وسلم والاولى تجافي الالقاب. وعدم التشاغل بها. منحا وبذلا او ذكرا وشكرا. لان حقيقة الامر هي عند الله سبحانه وتعالى. والعرب في طبيعتها لا تحب الالقاب بل تنفر منها. وفي حديث انس عند النسائي وغيره لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم انت سيدنا وابن سيدنا؟ قال قولوا بقولكم او بعض قولكم. اي قولوا بقول الذي تعرفه العرب بمخاطبة معظميها والعرب لا تزيد في مخاطبة معظميها عن ندائه بالكنية فانهم يرون ان النداء بالكنية تعظيم واما الالقاب الفظفاظة فكانت نادرة في العرب حتى خلطت العجم فسرت اليها الالقاب فصار من ينسب الى الشرع يسمى بسراج الائمة وامام الملة ومفتي الثقلين واشباه هذا. والعاقل لا ينبغي له ان يتبع هذه الالقاب اولا ان يعتني بها لان الكامل لا يحتاج اليها والناقص لا يرتفع بها. وكان السلف رحمهم الله تعالى يذكرون دونها فكم من ذكر للصحابة رضي الله عنهم او للتابعين او لاتباعهم لا تجد قبلهم ذكرا بقولهم قال الحافظ ابو هريرة او قال الامام ابو ابن عباس لان من كمل لم يحتج الى التكميل. ومن نقص فان ما يزيده الناس فيه من الالقاب لا يرفعه شيئا ومن يكون صالحا موقر بالحرمة. ان الحديث عدة تقودهم للجنة. ومن يعيب نهجهم فهو قرين الجنة جنة يعني الجنون اعاذ الله واياكم من ذلك. هدي الرسول مغفر والمغفر اسم لغطاء من اغطية الرأس الشديدة بمنزلة الخوذة المعروفة اليوم يلبس في حال الحرب هدي الرسول مغفر مطلوبة للجنة اي للوقاية والحماية والصيانة فلتصحبوا هديتم اهل الحديث اخوتي واهل الحديث لقب يراد به المعظم المعظمون للحديث التابعون له. فان كانوا مع تعظيمهم مشتغلين به ازدادوا كمالا وان كان معظما للحديث متبعا له مشتغلا بالفقه او بالنحو او التفسير دون اشتغال بالحديث فانه يعد من جملة لاهل الحديث ولكنه ناقص الكمال في هذه الرتبة. ولاجل هذا فان اهل الحديث من الالقاب التي جعلت لاهل الاسلام الصحيح. فكما يقال لاهل الاسلام الصحيح اهل السنة يقال لهم اهل الحديث واهل الاثر وغير ذلك اخر فلتصحبوا هديتم واهل الحديث اخوتي اخر المجلس ولله الحمد والمنة على الاسلام والسنة. اكتبوا طبقات السماع الطبقة الاولى سمع علي جميع لمن سمع الجميع ومن فاته شيء فيقيد فوته ويكتب اكثر سمع علي جميع مجلس عاشوراء في المسجد النبوي الشريف البياض الثاني من لفظ من لفظ يعني بقراءتي انا صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني فتم له ذلك في مجلس واحد بالبياض بالحاشية خمسة بالميعاد المثبت في محله من نسخته ومحله المبتدأ يكتب عند ابتداء المجلس بداية المجلس بعد صلاة الظهر يوم كذا الساعة الفلانية ونهايته عند نهاية القراءة في قوله على الاسلام والسنة في كتب اخر المجلس في اليوم المذكور ويكتب وقته هذا مراده بالميعاد المثبت. واذا تعددت المجالس كذب في كل مجلس وقته. والذي على كتاب اقرأوا كتابا على شيخ اذا ابتدأ القراءة يكتب بدايتها وتوقيتها فاذا انتهى المجلس كتبه فاذا عاد اليه في مجلس اخر وقت بداية وقت النهاية وهكذا ليحفظ مواقيت اخذه العلم. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم اضربوا على كلمة ليلى يوم السبت يوم السبت العاشر من شهر المحرم سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بالمسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وما بعده من الطبقات فهذه الطبقة الثانية لمن سمع منكم فاذا اراد احدكم ان يحدث به فانه يأمر من اخذ عنه ان ينقل ما في نسخته من الطبقة الاولى فالنسخة التي تكون مع الاخذ عنه جديدة في كتب فيها المعلومات التي تتعلق بسماع شيخه ثم يكتب له شيخه المعلومات التي تتعلق بسماعه هو ثم من بعدهم الطبقة الثالثة وهلم جراء وهذا اخر هذا المجلس ولقاؤنا ان شاء الله تعالى القريب ان لم يكن قبله شيء لكن الاصل ان اللقاء قريب في اجازة الربيع يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الاول في برنامج مهمات العلم المنتهي يوم الخميس الثاني عشر من ربيع الاول وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله واله وصحبه اجمعين