الحمد لله الذي له العز والملكوت وله القهر والجبروت احمده سبحانه وتعالى بما حمد به نفسه واحمده بما حمده به عباده الصالحون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد ايها المؤمنون ان من الامراض التي تتسلل الى القلوب فتضعف عزيمتها وتوهن قوتها وتقطعها عما لوهها وفاطرها. قلة تعظيم الله سبحانه وتعالى فانه ما رفعت رايات الشرك ولا عقدت الوية البدع ولا انتشرت الكبائر ولافشت المناكر الا من قلة تعظيم الله عز وجل وتوقيره واجلاله. وقد بين الله عز وجل هذا بيانا واضحا جليا في القرآن الكريم فذكر في اين عدة ذلكم الداء الدفين الذي يتسلل الى القلوب فيمرضها بل ربما اماتها وقتلها فقال سبحانه وتعالى ما لكم الا وتعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا. وقال تعالى وما قدر الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. وقال تعالى ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز. وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. ومن هنا كان من من اهم المهمات واولى ما تصرف فيه القوى والطاقات معرفة الابواب الموصلة الى تعظيم رب الارض والسماوات وقد دلت دلائل الوحيين على ان ثم بابان اثنان من فتحهما او فتحا له سلك طريقا سويا الى الله عز وجل اولهما معرفة الله عز وجل وثانيهما معرفة اياته. فاما الباب الاول وهو معرفة الرب سبحانه وتعالى وذلك بان ينظر العبد الى اسمائه الحسنى وصفاته العلى وافعاله جل شأنه وتعالى سلطانه. كما قال تعالى هو الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم. لا خذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض. ماذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العليم العظيم وقال تعالى قل هو الله احد الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى هو الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. وقال تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. وقال تعالى وهو القاهر فوق عباده. وقال تعالى ولا به علما وقال تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربك ولو جئنا بمثله مددا. وقال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا احمد بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال يونس عن ابن شهاب عن سعيد وهو ابن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبض الله الارض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض؟ انا الملك اين ملوك وعمل النهار قبل عمل الليل لو حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه انتهى اليه نوره ما انتهى اليه نوره من خلقه. فذلك من خلقه فذلكم الله عز وجل الذي كل يوم هو في شأن يشفي مريضا ويداوي عليلا ويشفي غليلا ويطعم جائعا ويرد ويغني فقيرا ويجبر كثيرا ويفك اسيرا. الله لا اله الا هو لا يقفه الواقفون لا تتخيلوه الاوهام والظنون لا تواري سماء منه سماء ولا ارض منه ارضا ولا جبل ما في وعره ولا بحر ما في قعره يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد ورق الاشجار وعدد الامطار سبحانه تعالى شأنه لا اله الا هو فذلكم الباب الاول الذي اذا استقر في القلب انفتح له واد عظيم في تعظيم الله عز وجل فان العارفون بالله عز وجل بما له من الاسماء الحسنى والصفات العلى يعلمون ان الرزاق هو الحقيقة الله وان الملك على الحقيقة هو الله وان الواهب هو الله وان القاهر هو الله ان القادر هو الله قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من ممن تشنجع الملك من من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تورك الليل في النهار وتولد النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب الباب الثاني فهو معرفة اياته. بان يعرف الانسان ايات الرب عز وجل الكونية. ثم يعرف اياته الشرعية هي القرآن الكريم فاما اياته الكونية فتأملوا بالله عليكم الى اقطار السماوات والارض وما فيهما من الملكوت الشاهدة على وحدة الله سبحانه وتعالى. كما قال الله عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والملك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به او بعد موتها وبث في يا من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون. فقال تعالى ان في خلق في السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات يولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. سئل اعرابي اتعرف الله؟ فقال نعم. فقيل بما عرفته؟ فقال البعرة تدل على البعير. والاثر يدل على المسير. فسماء ذات ابراج وبحار ذات امواج واراض ذات فجاج. الا تدل على الواحد القهار؟ وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد؟ تأمل في نبات الارض وانظر اذا اتاني ما صنع المليك كونوا من لجيد من لجيد شاخصات باحداق هي الذهب السبيك على كثر الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريك واما اياته الشرعية فتأملوا رحمكم الله في جلائل القرآن وعظائم الايات وما استكن فيها من الحكمة الباهرة والايات القاهرة كما قال الله سبحانه وتعالى في وصفه لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون. وقال تعالى لا يأتيهم باطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقال البخاري رحمه الله تعالى حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليل قال حدثنا سعيد المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من الانبياء نبي الا اعطي ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي واني ارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. كيف لا والقرآن الكريم هو خير الحديث. كما جاء في صحيح مسلم. قال حدثني محمد ابن مثنى قال حدثنا عبد الوهاب بن عبدالمجيد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر حديثا فيه فان خير الحديث كتاب الله ولعمري لقد انس تلك الجن جلالته فان وطاعة كما قال تعالى واذ اصطفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم بل هذا الوليد بن المغيرة احد كفار قريش لما سمع القرآن الكريم قال والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغلق وانه ليعلو ولا يعلى عليه وانه ليحكم ما فهذا فهذان بابان عظيم ان يؤديان بالعبد الى تعظيم الله عز وجل احدهما معرفة الله وثانيهما معرفة اياته. وان لهذين البابين مفتاحا واحدا هو التفكر. فان العبد اذا ادمن الفكر فان العبد اذا ادمن الفكر وقلب النظر انفتحت له ابواب السعادة وعظمت معرفته لربه ومعرفته باياته الكونية شرعية وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يعظمون التفكر حتى قالت ام الدرداء فيما صح عنها لقد كانت اكثر عبادة فقد كانت اكثر عبادة ابي الدرداء تعني زوجها رضي الله عنه لقد كانت اكثر عبادة ابي الدرداء التفكر وكانوا رحمهم الله تعالى يقولون من اراد شرف الاخرة فليكثر التفكر ليكن عالما وكانوا يرون ان من اعظم حرمان العبد ان يمنع من التفكر في ايات الله عز وجل وملكوته. كما قال الله عز وجل ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق. قال سفيان ابن عيينة اصرف قلوبهم عن فهم القرآن. وقال السدي اصرفهم عن النظر في امري فتفكروا رحمكم الله في ايات الله عز وجل الكونية والشرعية المضغية الى معرفته سبحانه التي توجب تعظيم الله عز وجل فاذا عظم احدنا ربه فليبشر بالسعادة فانها تمنعه من كل ذنب وتهون عنده له كل مصيبة وتسليه عن كل فائتة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى من عظم الله في قلبه ان يعصيه. عظمه الله في قلوب عظمه الله في قلوب الخلائق ان يذلوه. اللهم اجعلنا من المعظمين لك. اللهم اجعلنا من المعظمين لك. اللهم اجعلنا من معظمين لك اللهم ارزقنا معرفتك ومعرفة اياتك. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين. وتولنا اللهم جميعا بالصالحين. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعذاب والغنى. اللهم انا نسألك بركة في اعمارنا وبركة في اعمالنا وبركة في نياتنا وبركة في في ذرياتنا وبركة في قواتنا وبركة في اقواتنا. اللهم انا نعوذ بك من الشك من الشك والشرك والنفاق والشقاق ومساوئ الاخلاق اللهم احيينا على الاسلام والاستقلال اللهم احيينا على الاسلام والسنة وتوفنا على الاسلام والسنة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين