السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس الخامس من برنامج الدرس الواحد الثامن. والكتاب المقروء فيه هو بغية اهل الدراية للعلامة محمد بخيت المطيعي رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد منك اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو العلامة الاصولي الفقيه محمد بخيت ابن حسين المطيعي الحنفي الازهري يلقب بالمفتي لتأهله الافتاء بمصر مدة من الزمن المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في عاشر حرم الحرام سنة احدى وسبعين بعد المئتين والالف. وقيل قبل ذلك المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة اربع وخمسين بعد الثلاثمائة من بعد الثلاثمائة والالف وله من العمر ثلاث وثمانون سنة رحمه الله رحمة واسعة. وهذا كتقدير عمر الثلاثة السابقين. فهؤلاء اربعة كلهم توفوا من ابناء الثمانين. ممن قرأت كتبهم اليوم المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه طبع هذا الكتاب في حياة مصنفه باسم بغية اهل الدراية من ختم كتاب الهداية المقصد الثاني بيان موضوعه تشتمل هذه الرسالة على بيان نبذة من هدى التشريع الديني ام لا المصنف رحمه الله؟ حال ختمه لاقراء كتاب الهداية من كتب فقه مذهب الحنفية. المقصد الثالث توضيح منهجه ساق المصنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة نسقا واحدا متتابعا. دون لجملها بتراجم تفصح عن مقصودها في صياغة ادبية رفيعة مزجها بكثرة ايراد اي القرآن الكريم والاشارة الى معانيه وكانت له يد طولى في التفسير وقد نحى في كثير من مباحثه ما نحاه ابن القيم في مفتاح دار السعادة فانه اقتبس كثيرا من كلامه يشير اليه تارة ويتركه تارة اخرى نعم احمد الخالجي مقفل لا يثبت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب مشايخنا يحرصون على ان ما بعد المغرب يفتحون الميكروفون لاظهار ذكر الله انه وقت مناسب وما عدا ذلك لا يهتمون بهذا. واليوم المساجد منها من لا يهتم بهذا فتذهب الفائدة قرب المسجد ومنهم من يفتح الميكروفون في جميع اوقات الدروس وهذا يضر بالناس. فلابد من ملاحظة هذا لا نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وعلى سائر اتباعه المتقين الى يوم الدين اما بعد فان اشرف ما يتحلى به جيد الانسان ويكون اغلى واعلى من عقود الجمان علم ينفعه بالعمل به في دينه ليكون بعد نور الايمان نورا على نور. فيمشي ونوره يسعى بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله. فلذلك اردت ان اذكر نبذة صغيرة في هدى التشريع الديني وقت خدمنا لشرح الهداية على البداية. التي بها في فقه ابي حنيفة ابي حنيفة ينال الطالب من الهداية نهايتها ومن البداية غايتها لينشرح صدره للاسلام وينتلج قلبه بيقين الايمان والاذعان الاسلام قوله رحمه الله فان اشرف ما يتحلى به جيد الانسان الجيد هو العنق وهذه الحلية هي حلية معنوية. لكنه استعار الحلية الظاهرة للدلالة عليها فالغالب ان الحلية الظاهرة مما تحلى به الاعناق تختص بالنساء لكن هذا الكلام على وجه الاستعارة. وعقود الجمان بها عقود الدرر فالجمان هو الدرر وقيل هو اللؤلؤ وقيل حبات صغيرات تطلى بالفضة وهذه الالماعة التي اشار اليها المصنف رحمه الله تعالى في شرف العلم يبتدأ بها كثير من المصنفين نظما طبعا لتشرئب الاعناق وتتشوف النفوس الى طلبه فانها اذا ذكرت فانها اذا ذكرت بشرفه سارعت اليه كما قال ابن سعدي في صدر منظومته في القواعد اعلم هديت ان افضل المنن علم يزيل الشك عنك والدرن. وهذا من دقائق تصرفات العلماء وكمال فقههم فان النفوس تحتاج الى حاد يحدوها وسائق يسوقها فهي على الميل الى شهواتها ومراداتها النفسية. واذا هيأ لها اسباب تحركها وانبعثت الى الخير ومن جملة الاسباب المحركات في صدور التأليف العلمية التذكير شرف العلم مما يجعل النفوس تتحمل مشقة طلبه لان هذه المشقة تنقلب لذة وهذا من اسرار الحقائق الايمانية. فان المكروهات النفسية مما امر به اذا تمادت بها النفس انقلبت مشقتها الى لذة ونعيم. ولما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اكمل قرون الامة في هذا انقلب اقصى الالم وهو القتل الى لذة ونعيم كما ذكر جماعة منهم الفوز بالموت والفرح بقرب ريح الجنة ودون ازهاق النفس في سبيل الله بل هو نظير ذلك انهاكها وفي تعلم العلم فان هذا جهاد كما ان ذاك جهاد فهذا جهاد البيان وذاك جهاد البنان وجهاد البيان اشرف لان القائم به قليل. والمساعد عليه اقل. فحابس نفسه فيه حابس لها في ثغر من ثغور حراسة الدين. فان الله عز وجل انما يحفظ دينه باهل العلم كما روى ابن ماجة بسند جيد من حديث ابي عنبة الخولاني واختلف في صحبته قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته او قال يحفظهم به الشك مني. والمراد بهذا الغرس هم القائمون بالجهاد الديني من طلب العلم وبثه وتبليغه. نعم. فقلت وبالله التوفيق فقلت وبالله التوفيق ومنه الهداية لاقوم طريق اعلم ان الله تعالى قال في كتابه خلق الانسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار. وقال تعالى اذ قال ربك للملائكة اني خالقا بشرا من طين اذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. الاية. فبين سبحانه ان انه ان خلق الانسان الذي هو ابو البشر من التراب وخلق الجان الذي هو ابو الجن من مارج من نار. فالمارج بالنسبة الى الجان كالتراب بالنسبة الى الانسان وابو البشر هو ادم عليه السلام باجماع العلماء وابو الجن هو ابليس عليه اللعنة على قول الحسن وهو الذي عليه الاكثر من العلماء فهما وذريات فهما وذرياتهما الثقلان اهما المخاطبان في سورة الرحمن بقوله تعالى الاء ربكما تكذبان اهما المخاطبان على ما هو الصحيح في سورة البقرة بقوله تعالى قل نهبطوا منها جميعا فاما يأتين انكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب دارهم فيها خالدون وفي سورة طه بقوله تعالى قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدوا اني هداه فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا يوم القيامة اعمى. قال رب لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك ذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه ولا عذاب الاخرة اشد وابقى فكلا الخطابين لابوي الثقلين وللثقلين ايضا. ولذلك جمع ضمير الخطاب في قوله فاما يأتينكم في الايتين قال فمن تبع او اتبع الى اخره في الايتين وكلاهما جعل جعل العلة في الجزاءين المذكورين في الايتين او عدم الاتباع فكان ذلك دليلا قاطعا على ان الجن كالانس مخاطبون امرا ونهيا ونهيا داخلون تحت شرائع الانبياء وهذا مما لا خلاف فيه بين الامة وان نبينا عليه الصلاة والسلام بعث الى الجن كما بعث الى الانس كما انه لا خلاف بين الامة هي ان مسيئه في ان مسيئهم مستحق للمستحق للعقاب. وانما اختلف علماء الاسلام في ان المسلم من الجن هل يدخل الجنة الجمهور على انهم كالانس يدخل مؤمنهم الجنة وكافرهم النار. وهناك قول ان ثواب محسني الجن هو سلام من عذاب الجحيم فقط وهو قول مرجوح لوجود ايات كثيرة في كتاب الله تعالى واحاديث صحيحة تدل على ذلك واحاديث صحيحة كذلك تدل على انهم تدل على انهم والانس سواء ثوابا وعقابا فكان جميع الثقلين مأمورين باتباع الذي يأتي بعد بعد اهباط لابويهم منهيين عن مخالفته. والهدى الذي امروا المصنف رحمه الله تعالى وابتداء نشأة الانس والجن مدخلا لبيان هذه النبذة في هدى التشريع الديني. فذكر بان الله عز وجل خلق اصل الانس والجن فجعل اصل الانس ادم وابوهم وجعل اصل الجن ابليس. وهو ابوهم. وقد اتفق اهل العلم رحمهم الله تعالى على ابوة ادم للانس وانه ابو البشر. واختلفوا في ابوة ابليس للجن والصحيح الذي عليه جمهور اهل العلم رحمهم الله تعالى ان ابليسا ان ابليس هو ابو الجن كما ان ادم هو ابو الانس ويدل على هذا حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلقت الملائكة من نور وخلق ابليس من نار وخلق ادم مما وصف لكم. فذكر مبدأ خلق الاجناس الثلاثة. فالملائكة لا يرجعون الى اصل بل هم مخلوقون من نور. واما الجن والانس فيرجعون الى اصل مبتدأ به. فاول البشر ادم وهو مخلوق من تراب واول الجن ابليس وهو مخلوق من مارج من نار. والمراد بالمالج اللهب القويين متوهج في اطرافها. كقوله تعالى نارا تلظى اي يظهر وهجها وذلك اشرف ما يكون من النار. ولما خلق الله عز وجل ادم وابليس امرهما وذريتهما ونهاهما. واخبر سبحانه وتعالى انه يوصل اليهم هدى يبديه الانبياء والرسل فمن اتبع فقد اهتدى فلا خوف عليه ولا حزنا. ومن ابى فقد ضل وشقي وعلى هذا فجنس الانس والجن كلهم مخاطبون بالامر والنهي. داخلون تحت الشرائع التي جاء بها الانبياء فالانس والجن مأمورون بشرائع الانبياء وكذلك يثابون ويعاقبون عليها. وقد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على جريان الثواب والعقاب على الجن والانس. ولكنهم اختلفوا في حقيقة ثواب الجن والمذهب الصحيح الذي هو مذهب الجمهور ان الجن يثابون كما يثاب الانس وينالون من النعيم ما يناله الانس. ومن يقول ان ثوابهم هو سلامتهم من عذاب الجحيم فهو قول مرجوح خلاف الادلة كما يدل عليه سياق الاية في سورة الرحمن نعم نسأل الله والهدى الذي امروا باتباعه ونهوا عن مخالفته عند مبعث خاتم الانبياء عليه الصلاة والسلام هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذان هما الهدى هم هما الهدى الذي رتب الله على اتباعه ومخالفته ما ذكره. في الايتين من مدح وثواب. وذم وعقاب فاما متابعة هذا الهدى الذي رتب الحق الحق الذي رتب الحق سبحانه عليها ما ذكر في كتابه من مدح وثواب فهي تصديق كل ما جاء عنه وبلغه رسوله صلى الله عليه وسلم والانقياد له والاذعان والاستسلام ظاهرا وباطنا من غير اعتراض بشبهة في تصديقه وامتثال امره والانتهاء عن نهيه من غير اعتراض شهوة تمنع امتثاله وتعوقه عن اتباعه. فعلى هذين الاصلين يدور الايمان المنجي من الخلود في النار ويتبعهما امران اخران وهما نفي شبهات الباطل الواردة عليه المانعة من كمال التصديق والا يخمش بها وجه تصديقه ودفع شهوات الغي الوارث عليه المانعة من كمال الامتثال والا يعوق بها السير في طريقه فهذا اربعة امور احدها تصديق مقرون باذعان وانقياد واستسلام بكل ما بلغهم ما بلغه عن عن الله رسوله الكريم كان ايها بذل غاية الجهد في رد الشبهات التي يوحيها في معارضته شياطين الجن والانس. ثالثها طاعة الله تعالى بامتثال الاوامر بالنواهي مع الاخلاص لله في القول والعمل. رابعها مجاهدة النفس وكبح جماحها ورجعها عن الشهوات التي تحول بين العبد وبين كمال طاعته لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان الثقلين الجن والانس مخاطبون بالامر والنهي اعرب عن دخول بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فيما خوطب به من امر ونهي مما جاء في الكتاب والسنة فبعثته صلى الله عليه وسلم وقعت عامة للجن والانس وهم مأمورون ومنهيون بما جاء في دينه صلوات الله وسلامه عليه. واتباع دينه صلى الله عليه وسلم ما لا يتفق للانسان الا بمدافعة الشهوات والشبهات. فان المرء يعتور قلبه هذان المرضان تارة تسقمه الشبهة وتارة تعله الشهوة فلا بد من مدافعة لهما ولا تتحقق هذه المدافعة الا بانطواء القلب على استسلام واذعان وجمع النفس على امتثال واخلاص رجع امر اتباع الجن والانس للهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الى اربعة اصول احدها استسلام واذعان وتانيها رد الشبهات في المنازعة له. وثالثها اخلاص وامتثال. ورابعها رد الشهوات المنازعة له. فان الشبهة تصارع الانقياد والاستسلام والشهوة تصارع الطاعة والاخلاص. واكثر ما تعارض به الاوامر الشهوات واكثر ما تعارض به النواهي الشبهات فان الانسان اذا امر بامر طغت عليه شهوته منازعة واذا نهي عن نهي لاحت عليه شبهته منازعة ولا يتفق هذا الا بالة قوية تأتي في كلام المصنف رحمه الله تعالى يحصل بها تحرير النفس من سلطان الشهوة والشبهة. وليس سعادة المرء ان يخرج من سلطان احد من الخلق ولكن سعادته ان يخرج من سلطان نفسه. وقد روي في حديث فيه ضعف اعدى عدوك جنبك نفسك التي بين جنبيك. فمن خرج من سلطان نفسه استطاع ان يقهر غيرها من لم يستطع ان يخرج من سلطان نفسه وتتابعت عليه الشهوات والشبهات لم يتمكن من دفع الاخطار التي تحيط بها خارجها. نعم. والشبهات والشهوات هما الاصلان في فساد العبد المكلف وشقائه في معاشه ومعاده ولو اعطي مماسطة الرزق وصحة البدن والفرح والسرور بمتاع الدنيا فوق ما يتصوره المتصور. كما ان الاصلين وهما تصديق المكلف المقرون بما ذكرناه وطاعة الله امرا ونهيا اصل سعادة المكلف في معاشه ومعاده فان اعطي بسطا في الرزق وان قدر عليه وان قدر عليه رزقه وان قدر عليه رزقه صبر. وبيان ذلك ان الانسان له قوة عن قوة الادراك وهي القوة العلمية وما يتبعها من العلم والمعرفة والكلام وقوة الارادة والحب وما يتبع ذلك من من النية والعزم والعمل وما يتبع ذلك من النية والعزم والعمل. فالشبهة تؤثر في افساد القوة العلمية النظرية ما لم يداويها. ببذل غاية في دفعها والشهوة تؤثر فسادا في القوة في القوة الارادية العملية التي في القوة الارادية العملية اي في الميل والشوق الى العمل ما لم يداويها باخراجها وكبح النفس عما ارادته ومالت اليه مما يعوق عن الطاعة وامتثال الاوامر واجتناب النواهي. قال الله تعالى هذه صفة نبيه صلى الله عليه وسلم يذكر ما من به عليه من نزاهته وطهارته مما يلحق غيره من ذلك. والنجم اذا هوى ضل صاحبكم وما غوى. فقوله ما ضل دليل على علمه ومعرفته وانه على الحق المبين. علمه ومعرفته عليه الصلاة والسلام بعيدان عن الشبهات بحيث لا يخطر على باله ادنى شبهة تؤثر في قوة علمه النظرية وقوله تعالى وما غوى دليل على كمال وبعده كل البعد عن الشهوة التي تؤثر في القوة الارادية العملية. فهو صلى الله عليه وسلم ابر الناس واكملهم في علمه وفي عمله وقد وصف صلى الله وقد وصف وقد وصف صلى الله عليه وسلم بذلك خلفاءه من بعده وامر باتباعهم على سننهم. فقال عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. رواه الترمذي وغيره. فالراشد ضد الغاوي والغاوي هو الذي لم يدفع شهوته التي تؤثرها على ارادته العملية والمهدي ضد الضال والضال هو الذي لم يدفع شبهته التي تؤثر في قوته العلمية النظرية. ولم يبذل جهده في دفعها حتى تمكنت منه فافسدت عليه عقيدته ومخالفة الهدي الذي ذكر ومخالفة الهدى الذي ذكرناه انما يكون بترك كل بترك كل ما ذكرنا او بعضه في المتابعة قال تعالى كالذين كانوا من قبلكم كانوا اشد منكم قوة واكثر اموالا واولادا فاستمتعوا فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك هم الخاسرون. انظر كيف ذكر الله الاصلين وهما داء الاولين والاخرين. احدهما الاستمتاع بالخلاق وهو النصيب من الدنيا والاستمتاع به كله. متضمن لنيل الشهوات المانعة من متابعة ذلك الهدى. وامتثال اوامر الله بنوايه بخلاف المؤمن فانه وانه وانا لمن الدنيا وشهواتها لا يستمتع بنصيبه كله. ولا تذهب طيباته في حياته الدنيا بل ينال من متاع الحياة الدنيا ما ينال بحق ليتقوى به على التزود لميعاده. والثاني الخوض في الشبهات الباطنة وهو ما اشار اليه في قوله تعالى اخضتم كالذي خاضوا وهذا شأن النفوس العاصية التي لم تخلق للاخرة لا تزال ساعية في نيل شهواتها الباطلة فاذا نالتها كانت في خوض في الباطل الذي لا يجدي عليها الا الضرر العاجل والعذاب الاجل. فكان من تمام حكمة الله تعالى ان يبتلي هذه النفوس بالشقاء والنصب والنصب في تحصيل مرادها وشهواتها نهمة في تحصيل الدنيا منهمكة في ذلك نهمة في تحصيل الدنيا منهمكة في ذلك. وكلما وكلما زادت الدنيا ازدادت تلك النفوس ازدادت تلك طلبا لها لا ترجو لقاء الله ورضيت بالحياة الدنيا واطمأنت بها فحينئذ لا تتفرغ من الخوض بالباطل الا قليلا لو تفرغت هذه النفوس من ذلك لما كانت ائمة تدعو الى النار. فانظر كيف ان الله تعالى ذم هؤلاء على الخوض الباطل واتباع الشهوات واخبر ان من كانت هذه حالته فقد حفظ عمله في الدنيا والاخرة وهو من الخاسرين. الا ترى الى ما اجاب به اهل لاصحاب اليمين من اهل الجنة اذا سألوهم حين دخلوا النار. ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين. فاذكروا ان سبب ان السبب في سلوكهم في سقر هو الخوض في الباطل وما يتبعه من التكذيب بيوم الدين. وما كان ذلك الا باتباع الشبهات وعدم بذل الجهد في دفعها. وايثار الشهوات وما تلزمه من ترك الصلوات واطعام ذوي الحاجات هذان هما الاصلان اللذان احدهما التمسك بالشبهات المؤثرة بالقوة المؤثرة بالقوة العلمية وعدم دفعها وثانيهما اتباع الشهوات والاستمتاع بها فهي المؤثرة في القوة العملية حتى تركوا الطاعات البدنية التي اهم حتى تركوا الطاعات البدنية التي اهمها وعمادها الصلاة والطاعات المالية التي هي بذل المال لذوي الحاجات فانظر رحمك الله كما بين المصنف رحمه الله تعالى ان ادعان النفوس وامتثالها المقرون برد الشبهات والشهوات هو طريق نجاحها ونجاتها في الدنيا والاخرى بين عظم خطر هاتين العلتين الشديدتين. اذ هما المرضان ثانيا تابان القلب وهما داء الشهوات وداء الشبهات. فان القلب مفطور على السلام فالخلق مخلوقون على الفطرة ثم تتناوشهم الشهوات والشبهات فغالب مغلوب ولاجل تبصير الخلق بهذا نعت هذا في مواضع من القرآن وجعل مرضا فيطلق المرض كثيرا في القرآن لا يراد به مرض البدن والحس وانما يراد به مرض القلب والروح. ومن عجيب ما اتفق في ذلك ان الله سبحانه تعالى لم يذكر في سور القرآن هذين المرضين مجموعين الا في سورة الاحزاب فقال في مرض الشهوات ولا تخظعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. وقال في مرض الشبهات واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض وقال في اخرها لئن لم ينتهي المنافقون والذي والمرجفون والذين في قلوبهم مرض. والسر في ذلك انه لا يوجد سورة شرق بها اهل الشهوات والشبهات كسورة الاحزاب. قديما وحديثا. ومن امعن ذلك امعن النظر في تصاريف احوال الخلق قديما وحديثا يلحظ ذلك. ولله عز وجل في تصريف كتاب حكم واسرار والمقصود هو ان هذين المرضين بينا في القرآن بيانا تاما بذكرهما لعظيم خطرهما فالانسان له قوتان احداهما القوة النظرية العلمية والاخرى قوة الارادية العملية. والقوة الاولى تفسد بالشبهة. والقوة الثانية بالشهوة فان الشبهة تؤثر في فساد القوة العلمية النظرية والشهوة تؤثر في فساد القوة العملية الارادية. فمن اعتنى بملاحظة هذا في صيانة قلبه سلم. ومن غفل ومن غفل عن هذا تسلطت عليه هذه العلل. فافسدت علمه وعمله. وتقريرا لهذا المعنى وصف النبي صلى الله عليه وسلم بما يدل على كمال تنزهه من هذا وذاك كما قال الله عز وجل في سورة النجم ما ضل صاحبكم وما غوى فنفي الضلال عنه صلى الله عليه وسلم يدل على سلامته من من الشبهات ونفي الغواية عنه صلى الله عليه وسلم يدل على سلامته صلى الله عليه وسلم من الشهوات وبهما وصف النبي صلى الله عليه وسلم خلفاءه من بعده. فقال وعليكم بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. ووصفهم بالرشد والهداية دليل على سلامتهم. من علل الشهوات والشبهات وانما يقع للخلق مخالفة الامر والنهي على قدر ما يتسلط على قلوبهم من الشهوة والشبهة. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى تصديق ذلك في قوله تعالى كانوا من قبلكم الاية وبين ما اشتملت عليه هذه الاية من ذكر هذين الدائين فالاستمتاع بالنصيب من الدنيا هو سبيل نيل الشهوات والخوض في الباطل هو سبيل نيل الشبهات فمن سار في هذين السبيلين اسلماه الى عاقبة وخيمة من تسلط الشهوات والشبهات عليه. ولابد للعبد اذ علم خطر هذين الدائين ان يلتمس الترياق الشافي والحصن الكافي من تسلطهما على القلب وما كان ربك نسيا فان الذي نعت الداء نعت الدواء وما بين الله علة شقاء الا ذكر سبب هناء فان الله عز وجل اشار الى الدواء الذي يدفع هاتين العلتين مرارا في اية من القرآن منها قوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما فصبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فان الصبر يدفع داء الشهوات واليقين يدفع داء الشبهات. ولجلالتهما وقر. في قلوب السلف قدرهما فقال سفيان ابن عيينة في تفسير هذه الاية اخذوا برأس الامر فكانوا رؤوسا ومن بعده قال ابو العباس ابن تيمية بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين ومرجع هذا الى ان اليقين هو الدافع للشبهات والصبر هو الدافع للشهوات فاذا زاد يقينك وصبرك لم تتسلط عليك الشهوات والشبهات. واذا ظعف يقينك وصبرك عليك الشهوات والشبهات. والمرء احوج الى النظر في حال نفسه. واقرانه من السالكين الى الله عز وجل عن النظر الى الدهماء والعوام. فقد صار حظ المنتسبين الى الشريعة من علل القلب التي ترجع الى الشهوات او الشبهات كثيرا. وهذا حال القلوب في ازمنة الفترات. وانطماس كثير من معالم الشريعة غلبة الاهواء وقلة العلم فان الارض تعج بظلمة الشهوات والشبهات وما نظيرها في الحس الا عجيجها بالهواء والغبار اذا اعتلاها. وكما يتقي الناس الاهوية والاغبرة التي تعلو بيوتهم وابدانهم بالفزع الى حصون تمنعها عنهم فكذلك حري طالب العلم في هذه الازمنة ان يفزع الى هذين الاصلين العظيمين والركنين الوثيقين والعروتين القويتين من اليقين والصبر ومردهما الى معرفة الطريق الى الله سبحانه وتعالى والثبات عليها ولا بيان لتلك الطريق. الا بالنور الذي انزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم فان نور العلم لم يجعل في الارض لينال الانسان به الشهادات. ولا ليحصل به على المناصب والرئاسات فهذا حظ الاشقياء من المشتغلين بالعلوم. وانما جعله الله عز وجل في الارظ لتهتدي به القلوب الى اشرف مطلوب وهو الله سبحانه وتعالى. فينبغي ان يتمسك العبد بميراث النبوة فان ابا القاسم صلى الله عليه وسلم لم ترك العلم ميراثا له. فمن تجشم المشاق وتكلف الصعاب. وصبر في هذا الطريق حصل ما به سلامة قلبه وقوة دينه وثبات رشده ومتانة هداه وهو اليقين هو الصبر فمهما ورد عليه من عسكر الشبهات او راج من جيش الشهوات لم يجد الى قلبه بطريقة واما من ضعف حاله من المنتسبين الى الشريعة فما اسرع تسارعه الى شبهة يخوض او شهوة يستمتع بها. انظر هذا في حال الناس في امر شهوة المال من عدم تحريهم الحلال والحرام في الاكتتابات وغيرها. وانظر حظهم من الشبهات فيما يزعمونه مراجعات دينية وتجديدات للخطاب الشرعي القديم بما يلائم العصر احتياجاته وكل هذا من الغثاء الذي يذهب ولا يبقى الا ما رضيه الله عز وجل لخلقه وقد قال الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والاسلام الذي رضيه الله عز وجل للخلق دينا ليس الاسلام المخلوط بالشهوات والشبهات. المبثوث في الصحف والقنوات ولكنه الاسلام الذي مات ابو القاسم صلى الله عليه وسلم عليه. فينبغي ان يعرف طالب العلم ان سعيه في هذا سعي في سلم النجاة فلا يغتر بكثرة الهالكين. ولا تعجب ممن هلك كيف هلك. ولكن اعجب ممن نجا كيف نجا ولا يشككنك في صحة الطريق قلة الوالدين فان اكثر الخلق يزادون عن حوض محمد صلى الله عليه وسلم وامتثل قول ابي سليمان الداراني لو شك الناس كلهم في الطريق ما شككت فيه وحدي قال ابن مسعود فيما رواه ابن عساكر في تاريخه بسند جيد انت الجماعة. اذا كنت على الحق ولو كنت وحدك ولهذا فان من وقرت هذه المعاني في قلبه استغنى عن الناس وصار له حظ من الانس بالله عز وجل ومن افتقر قلبه الى الخلق تلطخ بشهواتهم وشبهاتهم. وكما يتحرز المرء اذا مر وبطريق فيها ما يلوث ثوبه او بدنه فليتحرز مما يلوث دينه. فان الثوب يبدل ولكن الدين اذا بدل ربما كان سببا لشقاء العبد. فان المرء قد يميل الى شهوة او شبهة فيكون فيها مقتله. قال ابن القيم في الفوائد الذنوب جراحات. ورب جرح اصاب مقتلا. انتهى كلامه ومن هذه الذنوب اثار الشهوات والشبهات. وكم من شهوة او شبهة اجترت صاحبها الى هلكته فكان اجترارها له. اسوأ من اجترار الذابح للبهيمة اذا اجترظها ليذبحها ان يحتاط المرء من هذه الحوادث التي حدثت على الخلق في هذه السنين الاخيرة وليتمسك بهذا الاصل العظيم. ومن عجيب ما اتفق ان الله ساق الى اقراء هذا الكتاب. الذي فيه حظ على التمسك بهذا الاصل وان النجاة انما تكون بدفع جيوش الشهوات والشبهات وعدم الاخلاد اليها الى اهلها نسأل الله ان يعيذنا جميعا من مظلات الاهواء والفتن وان يقينا شر الشبهات والشهوات. نعم فانظر رحمك الله بعين بصيرتك كيف ان الله اهبط ادم من الجنة التي كان فيها سواء كانت جنة الخلد او جنة اخرى في الدنيا الى الارض التي جعله الله فيها خليفة. وجعل ذريته فيها خلائف يخلف بعضهم بعضا. فيها كما قال تعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. فقد اجمع العلماء على ان الخليفة هو ادم عليه السلام كما دل عليه ما ذكر الله بعد ذلك جوابا عن قول الملائكة اتجعل فيها من يفسد فيها الايات مما يبين به فضل مما يبين به فضل ادم واحقيته الخلافة. وقال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الارض. وقال عز شأنه ويستخلفكم في الارض. وذلك لحكم كثيرة ذكرها اكابر العلماء وممن ذكرها واطال بها شمس الدين محمد بن ابي بكر المعروف ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتاب مفتاح دار السعادة منها الاتيان بالهدى المال ذكره وهذا من لوازمه ان يكون ادم رسولا وان يكون في ذريته رسلا مبشرين ومنذرين ويكون امام المرسلين وسيد العالمين محمد خاتم النبيين. صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبهم اجمعين. ولما ما كان الله سبحانه بمقتضى حكمته خلق ادم من قبضة قبضها جبريل من جميع الارض. والارض فيها الطيب والخبيث. والسهل والحزن والكريم اللئيم فعلم فعلم الله ان الحزن والحزن. الحزن والسهل حزن يعني الغليظ الذي صلب. نعم نعم. والسهل والحزن والكريم واللئيم فعلم الله ان في ظهره من لا يصلح لمساكنته في الجنة التي هو فيها. انزله الى الارض الذي جعل الذي جعل ليكون خليفة فيها وجعل ذريته يخرج فيه وجعل ذريته يخرج فيها من صلبه الطيب والخبيث وجعله الفريقين كل فريق في دار على حدة فجعل الطيبين في جوار ربهم في في داد تناسبهم وهي دار النعيم وجعل الخبيثين في دار اخرى تناسبهم وهي دار الجحيم فجعل كل فريق في الاخرة كما قال تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير. وكما قال تعالى الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيرقمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون. وقال تعالى لا الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. قال تعالى يا بني ادم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياته فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اينما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على انهم كانوا كافرين الى ان قال والذين امنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا الا وسعها اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون الاية وقال تعالى من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون. ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون. ولله الاسماء الحسنى فدعوه بها. وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فانظر رحمك الله كيف انه سبحانه بمقتضى حكمته وعزته وجلاله وكمال قدرته ولتظهر اثار اسمائه من كونه على السراء والضراء وكونه غفورا رحيما. توابا كريما وعزيزا ذا انتقام. شديد العقاب كما قال لينبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. انزل ادم من الجنة التي كان فيها والتي وصفها بما وصفها به في كتابه. من انه لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى وانه يأكل منها رغادا حيث شاء الى الارض الذي التي استخلفه وذريتهم فيها سخرها لهم ليمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه واليه النشور. والمرجع وانزل الجان الذي هو ابو الجن ايضا الى هذه الارض. واسكنه حريته فيها لكونهما بمقتضى الحكمة عدوين عدوين لا يجتمعان على مشرب واحد لتفاوت مبدأ خلقهما فان ابا البشر كما علمت مخلوق من طين ثم صار صلصالا كالفخار وخلق ابا الجن من مارج من نهر كما قال تعالى مخاطبا بني ادم ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا ملائكة السجون ادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين. قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك. قال انا خير منه خلقتني من وخلقته من طين. قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها. فاخرج انك من الصابرين. فهذه الاية ما قدمناه من الايات ونظائرها تدل على ان الباعث لابليس عن الامتناع عن السجود بعد ان امره الله تعالى به هو ادعاء كونه خيرا من ادم بسبب خلقه من نار وخلق ادم من طين فهو يرى نفسه افضل من ادم وان ذريته افضل من ذريت ادم. فلم يكن لابليس على ما فعل من عدم السجود الا الكبرياء والحسد. وقد جهل او تجاهل ابليس في انه في الاخرة يرجع الى ما خلق ما خلق منه ادم. وهو لان النار التي خلق منها مبدأها الشجر. قال تعالى الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقنون. قال تعالى افرأيتم النار التي تورون انتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون؟ فالنار التي خلق خلق منها ابليس هي من الشجر الاخضر وشجر مخلوق من سلالة من طين. فكان ابليس مخلوقا من سلالة من طين. كما ان ادم مخلوق من حمأ مسنون. ثم صار الطين صلصالا كالبخ ثم انشأه الله خلقا اخر فخلقه حيوانا ناطقا. بعد ان كان جماده ونفخ به من روحه فكان انسانا. كما قال تعالى ذكر اطوار خلق الانسان ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين. وجعل تركيبه مستلزما لدواعي الشهوة والفتنة بمقتضاها وحيوانيته ومستلزما لدواعي العقل والعلم بمقتضى ملكيته ونفسه الناطقة فكان فريق الشهوة والفتنة وفريق العقل والعلم في تركيبه يكون كل فريق ذاهبا لما استلزمه واقتضاه ليتم مراد الله تعالى ويظهر ويظهر لعباده عزته وتبوته في حكمته ورحمته وبره ويطغى في سلطانه وملكه فلم يبق ادم بعد خلقه من طين على طينيته كذلك الجان ابو الجن. بعد ان خلق من الشيطان. بعد خلق بعد ان خلق الشجر الاخضر من سلالة من طين وجعل منه النار خلق منها الجان الذي هو ابو الجن. ولما جعل الله تعالى الاقوات منمية للاجسام جعل سبحانه ما ينمو من الغذاء اصلا في الاجسام على حسبه في الحرارة والبرودة على اختلافهما في الرطوبة واليوبوسة ولا شك ان الجن يأكلون كما تأكل الانس ويشربون كما يشربون. وحينئذ يجعل الله لاجسامهم بذلك الغذاء الغذاء نموا وبقاء على حسب المأكول الحار والبارد الرطبين واليابسين. فلهذا قد نقلوا مع التوارد من العنصر فقد قد نقلوا من التواد مع التوارد من العنصر بالنار وصار فيهم العناصر الاربع فلم يبقى اليش على ناريته بل انشأه الله خلقا اخر وكما خلق ذرية ادم او ذرية ادم بعد ذلك بطريق التوالد والتناسل خلق ذرية ابليس بعد ذلك بالتوالد والتناسل. فاجتمع كل من العدوين وذريته في الارض التي خلقهم الله كونوا مستخلفين فيها وخلق ادم وذريته على وجه على وجه ما ذكر ليكونوا على بناء على بناء وتركيب من مستلزم لمخالطتهم لعدوهم ابتلاء لعدوهم ابتلاء به ولو شاء لخلق ادم وذريته كالملائكة اجسامه اجساما ثابتة لا سلطان لشهوة او شبهة عليهم ولم يجعل لعدوهم طريقا يصل بها اليهم ولكن لو جعلهم كذلك لكانوا خلقا اخر غير بني ادم وقد اراد الله بحكمته ان يخلق خلقا جامعا بين العالمين العالم العالم العلوي والعالم السفلي وهم بنو ادم ليكمل خلقه وملكه فيه العالم العالم السفلي فقط والعالم العلوي فقط والعالم والعالم الجامع بين العالمين وهم ادم وذريته ابليس وذريته فان ادم يقتضى حيوانيته من العالم السفلي. وبمقتضى روحه ونفسه الناطقة من العالم العلوي. وابليس يقضى ناريته التي هي للافضل من العالم السفلي وبمقتضى روحه ونفسه الناطقة ايضا من العالم العلوي. فكان بين الابوين وذريته كل منهما من وجه وتضاد من وجه. فهما من حيث من حيث جمع كل منهما بين العالمين متناسبين. ومن حيث اختلاف مبدأ الخلق متضادان فكذلك فكذلك كان تركيب كل منهما مستلزمان مستلزما لان لان يخالط الاخر في دار الابتلاء والاختبار المعترك العام في الاعمال من خير وشر. وكل ميسر لما خلق له واياك ان بين المصنف رحمه الله تعالى ما سلف فقريبا من اصل فساد الخليقة من الانس والجن رجع الى ما ابتدأ به من ذكر مبدأ النشأة للانس والجن جميعا. فذكر خلق ادم عليه الصلاة والسلام من تراب وخلق ابليس من نار تتلظأ ثم ما كتب لهما من الذرية وحاصل ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى لما اراد خلق هذين العنصرين الذين هما اصل وجود الثقلين جمع في خلقهما بين علو وسهل. فكل منهما باعتبار روحه نفسه من العالم العلوي وباعتبار مبدأ خلقه من العالم السفلي فان ادم مخلوق من تراب وابليس مخلوق من نار. والنار انما نشأت من الاخضر كما في اية سورة ياسين وغيرها. واتفاقهما في تقريب لهما في الوجود على هذه الارض. فان هذا التركيب اثمر اتفاقهما في خصائص النمو والتكاثر. فقد جعل الله عز وجل لاجساد الطائفتين ما تقتات به وتنمو. فالانس يأكلون ويشربون. والجن يأكلون ويشربون والانس يموتون والجن يموتون كما ثبت في حديث ابن عباس في صحيح البخاري والجن والانس يموتون. ثمان الله سبحانه وتعالى لما جعل هذا التقارب بين الطائفتين حكم بانزالهما من الجنة. وجعل الارض محلا لهما. فانزلهما الله سبحانه وتعالى من الجنة وهي جنة على الصحيح ثم جعل الارض محلا لوجود هذين العنصرين الجن والانس بابتداء ابويهما ثم ما تناسل عنهما من الذرية. ثم ركب بينهما عداوة. ابتدأت في العالم العلوي سببها ما في قلب ابليس من الكبر والحسد. فانزلهم الله سبحانه وتعالى وقال في حقهما مع ذريتهما بعضكم لبعض عدو. فهذان العنصران مع تقاربهما بخصائصهما الا ان العداوة مستحكمة بينهما فادم وذريته وابليس وذريته معسكران متنازعان متعاديان وانما اجرى الله سبحانه وتعالى هذا التقدير لحكم عظيمة افاض ابن القيم رحمه الله الله تعالى في مفتاح دار السعادة في ذكرها وسيأتي جملة منها في سياق كلام المصنف رحمه الله. نعم واياك ان تظن ان الله خلق ادم وذريته واسلمهم الى عدوهم ليكونوا فريسة له يظلهم جميعا. فان ذلك مخالف كل ما قضت به حكمته وبما سبق في علمه ان كل ان ان ان كلا من الجن والانس فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير. فلذلك ارسل رؤوسنا مبشرين ومنذرين ولم يتركهم سدى ولم يتركهم سدى معطرين كما قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا لا يؤمر ولا ينهى لا يثاب ولا يعاقب. فاخرج الله ذلك مخرج الانكار ليدل على ان ترك الانسان مهملا على وجه ما ذكر. مناف لكمال حكمته وان ربوبيته وعزته تأبى ذلك. فدل ذلك الانكار على ان على ان من الحكمة العالية جعل ادم وذريته في دار يكونون فيها مسؤولين عن اعمالهم من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وان ذلك من المستقر في الفطور وفي البطر والعقول كما كما ان قبح تركه مهملا معطلا ايظا مستقر في الفطر والعقول. فكيف ينسب الرب للذي بمقتضى ربوبيته يرقى عباده في مدارج الكمال. ويدعو الى دار السلام ما قبحه مستقر في فطرهم وعقولهم. وقال افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم. فانظر كيف نزه الله تعالى نفسه عن هذا الحسبان الباطل المضاد لما تقتضيه حكمته وتلسله وتستلزمه اسماؤه الحسنى وصفاته العليا وانه لا يليق بجلاله نسبته اليه ونظير هاتين الايتين في القرآن كثير وان من اسمائه الغفور والتواب والعزيز ذو الانتقام والجبار وشديد العقاب الى اخر ما هو معلوم لكل من اطلع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكل ما جاء بالكتاب والسنة متعلقا بنوع الانسان فمثله فيه نوع الجان كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقد علمت ان في قوله تعالى قل نهبوا منها جميعا كما في سورة البغاة وقوله تعالى قال اهبطا منها جميعا الاية كما في سورة طه لابويه الثقلين والجان الى اخر ما قدمناه وذلك كاف فيه ان الجاهل وذريته مخاطبون ومكلفون بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم كما كان الذين منهم مقابل مكلذين بشرب شرع المرسلين في عصورهم. قال تعالى وان صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروهم قالوا انصتوا فلما ما قضي ولوا الى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه. يهدي الى الحق والى طريق مستقيم يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم فانظر رحمك الله كيف قص الله علينا في هذه ايات ان منذري الجن بعد ان وصفوا لقومهم واخوانهم من الجن القرآن انه كتاب نزله الله من بعد موسى مصدقا لما بين يديه وانه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. طلبوا منهم ان يجيبوا داعي الله ويؤمنوا به. فقال تعالى قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآن الم عجبني يهديه الى الرشد الى ان قال انا لما سمعنا الهدى امنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا وهقا وانا منا المسلمون ومنا فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا. فان ما جاء في هذه الايات صريح في ان الجن مثله مثل الانس فريق في الجنة وفريق في السعير وان لمؤمني الجن ما لمؤمني الانس من الثواب وعلى غير المؤمنين منهم ما على غير المؤمنين من الانس من العقاب وان الله كما استخلف ادم وذريته في الارض ليعبدوه وليعلموا وليعملوا فيها بامره كذلك استخلف ابا الجن ابا الجن وذريته ليعبدوه وليعملوا وان كلا ميسر لما خلق له فبريق خلقوا للجنة فهم يعملون لها ويتخذون الدنيا مزروعة للاخرة ولا يجعلونها المقصود الاول والغاية المطلوبة لهم فهي في نظرهم وسيلة توصلهم الى الغاية القصوى يسافرون عليها الى النعيم المقيم الابدي في الاخرة فريق في السعير وفريق السعير خلقوا على عكس ذلك يعملون للدنيا والتمتع بنعيمها اذ اعمى بصائرهم زخرفها وطمسته وطمست على افئدتهم فتنتها فنسوا حظ الاخرة وهم عن الاخرة غافلون وما لهم في الاخرة من خلاق. وكل من وكل من الفريقين مستخلف من الله في الدنيا فيما يعمله. وبمقتضى حكمته سخر كل فريق لعمله وسهل له الطريق الموصل الى الغاية التي يريدها قال تعالى وهديناه النجدين وقال انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا توفيقا منه للمؤمنين وفضلا منه ورحمة بهم واستدراجا للكافرين وخذ لالا واضلالا واضلالا جزاء بما كسبت ايديهم ولا يظلم ربك احدا. قال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا قال تعالى فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب ابى النار وقال من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها هم فيها لا يخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحفظ ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. وقال تعالى فلا تكن في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون الا كما يعبد اباء من قبل وانا لموفوهم نصيبهم غير منقوص الى ان قال وان كلا لما لو ليوفينهم ربك اعمالهم انه بما خبير. وقال تعالى ومن يرد ثواب الدنيا نؤتيه منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤتيه منها. وسنجزي الشاكرين. وقال تعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير اما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعف وما استكانوا. والله يحب الصابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين. وقال تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتيه منها وماله في الاخرة من نصيب. وقال تعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور قال تعالى وتقطعوا امرهم بينهم كل الينا راجعون. فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه. وانا مكاتبون. وقال تعالى فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. كل حزب بما لديهم فرحون. فذرهم في غمرتهم حتى حين. ايحسبون ان كما نودهم به من مال وبنين يسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وقال تعالى ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا والذين هم عن اياتنا غافلون. اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمان تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم ونظير هذه الايات ايات اخرى كلها كلها تدل على ان الله تعالى قدرته يوفي من من يريد الحياة الدنيا وزينتها اعمالهم فيها وحظهم ولا يبخصهم شيئا منها بل ينيرهم اياها واغية لا ينقصهم منها شيئا حتى اذا جاء اجلهم اخذهم اخذ عزيز مقتدر. كما قال عز من قائل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذنا فاذا هم مخلصون اخضع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. ويوفي من يريد الاخرة وسعى لها سعيها هو مؤمن اعمالهم فيها وكان سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا واجرهم مغفورا. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى عقد العداوة بين ادم وابليس وما يتبعه من جريانها في الذرية وتوعد ابليس ادم وذريته ان يقعد لهم على الصراط المستقيم فيضلهم عنه نبه رحمه الله تعالى الى ان ما ينقدح في الاذهان من كون ابليس متسلطا قويا قاعدا للمؤمنين على الطريق يظلهم ويغويهم انه ليس كذلك بل الشيطان ضعيف كما قال الله عز وجل ان كيد الشيطان كان ضعيفا. وانما كان وعوده دعوة للخلق الى الضلال دون تسليط له عليهم. فان الشيطان لا بنفسه والله عز وجل يدفع سلطانه عمن شاء من عباده. كما قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. بل هو بمنزلة داعية الضلال فقط. كما ان ادم عليه الصلاة والسلام بمنزلة داعية الهدى. وهذا يوجد في الانبياء المستخلفين فينا من بعد ادم وبقي ابليس مخلدا الى يوم القيامة منتدبا في الدعوة الى الضلال مع من يؤازره من ذريته. فكل من الداعيين يدعو فيؤمن به من هذا من يؤمن ويكفر به من ذرية هذا من يكفر. فادم عليه الصلاة والسلام داعية الى الهدى والنور. وقد يستجيب له من ذريته من يستجيب. وقد يكفر منه ومن يكفر وقد يستجيب له من اتباع ذرية ابليس من يستجيب ويكفر به من يكفر. وكذلك ابليس داعية الضلال وقد يستجيب له من ذرية ادم من يستجيب وقد يكفر به منهم من يكفر وكذلك قد يستجيب له من ذريته لمن يستجيب وقد يكفر به من ذريته من يكفر. فالدعوة بالهدى والضلال عامة للفريقين لانهما جميعا مخلوقان للعبادة كما قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وكذلك قوله سبحانه وتعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي لا يؤمر ولا ينهى يشمل هذا وهذا على قول من يجعل الانسان جنسا راجعا الى النوس والاضطراب فيشمل الجن والانس وهذا قول ثعلب وغيره من اهل اللغة وفيه قوة وكذلك قال الله عز وجل افحسبتم انما خلقناكم عبثا وهذا يشمل الجن والانس فالفريقان مخاطبان بالامر والنهي ومنهم من يستجيب دعاة الهدى من الانبياء ومقدمهم في الوجود ادم عليه الصلاة والسلام ومنهم من يستجيب دعاة الضلال ومقدمهم وجودا وبقاء هو ابليس. وقد جعل الله سبحانه وتعالى الدنيا محلا للفريقين وكل يسعى فيها بما يريد. فان الله عز وجل هداهم الى طريق الحق وطريق الشر. كما قال تعالى النجدين. اي بينا له طريق الهدى وطريق الضلال. فمن الجن فمن الانس من يؤمن ومنهم من يكفر ومنهم من يؤمن ومنهم من يكفر. وكل يستزيد بما يريد من الدنيا. والله عز وجل يوفيهم الجزاء في الاخرة المقصود مما ذكرنا ان نبين ان الله سبحانه لما اقتضت حكمته اخراج ادم وذريته من الجنة التي كان فيها على ما وصفه الله في كتابه اعاظهم افظل منها وهو ما اعطاهم اياه من عهده وهداه الذي جعله سببا موصلا اليه واضحا بين بين الدلالة عليه. من تمسك به فاز واهتدى ومن اعرض عنه شقي وغواه. ولما كان هذا العهد الكريم والصراط المستقيم والنبأ العظيم لا يوصل اليه ابدا الا من باب العلم والارادة. فالارادة باب الوصول اليه والعلم مفتاح ذلك الباب المتوقف فتحه عليه. وكمال كل لانسان انما يتم بهذين النوعين بهذين النوعين بهمة ترقيه ترقيه ترقى بهمة تربيه وعلم يبصره ويهديه. وذلك لان العبد ان لم يكن عالما بمراتب السعادة والفلاح لا يطلبها ولا يريدها. وان كان عالما بها ولكن لا ينهض بهمته اليها كان متقاعدا عنها لا يزال في طبعه محبوسا وقلبه عن كماله الذي خلق له مسدودا عن سبيل منكوسا واسام نفسه في الشهوات والملاذ مع الانعام راعيا لها مع الهمل واستطاب مهادا الراحة والبطالة فنام تحت غطاء نعم مهادا الراحة وان شاء الله واستطاب من هذا الراحة والبطالة فنام تحت غطاء الغفلة على فراش العجز والكسل عن علم ما خاب عن علم ما خلق الله ليعلمه. وعمل ما خلق ما خلق ليعمله. مشتك مستكفيا بزخرف ضئيل بزخرف ضئيل باطل ومتاع وان كثر فهو قليل زائل. اما من كان له علم وشعور بمراتب السعادة وبورك في ذلك وفي تفرده وحده في طريق طلب العلم فلزمه واستقام عليه قد ابت اشواقه الغالبة على امره الا الهجرة الى الله ورسوله وابت نفسه الرفقاء الا من رافقهم في الله وسبيله ولما كان مما تقرر في الاذهان وعلمه كل انسان كل انسان كمال الارادة وشرف القصد انما هو بحسب كمال المراد وشرف المقصود وان شرف العلم تابع لشرف المعلوم كانت نهاية العبد الذي لا سعادة له بدون ولا حياة له الا بها ان تكون ارادته متعلقة بالمواد الذي لا يبلى. والمقصود الذي لا يفوته عزم وعزمات علمه مسافرة الى حضرة الحي الذي لا يموت ولا سبيل له الى هذا المطلب الاسمى والحظ الاوفى الا بالعلم الموروث عن عبده ورسوله وخليله وحبيبه الذي بعث بذلك داعية واقامه على هذا الطريق هاديا وجعله واسطة بينه وبين الانام وداعيا باذنه الى دار السلام وابى سبحانه ان يفتح واحد منهم باب القبول الا على يده او يقبل من واحد منهم سعيا الا ان يكون مبتدأ مبتدأ منه ومنتهيا اليه. فالطرق وكلها الا طريقه صلى الله عليه وسلم مسدودة والقلوب باسرها الا قلوب اتباعه المنقادين اليه عن الله محبوسة مصدودة فحق فحق على من كان في سعادة نفسه ساعيا وكان على وكان قلبه لما ينزل الله من غيث العلم حبا على نعل الله واعياه. ان يجعل على ان يجعل على هذه الاصلين ان يجعل على هذين الاصلين مدار اقواله واعماله. وان وان يصيرهما امنيته التي اليها مفزعه في حياته وسعادته في مآله فلا فلا جرم انها فلا جرم كان فلا جرم كان هذان الاصلان اساس اساسا للسعادة والفلاح. وكل من بنى اقواله واعماله على هذا الاساس كان مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين لما بين المصنف رحمه الله تعالى فوت ادم لحظه من الجنة بانزاله قوذ حريته منها نبه الى ان الله سبحانه وتعالى عوضهم عن ذلك بامر عظيم فجمع لهم سبحانه وتعالى بين علم يهديهم وارادة تقويهم فان القلوب اذا اجتمع فيها العلم والارادة كملت حالها فصارت في في جنة الدنيا قبل جنة الاخرة. وهذا معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. فان جنة انتهى كلامه. فان جنة الدنيا هي بكمال العلم قادة في القلب فان العلم طريق البصيرة والارادة طريق تحقيقها. واذا وجد هذا المعنى في القلب ادرك الانسان حظه من هنائة العيش ورغده بطمأنينة قلبه وراحة نفسه في جنة الدنيا قبل جنة الاخرة. وعلى قدر كمال جنة القلب في هذا يكون كمال جنة الاخرة. ولما كان الانبياء اكمل الناس في هذه الجنة القلبية كانت منازله اعظم المنازلة في الاخرة. ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم قد جمع بين كمال العلم وكمال الارادة بما لا يساويه فيه احد من الخلق كان له صلى الله عليه وسلم من المنزلة عند ربه ما ليس لغيره فاذا عرف العبد ان سعادته بهذا وجب عليه ان ينظر فيما يوصله الى هذا المطلب الاسمى والحظ الاوفى ولا سبيل الى ذلك الا بالعلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم والعمل به. فان الهدي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم هو العلم التام. واذا وجد للعبد ارادة قوية تحمله على امتثال هذا العلم اصاب خيرا كثيرا عادة المرء في اجتماع العلم الكامل والارادة الشاملة له. فاذا جمع بين هذين الاصلين احرز الخير. وعلى قدر ما يفوته منهما يفوته حظه من الخير. نعم والعلم ان لم تعطه كل لك لم يعطك بعضه. الا ترى ان السعادة في الدنيا تارة تارة تكون بالمال وهو ممكن الممكن. وهو ممكن الحصول بالعمال والاعمال والاعوان ويمكن ان يشاركك في ذلك كثير وربما فاقوا عليك فكان لهم منه حظ وفير. وتارة يكون بقوة الجسم من الشجاعة والاقدام وهذا يشاركك فيه. يشاركك فيه كثير حتى سباع البهائم. بل منها ما يكون اقوى منك واكثر اقداما يكون بالعلم الموروث عن افضل الخلق الذي يؤخذ منه عن الله تعالى وهذا لا يمكن ان تناله ان تناله الا بجدك واجتهادك ولا يشاركك احد في ما لك من المدارك ولا يناله الا من تعب وكد وكان من الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال ابن قيم الجوزية رحمه الله روى كميل ابن زياد النخعي قال اخذ علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بيده فاخرجني ناحية الجبانة فلما الجبانة يعني يعني المقبرة. نعم. فاخرجني ناحية الجبانة فلما اسحر جعل يتنفس ثم قال يا كميلة بن زيادة القلوب اوعية فخيرها اوعاها احفظ عني اقول لك الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج اتباع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم ولم يلجأوا الى ركن وثيق. العلم خير من العلم يحرسك وانت تحرس المال العلم يشكو على الانفاق ومصداق هذا قوله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله والمال النفقة العلم حاكم والمال محكوم عليه. ومحبة العلم دين يدان بها. العلم يكسب العالم الطاعة يكسب العالم الطاعة في وجميل وجميل الاحدوثة بعد وفاته وصنيعة المال تزول بزواله ما تخزان الاموال وهم احياء والعلماء باقون ما بقي الدهر اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب موجودة ها هن ها انها هنا علما واشار بيده الى صدره لو اصبت حملة بلى اصبت لقنا. بلى اصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل الة الدين دنيا يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده. او منقادا لاهل الحق لا بصيرة له في احنائه. ينقدح الشك في قلبه اول عارض من شبهة الاذى ولا ذاك او منهوما باللذات سلس القياد للشهوات او مغرم بجنب جمع الاموال والادخار ليسوا من دون دعاة الدين اقرب اقرب شبها بهم الانعام السائمة. لذلك يموت العلم بموت حامليه. اللهم بك لن تخلو الارض من قائم لله بحجة لكي لا تبطلوا حجج الله وبيناته اولئك الاقلون عددا. الاعظمون عند الله قيلا. بهم يدفع الله عن حججه حتى الى نظرائهم ويزرعوها في قلوب اشباههم. هجم بهم العلم على حقيقة الامر فاستلانوا ما استوعوا ما استوعى ما استوعر منه المترفون وانسوا بما استوحش منه الجاهلون. صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالملأ الاعلى. اولئك خلفاء الله في ودعاته الى دينه ها هنا شوقا الى رؤيتهم واستغفر الله لي ولك اذا شئت فقم. ذكره ابو نعيم في الحلية وغيره. ذكره قال ابو بكر احمد ذكره ذكره ابو نعيم في حلية نعم ذكره ابو نعيم في الحلية وغيره قال ابو بكر احمد بن ثابت الخطيب البغدادي هذا حديث حسن من احسن الاحاديث معنا واشرفها لفظا انتهى وسماه ابو بكر الخطيب حديثا لانه صادر عن اعرف الناس بالعلم وفضله علي الذي روي في فضله انا مدينة العلم وعلي بابها بابها قال ابن القيم وتقسيم امير المؤمنين للناس في غاية الصحة والسداد لان الانسان لا يخلو من احد الاقسام الذي ذكرها مع للعقل وازاحة العلل فهو اما ان يكون عالما او متعلما او مغفلا للعلم وطلبه ليس بعالم ولا طالبا للعلم ولا طالب العلم العالم الرباني هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد. وقد دخل في الوصف له وقد دخل في الوصف له بانه رباني وصفه بالصفات التي وصفه بالصفات التي يقتضيها العلم لاهله ويمنع وصفه بما خالفها ومعنى في اللغة رفيع الدرجة في العلم العالي المنزلة فيه. وعلى ذلك حملوا قوله تعالى لولا ينهاهم الربانيون. وقوله كونوا قال ابن عباس حكماء فقهاء وقال ابو رزيم فقهاء علماء وقال ابو عمر الزاهد سألت ثعلبا عن هذا الحرث وهو الرباني قال سألت ابن الاعرابي فقال اذا كان الرجل عالما عاملا معلما قيل له هذا رباني فان حرم منه من خصلة منها لم نقل له واما المتعلم على سبيل النجاة فهو الطالب بتعلمه والقاصد به نجاته من التفريط في تضييع المفروظ الواجبة عليه والرغبة بنفسه اهمالها واقتراحها والالفة من مجالسة البهائم. ثم قال وقد نفى بعض المتقدمين عن الناس من لم يكن من اهل العلم. واما القسم الثالث فهم المؤمنون لانفسهم الراضون بالمنزلة الدنيئة والحالة الخسيسة التي هي في الحظيرة في الحظيظ الاسقط والهبوط الاسفل انت التي لا منزلة التي لا منزلة بعدها في الجهل ولا دونها في السقوط. وما احسن ما شبههم بالهمج الرعاع. وبه يشبه دناءة الناس واراضي والرعاة المتبدد المتفرق والناعق الصائح والمراد منه في هذا الموضع الراعي يقال نعق الراعي بالغنم ينعق نعق نعق نعق الراعي بالغنم ينعق اذا صاحبها ينهق. ينعق نعق الراعي بالغنم ينعق اذا صاح بها ومنه قوله تعالى ومثل الذين كفروا ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم فهم لا يعقلون انتهى مع حد بما لا حاجة لنا به وزيادة للايضاح. وقد شرح ابن القيم هذا الحديث شرحا وافية فمن اراده فليرجع الى مفتاح دار السعادة ولولا خوف الاطالة لذكرناه ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان احراز جنة الدنيا والرجوع الى ما كان فيه ادم عليه الصلاة والسلام انما يكون بكمال العلم والارادة بين طرفا مما يتعلق باخذ العلم واهله استفتحه بقوله والعلم ان لم تعطه كل لك لم يعطك بعضه. فان ما يتنعم به العبد من الحظوظ قد يوجد لهما ان يساعده عليه. وقد يوجد ما ينفرد به. فالمال مثلا يحرزه في اكثر امره باعوان يعينونه. واما العلم فان العبد يحتاج الى تفريد نفسه في الطلب وتجريد روحه في السفر في رياض العلم. ليصيبوا منه حظا وافرا. وليس المراد بقول اهل العلم العلم ان لم تعطه كل لك لم يعطك بعضه ان يصرف الانسان وقته فيه فقط كما يتوهمه بعض الناس بل المقصود اخراج نفسك من هواها. في طلبه حتى تسلمها اليه فمن يطلب العلم مثلا بالقراءة في الكتب اربعة عشرة ساعة لكنه لم يتلقى العلم عن اهله فهذا لم يعطي العلم نفسه فانه لم يخرج بنفسه من هواها فقد تكون النفس مستكنة الى تكبر عن اخذ العلم او ميل الى دعة وراحة وعدم تحمل ومشقة فاخلد اليها وحينئذ لا العلم بهذه السابلة التي سلكها. والجامع لقولهم والعلم ان لم تعطه كن لك لم يعطك بعضه هو ان تتمثل في اخذه طريقة من سبق. فكما ان المال له مداخل خالد في كل زمان ومكان فكذلك العلم. ولا يتحقق اعطاء نفسك اياه الا بامتثال طريقة من سلف رحمهم الله تعالى ثم ذكر كلاما شريفا في بيان قسمة اهل العلم انتظم في الاثر الجليل. والعط النفيس الذي جرى على لسان امير المؤمنين علي الله عنه وارضاه في قسمة اهل العلم المعروف بوصية كميل ابن زياد وهي وصية جليلة اشتمل على جمل نفيسة من المعاني والحقائق الدينية والايمانية. وآآ السفاريني رحمه الله تعالى كتاب مفرد في شرح هذه الوصية ضمنه كلام ابن القيم واربى عليه. وحاصل ما ذكر في كلام علي رضي الله عنه في تقسيم الناس في العلم انهم ثلاثة اقسام الاول العالم الرباني والرباني هو المنسوب الى الربانية والربانية انما تحرز بشيئين اثنين. اولهما ما يبلغه العبد من الاتساع في العلم. والاستكثار منه والثاني ما يبلغه العبد من العلم وينشره ويبثه فالرباني باعتبار ما بلغه هو قد وصل الى درجة رفيعة وباعتبار ما يبلغه هو شديد العناية ببث علم حريص على نشره. مجتهد في بذله. واعتبر هذا في حال ابي القاسم صلى الله عليه وسلم في طوافه على الناس ايام منى الدين يقول يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا كما رواه احمد في مسنده بسند جيد وكان هذا ديدان جماعة من السلف. فكان عروة ابن الزبير يتألف الناس على حديثه. ان لحضور مجالسه. وكان الزهري يخرج الى الاعراب. فيحدثهم باحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والسنت الحاوي للبث هو استعاية في نشره على طريقة اهله اما السعاية بنشره لا على طريقة اهله فربما كانت من اذلال العلم وامتهانه كما كان السلف رحمهم الله تعالى يأبون ان يذهبوا بالعلم الى بيوت الامراء وان يعقدوا مجالس الحديث فيها بل كانوا يستنكفون عن ذلك ويقولون العلم يؤتى ولا يأتي. فلا تظنن ان المقصود بالبلوغ الربانية هو مجرد بث العلم ونشره. بل الربانية هي امتثال طريقة من سبق في نشر هذا العلم فهو يتخير المكان الذي يبث فيه. ويتخير الزمان الذي يبث فيه. ويتخير الخلق الذين يبث فيهم العلم وحين لا يحصل ما يناسب هذا لا يكون طيهه على كل حال مخالفا بل هذا ابو هريرة وهو احد الربانيين يقول حملت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعائيين فاما احدهما فبثته واما فلو بتتهته لقطع هذا البلعوم وهذا من كمال ربانيته. فليس كل العلم يقال لكل الخلق وليس بث العلم صالحا في كل زمان ومكان. ولما التبس على الناس هذا صاروا يجعلون العلم في غير مواضعه. فهم ربما جعلوه في زمن لا يصلح ان يكون له او جعلوه في مكان لا يصلح ان يكون له. او تخيروا له اهلا لا هنا لحمله. ومن اراد ان يعرف جادة السلامة فليلزم طريقة السلف رحمهم الله تعالى في هذا وليكن نصب عينيه ان المراد بالعلم بثه بما يحفظ حرمته. وليس المراد ببث العلم نشره دون رعاية هذه الحرمة كما يقع هذا في كثير من احوال الخلق اليوم من المتشرعة المنتسبين الى الشريعة. فربما عقدوا محاضرة في مرقص وزعموا ان هذا بثا للعلم. وربما وجهوا دعوتهم للطبقة الراقية لانها اقدر على تغيير القرارات وربما المتطلعين الى العلم علمهم بزعم انهم مشغولون بمن هم اولى من الامراء او الاغنياء او غيرهم. وهذا هو الذي اظعف العلم في الناس. ولذلك كم من انسان يحمل شهادة في العلوم الشرعية لكن لا اثر له في بث العلم. والحمد لله الذي جعل مراتب اهل العلم اليه فلم يجعلها الى الخلق. فان هذه انما هي مناصب تعارف عليها الخلق. لا تدل على خفض ولا رفع ولا يوجد اليوم عند الناس في مراتب دنياهم في المناصب العلمية الشرعية مرتبة ولكنه يوجد عند الله عز وجل. والسعيد من ارباب العلم من سعى الى ما عند الله. والشقي من شغل طلب ما عند الخلق وغفل عن ما عند الله سبحانه وتعالى. ومثل هذا كثيرة في زماننا كما سمعت عن جماعة اذا فرغوا من تحضير هذه الشهادات العليا باعوا الكتب التي جمعوها لاجل البحث. لانهم يطلبون العلم لاجل ان يعيشوا لا لاجل ان يحيوا. والمعيشة حظ البدن والحياة حظ القلب والمقصود عقل هذا المعنى واحرازه في النفوس ليسلم للانسان اخذه للعلم ويدرك هذه المرتبة مرتبة الربانية. والقسم الثاني الم تعلم على سبيل النجاة. الذي يجتهد في الطلب. يقصد نجاته من التفريط في تضييع الفروض الواجبة عليه. ويرغب بنفسه عما لا يليق بها. ويأنف بها عن ان من جنس البهائم العجماء. فان الانسان انما يشرف بما يعرفه كما قال ابن الجزري في اول الطيبة وبعد فالانسان ليس يشرف الا بما يحفظه ويعرف المتعلم على سبيل نجاة ساع فيما به فلاحه في الدنيا والاخرى. واما القسم الثالث فهم الهمج الرعاع بانفسهم بالمنزلة الدنيئة الذين نزلت هممهم فانزلتهم الحظير فان الانسان اذا لم تعلو همته رضي بالدون. قال ابن القيم رحمه الله تعالى قال في كتاب الفوائد ان الكساح لم ترتفع همته لم ترتفع به همته فرضي بجمع القاذورات بين الخلق والكساح يعني الزبال في عرف الناس. وهؤلاء الهمجوا الرعاع شبههم علي رضي الله عنه بالهمج وهي الحشرات الصغيرة التي تكون عند انوف البقر واشباهها وهم رعاع لا قيمة لهم بل من اراضي الخلق. يتبعون كل ناعم اي كل صائح بهم وهؤلاء هم جمهور الخليقة. ولذلك قيل لكل ساقطة لاقطة لان اكثر الخلق ليسوا بربانيين ولا متعلمين على سبيل نجاة. فلا يستغرب المرء شيوع والتسارع الى الضلالات لان عامة الخلق لا يعمل لا يعول عليه. والغالب في القرآن ذكر الكثرة مذمومة. نعم. وقد قال العلماء ان انواع السعادة التي تؤثرها النفوس البشرية ثلاثة. الاول سعادة خارجية عن ذات الانسان بل هي في في الحقيقة مستعارة له من غيره طولنا الدرس يا اخي لكن اذا جاءت مكالمة حاول تأجلها خلها بعد الدرس نعم الاول سعادة خارجية عن ذات الانسان بل هي في الحقيقة مستعارة له من غيره. وبمجرد استرداد العارية تزول. وهذا النوع هو سعادة المال والجاه فقد يكون الانسان متعبدا في حياته بماله ملحوظ بالعناية من كل من يراه من بني نوعه مرموقا منهم بالابصار فاذا ها هو في لحظة صار اذل من الاذلين غير الحي عير الحي صار اذل من الاذلين. ما شاء الله عليك صار اذل من الاذلين عير الحي والوتد عير الحي والوتد. اعذروه. عير الحي وايه؟ الاجلين هذا مثل اذل من الاذلين عين الحي والوتد. عين الحي يعني يعني الحمار الحمار الحي والوتد الوتد قال فهذا على الخسف مربوط برمته. يعني عين الحي. وهذا يشج ولا يبكي له احد. يعني الوتد ما ذكر ذلك المتلمس نعم عير الحي والوتد فيكون فرحه بسعادته هذه كفرح المرأة الصلعاء بشعر بنت اختها وجماله بها كجماله بثيابه وزينته فاذا جاوز بصرك تلك الثياب الى بدنه فليس وراء فليس وراء عبادان قرية وليس وراء عبدا. عبدا مدينة في ايران اليوم نعم فليس وراء عبدان قرية النوع الثاني سعادة الجسم والبدن بالصحة والعافية واعتدال مزاجه وتناسب اعضائه وحسن تركيبه هذا ايضا هذا ايضا مثل للمكان البعيدان قرية يعني كانت من ابعد القرى عن البصرة نعم وهذا النوع الصق بالانسان من النوع الاول ولكنه في الحقيقة خارج عن ذاته وحقيقة انسانيته فان الانسان في الحقيقة هو الروح والنفس الناطقة للجسم والبدن كما قال الشاعر يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته اتطلب الربح مما فيه خسرانه؟ انهض الى الروح واستكمل فضائلها بالروح لا بالجسم انسان. فنسبة الجسم الى الروح كنسبة الات الصنعة. والفتح البشت هذي في الحكم هذا من لطائف الاتفاقات. نعم فنسبة الجسم الى الروح كنسبة الات الصنعة الى الصانع كالنجار مثلا والات النجارة في الجسم افا الجسم الة للروح ومطية من مطاياها فسعادة بصحة جسمه وحسنه وجماله سعادة خالدة عن ذاته ايضا. النوع الثالث السعادة الحقيقية وهي سعادة نفسانية روحية قلبية الا وهي في العلم النافع وثمرته وهي العمل به فانها هي السعادة الباقية على تقلب الاحوال. وهي المصاحبة للعبد في الحل والترحال ودوره الثلاث دار ودار البرزخ ودار القرار ومنها يترقى الى معالي الفضل ودرجات الكمال بخلاف النوع الاول من السعادة فانه يصحبه في المكان الذي فيه ماله وكذلك النوع الثاني معرض للزواج معرض للزوال. هكذا قضت حكمة الله تعالى ان يقسم الجن والانس الى قسمين فريق يعمل للدنيا والاخرة وفريق يعمل للدنيا فقط ولا همة لهم الا الحصول عليها والوصول اليها فيوفيهم الله اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون شيئا من اعمالهم وانك لترى ذلك واضحا في الغربيين فانهم لما قاموا فيما استخلفهم الله فيهم الحياة الدنيا واتقنوا ذلك غاية الاتقان وعدلوا فيما بينهم وطلبوا ذلك بهمة لا تكل وعمل دائم وعزم قوي ثابت وثبات لازم وتوجهوا بكل نياتهم وجزئياتهم الى عمارة الدنيا منهمكين في ذلك مجدين فيه مع النشاط وعدم الكسل واهتموا اهتماما زائدا بالعلوم الكونية والعمرانية حتى قويت ملكتهم العملية فاستخرجوا ما بها. فاستخرجوا ما ما يبهر العقول واستنبطوا من اسرار الطبيعة ما يعز ما بهر فاستخرجوا ما ظهر العقول واستنبطوا من اسرار الطبيعة ما يعز نواله على غيرهم وتفوقوا في ذلك الى درجة لا يبلغها احد سواهم وصرفوا الى ذلك انهم انهم لما اعطوا الدنيا هذه العناية وبذلوا وبذلوا في سبيلها هذا الجهد وسلكوا اليها سبيل سبيل الموصل سخر الله لهم المادة فاستخرجوا اسرارها واستنبطوا فوائدها واظهروا عجائبها حقائقها واستخدموها في قضاء مآربهم وتسهيل صعابهم وابتدعوا بواسعهم واظهروا عجائبهم نعم واظهروا عجائبها واظهروا عجائبها واستكرهوا يعني بينوا كونها حقائقها واستخدموها في قضاء مأربهم وتسهيل صعابهم وابتدعوا بواسرتها كتائب الالات وغرائب المخترعات فركبوا مثنى فركبوا متن الهواء وغاصوا في جوف الماء من من تلغاث بانواع وتليفون بانواعه وفوتوغرافي وغير ذلك. مما لو كان حصوله غير ظاهر الاسباب اعده الناس من اكبر انواع السحر الخفي وكان المسلمون في صدر الاسلام يعملون للدنيا كما كما يعملون للاخرة فكم لهم من اختراع وكم لافكارهم من ابتداع وكم لهم من رحلات في انحاء وبحث عن ظبائعها وسكانها وبحارها ومعادنها وغير ذلك. وانظر الى كتبهم في سائر الفنون تملأ خزائن المشرق والمغرب. وبها من الاسرار العجب مع ان الذي ضاع منها في الحروب اكثر مما بقي الان. والله اعلم بما كان فيها من العلوم الكونية والعمرانية. وما بقي من تلك العلوم فيما بقي من من قليل كتبهم كثير وكثير جدا. يدلك على هذا انهم كانوا فوق ما خطر ببالك من كمال القوة النظرية والقوة العملية ولكن واسفاه خلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياه فما قام اولئك الذين من بعدهم بشيء مما استخلفوا فيه من علوم الدنيا والاخرة معه ولا عملوا بها ولا قاموا بشيء مما استخلفهم الله فيه من عيوم الاخرة فقط لها الا قليل منهم قد علم وعمل شيئا قليلا. وقدرا يسيرا من علوم الاخرة فقط. لذلك نزعت هيبتهم من قلوب اعدائهم ملئت قلوبهم من هيبة عدوهم فهم من خوف الذل في ذل ومن خوف الفقر في فقر ومن خوف الضعف في ضعف لا يأخذون عن الغربيين الا قبائح الاعمال ولا يقلبون ولا يقلدونهم الا سفساف الفصال. اما العمل المثمر والسعي في سبيل اعزاز الامة وتقوية مقوماتها اسباب الحياة لها فهم عنه غافلون وفي خوضهم يلعبون. فصاروا اينما وجهت وجهك والقيت نظرك ذليلين المستضعفين. في مشارق الارض ومغاربها واصبحوا مغمورين بجانب اعدائهم تخضعهم الامم. تخضعهم الامة القرية العدد وتذلهم تخضعهم الامة. تخضع الامة قليلة العدد وتذلهم لما عندها من اسباب العزة وقوة العدد حتى اضحوا وهم كثيرون جدا يبلغ عددهم اربعمائة مليون او يزيدون غرباء في بلادهم لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا وفشى فيهم النفاق والكذب ملئت قلوبهم بالحقد والحسد فلا تكاد تجد واحدا منهم الا وهو حاقد على اخيه. حاسدا له على ما اتاه الله من فضله طامع في ماله وجاهه عامل على اهلاكه ليقوم مقامه بحق او بغير حق فيما كان فيه. وطال نومهم تحت ردم الغفلة والكسل. تحسبهم ايقاظا وهم رقود واستظابوا الكسل فقعدوا او تقاعدوا عن ان يباشروا شيئا من العامة وتناسوا المصلحة الاجتماعية وغفلوا عن روابط الاخوة الايمانية غلب عليهم حب اشخاصهم فصار صغيرهم لا يوقر كبيرهم وكبيرهم لا يرحم صغيرهم. قد تباينت اغراضهم وتباعدت اهوائهم وتناقضت مشاربهم وقد وقد البسهم الله شيعا واذاق بعضهم بأس بعض فصاروا احزابا كل حزب بما لديه هم فرحون تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال امرهم بل هم كما قال تعالى اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة فهم من الفصاحة ودلاغة اللسان وحلاوة الكلام بمكان عظيم ولكن يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم. يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. قول كثير وعمل قليل بل لا بل عمل مناقض للقول قول حلو ولسان معسول وقلب مثل قلب الذئب ظاهر من الثياب واللحن الجميل وباطن ليس تبيه من من الخير نقير وقيم ولا فتيل. فهم كما قال تعالى كما قال الله تعالى كانهم خشوع مسندة او كما قال الشاعر لا اللحى ولا الصور تسعة اعشار من ترى بقر. تراهم كالسحاب منتشرا وليس فيها لطالب مطر. يا ابراهيم لا اللحى لا تغرنك البيت لا تغرنك اللحى ولا الصور تسعة اعشار من ترى بقر تراهم كالسحاب منتشرا. كالسحاب منتشرا. تراهم كالسحاب منتشرة وليس فيها لطالب مطر في شجر السرور منهم شبه شجر في شجر منهم شبه. في في شجر السرو منهم شبه له رواء وما له. لواء يعني ضل. ما شاء الله عليك له رواء وماله ثمر قد نصب كل واحد منهم للاخر حبائل المكر والكيد كما نصب كل منهم لصاحبه في الماء العكر شباك الصيف فانظر بعين بصرك ونور بصيرتك والتفد عن يمينك وعن شمالك وخلفك وامامك. هل تجد واحدا منهم يعمل للاشادة بدينه وتشييد اركانه؟ كل واحد منهم يقول الوطن الوطن ويمتدح ويتمدحون بحب الوطن وليست وليست الوطنية هي الرابطة بين المسلمين. بل الرابط الوثيقة العروة التي لا انفصام لها هي الاسلام فالمسلم في اي موضع كان اخو المسلم في اي موضع كان كما قال تعالى انما المؤمنون اخوة وقال صلى الله عليه وسلمت مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كالجسم اذا اشتكى منه عضو تألمت له بقية الاعضاء بالحمى والسهر فجميعهم كالجسم كل واحد منهم عضو عضو فيه فاذا اشتكى عضو منه اشتكى الاخر وسهر لسهره وتألم بالمه واحس كل واحد منهم بما يحس به الاخر ان حزن وسرور وفرح وترح وراحة وتعب وغنى وفقر. يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر. يعملون بما فرضه عليهم ربهم في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فيجاهدون في سبيل الله بانفسهم واموالهم ويعملون بقوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله ووفى اليكم وانتم لا تظلمون. وانظر ايها ايها المسلمون في قول الله الى ان الى قول الله. اللي هي بالحاشية انظروا ايها وانظر ايها انظروا ايها المسلمون وانظروا ايها المسلمون الى قول الله الى ان نقول الله تعالى الى قول الله تعالى تعالى ان الله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل سبيل الله فيقتلون فيقتلون. فيقتلون ويقتلون. فيقتلون ويقتلون. فيقتلون ويقتلون فيقتلون ويقتلون فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة. كمل التكملة وين يا شيخ؟ هم تكملة بعدها بعدها خلاص بقوله تعالى لا خلاص هذا غلط كل هذا مضروب عليه وانظروا ايها المسلمون الى قول الله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم ثم على تصحيح الاية ثم ترجع الى اخر اربع كلمات من اخر الصفحة ثم التي بعدها اي نعم احسن الله اليك. نعم فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم هذا عهد الله اليكم والعقد الذي عقده بينكم ايها المؤمنون بينه سبحانه فاشترى انفسكم واموالكم بان لكم الجنة وقال لكم فاستبشروا بوديعكم الذي بايعتم به ووعدكم بالنصر حيث قال حيث قال اعز من قائل فقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فانتهوا فان الله بما يعملون بصير. وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير. هو اسفاه الم يأن للذين امنوا وان تخشع قلوبهم لذكر الله. الم يروا انهم يفتنون في كل او لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون. الم يفكروا فيما وقعوا فيه من ظنك العيش وسوء الحال. وقلة البركة على كثرة مواردهم. الم يروا ما حل بارضهم من قلة النبات والانتاج والله يقول والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكده. اليس هذا الذي وقع في اراضيهم مما يرونه ويشاهدونه اكبر دليل على ان بلادهم خبيثة. وكيف لا تكون خبيثة وقد حكمت بغير ما انزل الله وان لم يحكم بما انزل الله. الاية هو ليرون هذا احيانا بعض اهل العلم يسبق الى ذهنه شيء قد يكون الشيخ كتبها هكذا لتقرر المعنى. وقد يوجد قد تسمع او تجد في بعض الاشياء يظنها بعضهم اية ثم يقولها مثل والله يحب الشاكرين في اية كده انا وجدت في احد الشروح ما اذكر اية فيها لكن احد العلماء لكن المقصود انه احيانا بعض العلماء يقع منهم هذا باعتبار طبيعة البشرية تقريرا لكمال حفظ الله سبحانه وتعالى لكتابه. نعم نعم. قد فشى فيهم الربا فجماعاتهم وهيئاتهم من كل الطبقات تتعامل به وتفتح وتفتح له بيوتا واماكن مشيدة لاستعماله وتضع له النظم والقوانين ولقد عمت البلية به حتى لا يمكنك ان تقول انه لا يوجد بيت من بيوت المسلمين لسائر الجهاد الا دخله الربا بقصره او بغير قصد لكثرة التعامل به والاستهانة بشأنه بين الناس. وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. فهل فهل يرجى لمن اعلن لمن اعلن لمن اعلن الله حربه او فلاح او سعادة وفشى بينهم الزنا وانتشرت بيوته في القرى والمدن واعطي لاصحاب هذه الدور ومروجيها والساعين في تعميرها من الاحترام والمساعدات ما لا يستطيع معه غير ان ينكر او يغير هذه الفاحشة وعملت لها النظامات التي هو وعملت لها النظامات التي هونت امر الفسوق والفجور عند الرجال والنساء وبذلك انتهكت الاعراض واحلت المحرم واحلت المحرمات واعلن الناس بمشاقة الله ومعاداته ووقعوا في اكبر مقت وسلكوا في هذا الاعمال اسوأ سبيل وليس هذا مع الاسف قاصرا على بلد دون بلد او قطر دون قطر. بل هو عام في كل قطر دل فيه المسلمون لغيرهم واستخبوا لسلطان عدوهم. واستخدوا لسلطانهم. فاستقبلوه واستخدم واستخدوا لسلطان عدوهم فشرع لهم شرائع الفسق وسن لهم سنن الدمار والهلاك المادي والادبي. وهم عن ذلك لاهون ولاعماله منفذون باوامره في هذه الموبقات سميعون. الم تمتلئ ابصارهم وقراهم باماكن بيع الخمر جهارا وبشرب به على الية وعلى قوارع الطرقات وفي جوار المساجد ومحال العبادات الم يفشوا الم يفشوا بينهم لعب الميسر والميسر القمار ويرخص به الم تخرج نساؤهم من كل الطبقات الى الشوارع والطرقات والمحلات العمومية متبرجات كاسيات عاريات وهذا قليل من وما غذيها هو اعظم فهو اعظم وان شيوع هذه الامور والاعلان بالمنكرات ليقتل القلوب قتلا ويميت الايمان من النفوس اماتة ويعود النفوس الامارة على الفساد ويجرؤها على الشر والعناد. وهو المعنى بقوله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة فهل بعد وقوع هذا في جميع اماكن المسلمين وبلادهم في مشارق الارض ومغاربها يرجى لهم ان يستيقظوا او يتنبهوا او يتحركوا اذا سمعوا النداء او يبصروا والضلالة او ينطقه بكلمة اصلاح او يفقه شيئا مما يحيط بهم من الايات والنذر. كلا بل كثير منهم من الذين قال الله عنهم. ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون نعم اذا هم نظروا الى تلك الاعمال نظر المقت والبغض وعملوا على ازاحة حجب الشهوة والهوى وبحثوا عن السعادة الحقة من الله وفتحوا لذلك قلوبهم وعيونهم وسلكوا الى الحياة طريق سلفهم الصالحين ونظروا اليها بعين ليقضي العليم ليقظ العليم حينئذ يرجى لهم والاستيقاظ والله الهادي الى سواء السبيل. بعد ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى قسمة الخلق باعتبار العلم الذي هو من الاصول المبلغة السعادة العظمى نبه الى تعلق العلم بالسعادة الشريفة وهي السعادة الروحانية القلبية. اذ قسم السعادات تبعا لغيره من اهل العلم الى انواع ثلاثة اولها السعادة الخارجية عن ذات الانسان كالمال والجاه والثاني سعادة الجسم والبدن بالصحة والعافية والثالث سعادة النفس والروح. وهذه السعادة تدور ضحاها على كمال العلم وكمال الارادة. ثم رجع رحمه الله تعالى الى ما ابداه من تعلق الامر بالانس والجن جميعا. فان سعادتهم بكمال علمهم مع كمال اراداتهم. والخلق من قبل ومن بعد نقصهم وزيادتهم باعتبار هذا وذكر شاهدا على ذلك حال الغربيين الذين يجتهدون في امير علومهم مع قوة ايراداتهم. لكنهم جعلوها في طلب الدنيا. فاصابوا منها ما اصابوا من التقدم الظاهر في زمانه الى اليوم في منافع الدنيا ونبه الى ان هذا كان حال المسلمين في لما سلف فقد كانوا جامعين بين كمال العلم والارادة مع تعلق هذين بالدنيا والاخرة ثم ابدى رحمه الله تعالى نفثة مصدر ولوعة معذور بالتشكي والتباكي على ما ال اليه حال اكثر البلاد المسلمين من الغفلة والتكاسل وانصراف حبال المودة وضعف الصلات الاجتماعية وخشوع المحرمات والتعدي على الشريعة والاستخفاف بها فلا زال ذلك يمدهم ذلا في ذلهم واقبح هؤلاء من يظن ان مثل هذه المشاهد مركب فاره للوصول الى العزة والارتقاء بالامة. فكيف يكون والامر كما قال عمر فيما رواه ابن عساكر بسند صحيح نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهم فمهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله. فلا مخرج لهذه الامة من ظلمة النقص ورداءة الحظيظ الا بالرجوع الى طريق العزة الذي كان عليه الصدر الاول الجامعين بين كمال العلم والارادة في طلب الدنيا والاخرة. نعم احسن الله اليك وحيث علمت ان الهدى هو كتاب الله وسنة رسوله فالمراد بالعلم العلم الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو شريعته التي تكفلت في بيان العبادات التي يؤسها الايمان بالله ورسله وكتبه واليوم الاخر. واركانها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا. وسائر العبادات مما لا يستطيع عاقل ان ينكر حسنه عقلا وشرعه فالصلاة قد اشتملت على تكبير ومناجاة العبد لربه وانحناء ظهره خشوعا وخضوعا له وقيام ليستعد للخضوع اعظم واخو خشوع اشرف بوضع وجهه الذي هو اشرف اعضائه على الارض اظهارا للذل والاستكانة لربه الذي خلقه فسواه. والزكاة هي مظهر الرحمة والشفقة عباد الله الفقراء وسد حاجاتهم والصوم فيه التشبه بالملائكة المقربين والبعد عن فعل البهائم وقهر النفس بترك ما تشتهيه. والحج يجتمع فيه المسلمون في مكان واحد لزيارة بيت الله المشرف الذي جعله قياما للناس ومثابة للناس وامنا ومثابة وامنا ليغسلوا ذنوبهم ويشهدوا منافع لهم من تعارف المسلمين من اهل المشارق باخوانهم من اهل المقال المغارب فيجنوا ثمرات هذا التعارف الذي هو اقوى الروابط الاسلامية وعليه وتناصرهم واتخاذهم جميعا لدفع اذى العدو عنهم وغير ذلك مما يكفل بقاء النوع الانساني على نظام تام كامل في معاملاته مع ربه ومع بني نوعه فبين المباح والمحظور والحسن والقبيح والضار والنافع والطيب والخبيث. فبين المباح والمحظور والحسن والقبيح والضار والنافع والطيب والخبيث واباح واوجب او ندم ما ما حسن منها عند ذوي العقول السليمة على حسب ما قضى العقل وجاء به الامر الالهي وحرم عليهم او كره ما ما حست ما حسن تركه وقبح فعله على حسب درجة حسنه وقبحه عقله. وجاء به نهيه تعالى وتقدس. الا ترى ان الله شرع النكاح وجعل كل كل امرأة خاصة برجل لا تتعداه ليتم نظام بني الانسان ويقع التعارف بينهم فيعرف الابن اباه والاب ابنه وسائر الاقارب خسائر اقاربه ومن ينسب اليه ويعرف اصهاره ومحارمه. وحيث كان من المستقر في العقول السليمة والفطر القويمة ان قضاء الشهوة البهيمية في وان علون والبنات وبناتهن وانس حلم والاخوات وبناتهن وان والعمات والخالات مستقبح مستهجن حرم نكاح هؤلاء ومن البين المكشوف للعقول الا يكون المباح من ذلك مساويا لما حظر لما حظر منه في نفس الامر بل ذلك محال عند ذوي العقول السليمة فقد تكفل ببيان ذلك وشرحه اجمالا وتفصيلا علم اصول الدين وعلم الفقه واصوله. ومن اجل ما كتب في علم الفقه في على مذهب ابي حنيفة ممتزلا بقواعد الاصول كتاب الهداية لشرح البداية اعلان شيخ الاسلام ابي الحسن علي ابن عبد الاله الفرغاني تلميذ مفتي الثقلين نجم الدين ابي حفص عن ابي عمر النسفي الكبير ابن محمد النسفي صاحب العقائد النسفية وطلبة طلبة الطلب وطلبة الطلبة في اللغة على الفاظ كتب اصحابنا وغير ذلك من من المصنفات. وقال تلميذه صاحب الهداية انه سمعه يقول انا اروي الحديث عن خمس مئة وخمسين شيخا خمس مئة وخمسين شيخا وقد شرح البداية بشرحه المسمى بكفاية المنتهى ثم اختصره وسمى المختصر بالهداية كما تقدم ذكره في اول الكتاب وهو من اصحاب التخريج والترجيح في المذهب وكانت مسائل الفقه اصولا وفروعا محفوظة على ظهر قلبه ماثلة امام عينيه مع مع نكاتها وكان في المناظرة عديم النظير. اذا حضر في المجلس كان هو المشار اليه. وكانت الفتاوى تحمل من اقطار الارض اليه. وكان طلبة العلم من البلاد يفدون يفيدون للتفقه عليه. وله في كافة العلوم اثار لم يكن اثرها لغيره مما ممن كان يعاصره ولذلك اقر له بالفضل والكمال اهل وقته كالامام كالامام قاضي خان المشهور بفقيه النفس والصدر الكبير برهان الدين صاحب البرهاني والشيخ امام ظهير الدين البخاري صاحب الفتاوى الظهيرية وغيرهم ممن عاصروه لا سيما بعد تصنيفه كتاب الهداية. قال الاتقاني في شرحه الهداية ان صاحبها مكث بتصنيفها ثلاث عشرة سنة وكان صائما في تلك في تلك المدة لا يفطر اصله وكان يجتهد الا يعرف عنه ذلك احد فاذا فاذا اتاه خادمه بطعام يقول له خله وروح فاذا فاذا راح اعطى الطعام واحدا من الطلبة او من الفقراء فاذا جاء الخادم وجد الاناء فارغا فيظن الخادم ان ان الاستاذ اكله وصار كتاب الهداية مقبولا بين العلماء منتفعا به في عصره وبعده ببركة زهد مؤلفه وورعه. لذلك اقتبس من جاء بعده من الائمة انواره كالامام حافظ الدين النسبي طب ايه صاحب الكنز فانه صنف الوافي وشرحه بشرح بشرح سماه الكافي ثم اختصر الوافي وسمى مختصره بكنز الدقائق وعملة هذه هو كتاب الهداية. وقد شرح الكنز وقد شرح الكنز الامام فخر الدين ابن عثمان الزيلعي. وعمرته في ذلك ايضا كتاب الهداية ولما اشتمل ولما اشتمل عليه كتاب الهداية من الفروع المدلل عليها بادلة من الكتاب والسنة والاجماع والقياس. التزم شيخنا العلامة عبدالرحمن بن عبدالرحمن البحر مدة تبلغ اثنتي عشرة سنة التنقير والبحث عن فوائده وفهم مقاصده على وفق ما اشار اليه المحققون. وعلم وعلم من شرحه فتحه من شرحه فتح القدير للمحقق ابن الهمام وقد وصل فيه الى كتاب الوكالة وقد وقد التزم شيخنا هذا الشرح كما التزم تكملته للامام المحقق الشهير باخي زادة. نعم اخي زاد. اخي زاده باخي زادة ولشيخنا رحمه الله تحقيقات لطيفة وتدقيقات شريفة حلى بها هوامش نسخته من كتاب الهداية وشرح الفتح وشرح الفتحة عليه وتكملته شرح الفتح عليه وشرح الفتح عليه وتكملته وقد اقتفينا اثره رحمه الله تعالى في قراءتنا كتاب الهداية ثلاث مرات وقد لازمنا شيخنا المغفور له في تلقيها عنه نحوا من ست سنين كان استاذنا يفيض علينا فيها من تحقيقاته وتدقيقاته ما ينوي من ما وما يروي من الظلال وخرجنا به من الظلمات الى النور وابصرنا به دقائق الفقه بعد العنا. جزاه الله جزاه الله احسن الجزاء ورحمه رحمة واسعة يسكن بها فسيح جنته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا بفضله وكرمه ان انه على ما يشاء قدير وكان اتمامنا لقراءة كتاب الهداية لهذه المرة الثالثة في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من شوال سنة تسع واربعين بعد الثلاثمائة والالف ونسأل الله دوام التوفيق لمدارسة العلم والانتفاع بالعمل بالعمل به وان يهدينا واخواننا بمنه الى دار السلام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. لما بلغ المصنف رحمه الله تعالى هذا الموضع من ارادة الابانة عن هذا الختم واختصاصه بكتاب الهداية جعل الصلة الرابطة بين مقصود هنا وبين ما سلف الاشارة الى الهدى الذي ذكر الله سبحانه وتعالى انه يأتي به الى الخلق كما قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا يحزنون ولا هم يحزنون لما ذكر انزال ادم عليه ادم وابليس. بين بعد ان الهدى هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالمراد بالعلم الممدوح العلم الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الدين الذي جاء به واشتمل على محاسن جليلة. كما ذكر المصنف طرفا من محاسن الصلاة والزكاة والحج. وما انتظم في هذا الدين من بيان ما فيه سعادة خلق وتحذيرهم مما فيه شقاؤهم مما جعل الله عز وجل فيه من مباح ومحظور وحسن وقبيح وضار ونافع وطيب وخبيث ومما يندرج في جملة العلم النافع المتعلق بعلم الشريعة اقراء كتب الفقه. ومن جملة كتب الفقه الكتاب الذي اقرأه المصنف وجعل هذه الرسالة ختما له اي في اخر مجلس من مجالسه فقال ومن اجل ما كتب في علم الفقه على مذهب ابي حنيفة ممتزجا بقواعد الاصولية كتاب الهداية شرح البداية فهو اقرأ هذا الكتاب فلما شارف على الفراغ منه ام لا هذه النبذة في اخر درس منه وهو الدرس الذي امتد ست سنين كما وهو الختم الثالث كما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في اخر كلامه وكتاب الهداية احد الكتب المشهورة وعند الحنفية وهو من تصنيف ابي الحسن علي ابن ابي بكر ابن عبدالجليل الفرغاني لعله سقط من ذكر ابي بكر او نسبه المصنف الى جده. وهم معظمون له. حتى قالوا فيه ان الهداية كالقرآن قد نسخت. ما قبله في الشرع من كتبي فاحفظ قواعدها واسلك مسالكها لتسلم من زيغ ومن عطب ولا ريب ان ابلاغها هذا المبلغ من المبالغة فيها لكنه كتاب معظم عند الحنفية. ومؤلفه من اصحاب التخريج والترجيح. والمراد باصحاب اصحاب تخريج والترجيح هم الائمة الذين يكونون بعد ائمة المذهب فيخرجون على اقوالهم ويرجحون بينها وقد جعله المصنف رحمه الله تعالى من اصحاب التخريج والترجيح تبعا لابن كمال باشا في في طبقات الفقهاء التي سردها ومثل للحنفية بها. وقد نازعه اللكنوي في التعليقات السنية فجعل صاحب الهداية فوق هذه المرتبة وانه فوق اصحاب التخريج والترجيح. وكان الفرغاني رحمه الله تعالى موصوفا بجلالة العلم وغزارته اثنى عليه كثير من علماء عصره وهذا الكتاب قد افنى فيه عمره فمكث فيه مدة طويلة مع جمع النفس عليه بحيث بلغ من جمع نفسه عليه ان سرد الصيام في تلك الفترة وصار هذا الكتاب اصلا معولا عليه عند الحنفية وهو من اصول تلقي الفقه عندهم. ومن اجل من كان يدرسه في القرن الماضي العلامة عبدالرحمن البحراوي احد فقهاء الحنفية في مصر الذي مصنف هذه الرسالة تلميذ من تلاميذ وقد قرأ عليه هذا الكتاب في ست سنوات قراءة تحقيق وتدقيق لمسائله وقد كانوا يدرسون طول هذه المدة كل يوم. ولكنهم يبالغون في التحقيق والتدقيق. وهذه طريقة المتأخرين من الفقهاء في اتخاذ اصل يعول عليه من الكتب يقرر ويحرر كي يميز الانسان دقائق فقه مذهبه. وقد وصف رحمه الله تعالى شيخه بقوله المغفور له هذه الكلمة مما كرهها جمع من الفقهاء لان ذلك يفتقر الى خبر متيقن الا ندري عن حقيقة مآله. كما اشار الى ذلك العلامة ابا بطين في فتوى له في الدرر السنية في قول المرحوم وهي نظير هذا. وبعظ اشياخنا يسهل في ذلك ويقول انها على وجه التفاؤل كقول العرب عن المريض سليما على ارادة انه يسلم وهذا الوجه الذي ذكره شيخنا حسن لو لم تكن الاخبار متقررة بان القطع لاحد برحمة او عذاب موكول الى الله سبحانه وتعالى. واهل السنة يقولون نرجو للمحسن الثواب تخاف على المسيء العقاب فسلوك هذا اولى. وقوله ايضا في اخرها انه على ما يشاء قدير العلامة محمد بن مانع في حواشيها على الطحاوية وغيره وقالوا ان هذه العبارة من الفاظ المعتزلة لان المعتزلة تجعل لله قدرة على الفعل وتجعل للعبد قدرة مستقلة على فعله. ويقولون ان العبد يخلق فعله فعله فحين اذ لا تكون لله عز وجل مشيئة على فعل هذا العبد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا فيجعلون القدرة ما شاء الله عز وجل دون ما شاءه غيره. ويورد على هذا ان هذه اللفظة واردة في صحيح مسلم. فلا بأس في الاتيان بها لا على ارادة مذهب المعتزلة بل المقصود بيان نفوذ قدرة الله سبحانه وتعالى وانه اذا شاء شيئا قدر عليه ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى ببيان تاريخ اتمام هذا الكتاب في قراءته فقال في يوم الثلاثاء الموافق للسابع والعشرين شوال سنة تسع واربعين وثلاثمائة والف واليوم كم التاريخ تم كم التاريخ سبعطعش ستطعشر ثمانية وش الفرق بين قولك وبين قوله ها احسنت تعرف احد ينبه عليها هذه فائدة في رحلة سألني الشيخ الصديق ابن الامين الضرير الفقيه المشهور عضو مجمع الفقه الاسلامي وهو الان ثالث او التسعين من عمره وقد كان يكتب لي شيئا فقال كم التاريخ اليوم؟ فقلت بالارقام اربعة سبعة الف واربع مئة وثلاثين. فقال هذا عندكم في السعودية مضاهاة لطريقة الغربيين فلما قال هذا انتبهت الى ان المخطوطات المتأخرة بايدي العلماء لم يكن يكتب فيها هذا بل كان يذكر اليوم ثم يذكر اسم التاريخ ثم تذكر السنة فيقال مثلا اليوم ثمانية شعبان الف واربع مئة وثلاثين وهذه فائدة مستملحة في مفارقة طريقة الغربيين في اثبات التواريخ. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وانبه في اخر هذا المجلس الى امور احدها بالنسبة للنسخ التي نفذت من اراد ان يحصل على نسخة فهناك نسخة موضوعة للتصوير في مكتبة التوفير وهي المركز الذي اعتاد الاخوان ووظع نسخه للتصوير فيه ومن لا يعرفه يسأل الاخوان القراء او غيرهم عنهم. وآآ الثاني بالنسبة للاخوان الذين يعتنون نقل الدرس ينبغي ان يعلموا ان هذا من الجهاد الذي يؤجرون عليه فان بعض الاخوان كانوا يحضرون في مثل هذه المجالس ثم حبسهم العذر وقد يسر الله من هذه الشبكة التي تسمى تسمى بالنت للوصول اليهم وهم يتشوفون الى ذلك فاحضهم على ان يحرصوا على الاهتمام بنقل الدرس فهم شركاء في اعظم الاجر وهذا اخر المقال في هذا المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين