السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس السادس من برنامج الدرس الواحد الثامن والكتاب المقروء فيه هو شرح لامية شيخ الاسلام ابن تيمية للعلامة ابن جبريل رحمه الله تعالى. وقبل الشروع في ايقاعه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة عبد الله ابن عبد الرحمن ابن عبد الله ال جبريل الحنبلي النجدي يكنى بابي عبد الرحمن ويعرف بابن جبريل نسبة الى احد اجداده المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة تسع واربعين. بعد الثلاثمائة والالف المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي يوم الاثنين العاشر من شهر رجب سنة ثلاثين بعد الاربع مئة والالف وله من العمر احدى وثمانون سنة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه طبع هذا الكتاب تحت نظر مصنفه في حياته باسم شرح لامية شيخ الاسلام ابن تيمية المقصد الثاني بيان موضوعه ام لا رحمه الله هذا الشرح ايضاحا لقصيدة لامية وجيزة منسوبة الى ابي العباس ابن تيمية الحفيد تتضمن نبذة يسيرة في باب اعتقاد المقصد الثالث توضيح منهجه جاء هذا الشرح مسرودا قطعا متفرقة يتبع كل بيت منها ما يناسبه من الايضاح وبرزت فيه فغزارة ادلة المسائل الواردة فيه وربما اشار الشارح الى المذاهب المخالفة في المعتقد مع تزييف اقوالها وتوهين دلائل دعواها نعم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والحاضرين والسامعين. قال الشارح رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين والصلاة بسم الله الرحمن صفحة صفحة اثنعش بخط فالشارع اثبات البسملة واسقطها الناشر. ووضع عوضا عنها من كيسه تقديم. كان ينبغي اثبات ما بخط شارحها نعم. بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله المتوحد بكمال الجمال المتصف بصفات الكمال المنزه عن النقائص والشركاء خلق السماوات والارض ومن فيهن على غير مثال وخلق الانسان وسواه وعدله غاية الاعتدال. وفضله بالعقل فمن يحصل منه الامتثال نحمده سبحانه ونشكره على جزيل الانعام والافضل. ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له عليه الاعتماد والاتكال. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل من تكلن افضل من تكلم وقال صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وازواجه الى يوم المآل وسلم تسليما كثيرا اما بعد. فان الكلام في الاعتقاد ومعرفة العقيدة الصحيحة من اوجب الواجبات. واولى ما تكون به العناية والاهتمام. ولذلك اكثر العلماء في هذا في هذه من الكتابة فيها نظما ونثرا. وذلك لما انتشرت البدع وتمكن المخالفون في العقيدة وكثروا وابتلوا وابتلي المسلمون والعلماء بمن بمن احدث في الدين وشرع منه ما لم يأذن به الله واعتمد على الفهم الخاطئ والعقل المنحرف تسلط التحريف والتأويل البعيد على الادلة من كتاب الله تعالى. ولو كانت صريحة وكذب باحاديث النبي الله عليه وسلم التي تتعلق باسماء الله تعالى وصفاته وبالامور الغيبية مما يكون في البرزخ ويوم القيامة وما بعده فعند ذلك تم علماء الامة بامر العقيدة والفوا فيها الكتب المختصرة والمطولة. منهم الامام احمد بن بل وابنه عبد الله وابو بكر الخلال والبربهاري وابن ابي عاصم وابن خزيمة وابن منده وعثمان الدارمي والبخاري وابن تولى لك ايها الاجري وابن ابي داود ونحوهم. ونحوهم من المتقدمين. وفي القرن الرابع وما بعده خفت وضعفت الجهر بالعقيدة السلفية وتمكن الاشاعرة ونحوهم من اظهار عقائدهم وفيها انكار صفات الله تعالى الذاتية كالوجه واليد والعين والقدم والفعلية كالعلو والاستواء والمحبة والكراهية والغضب والرضا والرحمة والضحك والعجب ونحوها ولم بقايا اهل السنة على الجار بما يعتقدونه في ذلك لكثرة المخالفين والمنكرين حتى يظهر الله تعالى شيخ الاسلام ابن ابن تيمية في اخر القرن السابع واول القرن الثامن وفتح الله عليه العلوم وانتشر له ذكر حسن وسمعة طيبة ومكنه الله هو احبه العامة واعترف بفضله الخاصة وجار بالحق واعلن القول بما عليه اهل السنة والجماعة وكتب في ذلك عدة مؤلفات في العقيدة كالواسطية والتدبيرية والحموية الكبرى والصغرى وغير ذلك من الكتب والرسائل والمسائل فمن الله تعالى وله الحمد ببقائها او بقاء الكثير منها. وطبعت ضمن مجموع رسائل شيخ الاسلام الكبير فرحمه الله اكرم مثواه ووجد له منظومة مختصرة غير مشهورة ولم تطبع ضمن المجموعة وثبت نسبتها لشيخ الاسلام رحمه الله قد شرحها بعض المتأخرين من الحنابلة وتوسع في شرحها. ثم ان الشيخ الدكتور طارق قبل محمد بن عبدالله الخويطر طلب مني ان اشرحها ضمن بعض العقائد المهمة للعلماء وقد يسر الله تعالى ان شرحتها ولم اتمكن من مراجعة الكتب والمؤلفات في العقائد واعتمدت على الله تعالى بما فتح علي من المعلومات السابقة الاقتصار حيث توجد الشروح والمؤلفات المطولة وقد سجل وقد سجل الشرح الدكتور طه الدكتور طارق وفقه الله هدد خطاه ثم قام بتفريغها في اوراق وصححها وعلق عليها سجل الشرح سم وقد سجل وقد سجل الشرح الدكتور طارق وفقه الله وسدد خطاه ثم قام بتفريغها في اوراق وعلق عليها قام الايات ومن ثم ومن ثم خرج خرج الاحاديث وهو ثقة متمكن من المعرفة وله حرص بالعلم والتلقي من العلماء والاكباب على المؤلفات وهذا ما تيسر من شرحها ولا ازكي نفسي واقول هذا جهد المقلي فصوابه فتح من الله تعالى وتوفيق منه. والخطأ مني ومن الشيطان نعوذ بالله من وسوسة الشيطان والله تعالى اعلم. وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم وكتبه عبدالله بن عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين عضو افتاء متقاعد في الثالثة عشر من شهر من شهر ربيع الاول عام ثمان وعشرين واربعمائة والف. قوله رحمه الله لم يتجرأ بقايا اهل السنة على الجهل بما يعتقدونه في ذلك. لكثرة المخالفين والمنكرين. مراده رحمه الله الا ان الغلبة وقعت في تلك الاعصار لاهل البدع والاهواء جمل من الدول التي توالت على البلاد الاسلامية من اهل العقائد الباطلة. فالبويهين والفاطميين وغيرها من الدول التي كانت لها شوكة ومنعة في بلاد المسلمين. فشاعت عقائد البدع والضلال غير ان شيوع تلك المقالات لم تتضائل به عقيدة اهل السنة وتتضعضع بحيث تكون معدومة فان الحق لا يعدم. بل بقي في كل قرن من قرون الامة من يظهر تلك العقيدة ويدافع عنها. الا ان ابا العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى امتاز عن من قبله ممن قرب عهد به بمناظرة اهل العقائد الباطلة ومناجستهم حتى اوذي في ذلك والا فان طريقة الصحابة والتابعين واتباع التابعين في الاعتقاد فيما يجب لله عز وجل وتوابع ذلك من الايمان لا يمكن ان يقال انها زالت في قرن من قرون الامة. لان الحق باق لا تزال في هذه الامة طائفة على الحق منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها. لكن قوة ربي وضعفه تختلف من زمن الى زمن ومن عهد الى عهد وقوله رحمه الله تعالى ووجد له منظومة مختصرة غير مشهورة ولم تطبع ضمن المجموعة وثبتت نسبتها لشيخ الاسلام رحمه الله هذه القصيدة اللامية مما اختلف اهل العلم في نسبته الى ابي العباس ابن تيمية والظاهر كما يبينه والشارع فيما يستقبل ثبوتها وقطع به ها هنا. وقد اورد ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى بيتا منها في موضع من مجموع فتاويه فقال وفيهم قال القائل قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل وهذا دليل على قدم القصيدة ولو لم تكن له لا كما يقوله بعض المعاصرين من انها متأخرة عن زمن فهذا مقطوع بغلطه لوجود بيت منها في ضمن كلام رحمه الله والظاهر ثبوت نسبتها اليه. وقول الشارح رحمه الله وقد بعض المتأخرين من الحنابلة وتوسع في شرحها يعني احمد بن عبدالله المرداوي فله شرح عليها اسمه اللآلئ البهية. شرح لامية شيخ الاسلام ابن تيمية طبع قديما بعناية شيخنا علي ابن حمد الصالح رحمه الله ثم اعيد طبعه قبل سنين مع تعليقات يسيرة للعلامة صالح بن فوزان. نعم مات هنا لامية شيخ الاسلام ابن تيمية يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي اقرأ اقرأ الشرح اللامية. شرح شرح لامية الحمد لله لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قال الناظم رحمه الله تعالى يا سائلي عن مذهب وعقيدتي رزق الهدى من للهداية يسأل اسمع كلام محقق في قوله لا ينثني عنه ولا يتبدل. حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل. ولكلهم قدر على فضائل لكنما الصديق منهم افضل الشرح هذه عقيدة منسوبة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد اختلف في نسبتها ووجدت عند اجدادنا مخطوطة مكتوب هذه الابيات تنسب لشيخ الاسلام ابن تيمية والخط قديم يمكن ان يكون له اكثر من مائة سنة. وكذلك قد انشرح احد علماء الحنابلة من العلماء المتأخرين وهم المرداوي وشرحه مطبوع وقد ذكرها ايضا الشيخ محمد بن مانع في كتابه الذي جعله في العقيدة وسماه القول السديد. ولما ذكرها اتبعها بترجمة لشيخ الاسلام مما يدل على انه جزم بانها لشيخ الاسلام ولم يذكرها الشيخ محمد بن قاسم في مجموع الفتاوى ويمكن انه شك في نسبتها له ولكن شهرتها تدل على انها من نظم شيخ الاسلام وكانه توقف وقال لانه رحمه الله لم يكن مشهورا بقول الشعر ولا معروفا بسرعة انشاء الشعر فيمكن ان يكون هذا قصده ولكن نقول انه رحمه الله يقول الشعر ودليل ذلك قصة ذلك الذمي او المنافق الذي اورد علي ابيات شعر يقول فيها ايا علماء الدين دمي يدينكم تحير دلوه على خير ملتي. الذي يسأل عن القدر فانه اشتغل رحمه الله بالرد عليه يحسبون انه يرد عليه نثرا واذا هو يرد عليه نظما في مجلس واحد نظم تلك المنظومة التي زادت على مئة وعشرين بيتا والتي اولها سؤالك يا هذا سؤال معاند مخاصم رب العرش دار البرية فدل ذلك على انه يتمكن من قول الشعر ولا شك ان المعاني هي التي في هذه القصيدة سهلة النظر لانها ظاهرة ولان كلامه حولها كثير في رسائله وكتبه. ذكر الشارح رحمه الله تعالى هنا دليلين على صحة نسبة هذه القصيدة الى ابي العباس ابن تيمية اولهما وجود نسخة قديمة في مكتبة اجداد الشارع نسبت فيها هذه القصيدة الى ابن تيمية وقدر قدمها بمئة سنة واقدم منها نسخة موجودة في المكتبة المحمودية بالمدينة كتبت في القرن التاسع او العاشر الشك مني في مجموع فيه رسائل لشيخ الاسلام ابن تيمية بخط احد متأخر الحنابلة. فضمها بخط حنبلي في جملة تآليف لشيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع قديم الكتابة اقوى في الدلالة على تصديق نسبتها الى ابي العباس من هذه النسخة المتأخرة وثاني تلك الادلة عزو جماعة من العلماء لها الى ابي العباس ابن تيمية منهم شارحها احمد بن عبد الله المرداوي والعلامة ابن مانع في اخر كتابه القول السديد ومن اهل العلم من كان يتردد في نسبتها الى ذلك وكأنه ظاهر صنيع ابن قاسم فانه اعرض عن ادخال ابطالها في مجموع الفتاوى مع تداولها في زمنه. وكانه اهملها لاجل شكه في نسبتها وقول الشارح رحمه الله كانه توقف وقال لانه رحمه الله لم يكن مشهورا بالشعر الى اخره هذا ليس نصا منقولا عن ابن قاسم وانما استنبطه الشارح وعزاه اليه في هذا المستنبط نظر لان ابن قاسم رحمه الله كان من اعرف الناس بابن تيمية وله اطلاع على شعره قد نشر قصيدته في الرد على الذمي في مسألة القدر المعروفة القدر فهو عالم بمقدار ابي العباس ابن تيمية في الشعر. لكن كانه لم يقف على نسخة ان يوثق بها فاهمل ادخالها في مجموع الفتاوى. نعم يقول في اولها يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي رزق الهدى من للهداية يسأل افتتح هذه الابيات باجابة وكان ان هناك من قدم له سؤال وطلب منه ان يجيب عنه هكذا كما جاءه رجل وطلب منه ان يكتب له عقيدة وهو ذلك الرجل الواسطي وكتب له الواسطية وكم ممن يأتيه ويطلب منه ان يكتب مقالة ولا يقنع الا بكتابته وهكذا يخاطب هذا السائل الذي سأل عن المذهب ويراد به المذهب العقدي وليس المذهب وليس المذهب الفرعي فانه رحمه الله لم يكن يتقيد بمذهب من المذاهب وان كان في الاصل انه حنبلي هو واباؤه واسرته. واكثر كلامه يتعلق بالمذهب الحنبلي. ولكن لم يكن مقيدا به بل له اختيارات قد خالف فيها المذاهب كثيرا مما يدل على انه رحمه الله يأخذ ما دل عليه الدليل وانما موضوع هذه الابيات في العقيدة التي يعقد عليها القلب اي اريد ان اجيبك عما اعتقده من الامور العقدية التي يحصل الخلاف فيها مع المبتدعة ثم دعا السائل ولغيره رزق الهدى من للهداية يسأل اي رزقك الله هدى انت وكل من يحرص على الهداية ان يهديه الله وان يدلهم على طريق الهداية وطريق السداد. يقول بعد ذلك اسمع كلام محقق في قوله لا ينثني عنه ولا يتبدل بمعنى انه محقق في هذه المقالات اي انني اقوله عن تحقيق واقوله عن يقين وعن عقيدة راسخة ثابتة متأكد مما اقوله واثبت عليه ولا اتغير. لا ينثني عنه ولا يتبدل اي لا يتغير عن هذا المعتقد ولا يترك ما دل عليه ولا تبدل ولا اتغير لانه ما قالها الا عن دليل قوي ليس عن ظن ولا تخرس بل عن دليل سمعي يقيني. كذلك ايضا قالها عن ادلة اجتمع عليها العقل والنقل فلا يتبدل عنه ولا يتغير فهكذا اثبتت هذه العقيدة وما ذاك الا انه اكثر من والكتابة في امور العقيدة وتوسع فيها في كثير من مؤلفاته رحمه الله تعالى فهكذا بدأها بما ذكر الشارح رحمه الله ان هذه القصيدة شبيهة ان تكون جوابا على سؤال رفع اليه لقوله في اولها يا سائلي عن مذهب وعقيدتي. وهذا امل ويمكن ان يكون قال ذلك على طريقة الشعراء للبيان لا على ارادة وقوعها جوابا على سؤال سائل وكان رحمه الله تعالى مقصودا في بيان عقيدة اهل اهل السنة وكتب نبذا في المعتقد اجابة لسؤالات وردت ردت عليه منها هنا وهناك من اشهرها العقيدة الواسطية التي كتبها اجابة لرغبة القاضي رضي الدين الواسطي الشافعي. فانه التمس منه عقيدة يكتبها له فصنف العقيدة الواسطية في جلسة بعد العصر قول الشارح ويراد به المذهب العقدي وليس المذهب الفرعي المراد بالمذهب في قول ابي العباس يا سائلي عن مذهبي ما يدل عليه هذا اللفظ في وضع اللغة لا ما يدل عليه في وضع الاصطلاح. فان المذهب مخصوص اصطلاحا بما ينتحله المرء في ابواب الطلبيات. واما باعتبار الوضع اللغوي فالمراد به ما يختاره القائل ويذهب اليه في امر من الامور. ومن جملتها مسائل الاعتقاد وقول الشارح في نعت ابي العباس ابن تيمية فانه رحمه الله لم يكن يتقيد بمذهب من المذاهب اي في اخر عمره لما استحكم علمه. اما باعتبار مبدأه فلم يكن له مذهب خارج عن المذاهب المتبوعة بل كان حنبليا متقيدا بالمذهب ثم لما توسع في الفقه صار يذكر اقوال المذاهب المتبوعة ثم اداه بالتعليم والفتيا الى التوسع في التحقيق فصار له اختيار في كثير من المسائل منها جملة كثيرة موافق المذاهب الاخرى الثلاثة سوى مذهب الحنابلة. ومنها شيء خرج به عن المذاهب الاربعة. الا انه ليس من الكثرة بمكان ان يقال خالف فيها المذاهب كثيرا. فان مخالفة المذاهب تقتضي مفارقة الجمهور في جملة كثيرة وهذا لا يكون قطعا لان المذاهب الاربعة هي عمدة دين اهل الاسلام. ولا يكاد يخرج القول الصحيح عنها. بل قطع جماعة من اهل العلم ان القول الصحيح محصور في وفيه قوة باعتبار كلام اربابها لا باعتبار ما استقرت عليه هذه المذاهب فمثلا يوجد في مذهب احمد سبعة اقوال في مسألة وصار المذهب قولا واحدا منها. فلا يكاد يخرج قول مرجح عن الاقوال المنقولة في المذاهب الاربعة سواء كانت المذهب الذي استقر عليه اهله ام كانت مما نقل فيه واكثر الناس صاروا بسبب ما يسمى بالفقه المقارن يظنون ان كمال الفقه هو طلب الخروج عن المذهب الذي نشأوا عليه باسم الترجيح. وامر الترجيح شاق لا يكاد يوصل اليه الا بالة عظيمة هي الة الاجتهاد سواء كان الاجتهاد في مسألة بعينها او في جمهور مسائل الفقه او في الفقه كله فينبغي ان يحذر الانسان من وطأة الترجيح التي شاعت وصار في نفوس كثير من الطلبة ان الفقيه هو الذي يتعقب المتن الذي يقرؤه في اكثر المسائل. وليس هذا صحيحا. بل هو الذي يفهم المتن الذي يقرؤه في مذهب ما سواء كان له اختيار ام لا وعامة الناس لا يعرفون اسم الفقيه اليوم الا من له اختيار ولا يكاد يوجد هذا في الاعصار الطويلة منذ موت الائمة الاربعة الا في افراد معدودين فينبغي ان يعرف طالب العلم ان المقصود الاعظم من الفقه ان تتفهم المسائل المنقولة في مذهب مما ثم اذا رزق المرء مرجحا له اختيار من المرجحين في المذاهب فذلك خير افاضه الله عز وجل عليه. وان لم يوجد فليدرس المذهب الذي هو مذهب ابو اهل بلده بالكتب التي صنفها اصحاب ذلك المذهب. وقول الشارح رحمه الله تعالى في بيان قول الناظم رزق الهدى من للهداية يسأل قال اي رزقك الله الهدى فجعله انشاء بمعنى الدعاء ويجوز ان يكون خبرا ان كل من سأل الهداية فانه يرزق منة من الله عز وجل فعجزوا هذا البيت رزق الهدى من الهداية يسأل يجوز ان يكون انشاء ويجوز ان هنا خبرا ثم ان المصنف رحمه الله تعالى بين ان هذه العقيدة بنيت عن تحقيق ويقين وعقيدة ثابتة لقول ناظمها اسمع كلام محقق في قوله واحسن بيان للتحقيق قوله الناظم بعده لا ينثني عنه ولا يتبدل. فالمحقق هو الذي رسخت قدمه في العلم. اما ما ما اصطلح عليه الناس من تسمية نشر كتاب عن نسخ خطية وفق منهج ما من طرائق البحث العلمي فهذا اصطلاح حادث وربما انشأ تدريسا اذ يقال في وصف رجل ما الشيخ المحقق فلان ابن فلان فاسم التحقيق اعظم من هذا. لان التحقيق هو رسوخ القدم في العلم. والراسخون قليلون ومن رام ان يعرف وصفهم فليعتبر قول الناظب فيهم لا ينثني عنه ولا يتبدل فراسخ القدم هو الثابت في علمه. الذي لا يتحول عن اليقين والحق الذي عرفه ممن تتخاطفه الاهواء من الشبهات والشهوات فيتنقل بين الى الاقوال. نعم. فهكذا بدأها بما يتعلق بالصحابة رضوان الله عليهم لعل السبب في ذلك انه ابتلي في زمانه بتمكن الرافضة الذين جعلوا جل ما يعتقدونه لعن الصحابة وتكفيرهم. وتضليلهم فلما كان كذلك اهتم بذكر ما يتعلق بالصحابة رضوان الله عليهم ليرد على هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة ويبالغون في مسبتهم ويكثرون من عيبهم وسلبهم والقدح فيهم. فلذلك اكد محبة الصحابة رضوان الله عليهم كلهم فيقول ان محبة الصحابة كلهم مذهب لي اقوله عن عقيدة واؤكده واستدل عليه وما ذاك الا ان الله تعالى اثنى عليهم على المهاجرين والانصار ومدحهم في ايات عديدة مما يدل على فضلهم وسبقهم. وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين اجتمعوا به بعد وادركوا حياتهم ورأوه وهم مؤمنون مصدقون به. وقد اشتهر انهم جاهدوا معه وانفقوا اموالهم في سبيل الله ونصرة لرسوله صلى الله عليه وسلم فقد مدحهم الله تعالى في القرآن الكريم بقوله محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج رآه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه. يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. وهذا الوصف يعم جميع المهاجرين الذين ذكرهم الله تعالى بقوله قراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وينصرون طه رسوله اولئك هم الصادقون. فانهم تركوا بلادهم وعشائرهم واموالهم حبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقا بالرسالة مع ما لا مع ما نقول قبل الهجرة من الاذى والعذاب في الله تعالى. ثم تكبدوا الصعوبات في سفر الهجرة وركبوا الاخطار ثم ان العرب جميعا رمتهم بالعداوة وقاطعتهم. فتعرضوا لحرب العرب وغيرهم وكان الحامل على ذلك هو قوة الايمان والجزم بالصحة ما هم عليه والثقة بنصر الله تعالى الذي ذكره في قوله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم ثم عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ليبدلنهم من بعد خوفهم امن يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون وقد اخبرهم تعالى قبل ذلك بانه سوف يبتلون ويبتلون ويختبرون. فقال عز وجل لتبلون في اموالكم انفسكم ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا فإن ذلك من عزم الأمور. ولهذا لما تسلط عليهم الأحزاب وضيقوا عليه ثبتوا وقالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. فاخبر الله تعالى بانه قد رضي عنه في قوله عز وجل الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. واعد لهم جنة لا تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. ومن رضي الله عنه فقد غفر له ورضي عمله افلا يسخط بعد ذلك عليهم ان يوفقهم ويحميهم ويتوفاهم عن الاسلام. وورد في السنة ما يدل على فضلهم على من بعدهم في قوله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث ويريد بالقرن اهله ففضل اصحابه على من بعدهم نهى عن سبهم بقوله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا مسلمون من حديث ابي بردة عن ابيه قال صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء. قال جلسنا فخرج علينا فقال ما زلتم ها هنا قلنا يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال احسنت او اصبتم؟ قال فرفع رأسه الى السماء وكان كثيرا ما يرفع رأسه الى السماء فقال اتوعد وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى اصحابي اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لامتي. فاذا ذهب امة ما يعادون اي من الفتن والخلاف وكثرة البدع. وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم للعشرة بالجنة وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعليه طلحة والزبير وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد. كما ثبتت الشهادة لجماعة اخرين بالجنة كثابت ابن قيس وبلال وعمار وسلمان. فقال صلى الله عليه وسلم لا يدخلن النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد الذين بايعوه تحته قال صلى الله عليه وسلم لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وكانوا ثلاثمئة وبضعة عشر واهل البيعة الف اربعمئة وزيادة ثم اتفق السلف على ان افضل الصحابة الخلفاء الاربعة وهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه جميعا وجمهور اهل السنة على ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة وقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على تقديم ابي بكر رضي الله عنه ومبايعته خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما عرفوا من سابقته وصحبته واعماله ثمان النبي صلى الله عليه وسلم قدمه ليصلي بالناس بايام مرضي فصلى بهم تلك الايام فبايعوه وقالوا رضينا لدنيانا ما من رضيه رسول صلى الله عليه وسلم لديننا فهو ليس اكثرهم مالا ولا اقوام بأسا ولا اعزهم عشيرة فلم يبايعوه خوفا من سطوته وقهره وانما عرفوا فضله وسابقته ما تميز به وتذكروا الاشارات الدالة على انه اولى بالخلافة مثل قوله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر وقوله صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وثبت في الصحيحين عن ابي سعيد رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم خطب في اخر حياته قال ما امنا الناس ان امن الناس علي في صحبتي وحاله ابو بكر ولو كنت متخذا خليلا من امتي لاتخذت ابا بكر وماله صحبته وماله انا امن الناس علي في صحبته وماله ابو بكر ولو كنت متخذا خليلا من امتي لاتخذت ابا بكر ولكن اخوة الاسلام ولا يبقين في المسجد باب الا سد الا باب ابي بكر. وفضائل ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة رضوان الله عليهم كثيرة مشهورة ومن اراد الاطلاع فليراجع كتاب الفضائل من كتب السنة. وفي هذه الاحاديث وغيرها يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب احترام صحابته رضوان الله عليهم ومحبتهم. وينهى عن مسبتهم وعن تنقصهم واخبر بفضلهم لاجل سبقهم. فيجب على المسلمين ان من يعرفونهم من مكانتهم وان يترضوا عنهم ويمدحوهم بما مدحهم الله تعالى به. ولا يدخل فيهم المنافقون كعبد لابن ابي ونحوه فان هؤلاء قد ورد في القرآن الانكار عليهم والنهي عن الصلاة عليهم. اما بقيتهم وهم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم تجاهدوا معهم فان لهم مكانتهم ولهم فضلهم وعددهم كثير فان الذين خرجوا معه لغزوة تبوك يزيدون عن الاربعين الفا او يهربون منها وكلهم صحابة الا عددا يسيرا من المنافقين الذين نزل فيهم قول الله تعالى ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. وكذلك الذين حجوا معه قد يبلغون مئة واربعين الفا. وكلهم من الصحابة رضي الله عنهم ما كان كذلك اهتم العلماء بهم وترجموا لكل من بلغهم اسمه والكلام عنه. واوسع من ترجم لهم الحافظ ابن حجر في كتابه الذي سمى او الاصابة بتمهيد الصحابة فانه ذكر فيه كل من وصل اليه الخبر بانه صحابي وان كان بعضهم قد اختلم في صحبته مما يدل على كثرتهم ويدل على ميزتهم التي تميزوا بها وهي ميزة الصحبة. واتفق العلماء من اهل الحديث على انهم كلهم عدول اي لا اسألوا اذا ثبتت الصحبة اي لا يسأل اذا ثبتت الصحبة عن عدالة فلان او فلان ولا عبرة بمن طعن فيهم كالرافضة وسبب طعن الرافضة ان غلو في علي فلما كانوا في العراق يحبون علي لسيرته الحسنة بهم. وسمعوا امراء بني امية يلعنونه على المنابر اخذوا يجتمعون تذاكروا نفض عائله واخذوا يكذبون. يدخل معهم من يكذب كذبا ظاهرا في مدحه والثناء عليه وذكر ما اثر له. فتعجب تلاميذهم قالوا اذا كانت هذه الفضائل كلها متصفا بها علي فكيف مع ذلك لم يقدم في الخلافة؟ وكيف صار هو الخليفة الرابع؟ الا يدل ذلك على ان هذه الفضائل ليست صحيحة فعند ذلك لم يجدوا بدا من ان يكذبوا ليرضوا اتباعهم هؤلاء بدعوى ان الصحابة ظلموهم وانهم حاولوا قتله وانهم ليسوا على وانه هو الوصي ان الصحابة جميعهم كتموا الوصية له بان يكون هو الخليفة فصاروا يسبون الصحابة بهذا السبب انهم ظلموا وانهم كتموا الوصية التي هي له بالولاية فكثرت تلك الاكاذيب التي يروونها في جلب الصحابة وفي عيب الخلفاء قبله وفي ذمه فلما كثرت صارت عقيدة عندهم وهي بغض الصحابة وعيبهم وبالاخص الخلفاء الثلاثة وبقية الصحابة الذين كان هذا معتقدهم ثمان اولئك الرافظة يغلون في علي وولديه اي اثنين من اولاده وزوجته ويسمونهم اهل البيت. ويدعون اننا نبغضهم وان من احب الصحابة فقد اهل البيت ويقولون لا ولا الا ببراء. اي لا تكون هناك موالاة الا اذا كان معها براءة ممن خالفهم. هكذا معتقد لاجل ذلك صرح شيخ الاسلام بمودة ذوي القربى بقوله ومودة القربى بها اتوسل. وذو القربى اقارب صلى الله عليه وسلم وهم علي واولاده كلهم بما فيهم محمد ابن الحنفية وجميع اولاده وكذلك العباس رضي الله عنه عم النبي عم النبي صلى الله عليه وسلم فان عم الرجل وكذلك اولاد العباس وجعفر رضي الله عنه واولاده وجميع اولاد عبد المطلب وذرية عبد المطلب المسلمون وجميع من كان من بني هاشم فان له مودة القربى. والذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يمنعهم من الزكاة من سهم ذوي القربى لان الله ذكرهم في القرآن للرسول وذي القربى فمن كان من بني هاشم فانه من ذوي القربى فنحن نودهم خلافا لما يرمينا به الرافضة ويدعون اننا نبغضهم وهذا من البهتان. وذكر انه يتوسل بهذه المودة بمعنى انه يجعل هذه المحبة للصحابة ومن جملته ذوي القربى وسيلة يرجون بها ان يكون من اهل الجنة يتوسل بها الى الله كأنه يقول يا ربي اسألك الجنة اتوسل اليك بعبادتي وبمحبتي لك وبمحبتي لصحابة نبيك وبمحبة لقرابة نبيك اجعلها لك وسيلة نتوسل بها حتى الجنة. قوله الشارحي رحمه الله تعالى في الصفحة الثامنة عشر فهكذا بدأها ما يتعلق بالصحابة رضوان الله عليهم اي في قوله حب الصحابة كلهم لمذهبه. فهي طليعة امات المسائل التي ذكرها الناظم رحمه الله تعالى من مسائل المعتقد واستظهر الشارح ان سبب ذلك ما ابتلي به الخلق في زمان ابي العباس ابن تيمية من تمكن الرافظة الذين شهروا بالوقيعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وانسب من هذا الوجه القول بان الصحابة رضوان الله عنهم هم نقلة هذا المعتقد عن صلى الله عليه وسلم بما وعوه عنه من القرآن والسنة. فلاجل كونهم الطريق ان نوصل الى معرفة المعتقد الصحيح قدم ذكر ما يتعلق بهم من مسائل المعتقد. اذ اذا صح الاعتقاد فيهم امكن تحمل ما نقلوه منه واذا ساء الاعتقاد فيهم نشأ من ذلك سوء ظني في ما نقلوه من المعتقد. والمراد بالصحابة اذا اطلق ذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقول الناظم حب الصحابة كلهم لمذهب يريد بذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من قواعد هذا اللفظ عند الاطلاق انه ينصرف الى من صحب النبي صلى الله عليه وسلم تشريفا لهم. فالصحابة والصحب والصحبة حيث دار هذا اللفظ كلام اهل العلم فانما يريدون به هؤلاء. وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم حدهم كما بينه الشارح الذين اجتمعوا به صلى الله عليه وسلم وادركوا حياته ورأوه وهم مؤمنون يصدقون به والى ذلك يشار بقول اهل العلم الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك وان تخللته ردة. ولهم من الجليلة والفضائل الجزيلة ما شحن به القرآن والسنة في الثناء عليهم تعريفي بقدرهم وقد ذكر الشارح رحمه الله تعالى طرفا من الادلة في هذا من القرآن والسنة. وقوله رحمه الله تعالى في تفسير حديث خير الناس قرني ويريد بالقرن اهله اي اهل زمانه. وليس المراد اهل النبي صلى الله عليه وسلم بل معنى قوله ويريد بالقرن اهله اي اهل زمانه. فالقرن الاول هم اهل زمان النبي صلى الله عليه سلم من الصحابة. واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جم غفير قال ابو زعث الرازي شهد الموقف مع النبي صلى الله عليه وسلم اي في حجة الوداع مئة واربعون الف فن حفظ الناس ما حفظوا من اسمائهم وجهلوا ما جهلوا من بقيتهم فان المعدود في الكتب المؤلفة في الصحابة لا يصل الى هذا العد. واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متفاوتون في من فضائلهم وافضلهم باتفاق السلف الخلفاء الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وجمهور اهل السنة على ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. وكان من قدماء اهل السنة من يقدم عليا في الفضل على عثمان ثم استقر معتقد اهل السنة على تقديم عثمان على علي في الفضل ومن عقائد اهل السنة في جناب الصحابة اعتقادهم انهم جميعا عدول كما اشار الى ذلك الشارح بقوله واتفق العلماء من اهل الحديث على انهم كلهم عدول ومعنى عدول اي مرضيون. والعدالة هي غلبة الطاعة على العبد كما ذكره الشافعي وابن حبان رحمهما الله فالعدل هو الذي غلبت عليه الطاعة وشهر بالصلاح. وليس المراد من لا ينفك عن المعصية فان المعصية من جنس الطبع البشري. ثم اشار المصنف رحمه الله تعالى ان من جملة ما يندرج في اعتقاد في الصحابة محبة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم. فان ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم لهم قدر خاص ومرتبة منفردة عن بقية اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم اقاربه من بني هاشم وازواجه في اصح اقوال اهل العلم رحمهم الله تعالى فان الذي دلت عليه الاحاديث في حد ال بيته صلى الله عليه سلم انهم الذين حرمت عليهم الصدقة. كما ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم ان الصدقة لا تحل محمد فال محمد كل من حرمت عليه الصدقة. واولئك الذين حرمت عليهم الصدقة هم بنو هاشم وازواج النبي صلى الله عليه وسلم في القول الصحيح من اقوال اهل العلم في تقدير ذلك ومن حق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم لجلالة منصبهم محبتهم واعظامهم. وهذا عمل من الاعمال الجليلة التي يتقرب بها الى الله عز وجل. ولذلك قال المصنف نظما ومودة القربى بها اتوسل ليدفع توهم المفاصلة بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته وليقرر عنا اعتقاد اهل السنة تعظيم الطائفتين فجمع بينهم بينهما في بيت واحد اذ قال حب الصحابة كلهم لمذهب ومودة القربى بها اتوسل. خلافا جفى ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم او كان ممن يطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة اهل السنة وسط بين الطائفتين. نعم وقوله ولكل قدر على وفضائل. اي لجميع الصحابة مكانة عند الله ولهم فضائل فلاجل ذلك اتم العلماء بفضائلهم رضوان الله عليه فالبخاري جعل في كتابه كتاب فضائل الصحابة وبدأوا بفضائل الخلفاء الاربعة على الترتيب وهكذا ايضا المسلم في كتاب الصحابة ذكر لكل واحد فضائل من الاحاديث الثابتة الصحيحة وهكذا الترمذي يسمى مناقب وهي بمعنى الفضائل واورد الامام احمد في كتابه المطبوع فضائل الصحابة فلكل الصحابة قدر رفيع ولهم ايضا فضائل ولهم مكانة عند الله تعالى وعند عباد لا يعترفون بها ويعرفون رؤوس القوم وفضلهم الذي تميزوا به. ثم قال لكنما الصديق منهم افضل. الصديق الذي هو ابو بكر رضي الله عنه فانه افضل رغم ذلك لانه اسلم قديما فهو اول من اسلم من الرجال فلا يجري ذلك حاز هذه الفضيلة. وهو الذي رافق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة وهو رفيقه في الغار والذي نزل فيه قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغريظ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تره وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم. وكذلك لما هاجر على مودة ومحبته وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اي صدق بما كان يعتقده هو ما جاء عن الله ولاجل ذلك سمي بالصديق لمبالغته بالصدق وبالتصديق رضي الله عنه كذلك ايضا. هو الذي استخلفه النبي صلى الله الله عليه وسلم في صلاته لما مرض قال صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس فكان يصلي بهم فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ان يولوه وقالوا رضينا لدنيانا من رضيه صلى الله عليه وسلم لديننا فهكذا استخلفوه وتمت له خلافته وفتح الله تعالى على يديه ونصره على الذين ارتدوا في مدة وجيزة. كل ذلك بفظل ما كان عليه من الفطانة والمعرفة والذكاء وله فضائل ويعتقد المسلمون انه الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقد بينوا ووضحوا الاسباب التي صار بها خليفة والذي استحق ان تكون الخلافة ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر وكذلك بقية الخصال التي تدل على فضله ومين فهو افضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يدين له اهل السنة بالفضل ويدينون له بانه خليفة الراشد واول الخلفاء رضي الله عنهم نعم قال الناظم واقول في القرآن ما جاءت به اياته فهو الحكيم المنزل قال الله جل جلاله هو المصطفى الهادي ولا اتأول وجميع ايات الصفات امرها حقا كما نقلت طراز الاول وارد الى نقالها واصولها عن كل ما يتخيل الشرح قوله واقول في القرآن ما جاءت به اياته فهو الحكيم المنزل. وفي بعض النسخ فهو الكريم منزله في بعضها فهو القديم منزل. ورواية القديم لم يصححها الكثير من العلماء. ذكر ان القرآن حكيما كما وصفه الله بقوله تلك ايات الكتاب الحكيم. وبقوله عز وجل كتاب احكمت اياته. وبقوله جل وعلا من ايات محكمات هن ام الكتاب. الحكيم هو الذي يشتمل على الحكمة وقيل هو الذي كله حكم وفوائد وقيل هو المحكم يعني المتقن الذي ليس فيه خلل وليس فيه عيب وهذا اعتقاد اهل السنة فقد جاءت الاية بانه الله وبانه محكم اياته بانه متقن لا يتطرق اليه خلل ولا عيب ولا يحدث له شيء من النقض ونحو ذلك. قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. اخبر انه من عند الله وان بعضهم يصدق بعضا وانه ليس فيه خلل ولا عيب ولا نقص بل الاصل. انه كله قد احتمت اياته ثم فصلت كما اخبر الله بذلك والمراد هذا الكتاب الكريم الكتاب العظيم الذي انزله الله على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم فقال تعالى وانه لتنزل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين عربي مبين. وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. بل يتكلم الله وقد وردت ادلة كثيرة تدل على ان الله تعالى متكلم ويتكلم اذا شاء. واتفق اهل السنة على ان كلام الله قديم متجدد الاحاديث بمعنى انه يتكلم اذا شاء وان كلامه ليس له اول ولا اخر. ولذلك اخبر بانه لا ينتهي ولا ينفذ بقوله عز وجل قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. وكذلك قوله عز وجل ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله. اي لو ان جميع شجر الارض من اولها الى اخر الدنيا صارت اقلاما وبحار الدنيا ومعها سبعة ابحر امثالها كانت مدادا اي خبرا يكتب بي ثم كتب بتلك الاقلام وتلك في حال لنفذت البحار ولتكسرت الاقلام قبل ان ينفد كلام الله وقد اخبر الله بان القرآن كلامه جل وعلا افتطمعون ان يؤمنونكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله. الذي هو هذا القرآن الذي انزله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم وكذلك قال الله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. هذا الذي يسمع هذه هي هذا الذي يسمع هي هذه الايات اي هذه السورة وهذه الايات التي اجتمع التي اشتمل عليها هذا القرآن وكذلك قال تعالى يريدون ان ليبدلوا كلام الله. قل لن تتبعونا كذلكم. قال الله من قبل. قال الله. يعني تكلم بما شاع وتكلم بهذا القرآن والاشارة الى قوله تعالى عن المنافقين. فان رجعك الله الى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي ابدا. يعني انه لا يريد خروجهم ولذلك قال لو خرجوا ما زادوكم الا خبالا. فهكذا اخبر انهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه فدل على ان المراد هذا القرآن وانه منزل من ربك قال تعالى وقال تنزل من الرحمن الرحيم. وقال تنزيل من حكيم حميد. والتنزيل هو الذي ينزل من اعلى ان ينزل من فوق منزل من ربك اي نزل من الله تعالى فيه اشارة الى ان الرب موصوف بالعلو وان هذا القرآن منزل من ربك هذا معنى انه الحكيم المنزل. ذكر الشارخ رحمه الله تعالى في صدر بيان هذا البيت ما وقع من الاختلاف في نسخه في وصف القرآن الكريم واثبتوا النسخ العتيقة اثبات وصفه بالقدم. فيكون البيت المحفوظ اياته فهو القديم المنزل. وقول الشارح ورواية القديم لم يصححها الكثير من العلماء اي باعتبار لا للمعنى اما باعتبار الثابت المنقول في هذه القصيدة فان النسخ العتيقة على اثبات هذا واما النسخ المتأخرة فكأنها حولت مراعاة المعنى الصحيح فان القول بان القرآن قديم يوهم كونه قديم النوع والاحاد وان الله لم يتكلم به محدثا شيئا فشيئا كما قال الله عز وجل ما من ذكر من ربهم محدث. وقال تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكثم الاية اي انزلناه شيئا فشيئا مفرقا. وصف القرآن يخالف هذا الذي دلت عليه هؤلاء الايات وقد بين الشارح معنى هذا البيت على ما ارتضاه من ان المحفوظ فيه فهو الحكيم المنزل وهذا المحفوظ انما هو باعتبار الاعلى من المعنى واما باعتبار المنقول عن الناظم فالمحفوظ انه القديم المنزل وعلى ما ذكره رحمه الله تعالى فان وصف القرآن بالحكيم يجمع معنيين اثنين اولهما انه حكيم بمعنى حاكم فهو فعيل بمعنى فاعل. اي يفصل بين الخلق والثاني انه حكيم بمعنى متقن فهو فعيل بمعنى مفعول. فهو متقن في مبانيه ومعانيه والقرآن من جملة كلام الله سبحانه وتعالى. وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. واهل السنة متفقون كما ذكر الشارع على ان كلام الله قديم النوع متجدد الاحاد. ومعنى قولهم قديم النوع اثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى بانه لم يزل متكلما فهي صفة ملازمة لربنا عز وجل. وقوله متجدد الاحاد اي يحدث من كلامه مما يبديه لنا ما لم يكن من قبل. فقد تكلم بالتوراة قبل الانجيل وتكلم بالانجيل قبل القرآن وهكذا فتجدد الاحاد اي باعتبار ما يظهر لنا من كلامه سبحانه وتعالى فهو يتكلم بما شاء من احاد كلامه ما يظهر لنا ثم ذكر رحمه الله او تعالى من نعت كلام الله عز وجل انه لا ينتهي ولا ينفد يعني لا ينقضي لكمال اتصافه سبحانه وتعالى بذلك ومن جملة كلامه القرآن الكريم الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم نعم. ثم يقول رحمه الله واقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا اتأولوا. اي انني اقرأ كلام الله وامره واقول قال الله ولا اتأول ولا اتوقف ففي هذا دليل على انه يجزم بان القرآن من الله وانه قول الله اذا قرأ قول الله تعالى يقول ذلك بجراز ويقرأ قول الله تعالى قال وجاء ربك فيقرأ قول الله جل وعلا ثم استوى على العرش ويقرأ قول الله تعالى منزل من رب فيقرأ قول الله جل وعلا بل رفعه الله اليه وقوله اني متوفيك ورافعك الي. وقوله تعالى الله كان عليا كبيرا. وقوله عز من قائل وهو العلي العظيم. فقوله سبح اسم ربك الاعلى. وقوله جل وعلا الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. ونحو ذلك من الايات التي فيها صفة العلو واثباتها الله جل جلاله فهكذا تكون جراءة اهل السنة انه لا يتوقف بل يقول قال الله فيقرأ الايات وكذلك ايضا احاديث مصطفى اي قال النبي صلى الله عليه وسلم يجزم بالاحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ضحك ربنا من قنوط عباده وقولوا يضحك الله رجلين يقتل احدهما الاخر وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم امين الله ملأى فقوله صلى الله عليه وسلم وخير كله في يديك والشر ليس اليك وقوله صلى الله عليه وسلم وما بين القوم وبين ان يروا ربهم تبارك وتعالى الا نداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن. فقوله صلى الله عليه وسلم لما نظر الى القبر ليلة اربع عشرة. انكم سترون ربكم عيالا كما ترون هذا القمر لا تضامون. كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤية كذا. كل هذه ادلة الله تعالى واحاديث قالها النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها كثير فيقول انني لا اتوقف واجزم واقول قال الله جل جلاله واقول قال المصطفى الهادي الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا اتأول اي لا ااول الايات ولا تهون الاحاديث ولا اصرفها عن ظاهري ولا اتكلم بتحريفها سواء كان تحريفا للمعاني او تحريفا للالفاظ وتحريف الالفاظ كالذين يقولون استوى على العرش اي استووا فان هذا تحريف لللفظ زيادة لا منا اصل لها فهي مثل زيادة اليهود نونا لما قيل لهم قولوا حطة قالوا حنطة فهذه زايدة زاد وها كذلك. كذلك الجامية الذين زادوا هذه اللام في استوى ولهذا يقول ابن القيم في النونية نون اليهود على مجاهمي هما في وحي رب العرش زائدتان وكذلك كان المعتزة تنكرون كلام الله جاء رجل منهم الى ابي عمر ابن العلاء القراء السبعة وقال اريد انا ان تقرأ قول الله تعالى وكلم الله موسى تكليما بنص اسم الله ليكون موسى عليه السلام هو تكلمنا الله فاراد ان يحرف هذه الكلمة ويغير لفظها فاراد ان يحرف هذه الكلمة ويغير لفظها فقال له ابو عمرو نهب اني قرأت هذه الاية كذا فكيف تصنع بقول الله تعالى موسى لميقاتنا وكلمه هل تستطيع ان تحرفها فبهت المعتزل؟ فعرفنا بذلك ان الله تعالى قد اخبر بان له هذه الصفات فنمرها ولا اولها ولا نحرفها فمن التأويل المعنوي من يقول ان العرش هو الملك فينفي انه السرير العظيم الذي ورد ما يدل على عظمته كذلك كالذين يقولون وسع كرسيه السماوات والارض. ان الكرسي هو العلم هذا مع ان المعتزلة ينكرون وصف الله تعالى بالعلم لانهم لا ان الصفات السلبية ولا يقرون بالصفات الثبوتية. ومن التأويل قولهم بل يداهم مبسوطتان. اي قدرته او عطاؤه قوله لما خلقت بيدي اي بقدرتي فاول اليد بانها القدرة او بانها النعمة وهذا من التحريف يدخلون يدخلون في تحريف الذين قال الله فيهم يحرفون الكلمة عن مواضعه وقال يحرفون الكلمة من بعد فوقع هؤلاء المعتزلة والجهمية فيما وقع فيه اولئك الذين ردوا ايات الله تعالى وحرفوا كلامه وكلام نبيه صلى الله وسلم لانه لم يكن موافقا لما يقولونه ولما يذهبون اليه فقالوا لابد اننا نتأولها حتى ترد علينا وحتى لا تكون حجة علينا ويلقبون كل من يثبتها بانهم حشوية او مشبهة او نحو ذلك ولا شك ان هذا من الذين يعيبون الدين وعلى الاسلام وعلى السنة والجماعة فلا يلتفت الى عيبهم والى قدحهم وتلقيبهم بالالقاب المؤثرة ولا يلتفت ايضا الى ولا يلتفت لا تحليفهم وتأويلهم الذي الذي لا دليل عليه ولا الى اقوالهم التي ابتكروها. واصطلاحاتهم التي ركبوها وتقاسيم بهم تقسيمهم الموجود الى جوهر وعرض ونفيه من يكون الله تعالى جوهرنا وعرضا ونحو ذلك من تأويلاتهم. قول المصنف رحمه الله على في طليعة شرح هذا البيت اي انني اقرأ كلام الله وامره واقول قال الله ولا اتأول ولا اتوقف ففي هذا دليل على انه يجزم بان القرآن من الله الى اخره. يشعر بانه عد الواو عاطفة وان هذا البيت متعلق بما قبله فكأنه قال واقول في القرآن ما جاءت به اياته فهو الحكيم المنزل واقول قال الله جل جلاله. وهذا الذي قاله يشهد بضعف العطف المذكور بعده والمصطفى الهادي ولا تأولوا. فمعنى هذا البيت واقول بقول الله وبقول رسوله صلى الله عليه وسلم دون تأويل. فتكون الواو استئنافية فهذا البيت مستقل في معناه عن البيت السابق ولا تعلق له به من جهة المعنى واما من جهة العموم فان من الايمان بقول الله وبقول رسوله صلى الله عليه وسلم اعتقاد كون القرآن حكيما والمقصود ان هذا البيت متضمن لمعنى لمعنى جديد وهو التسليم لما جاء في الكتاب والسنة وترك التأويل. والمراد بالتأويل المنفي هنا هو المعنى الشائع عند المتكلمين في باب الاعتقاد وهو صرف اللفظ من المعنى المتبادل منه الى معنى اخر لقرينة دالة على ذلك. والمعنى المتبادر يجعلونه راجحا والمعنى الاخر يجعلونه مرجوحا فكان اللفظ حول من راجح معناه الى معنى اخر مرجوح لقرينة دلت على ذلك واعرظ جمهور المصنفين في الاعتقاد ومنهم ابو العباس ابن تيمية في الواسطية عن عد ذكر عدم التأويل فهم لا يقولون نؤمن بالصفات من غير تأويل. بل يقولون من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف وانما اهمل ذكر نفي التأويل كما ذكره شيخ الاسلام نفسه في مواضع من كلامه لان التأويل يقع على معان متعددة. احدها التفسير وثانيها ما اليه حقائق الاشياء وثالثها المعنى الذي ذكرناه. والمعنيان الاولان حق باطلاق والمعنى الاخر مهجوم في هذا الباب. فلاجل اشتمال هذا اللفظ على حق وباطل ترك اهل السنة رحمهم الله تعالى نفيه ومن اورده منهم كالناظم في هذا الموضع فانما اراد المعنى الباطل منه الشائع في باب الاعتقاد وهو على ما ذكرناه انفا. فيوجه كلام شيخ الاسلام ها هنا على ما يوافق كلامه في موضع اخر ويكون التأويل المنفي هنا هو التأويل الذي بمعنى صرف اللفظ عن معناه المتبادل منه الى معنى اخر لقرينة دلت على ذلك وهذا التأويل نوع من التحريف فهو مندرج في قول اهل السنة ولا تحريف واستغنوا بتمام هذا اللفظ في النفي واندراج معنى التأويل فيه عن افراد نفي التأويل بجملة جديدة في كلامهم. والمقصود التسليم بما جاء في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم دون التعرض له بمعاول العقول فان المؤولة انما عولوا على عقولهم فيما ارتظوه من صرف المتبادل من معاني الكلام الى معان اخرى ان ذلك مما يقتضيه العقل والقياس. نعم ثم يقول رحمه الله وجميع ايات الصفات يمرها حقا كما نقل الطراز الاول القرآن كلام القرآن الكريم في ايات الله تعالى بها نفسه واخبر بها صفات له هذه الصفات هذه الصفات ثابتة كما اثبتها الله بالقرآن. فاهل السنة يمرون كما جاءت ويقولون امرها كما جاءت بلا كيف ولا شك انهم يعتقدون مدلولها فيعتقدون في قوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله الله تعالى يأتيك ما يشاء ولكن كيفية الاتيان لا يتأولونه. وكذلك قوله وجاء ربك ان يعتقدون ان الله يجيء يوم القيامة لفصل القضاء ولكن لا يكيفون ذلك المجيء. وهكذا قوله ورافعك الي. وقوله بل رفعه الله اليه. يثبتون ان الله الله تعالى رفع عيسى عليه السلام اليه ولكن لا يكيفون هذا الرفع ولا الجهة التي رفع اليها وكذلك قول الله تعالى ثم استوى على العرش قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى يثبتون الاستواء وانه معلوم وكيف مجهول؟ يعني ان له كيفية وهذه كيفية ولا يدرون ما كيفيتها ويقولون هذا في جميع الصفات فيقولون في قوله جل شأنه وجاء ربك المجي معلوم وكيف مجهول في قوله جل وعلا بل يداهم مبسوطتان اليدان والبسط معلوم والكيف مجهول في قول الله تعالى اامنتم من في اخبر الله تعالى انه في السماء فاما ان يراد بالسماء العلو اي انه في جهة العلو واما ان تكون بمعنى على السماء مثل قوله جل وعلا فسيحوا في الارض. اي على الارض ولكن لا يأولون هذا العلو الذي هو كونه في السماء ذلك قول الله تعالى في ايات علو سبح اسم ربك الاعلى. فقوله جل شأنه الابتغاء وجه ربه الاعلى. وقوله عز وجل انه علي حكيم. فقوله جل وعلا ان الله كان عليا كبيرا. وقوله جل وعز وهو العليم العظيم هذه الايات في اثبات صفة العلو ولما نزل قوله تعالى فسبح باسم ربك العظيم. قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوا وهذه ركوعكم ولما سبح اسم ربك الاعلى قال صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم يثبتون لله هذه الصفات التي هي صفة العلو كما شاء الله فيثبتون العلو ويتوقفون عن الكيفية فهذه الايات التي يمرونها حقا كما نقل الطراز الاول اي كما ما نقله السلف الصالح هو صدر الاول الذين هم الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون والائمة الذين يقتدى بهم ويهتدى بهداهم على نهجهم كالائمة الاربعة وكذلك اهل الصحيحين واهل السنن وائمة الدنيا في زمانهم. كاليث ابن سعد عالم مصر والاوزاعي الشام والثورية عالم العراق وابن عيينة عالم مكة ونحوهم من العلماء في زمانهم فانهم من الطراز الاول اي من العلماء الاول نقل ذلك عنهم الاوزاعي رحمه الله يقول كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله على عرشه بائن من خلقه ونؤمن بما جاءت به الايات من الصفات فهذا الامام الاوزعي امام اهل الشام المتوفى سنة سبع وخمسين ومئة. نقل اجماع اهل زمان على هذا القول في افراد ايات الصفات التي تتعلق بصفة العلو وصفة الرؤية وصفة الغضب والرضا وصفة المحبة والكراهية ونحو ذلك من الصفات الفعلية والصفات الذاتية كقوله جل وعلا الابتغاء وجه ربه الاعلى. وقوله عز وجل كل شيء هالك الا وقوله جل شأنه يريدون وجهه وقوله جل وعز انما نطعمكم لوجه الله وكذلك صفة اليد واليمين كقول لله تعالى والسماوات مطويات بيمينه. وكذلك الاحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده وقوله يمين الله ملأى ونحو ذلك من ايات صفات واحاديث الصفات نمرها كما كان السلف يفعلون ذلك يقولون امروها كما جاءت كما نقل الطراز الاول اي كما نقله العلماء الاولون فانهم نقلوا ما سمعوا وقبلنا نقرأهم فنحن نقبل ما نقلوه في كما نقبل الاحاديث التي نقلوها في الاحكام وفي الحلال والحرام. كل ذلك مما نقبله مما جاء عن طريقهم. فكما ان لا نتقبل نقرأ في الاحكام وفي الوعد والوعيد ولا نرد منه شيئا فان من فان من رد ايات واحاديث الصفات يطالب فرق بينها وبين احاديث الاحكام وايات الاحكام. ويقال له كيف تردون ايات الصفات واحاديث وتقبلون اياتنا الحلال والحرام يلزمكم ان تردوا الجميع او تقبلوا الجميع. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة من بيان بيت من ابيات هذه القصيدة بين فيه ناظمها فقده الذي هو معتقد اهل السنة في ايات الصفات. فقال وجميع ايات الصفات امرها حقا كما نقل الاول والمراد بايات الصفات الايات القرآنية التي اشتملت على صفات الله. وهي عند المتكلم في المعتقد بمنزلة ايات الاحكام عند الفقهاء. وقد عظمت عناية الفقهاء في بيان ايات في الاحكام جمعا وتفسيرا. اما ايات الصفات فلا اعلم احدا من اهل السنة جردها ردة ورتبها على الابواب وهذا من محاسن التصنيف لو فزع اليه احد وطريقة اهل السنة في هؤلاء الايات امرارها كما ثبت عن مالك وسفيان بن عيينة والاوزاعي في اخرين انهم كانوا يقولون امروها كما جاءت والامرار كما سلف يجمع معنيين اثنين احدهما تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به. وثانيهما اثبات معانيها وهو وهما المشار اليهما في خطاب الشرع بالتسبيح والتقديس. وهذا الامرار يقتضي قطع الطمع عن ادراك الكيفية فانهم يقولون امروها كما جاءت بلا كيف فنفي التكييف امر تابع للامرار كما جاءت. وهذا المعتقد شائع في كلام السلف رحمهم الله تعالى والادلة عليه متظاهرة وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى مثلا من ايات الصفات التي يجب اجراؤها على هذه الطريق وقد نسب رحمه الله تعالى هذه الطريق الى السلف بقوله كما نقل الطراز الاول اي كما نقل العلماء الاولون وهم السلف الصالح. نعم ثم يقول وارد عهدتها الى نقالها واصومها عن كل ما يتخيل العهدة على الذين نقلوها وهم ائمة علماء بهم لهم مكانة في العلم وهم حفاظ الامة يعترفوا بحفظهم كل من جاء بعدهم ويعرفون مكانتهم وفضلهم ويعترفون بحفظهم وباتقانهم. واذا كان كذلك فاننا نقول هؤلاء هم الذين نقلوا ما جاء في هذه الايات فالعهدة عليهم يعني المسؤولية فيها نجعلها على على ان دينا نقلت بواسطتهم الذين تحملوها ونقلوها نرد عهدتها الى نقالها اذا كان فيها خطأ. فالعهدة عليهم واذا كان فيها زيادة او سوف الخطأ عليهم فلا نتحمل شيئا من هذه الاخطاء. هكذا نرد عهدتها الى نقادها. يقول واصون عن كل ما يتخيل اصونها يعني احفظها عن كل ما يتخيل وارد عنها كل شيء يتخيله تأوله ويحرف. وهذا معنى قولهم اننا نقبل ايات الصفات واحاديثها من غير تحريف ولا ولا تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تبديل. فلنقبلها كما جاءت ونصونها عن كل ما يتأوله المتأولون او يتخيلون المتخيلون. لان صفات لا يمكن ادراكها لقول الله تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. اي لا يصلون الى شيء من علمه الا ما اطلعهم عليه قوله ولا يحيطون به علما اي انهم لا يقدرون على ان يحيطوا بشيء من علمه الا بما طلعهم عليه او اوقفهم عليه والا فان عقولهم قاصرة عن ان تصل الى شيء من العلوم الغيبية الاخروية ولهذا يعجزون عن ادراك معاني بعض الادراك معاني بعض المخلوقات التي شاهدونا فانهم يعرفون ان الله خلق الانسان وجعله من جسد وروح وعجزوا. وعجزوا عن معرفة كيفية هذه الروح. التي منها خلق الانسان وكذلك ايضا يقرون بان الله خلق الجن وان الجن مخلوقون من ارواح فقط. ارواح مستغنية عن اجساد تقوم بها فهذه الارواح عجزوا على ان يصلوا الى كيفيتها. فنقول اذا عجزتم عن تكيف هذه المخلوقات التي هي اقرب شيء اليكم مثل رح الانسان وروح الجن وروح الشيطان وارواح الملائكة فانكم بلا شك اولى بان تعجزوا عن تكليف صفات الله تعالى وتكييف ذاته. فعليكم ان تتوقفوا كما توقف من كان قبلكم فلا تتكلفوا شيئا ما كلفتم به وصونوا ايات الله واحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم على كل شيء تتخيلونه؟ ولذلك يقول بعض العلماء كل بركة فزى في الدين او تخيله العقل من انه صفة لله فان عليكم الا تعتقدوه لانه لا يمكن ان تصل عقول البشر الى ادراك او تخيل صفات الله تعالى بل الامر ابعد من ذلك فهكذا يجب على المسلمين ان يؤمنوا بايات الصفات التي نقلها العلماء وتكلموا عليها وكذلك ايضا يوقرون احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا يردون منها شيئا ويقولون نؤمن بها كما جاءت ونمرها على ما هي عليه ولا نتأولها ولا نحرفها لنكون لذلك متبعين غير مبتدع ذكر الناظم والشارح ها هنا امرين اثنين من واجبان في ايات الصفات اولهما رد العهدة الى النقال. وهذا الرد يشمل المباني والمعاني فهم الذين نقلوا الينا هؤلاء الايات في كتاب الله سبحانه وتعالى في جملة ما نقلوه من القرآن وهم كذلك قد بينوا معانيها بما فهموه من لغة العرب وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم فيها. والامر الثاني صيانة تلك كالاي عن كل ما يتخيل اي ما يجزي في خيال الانسان فان العاقل اذا خطب بكلام تصوره الا ان جميع ما يجري في خاطر الانسان من الخيالات المتعلقة بايات الصفات كله مما يصان عنه الله سبحانه وتعالى للجزم بقصور العقل عن بلوغ كنه صفاته عز وجل. وهذا هو الذي اشار اليه جماعة كما ذكرنا بقولهم كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك والى ذلك اشار بعض الشناقطة كما ذكره صاحب الترجمان والدليل بقوله وكل ما يخطر في الجوانح من التصورات والجوارح فربنا الله المالك عز وجل بخلاف ذلك. وبينا فيما سلف ان قول من قال فالله بخلاف ذلك يوهم تصوره على وجه ما يقابل ما ان قدح في البال واولى من ذلك ان يقال فالله فوق ذلك اي تعجز العقول عن ادراك ما سبحانه وتعالى من الكمال كما قال ابو العباس ابن تيمية والله اعظم مما يخطر بالبال او يدور بالخيال. نعم قال الناظم رحمه الله تعالى قبح لمن نبذ الكتاب وراءه واذا قمحا. احسن الله اليك. هذا غلط. قبحا لمن نبذ ولو رأوا واذا استدل يقول قال لا اقبله قبحا على النصب المصدري يعني اقبح قبحا من نبذ الكتاب. نعم الله عليكم. قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه واذا استدل يقول قال الافضل والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزل اقروا بالميزان والحوض الذي ارجو باني منه لي انهل وكذا الصراط يمد فوق جهنم. ومسلم ناج واخر مهمل. الشرح قبحا لمن نبذ كتابه رآه واذا استدل يقول قال لا اخطأوا. يشير بهذا البيت الى اولئك المعتزلة والاشعرية الذين الذين يلغون دلالة الكتاب والسنة مع صراحة الادلة والايات. ويستبدلون بذلك قول الشاعر النصراني يقال له الاقطر لو كان عربيا لكنه متمسك بنصراني نيته فيجعلون كلام هذا الاخطاء دليلا لهما ينبذون دلالة الايات الصريحة ودلالة الاحاديث الصحيحة. وهكذا كانت حالة هؤلاء الماتوريدية الكلابية والمعتزلة ونحوهم. ومن ذلك استدلالهم ببيت ينسب الى الاخطر ويدعون انه دليل لهم على نفي الاستواء الذي هو العلو يقولون ان هذا الشاعر العربي يقول قد استوى بشر على العراق من غير سيف او دم وراق. ومعنى استوى عنده استولى فيدعون ان الاستواء بمعنى الاستيلاء وعادلوا عن ادلة الكتاب والسنة فان الاستواء بمعنى العلو في القرآن. في قوله تعالى لتستووا على ظهوره اي لترتفع على ظهور هذه الجمال وكقوله جل وعلا واستوت على الجود. يعني استقرت وارتفعت على الجوده يعني سفينة نوح عليه السلام وكقول الله تعالى فاستوى على سوقه يعني ارتفع على سوقه الذي كان له اصوله فهكذا قوله عز وجل استوى على العرش من يعني علا وارتفع واستقر هذه دلالة الكتاب والسنة فاما هذا البيت فانه لم يثبت ولا الدلالة فيه ايضا فان الاستواء فيه قد كونوا بمعنى العلوية استقروا على اعلى العراق وارتفع علي بهكذا لا يكون مستدلا لهم. ولكنهم يتشبثون بادنى شيء هذا بالنسبة الى الاستواء وقد دلت الادلة الكثيرة على ان الاستواء بمعنى الارتفاع وعلى ان الله تعالى علي على خلقه وانه مرتفع فوق عباده وكذلك ايضا من جملة بكلام اخطأ قولهم ان الاخطاء يقول ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا دلالة الكتاب والسنة الصريحة وتعلقوا ببيت ينسبونه الى الاخطل. على ان كلام الله هو المعنى الذي يقوم بالذات انكر وان الله يتكلم بحرب وصوت وقد رد عليهم شيخ الاسلام استدلالهم بهذا لانهم يدعون ان كلام الله تعالى هو المعاني دون الالفاظ وان هذه الالفاظ معاني القرآنية ليست عين كلام الله وانما كلام الله المعنى. فعقيدتهم ان الكلام هو المعنى دون اللفظ اما اهل السنة اتفقوا على ان كلام الله هذا القرآن وانه كلام الله حروفه ومعانيه وليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف بالاحاديث الصريحة التي فيها ان الساكت لا ينسب اليه كلام مثل قوله صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لامتي ما حدثت به انفسها ما لم يتكلموا او يعملوا به فبين ان الكلام هو الذي يسمع وهو الذي يكون فيه حركة اللسان والشفتين وان حديث الناس لا يسمى كلاما وهذا رد قول هؤلاء الذين يدعون ان هذا القرآن ليس كلام الله وانما هو عبارة او حكاية ويستدلون بهذا البيت ولو استدل مستدل بحديث الصحيحين نرد فقالوا هذا خبر احد واخبار الاحاد لا تفيد الا الظن ومع ذلك يستدلون بهذا البيت وهذا البيت لا اصل له. والظاهر انه مكذوب وانه مما قيل على لسان هذا الشاعر الذي هو نصراني. ولهذا ما وجد في ديوانه ورواه بعضهم ان البيان وليس الكلام لكن حرفوه جعلوه ان الكلام لفي الفؤاد. وعلى تقدير انه ثابت عن الاخطر فلا يقبل كلام الاخطر. لانه باق على نصرانيته والنصارى قد ضلوا في صفة الكلام وادعوا ان عيسى عليه السلام عين الكلمة وادعوا ان عيسى عليه السلام عين الكلمة لتكلم بذلك على على عقيدته بالنصرانية وقد كان متمسكا بنصرانيته. ولما وفد الشعراء وهو منهم على عمر بن عبدالعزيز رده واستدل ابيات الله من كفر وهي التي يقول فيها ولست بصائم رمضان طوعا ولست باكل لحم الاضاحي ولست بسائق عيسى بكورا الى بطحاء مكة ولست بزائر بيتا بعيدا بمكة ابتغي فيه صلاحي ولست بقائم كغيري يدعوك قبيل الصبح حي على الفلاح ولا لكني ساشربها شمولا واسجد عند منبلج الصباح فكيف مع ذلك يقبل قوله وهو يفتخر بنصرانيته وهو عدو الاسلام والمسلمين وبكل حال فان كلام الله واضح انه قول ولهذا قال تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله ان تتبعون كذلكم. قال الله من قبل والقول لا يكون بالضمير ولا يكون بحديث النفس ولا يكون في القلب انما الذي يكون بالقلب وسوسة وحديث نفس ونحو ذلك فعلى هذا قال شيخ الاسلام قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه يعني دلالة الكتاب ودلالة الاحاديث واذا استدل يقول قال الاخطر وهكذا ايضا يقول ابن القيم في النونية ودليلهم في ذاك بيت قاله فيما يقال لاخطر النصراني اي انه لم يثبت وانما يقال وانه قال ولو اخطأ النصراني وهكذا دليلهم وهكذا استدلالهم لبذوا كتاب الله خلف ظهورهم المسافر فضلة الاكال. لما بين المصنف رحمه الله تعالى تقرير طريقة اهل السنة في من باب الاعتقاد بقوله وجميع ايات الصفات امرها حقا كما نقل الطراز الاول واردوا عهدتها الى نقالها قنها عن كل ما يتخيل عرظ بمذهب نفاة الصفات من المؤولة وغيرهم فقال تاما لهم قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل والاخطل كما بين الشارح هو شاعر نصراني وله بيتان مشهوران يذكرهما نفاة الصفات من المؤولة وغيرهم احدهما قوله ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا والاخر قوله قد استوى بشر على العراق من غير ولا دم مهراق او او دم مهراق. وهذان البيتان لو ثبت عن الاخطر فان انه يمكن التوفيق بينهما وبين دلالة النصوص. وليس هذا من بيان محله لما فيه من الطول ولو سلم انه اراد المعنى الذي صرفه اليه اهل النهي من المؤوذة وغيرهم فان دلالات الكتاب والسنة لا تترك لاجل قول شاعر بل يتبع ما دل عليه الكتاب والسنة مما وافق وجه العربية وهذا البيت هو الذي اورده شيخ الاسلام في موضع من الفتاوى فقال وفيهم انشد المنشد قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل. نعم ثم يقول الشيخ رحمه الله والمؤمنون يرون حقا ربهم هذا ايضا من عقيدة اهل السنة ان المؤمنين في الجنة يرون الله تعالى بابصارهم رؤية الحقيقية ليست خيالية دلت على ذلك الادلة الصريحة من القرآن ومن السنة وقد ذكر الله عن نبيه وكليم موسى عليه السلام انه سأل الرؤية بقوله ربي ارني انظر اليك واقره الله ولم ينكر عليه ولا يقال ان علماء المعتزلة اعلموا بالله وبما يجب عليه وبما يصح له من موسى خليل الله تعالى ولم ينكر عليه ربه هذا السؤال ولم يعاتبه بل قال لن تراني يعني في وذلك لان البشر في هذه الدنيا لا يتحملون من ضعف اجسامهم. ولهذا قال ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني واستقرار الجبل ممكن وقد علق الله رؤيته على استقرار الجبل وكذلك تجلى ربه للجبل. واذا تجلى للجبل جازان تتجلى لعباده في الجنة ومن الادلة قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة اي تنظر الى ربها الجنة هذه وجوه اهل الايمان فالمؤمنون يرون حقا ربهم. واما الكفار فلا يرونه بل يحجبون. قال الله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فلما حجب الكفار في حالة الغضب دل على ان المؤمنين لا يحجبون بل يرون ربهم كما يشاء الله وكلما شاء كذلك ايضا من الادلة قوله تعالى على الارائك ينظرون واما الاحاديث فانها متواترة واصلحها حديث جرير البجل رضي الله عنه وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضام في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب قال اسماعيل افعلوا لا تفوتنكم. وكذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الناس قالوا لرسول الله صلى الله عليه انما يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ضارون في القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا يا رسول الله قال فانكم ترونه كذلك وحديث ويسعد القدر رضي الله عنه ايضا مخرجه في الصحيحين نظيره. والاحاديث في ذلك كثيرة وقد سردها ابن القيم في كتابه حاد الارواح وذكر طرقها وذكر ايضا الايات ودلالاتها كل ذلك ليستدل على ان رؤية الله في الجنة هي اعظم نعيم لاهل الجنة. عندما ربهم يرونه كما يشاء. فقد كبرت هذه الاية وهذه الاحاديث على المعتزلات الذين انكروا رؤية الله وكذلك على الاشاعرة الذين يقرون الرؤية ولكن يجعلنا رؤية قلبية وذلك لانهم ينكرون علو الله تعالى وينكرون انه فوق عباده وفوق العرش ولاجل ذلك انكروا الرؤية البصرية اجعلوها رؤية قلبية واما المؤمنون فانهم يعتقدون انهم يرون ربهم حقا يوم القيامة ورؤية حقيقية. ثم يقول رحمه الله تعالى بين المصنف رحمه الله تعالى هنا من مفردات هذه العقيدة من مسائل الباب اثبات رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى. والرؤية المختصة بالمؤمنين هي رؤية التنعيم على الصحيح لان الكفار يشاركونهم في رؤية التعريف التي تكون في اول المحشر. فقول المصنف واما الكفار فلا يرونه بل يحجبون. قال الله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون على ارادة الحجب عن تنعيم وهم لا يرون الله رؤية تنعيم لكنهم يرونه رؤية تعريف قبل ذلك. كما دلت على ذلك اين واحاديث هو احد اقوال اهل العلم في المسألة واسعدها بموافقة الدليل هنا سؤال في علة ايراد اثبات رؤية الله رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في ايات الصفات. فانه قال وجميع ايات الصفات يؤمرها حقا كما نقل الطراز الاول وارد عهدتها الى نقالها واصونها عن كل ما يتخيل ثم قال في عدها والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزلون فكل الجملة في ابواب الصفات فما صلة رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة بباب الصفات ما الجواب اه ابراهيم احسنت مرادهم رحمهم الله تعالى في ادراجها اثبات صفة التجلي لله سبحانه وتعالى وقد نبهنا على هذا فيما سلف من دروس كتب المعتقد كمذكرة الواسطية وشرح الواسطية في برنامج تيسير العلم وغيرها. فمقصودهم في درجها في باب الصفات اثبات الصفة تجلي الله سبحانه وتعالى المؤمنين نعم. ثم يقول رحمه الله تعالى والى السماء بغير كيف ينزل اي ويؤمن السنة والجماعة بالنزول ان الله سبحانه ينزل الى السماء الدنيا كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وصحت به الاحاديث الكثيرة انه سبحانه كل ليلة الى سماء الدنيا حيث يبقى ثلث الليل الاخير ويتودد الى عباده ويقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يغفر لي فاغفر له حتى يطلع الفجر فهذا حديث متواتر رواه نحو عشرة من الصحابة فاحاديث النزول والمجيء هي من عقيدة وكذلك قد دل عليها من القرآن ايات ايات الاتيان وايات المجيء كقوله تعالى الله في ظلل من الغمام وقوله عز وجل هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ربك وقوله جل وعلا وجاء ربك والملك صفا صفا وكل هذه ادلة واضحة على على ان الله على يوم القيامة لفصل القضاء وقد ثقلت هذه الايات وهذه الاحاديث على المعتزلة والدعوة ان فيها تقديرا يقولون وجاء ربك وجاء امر ربك وكذلك يقولون هل ينظرون الا ان يأتيهم الله اي امرهم لا انه يأتي اتيان حقيقيا كما هو مظاهر النصوص وذلك لان معتقد ان الله تعالى ليس به جهة وخيل اليهم ان الله بذاته في كل مكان تعالى الله يقول عليهم والنزول والرؤية وما اشبه ذلك. نعم. ثم يقول واوقروا بالميزان والحوض الذي ارجو باني منه انهلوا الميزان هو الذي توزن به الذي توزن فيه الاعمال. وقد ثبت ذكره في القرآن في قوله تعالى والوزن يومئذ الحق فما آآ ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. وفي قوله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسا شيئا وان ان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها. وفي قوله عز وجل وكذلك من الاحاديث الكثيرة قيل ان الانسان نفسه يوضع في الميزان في ثقل اذا كان مؤمنا. ويخف اذا كان كافرا واذا ولذلك قال جل وعلا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وقيل ان المراد وزن صحف الاعمال اي ان الصحف هي التي توزن كما ذكر ذلك كما ذكر ذلك في حديث البطاقة التي كتبت فيها الشهادتان فانها صريحة بان البطاقة هي التي توزن وانها ترجح بالسجلات الكثيرة وقيل ان الاعمال ولو كانت اعراضا تجسد وتوزن والاغاني من ان العمل ولو كان عرضا يوزن والصحوب توزن والعامل نفسه يوزن. وقد ذكر ذلك المعتزلة ونحوم الدعوة ان الميزان هو العدل وقولهم هذا مخالف لهذه الايات ومخالف للاحاديث الصحيحة الصريحة فلا ينبغي نشتغل ان يشتغل بمثل هذه الاقوال الشاذة كذلك قوله رحمه الله الميزان هو الذي توزن فيه الاعمال المختار ان يقال الميزان هو الذي يقع به الوزن. لان الوزن لا يقتصر على الاعمال. بل دلت عليه الاحاديث هو ان العمل يوزن وعامله يوزن وصحيفة العمل توزن ايضا فالوزن واقع على هؤلاء الثلاثة وليس مقصورا على وزن الاعمال واختار هذا شيخ شيوخنا العلامة حافظ الحكمي في معارج القبول وشيخنا ابن باز رحمه الله وهو الذي شاع في الاحاديث المتفرقة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنها ما دل على وزن العمل ومنها ما دل على وزن العامل ومنها ما دل على صحيفة العمل. وحينئذ فيكون الحد جامع للميزان ان يقال هو ما يقع به الوزن. ويتسلط الوزن بعد ذلك على الثلاثة المذكورة العامل والعمل وصحيفته. نعم كذلك الحوض المعروض للنبي صلى الله عليه وسلم ورد في احاديث كثيرة بلغت حد التواتر نزلت على رواية على رواية اربعين صحابية رواه ذكر الحوض عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواها ائمة السنة وعلماء الامة في مؤلفات بالفاظ متعددة وطرق كثيرة وروايات مجموعها يقطع بصحة يقطع به صحته. ولا يلتفت الى من انكره. فقد ورد ايضا دليل ذلك بالقرآن سورة الكوثر وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكوثر في هذا الحديث بانه نهار من الجنة اعطاه الله نبيه صلى الله عليه وسلم ماءه اشد من اللبن وهو احلى من العسل وكذلك اخبر بانه اعطي هذا الحوض في الدنيا وهو جزء او فرعون او امتداد للكوثر الذي يعطيه في الجنة الحوض معروف عند العرب فهو الاناء الذي يتخذ من الجلود تسقى به الابل او الغنم ونحوها. عادة يحملونه على ظهور الابل فاذا ظهور الابل فاذا وردوا او اقبلوا على المياه ارسلوا والدا يصلح لهم الورد ويسمون ذلك الوارد الذي يتقدمه الفرط ويقولون انت فرطنا يا فلان يعني انك الذي تتقدم امامنا الى ذلك المورد وتصلح لنا الورد فاذا وردوا بدوابهم واذا هو قد ملأ الحوض ماء فقد ركب بكرة التي يستقي عليها وقد انتزع من الماء بقدره فيبدأون بسقي دوابهم لن تنال وتروى وتشرب من ذلك الحوض والحوظ الذي اعطاه الله نبينا صلى الله عليه وسلم في الاخرة هو نهار ليس مصنوعا من جلود ولا من عوان الله اعلم بما صنع منه ولكنه ممتد وقد روي انه مسيرة شهر في شهر يعني طول مسيرة شهر وعضو مسيرة شهر. قولوا مسيرة سهل وعرضوا مسيرة شهر بالسير المعروف في ذلك الزمان وقدر في بعض الروايات من صنعاء الى ايلة وصنعاء عاصمة اليمن وايلة مدينة في الشام. يعني طروف من ذلك المكان الى ذلك المكان وفي بعض الروايات انهم من صنعاء الى عدن وكلاهما معروفتان في اليمن. ولعل ذلك باختلاف جهاته وبكل حال فانه على هذا حظ واسع طويل ممتلئ ورد في هذه الرواية انه انه يسكب به ميزابان من الجنة ومن الكوثر وان في اله والانية الكؤوس التي يشرب بها عانيته عدد نجوم السماء يعني بكثرة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى يرد عليه المؤمنون ويزاد عنه المنافقون صلى الله عليه وسلم بان يرد يرد علي اناس فيعرفهم فاذا اقبلوا الي وعرفه احتجزوا وحيل بينه وبينهم كما ثبت ذلك في حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى اذا رأيت رفعوا الي اختلجوا دوني فلا انك لا تدري ما احدثوا بعدك فقوله صيحة ممن اسلموا معي وعرفت يقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك. يعني من المرتدين او من المنافقين او من المتسمين بالاسلام ولا يسمون وليسوا بمسلمين اما المؤمن حقا الذي ثبت على الايمان سواء من الصحابة او من بعد الصحابة فانه يريد يرد على ذلك الحوض ويشرب منه شربة هنئة مرئة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة وذلك لما جعل الله في ذلك الماء من ولما جعل فيه من اللذة اذا كان معه اشد اشد بياضا. اذا كان ماءه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل الذي هو غاية في الحلاوة وفي اللذة وان الشربة منه لا يعادلها شيء فيؤمن العبد المؤمن بذلك ورد في بعض الروايات ان لكل نبي حوضا ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم اكثرهم واردا يعني اوسعهم حوضا واكثرهم واردا وامتهم متبعون له اكثر من غيرهم من الامم. وذلك لان الذين صدقوا واتبعوه وحققوا اتباعه وصاروا من اتباعه عددهم لا يحصيه الا الله سبحانه وتعالى. والصحيح ان الحوض في عرصات القيامة قبل ان يعبروا الصراط لكن ورد في بعض الروايات انه اذا نزلوا وهم ظماء فيردون عليك ورود على حوضها. ولعله يمتد ايضا الى طرف الصراط فلا مانع ان يكون في عرصات القيامة وقبل ان يركبوا الصراط ثم بعدما يسألون من الصراط يجدون له طرفا ثم بعد ذلك يشربون منه ويدخلون الجنة كما اخبر الله تعالى فيؤمن العباد بذلك وان لم تدركه عقولهم ويؤمنون بما اخبر به نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا من كرامة هذا النبي عليه الصلاة ومعلوم انه يقف على الحوض وينظر من يرد علي وكالذي يكون معه ملائكة يأذنون في ورود بعض في ورود البعض ويذهدون الذين ليسوا من حقا فالذي لا يلد يبقى على ظمأ وعلى جهده وعلى ما يلاقيه من الشقاوة والتعب والذين يريدون يطمئنون بالشرب يرتدون بذلك ويعرفون بذلك انهم من اهل السعادة واهل الخير ولا شك ايضا ان اهله الذين يردون عليهم اهل السنة والجماعة اهل الاتباع اهل الاتباع لاهل الابتداء ولاجل ذلك يريدون المبتدأ يرد يرد المبتدأ يرد المبتدعة مرتدون الذين يحتذوا فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك وملخص صفة الحوض المورود من حيث من حيث طوله وعرضه انه مربع وله اربع زوايا كل الزاوية مسيرة شهر ما هو اشد بياضا من اللبن الذي هو في غاية البياض واحلام من العسل الذي هو اشد الاشياء حلاوة واطيب ريحا من المسك له رائحة عبقة طيبة. وذكر ايضا انه ينبت في جوانبه في من النبات الذي يكون مبهجا للنفوس من اللؤلؤ والمرجان وانواع الجواهر من الله به عليهم والله تعالى على كل شيء قدير. وانه يريده المؤمنون اذا عنه الكافرون والمكذبون والمنافقون. وانه يكون قبل الميزان وقبل الصراط وذلك لان الناس عندما يبعثون يبعثون عباد العراد الغلا ويكون عطش في تلك الحالة الشديدة فهم بحاجة الى ما يدفعون به ذلك العطش فيريدون لينالوا من الحوض حتى رووا بعد ذلك اطمئنوا عند ذلك يفسدوا بينهم فتنصبوا الموازين وينصب الصراط وتنزل الاعمال وتتطاير الصحف ويعرف بذلك اهل السعادة من اهل الشقاء حتى يفصل الله تعالى فيما بينهم والذين انكروا هذه الامور الواردة خليق بهم وحري بمن يحال بينهم وبين وروده كما وكذبوه وكما ان الذين كذبوا برؤية الله تعالى خليق لمن يكون عن ربهم محجوبين. كالذين انكروا الامور التي اخبر الله بها اخبر بها صلى الله عليه وسلم لا شك انه مكذبون لم يصدقوا التصديق اللازم لهم ولم يأتوا بما يجب عليهم انما صدقوا بما يناسب اهواءهم والواجب على المسلم ان يصدق بكل ما جاء من الله تعالى. سواء ادركه عقله او لم يدركه فيكون بذلك حقا من الذين يؤمنون بالغيب ومن الذين يصدقون رسله من الذين صدقوا صدقوا ما عاهدوا الله عليه. قول المصنف رحمه الله تعالى وقد ورد ايضا دليل ذلك اي الحوض في القرآن في سورة الكوثر من لطائف تراجم البخاري رحمه الله تعالى قوله باب في الحوض وقول الله تعالى ان اعطيناك الكوثر والصلة بين الحوض والكوثر هي ما ثبت في صحيح مسلم ان الحوض على الكوثر. ومعنى كونه عليه يفسره ما ثبت في صحيح مسلم ان الحوض يشكب فيه ميزابان من الكوثر ومعنى يشكب فيه من زمان من كوثر يعني يصب فيه ميزابان من الكوثر والميزاب معروف. وتفسير هذه الجملة هي ان الكوثر في السماء والحوض في الارض والماء الذي يكون في الحوض هو من ماء اوسع وينزل من السماء الى الحوض بواسطة هذين الميزابين اللذين يصبان فيه قول المصنف رحمه الله تعالى في تفسير المبادؤنا في تفسير المدادين عن الحوض وقوله اصيحابي يعني ممن اسلموا معي وعرفتهم. هذا هو الصحيح في تفسير المدادين عن الحوض ممن ذكر في احاديثه. فانهم ممن عرفهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوه. الا انهم قلة اذا اشار الى ذلك بقوله او صيحابي كما بينه ابن قتيبة وغيره فيدل على قلة وهؤلاء المدادون ممن عرفهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا قيل هم من المرتدين من بني حنيفة وغيرهم الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وقيل بل هم المنافقون الذين معه في المدينة ولا مانع من اندراج هؤلاء وهؤلاء جميعا في الذود عن الحوض. وانهم جميعا من المدادين عنه وهو الظاهر فيندرج في من يزاد عن الحوض المرتدون المنافقون اما اهل البدع فقد ذكرهم جماعة من اهل السنة انهم يدادون على وجه التحذير والتحقيق ان الحوض لا يزاد عنه الا كافر اما كافر من باطن وظاهرا كاهل الردة واما كافر الباطن كاهل النفاق. واما اهل البدع فهم من جنس اهل الكبائر والمؤمنون ممن يندرج في مسمى اهل الاسلام يردون جميعا على الحوض ولا يدادون عنه لكن لفظاعة البدع والضلالات وكونها من الاحداث خشي على اهلها ان يكونوا ممن يزداد عنها. في ذكر ذلك في حق اهلها ودعاتها تخويفا وتحذيرا وقول المصنف رحمه الله تعالى في صفة الحوض وذكر ايضا انه ينبت في جوانبه وفي من النبات الذي يكون مبهجا للنفوس. المقصود بالرضواب ما دق من الحصى. ولم يثبت الانبات في من الاحاديث الصحيحة المرفوعة. ولبقي ابن مخلد وابن مشكوال جزئان لطيفان في جمع احاديث الحوض وهي من الاحاديث المتواترة كما ذكر الشارح فيما سلف وفي ذلك انشد المنشد فقال في بيان ان احاديث الحوظ من المتواتر قال ايش سم مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية شفاعة والحوض ايش؟ ومسح خفين وهذي بعظ لمن هذا البيت؟ لمن هذان البيتان هاه الحاجة العراق وين وجدت انت لانه العراقي ها ولا ظنا يعني وانت وين وجدت لنا بالحجر لا لا ما نسبه الشيخ ابن تيمية ابن حجر مصطلح الحديث او رد هذا تقصد اللسان مصطلح الحديث مصطلح الحديث وشرح الواسطية لكن ما قال ابن حجر ذكرنا هذه الفائدة قلنا فائدة عزيزة اذا كنتم لا تقرأون المطولات فاحفظوا اذا قيل لكم هذه في كذا وكذا. قلنا ان هذه للتاودي بن سودة احد علماء المغرب ذكرها في شرحه على البخاري. نعم ثم ذكر بعد ذلك الصراط بقوله وكذا الصراط يمد فوق جهنم فمسلم ناج واخر مهمل. هذا الصراط ايضا نؤمن به وهو منصوب على لان ما يمر الناس عليه باعمالهم فقد روى البيهقي بسنده عن مسروق عن عبدالله قال يجمع الله الناس يوم القيامة الى ان قال فيعطون نورهم على قدر اعمالهم قال فمنهم من يعطى نورا مثل الجبل بين يديه. ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه. حتى يكون اخر ذلك من يعطى نوره على ابهام قدمي يضيء مرة ويطفأ مرة اذا اضاء قدمه واذا اضاء قدم قدمه واذا طفأ قام قال فيمر ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف دحض مزلة. فيقال امضوا على قدر نوركم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومن من يمر كالريح ومنهم من يأمر كالطرف ومنهم من يأمر ومنهم من يمر كشد الرحل ويرمل رملا ويمرون على قدر اعمالهم حتى يمروا الذين الذين نوره على ابهام قدمي تجر يد وتعلق يد وتجر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار. قال فيخلصون فاذا خلصوا قالوا الحمد لله الذي نجانا منك بعد ان اراناك لقد اعطانا الله ما لم يعطي احدا الحديث. والمرور عليه هو الورود الذي ذكره الله تعالى في قوله وان منكم الا واردها فورودها هو مرور فوقها على هذا الصراط ولكن لا تضر فاذا مر بها المؤمن تقول انها جزي مؤمن فقد اطفأ نورك لها بي. واما الكفار فانهم يقعون فيها والعياذ بالله ويعذبون وبحسب ذنوبهم منهم من يبقى فيها اذا سقط ومنهم من يعذب فيها ثم يخرج منها. فهكذا يصدق اهل الايمان بهذا الصراط الذي هو ممدوح. فهكذا لا يصدق اهل الايمان بهذا الصراط الذي هو ممدود على متن جهنم فعلى كل حال نؤمن بذلك ونحرص على ان نعمل الاعمال الصالحة التي تكون سببا في من العذاب وسببا في عدم سقوطنا من هذا الصراط وسببا في ثقل اعمالنا في الميزان وسببا في ورودنا لهذا الحوض المورودي وسببا في رؤيتنا لربنا في الاخرة كما وعد بذلك عباده المؤمنين. ذكر السالح رحمه الله تعالى محل في قوله وهو منصوب على متن جهنم. ولم يذكر تعريفه وتعريفه هو الجسر المنصوب على متن جهنم ثم اورد حديثا رواه الحاكم والبيهقي وفي اسناده ضعف. وقوله رحمه الله واما الكفار فانهم يقعون فيها ظاهره ان الكافرين ممن يمر على الصراط وهو خلاف الاحاديث المروية في الصحيحين في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يقول يتبع كل احد ما كان يعبد فيتبع من كان يعبد التصاويل يعني الاصنام تصاويرهم ويتبع من كان يعبد الصليب الصليب الحديث باعوا هؤلاء الكفار لمعبوداتهم هو سبيل اخراجهم وتمييزهم عن المؤمنين والمنافقين. فيلقون في النار فلا يبقى بعد ذلك الا المسلمين الا المسلمون والمنافقون ثم تلقى الظلمة عليهم ثم ينفردوا المؤمنون بما لهم من نور يستدلون به على الصراط فيكون مرور الصراط مختصا بالمؤمنين هذا هو ظاهر الاحاديث المروية في الصحيحين من حديث ابي هريرة وغيره. وذكرنا ان هذا القول الراجح اختاره من من رجب ومن؟ الشيخ ابن باز ومن الشيخ فهد بن حميم اكتبوا هذين البيتين حتى تحفظوا اهل الصراط المؤمنون فاعلمي لظاهر الاخبار فاقرأ واحكمي. اهل الصراط المؤمنون فاعلمي لظاهر الاخبار فقرا واحكمي واختاره في الحادقين الرجب واختاره في الحاذقين الرجب وبازنا وفهدنا فانتخبي قولنا الرجبي هو عبدالرحمن بن احمد المعروف بن رجب نسبة الى جده رجب فيقال في نسبته الرجب وبازنا وفهدنا المراد بنسبتهم الى اقليم الناظم وهو نجد فكلاهما من علماء هذا القطر فبازنة هو العلامة ابن باز وفهدنا هو العلامة فهد ابن الحمير رحمهما الله. نعم قال الناظم رحمه الله تعالى والنار يصنع الشقي بحكمة وكذا التقي الى الجنان سيدخل. فلكل حي عاقل في قبره عمل يقارنه هنا ويسأل هذا اعتقاد الشافعي ومالك وابي حنيفة ثم احمد ينقل فان اتبعت ينقل ثم احمد ينقل فان اتبعت سبيلهم فموفق وان ابتدأت فما عليك معول الشرح والنار يصلى الشقي بحكمة وكذا التقي الى الجنان سيدخل ذكر رحمه الله ان الله تعالى جعل في الاخرة دارين الجنة والنار. وقد اخبر الله تعالى بان النار اعدت للكافرين بقوله تعالى فاتقوا النار التي وقودوها ايها الناس والحجارة اعدت للكافرين. فاخبر بان وقودها بان وقودها الناس والحجارة. وهذا دليل على شدة اتقاد لا تشتعل بالحجارة وكذلك تشتعل بمن يدخل فيها من الاشقياء من الجن والانس انهم يصلون وقد ذكر الله تعالى كثيرا من صفاته كما في قوله تعالى وما ادراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة انها عليهم مؤصدة في عمد ممددة. هذا وصف لها انها موقدة. وجاء في الحديث او اوقد على النار الف سنة حتى احمرت. ثم اوقد عليها الفساد حتى ثم اوقد عليها الفساة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة. وقد ثبت انه صلى الله عليه سلم ذكر نار الاخرة فقال ناركم هذه التي يوقد عليها ابن ادم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم قالوا يا رسول الله ان كانت لك قال فانها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها. هكذا العذاب في هذه النار التي ذكر الله انها ان الاشقى الذي كذب وتولى. فالذين يصلون ها هم الذين كتب الله لهم الشقاوة وهم الذين عملوا وخرجوا عن الطاعات وكذبوا بالاخرة ولقاء الاخرة. وعبدوا غير الله واشركوا بالله وابتدعوا في دين الله ما ليس منه وقد وصفهم الله تعالى في عدة ايات تدل على انهم استحقوا العذاب. ومن هذه الصفات لا يصنعها الا الاشقى الذي كذب وتولى فهذا من اوصافهم التكذيب والتولي يعني البعد عن الصواب والبعد عن الخير يعني البعد عن الصواب والبعد عن الخير فهكذا اخبر الله انه الشقي بحكمة ثم قال الناظم قول المصنف رحمه الله تعالى وجاء في الحديث اوقد على النار الف سنة احمرت الحديث هذا حديث مشهور في بيان صفة رواه الترمذي وغيره واسناده ضعيف ويغني عنه ما رواه ما لك بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال اترونها حمراء هذه لهي اشد من القار. والقار هو القار المعروف بسواده. ومثل هذا ممن مما له او حكم الرفع لان خبر الصحابي عن شيء لا يقال من قبل الرائي كالغيبيات يجعله من جملة المرفوع حكم التقي الى الجنان سيدخل. التقي هو الذي اتقى الله وخافه وعبده قطعوا واتبع رضاه ولهذا قال تعالى الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى وما لاحد له من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى. فمن اتقى الله تعالى وتوقى عذابه وابتعد عن مساخطه واطاعه وعمل بشريعته واتبع ما جاء عنه فانه من اهل الجنان والجنان عظيمة وكثيرة. وقد ذكر الله في سورة الرحمان يا جنان تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي الاء ربكما تكذبان ذوات افنان باي الاء ربكما تكذبان. فيهما عينان تجريان باي الاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان هذه من صفات الجنتين ثم قال جل وعلا ومن دون ما جنتان ثم قال ثم قال فيهما عينان فبأي الاء ربكما تكذبان. فيهما ونخله ورمان فبأي الاء ربكما تكذبان فيهن خيرات حساب. هذه الجنان التي اعدها الله قال لاهل التقى لاهل الايمان بالدار الاخرة يدخلونها وينعمون فيها يجدون فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال تعالى وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون. كل هذا كل هذا وغيره من وصف هذه الجنة وكذا قول الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة عين جزاء بما كانوا يعملون. ثم يقول رحمه الله ولكل حي عاقل في قبره عمل يقال هناك ويسأل هذا في البرزخ وفي القبر يعني بعد الموت بالدنيا فان كل عاقل وكل مكلف يقارنه وعمله في قبره ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي بقبره رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح يبشره ويقول بشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له من انت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول ربي اقم الساعة وجاء في الحديث انه يفتح له باب يفتح له باب الى الجنة ويأتيه من روحه فيها وريحانها. هذا بالنسبة للمؤمن واما الكافر فيأتيه رجل كره المنظر. كريه الرائحة فيقول ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول انا عملك السيء فيقول ربي لا تقم هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم عن البرزخ وما يكون فيه. فقد امر وقد امرنا ان نتعوذ من عذاب القبر ومن عذاب بالنار في صلاتنا كباب حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تشهد احدكم فليستجب بالله من اربع يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال فامر بان نستعيذ من عذاب القبر فهكذا يكون المسلم مؤمنا بما في الدار الاخرة من عذاب ونعيم. مستعدا لالقاء الله تعالى وعاملا بما يرضي الله بين الشارف رحمه الله تعالى معنى قول الناظم ولكل حي عاقل في قبره عمل يقارنه هناك. وان المراد ان العبد يقرن بعمله في قبره ان كان صالحا او كان سيئا. وذهل عن بيان تتمة البيت في قوله ويسأل فالمراد به اثبات السؤال في القبر فان الله عز وجل الا جعل لسؤال القبر ملكين موكلين به هما منكر ونكير يسألان من ربك؟ وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ ومقصود الناظم من ذكر مقاربة العمل للعبد وسؤاله في القبر اثبات الجزاء عليه. الذي هو عذاب القبر ونعيمه. وهي المسألة المبحوثة في مسائل الاعتقاد فليست المسألة التي تبحث اصلا في اليوم الاخر في مسائل الاعتقاد مقارنة العمل للعبد وانما المقصود وقوع الجزاء على ذلك العمل المقارن له. مما يشار اليه بنعيم القبر وعذابه ولذلك فانهم يقولون في عقائدهم ونؤمن بنعيم القبر وعذابه. وهذا هو مقصود الناظم من ادراج هذا البيت على هذا الوجه. نعم. ثم يقول رحمه الله هذا اعتقاد ومالك وابي حنيفة ثم احمد ينقل فان اتبعت سبيلهم فموفق وان ابتدعت فما عليك معول. اي هذا اعتقاد الامام الشافعي الذي هو محمد ابن ادريس الشافعي رحمه الله واعتقاد ما لك بن انس امام دار الهجرة رحمه الله النعمان ابن ثابت رحمه الله وكذلك الامام احمد بن حنبل رحمه الله فهذا اعتقادهم فان اتبعت سبيلهم فانك موفق معهم وتكون من زمرتهم ومن اتباعهم وان ابتدعت وخالفتهم فما عليكم وعولوا ولست ممن يقتدى به ولا ممن يكون من اهل السلامة نجاة هكذا بين رحمه الله في هذه العقيدة عقيدة اهل السنة والجماعة وحث على اتباعهم والاقتداء بهم. والله اعلم وصلى الله على محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قول الناظم رحمه الله تعالى هذا اعتقاد الشافعي ومالك وابي حنيفة ثم احمد ينقل لا يراد به اختصاص هذا المعتقد بهؤلاء الائمة المتبوعين. بل هذه عقيدة الصحابة والتابعين التابعين وسائر المسلمين من اهل السنة والحديث لكن لما كان هؤلاء الاربعة هم ائمة المذاهب المتبوعة من اهل السنة عزا هذا الاعتقاد اليهم. نعم الخاتمة قال الشيخ حفظه الله تعالى ومد في عمره عن الخير. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ومن والاه وبعد فمن العقائد المهمة التابهة المنسوبة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تتعلق بالعقيدة على قافية اللام وقد طبعها الشيخ محمد ابن مانع في رسالته تتعلق بالعقيدة والتوحيد وكأنه جزم بانها لشيخ الاسلام ابن تيمية. فقد احببنا ان نشرحها شرحا مبسطا يسيرا. ليكون تعليقا عليها وبيانا مدلولها قد تم الشرح والحمد لله وكانت قراءتنا بهدم صوت الشيخ الدكتور طارق بن محمد الخويطر وفقه الله وهو الذي طلب الشرح وسجله في وقد كان شرقها في عدة وقفات ولم يكن في حلقة من الحلقات ولم يقع ايضا في مجلس من المجالس ولكن حصل شرحها في حالة تنقل عند ركوب السيارة وتوجهنا الى بعض الاماكن نشرح منها بيئة وكذلك ايضا عند ركوب الطائرة في بعض الرحلات لشرحوا منها ابياتا ولم يزل كذلك الها كما الى ان كملنا شرحها بحمد الله ولم نحب التوسع في الشرح وذلك لاجل تنبيه القارئ وتعريفه بقدرها. قد شرحها قبلنا احد الحنابلة وهو المرداوي وتوسع في شرحها واضاف اليها هذا الكلام على الشفاعة وبيان والبيان القول فيها عند اهل السنة لان الابيات لم تحتوي على ما يتعلق فلذلك اتصلنا على هذا الشرح الموجز وفيه كفاية ان شاء الله لمن اراد معرفة ما تدل عليه هذه الابيات مع اختصارها كثرة مدلولها ولا شك ان شيخ الاسلام رحمه الله في هذه الابيات اجمل بعض العقيدة ولم يفصل. ولم يفصل كعادتي فاجمل ايات الصفات في قوله وجميع ايات الصفات ومرها. يعني ان القول فيها والامرار وكذلك غيره مما اجمله. ولكن الاجمال في ان شاء الله ونسأل الله ان ينفع بها وان يجزي شيخ الاسلام عن الامة خير الجزاء انه على كل شيء قدير والله اعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ختم المصنف رحمه الله تعالى هذا الشرح ببيان حاله وانه وقع املاء ثم جرى نقله ونشره من قبل احد اصحابه ومنفعة معرفة احوال التأليف التي نسيجت على هذا المنوال ترجيح غيرها مما حرره المصنف تأليفا على ما يكون في فان المحرر هو المقرر. ومثال ذلك مسألة الصراط مثلا فان الذي يقوى انه اختيار العلامة ابن عثيمين هو القول الذي حرره وكتبه بنفسه في شرح لمعة الاعتقاد وهو انه خاص بالمؤمنين اي مرورهم على الصراط. واما ما وقع في غير هذا الموضع فهو مما كان يلقيه الشيخ ارتجالا ثم فرغ ونشر وهذا النوع من التأليف قد راج باخره وله منافع وله محاذير فينبغي معرفة مرتبته كالمثال الذي ذكرناه لكم وهذا اخر التقرير على هذا المجلس الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين