السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس السادس والعشرون من برنامج الدرس الواحد التامن. والكتاب المقروء فيه هو التعليق على ميمية ابن القيم للعلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله. وقبل في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه وهو الشيخ العلامة القدوة محمد بن صالح بن محمد ابن عثيمين يكنى بابي عبد الله ويعرف بابن عثيمين نسبة الى احد اجداده المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في السابع والعشرين من رمضان سنة سبع واربعين بعد الثلاثمائة والالف المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في العاشر من شوال سنة احدى وعشرين بعد الاربعمائة والالف وعمره اربع وسبعون سنة رحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب التعليق على ميمية ابن القيم وليست هذه التسمية من ممليه جزما فانما طبع بعد موته رحمه الله المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب شرح قصيدة من قصائد منازل السائلين ومقامات الصالحين لابي عبدالله ابن القيم رحمه الله شهرت بالميمية نسبة الى رويها وهو اخر حرف منها المقصد الثالث توضيح منهجه اصل هذا الكتاب امال القاها المصنف رحمه الله في شرح هذه القصيدة ثم كتبت من تسجيل صوتي ونشرت بعد وفاته فلا يمكن الحكم عليها بمنهج بل بذكر خصائصها وخلاصة ذلك انها شرح مختصر اعتنى فيه المملي بحل معاني الابيات وبيان مقاصدها على وجه الايجاز نعم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين وجميع قال الشيخ محمد بن صالح رحمه الله تعالى الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم اذا طلعت شمس النهار فانها امارة تسليمي عليكم فسلموا. سلام من في كل ساعة وروح وريحان وفضل وانعم. هذه الابيات يقول فيها المؤلف رحمه الله لاحبابه ان بيني وبينكم علامة وهي طلوع الشمس وقصاد العلامة لانها ابتداء النور والوضوح والظهور العلامة اذا طلعت شمس النهار فانها امارة تسليمي عليكم فسلموا. يعني ردوا السلام فاني الان اسلم عليكم. وهذا يدل على شوقه ومحبتي حيث ابتدأ ذلك باول النهار. لان الاحاديث الطوال انما تبتدأ باول النهار. كما قال ابن رضي الله عنهما لابن جبير لما سأله عن حديث الفتون. قال استقبل النهار يا ابن جبير لانه حديث طويل ثم ذكر بعد ذلك رضي الله عنه انه يسلم عليهم سلاما ناشئا عن رحمة الرب عز وجل سلام من الرحمن في كل ساعة وروح وريحان وفضل وانعم. قوله في كل ساعة المراد بالساعة اتى الوقت وان قل. قوله رحمه الله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما لابن جبيل لما سأله عن حديث الفتون ابن جبير هو سعيد ابن جبير وحديث الفتون حديث طويل في خبر فتنة موسى عليه الصلاة والسلام. يذكره المفسرون في تفسير تلك الايات وقد اخرجه النسائي واسناده ضعيف نعم على الصحب والاخوان والولد والاولى رعوهم باحسان فجادوا وانعموا. الظاهر انه اراد بالصحب ولا اصحاب النبي الله عليه وسلم ولاخوان في الايمان والولد اولاد هؤلاء لا اولاده هو. ومن رأوهم باحسان ايتبعوهم واحسن اتباعهم بالرعاية الكاملة كما قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. ثم عمم في البيت التالي. تقدم ان المراد بقوله تعالى والذين اتبعوهم باحسان هم طائفة من الصحابة. بدلالة سياق الايات والقائلون بهذا القول الراجح مختلفون في تعيينهم منهم. والصحيح ان فرقان في تعيينهم ان من اسلم من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وهاجر فهو من السابقين الاولين. ومن كان بعد ذلك فهو من من الذين اتبعوهم باحسان. فلا يكون هذا وصفا دالا على من جاء بعد الصحابة فمن جاء بعد الصحابة انما يقال لهم التابعون ولا يقال لهم التابعون باحسان على ارادة المعنى الشرعي. اما باعتبار وضع اللغة فهم تابعون للصحابة وهم سائرون على طريق الاحسان. لكن لما اختص اسم الصحابة بمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فكذلك وصف المتبعين باحسان خاص بمن صحب منهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحديبية نعم. وسائر من للسنة المحضة اقتفى وما زاغ عنها فهو حقا يقدم الخبر مقدم فهو مقدم حقا. يعني كل من للسنة المحضة اقتفى وما زاغ عنها فهو مقدم حقا على غير المحضة الخالصة من كل ما يشوبها من ضعف او نقص لان السنة قد لا تكون خالصة وذلك اذا كانت ضعيفة او موضوعة فهذه ليست بسنة وان نصبت الى الرسول صلى الله عليه وسلم. وما زاغ عنها فهو حقا مقدم ما زاغ يعني منحرف عن هذه السنة فهو حقا مقدم على غيره. فكل من تمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم مظاهرا وباطنا فهو مقدم على غيره بلا شك. وكل من كان لها اتبع كان لله اطوع ثم ذكر في البيت التالي وصف هؤلاء السابقين فقال اولئك اتباع النبي وحزبه ولولا هموم ما كان في الارض مسلم اولئك اتباع النبي وحزبه اي طائفته الذين يتحزبون اليه وينصرونه ولولاهم ما كان في الارض مسلم يعني انهم هم السبب الذي نشر الله به الاسلام. وهنا اطلق المؤلف رحمه الله قوله لولاهم لان ان استعمال لولا في السبب الحقيقي الشرعي او الحسي جائز سواء ذكر الذكر معها الله ذكر معها الله عز وجل الذي هو مسبب الاسباب ام لم يذكر والمحظور منها امران. احدهما ان يضاف هذا الشيء الى غير سببه الشرعي او الحسي فهذا لا يجوز مثل ان يقول القائل لولا الولي فلان لحصل كذا وكذا والولي غير حاضر او فهذا لا يجوز والامر الثاني من المحظور ان يقرنها مع الله بحرف يقتضي التسوية كقوله لولا الله وكذا فهذا لا يجوز وان كان السبب صحيحا. فلو قلت مثلا وقد غرقت واخرجك انسان من الغرق لولا الله وفلان لهلكت هذا لا يجوز لانك قرنت الله مع غيره بحرف يقتضي التسوية هذان هما المحظوران. اولا ان يضيف الشيء الى غير سبب شرعي او حسي. ثانيا ان يضيفه الى سبب صحيح لكن مقرونا مع الله بحرف يقتضي التسوية كالواط. اما لو ذكر السبب الصحيح الشرعي او الحسي وحده فهذا لا بأس به او ذكره مع الله مقرونا بثم فلا بأس به. كما لو قال لولا الله ثم فلان ولاحظ اننا قلنا السبب الصحيح. اما لو جاء بسبب غير صحيح فانه لا يصح ولو قرنه بثم كما لو قال لو فالله ثم الولي فلان الميت او الغائب هذا لا يجوز. وابن القيم رحمه الله في هذه الابيات قال لولاهم فاضافهم فاضافه الى سبب صحيح غير مقرون مع الله بواو. اذا لولاهم ما كان في الارض مسلم وهل هم السبب الوحيد في ذلك؟ الجواب لا. فاصل ذلك الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فكانوا هؤلاء حزبا له وناصرين له. ففتح الله بهم من البلدان والقلوب ما لا يعلمه الا الله عز وجل والدليل على ان السبب الصحيح الشرعي او الحسي جائز ان يضاف الى اليه الشيب لولا بدون بذكر الله قول الرسول صلى الله قول الرسول صلى الله عليه وسلم لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار يعني عما هو ابا طالب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في قول ابن القيم رحمه الله لولاهم ما كان في الارض مسلم ان استعمال لولا ها هنا وقع على وجه مأذون به. اذ استعملها ابن القيم رحمه الله في سبب حسي جائز وما كان كذلك فلا محظور فيه. وانما المحظور في استعمال هذا الترتيب كما المصنف من وجهين اثنين احدهما اضافته الى ما ليس سببا شرعيا ولا حسيا والسبب هو الموصل الى الشيء. فاذا اضيف امر الى غير سببه كان فذلك ممنوعا من استعماله في قول المرء لولا كذا وكذا لكان كذا وكذا كما مثل المصنف رحمه الله بقوله لولا الولي فلان لحصل كذا وكذا والولي غير حاضر او ميت فهذا لا يجوز لانه اظاف هذا الامر الى ما ليس بسبب له. والاخر ان يقرن مع الله عز وجل بحرف يقتضي التسوية. كقوله لولا الله وكذا وكذا. ثم يذكر سببا من الاسباب فمثل هذا لا يجوز ايضا لما فيه من التسوية بين السبب وبين مقدره سبحانه وتعالى. وبقيت مرتبة ثالثة من المحذور مانعة من استعمال هذا التركيب ان اتفق وجوده وهو اذا نظر الى ذلك السبب فوق القدر المأذون به شرعا. فاذا قال الانسان اولى كذا وكذا لكان كذا وكذا فيما هو سبب شرعي او حسي من غير الاتيان بالواو الدالة على التسوية لكن عظم قدر السبب في قلبه فوق القدر المأذون به شرعا كان ذلك محظورا وسبق ان ذكرنا لكم ان الاسباب رتب الشرع لها رتبة لا ينبغي تجاوزها. وتلك الرتبة هي الاطمئنان اليها والاستبشار بها كما قال الله سبحانه وتعالى وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم فالمأذون به في السبب الشرعي او الحسي ان يكون نظر القلب اليه استبشارا به اطمئنان فان زاد على هذا كان ممنوعا منه. فعلم بهذا ان تركيب جملة لولا كذا وكذا لكان كذا وكذا. تمنع في ثلاثة لاحوال الحال الاولى اضافة الشيء الى غير سببه الشرعي او القدري والثاني اشتمال الجملة على واو تقتضي التسوية. والثالث قاع هذا التركيب مع النظر الى السبب فوق المأذون به شرعا. فاذا اتفق مجيء هذا التركيب على احد هذه المراتب الثلاث كان ذلك الاستعمال ممنوعا. ومما ينبغي ان يعلم ان اثبات شيء ما انه سبب من الاسباب يفتقر الى طريق يؤيد ذلك من الادلة المجزوم بها. فان كان شرعيا افتقر الى دليل شرعي وان كان قدريا افتقر الى دليل قدري. واذا لم يوجد دليل على ذلك كان عده سببا ممنوعا منه. ثم بين الشارح رحمه الله على ان ابن القيم رحمه الله ذكر ان هؤلاء اي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لولاهم ما كان في الارض مسلم ان ذلك لا على سبيل الاستقلال بل ليسوا هم السبب الوحيد فاصل ذلك الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وعليه وسلم فكانوا هؤلاء حزبا له وناصرين له. ويمكن ان يحمل كلام ابن القيم على ارادة ذلك لكنه اضافه اليهم باعتبار انهم القائمون بها. كما ان دين الله عز وجل يضاف اليه تارة ويضاف الى المتعبدين به تارة اخرى كما جاء ذلك في اية كثيرة من القرآن. فاضيف الى الله باعتبار انه هو واضعه. الذي شرعه للخلق واضيف الى الخلق باعتبار انهم الممتثلون له المتعبدون به فلما افترقت نسبة الاظافة جاز ان يكون مضافا الى الله تارة ومضافا الى الخلق تارة اخرى. وكذلك ها هنا يمكن ان يكون اضافته اليهم انهم هم ناصروا الرسالة. فالرسالة النبوية هي التي اشرقت شمسها فاوجبت ذلك لكن لما كان هؤلاء هم ناصروا الرسالة جازت الاظافة اليهم لولاهم كادت تميد باهلها ولكن رواسيها واوتادها هم بالميدان هنا ليس الميدان الحسي ولكنه المعنوي. يعني لولا هؤلاء لاضطربت الاقوال واختلفت الاراء وفسدت الارض ولولا همه كانت ظلاما باهلها ولكنهم فيها بدور وعن جنون. صحيح ان حزب عليه الصلاة والسلام القائمين بسنته الداعين اليها هم البدور والانجم النافعة للعباد والبلاد. تقدم كما ان وصف اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنجوم امثل ما فيه حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد. وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى هذي ما يوعدون واصحاب امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي فيما يوعدون فجعل صلى الله عليه وسلم نفسه كالنجم لاصحابه وهم كالنجوم لهذه الامة. اما الحديث المصرح بذلك وهو الحديث المشهور اصحاب كالنجوم بايهم اهتديتم اقتديتم فلا يصح. نعم. اولئك اصحابي فحي هلا بهم بالطيبين وانعموا اولئك اصحابي اولئك اصحابي اي صحبة دينية فحي على جهرا بالطيبين وانعموا. ثم قال في البيت لما عمم السلام لكل امرئ منهم سلام يخصه الادنى اليه وينعم. لكل امرئ منهم هذا التخصيص سلام يخصه يبلغه الادنى اليه وينعم اليه وينعم وهذا يدل على شدة تعلق قلب المؤلف رضي الله عنه بهؤلاء حيث سلم عليهم ذلك السلامة العامة واثنى عليهم ثم خصص. فيا محسنا بلغ سلامي وقل لهم محبكم يدعو لكم يسلم الظاهر انه تصور هنا شخصا محسنا خاطبه بذلك ليبلغهم سلامه. ولم يقصد بذلك الله عز وجل فلم يقصد ان الله يبلغ سلامه اياهم. ولكن تصور شخصا محسنا يبلغ هؤلاء سلامه. وكل هذا من الخيال الواسع الذي يدور في ذهن الشعراء. قول المصنف رحمه الله الظاهر انه تصور تصور هنا شخصا محسنا حتى قال فلم يقصد ان الله يبلغ سلامه اياهم هذا النفي باعتبار كون المحسن من اسماء الله سبحانه وتعالى. فاذا قال القائل ويا محسنا على ارادة كونه اسما لله عز وجل ورد هذا الاحتمال. اما على الصحيح من ان ليس من اسماء الله سبحانه وتعالى صرف قوله فيا محسنا الى احد من المخلوقين والاحاديث التي فيها تسمية الله عز وجل بالمحسن لا يثبت منها شيء ويا نائمي في حبهم وولائهم تأمل هداك الله من هو انوم. ايهم الالوم الذي يلوم الشخص في باصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام واتباعه وحزبه او المحب. والجواب الاول تأمل هداك الله من هو باي دليل ام باية حجة ترى حبهم عارا علي وتنقم. هذا الاستفهام للانكار يعني ليس عندك اي دليل ولا يمكنك ان تأتي لي بدليل يجعل حب هؤلاء عارا ينقم علي به. وكأنه نندد بالرافضة الذين يرون ان حب الصحابة رضي الله عنهم عار وانه يجب بغضهم وسبهم الا من استثنى او منهم من ال البيت ونفرا قليلا من غيرهم. قول المصنف رحمه الله وكأنه يندد بالرافضة الذي الذين يرون ان حب الصحابة رضي الله عنهم عار وكذلك هو تنديد بالنواصب. الذين ينتهلون بوظة بعظ ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم. ويرون ذلك وعارا فهو رد على الطائفتين جميعا. فان اهل السنة ينتحلون محبة الال والصحب بجميع ولا يستثنون من ذلك احدا. اما الروافض ومقابلوهم من النواصب فانهم تعلقوا بحب طائفة منهم دون طائفة. فجعلوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واله حزبين منهم المحبوب ومنهم المبغض. والصحابة والال مبرؤون عن طريقة هؤلاء بل هم عند المؤمنين من خلص عباد الله محبوبون لهم قدر محفوظ ورتبة رفيعة. نعم. وما العار الا بغضهم واجتنابهم وحب عداهم ذاك عار هذا صحيح فحب الصحابة رضي الله عنهم وحزب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بعار بل هو شرف طاعة واجر والمرء مع من احب لكن بغضهم هو العاق. اما والذي شق القلوب واودع المحبة فيها حيث لا تتصرم اما هذه للتنبيه مثل انا ثم اقسم بالله عز وجل الذي شق القلوب. واودع المحبة فيها فالذي يعطي المحبة في القلوب هو الله عز وجل. احيانا تود ان تحب شخصا ولكن تعجز وكثيرا ما يلقي ما يلقي الله في قلبك محبة الشخص من غير اي سبب وعمل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلومني فيما تملك ولا املك. فالمحبة يلقيها الله عز وجل في قلب الانسان وما اجمل محبة الله ورسوله والمؤمنين اذا القاها الله تعالى هذه اشرف انواع المحبة التي يتمنى الانسان ان الله سبحانه وتعالى يضعها في قلبه. قوله رحمه الله فالذي يعطي المحبة في هو الله عز وجل. يشهد لهذا حديث ابي هريرة في صحيح مسلم. ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب عبدا نادى جبريل فقال يا جبريل اني احب فلانا فاحبه. فيحب جبريل وينادي في السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض. فالذي يهب المحبة لمن شاء من خلقه في قلوب من شاء في خلقه هو الله سبحانه وتعالى. وليس ذلك لاحد من الخلق واجل المحبة الموضوعة في القلب هي محبة المؤمنين ولا سيما خلصهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نعم. وهذا الحديث الذي ذكره المصنف اللهم على قسمي فيما املك الى اخيه حديث ضعيف تحملها قلب المحب وانه ليضعف عن حمل القميص ويألم. اي ان المحبة من اشد ما يكون لان المحبة جذابة تجذب الانسان بسلاسل من حديد الى المحبوب. ولهذا لا يمكن ان تجد احدا يحب الله عز وجل الا ويعمل طاعته لما ادعى قوم انهم يحبون الله ماذا قال الله للرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. ان كنت صادقا فاتبع الرسول صلى الله عليه وسلم. اما ان تقول والله انا احب الله ورسوله تبكي على هذا الحب واذا بك من افسق عباد الله فهذا كذب. فالميزان الذي يمكن ان يبخس هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فكلما رأيت الانسان اتبع للرسول صلى الله عليه وسلم فاعلم انه احب الى الله وهذا انه يحب الله تعالى والله تعالى يحبه. لان محبته لان محبته لله قادته الى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واثمرني اتباع محبة الله في قلبه فهنا سلسلة محبة الانسان ينتج عنها اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم تثمر محبة الله عز وجل فهذه المحبة يحملها الله قلب المحب وانه ليضعف عن حمل القميص ويألم. وانه ليضعف عن حمل القميص ويألم وهل المقصود هنا القلب او المحب؟ المقصود هو المحب لانه هو الذي يلبس القميص. ذكر المصنف رحمه الله او تعالى ان المحبة جذابة فهي تغلب على القلب فينجذب القلب الى محبوبه الذي تعلق به. ولما كان ادعاء المحبة امرا يجري على الالسنة امتحنت المحبة بدلائل تصديق تلك المحبة كمحبة الله سبحانه وتعالى فان الخلق لما كان فيهم من يدعي تلك المحبة امتحنهم الله عز وجل بقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. فجعل محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه دليلا صادقا وشاهدا مبينا على محبة الله. وكان الحسن البصري يسمي هذه الاية اية المحنة لان الله امتحن بها من ادعى محبته. وجعل البرهان على صدق دعوى المحبة. اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باظهار الحجة والحجة قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. فالمحب لله سبحانه وتعالى هو الصادق في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد باتباع النبي صلى الله عليه وسلم حيث اطلق امتثال سنته. فالمتبع له صلوات الله وسلامه عليه هو الممتثل لسنة ومن لم يكن ممتثلا لسنته فليس متبعا له. وكلما كان المرء ازيد اتباعا للسنة واكثر تمسكا بها كلما قويت محبته لله سبحانه وتعالى لان ان من اعظم مراقيها الموصلة اليها اتباع النبي صلوات الله وسلامه عليه. وانما تقوى محبة الله عز وجل في القلب مع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لانه هو المرشد الى ذلك المحبوب فانه صلوات الله وسلامه عليه بما اخبر من خبر وابدى من نهي وامر ارشد الى ما يجب لذلك المحبوب وما له من الكمالات في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله. فكان متابعته صلى الله عليه وسلم بما ارشد اليه سببا في زيادة محبة الله سبحانه وتعالى نعم العثام ذللها الظاهر انها القلوب حتى استكانت لصولة المحبة والمحبة امرها عظيم. ولا يعرف شأنها الا من قرأ اخبار العشاق فمن قرأ اخبار العشاق عرف كيف اثر كيف اثر المحبة وشأنها. لكن محبة الله لا تولد ما محبة العشاق لان محبة العشاق قد تقتل العاشق لكن محبة الله تزيده سرورا وانشراحا وفرحا وانبساطا وبين المحبتين اعظم مما بين السماء والارض والمحبة شأنها عظيم حتى ان ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين قال ان كل شيء يدور على المحبة لولا محبتك للخبز ما اكلت وللنوم ما نمت وللذهاب الى اصحابك وهذا هبط وهكذا لكن الموفق من وفقه الله عز وجل من وفقه الله عز وجل محبته تابعة لمحبة الله عز وجل. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا منهم لا تنوي ولا تتلعثم. يعني لا تتأخر ولا تميل يميل وراها شمالا. ذكر المصنف رحمه الله ان امر المحبة عظيم استكانت القلوب لصولتها وسلمت لامرها. ومن رأى اخبار كاف عرفة عظيم اتى للمحبة. هذا في حق المحبوبين من الخلق ومن طال سير السلف عرف قدر ما في قلوبهم من محبة الله سبحانه وتعالى. فقد كانوا يضنون ابدانهم ويحملونها على الاشد الاقسى طلبا لمرضاة محبوبهم سبحانه وتعالى وربما انقلبت الالام التي تلحقهم بسبب ذلك الى لذات يتقلبون فيها لا ادل على ذلك من تفانيهم في عبادة ربهم سبحانه وتعالى. فاذا قرأت اخبارهم في قيامهم وقراءتهم للقرآن وتضرعهم الى ربهم سبحانه وتعالى وتكلفهم مشاق اه سفر القلوب والابدان اليه في العمرة والحج والجهاد عرفت شدة ما في بهم من محبة الله سبحانه وتعالى. وشدة هذه المحبة وصولتها على قلوبهم اعظم من صولة العاشق لمعشوقه. فان عشاق الخلق ربما انفصمت محبتهم وانقلب العشق والهيام الى مفاصلة وبغض. اما من عرف الله سبحانه وتعالى فاحبه لا يزال يزداد من هذه المحبة. فكلما تمادى فيها كل كل من جذب الى محبته سبحانه وتعالى اكثر واكثر. وما من محبوب الا ومحبته تنتهي الى غد يجد المرء اثره الا محبة الله سبحانه وتعالى. فانها لا تنتهي الى احد عند قلوب اهل المعرفة ولا ادل من تزايدها من ظهور شاهدها وهو زيادة الايمان فالشاهد لا ينتهي الى قدر فلا يقال ان الايمان منتهاه كذا وكذا بل لا نهاية لزيادته لانه لا نهاية لاقبال القلوب على خالقها سبحانه وتعالى اذا محبته وقد مر كثير من احوال السلف وكلامهم واخبارهم واشعالهم في كتاب المحبة لله سبحانه وتعالى للختل وهو كتاب عظيم ينبغي ان يعيد المرء قراءته مرة بعد مرة وكان حقيقة ان يقرأ في اطول من هذه المدة. لكن المراد لكن المراد بامراض مثل هذه الكتب التعريف بها في اقل الاحوال. ثم ينبغي لطالب العلم ايضا ان يقرأ كتاب استنشاق الانس للحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى فان مدار مقصده هو محبة الله عز وجل ثم ليثلث طالب العلم بالقراءة في روضة المحبين لابي عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى. والكلام في هذا الباب بالنسبة لنا عال عن الوجد والذوق. واما كلام اولئك رحمهم الله تعالى فان المرء يأنس بذوقه ووجدهم وفرط وصفهم لمحبتهم لربهم سبحانه وتعالى. لان انه كان لهم من القدر والمنزلة في كمال العبادة وتمام المحبة ما لم يكن لمن تكلم في هذا الشأن من بعدهم. نعم حيا ظلمنا يا فوقها وهي حوم. وذلل فيها اي في المحبة انفسا دون ذلها. واذا شئت مثالا يضرب لذلك فتذكر قصة مغيث وبريرة. فمغيث يحب بريرة وبريرة لا تحبه. فهو يمشي وراءها في سكك المدينة يبكي ويطلب ان ترجع له او ان تبقي النكاح. اذا نفسه ذلت لهذه المرأة من اجل المحبة. فانظر كيف المحبة تصنع بالرجال حتى تجعلهم اذلة للنساء. وهذا امر كما قال المؤلف رحمه الله امر من الله عز وجل الذي شق قلبه واودع فيه هذه المحبة ولهذا ينبغي لك دائما ان تسأل الله عز وجل ان يجعل محبتك تابعة لمحبته. اللهم اني حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك. ثم قال يعني من شدة المحبة كان حياض المنايا وهي مورد موارد المنايا التي ترد اليها فوق هذه النفوس تحوم عليها لتقتل من شدة المحبة ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان المحبة تجري على من شاء الله سبحانه وتعالى ان تجري عليه فربما اورثت نفسه ذلا دون دلها كما اتفق لمغيث وبريرة فان بريرة لما عتقت وصار امرها اليها تركت مغيثا فكان لفرط حبه امشي وراءها وهو يبكي. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجب من حبه اياها بغضها له واعظم من هذا الحب الذي هو حب مخلوق لمخلوق في تذليل النفس اتفق لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم داعيا ومبشرا ونذيرا فانهم لفرط محبتهم لربهم سبحانه وتعالى اذلوا انفسهم فانهم اخرجوا انفسهم من الوطن والاهل والولد والمال. وتغربوا صاروا الى دار غربة وفي مجمع فرقة ولا ادل من غريب تشرد عن وطنه وترك ما وولده ولكن كان هذا اثر محبتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وكانت العرب تستنكر ان يعلو الرجل رأسه كما قال ابو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر له امر السجود فقال ما احسن دينك لولا ان الرجل فيه تعلو رأسه ولما احب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ربهم ورسولهم اذعنوا لذلك فعكفت جباههم متقربة الى الله عز وجل في ذل. ولما كان هذا الذل هو احوال دلهم كان الجزاء لهم ولهذه الامة ان يكون المرء في هذه الحال اقرب ما يكون الى ربه عز وجل كما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد فان السجود فيه من اظهار الذل لله عز وجل الامر العظيم فكان الجزاء لمن دل بين يدي الله سبحانه وتعالى محبا له بالسجدة بين يديه ان يجعله الله عز وجل في مكان قريب منه. واعتبر هذا في جميع احوال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فانهم اذلوا انفسهم طلبا لرضى محبوبهم واخرجوها عن الفها وعادتها وما كانت عليه في الجاهلية الى امر عظيم ولم يقدر على ذلك الا النفوس الشريفة. اما القلوب الملطخة بدنس الكبر والحسد والغل فانها استنكفت عن هذا ولم تذل ربها وللرسول الذي بعثه الله سبحانه وتعالى اليها ورضيت بالكفر فلما صدت عن محبة الله عز وجل لم يجعل الله عز وجل لهم منه حظا وجعل مأواهم دار السعير. نعم وبعدها احبتنا ان غبتموه او حظرتموه. يعني انتم احبتنا اعني انتم احبتنا قربت من بعدتم لتمام حضرتم هذا دليل على ان محبة هؤلاء قد ملأت قلب ابن القيم رحم قلب ابن القيم رحمه الله. الله هذه محبة عظيمة من دلائل صدق المحبة بين المخلوقين انها لا تنقص بغياب ولا تزيد باحسان بل المحبة الصادقة هي الثابتة التي لا تتغير وانما تكون المحبة بين المخلوقين كذلك اذا كان سببها شرعيا ايمانيا وهي محبة المؤمن لاخيه المؤمن لاجل دينه. فانه اذا احبه لاجل ذلك لم يكن احسانه اليه سببا لزيادة المحبة. ولا غيابه عنه وجفوته اياه سببا حصانها لان موجب عقد المحبة هو الايمان. واذا كان الموجب باقيا فالمحبة ثابتة واذا رأيت نفسك تتغير محبتك لمن تصحبه من المؤمنين لنقص احسانه او غيابه عنك فاعلم ان محبتك مدخولة وان المحبة هنا ليست ايمانية خالصة. وانما هي محبة مؤانسة ومشاكلة وملاطفة هي شبيهة بالمحبة الطبيعية التي تكون بين المخلوق والمخلوق حتى بين الكفار لانفسهم فان الكفار تجري بينهم المحبة باعتبار مقتضى الطبيعة في ان الله سبحانه وتعالى خلق الناس يأنس بعضهم ببعض ويحتاج بعضهم الى بعض وشرف الله المؤمنين بمحبة ليست عند غيرهم وهي محبة بعضهم بعضا في الله عز وجل. ولجلال قدرها صارت سببا من اعظم اسباب ذوق الايمان. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس في الصحيحين قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. وذكر فيهن وان يحب المرء لا يحب الا لله. وهذا البناء مقتض حصرا. سبب المحبة. في الايمان ومتى كان هذا هو السبب المحرك؟ علم ان ما خرج عنه كالاحسان والجفوة والغياب والشهادة ان هذا ينبغي الا يكون مؤثرا في زيادتها وتقويتها نعم. سلو نسمة الريح كم قد تحملت محبة صب شوقه ليس يكتم. نسمات الريح يعني هبوبها سلوها كم قد تحملت لان الريح هي التي تأتي بالروائح. سلوها كم قد تحملت من الاشواق وهذا يعني انها كثيرة وشاهد هذا انها في هبوبها تكاد تبث الود لو تتكلم. الوجد شدة المحبة يعني شاهدوا هذا ان هذه النسمات الريحية التي تحمل محبتنا اليكم تكاد تنشر الوجد بالصوت لو تتكلم لكنها لا الا انها تحمل الاشواق. وكنت اذا ما اشتد بي الشوق والجوع وكادت عرى الصبر الجميل تفصموا اعلل نفسي بالتلاقي وقربه واوهم هلك انها تتوهم واتبع طرفي وجهة كم انتم بها فلي بحماها مربع ومخيم. واذكر بيت قاله بعض من خلا. وقد ضل عنه صبره فهو مغرم وسائل عنكم كل قاد ورائح. واومي الى اوطانكم واسلم قوله وكنت اذا ما اشتد بالشوق والجواء فالشوق هو شدة المحبة والجوار والحزن على فراق المحبوب وكادت عرى الصبر الجميل تفصم كنت اعلل واتبع واذكر خبر كنت واعلل هذا حديث النفس واتبع طرفي هذا عمل العين واذكر بيتا هذا عمل النفس تسلية اولا اعلن نفسي بالتلاقي وقربه واقول لها سيأتي اللقاء وكل ات قريب اصبري سوف تلتقين بك واوهمها يعني اوهمها بقرب التلاقي وانه ليس ببعيد لكنها تتوهم يعني معناه يلحقها الوهم شدة الشوق ولا تعي ما اقول لها؟ ثانيا واتبع طرفي وجهة انتم بها كاني اتصور ان هذا الرجل خارج البلد ومحبه في مكة ويتجه الى مكة ينظر الى الجهة التي هم فيها فلي بحماها مربع ومخيم. ثالثا قال واذكر بيتا قاله بعض من خلا فقد ضل عنه صبره فهو مغرم. يعني انه مغرم بالحب كان غريما لازمه ما هذا اسائل عنكم كل غاد ورائح. غاد يعني في الصباح ورائح يعني في المساء. واومي الى اوطانكم وسلموا هذا بيت لغير ابن القيم رحمه الله لكنه يتذكر هذا البيت الذي كان يقول صاحب هذا القول عنكم كل غاد ورايح واومي الى اوطانكم واسلم يعني لو تصورت هذه الحالة او تخيلتها وجدت انه في شوق كل واحد يجيء في الصباح او في المساء يسأله اين الاحبة؟ اين تركتهم؟ واين وجدتهم؟ الى اخره ومع ذلك الى اوطانهم ويسلموا كانه المجنون من شدة الولد ومن شدة الشوق. قوله ابن القيم رحمه الله تعالى وكنت اذا ما اشتد بالشوق بي الشوق والجواء. اصل هذه الجملة وكنت اذا اشتد بي الشوق والجوى فان من قواعد بناء الجمل في لسان العرب ان اللاحقة لاداء تكون زائدة يتم الكلام بدونها. فكأن الكلام ها هنا وكنت اذا اشتد بالشوق والجوى. ومن ذلك قول الله تعالى حتى اذا ما جاءوها اي اذا اي حتى اذا جاؤوها وفي ذلك انشدوا يا طالبا خذ فائدة بعد اذا ما زائدة فكل ما تلحق اذا وتتبعها فهي زائدة وزيادتها لتأكيد الكلام نعم وكم يصبر المشتاق عمن يحبه وفي قلبه نار اساترم. يعني ما اكثر ما يصبر المشتاق عن من يحبه ولكن في قلبه نار الاسى يعني الحزن تتبرم وهو كذلك يصبر المشتاق ويعلل نفسه بالتلاقي ويقول ان شاء الله اللقاء قريب وما اشبه ذلك وقلبه فيه النار تتضرم يريد الوصول الى محبوبه. ثم انتقل المؤلف رحمه الله من هذا التصوير للاحباب الذين هم حزب الرسول عليه الصلاة والسلام. انتقل الى موضوع اخر جديد وهو تصور فلا ادري هل المؤلف رحمه الله نظم هذه القصيدة في سفر الحج لان في تقديم الاحباب وذكرهم والتحدث عنهم وهو يريد الحج له مناسبة فقد يكون المؤلف رحمه الله نظم هذه القصيدة وهو في سفره الى الحج والله اعلم اما والذي حج المحبون بيته ولبوا له عند المهل واحرموا. المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر المحبة وما تؤثر في القلب انتقل الى ذكر شيء مما يحبه المؤمن وهو الوصول الى بيت الله الحرام قال اما والذي حج المحبون بيته ولبوا له عند المهل واحرموا. وهذا يعني به الله عز وجل فانه هو الذي به فقال اما والذي حج المحبون بيته وبيت الله تعالى هي الكعبة اضافها الله تعالى الى نفسه تشريفا تعظيم وقوله عند المهل الميقات لانه مكان الاهلال. قال ابن عمر رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول مهل اهل المدينة ذو الحليفة الحديثة ولا يصح ان نقول المهل لان المهل من الثلاثي من هل يهل هذا من الرباعي من اهل يهل وهذا هو المقصود. وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعا الايمان تعلو وجوه بعزة من تعلم وجوه وتسلموا. يهلنا بالبيداء. كشفوا رؤوسهم في الاحرام لله عز وجل وهذا امر معروف الى الان ان الانسان يكشف رأسه من باب التواضع وتعظيم من كشف رأسه من اجله حتى نشاهد الان الجند حتى نشاهد الان الجند اذا مر بهم شخص حتى نشاهد الان الجند اذا مر بهم شخص يكرمونه ويضعون ما يضعون ما على رؤوسهم من القبعات اكراما له وتعظيما. وكذلك الصوفية الذين يعظمون ومن يزعمونهم اولياء يكشفون رؤوسهم اذا اقبلوا اليهم تعظيما وكشف الراس من العادة ان يكونوا من باب التعظيم عند اللقاء وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعا لعزة من تعنوا الوجوه وتسلم. يعني من تعلو له وهو الله عز وجل اي تذل كما قال تعالى وعنت الوجوه للحي القيوم وهذا معنى لا يكاد احد من المحرمين يشعر به انه يكشف الرأس تواضعا لله عز وجل. ولولا ان المرأة عورة لكان من تعظيم شعائر الله ان تكشف رأسها لكن هي عورته وصار بحق الرجل دون المرأة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من دلائل محبة هؤلاء لربهم وانكسارهم بين يديه كشفهم لرؤوسهم في احرام تواضع لله عز وجل. وهذا من مقاصد كشف الرأس في الاحرام حال زيارة بيت الله الحرام. فان كشف الرأس علامة على الانكسار والاذعان فشرع للمحرم اذا اراد النسك ان يكشف رأسه وحرم عليه تغطيته تحصينا لهذا المقصد. وكما قال الشارح رحمه الله تعالى وهذا معنى لا يكاد احد من المحرمين يشعر به انه يكشف الرأس تواضعا لله عز وجل. لان العادات ابه فالناس ربما اقاموا عبادة ثم غلبت عليهم فيها العادة فاما الا حيطوا بمعنى التعبد فيها جميعا كمن يصلي عادة دون شهود قلبه لمعنى العبادة واما ان يستحضر في قلبه طرفا منها وتغيب عنه اطراف اخرى كما يقع للناسكين فان الناسكين لمفارقتهم ديارهم واقبالهم على البيت الحرام تشهد قلوبهم اقامة العبودية لله عز وجل في تلك المناسك. لكن قل منهم من يستكمل هذا الشهود القلبي فتغيب عنه اطراف من احوال التعبد والتجرد لله سبحانه وتعالى في كشف الرأس. فان كثيرا من الناس يؤدي النسك ولا يستحضر هذا المعنى. وبالنسبة للمرأة فقد ذكر الشيخ عذرا في ترك كشفها لرأسها تواضعا لله فقال ولولا ان المرأة عورة لكان من تعظيم شعائر الله ان تكشف رأسها لكن هي عورة فصار في حق الرجال دون المرأة. ولو قيل ان المرأة لرأسها في النسك هو الذل لله سبحانه وتعالى لكان صوابا لان اهل الجاهلية كانت النساء فيهم تتقرب الى الله عز وجل بالتخلي من ثيابها فتطوف حول البيت عارية. وكن يقلن اليوم يبدو بعضه او وكله وما بدا منه فلا احله. فكان ذل المؤمنات في مخالفة المشركات مفارقة لاصحاب الجحيم. فان هذا الشرع من اصوله العظام مفارقة اصحاب الجحيم في احوالهم واقوالهم وعاداتهم. ولما كان هذا فرضا من تلك الافراد كان مقابله شعار المؤمنات وامتثالهن لهذا الشعار وانخلاعهن من طريقة اهل الجاهلية في الطواف حول البيت هذا دليل دلهن لربهن سبحانه وتعالى وها هنا يرد سؤال وهو انه اذا كان كشف الرأس في النسك ذلا لله سبحانه وتعالى فهل يشرع للطائف حول البيت في غير نسك ان يكون مكشوف الرأس ام يكون الافضل له تغطيته. واضح السؤال واضحة الاشكال ولا مو واضح؟ يعني الان تقرر ان كشف الرأس في النسك ذل لله سبحانه وتعالى. فمن طاف حول البيت في غير نسك كمن يتطوع بطواف هل افضل انه كشف الرأس؟ ام الافضل له تغطية الرأس ابو غازي احسنت نقول ان الطواف حول البيت صلاة كما قال ابن عباس رضي الله عنه وروي مرفوعا ولا يصح. وقد امر الله سبحانه وتعالى باتخاذ الزينة. في قوله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. فاذا كانت الزينة في تغطية الرأس كان الافضل لغير الناسك اذا طاف حول البيت ان يكون مغطيا لرأسه بما تعارف عليه الخلق ولم يزل العرب اهل الحرم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى اليوم من لزينة الرجل فيهم تغطية رأسه. فيكون الاكمل تغطية الرأس في النسك لانه هو الاكمل في صورة المتعبد. يهل هنا بالبيت لبيك ربنا لك الملك والحمد الذي انت تعلم. التلبية المعروفة المشهورة تلبية النبي عليه الصلاة والسلام يهلون بالبيداء وهو مكان معروف عند مهل اهل المدينة. يقولون لبيك ربنا لبيك اللهم لبيك اخره والتلبية بمعنى الاجابة والطاعة والاقبال. دعاهم فلبوه رضا ومحبة فلما دعوه كان اقرب منهم. دعاهم يعني الله عز وجل قال الله تعالى كرجاله على كل ضامر يأتين من كل فج عميق. فلما دعاهم الله عز وجل لبوا هذه الدعوات رضا بشرعه ومحبة له. قوله تعالى يأتينا من كل فج عميق هو البعيد. لكن عدل عن هذا التعبير الى بوصف العمق لان العمق وصف للبعد فيما سفل وعلا يقال بئر عميقة واشباه هذا. ذلك ان الله سبحانه وتعالى رفع ام القرى وسفلت دونها سائر القرى فكانت مكة اما واصلا للقرى فلتحقيق هذا العلو قال الله سبحانه وتعالى من كل فج عميق. ففي هذه الاية اشارة الى فضل مكة. لان دونها في سفل وهي في علو. وهذا السفل هو العلو هو السفل والعلو المعنوي. واما باعتبار الحسي قد يكون بعضها في جبال ارفع مما هي مما فيه مكة مما فيه مكة المكرمة نعم. يعني مع مشقة السفر طول السفر لا سيما في الزمن السابق لما كانوا يسيرون على الابل وعلى الارجل يكون على هذا الوصف على الابل التي قد هزلت من طول السير مشقة تعثر رؤوس وغبرة ولكن وهم فيها اي في هذه الحال اسب وانعم لانهم انما شعثت رؤوسهم لله عز اجل فقد فارقوا الاوطان والاهل رغبة ولم يثنهم لذاتهم والتنعم فهم فارقوا اوطانهم واهلهم وتنعمهم ولذاتهم كل ذلك رغبة فيما عند الله عز وجل ولهذا كان الحج نوعا من الجهاد يسيرون من اقطارها وفجاجها رجالا وركبانا ولله اسلموا. من كل الاقدار يأتون من اقصى شرق اسيا ويأتون من اقصى المغرب يؤمون هذا البيت يبقى الانسان ستة اشهر حتى يصل الى البيت وقد حدثنا المشاة الذين كانوا يمرون ويسمون عند العامة الدراويش يأتون من اقصى شرق اسيا ستة اشهر ينزلون من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة حتى يصلوا الى مكة كما قال المؤلف رحمه الله من اقطارها وفجاجها رجالا وركبان ولله اسلموا. انقاذوا محبة وتعظيما ورجاء لما عنده حتى وصلوا الى مناهم. قوله رحمه الله وقد حدثنا المشاة الذين كانوا يمرون بنا ويسمون عند العامة الدراويش يأتون من اقصى شرق اسيا الى اخر ما ذكروا حركوا لهؤلاء هو انجذاب قلوبهم لمحبوبهم سبحانه وتعالى. فهم لفرض محبتهم لله عز وجل يشتاقون الى زيارة بيته كما قال بعض اهل العلم البيت مغناطيس قلوب المؤمنين وتصديقه في قول الله سبحانه وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. اي محلا لثوبهم ورجوعهم اليه مرة بعد مرة. وهذا امر يجده الانسان اذا زار بيت الله الحرام انه اذا خرج منه اشتاقت نفسه اليه. والنفس مطبوعة في الغالب على ملال الرجوع الى حال التي اعتادتها فهي تطلب غيرها لكن خاصية هذا المحل من كونه بيتا لله سبحانه وتعالى جعل القلوب منجذبة اليه. تتكبد المشاق والعنا لاجل الوصول اليه نعم. لما وصلوا الى المحبوب نسوا نسوا نسوا جميع المشاق التي صارت عليهم كان لم يكن شيء. يقول كانهم لم ينصبوا قط قبله ام لاي لم يتعبوا ولم يحصل لهم ذلك الشعث والغبرة والتعب والجوع والعطش والحر والبرد. حتى كانا يحدثني من اثيق به انه حج مع الجماعة من شدة الحر وقد كشفوا رؤوسهم وكانت الرؤوس من شدة الحر تطير قشورها وهم صابرون محتسبون يرجون ثواب الله عز وجل ومع هذا اذا وصلوا الى البيت زال عنهم كل شيء كان لم يحصل لهم نصب او تعب. كانهم لم يصبوا قبله لان قد ترحل عنهم فلله كم من عبرة مهرة فلله كم من عبرة مهرة واخرى على اثرها لا تقدموا. يعني اذا رأوا البيت بكوا وعجوا وعجوا بالبكاء لحصول مطلوبهم وشدة شوقهم الى عز وجل لا لالم او ضيق ولكن من شدة الشوق وحصون المطلوب. وقد شرقت عين المحب بدمع فينظر من بين الدموع ويسجم. الانسان اذا اذا غرورقت عيناه بالدموع تجده لا يبصر البصر المعروف لكن ينظر من بين الدموع من بين هذا الماء الذي يترقرق في عينه كما قال المؤلف رحمه الله اذا عاينته العين زالت ظلامها وزال عن القلب الكئيب التألم. لانه يرى بيت محبوبه الذي ما جاء من اقصى البلاد الا من فيزول عنه الم القلب ولا يبقى في قلبه شيء من الالم او التعب. ولا يعرف الطرف المعاين حسنه الى ان يعود الطرف والشوق اعظم يعني مع كونه وصل الى الغاية فاذا نظر الى هذا المحبوب لا يعود الطرف اليه الا وقد ازداد الشوق اليه وهذا كل محبوب يحبه الانسان محبة شديدة لا يشبع منه حتى لو ظفر به لا يكاد ينظر اليه او يسمع قوله الا ازداد شوقا ولا عجب من ذفحين اضافه الى نفسه الرحمن فهو المعظم اي لا تعجب من هذا الشوق العظيم وهذا الفرح بلقاء هذا البيت فحين اضافه الى نفسه الرحمن فهو المعظم يعني انما ان ما في القلوب من المحبة والتعظيم بهذا البيت انما هو بسبب اضافته الى الله فتعظيم البيت من تعظيم الله عز وجل. والعجب ان من الناس اليوم من يعظم هذا البيت ولا يريد احدا ان يخدشه باي اذى. ولكنه لا يعظم رب البيت. فيمضي وقته في معاصي ربه هذا البيت وفي الفجور والفسق وهذا من انعكاس القضية لاننا لا نحب بيت الله ولا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نحب المؤمنين الا من اجل الله عز وجل. فالذين عكسوا قضية وصاروا يعظمون هذا البيت ذلك التعظيم. والبيت جدير به لكنهم لا يعظمون الله عز وجل هؤلاء نقول هم عكسوا القضية وابن القيم رحمه الله هنا يبين ما يحل في القلوب من من محبة البيت وتعظيمه انما هو من اجل ان الله اضافه اليه. لما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى شوق القلوب الى بيت الله الحرام اراد دفع توهم ان شوق تلك القلوب انما هو الى البناء نفسه. فاخبر ان المحرك لهم هو كون هذا البيت مضافا الى الله سبحانه وتعالى. فلما احبوا الله عز وجل احبوا ما اضافه الله عز وجل الى نفسه فتحركت قلوبهم لاجل هذا المحبوب الذي اضافه الله عز وجل الى نفسه تشريفا. فتعلق قلوبهم بالبيت الحرام وحبهم له انما هو ناتج من حبهم لربهم سبحانه وتعالى في قلوبهم اليه. نعم. كساه من الاجلال اعظم حلة عليها طراز بالملاحة معلم من اجل ذا كل القلوب تحبه وتخضع اجلالا له وتعظمه. لا شك ان البيت لقد كساه الله تعالى جلالا وعظمة وملاحة في النفوس يجد الانسان فيه من الجمال والجلال والملاحة التي تكسب الجمال رونقا. لان وليس كل جميل يكون مليحا والجمال اذا فقد اذا فقد منه الملاحة لم يكن ذلك الشيء المطلوب. كما ان الملاحة اذا كانت مع شيء من النقص في الجمال ازدادته بهاء. اذا هذا البيت جمع بين الجمال والملاحة فهو اعطي من الحسن اكمله الى التعريف يرجون رحمة ومغفرة ممن يجود ويكرم. من المعلوم ان المؤلف رحمه الله طوى ذكر المبيت بمنى فقال راحوا الى التعريف وذلك لان الاصل والمقصود والوقوف بعرفة لقول النبي عليه الصلاة والسلام الحج عرفة رحمة ومغفرة من الله عز وجل الذي يجود بالخير ويكرم اولياءه. قول المصنف رحمه الله تعالى من المعلوف من المعلوم ان المؤلف يعني ابن القيم طوى ذكرى المبيت بمنى فذكر التعليم دون ذكر ما يتقدمه من الاقامة بمنى. والسبب الذي اوجب طي ذكر منى عند ابن القيم ان من الناس من يأتي الى عرفات الى عرفات مباشرة ولا يقدم ذهابه الثامن الى منى. فالحجاج وان افترقوا في وصولهم الى تلك المشاعر لكن يجمعهم اتفاقهم جميعا في يوم عرفة لانه ركن الحج الاعظم. نعم اعظم الذي كموقف يوم العرض بل ذكاء اعظم. اي ان موقف عرفة كموقف يوم العرض بل ذاك اي موقف يوم العرض اعظم ولا شك ان هو اعظم لانه يجمع الاولين والاخرين والمؤمنين والكافرين والادميين وغير الادميين والادميين وغير الادميين اما هذا فلا يجمع الا من حج فقط وهم طائفة قليلة بالنسبة لموقف العرب لكنه في الحقيقة مشهد مصغر لمشهد فتجد الناس من انواع شتى مختلفين في هيئاتهم واجسامهم والوانهم واحوالهم والسنتهم واعمالهم وقلوبهم من كل بوجه مختلف هذا يذهب وهذا يجيء وهذا ساكن وهذا متحرك. فاذا شاهدت الناس في هذا الدفع فكأنما تتذكر يوم القيامة ولا سيما عند الانصراف وانت تشاهد هؤلاء الناس كأنهم جراد منتشر كالفراش المبثوث كما قال الله عز وجل اذا شاهدتهم سبحان الله العظيم تخنقك تخنقك العبرة فلا تستطيع ان تملك نفسك حتى تبكي تجاه هؤلاء فكيف بالموقف العظيم الذي مقداره خمسون الف سنة؟ ومع ذلك الموقف يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. كذلك ايضا يفر من فصيلته التي تؤويه. قبيلته التي كان يأوي اليها في الدنيا يفر منها يوم القيامة. اذا ذلك المشهد مشهد يوم القيامة اعظم من مشهد يوم عرفة لكن مشهد يوم عرفة لا شك انه مشهد مصغر يعتبر به الانسان بما يكون في ذلك الموقف العظيم. ويدنو به الجبار جل جلاله يباهي بهم املاكه فهو اكرم. يدنو به يعني في ذلك اليوم فالباء هنا بمعنى في اي في ذلك اليوم يدنو الله الله عز وجل وهذا الدنو دنو لائق بجلاله وعظمته وودنو حقيقي مع علو الذي لا ينفك عنه عز وجل لان علوا من صفاته الذاتية والدنو من صفاته الفعلية فلا تنافي بينهما فالله تعالى عالم فوق عرشه ومع ذلك يدنو ومن خلقه كيف يشاء سبحانه وتعالى ويجب علينا ان نؤمن بهذا وانه حق على حقيقته ولا نقول كيف؟ التكييف هنا غير وارد بل السؤال بكيف في هذا الموطن بدعة مردودة على فاعله. فانت اذا قلت لي ابوك نزل من السقف من المجلس فقل لي كيف نزل؟ اما اذا قلت الرب عز وجل يدنو من عباده يوم عرفة فلا تقل لي كيف يتلو بل قل امنت وصدقت؟ هذا الدنو الذي اشار اليه الناظم والشارح هو دلو الله سبحانه وتعالى من خلقه في عشية عرفة ومباهاته ملائكته بهم ومغفرته لهم كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عائشة والدنو من صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية كالنزول. والقول في صفات الله عز وجل قول واحد مطرد وهي انها منزه منزهة عن ادعاء الكيفي فيها فلا يقال كيف لنا الله ولا كيف نزل الله ولا كيف يأتي الله فان الله عز وجل منزه عن الكيف لان القول في كيف صفاته فرع عن القول في ذاته. فكما اننا نقطع بعدم علمنا بحقيقة ذاته فاننا نقطع بعدم علمنا بكيفية صفاته. وهذا معنى قول الخطاب في البغدادي في قاعدته في الصفات فمن بعدهم القول في الصفات كالقول في الذات اي كما يقال اننا لا نعلم حقيقة ذاته فاننا نقول اننا لا نعلم كيفيات صفاته والى ذلك اشار محمد ابن عدود رحمه الله تعالى في معتقده اذ يقول وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فان يقل جهميهم كيف استوى؟ كيف يجي؟ فقل له كيف اي لما امتنع معرفتنا بكيفيته هو سبحانه وتعالى امتنعت مألفتنا بكيفية صفاته وقول ابن القيم رحمه الله تعالى ويدنو به الجبار ان صحت النسخة خلاف البلاغة فان موجب الدنو تحصيل المغفرة فان الله يدنو ثم يغفر لهم فالمناسب للبلاغة ان يقول ويدنو به الغفار جل جلاله يباهي بهم املاك او فهو اكرم. لان الجبر سلطان. وليس المناسب ها هنا وصف الله سبحانه تعالى بوصف العظمة والجلال بل المناسب وها هنا وصفه سبحانه وتعالى بوصف الرحمة والجمال وهو الواقع منه عشية عرفة. فانه يغفر لاهل الموقف ويباهي بهم الملائكة ولعل النسخة كذلك فيحتاج الى الوقوف على نسخة موثوق بها من ميمية ابن القيم نعم. يقول عبادي قد اتوني محبة واني بهم بر اجود وارحم. عباده من كل فوج ما جاء واضح هذا واضح الكلام هذا الذي قلناه تعرفون قصة الاعرابي لما سمع قارئا يقرأ قال والسارقة والسارق فاقطعوا السارق والسارق والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم. قال الاعرابي ليست الاية هكذا. الاية والله عزيز عزيز حكيم لماذا؟ لان الاعرابي فهم بعربيته ان المقام مقام عقاب. فلا يناسب المغفرة والرحمة بل يناسب العزة والحكمة. نعم. عباده من كل فج ما جاءوا الى هذا الموقف وفارقوا الاوطان وصبروا وعلى ما حصل لهم من المشقة باسفارهم الا من اجل محبة الله عز وجل ولا شك ان الله سبحانه وتعالى اكرم الاكرمين فمن بذل ما يحب الا اعطاه الله تعالى ما يحب ولهذا قال واني بهم برنا اي كثير العطاء اجود وارحم. فاشهدكم اني ذنوبهم واعطيتهم ما املوه وانعموا. يعني ان الله تعالى غفر ذنوبهم فلا ينصرفون الا وقد غفر لهم واعطوا واعطوا ما املوه من الخير. ولهذا ينبغي للمسلم في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم ان يحرص على الدعاء والثناء على الله سبحانه وتعالى لا سيما عند الانصراف في اخر اليوم وبشركم يا اهل ذا الموقف الذي به يغفر الله الذنوب ويرحم قوله كم كم للتكثير يعني ما اكثر العتقاء فيه من النار واخر. فكم فكم فكم من عتيق فيكم لعتقه واخر يستحي وربك ارحم. قوله كم كم للتكثير يعني ما اكثر العتقاء فيه من النار واخر يستحي ومعناه يكمل عتقه فيما بعد لكونه فاته العتق في هذا اليوم لكن خفف عنه فصار كالعبد الذي يستسعي ليكمل عتقه. وما رؤي شيطان اغيظ في الورى واحقر منه عندها وهو الئم الشيطان لا شك انه عدو لنا وكل عدو فانه يغيظه ان يرحم عدوه وكل عدو يفرح بما يسوء عدوه والشيطان واذا رأى رحمة الله عز وجل في هذا اليوم تنزل على على اهل الموقف فانه فانه يغيظه هذا الشيء. وما رؤي الشيطان في يوم من الايام من يوم عرفة الا ما رؤي يوم بدر فانه صار غيظه في يوم بدر اشد واعظم لان يوم بدر حصل فيه من النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه بل من نصرتنا نحن الى يوم القيامة ما لم يحصل مثله حتى سماه الله تعالى يوم قتل من صناديد قريش عدد لم يقتل باي وقعة مثل مثل ما قتل في يوم بدر مع ان المسلمين كانوا ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا يقابلون نحو الف رجل ولم يكن معهم الا سبعون بعيرا وفرسان فقط يتعاقبون عليها واولئك القوم اعدائهم قد جاءوا بعددهم بعددهم بعددهم جاؤوا كما قال الله عز وجل بعددهم وعددهم. جاءوا بعددهم وعددهم جاءوا كما قال الله عز وجل خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس. يقول زعيمهم ابو جهل والله ما نرجع حتى نقنق الدمى فنقيم فيها ثلاثة ننحر الجزور ونسقي الخمور وتعزف علينا القيال وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهبوننا ابدا لامور من اربعة ننحر الجزور ونسقي الخمور وتعزف علينا القيام وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا ابدا. هذه الاغراض اربعة صارت على عكس ما اراد صارت والحمد لله ذلا لهم الى يوم القيامة سمعت بهم العرب لكن سمعت بذلهم وهزيمتهم قتل من اربعة وعشرون رجلا والقوا في قليب من قلوب بدر خبيثة. ووقف النبي عليه الصلاة ووقف النبي عليه الصلاة والسلام عليهم يقول باسمائهم واسمائه ابائهم يا فلان ابن يا فلان ابن يا فلان ابن فلان هل وجدتم اوعد ربكم حقا فاني وجدت ما وعدني ربي حقا. يكلمهم وهم اموات توبيخا وتقريعا وتنديما لهم فلما قالوا له يا رسول الله كيف تكلف اقواما جيفوا؟ قال ما انتم باسمع لما اقول منهم يسمعون اكثر مما تسمعون لكنهم لا يجيبون فالمهم ان الشيطان يغتاظ يوم عرفة وما رؤي اغيظ من يوم عرفة الا يوم بدر لان يوم بدر شأنه عظيم سماه الله تعالى يوم الفرقان الشيطان عدو لبني ادم. فاذا غفر الله لهم اساء ساءه ذلك واغتم لهذا قال في البيت الذي يليه وذاك لامر قد رآه فغاظه فاقبل يحثو الترب غيظا ويلطم ما عاينت عيناه من رحمة اتت ومغفرة من عند ذي العرش تقسم قوله لم؟ اللام هنا للتعليل يعني فعلها يعني فعل هذا لاجل ما عاينت عيناه من الرحمات العظيمة. بنى ما بنى حتى اذا ظن انه تمكن من بنيانه فهو محكم. اتى الله بنيانا له من اساسه فخر عليه ساقطا يتهدم وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي اذا كان يبنيه وذو العرش يهدم. يعني انه اذا كان الله عز وجل يهدم ما بناه في لحظة فهل يمكن ان يعلو بناء ابليس؟ لا لانك مهما عملت من المعاصي وتبت الى ربك ونبت وصدق فان هذه المعاصي كلها تزول. قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. قال الله سبحانه الا ان كيد الشيطان كان ضعيفا. ومن دلائل ضعف كيد الشيطان انه مهما استرق من حال وزين له الوقوع في المعاصي فتكثر العبد منها وفرح الشيطان بادراجه في ما ان يستبصر العبد ويستيقظ ويتوب الى الله سبحانه وتعالى الا هدم الله عز وجل بنيان الشيطان الذي بناه بايسر الاسباب كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر فلو كان الشيطان قد اجتر هذا العبد حتى استكثر من الخطايا ما يبلغ زبد البحر فانه من الشيطان وضعف كيده ان العبد اذا وفق الى التوبة او الاتيان بسبب من الاسباب التي تكفر ذنوبه كتسبيحه لربه عز وجل مئة مرة سبحان الله وبحمده غفر الله سبحانه وتعالى له الذنوب التي اصابها ولذلك امر الله سبحانه وتعالى عباده بالتوبة وخاطبهم باعظم اوصافهم فقال الله سبحانه وتعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. وقال يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا تحبيبا لهم فيها وانهم اذا تابوا رد الله عز وجل عليهم الايمان الكامل واذا رد الله عز وجل عليهم الايمان الكامل فقد نقض بنيان الشيطان الذي بناه نعم. وراحوا الى جمع فباتوا بمشعر الحرام وصلوا الفجر ثم تقدموا راحوا الى جمعي الحجاج فالرواح قد يراد به مجرد الانطلاق وليس الانطلاق في اخر النهار. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ابي هريرة فيمن تقدم الى يوم الجمعة قال من راح في الساعة الاولى وهذا في اول النهار وقول من يقول ان الرواح في اخر النهار ولا يصح لغير ذلك قول لا اصل له. فاللغة العربية تدل على ان الرواح وان كان في الاصل يكون بعد الزوال لكن قد يطلق على مجرد الذهاب حتى في لغتنا العامية الان تقول للرجل بالصباح اين ذهبت فيقول رحت لفلان فقوله الى جمع متى راحوا لا يذهبون الى جمع الا بعد غروب الشمس فباتوا بمشعر الحرام وصلوا الفجر ثم تقدموا الى الجمرة الكبرى يريدون رميها لوقت صلاة العيد ثم تيمموا. وهذا واضح انهم باتوا في المشعر الحرامي ثم وقفوا فيه الى ان يسمروا جدا ثم تقدموا الى الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة يرمونها لوقت صلاة العيد منازلهم للنحر يبغون فضله واحياء نسك من ابيهم يعظم. فلو كان يضلها نحر نفوسهم به طوعا وللامر سلموا. كما بذلوا عند الجهاد نحورهم لاعدائه حتى جرى منهم يعني هؤلاء نزلوا شعور رؤوسهم تعظيما لله فان حلق الرأس لا شك انه تعظيم بل ان العسكر الان اذا مر بهم من يعظمونه او خلعوا ما فوق رؤوسهم من القلنسوات تعظيما له. فهذا تعظيم لله ولو رضي الله منهم ان يخلقوا نفوسهم لحلقوها يعني لذبحوا نفوسهم انظر الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما امره الله تعالى بذبح يذبح ابنه ماذا صنع؟ امتثل مع انه ليس له من سواه وقد جاءه على كبر ولكنهم ولكنه امتثالا لامر الله. استسلم الا ان رحمة الله عز ادركت فاوحى الله تعالى اليه ان يفديه بذبح عظيم واتى واتاه اجره كاملا. وبنو اسرائيل لما قيل لهم في التوبة اقتلوا انفسكم قتلوا انفسهم اخذوا سكاكين. واجتمعوا ثم صار بعضهم يقتل بعضا تحقيقا للتوبة. فالمؤمنون لو ان الله منهم من يقتلوا انفسهم وكانوا يقتلونه. يعني لو قال لك ربك اقتل نفسك بمقتضى الايمان. ان تقول سمعا وطاعة وتقتل نفسك ثم ثم ضرب المؤلف رحمه الله مثلا فقال كما بذلوا عند الجهاد نحرهم لاعدائه حتى جرى منهم الدم المؤمن حقا المحب لله المعظم له لا يهمه ان يقدم ان يقدم نحره لعدوه وعدو ربه اعلاء لكلمة الله عز وجل بذلوا نحورهم لاعدائه حتى جرى منهم الدم. حتى ان الواحد منهم اذا طعن قال فزت ورب الكعبة. ويرى ان هذا بوز وهو والله فوز لانه ينتقل من حياة الصحاب والندم والتعب والحزن والتنغيص والتكدير دار فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل امواتا بل احياء عند ربهم. وهذه الربوبية الخاصة اضافة خاصة لم ينلها الا من كان مثلهم لم ينلها الا من كان مثلهما واعلى منهم عند ربهم عند ربهم يرزقون. حي يرزق ارواحهم باجواء حي يرزق ارواحهم في اجواف طير خضر. نسأل الله من فضله تسرح الجنة وتأكل حيث شاءت ثم تأوي الى قناتي الى معلقة تحت العرش هذا فضل عظيم لما خرجت انفسهم من هذه الاجساد الترابية جعلت جعلت في اجساد طير تسرح في الجنة حيث شاء. فلذلك قتلهم في سبيل الله اللوم فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم من خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضله وان الله لا يضيع اجر المؤمنين قال ولكنهم دانوا بوضع رؤوسهم وذلك ذل للعبيد ومن سموا ميسوا يعني على على الذل ولما تقضوا ذلك التفث الذي عليهم اوفوا نذرهم ثم تمموا دعاهم الى البيت العتيق زيارة فيا مرحبا بالزائرين واكرموا. قال تقضوا ذلك التفث. يعني لانهم تحللوا وقصوا اظفارهم وما ينبغي قصه من الشعور وازالته اوفوا النذر بذبح الانساك ثم تمموا. دعاهم من البيت العتيق زيارة فيا مرحبا بالزائرين واكرموا. دعاهم الله عز وجل الى البيت العتيق والعتيق القديم. وقيل الذي يعتق من النار من طاف حوله. قوله رحمه الله تعالى تقضوا ذلك التفه يعني انهم تحللوا وقصوا اظفارهم الى اخر ما قال. التفتوا على القول الصحيح كما سبق بيانه في تفسير ايات المناسك هو القاء الشعل والوسخ والاظفار عن الناسك وهذه الكلمة كما حكى الزجاج وابو جعفر ابن النحاس مما لا تعرفه العرب من كلامها. وانما جاء ذكرها في شعائر الحج. والمفزع في تفسيرها المأثور عن السلف رحمهم الله تعالى والمأثور عن الصحابة تفسيرها بهذا المعنى وقد حكى النيسابوري الاجماع على هذا في تفسيره وفي حكايته نظر. لكنه هو القول الصحيح وقول المصنف رحمه الله تعالى في تفسير البيت العتيق بان العتيق القديم وقيل العتيق الذي يعتق يعتق من لمن طاف حوله يغني عنه قوله تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي مكة فهذا هو معنى كونه عتيقا. اي متقدما على غيره فيما وضع من المساجد وما عدا ذلك من المعاني التي يذكرها بعض المفسرين فلا تصح نعم فلله ما بهى زيارتهم له وقد حصلت تلك الجوائز تقسم بالله ما ابهى هذه كلمة تعجب كقول العرب لله دره فما ابهى من البهاء والحسن وقد حصلت تلك الجوائز تقسم. ولله قانون هناك ونعمة وبر واحسان وجود ومرحم. هذا طواف الافاضة. وعادوا الى تلك المنازل من منى ولا يلومناهم عندها وتنعموا. هذا الرجوع من طواف الافاضة يوم العيد للمبيت ببناء. اقاموا بها يوما ويوما وثالثا واذن فيهم بالرحيل واعلموا. اقاموا بها يوما الظاهر انه اول ايام التشريق ويوما الثاني وثالثا الثالث وراحوا الى رمي الجمار عشية شعارهم التكبير الله معهم وراحوا الى رمي الجمال عشية يعني بعد الزوال في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر شعارهم التكبير والله معهم يعني يكبرون ولا يلبون لان التلبية انقطعت عند رمي الجمرة العقبة يوم العيد وايام التشريق ايام اكل وشرب وشرب وذكر لله عز وجل. فلو ابصرت عيناك بها وقد بسطوا تلك الاكف ليرحموا. ينادونه يا ربي يا ربي اننا عبيدك لا ندعو سواك وتعلم. وها نحن نرجو منك ما انت اهله فانت الذي تعطي الجزيل وتنعم. ويعني بهذا الدعاء ما بين الجمرتين الاولى والوسطى والوسطى وجمرة العقبة. قول ابن القيم رحمه الله تعالى ينادونه يا ربي يا ربي اننا حمله على ذلك رعاية الوزن الشعري والا فكمال دعاء المتعبدين هو دعاؤهم ربنا ربنا دون ذكر حرف النداء. وهذا هو دعاء عامة الانبياء مما ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم. فانهم لا يذكرون حرف النداء فيه. وذلك الى امرين كما ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى اولهما ان ياء في وضع العرب لنداء اي البعيد والله سبحانه وتعالى قريب ليس ببعيد ولا سيما في في مقام الدعاء كما قال الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وثانيهما رعاية الادب مع الله سبحانه وتعالى بعدم تقدم شيء من الكلام على ذكر اسمه واضح؟ واضح ولا مو واضح؟ طيب ما تقولون في قول الله تعالى؟ وقال وصولوا ايش؟ ربي ولا يا ربي؟ يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. هذا يخالف القاعدة التي في القرآن في ادعية الانبياء. ما الجواب؟ ها احمد احسنت ان هذا ليس مقام دعاء فلم يقله على وجه الدعاء وانما جاء هذا على وجه الخبر نعم ولما تقضوا من منى كل حاجة وسالت بهم تلك البطاح تقدموا. الى الكعبة البيت الحرام عشية وطافوا بها سبعا وصلوا وسلموا. هذا طواف الوداع كان المؤلف رحمه الله يريد ان يسوق الصفة الحج على ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال نزل الى مكة واقام في الابطاح المحصب وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة ولما كان في اخر الليل اذن فارتحل من الابطاح الى مكة وطاف وطاف للوداع ثم صلى الصبح هناك ثم ركب راجعا الى المدينة صلوات الله وسلامه عليه لانه قضى حاجته وانتهى الحج وهو ما جاء الا للحج. ولما دنا التوديع انهم ايقنوا بان التداني حبله بان التداني حبله متصرم ولم يبق الا وقفة فلله اجفان هناك تسجم ولله اكباد هنالك اودع الغرام بها فالنار فيه ولله انفاس يكاد بحرها يذوب المحب المستهان المتيم. فلم ترى الا تم تحيرا واخر يبدي شجواه يترنم. رحلت واشوق اليكم مقيمة ونار عسى مني تشاب وتغرم اودعكم وشقيتني اعنتي وقلبي اثني اعنتي وقلبي امس في حماكم مخيم. الله اكبر هذا تصوير عجيب لحال الانسان عند طواف كيف يكون في هذه الحال قلبه مربوط بالبيت اشواقه لا تتعداه ولكن لابد من الفراق لا تثريب يوما على امرئ اذا ما بدا منه الذي كان يكتم يكتم من الاشواق والاحزان لفراق البيت والعادة ان مثل هذا يلحقه البكاء فهذه حالهم عند فراق البيت واذا قستها واذا اقست هذه الحالة التي صورها المؤلف رحمه الله بخالنا اليوم وجدت الفرق العظيم بيننا وبين هذه الحال الذي ذكر المؤلف رحمه الله فغالب الناس خلف هؤلاء المطوفين ولا يدري ماذا يقول ولا ما يقال له احيانا يحرف المطوف الكلم عن مواضعه وذاك يحرف يأتي في ايام العمرة ويقول اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا ما ادري هل هو مطلع على حديث عمرو ابن حزم ان الرسول صلى الله عليه وسلم سمى العمرة حجا اصغر او انه على الاصل لكنهم الان بدأوا يقولون اللهم اجعلها عمرة مقبولة وكانهم وكانهم نبهوا على هذا لكن الحاج المسكين احيانا لا يدري ماذا يقول فلو انك تستمع اليهم وهم ينقلون هذه الكتيبات ويدعون لسمعت العجب العجاب. اقول ان من تصور هذه الحالة التي ان من تصور هذه الحالة التي ذكرها المؤلف رحمه الله وقرنها باحوالنا اليوم لوجد الفرق العظيم فيا سائقين العيسى لله ربكم قفوني على تلك الربوع وسلموا وقولوا محب قاده الشوق نحوكم قضى نحبه وفيكم تعيشوا وتسلموا. العيس الابل قضى نحبه وان يهلك فقضى حاجته من الدنيا. قضى الله رب العرش فيما قضى به بان الهوى يعمي القلوب ويبكم. هذا صحيح. فالانسان الذي له هوى تجده اعمانا يرى الحق وابكم لا ينطق بالحق هذا هو صاحب الهوى والعياذ بالله. ولهذا لا يؤمن احدنا حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد روي في معنى هذا عند ابي بسند فيه ضعف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حبك الشي يعمي ويصم اي اذا غلب حب شيء على قلبك اورثك ذلك العمى والصمم فيما يتعلق به. وهذا مثل تقوله العرب فهو معروف بينهم وقول المصنف رحمه الله تعالى ولهذا لا يؤمن احدنا حتى يكون اهواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لم اخذه من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما الذي اخرجه ابن ابي عاصم في كتاب السنة والمقدسي في كتاب المحجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. وهذا الحديث صححه بعض اهل العلم. والاشبه انه ضعيف والهوى فيه يعني الميل. فمعنى الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون ميله الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا امر ثابت بدلائل اخرى فان العبد لا ايمانه بل لا يتم ايمانه اصلا الا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم المقتضية ان يكون ميله اليه والى طاعته وسنته صلوات الله وسلامه عليه. كما في حديث انس في الصحيحين اين لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. والمنفي هنا هو اصل الايمان فلا يثبت اصل الايمان الا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث يعني حديث عبد الله ابن عمرو لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه وان كان ضعيف الاسناد الا انه صحيح المعنى وما كان كذلك فان اهل العلم رحمهم الله تعالى يوسعون في ذكره. واما اعتقاد ان متنه منكر. لان الهوى لا على اسم الضلال لا يقع الا على اسم الضلال كما روى ابن ابي عاصم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس ان رجلا قال له الحمد لله الذي جعل هوانا على هواك فقال كل هوى ضلال. فهذا باعتبار الاصل في الهوى واما باعتبار اطلاقه وارادة معنى اخر غير الاصل فهذا واقع في قول عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم له ما ارى ربك الا يسارع في هواك ويجوز ضم الهمزة ما ارى ربك الا يسارع في هواك يعني فيما تميل اليه نفسك وليس فيما فيه ضلال لك فهذا محال. فالهوى يطلق ويراد به الميل وعليه يحمل حديث عبد الله بن عمر. نعم وحبكم وصل الهدى وما داره عليه وفظ للمحب ومغنم وتفنى عظم صب واشواقه وقف عليه محرم. الصب معناه المحب. ومنه صبابة يعني الحب الذي يميل صاحبه الى محبوب كانما هو الماء يتصبب من العالي. فيا ايها القلب الذي ملك الهوى حتى مات هذا التلوم. الان بدأ يخاطب نفسه يخاطب قلبه الذي ملك الهوى زمته. يعني جمع يعني جمع زمام وهو ما تقاد به البعير. وحتى ما لا تصحو وقاد قاروب المدى ودنت كؤوس السير والناس يعني لماذا لا تصحو والمدى قد قرب؟ ويعني به الموتى ودنت كؤوس السيل يعني قربت والناس نوموا. فكأنه يحث نفسه على انتهاز الفرصة والعمل قبل ان يدنو الاجل. بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطاء يبدو ذاك الامر الذي انت تكتم بلى هذه للاضراب بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطاء ويبدو لك الامر الذي انت تكتموا وهذا كقوله تعالى في سورة المؤمنون بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم اعمال من لذلك هم نهى عاملون. وكقوله في سورة قاف لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك رضاءك فبصرك اليوم حديد. ولكن هل ينفع هذا الانكشاف في ذلك اليوم؟ لا لان ذلك يوم يوم جزاء وليس يوم عمل. ويا موقد النار لغيرك ضوئها وحر طه بين جنبك يضرب اهذا جنى العلم الذي قد غرسته وهذا الذي قد كنت ترجوه يطعم يعني يخاطب عالما لم ينتفع بعلمه موقدا نارا وضوئها لغيره وحرها بين جنبيه فغيره منتفع بعلمه وهو لم ينتفع بعلمه يقول اهذا جلى العلم الذي قد غرسته؟ ان تنفع الناس بعلمك ولا تنفع نفسك وهذا الاستفهام استفهام انكار وهذا هو الحظ الذي قد رضيته لنفسك في الدارين جاه ودرهم الله اكبر كل حظوظ الدنيا تعود الى هذين الامرين كما قال المؤلف رحمه الله جاه ودرهم كثير من الناس ولو كان عالما لا يرضى من علمه الا ان يكون له جاه بين الناس او انسان يحب المال فيجمع المال بعلمه وكلا الارادتين ارادته خسيسة ارادة خسيسة مذمومة. لان العالم لا ينبغي له ان يكون همه ان يكون له جاه او ليس له جاه. ينبغي ان يكون همه ان تكون كلمة الله هي العليا لانه مجاهد في سبيل الله. اما كونه يكرم عند اما كونه اكرم عند الناس او لا يكرم هذا انما يسعى له من يريد النفع الذاتي لنفسه فقط. وهو في الحقيقة ما اراد لان النفع الحقيقي بعلمك ان تقصد به وجه الله واعلاء كلمته حتى تكون شريعة الله هي المتمكنة في ارض وهذا هو الربح الذي قد كسبته لعمرك لا ربح ولا الاصل يسلم. اي لا ربح في حقيقة الانسان ما ربح من علمه الا جاها في الدنيا او درهما. فالذي لا يربح من علمه درجات عند الله عز وجل فهو خاسر والقرآن حجة لك وعليك نسأل الله ان ان يخلص لنا ولكم النية. وان يخلص لنا ولكم النية فيقول لعمرك لا ربح ولا الاصل يسلم ما ما حصلت ربحا والاصل ما سلم ما حصلت ربحا والاصل ما سلم لانه جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ان من طلب علما وهو مما يبتغى به وجه الله لا لا يريد الا ان ينال ان ينال لا يريد الا ان ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة نعوذ بالله فالامر وخطير ذكر المصنف رحمه الله تعالى حال من صورته صورة الرابح وحقيقته الخسارة ممن انتسب الى العلم وحصل منه حظا فجعله خادما لنيل مراتب الدنيا واموال اهلها فهمه وعزمه ومحركه في العلم تحصيل الجاه والمال فان نفوس الناس مفطورة على طلب هذين الامرين العظيمين. كما بين ذلك مطولا ابن رجب رحمه الله تعالى في شرح حديث ما ذئبان جائعان وسبق اقرؤه في احد دروس برنامج الدرس الواحد ومن كان همه ومحرك عزمه في العلم طلب المال او طلب الجاه فهو خاسر على الحقيقة لان العلم عبادة والعبادات اذا حولت عن ما وضعت له رجع ذلك على تلك العبادة بالابطال وعلى صاحبها عدم الثواب بل بالعقاب. فالصلاة مثلا مقصودها التعبد لله سبحانه وتعالى بالاقوال والافعال مخصوصة فاذا خرجت عن هذا المقصود كمن تعبد بها مرآة للناس ذهب ثواب وكذلك العلم فان العلم عبادة القلب كما قال ابن جماعة رحمه الله تعالى فاذا خرج الانسان وبه عن معنى العبادة انقلب حظه منه الى خسارة ولتحصين مقصود العبادة في العلم يجب على المرء ان يخلص النية فيه. وتنبيها لهذا الاصل استفتح البخاري رحمه الله تعالى وغيره كتبهم بحديث النيات انما الاعمال بالنيات تنبيها للطالب ان يصحح نيته في اخذه للعلم لان مدار اخذ العلم على صلاح النية. واخلاص النية في العلم يرجع الى اربعة اصول اولها ان يقصد بطلبه رفع الجهل عن نفسه وثانيها ان يقصد بذلك رفع الجهل عن غيره وثالثها ارادة العمل به ورابعها ارادة حفظ العلم من الضياع وقد اشرنا الى ذلك فيما سلف ببيتين ما هما ضياعها احسنت قلنا ونية للعلم رفع الجهل عم عن نفسه وغيره من والثالث التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن. والثالث التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن ومعنى زكن اي ثبت. فمدار نية العلم على هذه الاصول الاربعة نعم بخلت بشيء لا يضرك بذله وجدت بشيء مثله لا يقوم. بخلت بذا الحظ الخسيس وجود بدار الخلد لو كنت تفهم هذه لون التمني يعني ليتك تفهم فتأمل كيف بخل بشيء لا يضرك وهو لا يضره بذله وهو الدنيا. فالدنيا لو ذهبت كلها عنك لم يضرك. وجدت وجدت بشيء مثله لا يقوم وهو الجنة نسأل الله من فضله. فالجنة لا يمكن ان يكون قيمة لها كل الدنيا. قال النبي عليه الصلاة والسلام لموضع صوت احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها. وموضع السوطن بمقدار متر تقريبا. خير من الدنيا واي دنيا ليست دنياك التي تعيشها ولا دنيا عصرك بل الدنيا كلها. من اولها الى اخرها موضع صوت في الجنة خير من الدنيا وما فيها. كل الذين يسعون للجاه او يسعون للمال ماذا يصيبهم. هو ان حصلوا عليه والمال وكل هذا لا يساوي شيئا عند الله عز وجل. فما بالنا نهدم هذا الصرح العظيم؟ صرح العلم بهذه النية اياه فالواجب ان يصحح الانسان نيته في طلب العلم وهذا من الاداب. وبعت من لا انقضاء له ولا نظير ببخس عن قليل سيعدم. نعيم الجنة لا قطاع له ولا نظير له. قال الله فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى فاعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقال ابن عباس رضي الله انهما ليس شيء في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. فهنا رمان وهناك رمان. ولكن فرق عظيم بين ثم وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى المغبون من باع النفيس الباقي قسيس الفاني اراد النفيس الباقي الجنة. واراد بالخسيس الفاني دنيا فهذا كمعنى قوله وبعت نعيما لا انقضاء له الى اخره. نعم فهلا عكست الامر ان كنت حازما ولكن اضعت الحزم لو كنت تعلم. هلا هنا للتحضير؟ يعني يحبنا المؤلف رحمه الله على ان نعكس الامر وكيف نعكس نجود بشيء لا يضرنا بذله ونبخل بشيء مثله لم مثله لا يقوم نعض عليه بالنواجذ كذلك ايضا نبيع الشيء الخسيس الدنيء بشيء لا نظهر له ولا نفاد. وتهدم ما تبني بكفك جاهدا فانت مدى الايام تبني وتهدم. هذا حال من اضاع نفسه يبني ويهدم ليس البناء الحسي البناء الحسي وانما البناء المعنوي فتجده يفعل طاعة ويفعل معصية ويظلم ويفسد ويصلح ويعدل وهكذا ما يهدم يهدم ما يبني دائما فهو يقول فانت مدى الايام تبني وتهدم. وعند ليتفناك ميت وعند مراد النفس تسدي وتلحم. الله اكبر عند مراد الله شرعا او قدرا. شرعا يعني الذل يعني الذي يريده يعني الذي يريده الله منك شرعا تبنى كميت يعني لا تتحرك يأمرك الله فلا وينهاك فلا تنتهي وعند مراد النفس تسدي وتلحم السدى واللحمة في الذين يأخذون الغزل وينسجونه النسيج له سدى ولحمة واذا جعل في النسيج سدى واللحمة صار نسيجا محكما. فعند مراد النفس تنسجم تماما من احسن ما يكون لكن عنده مراد الله تفناك ميت. وعند خلاف الامر تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمة للجبل تزعم اي اذا خالفت امر الله قلت هذا قضاء وقدر واذا اشركت قلت هذا قضاء وقدر واذا قلت هذا قضاء وقدر. واذا شربت الخمر قلت هذا قضاء وقدر. طهيرا على الرحمن للجبر تزعم. ظهيرا معينا عليه يعني تحتج على الله بقضائه فكأنك تقيم الحجة على ربك فتقول يا رب اجبرتني تنزه منك النفس عن سوء فعلها وتعتب اقدار الاله وتظلم. النفس تنزهها تقول انا كما اريد الظلم لكن هذا القضاء والقدر هو الذي جعلني اظلم او اكذب او اسرق الى اخره. وهذه حال كثير من الناس عند فعل المعاصي من اهل الجبر وعند فعل الطاعات قدري فهو جبري عند المعاصي قدري في الطاعات. فالقدرية يقولون ان الانسان مستقل وليس لله فيه ارادة ولا قدرة. فاذا فعل الطاعة قال هذا مني وفخر بها على الله عز وجل. واذا فعل المعصية قال هذا من الله فهو مجبر فيكون جبريا في المعاصي قدريا في الطاعات لهذا قال تنزه منك النفس عن سوء فعلها وتعتب اقدارا الاله وتظلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا البيت وسابقه حال خلق من خلق الله عز وجل يحتجون بقدر الله عز وجل عند صدور المعائب المعايب منهم. فاذا وقع من احدهم معصية ومخالفة لامر الشرع زعم ان هذا جرى منه قدرا. والذي دلت عليه النصوص هو ان بقدر حجة في جريان المصائب دون المعايب. فان المصيبة تجري على العبد ولا يرى له في دفعها. واما الذنوب فان العبد له مشيئة واختيار فيها ولاجل ذلك فلا عذر له حتى يتدرع بالقدر. فالاعتذار بالقدر انما مرده الى المصائب دون المعايب. ولابن عباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في ذلك مطبوعة باسم رسالة في القدر حقق فيها هذا المعنى وبين من عن احتجاج بالقدر في حال دون حال. فالمحتج به فيها هي حال المصائب. واما حال المعايب فليست محلا للاحتجاج به. نعم وتقصد ما قد حله الشرع تبرم. هذه المعاكسة التامة. حل لا تحل. لان العقد قابله حل وهذا ليس الحل المقصود به الحل المبرم. تحل امورا احكام الشرع عقدها. ليس من الحل هو الحلال نعم المعاكسة التامة وهي من صفات الانسان المذمومة ان الامور التي ابرمها الشرع يحلها وما احله الشرع يبرمه. ففي الواجبات التي احكمها الشرع وامر بها يذهب يحلها ويفكك عقدها. وفي المحرمات يضيق يضيق ولا يهمل لا يهمه ما حرمه الشارع فهو في الواقع مخالف لا من الشارع في النهي والامر كانما يقول هذا حلال مما حرم الله حرام لما احل الله عز وجل وتفهم من قول الرسول خلاف ما اراد لان القلب منك كمعجموا فاذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قول فانك تفهم منه خلاف ما اراد واهل الباطل بالنسبة لاقوال عليه الصلاة والسلام يسعون اولا الى ابطالها والشك في ثبوتها فيقولون مثلا هذه اخبار احاد لا تفيد القطع فلا يجوز ان نبني العقيدة عليها. وردوا بناء على هذه القاعدة الفاسدة الدامرة الخالدة اشياء كثيرة من احاديث الصفات الذاتية والفعلية بناء على انها اخبار احاد لا تفيد القطع والعقيدة لا بد فيها من القطع كانما قول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر هذا قاموا الرسالة ومقام الرسالة عقيدة ومع ذلك قال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ومن المعلوم ان غيرك لا يفيد القطع عندك وانما يفيد الظن وغلبة الظن. اذا هذا اول معون يهدمون به النصوص. فاذا عجزوا عنها وكانت النصوص متواترة عمدوا الى امر اخر وهو التعطيل عن طريق التحريف والتحريف واصوب من التأويل. فهم يقولون ونحن نقول تحريف لكنهم يقولون تأويل لاخفائه اذ لو قالوا انه تحريف لنفر الناس منه وما قبلوا منه صرفا ولا عدلا ولكن يقولون تأويل من باب التلطيف ونحن نقول ليس هذا بتأويل لان التأويل هو نفاق فسر كلام الله ورسوله بما اراد الله هو ان يفسر كلام الله ورسوله كلام الله ورسوله بما اراد الله ورسوله هذا التأويل الحقيقي الصحيح اما ان يحرف فهذا التحريف فهم يفهمون من قول الرسول عليه الصلاة والسلام خلافا ما اراد لان القلب والعياذ بالله معجم قد اعجم عليه قد اعجم عليه فلا يفهم. ولهذا يجب على الانسان ان اسأل الله تعالى دائما ان يفتح علي وان يصرف قلبه الى طاعته. مطيع لداعي الغي اصل لرشده الى ربه يوما يرد ويعلم. يعني ان هذا الانسان ايضا يطيع داعي الغي ولكنه يعصي داعي الرشد الرشد في كل مقام يجمعه معنى واحد وهو حسن التصرف وفي وفي كل مقام بحسبه ففي باب ان يقوم الانسان بما امر الله به ورسوله ويترك ما نهى الله عنه ورسوله وفي باب المال ان يبيع ويشتري ويؤجر هجر بدون غبن في كل مقام بحسبي واما الغيوف فهو ضد الرشد. مضيع لامر الله قد عش نفسه مهين لها انها يحب ويكرم. صحيح ان الذي يضيع امر الله غاش لنفسه اكبر غش لانه يخدعها ويمنيا ويقول التوبة غدا. نحن في مهلة وما اشبه ذلك فيهوي من حيث لا يدري. بطيء عن الطاعات اسرع للخلى من السيل في مجراه لا يتقسم. قوله لا يتقسم يعني يأتي باندفاع واحد كلما اترسل وكلما اتى السيل باندفاع واحد صار اقوى. فكلما توزع صار وتفرق صار خف. فهو يقول انك بالنسبة للقناوة والفساد والمعاصي والفجور. اسرع من السيل في مجراه وبالنسبة للطاعات بطيء وتزعم مع هذا بانك عارف كذبت يقينا في الذي انت تزعم. يعني مع كون هذا الانسان بهذه الصفات القبيحة يدعي انه عارف وهذا له نصيب من قوله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسر اعمالنا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. وما الانسان الا بمثل هذا لو ان الانسان عرف نفسه وعرف انه ضال فانه ليس على هدى سهل عليه ان يتعدل لكن المشكلة يبقى في غيره ثم لا يظن انه على خطأ وهذا هو البلاء. وما انت الا جاهل ثم ظالم وانك بين الجاهلين مقدم. قوله انك يجوز فيها فتح الهمزة وكسرها يعني وما انت الا انك بين الجاهلين مقدم. جاهل لا تعرف وظالم لا تعدل ومن هنا يحصل الخلل وتضييع الامانة كما قال الله عز وجل وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا وهذا الذي ذكر المؤلف الجهل والظلم بهما يكون الفساد فبالجار لا يدري ما هو الحق حتى يتبعه بظلم يعلمه. وبالظلم يعلم ولكنه لا يعدل بل يظلم قول المصنف رحمه الله هذا الذي ذكر المؤلف الجهل والظلم بهما يكون الفساد قال الناظم رحمه الله تعالى في اغاثة الله فان اصل كل خير العلم والعدل واصل كل شر الظلم والجهل وشاهدوا هذا قوله تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. نعم اذا كان هذا نصح عبد لنفسه فماذا الذي منه الهدى تعلم؟ والجواب لا احد فاذا كان هذا هو النصح فلا احد يتعلم من غيره. وفي مثل هذا الحال قد قال من مضى احسن فيما قاله فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم. اي ان كنت لا تدري تلك مصيبة والمصيبة الجان. وان كنت تدري فالمصيبة اعظم وهي الظلم. وهذا البيت حكمة ويقال في كل شيء احيانا قتلوه شخصا على مسألة ما فيقول والله ما دريت فتقول فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم. ولو تبصر الدنيا وراء سطورها رأيت خيالا في منام سيصرم كحلم بطيف زرف النوم وقضى المنام ورحطف والصب مغرم وظل ارت الشمس عند طلوعها سيقلص في وقت الزوال ويفصم. هذه هذه هي حال الدنيا اكمل الى مية وسبعطعش ومزنة صيف طاب منها ما قيلها فولت سريعا والحرور تضرم ومطعم ضيف لذ منه مسقه وبعد قليل حال تلك حال تلك وبعد قليل حال تلك كذا هذه الدنيا كاحل من نائم ومن بعدها دار البقاء ستقدم هذه حال الدنيا شبهها المؤلف بعدة امثلة كحلم بطيف الطيف ما يطوف بالانسان في النوم مما ما يحبه من انسان او حيوان او غيره فالانسان اذا رأى في المنام شيئا احبه ايا كان من بشر او غيره فاذا انقضى النوم تعلق قلبه بما رأى لكن ان ناله ذلك هكذا الدنيا كانها احلام نائم. فانت الان تدبر الامر لما كنت صغيرا مع زملائك بالسوق تفرح وتفرح ولا تذكر شيئا تذكر من عندك في البيت اين ذهبوا واين راحوا كل ما مضى تجد تذكر كل ما مضى تجد انه كالحلم راح وكأنه لم يكن كأنها احلام رأيتها البارحة او في اقرب نومة نمتها وذهبت وذهبت اعتبر المستقبل بالمواظي فهذا المستقبل الذي تراوى امامك وكانه الاف الصينيين سوف يزولك ما زال ما مضى كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية ضحاها وقوله كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار هكذا الدنيا كذلك ايضا كظل اردته سيقرص او سيقلص. الظن الظل طيب وبارد ولذيذ تريش وتريه الشمس الراعي اذا طلعت ثم ينقص عند الزوال ويطمح ويزول. هكذا ايضا الدنيا عند الزوال تزول دارك هذه هل يليق بالعاقل؟ فضلا عن المؤمن ان يجعلها في قلبه اغلى من دار البقاء؟ الجواب لا والله لا يليق فضلا عن المؤمن ان يجعلها في قلبه اغلى من دار البقاء. او ينظر اليها نظرة راغب فيها زاهد في الاخرة. لانه يرى امه واباه واخته واخاه وولده وزوجه كلهم كانوا معه على ظهر هذه الدنيا. ثم زالوا ودعوا ثم زالوا وراحوا ودعوا وخلصوا من الدنيا وما بقي الا الجزاء فقط كان لم يكونوا على هذه الدنيا بينما يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار فهو في الدنيا مخبر يتحدث كان فلان وكان فلان وصاحبت فلانا وزارني فلانا وزرت فلانا يخبر عمن مضى ثم سيكون هو الخبر. فيقال زرنا فلان ان فلانا وزارنا فلان وجلسنا مع فلان وجلس معنا هو في قبره مرتهن بعمله هذا هو الواقعة لهذه الدنيا فاذا كانت هذه هي الحقيقة الواقعة لهذه الدنيا فكيف نغالي فيها وكيف نأمل البقاء وكيف نجعل ما نحصل ما نحصله منها اكثر في نفوسنا واكبر مما نحصله للاخرة مع ذلك الا من جهلنا وظلمنا. قال ومزنة سيف هذا انسان في انفلات في الحر الشديد اظله الله تعالى بمزنة من الغمام بيضاء باردة والمزن كما نعرف جميعا يمشي هذه المزلة اظلته ساعة ساعة من الزمن ثم راحت فبقي الحر يتضرم وهكذا الدنيا ايضا وقد شبهها الرسول عليه الصلاة والسلام بانها مثل الانسان الذي قال في ظل دوحة ثم قام وتركها قال فيها حتى صار اخر النهار وبرد الجو برد الجو ثم قام فتركها. قال ومطعم ضيف والعجب ان هذا وصف وهذه هي حقيقتها ثم الانسان لا يدري متى يرتحل منها والغريب ان تكون في نفوسنا الى هذا الحد من الغلا. ونحن لا ندري اي ساعة نجيه داعي الله عز وجل. فلا يدري الانسان ولا ان يحكم بانه سيدرك غدا اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح. وهذه الحقيقة ليست احاديث مجالس هذه حقيقة واقعة فلا احد يستطيع ان يجزم بانه سيعيش الى غد ابدا. اذا مهما طابت الدنيا والله ليس فيها خير الا ما كان منها مزرعة للاخرة فنعم الدار كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في المال اعمل مال صالح للرجل الصالح وخيركم من طال عمره وحسن عمله فاذا كان الانسان يعدها مزرعة للاخرة لا يقول قولا ولا يفعل فعلا ولا يدعو شيئا الا وهو يريد التقرب به الى الله حتى مكالمة اخوانه والانس اليهم يبتغي بذلك وجه الله تكون مزرعة للاخرة بل تكون جنة مقتطعة مقتطعة ومقدمة من الاخرة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما ادخلوه في الحبس قال ما يفعل اعدائي بهم؟ يعني اي شيء يفعلونه ان جنتي في صدري جنته في صدره رحمه الله علم وايمان ونور وطمأنينة هذه الجنة. وليست الجنة هي البستان التي يملكها الانسان فيه نخيل وغيره هذه جنة جسد لكن جنة القلب لا يعدلها شيء. قال جنتي في صدري خلوة ونفي سياحة وقتل شهادة. الله اكبر انظر الى اليقين العجيب سبحانه الله العظيم. وهذا من الرسل عليهم الصلاة والسلام. لما خرج موسى بقومه واتبعهم فرعون بقومه وصاروا بين البحر وبين فرعون فقال موسى انا لمدركون. البحر امامنا ان خضنا وغرقنا وفرعون وجنوده خلفنا ان ادركنا اهلكنا قال بطمأنينة كلا لسنا مدركين ان معي ربي ساعدين. الله اكبر انظر الى اليقين في هذه الشدة اوحى الله ان يضرب البحر فضربه فانفلق في الحال ويبس في الحال. فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا كلهم عن اخرهم ودخل فرعون بجنوده عن اخرهم. فاوحى رب العزة والجلال الى هذا البحر انطبق على فرعون وجنوده فغرقوا واولئك نجوا. الله اكبر. اللهم ارزقنا الايمان واليقين. ولا يصل الى هذه الدرجة الا من الله عليه باليقين التام فينبغي للانسان ان يجعل هذه الدنيا مزرعة للاخرة لينتفع منها فجزها ممرا لا مقرا وكن بها غريبا تعش فيها حميدا وتسلم. او ابن السبيل قال في ظل وراح وخل ظلها يتقسم اخا سفر لا يستقر قراره الى ان يرى اوطانه ويسلم هذه نصيحة من ابن القيم رحمه الله ان ان جزء هذه الدنيا على انها ممر لا مقر وان نكون فيها غرباء كالغريب الذي لا يريد الاستيطان فانه فانك تعيش حميدا وتسلم. لكن البلاء كل البلاء ان يتخذ الانسان موطنا لانه اذا اتخذها مقرا وموطنا غفل عن الاخرة بلا شك لانه يرى انه وانه هذا انه هذه موطنه مع انه يوم القيامة يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيقول الله عز وجل هي الحيوان هي الحياة العظيمة الحقيقية. ولهذا جاءت لهي الحيوان اي الحياة الكاملة وهنا يقول تعش فيها حميدا وتسلم. هذه النصيحة التي بين المصنف نعمان معناها وانتظمت في قول ابن القيم وكن بها غريبا تعش فيها حميدا وتسلم او ابن سبيل هي الوصية التي اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر كما في صحيح البخاري عنه رضي الله عنه قال اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكب فقال كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل. وسبق الاشارة الى معناه في اقراء كتاب الغرباء لابي بكر الاجري رحمه الله تعالى نعم من العجب ان مصارع الدنيا التي وعظت بها بنيها كثيرة ولكن عن مصارعها عمو ولنأخذ امثلة من هذا ما اكثر ما نرى من يعودون فقراء فبينما يتكفف الناس اليهم ايديهم. صاروا يتكففون الناس فمثل هؤلاء فالموت خير لهم من فيأتي لانه ذاقوا الذل بعد العز. وكم من انسان قوي العضلات في عنفوان شبابه ونضارته ونضارة وجهه. اصيب بحادث بعض السنن واخضر وجهه بعد النضارة فصار من رأى يرق له ويحزن عليه. فكم من انسان بنى وامن عذاب خياله الى زمن بعيد ولكنه لم يسكن ما بنى. فكم من انسان غرس وحرث يأمل ان يستمتع بثمرات ما غرس وما زرع. ولكن يحال بينه وبين بينه وخذ من هذه الامثلة الكثيرة. وكم من اناس نحن علمناهم في عصرنا وسمعنا عنهم فيما سبقنا كانوا كثرة مجتمعين اكن مع اخي مع ابناء مع بنات مع اهلهم مجتمعين في بيت او في بيوت متقاربة وعلى احسن ما يكون من الانس والفرج والسرور فاذا بهم يتفرقون بموت او مصائب او فقر او عدو او غير ذلك. اليس هذا واقعا؟ بلى واقعا وكثيرا اذا لماذا يجب علينا ان نتعظ بما تعظ به الدنيا بنيها. ولكن كيف نتعظ؟ ليس الاتعاظ معنا وان نبكي اذا ذكرنا ان اذا ذكرنا هذه الاحوال بل اتعاظ ان نتخذ منها عبرة بل اتعاظ ان نتخذ منها عبرة وان هذه الدنيا ليست مقدار مقر وليست دار نعيم. وليست دار نعيم مقيم وان الاخرة هي الدار المقر وهي دار النعيم المقيم فنأخذ من هذه الدنيا ما نجعله سلما للاخرة كانما سلما سلما. فنأخذ من هذه الدنيا ما سلما للاخرة كانما تقدم الثمن كانما تقدم الثمن لسلعة منتظرة. وحينئذ تربح الدنيا والاخرة لا احد ولا احد الذ وانعم عيشا واطيب قلبا واهدأ بالا مثل مثل المؤمن مثل المؤمن العامل بالصالحات مثل المؤمن العامل للصالحات. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه انه حياة طيبة. فيجب ان نلاحظ الامر بدقة ونعرف ماذا صنعنا. اين الايمان الذي يحل بالقلب حتى وعندها اقدار الله عز وجل من الخير والشر فيطمئن اليه. وان كان الشر لا ينسب الى الله تعالى لكنه من قضائه اي من مقتضياته فتجد المؤمن مطمئنا ان اصابته سراء شكر ولم يحمله ذلك على الاشهر والبطر فان اصابته ضراء صبر ولم يحمله على ذلك ولم يحملوا ذلك على الجزع والتسخط وكراهة قضاء الله عز وجل. فليعلموا ان الله له الحكمة فيما قضى وقدر فيطمئن القلب ويبقى دائما مسرورا. والله لا احد انعم من الانسان المؤمن بالقضاء والقدر. على وجه الصحيح المطلوب على الوجه الصحيح المطلوب ابدا. سقطتم كؤوس الحب حتى اذا نشوا سقتوا كؤوس السم والقوم نوم. يعني انها تغريهم وتغرهم فاذا فازوا بها تخدعهم وتمكروا بهم. واعجب ما في العبد وايتها هذه العظائم والمغرور فيها متيم. وما ذاك الا ان خمرة وما ذاك الا ان خمرة حبها لتسلب عقل المرء منه وتصلب. تصمم يعني قطع واعجب من ذا ان احبابها الولاة تهين وللأعداء تراعي وتكرم. وهذا هو المشكل بان يكون المتيم بها المحب من اقل الناس حظا فيها تجده لا ينام الليل من طرب الحياة الدنيا دائما دائما شاغل في فكره وعقله وقوله وفعله لا ينام ولا يستريح. ومع ذلك هو اقل الناس حظا منها وهذا شيء مشاهد ومجرب وهذا من العجب كيف تجعل اكبر همك ومبلغ علمك هذه الدنيا هذه الحياة الدنيا التي انت فيها من اشقى عباد الله. وذلك برهان على ان قدرها جناح بعوض او ادق والام وحسبه كما قال الرسول ممثلا لها ولدار الخلد والحق يفهم كما يدلي الانسان في اليم وينزعها منه فما ذاك يغنم؟ يعني مثل الحياة الدنيا في الاخرة كرجل جعل اصبعه في اليم وهو في بحر ثم نزعه فلينظر بما يرجع لا يرجع بشيء وهذا كقول الله عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم اخركم انسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد. فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر. الله اكبر ان ينقص. لا لكن هذا من باب تأكيد الشيء بما يشبه النفي ما نقص ذلك تتوقعون زيادته في شيء يبين انه ناقص قال الا كما ينقص مخيط اذا البحر الا ليت شارع العبيد ان ليلة على حذر منها وامري مبرم. وفي نسخة محكم. يقول ابن القيم رحمه الله ليت شعري يعني شعوره هل انا ابيت ليلة على حذر منها؟ وامري يبرموا كيف لا كيف لو رآنا الان ونحن لا نبيت ولا ربع ليلة على حذر منها بل دائما على امن وهل ارد ماء الحياة وارتوي على ظمأ من حوضه وهو مفعم. وماء الحياة بلا شك هو شريعة الله عز وجل وهل تبدو ان اعلامها بعد ما سفت على ربعها تلك السواف فتعلم؟ يعني هل تبدو اي علاماتها بعدما على رفعها تلك السوافي ما تعلم. وهل هنا للتمني؟ وهل نفرش عتبة خضوعا لهم كما يرقوا ويرحموا. وهل ارمي؟ وهل ارمي النفس طريحا ببابهم فطير منايا الحب فوقي تحوموا. يقولها الافرشة الخدي ترى عتباتهم خضوعا لهم يعني. هل اصل بالدنيا والمراد والمراد بالذل لله عز وجل. واذل لهم واضوأ واذل لهم واضع خدي. وادل اضل لهم واضع خدي كي ما يرقوا ويرحموا. لان من تواضع لله عز وجل فانه اقربه الى الاقرب الناس الى رحمة الله عز وجل يقول وهل ارمي النفس طريحا ببابهم وطيروا ما لا وطير منايا الحب فوقي تحوموا هذا يظل التمني واتمنى ان نصل الى هذا الحال فيا اسفيت من الحياة وتقضي ودلعت ببق ما بقيتم وعشتم. يعني يتأسف ان الحياة وتنقضي وما زلتم تعتبون علي اي تلومونني فيما افعل. فما منكم بد ولا عنكم الغناء ما علي من صبر فاسلو عنكم ومن شاء فاليغضب سواك فلا اذى اذا كنتمو عن عبدكم قد رضيتم وعقب اصطباري في نهب هواكم حميدة وعقب اصطباري فيها واكم حميدة ولكن نهى عنكم عقاب المعنى انني صبرت وتصبرت في هواكم ومحبتكم الميء اليكم فاني ارى ذا حميدا. ولكنها عقاب ومأثم. المعنى انني لو صبرت عنكم لكنت اثما ومعذبا. لكنني ارجو ان تكون العاقبة حميدة وما انا بشكل ما ترتضونه ولكنني ارضى به واسلم. يعني انكم اذا اذا اوقعتم بي شيء فانني لا اشكو ولكن ارضى واسلم وهكذا المؤمن يرضى يرضى لقضاء الله وقدره ولا لاحد وحسبي وحسبي انتسابي من بعيد اليكم الا انه حظ عظيم مفخم نعم اذا قيل عبد الله ونسب ونسب الانسان الى ربه فهذا افضل ولهذا قال المغرم المعشوقته لا تدعوني الا بي يا عبدها فانه اشرف اسمى. فان الا تدعني الا بي يا عبدها فانه واشرف اسمائي واحسن من هذا. القول لهذا المغرم معشوقته قول القاضي عياض يحصن رحمه الله تعالى منشدا ومما زادني شرفا وتيها وكت باخمصي اطأ الثريا قولي تحت قولك يا عبادي وان صيرت احمد لي نبيا فانتسابه الى في العبودية لله اعظم من انتساب هذا المغرم الى عبودية معشوقته نعم اذا قيل هذا عبدهم ومحبهم تهلل بشرا وجهه يتبسم. وها هو قد ابدى الضراعة سائل بلسان الحال والقال معلم. يعني انه اذا قيل ان هذا عبد ال فلان ومراد اذا قيل انه عبد لله تهلل وجهه بشرا يبتسم وها هو قد ابدى ضراعته وهي شدة الطلب والالتجاء سائلا لكم بلسان الحال والقال ما معلمون لسان الحال هو ما يعبر عنه الفعل ولسان المقال هو ما يعبر عنه اللسان. وها هو سائلا لكم بلسان الحال والقال معلم. احبته عطف عليه فانه لفي ظمأ مورد العذب انتم احبته يعني يناديهم يقول يا احبته اعطفوا عطفا علي فانه لفي ظمأ والمورد عذب انتم فيا ساهيا في غمرة الجن والهوى. صريع الامان عن قريب سيندم. الان بدأ يوجه المؤلف الخطاب ولغيره من نصيحة وهذا النداء ينادي به المؤلف ساهيا غير معين. ولهذا نصبه ولهذا نصبه. ينادي من كان سعيا في هاتين الغمرتين غمرة الجهل وغمرة الهواء وعليهما تدور الفتنة لان الفتنة اما فتنة لان الفتنة اما فتنة شبهة من شأها الجهل او شهوة منشأها الهوى فان الانسان قد يكون جاهلا فيضل وقد يكون عالما لكن انه لا يريد الحق فيضل ايضا. صريع الاماني عن قريب سيندم بمعنى مصروع بمعنى الاماني يعني الذي صرعته بمعنى مصروع الاماني يعني الذي صرعته والاماني هي ان يمني الانسان نفسه ما يشتهي مع الفعل الاسباب يقول سيكون لي كذا سيكون لي كذا سيغفر لي ربي وما اشبه ذلك. مع عدم فعل الاسباب اما اما الاماني مع فعل الاسباب فانها من حسن الظن بالله وحسن الظن وحسن الظن بالله واجب. لكن الاماني بدون فعل الاسباب هي كما قال العامة ميراس مال المفاليس والمفاليس الذين ليس عندهم شيء. ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام العاجز من اتبع نفسه او هواءها وتمنى على الله الاماني. الامنية بالتشديد وتخفف. ويقال في جمعها تشديدا الاماني وتخفف والافصح الاول المراد بها شهوة النفس التي تطلبها فللنفس شهوة تضربها وترجوها هي مناها. واذا كان حظ الانسان من وكده انما هو شهوة نفسه دون بروز ذلك للعيان في الخارج كان مفلسا على الحقيقة. ومن هنا قالوا الاماني رأس مال المفاليس. وقالوا الاماني بحر لا ساحل له. اي لا تتناهى الى قدر مقدم محدود. ومن صفات عجز المرء وضعف نفسه بيانه مع الاماني فهو يسليها ويذكرها واذا جاء وقت الحصاد لم يجد شيئا لانه لم يبرز تلك الاماني الى الخارج بعمل بل بقت في نفسه بل بقيت في نفسه يقلبها حتى اذا احتاجها خذل لفقدها. وفي هذا المعنى الحديث المأثور العاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني وهذا حديث ضعيف والاماني لم تروى في الكتب الستة اعني من اصحاب السنن الذين اخرجوا هذا الحديث في الترمذي وابن ماجة. بل هي خارجها وهي ضعيفة ايضا. فعزوه الى الترمذي وابن ماجة بهذا اللفظ غلط لان هذه اللفظة ليست عندهما. افق الوقت الذي ليس بعده سوى جنة او حر نار تضرموا. ويعني بذلك الموت فانه وان بعد فهو قريبك كما قال الله تعالى وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا. وقال تعالى وما انتم بمعجزين. ومن الامثال السائرة كل ات قريب. فالوقت الذي ليس بعده الا الجنة او هو قريب من كل احد فعليك ان تحرص على مبادرة الزمن. وبالسنة الغراء هي العروة التي ليس تبصم. السنة هي ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام. من قول او فعل او اقرار تمسك بها عض عليها بالنواجذ فانها هي الغراء هي الغراء البيضاء النقية من كل شبهة وشهوة فسر السالح رحمه الله تعالى السنة ها هنا بما اصطلح عليه الاصوليون فان الاصوليين مصطلحون على حصر للسنة في هذه الاقسام الثلاثة القولي والفعلي والتقديري. كما قال ابن عاصم في في ملتقى الوصول قسمت السنة بانحصار للقول والفعل وللاقرار. وليس هذا هو مراد الناظم. بل مراد الناظم اطلاق اسم السنة فيما يعم جميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. كقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث انس من رغب عن سنتي فليس مني يعني من رغب عن الدين الذي جئت به فليس مني ونظيره حديث العرباض ابن سارية في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بسنتي اي بالدين الذي جئت به. فقول ابن القيم رحمه فقول ابن القيم رحمه الله تعالى وبالسنة الغراء اي بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كله كن متمسكا ولم يرد هذا المعنى القاصر الذي يطلقه الاصوليون فان هذا هو بعظ معناها. نعم تمسك بها مسك البخيل بمال تمسك بها مسك البخيل بماله وعض عليها بالنواجذ تسلم وسلم اجد تمسك على وجه الارض قلنا تمسك تمسك البخيل بالمال. فالبخيل لا يمكن ابدا ان يفرط في شيء من ما له وما اجمل تشبيه المتنبي حيث قال بليت بلا الاطلال ان لم اقف بها. بليت بنا الاطلال ان لم اقف بها عقوبة شحيحة ضاع في الترب خاتمه. فالشحيح الذي ضاع في الترب خاتمه لا يسهو عليه الذهاب. بل ولا يذهب ابدا. وان يبحث في التراب ولو امكن لفتت كل ذرة من التراب لعل خاتمه يوجد فيها. فالمؤلف رحمه الله يقول تمسك بها مسك البخيل بماله وهذا من باب التشبيه والا فلا سواء بين من تمسك بالسنة والبخيل ولا بين المال وبين السنة ودع عنك ما قد احدث الناس بعدها فما ارتيك الحوادث اوحم. صدقة رحمه الله اترك ما احدثه الناس لان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فما مرتع الحوادث وخيم يضر ولا وهيئ جوابا عندما تسمع النداء من الله يوم العرض ماذا اجبتم به رسل لما اتوكم فمن يكن اجاب سواهم سوف يخزى ويندم. الله اكبر. يوم القيامة يقول الله تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ ماذا اجبتم المرسلين؟ اجبتم بالطاعة والسمع او بالمخالفة والعصيان فان كنت اجبت الرسل فقد سعدت وان كنت اجبت سواهم فيقول المؤلف فسوف يخزى ويندم والعياذ بالله والذين يسيرون هنا وراء البدع والمبتدع والذين يسيرون وراء البدع والمبتدعين وراء كبرائهم وزعمائهم بما يخالف السنة والمرسلين سوف يخزعون يوما سوف يخزعون يوم القيامة ويندمون. قال تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وخذ من تقى الرحمن اعظم ليهم من به تبدو عيالا جهنم. والجنة ما يستتر به المقاتل في القتال عن سهام الاعداء. يوم به تبدو جهنم لانه يؤتى بها امام العالم وهي تقادم سبعين الف زمام. كل زمام يقوده سبعون الف سبعون الف ملك منظر عظيم مهين. ثم اذا القي فيها على سمعوا لها شهيقا وهي تفوق تشهق كانها في اشد ما يكون ما يكون من التشوف والتشوق اليه. وهي تفور تكاد تميز من الغيظ. تميز بمعنى ما تتقطع الانسان اذا امتلأ غيظا امتلأ حتى تقول يكاد يتفسخ جلده. فهي تكاد تتميز من كلما القي فيها فوج سأله خزنتها لا سؤال استرشاد بل سؤال توبيخ الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. فقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. فاعترفوا بذنوب اعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير. هذا الندم لا ينفع الان وانما ينفع لو كان في في دار العمل. اما في دار الجزاء فلا ينفعنا الا ما نعمله في هذه الدنيا ونستعد به للاخرة. وينصب لك جسر من فوق متنها فهاون ومخدوش واناج مسلم. الجسر الصراط ينصب على بطن جهنم ادق من الشعر واحد من السيف يمر الناس فيه على قدر اعمالهم فمنهم من ينجو ويسلم ومنهم الهاوي في جهنم ومنهم المخدوش يمشي احيانا احيانا فمن كان مسلما في مرضاة الله في الدنيا كان مسدنا على الصراط ومن كان مطيعا كان بطيعا ومن زلت به قدمه في ما زلت به قدمه في الاخرة. قول الشالحي رحمه الله يمر الناس فيه على قدر اعمالهم ظاهره ان المرور على الصراط عام للمؤمنين والكافرين. والصحيح كما سلف ايش؟ ها محمد ان العموم مختص بالمؤمنين تذكر البيتين اللي نظمناها من يذكرها اهل الصراط المؤمنون فاعلمي هذا قريب العهد اهل الصراط المؤمنون فاعلمي لظاهر الاخبار فقرا واحكمي. يعني ظاهر الاحاديث. اهل الصراط المؤمنون فاعلمي بظاهر الاخبار واحكمي ها ايش واختاره في الحاذقين الرجب ان اختاره من المحققين الرجب من هو ابن رجب منسوب الى جده. واختاره في الحاذقين الرجب وبازنا وفهدنا فانتخبي. شيخ عبد العزيز بن باز والشيخ فهد بن حميم. رحمهم الله تعالى نعم ويأتي اله العالمين لوعده فيفصل ما بين العباد ويحكم ويأخذ للمظلوم ربك حقه فيا بؤس عبد للخلائق يظلم. يأتي الله عز وجل للفصل بين عباده بعد ان يشفع النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه في خلقه. فان ما سيلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيتكلم بعضهم مع بعض. اطلبوا من يشفع لنا الى ربنا ليريح ليريحنا من هذا الموقف فيأتون الى ادم ثم الى نوح ثم الى ابراهيم ثم الى موسى ثم الى عيسى ولا يجدون من هؤلاء من يشفع اختلاف بينهم في اعذارهم ان عيسى فلا يقدموا عذرا لكنه يبين من هو اولى بها. يقول اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر هذا داخل في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فيأتون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها؟ ثم يذهب ويستأذن من الله ان يشفع في اذن الله له ثم يقال ارفع رأسك وقلت وقلت اسمع واشفى تشفع فيشفع الى الله ان يقضي بين عباده فيأتي الرب عز وجل الانقضاء للقضاء عباده وجاء ربك والملك صفا صفا. الملائكة كلها صافة. ملائكة كل سماء ينزلون فينزل ملائكة السماء الدنيا ويحيطون بالخلق ثم الثانية من ورائهم. ثم الثانية من ورائهم ثم من ورائي من السابعة ثم ينزل الرب عز وجل فيأتي للقضاء بين عباده نزولا لا نعرف كيفيته ولكن نؤمن به ونعرف اما الكيفية فلا يمكن ان نعرفها لانه تابع لذات الله وذات الله تعالى غير معلومة الكيفية فكذلك صفاته بين العباد ويقضي للظالم من المظلوم ثم ندب المؤلف رحمه الله البؤس للعبد الذي يظلم الخلائق لانه يؤخذ من ويعطى للمظلوم فان بقي من حسناته شيء والا اخذ من سيئات من سيئات المظلومين فطرحت عليه ثم طرح في النار ثم ذكر المؤلف رحمه الله نشر الدواوين وضع الموازين. المصنف رحمه الله تعالى الا فيأتون الى ادم ثم الى نوح ثم الى ابراهيم ثم الى موسى ثم الى عيسى. ولا يجدون من هؤلاء من يشفع على اختلاف على اختلاف بينهم في اعذارهم الا عيسى فلا يقدم عذرا اي لا يذكر ذنبا لكن انه يبين من هو اولى بها يقول اذهبوا الى محمد لماذا لم يبين عيسى ها يا محمد ها قل ابي طيب ايضا يا خالد احسنت لان عذره باد لان عذره باد فانه ينزل في اخر الزمان فيكون في عداد امة محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بشريعته. ويصلي خلف امام يصلي بالصلاة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم. فعذر عيسى باد انه ليس له ان يتقدم بين لدي من هو تابع له في شريعته فبدوه اغنى عن ابدائه. فهمتم نعم نقول ان عيسى عذره باد يغني عن الابداع ذلك انه ينزل في اخر الزمان فيحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم يحكم بشريعة الاسلام. فيكون معدودا في امة محمد صلى الله عليه وسلم ويصلي خلف الامام الذي يحكم الذي يدين باتباع النبي صلى الله عليه وسلم قال امامكم منكم فهو تابع للنبي صلى الله عليه وسلم. والتابع لا يتقدم على متبوعه. فبدو عذره اغلى عن ابدائه نعم. وينشر ديوان الحساب وتضع الموازين هذه الاسرار اللي طاف. لا يكتملها القلوب الكثاف لكن الذي يعي مثل هذه المعاني يجد حقائقها اذكر لكم من هذه المعاني التي تتعلق في هذا الحديث حديث الشفاعة ان احاديث اليوم الاخر طوال لان اليوم الاخر طويل يتتبعون الاحاديث الطوال التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم من اكثر الاحاديث الطوال هي احاديث يوم القيامة ومنها حديث الشفاعة هذا وانما طالت احاديثه لطول ذلك اليوم. فالاشارة بطول الحديث الى طول ذلك اليوم نعم. وينشر ديوان الحساب وتوضع موازين بالقسط الذي لسيظلم. فلا يخشى ظلامة ذرة ولا محسن من اجله ذاك يهضم. الدواوين هي الصحف التي كتب فيها ما عمله قال تعالى منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. قال الحسن البصري رحمه الله لقد انصفك كمن جعلك حسيبا على نفسك هذا هو الانصاف فانت فانت تحاسب نفسك. وكذلك توضع الموازين والموازين وجمع ميزان فهل هي حسية او معنوية للجواب؟ هي حسية ميزان حسي له كفتان ترجح احداه الاخرى والذي يوزن هو الاعمال يجعلها الله سبحانه وتعالى جساما فتوضع في الميزان. كما جعل الله الموت من المعاني جعل جسمه فانه يؤتى به يوم القيامة على صورة كبش ام له. فيوقف بين الجنة والنار ويقال ويقال لاهل الجنة يا اهل الجنة فيشرئبون ويطلعون ويقال لاهل النار على النار ويطلعون فيقال للجميع هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت فيذبح فيذبح بين فيذبح بين الجنة والنار. فيقال يا اهل الجنة خلود ولا موت. ويقال يا اهل النار خلود ولا موت ويزداد اهل الجنة سرورا الى سرورهم ويزداد امن ويزداد اهل ويزداد اهل النار غما الى غمهم نسأل الله ان يعيذنا من النار. فالذي يهزر هي الاعمال ولهذا قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وقال النبي عليه الصلاة والسلام كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان كان على اللسان ثقيلتان في الميزان يعني الكلمتين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. فقال بعض اهل العلم ان الصحف صحف الاعمال لان الترمذي روى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يؤتى برجل تعرض عليه في صحبه فيوضع له سجلات مد البصر كلها اعمال سيئة حتى. اذا رأى ان هلك قيل له ان لك عندنا اسعد ما يؤتى ببطاقة ليست بشيء من جانب هذه السجلات. فيقول ما شأن هذه البطاقة؟ ما شأن هذه البطاقة الى هذه السجلات فيقال انك لا تظلم ثم توضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فترجح بهن البطاقة وهذا يدل على ان الذي يوزن صحائف الاعمال فقال بعض العلماء الذي يوزن العامل واستدلوا بما ثبت في الصحيح ان ابن مسعود رضي الله عنه قام الى شجرة اراكن يساويك وكانت الريح شديدة فجعلت تكفر عبد الله. فجعلت تكفر عبد الله ابن مسعود فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهم ينظرون الى دقة ساقيه انهما في الميزان مثل جبل احد وهذا يدل على ان الذي يوصل العامل ولكن لا شك ان نصوص القرآن وصحيح السنة تدل على ان الذي ينزل العمل نفسه هذه اما انها باعتبار اشخاص معينين او ان بعض الناس يوزن يوزن عمله وان بعض الناس يوزن وبعضهم يوزن هو نفسه وبعضهم يوزن صحائف يوزن صحائف اعماله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ادلة الوزن وانها منقسمة على ما دل على ان العمل يوزن وما دل على ان العاملة يوزن وما دل على ان الصحيفة المثبتة فيها عمله توزن. ثم رحمه الله تعالى ان الوزن واقع على العمل. وما خرج عن ذلك من النصوص المتقدمة فهي باعتبار اشخاص اسم معينين او ان بعض الناس يوزن عمله وبعضهم يوزن هو نفسه وبعضهم يوزن صحائف عمله وهذا الذي ذكره رحمه الله تعالى مردود من وجهين اثنين. احدهما ان دعوى تفتقر الى دليل فحمل هذه الاحوال التي خرجت عن وزن العمل كحديث البطاقة وحديث ابن مسعود على انها خاصة تفتقر الى وقفها على التخصيص والثاني ان من القواعد المقررة في الاصول ان اعمال الكلام او من اهماله. فالفزع الى قول جامع يحقق العمل بجميع الادلة الشرعية من القرآن والسنة فيما يوزن او لا؟ من التحجر على قول واحد والصحيح الذي تجتمع به الادلة وتأتلف ان الوزن يقع على العمل والعامل وصحيفته واختار هذا القول شيخ شيوخنا حافظ الحكمي وشيخنا عبد العزيز بن باز رحمهما الله نعم. على فيه المهيمن يختم. يوم القيامة يحاول المشرك ان يجحد فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين. يحلفون ويظنون انهم اذا حلفوا في الاخرة نجوا كما ينجون ينجون في الدنيا. قال الله تعالى انظر كيف كذبوا على انفسهم. ثم يختم على افواههم بالله وتشهد عليهم ايديهم وارجلهم وجلودهم والسنتهم بما كانوا يعملون. تشهد ايديهم بما عملوا بما عملوا باليد وارجوهم بما عملوا بالمشي وجنودهم بما عملوا باللمس. واسأتهم بما عملوا بالنطق هل يبقى عذر بعد ذلك؟ لا لا على جلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول واليه ترجعون. فيا ليت شعري كيف حالك عندما تتطاير كتب العالمين وتقسم اتأخذ باليمنى كتابك ام تكن باخرى وراء الظهر منك تسلم. وتقرأ في كل كل شيء عملته فيشرق منك الوجه او هو يظلم. تقول كتابي فاقرؤوه فانه يبشر بالفوز العظيم ويعلن فان تكن الاخرى فانك قائل الا ليتني لم اوته فهو مغرم انظروا الى سوء الطباعة لما ظبطوها بظبط يغيروا المعنى فيشرق منك الوجه الشرق وصف الحلقوم ولكنه يجوز ان يكون استعارة للوجه. فيتغير المعنى بالكلية. وابن القيم مدحا فقلبه الناشر ذما. والصواب مثل ما قرأ الاخ محمد فيشرق منك الوجه هذه حال الانسان عندما يعطى كتابه عندما يعطى كتابه اما باليمين واما بالشمال فان اعطي باليمين سحر وفرح وسر وقال. وكان الاولى باعتبار البلاغة ان يقول ابن القيم فيبيض منك الوجه. تبعا للاية يوم تبيض وجوه. نعم فقال هاؤم اقرؤوا كتابيه كما يعرض انسان ورقة نجاحه على الناس انظروا الى ورقة النجاح انا ناجح ودرجاتي وما اشبه ذلك فهو يوم القيامة يفرح ويقول للناس ها هم اقرؤوا كتابية اما من اوتي كتابه بشماله فهو العكس والعياذ بالله يقول يا ليتني لم اوت كتابية ولم ادري ما حسابية. ليتني ما علمت وليتني ما اوتيت كتابي لكن هذا لا ينفعه. فحينئذ يسفر يصفر يصفر الوجه. وجه من اخذ كتابه بيمينه ويظلم وجه من اخذه بشماله يوم تبيض وجوهه وتسود وجوه. فالمؤلف يقول يا ليت شعري كيف حالك ليت شعري يعني ليت شعوري يعني ليتني اشعر ماذا تكون حالك والجواب لو شعرت بحالي لشعرت بامر عظيم من سرورا او حزنا فبادر اذا فبادر اذا ما دام في العمر فسحة وعذر مقبول وصرفك قيم. فبادر اذا يعني الان ما دام في العمر فسحة وعذرك مقبول وصرفك قيم وجد وسارع واغتنم زمن الصبا ففي زمن الامكان تسعى وتغنموا. وسر مسرعا فالسير خلف مسرعا وهيها فما منه مفر ومهزم. يعني يصير مسلم فان السير وراءك والانسان اذا علم ان السيار او ويفروا منه او عليك ستقدم صدق رحمه الله اينما تكونوا يدرككم الموت. اي واد تنزله فانك ستنزل عليها وهي عليك احيانا يفر الانسان من الموت فاذا به يموت في فراشه فيكون قد نزل عليها دائما يفر دائما يفر واذا به يموت بفراره. وهذا كثيرا ما يكون لا سيما في الخطوط السريعة. تنزل من السيارة ويفر وعن وسط الخط ليكون بجانبه فاذا بسيارة اخرى تلقفه فيكون قذف فر من المنية الى المنية فتنزل عليه فاذا لم عليها نازلا فانا سوف تنزل عليك وان طالت بك الحياة. فحي على عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم. حيا اقبلوا جنات عدن جنات الاقامة وسميت بذلك ان المقيم فيها لا يبغي على اخي ولا في هذه الدنيا في اي قصر نزلت ترى قصرا ترى قصرا احسن منه فتقول وتطلب الرحيل ان تيسر لك لكن في الجنة ابدا لا تتمنى منزلة غير منزلتك لا يبغون عنها حولا ولا يرن غيرك منه ولهذا سميت جنات عدن اقامة فلا موت ولا مرض ولا سآمة ولا نظر الى الغير يقول منازلك الاولى فهي المنازل الاولى لان هذا ما اخرج من الجنة وهذا دليل على ان المؤلف رحمه الله يرى ان الجنة التي اخرج منها هي جنة الخلد وهذا احد القولين للعلماء والخلاف في هذا مشهور. والراجح انها هي جنة الخلد ولكن ادم الصلاة والسلام بحكمة ارادها الله عز وجل حصلت منه المخالفة فاخرج منها لكن اتدري ان هذه المخالفة فيها مصلحة لادم ولبني ادم ولو لم ينزل من الجنة ما صار هناك وامتحان لكان كل الناس في الجنة ان كان الله قد قدر له ذرية ولو لم ينزل ما حصل ولو لم ينزل ما حصل له هذا الوصف العظيم ربه فغوى ثم اجتباه ربه الاجتباه والاصطفاء حصل بعدهم بعدها العصى ربه فتاب وهذه رفيعة حصولها. وهذه منزلة رفيعة حصلها بعد ذلك فالله عز وجل حكيم فيما قدره على ادم فكان مصلحة له ومصلحة لذريته. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الخلافة المشهورة كما قال في الجنة التي اخرج منها ادم اي هي جنة الخلد ام لا؟ والراجح كما ذكر انها جنة الخلد وهذا من جنس ما ذكرته لكم في تفسير اية البقرة وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت فانه كما كانت تلك القصة المروية باسانيد ضعاف واشبه شيء ان تكون متلقاة عن اهل الكتاب مانعة من الاطلاع على المعنى الجلي فكذلك تطويل الخلاف في هذا المحل المذكور في تفسير الايات من سورة البقرة هو بتلك المنزلة. فان الجنة في القرآن لم تطلق ابدا الا على جنة الخلد. فحمل موضع من تلك المواضع على خلافه تعلقا باحاديث ضعاف هو من جنس تلك ومن جنس هذا وذاك قول بعض المفسرين ان ازر ليس ابا لابراهيم مع التصريح بذلك في مواضع في مواضع من القرآن تطلب توجيه هذا التصريح بانه انما جعل ابا له لانه رباه فنسب اليه تعويلا على ما لا يثبت وهذا مما يبين ان الدخيل في التفسير من الاحاديث الضعاف او المنقولة عن بني اسرائيل من الامور التي حجبت الخلق عن فهم كلام الله عز وجل. فاذا نزعها العبد تبدى له كلام الله عز وجل واضحا جليا كما ذكرنا لكم في تفسير اية ما وما انزل على الملكين هاروت وماروت. نعم لكننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا فنسلم؟ العدو الذي سبأ له الشيطان الذي تسبب باخراج ادم من الجنة لانه الخبيث. وسوس لادم وساوس عظيمة. فقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين اتى به قسامات عظيمة يقول انا ناصحين فدلاهما بغرور قوله وقوله قال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى سبحان الله والانسان مباشر بهذه الاقسامات العظيمة وهذا الغرور وهذه الزخرفة شجرة الخلد وهذه الزخرفة شجرة الخلد لا يبلى حصل ما حصل فكان الله على كل شيء قدير. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة الله فان كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطله الا في قالب حق. انتهى واذل شيء على هذا واقدمه ابراز ابليس نفسه للابوين بانه ناصح لهما فانه اخرج دعوته في قالب حق ليقبلوها. نعم فقد زعموا ان الغريب اذا نأى شطت به اوطانه فهو مؤلم. وان يغتر بفقته التي لهابحت الاعداء فينا تحكموا. يعني زعم الناس حقيقة والزعم هنا ليس معناه الكذب. والغريب اذا ايها الغريب اذا باعد وشطت به اوطانه يتألم ولا احفظها التي بها اضحت الاعداء يعني بسببها اضحت الاعداء ويجوز ان تكون اللام هنا تعليلية لكن الذي احفظ التي بها اوحت الاعداء فينا تحكموا. نعم حتى يرجع الى وطنه فهل نحن غرباء عن وطننا الاول الجنة؟ الجواب نعم غرباء وتتلقفون الاعداء ولهذا قال اي اغتراب فوق غربتنا التي بها اضحت الاعداء فينا تحكموا. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عمر بعد ان اخذ بمنكبه او بمنكبيه يكون في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما اذا اصبحت فلا تنتظر المساء فاذا امسيت فلا تنتظر الصباح لا تقل اعملوا ان شاء الله في المساء ففيه وقت اتوب الى الله في المساء لا تقل هكذا. اذا قلت هكذا ذهب عنك الوقت وخذ من صحتك لمرضك. ومن حياتك لموتك وما دمت صحيحة اغتنم وقتك يعني ربما تمرض وما دمت حيا اغتنم وقتك فانك ستموت. وكل حي سيموت كل من عليها ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وحي على روضاتها وخيامها وحي على عايشين بها ليس يسأم يعني اقبل الى جنات عدن وروضاتها وخيامها وعيش لا يسهم فيه ولا لا يسهم فيه ولا يمل روضة لها غراس هي سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. كل واحدة فيها شجرة بدون تعب ولا بدون تعب ولا سهم وغرس وغرس ناجح لا يموت. نحن الان نتكلف على غرس شجرة صغيرة في احضانه في احضارها نحن الان نتكلم نتكلف على غرس شجيرة صغيرة في احضارها في تهيئة المكان الاخر في سقيها وربما يأتيها اعصار فيحرقها. وربما نموت قبل ان تصلح فتفوت. اما الجنة نسأل الله ان يجعلنا من اهلها فليست كذلك. وحي على يوم المزيد فانه لموعد للحب حين يكرم يوم المزيد هو اليوم الذي يلتقي فيه اكمل الابيات. وحي على يوم وزيد فانه لموعد اهل الحب حين يكرم. وحي على ود هنالك افيح المنابر من نور لمن هو مكرم ومن حولها كثبان مسك مقاعد لمن دونهم هذا العطاء المفخم يرون به الرحمن جل جلاله كرؤية بدر التم لا يتوهم. يوم المزيد هو اليوم والذي يلتقي فيه اهل الجنة مع الله سبحانه وتعالى فيزدادون سرورا ونعيما وطيبا الى ما هم فيه من النعيم والطيب الذي يضبط هذه النسخة ضبطه ضبطه نحوي وليس لغوي. لذلك لما تمر الكلمات المشكلة ما يضبطها ما ادري كلمة عيانا ما ظبطها كلمة التم بدري التم ما ظبطها والاكثر الناس الان اللي يصححون في هالمطابع هذي تصحيحهم نحو وليس لغوي وكان المصححون فيما سلف كانوا اقوياء في اللغة. فنجد الطبعات القديمة للبخاري ومسلم تجد احيانا على الحرف ثلاث حركات يعني ثلاث لغات فيستفيد القارئ فيها الاطلاع على اللغات في هذه الكلمة نعم. او الشمس صحوا ليس من دون افقها سحاب ولا غيم هناك اللهم لا تحرمنا هذا المنظر لهم يوم يسمى يوم يسمى يوم المزيد. وقد افقه افقه هذا هذا غلطا شنيع تكرار الكلمة. هذا مثل ما وقع في احدى طبعاات صحيح مسلم التي بايدي الناس النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الحمار. في كتاب الطهارة. المقصود كان يمسح على الخمار يعني العمامة. نعم. وقد جاء في الاثار انه يوم الجمعة وان وقت اللقاء وقت صلاة الجمعة يلاقون الله سبحانه وتعالى وينظرون اليه كما كما ينظرون الى القمر ليلة البدر لا انه هو كالبدر بل هو اعظم من ان يكون له مثيل لكن الرؤية تتحقق كما تتحقق رؤية القمر ليلة البدر او الشمس صحوا. ليس دونها سحاب كما امر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكما جاءت بذلك الايات القرآنية ولقد حرم لذة الصدق في الدنيا من انكر هذه الرؤية وقال انها رؤية الثواب وليست رؤية الرب عز وجل لو قال انها كناية عن العلم اليقيني الذي يكون في قلوبهم ولقد حرم لذة التصديق ويخشى ان يحرم لذة التحقيق والعياذ بالله يوم القيامة لان الايات كيفية ولان الايات فيها واضحة والاحاديث فيها متواترة كما قيل مما تواتر من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهادي بعض ايات ظاهرة خالدة. احسنت. داود بن سودة في شرحه على البخاري. احيانا هناك ابيات تنتشر وتشتهر ويبقى الناس يقولون كما قيل كما قيل. وهذا ثالث كتاب الشيخ مر عليه فيه يذكر هذا ولا بقائله ومثله ايضا البيت المشهور وليس كل خلاف جاء معتبرا الا خلاف له حظ من النظر. البيت مشهور وهو مشهور تسمعوني كثيرا من القائل لا شوف اثنين ناقل يمكنك سمعته منه انت اي احسنت ابن الحصاب في نظم المكي والمدني فانه ذكر هذا البيت فقالوا ليس كل خلاف جاء الا خلاف له حظ من النظر. كذلك تعرفون الابيات التي في مبادئ العلم. ان مبادئ كل كل ايش؟ كل فن عشرة الاسم والموضوع ايش؟ ثم الثمرة وحده ونسبة والواضع ايش استمداد حكم الشارع. بعدين مسائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا لمن هذه اكيد هذي تعرفونها الابيات كلكم مرت عليكم. الدراسة الاكاديمية وغيرها لكن من القائل محمد بن علي الصبان اي اين انحاش القائل هو محمد بن علي الصبان احد علماء الازهر في القرن الثاني عشر في شرحه على المنورة او في شرحها على السيرة المنورة او في كتابه في المقولات في احد كتب العقلية له. اظنه في شرح السنة المنورة صفحة السابعة عشر او السابع والعشرون او السابعة والثلاثون. من السبعيات الاول فيه في الطبعة المصرية القديمة. نعم. فالاية ظاهرة واضحة والاحاديث متواترة متكاثرة تلقاها اهل العلم والايمان بالتصديق بالتصديق والايقان اليس فيها اشكال فيرون الله جل جلاله كما يرون القمر ولكن هل يدركونه عند رؤيته؟ الجواب لا لا يدركونه ان الله يقول لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. وكما اننا لا نحيط به فلا نحيط به رؤية لكننا نراه وها نحن نرى الشمس ولكن هل نحيي هل نحن نحيط بها؟ لا ما نحيط بها اذا فالله عز وجل يرى ولكن لا يحال ولكن لا يحاط به نراه كيف يشاء سبحانه وتعالى لكن بدون احاطة فبينهم في عيشهم وسرورهم وارزاقهم تجري عليهم وتقسم بنور ساطع قد بدا لهم وقد رفعوا ابصارهم فاذا هم بربهم من فوقهم قائل لهم سلام عليكم طبتم ونعمتم. اذا الفجائية يعني في هذا الوقت يفاجأون بنور قد بدا لهم وقد رفعوا ابصارهم فاذا هم يعني بينهم في العيش والسرور والنعيم واللذة البصرية والسمعية قلبية فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نعيم لا يمكن ان ندركه في الدنيا ابدا ولا يخطر على قلوبنا ولا نراه في غيرنا بينما هم في هذا النعيم اذا هم بنور ساطع قد بدا لهم فيرفعون ابصارهم ما هذا النور العظيم الذي بدا ساطعا؟ فاذا هم بالله عز وجل وهو فوقه سلام عليكم ونعمتم ما احلى هذا الكلام وما اجل هذا الصوت! يقول الرب عز وجل سلام عليكم وهل هذا خبر او هذا خبر لان الله لا يدعو احدا بل هو المدعو. اذا عليكم السلام من كل الافات. وبعد السلام ايضا طيب طبتم ونعمتم طبتم فطبتم في القلب والبدن والسرور ونعمتم كذلك. سلام عليكم يسمعون جميعهم باذانهم تسليما اذ يسلموا. فبالله ما عذر امرئ هو مؤمن بهذا ولا يسأله ويقدم. ولكن ما التوفيق بالله انه يقص به فضلا وينعم. اللهم انا نسألك ان توفقنا لذلك انك جواد كريم. والحمد لله رب العالمين وصلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم صلي عليه وسلم. هذا اخر هذا الشرح الموضوع على هذه القصيدة مما املاه العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى. وهناك شرع شرح نفيس لهذه القصيدة لابن القيم رحمه الله تعالى. ولكنه يحتاج الى من يجمعه فان المعاني التي ابداها ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه القصيدة موجودة في طريق الهجرتين داج السالكين وحادي الارواح. وروضة المحبين فيمكن ان يجمع كلامه على هذه الابيات نفسها. فيكون هذا من احسن الشروح لو نهض ناهض ليه؟ وهذا مقطوع به لانه انما ابدى هذه المعاني نظما لانها متكررة عنده نثرا. فهي موجودة في كتبه فمن اراد ان يستفيد ويفيد فلينهض الى هذا. وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب والله اعلم وصلى الله وسلم على