السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد وان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس التاسع والعشرون من برنامج الدرس الواحد الثامن والكتاب المكروه فيه هو كتاب القناعة للحافظ ابن السني رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسب هو المحدث الحافظ احمد ابن محمد ابن اسحاق الدينوري يكنى بابي بكر ويعرف بابن السني المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة ثمانين ومئتين تقريبا كما ذكره الذهبي رحمه الله المقصد الثالث التاريخ وفاته توفي رحمه الله اخر يوم من سنة اربع وستين وثلاثمائة وله من العمر اربع وثمان ثمانون سنة فرحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب كتاب القناعة. ودليل ذلك شيئان احدهما تسميته بهذا الاسم في نسخته الخطية والاخر ذكر جماعة له به كابن حجر والروداني المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب فضل القناعة وصفتها المقصد الثالث توضيح منهجه دون المصنف رحمه الله تعالى كتاب هذا على سنن المحدثين. فهو يسوق فيه الاخبار والاثار باسانيده وعقد وعقد تراجم تفصح عن مراده فيما يسوقه من المرويات وربما اكتفى بقوله باب دون قرنه بما يدل على مقصوده من الترجمة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع الحاضرين والمستمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى هذا كتاب ذكرت فيه فضل القناة وصفتها القناعة الرضا بالقسم. يقال قنع الرجل قناعة اذا رضي. وقال ابو ذئيب منه ذلك والنفس راغبة اذا رغبتها واذا ترد الى قليل تقنع. وقال لبيد فمنهم سعيد اخذ بنصيبه ومنهم شقي بالماء عيشة قانع وقال اخر وللرزق اسباب تروح وتغتدي واني منها بين غاد ورائح قنعت بثوب العدم من من حلة من حلت الغناء ومن بارد عذب زلال بمالح من حلة. ومن من حلة من حلة الغناء. ومن بارد وقال اخركم بما اوتيته او مقتنعا تقتفي عيش القنوع المكتفي كسراج دهنه قوت له فاذا فاذا غرقته فيه طفيء. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في طليعة هذا الكتاب معنى القناعة ففسرها بما فسره جماعة من انها الرضا بالقسم فهي فرد من افراد الايمان بالقدر وعامة متعلق القسم هنا هو الرزق الذي يصيبه الانسان في معاشه. فقناعة المرء ان يكون راضيا بما قسمه الله سبحانه وتعالى له في المعاش. فلا يتطلب ولا يتكلف شيئا على وجه المنازعة لقدر الله عز وجل. فان الله قسم المعيشة بين الخلق كما قال تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. فجعل من شاء غنيا وجعل من شاء فقيرا معدما. فالقناعة هي رضا الانسان بما يقسمه الله عز وجل له. ان كان غنى او كان فقرا. فكل الخلق محتاجون الى القناعة. فالاغنياء محتاجون اليها احتياج الفقراء فان الغني الواجد تطمع نفسه الى طلب الزيادة كما في حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان لابن ادم واديا لتمنى واديا اخر ولو كان له واديان لتمنى واديا ثالثا وهو في الصحيح. فالطمع المفارق قناعة يوجد في الواجب كما يوجد في المعدم. وربما كان في بعض الاغنياء اكثر منه في الفقراء. فان الفقير قد يكون رضاه اضطراريا. لانه بمنزلة معدم لا وسعى له ولا اختيار والاغنياء يقل فيهم من يكون من تكون قناعته اختيارية فانه لا يزال يطلب من الدنيا. فكمال الرضا بالقدر منه كمال الرضا بما قسم الله عز وجل للعبد من رزق فالقانع بما رزقه الله عز وجل دون منازعة لقدره هو راض به تسخطوا منه هو منازع لله سبحانه وتعالى في قدره. ومن نازع الله عز وجل في قدره تنكد عيشه. قال ابراهيم الحربي صاحب احمد من لم يؤمن بالقدر تنكد عيشه لان العيش مبني على التسليم فلذته انما تحصل بامتلاء القلب بالتسليم قسم للانسان فيه دون تسخط ولا جزع. نعم. قال ابويا على احمد ابن علي ابن المثنى الموصلي قال حدثنا احمد بن عيسى المصري قال حدثنا ابن وهب عن ابي هاني حميد ابن هاني عن عمر ابن مالك فضالة ابن عبيد الانصاري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قد افلح من هدي الى الاسلام وكان عيشه وقنع به قال حدثني عيسى ابن ابن احمد الصدفي قال حدثنا محمود ابن ميمون الفخاري قال حدثنا عبد الله ابن يحيى وقال حدثنا حيوة بن شريح عن ابيه عن ابي علي الجنبي انه سمع فضالة ابن عبيد رضي الله عنه يقول انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدي الى الاسلام وكان عيشه وقنع به. قال حدثني يوسف بن مؤمن محمد ابن الفرج قال حدثنا يحيى ابن عبدك قال حدثنا ابو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا حيوة قال اخبرني ابو هاني ان ابالي اخبره انه سمع فضالة ابن عبيد رضي الله عنه يقول انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدي الى الاسلام وكان عيشوك فافوقناه الله بما اتى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اصل باب القناعة من السنن المروية وهو حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه وقد ساق المصنف رحمه الله تعالى بلفظين اثنين احدهما قد افلح من هدي الى الاسلام والاخر طوبى لمن هدي الى الاسلام والمحفوظ في الحديث هو لفظ طوبى لمن هدي الى الاسلام فاسناده بهذه الرواية كما اخرجه احمد وغيره هو المحفوظ. وسبق ان علمتم ان طوبى هي فعلة من الطيب. فهي اسم جامع لكل افراد الطيب. ومن جملته الفلاح انه من كان طيبا قبله الله سبحانه وتعالى قبل الله سبحانه وتعالى منه فافلح كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا فاذا رزق العبد الطيب قبل الله عز وجل ذلك منه فاثمر ذلك فلاحه وقوله صلى الله عليه وسلم وكان عيشه كفافا اي على وجه الكفاية دون زيادة ولا نقصان. والطيب المذكور ها هنا انما يستحقه من كان عيشه كفافا مع حصول القناعة. لقوله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن هدي الى الاسلام وكان عيشه كثافا وقنع به. فلا بد من وجود القناعة لادراك في الثواب الموعود الموعود به في صدر الحديث. نعم. قال انشدني محمد ابن عبدالواحد ابو عمر قال انشدنا ثعلب عن ابن الاعرابي قال لا تحسب اذ لا تحسب دراهم ابني مدلج تأتيك حتى ادلجي وتولجي فاقتنعي بالعرفج المسحج وبالثمام وعرام العوسجي. قال حدثني عمر بن سال قال حدثنا عبد الله بن ابن حنبلة قال حدثنا قال حدثني ابي قال حدثنا يحيى ابن عبد الملك قال حدثنا جمعة ابن صالح قال كتب الي كتب الى بعض بني امية يعزم عليه الا رفع عليه حوائجه فكتب اليه اما بعد. فقد جائني كتابك تعزم علي ان ارفع اليك وهيهات قد رفعت حوائجي الى ربي ما اعطاني منها قبلت وما امسك علي منها قنعت. واسناده حسن وابو حازم هو المدني احد التابعين وكان موصوفا بالصلاح والزهد. نعم باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالقناة قال اخبرني عبد الله ابن محمد ابن سعيد الجمال قال حدثنا محمد ابن عمار الرازي قال حدثنا عبدالرحمن بن عبد الله الدشتكي قال حدثنا عمرو بن ابي قيس انا طائف السائب عن يحيى ابن عمارة عن سائد ابن بيننا ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه اخلف على واخلف على كل غائبة لي بخير. قال اخبرني ابو يحيى زكريا ابن يحيى الساجي قال حدثنا احمد ابن سعيد الهمداني قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا الحارث ابن نبهان عن عطاء ابن عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ادعوا اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلفني في كل غائبة لي بخير. وكان ابن عباس يدعو بهذا الدعاء اخبرني جعفر بن عيسى قال حدثنا خالد بن مخلد المروزي قال حدثنا الحسين بن سعيد بن خالد قال حدثنا خالد بن واخلد المروزي قال حدثنا الحسين بن سعيد بن ابنة علي بن الحسين بن واقد قال حدثني جدي علي بن الحسين ابن واقد قال حدثني ابي قال حدثني اعطاء ابن السائب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة لي بخير. قال اخبرني محمد بن عبدالله بن غيلان قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا وكيع قال حدثنا جعفر بن برقان عن معاوية وما بعده منقطع في كتاب ابن قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني دعاء ننتفع به قال قل اللهم اغفر لي اذا بيوسع في خلقي وبارك لي في كسبي وقنعني بما رزقتني ولا تفتني بما زويت عني. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ترجمة نعتها بقوله باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالقناعة. ثم اورد فيها حديث ابن عباس رضي الله عنهما من طرق مدارها على اعطاء ابن السائب ثقة الا انه اختلط فلم يتميز حديثه الا مع قدماء اصحابه وليس احد من هؤلاء الذين رووه عنه ليس احد منهم من قدماء اصحابه. فهذا الحديث ضعيف ولا يثبت عن النبي صلى الله وعليه وسلم. ومعنى قوله واخلف على كل غائبة لي بخير. اي اجعل لي خيرا خلفا من كل غائبة فاذا غاب عني ولد لي فاخلف علي فيه بخير واذا غاب عني شيء من مالي اخلف لي في محلي عنه بخير. ومعنى قوله ولا تفتني بما زويت عني اي لا تفتني بطلب ما منعتني اياه. فان زوي الشيء هو منعه وصرفه ويعني بذلك الدنيا التي زواها الله عن محمد صلى الله عليه وسلم. نعم وانشد اصبر على كسرة وملح فالصبر مفتاح كل دين ولا تعرض لمدح قوم ما يصير الصبر مفتاح الدين فالصبر مفتاح كل زين. اما الدين ما له دخل زين زين بالزايد اصبر على كسرة وملح فالصبر مفتاح كل زين. ولا تعرض لمدح قوم يدعو الى ذلة وشين. واقنع فان ان القنوع عز والذل في شهوة بدين. والذل في شهوة بدين. باب الحث على لزوم القناعة والصبر عليها. لا لا بديني. بديني. لان القناعة يطمع صاحبه الذي ليس عنده قناعة يطمع ويأخذ دينا فاذا اخذ الدين صار ذلا له والذل في شهوة بدين ليس كما اثبتها الناشر. احسن الله اليكم باب الحث على لزوم القناعة والصبر عليها. قال اخبرني ابراهيم بن محمد بن الضحاك قال اخبرنا نص بن مرزوق. قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا ابو بكر الداهري عن ثور ابن يزيد عن خالد ابن معاذ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ادم عندك ما يكفيك وانت تطلب ما يطغيك ابن ادم لا بقليل تقنع ولا بكثير تشفع ابن ادم اذا اصبحت في جسدك امنا في سربك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء. وانشد رضيت من الدنيا بوتن يقيمني فلا ابتغي من بعده ابدا فضلا ولست اروم القوت الا لانه يعين على علم ارد به فما هذه الدنيا بطيب نعيمها لايسر ما في العلم من نكتة عدلة؟ اورد المصنف رحمه الله تعالى هنا حديثا لابن عمر في الدلالة على المقصود وهذا الحديث اسناده ضعيف لا يصح في هذه الترجمة والتي قبلها قال وانشد. من هو الذي انشد؟ قال وانشد كذلك في التي قبلها انشد اما السابقة الاولى انشدني انشدني فلان فلان واظحة اما اذا قال هنا في الكتاب وانشد المؤلف الذي انشد هو ابن السني هذا قول راوي الكتاب. فراوي كتاب قال وانشد يعني صاحب الكتاب اورد هذا هذه ابيات له نعم. باب في ذكر ما يبعث على استعمال القناة. قال اخبرنا احمد بن عمير ان ابو الحسن ابن جوصاء قال حدثنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا ابي قال حدثني محمد ابن وهب ابن مسلم الدمشقي قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور عن محمد بن ابي مسلم الهلالي عن ابيه عن الحسن عن فرقد عن ابي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اردتم ان ما عند الله عز وجل كونوا في الدنيا بمنزلة الاضياف. اخبرنا ابويا على اسناد هذا الحديث ضعيف لا يصح نعم. قال اخبرنا ابو يالح قال حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا بلى شب قال حدثنا الحسن قال لما نزل المان الموت بكى قال فقيل له ما يبكيك يا ابا عبدالله؟ قال اخشى الا نكون حفظنا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب. قال اخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا سراج بن سقانا حدثناه شيء عن منصور عن الحسن قال لما حضر سلمان الموت بكى فقيل له ما يبكيك يا ابا عبد الله وانت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اما اني لا ابكي جزاء على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا فتركنا عهده ان تكون بلغة احدنا من الدنيا كزاد الراكب. قال فلما مات نظروا فاذا نحو من قيمة ثلاث درهما ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة حديث سلمان واسناده عنده ضعيف لكنه روي من وجوه اخرى يصح بها الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه الامر كون بلاغ العبد من هذه الدنيا كزاد الراكب والامر ظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم ليكن بلغكم فان هذه اللام هي الام الامر التي دخلت على الفعل المضارع وهي اكد صيغ الامر في الدلالة عليه لان الامر عند جماعة من النحاة فرع عن الفعل المضارع. فلما رجع الى اصله مقترنا باللام الدالة عليه كان اقوى الصيغ في الدلالة على الامر والاتيان به على هذه الصورة. والامر دال على فرض ذلك وانه العبد ان يكون حظه من الدنيا على هذه الحال. الا ان هذا الفرض المستكن في هذا اذ صرف بادلة اخرى الى الاستحباب لان الصحابة كانوا يتوسعون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الاغنياء منهم كعبدالرحمن ابن عوف وعثمان ابن عفان وغيرهم فلم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فعلم ان الامر هنا للاستحباب. وزاد الراكب هو طعامه الذي يكون معه والراكب اذا اطلق عند العرب يريدون به المسافر وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر في صحيح البخاري كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. فعابر السبيل هو الراكب المذكور ها هنا. فحديث سلمان هذا يفسر حديث ابن عمر رضي الله عنه في صحيح البخاري. ثمان سلمان رضي الله عنه لما وجد على نفسه وبكى ظانا انه قد اخل بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما بقي وراءه من ميراث انما هو ثلاثون درهما ولكنه رضي الله عنه مبالغة في الخشية والخوف رأى ان هذا كثيرا. فخشي ان يكون قد خالف وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. قال باب اقنع الناس هم اغنى الناس. قال اخبرني ابو احمد بن عيسى قال حدثنا عمر ابن شبتة قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن اسماعيل ابن ابي خالد عن ابي امين الشيباني قال سال موسى عليه السلام ربه عز وجل رب اي عبادك احب اليك؟ قال اكثرهم من ذكرا. قال يا ربي فاي عبادك اغنى؟ قال اقنعهم بما اعطيته. قال يا ربي فاي عبادك قال من دان من نفسه قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي قال حدثنا إبراهيم ابن مجشر قال حدثنا جرير عن ابن ابي ظبيان عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال موسى عليه السلام اي عبادك اغنى؟ قال الراضي بما اعطيته قال وعبادك احب اليك قال اكثرهم مني ذكرا. قال يا ربي فاي عبادك احكم؟ قال الذي يحكم على نفسه بما يحكم على الناس. هدى الاثر الاسرائيلي عن موسى عليه الصلاة والسلام في سؤاله لربه عز وجل فيه بيان ان اغنى الناس هم القانعون بما قسم الله عز وجل لقوله فاي عبادك اغنى؟ قال اقنعهم بما اعطيته فساق المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر الاسرائيلي بطريقين ثانيهما امثل من ومداره في الثاني على رواية قابوس على رواية قابوس ابن امير ضبيان عن ابيه عن ابن عباس وهذه النسخة فيها لين لكن يحتمل مثل هذا المتن بمثل هذا الاسناد. فهو اسناد محتمل للتحسين. لان ما كان من هذا الجنس لا يبالغ في نقده على قواعد الجرح والتعديل والتعليل المتعلقة باحاديث العقائد والاحكام وابن عباس رضي الله عنه لم يكن ممن يأخذ عن بني اسرائيل بل كان يعيب ذلك كما ثبت ذلك عنه في مواضع في البخاري اخرها في كتاب الاعتصام. فهذا الاثر محتمل الرفع لانه خبر عن غيب فان ابن عباس لم يدرك موسى ولم يكن يحدث عن اهل الكتاب فاشبه شيء ان يكون له اصل مرفوع والتوسع في قبول مثل هذا هي جادة الحفاظ المتقنين من الاوائل. ولاجل هذا ادخلوه في كتبهم فاورده الامام احمد رحمه الله تعالى في كتاب الزهد وقفه جماعة من المصنفين في الزهد انما كان اغنى الناس هم اقنع الناس لان مدار الغنى على غنى النفس. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيح الغنى غنى النفس. فالقانع غني النفس. ومن كان غني النفس فهو الغني على الحقيقة ولاجل هذا سار في الامثال قولهم القناعة كنز لا يفوت لا لا يفنى يفنى او يقولون كنز لا ينفد ولا ينفذ؟ ينفد بالدال يعني لا ينقضي. واصل هذا المثل روي مرفوعا عند الطبراني في الاوسط بلفظ القناعة مال لا ينفد ولا يصح لكن معنى هذا المثل صحيح نعم. باب باب ما يحبب الى الانسان القناعة. قال اخبرنا ابو يعلى قال ابراهيم بن حجاج قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن مسيب وعن حميد عن مورق العجلي ان سعد بن مالك وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما دخل على سلمان رضي الله عنه يعودانه فبكى فقال ما يبكيك ما يبكيك ابا عبدالله؟ قال عهد عهده الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظه احد منا قال ليكن بلاغ احدكم من الدنيا كزاد الراكب قال نظروا في بيته فاذا اكاف وقرطاط وقيمة عشرين درهما. قال اخبرنا ابو يحيى الساجي قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب ان سعد بن مالك وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما دخلا على سلمان يعودان فبكى فقال قالا لهما يبكيك ابا عبد الله؟ قال عهد عهده رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظه احد منا قال ليكن بلاغ احدكم زاد الراكب قال حدثني علي ابن احمد ابن سليمان قال حدثنا هارون ابن سعيد قال حدثنا ابن وهابين قال اخبرني ابو هاني عن ابي عبد الرحمن الحبولي عن عامر بن عبدالله عن سلمان الخيري قال عن سلمان الخيري حين حضره الموت عرفوا في بعض الجزع فقالوا لو ما يجزئك يا ابا قد كانت لك سابقة في الخير شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازي حسان وفتوح عظام قال يجزعني ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حين فارقنا عهد الينا فقال ليكفي المرء منكم كزاد الراكب فهذا الذي احزنني اذا جمع مال سلمان فكانت قيمته عشرين درهما. قال اخبرني عبد الرحمن بن حمدان ابو بكر بن احمد قال احدثنا الحارث بن محمد قال حدثنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا حفص البصري عن عن الحسن ابن ابي الحسن قال مر سعد ابن ابي على سلمان وعليه قميص قطري فلما رآه سلمان بكى فقال ما يبكيك يا ابا عبد الله؟ قال وصيتنا اوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم اخاف الا اكون حفظتها. قال سعد وما هي؟ قال قلت ما يكفيني من الدنيا. قال مثل الراكب قال سعد اوصني يا ابا عبدالله قال اذكر الله عند همك اذا هممت وعند حكمك اذا حكمت وعند يدك اذا قسمت قال وكان الحسن يقول يا سبحان الله كانوا فقهاء علماء علم انه لا يكون عمل حتى يكون هم يا ابن ادم اذا هممت هما فان كان هم خير فامضي له وان كان هم شر فامسك عنه. فان المؤمن هو الوقاف. عقد المصنف رحمه الله تعالى هنا ترجمة قال فيها باب ما يحبب الى الانسان القناعة. وما هنا اما ان تكون موصولة يكون المعنى باب الذي يحبب الى الانسان القناعة واما ان تكون مؤولة بالمصدر فيصير المعنى باب تحبيب القناعة الى الانسان واورد فيها رحمه الله تعالى حديث سلمان الذي تقدم وسبق ان حديث سلمان في مجموع طرقه ثابت عنه. ووجه دلالة هذا الحديث على تحبيب القناعة الانسان امره صلى الله عليه وسلم لهم بها. فان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر الا بمحبوب فاراد تحبيبهم في القناعة وحثهم عليها فامرهم صلى الله عليه وسلم بها. فمما يحب العبد القناعة ان الشانع قد ارتضاها محلا للاقامة في الدنيا في قوله صلى الله عليه وسلم ليكن بلاغ احدكم كزاد الراكب. اي ليكن حظه من هذه الدنيا كالزاد الذي يتزود به المسافر. وكل مأمور به فانه محبوب. وكل امر به فانه تحبيب للخلق في ذلك الامر. وهذا من منافع الامر التي لا يذكرها عامة الاصوليين. لان الاصوليون عامة علمهم لان الاصوليين عامة علمهم الوقوف مع الدلالة الظاهرة دون امعان النظر في الدلالة الباطلة همهم من الامر دلالته على الايجاب او الفرض كما يقولون. وهمهم من النهي دلالته على التحريم عنده. واما الشرع فان امره بشيء فيه تعريف بانه محبوب من محاب الله سبحانه وتعالى ونهيه عن شيء فهو نهي عن شيء من مباغض الله عز وجل. واكثر المستنبطين في الاحكام انما يقفون مع الامر الظاهر دون الباطن. فقل ان تسمع مستنبطا من اية او حديث او من اية او حديث دلالة بالالة الاصولية ثم يذكر من ثمرة من ثمرة ذلك ان الامر في هذه الاية او الحديث او النهي في هذه الاية والحديث دال هناك على كونه محبوبا ودال هنا على كونه مبغوضا فنسوا اعظم محرك للعمل. فان الذي يحرك النفس الى العمل ليس ادراكها للامر والنهي ولكن محبتها للامر وبغضها للنهي. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي والفوائد كل حركة في الوجود فاصلها الحب والارادة فكل حركة انتهى كلامه. فكل حركة يؤديها العبد الى امر مأمور به او منهي عنه فانه لاجل حركة قلبه اليه حبا وارادة. فان كان ذلك المحبوب مأمورا به فهو موافق في تلك المحبة لامر الشرع وان كان ذلك المحبوب مبغطا للشرع فانه مخالف للشرع فيما مال اليه قلبه نعم. باب الاسباب التي تهون القناعة على الانسان. قال اخبرني علي ابن محمد بن عامر قال حدثنا احمد ابن يحيى الحضرمي قال حدثنا ابو خالد يزيد ابن سعيد الصباحي قال حدثنا عيسى ابن واقد البصري في ايام هارون قال سمعت محمد بن عمرو بن علقمة عن ابي سلمة بن عبدالرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كلام الجوع عنك برغيف وكوز من الماء القراح فقل عن الدنيا واهلها الدباب. قال حدثني علي ابن احمد لسليمانة قال حدثنا موسى ابن سايق ابن ابي خديجة قال حدثنا ابن وهب عن الماضي ابن محمد عن محمد ابن عمرنا الذي سنوتا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة اذا سددت كلب الجوع برغيف وكوز من ماء القراح فعلى الدنيا واهلها الدبر قال حدثنا احمد ابن عمير قال حدثنا عبيد الله ابن سعيد ابن عوفين قال حدثنا ابي قال حدثنا محمد ابن وهب قال حدثنا ابن شابور محمد ابن شعيب عن لابي رباح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان عائشة رضي الله عنها كانت تتصدق بعشرة الاف ودرعها مخروق وكان قد تقول لا حاجة لي في الدنيا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. اورد المصنف رحمه الله تعالى هنا ترجمة تضمنت بيان الاسباب التي تهون القناعة على الانسان. واورد في ذلك حديث ابي هريرة اذا انسد الجوع اي هجمة الجوع برغيف وكوز من ماء قراح اي ماء عذب فقل على الدنيا واهلها الدبار اي الدمار وهذا الحديث روي من وجوه لا يصح منها شيء. وفيه الارشاد الى امر صحيح عند جميع الخلق مؤمنهم وكافرهم برهم وفاجرهم ان كلب الجوع وهجمته تصده وتسده اقل ما يطعمه الانسان فان الجائع اذا اكل رغيفا انسد جوعه واذا اكلا قدره من اللحم ان سد جوعه. فغاية الامر وهي سد هجمة الجوع ودفعها يحصل بادنى سبب ولاجل هذا يستوي عند العاقل الطعام الفاخر وغير الفاخر لسان حاله كما قال ابن الوردي رحمه الله تعالى في لاميته ملك كسرى تغني عنه كسرى اسرة وعن البحر اجتزاء بالوسل. فكسرة من خبز تغني عن ملك عظيم. ورب امرئ كان عنده ملك عظيم فاته ان يسد جوعته بكسرة خبز. فان من اظهار الله عز وجل كلام ملوكه لكلام من من اظهار الله عز وجل لكمال ملكه اظهار ضعف ملوك الارض وربما ال امره الى حال النقص ورذالة العمر والكبر فلا يستسيغ طعاما ولا شرابا يكون هذا دليلا على حقارة الدنيا. وان الانسان يكفيه منها ما سد جوعته بادنى سبب وما زاد على ذلك فربما الهاه واطغاه. ثم اورد اثرا عن عائشة رضي الله رضي الله عنها في ذلك وفي اسناده ضعف. ويغني عنه ما رواه احمد في الزهد بسند صحيح عن عروة قال رأيت عائشة تقسم سبعين الفا ودرعها مرقع فهي تقسم سبعين الف درهم وحال لباسها على هذا الوجه لان قيمة المال عندها في يدها لا في قلبها. وهي ترى ان المال الذي يبقى لها هو المال الذي تنفقه واما المال الذي تخزنه فهو الباقي لمن بعدها. وهي انما ترجو المال ليكون باقيا لها لا باقيا لما بعدها. نعم. باب قال حدثنا عبدان قال حدثنا عبدا وابو قال قال حدثنا عبدا وابويا على قال حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثنا قتادة عن خليد بن عبد الله العصري عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طلعت الشمس قط الا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان من على الارض غير الثقل ايها الناس هلموا الى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر والهى قال اخبرني احمد بن علي بن قال حدثنا ابو الاشهب قال حدثنا معتمر ابن سليمان قال سمعت ابي قال حدثنا عن خليد بن عبدالله الانصاري عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت شمس قط بجنبته يا ملكان يناديان يسمعان من على الارض غير الثقلين. ايها الناس هلموا الى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر والهى. قال اخبرنا اسحاق بن ابراهيم بن يونس قال حدثنا محمد بن مثنى قال حدثنا معاذ ابن هشام قال ابي عن قتادة عن خنيد بن عبدالله عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت شمس قط الا بعث بجنبه يا ملكان يناديان وانهما ليسمعان اهل الارض ان الثقلين يا ايها الناس هلموا الى ربكم فانما قل كفى خير مما كثر والهى عقد المصنف رحمه الله تعالى ترجمة قال فيها باب وجعلها غفلا من ما يدل عليها وكأنها فرع تابع لما قبلها. فان المعاني التي تضمنها هذا الحديث هي تابعة الاسباب التي تهون القناعة على الانسان. واورد في ذلك الحديث الصحيح عن ابي الدرداء الذي اخرجه احمد وابن حبان وغيره وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ما طلعت الشمس قط الا وبجنبتيها ملكان يناديان من على الارض غير الثقلين. ايها الناس هلموا الى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر والهى فمما يهون الامر على الانسان ويجعله قانعا بما قسمه الله سبحانه وتعالى هو علمه بان القلة والكفاية خير من الكثرة والالهاء. فان الكثير يلهي ويطغي. والقليل اذا بارك الله سبحانه وتعالى فيه يكفي. وليس مدار الامر على الوفرة والجدى. ولكن مدار الامر على البركة والمنفعة. فكم من امرئ يبذر امواله شعثا وربما حرم نفسه واقرب الناس منه من كمال منفعتها. ورب امرئ اعطاه الله سبحانه وتعالى مالا قليلا لكنه بورك له فيه فحصلت فحصلت له به الكفاية. فعلم العبد بهذا مما يهون عليه امر القناعة حببه فيها. نعم. قال اخبرنا ابو خليفة عن محمد بن سلام الجمحي قال قال قلق قال قال قل اخ لابي جهل والحارث ابني هشام فهل يخلدن ابني هشام غناه؟ ابني ابني لابي جهل والحارث ابني هشام. هم. قال قال قلاخ لابي والحارث ابني هشام فهل يخلدن ابني هشام غناهما؟ وما يجمعان من مئين ومن الف يقولا يعني نستغني ووالله ما الغناء من المال الا ما يعف وما يكفي. وقال امرؤ القيس فلو ان ما اسعى لادنى معيشة ولم اطلب قليل من المال. قال حدثني علي ابن محمد ابن عامر ومحمد ابن عمرو ابن سعيد. ما اعراب قليلا هل هي كفاني ولم اطلب قليلا من المال ولا قليل من المال؟ قليل من المال. قليل من عبد العزيز ايش متعلقها كفاني كفاني قليل والجملة اعتراضية. نعم. قال حدثني علي ابن محمد ابن عامر ومحمد ابن عمرو ابن سعيد قال ابوه مسلم ابراهيم ابن عبد الله قال حدثنا محمد بن عرارة قال حدثنا فضال ابن جبير قال سمعت ابا امامة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلموا الى ربكم عز وجل ما قل وكفى خير مما كثر والهى اسناده ضعيف ويغني عنه الحديث المتقدم. نعم. باب حدثني زيد ابن عبد الله البهراني قال حدثنا كثير ابن قال حدثنا بقية ابن الوليد عن ابي توبة العنبري عن عباد ابن كثير ابن قيس التميمي عن عبد الله ابن طاووس عن ابيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من كرامة المؤمن على الله نقى ثوبه ورضاه باليسير قال اخبرني محمد بن مخلد العطار قال قال حدثنا علي ابن حسين ابن اشكى بحاء واخبرنا ابو بكر النيسابوري قال حدثنا عبد الملك الميموني قال قال حدثنا روح ابن عبادة حدثنا ابن قال حدثنا ابن جريج عن ابي الحويرث عن عن زراعة ابن عبد الله البياضي قال قال النبي صلى الله الله عليه وسلم يحب الانسان الحياة والموت خير له من الفتن. ويحب الانسان كثرة المال وقلة المال اقل لحسابه قال حدثني عمر ابن قال حدثنا محمد ابن مغيرة قال حدثنا عبيد الله ابن موسى قال حدثنا اسامة ابن زيد عن محمد ابن عبد الرحمن قال خرج عمر ابن سعد الى اساد وهو بالعقيق فقال انك اليوم بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهدت بدرا ولم يلق غيرك انما هو معاوية بالشام فلو انك ابرزت للناس نفسك ودعوتهم الى الحق لم يتخلف عنك رجل قال سعد اقعد حتى اذا لم يبقى من عهدي الا ظم اي الا ظم اي الدابة اضرب الناس بعضهم ببعض اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير الرزق ما يكفي وخير الذكر ما خفي. قال اخبرني محمد ابن محمد الباهلي قال حدثنا سليمان ابن عمر الاقطع قال حدثنا عيسى ابن موسى عن اسامة ابن زيد عن محمد ابن عبد الرحمن ابن ابي بتان عمر ابن سعد ابن ابي وقاص قال قلت لابي يا ابتاه انت من اهل بدر وانت ممن اختار عمر للشورى ولم يبقى من اصحاب بدر غيرك فلو ابرزت شخصك فلو ابرزت شخصك لم اختلف عليك رجلان فقال اجلس. فقال اجلس حتى اذا لم يبقى من اجلي الاضم اي دابة اخرج الناس بعضهم ببعض. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي. قال حدثني سلمى ابن معاذ قال حدثنا شعيب بن ايوب قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الاعمش ومنصور. حاء وحدثني الحسين ابن موسى قال حدثنا اسحاق قال حدثنا إبراهيم بن خالد قال حدثنا الثوري عن منصور والاعمى شحاء واخبرني ابوعوبة قال حدثنا زكريا ابن الحكم قال حدثنا قال حدثنا سفيان وعن منصور حاوم واخبرني ابو علي ابن شعبة قال حدثنا محمد ابن عمران قال حدثنا عبد الصمد ابن حسان قال حدثنا عن منصور عن ابي وائل قال جاء معاوية رضي الله عنه الى خاله ابي هاشم ابن عتبة يعوده وهو يبكي فقال يا خالي ما يبكيك قال يا خال ما يبكيك وجع اوجع يشأزك ام حرص على الدنيا؟ قال كل لا ولكن رسول الله الله عليه وسلم الي عهدا لم اخذ به قال يا ابا هاشم انك ستدرك اقواما يؤتون اموالا انما من جميع ذاك المال خادم ومركب في سبيل الله. واراني قد جمعت. قال سفيان فحدثني اسماعيل ابن ابي خالد انه قال احسبه قال فيا ليته كان بعيرا ميلا لفظ معاوية بن هشام. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا غفلا مما يدل عليها فقال باب وكأنها فرع لاحق للترجمة المتقدمة عليها. ففي هذه الاحاديث ذكر اسباب تهون القناعة على العبد وتحمله عليها. بيد ان الاحاديث التي اوردها المصنف في هذا الباب لا يصح شيء منها. وامثلها حديث سعد ابن ابي وقاص. الا ان هذا الحديث قد دخل على بعض رواته حديث في حديث فان الحديث في صحيح مسلم بهذه القصة وفيه ان سعدا رضي الله عنه قال لما عرظ له ابنه مما عرظ له في الترغيب في الخلافة قال ان الله يحب العبد التقي الخفي وهذا دال على ما تضمنه مقصود المصنف رحمه الله تعالى فلو اورده المصنف لكان اولى سندا ومتنا في الدلالة على مقصوده. فان الغني من معانيه غنى نفسه بحيث لا تتطلع الى فوق ما هي عليه. وسبق ان القناعة لا تختص بقلة او كثرة بل حقيقة القناعة الرضا بالقسم. فاذا كان الله سبحانه وتعالى قد قسم لعبد شيئا من الغنى او القلة رضي بما قسم الله سبحانه وتعالى له كان ذلك دليلا على قناعته. كما اتفق لسعد فانه كان في ايمان واطيط وابل وغنم في ظاهر المدينة بالعقيق ولكن ابنه رغبه في امر اعظم من ذلك وهو فرغب سعد رضي الله عنه عنها وذكر للنبي وذكر لابنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد الغني التقي الغني الخفي. نعم باب الاستغناء عن استعمال الارضية قال اخبرني محمد بن عبدالرحمن بن منصور الحارثي وقال حدثنا احمد بن موسى البزاز قال محمد ابن سابق قال حدثنا ما لك بن مغول عن فضيل بن غزوان عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لقد كان اصحاب سبعين رجلا ما لهم ارضية؟ قال اخبرني ابو عروبة قال حدثنا محمد ابن يحيى ابن كثير قال ابن ابن كثير قال حدث ادم ابن ابي اياس قال حدثنا شيبان عن قتادة عن الحسن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال انما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النمار يعني برود الاعراب. قال اخبرني احمد بن محمود الواسطي قال حدثنا عبد الكريم بن هيثم قال قال حدثنا عبد الكريم ابن الهيثم قال حدثنا عبيد بن يعيش قال حدثنا يونس ابن بكير قال حدثنا سعيد بن ميسرة عن انس ابن مالك عن ابي الدرداء رضي الله وان يقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمخر له لا يمخر له الدقيق ولم يكن له الا قميص واحد. قال محمد بن احمد المهاصر قال حدثنا محمد ابن عبد الله الحداد قال حدثنا بشر بن مهران خصاف قال حدثنا محمد ابن دينار الطاحي قال هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء زوجيه لا قميصين ولا رداء ولا ازارين الا من النيال. قال اخبرني ابو عروبة قال حدثنا عبد الوهاب ابن الضحاك قال حدثنا اسماعيل ابن عياش عن لسوريا نبي سلمتان الشفاء بنت عبدالله قالت اتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما اسأله فجعل يعتذر وانا الومه فحضرت الظهر فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت وهي تحت شرح ابن حسنة فوجدت شرحبيل في في البيت وجعلت الومه فقال يا خالة لا تلوميني فانه كان لنا ثوب فاستعاره النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابي وامي كنت الومه منذ اليوم وهذه حاله ولا اشعر. قال شرحبيب ما كان الا درع رقعت جيبه اخبرني ابراهيم ابن محمد من الضحاك قال حدثنا محمد ابن سنجة قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا بكر ابن خنيس عن ضرار عن ضرار ابن عمنا ابن سيرين او غيره عن الاحنف ابن قيس انه سمع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول لحفصة انشدك بالله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع ثيابه لتغسل فيأتيه بلال فيؤذنه للصلاة فما يجد ثوبه لم يخرجوا فيه الى الصلاة حتى يلبس ثوبه فيخوض فيه الى الصلاة. لما قرر المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف فضل القناعة وحض عليها شرع يذكر مظاهر القناعة في احوال القانعين في ومطعمهم ومشربهم. وابتدأ رحمه الله تعالى بذكر ما يتعلق بقناعتهم في ارضيتهم. اي لباسهم الظاهر واورد في ذلك احاديث لا يصح منها شيء الا اولها واصله في صحيح البخاري عن ابي هريرة قال لقد كان اصحاب الصوفة سبعين رجلا ما لهم اردية فكان قد بلغ مبلغهم من الحاجة الا رداء لاحدهم وهم قانعون بذلك. والرداء هو ما يلقى على اعلى البدن العاتقين وما تلاهما هذا هو الرداء فكان في الصفة سبعين رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال من القلة. فلم مع نفوسهم الى ما فوق ذلك. بل حبسوا انفسهم على خدمة اضياف النبي صلى الله عليه وسلم. وملاحظة احواله في الصفة فان هذا كان هو مراد اهل الصفة. نعم اذان هذا اذا كان آآ جوال قد الاذان لا يجوز. هذا تلحين. فاذا كان جوال هذا لا يجوز هذا الاذان وليس هذا هو اذان المسلمين. هذا اذان فقط جاءنا من سبع سنوات تقريبا. الاذان الاذان على السنة يؤذن المسلم بطبيعته ولغته اما هذه الالحان لا يجوز واستعمال كذلك ما جعل عبادة في غير موضعها لا يجوز استعمال الايات القرآنية او الاذكار او الاذان في نغمة الجوال لا يجوز لانها ما شرعت لاجل ان تكون نغمة جوال شرعت في التوقيت على العبادة. نعم باب قال اخبرني ابو عبد الله الحسين ابن محمد المطبقي قال حدثنا ابو بكر بن زنجوي قال حدثنا عثمان بن صالحا قال حدثنا عن دراج عن عن ابن حجيرة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب رجل غسل ثيابه فلم يجد له خلقا. ورجل لم ينصب على مستوقده بقدرين قط. ورجل دعا بشراب فلم يقال له وايهما تريد؟ قال حدثني احمد بن محمود الواسطي قال حدثنا احمد ابن يحيى المقرئ. قال حدثنا ابو عامر ابن منصور ابن عمان قال حدثني ابي قال حدثني عبد الله ابن عن دراج عن ابن حجيرة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخل الجنة بغير حساب رجل غسل ثيابه فلم يجد له خلاقا. ورجل لم ينصب على مستوقده قدرين ورجل دعا بشراب فلم يقل وايهما تريد قال اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا ابو همام من الوليد بن شجاع قال حدثنا ضمرة عن ابن عطاء عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان كان بال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هلة ما يسرج في بيت احد منهم سراج ولا توقد في نار ان وجدوا زيت من ادهنوا به وان وجدوا ودك ما كلوه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ترجمة اخرى غفلا مما يدل عليها وكأنها تابعة لما سلف من ذكر احوال القانعين. وذكر فيها احاديث ثلاثة لا يصح منها شيء. لكن الحديث الثالث في معناه الحديث المخرج في الصحيحين عن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه الحديث المخرج في الصحيحين عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ان كان ليمر بنا الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين ما يوقد في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قال عروة يا خالة فما عيشكم؟ قالت الاسودان وهذا دليل على قلة ما كانوا يجدون مع قناعتهم به فكان الطعام الذي يتقوتون به هو التمر. وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه اختلف في صحته ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بيت لا تمر فيه جياع اهله قال ابن التين انما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا في مدح التمر ليحمل اهله على القناعة فيه هذا معنى كلامه ومعلوم ان التمر هو اكثر طعام اهل المدينة لانها دار نخل فكان ممدحة النخل بهذا فيها تحريض لهم على القناعة بما رزقهم الله سبحانه وتعالى. ومن هذه ابه ما جاء في مدح الاطعمة فان النبي صلى الله عليه وسلم مدح اطعمة لا تبلغ مبلغها عند الناس في طلبة زادهم كما في الصحيح ايضا انه قال نعم الاذام الخل والناس اليوم لا يأتدمون بالخل ولكن النبي صلى الله عليه وسلم خص انواعا من الاطعمة التي لا تبلغ عند الناس ان تكون معدودة في الطعام عام فاخر لتحمل الخلق على القناعة بما قسم الله سبحانه وتعالى لهم. نعم. باب قال حدثنا موسى ابن مروان قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن حريز ابن عثمان حديث عن حريز ابن عثمان عن سليم ابن عامر عن ابي امامة رضي الله عنه قال ما كان يفضل عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير. قال حدثنا ابن منيع قال حدثنا حاج ابن الوليد قال ابشر قال حدثناهم بشر ابن اسماعيل قال حدثنا حريص بن عثمان قال حدثني سليم بن عامر قال سمعت ابا امامة يقول ما كان يفضل عن اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير. هذا حديث صحيح لاحق ما قبله في معنى ترجمة وقد اخرجه الترمذي وغيره. ومعناه انه لم يكن خبز الشعير يفي بحاجة اهل بيت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فلم يكن فظلا بحيث يحصلون به كفايتهم ويزيد عنهم بل كانت تلحقهم به قلة ولا ادل على هذا من حديث عائشة المتقدم انهم ربما فقدوه ثلاثة انهم ربما فقدوه شهرين يرون فيها ثلاثة اهله يطعمون فيها خبز الشعير. نعم. باب اخبرني احمد ابن حسن ابن هارون قال حدثنا احمد ابن عبد الله المقرئ قال حدثنا بشر ابن قال حدثنا محمد بن دينار عن هشام بن عروة نبينا عائشة رضي الله عنها قالت ما رفعت عن النبي صلى الله عليه وسلم غداء ولا غداء لعشاء. قال حدثنا علي ابن عامر قال حدثنا محمد ابن حارث ابن عبد الحميد. قال حدثنا زهير ابن عباد قال حدثنا داوود ابن هلال عن حبان ابن علي عن محمد ابن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغنوا بغناء الله عز وجل قيل وما هو؟ قال عشاء ليلة او غداء يوم وهذه الترجمة ايضا لاحقة لما سبق من القانعين وورد فيها المصنف حديثين ضعيفين. نعم. باب اخبرني ابو عروبة قال حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عيسى ابن ابراهيم عن موسى ابن ابي حبيب عن عمه الحكم ابن عمير قال ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسنة منذ صاحبنا واسناده ضعيف. باب اخبرنا ابويا اعلى. قال حدثنا عبيد الله ابن معاذ ابن معاذ قال حدثنا قال حدثنا شعبة عن عباس ابن ابن فروخ الجريري عن ابي عثمان النهدي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه بيننا تسع تمرات فكنا تسعة فاعطى تمرة فاعطى تمرة تمرة. قال اخبرنا ابو عبدالرحمن النسوي قال حدثنا محمد بن عبدالله لا قال حدثنا معاذ ابن معاذ قال حدثنا شعبة عن عباس الجريري عن ابي عثمان النادي عن ابي هريرة رضي رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع تمرات بين تسعة منافيهم. قال حدثني محمد ابن علي ابن بحر قال حدثنا يوسف بن حماد المعني قال حدثنا عثمان بن عبدالرحمن عن محمد بن زياد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اصحابه تمرا فاصابني ثلاثة تمرات واحدة منهن حشفة قيل له كيف وجدت الحشفة؟ قال اشدهن قال اخبرنا المصنف رحمه الله تعالى هنا حديثا في ترجمة غفل تابعة لما قبلها وهو وحديث ابي هريرة في قسم التمرات وهو حديث صحيح مخرج عند البخاري وغيره وفيه ذكر ان حظ تسعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو تسع تمرات نصيب كل واحد منهم تمرة واحدة. وانظر الى مبلغ ما يحوزه احدهم من الشبع اذا كان نصيبه تمرة واحدة وفي واقعة اخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قسم بين اصحابه تمرا فاصاب ابو هريرة منها ثلاث تمرات واحدة منها حشفة والمراد بالحشفة القاسية ولما سئل ابو هريرة عنها امتدحها فقال اشدهن منضغة يعني اشدهن بضرسي فطالت على ضرسه ولم يكسرها فبقي تلذده بطعمها اكثر من تلذذه بطعم ما كان سهلا فذاب في فمه ومضى وهذا عن مبلغ قناعتهم رضوان الله عنهم اذ كان مطعمهم الذي يرظون به تمرة واحدة يحسون وجدانها ويشهدون فقدها. وربما ان الواحد منا عاش هذه المدة في حياته لم يتقوت في يومه بتمرة واحدة فانظر الفرق بين حال اولئك وحالنا. والفرق كما هو في تلك في المعيشة فهو الفرق في الحقيقة. فان اولئك ظعفت احوالهم الظاهرة ملبسا ومطعما احوالهم الباطنة ايمانا وعلما. ونحن كملت احوالنا الظاهرة مطعما وملبسا وخوت احوالنا الباطنة ايمانا وعلما وشتان بين الحال الباطن والحال الظاهر. فمما يتسلى به العبد الالتحاق بركب اولئك الذين لم يأنسوا بالدنيا ولم يرفعوا اليها رأسا ولا عظموا لها شان ورضوا بقليل منها يوصلهم الى مقصود ما امرهم الله سبحانه وتعالى به. فان مقصود الطعام الاعانة على القيام بالامن والنهي. والا فالطعام ليس لذاته وانما يتناول العبد منه ما كان معينا له على القيام بما امره الله عز وجل به من امرنا ونهي ويعلم به ان الاكل والشرب واجبان في الاصل وليسا من جنس المباحات. والدليل قوله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا. فجاء بالامر الدال على الوجوب هذا الامر بعد العبادة للاعلام بان المطعم والمشرب لا يراد لذاته. وانما يراد لكونه موصلا الى القيام بما امر الله سبحانه وتعالى به. نعم. قال اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا عبد الله بن عوين خراز قال حدثنا ابو معاوية قال تحدثنا الاعمش قال نبئت عن ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارزق ال محمد قوت قال اخبرنا محمود بن محمد قال حدثنا العباس ابن عبد العظيم العنبري حاء واخبرني ابو علي قال حدثنا داوود حاء واخبرنا يقال حدثنا عباس ابن محمد الدوري قالوا حدثنا محاضر ابن مورع الايامي قال حدثنا الاعمش عن ابن اخي عن ابن اخي عن ابن اخي ابن شبرمة عن ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق ال محال اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا. قال عباس الدوري قال لي بعض اصحابنا ابن اخي ابن شبر هو عمارة ابن القعقاع قال اخبرني ابو عروبة قال حدثنا سفيان ابن وكيع قال حدثنا قال حدثنا نعمش عن عن عمارة عن ابي زراة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا قال اخبرني ماقل ابن زياد السوسي قال حدثنا شعيب بن ايوب قال حدثنا ابو اسامة عن عمارة بن القاقا عن ابي زراة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق ال محمد كفافا قال اخبرني محمد بن عبدالحميد الفرعاني وابو بكر ميسابوري وابو الوليد ابن السميع قالوا حدثنا علي ابن حرب قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا ابي قال حدثني قال حدثني ابي عن عمارة ابن الققاع عن ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا ساق المصنف رحمه الله تعالى هنا حديث ابي هريرة فمن طرقه حديث مخرج في صحيح مسلم. ولو ان المصنف ادخل هذا الحديث في الترجمة المتقدمة باب الدعاء بالقناعة كان اولى فان هذا اصح حديث من الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم بالقناعة وهو خير من الاحاديث التي التي اوردها المصنف في تلك الترجمة. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق ال محمد ال محمد اوتا فسرته الرواية الاخرى بقوله كفافا والكفاف كما سلف هو الذي تحصل به الكفاية دون زيادة ولا صان نعم. باب ما يدفع به الانسان عن نفسه معرة الغناء. قال اخبرنا ابو عروبة والحسين بن موسى بن خلف قال حدثنا ابو فروة يزيد ابن محمد ابن يزيد ابن ابن يزيد ابن سنان قال حدثنا قال حدثنا اب قال حدثنا ابو محمد ابن ابن يزيد ابن سنان ابن ابي حدثني ابي. ابي محمد ابي محمد ابي محمد ابن بذل قال حدثنا ابو فروة يزيد ابن محمد ابن يزيد ابن سناء قال حدثنا ابي محمد ابن يزيد ابن سنان قال حدثنا يزيد ابن سنان عن عطاء بن ابي رباح عن ابي سعيد الخدري عن بلال حاء واخبرني محمد بن احمد بن المهاصر قال حدثنا محمد ابن ابن بلال قال حدثنا يزيد ابن سنانة قال حدثنا ابي قال حدثنا اطى عن بلال المؤذن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القى الله فقيرا ولا تلقه غنيا. قال قلت وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال اذا رزقت فلا تخبى. واذا سئلت فلا تمنع؟ قال قلت وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال هو ذاك والا فالنار. واسناده ضعيف باب اخبرني ابو الحسين عبدالملك ابن ابراهيم الدقاق قال حدثنا يعقوب وابراهيم الدورقي قال حدثنا سعيد بن محمد الوراق قال حدثنا صالح بن حسان الانصاري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اردت اللحوق بي تكن بلغتك من الدنيا كزاد الراكب. ولا تستبدلي ثوبا حتى ترقعيه واياك ومجالسة الاغنياء. قال اخبرني ابو قال حدثنا سلمة بن شبيب حاوي قال حاوي واخبرنا كهمس بن معمر. قال حدثنا ابو الطائر احمد بن عمرو بن السرحان وحدثنا احمد محمد ابن اسماعيل الادمي قال حدثنا محمد ابن اسماعيل الحساني الضريع قالوا حدثنا ابو يحيى الحماني قال حدثنا صالح بن كيسان المدني عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يكفيك من الدنيا زاد الراكب فان راه كاين اللحوم فاياك ومخالطة الاغنياء ولا تستبدلي ثوبا حتى ترقاني. قال حدثني علي ابن احمد الجرجاني قال حدثنا ابراهيم واحمد. قال حدثنا حسن بن حماد قال حدثنا ابراهيم نعينة عن صالح بن كيسان عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت جلست ابكي عند عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما يبكيك ان كنت تريدين اللحوق بيكفيك من الدنيا كزاد الراكب ولا تجالس الاغنياء حديث عائشة هذا الذي ساقه المصنف من طرق عن عروة به لا يثبت والجملة الاولى المتعلقة بذكر زاد الراكب يغني عنها الحديث الصحيح المتقدم من حديث سلمان ليكن بلاغ احدكم من الدنيا كزاد الراكب. نعم باب اخبرنا ابو بكر محمد بن حسين بن مكرم قال حدثنا ابو حفص عمرو ابن علي قال حدثنا ابو داود الطيالسي قال حدثنا حريث ابن قال حدثنا الحسن قال حدثني حمران ابن ابان عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هو جلف هذا الطعام وبيت اكنه انما هو جلف هذا الطعام وبيت يكنه وثوب يستره ما عدا ذلك فهو فضل. قال الحسن قلت لحمران ما بطأ بك عن هذا الامر وقد سمعت من عثمان قال دنيا تقاعدت بي. قال اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا ابو خيثمة واسحاق ابن ابي اسرائيل قال حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال حدثنا حريث ابن السائب قال حدثنا الحسن قال حدثنا حمران وعن عثمان بن عفان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لابن ادم فيما سوى هذه الخصال حق بيت يكنه وثوب بيت يكن وثوب استروه وجرف الخبز والماء لفظ ابي خيثمة وقال اسحاق بيت يستره وثوب يواري عورته. اخبرني اسماعيل ابن ابراهيم ابن اسحاق قال حدثنا احمد ابن منصور قال حدث النظر ابن سمير قال اخبرنا حريث بن السائب الحسن قال اخبرنا حريث بن السائب عن الحسن قال حدثنا ابن ابان عن عثمان ابن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ما سوى ظل البيت وجل في الخبز والماء البارد وثوب يواري به عورته لابن ادم فيه حق. قال اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا موسى ابن محمد ابن حيان البصري قال حدثنا مسلم ابن ابراهيم. قال حدثنا وهو مؤذن بني اسيد قال سمعت الحسن يقول حدثنا حمران وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل شيء فضل عن ظل بيت وجلف الخبز وثوب يواري عورة ابن ادم. فاما كل شيء فضل عن ذلك فليس لابن ادم فيه حقه. حديث عثمان هذا روي من وجوه تصح ومعنى تلف الخبز المذكور فيه اي اي الخبز اليابس وقيل هو الذي لا يؤدب بشيء. ومعنى قوله بيت يكنه ان يستره. فالكن هو الستر من الحر والبرد وغيرها من العوادي. نعم. قال اخبرني محمد بن حمدة قال حدثنا عبد الله ابن حماد قال حدثنا سعيد بن ابي مريم قال اخبرنا يحيى ابن ايوب قال حدثني ابن سحر عن علي ابن يزيد عن القاسم عن ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما فوق الخبز وجرة الماء او ظل الحائط او ظل شجرة فظل يحاسب به ابن ابن ادم يوم القيامة. ختم المصنف رحمه الله تعالى بهذا الحديث ولا يثبت ايضا. وقد المصنف رحمه الله تعالى احاديث صحاح فيها بيان مسائل تتعلق بالقناعة من اعظمها الحديث في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول ابن ادم مالي مالي وليس لابن ادم وليس لك من ما لك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فابقيت. فلم يعدد النبي صلى الله عليه وسلم من مال ابن ادم الا هؤلاء الثلاثة واولها شيء تأكله فتفنيه بان تأتي عليه وثانيها شيء تلبسه فتبليه ويخلق. وثالثها شيء تتصدق به فيبقى. فهذا مال ابن ادم على الحقيقة به ان ما وراء ذلك ليس مالا له وانما هذا مال ورثته من بعده. واكثر الناس يشقى ويتعب في تحصيل المال لمن بعده ويغفل عن التحصيل لنفسه مما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. فاما ان تجده مقترا على نفسه في مطعم او في ملبس او كافا يده غير باسط لها في الصدقة. فلا ينتفع بماله وهذا هو حال البخلاء. ولاجل هذا لا يكون البخيل سيدا لان السيد شرطه ان يكون فاضلا على غيره ومن لا يتفضل على نفسه كيف يتفضل على غيره؟ فمما يعين العبد على تحصيل القناعة ادراكه لهذا المعنى وعقله ان المال راجع الى هذه الثلاثة. وان ما وراء ذلك ليس لك. فمهما جمعت من الالاف المؤلفة عقارات المتعددة والمراكب الفارهة فانك تتركها وراءك فانك تتركها ورائك لمن بعده. وليس لك منها الا ما اصبت من هؤلاء الثلاث شيئا اكلته فافنيته او شيئا لبسته فابليته او شيئا تصدقت ابه فابقيته فوجدته امامك. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا القناعة وان يجعل لنا من هذه الدنيا احسن بلاغ ومتعة وان يحيينا فيها حياة سعيدة وان يتوفانا وفاة حميدة وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله