السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس الموفي ثلاثين. من برنامج الدرس الواحد الثامن والكتاب المقروء فيه هو شجرة في فضل العلم واهله للعلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله الشروع في اطرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة عبدالمحسن بن حمد بن عبد العباد يكنى بابي عبد العزيز. وابي عبد الرزاق. ويعرف اليوم بمحدث المدينة المقصد الثاني تاريخ مولده ولد حفظه الله سنة ثلاث وخمسين بعد الثلاثمائة والالف. المقصد الثالث تاريخ وفاته لا يزال حفظه الله حيا محفوظا بوافد الصحة والعافية نفع الله به. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب شجرات في فضل العلم واهله. وما ينبغي ان يكون عليه طلبته. المقصد الثاني بيان موضوعه تدور رحى هذا الكتاب على اصلين اثنين. احدهم ما بيان فضل العلم واهله والاخر بيان ما ينبغي ان يكون عليه طلابه وحملته. المقصد الثالث توضيح منهجه جادة تأليف المصنف حفظه الله واحدة. وقد سبق غير مرة نعت منهجه فيها. فانه حفظه الله يضع عناوين داخلية ينزلها منزلة التراجم والابواب ثم يصوغ مراده بعبارة سهلة واضحة يعتني فيها بحشد الادلة فهو من اهل العصر الذين تبرز مكنتهم في معرفة الدليل وترى مس ذلك في فشو كثرة ما يريده من الادلة من الكتاب والسنة مع عناية بتمييز درجات المنقول منها من الاحاديث النبوية. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المؤلف حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. مقدمة الحمد لله الذي شرف العلماء وبذله والعمل به ورثة الانبياء. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله من في الارض والسماء المتفضل على عباده بما لا يحصى من النعم والالام. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اولى الناس بالحب والولاء. واحق وهم بجميل الذكر والثناء. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الشرفاء. وصحابته خيار الفضلاء وسادات الاولياء وعلى الذين جاءوا من بعدهم سائرين على نهجهم وكانوا لهم نظيفي القلوب قد هدوا الى الطيب من والثناء يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك الرحيم. اما بعد فان خير ما تعمر به الحياة. وتشغل فيه الاوقات. الاشتغال بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تعلما وتعليما. وفي ذلك مع العمل الصالح الظفر بخيري الدنيا والاخرة. وكل ما جاء في الكتاب والسنة واقواله اهل العلم من مدح العلم والثناء على اهله فان المراد به علم الكتاب والسنة والمأثور عن الصحابة ومن تبعهم كما قال ابن القيم العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم اولو العرفان. قال الصحابة اولو العرفان هم العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم اولو العرفان وهذا هو ميراث النبوة وهو مبذول لكل من اراد ومن اخذه اخذ بحظ وافر وظفر باعلى مرغوب واجل مطلوب. وقد رأيت كتابة هذه الكلمات اليسيرة في فضل العلم واهله وما ينبغي ان يكون عليه طلبته. واسأل الله عز وجل ان ينفعني وطلاب العلم بها. وان يمن على الجميع بالفقه في الدين والثبات على الحق انه جواد كريم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا فضيلة العلم التي حملته على انشاء هذه المقيدة في ذكر طرف من متعلقاته. فان خير ما عمرت به الحياة وشغلت به اوقات طلب العلوم لانها موصلة الى التعريف بالطريق العبودية التي خلقنا لاجلها فلاجل شرف الغاية عظم شرف الوسيلة. فان العلم ليس من المرادات الذاتية. وانما يراد لانه موصل الى عبادة الله سبحانه وتعالى. وهذا العلم الموصل الى الله سبحانه وتعالى حبا وذلا مداره على علم الكتاب والسنة. فان جميع الحقائق الايمانية والمعارف العلمية قاصدي الحكمية انما تلفى في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وانما اسطع الانوار وتهنأ الحياة ويلذ عيش طالب العلم اذا كان له حظ من العلم بالكتاب والسنة سنة وسائر العلوم وراء الكتاب والسنة. اما شيء في خدمتها في خدمتهما فهو بمنزلة الخادم المطلوب واما اجنبي عنها فبين الصادق في طلبه وبينها مفاوز بعيدة هربا بنفسه عنها كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بعد ان ذكر علم الكتاب والسنة في فتح الباري قال وسائر العلوم اما الات لفهمهما وهي الضالة المطلوبة. واما اجنبية عنهما وهي الضارة قلوبه وكيف لا يكون مدار العلم على هذين ولم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم الا بهما فان النبي صلى الله عليه وسلم انما شرف فشرفنا بالوحي ولا وحي الا القرآن والسنة. فان القرآن وحي كما ذكر الله عز وجل في اية كثيرات والسنة وحي كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة النجم ان هو الا وحي يوحى وفي ذلك قال شيخ شيوخنا العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في ومن اصول وسيلة الحصول ونظم المصطلح قال فسنة النبي وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان ولما قال من تيقن من العارفين بالله وامره ان مدار العلم بهذا نطقوا بذلك. فقال ابن القيم رحمه الله تعالى العلم قال قال رسوله قال الصحابة هم اولي العرفان وقال اخر العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه وقال ثالث العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس خلف فيه وقال رابع وهو الذهبي رحمه الله تعالى العلم قال الله قال رسوله ان صح والاجماع فاجهد فيه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة الرسول وبين راي فقيه. فغاية العلم ما رجع الى علم الكتاب والسنة. ومنفعته التي يدرك بها المرء لذة الحياة هي في كونه دالا على الله سبحانه وتعالى معرفا بامره. وهذا العلم هو العلم الذي ورثه النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم ما علم الناس الا هذا العلم وما وراءه فاما شيء كان مركوزا في سرقتهم وفطرهم من العلوم الالية كالعربية والاصول واما شيء اجنبي لا منفعة فيه كعامة العلوم العقلية. فما كان سليقة فيهم استغنوا به عن وضع رسوم وقواعد له كالعربية فحالهم قول الاعرابي ولست بنحوي يلوك لسانه ولكني سليقي اقول وكذلك حالهم في الاصول كما قال العلوي في المراقي اول واضعه في الكتب محمد ابن شافع المطلب وغيره وكان له سليقة مثل الذي للعرب من خليقة. فكانت الالات المحتاج اليها مغروسة في فطرهم وسرقتهم مستغرون عنها وما زاد عن ذلك من علوم الافلاك والنجوم والحساب والرياضيات مما كان تعرفه الامم في ذلك الزمان فلم يحتج اليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا التابعون ولا اتباع التابعين حتى دخلت العلوم فضرت معارف الشريعة. بل دخل في العلوم الالية التي هي الات للفهم ما اضر بفهم الناس للكتاب والسنة. فينبغي ان يعلم طالب العلم ان الطريق الموصل الى الله هو في طلب علم الكتاب والسنة. لكن ان طلب العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بان يرتفع الطالب الغر عاشوا في العلم الى قراءة كتب التفسير او قراءة شروح الحديث زاعما انه يطلب علم الكتاب والسنة فان العلم له مفتاح والمفتاح له اسنان ومفتاح العلم القرآن والسنة والاسنان الالات المؤدية الى فهمهم ولا يمكن اليوم ان يترقى انسان في فهم الكتاب والسنة الا باحراز العلوم الالية الموصلة الى الفهم كالاصول والنحو وقواعد الفقه والبلاغة واصول الحديث والادب فان هذه العلوم توصل الى فهم الكتاب والسنة. فينبغي ان يحرز طالب العلم من كل اصل فرعى بحفظ مختصر واستشراحه فانه اذا وعد ذلك امكنه ان يدلف الى الكتاب والسنة. ولكن لجة البحر لا يستطيع ان يدخلها من لا يعرف السباحة. فلا بد ان يأخذ بيده ماهر سباح حتى يدخله فيهما برفق فيدرجه في السباحة حتى يكون ماهرا. فمن رام ان يدخل في لجج علوم والسنة التي تحار فيها الافهام وتنقطع دونها الاوهام وتزل في فهمها الافهام فينبغي ان يتخذ الانسان دالا يدله عليه ولا دليل الا العلماء فان العلماء فان العلماء ادلاء موصلون الى حقيقة العلم. ولهذا لا يوجد في هذه الامة من يحرز علما ينتفع به من الكتب. لان الله عز وجل كتب ان علم هذه الامة من قول ونقله انما يكون من صدور الرجال الى صدور الرجال. وشاهدوا ذلك ما رواه ابو داوود بسند قوي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم قال الشاطبي والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب. فهذا الخطاب وان كان مساقا الى اصحاب النبي صلى الله وسلم لكن العبرة بعمومه. فلا يحرز علم في هذه الامة الا بالتلقي. ولاجل هذا جعل الشاطبي رحمه الله تعالى من شروط تحصيل العلم ان يحصله طالبه عن معلم يدله وينشده وذكر شروطا للمعلم ينبغي قراءتها ومراجعتها في مقدمات كتابه الموافقات. نعم. فضل العلم واهله في القرآن الكريم جاء في القرآن الكريم ايات تدل على فضل العلم واهله وبيان شرفهم وعلو منزلتهم. ومن هذه الايات اولا قول الله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. فبهذه الاية بيان فاضرب بيان فضل اهل العلم. لان الله ذكر شهادتهم مع شهادته وشهادة وشهادة ملائكته بانه الاله الحق الذي لا تكون العبادة الاله وهي مشتملة على اعظم شاهد وهو الله سبحانه وتعالى واعظم مشهود به والونيته وانه المختص بالعبادة وعطف شهادة الملائكة واولي العلم على شهادته دال على فضل الملائكة وفضل اهل العلم وقوله عز وجل قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون والمعنى ان الله ميز اهل العلم وفضلهم على غيرهم لانهم بعلمهم بالحق يسيرون الى الله على بصيرة ويدعون غيرهم على هداه فلا يستوي من هو عالم بالحق يستفيد ويفيد ومن هو جاهل به. ثالثا وقوله عز وجل وقل رب زدني علما. فهذه الاية الدلالة على فضل العلم لان الله تعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الزيادة منه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح وقوله عز وجل رب زدني علما واضح الدلالة في فضل العلم لان الله تعالى لم يظن نبيه بطلب من شيء الا من العلم. رابعا وقوله عز وجل يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات في هذه الاية الكريمة الدلالة على على رفعة اهل الايمان. ومن اوتي العلم منهم درجات ودلالتها على فضل اهل العلم لكونه نصا على ذكر بعد ذكر المؤمنين وهم منهم وهو من عطف الخاص على العام. خامسا وقوله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. دلت هذه الاية على ان اهل العلم الذين هم الذين يخشون الله على الحقيقة وان كانت الخشية تحصل من غيرهم لان ما اتاهم الله من العلم ومن الفقه في الدين يورث فيهم خشية الله ومراقبته. وذلك دال على فضلهم. سادسا وقوله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا واولي الامر منكم اولو الامر هم العلماء والامراء فيسمع للعلماء ويطاع فيما يبينونه من امور الدين. ويسمع للامراء فيما يأمرون به مما ليس معصية لله عز وجل. وقد رجح تفسير ولاة الامر بما يشمل العلماء والامراء. القرطبي وابن كثير في تفسير قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما واولي الامر منكم يعني اهل الفقه وكذا قال مجاهد وعطاء والحسن البصري وابو العالية واولي الامر منكم يعني العلماء والاية شاملة لاهل العلم في السمع والطاعة فيما يبلغون من دين الله عز وجل. سابعا وقوله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. دلت الاية على فضل اهل العلم لانهم ارجعوا لغيرهم في بيان الحق والباطل والحلال والحرام. شرع المصنف رحمه الله تعالى في اول مقاصد كتابه وهو وبيان فضل العلم واهله واستفتح ذلك بتقديم الاي المذكورة في القرآن الكريم. فذكر طرفا من تلك الايات صدرها بقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم الاية وهذه الاية تدل على فضل العلم من وجوه عدة استوعبها ابن القيم في مفتاح دال السعادة. واقتصر تصنف حفظه الله تعالى على اظهرها في السياق وهو ان الله سبحانه وتعالى قرن شهادتهم بشهادته سبحانه وتعالى وشهادة ملائكته له بالتوحيد. فهؤلاء المذكورون هم اعظم الشهود على اعظم مشهود فاعظم الشهود هم ربنا عز وجل وملائكته واولو العلم على اعظم مشهود وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة. فذكرهم مع الذات الالهية وملائكة الرحمن بالشهادة دليل على فظلهم. واذا كان الله سبحانه وتعالى رضيهم شهودا على اعظم وهو حقه سبحانه وتعالى فاولى ان يكونوا اعظم شاهد على ما دون ذلك من حقوق خلق وهي الاحكام التي تجري بينهم. نعم. والاية الثانية قوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وكل بناء جاء في القرآن على هذا فان مآله نفي الاستواء فكل سؤال سيق في استفهام الاستواء فان غايته تقرير عدم الاستواء. ويكون لاستنكار فكان معنى الاية هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون استنكارا من هذه التزوية ومآلها نفيها. ثم ذكر الاية الثالثة وهي قوله تعالى وقل ربي زدني علما وقد ذكر منزع فضل العلم منها ابو محمد سفيان ابن عيينة فقال كفى بالعلم شرفا ان الله عز وجل لم يأمر محمدا صلى الله عليه وسلم ان يسأله الزيادة من شيء الا من العلم. والاية الثالثة قوله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. ووجه دلالتها ان الله عز وجل ذكر وان العلم من اسباب الرفعة. وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم ان الله لم يذكر رفعة الدرجات بشيء الا بالعلم والايمان وفي قوله تعالى نرفع درجات من نشاء قال مالك بالعلم وفي رواية قال مالك زعم ربيعة بالعلم واصل الايمان هو العلم فان الانسان لا يزيد ايمانه ولا يرسخ ايقافه الا بالعلم فرجع اصل الرفعة كلها الى العلم ثم ذكر الاية الخامسة وهي قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وفيها تقرير ان اهل خشية الله هم العلماء واهل خشية الله هم حزبه المفلحون كما قال تعالى في وعدهم بالاجر ذلك لمن خشي ربه. ثم ذكر الاية السادسة وفيها التصريح بوجوب طاعتهم في قوله تعالى واولي الامر منكم. فان الامر كان في صدر الاسلام واحدا. وهو العلم والحكم ثم لما ضعفت الالة في الخلق انقسم الامر الى علم وحكم فصار العلم العلماء والحكم بايدي الامراء. فصارت هذه الاية دالة اصلا على وجوب طاعة العلماء امراء لان الخطاب تناول فيها ابتداء من كان في الصدر الاول وهم النبي صلى وهم الخلفاء الراشدون ثم لما ضعف الامر وقل العلم في الملوك صار للعلم حملة وللحكم حملة فصار امر تدبير السلطان والحكم موكلا الى الامراء. وامر تدبير الفتيا والعلم موكلا الى العلماء وهذه الاية امرة بطاعة الصنفين مع نعم. فضل العلم واهله في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في السنة احاديث كثيرة دالة على فضل العلم الشرعي عموما وعلى فضل العلم بالكتاب والعلم بالسنة خصوصا ومن ذلك اولا قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية رضي الله عنه. والحديث يدل على فضل اهل العلم وان من وان من علامة ارادة الله الخير بالعبد ان يفقهه في دين الله لانه بذلك يعبد الله على بصيرة ويدعو غير الى الله على بصيرة ثانيا وقوله صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم. ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو دال على فضل العلم وفضل مدارسة القرآن وفيه ان جزاء من جنس العمل وان من سلك ضيقا يلتمس فيه علما فان الله يجازيه بان ييسر له طريقا توصله الى الجنة. ثالثا وقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله عز وجل به طريقا من طرق الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها لظل طالب العلم وان العالم لا يستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وورثوا العلم. ورثوا العلم فمن اخذه واخذ بحظ وافر. وهو حديث حسن رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة وغيرهم عن ابي الدرداء رضي الله عنه وقد شرحه الحافظ ابن رجب في جزء والحديث مشتمل على خمس جمل كل واحدة منها دالة على فضل اهل العلم رابعا وقوله صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه فيه دلالة على فضل العلم واهله وان توريث العلم سواء كان عن طريق التعليم او شبيه بالصدقات الجارية التي يجري نفعها للعالم بعد موته لقوله صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. رواه مسلم عن ابي رواية رضي الله عنه فقال ابو اسحاق الالبيري وتفقد ان جهلت وانت باق وتوجد ان علمت وقد فقدت. فقال ابن القيم في كتاب مفتاح دار سعادة فالعالم بعد وفاته ميت وهو حي بين الناس. والجاهل في حياته حي وهو ميت بين الناس كما قيل. وفي الجهل قبل الموت موت لاهله واجسامهم قبل القبور قبور وارواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور قال اخر قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس اموات. وقال اخر وما دام ذكر العبد بالفضل باقيا فذلك حي وهو في الترب هالك. ومن تأمل احوال ائمة الاسلام كائمة الحديث والفقه. كيف هم تحت التراب وهم في العالمين انهم احياء بينهم كانهم احياء بينهم لم يفقدوا منه لم يفقدوا لم يفقدوا منهم الا صورهم والا فذكرهم وحديثهم والثناء وعليهم غير منقطع وهذه هي الحياة حقا حتى اعد ذلك حياة ثانية. كما قال المتنبي ذكر الفتى عيشه الثاني ما فاته وفضول العيش اشغال. والبيت في ديوان المتنبي فيه عمره الثاني بدل عيشه الثاني. وفيه طاعته بالقاف بدل فاته وابن القيم رحمه الله المتوفى في احدى وهو الصواب قاته هو الصواب اما فاته فلا اصل له ومعنى وحاجته ما ما يعني الامر الذي يحتاجه من العيش هو ما قاته اي تقوت به. وهذا الفعل تصنيفه قات يقوت قوتا قال يقول قولا وفي اسماء الله سبحانه وتعالى ايش؟ المقيت وهو راجع الى هذا الاصل يعني الذي يهيئ للناس الاسباب التي يقتاتون عليها في احوالهم الباطلة في غذاء ارواحهم وفي احوالهم الظاهرة في غذاء ابدانهم. وابن القيم رحمه الله المتوفى سنة احدى وخمسين وسبعمائة بما من مؤلفات عظيمة نافعة هو من هو ممن بقي ذكره بعد ان ان مضى على وفاته مئات السنين ومثله بعض العلماء في القرن الذي عاش فيه مثل شيخ الاسلام ابن تيمية المتوفى في الثامن والعشرين وسبعمائة والمجزي في الثاني والاربعين وسبعمائة والذهبي المتوفى سنة ثمان واربعين وسبعمائة وابن كثير المتوفى سنة اربع وسبعين وسبعمائة والشاطبي المتوفى في تسعين وسبعمائة. وابن رجب الحنبلي المتوفى في خمس وتسعين وسبعمائة. وقال ابن رحمه الله في صيد الخاطر في الصفحة العشرين فاذا علم الانسان وان بالغ في الجد بان الموت يقطعه عن العمل عمل في حياته ما يدوم له اجره بعد موته فان كان له شيء من الدنيا وقف وقفا وغرس غرسا واجرى نهرا ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده يكون الاجر له او ان يصنف كتابا في العلم فان تصنيف العالم ولده المخلد. وقوله صلى الله خامسا وقوله صلى الله عليه وسلم خيركم من ت تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. والحديث يدل على ان من اشتغل بكتاب الله عز وجل تعلما وتعليما. فهو من هذه الامة. سادسا وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخريهم. رواه مسلم عن عمر رضي الله عنه وفي اوله قصة وهي ان نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن عسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال من استعملت على اهله اهل الوادي؟ فقال فقال ومن ابن ابزى؟ قال مولى منهم ان موالينا قال فاستخلفت عليهم مولى. قال انه قارئ لكتاب الله عز وجل وانه او عالم بالفرائض قال عمر اما ان نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال فذكر الحديث ومثل هذه القصة ما ذكره الذهبي في سير النبلاء عن ابي العالية الرياحي مولاهم قال كان ابن عباس يرفعوني على السرير وقريش اسفل من السرير. فتغامز فتغامزت به قريش فقال ابن عباس هكذا العلم يزيد الشريف شرفا ويجلس المملوك على الاسرة وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرئ منا حديثا فحفظه حتى يبلغه او بحامل فقه الى من هو افقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه. رواه ابو داوود وهذا لفظه والترمذي وابن ماجة عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه وهو حديث متواتر جاء عن اكثر من عشرين صحابية ذكرت رواياتهم ذكرت رواياتهم وما اشتمل عليه من الفقه في كتاب هذه دراسة وحديث نظر الله من ان سمع مقالة رواية ودراية لما استكمل المصنف رحمه الله تعالى ذكرى الايات الدالة على فضل العلم اتبعها بذكر احاديث تخرج معها من مشكاة واحدة له ايراد سبع ايات مع سبعة احاديث فلا ادري اهو شيء تعمده ام اجراه الله عز وجل له فان لعدد السبعة خاصية شرعية قدرية فان كثيرا من الاحكام الشرعية والقدرية معلقة به كما بينه ابن القيم في كلام عز نظيره في كتاب زاد المعاد في جزء الطب النبوي منه. واول هذه الاحاديث قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فعلامة ارادة العبد ارادة الله بعبده الخير ان فسر له الفقه في الدين وهذا دليل فضله. والفقه في الدين ليس المراد به مجرد العلم كما يفسره بعض الناس بل الفقه بالدين هو ما جمع فيه صاحبه بين العلم والعمل. فالفقه هو ادراك خطاب الشرع الفقه شرعا هو ادراك خطاب الشرع والعمل والعمل به. اما العلم شرعا فهو ادراك خطاب الشرع فالعلم ينقص عن الفقه والفقه ازيد منه ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس بالفقه ولم يدعو له بالعلم فقال اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين وقد نقل ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة اجماع السلف على ان اسم الفقيه لا يطلق الا على من جمع العلم والعمل وتقدم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا المعنى في كتابه في تفسير قول الله سبحانه وتعالى قل اغير الله اتخذ وليا. وهذا الامر قد يرد اشكال وهو ان قولنا ان الفقه ارفع من العلم وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعو لابن عباس فكيف مع قوله ويعلمه التأويل؟ فان هذا دعاء بالعلم. ما الجواب واضح الاشكال يعني يقال العلم مذكور في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس اه يعني مذكور فيه ها ما ياخذ لا خلي خلي في الخلف سم وش فيه وقال اللهم فقهه بالدين وعدم التأويل كلها دعاء لابن عباس. هذا فايز يعني وهذي وينها من العلم والفقه اي وينها من العلم؟ هي العلم ولا الفقه ولا غيرهما؟ قلنا فيما سلف ان قوله صلى الله عليه وسلم ويعلمه التأويل دعاء بمرتبة ثالثة فوق العلم والفقه. فان ادراك خطاب الشرع ثلاثة له ثلاث مراتب. الاولى العلم وحقيقتها ادراك خطاب الشرع. والثانية الفقه وحقيقتها ادراك خطاب الشرع والعمل به والثالثة التأويل وحقيقتها ادراك خطاب الشرع والعمل به مع معرفة ما تؤول اليه الحوادث والامور نص على هذا ابن القيم في مفتاحه دار السعادة وشيخ شيوخنا ابن سعد في مجموع الفوائد ثم ذكر الحديث الثاني وهو حديث ابي هريرة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فجعل العلم طريقا موصلا الى الجنة. وقرنه ايضا بلون من الوان طلب العلم وهو الاجتماع على مدارسة القرآن وذكر فضله ثم ذكر حديث ابي الدرداء عند ابي داود وغيره وفيه جمل متعددة في بيان فضيلة العلم من كونه طريقا موصلا الى الجنة وان الملائكة تضعضع اجنحتها رضا لطالب العلم وان العالم يستغفر له من في السماء السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء لان ما يصل اليها من الاحسان في صيد او اطعام انما هو العالم الناس لاحكام الصيد. ثم ذكر جملة رابعة وهي ان فظل العالم على العابد القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ثم ختم بالفظيلة العظمى وهي وان العلماء ورثة الانبياء والعرب لهم في سننهم في الكلام اسرار فانهم قد يؤخرون الاعظم وهذا يوجد في القرآن الكريم كما قال الله سبحانه وتعالى في ذكر المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الامم قل انما ما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فان اصل الاربعة الاول كما ذكر البيهقي وابن القيم هو القول على الله سبحانه وتعالى بلا علم. فبالقول على الله سبحانه وتعالى بلا علم حصلت الفواحش وبالقول على الله سبحانه وتعالى بلا علم حصل البغي الى اخر البقية فجعل الى الاعظم اخرا ومنه ها هنا في هذا الحديث ان اعظم فضيلة لهم سردت فيه هو ان العلماء الانبياء وهذه الفضيلة لا يشاركهم فيها احد كائنا ما كان. فان الملوك الذين يتأثرون السلطان وينفذ امرهم في الناس لا يبلغون هذه المرتبة ولا يكونون وراثا للانبياء. فان قال قائل ان النبي كما ذكرت انفا كان جامعا للعلم والحكم. فكيف ذكر الله عز وجل له وراثا بالعلم ولم يذكر له مراة في في الحكم. وحل هذا الاشكال هو ان العلم علم دين الله عز وجل وهو فلا يعطيه الله عز وجل الا من احبه. واما الحكم فهو تحصيل الدنيا ويعطيها الله سبحانه وتعالى من يحبه ومن لا يحبه ثم ذكر دليلا رابعا وهو قوله صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان وهذه هي الرواية المحفوظة واما رواية اذا مات ابن ادم فلا تصح ومن عزاه الى مسلم بلفظ ابن ادم فقد غلط كما هو مشهور وهؤلاء الثلاث كما قال ابن جماعة وغيره لا تجتمع الا للعالم. فان العالم يكون له علم من بعده يبقى فينتفع الناس به ويكون بقاؤه بمنزلة الصدقة الجارية لان الصدقة الجارية هي التي يبقى اصلها ينتفع الناس بها وكذلك العلم ويخلف العالم من الاصحاب والتلاميذ ما هم بمنزلة الاولاد فلا تجتمعوا هذه الفظيلة الا العالم. ثم ذكر بعد ذلك حديثا ثم ذكر بعد ذلك حديثا خامسا في الدلالة على فضل العلم وهو قوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه ووجه دلالة هذا الحديث من ذكر الخيرية والخيرية فيه مقتضية للافضلية والافضلية مدلول عليها بافعل الدالة على التفظيل فان خيركم هنا بمعنى اخيركم لكن العرب لما كثر استعمالهم للخير شر اخرجوها من بناء افعل التفظيل كما قال ابن مالك في الكافية وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منه واشر فكل بناء وجدته على هذه الزنا خيركم او شركم فان تقديره في لسان العرب اخيركم او اشركم. ثم ذكر الحديث السادسة وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين وهو صريح في ان القرآن للرفعة فهو ملتحق بما مضى من الادلة الدالة على ان الله سبحانه وتعالى يرفع بالعلم ثم ختم بالحديث السابع وهو قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه. فرب حامل فقه الى من هو افقه ورب حامل فقه ليس بفقيه. وفي هذا الحديث دعاؤه صلى الله عليه وسلم بالنضرة وهي النعيم في كل حال لمن سمع حديثا من النبي صلى الله عليه وسلم اما مباشرة او بطريق الاخذ عنه جيلا بعد جيل فبلغه كما هو. واعظم من هذا من كان فوق تبليغه له عالما بمعناه فقيه به ولاجل هذه الدعوة شرف علم الاحاديث النبوية لانه كلما قرب النزع من علم هذا الداعي كان احق باصابة دعائه وعلمه صلى الله عليه وسلم هو في الوحي القرآن والسنة فاهل الحديث المتبعون للقرآن الممتثلون للسنة المشتغلون بعلمهما هم لهم اوفر حظ من قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه. وفي ذلك يقول البرهان ابراهيم الرياح اي عالم تونس فيما انشدناه محمد البقالي الطنجي قال انشدنا عبد الحي ابن عبد الكبير الكتاني قال انشدنا الطيب التونسي قال انشدنا ابراهيم الرياح قال اهل الحديث طويلة اعمارهم ووجوههم بدعى النبي منضرة وسمعت من بعض الشيوخ بانه هم ارزاقهم ايضا به متكثرة فمن اعظم ما يحصل للانسان فيه سبب النضرة اقباله على الاشتغال بسنة النبي صلى الله الله عليه وسلم ولا يتصور مشتغل السنة على وجه الكمال حتى يكون مشتغلا بالقرآن الكريم. والنقص الواقع في اليوم ليس دليلا على هذا والا فالاولون من اهل الحديث كانوا من اعلم الناس بكتاب الله واعتبر هذا فيما البخاري واحمد وعبد ابن حميد وبقي ابن مخلد وابن جرير الطبري في التفسير فقد كانوا هم اعلم خلق الله بتفسير كلام الله سبحانه وتعالى. ولهم من دقائق الاشارات ولطائف العبارات في هذا الباب في تأليفهم الموجودة الناس شيء كثير كتبويب البخاري رحمه الله تعالى باب باب في الحوض وقول الله تعالى انا اعطيناك الكوثر فاورد البخاري رحمه الله تعالى هذه الاية في الحوض مع ان المقطوع به لدلالة الاحاديث التي البخاري ان الكوثر نهر في الجنة لكن لما كان ماء الحوظ ممدا من الكوثر بابين يشقبان فيه كما ثبت ذلك في صحيح مسلم جعل البخاري رحمه الله تعالى هذه الاية دالة على الحوض لذلك اذا قيل لك ما دليل الحوض في القرآن فاعلم انه هذه الاية على الوجه الذي ذكرنا لك. ولابي عبدالله محمد ابن اسماعيل البخاري في هذا شيء تطيش منه العقول وهو يورد رحمه الله تعالى من تفاسير السلف بالطف اشارة ما يفضي الى المقصود ومن افرغ وسعه في استخراج تفسير البخاري من صحيحه فانه ينتفع انتفاعا كثيرا فان البخاري فسر كثيرا من اي لا في كتاب التفسير بل فسرها في مواضع متعددة فاورد في كتاب الايمان والعلم والوضوء والصلاة الى كتاب التوحيد وهو اعظمها اورد كثيرا من الاية. فالاية التي واردة في القرآن تكرارا وتعدادا بالالاف فهو من من ملأ كتابه بايات القرآن الكريم. ويعلم بهذا ان اهل التفسير على الحقيقة هم اهل الحديث. وان النقص الحاصل في العلم بكتاب الله عز وجل من المشتغلين بالحديث ليس دليلا على ان علم الحديث لا يجتمع مع علم التفسير نعم احسن الله اليك من كلام العلماء في فضل العلم واهله اولا قال الامام احمد ابن حنبل رحمه الله في خطبة الرد على الزنادقة والجهمية الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من ضل الى الهدى يخبرون منهم على الاذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمى. فكم من قتيل لابليس قد احيوه؟ وكم من ضال لانتائهم قد هدوه فما احسن اثرهم على الناس واقبح اثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحليف الغاليين وامتعوا انتحال المبطلين وتأوي الى الجاهلين الذين عقدوا الوية البدعة واطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون على قال فتن كتابه يقولون على الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشتبه عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين. ثانيا قال ابو بكر الاجري في مطلع كتابه اخلاق العلماء. اما بعد فان الله عز وجل عز وجل تقدست اسماؤه اختص من خلقه من احب فهداهم للايمان ثم اختص من سائر المؤمنين من احب فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة في الدين وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين وذلك في كل زمان واوان رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم بهم يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل والضار من النافع والحسن من القبيح. فضلهم عظيم وخبرهم جزيل. ورثة الانبياء وقرة عين الاولياء الحيتان في البحار لهم تستغفر والملائكة باجنحتها لهم تخضع والعلماء في القيامة بعد الانبياء تشفع مجالسهم تفيد الحكمة ينزجر اهل الغفلة هم افضل من العباد واعلى درجة من الزهاد حياتهم غنيمة وموتهم مصيبة يذكرون الغافلة ويعلمون الجاهل ثالثا وقال ابو هلال العسكري في الحث على طلب العلم فاذا كنت ايها الاخ تراب في سمو القدر ونباهة الذكر وارتفاع بين الخلق وتلتمس عزا لا تتلمه الليالي والايام ولا ولا تتحي ولا تتحل ولا تحيفه الدهور والاعوام ولا تخيفه الدهور والاعوام وهيبة من غير سلطان وغنى بلا مال. ومنعة بغير سلاح حيث يعني الميت الظلم حيث الظلم اصله الميل وهو الظلم. نعم وغنا بلا مال ومنعة بغير سلاح وعلاء من غير عشيرة واعوانا من غير اجر وجندا بلا ديوان وفرض فعليك بالعلم فاطلبه في مضانه المنافع عفوا وترق ما تعتمد منه صفوا واجتهد في تحصيله ليالي قلائل ثم تذوق حلاوة الكرامة مدة عمرك وتمتع بلذة الشرد فيه بقية ايامك. واستبقي لنفسك الذكر بعد من به بعد وفاتك. وقال ابو اسحاق الالباني رابعا. نعم. رابعا وقال ابو اسحاق الالباني. رابعا. لماذا؟ الاعداد للحساب والارقام. احسنت. الاعداد الحساب والاعداد الرقمية للحساب ولفظها والنطق بها للكتاب ولا يجتمعان. وهذا انما دخل في العقود الاخيرة والا فاهل العلم اذا القرن الماضي لا يدخلون الرقم في الكتاب لانه حظ الحساب وانما عنه فيقال رابعا وخامسا واشباه هذا او الرابع الخامس. فطالب العلم لا يقرأها كقراءة الكتاب. فان صنعته ليست صنعتهم بل يقول رابعا عوض هذا الرقم نعم. رابعا وقال ابو اسحاق الالبيري في وصيته لابنه ابا بكر دعوتك لو اجبت الى ما فيه حظك لو عقلته الى علم تكون به اماما مطاعا ان نهيت وان امرت ويجلو ما بعينك من غشاها ويهديك الطريق اذا ضللت وتحمل منه في ناديك تاجا ويكسوك الجمال اذا عريته يكسوك الجمال وتحمل منه في ناديك تاجا ويكسوك الجمال اذا عريت. ينالك نفعه ما دمت حيا. ويبقى ذكره لك ان ذهبت هو العذب المهند ليس ينبو تصيب به مقاتل من اردته يعني؟ العظم يعني السيف. نعم. وكنز لا اتخاف عليه لصا خفيف الحمل يوجد حيث كنت يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص ان به كفا شددتا فلو قد ذقت حلواه طعما لاكثرت التعلم واجتهدت ولم يشغلك عنه هوى مطاع ودنيا بزخرف بزخرفها فتنت ودنيا بزخرف وفيها فتنت ولا الهاك عنه انيق روض ولا الهاك عنه انيق روض ولا الهاك عنه روض ولا خضر بزينتها كرفت فقوت الروح ارواح المعاني وليس بان طعمت ولا شربت فواظبه وخذ بالجد فيه فان اعطاك الله انتفعته. وان اعطيت فيه طول باع. وقال الناس انك قد علمت فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل عملته فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بان يقال لقد رؤستا. خامسا اورد ابن عبدالبر في كتابه جامع بيان العلم وفضله ابياتا لبكر ابن حماد قال فيها رأيت العلم صاحبه شريف وان وان ولدته اباء لما رأيت العلم صاحبه شريك العلم صاحبه شريف وان ولدته اباء لئام وليس يزال يرفعه الى ان يعظم يعظم قدره القوم الكرام. ويتبعونه في ويتبعونه في كل امر كراعي الظأن تتبعه السوام. ويحمل قوله وفي كل افق ومن يكع عالما فهو الامام. فلولا العلم ما سعدت نفوس ولا عرف الحلال ولا الحرام. فبالعلم النجاة من وبالجهل وبالجهل المذلة والرؤى الرغام. الرغام الرغام يعني الذل. قالوا ارغم الله انفه يعني الصقه بالتراب كناية عن الذل هو الهادي الدليل الى المعالي فبالعلم النجاة. فبالعلم النجاة من المخازي وبالجهل المذلة والرغام الهادي الدليل الى المعالي ومصباح يضيء به الظلام فذاك عن الرسول اتى عليه من الله التحية والسلام. سادسا وقال الخطيب البغدادي رحمه الله في فضل اهل الحديث كما في كتابه شرف اصحاب الحديث وقد جعل الله تعالى اهله اركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة فهم امناء الله من خلقته والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وامته. والمجتهدون في حفظ ملته انوارهم زاهرة وفضائلهم واياتهم باهرة ومذاهبهم ظاهرة وحجتهم قاهرة وكل فئة تتحيز الى هوى ترجع اليه او تستحسن رأيا تعكف عليه واصحاب الحديث ان الكتاب عدتهم والسنة حجتهم. والرسول فئتهم واليه نسبتهم لا يعرجون على الاهواء ولا يلتفتون. لا لا يعرجون على الاهواء ولا يلتفتون الى الاراء يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه والعدول حفظة الدين وخزانة واوعية العلم وحملته اذا اختلف في حديث كان اليهم الرجوع فما حكموا به فهو المقبول المسموع ومنهم كل عالم فقيه وامام رفيع النبي وزاهد في قبيلة ومخصوص ومنهم كل بعده كلها مجرورات. ومنه كل عالم فقيه وامام رفيع نبيه وزاهد فبيلة ومخصوص بفضيلة وقارئ متقن وخطيب محسن اجرى الله على لسانه الرفع. لان الله يرفع الزهاد هاي كلها مجرورة اي زاهد انه زاهد في قبيلة. وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر وعلى الافصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر. من كادهم قصمه الله ومن عادى ومن عادهم خذله الله لا يضرهم من خذلهم ولا يفلح من اعتزلهم المحتاط لدينه الى ارشادهم فقير. وبصر الناظر بالسوء اليهم حسير. وان الله على نصرهم لقدير. سابعا وقال ابو اسحاق الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام. ان الله سبحانه شرف اهل العلم ورفع اقدارهم وعظم دارهم ودل على ذلك الكتاب والسنة والاجماع. بل قد بل قد اتفق العقلاء على فضيلة العلم واهله. وانهم المستحقون شرف المنازل وهو مما لا ينازع فيه عاقل واتفق اهل الشرائع على اهل الشرائع على ان عيوب الشريعة افضل العلوم واعظمها اجرا عند الله يوم القيامة الى ان قال فاهل العلم اشرف الناس واعظم منزلة بلا اشكال ولا نزاع وانما وقع الثناء في الشريعة الا على اهل العلم من حيث اتصافهم بالعلم لا من جهة اخرى ودل على ذلك وقوع الثناء عليهم مقيدا بالاتصاف به فهو اذا العلة في الثناء. ولولا ولولا ذلك الاتصاف لم يكن لهم مزيد على غيرهم ومن اجل ذلك صار العلماء حكاما على الخلائق اجمعين قضاء او فتيا او ارشادا لانه اتصفوا بالعلم الشرعي الذي هو حاكم باطلاق. ما اشبه حال المصنف حفظه الله حديث الصحيحين ولو سبعت لك لسبعت لنسائي فان الشيخ اتفق له عد سبعة اقوال منقولة عن اهل العلم كسبعة ايات واحاديث اذا في هذا الباب وهذه الاقوال ظاهرة المعاني. نعم. امور ينبغي ان يكون عليها طلبة العلم اولا الاخلاص الاخلاص تجريد القصد لله عز وجل والاخلاص والاخلاص في طلب العلم ان يكون الباعث لطالبه على طلبه وجه الله عز وجل رجاء مثوبته وخوف عقوبته وان يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره في عبد الله على بصيرة ويدعو غيره الى الله على بصيرة قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وقال الله عليه وسلم انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنياه يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه البخاري ومسلم بهذا اللفظ عن عمر رضي الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه. وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياءه فاي ذلك في سبيل الله؟ قال من قاتل من قاتل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. رواه البخاري ومسلم. والاخلاص اساس النجاح والفلاح وهو مع الاتباع ركناء العمل الذي يتقبله الله قال الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا والخالص ما كان لله وحده والصواب ما كان على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال البغوي في تفسيره في قوله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا قال الفضيل بن عياض احسن عملا اخلصه واصوبه. والعمل لا يقبل لا يقبل حتى يكون خالصا صوابه. فالخالص اذا كان لله والصواب اذا كان السنة قال الربيع ابن خثيم كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل الطبقات الكبرى لابن سعد وقد قال صلى الله عليه وسلم اصدقك لاصدق كلمة قالها كلمة لبيد الا كل شيء ما خلى الله باطله؟ رواه البخاري ومسلم. وقال الذهبي في سير اعلام النبلاء قال عبد الله بن مبارك رب عمل صغير النية رب عمل كثير تصغره النية. فقال الذهبي ايضا وقد ايضا قد كان السلف يطلبون العلم المحفوظ فيه. كلام الذهب ذكر التكبير وهو المناسب للتصغير رب عمل صغير تكبره النية. ورب عمل كبير تصغره النية. كان هذا غلطا من ناشر كتاب سير اعلام النبلا فانه يوجد في غيره على ذكر التكبير وهو المناسب للتصغير. نعم. يطلبون العلم لله وصاروا ائمة يقتدى بهم وطلبة وطلبة قوم من وطلبه وطلبه قوم منهم اولا لا لله وحصلوه ثم استفاقوا وحاسبوا انفسهم فجرهم العلم الى الاخلاص في اثناء الطريق كما قال مجاهد وغيره. طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله النية بعد وبعضهم يقول طلبنا هذا العلم لغير طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى ان يكون الا لله فهذا ايضا حسن ثم نشروه بنية صالحة وقوم ظلموه بنية فاسدة لاجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا قال عليه السلام من غزا ينوي عقالا فله ما نوى وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم ولا لهم وقع في النفوس ولا لعلمهم كبير ونتيجة نتيجة من العمل وانما العالم من يخشى الله تعالى وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب. فظلموا وتركوا التقيد بالعلم وركبوا الكبائر والفواحش. فتبا لهم فما هؤلاء علماء وبعضهم لم يتق الله في علمه بل ركب الحيل وافتى بالرخص وروى الشاذ من الاخبار. وبعضهم اجترأ على الله ووضع الاحاديث فهتكه الله وذهب بعلم وذهب علمه وصار زاده الى النار. فرغ المصنف حفظه الله من الاصل الاول الذي قصده في كتابه وهو بيان فضل العلم تحول الى الاصل الثاني وهو بيان امور ينبغي ان يكون عليها طلبة العلم. واستفتح هذه الامور بالاخلاص وامر الاخلاص عظيم. وما سبق من سبق الا بالاخلاص والصدق مع الله سبحانه وتعالى والايات على ذلك والاحاديث متظاهرة وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى طرفا منها فسبق ان ذكرنا لكم ان الاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله عز وجل والى ذلك اشرت بقولي اخلاصنا تصفية للقلب من ارادة غير الله فاحفظ يا فطن. وذكرنا لكم فيما سلف ان نية العلم تدور على اربعة اصول اولها ان ينوي رفع الجهل عن نفسه وثانيها ان ينوي رفع الجهل عن غيره وثالثها ان ينوي العمل ان ينوي حفظ العلوم وصيانتها من الضياع. والرابع ان ينوي العمل بالعلم والى ذلك اشرت بقولي نية للعلم نية للعلم رفع الجهل عم عن نفسه فغيره من نسم وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن. فانية العلم التي ينبغي ان يمتثلها ان تجدها طالب العلم هي ما رجع الى هذه الاصول الاربعة وينبغي ان يجدد طالب العلم نيته مرة بعد مرة فان سفيان الثوري رحمه الله تعالى كان يأمر بذلك ويقول ان القلوب تتقلب فتقليب القلوب يوجب ان يجدد الانسان نيته فيها ثمان العلوم والمعارف والاعمال انما تزكو بتصحيح النية وتجديدها. فكلما صححت النية وجددت كان هذا بمنزلة تأكيد سقيها فيزيدها واستقيوا نماء وزكاء. واذا فسدت نية طالب العلم اورثته سوءا في الدنيا والاخرى ولا شر اعظم من شر المراءين والمسمعين في طلب العلوم لان العلم يرشد الى الله واذا كان المرء مسمعا مرائيا فيما يرشد الى الله سبحانه وتعالى فان ذلك من اعظم خسرانه وتأكيدا لهذا الخسران كان اول الثلاثة الذين تسعر بهم النار قارئ قرأ القرآن وتعلمه وعلمه ليقال انت عالم وانت قارئ كما في حديث معاوية رضي الله عنه في صحيح مسلم. فينبغي ان يشهد طالب العلم قلبه هذه الاصول الاربعة وان يكررها على نفسه فانت حاضر هنا لترفع الجهل عن نفسك. وانت حاضر هنا لتكون مبلغا لما وعيت فيرتفع الجهل عنه وانت حاضر ها هنا لتحفظ العلوم وتصونها مع الضياع وهذا من اعظم الازمان التي تكاد العلوم ان تضيع فيها وتنطمس معالمها. وانت هنا ليكون تعلمك عونا على عملك بما تعلمت انت من العلوم نعم. ثانيا الجد والاجتهاد في تحصيل العلم. ولابد مع الاخلاص في طلب العلم من من الجد والاجتهاد وصرف الاوقات في تحصيله والابتعاد عن الكسل والخمول والاخلاد الى الراحة فان الامر كما قيل ملء الراحة لا يدرك بالراحة معنى ان الشيء القليل الذي على قدر كف الانسان لا يدرك بالاخلاد الى الكسل وراحة البدن. وروى مسلم عن يحيى ابن ابي كثير قال لا يستطاع العلم براحة الجسم. قال الشاعر الجد بالجد والحرمان بالكسل فانصبت صبعا قريب غاية الامل. هل يجوز مثل ما قرأ الجد ويجوز ايضا الجد بالجد والفتح افصح معناها الجدة والغناء يكون بالجد. هذا في الاولى اما الثانية فهي بالكسر قولا واحدا. والمعنى ان الحظ العظيم ينال بالجد والاجتهاد. وان نتيجة الكسل هي الخسارة والحرمان قال المتنبي لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال. والمعنى لو كان السؤدد ينال بدون مشقة كان الناس كلهم سادة لكنه لا يحصل الا بالتعب والمشقة. ولذا لا يحصله كل احد فليس كل يصبر على البذل والعطاء مخافة الفقر وليس كل يصبر في الجهاد في سبيل الله خشية الموت والقدوة والاسوة في الجد في تحصيل العلم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ومن كان على نهجهم من سند هذه الامة فقد كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم يلازمون رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلقي الحق والهدى منه صلى الله عليه وسلم. ثم نشر ذلك بين الناس والذين لا يتمكنون من ملازمة في مجالسه صلى الله عليه وسلم يتفق بعضهم مع بعض على التناوب على مجالسه والقيام بامورهم الخاصة بهم التي تتطلب غياب عن بعض مجالسه صلى الله عليه وسلم ومن حضر منهم مجلسا يخبر من غاب عنه بما تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح البخاري في صحيح البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال اني كنت وجار لي من الانصار في بني امية ابن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل هو يوما وانزل يوماه فاذا نزلت جئته من خبر اليوم من الامر وغيره واذا نزل فعلى مثله وروى مسلم عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه انه قال كانت علينا رعاية الابل فجاءت نوبتي فروحتها روحتها بعشي فادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناس الحديث ورواه ابو داوود ولفظه كنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خدام انفسنا نتناوب الرعاية رعاية ابلنا فكانت فكانت علي رعاية الابل فروحتها بالعشي فادركتها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس الحديث. وكانوا يرتحلون لطلب الحديث الواحد ويقطعون المسافات الشاسعة للوصول الى من يكون عنده الحديث ففي مسند الامام احمد وفي الادب المفرد للبخاري باسناد حسن عن جابر بن عبدالله انه قال بلغني حديث رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم سددت عليه رحلي فسرت اليه شهرا حتى قدمت عليه الشام. فاذا عبد الله بن غليس البوابة قل له جابر على الباب. فقال ابن عبد الله قلت نعم فخرج يطاء ثوبه فاعتنقني واعتنقته. فقلت حديث بلغني عنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت ان تموت او اموت قبل ان اسمعه. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة الحديث ولتحديث ابي الدرداء بحديثه المتقدم من سلك طريقا يطلب فيه علما الحديث قصة ففي سنن الترمذي قال قدم رجل من المدينة على ابي الدرداء وهو بدمشق فقال ما اقدمك يا اخي؟ فقال حديث بلغني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اما جئتني حاجة؟ قال لا. قال اما قدمت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما الحديث وكان كثير من المحدثين اذا رووا عن مشايخ بلادهم ما عندهم من حديث ارتحلوا من الاقطار المختلفة لرواية الحديث عن العلماء في تلك الاقطار قال الامام احمد بن حنبلة كما في الرحلة لطلب العلم من خطيب البغدادي لم يكن في زمان ابن اطلب للعلم من منه رحل الى اليمن والى مصر والى الشام والبصرة والكوفة وكان من رواة العلم واهل ذلك كتب عن الصغار والكبار فقال الشعبي كما في الرحلة ايضا لو ان رجلا سافر من اقصى الشام الى اقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره تؤنس بره لا يضيع. ومن اهم مهمات غالب العلم ان يشغل وقته في تحصيل العلم مذاكرة مع الزملاء واخذا عن المشايخ. وفي صحيح البخاري عن ابن رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ففي هذا الحديث الدلالة على ان من استعمل وشغل وقته فيما يعود عليه بالخير ولا سيما في طلب العلم هو الرابح المستفيد من هاتين النعمتين وان من كان بخلاف ذلك هو الخاسر المغبون ومن المهم ايضا اعتناء طالب العلم باقتناء الكتب المفيدة التي تعنى بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة والمأثور عن سلف الامة وقراءتها وتدوين الفوائد المهمة في كراريس ولو لم ينقل الفائدة باكملها. بل يدون موضوعها ويشير لموضعها من الكتاب بالجزء والصفحة. لانه لو لم يدون الاشارة اليها فانه يصعب عليه الالتزام الى مكانها عند الحادث اليها. لا سيما اذا كان الكتاب كبيرا واسعا قد لا يتيسر له قراءته مرة اخرى مثل كانت في البال لابن حجر ونحوه قال الشاعر العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة فمن الحماقة ان تصيد وتتركها بين الخلائق طالقة. ومن احسن الطرق لطالب العلم من الكتب ان يقرأ مقدماتها وان يعرف مصطلحاتها. لان مقدمات الكتب في الغالب يكون فيها توضيح للمصطلحات وفيها بيان للطرق والمناهج التي ارادها هؤلاء العلماء في تأليبهم فان من لا هذه المقدمات ولا يعرف المصطلحات التي اشتملت عليها هذه المقدمات قد يبحث عن الشيء في غير مظنته وقد يظن انه يجد بغيته في هذا الكتاب وهي لا توجد فيه لانها لا تدخل تحت مصطلح صاحبه التي بينها في مقدمة كتابه. ومثل ذلك بعض المصطلحات التي ظهرت باستقراء بعض العلماء لبعض الكتب كاستقراء الحافظ ابن حجر كتاب صحيح البخاري وابراز كثير من مصطلحات الامام البخاري فيه وقد اوردت جملة كبيرة منها في كتاب الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب اخرى تحت عنوان منهج البخاري في صحيحه وهو ضمن مجموعة كتبه ورسائله. ذكر المصنف الله هنا امرا ثانيا مما ينبغي ان يكون عليه طلبة العلم وهو الجد والاجتهاد وجرى في كلامه ذكر عدة معالم تدل على جد الطالب منها ملازمة مجالس العلم فان دوام الملازمة لهذه المجالس والصبر فيها وامضاء الوقت في رياضها دليل على الجد في اخذ العلم. فان المجد هو الثابت فيها والبطال هو الذي يتلمس لنفسه الاعذار في الانسحاب منها. فتارة يلتمس عذرا لبدنه وتارة يلتمس عذرا لروحه واما المجد فهو يرى ان في تصبير نفسه رباطا في هذا الثغر فيصدق في طلابه ومنها الرحلة في طلب العلم. لان العلم لا يكفل الا برحلة. وهذا امر وعاه الاولون. فكان عامة علمهم جامعا بين تحصيلهم عن شيوخهم في بلدهم ثم ارتحالهم في طلب العلم في بلادنا اخرى والداعي الى ذلك ان الله سبحانه وتعالى قدر انتشار العلوم في الامة كما قدر انتشار اهل فيها فلما خرج اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وضربوا في الارض يمنة ويسرة شرقا وغربا شمالا وجنوبا فان العلم انتشر بانتشارهم فصار علم الامة منتشرا فيها قال ابو عبد الذهبي رحمه الله تعالى العلم بحر لا ساحل له. وهو مبثوت في الامة ممجود لمن التمسه ومن سبر هذا في الامة وجد قطرا يعرف بعلم اخر يعرف بعلم وقطرا ثالثا يعرف بعلم. فكانت نروح له محلا مؤيدا بدليل الشرع ودليل العقل وان طالب العلم لابد له من رحلة وان الماء اذا في مكانه اسن فطالب العلم اذا بقي في مكان واحد ولم يثاثر الاشياخ ويلاقي الخلق ويطالع احوال الناس لم يزدد علما الى علمه ولا عقلا الى عقله. ومن معالم الجد ايضا عمارة الوقت في تحصيل العلم. ومن جملة عمارة الوقت ما ذكره المصنف من مذاكرة الاقران ان العلم باخذ يتلقى وبمذاكرة يبقى فانت اذا اخذته عن اهله فقد تلقيته. واذا ذكرت به اقرانك فقد ابقيته. واذا كنت اخاذا للعلم عن الاشياخ لكنك لا تذاكر به اقرانك فان هذا العلم يذهب ولا يستقر في قلبك. ثم ذكر معلما رابعا وهو انفاق المال في جمع الكتب. فان المجد في طلب العلم هو الذي يدل درهمه دينه ومن اذلال الدرهم انفاقه في الكتب واعتقاد ان هذه الكتب على اختلاف انواعها تشتمل على فوائد في كل واحد ليست في الاخر منها كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى لا يخلو اب من فائدة فينبغي ان يحرص طالب العلم على جمع الكتب. فان جمع الكتب جمع لعلوم الخلق وعقولهم وهذا من اعظم ما من الله عز وجل به على الخلق لما ضعفت مداركهم وقلت مواهبهم صير الله عز وجل لهم مكنة مما فتح عليهم من الات الطباعة ووجود المال في ايديهم هذه الكتب وقد كان بعض من مضى يتوجد على مطالعة كتاب ذكر في ترجمة احد العلماء الماضيين يموت ويبقى في نفسه حسرة انه لم يره كاملا او لم يره بالكلية. واليوم تجد ان الناس في سعة ان يجمعوا اليهم علوم الصحابة في الصحاح كصحيح البخاري ومسلم وفي مصنف ابن ابي وعبد الرزاق وعلوم التابعين واحوالهم في هذه الكتب وفي كتب الزهد كزهد احمد وزهد وكيع وزهد هناد وزهد البيهقي وزهدي بن ابي عاصم وزهدي ابي داود وحلية الاولياء لابي نعيم ولهم قدرة على جمع علوم المقدسي وابن عساكر وابن عبد البر والبيهقي وابن عباس ابن تيمية الحفيد والشاطبي وابن القيم في اخرين الى زمان الى هذا ومع ذلك يظنون بانفاق الدراهم في جمع هذه العلوم والعقول عندهم ثم ان البلية ان بعض من ينفق ما له في هذا لا ينفقه على الوجه الصحيح بل تجده لا فرقوا بين الغث والسمين. فيشتري ما حقه الا يشترى. ويترك ما حقه ان يشترى. لان المعرفة الكتب علم كالمعرفة بالذهب والفضة. فكما ان الذهب والفضة لهما صيارفة يميزون وقيمتهما فكذلك العلم لها صيارفة نقاد عارفون بها فينبغي ان يكون من صلة الم تعلم بمعلمه استرشاده في هذا وهذا من دلائل حاجة الم تعلم الى معلم يرشده ويدله فلما صار المتعلمون لا يأبهون بهذا لانهم لم يأخذوا العلم في الغالب على الاشياخ صار احدهم ان وجد مالا دلف الى مكتبة ممتلئة فخبط يمنة ويسرة واحتمل منها ما هب ودرج وربما اشترى ما لا يصلح له الان كما ترونه في معرض الكتاب فانت ترى شبابا صغارا يشترون كتبا كبارا ويحتفلون هنا بذلك فهم اول ما تتطلع نفوسهم اليه فتح الباري ومجموع شيخ الاسلام ابي العباس ابن تيمية ويظنون انهم احرزوا بها اصول العلم. وربما طالعوا فيها فاضرت بهم. وطالب العلم يشتري في كل لزمن ما يناسبه وفي المبادىء فان اولى ما ينبغي ان يعتني به طالب العلم نوعان اثنان من الكتب احدهما الكتب المؤسسة للفنون من المتون وشروحها. فكل متن متداول وجدت له شرحا فاقتنه. كثلاثة الاصول او كتاب التوحيد او الواسطية او الاجرومية او نخبة الفكر او الفية العراق او غيرها. والثاني كتب الاصول في الاسلام. كالكتب الستة وتفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن كثير وزاد المعاد ورياض الصالحين ما هي هذه الكتب؟ فينبغي ان يكون اعظم اهتمامه بتحصيل هذه الكتب. ثم كلما ترقى في العلم باسترشاده بشيخه كلما ازدادت معرفته الكتب فاختار منها وانتخب. والقاعدة اذا وجدت فضل مال فرأيت كتابا رمت ان ان تشتريه فاشتريه فانك قد تلتمسه مرة اخرى فلا تجده. وكم من حسرة بقيت في النفس بهذا فان ان الانسان يمني نفسه ان يجد هذا الكتاب مرة اخرى فيبقى مدة طويلة لا وقوف له على هذا الكتاب وربما مات ولم يرجع له نظر فيه بعد ان رآه مرة ثم ظن بدرهمه عليه ففاته نعم. ثالثا العمل بالعلم وبعد تحصيل العلم والاخلاص فيه لابد من العمل به لان ثمرة العلم والعلم بدون عمل يكون حجة على الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي مالك الاشعري رضي الله عنه والقرآن لك او عليك رواه مسلم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان اول الناس يقضى ان اول الناس يقضى يوم عليهم ثلاثة احدهم ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال هو قارئ. فقد قيل ثم او ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. لان من يعص الله لا بصيرة اسوأ حالا مما ممن يعصيه على جهل قال الشاعر اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم. فقال الخطيب البغدادي في كتاب اقتضاء العلم ثماني نوصيك يا طالب العلم باخلاص النية في طلبه واجهاد النفس على العمل بموجبه فان العلم شجرة والعمل وليس يعد عالما ممن لم يكن بعلمه عاملا والعالم الرباني هو الذي يجمع بين العلم والعمل والتعليم قال ابن الاعرابي فتح الباري لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالما معلما عاملا. وازيد وان يكون ذلك على فهم السلف الصالح وقد روى ابن جرير في تفسيره باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان الرجل منا اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزهن يعرف معانيهن والعمل بهن واشار الى صحته ابن جرير. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا امرا ثالثا. ينبغي ان يكون عليه طلبة العلم وهو العمل بالعلم وحقيقة العمل امتثال ما تضمنه العلم فان العلم كما سلف لا لذاته وانما يراد للامتثال فالعامل هو الممتثل لما اشتمل عليه العلم من امر ونهي تيسر لصاحب العلم ان يترقى في العمل وتزايد به علمه وعمله بلغ مرتبة الربانية وهي مرتبة جليلة امر الله سبحانه وتعالى بها ولكن كونوا ربانيين. فكون العبد ربانيا انما يحصل بالعلم والعمل وهداية الخلق وبذل الاسباب في ذلك. والعلم اذا كان المرء امنا به حفظه وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يستعينون على الحفظ بالعمل. فان العمل بالشيء يورث ثباته في النفس واورد المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة في من يسعر به قبل الخلق في نار جهنم وبه يصحح ما ذكرته انني ذكرته من حديث معاوية وهو في مسلم من حديث ابي هريرة كما ساقه المصنف. نعم. رابعا العلم تعليما ودعوة وافتاء. ومن منحه الله العلم ووفقه للعمل به. فان عليه ان يعدي هذا النفع الى غيره. فيفتي السائل ويعلم الجاهل ويدعو غيره الى الحق والهدى وان يصبر على ما يناله في من الاذى من اذى في هذا السبيل قال الله عز وجل والعصر ان الانسان الذي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فقد اقسم الله في هذه الصورة على خسارة كل انسان وانه لا ينجو من هذا الخسران الا من امن عن علمه وعمل الصالحات ودعا غيره الى الحق وصبر على ما يناله من قال محمد بن النضر كما في السير للذهبي اول العلم الاستماع والانصات ثم حفظه ثم العمل به ثم بثه وقد جاءت السنة بيان عظم الاجر والثواب لمن دعا الى الله على بصيرة. رواه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. وروى مسلم عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه يوم خيبر. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحد اذا خير لك من ان يكون لك حمر النعم. رواه البخاري ومسلم من حديث سهل ابن سعد الساعدي. وقال الخطيب البغدادي في كتابه اقتواء العلم العمل. انشدنا محمد ابن ابي علي الاصبهاني لبعضهم اعمل بعلمك تغنم ايها الرجل لا ينفع العلم اذا لم يحسن العمل والعلم زين وتقوى الله زينته والمتقون لهم في علمهم شغل. وحجة الله يا ذا العلم بالغة لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل تعلم العلم واعمل ما استطعت به لا يلهينك عنه اللهو والجدل وعلم الناس واقصد نفعهم ابدا اياك اياك ان يعتادك الملل وعظ اخاك برفق عند زلته فالعلم يعطف من يعتاده الزلل. وان تكن بين قوم لا خلاق فامر عليهم بمعروف اذا جهلوا فان عصوك فراجعهم بلا ضجر واصبر وصابر ولا يحزن كما فعلوا فكل شاة برجليها معلقة عليك نفسك وان جاروا وان عدلوا. ذكر المصنف حفظه الله هنا امرا رابعا فيما ينبغي ان يكون عليه طلبة العلم وهو بذل العلم تعليما ودعوة وافتاء. فان الانسان له قوتان اثنتان احداهما القوة العلمية والثانية القوة العملية والقوة العلمية تكمل بالعلم والعمل والقوة العملية تكمل بالدعوة والصبر عليها ذكر معناها ابن قيم الجوزي رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة. ففي دعوة الناس والصبر تقوية للقوة العلمية وقيام بما امر الله سبحانه وتعالى به من البلاغ والدعوة وتحصين للاجور العظيمة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها كما في هذا الحديث من دعا الى هدى كان له من لاجل مثل اجور من تبعه رواه مسلم. وفي مسلم ايضا من دل على خير فله مثل اجر فاعله. نعم خامسا توقير العلماء والاستفادة من علمهم من المتعين على طالب العلم ان يحفظ لسانه من الكلام الا بخير وان يوقر العلماء من المتقدمين والمتأخرين ويستفيد من علمهم والا يشغل نفسه بالنيل من العلماء والحق من اقدارهم بما في ذلك من قطع الطريق المؤدية الى الاستفادة من علمهم وان يذكرهم بالجميل اللائق بهم. قال الطحاوي في عقيدة اهل السنة والجماعة. وعلماء السلف من السابقين بعده من التابعين اهل الخبر والاثر واهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل وكلام الطحاوي في هذا فيه توقير علماء السلف ممن اشتهر بالحديث او الفقه. وطالب العلم وطالب العلم وطالب العلم يعنى بالحديث والفقه سبيل من مؤلفات العلم ولا يغلو ولا يجهو في احد منهم فيأخذ ما كان عندهم من صواب ولا يتابع من حصل منه على خطأه ولا يتابع وان حصل منه خطأ على خطأه. قال ابن عساكر رحمه الله في تبيين كذب المفتري. واعلم يا اخي وفقنا الله واياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته. ان لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة. وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة عادة الله. وهل لله عز وجل عادة سنة الله. طيب وهذا اللفظ؟ اعادة الله. هل لله عادة ايش اين جاء؟ ما جاء الا هنا ها مو ما هو عرف الشرع ها عبدالله تذكر الكلام عادة الله الاصل ان المعبر عنها في القرآن سنة الله. ولكن وقع التعبير بها في كلام جماعة منهم ابن عساكر وابن تيمية وابن القيم رحمه الله تعالى. وحدثني شيخنا بكر ابو زيد رحمه الله تعالى انه سأل عنها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه سنة الف وثلاث مئة وستة وتسعين فقال لا بأس بذلك. انتهى كلامه. ويعني بذلك على وجه الخبر. والاولى الاستغناء وبما في القرآن من تسميتها سنة. نعم. وقال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين معرفة فضل ائمة الاسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وان فظلهم وعلمهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله. لا يوجب قبول كل ما قالوا هو ما وقع في فتاويه من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب الطراح اقوالهم جملة والوقيعة فيهم فهذا لطوفان جائران عن القصد وقصد السبيل بينهما فلا نؤثم ولا نعصم. الى ان قال ومن له علم والواقع يعلم قطعا ان رجل الجليل الذي له في الاسلام قدم صالح واثار حسنة. وهو من الاسلام واهله بمكان قد تكون منه الهفوة الزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز ان يتبع فيها ولا يجوز ان تهدى ومكانته وامامته ومنزلته من قلوب وقال ابن القيم ايضا في كتاب الروح فمن عرظ اقوال العلماء على النصوص ووزنها بها وخالف منها ما خالف النص لم يهدى واقوالهم ولم يهضم جانبهم. بل اقتدى بهم فانهم كلهم امروا بذلك. فمتبعهم حقا من امتثل ما اوصوا به من خالفهم فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه اسهل من مخالفتهم في القاعدة الكلية التي امروا ودعوا اليها من تقديم النص على اقوالهم ومن هنا يتبين الفرق بين تقليد العالم في كل ما قاله وبين الاستعانة بفهمه والاستضاءة بنور علمه فالاول يأخذ قوله يأخذ من غير نظر فيه ولا طلب لدليله من الكتاب والسنة بل يجعلون ذلك كالحبل الذي يلقيه في عنقه ويقلده به. ولذلك سمي اذا بخلاف من استعان بفهمه واستضاء بنور علمه في الوصول الى الرسول صلوات الله وسلامه عليه فانه يجعلهم بمنزلة دليل الى الدليل الاول فاذا وصل اليه استغنى بدلالته عن الاستدلال بغيره فمن استدل بالنجم على القبلة فانه اذا شاهدها لم يبقى لاستدلاله بالنجم معنى قال الشافعي اجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقول احد. وقال شيخنا محمد الامين الشنقيطي في شنقيطي في كتابه اضواء البيان اعلم ان موقفنا من الائمة رحمهم الله من الاربعة غيرهم هو موقف سائر المنصفين منهم وهو موالاتهم ومحبتهم وتعظيمهم واجلالهم والثناء عليهم بما هم عليه من العلم والتقوى. واتباعهم في العمل الكتاب والسنة وتقديمهما على رأيهم وتعلم اقوالهم والاستعانة بها على الحق وترك ما خالف الكتاب والسنة منها واما المسائل التي لا نص فيها والصواب النظر في اجتهادهم فيها وقد يكون اتباع اجتهادهم اصوب من اجتهادنا لانفسنا لانهم اكثر علما تقوى منا لكن علينا ان ننظر ونحتاط لانفسنا في اقرب الاقوال الى رضا الله واحوطها وابعدها من الاشتباه كما قال صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. وقال فمن اتقى الشبهات قد استبرأ لدينه وعرضه. وحقيقة القول فاصرف الائمة رحمهم الله انهم من خيار المسلمين وانهم ليسوا معصومين من الخطأ فكل ما اصابوا فيه فلهم من فيه من فكل ما اصابوا فيه فلهم فيه اجر اجتهاد واجر الاصابة وما اخطأوا فيه فهم مأجورون على كل حال لا يلحقهم ذنب ولا عيب ولا نقش لذلك ولكن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حاكمان عليهم. وعلى اقوالهم كما لا يخفى. فلا تغل في شيء من الامر واقتصدي كلا طرفي قصد الامور ذميم. فلا تكن ممن يذمومهم وينتقصهم. ولا ممن يعتقد اقوالهم عن كتاب الله وسنة رسوله او مقدمة عليهما الى هنا ينتهي ما اردت تحريره في هذه الرسالة المختصرة المتعلقة فضل العلم واهله وما ينبغي ان يكون عليه حملته. واسأل الله عز وجل ان ينفعني وطلاب العلم بها وان يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح انه سميع مجيب. وكان الفراغ من تحرير هذا اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك عام تسع وعشرين واربعمائة والف. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر امر خامس ينبغي ان يكون عليه طلبة العلم وهو توقير العلماء والاستفادة من علمهم. فان اهل السنة والحديث يرون ان من مضى من العلماء لا يذكرون الا بالجميل. ومن ذكرهم بسوء فهو على خلاف السبيل. ولما صنف شيخ شيوخنا ابن سعدي رحمه الله تعالى مقدمة لطيفة في المعتقد ذكر فيها ان من طريقة اهل السنة احترام فاحترام العلماء وتوقيرهم وحفظ جنابهم وتوفير قدرهم وتعزيزهم ونصرهم وحفظ حقهم هو طريقة اهل السنة والجماعة التي رضوها لانفسهم لانفسهم امتثالا لما امر الله عز وجل به من حفظ مكانة هؤلاء وتوقيرهم واجلالهم. الا انهم لا يعتقدون مع هذا التوفير والتوقير ان هؤلاء معصومون بل هم كسائر الخلق لكن لهم من المعارف والعلوم والقدر على اجتهاد والاستنباط ما ليس لغيرهم من الخلق ولا سيما الائمة الاربعة المتبوعين فان حظوتهم وتقدمهم وانظباط اصول مذاهبهم وكثرة اشتغال العلماء بفروعهم مؤذن بتقديم هؤلاء الجلة وان طالب العلم ينبغي ان يحصل علمه بطريق التفقه في مذهب من المذاهب المتبوعة. فان اتخاذ المتون غايته تعريف الخلق طريق من طرق تعبده التعبد له سبحانه وتعالى بمذهب من مذاهب المسلمين ولا يراد عند مصنفي هذه التأليف انهم يرونها حكما نافذا لا يحول ولا يغير ولا يبدل فاتخاذها وسيلة في التفقه هو طريقة اهل السنة والجماعة كما ذكره الشيخ سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب رحمة الله عليه في بتيسير في تيسير العزيز الحميد في باب اتخاذ العلماء والامراء اربابا من دون الله عز وجل ومن ظن ان اهل السنة والجماعة يشنعون ويبشعون ويجرمون اخذ العلم من المذاهب الاربعة فقد رماهم بسبة هو بها اولى فانه دعي في دعواه مستطيل في مقاله فانه لا يعلم احد من المشال اليهم بالعلم والتقوى من علماء اهل السنة والجماعة رأى اطراح هذه المذاهب او الازراء عليها وما يوجد في كلام لبعضهم عصبية للسنة اذا ظهر وجهه الدلالة من نص قد هجر فهذا مما يغتفر في بحر حسناته. اما ان يقال ان اصل طريقتهم هو التعرض لجناب الائمة اربعة فان اهل السنة ورأوا من ذلك فهم لا يرون هذا ولا كما انهم لا يعتقدون ان اخذ الفقه من المذاهب المتبوعة حراما ولانها وسيلة للتعصب ولا للتحزب ولا تفريق المسلمين فانها جادة الدين منذ ظهور هذه الائمة هؤلاء الائمة وانتشار فقههم فلا ينبغي ان يعزل طالب العلم نفسه عن هذه الطريقة ولا ان يطرح كتب اهل العلم ولا ان يزهد فيها تحت دعوى الانتصار قال للدليل فان الدليل الذي رمت انت ان تنتصر له رام رام فقهاء المذاهب قرنا بعد قرن ان ينتصروا به وصار ما اختطوه اما ان يكون قولا موافقا للدليل والصواب في نفسه فقد اصابوا اجرين واما ان يكون قولا مرجوحا فقد اصابوا اجرا واحدا فينبغي ان يحفظ الانسان قدرهم وان يشكر لهم سعيهم وان يجانب الافراط والتفريط فيهم ومما رميت به دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انه جاء بمذهب جديد خارج عن هذه المذاهب الاربعة وهذا انما هو من الدعايات البغيضة والعمايات المغيظة التي بثها بعض الناس لان حقيقة مذهبهم انهم لم يخرجوا في اقوالهم عن اجتهاد العلماء السابقين لهم فلا يعلم عندهم قول خرجوا به عن الائمة الاربعة بل جلوا افتائهم هو بمذهب الامام احمد فهم ينتسبون اليه ويدرسون كتبه ولم يدعوا او ان احدا منهم بلغ مرتبة الاجتهاد لا محمد ابن عبد الوهاب ولا غيره من علماء الدعوة. كما انهم الملك الذي شيدوه بما كتب الله عز وجل لهم من نصرة الامراء من ال سعود بقيت فيه المذاهب الاربعة تدرس علومها وكتبها في بلاد الحرمين الشريفين وغيرها وما قمعوا او سجنوا لاجل مسألة مذهبية او منعوا الاقرار التمذهب والافتاء به. ومن نسب او وجد احدا ينتسب اليهم على هذه الطريقة فان اصل طريقة علماء الدعوة مخالفة لهذا. وانما شاعت مثل هذه الدعايات لاجل الجهل بالحقائق. وان الناس يكتفون بادنى مقالة يسمعونها فيشيعونها ولا يميزونها لا سيما مع النفرة التي وقعت للخلق بسبب تولي بولاية سلطانية عليهم لم تكن من قبل. فحصل في قلوبهم من النفرة منها ما اوجب ان يخرجوا مثل هذه المقولات فان المغلوب طريقته ان يعيب الغالب وان يصفه بانه غير مصيب فيما يفعل وينشر الاقوال والدعايات المغرضة التي فيها الاعلام بان طريقة هؤلاء مخالفة مرذولة مجانبة لما كان عليه الصدر الاول فيصبح الناس غير مميزين لهذه الحقيقة وربما بقيت هذه الامور في نفوس بعض الناس الغازا وفي الحقيقة فان الامر هو كما ذكرنا لكم والى ذلك اشرت بمنظومة طويلة اسمعكم اياها لتحفظ تسجيلا فلا ندري اتخرج تأليفا ام لا؟ قلت فيها يا طالبا للفقه في الاحكام اسلك هديت سنة الاعلام باخذه في مذهب معتبر ورتبن اخذه معتمدا ما حرر الهداة شيوخ كل مذهب وات. ولتجعل المتون في التفقيه وسيلة لرتبة الفقيه. لانها الوصول وضامن المراد بالحصول الفاظها حررها جماهر وامها في امتي ضبائر وليس نهج امة يداني قولا فقيه طيب المجاني لانه بذهنه منفرد عن سائر الاسياد. فاحرص على التحصيل والتفقه ولا تحد عن منهج ولا تحد عن منهج المنبه ولتدرس المتون بالاعادة ملتمسا للفقه والاجادة ولا تقل في حقها نصوص عن حكمها ما يقبل نكوص وانها قاطعة فمن عدل عن نصها اصابه مس الخبل. او انها موجبة التعصب او انها سابقة التحزب. فهذه مزاعم ردية وقفوها بلية بلية ليست نصوصا يمنع الخروج عن حرفها ومن رأى محجوج والعالم المعدود في الاجلة لا يزدرى ان تابع الادلة واحذر من الافتاء في مسائلي منتسبا لظاهر او قائل ولا تفه بنصرك السري ولا تفه بنصرك الدليل فكلهم اراددا السبيل وحاذر التوهم والتغليط وجانب الافراط والتفريط وعظم الاوائل الائمة واشكر لهم نصيحة للامة فهذه طريقة السني ومنهج التباع للنبي من حنف وشافع ومالكي وحنبلي زينة الممالك ومن قل عن دعوة المجدد في نجدنا بالمذهب المجدد فقوله عار عن الصواب مجانب لمسلك الانجاب متابع الدعاية البغيضة وتابع العناية المغيظة لانهم لم يخرجوا في قولهم عن ثلة من الكبار قبلهم وانتسبوا في فقههم لاحمد لو خرجوا كيف انتساب قصد ودرسوا متونه واكثروا واشهروا اصوله واظهروا وما ادعوا لرتبة اجتهاد او ابطلوا مسالك الرشاد فدرست مذاهب الائمة ونال كل طالب مأمة وبقيت مذاهب الكبار وافرة في البلد الخيال ما قمعوا او سجنوا في مذهب او منعوا الاقراء وما اتى من فعلة الجهال كيف يكون كاسبا كاسبا للحال انى يقال انهم قالوا وما ولم تجد في حالهم ما اعلم لكنما الجلو من الخلائق يزينه الامر من الحقائق يزينه الامر بلا حقائق لا سيما مع نفرة الملوك وحربهم وشقت السلوك فسلوة المغلوب ان يعيب غالبه فلا يرى مصيبة. وينشر الاقوال في المحافل ويحتفل بكل قال ويوهم الخلق بان الحال مجتذب ويوجب اختلالا. فيصبح الامر بلا امتياز ويندرج في زمرة الالغاز. وهذا هو الحال الذي الت اليه هذه الدعوة الاصلاحية فصار من الناس من يقول انهم حنابلة مقلدة ومن الناس من يقول ان هؤلاء خارجون عن مذهب ابي الامام احمد وانما طريقتهم هي الطريقة التي ذكرت لكم نثرا ونظما وهي التي يجب ان يسلكها طالب العلم وبهذا الذي ذكرناه تتم خمسة امور ذكرها المصنف رحمه الله تعالى فيما ينبغي ان يكون عليه طالب العلم ولو الحق بها اثنين لتكبير التسبيح لكان ذلك فاضلا. والاثنان اللذان يلحقان بهما هو ان يكون السادس اخذ العلم عن اهله. فان العلم لا يحصل الا بنيله عن اهله. قال ابن عون لا يؤخذ العلم الا عن من عرف بالطلب حديث عبد الله ابن عباس تسمعونه ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم وقال ابن عاصم في ملتقى الوصول وكل فن فله مجتهد وعليه تحريره يعتمد فلا بد ان يحصن الطالب العلم عن اهله. واما تحصيله عن من كان عليا منه من الناشئة او الشباب او خطباء او الشعراء او الكتاب او المثقفين او انصاف المتعلمين او كثيرا من الممهورين بالشهادات الاكاديمية دون اخذ للعلم وتأسيس له فهذا اجنبي عن الجادة السوية. والامر السابع ان يكون اخذه للعلم بالجاد المسلوكة بحفظ المتون واستشراعها والى ذلك اشار الزبيدي في الفية السند اذ قال فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصح ثم مع المدة فابحث عنه حقق ودقق ما استمد منه فهذه هي الطريقة ان تجمع بين شيئين احدهما حفظ المتون والثاني استشراح هذه المتون بعرضها على الاشياخ فبهذا يحصل العلم وتدرك بغيتك منه. وبتمام قراء هذا الكتاب فضلا من الله ونعمة ومنة سابغة تقصر السنتنا عن شكرها ونسأله سبحانه وتعالى ان يهيأ لنا حمدها نكون قد بلغنا بحمد الله تمام الكتاب الثلاثين من برنامج الدرس الواحد الثامن ونكون بحمد الله قد بلغنا به الكتاب الاربعين بعد المائتين في الكتب التي اقرئت في برنامج الدرس الواحد خلال السنوات المنصرمة ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيدنا جميعا بصيرة وهدى وان يجنبنا مسالك الردى وان يفتح لنا بصائر الفهم وان يرزقنا غنائم العلم. وان يجعل العلم قائدا لنا ودليلا الى جناته جنات النعيم. وان يورث قلوبنا التلذذ به ومعرفته على الوجه الاتم وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا وان يرزقنا الثبات على الاسلام والسنة وان يحفظنا بالاسلام قائمين وبالاسلام قاعدين وبالاسلام نائمين وان وان لنا من امرنا رشدا ويلهمنا رشدنا وان يقينا شر انفسنا وان يخرج من قلوبنا فسادها وينفي عنها غيها ويطهر منها قبالتها ويدفع عنها وشاش نجاسة الشهوات والشبهات وان يوفقنا للاجتماع مرات ومرات في مثل هذه الحلق التي نتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى معلما ومتعلما. وجرت العادة فيما سلف في السنة الماضية والايام الماضية ان نملي بيتا في نهاية كل مجلس يتعلق هذه المجالس وانتهينا الى قول المنشد واذ يبقى من الاستاذ سدس فلا ينأى فلا ينأى عن الصبر البصير. لا تكتمون لانني طبعت القصيدة وستأخذونها. تمام وهذه القصيدة وما بعد التمام لدى هميم سوى الامعان في رد يصير وتفتيش وتمحيص وبحث وتحقيق بها الفتح الكبير فلا تقنع بهما التقرير ابدا ولا تعجز كمن كسل الغرير فان العجز للارواح داء وان العجز غايته المرير وما عدوا من الاعلام نجما. يقطع يومه العبث البطير ولكن جده اضحى حساما. ولكن جده اضحى حساما به حاز الامامة اذ يغير اله هذه الايام ولت. وفي طياتها الخير الوفير. فلا احرم عبيدك من جزاء ولا تجعل جهادهم ولا تجعل جهادهم يعير ويسر امر جمعهم مرارا وبالازواد يمير وطهر بالعلوم قلوب ركب. مراد همومنا الاخرى الحبير. وبارك في دروس قد اقيمت. ومتع في البقاء لها تنير بعد ان شاء الله تعالى الانصراف هناك نسخ ياخذها احد الاخوان من اقربكم محمد امام الباب فيه مثلا وتوزعونها بينكم وهي مسماها المقولة الصفية على القصيدة الصيفية وهي قصيدة جعلت خالصة لبرنامج الدرس الواحد وارتضيتها ان تكون حادية الجماعة في الصبر والثبات. وان يكون املائها عادية خل معك بعضهم عبد الله خمس مئة ان يكون املائها عادة جارية في الدرس الى الى الممات والله يرزقنا جميعا حسن المسير ونعم المصير. اذكر ختاما بامور اولها بعد انفظاظاظ المجلس فاني ارغب الى الاخوان الذين قدموا من خارج الرياض ان نجس معهم جلسة خاصة بهم دون غيرهم في المجلس الذي داخل المسجد في الجهة الشمالية فمن كان من المغتربين الذين حضروا الى هذه الدروس فاني احب ان اجلس معه مدة يسيرة. والامر الثاني اذكركم جميعا بالحفل الختامي ان شاء الله تعالى. والاجابة على الاسئلة وتناول طعام العشاء. غدا بعد صلاة المغرب. والامر الثالث لقاؤنا القادم ان شاء الله تعالى في برنامج علمي هو تيسير العلم يبدأ حلقه ان شاء الله تعالى صبيحة يوم الاربعاء الحادي عشر من شهر شوال سنة ثلاثين بعد الاربع مئة والالف وتمتد هذه المجالس الى يوم الجمعة بعد صلاة العشاء العشرين من شهر شوال. وستكون الدروس منتظمة في تلك الايام منها ما يكون بعد الفجر والعصر والمغرب والعشاء ومنها في داخل الاسبوع يوقف درس الفجر وسنقرأ ان شاء الله تعالى فيها الكتب التالية تعظيم العلم وثلاثة الاصول وادلتها القواعد الاربع وشروط الصلاة واركانها وواجباتها منظومة القواعد الفقهية والعقيدة الواصدية وكتاب التوحيد وكشف الشبهات ومقدمة التفسير القواعد المثلى ونخبة الفكر والورقات والعقيدة الطحاوية والاربعين النووية والمؤصل في تفسير قصار مفصل ونظم مشتركات القرآن وتبصرة القاصد الى علم المقاصد والمقدمة الاية الرامية واداب المشي الى الصلاة ونظم الحلية الصغير وقصيدة في السير الى الله وانما قدمت هذا ليستعد كل واحد منكم ممن يريد الحضور بتخير هذا الوقت وتفريغ نفسه له وهو اخر يوم اجازة الصيفية فما بعده. والاولى له ان يحفظ ما استطاع من هذه المتون فانه اذا ضم الحفظ الى الفهم كان ذلك ابلغ في العلم. وبالله التوفيق. ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم السداد والرشد والهداية اقوم طريق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله واله