السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد ان عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس الثالث والعشرون من برنامج الدرس الواحد الثامن والكتاب فيه هو كتاب العدل في شريعة الاسلام وليس في الديموقراطية المزعومة للعلامة عبدالمحسن العباد وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة عبدالمحسن ابن حمد بن عبد المحسن العباد يقنى بابي عبد العزيز وبابي عبد الرزاق ويعرف اليوم بمحدث المدينة. المقصد الثاني تاريخ مولده ولد ليلة الاحد تارك من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين بعد الثلاثمائة والالف المقصد الثالث تاريخ وفاته لا يزال الشيخ حيا محفوظا بموفور الصحة والعافية. وله من سبع وسبعون سنة متع الله به في صحة وعافية. المقدمة الثانية جاء التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب العدل في شريعة الاسلام وليس في الديموقراطية المزعومة فانه مطبوع تحت نظر مصنفه بهذا الاسم مما يدل على ثبوته له. المقصد الثاني بيان موضوعه. موضوع هذا الكتاب الاسفار عن ان الاسلام دين العدل. وانه دين كامل جامع لما فيه مصالح الخلق في المعاش والمعادن في كل زمان ومكان مع ابطال الدعاوى المخالفة لذلك واخصها دعوة الديموقراطية المقصد الثالث توضيح منهجه رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه هذا في تراجم لم يصدرها بقوله باب ولا فصل بل اكتفى باثبات عنوانها. وشحن هذا الكتاب بالادلة النقلية مع ايضاح وجوه دلالتها على المقصود وتعرض لابطال ما شبه لبعض الكتاب في امر الديموقراطية ومتعلقاتها نعم احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمؤمنين. قال العلامة الشيخ عبدالمحسن العباس حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين رضي الاسلام لنا دينا وجعلنا مسلمين واتم علينا النعمة واكملنا لنا الدين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين. وقيوم السماوات والاراضين واشهد ان محمد عبده محمدا عبده ورسوله. المبعوث رحمة للعالمين. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين صحابته الغر الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان نعم الله عز وجل على عباده كثيرة لا تعد ولا تحصى انعم عليهم بالايجاد من العدم وامتن عليهم بانواع النعم انعم بسلامة الابدان والامن في الارض وتفضل عليهم بالاموال والارزاق الى غير ذلك من من النعم. واعظم نعمة انعم الله بها على اهل الارض ان بعث فيهم رسله الكرام لهدايتهم الى الحق واخراجهم من الظلمات الى النور. قال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امتي رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون. وقد ختم الله تلك الرسالات برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعثه برسالة كاملة عامة خالدة فهي باقية الى قيام الساعة وعامة الثقلين الجن والانس وكاملة لا نقص فيها. قال الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار رواه مسلم. والامة في هذا الحديث امة الدعوة فيدخل تحتها كل انس وجني من حين لبعثته صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة. فمن امن به دخل الجنة ومن كفر به فليس له الا النار. وقد قال صلى الله عليه وسلم عن موسى عليه الصلاة والسلام الذي يزعم الذي يزعم اليهود انهم اتباعه. لو كان موسى حيا ما وسعه الى اتباع اورد الحافظ هجر فيه الفتح طرقه التي لا تخلو من ضعف وذكر ان مجموعها يقتضي ان له ان لها اصلا وحسنه الالباني في في الارواء وقال صلى الله عليه وسلم في عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام الذي يزعم النصارى انهم اتباعه والذي نفسي بيده ليوشكن ان لفيكم ابن مريم حكما مبسطا. فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال ويفيض المال حتى لا يقبله احد رواه البخاري واللفظ له ومسلم من حديث ابي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث حكما مقسطا اي حكما عادلا. فان اقسط بمعنى عدلا. واما ثلاثي قسط فبمعنى جار وظلم. كما قال تعالى واما القاسطون فكانوا لجهنم حطب نعم احسن الله اليكم. وجوب وجوب الحكم بشريعة الاسلام. وقد اوجب الله على المسلمين الحكم بهذه الشريعة التي جاء بها الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال الله عز وجل ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. وان الظالمين بعضهم اولياء والله ولي المتقين. وقال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه قليلا ما تذكرون. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك واحسنوا تأويلا. وقال وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقال فمن اتبع هداي لا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم موسى وكذلك نجزي من اسرف ولم يؤمن بايات ربه والعذاب الاخرة اشد وابقى. وقال هذا حكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون. وقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فالواجب قال المسلمين الحكم بشريعة الاسلام والتحاكم اليها وترك القوانين الوضعية التي وضعها البشر. لان الشريعة وحي من الله الحكيم العليم وهي مشتملة على تحسين مصالح العباد في الحال والمال وهي منزلة من الله المتصف بكل كمال المنزه عن كل نقص وهي ثابتة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. واما القوانين الوضعية فهي قاصرة لقصور البشر. ومتغيرة متبدلة من فرق بين شريعة الاسلام والقوانين الوضعية كالفرق بين الخالق والمخلوق. قرر المصنف حفظه الله في هذه الجملة وجوب الحكم بشريعة الاسلام. وان الحكم بتلك الشريعة هو حكم من احكام الديانة وليس باعتبار ما يصطلح عليه البشر فينظرون ما هو اقوم لحياتهم فيختطونه خطة للحكم بينهم. بل المسلمون يجب عليهم ان يحكموا بالشريعة التي جعلها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم. فذكر المصنف حفظه الله اية دالة على المقصود. واستفتحها بقوله تعالى ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. وهذه الاية وتاليتها دل على وجوب الحكم بشريعة الاسلام من وجهين اثنين. اولهما الامر باتباعها. في قوله سبحانه وتعالى في الاية الاولى فاتبعها. وفي قوله في الاية الثانية اتبعوا. وقد تقرر في اصول للفقه ان الامر دال على الفرض. واما الوجه الثاني فهو نهيه سبحانه وتعالى عن العدول عنه وذلك في قوله تعالى في الاية الاولى ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. وقوله في الاية الثانية ولا اتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون. ومن دقائق التصرف القرآني ان الله سبحانه وتعالى اضاء هذه الشريعة الى نفسه كما قال تعالى ثم جعلناك على شريعة من الامر ونظير هذه الاية قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وهذه وهذه الاضافة تقتضي ان الجاعل للشريعة هو الله عز وجل وحده لا يشاركه في ذلك احد. كما قال الله سبحانه وتعالى شرع لكم من الدين ما به نوحا والذي اوحينا اليك الاية. ولما فهم السلف رحمهم الله تعالى هذا لم يأتي في كلام احد منهم اضافة الشرع الى محمد صلى الله عليه وسلم. فضلا عن غيره. بل هم يضيفونها الى الله سبحانه وتعالى كما روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال وان الله شرع لنبيه سنن الهدى فجعل اضافة الشرع الى الله سبحانه وتعالى. فلا يضاف الشرع الى غيره لانه ليس حقا له والى ذلك اشرت كما سلف بقول الشرع حق الله دون رسوله من نص اثبت لا بقول فلان اوما رأيت الله حين اشاده ما جاء في الايات ذكر التاني وجميع صحب محمد لم يخبروا شرع الرسول وشاهد في برهان ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى اية ثالثة دالة على ذلك وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول الاية. ودلالة هذه الاية على وجوب الحكم بشريعة الاسلام. من وجهين اثنين احدهما الامر بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهل طاعة الله وطاعة رسوله امتثال الشرع الذي ارسل الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. والوجه الثاني في الامر بالرد الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حين التنازع في قوله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول قال ميمون ابن مهران في تفسير هذه الاية فردوه الى الله الى كتابه. والرسول الى سنته بعد وفاته. ومن دقائق التصرف القرآني في هذه الاية ان الله سبحانه وتعالى لما امر امر بذكر الطاعة مع نفسه سبحانه وتعالى ومع رسوله عز وجل ولم يكرر هذا الامر في واولي الامر منكم فلم يقل في الاية واطيعوا اولي الامر منكم. ووجه هذا التصرف الاعلام بان طاعة ولي الامر لا تستقل عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بل هي تابعة لها فلا ايطاع ولي الامر على وجه الاستقلال؟ وانما يطاع فيما كان موافقا لطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح انما الطاعة في المعروف اي في المعروف من دينكم. ثم ذكر دليلا اخر وهو قول الله تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقوله تعالى فحكمه الى الله اي ردوه الى الله فهو بمعنى الاية السالفة فردوه الى الله والرسول. وانما لم يذكر الرسول في الاية الاخرى وهي فحكمه الى الله ولم يقل الى رسوله لان الحكم لله وحده كما قال عز وجل ان الحكم الا لله فلا يضاف الحكم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو حق لله سبحانه وتعالى. اما الرد فصرح فيه بالرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر دليل اخر على ذلك وهو اية سورة طه فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له ضنكا الى اخر الاية ووجه دلالة هذه الاية في الاعلام بان اتباع ما امر الله سبحانه وتعالى موجب للهداية والرشاد وان العدول عنه موجب للضلال والشقاء. وهذا كائن في الدنيا والاخرة. فمن اتبع هدى الله في الدنيا هدي ورشد وكان ذلك حظه في الاخرة ومن اعرض عنه ذاق الذل والضلال والشقاء في الدنيا والاخرة. ثم ذكر بعد ذلك قول الله عز وجل افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما قوم يوقنون ودلالة هذه الاية على المقصود من وجهين اثنين احدهما في قوله افحكم الجاهلية يبغون فان الاستفهام هنا استنكاري والجاهلية منسوبة الى الجهل والجهل يندرج فيه عدم العلم بالشريعة وترك العمل بها. فعدم العلم بالشريعة جهل وترك العمل بها جهل ايضا. والوجه الثاني في قوله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. لقوم يوقنون و هذا البناء في القرآن الكريم معناه لا احد. فاذا وجدت من داخلة على افعل فاعلم ان معنى الاية وما ان معنى الاية لا احد في قوله تعالى ها هنا ومن احسن من الله حكما معناه لا معناه لا احد احسن من الله حكما. كقوله تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله اي لا احد اظلم ممن منع مساجد الله. وهذه من قواعد التفسير التي تسمى بكلياته ثم ذكر بعد ذلك اية ختم بها وهي قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ودلالة هذه الاية على المقصود من وجهين اثنين. اولهم ما نفي الايمان. عن العبد حتى يحكم الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في الوقائع والخصومات. والثاني فراغ النفس من وجدان الحرج. من القضاء الشرعي وانطواؤها على التسليم وهذه الاية وامثالها ونظائرها من الاحاديث النبوية دالة على ان الحكم بشريعة الاسلام انه امر ديني شرعي واجب وليس هو امر اجتماعي اصطلاحي منوط بنظر ولي الامر. كما قاله بعض المتأخرين. فحكم لولي الامر انه مخير في الحكم بالشريعة او غيرها بحسب ما يرى فيه المصلحة فان هذا قول حادث وما قال به احد من علماء المسلمين الا في القرن الماضي في ظل الاحتلال لبعض بلاد المسلمين ثم شاع الى اليوم في بعض كتابات الكتاب بل المتشرعة منهم اليوم من صار ينحو هذا فيرى ان تدبير الولاية في الحكم مناطه للحاكم باعتبار ما يصلح به الناس امور دنياهم وتنضبط معارفهم وعلومهم واخلاقهم واحوالهم. وكل هذا مخالف لما في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم من ان الحكم بالشريعة امر ديني الهي واجب لا يرفع ابدا. نعم احسن الله اليكم شريعة الاسلام عدل وتأمر بالعدل شريعة الاسلام عدل في نفسها وتأمر بالعدل فاما عدلها فقد قال الله عز وجل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدلا لكلماته وهو السميع العليم. والمعنى انها صدق في الاخبار وعدل في الاوامر والنواهي فاخبارها كلها صادقة واحكامها كلها عادلة قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الاية قال قتادة صدقا فيما قال وعدلا فيما حكم. يقول صدقا في الاخبار وعدلا في الطلب. فكل ما اخبر به فحق لا مرية فيه ولا شك. وكل ما فهو العدل الذي لا عدل سواه. وكل ما نهى عنه فباطل فانه لا ينهى الا عن مفسدة. كما قال تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر الى اخر الاية. واما امرها بالعدل ونهيها عن الجور فقد جاء في ايات كثيرة منها قول الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون قال ابن كثير في تفسير هذه الاية يخبره تعالى انه يأمر عباده بالعدل وهو القسط والموازنة ويندب الى الاحسان كقوله تعالى وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. وقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله وقال والجروح والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له. اذا غير ذلك من الايات الدالة على شريعة العدل والندب الى الفضل. وقال ابن العربي في احكام القرآن عند هذه الاية فالعدل بين العبد وربه اثار حق الله على حظ نفسه وتقديم رضاه على هواه. والاجتناب للزواجر والامتثال للاوامر. واما العدل بينه وبين نفسه فمنعها عما فيه هلاكها كما قال تعالى ونهى النفس عن الهوى وعجوب الاطماع عن عن الاتباع ولزوم القناعة في كل حال وفي كل حال ومعنى. واما العدو بينه وبين الخلق فبذل النصيحة وترك الخيانة فيما قل وكثر. والانصاف من نفسك بكل وجه ولا يكون منك الى احد مساءة بقول ولا فعل ولا في سر ولا في علن حتى بالهم والعزم والصبر على ما يصيبك منهم من بلوى واقل ذلك الانصاف من نفسك وترك الاذى. وقد نقله عنه قرطبي في تفسيره وقال قلت هذا التفصيل في العدل حسن وهذه الاقسام الثلاثة وهذه الاقسام الثلاثة للعدل اشتمل عليها قوله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي. عن ابي ذر رضي الله عنه وقال هذا حديث حديث حسن صحيح ومنها قوله تعالى في سورة النساء يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو لانفسكم او الوالدين والاقربين. ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلو او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. وقوله في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب تقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. وقوله في سورة المائدة ايضا ولا يجرمنكم شنآن قوم او صدوكم عن مسجد الحرام ان تعتدوا. فقد امر الله في هذه الايات عباده المؤمنين بالقسط وهو العدل مع القريب والبعيد والعدو والصديق فلا يحابى بالعدل فلا يحابي بالعدل قريب. فلا يحابى بالعدل قريب او صديق لمحبته ولا يمنع العدل من بعيد او عدو لبغضه قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا اي لا يحملنكم بوض قوم على ترك العدل فان العدل واجب على كل احد في كل احد في كل حال. وقال بعض السلف ما عاملتم ما عاملت من عصى الله فيك بمثل ان تطيع الله والعدل به والعدل به قامت السماوات والارض. ومنها قوله تعالى في سورة الانعام واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى. قال ابن كثير يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال عن القريب والبعيد. والله تعالى يأمر من عدله كل احد في كل وقت وفي كل حال. ومنها قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا بين الناس ان تحكموا بالعدل. ان الله نعم ما يعظكم به. ان الله كان سميعا بصيرا. قال ابن كثير عند قوله ان الله نعم ما يعظكم به ان يأمركم به من اداء الامانات والحكم بين الناس وغير ذلك من اوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان الحكم بشريعة الاسلام واجب بين هذه الشريعة فقال حفظه الله شريعة الاسلام عدل في نفسها وتأمر بالعدل وتمام هذه الجملة وتنتج العدل. فان شريعة الاسلام عدل في نفسها وامرة بالعدل وتثمر عند اقامتها العدل في الخلق. ثم بين المصنف رحمه الله حفظه الله تعالى وجه كونها هذه الشريعة عدل في نفسها بتصديقه بقول الله عز وجل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدلا وهو السميع العليم. فكلمة الله سبحانه وتعالى الشرعية تشتمل على الصدق والعدل يقوم رده الى الخبريات. والعدل مرده الى الطلبيات. فان الحكم الشرعي نوعان اثنان ان احدهما حكم شرعي خبري يقتضي التصديق والتاني حكم شرعي طلبي يقتضي الفعل والترك. فالاحكام الشرعية الخبرية جاءت على الصدق كل ما اخبر الله سبحانه وتعالى عنه مما كان ومما يكون فانه صدق. وكل ما امر الله عز وجل به او عنه فكله عدل. فهذه الشريعة عدل كلها كون الشريعة عدلا كلها فان الله سبحانه وتعالى جاء بهذه الاية الدالة على شمولية العدل لجميع افراده فان افراد الشريعة لا تخرج عن افراد الحكم الخبري والطلبي. فجيء بهذه الاية وابتدأ بها بكلمة التمام الدالة على حصول المقصود في الكلام. فقال الله عز وجل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ولم يقل الله سبحانه وتعالى وكملت كلمة ربك صدقا وعدلا لان الكمال قد يتعلق تارة بالذوات والافراد وقد يتعلق تارة بالمعاني. اما التمام فانه متعلق بالذوات معاني جميعا فالتعبير به اكمل. ومع كمال هذا المعنى في الشريعة فان الله سبحانه وتعالى لم يسمي نفسه عادلا او لا هل من اسماء الله العادل ما الجواب ها انا اقول العادل طيب هل من اسماء اسم لا ما يلزم هذا ما يلزم ان يكون العادل المائل على كل حال. والا ما معنى هذه الاية؟ طيب والعدل وش الدليل عليه نسأل هل العدل من اسماء الله يا خالد ليس العادل والعدل من اسماء الله طيب لماذا مع ان الشريعة طفحت بهذا لكن لم يسمي الله نفسه عادلا ولا عدلا لماذا لان ابداء الله عز وجل كماله في هذا لاهل الجاهلية الذين انزل عليهم القرآن اكمل بنفي الظلم. فالله عز وجل نفى عن نفسه الظلم في اية كثيرة. لان العرب كانت تفتخر بالظلم ولم تكن تفتخر بالعدل كما قال زهير ومن لا يظلم الناس ايش؟ يظلم فكانوا بالظلم ويرونه هو الغلبة وهو العلو. فلما كان هذا هو طريقة العرب لم يكن الكمال في خطابهم ان يخاطبهم الله عز وجل بذلك. ولكن ابدى الله عز وجل هذا الكمال بنفي الظلم عن نفسه ومن المعلوم ان ما ينفيه الله سبحانه وتعالى عن نفسه فانه لا يراد به النفي المحض بل المراد به اثبات الكمال المقابل له. والعرب اذا سمعوا مثل هذه الاية ولا يظلم ربك احدا ظهر لهم كمال هذا الامر والناهي لهم. واظحة؟ ثم ذكر المصنف حفظه الله تعالى كون هذه الشريعة امرة بالعدل فذكر الاية الدالة فعلى ذلك من كتاب الله عز وجل. وفي هؤلاء الايات التصريح بان الله عز وجل امر بالعدل كما قال الله تعالى ان الله يأمر بالعدل. والعدل الذي امر الله عز وجل به نفسه. والعدل الذي امر الله عز وجل به خلقه ينقسم الى ثلاثة اقسام. اولها العبد العدل الذي بين العبد وربه والثاني العدل الذي بين العبد ونفسه والثالث العدل الذي بين العبد وغيره من الخلق. وهذه الاقسام الثلاثة مكتنزة في حديث ابي ذر الغفاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت الحديث. فالجملة الاولى تتعلق بالعدل المأمور به بين العبد وربه والجملة الثانية واتبع السيئة الحسنة تتعلق بالعدل المأمور به بين العبد ونفسه. والجملة الثالثة وخالق الناس بخلق حسن تتعلق بالعدل المأمور به بين العبد وغيره من الخلق واما ان الشريعة كما زدنا تنتج العدل فهذا مشهودا شرعا وقدرا. فان من حكم بالعدل انتج العدل في الخلق فالذي يقيم ما امر الله سبحانه وتعالى به من العدل تظهر اثار هذا العدل على الخلق واتفق هذا لاحوال حكمه صلى الله عليه وسلم وحكم خلفائه الراشدين حتى اشتهر قول رسول كسرى لعمر لما وجده نائما فقال له عدلت فامنت فنمت يا عمر فشهد الموافق والمخالف لتلك الشريعة لما امتثلت انها تنتج العدل بين الخلق احسن الله اليكم مدح اهل العدل وثوابهم وذم اهل الجور وعقابهم وكما جاءت الشريعة بالعدل والنهي عن الجور فقد جاء في مدح اهل العدل وبيان ثوابهم وذم اهل الجور وبيان عقابهم. قال الله عز وجل ومن قوم موسى يهدون بالحق وبه يعدلون. وقال وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون. وقال وضرب الله مثلا الرجلين احد ما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير. هل يستويه ومن يأمر بالعدل وعلى صراط مستقيم. وقال تعالى في فضل عادلين مقسطين. واقسطوا ان الله يحب المقسطين. وقال تعالى بعقوبة الجاهلين القاسطين واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا. وروى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الامام العادل الحديث وفي صحيح مسلم عن ابن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال واهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق حاليا مراكز القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال. وروى مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول صلى الله عليه وسلم ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا. وفي وفي سنن النسائي باسناد صحيح من حديث. وما ونون نحصل عليه. الذين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا وفي سنن النسائي باسناد صحيح من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربعة يبغضهم الله عز وجل ومنهم الامام الجائر لما بين المصنف حفظه الله ان شريعة الاسلام شريعة عدل وانها تأمر بالعدل ذكر ما قررته الشريعة من ان اهل العدل ممدوحون وانهم مثابون وان اهل الجور والظلم مقبوحون وانهم معاقبون فذكر الاية الدالة على ذلك قوله تعالى يهدون بالحق وبه يعدلون الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في وصف امة من قوم موسى هو على وجه المدح وكل ممدوح في خطاب الشرع فهو مأمور به كما نص على ذلك ابن القيم في اعلام الموقعين وابن حجر في فتح الباري ومحمد بن اسماعيل الامير في شرح منظومة الكافل في اصول الفقه فلما كان هذا مدحا لهم دل على الامر بما مدحوا به ومن ذلك عدلهم ثم ذكر ايظا قول الله سبحانه وتعالى ان الله يحب المقسطين والمقصد كما سبق واسم فاعل من اقسط الرباعي وهو دال على العدل. واما قسط الثلاثي فهو دال على الجول والظلم. ثم ذكر احاديث عدة تدل على هذا المقصود. ومن جملتها حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح مسلم ان المقصدين عند الله على منابر من نور. وهذا الحديث قال فيه ابو حاتم في العلل الصواب موقوف نعم. احسن الله اليكم. شمول عدل الاسلام شمول عدل شمول عدل الاسلام حقوق الانسان وشريعة الاسلام التي انزلها الله الحكيم الخبير على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شاملة مستوعبة مستوعبة الحقوق سواء كانت حقوقا لله عز وجل او حقوقا لنفسه او حقوقا للناس جميعا. وقد مر قريبا كلام الامام ابن العربي الذي اوضح فيه عدل واشتمالها على هذه الحقوق الثلاثة المطلوب من كل مسلم اداؤها. وانما كانت هذه الشريعة كاملة وافية بحقوق الله حقوق النفس وحقوق الناس وغيرهم لانها منزلة من رب الناس فلم تدع صغيرا ولا كبيرا مما للعباد حاجة اليه الا جاءت به واشتملت عليه ولم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحياة الدنيا الا وقد دل الامة على كل خير وحذرها من كل شر. قال الامام ابن القيم في كتابه الموقعين في بيان في بيان كمال الشريعة قال وهذا الاصل من اهم الاصول وانفعها وهو مبني على حرف وهو عموم رسالته صلى الله عليه وسلم بالنسبة الى كل ما ما يحتاج اليه العباد في معارفهم وعلومهم واعمالهم وان لم يحوج امته الى احد بعده وانما حاجتهم الى من يبلغهم عنه ما جاء به. فلرسالته عموما محفوظان لا يتطرق اليهما تخصيص عموم بالنسبة للمرسل اليهم وعموم بالنسبة الى كل ما يحتاج اليه من بعث اليه في اصول الدين وفروعه. فرسالته كافية جافية عامة لا تحوج الى سواها. ولا يتم الايمان به الا باثبات عموم رسالته في هذا وهذا فلا لا يخرج احد من المكلفين عن رسالته ولا يخرج مؤمنا وعن الحق الذي تحتاج اليه الامة في علومها واعمالها عما جاء به. وقد توفي رسول صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر للامة منه علما وعلمه كل شيء حتى اداب التخلي وحتى حتى اداب التخلي واداب الجماع والنوم والقيام والقعود والاكل والشرب والركوب والنزول والسفر والاقامة. والصمت والكلام والعزلة والخلطة والغنى والفقر والصحة والمرض وجميع احكام الحياة والموت ووصف لهم العرش والكرسي والملائكة والجن والنار والجن والدار والجنة يوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأي عين. وعرفهم معبودهم واله ما تم تعريف حتى كأنهم يرونه ويشاهدونه وفي كماله ونعوت جلاله وعرفهم الانبياء واممهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم حتى كأنهم كانوا بينهم. وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها ما لم يعرفه نبي لامته قبله. وعرفهم صلى الله عليه وسلم من احوال الموت وما يكون بعده في البرزخ ما يحصل فيه من نعيم والعذاب للروح والبدن ما لم يعرف به نبي غيره. وكما ما لم يعرف به نبي غيره. وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من ادلة التوحيد والنبوة والمعادن والرد على جميع على جميع فرق اهل الكفر والضلال. ما ليس لمن عرف حاجة من بعده اللهم الا من يبلغه اياه ويبينه ويوضح ما منه ما خفي عليه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم الحروب والقاء العدو وطرق النصر والظفر. ما لو علموه وعقلوا ورعوه حق رعايته لم يقم لهم عدو ابدا. وكذلك صلى الله عليه وسلم من مكائد ابليس من مكائد ابليس وطرقه التي يأتيهم منها. وما يتحرزون به من كيد ومكره وما يدفعون به شر وهم على مزيد عليه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من احوال نفوسهم واوصافها ودسائسها وكمائنها ما لا حاجة لهم معه الى سواه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من امور معايشهم ما لو علموا وعملوا لاستقامت لهم دنياهم اعظم استقامة. وبالجملة فجاءهم بخير والاخرة برمته ولم يحيجهم الله الى احد سواه. فكيف يظن ان شريعته الكاملة التي ما طرق العالم ما طرق العالم شريعة اكمل منها ناقصة تحتاج الى سياسة خارجة عنها تكملها او الى قياس او حقيقة او معقول خارج عنها ومن ظن ذلك فهو كمن ظن ان بالناس حاجة الى رسول اخر بعده. وسبب هذا كله خفاء ما جاء به على من ظن ذلك قلة نصيبه من الفهم الذي وفق الله له اصحاب نبيه الذين اكتفوا بما جاء به واستغنوا به عما سواه وفتحوا به القلوب والبلاد وقالوا هذا عهد نبينا الينا وهو عهدنا اليكم. ومما اشتملت عليه شريعة الاسلام التي مضى مجيئها التي مضى على مجيئها اكثر من اربعة عشر قرنا. الايضاح والبيان والايضاح والبيان لحقوق الناس. الايضاح والبيان بحقوق الانسان وانها داخلة في عدل هذه الشريعة وفي الايات الكريمات المذكورة قريبا التي امر الله فيها عباده المؤمنين بالعدل مع القريب والبعيد والعدو والصديق التنويه الحقوق على سبيل الاجمال. واما التفصيل فقد جاءت الشريعة ببيان حق كل ذي حق حق ببيان حق كل ذي حق في الحياة وبعد الموت. وامرت بتأدية تلك الحقوق على اكمل الوجوه واتمها. فقد جاءت ببيان حقوق كل من الزوجين على الاخر وحقوق الوالدين على الاولاد وحقوق الاولاد على والديهم وحقوق الاقارب على الاقارب وحقوق الجار على جاري والصديق على صديقه والصاحب على صاحبه وحقوق الفقراء على الاغنياء وحقوق المسلمين على المسلمين عموما ومن الايات الكريمة التي اشتملت على امر المسلمين باداء جملة من الحقوق الى اهلها. اية الحقوق العشرة وهي قوله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانه ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا. وقوله تعالى في سورة الانعام قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق. نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ذلكم وصكم به لعلكم تعقلون. ولا تقربوا ومال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده. واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها اذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. وقوله تعالى في سورة الاسراء لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما وكلاهما فلا تقل لهما افئ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكن كونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. وات ذا القربى حقه والمسكين وبنى السبيل ولا تبذر تبذيرا. ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا. واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبصغها كن البسط. ولا تبسطها كل البسط ولا تبسطها كل البسط فتقعد محصورا ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا. ولا تقتلوا اولادكم خشية لكن نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خضعا كبيرا. ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه وكان منصورا ولا تقربوا من اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده. واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا. ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال كل ذلك كان سيء عند ربك مكروها. ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. ولا تجعل والله لا هنى خربة قا في جهنم ملوما مدحورا. بل لقد جاءت الشريعة ببيان حقوق الكفار عن من دعوتهم الى الاسلام وهدايته الى الصراط المستقيم واخراجه من الظلمات الى النور ومعاملتهم ومعاملة الحسنة. ومن ذلك قول الله عز وجل لا ينهاكم عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولون فاولئك اولئك هم الظالمون. وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه يوم خيبر ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما بما يجب عليه حق الله فيه فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من ان خير لك من ان يكون لك حمر النعم. رواه البخاري ومسلم من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه. وكما جاءت الشريعة ببيان حقوق الانسان والامر بادائها في الحياة فقد جاءت في بيان قسمة المواريث بعد الموت لاول سورة النساء واخرها وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله اعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث وهو حديث صحيح جاء عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم انظر ارواء الغليل ومع ما ومع سبق الاسلام الى بيان حقوق الانسان وغيرها حتى حقوق حتى حقوق الحيوان فقد وجد في هذا الزمان ممن لهم صولة وجولة ممن يتشدقون بتبني حقوق الانسان والدفاع عنها. وكأن ذلك من منجزاتها من منجزات هذا العصر وقد نصبوا انفسهم للدفاع عن هذه الحقوق ولكن على حسب اهوائهم فيهدرون ما يشاؤون اهداره من من تلك الحقوق ويدافعون بزعمهم ما يشؤون الدفاع عنه منها. وهكذا يفعل القوي مع الضعيف والمتسلط مع من يتسلط عليه وما وضعه من حقوق للانسان فهو ناقص وما جاءت به الشريعة من حقوق الانسان فهو كامل واف لكمال الشريعة ووفائها بكل ما يحتاجه الناس. لانها تنزيل من الحكيم العليم لما بين المصنف رحمه الله تعالى عدل الاسلام ذكر ان ممن انتظم في هذا العدل هذه الشريعة بحقوق الانسان. والمراد بحقوق الانسان ما يلزم له وقد جاء هذا الشرع الحكيم كاملا شاملا لكل ما يلزم للانسان مما به صلاح معاشه وتدبير امره وسبق ان اقرأنا كتابا نافعا للعلامة محمد الامين الشنقيطي اسمه الاسلام دين كامل. بين رحمه الله تعالى كمال الاسلام في عشرة ميادين شهيرة. ومن جملة ما يندرج في ذلك الكمال ما ذكره المصنف وها هنا من حقوق الانسان التي صار من الناس من ينتحل الدعوة اليها ظانا ان هذا شيء جديد لم يتكفل الله سبحانه وتعالى به في تبعته فذكر المصنف ها هنا ان الاسلام تكفل بشريعة الانسان سواء كان من المسلمين او من غيرهم فاوضح ذلك ايضاحا شافيا بينا مناسبا المقام ومما ينبه اليه انه كما للانسان حقوق له فان عليه حقوقا واعظم حقوقه حق الله سبحانه وتعالى عليه. ولا يعجب المرء من اغفال الباحثين في حقوق الانسان هذا الحق العظيم من اهل الكفر. ولكن يعجب ممن ينتحل الدعوة الى حقوق الانسان وينصب نفسه باحثا في حقوق الانسان من المسلمين ثم لا تسمعه ينبس ببنت شفه في بيان حق الله سبحانه وتعالى من الامر بعبادته لان القيام بهذا يبطل كثيرا من الدعاوى التي استلها هؤلاء من الغرب ما يزعمه هؤلاء من المتشرعة من ان الاسلام يكفل حقوق الانسان كالرأي والاملاك الخاصة واشباه ذلك يتناسون او يغفلون عن ان هذه الحقوق التي جعلوها قد يوجد الشرع بمخالفتها. فما زعموه من ان الاسلام يكفل حق التعددية باطل لانه مخالف لحق في الدين فان الله سبحانه وتعالى بنى هذا الدين على الجماعة ولم يبنه على الفرقة والتعددية فرقة كما ان ما سموه بالحريات الشخصية في الرأي ليس مما تكفل به الشرع كيف ما اتفق للانسان بل جعل الشرع لذلك قاعدة وضوابط فالاخلال بها اخلال بحق الله عز وجل الذي حقه علينا كحقنا عليه سبحانه وتعالى كما جاء ذلك في حديث معاذ ابن جبل والمقصود انه يجب ان يعلم ان حقوق الانسان التي تكفل الشرع او بها هي الحقوق التي بها صلاح معاشه ومعاده. اما ما خرج عنها فانه قد يرجع بالابطال لشيء من حكم الله سبحانه وتعالى الذي امر الله سبحانه وتعالى الخلق به. ولا ريب ان العبد مجعول في هذه الدنيا تحت حكم الله لانه مأمور بعبادته كما قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاذا زعم الانسان حقا على خلاف مقتضى العبادة كان ذلك الحق باطلا. فمثلا لو زعم ان من حق الانسان في حريات الشخصية ان يشرب ما شاء. كان القول بهذا باطلا لان الشرع جاء ببيان محرمات فانتهاكها مخالف لما امر الله سبحانه وتعالى به من العبادة. ثم ان هذه الدعوات التي انتحلها من انتحلها من المنتسبين للاسلام مضارعين بذلك لاهل الشرك والكفر مرجع مكوناتهم ما كتبه اولئك وقل منهم من يحسن فهم هذه الحقوق في الاسلام. فان احكامها الشرعية كفلت هذه الحقوق على ما تضمنه الامر والنهي. وهؤلاء لا علم لهم بالامر والنهي. لانهم كتبة او صحفيون او مثقفون او اشباه هؤلاء فيجهلون حكم الشريعة. فيكون بيانهم ناقصا. والمقصود ان الدعوة الى حقوق الانسان دعوة مستغنى عنها لان هذا الدين قد اشتمل على حقوق الانسان التي تكفل له الحياة الطيبة السعيدة في الدنيا والاخرى. وما خرج عن بلا خير فيه. نعم. احسن الله اليكم. الشورى في الاسلام. الشورى ثابت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم فاما الكتاب العزيز فقد قال الله عز وجل في سورة ال عمران نبيه صلى الله عليه وسلم وشاورهم في الامر واخبر عن الموميا بانهم يتشاورون فقال وامرهم شورى بينهم وقد سميت السورة التي التي اشتملت على هذه الاية الشورى وقد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لقوله تعالى وشاورهم في الامر ان الفقهاء اختلفوا في مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم اصحابه الوجوب او الاستحباب تطيبا لخاطر اصحابه دون ترجيح اي القولين. ورجح الحافظ ابن حجر في فتح القول بالاستحباب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير اصحابه وفي بعض اموره مما لم ينزل عليه مما لم ينزل عليه فيه وحي وذلك كثير في امور في امور الحرب. قال البخاري في صحيحه باب قول الله تعالى وامر شورى بينهم وشاورهم في الامر وان المشورة قبل العزم والتبين لقول الله تعالى فاذا فاذا نتوكل على الله. فاذا عزم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن لبشري التقدم على رسول الله على الله ورسوله. وشاور النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه يوم احد في المقام في المقام والخروج فرأوا له الخروج فلما لبس فلما لبس وعزم قالوا اقم فلم يمل اليهم بعد العزم. وقال لا ينبغي نبي ان يلبسوا لامته فيضعها حتى يحكم الله. وشاور عليا واسامة ففيما رمى به اهل الافك عائشة الى ان قال وكانت الائمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الامناء من اهل العلم في الامور المباحة ليأخذوا فاذا وضح الكتاب او السنة لم يتعدوا الى غيره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ورأى ابو بكر قتال ومنع الزكاة فقال عمر كيف تقاتلون؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا لا اله الا الله عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها فقال ابو بكر والله لو قاتلن من فرق بين من جمع رسول الله صلى الله بينما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تابعه بعد عمر فلم يلتفت ابو بكر الى مشورة اذ كان عنده حكم حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وارادوا تبديل الدين واحكامه وقال النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه وكانوا قراء واصحاب مشورة عمر كهولا كانوا او شبانا وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل. وهذا الباب عند الامام البخاري هو اخر باب من كتاب الاعتصام من الكتاب والسنة من صحيحه وهذا الذي ذكره البخاري من كون القراء من كون قراء اصحاب مشورة عمر وهو من كلام ابن عباس فيما اسنده البخاري عنه. وقد قال الحافظ في شرح هذا الباب وقد ورد من استشارة الائمة بعد صلى الله عليه وسلم اخبار كثيرة منها مشاوة ابي بكر رضي الله عنه في قتال الردة وقد اشار اليها المصنف واخرج بهاقي بسند صحيح عن ميمونة قال كان ابو بكر الصديق اذا ورد عليه امر نظر في كتاب الله فوجد فيه ما يقضي به قضى به. وان علمه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بينهم ان لم يعلم خرج فسأل المسلمين عن السنة. فان اعياه ذلك دعا رؤوس المسلمين وعلمائهم واستشارهم وان عمر بن خطاب ان عمر بن الخطاب كان يفعل ذلك. وبهذا يتبين ان المشاورة انما تكون فيما لا نص فيهما ما جاء به النص من من الكتاب والسنة فلا يجوز العدول عنه. كما قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى اجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن لي دعاء لقول احد عزاه اليه ابن القيم في كتاب الروح وقال ايضا انما يؤمر الحاكم بالمشورة لكون المشير ينبه على ما يغفل عنه ويدل ينبهه وعلى ما يغفل عنه ويدل على ما لا يستحضره من الدليل. لا ليقلد المشير في فيما يقوله. ان فان الله لم يجعل هذا لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عزاه اليه ابن حجر في الفتح. وقال ابن منذر واذا ثبت الشيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغني به عما سواه. عزاه القرطبي في التفسير ومما جاءت به السنة في ذلك غير ما اشار اليه البخاري في كلامه المتبدي مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه في العيد التي جاء بها سفيان اخرجه مسلم ومشاورته صلى الله عليه وسلم في اسارى بدر رواه مسلم. ويتبين مما تقدم ما يلي اولا ان الشورى ثابتون في الكتاب والسنة وعمل الصحابة ومن تبعهم باحسان ومن تبعهم باحسان ومن سور القرآن سورة الشورى. ثانيا ان المشاورة لا تكون الا فيما لا نقص فيه من الكتاب والسنة. وان ما ورد به النص فلا يجوز العدول عنه كما قال الله عز وجل. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرنا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد اضل ضلالا مبينا. ثالثا ان الامام يختار ان يختار اهل مشورته من رؤساء الناس وعلمائهم. رابعا ان مشورة المستشار ليست ملزمة ليست ملزمة وهذه هي الاسس التي بنيت عليها الشورى في الاسلام. واما الديموقراطية التي استوردها كثير من المسلمين من غيره مما لا يدين بدين الاسلام بخلاف ذلك فعندهم المجالس النيابية التي يختارها الشعب للنيابة عنه. ومن حقها التشريع الذي لا ينبني على دين وتشريعات تلك المجال ملزمة ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من متعلقات العدل في الاسلام الشورى فيه وتعريف الشورى انها طلب الرأي من اهل الحل والعقد فيما لا نص فيه. طلب رأيي من اهل الحل والعقد فيما لا نص فيه وهذا عام في حق ولي الامر وفي حق غيره. كاستشارة احدكم لاحدكم فانها مندرجة في معنى الشورى ويعلم بهذا التعريف ان الشورى مقيدة بقيدين عظيمين احدهما كونها واقعة فيما لا نص فيه. اما ما فيه نص فلا رأي لاحد من الخلق فيه فلا يستشار في امر او نهي قررته الشريعة تقريرا بينا واضحا. والثاني ان الذين يطلب منهم الرأي هم اهل الحل والعقد فقط دون غيرهم والمراد باهل الحل والعقد الذين كملت الة عقولهم واستقام دينهم. وظهر صلاحهم من العلماء والحكماء والتجار وغيرهم ويعلم بهذا ويعلم بهذين القيدين ان عرظ احكام الشرع على المجالس النيابية مثلا انه باطن لا اصل له. ولا يغير من حكم الله سبحانه وتعالى شيئا. فلو عرض تحريم الخمر على قوم منهم هل يبيحونه فيكون شائعا في الناس؟ ام يمنعونه فليس هذا لهم اصلا فقد حكم الله سبحانه وتعالى فيه. ويعلم به ايضا انه اذا طلب الرأي فيه من كل لاحد بان هذا خلاف حكم الشريعة. فالشريعة لا تجعل الشريعة لا تجعل امر تدبير باحوال الناس الى كل احد فيدخل في ذلك الغوغاء والدهماء ومن لا معرفة ولا خبرة له بل تخص هذا باهل الحل والعقد. كما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكما كان عمر رضي الله عنه يفعل فقد كان القراء اهل مشورته والمراد بالقراء اهل العلم فكانوا هم اهل مشورته. وما زاد عن هذا فهو باطل. وبه يعلم ان ما يسمى بالانتخاب ان كانت الانتخابات مختصة باهل الحل والعقد كان ذلك جائزا فان السمع والطاعة حق لولي الامر واذا نقل هذا السمع واذا نقل هذا الحق من سمع وطاعة الى من اذن الشرع لهم فيه وهم اهل الحل والعقد كان ذلك جائزا. واما نقلها الى عموم الخلق كما يسمى بالخيار الشعبي او الرأي العام فهذا خلاف ما جاءت به الطريقة. فان الدهماء والغوغاء والعوام ومن لا خبرة ولا معرفة له ليس له ان يحكم في الامور العظام التي فيها تدبير احوال الناس. وذكر المصنف رحمه الله تعالى من جملة الاحكام التي تتعلق بهذا الاصل ان الشورى مستحبة في اصح القولين وهو كذلك. وان انها ليست ملزمة لولي الامر وهو كذلك. فان ولي الامر يطلب الرأي من اهله والتصرف مرهون له لان الولاية ثابتة له. لكن تصرف ولي الامر منوط بالمصلحة وليس له ان يتصرف في من تأمر عليهم بغير المصلحة. والمراد بالمصلحة المنفعة التي تعم المتأمر عليهم لا تلك التي تختص به. واذا تقرر هذا علم بان ما عن امر الشورى من اطوال واحوال مما يسمى بالديمقراطية ان هذا مخالف وانه لا يجوز بحال. نعم. احسن الله اليكم. طرق ثبوت الخلافة في الاسلام. اختيار الخليفة في الاسلام له طريقان احداهما اتفاق اهل الحل والعقد على اختيار الخليفة. والثانية عهد الخليفة الى اخر يلي الامر من بعده وقد تمت بهما افضل الخلفاء على الاطلاق وهما ابو بكر وعمر رضي الله عنهما فبالطريقة الاولى تم اتفاق كبار الصحابة من المهاجرين والانصار رضي الله عنهم على ابي بكر رضي الله عنه وهم اهل يحلل وهم اهل الحل والعقد. وذلك في سقيفة بني ساعدة. وتبع ذلك وتبع ذلك اتى في في المسجد المبايعة في المسجد وتحقق باختيار وبيعته رضي الله عنه ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله يأبى الله والمؤمنون الا ابا بكر اخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وكان صلى الله عليه وسلم اراد ان يكتب كتابا بتعيين خليفة من بعده ثم ترك الكتابة لم اضلعهم الله عليه من ان المؤمنين ستجتمع كلمتهم وتلتقي افئدتهم على ابي بكر رضي الله عنه وقد ابى الله الا ابا بكر وابى المؤمن الا ابا بكر في الطريقة الثانية حصل العهد من ابي بكر رضي الله عنه الى عمر رضي الله عنه لولاية الامر من بعدي. وبهاتين الطريقتين تمت توليته الخليفتين في الاسلام وبالطريقة التي تمت بها بيعة ابي بكر رضي الله عنه تمت بيعة علي رضي الله عنه واما عثمان فتم اختيارهم بين ستة جعل عمر رضي الله عنه واليهم يختارون من بينهم خليفة فتم اختيار عثمان رضي الله عنه وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم بيان فضل خلافتهم رضي الله عنهم بقوله في حديث عرباض ابن رضي الله عنه فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. وقوله صلى الله عليه وسلم في رضي الله عنه خلافة النبوة خلافة النبوة ثلاثون سنة. ثم يؤتي الله الملك ثم يؤتي الله الملك او ملك من يشاء رواه ابو داوود وغيره وهو حديث صحيح اورده الباني في السلسلة الصحيحة ونقل تصحيحه عن تسعة من العلماء واول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه وهو خير ملوك المسلمين. واما الخلفاء بعدهم فكان الخليفة يعاد الى الخليفة من بعده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خلافته بخلافة الخلفاء الراشدين وخلافة ثمانية ثمانية بني امية قال لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا الى اثني عشر خليفة اخرجه مسلم وبخلافة هؤلاء الخلفاء فتحت الفتوحات واتسعت فتحت الفتوحات واتسعت رقعة البلاد الاسلامية الى بلاد الهند والسند والصين شرقا والمحيط الاطلسي واذا تغلب مسلم على الولاية واستقر له الامر واستتب الامن فانه يسمع له ويطاع ويعتبر ولي امر وولي امر للمسلمين. كالذي حصل لاول خلفاء بني العباس الذي تغلب على خلافة بني امية. قال الامام احمد في اعتقاده كما في السنة ومن خرج على امام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه واقروا له بالخلافة باي وجه كان. باي وجه كان بالرضا او بالغلمة فقد انشق هذا الخارج عصى المسلمين وخالف الاثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فامات الخارج عليه فان مات الخارج عليه ما تميزة الجاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لاهل من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريقة. وقد وقال الحافظ في فتح في شرع حديث من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فانه من فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة جاهلية قال قال ابن بطال في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان والاوجار. وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة سلطان المتغلب والجهاد معه. وان خير من الخروج عليه ما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء وحجتهما وحجتهما هذا الخبر وغيره مما يساعده. ولم يستثنوا من ذلك الا اذا وقع من السلطان الكفر الصالح فلا تجوز طاعته في ذلك. بل تجب مجاهدته لمن قدر عليه لمن قدر عليها. كما في الحديث الذي بعده يشير بذلك الى حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا وعسرنا واثرة علينا وان لا ننازع الامر اهله الا ان كفرا بواحا عندكم يا الله فيه برهان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة. طرق الخلافة بالاسلام لولي الامر. فذكر ان اختيار الخليفة للاسلام له طريقان احداهما هما اتفاق اهل الحل والعقد على اختياره والثاني عهد الخليفة الى اخر يلي الامر من بعده. وهذان الطريقان هما في حال اختيار اما اذا لم يكن اختيار ثم تغلب متغلب واستقر له الامر فان ولايته تنفذ وهذا هو الذي اشار اليه المصنف في قوله واذا تغلب مسلم على الولاية واستقر له الامر واستتب الامن فانه يسمع له ويطاع ولاجلي هذا ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى ان الولاية تنعقد لصاحبها باحدى هذه طرق الطريق الاول العهد اليه ممن قبله بان ينص على توليته والطريق الثاني ان يجتمع اهل الحل والعقد على توليته والطريق الثالث تغلب المتأمل واستقرار الامر له وقد جمع هؤلاء الطرق في سلك واحد السفري السفاريني اذ قال في الدرة المضيئة فاحسن ونصبه بالنص والاجماع. ونصبه بالنص والاجماع فحل عن الخداع. وقهره فحل عن الخداع. ومعنى قوله بالنص اي بعهد من قبله اليه. واذا كان قد تقدم له بيعة بولاية عهد لم يحتج الى نص جديد. فاذا بويع اثنان على كون احدهما ملكا والاخر وليا لعهده اي ملكا من بعده لم يحتج الى تجديد هذه البيعة لتنصيبه ملكا لان متقررة بالبيعة الاولى فلا يحتاج الى بيعة جديدة فيها. وذكر ذكر المصنف رحمه الله تعالى حفظه الله تعالى دلائل ذلك وان هذه هي طريقة اهله السنة والجماعة. نعم احسن الله اليك. الوصول الى السلطة في الديموقراطية في الديموقراطية المزعومة. الوصول الى السلطة في الديموقراطية المزعومة ينبني على التحزب فيترشح من كل حزب من كل حزب واحد منهم ثم يكون التصويت من كل من اراد من الشام من شاء من المترشحين وعند تمييز الاصوات يقدم من كثرت منتخبيه وهذه الطريقة التي استوردها بعض المسلمين المسلمين من اعدائهم مخالفة للاسلام الاول بناؤها على الاسلام جاء بالحث عن الاجتماع وذم التفرق والاختلاف قال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وطاء ولا تكونوا كالذي يتفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. وقال ان الذين فرقوا دينهم كانوا شيعا لسنا في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبههم بما كانوا يفعلون وقال ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وقال لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم ولو كانوا اباءهم وبناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله. الا ان حزب الله هم مفلحون وقال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا ويكرهونكم ثلاثا فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا تعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتبركوا ويكره لكم دينا وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وبهذا يتبين ان الديموقراطية الديموقراطية المزعومة مخالفة للاسلام لانها مبنية على التحزب والتفرق والاختلاف الثاني التشريع فيها لفئة معينة التشريع في الاسلام للخالق جل جلاله والرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عنه شرعه كما قال تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله ضل ضلالا مبينا. وقال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وقال وما اتاكم الرسول فخذ وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله. ان الله شديد العقاب. وقال ثم جعلناك على شريعة من الامر واتبعها ولا تتبع الاهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي وقال ام ننه شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذنوا به الله واما قيام المسلمين بوضع تنظيم لبعض شؤونهم لا يخالف كتاب ولكن لا يخالف كتابا ولا سنة فلا بأس به. واما الديموقراطية المزعومة فان التشريع فيها لفئة معينة من المخلوقين يختارهم الشعب في مجالس نيابيته يعتبرون نوابا له فيضعون ما يشاؤون من تشريعات غير مستندة الى الى دين. ولا دين معتبر بعد بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم الا دين الاسلام كما قال الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن كان منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن اوصيت به الله كان من اصحاب النار رواه مسلم وقد تقدم الثالث والوصول الى السلطة فيها بكثرة الناخبين كيف كانوا. اختيار الخليفة للاسلام يكون اهل الحل والعقد على اختيار الخليفة وبعهد الخليفة الى اخر يلي الامر من بعده وقد تقدم بيان ذلك. فاختيار الخليفة بالاسلام ليس لكل احد قد ينبغيها للعلم والرأي الذين هم اهل الحل والعقد وغيرهم يكون تبعا لهم. اما الديموقراطية المزعومة فالوصول الى السلطة فيها يكون بكثرة الناخبين لواحد من الاشخاص المترشحين السلطة لا فرق في ذلك بين اهل الرأي وغيرهم فاذا كانت كثرة الناخبين من السفلة يكون الذين ينتخبونه من جنسهم الطيور تقع على اشكالها فالصقور مع الصقور. والرخم مع الرخم والبوم مع البوم وهكذا. الرابع. الحرص الشديد فيها على السلطة وبذل ما استطاع الوصول اليها الاصل في الوصول الى الخلافة والولاية دونها في الاسلام ان يكون الباعث عليه نصرة الدين واقامة شرع الله خوف التقصير في ذلك جاءت الشريعة بالنهي عن طلب الامارة وباسناد ولاية خاصة لمن لا يقومها ومنعها من ومنعها ومنعها من ومنعها من لا يطلبها ومنعها من ومنعها من يحرص عليها ومنعها من يحرص عليها فعن عبد الرحمن ابي سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله قال قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن لا تسألني الامارة فانك ان اعطيتها مسألة وكلت اليها وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها. رواه البخاري ومسلم في صحيح البخاري ومسلم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وارضاه. دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم انا ورجلان من بني عمه فقال احد الرجلين يا رسول الله امرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل. وقال الاخر مثل ذلك فقال انا والله نولي لا نولي على هذا العمل احدا سأله. ولا احدا حرص عليه. فبهذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يولي الرجلين الذين طلب الامارة وفي بعض طرقه في الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم ولى على اليمن ابا موسى الاشعري الذي لم يطلب العمل. واما الديموقراطية المزعومة فهي مبنية عن التحزب والتنافس والتنافس في الوصول الى السلطة في الولاية العامة والخاصة بل ان المتنافسين لولايات العامة والخاصة يمنعون كل ما من بذل الاموال لجلب التأييد لهم لوصول السلطة فيربح من يربح ويخسر من يخسر وهو اشبه شيء من القمار بالقمار وايضا يطلقون الوعود المغيثة للناخبين بعد وصولهم اليها الخامس بناؤها على الحرية المطلقة في الرأي ولو كانت الحادا او انحلالا الحرية في الاسلام مقيدة بموافقتها للدين الحنيف والسلامة من مخالفته. قال الله عز وجل اهل الكتاب لا تغروا في دينكم ولا تكونوا على الله الا الحق. وقال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون عليكم شهيدا وقال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. وقال وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا وقال وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. واما الديموقراطية المستوردة في الحرية فيها مطلقة لا يقيدها خلق ولا دين. بل لكل واحد فيها ان يعتقد ما يعتقد ويقول ما يقول وان كان الحاد. وله ان يفعل ما يفعل وان كان انحلالا وانحدارا في مستنقعات الرذائل. فالقلوب فيها تجمع بين امراض الشبهات وامراض الشهوات. السادس المساواة المطلقة فيها بين الرجال والنساء شريعة الاسلام الكاملة شريعة الاسلام كاملة جاءت بالتسوية بين الرجال والنساء في اكثر الاحكام. وجاءت بالتمييز بين الجنسين في بعض الاحكام الميراث والعتق والشهادة والدية والعقيقة ووجوب الجمعة والجماعة عن الرجال دون النساء. وجواز لبس الحرير والذهب للنساء دون الرجال وغير ذلك واما الديموقراطية المزعومة ففيها التسوية بين الرجال والنساء والنساء دون مراعاة لفطرة او خلق او دين تحرر المرأة فيها من اسباب الفضيلة وانغماسها في الرذيلة. حرية الرجال والنساء في الاسلام مقيدة باتباع الشرع الحنيف فيصدر كل من الرجال والنساء في القائد والاقوال والافعال عما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه سلف هذه الامة من الصحابة ومن تبعهم باحسان فتكونوا معتقدات مضايقة لما جاء في الكتاب والسنة لا تخالفوا ما في اي شيء وتكون اقوالهم وافعالهم مبنية عليهما فيأتون بما هو مأمور به فيما فيأتون بما هو مأمور به فيهما من الاقوال والافعال وينتهون عن كل ما نهي عنه فيهما من الاقوال والافعال. من اقوال وافعال. قال الله عز وجل اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من وجوه اولياء قليلا ما تذكرون وقال وما اتاكم فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب. والمرأة في الاسلام تنطلق في تصرفاتها وافعالها واقوالها مما جاء به دينها ولا تنحرف عنه يمنة ولا يسرة كما قال الله عز وجل فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. وقال وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا. والاسلام قد كرم المرأة وحفظ لها حقوقها وارشدها الى الاخذ بما فيه في دنياها واخراها فامرها بالاحتجاب عن الرجال الاجانب والبعد من مخالطتهم وان لا تسافر الا مع ذي محرم لها والا يخلو رجل بها الا مع ذي محرم قال الله عز وجل في احتجاب النساء واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوب وقلوبهم فبهذه الاية الكريمة حجاب الحجاب على امهات المؤمنين والا يسألهن احد الا من وراء حجاب وقد اجمع العلماء على وجوب ووجوههن عن الرجال الاجانب. والتعليل الذي علل والتعليم الذي علل به الحكم هو قوله تعالى ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهم يدل على ان لزوم تغطية الوجه لا يختص بهن بل يكون لغيرهن لان تعليل الامر بطارة القلوب. لان تعليل الامر بطهارة القلوب مع ما اكرمهن الله وبه من من ملازمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وما حباهن به من العفة والطهر يدل على ان غيرهن ممن لم يحصل لهن هذا الشرف يكون اشد حاجة الى ذلك. وقد قال الله عز وجل يا ايها النبي قل لازواجك قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فبهذه الاية الكريمة دلالة على ان حكم الحجاب لا يختص بامهات المؤمنين. لانه عطف عليهن في لانه عليهن في الاية لانه عطف عليهن في الاية بناته صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين. وهو دال على ان حكم الحجاب للجميع ومن اوضح ومن اوضح ما يستدل به من السنة على وجوب تغطية النساء وجوههن حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقالت ام سلمة رضي الله عنها فكيف يصنع من النساء بذيولها قال يرخين شبر فقالت اذا اذا تنكشف اقدامهن. قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه. رواه اهل السنن وغيرهم. وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح فان مجيء الشريعة في تغطية النساء اقدامهن يدل على دلالة واضحة على ان التغطية الوجه واجب لانه موضع الفتنة والجمال من المرأة وتغطية اولى من تغطية الرجلين. واما اختلاط النساء بالرجال فقد قال الله عز وجل عن نبيه موسى عليه الصلاة والسلام كان وجد عليه امة من الناس يسقون وجد من دونهم امرأتين تذودان طالما خطبكما. قالا نسقي حتى يصدر حتى تصدر الرعاء ابونا شيخ كبير فسقى لهما. فبهذه القصة ففي هذه القصة الدلالة على ان على ان ترك النساء بالرجال كان في الامم السابقة فان هاتين المرأتين احتاجتا الى سقي غنمهما وانتظرتا حتى ينتهي الرجال. من سقي اغنامهم موسى عليه الصلاة والسلام لما سألهما بان اباهما شيخ كبير. لا يتمكن لا يتمكن من حضور سفك الغنم مع الرجال فسقى لهما موسى عليه الصلاة والسلام. وفي صحيح البخاري عن ام سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا سلم قام النساء حين يقضي حين يقضي تسليمه حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل ان يقوم. قال نرى والله اعلم ان ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل. قال يا نورا والله اعلم. نورا والله اعلم. احسن الله اليكم. قال نورا والله اعلم ان ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل ان يدركهن احد من الرجال. ورواه النسائي ولفظه. ان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن اذا سلمنا من الصلاة قمنا وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى من الرجال ما شاء الله فاذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال قال ابن القيم في في الطرق الحكمية ومن ذلك ان ولي الامر يجب عليه ان يمنع من اختلاط الرجال بالنساء في الاسواق والفرج ومجامع الرجال ولا ريب ان تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال اصل كل بلية وشر. وهو من اعظم اسباب نزول العقوبات العامة كما انه من اسباب فساد امور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا. وهو من اسباب الموت العام والطواعين المتصلة. واما من عمرات من السفر الا مع ذي محرم ومن خلوة الرجل الاجنبي بها الا مع ذي محرم. فيدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة الا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل الا ومعها محرم وقال رجل يا رسول الله اني اريد ان اخرج في جيشي كذا وكذا وامرأتي تريد الحج فقال اخرج معها اخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما فقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم السائل في هذا الحديث لترك الجهاد ليسافر مع مراته للحج. وقال صلى الله عليه وسلم لكم والدخول على النساء فقال رجل من الانصار يا رسول الله افرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت رواه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه والحموا المحرم المحرم دخوله على المرأة المحرم دخوله على المرأة كل قريب للزوج سوى ابائه وابنائه الادلة الدالة على وجوب تغطية المرأة وجهها عن الرجال الاجانب والابتعاد عن مخالطة ومنعها من السفر الا مع ذي محرم. ومن خلوة الاجنبي ومن خلوة الرجل الاجنبي بها الا مع ذي محرم من امثل من امثلة عدل الاسلام في تشريعه للمرأة ما يكفل صيانتها وحشمتها بكسب الفضائل وحمايتها من الوقوع في الرذار وهذا بخلاف ديمقراطية المستوردة. وهذا بخلاف ديمقراطية المستوردة التي تعطي المرأة الحرية المطلقة فتذهب كيف شاءت وتختلط بمن شاءت وتتصرف كيف شاءت دون حفيظ لها او رقيب عليها ومن بينها وبين هذا الانفلات فان حماة الديموقراطية مزعومة له بالمرصاد. لان في عدم تمكينها من انفلاتها كبتا للحريات واعتداء على حقوق بزعمهم بعد ان بين المصنف حفظه الله طرق تنصيب الامام في الاسلام بين بطلان ما زعم في هذه الازمان المتأخرة من ما يسمى بالديمقراطية التي علت سلما للوصول الى الولاية بكثير من البلدان. فبين حفظه الله بطلان الديموقراطية من وجوه عدة اولها ان الديموقراطية مبنية على التحزب. والشرع قد جاء بالجماعة. ومن اصول ما خالف النبي صلى الله عليه وسلم فيه اهل الجاهلية انه كان يدعو الى الجماعة ويمتدحها وهم يدعون الى الفرقة ويمتدحونها والثانية والثاني ان التشريع في الديموقراطية هو لفئة معينة وهي الفئة المخولة بذلك من المجالس النيابية وغيرها التشريع في الاسلام لا يكون الا لله سبحانه وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عنه. فنصب احد من الخلق يشرع لهم مضاهاة الرب سبحانه وتعالى في حقه وحكمه. وليس من ان يقوم المسلمون بوضع تنظيم لبعض شؤونهم لا يخالف الكتاب ولا السنة. لكن ذلك مشروط بان يوكل تنظيمه الى الثقات من اهل الحل والعقد. وثالثها ان الوصول في الديموقراطية بكثرة الناخبين كيف كان سواء من اهل الحل والعقد ام ممن لا راي له وليس في الامر من قبيل ولا دبير. والشرع انما جعل مثل هذا لاهل الحل والعقد فقط. ورابعها ان الديموقراطية فيها حرص شديد على الوصول للسلطة وبذل المستطاع لاجل احرازها. والشريعة جاءت بخلاف هذا. فان الشرع جاء بالتحذير من طلب الولاية والامارة لعظيم تبعاتها امام الله سبحانه وتعالى. واما فانهم يتسابقون لنيلها لانهم لا يرعون فيها حقا وانما يرعون فيها حظوظ انفسهم. وخامسها ان الديموقراطية مبنية على الحرية المطلقة. في كل شيء في الرأي وفي غيره دون قيد ولا شرط وهذه الحرية التي زعموها ليس لها محل في هذا الدين فان الانسان ليس حرا في نفسه فظلا ان يكون حرا في التصرف مع غيره. بل هو مأمور ومنهي بامر ونهي ثم ذكر سادسها ان الديموقراطية تشتمل على المساواة المطلقة فيها بين الرجال والنساء لم يأتي بالمساواة المطلقة بين الرجال والنساء. بل جاء التمييز بين الرجال والنساء في بعض الاحكام وفضلت المرأة تارة كما في بعض احوال الميراث وفضل الرجل تارة في احكام اخرى وبه يعلم ان من يقول ان الاسلام جاء بالمساواة بين الرجال والنساء ان هذا قول باطل. وانما جاء الاسلام بالعدل وحقيقة العدل اعطاء كل ذي حق حقه. وهذا هو الموافق للعقل الصريح فما كان حقا للرجل اعطيه وما كان حقا للمرأة اعطيته وكان هذا هو حظ كل واحد منهما اما المساواة المطلقة فانها تشتمل على الظلم. يحكم بذلك العقل الصريح كما يحكم بذلك الشرع الصحيح فان الله عز وجل جعل للرجل قدرا وتركيبا وجعل المرأة قدرة وتركيبا وقدرة الرجل على العمل ليست كقدرة المرأة على العمل. وقلب الرجل وجراءته ليست في قلب المرأة وجرائتها يجمع على ذلك اهل العقول والفطر السوية من كل ملة. وسابعها ان الديموقراطية تشتمل على منكر عظيم فيما يتعلق تحرر المرأة من اسباب الفضيلة وانغماسها في الرذيلة. وانما انطوت الديموقراطية على مثل هذا لان من غاياتها افساد المسلمين. ولا يتمكنون من افساد المسلمين في امور نسائهم الا بمثل التزيين لهم بهذه الدعوات التي تجد قلوبا غافلة جاهلة فتتشربها مع عظيم مآلها فيما يتعلق اخراج المرأة من فطرتها وحرمانها مما جعلها الله سبحانه وتعالى فيه وله. والشرع قد كفل للمرأة حقها في كل دقيق وجليل وتفريط الناس لبعض حق المرأة ليس مرده الى الشرع بل مرده الى تقصيرهم في العمل بالشرع كما يوجد في بعض بلاد المسلمين من يحرم المرأة حقها من الميراث. فالعيب فيهم وليس العيب في الشرع فان الشرع قد كرم المرأة وحفظ لها حقوقها ورفع لها منزلتها ورتب لاجل ذلك احكاما منها الحجاب ومنها تحريم الاختلاط ومنها تحريم الخلوة بالرجال ومنها تحريم السفر الا مع ذي محرم وهذه الاحكام قد تقدمت ادلتها مع املاء ما فتح الله به عليها في اقراء رسالة التبرج للعلامة ابن باز قبل يومين. نعم. احسن الله اليك. من من كلمات عقلاء الغربيين وعاقلاتهم في التألم من انفلات نسائهم. ومع تمني الديموقراطية المزعومة تحرر المرأة وانفلاتها فقد وجد في عقلاء وعاقلات الغرب في اوروبا وامريكا. من يبكي حزن ويتقطع قلبه الما على انحطاط والانحدار الذي حصل للمرأة في بلادهم. بسبب هجرها للمنزل واختلاطها بالرجال ومشاركتهم في ميادين مختلفة. مع عن اشادته بما اشتمل عليه الاسلام من عدم في تشريعاته التي تسمو بالمرأة الى كل فضيلة وتحميها من الوقوع في كل رذيلة وهذا امثلة من كلام من كلمات بعضهم اولا قال الشيخ محمد رشيد رظا في كتابه نداء للجنس اللطيف في حقوق النساء في الاسلام وحظهن من الاصلاح المحمدي العام ونشرت الكاتبة الشهيرة مس ارود مقالة مفيدة في جريدة في في العدد الصادر منها في العاشر من مايو ايار سنة الف وتسعمائة وواحد ميلادي. نقتطف منها ما ياتي يعني يشتغلوا بنات لان يشتغل بناتنا في البيوت خوادم. فز يعني ايش اشمعنى مس انسة ولا سيدة؟ ها ايش اي لا يقال بس نحن نخشى انه يقال. لذلك مثل هذه الالفاظ احيانا تجدي على الناس مثل مستر سيد هذا لا يجوز مثل المهاء المهاتمة غاندي الذي يقولونه المهاتمة غاندي لا يجوز ان يقول المسلم المهاتم غاندي لان هذا اعتقاد لهم فيه على وجه محرم شرعا. فلا يخاطب الانسان المقصود ان الانسان اذا اراد ان ينقل عن هؤلاء تحقق مما ينقله عنه في القابهم واسمائهم حتى لا يقع في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تقولوا للمنافق سيد فانكم اذا قلتم ذلك فقد اغضبتم الله ومن باب اولى انه لا يجوز قوله للكافر. نعم. احسن الله اليكم. نقتضف منها ما يأتي الى ان يشتغل ان يشتغل بناتنا في بيوت الخوادم او كالخوادم خير واخف بلاء من اشتغالهن في المعامل. حيث يصبح البنت البنت ملوثة بادران ان تذهب برونق حياتها الى الابد الا ليت بلا دنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة ردء الخاء ردء الخادمة رقيق يتنعمان بارغاد العيش ويعاملان كما يعامل اولاد البيت ولا ولا تمس الاعراض بسوء نعم. انه لعار على بلاد الانجليز ان على بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال. فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل على ما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك اعمال الرجال سلامة لشرفها. ثانيا وقال ايضا وقالت الكاتبة الشهيرة اللاديكوك بجريدة الايكو ما ويؤيد ما تقدم ان الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة اولاد الزنا تكون وكثرة اولاد الزنا وهنا وهنا البلاء العظيم على المرأة. فالرجل الذي علقت فالرجل الذي علقت منه يتركها وشأنها وتتقلب على مضجع الفقة والعناء وتذوق مرارة الذل والمهانة والاضطهاد بل الموت ايضا. اما ان لنا ان نبحث عما يخفف اذا لم نقل عما يزيل هذه المصائب العائدة بالعار على المدنية الغربية اما ان لنا ان نتخذ طرقا تمنع قتل الوف الالاف من الاطفال الذين لا ذنب لهم بل ذنب على الرجل الذي اغرى المرأة المجبولة على رقة القلب المقتضي تصديق ما يوسوس به الرجل من الوعود ويمني به من الاماني. حتى اذا قرأ منها وطرا تركها وشأناته واسي العذاب الاليم. يا ايها الوالدان لا يغرنكما بعض يواهماتك سواها بناتكما. بناتكما باشتغالهن في المعامل ونحوها ومصيرهن الى ما ذكرن علموهن الابتعاد عن الرجال اخبروهن بعاقبة الكيد الكامل لهن بمرصاد لقد دلنا الاحسان على ان البلاء الناتج من حمل يعظم ويتفاقم حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال. الم تروا ان اكثر امهات اولاد الزنا من مشتغلاتهم المعامل والخادمات للبيوت وكثير من السيدات الممرضات وكثير من السيدات المعرضات للاخطاء ولولا الاطباء الذين يعطون الادوية لاسقاط اذا رأينا اضعاف ما نرى الان. لقد ادت بنا هذه الى حد من الدناءة لم يكن تصورها في الامكان. ثالثا وقال ايضا جاء في جريدة لا لا في العدد الصادر في العشرين في العشرين من ابريل نيسان سنة الف وتسعمائة وواحد ميلادي نقلا عن جريدة لندن ثروت بقلم كاتبة فاضلة ما ترجمته ما ترجمته ملخصة لقد كثرت الشاردة من بناتنا وعم البلاء وقل الباحثون عن اسباب ذلك واذ كنت واذ كنت امرأة واذ كنت امرأة اراني انظر الى هاتيك البنات وقلبي يتقطع شفقة عليهن وحزنا. وماذا عسى يفيدهن بثي وحزني وتوجعي وتفجعي وان شاركني فيه الناس جميعا لا فائدة الا في العمل بما يمنع هذه الحالة الرجس. ولله در العالم العالم الفاضل. العالم الفاضل تونس. فانه رأى الداء ووصف له او الدواء الكافر الشفاء هذا التومس لا لا ضر له. له در يعني عمل وعلى الله اجره لله در فلان. يعني له عمل وعلى الله سبحانه وتعالى اجره وهذا كافر فلا ليس له ذلك لكن هذه هي الترجمة الحرفية التي لا تراعى فيها المعاني. نعم احسن الله اليكم. فانه رأى الداء ووصف له الدواء الكافي لا الشفاء. الكافي لا الشفاء وهو ان يباح للرجل التزوج باكثر من واحدة وبهذه الواسعة فيزول البلاء لا محالة وتصبح بناتنا ربات ربات بيوت فالبلاء كل البلاء في اجبار الرجل الاوروبي على كتاب امرأة واحدة هذا بامرأة واحدة فهذا التحديد هو الذي جعل بناتنا جعل بناتنا شوارد وقذف بهن الى التماس عمل الرجال ولابد من تفاقم الشر اذا لم يبح للرجل التزود باكثر من واحدة اي ظن وخرص يحيط بعدد الرجال المتزوجين الذين لهم اولاد غير شرعيين اصبحوا كلا وعالة وعارا على المجتمع الانسان فلو كان تعدد الزوجات مباحا لما حاق باولئك الاولاد وممات معهم فيه من العذاب المهين. ولسلم عرضه وعرض اولادهن فان مزاحمة المرأة للرجل ستحل بنا الدمار. الم تروا ان حال ان حال خلقتها تنادي بان عليه ما ليس على وعليه ما ليس عليه او بباحة تعدد الزوجات اي تصبح كل امرأة ربة بيت وام وام اولاد شرعيين ونقل عن الدكتور غسلة كتاف لوبوني فرنسي كلاما له يشيد فيه بتعدد الزوجات في الاسلام. ومنه قوله في كتابه رح السياسة ان تعدد الزوجات الشرعية عند الشرقيين خير من تعدد زوجاته الخبيث المؤدي الى زيادة اللقطاء في اوروبا. رابعا وقال الانجليزي صامويل في عندهم تعدد زوجات الترجمة هذي خير من تعدد ربما الصديقات واما الزوجات لا ما يستعملون هذا التعبير ابدا. فهم هم يرون وحدانية الزوجة وتعددية الصديقة. وهو الذي اراد عيبهم به. نعم. احسن الله اليكم وقال الانجليزي صامويل ان النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في في الفابريكا المعامل مهما نشاء عن من الثروة لبلاده فان نتيجته ان كانت هادمة لبناء لبناء الحياة المنزلية. لانه هاجم هيكل المنزل وقوض اركان الاسرة ومزق الروابط الاجتماعية فانه بسلبه الزوجة من زوجها والاولاد من اقاربهم صار بنوع خاص لا نتيجة له الا تسفير اخلاق المرأة. اذ وظيفة المرأة الحقيقية القيام من الواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكني وتربية اولادي واقتصادي في وسائل معيشتها. مع القيام باحتياجات البيتية ولكل ولكن المعامل تسلخها من كل هذه بحيث اصبحت المنازل غير منازل واوضحت الاولاد تشب على عدم التربية وتلقى في زوايا الاهمال وطفأت وطفأت المحبة بالزوج وطافئت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل وصارت زميلته في العمل والمشاق وباتت معرضة التي تمحو غالبا التواضع الفكري والاخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفظيلة من دائرة معارف القرن العشرين لفريد لفريد لفريد وجدي وقالت خامسا وقالت الامريكية ان التجارب اثبتت ضرورة لزوم الام لبيتها واشرافها على تربية اولادها فان فارقا كبيرا بين المستوى الخلقي لهذا الجيل ومستوى خلقي للجيل الماضي انما مرجعه الى ان الامة هجرت بيتها وعاملت طفلها وتركته الى من لا يحسن تربيته. وان والازمات العائلية في امريكا والسر كثرة الجرائم في المجتمع هو ان الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الاسرة. فزاد الدخل وانخوض مستوى الاخلاق المرأة متبرجة واثرها السيء في الاماني عبدالله التليدي لما فرغ المصنف حفظه الله من بيان مفاسد الديموقراطية وما انطوت عليه من افساد فضيلة المرأة ودفعها الى الرذيلة وبين طرائق ذلك في الشرع من تحريم خلوة الرجل بالمرأة وسفرها بلا امر واختلاطها مع الرجال وضرب الحجاب عليها مقرونا بادلته اتبع ذلك ما يشهد لصحة هذا من كلام عقلاء اهل الكفر الذين يمتدحون ما عليه هي احكام الاسلام. والنقل في مثل هذه المواضع عن غير المسلمين. جائز اذا كان النقل متضمنا لما تقررت اصوله في الاسلام. فيكون كالارغام لهم. فاذا امتدح احد منهم شيئا كان الشرع قد جاء به كامتداح تعدد الزوجات وتحريم الصديقات او غير ذلك من الاحكام سواء في المرة او غيرها كان ذكره سائغا. اما ان ينقل منهم ما لا يشهد الاسلام باصله او ما شهد الاسلام بابطاله فهذا لا يجوز وقد عم البلاء بهذا باخر في الكتب المترجمة في الادارة وتنظيم بالوقت وغيرها من الجوانب التي ولع الناس بترجمة كتب الغربيين ونقل الينا دون تمحيص لما فيها. مما ادخل بعض العلوم المخالفة للدين العصبية فان هذا علم مبني على عقائد باطلة كما كتب في ذلك عالمون بدين الله العارفون هذا الامر ممن درسه وعناه. ومن ذلك كتاب نجاح الظهار التي درست هذا العلم ثم اطلعت على ما فيه من الفساد والعقائد الباطلة فكتبت تحذيرا منه كتابا نافعا وكتب غيرها. ونظائر هذا في افراد الامر كثير كما انني اذكر قرأت كتابا قديما فكان من الامثلة التي يستطيع ان يتعوذ بها الانسان الصبر ان يعمد الى علبة ثقاب فيها مئة عود. ثم ينثر هذه الاعواد مبثثة ثم يضع العلبة جانبا ويعيد ترتيب الاعواد واحدا واحدا. ولا ريب ان هذه الترجمة من انسان منسوب الى الشريعة وحائزا على درجة الدكتوراة الدكتوراة فيها ان هذا من ابلغ الجهل. لان الشرع قد جعل لنا انما هو اعظم من ذلك فكان يمكن ان يقول في التمثيل بذلك ان يسبح الانسان مئة مرة او ان يحمد الانسان مئة مرة وقد فتن الناس بهذه الكتب فتنة عظيمة ومن جملتها ما ال اليه الناس باخرة من الاستتان بقراءة الروايات والحديث هنا ليس الحديث عن الناس بل حديث عن المتشرعة الذين ينتسبون الى العلوم الشرعية وقد رأيت بام عيني رجلا منهم يقرأ رواية مدن الملح لاحد الشيوعيين وهي انتقاد للاوضاع القائمة في هذه بلاد يقرأها في بيت الله الحرام امام الكعبة في البناء العثماني. ولا ريب ان هذا من دلائل ضعف الايمان وقلة العلم فينبغي لطالب العلم ان يتنبه الى مثل هذه المظاهر ولا تستشرفه فانها من جملة الفتن التي من استشرفها استشرف لها اصطحبته اليها. وفي كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم اغنية عن مثل هذه. نعم. احسن الله اليكم دعوة بعض الكتاب الى البدء من الى البدء من حيث انتهى الغربيون. وهذا التحرر المقيت والانفلات الذي وقعت فيه نساء الغرب في اوروبا وامريكا من الاختلاط بين الرجال والنساء الذي وصل الى ابراز النساء بعض افخاذهن باسم الحرية والديمقراطية. انتقل الى كثير من بلاد المسلمين ولم يسلم من ذلك الا من شاء الله مثل المملكة العربية السعودية ومع ان ذلك مخالف لشريعة الاسلام وان بعض عقلاء الغرب الذين اكتووا بنار هذه الحرية وذاقوا مرارتها واذا تركوا خطرها يتمنون الخلاص منها وان تأخذ بلاده وان تأخذ ان تأخذ بلاد من تعاليم الاسلام كبيرة المرأة بتحصيل الفضائل والسلامة من الرذائل. مع ذلك فقد وجد في بعض الكتاب من من يدعو الاخذ بالاسباب التي تؤدي الى الاختلاط للرجال والنساء وتعريض كل من الجنسين وقوعهما لا تحمد عقباه في الدنيا والاخرة. وقد نادى الناصحون الغيورون على هذه البلاد وبقائها محافظة على ما جاء به الاسلام من كرامتهم وطهرها وعفتها وسلامتها من التعرض لاسباب الفواحش والوقوع في الرذائل. وفي مقدمة هؤلاء الناصحين شيخ الاسلام وامام اهل السنة في زمانه شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى وقد قال ذلك ان من المعلوم ان نزول الموازين العمل في ميدان الرجال يؤدي الى اختلاط المذموم والخلوة بهن وذلك امر خطير جدا له الخطيرة وثمرته المرة وعواقبه الوخيمة. وهو مصادم للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالاعمال التي تخصها فطرها الله عليها مما تكون فيه بعيدة عن مخالطة الرجال. والادلة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالاجنبية وتحريم النظر اليها وتحريم الوسائل الموصلة الى ما حرم الله اذلته كثيرة محكمة قاضية بتحريم الاختلاط المؤدي الى ما لا تحمد عقبة. منها قوله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى. واقمنا صلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. واذكروا ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا. وقال تعالى يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن افلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما. وقال الله جل وعلا وقل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين ولا ان يهدينا زينتهن الا لبعولتهن وابائهن. الاية. وقال تعالى واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب في ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهم. وقال عليه الصلاة والسلام اياكم والدخول على النساء يعني الاجنبيات فقال رجل من الانصار يا رسول الله افرأيت الحمو؟ قال ارحموا الموت نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالمرأة الاجنبية على الاطلاق وقال ان ثالثهما الشيطان وعن السفر الا مع ذي محرم سدا لذريعة الفساد واغلاقا بالاثم وحسما لاسباب الشر وحماية لنوعين من مكائد الشيطان من هذا وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت بالنساء وقال صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي في امتي فتنة اضر على الرجال من النساء وهذه الايات والاحاديث صريحة الدلالة بوجوب الابتعاد عن اختلاط المؤدي من الفساد وتقويض الاسر وخراب المجتمعات التي سبقت الى هذا الامر الخطير. وصارت تتحسر على ما فعلت وتتمنى ان تعود الى حالنا التي نحن عليه الان وخصنا بها الاسلام. لماذا لا ننظر الى وضع المرأة في بعض البلدان الاسلامية المجاورة كيف اصبحت مهانة مبتذلة بسبب اخراجها من بيتها وجعلها تقوم في غير وظيفتها لقد نادى العقلاء هناك وفي البلدان الغربية بوجوب اعادة المرات الى وضعها الطبيعي الذي هيأها الله له وركبها عليه جسميا وعقليا ولكن بعد ما فات الا فليتق الله المسؤولون عن المرأة والتخطيط لعملها ويراقبه سبحانه. فلا يفتح عن امتي بابا خطيرا من ابواب الشر اذا فتح كان من الصعب اغلاقه وليعلموا ان نصح لهذا البلد حكومة وشعبا هو العمل على ما يقيم مجتمعا متماسكا قويا سائرا على نهج الكتاب والسنة. وعمل السلف وعمل سلف في امتي وعملي سلف الامة وسد ابواب الفساد والخطر واغلاق منافذ الشرور والفتن ولا سيما ونحن في عصر تكالب الاده فيه على المسلمين اصبحنا اشد ما نكون واصبحنا اشد اشد ما نكون حاجة الى عون الله ودفعه عنا شرور اعدائنا ومكائدهم. فلا يجوز لنا ان نفتح ابواب من الشر مغلقة ولقد احسن جلالة الملك فهد ابن عبد العزيز ادام الله توفيقه فيما اصدر من التعليم المبارك برقم الفين وتسع مئة وستة وستين تقسيم ميم وتاريخ التاسع عشر من شهر رمضان من عام اربعة بعد الاربع مئة والالف في الموضوع وهذا نصه يشير الى امر التعمير برقم احدى عشر احدى عشر الف وستمائة وواحد وخمسين. في ستة عشر في السادس عشر من شهر من الشهر من شهر جمادى الاولى عام ثلاث واربعمئة والف ومتومن ان السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي الى اختلاطها بالرجال سواء في الادارات الحكومية او غيرها من المؤسسات العامة او الخاصة او الشركات او المهن ونحوها امر غير ممكن سواء كانت سعودية او غير سعودية لان ذلك محرم شرعا يتنافى مع عاداته وتقاليد هذه البلاد واذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الاعمال التي تناسب طبيعتها او في اعمال تؤدي الى اختلاطها بالرجال هذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه. مجلة البحوث الاسلامية. بعد ان المصنف بالنقل ما اراد من كلام عقلاء الكفار اتبعه فصل في التحذير من الانجراف وراء الدعوات التي تنادي الى البداءة من حيث انتهى اولئك الغربيون في الوصول اليه من وانسلاخ المرأة. ونبه الى ما ال اليه دعوة اولئك الكتاب من تزيينهم الباطل للناس ذكر مال الغيورين على هذه البلاد من بذل النصح في ذلك تحذيرا وتنفيرا ونقل كلاما عن شيخي الجميع يا شيخ بن باز رحمة الله عليه في التحذير من هذا. نعم. احسن الله اليكم. ليس للنساء على الرجال والمشاركة في توليتهم. ومن الاثار السيئة للبنات النساء واختلاطهن بالرجال ومزاحمتهن في الاعمال ما انتهى اليه الامر من وصول النساء الى الولاية العامة والخاصة في الشرق والغرب وفي بعض البلاد الاسلامية. لان الديموقراطية الديموقراطية المزعومة تعطيهن تعطيهن حق تولي المناصب في الدولة حتى اعلى منصب فيها وهذا مخالف لما جاء به الاسلام فليس للمرأة فيه الولاية على الرجال في اي ولاية عامة او خاصة وليس لها في حق المشاركة في دولة الرجال فهما كون ولا تشارك في تربية الرجال ويدل له ان اول ولاية في الاسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم. خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقد تمت بيعه باتفاق اهل الحل والعقد وهم كبار الصحابة ومقدمهم رضي الله عنهم وذلك في سقيفة بني ساعدة اول الامر ثم في المسجد بعد ذلك ولم يكن فيه امرأة واحدة وغير اهل الحل والعقد لهم ولا يقال ان من ولا يقال ان من هذا القبيل بيعة نساء النبي صلى الله عليه وسلم فان مبايعة الرجال والنساء له صلى الله عليه وسلم ليست الولاية بل على الاسلام مع تعيين شيء من احكامه كما قال الله عز وجل يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات يبايعنك يبايع على الا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن. ولا يسرقنا ولا يزن ولا يقوتن اولادهن ولا يأتين ببهتان بينه وبين ايديهن ورجلهن ولا يعصينك في معروفهن فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم. وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا بهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوا في معروفهم من وفى منكم اجرا فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اصاب من ذلك فعوقب في الدنيا فهو كفارة له من اصاب من ذلك شيء ثم ستره الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عقبه فبايعناه على ذلك اخرجه البخاري واللفظ له واما التعيين في ولاية خاصة على المدن والقرى والبوث والسراوى ونحو ذلك فهو الامام المسلمين كما هو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين الراشدين ومن بعدهم. واما كون المرأة ليس لها حق ولاية عمت وما دونها من الولاية عن الرجال فيدل لذلك ادلة ذكرت جملة منها في رسالتي الدفاع عن الصحابي ابي بكرة ابي بكرة ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال. وهذه الادلة هي الاول قول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى وقوله الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعضهم وبما انفقوا من اموالهم. وقول وللرجال عليهن درجة. ففي هذه ففي الاية الاولى ان ان رسل الله من الرجالي لا من النساء وفي ذلك تفضيل لهم عليهن عليهم عليهم. وفي الاية الثانية بيان ان ان القوامة ان القوامة انما هي للرجال النساء لما فضلوا به عليهن. وفي الاية الثالثة تفضيل الرجال عن النساء ان لهم عليهن درجة. وفي هذا وهذا فيه دلالة على ان الولاية انما تكون لمن جعل الله الرسالة فيهم وهم الرجال ومن جعلهم الله قوامين على النساء وجعل لهم عليهن درجة وانها لا تكون من لم يرسل منهن احد ومنهن مقوم ومنهن مقوم عليهن لا قوامات ومنهن دون الرجال درجة. وقد جاءت الشريعة بغير الرجال عن النساء في الميراث والعتق والعقيقة والدية حيث جودت المرأة عن الرجل في هذا الخمس. في هذه الخمس حيث جعلت المرأة على النصف الرجل في هذه الخمس الثاني قوله صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة اخرجه البخاري في صحيح عن ابي بكرة رضي الله عنه في موضعين واخرجه الامام احمد في مسنده وابي لفظ اسندوا امرهم اسندوا امرهم الى امرأة بلفظ وبلفظ وبلفظه السلام عليكم وبلفظ تملكهم امرأة والاصل الاصل في الكمال العلمي ان الارقام ما تدخل بين الحروف هذه الطريقة العصرية جمع بين طريقة الحساب وطريقة الكتاب. ينبغي ان تجعل في الحاشية. انظر كيف ابتعد حرف العطف الواو قبل ثلاثة ارقام وهو متعلق بكلمة بلفظ. نعم وبلفظ تميم احسن الله اليكم. وبلفظ تملكه امرأة وبلفظ ما افلح قوم تلي امرهم وهم امرأة واخرجه النسائي في كتاب القضاء من سننه باب النهي عن استعمال النساء في الحكم ولفظه لن يفلح قوم ولوا امره امرأة واخرجه الترمذي بمثل البخاري ايها النسائي وقال هذا حديث صحيح وهذا الحديث واضح الدلالة على ان المرأة ليست من اهل الولاية العامة بل في ذكر النسائي له في كتاب القضاء دلالة على انها ليست اهلا لما دون ذلك وهو القضاء. قال الشوكاني في السير الجرار وليس بعد نفي الفلاح شيء من الوعيد الشديد ورأس الامور هو القضاء بحكم الله عز وجل. فدخوله فيها دخولا اولية ونفي الفلاح شامل للدنيوي والاخروي اما الدنيوي فواضح. واما الاخروي فلان المرأة لا يمكنها الالزام بتنفيذ احكام الشرع المتعلم بالنساء من القرار في البيوت وترك التبرج ومع الاختلاط بالرجال والخلوة بالنساء وسفرهن بدون محرم وغير ذلك. لانها اول الواقعين فيه وفاقد الشيء لا يعطيه الثالث ان الشريعة جاءت باحتجاب النساء عن الرجال ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء. وقد تقدمت الادلة على ذلك وكيف تلي المرأة الامر وهي مأمورة باحتجابها عن الرجال البعد عن الاختلاط بهم. الرابع ان المرأة ممنوعة من السفر الا ومعها محرم ومنوعة من خلوة الرجل الاجنبي بها الا ومعها محرم وقد تقدم الاستناد على ذلك. والمحرم زوج المرأة ومن تحرم عليها على التبريد بنسب كابيها وابنها واخيها وعمها وخالها ونحوهم او سبب مباح من رضاع او مصاهرة. كابنها وابيها واخيها وعمياء الروضاء ونحوهم كاب زوجها وكابي زوجها وابن زوجها ونحوهم ونحوهما وكيف تلي الامر من لا تسافر الا مع ذي محرم ومن لا يخلو بها رجل اجنبي الا مع ذي محرم. الخامس ان ولي الامر اذا كان في جماعة وحاضرت الصلاة اولى بالامامة من غيره. لقوله صلى الله عليه وسلم ولا يؤام ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته الا باذنه. رواه الامام مسلم عن ابي مسعود رضي الله عن ابي مسعود رضي الله عنه. ورواه النسائي بلفظ لا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكريمته الا باذني اورده بترجمة اجتماع القوم وفيهم الوالي. والمرأة لا يجوز ان تؤم الرجال في الصلاة. فلا تؤمهم في امور الدنيا او لا تجب عليهن الجماعة وصلاتهن في بيوتهن افضل من صلاتهن في المساجد واذا حضرن الى المساجد بعدنا عن الرجال لقوله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال اولها وشرها وهو خير صفوف النساء اخرها وشرها اولها. رواه الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه. السادس ان من صفات النساء الضعف والجزع والرجال اشد منهن قوة تحملا ولهذا جاء الوعيد في النياحة على الميت مضافا الى النساء ان الجزع وعدم الصبر غالب عليهم. وكان صلى الله عليه وسلم يأخذ عن النساء عند البيعة ان لا ان لا نحن فعن ام عطية رضي الله عنه قالت اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيعة الا ننوح. رواه البخاري ومسلم وفي صحيح مسلم عن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الصادقة والحلقة والشاقة والصادقة التي ترفع صوتها عند المصيبة والحارقة التي تحرق رأسها والشاقة التي تشق ثوبها والولاية في الشرع ثبتت لاهل القوة والصبر لا لذوات الجزع والضعف. السابع ان تاريخ الاسلام خال من ولاية النساء الولاية العامة الولاية العامة بل وحتى الولايات الخاصة التي تكون فيها النساء مرجعا للرجال. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين تولية امرأتي في قضاء في قضاء او امارة او امارة قرية. او غير ذلك. وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابن سارية فانه من يعش منكم سيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين الحديث. قال ابن قدامة في المغري ولا تصلحوا للامامة العظمى ولا ولا تصلح العظمى ولا لتولية البلدان ولهذا لم يول النبي صلى لم يول النبي صلى الله عليه وسلم ولا احد من خلفائه ولا من بعدهم امرأة قضاء ولا ولاية بلد فيما غنم فيما فيما بلغنا ولو جاز ذلك لم يخلو منه جميع الزمان غالبا وكانت وفاة ابن قدامة سنة ست وعشرين سنة ست مئة وعشرين. الثامن ان الامة مجمعة على ان المرأة لا تتولى الولاية العامة حكى الاجماع على ذلك غير واحد من اهل العلم منهم ابن حزم قال في كتابه قال في كتابه الفصل وجميع الفصل احسن الله قال في كتابه الفصل وجميع فرق اهل القبلة ليس منهم احد يجيز امامة امرأة. وقال البغوي في شرح السنة اتفقوا على ان لا تصلح ان تكون اماما ولا قاضيا لان الامام يحتاج الى الخروج لاقامة امر الجهاد والقيام بامور المسلمين. والقاظي يحتاج الى بروز لفصل الخصومات والمرأة عورة لا تصلح لبوز وقال شيخنا الشيخ محمد الامين الشنقيطي في في اضواء البيان من شروط الامام الاعظم كونه ذكر ولا خلاف بذلك بين والقول بان المرأة لا تتولى القضاء ولا غيره من الولايات التي تكون فيها المرأة مرجعا للرجال. هو الذي دلت عليه الادلة التي تقدم ذكرها مع ان المرأة تحتجب للرجال ولا تخالطهم وكذا خلو تاريخ الاسلام من ذلك كما ذكره صاحب المغني وتقدم قريبا وقصة المرأة في سورة النمل التي ملكت سبأ لا تدل على المرأة من اهل الولاية عن الرجال انها حكاية عن من قبلنا عن من كان قبلنا وليس فيه ذكر انها شريعة من الشرائع بل كانت وقومها كفارا يسجدون للشمس ومع ذلك فقد جاء في شريعتنا ما يدل على خلاف ذلك. ومنها الادلة الثمانية التي اوردتها وقد نقل ابن كثير في تفسير قوله في تفسيره قوله تعالى امر اليك فانظري ماذا تأمرين. قول قول الحسن البصري رضي الله عنه ورحمه. ذاما الذين فوضوا الامر اليها فوضوا امرهم الى تضرب تضطرب ثدياها. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الدلائل المبطلة لولاية المرأة واحال على كتابه الدفاع عن الصحابي ابي بكرة وهذا الكتاب سبق ان اقرأناه في الدرس درس برنامج الدرس الواحد الخامس او السادس. وعلقنا على هذه الادلة بما محله وهناك فليرجع اليه. نعم. احسن الله اليكم. استنوق الجمل واستديكت الدجاجة. هذا مثل طلب الوجوه الرجال عن اقدارهم لتشبههم بالنساء وارتفاع النساء عن منازلهن الى التشبه بالرجال. وكل من الامرين مذموم ولكنه اشد في اشد في حق الرجال كما قال الشاعر وما عجب ان وما عجب ان النساء ترجلت ولكن ولكن تأليف الرجال عجاب ولكن تأنيث الرجال عجاب. وذلك لان النساء في ترجلهن يطلبن رفعة مذمومة. والرجال يهبطون بتأنثهم من فهم اشد فهو اشد فهم اشد ذما واسوأ حظا. يتوه في ذلك بتسلط النساء على الرجال في الولايات او تسليطهن من قبلهم في البلاد الكافرة ومن اقتدى بهم الى المسلمين. فيقف الرجل الذي جعل الله له القوام القوامة القوامة على النساء. امام او المسلطة وهي بكامل زينتها واظعة حقيبة ادوات التجميل بجانبها يقف امامها في ذل وهواء. وهذا شيء غير معروف في تاريخ الاسلام ما استورد بعض المسلمين من حضاريات وانما استورده بعض المسلمين من حضارات جديدة وديمقراطية مزعومة لا صلة لها بالاسلام. وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه من الجنسين بالاخرين فقال ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين بالرجال بالنساء والمتشبهات بالنساء بالرجال وقد حصل في هذا الزمان ما لم يحصل في الجاهلية الاولى من تبرج النساء حتى وصل ذلك في كثير من بلاد المسلمين الى بعض النساء في الاسواق والطرقات رؤوسهن ونحورهن واذرعهن واعضادهن وسوقهن وسوقهن وبعض افخاذهن وفي مقابل ذلك اسفل الرجال ثيابهم حتى غطوا كعابهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم ما اسفل من الكعبين من الازار وبالنار رواه البخاري وفي صحيح مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. قال فكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال ابو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال المسمن والمنان والمنفق سلعته كاذب فهذا الصنف من الرجال نهوا عن الاسبال فاسبلوا وذاك الصنف من النساء امرن بالحجاب وتغطية اقدامهن فخالفن واظهرن رضي الله من زينتهن وقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء رواه الحاكم وصححه الذهبي والمرأة التي التي تمكن من الولاية العظمى او ما دونها من الولايتين الرجال. من اهل هذا الوعيد في هذا الحديث. وفي تولية النساء عن الرجال وذل الرجال امام النساء اختلال للموازين وقلب للحقائق وتقديم للحرث على الحارث. والمقوم عليه والمقوم عليه على القوام فاصبح المؤخر مقدما ومقدم مؤخرا والتابع متبوعا ومتبوع تابعا والله المستعان قال الشاعر كما في معجم الادباء الياقوت ليقوت الحموي قد قدم العجب قد قدم العجب على الرويس وشار فالوهد ابا قبيس وطاول فروع وتطاول البطن فروع الميس وهبت العنز وهبت العنز لقرع التيس. ودعت الروم ابا ابا ودعت الروم ابا في قيسي واختلط النساء اختلاط الحي واختلط الناس اختلاط الحيس. اذ قال القاضي حليف الكيس عن الشعر على العبيس. معاني الشعر على العبيس. السعادة في نور الوحي والشقاء والظلام فيما سواه ارسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق يظهر عن الدين كني فدل امته وعلى كل خير وحذرها من كل شر. وتركها على بيضاء نيلها ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك ووصف الله محيه الى نبيه صلى الله عليه وسلم من نور. وبين ان هذا النور هو مصدر هدايته عزهم وسعادة في دنياهم قال الله جل وعلا فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا وقال يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما. وقال قد جاءكم من الله هو كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط مستقيم. وقال يهدي الله لنوره من يشاء وقال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدريب الايمان ما كنت تدري ما الكتاب ولا ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وقال هو الذي ينزل على عباده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم. وقال تعالى الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط عزيز حميد. وقال فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله وبينات ليخرج الذين امنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور. وقال تعالى فالذين امنوا به ونصره واتبعوا نور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. واخبر الله تعالى ان من لم يهتدي بهذا النور الذي انزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فهو في ظلام وشقاء وخسران. قال الله عز وجل كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. وقال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياءهم الطاغوت يخرجون من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. وقال تعالى افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين. وقال قل هل يستوي الاعمى والبصير هل تستمر الظلمات ولوا وقال وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور. وقال ومن لم يجعل الله له نورا فما له وانه لمن المؤسف ان الكثيرين من المسلمين في هذا الزمن زهدوا في نور ربهم في نور ربهم في نور ربهم الذي فيه سعادتهم وفلاحون اعتادوا عنه ظلام اعدائهم في احوالهم الاجتماعية والتربوية والتعليمية والاقتصادية والسياسية وغير ذلك فادعمهم الى ان يكونوا في ذل وهوان امام وليظفروا بامن وامان وصلاح واصلاح الا في الاستظاعة بنور الوحي. الذي جاء به نبي صلى الله عليه وسلم وترك ما يصدره له اعداءه من ظلام ان زعمه اصلاحا نحو الديموقراطية المزعومة. وان هدى الله والهدى. وما ذا بعد الحق الا الضلال. وان تنازل المسلمون عن شيء من دينهم يسخط ربهم لا يرضي اعدائهم. قال الله عز وجل فذلكم الله فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون وقال تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. وقال يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم تنقلب خاسرين بل الله مولاكم هو خير الناصرين. وقال وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيطا. وقال ثم اجعل على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم لا يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض الله ولي المتقين. ولا صلاح ولا فلاح للمسلمين الا بالرجوع الى وحي الله والاستضاءة بنوره والابتعاد عن الظلام الذي يريدونه من الشرق والغرب وبذلك يحشر عزهم وفلاحهم ويسلمون من الذل والهوان الذي احاط بهم قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ايها الذين امنوا اذ تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وقال ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور. وقال تعالى الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ويبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك اولئك هم الفاسقون. وقال ينصركم الله فلا غالب لكم. وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنين على الله فليتوكل المؤمنون. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في اول وصيته عبد الله ابن عباس رضي الله عنه احفظ الله يحفظك اخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. واسأل الله عز وجل ان يوفق المسلمين حاكمين ومحكومين للتمسك بدينهم الذي فيه عزهم وفلاحهم والحذر من والحذر من مكايد اعدائهم التي فيها شقاءهم وهوانهم. وصلى الله وسلم وبارك على عبدي ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه. ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة النافعة بالتحذير من تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ثم اكد على ان الهدى والنور انما هو في شريعة الله وما خرج عنها مما استحسنه الناس فهو ظلام وشقاء وهذا اخر التقرير على هذه الرسالة وبالله التوفيق. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين