سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الصيام من فضائل الاسلام. وكرره على عباده كل عام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. وسلم عليه وعليهم الى يوم يوم الدين. اما بعد فهذا شرح الكتاب الاول. من برنامج صيام الرابع عشر في السنة الرابعة عشرة سبع وثلاثين واربعمئة والف. وهو كتاب فضل صيام رمضان وقيامه العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر ثلاث مقدمات المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة القدوة عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن باز يكنى ابا عبدالله ويعرف بابن باز نسبة الى احد اجداده ويلقب بمفتي عام المملكة العربية السعودية والمقصد الثاني تاريخ مولده ولد في الثاني عشر من ذي الحجة. سنة ثلاثين وثلاثمائة والف المقصد الثالث جمهرة شيوخه. اخذ رحمه الله عن جماعة من علماء عصره منهم حمد بن فارس وسعد بن عتيق ومحمد بن عبداللطيف ال الشيخ هو محمد بن ابراهيم ال الشيخ واخرهم هو شيخ تخرجه واخر شيوخه المذكورين وفاة المقصد الرابع جمهرة اصحابه اخذ عنه جم غفير من ملتمس العلم طبقة بعد طبقة وعمر حتى الحق الاحفاد بالاجداد وانتفع به جماعة ممن صاروا من العلماء. منهم فهد ابن حميم هو محمد ابن عثيمين وصالح ابن فوزان وعبدالله بن قاعود في اخرين المقصد الخامس ثبت مصنفاته ترك رحمه الله تراثا حسنا من التأليف منه ما حرره تصنيفا كالتحقيق والايضاح ونقضي القومية العربية ومنه ما اخذ من كلامه ثم نشر معروظا عليه تارة لشرح ثلاثة الاصول وغير معروض عليه تارة اخرى كشرح كتاب التوحيد والمقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله في السابع والعشرين من المحرم الحرام سنة عشرين واربعمائة والف وله من العمر تسعون سنة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذه الرسالة فضل صيام رمضان وقيامه فهو الاسم الذي طبعت به في حياته ابوك الله المقصد الثاني اثبات نسبته هذه الرسالة صحيحة النسبة الى العلامة ابن باز رحمه الله فانها مصدرة بنسبتها اليه في قول مصنفها من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وطبعت في مجموع فتاويه الذي قرأ عليه المقصد الثالث بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة هو فضل صيام رمضان وقيامه مع بيان احكام مهمة قد تخفى على بعض الناس كما هو المثبت في اسمه وزاد المصنف في صدرها ان من مقاصد رسالته ذكر فضل المسابقة في رمضان الى الاعمال الصالحة المقصد الرابع ذكر رتبته هذه الرسالة من المصنفات المفردة في الصيام الجامعة بين بيان الاحكام وسوق النفوس الى طاعة الملك العلام فان مصنفها سعى فيها الى تبيين احكام تتعلق بالصيام والقيام تخفى على بعض الناس وقرن ذلك البيان بما يحرك النفوس الى الاعمال الصالحة في رمضان فجمع بين امرين عظيمين يحسن اقترانهما عند ذكر احكام الشريعة بتبيينها وذكر ما لها من الفضل المقصد الخامس توضيح منهجه اتفق للمصنف رحمه الله سوق كلامه جملة واحدة غير مميز بعضه عن بعض بفصول ولا غيرها ذاكرا ما يريد بيانه مقرونا بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة غالبا ومهملا بعض ادلة ما ذكر لشهرته المقصد السادس العناية به اصطبغت هذه الرسالة بلون واحد من الوان العناية بها. بطباعتها غير ذرة مفردة تارة ومجموعة الى غيرها في مجموع فتاوى المصنف تارة اخرى وهي من الرسائل النافع التذكير بها قراءة وشرحا لعموم الناس في المساجد عند قدوم شهر رمضان المقدمة الثالثة ذكر السبب الموجب لاقراءه اختير اقراء هذه الرسالة بين يدي شهر رمضان بيانا لاحكام الصيام لامور ثلاثة اولها تحقيق ما تقرر من ان الواجب من العلم هو ما وجب العمل به ان الواجب من العلم ما وجب العمل به وهو اختيار ابي بكر للاجر في رسالته في طلب العلم وابي عبدالله ابن القيم في اعلام الموقعين والقرافي في الفروق ومحمد علي ابن حسين المالكي في تهذيب الفروق ومضامين هذه الرسالة من العلم الواجب على الناس ممن تعلق الصيام بذمته وثانيها بذل العون بتهيئة النفس لما تستقبل من شهر رمضان فان التذكير بين يدي العبادة للاحكام يفضي الى الاحكام فيؤتى بالعبادة على الوجه المحمود وثالثها ترسيخ العلم في القلب برعاية فقه المناسبات الذي يسعى فيه الى بيان الاحكام المحتاج اليها المتعلقة او مكان او حال فان القاء العلم مع المناسبة مما يقوي ثباته في القلب. فمما يحمد تعليم ما يحتاج اليه عند وقوع مناسبته كاحكام الصيام قبل رمضان او احكام حجي قبل الحج واشباه هذا نعم الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في رسالته فضل صيام رمضان وقيامه مع بيان احكام مهمة قد تخفى على بعض الناس عبد الله بن باز الى من يراه من المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل اهل الايمان. ووفقني واياهم للفقه في السنة والقرآن سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اما بعد فهذه نصيحة موجزة تتعلق بفضل صيام شهر رمضان قيامه وفضل المسابقة فيه بالاعمال الصالحة مع بيان احكام مهمة قد تخفى على بعض الناس وسلم انه كان يبشر اصحابه بمجيء شهر رمضان ويخبرهم عليه الصلاة والسلام انه شهر تفتح فيه ابواب الرحمة وابواب الجنة وتغلق فيها ابواب جهنم وتغل فيه الشياطين. ويقول صلى الله عليه وسلم اذا كانت اول ليلة من رمضان فتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب. وغلقت ابواب جهنم فلم يفتح منها باب. وصفدت الشياطين. وينادي مناد يا ابا الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة. ويقول عليه الصلاة والسلام شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه. فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء. ينظر الله الى تنافس فيه فيباني بكم ملائكته. فاروا الله من انفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله. ويقول عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ويقول عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل كل عمل ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الا الصيام. فانه لي وانا اجزي به. ترك شهوة وطعاما من اجل للصائم فرحتان. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه مسك والاحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل جنس الصوم كثيرة. ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للسنة النبوية الواردة في مكاتباته ورسائله صلى الله عليه وسلم الى الملوك والتصانيف تجري مجراها. فالجاري في السنة النبوية في رسائل ومكاتباته صلى الله عليه وسلم الاقتصار على البسملة. واما الخطب فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتحها بحمد الله عز وجل. فافتتاح التصانيف اقل الاقتصار على البسملة الحاقا لها بالرسائل والمكاتبات النبوية. فان زيد عليها الحنبلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا من ادب التصنيف اتفاقا فمما يحمد في التصنيف قرن البسملة بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه عليه وسلم من غير عيب لمن اقتصر على البداءة بالبسملة كالذي صنعه احمد في مسنده او البخاري في صحيحه في جماعة اخرين من ذكرهم البسملة دون حمد ولا صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء تصانيفهم. ثم صدر رسالته بقوله من عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز موافقا السنة النبوية في افتتاح الرسائل والمكاتبات انه يبدأ باسم المرسل المنشئ للرسالة. ثم يذكر بعده اسم من بعثت اليه. كالوالد في الصحيحين في قصة كتابه صلى الله عليه وسلم الى هرط. فاوله من محمد رسول الله الى هراط الاعاظيم الروم. فمن الجادة الموافقة للسنة في الرسائل البداءة بذكر اسم المرسل ثم اتباعه باسم المرسل اليه. فالمرسل هنا هو العلم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. فذكر اسمه بما يدل عليه ويميزه عن غيره فان مما يطلب شرعا وعرفا تمييز العبد نفسه عن غيره باسمه فلا يذكره بشيء يشاركه فيه احد سواه فالاجمال باسم كقول المرء من محمد بن عبدالله او غير ذلك بما لا يتميز به عن غيره ليبقى معه اسمه خفيا لا يظهر لغيره فصله عن احد يشاركه فيه وهم كثيرون في مثل ما مثلنا فالمحمود ان يتميز اسمه عن غيره بما يفصل به عن مشاركه والواقع في سنن العرب انهم ان عدوا عدوا اربعة اسماء فيقولون فلان ابن فلان ابن فلان فلان ابن فلان. فالاسماء الاربعة كفيلة عادة بتمييز المشارك المسمى بها عن مشارك فالغالب ان الناس لا يقع تواطؤهم في الاسم الى هذا القدر الذي يسمى في عرف الناس بالاسم بالرباعي فذكر اسمه رحمه الله بما يميزه فقال من عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز وباز جد له عال فليس هو جده القريب. ولاجل هذا احتيج الى اثبات الالف بكلمة ابن فان نسبة المرء الى جد له غير قريب تقتضي في اشهر القولين وهو احسنهما اثبات الف ابن عند نسبته الى ذلك الجد. فلا يحتاج اليها في الجد الذي يقع موقعه كأن يكون والد ابيه. واما ان كان جدا عاليا فانه في علم الرسم الذي يسمى بالاملاء باثبات الف ابن. وذهب جماعة الى اغفال الف ابن في هذا الموضع لكن المختار وهو المذهب القديم في علم الرسم الذي نص عليه العلامة حسين والي في علم الاملاء وغيره اثبات الف ابن هنا. ثم قال مبينا المرسل اليه الى من يراه من المسلمين. وهذه المكاتبة تسمى مكاتبة عامة فان المكاتبات نوعان احدهما المكاتبة الخاصة وهي التي ترسل الى احد بعينه. سواء كان المرسل اليه واحدا او اكثر لكنه ينص عليه بان يقال من فلان الى فلان او من فلان الى فلان وفلان وفلان. والاخر المكاتبة العامة وهي التي ترسل الى عموم الناس. والنوع الثاني مما شهر علماء الدعوة رحمهم الله باستعماله في نصح الناس وبيان الدين لهم. من لدن امام الدعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب الى عصرنا هذا. فكان المصنف ممن يسلك هذا السبيل ويرسل ما يكتبه تارة الى عموم المسلمين كهذه الرسالة المصدرة بقوله الى من يراه من المسلمين. ثم قرن ما ذكره بالدعاء لمن ارسلت اليهم فقال سلك الله بي وبهم سبيل اهل الايمان ووفقني للفقه في السنة والقرآن امين. لان قرن الامر والنهي بالدعاء لمن حث عليهما مما يقوي نفسه ويرغبه في الاجابة الى ما طلب منه. فقصد رحمه الله تحريك النفوس الى امتثال ما في هذه الرسالة بالتحبب الى من ارسلت اليهم داعيا لهم فدعا لهم بما ذكر ولم ينسى نفسه فقرن الدعاء لهم بالدعاء لنفسه وصدر ذكر نفسه في الدعاء قبله وهو السنة. فالسنة لمن اراد ان يدعو لنفسه ولغيره ان يقدم نفسه ثم يذكر غيره كما ثبت في الصحيح من حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه ان النبي صلى الله الله عليه وسلم كان اذا دعا لاحد بدأ بنفسه فالعبد اذا دعا لاحد له حالان الحال الاولى ان يقتصر على الدعاء لمن دعا له. والحالة الثانية ان يذكر نفسه معه. وكلاهما في السنة والموافق للسنة في الحال الثانية ان يقدم نفسه قبل غيره. فلا يشرع له ان يدعو لغيره ثم يدعو لنفسه. فدعا المصنف لنفسه ولغيره مقدما نفسه قائلا سلك الله بي وبهم الى اخر ما ذكر. والمدعو به في كلامه شيئان. احدهما في قوله سلك الله بي وبهم سبيل اهل الايمان. اي طريقهم. ومدار سبيل اهل الايمان على الاخلاص لله واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. اي جمع بين اسلام الوجه لله بالاخلاص واحسان الدين بالاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم. وهو المذكور في قول ابن القيم فلواحد كن واحدا في واحد تعني طريق الحق والايمان. والاخر في قوله ووفقني اياهم للفقه في السنة والقرآن لان المذكور في هذه الرسالة متعلقه فقه الاحكام. فاختار الدعاء بما يناسب من ضمن الرسالة ووقع في كلام المصنف تأخير القرآن عن السنة مراعاة للسجعة. فالجملة الاولى اخرها الايمان. فناسب ان يكون اخر الجملة الثانية القرآن ليقع الاتفاق في اخر الكلمتين الايمان والقرآن. فمثل هذا لا يعاب لما فيه من ابراز القول في بيان اكمل. فالنفوس مطبوعة على تقديم القرآن على السنة والعدول عن هذا في بيان حملت عليه الفصاحة مما لا ذم فيه ولا عيب له ثم قال المصنف بعد الجملتين اللتين دعا بهما امين. والتأمين بعد الدعاء هو دعاء بعد دعاء فان معنى امين اللهم استجب. والاصل فيه التأمين في الصلاة بعد واعطي الفاتحة فان الامام يقرأ الفاتحة وهي دعاء. فاخرها اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ثم يشرع للامام ان يؤمن لحديث اذا امن الامام فامنوا متفق عليه. وكذا انعقد الاجماع على ان المنفرد اذا قرأ الفاتحة حتى امن في جهلية او سرية. فكلا التأمينين المذكورين هما من جنس ما فعلوا المصنف فالتأمين بعد الدعاء مبني على هذا الاصل الشرعي. وحقيقته دعاء بعد دعاء. ثم افتتح رسالته بقوله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والسلام له تعريفا وتنكيرا صورتان الاولى تعريفه بقول السلام عليكم والصورة الثانية تنكيره بقول سلام عليكم. وكلاهما واردان في خطاب الشرع. فاذا شاء المسلم قال السلام واذا شاء قال سلام عليكم. فباعتبار صحة الاتيان بهما هما صحيحتان واقعتان موقع التحية المأمور بها شرعا. واما باعتبار التفضيل بينهما فالصحيح ان التعريف افضل من التنكير لامرين احدهما ان السلام من جملة الذكر والدعاء. فتكثير حروفه لاجوره والاخر ان التعريف ادل على كثرة الافراد من التنكيل. فان انه وان كانت النكرة تطلق في كلام العرب للتكفير لكنها لا تقع موقع الدالة على الاستغراق. فان انها اعم في الافراد ثم قال المصنف فهذه نصيحة موجزة. والموجز من الكلام ما اوفت فيه الالفاظ المذكورة الحمد لله ما وقفت فيه الالفاظ المذكورة بالمعاني المرادة فاذا كان اللفظ وافيا بمراد ما نسب الى الايجاز وهذه النصيحة الموجزة تشتمل على اربعة مقاصد. الاول فضل صيام شهر رمضان والثاني فضل قيام شهر رمضان والثالث فضل المسابقة فيه بالاعمال الصالحة والرابع بيان احكام مهمة قد تخفى على بعض الناس. فاشار الى الاول بقوله تتعلق بفضل صيام شهر رمضان. الذي هو احد شهور السنة القمرية وهو تاسعها. فمما اراد بيانه ذكر فضل الصيام فيه والصيام شرعا هو الامساك عن المفطرات في وقت معلوم بنية الامساك عن المفطرات في وقت معلوم بنية والمفطرات هي مفسدات الصيام. كالاكل والشرب وما كان في معناهما. واتيان رجل اهله وغير ذلك. والوقت المعلوم هو الوقت الكاهن بعد طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس والوقت الكائن بعد طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس واشار الى الثاني بقوله وقيامه اي وفضل قيام رمضان. والمراد بقيام رمضان هو الصلاة نفلا في ليله. والصلاة نفلا في ليله. وتخص غالبا باسم صلاة التراويح وتخص غالبا باسم صلاة التراويح. فصلاة التراويح هي صلاة الليل في رمضان جماعة. صلاة الليل في رمضان جماعة. واشار الى الثالث بقوله وفضل المسابقة في بالاعمال الصالحة. وهي الخيرات المعمور في القرآن بالمسابقة اليها. قال الله تعالى الخيرات ويندرج فيها كل اعتقاد او قول او عمل اشار الى الرابع في قوله مع بيان احكام مهمة قد تخفى على بعض الناس. فمقاصده في هذه رسالة بيان جملة من الاحكام المتعلقة برمضان. وهذه الاحكام موصوفة عنده بوصفين احدهما الاهمية المذكورة في قوله مهم اي تشتد الحاجة اليها. والاخر خفاؤها على بعض الناس. المذكورة في قوله قد تخفى على بعض الناس وقد هنا للتقريب فانه يقرب خفاؤها كثيرا من بعض الناس والباعث على خفائها احد امرين. الاول الجهل بها. والاخر نسيان والدخول عنها ثم ذكر رحمه الله انه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان بشروا اصحابه بمجيء شهر رمضان. رويت في ذلك احاديث عدة لا شيء منها من مقال وطريقة بعض اهل العلم ومنهم المصنف القول بثبوتها فالقائلون بثبوتها يرون ان من المشروع البشارة بشهر رمضان عند قدومه والقائلون بضعفها لا يمنعون من البشارة به. لان الاشارة بما يفرح به من نوع التهاني. والاصل في التهاني الاباحة. ذكره ابو الحسن المقدسي شيخ المنذر وشيخ شيوخنا ابن سعدي ومما يندرج في هذا البشارة برمضان. فالمختار ان البشارة في رمضان دائرة بين استحباب او الاباحة فالقول ببدعيتها فيه بعد يبعده تارة نص شرعي عند القائلين احاديث البشارة ويبعده تارة اخرى اصل كلي عند القائلين بضعف حديث البشارة وهو رد الامر الى اصل التهنئة بما يفرح الناس به. وشهر رمضان نعمة الهية يفرح بها. وليس كل شيء ضعف الحديث فيه يكون بدعة. فانه تارة يرجع الى اصل كلي في الشريعة او يكون عليه العمل او يقع موافقا لقول صحابي او ينسب الى جمهور اهل العلم ولا يقع في القرون المتطاولة في الامة انكار لهم فحينئذ فالقول ببدعيته ثقيل فالبدعة شديدة كما قال الامام احمد رحمه الله والجراءة على اطلاق اسم البدعة على ما شهر بين الناس ولم يعرف سابق من العلماء اطلق عليه البدعة مما يمنع الراسخ في العلم من الجراءة على التبديع. فان الامة اتجتمع على ضلالة ولا يتخلف في قرونها المتطاولة الانكار على شيء وقع على خلاف حكم الشريعة ان هذا مما يصير فيه خفاء الحجة مع احتياج الناس اليها. ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخبر اصحابه انه يعني شهر رمضان شهر تفتح فيه ابواب الرحمة وابواب ابواب الجنة وتغلق فيه ابواب جهنم وتغل فيه الشياطين. وهذه الجمل مروية في غير حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والابواب المفتحة في رمضان وقعت ثلاثة في الاحاديث النبوية احدها فتح ابواب الجنة. وهي الرواية المتفق عليها وثانيها فتح ابواب السماء. وهي رواية البخاري وثالثها فتح ابواب الرحمة. وهي رواية مسلم ومن اهل العلم من رأى ان النوعين الثاني والثالث هما رواية بالمعنى وان المحفوظ في الاحاديث هو الاول وهو اختيار ابي الفضل ابن حجر رحمه الله وهو اشبه. وان قيل بصحة الالفاظ الثلاثة فان النوعين الاخيرين يرجعان الى الاول وهو فتح ابواب اما فتح ابواب السماء فانه يراد به رفع اعمال الصائمين الى الله وتقبله لها. قال الله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه واما فتح ابواب الرحمة فانه يطلق على معنيين. احدهما التوفيق الى انواع الاعمال الصالحة التوفيق الى انواع الاعمال الصالحة. والاخر فتح ابواب الجنة فتح الجنة فالاول يتعلق بالدنيا. والثاني يتعلق بالاخرة. فالتوفيق للاعمال الصالحة لابواب الرحمة في الدنيا. ومنه قول العبد اذا دخل المسجد اللهم افتح لي ابواب رحمتك للحديث الوارد في صحيح مسلم. وفتح تلك الابواب له بالتوفيق الى الاعمال الصالحة. يؤدي الى فتح ابواب الرحمة في الاخرة وهي الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها وقوله وتغلق فيه ابواب جهنم اي دار العذاب في الاخرة. وفتح ابواب وغلق ابواب النار تقوية للنفوس على العمل. وترغيب فيه بتقريب الخلق الى الله وان الله عز وجل يفتح لهم ابواب الجنة ويغلق ابواب جهنم والفتح والغلق المذكوران اختلف في حقيقته على قولين. احدهما انه حق على حقيقته فتفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار والاخر ان المراد به تيسير الطاعات على الخلق والحيلولة بينهم وبين السيئات فالاول قول ابن المنير في شرح البخاري واخرين. والثاني قول عياظ يحصب في شرح مسلم واخرين والصحيح منهما الاول فان الاصل كون الخطاب الشرعي على ووفق ما تعرفه العرب في كلامها فان العرب تعرف من معنى فتح الابواب واغلاقها تشريعها وايصالها. فالفتح تشريع لها والغلق ايصال لها. والاصل حمل الكلام على حقيقته. وقوله وتغل فيه الشياطين اي تسلسل في القيود كما في اللفظ المتفق عليه وسلسلة الشياطين اي جعلت فيها السلاسل. واختلف في تعيين هذه الشياطين على قولين. احدهما انه يتناول الشياطين كلها انه يتناول الشياطين كلها والاخر انه يختص ببعضها. انه يختص ببعضها. والقائلون باختصاصه مختلفون فيه على قولين ايضا احدهما انها الشياطين المستلقة للسمع وهو قول صاحب المنهاج بشعب الايمان والاخر انه مختص بالشياطين العاتية المتمردة انه مختص بالشياطين العاتية المتمردة. وهو قول ابي بكر ابن خزيمة صاحب الصحيح. وانصح القولين ان السلسلة تكون للشياطين كلها. على اختلاف احوال فيندرج فيها الشياطين العاتية وغير العاتية والشياطين المسترقة للسمع وغير المسترقة للسمع. فجميع الشياطين تسلسل وتصفد. ثم ذكر المصنف رحمه الله اربعة احاديث في بيان فضل صيام رمضان وقيامه فقال ويقول صلى الله عليه وسلم اذا كانت اول ليلة من رمضان فتحت ابواب الجنة. الحديث رواه ابن ماجة ورجاله ثقات لكن يشبه ان في روايتهم غلطا فحديث ابي هريرة هذا في الصحيحين بذكر فتح ابواب الجنة وتغليق ابواب النار وتصفيد الشياطين دون ذكر ما زيد من الجمل. فاصل هذا الحديث محفوظ. دون مفصل سياقه وقوله في اوله اذا كانت اول ليلة موافق في معناه لما في الصحيح اذا دخل شهر رمظان فان دخوله يكون باول ليلة. فاليوم عند العرب مقدمه ليلته السابقة. فاذا استهل هلال شهر رمضان بغروب شمس التاسع والعشرين ورؤية هلاله او كمال شهر وغروب شمس الثلاثين كان دخول الشهر بعد غروب الشمس فاللفظ المذكور موافق في معناه للرواية المجملة في الصحيح. ومما ينبني على هذا من المسائل الفقهية التي يغلق فيها الناس انشاء العمرة قبل غروب الشمس يوم التاسع والعشرين الذي ثبت الشهر رمظان بدخوله بعد غروبها او في يوم الثلاثين من شعبان قبل غروبها. بنية جعلها عمرة في رمضان. فيقصدون الى قبل غروب الشمس فيعقدون احرامهم. ثم يدخلون ولا يشرعون في الطواف والسعي الا بعد دخول شهر رمضان فالعمرة الواقعة منهم ليست رمضانية خالصة فمنها ما وقع قبل رمضان ومنها ما وقع بعد رمضان. فالاحرام واقع قبل رمضان. واما الطواف والسعي فواقعا بعد دخول رمظان ولا تصير العمرة رمظانية حتى تكون كلها واقعة في رمظان من اراد تأجيل عمرته في اول ليلة من رمضان امر حتى يثبت دخول شهر رمضان بغروب شمس الثلاثين من شعبان او غروب شمس التاسع والعشرين مع ثبوت رؤية الهلال بعدها. فاذا ثبت دخول الشهر يقينا عقد احرامه ثم دخل الى الحرم وادى بقية عظمته ثم ذكر في الحديث ما تقدم بيانه من تفتيح ابواب الجنة وتغليق ابواب جهنم وانه تفتح ابواب الجنة فلا يغلق منها باب وتغلق ابواب جهنم فلا يفتح منها باب وكذا ما سبق من تسخيط الشياطين مع على الخير والتحذير من الشر في قوله وينادي مناد يا باقي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر فالامر لباغي الخير بالاقبال دعوة الى فعل الحسنات ودعوة فاعل الشر الى ان يقصر من عمله دعوة الى ترك السيئات. وباغي الخير والشر اريدهما ثم قال ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة والعتيق هو المخلص الناجي. والعتيق هو المخلص الناجي. الذي فكت رقبته اي نفسه الذي فكت رغبته اي نفسه من عذاب النار. فصار عتيقا منها. والاحاديث الواردة فيه العتق في رمضان ضعيفة. لكن مجموع ما يروى من الاحاديث في فضله يدل على تقرير معناها كحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم انف او قال بعد عبد خرج رمضان فلم يغفر له. رواه ابن خزيمة واسناده حسن. وهو عند الترمذي باسناد اخر ضعيف قوله في الحديث فخرج ولم يغفر له فيه اشارة الى معنى العتق لان من غفر الله عز وجل من ذنبه خلصه من عقوبة هذا الذنب وهي النار هو لا يعرف عن احد من اهل العلم انه مع قوله بضعف احاديث العتق ابطل معناها. وهذا شيء يقصر عن علم من يشتغل بالحديث وليس له نفس اهله. ممن اذا رأى ضعف حديث او احاديث في باب ابطله كله دون رعاية لما قارنه من اجماع او عمل صحابي او غير ذلك كالذي ذكرناه من كون هذه الاحاديث ضعيفة لكن لا يعرف في كلام احد من اهل العلم الهجمة على ابطال هذا المعنى وان ما يذكره الناس من العتق في رمضان لا اصل له لضعف الاحاديث واذا كان هذا مهجورا في كلام اهل العلم فمن سلامة الديانة هجر الصدع به فالصدع به مخالف للحق جزما. اذ لا تجتمع هذه الامة على باطل. ولا يطوى علم ما ينفعها ويلزمها عندها قيمتها قرنا بعد قرنه ثم يصفر عن وجهه لامرئ متأخر فالعارف بالشريعة اذا قال بضعف الاحاديث الواردة في العتق فهو يقول بصحة المعنى مردودا الى الاصول قل المتفررة في فضل رمضان من وجوه احدها ما ذكرت لك من مغفرة ذنوبي الدال على حصول معنى التخليص من النار ثم ذكر الحديث الثاني فقال ويقول عليه الصلاة والسلام جاءكم شهر رمضان شهر بركة الحديث. رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده ضعيف. والجملة الاولى منه هي بمعنى ما تقدم اذا دخل شهر رمضان ثم زاد هذا الحديث عما سلف وصف شهر رمضان بانه شهر بركة. وهذا امر مقطوع به لما فيه من انواع الاعمال الصالحة التي جعلت لنا فرضا ونفلا وما كتب الله عز وجل عليها من الجزاء الموفور فهو شهر بركة. والبركة كثرة الخير ودوامه. والبركة كثرة الخير ودوامه فهو شهر مبارك. والاوصاف التي يوصف بها شهر رمضان نوعان. احدهما الاوصاف الوالدة في خطاب الشرع الواردة في خطاب الشرع كأن يوصف بانه شهر مبارك او انه شهر رحمة وهذه معاني ثابتة لهم في الشرع والاخر اوصاف لم يوصف بها في خطاب الشرع. فهذه الاوصاف اذا صحت معانيها جاز الخبر بها. فهذه الاوصاف اذا صحت معانيها جاز الخبر بها. واذا لم تصح معانيها لم يجز الخبر بها. فمتى فرأيت شيئا زائدا عن الوالد في خطاب الشرع في صفة رمضان فتحق من صحة معناه فاذا كان معناه صحيحا الخبر به عن رمضان واذا كان معناه باطلا لم يصح اطلاقه وصفا له. ومن المشهور في كلام الناس قولهم عن رمضان شهر كريم. وهذه الصفة ليست مما ورد في خطاب الشرع واطلاقها عليه له موردان. احدهما انه فعيل بمعنى اسم المفعول اي مكرم والاخر انه فعيل بمعنى اسم الفاعل اي مكرم. فعل الاول يكون شهرا معظما وهذا صحيح. وعلى الثاني يكون متفضلا على غيره بالاكرام. وهذا غير صحيح فانه زمان لا يستقل بفعل وهو ظرف لما يجعله الله عز وجل فيه مما يشاء ومن اطلقه من اهل العلم يريد المعنى الاول انه شهر مكرم اي له كرامة عند الله سبحانه وتعالى. منها الوارد في قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن الاية وقوله في الحديث يغشاكم الله فيه وقع في بعض الاصول في رواية هذا الحديث الله فيه وفي بعضها يغشيكم الله فيه. وكل هذه الجمل الثلاث تفسيرها ما بعدها. في قوله ينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء. فاما الامر الاول وهو ينزل الرحمة فيدعو الى ما سبق ذكره من فتح ابواب الرحمة. واما الثاني وهو حق الخطايا. فالمراد به اسقاطها ومحوها. ويرجع الى ما فيه من المغفرة. وستأتي في الحديث المقبل وثالثها استجابة الدعاء وهي ترجع الى ما ورد في القرآن والسنة من اجابة الدعاء في رمضان فاما في ما في القرآن ففي قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان الاية فان وقوع هذه الاية بين ايات الصيام يفيد ان الصيام محل لاجابة الدعاء. ذكره ابن كثير واما السنة ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث لا ترد دعوتهم ثم ذكر منهم الصائم حتى يفطر رواه الترمذي وابن ماجه واسناده حسن. ثم قال ينظر الله الى تنافسكم فيه اي استباقكم الى الخيرات فيباهي بكم ملائكته. اي يذكركم مفاخرا ملائكته. فاروا الله من انفسكم خير اي اظهروا لله من انفسكم اجتهادا في الاعمال المقربة اليه فان الشقي من فيه رحمة الله ويصدق هذه الجملة ما تقدم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انفه او بعد عبد خرج رمظان ولم يغفر له ثم ذكر المصنف رحمه الله حديثا ثالثا فقال ويقول عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. الحديث متفق عليه وفيه ذكر ثلاثة اعمال صالحة في رمضان. توجب مغفرة ما تقدم من الذنوب صيام رمضان وثانيها قيام رمظان كله وثالثها قيام ليلة القدر منه فقط وهذه الاعمال الثلاثة ذكر فظلها في قوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه به فمن تقبل الله منه واحدا من هذه الاعمال كان اجره ان يغفر الله له ما تقدم من ذنبه ووقع في بعض طرق الحديث وما تأخر. وهي زيادة شادة. فالمحفوظ في الحديث قصره على مغفرة ما تقدم من الذنوب. واختلف في الذنوب التي يكفرها الصيام والقيام في رمضان. على قولين احدهما انها الصغائر فقط انها الصغائر فقط. والاخر انها الذنوب كلها صغيرها وكبيرها واليه ذهب ابو محمد بن حزم وابن تيمية الحفيد في اخرين اختاروا ان من تقبل الله منه واحدة من هذه الاعمال غفرت له ذنوبه جميعا. لا فرق بين صغائر ولا الكبائر فتكون الكبائر مغفورة بعمل غير محتاجة الى توبة خاصة واما عن الاول فالمغفور فقط الصغائر. لافتقار الكبائر الى توبة خاصة. والقول الاول هو والصحيح لما تقرر ان الكبائر لا ترفع الا بتوبة وانه لا شيء من الاعمال الصالحة يمحوها بلا توبة وذكر ابن عبدالبر في التمهيد وابن رجب في فتح الباري وجامع العلوم والحكم الاجماع على ان هذا الحديث يختص بالصغائر فقط. ونسب الثاني وابن رجب القول الكبائر بهذه الاعمال الى الشذوذ. اي انه قول حادث لا يعرف عن السلف. فالاصل قل لي المتقرر عند السلف ان الكبائر تجب بتوبة تمحوها وهذه الاعمال الثلاثة قيدت في الحديث بشرطين احدهما الايمان بان يأتي بها العبد ايمانا بامر الله بان يأتي بها العبد ايمانا بامر الله فرضا او نفلا. والاخر الاحتساب. بان يأتي بها العبد مريدا الاجر من الله فاذا وجد هذان الشرطان رجي للعبد ان يحصل له الاجر المذكور من مغفرة الذنوب ثم ذكر المصنف الحديث الرابع فقال ويقول عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل كل عمل ابن ادم له الحديث متفق عليه ايضا. وهو حديث الهي اي مروي عن سبحانه وتعالى. فالاحاديث التي تنسب الى ربنا مما يرويها عنه النبي صلى الله عليه تسمى احاديثا الهية او قدسية او ربانية. والاول اشهر في كلام المتقدمين فيضيفونها الى الله سبحانه وتعالى. لان اكثر ما تروى به يقول الله عز وجل او عن الله عز وجل فسموها بالاكثر وان كان يقع في شيء منها عن ربه عز وجل قال الله في هذا الحديث الالهي يرحمك الله كل عمل ابن ادم له. اي ينسب له ويكون جزاؤه المذكور بعده الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف. فتضاعف الحسنة للعبد عشرا ثم يزال فيها حتى تبلغ سبعمائة ضعف. ووقع بعد هذا في حديث ابن عباس في الصحيحين في كتابة الحسنات والسيئات الى اضعاف كثيرة. فتضعيف الحسنة نوعان. فتضعيف الحسنة نوعان احدهما تضعيف مقيد. تضعيف مقيد. بان تجعل الحسنة عشر امثالها بان تجعل الحسنة عشر امثالها الى سبع مئة ضعف. والاخر تضعيف مطلق بان على الحسنة اضعافا كثيرة لا حد لها. لان تجعل الحسنة اضعافا كثيرة لا حد لها والناس جميعا يشتركون في تظعيف الحسنة عشرا. فمن عمل حسنة فله عشر امثاله. ويتفاهم في الزيادة عليه ويتفاضلون في الزيادة عليها. فمنهم من يزاد له ومنهم من لا يزاد له يزاد له منهم من يزاد له الى قدر معلوم ينتهي الى سبع مئة ضعف ومنهم من يزاد له الى قدر لا يعلم منتهاه. ومنشأ التضعيف هو حسن اسلام العبد. ومنشأ التضعيف حسن اسلام العبد فتضعيف الحسنات على قدر احسان العبد عمله. بايقاعه على مقام المشاهدة او المراقبة ثم قال في الحديث مستثنيا من القاعدة الكلية المذكورة فيه الا الصيام. فانه لي اي الله الى الله سبحانه وتعالى؟ واضافته اليه اضافة تشريف اتفاقا. واختلف اهل العلم في منشأ تشريفه باضافته الى الله على اقوال كثيرة ذكر منها الطلقان في حظائر القدس اكثر من خمسين قولا وهي ترجع عند التحقيق الى قولين احدهما انه نسب الى الله لانه سر خفي بين العبد وربه انه نسب الى الله لانه سر خفي بين العبد ربه فلا يطلع عليه. بخلاف الصلاة او الحج او غيرهما. والاخر انه نسب اليه لما فيه من تخليص العبد من هواه. وتجريده ميله في مرضاة الله. حكى رد هذه الاقوال اليهما القرطبي في تفسيره وابن رجب في لطائف المعارف والصيام المخصوص بالنسبة الى الله سبحانه وتعالى هو الصيام السالم من المعاصي. ذكر ابن حجر في فتح البال اتفاقا لان الله سبحانه وتعالى له الكمال. والمنسوء اليه ينبغي ان يكون كاملا فالمنسوب اليه ينبغي ان يكون كاملا ثم قال في الحديث وانا اجزي به. اي يرد الي جزاؤه. فاجزيه قدر محدود فاديه بلا قدر محدود. لانه ذكر قبله انتهاء التضعيف الى سبعمائة ضعف. ثم قال الا الصيام فانه لي وانا اجزي به اي اجعل له من الجزاء الموفور ما لا حد له. ويصدق هذا قوله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فان الصيام من جنس الصبر. ومما شهر به رمظان تسميته شهر الصبر ووقع هذا في بعض الفاظ حديث في صحيح مسلم وحكى جماعة من السلف في تفسير قوله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب انهم الصائمون. ويشهد لما قالوه هذا الحديث. ثم ذكر الله عز وجل في هذا الحديث الالهي الداعي الى تعظيم اجر الصائم في قوله ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجل اي فطم نفسه عن مألوفات لاجل الله سبحانه وتعالى. والمألوفات المذكورة في هذا الحديث ثلاثة احدها الطعام وثنيها الشراب وثالثها الشهوة. والمراد بها اتيان الرجل اهله لما في الصحيحين في حديث اهل الدثور وفيه ان الصحابة رضي الله عنهم قالوا ايأتي احدنا شهوتك؟ فيكون لك له فيها اجر. فقولهم اياتي احدنا شهوته يريدون بها اتيان المرء زوجه. فالمقصود في هذا هذا الحديث لقوله ترك شهوته اي ترك اتيانه اهله. ثم قال للصائم فرحتان فرح عند فطره وفرحة عند لقاء ربه فالفرحة الاولى في الدنيا والفرحة الثانية في الاخرة والفرق بينهما ان الفرحة الاولى تكون برجوعه الى مألوفاته. تكون برجوعه الى مألوفاته من طعام وشراب شهوة والفرحة الثانية تكون بما يناله من الاجر في الاخرة تكون بما يناله من الاجر في الاخرة ثم قال المسك والخلوف بضم الخاء اتفاقا واختلف في جواز فتحها. واختلف في جواز فتحها. فالمقدم في روايته الضم. لانها متفق على لغة وهو اثر الصوم الذي يوجد من فم الصائم اثر الصوم الذي يوجد من فم الصائم فوصف بالحديث المذكور بقوله اطيب عند الله من ريح المسك واختلف في طيبه عند الله هل هو في الدنيا والاخرة؟ ام في الاخرة فقط؟ على قولين اصحهما انه في الدنيا والاخرة معا وهو اختيار ابن الصلاحي وابن القيم. وزاد التهاني بيانا بان كونه كذلك في الدنيا هو اثر العبادة وكونه كذلك في الاخرة هو جزاؤه. وكونه كذلك في الاخرة هو جزاؤها ثم ختم المصنف رحمه الله ما ذكره من تلك الاحاديث بقوله والاحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه. وفضل لجنس الصوم كثيرة. والمراد بقوله فضل جنس الصوم اي مطلقا بلا تقييد. وكذا مثله ان يقول وفضل جنس القيام كثيرة. فالاحاديث جاءت مقيدة تارة في فضل صيام رمضان وقيام ليله. وجاءت مطلقة تارة في فضل الصوم وفضل قيام الليل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فينبغي للمؤمن ان ينتهز هذه الفرصة وهي ما من الله به عليه من ادراك شهر رمضان فيسارع الى الطاعات ويجتهد في اداء ما افترض الله عليه ولا سيما الصلوات الخمس. فإنها عمود الإسلام وهي اعظم الفرائض بعد الشهادتين فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها وادائها في اوقاتها بخشوع وطمأنينة ومن اهم واجباتها في حق اداءها في الجماعة في بيوت الله التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. كما قال عز وجل واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وقال تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. وقال عز وجل قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. الى ان قال عز وجل والذين هم على صلواتهم يحافظون اولئك هم الوارثون الذين الفردوس هم فيها خالدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وهم الفرائض بعد الصلاة اداء الزكاة كما قال عز وجل. وما امروا الا لنعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة بات وذلك دين القيمة. وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. وقد دل كتاب الله وسنة رسوله الكريم على ان من لم يؤدي زكاة ما ليعذب به يوم القيامة واهم الامور بعد الصلاة والزكاة صيام رمضان وهو احد اركان الاسلام الخمسة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ويجب على المسلم ان يصون صيامه وقيامه وعن ما حرم الله عليه من الاقوال والاعمال. لان المقصود بالصيام وطاعة الله سبحانه وتعظيم حرمات وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها. وتعويدها الصبر عما حرم الله وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشرب وسائر المفطرات ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الصيام جنة فاذا كان يوم صم احدكم فلا يرفث ولا يصحب فان ساب احدنا قاتله فليقل اني صائم. وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله في ان يدع طعامه وشرابه. فعلم بهذه النصوص وغيرها ان الواجب على الصائم الحذر من كل ما حرم الله عليه. والمحافظة على لما اوجب الله عليك. وبذلك يؤجى له المغفرة والعتق من النار والقبول الصيام والقيام. ذكر المصنف رحمه الله تعالى بهذه الجملة مقصدا اخر من مقاصد كتابه حثا على الاعمال الصالحة في الشرع كله ومن جملتها الصيام ذاكرا له بعد ذكر الصلاة والزكاة. فقال ينبغي للمؤمن ان ينتهز هذه الفرصة ان يغتنم هذه الفرصة وهي ما من الله به عليه من ادراك شهر رمضان لان ادراك شهر رمضان نعمة الهية. حقيقة باغتنامها لما فيها من الخيرات ذكره ابن رجب في لطائف المعارف. فاهتمام هذه الفرصة يكون باغتنامها ما ذكر فقال فيسارع الى الطاعات ويحذر السيئات ويجتهد في اداء ما افترض الله عليه فيكون مسارعا الى الطاعات اي مسابقا اليها في فعلها. ويحذر السيئات تاركا ومباعدا ان لها ويجتهد في اداء ما اقترض الله عليه لانه هو المقدم من الطلب في ذمته وفي صحيح البخاري في الحديث الالهي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فالمقدم من المأمورات هو المفروض علينا. ثم ذكر رحمه الله تعالى من جملة ذلك ولا سيما الصلوات خمس فانها عمود الاسلام. اي هي فيه بمنزلة العمود الذي يرتفع عليه بناء البيت. قال وهي اعظم الفرائض بعد الشهادتين. فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها واداؤها في بخشوع وطمأنينة. ثم ذكر من واجبات الصلاة في حق الرجال اداؤها في الجماعة في بيوت الله الذي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه من المساجد. وذكر مما يدل على الامر بها قول الله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. اي صلوا مع المصلين ثم ذكر قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. وهي تدل على الامر بصلاة الجماعة في طرفيها ففي طرفها الاول حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. ومما يندرج في المحافظة عليها اداؤها لله عز وجل جماعة وفي الطرف الثاني قوله وقوموا لله قانتين وهو بمعنى قوله في الاية واركعوا مع الراكعين. ثم ذكر قوله تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. فذكرهم بلفظ الجمع الدال على فعلهم الصلاة جماعة. ثم ذكر رابعا قول الله تعالى والذين هم على صلواتهم يحافظون والقول فيها من جنس القول في حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. ثم ذكر حديث بريدة رضي الله عنه العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر رواه اهل السنن واسناده صحيح. اي العهد الذي بيننا وبين الكفار الصلاة فهي التي نتميز بها عنهم فمن الشعار الظاهر للمسلمين المميز لهم عن الكافرين اداء الصلاة ولذلك قال فمن تركها فقد كفر. تميز المسلم بكونه مصليا. وفي حديث امي سلمة في صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم امراء الجور ان الصحابة رضي الله عنهم قالوا افلا نقاتلهم يا رسول والله فقال لا ما صلوا. اي ما بقي عليهم اسم الاسلام. كما يدل عليه حديث حذيفة في الصحيحين ما لم تروا كفرا بواحة عندكم فيه من الله برهان. فان بقاء اسم الاسلام عليهم من دلائله اقامتهم الصلاة. لذلك قال لا ما صلوا فانهم يبقون على اسم الاسلام. ثم ذكر من اهم الفرائض بعد الصلاة اداء الزكاة. وذكر قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حتى قال ويؤتوا الزكاة. فهي من جملة ما امر الله عز وجل به في عبادته وقوله وذلك دين القيمة على تقدير محذوف فيه وهو وذلك دين الكتب القيمة اي سقيما كما يدل عليه صدر الصورة. ثم قال وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فذكر فيه الامر بايتاء الزكاة وعلن فيه بقوله لعلكم ترحمون اي عسى ان يكون ذلك سببا لرحمتكم. ثم قال كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم على ان من لم يؤدي زكاة ما له يعذب به يوم القيامة وهو من المواضع روى فيها المصنف الادلة مع ذكر المسألة ودلائل ذلك كثيرة في كتاب والسنة. ثم شرع فيما يريده مما يتصل بمرصده فقال واهم الامور بعد الصلاة والزكاة صيام رمضان وهو واحد اركان الاسلام الخمسة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس. الحديث. وذكر فيه النبي صلى صلى الله عليه وسلم صوم رمضان في قوله وصوم رمضان. والحديث المذكور متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنه. واختلفت روايات الحديث في تقديم الصيام وتأخيره على الحج. والمحفوظ في الحديث ان الصيام مقدم على الحج وهو الذي صرح به راويه ابن عمر عند مسلم. فالروايات التي قدم فيها الحج على صوم رمضان هي روايات بالمعنى ثم قال المصنف ويجب على المسلم ان يصون صيامه اي ان صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من الاقوال والاعمال. لان المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه وتعظيم حرماته. اي شعائره التي حرمها على الخلق ومنعهم منها. قال النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها لما فيه من فطمها عن مألوفاتها وتعويم الصبر عما حرم الله. اي حملها على ما يحدث ارادتها على ما يحبه الله سبحانه وتعالى بالامتناع اما حرمه لان العبد اذا حمل على الخير اعتاده. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم الخير عادة رواه ابن ماجة واسناده حسن. ومما قيل في معناه ان العبد اذا عمل الخير انشرحت نفسه له رويت عليه فصار محافظا عليه ملازما له بمنزلة العادة منه. ثم قال وليس المقصود ولترك الطعام والشراب وسائر المفطرات. اي لا يقصد من الصيام ان يترك العبد طعامه وما يفسد به صيامه من المفطرات. بل المقصود الاعظم منه هو تحصيل تقوى الله ولذلك قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اي رجاء ان يورثكم الصيام التقوى. ثم ذكر حديثين في هذا المعنى احدهما حديث الصيام الحديث والاخر حديث من لم يدع قول الزور. الحديث وكلاهما متفق عليه. فاما الحديث الاول فصدره الصيام جنة اي وقاية وحماية. فالجنة اسم لما يتقى ويحتمى به ووصف الصيام بكونه الجنة لانه يمنع صاحبه الاثام قيل لانه يمنع صاحبه الشهوات. وقيل لانه يمنع صاحبه من نار جهنم وكل هذه المعاني صحيحة وجزء من النووي في شرح مسلم باندراجها في قوله صلى الله عليه وسلم الصيام او جنة والوارد في الاحاديث ارادة كونه جنة من النار. ولا يمتنع حينئذ ان يكون ايضا جنة من الاثام والشهوات. فانها وسائل الى النار. فيكون مانعا من النار ومن التي تقضي بالعبد اليها. ثم قال فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب والرفث هو فاحش القول. والصخب هو الخصام بالكلام فينهى العبد عن فاحش القول وعن خصومة حال كونه صائما. ثم قال فان سابه احد او قاتله فليقل اني صائم. وقع في الصحيح اتيانه به مكررا اني صائم اني صائم. فالمشروع للعبد اذا سبه احد او قاتله اعلان صيامه بقوله اني صائم اني صائم. واتفق اهل العلم على مشروعية ذلك في صيام الفرض. ذكره ابو بكر ابن العرب اتفاقا. واختلفوا في قوله في صيام النفل على قولين اصحهما انه يقوله ايضا. وهو اختيار ابن تيمية الحفيد وغيره ويقويه انه ليس مراده اظهار العمل. ليمنع منه ويقال هو رياء وتسميع لان المقصود من قول اني صائم اني صائم منع النفس عن اللج في الخصومة وحظ مقابله على تركه. وهذا المعنى مطلوب للصائم في فرض او نفل ولم يقع في شيء من الفاظ الحديث زيادة اللهم فلا يشرع قول اللهم اني صائم. فيقتصر قولي اني صائم اني صائم. وروي عند ابن خزيمة وغيره زيادة وان كان قائما فليجلس وهي زيادة ضعيفة. فالمأمور به عند عروض سب او خصومة بدفع لصائم يقول اني صائم اني صائم. واما الحديث الثاني وهو حديث من لم يدع قول الزور. الحديث فقوله صلى الله عليه سلم فيه قول الزور والعمل به اي قول الباطل والعمل به. فالزور اسم للباطل مما لا حقيقة له اذ لا يعبأ به ولا يفترض لسقوطه فهو عمل او قول ساقط لا يؤبه له والجهل يشمل امرين. احدهما فعل السيئات والاخر ترك الطاعات جهل فيجهل العبد تارة بان يترك طاعة لله اوجبها الله عز وجل عليه وهذه معصية ويجهل تارة بفعله السيئة وهذه معصية. وكل من عصى الله فهو جاهل قاله ابو العالية الرياحي ونقل ابن تيمية وصاحبه ابن القيم الاجماع على ان من عصى طه فهو جاهل. فالتالك للطاعة او المخالف للسيئة كلاهما عاص لله. فهو واقع في الجهل ثم قال المصنف فعلم بهذه النصوص وغيرها. اي ما تقدم من الادلة. وتسمية النصوص واصطلاح من اقتراح الاصوليين. يعني الان اذا فتحنا علم الاصول نلقى عندهم ايش؟ النص الظاهر. فالنص هنا عندهم بمعنى الدليل لا يقول احمد لا وهو كذلك لا ليس النص عنده هو الدليل من ذكر عبد الله ايش ابن تيمية في الرد على المنطقيين. اطلاق النص بمعنى الدليل هو اصطلاح علماء الجدل. اصطلاح علماء امجد الذي يعرف بعلم البحث والمناظرة الذي يعرف بعلم البحث والمناظرة. ثم سرى استعماله عند الاصوليين والفقهاء. فانهم النص بمعنى الدليل ذكر هذا ابن تيمية في الرد على المنطقيين ثم قال فعلم بهذه النصوص وغيرها ان الواجب على الصائم الحذر من كل ما حرم الله عليه. والمحافظة على كل ما اوجب الله عليه. وبذلك يرجى له المغفرة والعتق من النار. وقبول الصيام والقيام. والمراد القبول في خطاب الشرع هو سقوط الطلب وبراءة الذمة. سقوط الطلب وبراءة الذمة. التي يسميها الاصوليون ايش هذا واحد الاجزاء ايش الاجزاء والصحة الاجزاء والصحة الاجزاء والصحة فانهم يجعلون القبول مسمى باسم الصحة والاجزاء. ولهذا فان الصحة جاءت في خطاب الشرع باسم القبول. ذكره ابن تيمية نقله عنه الزركشي في البحر المحيط. وفوق هذه المرتبة مرتبة اخرى وهي التقبل. وهي تزيد على القبول بمحبة الله للعامل. فيصح منه العمل ويكتب له الاجر. ويحبه الله سبحانه وتعالى ويرضى عنه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وهناك امور قد تخفى على بعض الناس منها ان الواجب على المسلم ان يصوم ايمانا واحتسابا لا رياء ولا سمعة ولا تقليدا او متابعة لاهلها وفي بلده بل واجب عليه ان يكون الحامل له على الصوم هو ايمانه بان الله قد فرض عليه ذلك واحتساب الاجر عند ربه في ذلك وهكذا قيام رمضان يجب ان يفعله المسلم ايمانا واحتسابا لا لسبب اخر. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. لما فرغ المصنف من بيان فضل صيام رمضان وقيام اتبعهما بمقصد اخر من مقاصد كتابه وهي ذكر امور قد تخفى على بعض الناس. فذكر منها ان الواجب على المسلم ان يصوم ايمانا واحتسابا. اي ايمانا بامر الله وطلبا للاجر منه كما تقدم. فلا تصوم لا رياء ولا سمعة ولا تقليدا للناس ولا متابعة لاهله او اهل بلده. والرياء هو اظهار العبد عمله ليراه الناس. فيحمده عليه اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه والسمعة ويقال التسميع مثله ايضا. مثله ايضا لكن ليسمعه الناس. لكن ليسمعه الناس فالفرق بين الرياء والسمعة هو اختلاف الة اطلاع الناس. فانه في الرياء يطلعون عليه ايش؟ الرؤية. وفي التسميع يطلعون عليه بالسماع. وفي حديث جندب ابن عبد الله في الصحيحين النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به ثم قال بل الواجب عليه ان يكون الحامل له على الصوم هو ايمانه بان الله قد فرض عليه ذلك واحتسابه الاجر عند ربه في ذلك. وهكذا قيام رمضان يجب ان يفعله المسلم ايمانا واحتسابا لا لسبب اخر. ثم ذكر في هذا المعنى الحديث الذي تقدم فالمشروع للعبد ان يقارن عمله من صيام وقيام ايمانه بامر الله سبحانه وتعالى واحتسابه الاجر وعند الله عز وجل فبه يستوفي كمال الصيام ويرجى له الجزاء المغفور المرتب عليه نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومن الامور التي قد اخفى حكمها على بعض الناس ما قد يعرض للصائم من جراح او رعاف او وذهاب الماء او البنزين الى حلقه بغير اختياره. فكل هذه الامور لا تفسد الصوم لكن من تعمد القوى فسد صومه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من دراه القي فلا قضى عليه. ومن استطاع فعليه القضاء. ذكر المصنف رحمه الله امرا اخر قد يخفى حكمه على بعض الناس وهو ما قد يعرض للصائم من جراح بان يشج في رأسه او في شيء من فينزف دما او رعاف وهو اسم للدم الخارج من الانف وهو اسم للدم الخارج من الانف او بما يستفرغه من طعام في جوفه او ذهاب الماء او البنزين الى عرقه. اي دخولهما اليه حال سحبهما بغير اختياره اي بلا ارادة ولا قصد منه. قال فكل هذه الامور لا تفسد الصوم لفقد الاختيار فيها. فالعبد لا اختيار فيه. وسلب الاختيار مما يعذر به العبد. وسلب الاختيار مما يعذر به العبد لانه مما يندرج في جملة الاكراه. فاصل رفع الحرج عن المكره هو سلبه الاختيار اذ يكون بمنزلة الالة التي لا ارادة لها وهي بيد من يعمل بها. والحرج في مرفوع عن هذه الامة. قال الله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. وفي سنن ابن ماجة ان الله تجاوز لي عن امتي خطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. وفي اسناده مقال. ثم استثنى رحمه الله من ذلك ما ذكره بقوله لكن من تعمد القيئ فسد صبوه. اي من طلب القيئ بان يعرض على ما رأه صورة او ان يشم رائحة او ان يدخل اصبعه في حلقه فيكون متعمدا لافراغ ما في جوفه فهذا يفسد صومه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من درعه القيد فلا قضاء عليه. ومن استطاع فعليه قضاء اي من غلبه القيد بلا اختيار فلا قضاء عليه. ومن استطاع اي طلب خروج ما في جوفه فعليه القضاء وترتيب القضاء عليه يفيد صومه. فالقضاء بدل للاداء. فالقضاء بدن للاداء. وامر به ليكون بدلا عما لم يقع منه صومه. فيكون صومه حينئذ فاسدا. والحديث المذكور رواه ابو داود وغيره واسناده ونقل الترمذي في جامعه ان العمل عليه عند اهل العلم. وثبت هذا عن ابن عمر رضي الله عنه. ولا يعرف له مخالف من الصحابة. فالعبد اذا غلب بالقيء بلا اختيار فليتم صومه. فانه لم يفسد. واما ان تعمده بشيء مما ما ذكرنا انفا فانه يجب عليه القضاء لفساد صومه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن ذلك ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة الى طلوع الفجر وما يعرض لبعض النساء من تأخر غسل الحيض او النفاس لا طلوع الفجر اذا رأت الظهر قبل الفجر فانه يلزمها الصوم. ولا مانع من تأخير الغسل الى ما بعد طلوع الفجر ولكن ليس لها تأخيره طلوع الشمس بل يجب عليها ان تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل الى ما بعد طلوع الشمس. بل يجب يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة. ذكر المصنف رحمه الله امرا ثالثا من الامور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس. وهو ما يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة الى طلوع الفجر بان يأتي اهله ثم يصبح عليه الفجر وهو على جنابة او ان يستيقظ من نوم بعد اذان الفجر فتكون عليه جنابة وما يعرض لبعض النساء من تأخر غسل الحيض او النفاس الى طلوع الفجر اذا رأت الظهر قبل الفجر. فانه يلزمها الصوم. وكذا الجنب المذكور قبلها. لما في الصحيح من حديث ام عائشة وام سلمة رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من اهله فيصوم. اي يكون قد اتى اهله قبل طلوع الفجر ثم ثبت عليه حكم الجنابة باقيا حتى بعد طلوع الفجر النبي صلى الله عليه وسلم صومه ومثل الجنب الحائض والنفساء فكلاهما ممن حدثه فاذا طلع الفجر عليهم وهم كذلك صح صيامهم فامسكوا ويغتسلون بعد قال ولا مانع من تأخير الغسل الى ما بعد طلوع الفجر ولكن ليس لها تأخيره الى طلوع الشمس. بل يجب عليها ان تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس وهكذا الجنب وليس له تأخير الغسل الى ما بعد طلوع الشمس بل يجب عليه ان يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ويجب على الرجل المبادرة لذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة. في رفع الجنب والحدد والنفساء حدثهم بعد طلوع الفجر قبل خروج وقت صلاة الفجر ويؤمر الرجل بمبادرة به لادراك صلاة الجماعة ويكون صوم وهم جميعا صحيحا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الامور التي لا تفسد الصوم تحليل الدم وضرب الابل غير التي يقصد بها التغذية لكن تأخير ذلك الى الليل اولى واحوط اذا تيسر ذلك. لقول النبي صلى الله عليه وسلم وقوله عليه الصلاة والسلام من اتقى الشبهات فقد استبغى لدينه وعرضه. ذكر المصنف رحمه الله امرا رابعا من التي قد يخفى حكمها على بعض الناس فقال ومن الامور التي لا تفسد الصوم تحليل الدم وظرب الإبر غير التي يقصد بها التغذية. لأن ما قصدت به التغذية فهو في معنى الاكل والشرب فان العبد يمنع من الاكل والشرب لما فيهما من تقوية من بدنه. والابر المغذية في معنى الاكل والشرب فيمنع منها ايضا وتحليل الدم ليس من جنس الحجامة لان الحجامة كثيرة خلاف تحرير الدم فان تحليل الدم في العادة قليل فيعفى عنه ولا يكون مفسدا للصيام لان علة المنع من الحجامة للصائم مظنة تفضيله بها اذ يظعف عن الصيام فربما افطر. قال لكن تأخير ذلك الى الليل باولى واحوط اذا تيسر ذلك فان تيسر له ذلك فانه افظل. قال لقول النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك رواه الترمذي وغيره من حديث الحسن ابن علي واسناده صحيح. وقوله عليه الصلاة والسلام من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعلمه متفق عليه من حديث النعمان ابن بشير. نعم قال رحمه الله من الامور التي يخفى حكمها على بعض الناس عدم الاطمئنان في الصلاة سواء كانت فريضة او نافلة. وقد دلت الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان الاطمئنان ركن من اركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه. وهو الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجل حتى يرجع كل فقر الى مكانه. وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها نطرا وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة وصاحبها اثم غير مأجور. ذكر المصنف رحمه الله امرا خامسا من الامور التي قد فحكمها على بعض الناس. وهو عدم الاطمئنان في الصلاة. والطمأنينة في الصلاة هي استقرار قدر الاتيان بالواجب في الركن استقرار بقدر الاتيان بالواجب في الركن فاصل الطمأنينة استقرار وهو الذي ذكره المصنف بقوله وهو الركود في الصلاة. والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقر الى مكانه ويقدر ذلك الاستقرار بقدر الاتيان بالواجب في الركن. فالركوع مثلا يجب فيه قوله سبحان ربي العظيم وتكون الطمأنينة بقدر ذلك الواجب. فلو استقر بقدر ذلك الواجب ولم يقله كان اتيا الطمأنينة والركوع وترك واجبا فان كان تركه لعمد بطلت الصلاة وان كان لسهو جبره بسجود السهو قال سواء كانت فريضة او نافلة وقد دلت الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان الاطمئنان ركن من الصلاة لا تصح او بدونه وهو الركود في الصلاة اي التأني والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقر الى مكانه ان يرجع كل عون الى مكانه. ثم قال وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها. اي فقد الطمأنينة اي لفقد الطمأنينة. ثم قال مبينا فقد الطمأنينة بل ينقرها نقرا. والنقر به العجلة لقلة العمل فيه. فاذا نقل الرجل فقد عجل لقلة ما يكون من العمل في النقب. قال وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة لفقد الطمأنينة فيها. اصاحبها اثم غير مأجور لتركه ركنا من اركان الصلاة. فالصلاة يؤمر فيها العبد بالطمأنينة. ويتأكد هذا في الاعمال التي شرعت لتقريب الناس الى ربهم في الصلاة كصلاة الفرض او صلاة التراويح. فان المقصود من الامر بالفضل وبالتراويح هو تقريب الناس الى ربهم باطمئنان في صلاتهم حتى تقوى صلتهم بالله فان الصلاة اعظم الصلة بين العبد وبين ربه ونقوها وتعجيلها يضعف هذه الصلة ويوهنها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومن الامور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس يظن بعضهم ان التراويح لا يجوز نقص عن عشرين ركعة وظن بعض من انه لا يجوز ان يزاد فيها على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة وهذا كله ظن في غير محله بل وخطأ مخالف للادلة. وقد دلت الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان صلاة الليل موسع فيها فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته فثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي من الليل احدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاث عشرة ركعة وربما صلى اقل من ذلك في رمضان وفي غيره. ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل قال اذا خشي احدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى. متفق على صحته. ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره ولهذا صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه في بعض الاحيان ثلاثا وعشرين ركعة وفي بعضها احدى عشرة ركعة كل ذلك ثبت عن عمر رضي الله عنه وعن الصحابة رضي الله عنهم في عهده وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستا وثلاثين ركعة في يوم ثلاث وبعضهم يصلي احدى واربعين ذكر ذلك عنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره من اهل العلم كما ذكر عليه ان الامر في ذلك واسع وذكر ايضا ان الافضل لمن اطال القراءة والركوع والسجودان يقلل العدد. ومن خفف القراءة والركوع زاد في العدد هذا معنى كلامه رحمه الله. ومن تأمل سنته صلى الله عليه وسلم علم ان الافضل في هذا كله وصلاة احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره لكون ذلك والموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب احواله ولانه ارفق بالمصلين واقرب الى الخشوع والطمأنينة ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق. والافضل لمن صلى مع الامام في قيام الا ينصرف الا مع الامام لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل اذا قام مع الامام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة المصنف رحمه الله امرا سادسا من الامور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس. وهو ظن بعضهم ان التراويح وهي قيام الليل جماعة في رمضان لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة. وظنوا بعضهم انه لا يجوز ان يزاد فيها على احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة. وهذا كله ظن في غير محله. بل هو خطأ مخالف للادلة ثم بين رحمه الله وجه مخالفته للادلة وقال وقد دلت الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم على ان صلاة الليل موسع فيها فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه كان كن لي من الليل احدى عشرة ركعة. وربما صلى ثلاث عشرة ركعة. وربما صلى اقل من ذلك في رمضان وفي غير كصلاته صلى الله عليه وسلم في مزدلفة فان اهل العلم اختلفوا فيها هل اوتر صلى الله عليه وسلم ام لم يوتر فان جابرا لم يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها فذكر بعضهم ان ترك ذكر الصلاة يدل على انه ترك عدى الوتر ولا اشبه انه صلى الله عليه وسلم اوتر لكنه لم يصلي صلاة الليل. فالنبي صلى الله عليه وسلم عرف عنه هذا وعرف فعله هذا قال ولما سئل عن صلاة الليل قال مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد متفق على صحته فقوله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى اي ليصلي العبد ركعتين ركعتين فيصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي ركعتين ثم يسلم فاذا خشي احدكم الصبح اي طلوع الصبح وهو منتهى صلاة الليل صلى ركعة واحدة توتر له ما قد فقطم صلاة الليل وتر واطلاق التثنية يدل على عدم الحد. وقد نقل ابن تيمية الحفيد وابن دقيق العيد الاجماع على ان صلاة الليل لا حد لها. فما شاء العبد منها صلى. قال ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره. ولهذا صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه في بعض الاحيان ثلاثا وعشرين ركعة. وفي بعضها احدى عشر عشرة ركعة كل ذلك ثبت عن عمر رضي الله عنه وعن الصحابة في عهده. وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستا وثلاثين ركعة ويوجد بثلاث وبعضهم يصلي احدى واربعين ذكر ذلك عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من اهل العلم كما ذكر رحمة الله عليه ان الامر لذلك واسع وذكر ايضا ان الافضل لمن اطال القراءة والركوع والسجود ان يقلل العدد. ومن خفف القراءة والركوع والسجود في العدد هذا معنى كلامه رحمه الله. ومن تأمل سنته علم ان الافضل في هذا كله هو صلاة احدى عشرة ركعة او ثلاث عشرة ركعة في في رمضان وغيره لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب احواله ولانه ارفق بالمصلين واقرب الى الخشوع والطمأنينة ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق. فافضل صلاة التراويح كصلاته صلى الله عليه وسلم فعلا انه صلى احدى عشرة ركعة او ثلاثة عشرة ركعة. لكن يكون مع هذه الركعات طول الصلاة فلا تقل صلاة قصيرة يقتصر فيها على العدد. بل يكون فيها العدد وهو المذكور وكذلك الكيفية. وهي الطول فان من نعت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وغيره كعائشة وابي ذر رضي الله عنهما ذكرا طول صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ان قلل في طول الركعات زاد في عددهن. كالواقع من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم فانهم قللوا الركعات تخفيفا في طول الصلاة. لانه كان يشق على الناس قيامهم الطويل مع صلاة احدى عشر ركعة او ثلاث عشرة ركعة. فخففوا في تقليل القيام وعوضوا بتكثير الركعات فان النبي صلى الله الله عليه وسلم لما صلى تلك الليالي كان الصحابة يخافون الا يدركوا الفلاح يعني السحور. فعوض هذا بتقليل القيام وتطويل الركعات. فاذا قلل العبد صلاته ولم يطولها كثر الركعات. فيكثر الركعات عاد فيصلي عشرين او اكثر من ذلك. واما تقليل عدد الركعات والتقليل طول الصلاة فهذا مخالف لمقصود الشريعة في الكيفية والكمية. وهذا مما احدثه المتأخرون فصاروا يصلون صلاة قصيرة يفرغون من صلاة التراويح في ربع ساعة ونحوها. فهؤلاء مخالفون للسنة ولما عليه السلف رحمهم الله هو الذي يقول منهم اننا نصلي احدى عشرة ركعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقد اخطأ. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي بالعدد فقط بل صلى صلى الله عليه وسلم بالكيفية ايضا. فصلى صلاة طويلة. فالاحوال الواقعة في صلاة التراويح ثلاث الاولى حال نبوية. حال نبوية. وهي تقليل الركعات الصلاة تقليل الركعات وتطويل الصلاة. والحال الثانية حال سلفية وهي تكثير الركعات وتقصير الصلاة. تكثير الركعات وتقصير الصلاة. والحال الثالثة حال خلفي وهي تقليل الركعات وتقصير الصلاة. وهي تقليل الركعات وتقصير الصلاة تكون هذه الحال حال مذمومة يزجر عنها. ومن قدر على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو افضل فان عجز عنه فليلزم ما كان عليه السلف رحمهم الله. ثم ذكر المصنف ان الافضل لمن صلى مع الامام في قيام رمضان الا ينصرف الا مع الامام. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الرجل اذا قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. رواه اصحاب السنن من ابي ذر رضي الله عنه واسناده صحيح. وذكر الرجل خرج مخرج الغالب فمثله المرأة. فاذا صلى انه امرأة مع الامام قياما حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. والمراد بهذا الانصراف سلام بفراغه من صلاته. فانصراف الامام له معيان. احدهما السلام. ومتابعته فيه واجبة فلا يسلم العبد قبل امامه. والاخر الخروج من المسجد ومتابعته فيه مستحبة. فان الصحابة رضي الله عنهم لم يكن يخرجوا حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد. فيستحب للمأموم الا يخرج من المسجد حتى يخرج امامه. ما لم يشق عليه امامه بطول بقاء فهذا ينصرف ولو قبل امامه. فاذا صلى احد مع الامام قيام رمظان ولم ينصرف حتى فرغ الامام من صلاته مسلما فانه يكتب له قيام ليلة. اي يجعل الله عز وجل له قيام ليلة قد اداها بما صلى في كتب له قيام الليلة كلها مع قيامه بعضها اما من لم يتم صلاته مع الامام هذا لا يدرى او كتب له قيام ليلة ام لم يكتب له قيام ليلة؟ فالحال التي يلزم بها للعبد انه قام ليلة اذا صلى مع الامام حتى يفرغ من صلاته. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تراوي جميع المسلمين الاجتهاد في انواع العبادة في هذا الشهر الكريم من صلاة النافلة وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل والاكثار من التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والدعوات الشرعية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والدعوة الى الله عز وجل ومواساة الفقراء والمساكين والاجتهاد في بر الوالدين وصلة الرحم واكرام الجاني وعيادة المريض وغير ذلك من انواع الخير. لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ينظر الله الى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته. فاروا الله من انفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله عليه الصلاة والسلام وانه قال من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن ادى فريضة فيما سواه. ومن ادى في فريضة كان كمن ادى سبعين الف فاروضة فيما سواه. وللقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عمرة في رمضان تعدل حجة او قال حجة معي والاحاديث ولا ترد الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في انواع الخير في هذا الشأن الكريم كثيرة. والله المسؤول ان يوفقنا لكل ما فيه رضا وان يتقبل صيامنا وقيامنا ويصلح احوالنا ويعيذنا جميعا من مضلات الفتن. كما نسأله سبحانه يصلح قادة المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ختم المصنف رحمه الله رسالته بتحقيق المقصد الرابع منها. وهو الحث على المسارعة الى الاعمال الصالحة في رمضان فقال ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في انواع العبادة في هذا الشهر الكريم من صلاة النافلة واكدها النوافل المرتبة في اليوم والليلة كالسنن الرواتب. وكذلك قيام رمظان بصلاة التراويح. قال وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل اي قراءة القرآن قراءة يطلع منها على غايات ما فيه من الامر والنهي. وعقل معانيه وتفهمها. قال والاكثار من التسبيح والتهليل التحميد والتكبير والاستغفار والدعوات الشرعية. اي الواردة في خطاب الشرع. فانها اكمل واذا كانت الدعوة صحيحة المعنى جاز الدعاء بها لكن المقدم من الدعاء هو الوارد في الخطاب الشرعي ثم يليه ما كان صحيح المعنى. فالمصنفون لا يريد بالدعوات المشروعة مما يشمل صحيح المعنى ان الظاهر ارادته ما ورد في خطاب الشرع لما طرده بنظيره من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار وهي اكدوا الدعوات فالمؤكد من الدعوات الفاضلة هو ان يدعو العبد ربه بما جاء في القرآن والسنة النبوية. قال والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله ومواساة الفقراء والمساكين بالاحسان اليهم وايصال ما ينفعهم من مال وغيره والاجتهاد في بر الوالدين وصلة الرحم واكرام الدار وعيادة المريض وغير ذلك من انواع الخير. ثم ذكر من الاحاديث العامة الدالة على ذلك الحديث السابق ينظر الله الى تنافسكم الحديث رواه الطبراني في المعجم كبير من حديث عبادة واسناده ضعيف. قال ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير. الحديث رواه وابن خزيمة من حديث سلمان الفارسي واسناده ضعيف ايضا. ومعنى الحديثين من الحظ على المسارعة الى الخيرات يرجع الى الاحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما اذا دخل رمظان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار فان تفتيح ابواب الجنة وتغليق ابواب النار اغراء بلزوم الحسنات وزجر عن فعل السيئات فالمعنى المذكور في الحديثين من الحث على المسابقة هو في معنى هذا الحديث الذي ذكرته وغيره ثم قال ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عمرة في رمضان تعدل حجا وقال حجة معي. وهذا في الحق على عمل اخر سوى ما تقدم وهو العمرة في رمضان لانها تعدل حجة او قال النبي صلى الله عليه وسلم تعدل حجة معي فيكون لها من الفضل والاجر كعلم الحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الحديث فضل العمرة في رمضان. وبه عمل السلف من الصحابة كعمر رضي الله عنه وغيره من التابعين فمن بعدهم فمن السنن المستحبة في رمضان العمرة فيه. ثم قال المصنف والاحاديث والاثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة بانواع الخير بهذا الشهر الكريم كثيرة. ثم ختم بالدعاء فقال الله المسؤول ان يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه الرضا. وان يتقبل صيامنا وقيامنا على ما تقدم ذكره من معنى التقبل ويصلح احوالنا ويعيدنا جميعا من مظلات الفتن اي من الفتن التي تنتج ضلالا والاستعاذة من مظلات الفتن رويت في احاديث لا تصح. ووردت عن جماعة من السلف كابن عمر عند البيهقي في السنن الكبرى واسناده حسن وغيره فهي من الدعاء المشروع ان يدعو العبد اللهم اعذني من مضلات الفتن ثم الله عز وجل ان يصلح قادة المسلمين اي حكامهم بما في صلاحهم من صلاح المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق لما فيه من قوتهم وقوة المسلمين انه ولي ذلك والقادر عليه. ثم ختم رحمه الله تعالى بالسلام فان الختم بالسلام مشروع كالافتتاح بالسلام في شرع العبد اذا جاء ابتذالا يسلم واذا انصرف ان يسلم ومثل ذلك في التصانيف لمن استفتحها بسلام فاذا استفتح التصنيف بسلام وكذا الرسالة فانه يختتمها ايضا كلام والاتيان به على اكمل وجوهه اكمل. فاستفاؤه بقوله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. افضل من الاتصال على قول السلام عليكم او وعلى قول السلام عليكم ورحمة الله وبهذا يكمل التعليق على هذه الرسالة بما يناسب المقام. نسأل الله عز ان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا. لقاءنا ان شاء الله تعالى بعد صلاة العصر في قراءة الكتاب الثاني وهو فضائل شهر رمظان وفق الله الجميع لما يحب ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين