السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي امره بالعلوم وزين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم على احد الانوار وعلى اله وصحبه الاخيار. اما بعد فهذا دور السادس في شهر كتاب لعلامة عبد الرحمن ابن ناصر ابن سعدي. وهو الدرس الثالث في شرح القسم الثاني وهو الغضب والاداب. وقد انتهى من البيان الى قوله فصل في حقوق اهل العلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع قال سمعت رحمه الله تعالى بصوت حقوق اهل العلم. اعظم حقوق الواجب حق الرسول صلى الله عليه حقوق العلماء المعلمين الذين هم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين رحمته في كثيره وبيان شريعته. الذين لولاهم اخوكم والمعاملات كما انه فمن قام الكتاب والسنة وبهم اتضح الحق من الباطل والضلال والحلال من الحرام والخير من الشر والصلاة من الفساد في ذلك على مواكبهم ومقامهم بحسب ما قاموا به كثير يوم قليل. فحقهم على الذمة الكبير ومقامهم شديد. فعلينا بفضائله ومواطنيه وينشر محاسنه ويحط القلب واللسان عن مساويه التي تولدت. محاسنه واستشهدوا من تعليم الطالب المستعدين والتجرد لهم ومن ارشاد العوام ومن والناس مقربون اليه وحقوقهم على وزن تفصيل ذلك المصنف رحمه الله تعالى قطعة اخرى من كلامه ساق فيها ثماني عشرة جملة فالجملة الاولى قوله فصل في حقوق اهل العلم اي ما يثبت لهم من حق في طريق الشرع. وهؤلاء المرادون بهذا الفصل هم اهل العلم الذين هم اهله. وتفسيرهم في قوله حقوق العلماء المعلمين فالمقصودون من اهل العلم هنا ليس كل من انتسب اليه بل هم اهل العلم الذي بينهم اهله واهل العلم الذين هم اهله اعظم شعار دال عليهم انهم يبثون العلم الناس فان العلم لا يراد لذاته وانما يراد به نفع النفس لرفع الجهل عنها اولا ثم بث العلم لرفع الجهل عن الناس ثانيا ويقارنهما العمل بالعلم. هذه هي المقاصد العظمى المقدمة شرعا في العلم. ومتى اتصف العبد بها كان من اهل العلم الذين هم اهله والعلم شرعا هو ادراك خطاب الشرع. هو ادراك خطاب الشرع. والمراد بالادراك وصول النفس اليه وحصولها عليه. اصول النفس اليه وحصولها عليه فمتى استوفت النفس خطاب الشرع بالوصول اليه وحصلت عليه سمي ذلك الادراك علما ومراتب ادراك خطاب الشرع ثلاثة احدها العلم وهو ادراك خطاب الشرع وثانيها الفقه وهو ادراك خطاب الشرع والعمل به وثالثها التأويل. التأويل وهو ادراك خطاب الشرع. والعمل به مع معرفة مآلات الامور وهو ادراك خطاب الشرع والعمل به مع معرفة مآلات الامور. ذكر هذه المراتب الثلاث ابو عبد الله ابن طيب في مفتاح دار السعادة وابن سعدي في مجموع الفوائد فادراك الخطاب الشرعي مرتب تعليا في هذه المصاعب المرتبة الاولى ادراك للخطاب الشرعي ادراك مجردا تسمى علما. فاذا قارنه العمل سمي فقها وقد نقل ابن القيم في مفتاح دار السعادة اجماع السلف ان اسم الفقه لا يكون الا في اجتماع العلم مع العمل فاذا قام العلم والعمل به ادراك العبد مآلات الامور سمي تأويلا وهو اعلى المراتب الثلاثة. وبه دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما والجملة الثانية قوله اعظم الحقوق الواجبة بعد حق الرسول اي من الخلق فان المقدم اولا هو حق الخالق سبحانه وتعالى. ولما فرغ منه المصنف شرع يذكر حقوق الخلق بذكر حق الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم اتبعه بحق العلماء. وانما على حق العلماء بعد حق الرسول صلى الله عليه وسلم لانهم هم اعظم الخلق حقا الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. وموجب ذلك قول المصنف حقوق العلماء الذين هم الواسطة بين الرسول وبين امته في تبليغ دينه وبيان شريعته عظم حقهم لعظم وظيفتهم. فان وظيفة العلماء شرعا هي تبليغ الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبه صاروا وردة للانبياء كما في حديث ابي الدرداء المعروف الذي رواه ابو داوود وغيره من حديث داوود ابن جميل عن كثير ابن قيس عن ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. واسناده حسن. فالعلماء ورثة الانبياء. وهذه الوراثة تعلقها تبليغ الدين. فانهم صاروا عراة لهم باعتبار ان الم يتركوا وراءهم شيئا من فطام الدنيا الزائد. وانما تركوا الدين الذي بعثوا به. فمن اخذ بالدين بالوصول اليه بالعلم فقد اخذ بحظ وافر فكان قائما في مقام وراثة النبي صلى الله عليه وسلم فعظم حقهم على الخلق لعظم الوظيفة المناطة بهم. وهذه الوظيفة لا تثبت لهم باسم ولا برسم وانما ما تثبت لهم بوصف وهذا الوصف هو ادراكهم العلم وحيازتهم له وقيامهم ببذله. فمتى وجد هذا الوصف وجد لهم هذا الحق ولا يشترط ان يكون لهم لباس او منصب او رئاسة او جاه او غير ذلك حتى هذا الحق وانماط ذلك بوصف العلم الثابت له فمتى ثبت لهم وصف العلم ثبت لهم الحق المرتب في الشرع ثم قال المصنف الذين لولاهم لكان الناس كالبهائم اي لولا قيام علماء بتبليغ الدين اليهم وايصالهم ودلالتهم اليه لصاروا كالبهائم. قال ابن القيم في مفتاح ذلك السعادة لصاروا كالبهائم او اسوأ حالا. اي اشد حالا من البهائم لان المميز بين الادمي والبهيمة العجماء ان الادمي له مدرك يدرك به من سمع وبصر وقلب فاذا اوصلته موارد الادراك الى ما يجب عليه شرعا تميز عن البهائم والا فلا كما قال الله عز وجل لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون ولهم اذان لا يسمعون بهؤلائك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون ومعنى قوله تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها ليس المقصود نفي الادراك بتلك الالات. وانما نفي الانتفاع بها. فهو له قلب لكن لا يحصل الانتفاع به منه وله عين لكن لا يحصل الانتفاع به بالانصات وله اذن لا يحصل الانتفاع بها بالسمع فحين ذاك حاله اسوأ من حال البهيمة. فاذا فقد الانسان تلك المدارك صار اسوء من البهيمة لان البهيمة لم تخاطب بالامر والنهي وانما الذي قطب هم الناس. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاذا كان الانسان ادراك ما امر به في خطابه الشرعي صار اسوأ حالا من البهيمة. وانما يمكنه ذلك بالعلم. فاذا علم الانسان امكنه القيام بوظيفة العبادة. والجملة الثالثة قولهم حقوقهم على الامة اعظم من حق الاباء والامهات فانهم ربوا ارواح العباد وقلوبهم بالعلوم النافعة والمعالم الصحيحة. اي ان ما لاهل العلم من حق على الخلق اعظم من حق الاباء والامهات. لان الاب والام هم اصل الجسد واما العالم المؤدب فهو اصل حياة الروح كما قال المصنف فانه ربوا ارواح العباد وقلوبهم من العلوم النافعة والمعارف الصحيحة. وما به قوام حياة الروح اعظم مما به قوام حياة البدن. قال الشاعر اقبل على النفس واستكمل فضائلها فانت بالروح لا بالجسم انسان قال ابو العباس ابن تيمية المعلم والمؤدب اب للروح كما ان الوالد اب للجسد انتهى كلامه اي ان معلمك في مكان هو ابو حكمة هو اب لروحك اي يغذيها ويحييها بما يصل اليك من لبان العلم والايمان. واما الوالد من اب او ام فان امداده لك لا يجاوز حياة البدن. وحياة الروح اعظم من البدن وصار الحق الثابت لهم على الامة اعظم من حقوق الاباء والامهات. ومن جميل الاخلاق المذكورة عن الكبار انني لما لقيت شيخنا سليمان بن حمد السكيت رحمه الله رئيس حائل فصار يذكر لي شيوخه واحدا واحدا فعد منهم شيخا له قرأ عليه وهو ابن اربعة عشرة سنة وهو الشيخ عبد الله بن خلف الد حيان قرأ عليه في الكويت احصن المختصرات وبلوغ والمرام فقلت له مريدا ابهاج نفسه لقد صدر قريبا كتاب عن سيرة شيخنا رحمه الله وسآتيكم به. فبكى بكاء شديدا. وقال لا احتاج هذا الكتاب. فان ذكريات الشيخ عبد الله في قلبي ودمي اكبر مما في هذا الكتاب ولحقه عليه اعظم من حق ابي وامي لان انتفاعه به كان اعظم من الانتباه الذي وصل من ابيه وامه فانه كان الذي درجه وشجعه على طلب العلم وقرأ عليه في صغرهم ما استمر رحمه الله تعالى حتى ادرك وولي القضاء في عدة بلدان انتهت به الى حائل وكان رئيسا قضاتها ثم توفي فيها رحمه الله تعالى رحمة واسعة. والمقصود ان تعرف ان منفعة العالم بروحك اعظم من منفعة ابيك الى قومك لبدنك سيكون حقه اعظم. والجملة الرابعة قوله وهم هداة الامة في اصول دينهم وفروعهم اي مرشدوهم ودالوهم على الخير فيما يتعلق بالدين اصلا وطرعا فان اصل الهداية الدلالة والارشاد. والله سبحانه وتعالى قال عن رسوله صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم وهذه الهداية المثبتة له هي هداية البيان والارشاد والدلالة وكما هي ثابتة له فانها ثابتة وهم العلماء. فالعلماء هم هداة والامة في اصول الدين وفروعهم. وليس شيء يحتاجه الناس الا وهم مفتقرون فيه الى بداية عالم يدلهم ويرشدهم. والجملة الخامسة قوله وهم المرجوع اليهم في احكام الحقوق والمعاملات كما انهم المرجوع اليهم في امور العبادات. اي انه يرجع اليهم فيما به قيام الدين وقيام الدنيا فان قيام الدنيا يذكر غالبا في امور العبادات وقيام الدنيا يذكر في احكام الحقوق والمعاملات فالعبادات والصلاة والصيام والزكاة والمعاملات كالبيع والشراء والانشطة والطلاق والجهاد والامارة فان قوام ما به حال الناس وصلاحهم فيما يتعلق بامور دينهم ودنياهم موصول الى العلماء. فاذا رجعوا اليهم بما يحتاجون انه في هذه الابواب افلحوا واذا اخذوا بقول غيرهم ظنوا الا ان هذا مشروط بكون العالم كاملا ثالثا ما يصلح به الدين والدنيا معا. لا ان يكون عارفا بما يصلح به الدين دون الدنيا. ومن يمين كلام ابي العباس ابن تيمية الحديث رحمه الله تعالى ما نقله عنه البعري في كتاب الجهاد من الاختيارات العلم ان الكلام في الجهاد لا يصلح ممن يعلم ما به صلاح الدين دون الدنيا ولما به صلاح الدنيا دون الدين المتكلمون في الجهاد ثلاثة اصناف احدهم من يعرف ما به صلاح الدين دون الدنيا فهذا يصلح الدين ويفسد الدنيا والاخر من يعرف ما به صلاح الدنيا من الدين فهذا يصلح الدنيا ويفسد الدين. والثالث من يعرف ما به صلاح الدين والدنيا فهذا هو الذي يقبل كلامه في الجهاد. وعلى هذا فقس في كل امر مما يتعلق باحوال الناس. فان الصالحة للكلام فيها هو الذي يعرف ما به صلاح الدين والدنيا معا. اما من يعرف ما به صلاح الدين فقط او الدنيا فقط فانه ربما كان ما يفسده اكثر مما يصلحه. وعم هذا الامر يكون مع من؟ كبرت سنه وطالت تجربته فبطول السن وكثرة التجارب يتمحض عقل الانسان ويحصل له من بعد النظر وكمال الفكرة وحصول العبرة متطلبات الاحوال ما لا يكون لغيره وكم رأينا في شواهد التاريخ قديما وحديثا دلائل بينة على ان العارف بما يقول مما به صلاح والدنيا يحصل الخير بقاله واشارته ورأيه. وان من يعرف ما به صلاح احدهما ربما جر على المسلمين شرا عاجلا او اجلا. والجملة السادسة قوله بهم قام الكتاب والسنة وبهم اتضح الحق من الباطل. والهدى من الضلال والحلال من الحرام خير من الشر والصلاح من الفساد اي بهم ظهرت دلائل الكتاب والسنة للعلم بها والعمل. فليس المقصود قام الكتاب والسنة انهم صاروا اهلا لهما فقط وانما المقصود ظهور دلائلهما في العلم والعمل فتكون ايات الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة بالعلم والعمل في الناس بارشاد العلماء وهدايتهم ضلالتهم وهو هداية ودلالتهم وبذلك يحصل التفريق بين المتقابلات من حق وباطل وهدى حلال وحرام وخير وخير وشر وصلاح وفساد فانه لا يتميز فصل هذا عن مقابله الا بعلم بين واذا لم يكن للانسان علم فانه لا يميز الحق من الباطل ولا الهدى من الضلال ولا الخير من الشر ولا الحلال من حرام ولا الصلاح من الفساد فيحتاج للعالم المتمكن الراسخ ليميز الخبيث من الطيب ويفصل الحق عن الباطل مما الله عز وجل من علم وروية وعظم. والجملة السابعة قوله وهم في ذلك على مراتبهم طبقات بحسب ما قاموا به من العلم والتعليم والنفع الكثير او القليل. اي ان العلماء متفاوتون في مراتبهم فهم على درجات عدة وطبقات متفاوتة وموجب المفاوتة بينهم هو ما يقومون به من العلم والتعليم والنفي او بالقليل فبه تتميز مراقب اهل العلم. وليس تمييزها بالشهادات او الاموال او المناصب وانما التمييز هو اثر القيام بالوظيفة التي جعلتها لهم الشريعة من تبليغ الدين ونشره وبثه ونفع الناس. فاذا كان المرء قائما بما يلزمه من تعليم الناس وهدايتهم وارشادهم ونفعهم فان هذا في اعلى الطبقة والناس دون انهم يتفاوتون في مقاديرهم من هذه الطبقات بحسب ما حظ احدهم من العلم والتعليم والنفع وفي قوله رحمه الله تعالى والنفع الكثير والقليل اعلام بان نفع العالم لا ينحصر فيه مد العلم فقط بل للعالم اجابوا لا يكون لغيره. وهذا الجاه هو الذي اكسبه اياه علمه. كما قال رجل للحافظ عبد الله ابن عبد الرحمن لولا العلم لما كنت عندنا شيئا. قال مدحتني حيث اردت ان تذمني قال مدحتني حيث اردت ان تذمني. يعني اثبت له العلم وانه ارتفع بالعلم. فصاحب العلم عنده جاه ينبغي ان يبذله بما يستطيع وهكذا كان العلماء العارفون بالله عز وجل يجتهدون في نفع الناس بالشفاعة والجاه والنصر والارشاد ولا يقصدون نفعهم على العلم والتعليم فان العلم والتعليم باب حسن ولكن النفع للجاهل اعظم موارد الخير جعل الله عز وجل له جاها فانه ينبغي له ان يبذله. واذا طلعت المذكور في ترجمة ابي العباس ابن تيمية الحديث ذكرها الذهبي رأيت كيف كان نحو رحمه الله تعالى الناس والدهماء والعوام عند الامراء ورؤوس الجن بما كان يبتدئه من شفاعة لهم رحمهم الله تعالى وهذا هو الذي ينبغي ان يكون عليه صاحب العلم في نفع الناس يصل بهم الى الخير المرجو لهم في الدنيا والاخرة فهو يحسن اليهم ولا يرجو منهم شيئا. والجملة الثامنة قوله فحقهم على الامة كبير ومقامهم جليل وهذا تقرير لما سبق ذكره من تعظيم حقهم وفي قوله حقوقهم على الامة اعظم من حق الاباء والامهات وقوله اولا اعظم الحقوق الواجبة بعد حق الرسول صلى الله عليه وسلم حقوق العلماء فحق العلماء الامة كبير كبره الشرع ومقامه جليل اجله وعظمه الشرف. والجملة التاسعة قوله فعلى الناس ان يحبوهم ويجلوهم ويوقروهم اي من الواجب على الخلق ان يحبوا اهل العلم لان الله قال والمؤمنون بعضهم اولياء بعض واعظم اخرة الولاية هي المحبة فالمحبة هي اصل الولاية علينا المؤمنين واحب المؤمنين بالمحبة هم رؤوسهم والمقدمون فيهم وهم العلماء فعلى الناس ان يحبوا وهم يحبونهم لما هم عليه من اهل العلم والهداية والدلالة. فلا يحبونه في انسابهم او احسابهم او شهاداتهم او رئاسات وانما يحبونهم لاجل ما هم عليه من العلم والتعليم ويجلوه اي يعظموهم ويوقروهم اي اخبروهم ويعظمونهم وقد بوب جماعة من اهل العلم تراجم في توطير العالم والزالم والخطيب في الجامع وغيرهم. والاصل فيه حديث اسامة بن شريف رضي الله عنه الذي رواه النسائي وغيره قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده اصحابه كانما على رؤوسهم طير صحيح. فلما جاء اسامة فرأى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنده كالطير لا يتحركون فجلانا وتوقيرا واعظاما للنبي صلى الله عليه وسلم والعلماء هم ورثة الانبياء ولذلك لهم حق من اعظام الشرع هذا التوقير هو الاجلال وعند الخطيب وعند الدارمي والخطيب وغيرهما من حديث عبد الرزاق عن معمر وعن عن طاووس ابن كيسان رحمه الله احد التابعين انه قالوا من السنة ان يوقر اربعة العالم والسلطان والوالد وذو الشيبة. فممن ينبغي تعظيمه شرعا العالم والجملة العاشرة قوله ويعترف بفضائلهم وفواضيهم ان يقروا بما لهم من الفواضل والفضائل. وتقدم الفرق بينهما وهو فالفرق بين الفضائل والفواضل ها اتقدمت لنا الفضائل هي علق ذلك سمي قدم معنا في نفس الكتاب هذا في شرحه ان الفضائل هي الكمالات المتعلقة بالنفس والفواضل هي الكمالات المتعدية الى غيرك هي الكمالات المتعلقة الى المتعدية الى غيرك. فمثلا العلم من الفضائل والكرم من الفواضل. فالاصل في العلم انه من المحاسن اللازمة للنفس. والاصل في الكرم انه يتعدى ويصل الى غيرك. والجملة الحادية عشرة قوله ويشكروهم على ذلك غاية الشكر اي يجب على الناس ان يشكروا العلماء على ما يبذلونه من العلم والتعليم والنفع القليل والكثير قياما لما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليهم. وعند ابي داوود في الحديث الربيع في مسلم عن محمد ابن زياد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس والاسم الاحسن الله فيه بلطان حجم ان يكون مرفوعا. يعني فاعلا للشكر مبتدأ له فيكون معنى الحديث لا يشكر الله اي لا يبتدئ الله عز وجل بشكر احد من خلقه اذا لم يشكر الناس والله عز وجل يشكر ويشكر. فهو يشكر من احسن عملا ويشكر سبحانه وتعالى على ما الى الخلق من الانعام. قال ابو العباس ابن تيمية اذا عملت لله طاعة فلم تجد لها اثرا فاتن نفسك فان الرب اي يبادر العبد بادخال اثار طاعته عليه فهو يشكر الخلق على ما يبتدئون من الاعمال والاخر ان يكون بنصب الاسم الاحسن. لا يشكر الله من لا يشكر الناس اي من لا يقوم بشكر الناس فانه لن يقوم بشكر الله فيكون الفاعل محلوفا والاسم الاحسن منصوب على انه مفعول به جملة الثانية عشرة قوله ويدعو له سرا وعلنا. اي من حقوق العلماء على الناس من يدعو له في السر والعلن. لانهم يوصلون الى الناس معروفا. ومما يكافئ به صاحب المعروف الدعاء له فعند ابي داوود وغيره من حديث سليمان الاعمش عن مجاهد بن جبر عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له. فمن ما يحصل به المكافأة عند عدم القدرة على مقابلتها ان يدعو الانسان لمن احسن اليه والعلماء لا يقدر على مكافأتهم بشيء من حطام الدنيا. فيدعو الانسان لهم في سره وعلنيه. وقد قال الامام احمد لابن الشافعي اني في صلاتي لجماعة او قال لخمسة ابوك منهم. يعني واحد منهم فلم ينسى احمد رحمه الله تعالى شيخه الشافعية فيما وصل اليه من العلم بالدعاء له وكان يحيى ابن معين يعيب على الامام الاحمد اتباعه بغلة الشافعي. فقال الامام احمد ان فاتك حديث بعلو ادركته بنزول وان فاتك فقه هذا الرجل لم تدركه. يعني ان ما كان عند الشافعي من فهم الدين واحسان الجمع بين الادلة لا سيما الاحاديث النبوية لا يجوزه عند غيره فكان يدعو له رحمه الله تعالى رأيت رجلا من الصالحين دخل عند احد مشايخنا رحمه الله تعالى فقال له اني ادعو في صلاتي بجماعة في اخر الليل يعني لجماعتنا انت احدهم وابن باز هو ابن عثيمين والالباني رحمهم الله تعالى. فالذي يريد مكافأة العلماء يدعو لهم ما استطاع الا ذلك سبيلا في سنه سبيلا ما استطاع الى ذلك سبيلا من سره وعلنه والجملة الثالثة عشر قوله ويتقربون الى الله بمحبتهم والثناء عليهم. اي يجعلون ذكر محاسنهم عنها مرة بعد مرة ومحبتهم قربا يتقربون بها الى الله عز وجل. فهم يرجون الاجر والثواب من الله عز وجل على محبة العلماء والثناء عليهم. والثناء هو تكرار ذكر المحاسن مرة بعد مرة. فان عن المحاسن يسمى حمدا فاذا كرر سمي ثناء. افاده ابو عبد الله ابن القيم في قاعدة ذكرها في بدائع الفوائد الحمد والثناء والتمجيد. والجملة الرابعة عشرة قوله وينشر محاسنهم. اي من حق العالم على الناس ان ينشروا محامده التي يعرفون منه التي يعرفونها عنه لما في نشر محاسنهم من خطيب ذكره واذا طاب ذكره حصل النفع به باقبال الخلق عليه. والجملة الخامسة عشرة قوله ويغض القلب اللسان عن مساوئهم ان يحفظوا قلوبهم عن الظنون السيئة والسنتهم عن عن الكلام البذيء الذي لا يليق عن مساوئ العلماء التي اذا وجدت محلت في جنب محاسنهم فان صدور الخطيئة منهم جائز بل هو واقع شرعا وقدرا فانهم لا يحفظون من ذلك وهم كسائر وعند مسلم من حديث سعيد بن عبدالعزيز عن امير عيسى الخولاني عن ابيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى يا عبادي انكم انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا الحديث. فاخبر عن سجية ابن ادم من مقاربة ومواقعتها فاهل العلم تصدر منهم الخطايا واذا وجد شيء من هذه الذنوب والخطايا فانها تضمحل اي في جنب محاسنه محاسنهم التي له ويجب على العبد ان يحفظ قلبه عن الظنون الفاسدة فيهم ويحفظ لسانه عن القول الباطل فيهم. والمراد بالقول الباطل ما خالف الشرع. اما ما وافق الشرع فانه لا يكون باطلا كموجه على ذلات العلماء فان الرد على زلات العلماء لا يخالف الشرع. قال الامام احمد رحمه الله تعالى لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض الرد على الخطأ وبيانه وكشفه هذا امر جائز شرعا بل مأمور به بشروطه وادابه الشرعية التي من عرفها قام بمال الله من حق وما للخلق من حق. والجملة السادسة عشر قوله وعليهم ان ينتهزوا الفرصة بوجودهم فيغترف من نعيم علمهم ويسترسلوا بنورهم. اي عليهم ان يتداركوا مدة جنودهم فيغتنموها بالاستفادة منهم مغتربين من معين علمهم اي نفعه الصافي مسترشدين بنورهم اي ببدايتهم المقتبسة من اشكال الكتاب والسنة فان الذي هو اليوم بين يديه ربما لا يكون غدا بين يديه اما بموته واما بعدم التمكن من الانتفاع منه. وقد روى الدائري وغيره من حديث عن ابن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الانصار هل هم بنا نسأل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يذهبوا فقال يا ابن عباس هل تظن الناس يحتاجون اليك واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم؟ قال ابن عباس فما مات ذلك الانصاري حتى رأى الناس مجتمعين علي يسألونني فكان يقول كان الفتى اعقل مني. كان هذا الفتى اعقل مني. يعني ان ابن عباس لما سارع الى ان يبادر واله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذهابهم بقي حتى احتاج اليه الناس وصاروا ليسألونه فينبغي ان يعادل الانسان من تداعى بالعالم قبل هذه وان لا يسوف قال بعض السلف سوف جند من جند ابليس لانها هل تمنع الانسان من المبادرة الى الخير؟ فتحرمه منه فقد رأيت رجلا كان ابوه يشار اليه في التقدم في القراءات الحرمين وقد حفظ القرآن في زمانه وحفظ الشاطبية في عهده ثم بقي يغني نفسه انه يقرأ عليه القراءات السبع فمات قومه وهو رجل كبير ولم يخفى عليه الا رواية حفص وكان في الناس من قرأ على والده القراءات السبع هكذا التسويف هو المماطلة في اللحوق بالخيرات يذهب على الانسان الخير ويكون منه اياها والجملة السابعة عشرة قوله ويعمل الجميع ما يقدرون عليه من الاسباب التي تري قوم تفرغهم لما هم بصدده من مهماتهم التي هي اعظم المهمات على الاطلاق الى قوله مما هو متوقف عليهم. اي ينبغي من حق العلماء على الناس ان يجتهدوا اعانتهم على حوائج الدنيا بتوفير الاسباب التي تفرغهم للقيام بمهام العلم من تعليم الطلبة المستعدين اي المتقبلين للعلم المتجردين لهم ومن ارشاد العوام ومن الفتاوى الصادرة ومن الفصل الحكم في الخصومات بين الناس بالقضاء فان نفع العالم لا يكون الا بتفرغه ومن اخبار سفيان الثوري رحمه الله انه ذكر ان امه كانت تقول اذهب فتعلم وانا اعوذ اذهب فتعلم وانا اغولك بمرزلي ايذهب تطلب العلم وما تحتاج اليه من مال فانا اغزل بهذا المغزل وانسج الثياب وغيرها وابيعها وننتفع بالمال الذي يأتي منها. ومن اقبال الثوري رحمه الله تعالى انه كان اذا جاءه رجل يلتمس العلم سأله هل له من فارق من عيش؟ فان قال نعم امره بطلب العلم وان قال لا بطلب ما يكفيه من العيش لان العبد اذا بدد شمله بطلب العيش لم ينل العلم ويحتاج الامر الى مجاهدة عظيمة وفي الاخبار المنقولة عن الخضر انه قال يا موسى اذا اردت العلم فتفرغ له. والمقصود ان من اراد ان يحوز العلم ينبغي له ان يتفرغ له ومن اراد ان ينفع الناس بالتعليم فانه يتفرغ له لان شغل القلب الدنيا يضيق القلب عن العلم يعجب فيه الفهم عن مسائل العلم النافعة ذكر النوم او غيره عن الشافعي اظنه في تذكرة السامع المتكلم لابن جماعة ان الشافعي رحمه الله تعالى قال لو كلفني اهله بشراء لو كلفني اهلي بشراء بصلة كما فهمت مسألة. لو كلفني اهلي بشراء بصلة لما سألت لما فهمت مسألة. يعني ان القلب اذا شغل بشراء اشياء ولو كان بشراء المرصد يغدو ويروح في هذه الامور فانه يضعف عنه حمل العلم وهذا الامر وهو هو امر التفرغ للعلم سواء في حق المتعلم او المعلم من اوابد هذا الزمن الذي غادر فيه الناس ما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى من العناية بالمعلمين والمتعلمين وارصاد الاوقاف لهم وتفريغهم للعلم لانه اعظم الجهاد الذي يحفظ به والمرء اليوم اشد مجاهدة في طلب العلم مما كان عليه الزمن الاول فان الزمن الاول المساعد فيه كثير الان فالمساعد قليل ويجب على العبد الا يشغل نفسه بطلب التفرغ الكامل بين هذا ربما صار صعب المنال مع ذهاب الاوقاف ونحوها ولكن عليه ان يناسب بين شغل عيشه وبين طلبه العلم. واما اضاعة الوقت في انتظار حصول التفرغ وكمال المعيشة يذهب به مع الانسان احلامه وامانيه فان الاماني رؤوس اموال المفاليس فلا تمني نفسك ولا لكن حاول مجتهدا مجاهدا ان تجمع بين حالك وبين ما ينبغي عليك في طلب العلم حتى تصل الى مطلوبك فهذا من اعظم الجهاد الذي يحتاجه الناس في هذا الزمان. وارى القائم به اعظم حالا واكمل مما كان عليه الاوائل. فان الاوائل كانوا يوعانون عليه. واما اليوم فصار اكثر الناس يخبل عن العلم تعلما وتعليما. فالثبات عليه والاكتفاء بقدر ما يصلح الانسان من والمجاهدة في ذلك من اعظم ابواب الجهاد. والجملة الثامنة عشرة قوله والناس مضطرون اليه وحقوقهم على وجه التفصيل لا يمكن عدها اي ان الناس يحتاجون الى العالم اضطرارا لهم عما به فصعد ما به مصالح الدنيا والاخرة الا بدلالة وبدايته وباستغنائه عنهم كملت حاله قال سفيان الثوري العالم مستغني عن الناس. والناس محتاجون اليه. ووجه استغنائه عن الناس انه لا يريد منه شيئا فهو لا يطالب ولا يطالب ولا يعاتب استغناء بما قام في نفسه من الغنى وفي صحيح البخاري من حديث ابي الزناد عن الاعرابي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرب ولكن الغنى غنى النفس. رواه مسلم من وجه اخر من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. فالعالم اعظم الناس غنا في فهو لا يحتاج الى الناس والناس محتاجون اليه بافتقار هدايتهم ودلالتهم وارشادهم في مصالح الدنيا والاخرة على ارشاد العالم وقوله رحمه الله على وجه التفصيل لا يمكن عدلها اي في هذا المختصر فان لهم حقوقا كثيرة وهي من مطالب العلم التي ينبغي ان يحرص عليها طالب العلم ليقوم بما يجب للعلماء من حقوق وفي التأليف المفردة في الكتب وفي ادب العلم ما ينشد الى ذلك ككتاب جامع. لاخلاق الراوي واداب السامع للخطيب البغدادي وكتاب بيان العلم للحافظ ابي عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في هذين الكتابين وغيرهما اشارة الى جمل وافرة من حقوق لاهل العلم ومن قام مع حق اهل العلم او شكى ان يدرك العلم. ومن لم يقم بحقوقهم فانه لا يصل اليه العلم ولو وصل اليه شيء من العلم فانه يكون علما مشوشا لا ينتفع به. لكن من عرف للعالم ابوته ومقامه ومنزلته له حقه ورتبته فجعل له ما جعل الشرع من حق وقام به وامتثل تقربا الى الله سبحانه وتعالى فانه يكون في الدنيا والاخرة واذا كان مضيعا تاركا لذلك فانه يخشى عليه من الخسران. وهذه الحقوق لا تجعل للعالمين لاجل شيء الا لعلمه ولا يطالب بها المتعلم بشيء الا عبودية لله سبحانه وتعالى. وهذا معنى قول شعبة من علمني صرت له من علمني حديثا صرت له عبدا اي من طوق عنقي بالفضل والتعليم فانني يكون في قلبي نوع رق لهم شكرا اوصل الي من الخير الذي اجراه الله سبحانه وتعالى على يديه. وهذا اخر بيان هذه الجملة من بقية الكتاب ان شاء الله تعالى في الدرس القادم. الدرس القادم متى؟ ها الله الله انت الذي قلت ستة وعشرين ثلاثة كنت هنا بس غيرت مكانك الله يجزاك خير طيب الدرس يقول اربعة اربعة وهذه الرواية قد ان شاء الله تعالى الدرس يكون اخر خميس في شهر اربعة وهو تاريخ خمسة وعشرين اربعة. خمسة وعشرين اربعة ان شاء الله تعالى يكون اه الدرس. ختمنا الدرس الماضي بايش واختبار ونختم الدرس هذا ايضا باختبار قبل الاختبار الاخوان الذين اه حصلوا الفوز في هذا في الاختبار السابق كلهم ما شاء الله الاول الاول الاول كلهم جاؤوا بدرجة الكاملة هذه جوائز بكوبونات بشراء كتب من مكتبة ابن الجوزي. اذا خلصنا درس ابن الجوزي يفسدون الكتب. هذا الاخ احمد قائد ها اه الاخ نايف بن حمد ال عبد الله الاخ عبد الله بن حمد العزمي ماجد محمد الغامدي الاخ احمد بن احمد ابو علي يجوز يكون اسمك ابيك رحمه الله. يجوز حيا او ميتا. بعض الناس يظن انه ما يجوز الا اذا كان ميتا يسمى باسمه. حي او اي تسمى باسمه واكثر اسم وجدته وانتم لكن اكثر اسم وجدته محمد سبعة. يعني كيف محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن العلاء البخاري هذا سبعة وجدت غيرها تستفيدون عندك الاسئلة افرقها بين الاخوان اطلق عبد الله خليه يساعدني اللي تأتيه الورقة مباشرة يجيب على الاسئلة عندنا ان شاء الله يوم عشرة اربعة حداشر اربعة اثنعش اربعة برنامج زمل العلم في دولة قطر مدة ثلاث ايام الاربعاء والخميس والجمعة نشرح فيه ان شاء الله تعالى اثنى عشر كتابا وعندنا ان شاء الله تعالى في شهر اربعة محاضرة في مسجد الراجحي يوم ثمنطعش اربعة اسمها مصنع الالحاد بعد صلاة المغرب يوم الخميس ثمنطعش اربعة وباقي ما شئت في التابعون عن طريق تويتر الموقع جاوب خبس جاوب جاءوا بما تعرف من