السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الصيام من فرائض الاسلام. واعاده علينا كل عام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه على اله وصحبه اجمعين. وسلم عليه وعليهم الى يوم الدين. اما بعد فهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج احكام الصيام الرابع عشر. وهو فضائل شهر رمضان. للعلامة عبدالعزيز ابن عبد الله بن باز رحمه الله. فقبل الشروع في اقراره لابد من ذكر مقدمات ثلاث. المقدمة الاولى بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة قدوة عبدالعزيز بن عبدالله بن عبد الرحمن بن باز. يكنى ابا عبدالله ويعرف بابن باز. ويلقب بمفتي عام المملكة العربية السعودية المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في الثاني عشر من ذي الحجة سنة ثلاثين وثلاثمائة والف المقصد الثالث جمهرة شيوخه تلقى رحمه الله علومه عن جماعة من علماء عصره منهم حمد بن فارس وسعد بن عتيق ومحمد بن عبداللطيف ال الشيخ ومحمد بن ابراهيم ال الشيخ واخرهم هو شيخ تخرجه واخر شيوخه وفاة. المقصد الرابع جمهرة اصحابه اخذ عنه جمع غفير من حملة العلم طبقة بعد طبقة فتخرج به كثيرون والحق احفاد بالاجداد فمن رؤوس اصحابه من العلماء فهد ابن حمي ومحمد ابن عثيمين وصالح ابن خوزان وعبدالله ابن قعود في اخرين المقصد الخامس ثبت مصنفاته ترك رحمه الله تراثا حسنا من التأليف من منهما حرره بنفسه كالتحقيق والايضاح ونقد القومية العربية ومنه ما اخذ من كلامه في مجالس التعليم وفرغ ثم عرض عليه وطبع في حياته كشرح ثلاثة اصول ومنها ما اخذ من مجالس درسه ولم يعرض عليه كشرح كتاب التوحيد. واخرهن هو اقل تأليفه رتبة في اعتداد به. لانه لم يضعه تصنيفا ولا عرظ عليه تحريرا. المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله في السابع والعشرين من شهر المحرم الحرام سنة عشرين واربع مئة والف وله من العمر تسعون سنة رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه طبعت الرسالة المذكورة تحت نظر ممليها رحمه الله مفردة وفي مجموع فتاويه المقروء عليه باسم فضائل شهر رمضان. فهو الاسم عنه والمقصد الثاني اثبات نسبته اليه هذه الرسالة ثابتة النسبة الى مصنفها رحمه الله فانها مبدوءة بنسبتها اليه في قوله من عبد العزيز بن عبد الله بن باز. وهي احدى الرسائل المثبتة في مجموع فتاويه المقروء عليه. المقصد الثالث بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة هو ذكر فضائل شهر رمضان. مع المامة حسنة بالتذكير بالاجتهاد في الاعمال الصالحة فيه تارة وببيان احكام من احكامه تارة اخرى المقدمة الرابعة ذكر رتبته هذه الرسالة من الرسائل مفردة في ما يتعلق بالصيام. وهي حسنة الوضع جليلة النفع لان مصنفها اراد بها نفعا الخاص والعام فينتفع بها سداة العلم المنتسبون اليه وينتفع بها عوام المسلمين المفتقرون الى التذكير بما يتعلق باحكام رمضان والحث عليه. المقصد الخامس توضيح منهجه. جاءت هذه الرسالة نسقا متتابعا لا فصل بين مقاصدها بفصول ولا ابواب مترجمة. وطرزها رحمه الله بالادلة من القرآن والسنة. واعتنى فيها بعزم ما يذكره من الاحاديث الى الكتب المصنفة غالبا وان كانت عادته هو وعلماء الدعوة رحمهم الله ان ما يكتب من الرسائل لعموم المسلمين يخلونه من عزو تلك الاحاديث الى اصولها لعدم المناسبة التامة حينئذ كالواقع في رسالته التي بعد فجر اليوم في فظل صوم رمظان وقيامه فانه كان يذكر الاحاديث ولا يعزوها الى مخارجها من الكتب الحديثية. والمقصد السادس العناية به. انحصرت العناية بالرسالة المذكورة في نشرها مطبوعة تارة مفردة وتارة اخرى في مجموع فتاوي المصنف رحمه الله المقدمة الثالثة ذكر السبب الموجب لاقرائه تقدم القول في نظيرها وهو كتاب فظل صوم رمظان وقيامه المقروء فجرا من بيان ان الداعي الى ذلك يرجع الى ثلاثة امور. احدها تحقيق ما يتعلق من بيان الواجب علينا في العلم فان احسن ما قيل في ضابط ما يجب من العلم ان ما وجب العمل به وجب تقديم تعلمه عليه. ذكره ابو بكر الاجري في رسالته بطلب العلم. وابو عبد ابن القيم في اعلام الموقعين والخرافي في الفروض هو شيخ الشيوخ محمد علي بن حسين المالكي في تهذيب الفروق والمرء بين يدي صيام شهر رمضان يفتقر الى تعلم احكامه لانه من العلم الواجب حينئذ ما دام الصيام معلقا في ذمته وجوبا. وتانيها تهيئة النفس للعبادة. فان تقديم تعليم احكام صيام شهر رمضان وقيامه وما تعلق به سواهما مما يحصل به بعض الغافلين وتنبيهه ليهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان واهتبال ما من الله به عليه من ادراكه بالاعمال الصالحة. وثالثها ترسيخ العلم برعاية فقه المناسبات الذي يعني فيه بيان احكام تتعلق بزمان او مكان او حال بمناسبة داعية كبيان احكام الصيام قبل رمضان او بيان احكام الحج قبل الحج. وهلم جرا. نعم احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في رسالته شهر رمضان نفعنا الله بعلمه وعلمكم في الدارين. بسم الله الرحمن الرحيم الى من يراه من المسلمين وفقني الله واياهم لاغتنام الخيرات وجعلني واياهم من المسارعين للاعمال الصالحات امين عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد ايها المسلمون انكم في شهر عظيم مبارك الا وهو شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن. شهر العتق والغفران شهر الصدقات والاحسان. شهر تفتح فيه ابواب الجنات وتضاعف فيه الحسنة وتقال فيه الدعوات وترفع الدرجات وتغفر فيه السيئات شهر يجود الله فيه على عباده بانواع الكرامات ويجزل فيه لاولياءه العطايا. شهر جعل الله صيامه احد اركان الاسلام فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وامر الناس بصيامه. واخبر عليه الصلاة والسلام ان من صامه ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه شهر فيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم فعظموه رحمكم الله بالنية الصالحة والاجتهاد في حفظ صيامه وقيامه فيه الى التوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات. واجتهدوا في التناصح بينكم والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى كل خير لتفوزوا بالكرامة والاجر العظيم. ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها. اتباعا للوارد في السنة النبوية. في مكاتباته ورسائله صلى الله عليه وسلم الى الملوك. فانه كان يفتتحها بالبسملة فقط. وذكرنا فيما سلف ان هديه صلى الله عليه وسلم في الخطب افتتاحها بالحمدلة. والتصانيف تجري مجرى الرسائل. واذا قرنت البسملة بالحمدلة والشهادتين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بافتتاح التصانيف فذلك من الاداب المستحسنة اتفاقا في التصنيف ومن اهل علم من اقتصر على البسملة فقط كابي عبدالله احمد ابن حنبل في مسنده وابي عبدالله البخاري في صحيحه في جماعة اخرين من المصنفين. ثم ابتدأ رحمه الله تعالى بيانه بقوله من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين. وذكره اسمه في طليعة رسالته موافق للهدي النبوي في الرسائل فان الجاري في السنة تقديم الذكر المرسل على ذكر المرسل اليه ومنه حديث ابن عباس في الصحيحين في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل وفيه من محمد رسول الله الى هرقلا عظيم الروم. وذكر المصنف رحمه الله نفسه بما يتميز به فسمى نفسه بقوله من عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز. وذكرنا فيما سبق ان المرء اذا ذكر اسمه بما يميزه عن غيره. فلا يصلح ان يذكره بما يشترك فيه معه غيره كان يكون اسمه محمد ابن عبد الله فيقول محمد بن عبدالله فان هذا لا يتميز به عادة عن غيره. والواقع في سنن العرب انها تذكر الاسم اربعة وهو المسمى في عرفنا بالاسم الرباعي فانه لا يقع غالبا الاتفاق في اربعة فيحصل بذلك تمييز صاحبه عن غيره. فذكر المصنف رحمه الله تعالى اسمه في كلامه ومن منافع التصريح باسماء المصنفين في صدور تصانيفهم او على قررها ان عرف صاحبه فيؤخذ العلم عنه لانه اذا جهل لم يؤخذ علمه فالعلم لا يؤخذ عن المجهول نص عليه طيارة المالك في قواعده ومحمد حبيب الله الشنقيطي في اضاءة السارق. ثم جعل المصنف رحمه الله رسالته الى من يراه من المسلمين وهي مكاتبة عامة مما دأب عليها علماء الدعوة رحمهم الله وذكرنا فيما سلف ان المكاتبات نوعان احدهما المكاتبة الخاصة وهي التي تساق الى احد معين. واحد او اكثر. والاخر المكاتبة العامة وهي التي تساق الى عموم من الخلق كالواقع في كلام المصنف رحمه الله في قوله الى من يراه من المسلمين. ثم اتبع بدعائه لمن بعث اليهم الرسالة تحبيبا لهم فيما يذكر من الخير فان النفوس اذا دعي لها نشطت وقربت مما يذكر لها. وجعل دعاءه لنفسه ولهم بنفسه قبلهم. موافقة للسنة النبوية. ففي حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دعا لاحد بدأ بنفسه. فالدرجة العليا لمن دعا لاحد ان يدعو لنفسه مقدما نفسه ثم يدعو لغيره. فان اقتصر على الدعاء لغيره فهو وارد ايضا في السنة النبوية والمخالف للسنة النبوية ان يدعو لغيره ثم يدعو لنفسه فيؤخر نفسه عن غيره مع اجد عبدي الى نفع نفسه اكثر من حاجته الى نفع غيره ومما ينفع به نفسه الدعاء فيقدم نفسه بالدعاء ثم يتبعه بالدعاء لغيره. ودعا المصنف رحمه الله لنفسه ولمن يراه من المسلمين بامرين احدهما التوفيق لاغتنام الخيرات. والتوفيق هو تيسير اليسرى ومقابله ايش مقابل التوفيق الخذلان وهو التيسير للعسرى وهو التيسير للعسرى. وهذه المسألة وهي حقيقة التوفيق والخذلان من مضايق الانوار التي اختلف فيها النظار ولها موارد في علم الاعتقاد يضيق المقام عن ايرادها لكن القول فيها ان التوفيق هو التيسير لليسرى. وان الخذلان هو التيسير للعسرى. والاخر ان يجعل الله واياهم من المسارعين الى الاعمال الصالحات. فان الله امر بذلك فقال فاستبقوا الخيرات ثم اتبع دعاءه بقوله امين والتأمين بعد الدعاء دعاء بعد فمعنى امين اللهم استجب وذكرنا فيما سلف ان التأمين بعد الدعاء له اصل شرعي وهو هو ابراهيم ايوا اصل شرعي وهو التأمين بعد قراءة الفاتحة فان الفاتحة دعاء واخرها اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وللمغضوب عليهم ولا الضالين. ويشرع للامام ان يؤمن بعد قراءته بحديث. اذا امن الامام فامنوا متفق عليك وانعقد الاجماع على ان المنفرد يؤمن في جهرية او سرية فالتأمين بعد من جنس هذا فاذا دعا المرء دعاء ثم قال بعده امين كان ذلك سائغا لا منع فيه. ثم افتتح رسالته بقوله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وتقدم ان الوالد في السلام التعريف والتنكيل في خطاب الشرع لفظان. احدهما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والاخر عليكم ورحمة الله وبركاته. فكداهما وارد في الخطاب الشرعي. فاذا سلم بقوله السلام عليكم او بقول سلام عليكم كان اتيا بالتحية المأمور بها. واختلف اهل العلم في التفضيل بينهما. والاظهر ان قول السلام عليكم افضل من قول سلام عليكم لامرين ما هما احسنت احدهما قرن السلام بال فيه زيادة في المبنى. والسلام من الذكر والدعاء. ففي تكثير حروفه تكثير اجوره. ففي تكثير حروفه تكثير اجوره. والاخر نعم ان السلام المعرف بان اقوى في الدلالة على عموم افراده من تنكيره. فان ان تكون لارادة الجنس فتفيد استغراق جميع افراد السلام. واما التنكير فانه وان كان يقع في كلام العرب ارادة التكفير الا ان تكفيره يقصر عن ان يكون كرتبة المكثر بال الدالة على قادة الجنس. ثم ابتدأ المصنف رسالته بعد قوله اما بعد قائلا ايها المسلمون بحذف حرف النداء وهو واقع في القرآن والسنة ومنه قوله تعالى يوسف عن هذا فتقديره يا يوسف اعرض عن هذا. وحذف الياء هنا يراد به ومنه قوله تعالى يراد منه التقريب لما يذكر بعده ومنه قوله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون فانه حذفت اداة النداء تقريبا للمؤمنين من التوبة الى ربهم سبحانه وتعالى ترغيبا لهم فيها ثم قال انكم في شهر عظيم مبارك الا وهو شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن شهر العتق والغفران شهر الصدقات والاحسان. وتقدم ان ما يوصف به رمظان من الاوصاف نوعان انا ما هما نعم احسن ان ما يوصف به رمضان نوعان احدهما الاوصاف الواردة في خطاب الشرع. الاوصاف الواردة في خطاب الشرع والاخر الاوصاف الواردة في غير خطاب الشرع. فهذه اذا صحت معانيها جاز الاخبار بها فهذه اذا صحت معانيها جاز الاخبار بها. فاذا كان المعنى صحيحا جاز ان يخبر المخبر عن شهر رمضان بما عن له من المعاني كقول المصنف رحمه الله شهر الصدقات والاحسان فانه لم يأتي في خطاب الشرع وصفه بذلك. اما المعنى فانه معنى صحيح تدل عليه احاديث عدة ووصف المصنف رحمه الله تعالى الشهر باوصاف متعددة وكان مما ذكره فيه قوله شهر العتق والغفران. وتقدم ان الاحاديث الواردة في العتق في رمضان ضعاف لا يثبت منها شيء اما المعنى المذكور الذي دلت عليه فانه صحيح قطعا. لحديث ابي هريرة رضي الله عنه عند ابن خزيمة وغيره رغم انفه او بعد عبد دخل رمظان فلم يغفر له واسناده حسن وهو عند الترمذي باسناد اخر ضعيف فان مغفرة الذنب له تخلصه من النار فيكون عتيقا فاصل العتق هو تخليص الرقبة وهي النفس من عذاب النار. ولم يزل اهل العلم يذكرون هذا في في شهر رمضان وتخلف صحة الاحاديث لا يقضي بتخلف صحة المعاني. فكم من معنى صحيح في الشريعة رويت فيه احاديث ضعاف لانعقاد الاجماع عليه او رجوعه الى اصل كلي او موافقته دلالة النظر او قول صحابي او غير ذلك. وقال فيه ايضا وتضاعف فيه الحسنات والاحاديث الواردة في تضعيف الحسنات في شهر رمضان بشيء يختص لا يثبت منها شيء. لكن من قواعد تضعيف الحسنات ان الحسنة تضاعف في الزمن الفاضل كما تضاعف في المكان الفاضل او الحال الفاضلة. وتقع هذه المضاعفة الكمية والكيفية فباعتبار الكمية قد يقارن العبد في تلك الفواضل من حسن الاسلام ما لا يكون في غيره. وذكرت لكم فيما سلف ان تضعيف الحسنات مبني على حسن اسلام العبد تارة ترجع الى الكيفية فتكون الحسنة في الزمن الفاضل او المكان الفاضل او الحال الفاضلة اعظم من نظيرها في غيره. وقال فيه ايضا وتقال فيه العثرات وهي والسيئات. واقالة العبد منها العفو عنه والمسامحة له. وقال ايضا فعد درجات ورفعة الدرجات في صفة رمضان لها معنيان. احدهما رفعة الدرجات بترقية العبد في رتبة العبودية. رفعة الدرجات بترقية العبد في رتبة العبودية. والاخر رفعة الدرجات بترقيته في الجنة. رفعة الدرجات بترقيته في الجنة. والموافق ما ورد من الادلة في رمضان انه يرقي العبد في عبودية الله انه يرقي العبد في الله ولم يصح حديث في انه ترفع درجات الصائم في الجنة. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى جعل صيامه احد اركان الاسلام وستأتي دلائله فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وامر الناس بصيامه. وكانت عدة الرمضانات التي صامها النبي صلى الله عليه انما كم احسنت. تسعة رمضانات اتفاقا. فصام النبي صلى الله عليه وسلم رمظان في تسع سنين. وذكر النبي صلى الله عليه باسم المصطفى سايغ امرين سائغ هلا فيصل ما الدليل ايش ايه هذا كلام ان الله اصطفاه بس مو بدليل فيصل ايوا حديث من واسم المصطفى من اسمائه صلى الله عليه وسلم لما روى احمد في مسنده باسناد صحيح من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا النبي المصطفى. فاطلاق القول بان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم باسم المصطفى بدعة هو البدعة فاطلاق ان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم باسم المصطفى بدعة هو البدعة. فانه مأثور في السنة النبوية ولم يزل عليه علماء الاسلام وتقدم ان المبادرة بذكر شيء مشهور بالبدعة مما ينبغي الاحجام عنه وعدم الاقدام رعاية لجلالة رتبة الامة في عدم اجتماعها على الضلالة وقيام الحجة فيها بالعلماء اي في قرونها طبقة بعد طبقة. ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان من صامه ايمانا واتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. ومن قامه ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. وجاء هذا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين وذكرنا فيما سلف ان هذين العملين مع العمل الثالث وهو قيام ليلة القدر علقت بشرطين ثقيلين احدهما ان تكون معمولة على وجه الايمان اي التصديق بامر الله سبحانه وتعالى. والاخر ان تكون معمولة لطلب الاجر من الله عز وجل احتسابا له عليه. وسبق ان ذكرنا ان الوارد في الحديث مغفرة ما تقدم من الذنوب ايضا بزيادة وما تأخر وهي زيادة ضعيفة شادة لا تصح. وذكرنا اختلاف اهل العلم فيما يكفره الصيام من الذنوب وانهم اختلفوا على قولين احدهما ايش من يذكر القولين ماشي نعم. احدهما ان التكفير مختص بالصغائر. ان التكبير مختص بالصغائر. فلا ترتفع الكبائر الا بتوبة والاخر ان التكفير يعم الصغائر والكبائر فيكفر الصيام والقيام بذاتهما كبائر بلا توبة وذكرنا فيما سلف ان ابن عبد البر في التمهيد وابن رجب في فتح الباري هو جامع العلوم والحكم نقل الاجماع على ان المراد بما يكفر الصيام هو طغاية وصرح الثاني وابن رجب بان ذكر تكفير الكبائر من المسائل الشاذة وهو قول جماعة ممن تأخر عن السلف كابن حزم وابن تيمية الحفيد رحمهم الله. والقاعدة الكلية عند اهل السنة ان الكبائر لا تكتفع الا بتوبة. ان الكبائر لا ترتفع الا بتوبة فلا يمحوها شيء من الصالحة بلغ ما بلغ. ثم ذكر ان فيه ليلة هي خير من الف شهر من حرم خيرها فقد وهي ليلة القدر. والمراد بكونها خيرا من الف شهر اي من الف شهر لا قدر فيها اي الف شهر لا ليلة قدر فيها. ثم امر رحمه الله بتعظيم تعظيم شهر رمضان بالنية الصالحة بان يعقد المرء قلبه على الاستكثار من الحسنات في رمضان فان نية الخير خير فان اي نية الخير خير ولمن نوى الخير عمله كما جاء عن الامام احمد رحمه الله ثم اوصى بالاجتهاد في حفظ الصيام وقيامه وسيأتي كلام مفصل له في هذا والمسابقة فيه الى الخيرات والمبادرة فيه الى التوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات. والتوبة هي ايش ما هي التوبة النصوح من ذكره من روى وهي التوبة من الذنب مع عدم العودة اليه هي التوبة من الذنب مع عدم العودة اليه فيتوب من الذنب ولا يرجع اليه. صح هذا عن عمر ابن الخطاب عند ابن جرير في تفسيره وقوفا من كلامه. وحقيقة معنى كونها نصوحا يدل على ذلك. فان حقيقة النصح تخليص من غيرها فان حقيقة النصح تخليصها من غيرها. ولا تتخلص توبة نصوح عن غيرها من انواع التوبة الا بان يتوب ثم لا يرجع الى ذنبه. ثم حض فيها على الاجتهاد في التناصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى كل خير طلبا لمقصود عظيم هو المذكور في قوله لتفوزوا بالكرامة والاجر العظيم ان شهر رمظان ظرف لرجاء اصابة هذه المقامات العالية من اكرام الله للعبد واجره على عمله الاجور العظيمة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وفي الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الاخلاق السيئة والصفات الذميمة كالاشر والبطر والبخل وتعويدها الاخلاق الكريمة الصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه. ومن فوائد الصوم انه يعرف العبد نفسه حاجة وضعف وفقره لربه ويذكره باعظم نعم الله عليه ويذكره ايضا بحاجة اخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه والاستعانة بنعمه على طاعته ومواساة اخوانه الفقراء والاحسان اليهم. وقد اشار الله سبحانه تعال الى هذه الفوائد في قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فاوضح سبحانه انه كتب علينا الصيام فليتقيه سبحانه فدل ذلك على ان الصيام وسيلة للتقوى والتقوى هي طاعة الله ورسوله بفعل ما امر ترك ما نهى عنه عن اخلاص لله عز وجل ومحبة ورغبة ورهبة وبذلك يتقي العبد عذاب الله فغضب فصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى وقربة الى المولى عز وجل وسيلة قوية الى التقوى في بقية سوء الدين والدنيا وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى بعض فوائد الصوم في قوله صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم فليتزوج فانه غض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. فبين النبي عليه الصلاة والسلام ان الصوم وجاء للصائم وسيلة للطهارة وعفافه وما ذاك الا لان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والصوم ضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الايمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين به المعاصي ومن فوائد الصوم ايضا انه يطهر البدن من الاخلاط الردية ويكسبه صحة وقوة. اعترف بذلك الكثير الاطباء وعالجوا به كثيرا من الامراض. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان في الصيام فوائد كثيرة وحكما عظيمة هي منافعه الجامعة. مما عرف تارة بطريق الشريعة ومما عرف تارة بطريق الطبيعة. فتارة تذكر في الاخبار الشرعية منافع الصيام. وتارة تعرف منفعته بطريق القدر ويشترك فيها الخاص والعام واهل الاسلام وغيرهم ذكر من فوائده تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الاخلاق السيئة والصفات الذميمة كالاسر والبطر والبخل وتعويدها الاخلاق الكريمة. واصل طهارة النفس هي تخليصها من سلطان الشهوات والشبهات. واصل طهارة النفس تخليصها من سلطان الشهوات والشبهات وهي زكاتها. فمن الاول قوله تعالى وثيابك فطهر. ومن الثاني قوله تعالى قد افلح من زكاها وتعود طهارة النفس وتزكيتها عليها بمنفعتين الاولى دفع الاخلاق الذميمة والاخر غرس الاخلاق الكريمة. غرس الاخلاق الكريمة واسم الاخلاق في خطاب الشرع يتناول الدين كله تارة ويتناول معاملته مع الناس تارة اخرى. فالخلق له في الشرع معنيان. احدهما عام. وهو الدين كله منه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. اي دين عظيم قاله مجاهد ابن جبر والاخر خاص وهو المعاملة مع الخلق خاص وهو المعاملة مع الخلق ومنه وحديث عائشة في الصحيحين كان خلقه القرآن. فاذا طهرت النفس وزكيت اكسبت صاحبها دفع الاخلاق الذميمة وغرس الاخلاق الحميدة. مما يرجع الى الدين كله او يختص بمعاملة العبد مع غيره من الناس. وذكر المصنف رحمه الله من الاخلاق الذميمة الاشرى والبقر وهما يجتمعان ويفترقان. فالاصل الجامع لهما تجاوز الحد. فالاصل الجامع لهما تجاوز الحد وافتراقهما في كون الاسر تجاوزا للحد في حدة ان العشرة تجاوز للحد في حدة. وان البطر تجاوز للحد في نعمة. وان البطر تجاوز للحد في نعمة. فالاشهر هو تجاوز الحد في ايش الحدة تجاوز الحد في الحدة. والبطر هو تجاوز الحد في النعمة. ثم ذكر من فوائد الصيام ان انه يعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه. لما يلقاه فيه العبد من نقص الحال ضعف قوته فان النفس اذا فطمت عن مألوفاتها ضعفت. فاذا حبست عن الطعام والشراب والشهوة احس العبد بحاجته وضعفه وفقره الى ربه عز وجل. ثم قال ويذكره بعظيمه نعم الله عليك لان فقد تلك النعم بحبسها عن النفس من مأكل او مشرب او شهوة كهوبها فان العبد يكون في النعمة لا يشهدها حتى يفقدها وهذا معنى قولهم الصحة تآت على الاصحاء لا يراه الا المرضى والصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى اي الفاقدون لها. فان نعمة طغيان على النفس تذهل معه عن شهود تلك النعمة. فاذا حبست عنها تلك النعمة وفقدت منها شهدتها وهي الحال التي تعرض للصائم فانه اذا حبس نفسه عن مألوفاتها فقد الطعام والشراب والشهوة فتعرف والى نعمة الله عز وجل عليه. ثم قال ويذكره ايضا بحاجة اخوانه الفقراء. لانه من الحال ما يمسهم من جوع وعطش وضعف فيتذكر ان هذه الحال التي له بصيامه هي حال ملازمة لغيره من اخوانه. وهم الفقراء الذين لا يجدون ما يسد حاجتهم في مطعمهم ومشربهم. قال المصنف فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه والاستعانة بنعمه على طاعته ومواساة اخوانه الفقراء والاحسان اليهم. ثم قال المصنف فقد اشار الله الى هذه الفوائد في قوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. فاوضح سبحانه انه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه. فالحكمة العظمى والغاية الكبرى من فرض الصيام تحصيل تقوى الله فمعنى قوله لعلكم تتقون اي عسى ان يحملكم صيامكم على لزوم التقوى. قال المصنف فدل ذلك على ان الصيام وسيلة للتقوى والتقوى هي طاعة الله ورسوله بفعل ما امر وترك ما نهى عنه عن اخلاص لله عز وجل ومحبة ورغبة وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه. واسم التقوى في خطاب الشرع يجمعه انه اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه. اتخاذ العبد وقاية بينه وبين وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. وقولنا اتخاذ العبد وقاية مرجعه الى اصل وضع كلمة تقوى في لسان العرب. فان المراد بها الحرز الذي يحتمى به فان المراد بها الذي يحتمى به. وقولنا بينه وبين ما يخشاه لتعدد افراد ما امرنا باتقائه لتعدد افراد ما امرنا باتقائه. فقال الله عز وجل يا ايها الناس اتقوا ربكم. وقال تعالى اتقوا التي وقودها الناس والحجارة فالافراد المذكورة كلها مما يتقى واصل التقوى يجمع اطرافها ويرجع اليه شتاتها هو تقوى الله عز وجل. فمن اتقى الله كان متقيا عذاب النار وما يكون في يوم القيامة. وقولنا بامتثال خطاب الشرع اعم من قصره على فعل الامر واجتناب النهي. لان خطاب الشرع نوعان. احدهما خطاب الشرع الخبر خطاب الشرع الخبري. وامتثاله وامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا. وامتثاله بالتصديق اثباتا ونفيا. والاخر خطاب الشرع الطلبي. خطاب الشرع الطلبي وامتثاله بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حلال فذكر امتثال خطاب الشرع عند بيان حقيقة التقوى اولى لتناوله جميع الاحكام الشرعية مما يرجع الى الخطاب الخبري او الخطاب الطلبي. ثم قال المصنف فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى وقربة الى المولى عز وجل وسيلة قوية الى التقوى في بقية شؤون الدين والدنيا والشعبة من الشيء قطعته وجزؤه. قطعته وجزؤه. فاذا قيل شعب التقوى او شعب الايمان فالمراد بهما اجزاء التقوى واجزاء الايمان وخصالهما الجامعة لهما. وقول وقربة الى المولى اي طاعة مفعولة لاجل طلب القرب من الله سبحانه وتعالى. وفي حديث ابي هريرة عند البخاري وهو حديث الهي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فقوله تعالى وما تقرب الي عبدي اي ما فعل شيئا يطلب به القربى الي. ومنه قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اي يطلبون الى الله ما يقربهم. فالاية المذكورة بمعنى الحديث المذكور الا انه صريح في اطلاق لفظ التقرب في فعل الطاعات فالعبد يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى على ثم ذكر المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم اشار الى بعض فوائد الصوم. ليكون ذكر فوائد الصوم مردودا تارة الى القرآن ومردودا تارة اخرى الى السنة. فرده الى القرآن اصله قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ورده الى السنة اصله حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. حتى قال ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. متفق عليه. والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم وجاء اي وقاية وحماية اي وقاية وحماية. واصله رب انثيين الفحل واصله رد انثي الفحل اي خصيتيه. فاذا ماتتا انقطعت شهوته. فاذا ماتتا انقطعت شهوته فلم تعد له رغبة فيما يطلب من اتيان النساء فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الصوم وجاء للصائم ووسيلة لطهارته وعفافه ثم قال مفسحا عن علة ذلك وما ذاك الا لان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الايمان وتكثر من سببه الطاعات من المؤمنين وتقل به المعاصي. فاذا صام الانسان انكسرت نفسه. واذا انكسرت نفسه ضعف سلطان الشيطان عليه لانه لم يعد له رغبة في مطلوب وهذه الجملة وهي ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم في حديث متفق عليه. واما زيادة فضيق مجاريه بالصوم فهذه زيادة لا اصل لها ذكره العراقي في التخريج الصغير للاحياء. واما معنى ذلك فهو صحيح كما قال المصنف والصوم يضيق كالمجال لان الانسان اذا صام ذهبت عنه مألوفاته من طعام وشراب وشهوة فانكسرت نفسه وخشعت لله سبحانه وتعالى وذكر الله وعظمته. فلم تعد له رغبة فيما تطلبه النفس من انواع السيئات فضعف سلطان الشيطان عليه وقوي سلطان الايمان فكثرت طاعاته وقلت معاصيه ثم ذكر واخرا من فوائد الصوم ايضا انه يطهر البدن من الاخلاط الرديئة. ويكسبه صحة وقوة اعترف بذلك الكثير من الاطباء اعالج به كثيرا من الامراض وهذا مما عرف من منافع الصيام بطريق القدر ورويت فيه احاديث لا يثبت منها شيء. واما معناها فصحيح ان الصوم يرجع على البدن بتقويته وصحته في دفع عنه الاخلاق الرديئة التي تضعفه وبسط هذا المعنى ابن القيم في كتاب الطب من زاد المعاد وهو الجزء الرابع منه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد اخبر الله سبحانه في كتابه العزيز انه كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا. واوضح سبحانه لو ان المفروض علينا هو صيام شهر رمضان واخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان صيامه هو احد اركان الاسلام الخمسة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اياما معدودات الى ان قال عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى قال فمن شهد منكم الشهر فليصمه. ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى الاسلام على خمسة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ما يدل على وجوب صيام شهر رمضان فقال وقد اخبر الله سبحانه في كتابه العزيز انه كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا واوضح سبحانه ان المفروظ علينا هو صيام شهر رمضان. واخبر نبينا عليه الصلاة والسلام انه صيامه هو احد اركان الاسلام ثم شرع يذكر دلائل قوله فقال قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم صيام الاية. فالاية المذكورة تصدق ما ذكره قبل بقوله كتب علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبل فهو من الشرائع التي كتبها الله سبحانه وتعالى على الناس في هذه الامة وعلى من قدمه من اهل الكتاب وغيرهم. واسم الكتب في خطاب الشرع يراد به الامر واسم الكتب في خطاب الشرع يراد به الامر فمن دلائل الامر في الخطاب الشرعي ورود كتب وما يرجع اليها ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد والامير الصنعاني في شرح منظومته في اصول الفقه. فقوله تعالى هنا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام اي فرض عليكم الصيام. والكتابة الواردة في خطاب الشرع نوعان. احدهما كتابة شرعية كالمذكورة في هذه الاية. والاخر كتابة قدرية. اي مما يرجع الى قدر الله انه وتعالى ثم قال الله عز وجل في الاية التي تليها اياما معدودات اي وقعت كتابة هذا الصيام عليكم في ايام معدودات وهذه الايام المعدودات عدتها كم جاه لقوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه. ولا يقال عدتها ثلاثون لان اسم الشاهد في كلام العرب يطلق ويراد به تارة تسعة وعشرون يوما ويطلق ويراد به تارة ثلاثون يوما. ووقع الجمع بقوله اياما مع مردودات لماذا لامرين لامرين احدهما تهوينا على نفوسهم تهوينا على نفوسهم وتسهيلا لاجابة امر الله تسهيلا لاجابة امر الله والاخر ان المعروف في العرب صيام الايام ان المعروف في العرب صيام الايام ومنه صومهم يوم عاشوراء فلو ذكر الشهر لهم ابتداء لكان فيه ثقل. فذكر لهم ما اعتادوه. وهو معتاد صوم جنسي اليوم فاذا جعل من هذا الجنس هان عليهم. ثم ذكر تتمة الايات وفيها كما تقدم التصريح بالمفروظ علينا في قوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه. فالاية الاولى هي دالة على يا ايها الذين امنوا اكذب عليكم الصيام الدالة على ايش ايش يا اخي الوجوب ايش وجوب صيام رمضان ها ايه لكن ماذا تدل عليه؟ على وجوب ماذا ها عبد الله على وجوب الصوم فقط على وجوب الصوم. فليس في الاية تعيين ما يصام. ثم جاء تعيينه في قوله فمن شهد الشهر فليصمه. ولذلك قال المصنف وقد اخبر الله سبحانه في كتابه العزيز انه كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبله وهذا هو المراد في الاية الاولى. ثم قال واوضح سبحانه ان المفروض علينا هو صيام شهر رمضان وهو المذكور في الاية الثانية ثم ذكر المصنف رحمه الله الحجة من السنة على فرض صيام شهر رمضان وهو ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس فذكر منهن وصوم رمضان متفق عليه فقوله بني الاسلام على خمس اي جعل كالبناء الذي يقوم على خمس دعائم منها صوم رمضان في كل سنة. وتقدم ان رواة الحديث اختلفوا في تقديم صوم رمضان على حج والمحفوظ فيه تقديم الصوم على الحج فهو الذي صرح به راويه ابن عمر في صحيح مسلم لما وقع بين يديه تقديم الحج على الصوم فقال لا وصوم رمضان وحج البيت. فالرواية التي وقع فيها تقديم الحج عليه هي من الروايات الواقعة بالمعنى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ايها المسلمون ان الصوم عمل صالح عظيم وثوابه جزيل ولا سيما صوم رمضان فانه الصوم الذي فرضه الله على عبادي وجعله من اسباب الفوز لديه وقد ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الا الصيام. فانه لواء اجزي به انه ترك شهوة وطاعة وشربه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطري وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وسلسلة الشياطين. واخرج الترمذي وابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا كان اول ليلة من رمضان مغفرة الشياطين ومردة الجن وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب. وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب. وينادي مناد يا باغي الخير اقبله ويا باغي الشرع قصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة. وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه. فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى الى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته. فأروا الله من انفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله. رواه الطبراني. وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله الله عليه وسلم ان الله فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه. من صامه وصامه ايمانا واحتسابا خرج من ذنوبي كيوم ولدته امه. رواه النسائي. وليس في قيام رمضان حج محدود لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقف لامتي في ذلك شيئا لم يوقت لامتي في ذلك شيئا وانما حثهم على قيام رمضان. ولم يحدد ذلك بركعة ولما سأل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال مثنى مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر لهما صلى اخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين فدل ذلك على التوسعة في هذا الامر فمن احب ان يصلي عشرين او يوتر بثلاث لا بأس ومن احب ان يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس. ومن احب ان يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ومن زاد على ذلك ونقص عنه فلا حرج عليه. والافضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم افعاله غالبا. وهو ان يقوم ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث. مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة لما ثبت في الصحيحين عن عائشة الله على انها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة يصلي افلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا. وفي الصحيح عنان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في احاديث اخرى انه كان يتهجد في بعض الليالي باقل من ذلك. وثبت عنه ايضا صلى الله عليه وسلم انه في بعض الليالي نصلي ثلاث عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين. فدلت هذه الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. على ان الامر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله وليس فيها حد محدود لا يجوز غيره. وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عبادي حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك. وهذا يعم رمضان وغيره. المصنف رحمه الله في هذه ان الصوم عمل صالح عظيم وثوابه جزيل ولا سيما صوم رمضان الذي فرضه الله على العباد اله من اسباب الفوز لديه. ثم ذكر رحمه الله من الاحاديث النبوية ما يصدق هذا ذكر الحديث المتفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى وتقدم ان الاحاديث بالرواية عن الله تسمى احاديث الهية او ربانية او قدسية والمشهور في كلام متقدمين تسميتها بالاحاديث الالهية ومن جملتها هذا الحديث وفيه قوله تعالى كل عمل ابن ادم له اي ينسب له. واما الصيام فانه ينسب الى الله كما قال في الحديث فانه لي ثم ذكر ان الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف. وذكرنا ان تضعيف الحسنات نوعان احدهما تضعيف مقيد والاخر تضعيف مطلق. فاما الاول وهو التظعيف المقيد فان اقل ما به الحسنة ان تكون بعشر امثالها فمن عمل حسنة فله عشر امثالها ثم يفضي المقيد الى سبعمائة ضعف كما في هذا الحديث وغيره. واما التضعيف المطلق فهو الوارد في حديث كتابة الحسنات والسيئات المخرج في الصحيحين عن ابن عباس وفيه لما ذكر فعله الحسنة انها بعشرة امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة. ثم قوله في الحديث الا الصيام فانه لي ان ينسب الي وذكرنا ان نسبة الصيام الى الله عز وجل هي اضافة تشريف اتفاقا. وان العلم اختلفوا في سر اضافة الصيام الى الله عز وجل. فذكر ابو الخير الطلقاني في كتاب حظائر القدس اكثر من خمسين قولا وهي ترجع في التحقيق الى قولين. احدهما ان الصيام سر بين الله وعبده ان الصيام سر خفي بين الله وعبده لا يطلع عليه. بخلاف سائر اعماله كالصلاة والحج والزكاة والاخر ما فيه من تخليص النفس من هواها وتعبيدها لمولاها ما فيه من تخليص النفس من هواها وتعبيدها لمولاها. لتجرد العبد فيه من مألوفاته. كالاكل والشراب والشهوة ذكر رد تلك الاقوال الى هذين القرطبي في تفسيره وابن رجب في لطائف المعارف وتقدم ايضا ان الصيام الذي ينسب الى الله هو الصوم ايش من ذكر اتفاقا ان الصوم الذي ينسب الى الله عز وجل هو الصوم السالم من المعاصي والاثام. ذكره ابن اتفاقا لماذا؟ يا عبد الله احسنت لان الله عز وجل موصوف بالكمال فلا يضاف له الا الكامل. لان الله عز وجل موصوف بالكمال فلا يضاف الا الكامل ثم ذكر في الحديث علة ذلك بقوله ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي اي ابتغاء مرضاته وذكرنا ان الشهوة في هذا الحديث هي عبد العزيز ايش اتيان الرجل اهله. لحديث احسنت لحديث ابي هريرة في الصحيحين في قصة اهل الدثور اياتي احدنا شهوته فيكون له فيها اجر اي اي يأتي احدنا اهله فيكون مأجورا على اتيانه اهله. فالشهوة المتروكة في هذا الحديث هي الرجل اهله. وهذا ينشأ منه التحقيق في مسألتين تنازع فيها الفقهاء الاولى في كون المذي مفسدا الصيام ام لا. والاخرى في كون الاستمناء مفسدا الصيام ام لا؟ واضحة المسألتين؟ طيب ما ما الجواب؟ كل المسألة الاولى هل يفسد ام لا يفسد؟ نعم الذي ماء رقيق يخرج عند وجود الشهوة يفطر ولا ما يفطر لماذا لانه لا يدخل في اسم الشهوة لا يدخل في اسم الشهوة. فالمذي لا يكون مفطرا في اصح القولين لانه لا يدخل في اسم الشهوة المذكور في قوله ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجل فهو ليس شهوة ولكنه مقدمها ولذلك قال الفقهاء المذي ماء رقيق يخرج عند وجود الشهوة فهو مقدمة الشهوة وليس هو الشهوة نفسها. وحمل الاحتياط الفقهاء على جعله مفطرا. فينبغي التحرز من اسباب اثارة الشهوة لان لا يوقع فيما يفسد الصيام وان كان المذي بنفسه ليس مفسدا. واما المسألة الثانية وهي الاستمناء فانها الاستمناء يكون وين مفطر لماذا فيكون الاستمناء مفطرا لانه في معنى اتيان الرجل اهله. لانه في معنى اتيان الرجل اهله. ففيه اخراج المرء شهوته فيلحق اتيان الرجل اهله فيلحق باتيان الرجل اهله. ثم ذكر في الحديث ان للصائم فرحتان احداهما فرحته عند فطره. والاخرى فرحته عند لقاء ربه. وذكرنا فيما سلف ان فرحته عند فطره برجوعه الى مألوفاته من اكل وشرب وشهوة. واما فرحته عند لقاء ربه بوجدانه اجره وثوابه عند الله سبحانه وتعالى. ثم قال في الحديث ولخلوف فم الصائم. والخلوف الخاء اتفاقا واختلف في فتحها. فمن اهل العلم من منعه كالخطاب والنووي ومنهم من رآه صحيحا والخلوف هو اثر الفم الناتج من الصيام اثر الفم الناشئ من الصيام واختلف في محل طيبه على قولين احدهما ان طيبه كائن في الاخرة احدهما ان طيبه كائن في الاخرة فقط والاخر ان طيبه كائن في الدنيا والاخرة والاظهر منهما الثاني انه طيب يكون وفي الدنيا ويكون في الاخرة. وهو اختيار فيصل وهو اختيار ابي عمرو ابن الصلاح وابي عبدالله ابن القيم. ورده الثاني الى كونه طيبا في الدنيا ايش باثر العباد طيبا في الدنيا بكونها اثرا في العبادة وطيبا في الاخرة بتحصيل ثوابها ثم ذكر الحديث المتفق عليه ايضا انه قال اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وسلسلت الشياطين. وذكرنا ان تفتيح ابواب الجنة وتغليق ابواب النار اختلف فيه على قولين. احدهما انه حق على حقيقته فتفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار. وهذا قول ابن المنير في شرح البخاري. والاخر ان المراد في ابواب الجنة رغبة النفس في الطاعة ان المراد بفتح ابواب الجنة رغبة النفس في الطاعة وان المراد بغلق ابواب النار ضعف رغبة النفس في المعصية. وهذا قول عياظ يحصد في شرح مسلم وابي محمد ابن ابن عبد السلام في مقاصد الصوم. والصحيح من القولين الاول. فان خطاب الشرع يقع على مواقع الكلام عند العرب والعرب اذا اطلقوا هذا ارادوا حقيقته. والاصل في الكلام هو الحقيقة. وذكرنا فيما سلف ان سلسلة اعطيني اختلف فيما يسلسل فيها على قولين احدهما انها جميع الشياطين والاخر انها اختصوا ببعضهم فقيل هم العتاة منهم. فقيل هم العتات منهم وهو قول ابي بكر ابن خزيمة. وقيل الى هم مسترقو السمع. وقيل هم مستلق السمع وهو قول الحليمي. والصحيح من القولين الاول ان الشياطين جميعها تسلسل فلا يكون لها اثر على الخلق. والمراد بهذه الشياطين المسلسل المنفصلة عن النفس البائنة منها. المنفصلة عن النفس البائنة منها. واما الشيطان القرين فانه لا يسلسل واما الشيطان القرين فانه لا يسلسل لحديث هذا السلطان احسنت لحديث قصة صفية في الصحيحين لما جاءت النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه. فمر رجلان من الانصار فاسرعا مناداهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال انها صفية. عجب من قوله فقال اني خشيت ان يلقي الشيطان في نفوسكما شيئا. والمراد بالشيطان هو ايش؟ شيطانهما المقارن لهما. القرين لهما وكان ذلك في رمضان وكذلك حديث ابي هريرة في الصحيحين ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والمراد به الشيطان القريب. لا كل شيطان فالشيطان قرين يجري من ابن ادم مجرى الدم. وكذا كون الصائم احترم والاحتلام من الشيطان. فالشيطان القرين لا يسلسل. ثم ذكر حديث ابي هريرة عند الترمذي وابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا كان اول ليلة من رمظان الحديث واسناده ضعيف ومع العامة من تفتيح ابواب الجنة وتغريق النار. وسلسالة الشياطين ثابتة في حديث ابي هريرة في الصحيحين لكن الشأن الالفاظ الزائدة على ما ذكر مما لم يروى من وجه صحيح. وسبق ما يتعلق بقوله ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة لتحقيق ضعف الاحاديث مع صحة معناها. ثم ذكر حديث عبادة ابن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتاكم رمظان شهر بركة. الحديث رواه الطبراني واطلاق العزو اليه يراد به اي كتاب نعم المعجم الكبير واسناده ضعيف. وتقدم بيان معانيه وان قوله في الحديث يغشاكم الله فيه وقع في بعضها يغيثكم الله فيه. وفي بعضها يغشيكم الله فيه. وتفسيره ما بعده. فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء. الى اخر ما ذكر في الحديث مما سبق بيانه. ثم ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله فرض عليكم صيام رمضان. الحديث رواه النسائي وابن ماجة اسناده ضعيف وقوله في اخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لفظ منكر فالمعروف في احاديث فضل الصيام والقيام ما الجزاء؟ قوله غفر له ما تقدم من ذنبه ثم ذكر رحمه الله انه ليس في قيام رمضان حد محدود لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لامته بذلك شيئا وانما حثهم على قيام رمظان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال متن مثنى فاذا خشي احدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى اخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ونقل ابن تيمية الحفيد وابن دقيق العيد الاجماع على ان قيام الليل ليس له حد محدود فقوله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى اطلاق لا حد له فيصلي العبد ما يقدر عليه. على الصورة المذكورة ثم قال فما دل ذلك على التوسعة في هذا الامر فمن احب ان يصلي عشرين ويوتر بثلاث فلا بأس ومن احب ان يصلي عشر ركعات ويوتر فلا بأس حتى قال والافضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالبا. وهو ان يقوم بثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث. كما ثبت هذا في الصحيحين وغيرهما في قيامه صلى الله عليه وسلم. وتلك الركعات واقعة عن الوصف الذي ذكره بقوله مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القرآن ثم ذكر الحديث الدال على ذلك وهو حديث عائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة يصلي اربعا فلا تسأل عن عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تصلي عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا. وقولها يصلي اربعا فلا تسأل عن حسن هن وطولهن يفيد ان الاربعة الاولى متفقة في الحسن والطول. وان الاربعة الثانية متفقة في الحزن والطول فيصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي ركعتين ثم يسلم وتكون هؤلاء الاربع ذوات وصف في لحسن واحد ثم يتبعهن باربع على تلك الصفة مثنى مثنى فيكن على وصف دون ما تقدم من الحسن والطول لكنه ينقص عنه مع مشاركته في الحسن والطور. وليس معنى الحديث انه يصلي اربع ركعات توصيلات ثم يصلي اربع ركعات متصلات. فالاصل في صلاة الليل قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل متفق عليه وهو الوارد من فعله صلى الله عليه وسلم لما نعت ابن عباس في الصحيحين صلاته فذكر انه صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين الى تمام الحديث. وذكرت عائشة رضي الله عنها نفي الزيادة. ولم تذكر نفي النقص فان قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. فهذا اعلى ما صلى الله عليه وسلم وروي ايضا انه صلى ثلاث عشرة ركعة ايضا واختلف في هاتين الركعتين المزيدتين اهلهما راتبة العشاء والحقت بقيام الليل فصارت العدة ثلاثة عشر او هما من صلاة الليل فصارت العدة ثلاثة عشرة والاظهر انها قيام الليل وانه صلاه صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة لكن هذا على وجه الندرة فهو واقع نادرا. فالاصل الكلي هو صلاته احدى عشرة ركعة. ولهذا اطلقته عائشة الزيادة وكان ذلك نادر خلاف الاصل والنادر لا يعد. واما القلة دون ذلك فثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يتهجد في بعض الليالي باقل من ذلك ومن اشهره حديث جابر في الصحيح في مبيته صلى الله عليه وسلم في مزدلفة فانه لم يذكر صلاة حتى ذهب بعض اهل العلم الى انه ترك الوتر والاظهر انه لم يتركه لكن لم تكن له وماتوا ليل مشهودة في تلك الليلة. ثم قال المصنف فدلت هذه الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان الامر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله وليس فيه حد محدود لا يجوز غيره وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك وهذا يعم رمضان وغيره. وهذه التوسعة هي التي فهمها اصحابه رضي عنهم فكان منهم من يصلي عشرين وكان منهم من يصلي دون ذلك فوق الاحدى عشرة وكان منهم من يصلي فوق ذلك فالزيادة على الاحدى عشرة مأثورة عن السلف رحمهم الله من الصحابة فمن بعدهم وذكرنا فيما سلف ان احوال الخلق مع صلاة التراويح ثلاث. الحال الاولى حال نبوية الحال الاولى حال نبوية. وهي ايش اي وش العبارة؟ هو تطويل الصلاة وايش وتقليل الركعات. تطويل الصلاة وتقليل الركعات. والحالة الثانية حال سلفية وهي وتكثير الركعات وهي تقصير الصلاة وتكثير الركعة. تقصير الصلاة وتكثير الركعات. ابتغاء التخفيف على والحالة الثالثة حال خلفيا وهي وهي تقليل الركعات وتقصير الصلاة. وهي تقليل الركعات وتقصير الصلاة. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي احدى عشرة فربما صلى بهن الليل كله. كما ذكر ابو ذر رضي الله عنه وغيره ممن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان الليالي اللواتي صلاهن انه كان يقوم قياما طويلا حتى كانوا يخشون ان يفوتهم الفلاح يعني السحور فهو صلى باحدى عشرة اكثر الليل. ثم لما قصر الناس عن هذه الرتبة من الكمال وافقه الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم من السلف في عمارة الليل بالصلاة لكنهم خففوا في القيام في كل ركعة فكثروا الركعات ليقصروا من الصلاة في بقيام وركوع وسجود وسلام. ثم يصلون مثلها. فكانوا يصلون عشرين ركعة. او يصلون كما ثبت عن جماعة من التابعين انهم يصلون ستا وثلاثين ركعة. ثم انتهى الامر الى الحالة التي صار الناس عليها من تقليدهم الركعات وتقصيرهم الصلاة وهذه غير موافقة للشرع ابدا. فمن يصلي صلاة كهذه الصلاة ويسميها تراويح فهو يعبث بالسنة ويخشى عليه من الاثم وفوات الاجر نعم قال رحمه الله ينبغي ان يعلم ان المشروع عن المسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات واقبال على الصلاة والخشوع فيها في القيام والقعود والركوع والسجود. وترتيل التلاوة وعدم العجلة ان روح الصلاة واقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها كما شرع الله باخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب. كما قال الله سبحانه افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة. وقال للذي اساء صلاتي اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر. ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا. ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها. بل ينقرها وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة. لان الطمأنينة ركن في الصلاة لابد منه كما دل عليه الحديث المذكور فالواجب الحذر من ذلك وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اسوء الناس سرقة الذي يسرق صلاته يا رسول الله كيف يصرف صلاته؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه امر الذي نقر صلاة نعيدها لما ذكر المصنف رحمه الله السعة في صلاته الليل في رمضان وغيره. ذكر مقصود الشرع من الصلاة فقال وينبغي ان يعلم ان المشروع للمسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات هو الاقبال على صلاته والخشوع فيها والطمأنينة في القيام والقعود حتى قال لان روح الصلاة هو الاقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها واداؤها كما شرع الله باخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب. فاذا كانت الحال التي تؤدى عليها الصلاة في فرض او نفل لا ترجع على العبد بهذه الحال التي يكون فيها مقبلا بقلبه على الله خاشعا في صلاته فانه لا يصيب رح الصلاة وسرها ومقصودها في الشرع من تقوية صلة العبد بربه سبحانه وتعالى. ثم ذكر من الادلة ما يبين هذا فقال فقال الله سبحانه قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. فعلق الله عز وجل فلاحهم على وصفهم هو قد جعل المؤمنين مفلحين واخبر ان مما افلحوا به انهم يخشعون في صلاتهم فيقبلون بقلوبهم وجوارحهم على الله سبحانه وتعالى ويخضعون لهم. ثم ذكر حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وجعلت قرة عيني في الصلاة وهو قطعة من حديث مشهور حبب الي ايش حبب الي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة وهذا الحديث مما اختلف في وصله وارساله والاظهر انه لا يروى الا مرسلا. فالصحيح فيه انه مرسل وهو اختيار ابي الحسن تنأى الدار قطني في كتاب العلل فهو حديث ضعيف لان المحفوظ فيه الارسال ووصله غلط فان الرواة عن تابع العناس اختلفوا فيه وصلا وارسالا والمحفوظ عن ثقات اصحاب ثابت كحماد ابن زيد وغيره روايته مرسلا. ثم ذكر حديثا اخر في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل اذا قمت الى الصلاة فاسبغ الوضوء حتى قال ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الطمأنينة في امرا له بها. وتقدم ان الطمأنينة في الصلاة هي نعم مطلقا الفقه ما ينفق فيه ارسال القول بلا قيد احسنت استقرار بقدر الاتيان بالواجب في الركن استقرار بقدر الاتيان بالواجب في الركن. كالركوع فان الواجب فيه قول سبحان ربي العظيم فاذا ركع مستقرا بقدر هذه الجملة ولم يقلها فقد جاء بالركوع وبالطمأنينة في الركوع واما سبحان ربي العظيم فواجب ان تركه عمدا بطل الصلاة او سهوا سجد للسهو. واخبر المصنف عن هذا الحديث بقوله قال للذي اساء في صلاته وهو الملقب شهرة باسم حديث المسيء صلاته ان هذا الاسم متأخر وقع في القرن الرابع فما بعده ولا يعرف في كلام السلف رحمهم الله موافق للادب مع الصحابة تسميته؟ عبدالله بحديث الرجل الذي لم يحسن صلاته. باسم حديث الرجل الذي لم يحسن صلاته. ما الفرق بينهما؟ هذا سلطان احسنت. نعم. ان ذكر وصف الاساءة يوقع في النفوس ارادته العمد. ان ذكر وصف الاساءة يوقع في النفوس ارادته العمد ولم يكن ذلك منه رضي الله عنه لكنه لم يكن يحسن صلاته اي لم يكن يعرفها على وجه الحسن الواقع في خطاب الشرع ثم ذكر المصنف رحمه الله ان كثيرا من الناس يصلي بقيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقرا والمراد بالنقر التعجيل لان الفعل في النقر سريع. قال وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة. لان الطمأنينة في الصلاة لابد منها كما دل عليه الحديث المذكور انفا فالواجب الحذر من ذلك ثم ذكر حديثا في التحذير من ذلك وهو اسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته. الحديث رواه ابن ماجة واحمد. وغيرهما باسانيد لا يخلو شيء منها من ضعف من حديث ابي قتادة رضي الله عنه وابي هريرة رضي الله عنه وابي سعيد الخدري رضي الله عنه ومجموعها يقتضي حسن الحديث وانه حديث حسن وفيه التحذير من سرقة الصلاة وذكرها باسم السرقة قبيحا وذما لها فان السرقة مذمومة مقبحة. وبين النبي صلى الله عليه وسلم سرقة الصلاة بقوله لا يتم وركوعها ولا سجودها. اي لا يأتي بركوعه وسجوده على الوجه المبين في صفة الصلاة شرعا قال وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه امر الذي نقرأ صلاته ان يعيدها. في الحديث المتقدم ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الرجل الذي لم يحسن صلاته قال له ارجع فصل فانك لم تصل اي ارجع فاعد صلاتك فانك لم تصلي صلاة وفق ما امرنا به ان نصلي. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيا معشر المسلمين عظموا الصلاة وادوها كما شرع الله واغتنموا هذا الشهر العظيم وعظموه رحمكم الله بانواع والقربات وسارعوا فينا وشر عظيم جعله الله ميدانا لعباده يتسابقون اليه فيه بالطاعات ويتنافسون بانواع الخيرات فاكثروا في رحمكم الله من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل والتسبيح والتحميد التهليل والتكبير والاستغفار والاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاحسان الى الفقراء والمساكين وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والاحسان في شهر رمضان واعينوا اخوانكم الفقراء على الصيام والقيام واحتسبوا اجر ذلك عند الملك لعل. واحفظ صيامكم عما حرمه الله عليكم من الاوزار والاثام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. وقال عليه الصلاة والسلام والصيام جنة فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان من سابه احد فليقل اني امرؤ صائم. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ليس الصيام عن طعام والشراب وانما الصيام من اللغو والرافات. واخرجه ابن حبان في صحيحه عن ابي سعيد رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له ان يتحفظ منه كفر ما قبله. وقال جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع اذى الجار وليكن عليك وقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الحض على اعمال حسنة تقرب العبد من ربه في رمضان والزجر عن اعمال محرمة تبعد العبد عن ربه في شهر الصيام. فقال فيا معشر المسلمين عظموا الصلاة وادوها كما شرع الله. واغتنموا هذا الشهر عظيم وعظموه بانواع العبادات والقربات. حتى قال فاكثروا فيه رحمكم الله من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل اي بطلب ايقاف النفس على غايات ما في القرآن وفهم ما قاصد القول فيه الى اخر ما ذكر من اعمال البر. ثم قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان. والجود هو الاكثار من النفقة وما كان في معناها والجود هو الاكثار في النفقة وما كان في معناها بالاحسان الى الناس. فينبغي ان يجتهد العبد في بالنفقة وغيرها في رمضان لانه محل لذلك اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. ورويت احاديث في فضل الصدقة خاصة في رمضان ان افضل الصدقة صدقة رمضان. ولا يثبت منها شيء. لكن السنة فعلية منه صلى الله عليه وسلم في شدة جوده في رمضان تدل على انه محل للاكثار من الانفاق والمن بما ينتفع به الناس ثم قال واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الاوزان والاثام زجرا عن افساد الصيام وانقاص ثوابه بالاثام والاوزار والذنوب. واختلف اهل العلم في ابطال الصيام بشيء من الذنوب على قولين احدهما انه لا يبطله شيء منها وهو قول جمهور اهل العلم والاخر انه تبطله الذنوب وخاصة الغيبة. انه تبطله الذنوب وخاصة الغيبة وهو قول ابي محمد ابن حزم وغيره. والصحيح ان الذنوب والاثام لا الصيام لكنها تنقص اجرا انها لا تبطل الصيام لكن تنقص اجره. ثم ذكر المصنف من الاحاديث والاثار ما يدل على هذا المعنى فقدم الحديثين المرويين في الصحيحين من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل وحديث الصيام جنة. وتقدم ان معنى قوله من لم يدع قول الزور اي الباطل. فالزور هو الباطل فمن لم يدع الباطل والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. وذكرنا ان الجهل مرجعه الى معصية الله فكل من عصى الله فهو جاهل. قاله ابو العالية الرياحي ونقل ابن تيمية وصاحبه ابن القيم في اغاثة الله فان الاجماع على ان من عصى الله فهو جاهل. والجهل تارة يكون بترك الطاعة ويكون كونوا تارة بفعل السيئة. وكلاهما معصية. واما قوله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة فتقدم ان الجنة هي الوقاية والصوم وقاية قيل من الاثام وقيل من الشهوات وقيل من نار جهنم وجزم النووي في شرح مسلم بان الحديث يتناولها. كلها فهو ووقاية من الشهوات وهو وقاية من النار وهو وقاية من الاثام. والموافق الاحاديث المروية انه يقي العبد النار انه يقي العبد النار. واذا كان واقيا لها فمن وقايته وقايته من اسبابه. واذا كان واقيا لها فمن وقايته وقايته من اسبابها كالشهوات والاثام. ثم قال فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يسخط. والرفث هو فاحش القول. والصخب هو الخصام كلام هو الخصام والكلام وذكرنا ان قوله فان امرؤ سابه احد فليقل اني امرؤ صائم ان المأمور به هو في صيام الفرض اتفاقا ذكره ابن العربي. فاذا كان المرء صائما في رمضان فسبه احد او قاتله فانه يقول اني صائم. واما في النفل فاختلف فيه على قولين اصحهما انه يقوله ايضا ومن وهو اختيار ابن تيمية الحفيد والداعي له لماذا يقول اني صائم وهو في نفل نعم والداعي له في قوله اني صائم مع كونه نفلا ليس اعلان صيامه ليكون رياء ليس اعلان صيامه ليكون رياء بل مقصود زجر نفسه عن التمادي في الخصومة وزجر مخاصمه. وتقدم ان المشروع قولها مرتين اني صائم اني صائم. ولم يروى في طرق الحديث انه يقول اللهم اني صائم. فيقولها بدون اللهم وورد عند ابن خزيمة وغيره زيادة وان كان قائما فليجلس ولا تصح. فالمأمور به عند الخصومة في رمضان قول اني صائم مرتين. ثم ذكر حديثا ثالثا وهو حديث ليس الطعام عن الصيام والشراب. الحديث رواه ابن خزيمة واسناده ضعيف. وهو في معنى حديث ابي هريرة متقدم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس الله حاجة في ان يدع صيامه وشرابه وطعامه. لان ترك الطعام والشراب اهون وما يكون والشاق على العبد ان يتخلى من ذنوبه ومعاصيه فيتقي الله وهي مقصود الصيام. قال بعض السلف اهون الصيام ترك الشراب والطعام. اهون الصيام ترك الشراب والطعام. المقصود في الصيام ما ذكره ابن القيم بقوله والصيام صيام الجوارح عن الاثام وصيام البطن عن الشراب والطعام انتهى كلامه. فبذلك يحصل العبد تقوى الله سبحانه وتعالى. ويكون الصيام مورثا صاحبه ترك السيئات والتخلي منها. ثم ذكر حديث رابعا وهو حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه. مرفوعا من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له ان يتحفظ كفر ما قبله. رواه احمد وابن حبان واسناده ضعيف وهو في معنى ما تقدم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه حصول هذا الاجر للعبد على قدر تكبيله صومه. فمن كمل صومه فهو ارجى ان يغفر له ما تقدم من ذنبه ومن قصر في اتقان صومه تخوف عليه ان يفوته هذا الاجر. ثم ختم بذكر اثر عن ابن عبد الله رواه ابن ابي شيبة والبيهقي في شعب الايمان واسناده ضعيف انه قال اذا صمت فليصم سمعك بصرك ولسانك عن الكذب والمحارم الى اخره. ومعنى ما ذكره صحيح يرجع الى ما سبق من ان مقصود الصيام هو فطم النفس عن الذنوب والاثام كما تفطر عن الشراب والطعام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اهم الامور التي يجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيره الصلوات الخمس. في اوقاتها انا نعبد الاسلام واعظم الفرائض بعد الشهادتين وقد عظم الله شأنها واكثر من ذكرها في كتابه العظيم. فقال تعالى حافظوا الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون في هذا المعنى كثيرة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينه الصلاة فمن تركها فقد كفر. وصح عن الصلاة والسلام وانه قال من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا لا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامن وقارون وابي ابن خلف ومن اهم واجباتها في عق الرجال اداءها في الجماعة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له الا من عذر وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل عن فقال يا رسول الله اني رجل شاسع الدار عن المسجد وليس لي قائل يلائمني فهل لي من رخصة ان اصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان تسمعوا النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب. خرجه مسلم في صحيحه. وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لقد رأيتنا ومات خلف عنا الا منافق معلوم النفاق فاتقوا الله عباد الله في صلاتكم وحافظوا عليها في الجماعة وتواصوا بذلك في رمضان وغيره تفوز بالمغفرة ومضاعفة الاجر وتسلم من غضب الله وعقابه ومشابهة اعدائه من المنافقين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ان من اهم الامور التي يجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيرها الصلوات الخمس في اوقاتها لما اعتاده بعض الناس من النوم في نهار رمضان وترك صلواته ان هذه عمدا فلتقرير هذا المعنى وحث الناس على المحافظة على الصلوات جاء المصنف بهذه الجملة مبينا ان الصلاة عمود الاسلام وانها اعظم الفرائض بعد الشهادتين وان الله عظم شأنها وامر المحافظة عليها فقال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. وقالوا اقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون والايات في هذا المعنى كثيرة. ثم ذكر اربعة احاديث في هذا احدها حديث بريدة رضي الله عنه عند بعض اصحاب السنن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر اي العهد الذي يتميز به المسلم عن غيره الصلاة فهي عنوان على اسلام صاحبها ويصدقه حديث ام سلمة في صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم امراء الجور فقالوا افلا نقاتلهم يا رسول الله؟ فقال لا ما صلوا. فجعل الصلاة شعارا داما على كونهم من اهل الاسلام. وثانيها حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا الحديث. رواه احمد واسناده حسن. ففيه بيان اجري المحافظة على الصلاة انها تكون نورا وبرهانا ونجاة لمن حافظ عليها وان من لم يحافظ عليها لم له نور ولا برهان ولا نجاة. وكان يوم القيامة مع صناديد اهل الكفر. وهم فرعون وهامان وقرون وابي بن خلف وقرنه معهم تبشيع لفعله. وقرنه معهم تبشيعا لفعله. فكأنه بلغ في صلاة الكفر مدته ما بلغ هؤلاء ثم ذكر الحديث الثالث مبينا ان من اهم واجباتها في حق الرجال اداؤها في الجماعة قال كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له الا من عذر. رواه وابن ماجة واختلف في رفعه ووقفه والمحفوظ انه موقوف من كلام ابن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر حديث الاعمى انه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر له عذرا في الصلاة في المسجد فقال اني رجل شاسع الدار اي بعيدها عن المسجد وليس لي قائد يلائمني فهل لي من رخصة ان اصلي في بيتي قال له النبي صلى الله عليه وسلم هل تسمع النداء بالصادق؟ قال نعم. قال فاجب. رواه مسلم. اي فاشهد الصلاة في اذ الذي ينادى فيه لها ويبلغك صوته ثم ذكر قول ابن مسعود في الصحيح لقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق اي بينوا النفاق لان الصلاة شعار المؤمنين ثم ختم بالامر بتقوى الله في الصلاة والمحافظة عليها في الجماعة والوصية بها في رمضان وغيره للفوز بالمغفرة ومضاعفة الاجر والسلامة من غضب الله وعقابه ومشابهة اعدائه من المنافقين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واهم الامور بعد صلاة الزكاة فهي الركن الثالث من اركان الاسلام وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظموها كما عظمها الله وسارعوا الى اخراجها وقت وجوبها وصرفها الى مستحقيها عن اصل الله عز وجل وطيب نفس وشكر للمنعم سبحانه. واعلموا انها زكاة عطورة لكم ولاموالكم وشكر للذي انعم عليكم ومواساة لاخوانكم الفقراء كما قال الله عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهر وتزكيهم بها وقال سبحانه اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله لما بعثه لليمن انك تأتي قوما من اهل الكتاب فادعو الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله. واني رسول الله فانهم اطاعوك لذلك ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوك بذلك فاعلموا ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم وعلى فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب على صحته وينبغي للمسلم في هذا الشهر الكريم التوسع في النفقة والعناية بالفقراء والمتعففين واعانة على والقيام تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب لمرضاة الله سبحانه وشكرا لانعامه. وقد وعد الله سبحانه عباده من الاجر العظيم والخلف الجزيل. فقال سبحانه وما تقدموا لانفسكم من خير ان تجدوه عند الله وخيرا واعظم اجرا. وقال تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. وهو خير الرازقين. ذكر المصنف في بهذه الجملة الوصية بالزكاة بعد الصلاة. للمناسبة الجارية عادة في اخراج المسلم زكاتهم في شهر صيامهم. فذكر ان الزكاة هي الركن الثالث من اركان الاسلام وانها قرينة الصلاة في بالله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بتعظيمها والمساوعة الى اخراجها في وقت وجوبها وصرفها الى فيها وهم اهلها المعلومون شرعا عن اخلاص لله عز وجل وطيب نفس وشكر للمنعم ثم ذكر ان الزكاة طهرة لهم ولاموالهم وشكر لله المنعم عليهم بالمال ومواساة اخوانهم الفقراء فان العبد اذا اخرج زكاته طهر نفسه وطهر ماله فهو يطهر نفسه باخراج اخلاق البخل والشح واشباهها منها ويطهر ماله بان يجعل منه قدرا لله عز وجل فيربو به المال ويزيد. ويكون ذلك شكرا لله على نعمة المال. ويواسي اخوانه الفقراء ويذهب عنه الاسى ويزيل عنهم الاذى بان يجعل لهم شيئا من ما له. ثم ذكر ما يدل على كذلك من الايات والاحاديث في قوله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وقوله سبحانه اعملوا ال داود شكرا قليل من عبادي الشكوى ومن شكر الله عز وجل في المال اخراج الزكاة منه. ثم ذكر حديث ابن عباس في بعث معاذ الى اليمن في الصحيحين وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فانهم اطاعوك لذلك فاعلموا وانه الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فهي حظ الفقراء من مال الاغنياء ثم حظ المصنف رحمه الله على النفقة على وجه البر والاحسان نفلا بعد زكاة الفرض وان المسلم ينبغي له ان يوسع في النفقة والعناية بالفقراء والمتعففين في هذا الشهر وان يعينهم على الصيام والقيام تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم في جوده في رمضان وطلبا لمرضاة الله وشكرا لانعامه. ثم ايتين تدلان على جزاء النفقة. فالاية الاولى تدل على جزائها في الاخرة. والاية التانية تدل على اجزائها في الدنيا. فاما الاية الاولى ففيها جزاء الاخرة. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. واما جزاء الدنيا ففي قوله وما انفقت من شيء فهو يخلفه. اي يجعل عوضا عنه اي يجعل وظن عنه فاذا اخرج المسلم من ماله نفقة رزقه الله عز وجل عوضا عنه. وفي الصحيحين انه ما من يوم الا وينادي فيه ملكان اللهم اعطي منفقا ايش؟ خلفا واعط ممسكا تلفا نعم. قال رحمه الله واحذروا رحمكم الله كلما يجرح الصوم وينقص الاجر ويغضب الرب عز وجل من سير المعاصي كالربا والزنا والسرقة وقتل النفس بغير حق واكل اموال اليتامى وانواع الظلم في النفس والمال والعرض. والغش في المعاملات والخيانة للامانات وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم والشحناء والتهاجر في غير حق الله سبحانه وشرب المسكرات وانواع المخدرات كالقات والدخان والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والدعاء والباطنة. والايمان الكاذبة وحلق اللحى وتقصير واطالة الشوارب والتكبر واسبال الملابس واستماع الاغاني والات الملاهي. وتبرج النساء وعدم تسترهن من الرجال والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة. وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم هذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان. ولكن في رمضان اشد تحريما واعظم اثما لفضل الزمان وحرمته فاتقوا الله ايها المسلمون واحذروا ما نهاكم الله عنه ورسوله. واستقيموا على طاعته في رمضان وغيره وتواصوا بذلك وتعاونوا وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر تفوزوا بالكرامة والسعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة. والله مسؤول ان يعيذنا واياكم وسائر المسلمين من اسباب غضبه وان يتقبل منا جميعا صيامنا وقيامنا وان يصلح ولاة امرنا للمسلمين وان ينصر بهم دينا ويخذل به ما داه. وان يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه. والحكم به اليه في كل شيء او على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نجينا يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ختم المصنف رحمه الله رسالته بالتحذير من انواع المعاصي والاثام لسوء اثرها على الصيام. اذ قال واحذروا رحمكم الله كلما يجرح الصوم وينقص الاجر ويغضب الرب من سائر المعاصي. فان الذنوب والاثام. وان كانت لا اتفسد الصيام في اصح القولين فانها ترجع عليه بانقاص رتبته عن الكمال. فيتخوف على من نقص تلة صيامه عن الكمال ان يفوته الاجر المغفور المرتب عليه. فان من صام رمضان ايمانا واحتسابا يصدق ايمانه واحتسابه بان يأتي به على الحال المحبوبة لله عز وجل. فيرجى له حصول الثواب المذكور في الاحاديث. واما مخالفة محاب الله ومراضيه في الصيام حتى يقع العبد في الاثام فان هذا مما يتخوف معه ذهاب الاجور العظام ثم ذكر رحمه الله تعالى انواعا من الذنوب من كبائرها التي ينبغي ان يتحرز منها العبد ويحتاط محترسا من الوقوع فيها في رمضان وفي غيره فهي كما قال بعد ذكرها وهذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان. ولكنها في رمضان اشد تحريما واعظم اثم لفظل الزمان وحرمته. واذا قارنه فظل المكان وحرمته كالذين يقصد دون مكة والمدينة في شهر رمضان كانت الحرمة اعظم واعظم. ثم رجع الى الامر بتقوى الله سبحانه وتعالى والحذر مما نهى عنه والامر على طاعته في رمضان والتواصي بذلك والتعاون عليه والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر ليحصل الفوز بالكرامة والسعادة والنجاة. ثم ختم رحمه الله تعالى بالدعاء ان يعيذه والمسلمين من سائر اسباب غضبه وان يتقبل منهم الصيام والقيام وان يصلح ولاة امر المسلمين فبصلاحهم تصلح المسلمين وان ينصر بهم دينه ويخذل بهم اعداءه وان يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه والحكم به والتحاكم اليه في كل شيء على كل شيء قدير ثم قال اخرا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين وختم المصنفات بالصلاة والسلام رويت فيه اشياء لا تصح وانما هو من الادب الذي تعارف عليه الناس ان يذكروه في اخر كلام يتكلمون به او في اخر كتاب يصنفونه ثم رجع الى التسليم مرة اخرى لما تقدم ان السنة لمن سلم في اول دخوله ان يسلم عند خروجه. ومن هذا السلام في الرسائل فالابتداء دخول والختم خروج فيناسب حينئذ اذا ابتدأ الرسالة ان يسلم في اولها واذا ختم الرسالة ان يسلم في اخرها. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من بيان معاني ما يحتاج اليه من الرسالة الثانية في برنامج الصيام في هذه السنة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا جميعا وان يمتعنا بادراك شهر رمضان وان فيه على الصيام والقيام وان يجعلنا ممن يصومه ايمانا واحتسابا وممن يقومه ايمانا واحتسابا وممن يقوم ليلة القدر ايمانا واحتسابا وفق الله الجميع لما يحب ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين