السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس الاول من برنامج الدرس الواحد السابع. والكتاب المقروء فيه هو رسالة في في قول الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول ونسبه هو الشيخ العلامة الحافظ المتفنن خليل ابن كيكلبي ابن عبدالله العلائي الدمشقي يكنى بابي سعيد ويعرف بصلاح الدين وبحافظ بيت المقدس المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في ربيع الاول. سنة اربع تسعين وست مئة المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في الثالث او الخامس من محرم الحرام سنة احدى وستين وسبعمئة وله من العمر سبع وستون سنة رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه وجدت هذه الرسالة في ضمن مجموع من تأليف الحافظ العلائي ولم يقيد على قرتها اثم يختص بها لكن كتب بخط حديث على المجموع كله في عد الرسائل المذكورة فيه رسالة في تفسير قول الله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا وهو اسم مناسب للرسالة المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة هو تفسير اية من كتاب الله هي قول الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا الاية. المقصد الثالث توضيح منهجه صدر المصنف رحمه الله تعالى رسالته هذه بنبذة لطيفة في بيان فضل بيت المقدس ثم افاض في تفسير الاية وبناه على سبعة اوجه تصلح ان تكون منهجا في تفسير اي الكتاب وظهرت براعته رحمه الله ومشاركته في انواع الفنون فمزج في هذه الرسالة مع لطفتها بين انواع عدة منها وله اعتناء بتمييز الاقوال وبيان الراجح من المرجوح مع الانفصال لمذهب امامه ابي عبدالله الشافعي رحمه الله وربما اورد الاحاديث باسناده تارة وربما عزاها الى مصنفيها دون ذكر اسناده تارة اخرى نعم السلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ارفع الكتاب يا اخي ارفع الكتاب ارفع الكتاب نعم الحمد لله الذي نصب العلماء على من وجعلهم كنجوم السماء علوا وانارة وهداية وتعاقبا وانتظاما. ووزن ووزن مدادهم بدم الشهداء وكيف لا. وهؤلاء يعملون في الجهاد اسنة وسيوفا. وهؤلاء في الجدار السنة واقلاما وفضلهم على ابرار اوليائه حتى فضلهم عن اسرار انبائه ختاما. ففضلهم على حتى فضلهم عن اسرار انبائه ختاما اعد وفضلهم على ابرار اوليائه حتى فضلهم عن اسره. وفضلهم على ابرار اوليائه حتى فضلهم عن قارئ انبيائه ختاما احمده على ان جعل لاقدامنا على السعي في طلب العلم اقداما. ويسر لاحكامنا بما شرعه من كتابه العظيم وسنة نبيه الكريم احكاما. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعلي في الجنة مقاما وتكون لمن مثل وتكون لمن؟ مثلا وتكون لمن مثل بها في الاخرة جنة جنة. جنة واعتصاما. واشهد ان لا واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي جعله للمسلمين اماما. ومزق وبه من دياز كفر ومزق به من دياجر الكفر ظلاما واحسن لعباده المؤمنين مستقرا ومقاما. صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحبه الطاهرين واتباعهم تحية وسلاما. اما بعد فان العلم هو المطلب الاسمى وصاحبه مخصوص بمرتبة حسنى من الله تعالى شرفه على غيره في محكم كتاب قوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب وجعل شهادة اهله بالوحدانية تلو شهادة ملائكته الكرام فرتب حكم ما هو على هذه الشهادة؟ ان الدين عند الله الاسلام. واختصهم بخشيته بقوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء ونهيك بها مزية ورتبة واوجب لهم الخلود في جنات عدن ورضاه بقوله تعالى جزاء من ربهم جنة عدن تجري من تحت الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن قيل ربه وكنت ممن انفق حاصل عمره في تحصيله وتنوع في تفريغه وتفنن في تأصيله والحمد لله على ذلك حمدا بإخلاف الذهب ونتنزل به اصناف الرغائب وله الحمد على ما قدر من انتقال الى هذه الأرض التي فيها وحولها حمدا يشتمل انواع الشكر. فانها افضل بقاع الشام ومواطن الانبياء عليهم الصلاة ومجالس غايات ومساجد صلوات ومساكن ومواكب عبرات ومواكب عبرات وتضاعف حسنات خيرات الانبياء وتواترت من الله الانبا وتفجرت النبوة. ومسجدها الذي اتفقت الامم على تفضيله واسرى على عينه برسوله وهو ثاني المساجد التي تشد الرحال اليها وثانيها في البناء كما جاءت به الاثار متفق عليها. ففي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرامي والمسجد الاقصى. وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي مسجد وضع في الارض اول؟ قال المسجد الحرام قلت ثم اي؟ قال ثم المسجد الاقصى قلت كم بينهما؟ قال اربعون سنة. وروى ابو داوود عن ميمونة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله افتنا في بيت المقدس قال اتوه فصلوا فيه. قلت والروم اذ ذاك فيه؟ قال فبعثوا بزيت يسرج في قناديل واخرج النسائي وابن ماجة من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما فرغ سليمان ابن عليهم الصلاة والسلام من بناء مسجد بيت المقدس سأل الله عز وجل ثلاثا حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لاحد من بعده والا يأتي هذا المسجد احد لا يريد الا الصلاة فيه الا خرج من ذنوبه يوم ولدته امه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاما اثنتان فقد اعطيهما وارجو ان يكون قد اعطيت وصححه الحاكم في المستدرك ويكفي شاهدا على المزية في سكنى هذه الارض لمن حمد وشكر سؤال موسى عليه السلام الله تعالى عند موته ان يدريه من الارض المقدسة رمية بحجر. ولما قدر الله تعالى سكن هذه البقاع الشريفة مباشرة هذه المدرسة التي هي بكل خير منيفة. تغمد الله واقفها بالرحمة والرضوان وجزاءه على جهاده واجتهاده غرف الجنان بنيت في التدريس على ما كان بنيت في التدريس على ما كنت وصلت بدمشق اليه. وفوضت امري الى الله وجعلت توكلي عليه فهو المرغوب فيما عنده ولديه. هذه النبذة تفيد ان هذه الرسالة هي مما املاه المصنف رحمه الله تعالى في المدرسة الصلاحية ببيت المقدس. فكأنه من دروسه التي املاها حينئذ في تفسير كتاب الله سبحانه وتعالى لما تحول الى بيت المقدس. وقد ابتدأها كما سلف ذكره بذكر نبذة لطيفة من فضل بيت المقدس رعاية لمناسبة المقام. وذكر في ذلك احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. تفيد تفضيل الى بيت المقدس وتعظيم مسجده وبيان شرفه وانه مخصوص بالصلاة فيه كما وبذلك ايضا المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم. والعمل الفاضل فيه هو الصلاة فيه اما ما عدا ذلك فانه لم يثبت فيه حديث. والحديث المروي في بعث الزيت مما يفعل على وجه الذي ذكره المصنف من حديث ميمونة وهي بنت سعد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ضعيف ولم يأتي في الاحاديث الصحاح ذكر عمل فاضل يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى في المسجد الاقصى الا الصلاة لله عز وجل فيه. وقوله في حديث عبد الله ابن عمر والا يأتي هذا المسجد احد لا يريد الا الصلاة فيه الا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه. يجوز في قوله كيوم الجر على الاعراب. ويجوز البناء على الفتح. فيجوز ان تقول كيوم ولدته امه ويجوز ان تقول كيوم ولدته امه. ثم ذكر المصنف اخرا من مزية في سكنى بيت المقدس ما جاء من سؤال موسى عليه الصلاة والسلام الثابت في الصحيحين يدنيه الله سبحانه وتعالى من الارض المقدسة رمية بحجر لما حظرته الوفاة فسأل موسى ربه عز وجل ان يقربه من الارض المباركة ارض بيت المقدس بقدر رمية بحجر فيكون على بعد منها بهذا القدر ذلك ان بني اسرائيل حين مات موسى عليه الصلاة والسلام ام كانوا في تي الصحراء فسأل موسى ربه ان يقربه من بيت المقدس لان ما قرب من شيء له حكم كما استظهره الحافظ ابن حجر في فتح الباري. فانه لما كتب على بني اسرائيل عقوبة ان يخرجوا من الارض المقدسة وغلب عليها الجبارون وتعذر على موسى عليه الصلاة والسلام ان يكون قبره فيها هناك سأل الله سبحانه وتعالى ان يدنيه من الارض المقدسة. ولما استجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه جهل قبر موسى عليه الصلاة والسلام فلن تطلع بنو اسرائيل على قبر موسى عليه الصلاة والسلام بعد والسر في ذلك كما ذكر ابن بطال في شرح البخاري هو حسم مادة الغلو في قبر موسى عليه الصلاة والسلام فقد يقع من المؤمنين به مجاوزة الحد المأذون به في تعظيم الانبياء فلما مات موسى ادني قبره من البيت المبارك بيت المقدس وعمي ذلك على بني اسرائيل ولذلك لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح انه رأى موسى عليه الصلاة والسلام يصلي في قدره عند الكثيب الاحمر فيه اشارة الى اطلاعه صلى الله عليه وسلم على موضع قبر موسى عليه الصلاة الذي عمي على بني اسرائيل. نعم. قال المؤلف رحمه الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. الاية الكلام على هذه الاية الكريمة من سبعة اوجه الوجه الاول في انتظامها مع ما قبلها مع ما قبلها. والثاني في تحقيق بعض مفرداتها والثالث فيها وما يتعلق بها من علمي المعاني والبيان. والرابع في شيء من تفسيرها ويتصل به درس في الحديث والكلام عليه. والخامس فيما يتعلق بها من علم اصول الدين والسادس فيما يتعلق بها من علم اصول الفقه. والسابع ما يتعلق بها من علم الفقه ومسائل الخلاف الوجه الاول في انتظامها معنا قبلها وذلك من معرفة وذلك من معرفة المشبه به في قوله تعالى وكذلك جعل انكم امة وسط وفيه اقوال احدها انه راجع الى الهداية متقدمة بقوله تعالى والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فتقدير الكلام كما انعمنا عليكم بالهداية الى الصراط المستقيم كذلك انعمنا عليكم بأن بأن جعلناكم امة وسط والثاني انه راجع الى تحويل القبلة فتقدير وكما هديناكم الى قبلة هي خير فهي خير هي خير هي خير القبل كذلك جعلناكم امة وسطا. والثالث انه عائد على قوله تعالى ولله المشرق والمغرب. فاينما تولوا وجه الله ويكون معناه على هذا الوجه ان هذه الجهات مع استوائها في كونها ملك لله خصة. خص بعضها بمزيد الشرف بان جعله قبلة بان جعلها قبلة حالة التقرب اليه. فكذلك الخلق لما اشتركوا في كونهم سبحانه وتعالى خص هذه الامة دون سائر الامم بان جعلهم امة وسطا فضلا منه وكرما. اختلف المتكلم من اهل التفسير في تعلق هذه الاية بما قبلها. بالنظر الى الكاف الواردة في قوله تعالى كذلك المفيدة للتشبيه عند قوم. فمن اهل العلم بالتفسير من ذهب الى ان الكاف هنا لا تفيد تشبيها وانما هي صلة جيء بها لتأكيد المعنى. فكان الاية وذلك جعلناكم كن امة وسطا وتكون الكاف مزيدة عند من يعبر بمثل هذا وعند المحققين كابن هشام والزركشي هي صلة لتأكيد المعنى الذي انتظم في هذه الاية من مدح الامة المرحومة امة محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا ما نحى اليه القزويني والتفتزاني. وقابلهم جمهور اهل العلم الذين رأوا ان الكاف مفيدة للتشبيه ثم اختلفوا فيما يرجع اليه التشبيه ويتعلق به على اقوام هي المذكورة ها هنا واحدها انه راجع الى الهداية وثانيها انه راجع الى تحويل القبلة وثالثها انه راجع الى الجهة المذكورة في قوله تعالى فثم وجه الله وهذه الاقوال الثلاثة كل واحد له مأخذ معتد به. واحسن من هذه الاقوال جميعا قول من ذهب الى ان ايراد قوله تعالى وكذلك في صدر هذه الاية لا يراد به التشبيه المفيد لتعلق هذه الاية بشيء قبلها وانما ابتدي بمثل هذه كلمة للتنويه برفعة شأن ما ذكر فيها. وهذه طريقة جماعة من العرب يبتدئون شعرهم بمثل هذه الكلمة لا يريدون انتظام كلامهم بشيء سابق انهم يفتتحون الكلام بذلك. كما قال زهير كذلك خيمهم ولكل قوم. اذا مستهم الضراء خيمة ولم يتقدمها شيء. فاراد بذلك تنويه المذكور فيه. وبيان سعته وعلو شأنه عما بعده من المعاني. وهذا هو الذي اختاره من محقق اهل العلم الطاهر ابن عاشور رحمه الله الله تعالى في كتاب التحرير والتنوير وهو احسن الاقوال. فلا يراد الكافه هنا ارادة انتظام الاية في المعنى بتشبيه بشيء سبقها. وانما هذا تبع لسنة من سنن العرب في انهم يبتدئون ما عظم وما شرف من كلامهم بمثل هذه الكلمة. فكانها هذه الآية في قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا يشار بها الى تعظيم المذكور في هذه الاية من المعنى وهذا احسن الاقوال. نعم. الوجه الثاني في تحقيق بعض مفرداتها جعل لفظ في الافعال كلها وهو اهم من فعل وهو اعم وهو اعم من فعل وصنع. وسائر اخواتها. ويستعمل ومتعديا الى مفعول واحد والى مفعولين. فاذا استعمل بمعنى طفق نحو جعل زيد يقول كذا وكذا كان لازما. واذا تعمل بمعنى اوجد تعدى الى مفعول واحد كقوله تعالى وجعل الظلمات والنور. وكذلك اذا كان بمعنى شرع وحكم كقوله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة. ومنه قوله تعالى في هذه الآية وما جعلنا القبلة التي كنت عليها على احد التعويلات ما سيأتي بيانه واذا كان بمعنى يصير الشيء على واذا كان بمعنى يصير الشيء على حال بعد اخرى تعدى الى مفعولين كقوله الذي جعل لكم الارض فراشا وقوله وجعل لكم مما خلق ضلالا ومنه قوله تعالى هنا وكذلك جعلناكم امة وسطا ووسط المصنف رحمه الله تعالى ها هنا في تحقيق بعض المفردات الا وجه الثلاثة منتظمة الاوجه الثلاثة المنتظمة في كلام النحاة من كون جعل يجيء على هذه الاوجه الثلاثة واولها ان يكون فعلا لازما. بمعنى طفق. وثانيها ان يكون فعلا الى مفعول واحد فيكون بمعنى اوجد وشرع وثالثها ان يكون فعلا متعديا الى مفعولين اذا كانا بمعنى صار فهو من ابواء من افعال التحويل التي يكون لها التعدية الى مفعولين تنصبهما. وهذا الفعل موجود على هذه المعاني الثلاثة في كتاب الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم. ووسط الشيء ما له طوفان؟ قال الازهري كل كل ما كل ما كل ما يبين بعضه كل ما بعضه من بعض كوسط الصف والقلادة والمسبحة وحلقة الناس فهو بالتسكين وما كان مسلم. وحلقة الناس احسن الله الناس فهو بالتسكين وما كان لغة ضعيفة. وان كانت رائجة وانما بالتسكين حلقة نعم وحلقة الناس فهو بالتسكين وما كان مصمتا لا لا يبين بعضه من بعض كالدار والساحة فهو وسط بالفتح قال وقد اجازوا في الساكن الفتح ولم يليزوا في المفتوح الاسكان والوسط هنا صفة للامة ولذا استوى فيها الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وقد اختلف في معناه هنا في معناه هنا فالصحيح الذي لا يجوز غيره ما ثبت عن ابي سعيد الخدري رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا قال عدل رواه الترمذي هكذا وقال حسن صحيح واخرجه البخاري اطول من هذا وسيأتي وحكى هذا القول الجوهري عن الخليل والاخفشي وقطرب وقد قال غيره هم وسط وهم وسط يرضى الانام بحكمهم اذا نزلت احدى الليالي العظائم وقيل الوسط الخيار واختاره صاحب الكشاف قال لانه يستعمل في الجمادات فيقال الدنانير اي خيارها فكان اوساط الشيء وهي الخيار. لكونها سالمة مما يصل للاطراف من الخلل والاعواز. قال كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت به بها الحوادث حتى اصبحت طرفا. وتقول العرب انزل وسط الوادي اي خير موضع منه والمعنى متقارب فيهن ومرد القولين الى معنى واحد وهو ان العدل هو هو التوسط بين طرفي الافراط والتفريط كان خيارا لكونه كذلك مع انه لا يعارض مع انه لا يعارض ما ثبت بالحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والشهادة ما وعن علم وتحقق اما بالشعور واما بالبصيرة كقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم الآية والقبلة في الاصل ثم صار اسما للمكان المقابل للاوجه. وقوله تعالى الا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها؟ ثم استعمل فيما كما في قوله تعالى كبر عن المشركين ما تدعوهم اليه. والفرق بين الرأفة والرحمة مع ان كلا منهما متضمن معنى الاحسان تعني ان الرأفة هي مبالغة في الاحسان الخاص وهو دفع المكروه وازالة الاذى كقوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله اي لا بهما فتسقط الحد عنهما. والرحمة اعم من ذلك واسم جامع يدخل فيه سائر وجوه الاحسان والافضال. فيكون وذلك من باب ذكر العام بعد الخاص. وقرأ ابو عمر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية ابي بكر عنه لرؤس مهموز لرأف مهموز غير مشبع على وزن رعف لا لرأف مهموز غير مشبع لوزني رعف يا رؤوف رؤوف ورؤوف نعم لرؤوف مهموز غير مشبع على وزن رعوف وقرأ الباقون لرؤوف بالاشباع والمد. واحتجوا بان فعولا اكثر بان فعولا اكثر مجيئا في الصفات ولم يجيء الا في القليل نحو وحذر وعجل ويقظ وليس ذلك كمجيئ غفور وشكور وصبور. فانه اكثر فكان اولى وقال الشاعر نطيع نبينا ونطيع ربا هو الرحمن كان بنا رؤوفا. واما من واما من قرأ رأفا فقال ان ذلك والغالب على اهل الحجاز ومنه قول الوليد بن عقبة لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وشر الطالبين فلا تكنه فلا تكنه. وشر الطالبين فلا تكن هو يقاتل عمه الرؤوف الرؤوف الرؤوف الرحيم قاتلوا عمه رؤوفا رحيما. يقاتل عمه الرؤوف الرحيم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بقية مما يتعلق بتحقيق مفرداتها. فذكر اولا ان وسط الشيء بسكون السين ما له طرفان ثم نقل عن الازهرية رحمه الله تعالى التفريق بين ما يتبين بعضه من بعض كوسط الصف والقلادة وما كان مصمتا لا يتبين بعضه من بعض. فما كان من الاول فهو تقول وسط الصف ووسط القلادة وهلم جرا. وما كان مصمتا لا يبين بعضه من بعض كالدار والساحة فهو وسط قم بالفتح وقد اجازوا في الساكن الفتح ولم يجيزوا في المفتوح الاسكان. ثم بين ان الوسط في الاية وقع صفة للامة. ولذلك استوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. فتقول رجل وسق ورجال وسق. وامرأة وسق. ثم ذكر رحمه الله تعالى الاختلاف في معناه وقال والصحيح الذي لا يجوز غيره ما ثبت عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا قال عدلا واصله في البخاري. وانما ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه لا يجوز غيره لانه هو الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المتقرر ان التفسير اذا لم يوقف عليه في كلام الله سبحانه وتعالى نظر في الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا وجد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم شيء يبين معاني القرآن فتفسير القرآن بكلام النبي صلى الله عليه وسلم اولى من سيره بغيره. ولهذا اشرت بقولي اذا ثبت الحديث عن النبي من التفسير فاترك ما سواه فان الله للمختار اوحى ورب البيت ادرى من سواه. اذا ثبت الحديث عن النبي من التفسير فاترك ما عداه فان الله للمختار اوحى ورب البيت ادرى من سواه. ما معنى ورب البيت ادرى من سواه تم ايه نعم هذا المعنى ليس المراد رب البيت هي الاشارة الى الله سبحانه وتعالى. لان الله عز وجل يمتنع وصفه بالدراية وانما يوصف بالعلم. لكن الاشارة المراد الاشارة الى هذا المثل رب البيت ادرى بما فيه. ولذلك قلنا فان الله للمختار اوحى رب البيت ادرى من سواه. ثم ذكر رحمه الله تعالى قولا اخر في الوسط انه الخيار كما اختاره صاحب الكشاف وانما مال اليه صاحب الكشاف لانه يستعمل في الجمادات كما يستعمل في غيرها. فيكون اعم بهذا الاعتبار. والتحقيق ان المعنى بينهما متقارب ومرد القولين الى شيء واحد. والمختار هو وما فسر به النبي صلى الله عليه وسلم ان الوسط هو العدل ولا يكون الشيء عدلا حتى يكون خيارا. وصفة العدل هو التوسط بين طرفي الاطلاق والتفريط. كما سيأتي بيانه مطولا في كلام المصنف. ثم بين رحمه الله تعالى معنى الشهادة. فذكر ان الشهادة هي ما صدر عن علم وتحقق. اي حضور ومشاهدة ما عبر بهذا جماعة من اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في مفتاح دار السعادة. فالمراد بالعلم تحقق الحضور والمشاهدة. ويكون ذلك اما بالشعور والبصر. واما بالبصيرة فهما طريقان لحصول المتحقق فاما ان يحصل العلم المتحقق بشعور وبصر بالعين الباصرة واما ان يحصل ببصيرة نافذة من العبد ثم ذكر تفسير القبلة وقال والقبلة في الاصل وسقط كلام تقديره اسم للحال التي عليها المقابل اسم للحال التي عليها المقابل. ثم صار أسماء مكان المقابل للاوجه في الصلاة وبهذا التتميم يتضح المعنى. فتكون العبارة والقبلة في الاصل اسم للحال التي عليها المقابل كما يقال جلسة وقعدة يقال قبلة فهي اسم للهيئة ثم صار أسماء المكان المقابل الاوجه في الصلاة. ثم بين تفسير قوله تعالى كبيرة وسقط كلام وتقدير الكلام ان الكبير ما يقابل الصغير ثم استعمل اسم الكبيرة فيما يشق ويصعب فيكون قد سقط بعد قوله ثم استعمل الكبيرة فيما يشق ويصعب. كما في قوله تعالى كبر على المشركين ما تدعوهم اليه يعني صعب وشق عليهم وكما قال تعالى وان كان كبر عليك اعراضهم اي شق وصعب عليه. ثم ذكر رحمه الله تعالى الفرق بين الرأفة والرحمة وحاصله كما ذكره جماعة من المحققين كابن جرير الطبري في تفسيره وابي عبيدة معمل ابن المثنى في مجاز القرآن في اخرين ان الرأفة اعلى معاني الرحمة. فتكون الرحمة اسما عاما والرأفة وصفا مخصوصا لجملة من هذا المعنى. والموجب للتخصيص ان الرأفة تشتمل على دفع المكروه وازالة الاذى. فلا يكون مع الرأفة اذى ابدا. اما الرحمة فقد تكون الرحمة حاصلة بعد تنغيص واما الرأفة فانه لا يسبقها تنغيص ولا ايلام ولا تعذيب ونص على هذا المعنى ايضا القرطبي في الاسنى في تفسير اسماء الله الحسنى ثم ذكر رحمه الله تعالى القراءتين المشهورتين في رؤوف وذلك احداهما بهمز دون اشباع لرؤوف رحيم. والتانية بالاشباع والمد لرؤوف رحيم موجهة كل قراءة بما هو معروف في كلام العرب من مجيء هذا وهذا نعم احسن الله اليك الوجه الثالث في اعراب هذه الكيئات الكريمة وما يتصل بها من علمي المعاني والبيان. الكاه في قوله تعالى وكذلك جعلناكم في محل نصب نعت لمصدر محذوف تقديره وانعمنا عليكم بان جعلناكم امة وسطا انعاما كما انعمنا عليكم بالهداية. والتي كنت عليها محله النصب لكن اختلف في تقدير ناصبه بحسب الاختلاف فيه جعل معناها وما اريد بالقبلة. فقيل ان جعل هنا شرع فيكون معنى الكلام وما شرعنا القبلة التي كنت عليها يعني بيت المقدس الا ابتلاء وامتحانا. لان الله تعالى علم انه بعد ذلك الى الكعبة وقال بعض من الله تعالى تعبد نبيه صلى الله عليه وسلم اولا بالصلاة الى بيت المقدس لان العرب كانت تحب الكعبة ويشق عليهم استقبال غيرها فكانت الصلاة اليها اولا امتحانا ليظهر به ايمان مؤمن. عند صبره على التوجه الى غير الكعبة ونفاق المنافق عند مخالفتك وعلى هذا القول وعلى هذا القول الموصول وصلته صفة القبلة او عطف بيان. وقيل بل المعنى بل المعني بالقبلة ها هنا الكعبة كنت بمعنى صرت كما قيل في قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس اي صرتم فيكون تقدير الكلام وما شرعا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه. والتي كنت عليها هي موضع الصلاة القبلة القبلة موضع الصلاة القبلة المتقدم وقيل ان جعل هنا بمعنى كان على بابها في المعنى ويكون في الكلام اظمار تقدير وما جعل القبلة التي كنت عليها صلى الله عليه وسلم ان يصلي بمكة الى الكعبة ثم امر بالصلاة الى بيت المقدس بعد الهجرة تألفا لليهود ثم ولا ثم حول الى الكعبة ثانيا فيكون معنى الكلام وما جعلنا القبلة الجهة التي تحب ان تستقبل الكعبة التي كنت عليها اولا بمكة وعلى هذا التقدير لا يحتاج لا يحتاج الكلام الى غمار وتكون كان على بابها في المعنى هذا على قول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان فرضه بمكة اولا الصلاة الى الكعبة. وان القبلة نسخت مرتين في هذا قولان احدهما هذا واختاره الامام ابو عمر ابن عبد البر وقال هو الصحيح واحتج واحتج له بحديث البراء ابن رضي الله عنهما قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا. الحديث قال الظاهر تدل على انه لما قدم المدينة صلى الى بيت المقدس الى قبل ذلك. وبحديث علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اول ما كان اول ما نسخ الله من القرآن القبلة القبلة وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة كان اكثر اهلها كان اكثر اهلها ان اليهود امرهم الله عز وجل ان يستقبل بيت المقدس. ففرحت اليهود بذلك فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم فأنزل الله عز وجل قد نرى تقلب وجهك في السماء وهذا الحديث فان علي ابن ابي طالب حتى لم يلقى ابن عباس انما سمع من اصحابه مع انه ايضا متكلم فيه وان كان مسلم قد روى له. فقد قال فيه احمد ابن حنبل له اشياء منكرات. واما الحديث الاول فليس بالصالح فالذي قاله فلا يمنع. في الذي قاله لا يمنع ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بمكة يستقبل بيت المقدس وانما خص المدينة بالذكر لما وانما خص المدينة بالذكر لما بعد الهجرة اليها لان ذاك هو الذي شاهده البراء رضي الله عنه دون مكة. والقول الثاني انه صلى الله عليه وسلم كان فرضه الى بيت المقدس ولكنه كان اذا صلى وهو بمكة يجعل الكعبة بين يديه ولا يستدبرها فلما قدم المدينة لم لم يمكنه عند لم يمكنه عند استقبال بيت المقدس الا ان يستدبر الكعبة. فانما ظهر الفرق بين صلاة في البلدين وهذا القول اقوى من حيث الدليل. وهو اختيار ابي القاسم السهيلي وغيره. والحجة له وما ما والحجة له ما روى ابو عوانة عن مجاهد عن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس وهو بمكة والكعبة والكعبة بين يديه وبعد ما هاجر الى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف الى الكعبة. ورواه ابو داوود في كتاب ورواه ابو داوود في كتاب الناسخ والمنسوخ عن محمد ابن المثنى عن يحيى ابن حماد عن ابي عن ابي عن ابي عوانة. وهذا اسناد صحيح جيد. ويشهد لذلك ايضا قصة ابن معرور رضي الله عنه وهي مشهورة في في السيرة انه اول من توجه الى الكعبة قبل ان يقدم النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك عند مسجد الانصار الى مكة من اجل بيعة العقبة فقال البراء لقد رأيت الا اجعل هذه القبلة مني بظهر يعني الكعبة. فقالت الانصار وما بلغنا ما بلغنا ان نبينا يتوجه الى بيت المقدس فخالفهم وتوجه الى الكعبة في صلاته فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم سأله البراء بن معرور رضي الله عنه عن صنيعه ذلك فقاله النبي صلى الله عليه وسلم لقد كنت على قبلة لو صبرت فبهذا ايضا دليل صريح على ان التوجه قبل الهجرة انما كان الى بيت المقدس فهذا ما يتعلق بالاعراب الذي اشار اليه صاحب الكشاف وذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا فيما يتعلق بتفسير في اعراض قوله تعالى التي كنت عليها ان اهل العلم بالعربية اتفقوا ان محله النصب لكنهم اختلفوا في تقدير ناصبه بحسب اختلاف في جعلها هنا اهي المتعدية الى مفعول واحد بمعنى شرع ام هي المتعدية الى مفعولين بمعنى صار. وخرج ذلك على الخلاف في القبلة المذكورة في هذه اية فان اهل العلم بالتفسير مختلفون في قوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها على ثلاثة اقوال احدها بيت المقدس. فمعنى الاية وما جعلنا القبلة اي بيت المقدس التي تستقبلها في صلاتك الا لنبتلي الناس بذلك اذا حولوا عنها. والقول الثاني ان المراد بالقبلة ها هنا هي الكعبة ويكون معنى الاية وما جعلنا الكعبة التي صرت اليها. فكنت هنا بمعنى صرت كما ذكره المصنف نظير قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس اي صرتم خير امة اخرجت للناس والثالث ان القبلة ها هنا الجهة التي تستقبل في الصلاة وهذا القول الثالث يعم عند القائلين به الكعبة وبيت المقدس. فهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم كان فرضه في مكة استقبال الكعبة. ثم لما هاجر الى المدينة صار فظه استقبال بيت المقدس. ثم نسخ استقبال بيت المقدس. وامر باستقبال الكعبة فيكون الاستقبال مما تكرر نسخه فكان اولا الى الكعبة ثم بيت المقدس ثم رجع الى الكعبة ثانية. وهذا القول عند القائلين به مخرج على الاثار التي تعلق بها لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل في الكعبة لكن هذه الاحاديث الواردة نوعان اثنان احدهما احاديث صريحة لكنها ضعيفة الاسناد. والثاني احاديث صحيحة لكنها غير صالحة في المراد ويقابل هذا الاحاديث الصحاح في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان فرضه في استقبال بيت المقدس. وهذا هو الذي ثبت في حديث ابن عباس الذي ختم به المصنف كلامه وهو ما رواه ابو عوانة عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس وهو بمكة. وهذا اسناد صحيح وكذلك يشهد لذلك قصة البراء ابن معرور المشهورة في السيرة انه اول من توجه الى الكعبة قبل ان يقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى اخره فهذه الاحاديث دليلة دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتقدم منه استقبال الكعبة. وانما كان يستقبل بيت المقدس في صلاته بمكة ثم في اول صلاته في المدينة ثم حول النبي صلى الله عليه وسلم الى الكعبة. ولم يكن هذا التحويل تكرارا النسخ فالمختار حينئذ ان القبلة في هذه الاية هي بيت المقدس. فتكون الاية وما جعلنا القبلة التي كنت يعني ما جعلنا بيت المقدس الذي كنت تستقبله فيما مضى الا لنبتلي الناس اذا حولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة. وحينئذ فالمناسب جعل ان تكون ها هنا بمعنى شرعا فتكون متعدية لمفعول واحد. لان المذكور في الاية متعلق بشؤون التعبد. وما علق بشؤون التعبد المناسب له من معاني جعل هو شرعا. وانتصر لهذا العلامة الطاهر ابن عاشور في كتاب التحرير والتنوير. وهو المناسب للاثار المروية. فيصير معنى الاية وما جعلنا اي وما شرعنا القبلة التي كنت عليها اي بيت المقدس. الا لنعلم ما يصير للناس من الابتلاء والامتحان بعد تحويل الكعبة. نعم. احسن الله اليكم. وقوله تعالى على في محل النصب على الحال من الضمير المستكن في ينقلب اي راجعا. وان في قوله تعالى وان كانت لكبيرة هي المخففة من الثقيلة التي يلزمها اللام الفارقة واسمها محذوف هذا مذهب اهل البصرة وقال الكوفيون هي يعني واللام بمعنى اللام وعلى هذا القولين هي لتأكيد بالمعنى وانما لزمها وانما لزمها هذه اللام. على رأي على رأي البصريين ليفرق بينها وبين ان التي حجة ليفرق بينها وبين ان التي هي الحجة ان احسن الله اليكم. يفرق بينها وبين ان التي للحجة كالتي في قوله تعالى وان زالت ان امسكهما من احد من بعده وكبيرة خبر واسمها محذوف دل عليه قوله تعالى وما جعلنا القبلة فتقديره ان كانت التحويلة او الجعنة جعلة او الجعلة او الصلاة الى بيت المقدس المقدسي لكبيرة. وروي في غير مشهور وفي غير مشهور وان كانت لكبيرة بالرفع على ان كان على ان كان زائدة كما في قول الشاعر وجيران لنا كانوا وخبر كان في قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم يحتمل يحتمل ان يكون ليضيع اي ما كان ذلك اضاعة لإيمانكم وان يكون محذوفا وما كان الله يريد ان يضيع. وقوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم. جمع فيه جمع فيه بين التأكيدين ان واللام لان القضية مستبعدة عند المخاطبين. حيث قالوا كيف بمن مات منا وهو يصلي الى بيت المقدس فبين الله سبحانه وتعالى انه غير غير مضيع غير غير مضيع عمل عامل منهم لرأفة ورحمته بعباده سبحانه وتعالى. وان كان الخطاب للمنافقين او اليهود الذين عابوا على المسلمين توجههم الى الكعبة وقالوا ان عملكم كان باطلا فالحاجة الى التأكيد اقوى فلهذا جمع بين تأكيدين وتأكيد القضية يكون بحسب استبعادها عند المخاطبة ان قصد المخبر بخبره افادة المخاطب اما ان قصد. فان قصد المخبر بخبره فاتت المخاطب اما اما نفس الحكم واما واما لازمه. فمتى كان مخاطب خال الذهن خال الذهن خال الذهن من الحكم باحد طرفي الخبر على على الاخر على الاخر ومن التردد فيها او الشك او الانكار استغني حينئذ عن مؤكدات الحكم. فان كان متصورا لطرفي الحكم مترددا مترددا في اسناد احدهما الى حسن تقويته حينئذ حينئذ بالمؤكد. فان جاء بخلافه قول التأكيد بحسب انكاره وجمع حينئذ بين اذ واللام. والشاهد حينئذ بين ان واللام وجمع حينئذ بين ان وجمع بين وجمع حينئذ بين ان واللام وشاهدوا هذه القاعدة في كلام عربي كثير لا ينحصر. ومنه في القرآن العظيم مواضع مشهورة منها قول الرسل عليهم في قصة يس انا اليكم مرسلون فردوا عليهم بقول ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء انتم الا تكذبون. فاجابوهم ثانيا بقولهم ربنا يعلم وانا اليكم مرسلون. لا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون احسن الله اليكم فاجابوهم ثانيا بقولهم ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وقد اورد عن وقد اورد على هذه القاعدة قوله تعالى ثم انكم بعد ذلك لميتون ثم انكم يوم القيامة تبعثون كيد الموت الذي لا ينكر احد وقوعه بان واللام ولم يؤكد البعث الا باناء فقط مع انه ينكره كثيرون وخصوصا في النبوة واوجب بان الخطاب في هذه الاية الظاهر الظاهر للمعترفين بالبعث حال غفلتهم عن الموت. وتشاغلهم عنه امور الدنيا فكأنهم لغفلتهم عنوا بمنزلة من لا من لا يعرف به. فأكدت القضية بإنا واللام. وهذا يسمى اخراج كلامي على خلاف مقتوى الظاهر ثم لما ثم لما ذكروا بالموت ذكروا البعث وكانوا معترفين به فلم يحتج الى تأكيده فهذه ثلاثة من علم المعاني والبيان تتعلق بهذه الآية. وسيأتي ان شاء الله تعالى في الوجه الذي بعده وفي الوجه الذي بعده هذا ثلاثة منه اخرى قوله رحمه الله تعالى فيما سلف في قوله تعالى وان قال هي المخففة من الثقيلة يعني ان خففت منها على اما على حذف اسمها كما هو مذهب البصريين واما هي على معنى الاستثناء. وما كانت الا كبيرة الا على خاشعين. والمراد بها كيفما كانت وان كان القول الاول اقوى وان اصلها ان ولكنها خففت المراد بها تأكيد المعنى. ثم استطرد المصنف بعد ذلك في بيان الجمع بين المؤكدين في قوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فان هذه الجملة اكدت بمؤكدين اثنين احدهما ان والثاني اللام هذا نظير قول الله سبحانه وتعالى ان الانسان لفي خسر فانها ايضا اكدت بان واللام وبين رحمه الله تعالى ان هذا التأكيد وقع لكون الخطاب موجها للمنافقين واليهود العائدين للمسلمين توجههم. الى الكعبة فاكد هذا المعنى دفعا لتلك الدعوة التي ادعاها اولئك. ثم نبه رحمه الله تعالى ان التأكيد انما يحتاج اليه اذا كان عند المخاطب شك او تردد او انكار فاذا وجد الشك او التردد او انكار حسن تأكيد الكلام. واذا لم يوجد ذلك لم يستحسن تأكيده لان المسلم به لا يحتاج الى تأكيد معناه. وذكر شاهد هذا في قصة الرسل المرسلين الى القرية التي ذكرها الله تعالى في سورة ياسين. فان هؤلاء الرسل ابتدأوا دعوتهم بدون تأكيد بل بالخبر فقالوا انا اليكم مرسلون. فلما انكر عليهم اهل القرية اكد اولئك اولئك صدق دعواهم بقولهم انا اليكم لمرسلون. فجاءوا باللام المؤكدة للدعوة التي ذكروها وجود الانكار عند مقابله. فاذا وجد الانكار او الشك او التردد حسن تأكيد الكلام. ثم نبه المصنف رحمه الله تعالى الى ما اورده بعض علماء المعاني على هذه القاعدة بقوله تعالى ثم انكم بعد ذلك ميتون ثم انكم يوم القيامة تبعثون. وذلك ان الموت ها هنا اكد بان واللام ولا ينكره احد. واقتصر في تأكيد البحث البعث الذي ينكره جم غفير من العرب بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتصار على مؤكد واحد. والجواب عن هذا ان انكار الموت نوعان احدهما انكار الحال والثاني انكار ما قال فاما انكار المقال فانه لم يعرف عن احد في زمن البعثة انهم ينكرون ان يموت المرء ولكن لما وجدت الغفلة التي هي انكار حال حسن التأكيد حينئذ. فلان الناس يقع منهم الغفلة عن ذكر الموت فتصير حالهم بمنزلة من ينكر وجوده بالكلية جيء بتأكيد هذا المعنى في الانكار هنا في هذه الاية ليس انكار مقال وانما انكار حال وذلك بما عليه الناس من الغفلة عن الموت والتهافت على الدنيا وجمعها فحينئذ نزلت حالهم منزلة من انكر بقاله فأكد ذكر الموت ها هنا بان واللام. نعم. احسن الله اليكم. الوجه الرابع فيما يتعلق بمعاني بعض هذه الايات قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا وقد تقدم ان الوسط يفسر على قولين احدهما العدل والثاني الخيار انه العدل لانه السبب الذي لا يميل الى طرفي الافراط والتفريط وهو ايضا خيار بهذا الاعتبار. فامتن الله تعالى على هذه الامة بعد الهداية بان جعل امة وسطا ومن استقرأ احوال ومن استقوى ومن استقرا احوال ومن استقرأ الاحوال الدينية. ومن رأى الاحوال الدينية وجدها كذلك تتوسط بين طرفي الافراط والتفريق. وبيان ان الاحوال التي كلف بها العبد اما اعتقادات او اعمال وهي في كلها كذلك. اما الاعتقادات فنبين ذلك بامثلة احدها التوحيد فان من الناس من عطل الالهية تعطيلا محضا قوم من اثبت اكثر من الاله الواحد فافرط والعدل التوسط وهو اثبات الاله وتوحيده. وثانيها لان من الناس من بالغ في اثبات الاله الواحد حتى جعله جسما او جوهرا او مركبا او مختصا بجهة او محلا للحوادث. فشبه التنزيه ساقط عالكلمة هذي كانها التنزيه. نعم احسن الله اليكم وثانيها التنزيه لان من الناس من بالغ في اثبات الاله الواحد حتى جعله جسما او جوهرا او مركبا او مختصا بجهة محلا للحوادث فشبهوا بالموجودات الحادثة تعالى الله عن ذلك. ومنهم من نفى حتى لم يثبت حتى لم يثبت الا الوجود المحو عطل صفاتي الالهية والعدل التوسط باثبات الوجود وخواص الالهية ونفي ما يوجب النقص والحدوث من الجوهرية والتركيب ونحوها وثالثها مذهبهم بالصفات الزائدة على الذات فان اهل السنة توسطوا بين طرفي التفريط بنفيها وتعطيلها والافراط باثباتها متغيرة حادثة ورابعها قول اهل السنة ايضا في مسألة خلق الاعمال. فانهم توسطوا بين الجبر المحض والقدر المحض فلم يسلبوا اختيار العبد وقدرة ولم يجعلوه خالقا لافعاله مضاهيا لله سبحانه في مقدوره. وخامسها قول في النبوات فانهم اثبتوها من عند الله عز وجل باختصاصه من يشاء فتوسطوا بين قول من يعطلها ويحيلها وقول من يثبتها بالاكتساب واعتدال المزاج. وسادسها اعتقاد بالرسل عليهم الصلاة والسلام فانهم منزلهم ومنزلة التي جعلها الله لهم ولم يغلو فيهم غلوا في عيسى عليه الصلاة والسلام ولا قصروا في تفسير اليهود حتى وصلوا الى القتل وغيره. وسابع قول في الميعاد فان من الناس من يعطل بالكلية ومنهم من يثبت بالاحوال النجومية والدورات الفلكية وهم قد اثبتوا على الوجه الاتم الاكمل الذي جاءت به الشرائع واقتضته الحكمة الالهية. وثامنها قول في السمعيات واحوال القيامة مثقال باثبات الثواب والعقاب على وجه ليس فيه افراط ولا تفريط. فان المرجئة تزعم تزعم انه لا يعاقب العبد المؤمن ابدا بشيء من الذنوب والمعتزلة تكون بايجاب الخلود في النار بفعل الكبيرة اذا مات فاعلها من غير توبة. واهل السنة واهل سنة متوسطون بين هذين القولين وكذلك ايضا توسطوا في بقية السمعيات والامامة ونحوها. وهذا كله سر قوله صلى الله عليه وسلم ان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة وجه ذلك زيادة هذه بفرقة المتوسطة بين الفرق كلها وهي الفرقة الناجية. واما الاعمال فقد جعلها الله تعالى هذه الامة فيها ايضا وسطا بين طرفي الإفراط والتفريط وبيانه من وجوه احدها من الناس من يقول ليس على تكليف اصلا ولا يجب عليه ان يشتغل بشيء من الطاعات وهم نفاة واوجب واوجب براهنة الهند وامثالهم من الماء من المانوية على العبد المبالغة ففي تعذيب نفسه وكده والاحتراز عن الطيبات من الاكل والمناكة. حتى ان منهم من يرمي نفسه في النار او من شاهق. والعدل ما عليه هذه الامة من التوسط بين هذين الامرين من الوقوف عند اوامر الشرع ونواهيه وتناول مباحاته. وثانيها ان التشديدات والتكاليف وان التشديدات والتكاليف الشاقة في دين موسى عليه السلام كثيرة جدا. والمساهلة كثيرة في دين عيسى والمساهلة كثيرة في دين عيسى عليه السلام وهذه الامة متوسطة بين الامرين ولذلك امجية منها ان في شرع موسى ان في شرع موسى يحتم يحتم استيفاء القصاص في القتل العمد. وفي شرع عيسى عليه السلام ايجاب العفو فقط. وفي شرع هذه الامة التخيير بين القصاص والعفو ومنها ان في شرع موسى اجتناب المرأة في حال الحدث حتى عن المآكلة وسائر وجوه المخالطة وفي شرع عيسى حلت حالنا في حالة عندك اكتب احسنت قلت قرأتها في حال والافصح في حال بدون التاء التانية. نعم سلام عليكم. ومنها ان في شرع موسى اجتناب المرأة في حال الحيض لا ما تغير انت. زين تقرأ انت قرأتها اول مرة قلت في حال في صحيح الافصح تقول حال لكن في الكتاب مكتوب حالة الحيض تقرأ حالة الحيض. نعم. ومنها ان في شرع موسى اجتناب المرأة في حالة الحيض تعني المؤاكلة وسائر وجوه المخالطة وفي شرح عيسى وفي شرع عيسى حل كل شيء محل كل شيء وفي شرع عيسى تحل كل شيء حتى الوطء. وهذه الامة وسط بين ذلك في حل المخالطة وتحريم الجماع. الى غير ذلك من الامثلة التي يطول بذكرها الكلام واذا تأملت قوله تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. وقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبثقها كل البسط. وقوله تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. مع قوله تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا. علمت انك تكاليف هذه الامة كلها وسط بين طرفي الافراط والتفريط. فكانت وخيارا لكونها كذلك. شرع المصنف رحمه الله تعالى ها هنا في بيان الوجه الرابع بذكر ما يتعلق بمعاني بعض هذه الاية مبتدأة ذلك بتفسير الوسط. وذكر ما تقدم من تفسيره بالعدل والخيار. ثم استظهر انه العدل انه هو الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. واذا ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير كلام الله كان مقدما على كلام غيرك ومعنى العدل السواء الذي لا يميل الى طرفي الافراط والتفريط. وما اشبه هذه المعاني التي ذكرها المصنف ها هنا بقول العلامة فالح الظاهري رحمه الله في نظم المصطلح اذ قال خير الامور الوسط الوسيط وشرها الافراط والتفريط. فجعل العدل الخيار هو خير الامور ثم بين ما يقابل العدل وهو طرفي الامور بالافراط والتفريط. وهذه الامة المرحومة احوالها الدينية مجعولة على العدل. وهو التوسط بين طرفي الافراط والتفريط. وقد بين المصنف الله تعالى ذلك بوجوه في جمل من الاعتقاد والاعمال. فمما ذكره رحمه الله تعالى في الاعتقادات توحيد الله عز وجل فان من الناس من عطل الالهية تعقيلا محضا ففرط. ومنهم من اثبت اكثر من اله واحد قابلهم اهل التوسط والعدل باثبات اله واحد هو الله سبحانه وتعالى فسلموا من الافراط والتفريط. ومنها تنزيه الله عز وجل. لان من الناس من ادعى دعوى التنزيه فجعل الله سبحانه وتعالى جسما او جوهرا او مركبا او محلا الحوادث فجعله مشابها بالمخلوق يزعم ان التنزيه في ذلك وقابل هؤلاء من زعم ان الله وتعالى معطل من صفاته فلم يثبت لله عز وجل الا الوجود المحض. وتوثق اهل الحق باثبات وجود الله سبحانه وتعالى وحقائق الالهية وما له من الصفات الثابتة في القرآن والسنة والى هذا المعنى اشار من قال من السلف رحمهم الله تعالى المشبه يعبد صنما عطلوا يعبدوا عدم. والموحد يعبد الها واحدا صمدا. فهذه الجملة اشارة الى ما انتظم في هذا الكلام من التنزيه الذي ادعته طائفة وسلم اهل السنة فيما رضوه في ربهم سبحانه تعالى من تنزيه تبعا لما جاء في الاية والاحاديث. ومنها ايضا مذهبهم في صفات الله سبحانه وتعالى الزائدة على صفات الذات والمراد بها صفات الافعال. كالغضب والضحك والنزول وغيرها فان اهل السنة وسط بين من ينفيها ويعطلها ولا يثبتها لله سبحانه وتعالى بين من يفرط فيها فيثبتها متغيرة متنقلة حادثة اي كحدوث صفات المخلوق وهذه الجملة مجملة ان اريد بالتغير والانتقال والحدوث وقوع تلك الصفات على وجه يشابه صفات يشابه صفات المخلوق فهذا هو المذموم. وان اريد الحدود تجدد احاد صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية فهذا هو الحق الذي جاءت به الادلة فقد ثبت في الصحيح في ذكر غضب الله سبحانه وتعالى في الاخرة انه يغضب غضبا ام يغضب قبله مثله فدل هذا على اتصاف الله بغضب لم يتصف به قبل في تجدد نوعه واما اصل صفة الغضب فهو ثابت لله سبحانه وتعالى. والذي ينبغي حمل كلام المصنف عليه ان مراده بالافراط هنا اثباتها متغيرة متنقلة حادثة كصفات المخلوق. واما ان اريد حدوثها ما يعبر عنه بتجدد الاحاد فذلك ثابت بالكتاب والسنة. ومن جملة المسائل الاعتقادية التي توسط فيها اهل السنة مسألة خلق اعمال العباد فانه متوسطون بين الجبرية الذين يزعمون ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له وبين القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله. واهل السنة قد اثبتوا للعبد اختيارا وقدرة تابعة لاختيار الله سبحانه وتعالى ومشيئته وقدرته. ومنها قوله اهل السنة في النبوات فانهم توسطوا بين من يعطلها ويحيلها وبين من يثبت انها تكتسب الاخلاق اخي الفاضلة والاعمال الكاملة فاثبتوا انها اختصاص من الله سبحانه وتعالى يختص به من يشاء من خلقه بتكميل صفات ذلك المخصوص ومنها الاعتقاد في الرسل فان اهل السنة لم يغلوا بهم غلو النصارى في عيسى ولا قصروا في حقهم تقصير اليهود الذين قتلوا انبيائهم. ومنها قولهم في الميعاد وهو البعث فان من الناس من ينكر البعث الكلية ومنهم من يثبته بالاحوال النجومية والدورات الفلكية اي باحكام الطبائع واما اهل السنة فهم قد اثبتوه على الوجه الاتم باحكام الشرائع. فمعقد اهل السنة في اثباته هو الشريعة. ومأخذ مثبتته من الفلاسفة هو الطبيعة. ومنها القول في السمعيات واحوال القيامة. فان اهل السنة يرجون محسن الثواب ويخافون على المسيء العقاب متوسطين في ذلك بين المرجئة الزاعمين ان الله سبحانه وتعالى لا يعاقب العبد شيء من ذنوبه وبين المعتزلة والخوارج الذين يوجبون الخلود في النار بفعل وكذلك توسطهم في سائر الابواب. وهذه الجملة مستكنة في قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الواسطية وهم وسط في جميع ذلك بين فرق الامة. الى اخر ما قرره فيها وبينه شراح الواسطية. وهذه مسألة عظيمة اي بيان توسط اهل الحق بين والتفيض في ابواب العقائد. ثم اشار المصنف رحمه الله تعالى الى نكتة شريفة. في قول النبي صلى الله الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة. والنكتة في ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن افتراق هذه الامة بعدد احاد ولم يخبر عن ذلك بعدد زوج بحيث يكون عدد الاحاد الزائد وهو الثالث والسبعون وسطا بين طائفتين فالفرق الاخرى الاثنتان والسبعون كل فرقة افرطت فرقة فرطت فاذا اضطرد هذا الامر في التقابل بين اهل الافراط والتفريط صار العدد اثنان وسبعون اثنتان وسبعون فرقة. ويكون العدد الزائد وهو الثالث والسبعون فرقة سالمة من الى الافراط والتفريط. وهذا معنى لطيف اشار اليه المصنف بقوله ووجه ذلك زيادة هذه فرقة المتوسطة بين الفرق كلها وهي الفرقة الناجية. فتكون الفرق الاثنتان والسبعون هي فرق متصفة اما بالافراط او التفريط اما الفرقة الزائدة في عدد الاحاد فهي فرقة سالمة من ذلك. ثم بين رحمه الله تعالى نظير ذلك في الاعمال بعد العقائد فذكر من ذلك فيما يتعلق بمسألة التكليف وهي الامر بحكم الشرع فان من الناس من قال انه ليس على العباد تكليف ولا يجب عليهم ان يشتغلوا بشيء من الطاعات وهم نفات التكليف قابلتهم طائفة اوجبوا على العبد ان يعذب نفسه وان يحترز من الطيبات من المآكل والمناكح وقابلهم اهل الحق في هذه الامة فجعلوا العبد مأمورا بطاعة الله سبحانه وتعالى في امره ونهيه ومأدونا له في تناول ما اباح الله عز وجل ومنها ان التشديدات والتكاليف الشاقة في دين موسى عليه الصلاة والسلام كثيرة. والمساهلة والمسامحة في دين عيسى وهذه الامة وسط بين هذين في مسائل عدة كما ذكر المصنف منها استيفاء القصاص في القتل العمد في دين في شرع موسى وايجاب العفو في شرع اه عيسى عليه الصلاة والسلام وشرع هذه الامة خير بين القصاص والعفو ومنها ما يكون في الحيض من اجتناب المرأة في حال الحيض حتى عن المؤاكلة والمخالطة عند اليهود وقابل هذا حل كل شيء في شرع عيسى حتى الوطء. وهذه الامة جاء الشرع بحل المخالطة وتحريم الجماع الى اخر الامثلة في ابواب الاعمال. وها هنا مسألة مهمة في استعملهما المصنف احدهما قوله دين عيسى ودين موسى عليهما الصلاة والسلام والثاني قوله شرع موسى وشرع عيسى عليهما الصلاة والسلام. وقد جرينا بالتعبير كما عبر وان كان في ذلك نظر فما هو؟ ما الجواب سمع لا موسى عيسى رسول وموسى رسول. كلهم بدين مستقل ما الجواب ها محمد ما الدليل طيب وغير هذا ما شاء الله على هذا ان تقول ان استعمال دين موسى ودين عيسى فيه نظر. صواب شرع. واخونا يقول ان العكس نقول اما باعتبار الدين وهو قوله دين موسى ودين عيسى فان من اهل العلم من منع مع ذلك وقالوا ان الدين لا يضاف الا الى الله سبحانه وتعالى. ولا يضاف الى مخلوق وان ما يضاف الى المخلوق الملة. وهذا هو الذي وقع في القرآن. وممن نص على هذا الفيروز ابادي رحمه الله تعالى في كتابه البصائر الا ان هذا الذي ذكره هؤلاء فيه نظر احدهما ان ذلك مذكور في القرآن في موضعين اضيف فيها الدين الى مخلوق. هما الاول منهما في سورة يوسف اذ قال الله سبحانه وتعالى في دين الملك فاضافه الى مخلوق والثاني في قوله تعالى لكم دينكم ولي ديني في قراءة من يثبت ياء الاضافة فيها وقد وقع هذا في حديثين اثنين ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل في قصة زيد ابن عمرو ابن نفيل الرجل الحنيف في الجاهلية والثاني في قصة سلمان الفارسي. وذكرهما في الحديث وان كان من كلام غير النبي صلى الله عليه وسلم في سياقه الا انه يدل على الاقرار. فالمختار صحة نسبة الدين الى غير الله فيصح ان قال دين موسى ودين عيسى ودين محمد صلى الله عليه وسلم. وان كان الاكمل من الخطاب هو اتباع الشائع بنسبة الدين الى الله سبحانه وتعالى. واما الكلمة الثانية وهي الشرع فالصحيح ان الشرع لا يضاف الا الى الله سبحانه وتعالى. فلا يقال شرع موسى ولا شرع عيسى ولا شرع محمد صلى الله عليه وسلم لان التشريع حق الله عز وجل. وقد قال الله عز وجل لكل جعلنا منكم ومنهاجا فالجعل للشرعة هو منه سبحانه وتعالى. ومنه كذلك قوله تعالى شرع لكم من الدين الى اخر الاية وصى به نوحا الايات. فالشرع في الكتاب والسنة لم يضف الى غير الله سبحانه وتعالى. وعلى هذا فالتعبير بما يسمى بالمجالس التشريعية غير جائز. لانه مخالف لما قرر في خطاب الشرع ان التشريع حق لله. وانما تسمى هذه المجاز في المجالس التنظيمية. او المجالس واما تسميتها بالمجالس التشريعية فانه مخالف خطاب الشرع موهم ان التشريع حق يكون لغير الله سبحانه وتعالى. نعم. واختلف العلماء في قوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس على اقوال ان المراد به شهادة هذه الامة الانبياء عليهم الصلاة والسلام عند جحد اممها ذلك وانكارهم انهم بلغوهم وحجة ذلك ما روى البخاري في صحيح عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء نوح وامته فيقول الله له هل بلغت؟ فيقول نعم اي رب فيقول امتي هل بلغكم؟ فيقولون لا ما جاءنا من نبي؟ فيقول لنوح عليه السلام من يشهد لك؟ فيقول محمد وامته فنشهد ان قد بلغه انه قد بلغ وهو قوله تعالى وكذلكم جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ورواه النسائي وباسناد باسناد صحيح وزاد في اخره والوسط العدل. فهذا القول اولى ما قيل به في تفسير هذه الاية لصحة الحديث في ذلك فان قيل من حكمة بهذه الشهادة من الامة فان شهادة الامة وشهادة الرسول فان شهادة الامة وشهادة الرسول مستندة في الاخرة الى شهادة الله تعالى على صدق الانبياء فلما لم يصدق فلما لم يصدق الله تعالى نبيه نوحا عليه ابتداء فالجواب ان الحكمة في ذلك تمييز هذه الامة في الفضل على سائر الامم بمبادرتهم الى تصديق الله تعالى جميع الانبياء وليست هذه المزية لغيره من الامم فهم العدول يوم القيامة على سائر الخلائق. والقول الثاني ان المراد به شهادة بعضهم على بعض باعماله من الخير والشر بعد الموت ويدل عليه الحديث الصحيح. ان النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فاثني عليها خيرا فقال لوجبت وجبت ثم مر عليه بجنازة اخرى فاثني عليها شرا فقال وجبت وجبت. ثم قال انتم شهداء الله في الارض واما شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم على هذين القولين فبمعنى انه يشهد لهم بالايمان يوم القيامة وبالتبليغ. فان قيل فهلا فهلا قال ويكون ويكون الرسول لكم شهيدا. لان شهادته لهم لا عليهم قيل قيل لما كان الشهيد كالرقيب اي من جيء فيه بكلمة الاستعلاء ومنهم قوله تعالى والله على كل شيء شهيد. فان قيل فلما اخرت فلما اخرت صلة الشهادة اولا وقدمت ثانيا قلنا لان الغرض في الجملة الاولى اثبات المنة على هذه الامة بجعلهم شهداء على الناس مع قطع النظر عن اختصاصهم بذلك فلم يقدم الجار والمجرور المشعر المشعر تقديمه بالحصر بل قال لتكونوا شهداء اعلى الناس واما بشهادة الرسول عليهم فلان المنة فيها عليهم اختصاص بكون الرسول صلى الله عليه وسلم شهيدا له كاين اللي اعمالهم فقدمت صلة الشهادة تؤدي لتفيد لتفيد اختصاصهم بذلك دون بقية الناس. وهذه هي الثلاثة التي سبق الوعد بها من علم البيان فان القاعدة المستقرة فيها فيه ان تقديم المفعول والجار والمجرور يقتضي يقتضي يقتضي قصر الحكم يقتضي قصر الحكم باحد انواعه اما قصر الافراد او قصر القلب قصر الافراد سلام عليكم. اما قصر الافراد او قصر او قصر القلب او غيرهما. ومن احسن امثلته الموافقة لهذه الاية قوله تعالى قل هو الرحمن ام النبي عليه توكلنا فان الايمان لما فان الايمان لما لم يكن منحصرا في الايمان بالله لابد معه من الايمان بملائكته وكتبه ورسله. والبعث والحساب وغير ذلك اخر الجار والمجرور. فقال امنا به بخلاف فانه لا يكون الا على الله وحده فقدم الجار والمجرور. ليفيد انحصار التوكل في كونه على الله وحده اذ لا يتوكل على غيره والقول الثالث ان هذه الشهادة انما هي في الدنيا بمعنى الحجة على من بعدهم كمن كان الرسول كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حجة على من بعده من الامة واستدل جماعة من هذه من هذه الاية على هذا القول على ان الاجماع حجة وقيده بعض الائمة بما حاصله ان الشهادة اذا اريد بها الشهادة على الاعمال المشاهدة اضيفت الى من يشاهد ذلك منه كما في قوله تعالى وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. فخص ذلك بالموجودين من امته في زمع فخص ذلك بالموجودين من امته في زمنه. وكذلك قوله تعالى عيسى عليه السلام وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلما توفيتني كنت ترى الرقيب عليهم. فبين ان شهادته على اعماله مختصة بحال حياته فيهم فاما قوله تعالى ويكون الرسول عليكم شهيدا فإن هذا ليس خطابا للموجودين حينئذ فقط بل لكل امة قيام الساعة ليكون النبي صلى الله عليه وسلم حجة على كل امته. كما كان مبعوثا اليهم الى قيام الساعة. واذا ثبت ان المراد بقوله تعالى ويكون الرسول عليكم شهيدا كونه حجة عليهم فكذلك قوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس بمعنى الحجة عليه فيكون العصر الاول من اذا اجمع على شيء كان قولهم حجة على من بعدهم الى قيام الساعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم حجة ولان حجة الله اذا ثبتت في وقت فهي ثابتة ابدا. ومن حيث دلت الاية على صحة اجماع الصدر الاول دلك على صحة اجماع الاعصار التي بعده اذ الخطاب من كل الامة ولم تخصص الاية اهل عصر دون اهل عصر ولا يقال الخطاب لكل ليس لكل الامة لانه لا يتناول المعدوم لانا نقول لا فرق بين هذا وبين قوله تعالى كتب عليكم الصيام وكما كتب على الذين من قبلكم وسائر نظائره فان هذا يتناول الامة ولا يختص بالموجودين في ذلك الوقت وكذلك تكاليف الله تعالى واوامره ونواهيه خطاب لجميع الامة. فان قيل فلو كان الامر كذلك من ان هذا الخطاب هذا لا يكون لكل من يوجد الى قيام الساعة. فانما حكم لجماعتهم العدالة فمن اين حكم لاهل كل عصر بمفرده حتى يكون حتى يكون قولهم حجة على من بعدهم. قيل انه تعالى لما جعلهم شهداء على الناس بل واعتبرنا في ذلك كل الامة من اول الى اخره لا زالت الفائدة من ذلك. اذ لم يبق اذ لم يبق من يكون قول الامة حجة عليه. فلم يبق الا العمل به في لكل عصر بمفرده فثبت كون اجماعهم حجة على من بعدهم. وهذا خلاصة ما قررناه ما قرره المشار اليه وفيه نظر لا يخفى على المتأمل. ثم ان هذه الاقوال الثلاثة في هذا في معنى الشهادة يمكن ردها الى معنى واحد. لما تقرر من ان الوساطة هو العدل فيكون فيه اثبات العدالة لهذه الامة بالدنيا المقتضية لكون اجماعهم حجة واثبات العدالة لهم في الاخرة بكونهم شهداء بعضهم هم على شهداء بعضهم على في كونهم شهداء بعضهم على بعض في الاعمال وكونهم شهداء على الامم السالفة بالتبليغ. فلا حينئذ بين الاقوال وهذا يدل على ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا اختلاف العلماء رحمهم الله في تفسير قوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس على اقوالهم ثلاثة اولها ان المراد شهادة هذه الامة للانبياء اذا جحدت بهم اممهم في الاخرة وثانيها ان المراد شهادة بعض هذه الامة على بعض باعمال الخير والشر. وثالثها ان الشهادة ها هنا ما بمعنى الحجة فتكون هذه الامة حجة على الامم التي تظهر مقارنة لها في في الزمان وهذه الاقوال الثلاثة اولاها في التقديم هو القول الاول وهو قول جمهور اهل العلم وذلك لصحة الحديث الوارد في ذلك وهو حديث ابي سعيد الخدري. وفيه شهادة محمد صلى الله عليه وسلم وامته لنوح وغيره من الانبياء بالتبليغ. وفيه هذا الحديث قوله فنشهد انه قد بلغ وهو قوله تعالى. وكذلك جعلناكم امة وسطا. واورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا يتعلق بذلك وهو قوله فان قيل ما الحكم حكمة في هذه الشهادة من الامة. ومن رسولها صلى الله عليه وسلم مع كون هاتين الشهادتين مستندة الى شهادة الله اي عز وجل فلاي شيء احتيج اليها؟ وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الحكمة تمييز هذه الامة هو بيان فضلها فيستشهد في الاخرة لبيان فضلهم على الامم. هذا وجه ووراءه وجه ثان احسن. وهو ان الله سبحانه وتعالى هو المرسل والعدل الا يستشهد المرسل بنفسه على غيره فان الله عز وجل لتحقيق تبليغ الرسل لم يكن مقتضى السواء في الدعوة والعدل في القضية ان يكون في نظر هؤلاء الكفرة هو سبحانه وتعالى خصيما وشهيدا. وانما يكون سبحانه وتعالى هو خصم في تبليغ الرسل. ويشهد من هو من جنسهم ممن بعث اليهم. فيكون الشهود هم اليهم وليس الشاهد هو المرسل اليهم وهو الله سبحانه وتعالى وهذا اولى بالتقديم لانه اذا كان الشاهد من جنس من ادعيت عليه الدعوة كان هذا اقوى في تثبيت الشهادة. فلما كان هؤلاء الجحدة من الكفرة الذين يزعمون ان الانبياء لم يبلغوا ما امرهم الله سبحانه وتعالى دينهم لما كانوا من جنس المرسل اليهم كان المناسب ان يكون الشاهد من جنسهم. فاختيرت شهادة من هو من جنسهم وهم هذه الامة ورسولها صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر بعد ذلك نكتة لطيفة في التفريق بين تأخير الصلة وتقديمها في تعالى لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. ولم يقل ويكون الرسول شهيدا وانما قدم الجار والمجرور. وبين المصنف ذلك بان المراد في الجملة الاولى اثبات على هذه الامة بجعلهم شهداء على الناس. والمراد في شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم تزكية لاعمالهم واختصاصهم بذلك من دون الناس. قال وهذا نظير قوله تعالى قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا فلم يقل الله سبحانه وتعالى قل هو الرحمن امنا به وتوكلنا عليه. بل قدم الجار والمجرور وقال وعليه توكلنا والسر في ذلك ان الايمان لا يختص بالايمان بالله بل فيه الايمان بالله والملائكة والرسل الى اخر اركانه. واما التوكل فهو مختص بالله سبحانه وتعالى ولذلك قالوا عليه توكلنا ومن المعلوم المقرر في علم المعاني ان تقديم ما حقه التأخير تفيد الحصر. والمراد بالحصر تخصيص شيء بشيء. كما قال في الجوهر المكنون قال تخصيص امر مطلق بامر هو الذي يدعونه بالحصر. ومن ادواته التقديم لما حقه التأخير فلما قدم المجرور الجار والمجرور ويكون الرسول عليكم شهيدا دل على معنى مستكن في ارادة القصر وهو اثبات تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الامة بشهادته عليهم. ثم ذكر في القول الثالث ما استنبطه بعض اهل العلم بالتفسير من ان هذه الاية دالة على حجية الاجماع. لان على قول هؤلاء القائلين بان معنى الاية ان هذه الامة تكون حجة على غيرها من الامم المقارنة لها بعد زمن البعثة. فكما يكون الرسول صلى الله عليه وسلم شاهدا على القبر الذي بعث فيه فمن يليه من الامة شاهد على غيره من الامم ومن يليهم شاهد على من الامم وهلم جر الى اخر الزمان الا ان هذا الاحتجاج بالاية المذكورة على هذه المسألة لا يسلم من مناقشة ونظر لا يخفى كما ذكر السارح يطول المقام ببيانه لكن المقصود ان هذه الاية في دلالته على الاجماع فيها نظرا لعدم صراحتها في ذلك. كما ان الذي ثبت في تفسيرها هو الحديث المقدم. حديث ابي سعيد رضي الله عنه من كون الامة ما تكون شاهدة في الاخرة للرسل على صدقهم في التفريغ. ثم ذكر المصنف باخرة ان هذه الاقوال في معنى الشهادة يمكن ردها الى معنى واحد فيما تقرب من ان الوسط هو العدل. فيكون فيه اثبات العدالة لهذه الامة في الدنيا وفي الاخرة وعدالة بعضهم على بعض وعدالة شهادتهم على غيرهم من الامم. فترجع هذه المعاني الى اصل واحد لكن المقدم منها ما ثبت بالحديث. نعم. وهذا يدل على نهاية كرامة الله تعالى لهذه الامة وما خصها من مزيد الشرف وقدرت السنة على ذلك ايضا باحاديث كثيرة. منها ما اخبرنا القاضي منها ما اخبرنا قاضي القضاة ابو الفضل سليمان ابن حمزة ابن احمد ابن عمرو المقدسي ابن عمر المقدسي وابو الفداء اسماعيل ابن يوسف ابن مكتوم القيسي وابو محمد عيسى ابن عبد الرحمن ابن معالي الصالح وابو البركات معلوم ان قاضي القضاة انه منهي عنه هذا والشيء الاخر ان القاعدة عند كمل اهل الحديث اسقاط الالقاب من سرد الاسانيد. فما عليه المتأخرون مخالف لطريقة المحققين. لذلك لا نجد هذا في الكتب المتقدمة في صحيح البخاري ومسلم وغيرها. فاذا اراد انسان اسناد فان الاولى الا يذكر لقبا لاحد من اهله. والغالب ان من يسوقون الاسانيد ولا سيما من يذكرون القاب شيوخهم دون غيرهم وذلك لما في نفوسهم من تعظيمهم. والمتقدم اولى بالتعظيم من المتأخر قل لكن هذه جبلة آدمية. فلذكر ابي هريرة وطاووس وابنه في هذا الاسناد بالقابهم اولى من ذكر ابي الفضل سليمان ابن حمزة بلقبه. والمقصود ان الاولى اسقاط الالقاب في سياق الاسانيد. نعم. احسن الله اليكم اخبرنا قاضي القضاة ابو الفضل سليمان ابن حزم ابن احمد ابن عمر المقدسي وابو الفداء اسماعيل ابن ابن يوسف ابن مكتوم القيسي وابو محمد عيسى ابن ابن عبدالرحمن ابن معالي الصالحي وابو البركات عبدالأحد ابن وابي القاسم ابن عبد الغني الحراني بقراءته على كل منهم قالوا اخبرنا ابو المنجى ابو المنجى اخبرنا ابو المنجى عبد الله ابن عمر ابن علي البغدادي قال اخبرنا ابو الوقت عبدالاول بن عيسى الصوفي قال اخبرنا ابو عاصم الفضيل ابن يحيى الفضيلي قال اخبرنا ابو محمد عبد الرحمن ابن احمد ابن ابي شريح قال حدثنا احمد بن سعيد قال حدثنا احمد بن علي قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن ابن طاووس عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون الاولون يوم القيامة نحن اول الناس دخولا الجنة بيد انه اوتوا الكتاب من قبلنا واوتنا ومن بعدهم فهدانا الله تعالى لما اختلفوا فيه من الحق وهذا الذي اختلف فيه الناس لنا فيه تبع غدا اليهود وبعد غد للنصارى يعني ولنا الجمعة ولنا الجمعة قبلهم وذلك قوله تعالى انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه واخبرناه ايضا شيخنا شيخ الاسلام امام الائمة الاعلام ابو المعالي محمد ابن علي ابن عبد الواحد ابن عبد كريم بن خلف وامام الائمة هذا من جنس قاضي القضاة ولا ليس من جنس قاضي القضاة يعني من هي عنها ام غير منهي عنها؟ والا على ما تقرب من اللقب الاولى اسقاطه. ما الجواب ها يا محمد ها لماذا امام الائمة النبي صلى الله عليه وسلم. طيب غيره تم طيب وغادة الجواب ان يقال ان اريد بالائمة ان تكون الاستغراقية فان امام الائمة جميعا هو النبي صلى الله عليه وسلم فلا يطلق على غيره. وان اريد بالف الائمة العهد يعني اهل زمن ما او اهل فن من الفنون فهذا لا بأس به. ولهذا شهر تلقيب ابي بكر ابن خزيمة بامام الائمة. ولم ينكر هذا احد من العلماء. ووقع في عقيدة في اصحاب الحديث في الصابون تلقيب ابن شهاب الزهري بهذا. وهذا هو المراد عند اهل العلم الذين يطلقونه. فان اما ها هنا يراد بها اهل زمن او فن ما فيصح حينئذ ان يقال امام الائمة على هذا المعنى نعم واخبرنا هو ايضا شيخنا شيخ الاسلام امام الائمة الاعلام ابو المعالي محمد بن علي بن عبدالواحد بن عبدالكريم بن خلف ابن نبهان الانصاري السماكي نضر الله وجهه بقراءته عليه. قال اخبرنا علامة ابو العباس احمد بن ابراهيم بن عمر الخطيب قال اخبرنا محمد بن سعيد بن علي بن الخازن حاء واخبرتنا عاليا ام محمد وزيرة بنت عمر ابن اسعد التنوخي سماعا عليها قالت اخبرنا الحسين ابن المبارك ابن محمد الرباعي سماعا قال اخبرنا ابو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قال قال اخبرنا ابو الحسن مكي ابن منصور الكرخي قال اخبرنا ابو بكر احمد بن الحسن قال حدثنا ابو العباس محمد ابن يعقوب الاصم قال انبأنا الربيع بن سليمان المرادي قال اخبرنا هذه هذه من قال بعض اهل العلم لاخبرنا يخسرونها ايضا على هذه الصورة. فهم يختصرونها على الصورة السابقة وهي الظمير انا يريدون بها اخبرنا. ويختصرنا كذلك على ارنا. الف راء نون الف ويختصرونها كذلك على صورة ابانا الف باء نون كل هذه اختصارات لاخبارنا وقد جمعتها بقول اختصروا اخبرنا بقولهم انا انتصروا اخبرنا لقولهم اكتب يا اخي هذا ما تجده حتى في البيت العراقي اختصروا اخبرنا بقولهم انا ارنا وبعضهم يقول ابانا. ارنا وبعضهم يقول ابانا. اختصروا واخبرنا بقولهم انا ارنا وبعضهم يقول فيها ابانا وبعضهم يقول فيها ابانا صار ثلاث اختصارات لكن من المعلوم ان الرمز كيف ينطق؟ ينطق كلمة لكن لاجل التفهيم نطقنا به على رسمه. والا ما تقول اذا جيت تقرأ تقول الاصم قال ابانا الربيع بل تقول اخبرنا الربيع. نعم. قال اخبرنا الربيع بن سليمان المرادي قال قال الامام ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي قال اخبرنا ابن عيينة يعني سفيان عن عبدالله ابن طاوس عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه حاء اخبرنا ابو عبد الله محمد ابن احمد ابن ابي الهيجاء الصالحي بقراءته قال اخبر قال اخبر قال حدثنا قال حدثنا ابو علي الحسن ابن محمد ابن محمد ابن البكري قال اخبرنا ابو روح عبد المعز محمد الهروي قال اخبرنا ابو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال اخبرنا ابو سعد محمد بن عبدالرحمن الهيروي ليس الهروي الهروي بالنسبة الى هرات. ودائما في اسم ما يقولون الهروي هي الهيروي. نعم. مدينة لافغانستان اليوم تمام. نعم. قال اخبرنا ابو ابو رح عبدالمعز ابن محمد الهيروي قال اخبرنا ابو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي الشحامي الشحامي قال اخبرنا ابو سعد محمد بن عبد الرحمن الكن الكنجروذي احسن الله اليكم قال ابو طاهر محمد بن الفضل بن محمد قال اخبرنا جدي الامام ابو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الجبار ابن على وسعيد ابن ابن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه حاء وسفيان عن ابن طاوس عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه حاء قال ابن خزيمة وحدثنا يونس ابن عبد الاعلى قال حدثنا ابن وهب قال ان مالكا حدثه عن ابي زناد يعني الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدهم ثم هذا اليوم الذي كتبه الله عليهم فاختلفوا فيه. وفي حديث ما لك هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا به فادانا الله له يعني يوم الجمعة الناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد. واخبرناه ايضا محمد ابن ابي العز ابن ابن مشرف نتشرف احسن الله اليكم ابن مشرف سماعا واخرون قالوا اخبرنا الحسين ابن مبارك البغدادي قال اخبرنا عبد الاول بن عيسى الهيروي قال اخبرنا عبد الرحمن ابن محمد ابن المظفر قال اخبرنا عبد الله ابن احمد ابن ابن حموي. حموي. حموي. حموي قال اخبرنا عبد الله ابن احمد ابن حموي ان قال اخبرنا محمد ابن يوسف قال حدثنا الامام محمد ابن اسماعيل قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه بنحوه واخبرنا علامة ابو العباس احمد بن ابراهيم بن سباع بنون سباع احسن الله ابن سباع الخطيب قراءة عليه واخبرنا واخبرنا واخبر وانا اسف احسن الله اليكم وانا اسمع وابن اخيه شيخنا الرباني العلامة ابو اسحاق ابراهيم بن شيخ الاسلام تاج الدين عبدالرحمن قدس الله روحه وابو الحسن علي ابن محمد ابن ابن البندج البندنجي وابو عبدالله محمد ابن عمر ابن خواجة امام ومحمد ابن ابي بكر ابن طرخان واحمد ابن واحمد ابن حمود لا ابن حمود ايه حمود في المتأخرين والمتقدمين حمود بفتح الحاء وتشديد الميم مضمومة كما نص على ذلك بالمأكول في كتاب الاكمال واسماء العرب قد دخلها التحويل لما كان عليه الاولون الى اوضاع مختلفة في قولهم عوض حمود وقولهم حمد عوضا حمد وقولهم طلق عوض طلق فما كان من المتقدمين فهو على هذا الجنس الذي ذكرنا حمود وطلق و نعم. احسن الله اليكم. واحمد بن حمود بن عمر الحران بقراءته عليهم. قال شيخنا الاول انا اخبرنا علامة ابو عمر عثمان ابن عبد الرحمن عمرو قال اخبرنا علامة ابو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح الشافعي وعتيق بن ابي الفضل البيلماني ومحمد بن علي بن محمود مثقلاني ومحمد بن احمد بن علي القرطبي وقال ابن ممدود اخبرنا احمد بن عمر الباذبيني وقال ابن الخواجة امام اخبرنا ابراهيم ابن عمر ابن مضر الواسطي وقال الباقون اخبرنا احمد بن عبد الدائم المقدسي قال عتيق اخبرنا الحافظ ابو القاسم علي بن الحسن الدمشقي وقال ابن الصلاحي انا اخبر المؤيد ابن محمد الطوسي وقال اثقلني والواسطي اخبرنا منصور بن عبد المنعم الفراوي وقال القرطبي وابن دايم اخبرنا محمد ابن علي ابن صدقة قالوا اخبرنا محمد ابن الفضل ابن احمد الفقيه قال اخبرنا عبد الغافر ابن محمد الفارسي قال اخبرنا احمد بن محمد بن عمرويه قال اخبرنا ابراهيم ابن محمد الزائد قال حدثنا الامام مسلم بن الحجاج قال حدثنا محمد ابن رافع قال حدثنا عبد الرزاق عما عمل عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثنا ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. واخبرنا محمد بن احمد بن ابن ابن الزراد احسن الله اليكم. قال اخبرنا محمد بن ابي بكر بن خلف قال انبأنا الحافظ ابو عبد ابو طاهر احمد ابن محمد السلفي قال اخبرنا مرشد بن يحيى المديني قال قال اخبرنا علي ابن محمد الفارسي الاصل في هذا الرسم ان يكون السلفي الا ابا طاهر هذا وجماعة فانهم السلفي بكسر السين. احسن الله اليكم. احسن الله اليكم. قال اخبرنا علي بن محمد الفارسي قال اخبرنا عبد الله بن محمد بن الناصح. قال حدثنا احمد بن علي المروزي. قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن عبد الرحمن مولى مولى ام برثن برثا مولى ام برثا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل كتب الجمعة على من كان قبلنا فاختلفوا فيها فهدانا الله لها فالناس لنا فيها تبع فاليوم لنا او غدا لليهود وبعد غد للنصارى؟ واخبرنا هو اعلى من هذه الروايات كلها ابو محمد القاسم المظفر ابن محمود الدمشقي بها عن بالوفاء محمود ابن ابراهيم ابن منده الاصبحاني ادنى منه ان قال اخبرنا ابو الخير محمد بن احمد البغبغاء الباغبان قال اخبرنا عبدالوهاب بن محمد بن اسحاق العبدي قال اخبرنا ابي الحافظ محمد بن احمد الباء باغبان سكون الغين غير قال ركبت سلام عليكم قال قال اخبرنا ابي الحافظ ابو عبد الله ابن منده قال اخبرنا محمد ابن عمر ابن حفص قال حدثنا اسحاق ابن ابراهيم شاذان قال حدثنا سعد بن الصلتقان عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معنى شهادان؟ عندنا اسحاق وابراهيم شهادان يعني جدد الشاذان والا لقب ليس في عرف المتقدمين اسقاط ابن ابدا هذا عرف حادث. وانما المقصود حدثنا اسحاق بن ابراهيم الملقب كذان هذا معنى الجملة ليس المعنى اسحاق ابن ابراهيم ابن شادان لابد من اثبات ابن عندهم. نعم. احسن الله اليكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون الأولون يوم القيامة. ونحن اول الناس دخولا الجنة بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا واوتنهم من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق. فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه الجمعة فهو لنا ولليهود السبت وللانصار الاحد هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه من حديث حافظ الصحابة ابي هريرة رضي الله عنه الدوسي. ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه وقد اختلف باسمه واسمه اختلافا كثيرا يتحصل منها ثلاثون قولا لا فائدة بالاطالة بذكرها. والمشهور ان اسمه عبدالرحمن بن صخر. وقال هشام ابن محمد وخليفة ابن خياط اسمه عمر ابن عامر ابن عبد ابن عبد ذي الشرى ابن ابن عتاب ابن ابي صعب ابن ابن منبه ابن سعد ابن ثعلبة ابن سليم ابن فهم ابن غن احسن ابن غنم ابن دوس وهو الذي تنسب اليه القبيلة ابن عدثان ابن عبد الله ابن عدثان كثير من الكتب يتصحح فيها صل عدنان عدفان نعم ابن عدثان ابن عبد الله ابن زهران ابن كعب ابن الحارث ابن كعب ابن مالك ابن ناصر ابن الاجز ابن الغوث ابن نبت ابن مالك ابن زيد ابن كهلان ابن سبأ ابن يشجب ابن يشجب ابن يعرب ابن يشجب. احسن الله اليكم. ابني يشجب ابن يعرب ابن قحطان. جماع اسلم ايام خيبر وكانت محل جماع اليمن هذه هذي متعلقة بايش؟ كلمة قحطان فهذا خطأ خطأ وضعها هنا مفروض توضع في الصدر الذي قبلها جيم جماع اليمن يعني جماع اليمن. نعم. جماع اليمن اسلم ايام خيبر وكانت في اوائل سنة سبع من الهجرة. ولزم ولزم من حين ولزم من حين اذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة في العلم الى ان توفي صلى الله عليه وسلم. وهو اكثر الصحابة حديثا روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة الاف وثلاث مئة واربعة وسبعين وسبعون حديثا. روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة الاف مئة واربعة وسبعون حديثا. اتفق البخاري ومسلم منهما على ثلاثمئة وخمسة وعشرين حديثا. وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين حديثا ومسلم بمئة وتسعة ومسلم بمئة وتسعة وثمانين حديثا. قال البخاري روى عن ابي هريرة فوق ثمانمائة فوق ثمانمائة رجل او اكثر من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين. واخرج في صحيح عنه انه قال ما احد ما احد اكثر ما احد ما احد احسن ما احد اكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اني ما كان من عبد الله بن عمرو فانه كان يكتب وكنت لا اكتب. وفي الصحيح ايضا عنه انه قال ان اخواني من المهاجرين كان كان يشغله كاحسن كان يشغلهم الصفق بالاسواق وان اخواني من الانصار كان يشغلهم العمل في اموالهم وكنت امرأ مسكينا رسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فاشهد اذا غاب واحفظ اذا نسوا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدث انه لن يبسط احد ثوبه حتى حتى اقضي مقالة هذه ثم يجمع ثم ثم يجمع اليه ثوبه الا وعلى ما اقول. قال فبسطت نمرة كانت علي. حتى اذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له جمعتها الى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء. وفي صحيح مسلم ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال اللهم حبب ابا هريرة الى عبادك المؤمنين. قال ابو هريرة رضي الله عنه فلا يسمع بي مؤمن الا احبني. وفضائله كثيرة توفي في قصره بالعقيق على اميال من المدينة من المدينة سنة من اللطيف ان علي ابن المديني ذكر في عقيدته قال وحب ابي هريرة من الايمان هذا من لطائف ما جاء في عقيدته رحمه الله التي اوردها اللاكائي وغيره سلام عليكم توفي في قصر ابن عقيق على اميال من المدينة سنة ثمان وخمسين في قول الاكثرين. وقيل سنة سبع وقيل سنة تسع وحمل الى المدينة فدفن بها وكان سنه يوم مات ثمانيا وسبعين سنة. رضي الله عنه. اتفق البخاري ومسلم على اخراج هذا الحديث من عدة طرق فاما طريق طاووس فرواه البخاري عن موسى بن اسماعيل عن اهيب واخرجه مسلم عن محمد ابن يحيى ابن ابن ابي عمر سفيان ابن عيينة عن محمد ابن حاتم وعن محمد وعن محمد ابن حاتم عن بهز ابن اسد عن ابن كلاهما عن عبد الله ابن طاوس عن ابيه به ورواه ورواه النسائي عن عن خشيش ابن اصرم عن عبد الرزاق كما رويناه اولا فوقع بدلا له عاليا. وطريق الاعرج رواه البخاري عن ابي اليمام عن شعيب كما رويناه عنه ومسلم عن ابن ابي عمر عن سفيان ابن عيينة كما رويناه ايضا واما طريق ابي صالح عن ابي رويتة فانفرد بها مسلم فرواها عن قتيبة ابن سعيد وزهير وزهير بن حرب كلاهما عن جرير بن عبد الحميد عن الاعمش عن ابي صالح واسمه ذكوان عنه وكذلك انفرد مسلم ايضا بطريق همام وابنه عن ابن منبه عن ابي هريرة كما كما سقناه من حديثه. واخرج ايضا من حديث ابي من سلمان ومولى عزة الاشجعية عن ابي هريرة ومن حديث ربعي بن حراش عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قد وقع لنا عاريا من هذا الوجه ايضا اخبرناه ابو العباس احمد بن ابي بكر بن حامد الارموي الارموي وابو عبدالله محمد بن منصور الحلبي وابو العباس احمد بن ابي العز بن وابو العباس احمد بن ابي العز ابراهيم بن ابي عمر وابو محمد حمزة ابن عبد الله ابن حمزة ومحمد ابن ابراهيم ابن مراء مري احسن الله اليكم ابن مري انظر ما في كتب المتقدمين هو بهذا الضبط مري. الا رجلا واحدا اخلفوه في اكثر الكتب وهو موسى ابن مراء بالالف الغزولى احد تلاميذ الحجار. نعم ومحمد بن إبراهيم بن مرية ومحمد بن عبد الله بن احمد الصالحيون وجماعة آخرون قال الأولان أخبرنا أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي وقال الأول أيضا اخبرنا اسماعيل ابن عبد القوي الانصاري وقال الثاني ايضا اخبرنا عبد الله بن عبد الواحد المصري وقال الباقون اخبرنا محمد بن اسماعيل المقدسي قالوا اخبرنا هبة الله ابن علي البوصيري قال اخبرنا مرشد ابن يحيى المديني قال اخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال اخبرنا محمد بن عبدالله بن ابن ابن حيوي. حيوي. قال حدثنا احمد بن شعيب النسائي الحافظ قال اخبرنا واصل بن عبد الاعلى قال حدثنا ابن الفضيل عن ابي ما لك تشجعي حاء واخبرنا القاسم المظفر الدمشقي بقراءة عن الانجب ابن ابي السعدات وعبد اللطيف بن محمد البغداديين قال اخبرنا طاهر المقدسي قال اخبرنا محمد بن مكي بن الهيثم قال اخبرنا القاسم ابن ابي المنذر الخضير قال اخبرنا علي بن ابراهيم بن سلمة قال حدثنا محمد ابن ماجة الحافظ قال حدثنا علي بن المنذر قال حدثنا ابن الفضيل قال حدثنا ابو مالك الاشعي عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن ربعي ابن حراش عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان اليهود يوم السبت وكان النصارى يوم الاحد. فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والاحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ونحن الآخرون من اهل الدنيا. الاولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق هذا لفظ رواية النسائي ورواية ورواية ابن ماجة مختصرة عن هذا بمعنى اخرجه مسلم عن واصل ابن عبد على كما رويناه فوافقناه فيه بعلو. وقد رواه عن ابي هريرة رضي الله عنه ايضا ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف فيما اخبرتنا وزيرة ابن بنت عمر التانوخية قالت اخبرنا الحسين ابن المبارك قال اخبرنا طاهر بن محمد قال اخبرنا مكي بن علان قال وانا علان قال اخبرنا مكي بن علام قال اخبرنا احمد بن الحسن قال اخبرنا محمد بن يعقوب قال اخبرنا الربيع بن سليمان قال اخبرنا احسن الربيع بن سليمان قال اخبرنا قال اخبرنا الربيع ابن سليمان قال اخبرنا الامام محمد ابن ادريس قال اخبرنا ابراهيم ابن محمد قال حدثني محمد ابن عمرو ابن علقمة عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون السابقون يوم القيامة فذكروا كما تقدم فهؤلاء سبعة رواه عن ابي هريرة رضي الله عنه فهو مشهور عنه وهو عزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمتابعة حذيفة ابن اليمان ابي هريرة رضي الله عنه والمباحث المتعلقة بهذا السند من علوم الحديث كثيرة. لكن نشير الى شيء منها على وجه الاختصار وهو انه قد تقرر ان الخبر على قسمين واحاد وانا المتواتر خبر الجماعة المفيد بنفسه العلم. المفيد بنفسه العلم بصدق ذلك الخبر. وشرطه استواء الطرفين والواسط والبحث فيهما مع من ينكر افادته العلم المشهور فلا فائدة بذكره وكذلك الكلام باشتراط عدد المخبرين والصحيح انه لا يشترط فيه عدد واما خبر فهو ما لم ينتهي ما لم ينتهي الى التوتر وهو على ضربين مستفيض وغيره والاول هو المسمى عند اهل الحديث بمشهور وما زادت نقلته ثلاثة وينقسم الى مشهور بين اهل الحديث وغيرهم كحديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والى مشهور بين اهل الحديث خاصة وهو خاصة وهو الكثير وينقسم ايضا الى مشهور صحيح كهذا الحديث عن ابي هريرة والى مشهور ضعيف كحديث طلب العلم فريضة على كل مسلم وغير مشهور ما نقع عن هذه الدرجة وكل منها مفيد للظن القاصر عن العلم عند الجمهور من ائمة الاصول والفقه. لكن الظن الحاصل من الخبر مشهور اذ اقوى منه من غيري وتظهر وتظهر فائدة ذلك عند التعارض والترجيح. وذهب جمهور اهل الحديث الى ان الخبر المشهور الذي تعدد طرقه وكثرت مخارجه وهي صحيحة كلها تفيد العلم النظري لا الضروري. وهذا اختيار الاستاذ ابي اسحاق الاسفراء ازفرايين وابي بكر بن فورك والامام وابي بكر ذفورك والامام ابي منصور التميمي وفي كلام امام الحرمين ما يقتضي الميل اليه وكذلك القاضي الماوردي كما كما سنحكيه عنه. وعلى هذا ينبغي ان يتنزل قول الامام ان يتنزل ان يتنز ان يتنزل قول الامام احمد ان خبر الواحد يفيد العلم لا مطلقا فانه بعيد ان يقول به والصحيح ان مثل هذا وان افاد العلم فلا يفيد لكل احد ولا في كل خبر مشهور ولا يضطرد في كل خبر مشهور بل يختص ذلك بالذي صحت طرقه كلها وسلمت عن التعليل اختص بائمة الحديث المتبحرين فيه. والكلام في هذا قريب من الكلام في خبر واحد قريب من الكلام قريب من الكلام في خبر الواحد اذا احتفت به القرائن فقد اختار الغزالي والامدي وابن الحاجب وغيرهما انه قد يفيد لكنه لا يضطرد في كل خبر احتفت به القرائن كما ذكرناه. وقد سلك القاضي الماوردي في كتابه الحاوي مسلكا غريبا وهو انه جعل المستفيض اقوى من فتواتي وجعل كلا منهما يفيد العلم. قال فالمستفيض ان ينتشر من ابتداء من البر من من البر والفاجر وهلم جرا. الى اخره يعني استوى فيه الطرفان والواسطة والمتواتر ما ابتدأ به الواحد بعد الواحد حتى يكثر عددهم ويبلغ عددا ينتفي عن مثلهم الغلط والتواطؤ فيكون في اوله من اخبار الاحادي وفي اخره من اخبار التواتر يكون الفرق بين خبر التواتر والاستفاضة من ثلاثة وجوه. احدها ما ذكرنا من اختلافهما في واتفاقهما في الانتهاء. والثاني ان اخبار الاستفاضة لا يراعى فيها عدالة المخبر. واخبار التواتر يراعى فيها ذلك. والثالث ان اخبار تواترهين التي انتشرت عن قصد لروايتها واخبار الاستفاظة تنتشر من غير قصد لروايتها ثم قال والمستفيد من اخبار السنة مثل اعداد والمتواتر مثل نصب الزكاوات هذا خلاصة ما ذكره وحاصل القول بان الخبر المشهور يفيد العلم لكنه عكس التسمية فسمى المتواتر المستفيض والمستفيض بالمتواتر وقوله بالاستفاضة هنا موافق لما اختاره في الشهادات ان الشهادة بالاستفاضة يشترط فيها ان يكون سمع ذلك من عدد يمتنع تواطؤه يمتنع تواطؤهم على الكذب وهو اختيار للصباغ والغزالي والمتأخرين. قال الرافعي وهو اشبه بكلام الشافعي رحمه الله تعالى والذي اختاره الشيخ ابو حامد الاسرائيلي والشيخ ابو اسحاق في التنبيه وابو حاتم القزويلي ان الاستفاضة تثبت بسماعه من اثنين واليه واليه ميل امام الحرمين رحمه الله. فهذا بعض ما يتعلق بسنده. بعد ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الاية فدالة على فضل هذه الامة وشرفها على غيرها من الامم. اورد حديثا مخرجا في الصحيحين بطرقه وهو حديث ابي هريرة نحن الآخرون السابقون يوم القيامة وساقه بأسانيده التي ترجع الى روايته من كتاب فقد خرجه مرة من صحيح البخاري ومرة من صحيح مسلم ومرة من سنن النسائي ومرة من سنن ابن ماجة وهذا ما هو حال اسانيد المتأخرين؟ انهم لا يروون بسند مستقل لا يمر بكتاب بل صار المستقر عندهم ان الانسان لا يروي اذا خرج لنفسه الا من طريق كتاب من الكتب التي تلقاها اهل الحديث بالرواية وبعد الخامس تقريبا لا يوجد حديث مستقل باسناد لا يمر بكتاب من كتب المتقدمين فاذا كان هذا في حال القرن الخامس فما بعده فاولى حينئذ ان تكون الاسياميد ليوم المروية انما هي اسانيد تمر بالرواية من طريق الكتب المشهورة كالصحيحين وغيرهما. ثم شرع المصنف بعد ذلك يتكلم على هذا الحديث من جهة سنده ومتنه وقدم اولا الكلام على السند. مع ان المتقدم حقيقة هو والمتن فان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بما تكلم به من متن الحديث ثم سمعه منه الصحابي ثم رواه عن التابعي ثم رواه عنه تابع التابعي وهلما جرا حتى انتهى الى كتاب من الكتب المشهورة. لكن جرت عادة شراح الحديث لتقديم الكلام على مع كونه متأخرا في الوضع لانه طريق المتن. فلما كان هو الطريق الذي يوصل الى المتن قدموا الكلام عليه. واشار المصنف رحمه الله تعالى الى طرف من المباحث المتعلقة بهذا السند. وابتدأ ذلك بقوله انه قد تقرر ان الخبر على قسمين متواتر واحاد. وان خبر الاحاد وهو ما لم ينتهي الى التواتر على ضربين وغيره. واشار في اول كلامه الى نوع من الاحاد وهو العزيز. فقال في اول فهؤلاء سبعة رواه عن ابي هريرة رضي الله عنه فهو مشهور عنه وهو عزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد سبق غير مرة بيان ان الاحاد اما ان يكون غريبا برواية واحد عن واحد واما ان يكون عزيزا برواية اثنين عن اثنين واما ان يكون مشهورا برواية ثلاثة. ففوقهم ولم يبلغ حد التواتر. وقد اشرنا الى ذلك لما اصلحنا بيت البيقونية فقلنا ماذا قلنا؟ ماذا قال البيقوني لما ذكر العزيز المشهور؟ ها عبد الله ايوه طيب صححناه نحن قلنا ماذا بيقوني يقول عزيز مروي اثنين او ثلاثة. والمتقرر ان العزيز مروي اثنين هذا قال ثلاثة قول اخر لكن الذي تقرر انه رواية اثنين. فقلنا عزيز مروي اثنين لا ثلاثة مشهوره المروي عن ثلاثة. اي كمل لابد من قيد عزيز مروي اثنين الى ثلاثة مشهوره المروي عن ثلاثة ففوقهم لكنه ما وصل حد التواتر الذي تأصل. عزيز مروي اثنين لا ثلاثة المروي عن ثلاثة. ففوقهم لكنه ما وصل حد التواتر الذي تأصل يعني يكون ثلاثة ففوق الثلاثة لكن لا يبلغ حد التواتر. وذكرنا فيما سلف ان هذه القسمة ان اريد بها بيان مراتب الطرق فهذا لا بأس به وان اريد بها منحاه بعض اهل الفرق من المعتزلة وغيرهم الى جعل المتواتر مقبولا مقطوعا به معمولا به في الاخبار و الاحكام دون الاحاد فلا يعمل به في العقائد فهذا قول باطل. والمحدثون انما ارادوا بيان مراتب طرق الحديث ولم يريدوا هذا المعنى الباطل. وان كان الاولى في تصرف الحفاظ انهم لم يسلكوا هذا المسلك كما بيناه في دروس منها درس تلخيص دليل ارباب الفلاح للعلامة حافظ الحكمي وهو احد دروس برنامج اليوم الواحد ثم بين بعد ذلك ان الخبر الواحد على ضربين مستفيض وغيره والمراد بغيره الغريب والعزيز والمستفيض يسميه بعض اهل الحديث المشهور. كما قال ابن حجر في نخبة الفكر لما ذكر المشهور قال وهو المستفيض على رأي فبعض اهل العلم يجعل المستفيض هو المشهور بعضهم يجعل مرتبة متوسطة بين المتواتر والمشهور لكن الذي استقر عليه اصطلاح هو جعل المستفيض بمعنى المشهور ثم نبه الى ان المشهور يكون بين اهل الحديث وغيرهم وتارة يختص بهم فهذه الجملة سبق بيانها في غير درس. ثم ذكر بعد ذلك ما يفيده المشهور من علم او ظن وجر ذلك الى القول في خبر الاحاد قد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في خبر الاحاد هل يفيد العلم ام يفيد الظن؟ والمختار ان خبر الاحاد الذي تحف به افيد العلم فاذا كان من رواية الثقات الاثبات الحفاظ او كان مما تلقته الامة بالقبول قول كأحاديث الصحيحين او جرى عليه عمل الامة فهذا يفيد العلم باعتبار هذه القرائن وهذا هو الذي اختاره جماعة من منهم شيخ الاسلام ابن تيمية وابن حجر العسقلاني في اخرين. فخبر الواحد المجرد لا يفيد علما لكن اذا انضمت اليه قرينة قوته افاد العلم. ثم ذكر بعد ذلك مسلك القاضي الماوردي الذي جعل المستفيض اقوى من المتواتر خلافا لطريقة جمهور اهل العلم. وهذا الذي سماه الماوردي مستفيظا واراد به اعداد الركعات واشباهها سماه الشاطبي رحمه الله تعالى في كتاب الموافقات بالمتواتر العملي. فجعل اعداد الركعات اوقات الصلوات وغيرها من الاعمال الشائعة في الامة جعلها متواترا عمليا وهذا اليق من ما نحى اليه اذ لا يسلم منح اليه الماوردي من نظر. نعم. احسن الله اليكم قوله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون يعني في الدنيا ونحن السابقون يعني يوم القيامة في القضاء بينهم قبل الخلائق وفي دخول الجنة كما صرح في بعض الروايات متقدمة وبيدة قال ابو عبيد تكون بمعنى غير وبمعنى على وبمعنى من اجلي والكل صحيح هنا وموضعها نصب على فقوله صلى الله عليه وسلم فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه يعني يوم الجمعة وقد اختلي في كيفية هذا الاختلاء وقال جماعة ان الله تعالى امر اليهود بيوم غير معين بيوم غير معين من ايام الاسبوع يجتمعون فيه ويعظمون الله تعالى فاجتهدوا واختاروا يوم السبت وكذلك النصارى فاختاروا يوم الاحد وكل منهما اخطأ في اجتهادهما امر ما امره الله به. وحكى القرطبي وغيره ان موسى عليه السلام امر بني اسرائيل عن الله تعالى بيوم على التعيين فناظروا على ذلك. وقالوا يوم السبت اولى وعدلوا عن يوم الجمعة ظلما وعدوانا. والاول اظهروا لحديث حذيفة المتقدم الله عن الجمعة من كان قبلنا الحديث. ولقوله صلى الله عليه وسلم فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه اي اخطأوا لما اختلفوا لما اختلفوا في اجتهادهم ولو كان عينه لهم ثم عدلوا عنه الى غيره لقال خالفوا فيه. وكذلك اختلف ايضا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم فهدانا الله هل كان فعل الجمعة عن عن الهام من الله للصحابة وهداية منهم اليه من غير توقيف او عن توقيف من النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم لهم على قولين احدهما واليهما للسهيلي انه كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وروى فيه حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجمعة قبل ان يهاجر ولم يستطع ان ان يجمع بمكة ولا يبدي لهم ذلك فكتب الى مصعب ابن عمير اما بعد فانظر قبل يوم قبل اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور بالزبور سبت فاجمعوا نسائكم وابنائكم فاذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا الى الله بركعتين. قال فهو اول من جمع فهو اول من جمع مصعب بن عمير حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر هذا الحديث بسند فيه انقطاع ذكر هذا الحديث بسند فيه انقطاع وفيه من هو مضاعف ومن ومن يجهل حاله ولا تنتهض به الحجة. والقول الثاني ان الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بالمدينة جمعوا بالمدينة قبل ان يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وقد روى عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق عن عن ايوب عن ابن عن ابن سيرين قال جمع اهل جمع اهل المدينة قبل ان يقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقبل ان تنزل الجمعة وهم الذين سموه الجمعة. قالت الانصار لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة ايام. وللنصارى كذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه نذكر الله ونصلي ونشكر او كما قالوا فقالوا يوم السبت اليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة يوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا الى اسعد ابن زرار رضي الله عنه فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكر وذكرهم وذبح لهم شاه فتغدوا منها وتعشوا لقلتهم فسموه يوم الجمعة الاجتماع اليه. ثم انزل الله بعد ذلك اذا بيد الصلاة من يوم الجمعة يعني ففرضها ففرضها عليهم. وهذا وان كان حديثا مرسلا فهو صحيح الاسناد من احسن المراسيل. ويقويهما صح عن كعب بن مالك رضي الله عنه انه كان اذا سمع النداء للجمعة ترحم على ابي امامة اسعد بن زرارة. فسأله ابنه عن ذلك وقال يا بني هو اول من صلى ابن الجمعة فهذا يدل على خلاف الرواية الاولى. وان وان مصعب ابن عمير لم يصلي بهم اولا ويتأيد هذا القول ايضا بما تقدم لقوله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا وقال فيه فجاء الله بنا فادانا ليوم الجمعة والظاهر ان هاتين الركعتين اللتين كان اسعد بن زرارة يصليهما بهم غير صلاة الجمعة ان فرضهم لان فرضهم اولا كان صلاة الظهر ولم يكن لهم تركها الى هاتين الركعتين الا بتوقيف. ثم لما فرض الله عليهم الجمعة استقرت الركعتان وعوضا ان استقرت الركعتان عوضا عن الصلاة عن صلاة الظهر. وانما عدلت اليهود الى يوم السبت والنصارى الى يوم الاحد لما زعموا جميعا ان بدء الخلق كان يوم الاحد واخر الايام الستة يوم الجمعة. فعظمت اليهود السبت لانهم اعتقدوه اليوم السابع وزادوا كفرا وعدوانا بان سموه يوم الراحة قالوا استراح الله فيه من الخلق تعالى الله عما يكونون علوا كبيرا وعظمت النصارى يوم احد لانه الذي ابتلي فيه بخلق المخلوقات وكل ذلك ليس بصحيح. بل الصحيح ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق تربة يوم السبت الحديث اخر الايام الستة اذا يوم الخميس فكان يوم الجمعة هو اليوم السابع في وفيه خلق ادم عليه السلام فاكرم الله بنيه بان يجتمعوا يوم خلقه ويشكر الله تعالى ويذكره لانه جعل فيه بدأ خلقهم وكذلك جعل فيه ثناؤهم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة وفيه تقوم الساعة فكان الاجتماع فيه للتذكرة بالمبدأ والميعاد ولهذا خص البيع فيه بالنهي عند السعي الى الجمعة تذكرة باليوم الذي لا بيع فيه ولا خلال. ولاجل التذكرة بالمبدأ والمعاد كان النبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم يقرأ سورة الجمعة في في صبحه. واستحب الفقهاء قراءتها لمن اشتملت عليهم ذكر خلق آدم من طين. ولما فيها من ذكر في يوم القيامة ثم كان هذا اليوم مناسبا لسبق هذه الامة الى كل خير انه سابق ليوم اليهود والنصارى. ولانه وتر الايام التي قبلها على ما تقدم ان والمخلوقات كان يوم السبت والله تعالى وتر يحب الوتر. لما بين المصنف رحمه الله تعالى طرفا مما يتعلق بسند الحديث شرف يذكر طرفا اخر يتعلق بمتنه. فكان مما ذكره في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون في الدنيا لان هذه الامة هي اخر الامم. وهي الامة السبعون من امم الارض كما ثبت ذلك عند الترمذي من حديث مهج بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن ابيه عن جده رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله عز وجل. فهذه الامة هي اخر الامم وجودا. وهي اسبقها يوم القيامة وذلك في قوله تعالى ونحن السابقون يعني يوم القيامة في القضاء بينهم قبل الخلائق وفي دخول الجنة شيئا من معاني هذا السبق في الاملاء على فصول حاد الارواح في برنامج الابواب والفصول الاول ثم ذكر معنى بيداء وانها تكون بمعنى غيرة او على او من اجل في قوله صلى الله عليه وسلم بيد انهم اوتوا الكتاب من قبلنا اي اي غير انهم اوتوا الكتاب من قبلنا او على انهم اوتوا الكتاب من قبلنا او من اجل انهم اوتوا الكتاب من قبلنا. ثم ذكر بعد ذلك خصيصا هذه الامة بيوم الجمعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه. واختلاف من قبلنا قال جماعة ان الله تعالى امر اليهود بيوم غير معين يجتمعون فيه ويعظمون الله فاجتهدوا واختاروا السبت واختاروا النصارى الاحد و ذهب بعض اهل العلم الى انهم خالفوا ما عين لهم والاول اصح انهم ظلوا يوم الجمعة لما اجتهدوا لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فهم يوم اختلفوا فيه باجتهادهم وهدى الله هذه الامة لما اختصهم به من اصابة يوم الجمعة. واختلف اهل العلم هل اصابة يوم الجمعة بتجميع الصحابة في ذلك اليوم كان عن توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ام عن الهام؟ فذهب بعض اهل العلم الى انه توقيف واليه ما لا السهيلي صاحب ابض الانف في شرح السيرة. وفي ذلك حديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ابن عباس الذي ذكره المصنف. والقول الثاني ان الصحابة الهموا ذلك الهاما لانهم جمعوا بالمدينة قبل ان يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصحيح الثابت في الاثار ان الصحابة جمعوا في المدينة قبل ان يقدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك بتوفيق الله سبحانه وتعالى لهم لما جمع بهم اسعد ابن زرارة رضي الله عنه واورد المصنف رحمه الله تعالى ها هنا اشكالا اقتضى ان يقول والظاهر ان هاتين الركعتين يعني اللتين كان اسعد ابن زرارة يصليهما بهم غير صلاة الجمعة لان فرضهم اولا كان صلاة الظهر ولم يكن لهم تركها الى هاتين الركعتين الا بتوقيف ثم لما فرض الله عليهم الجمعة استقرت الركعتان عوضا عن صلاة الظهر المصنف ان اسعد رضي الله عنه لما ترك صلاة الظهر وهي اربع الى ركعتين لم يكن له فعل ذلك الا لا بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم. وهاتان الركعتان اقرتا بعد فصارتا صلاة الجمعة وهذا القول فيه نظر لماذا لماذا هذا القول حين اظاف ها يا ابن عيسى اي احسنت لان فرضهم ركعتان وليس فرضهم اربع. لان فرض الصلاة على القول الصحيح من قولي اهل العلم كان اولا ركعتان ركعتان ثم لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة صارت الاربع فحين اذ لا معنى لما اورده المصنف رحمه الله تعالى فلم يكن فرضهم الاربع وانما كان فرضهم الركعتان وهم قد صلوا ركعتان ثم ذكر سبب عدول اليهود الى السبت والنصارى الى الاحد انهم زعموا جميعا ان بدء الخلق كان يوم الاحد واخر الايام الستة هو يوم الجمعة وذكر ان الصحيح ان اخر الايام الستة هو يوم الخميس وكان يوم الجمعة هو اليوم السابع وفيه خلق ادم وفي ذلك حديث ابي هريرة ان الله خلق التربة يوم السبت وهو حديث في صحيح مسلم. وقد ظعفه بعظ اهل العلم كعلي ابن المديني والبخاري لكن الصحيح ان هذا الحديث صحيح كما ذهب اليه مسلم وغيره من الحفاظ وليس في هذا الحديث ان الخلق وقع في سبعة ايام وانه مخالف للقرآن. لان الذي في القرآن خلق السماوات والارض. وجاءت هنا بزيادة خلق ادم في السابع وخلق ادم في السابع كخلقنا نحن في يوم من الايام بعد تلك الستة. فخلقي انا كان في يوم وخلقك انت كان في يوم وخلق ذلك كان في يوم فليس هذا الحديث معارضا للقرآن كما بينه جماعة من اهل العلم رحمهم الله تعالى ثم بين رحمه الله تعالى النكتة في قراءة سورة الجمعة في يوم الجمعة وهو ان ذاك اليوم كان يوم كمال خلق ادم واجتماع في ذلك اليوم للتذكرة بالمبدأ والميعاد فناسب ان تقرأ سورة فيه تذكر بذلك نعم. احسن الله اليكم. وقد اختلف العلماء في ان يوم الجمعة افضل الايام او يوم عرفة وهما وجهان لأصحابنا ورجح متأخرون منهم تفضيل يوم يوم عرفة لحديث هشام الدستواي عن ابي عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم افضل عند الله من يوم عرفة الحديث اخرجه ابن حبان في صحيحه واسناده على شرط مسلم وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة الحديث وحجة الوجه الاخر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه فيه خلق ادم وفيه ادخل الجنة وفيه اخرج منها ولا تقوم الساعة الا في يوم الجمعة. رواه مسلم والترمذي واخرجه ابن حبان في صحيحه. من وجه اخر على شرط ولفظ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم افضل من يوم الجمعة. وروى البهيأ البيهقي من حديث ابي نوابة عن عن وروى البيهقي من حديث ابي لبابة ابن عبد المنذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوم الجمعة سيد الايام واعظمها عند واعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الاضحى. وفي اسناده عبد الله بن محمد بن عقيل ومختلف بالاحتجاج به والترمذي يحسن حديثه وتظهر فائدة الخلاف فيما لو قال لزوجته انت طالق في افضل ايام. وحكي الشيخ محيي الدين عن الاصحاب ان صورة هذه المسألة اذا لم يكن له نية. فان افضل ايام السنة فان اراد افضل فان اراد افضل ايام السنة فيتعين يوم يوم فيتعين يوم عرفة ان اراد افضل ايام الجمعة فيتعين يوم الجمعة. وفي هذا نظر لان الظاهر ان من ان من يقول يوم الجمعة افضل الايام فهو فهو اول افضل لايام السنة عنده فاذا جاء يوم الجمعة طلقت ولا ينتظر يوم عرفة نعم لو اراد افضل ايام جمعة معينة ولم يكن فيها يوم عرفة ينصرف الى يوم الجمعة وان قلنا ان يوم عرفة افضل منه. ومن ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا الخلافة في الايام فيوم الجمعة افضل ام يوم عرفة؟ قولان لاهل العلم. والصحيح ان يوم الجمعة في افضل من يوم عرفة. والحديث الذي صدر به المصنف وهو ما من يوم افضل عند الله من يوم عرفة. حديث ضعيف وليس اسناده على شرط مسلم. وما يقع في يوم عرفة من العتق. لا يقتضي ان يكون لاجل هذا هو افضل من سائر الايام فان يوم الجمعة له خصائص كثيرة وفضائل عظيمة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم خير ويوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ثم ذكر جملة من هذه الخصائص. الصحيح من قولي اهل العلم ان يوم الجمعة افضل من يوم عرفة والاحاديث الصريحة في تفضيل يوم عرفة لا يثبت منها شيء. والاحاديث التي ليست بصريحة كحديث العتق لا تقتضي ان يوم عرفة افضل لاجل كون العتق فيه. فيوم الجمعة فيه فضائل اخرى وخصائص عظمى. والحديث الصريح في تفضيل يوم الجمعة حديث ابي لبابة ان يوم الجمعة سيد الايام لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث عند ابن ماجة كان الاولى ان يعزوه المصنف اليه. نعم السلام عليكم. قول الشيخ محي الدين يعني من؟ النووي. النووي. وقد ذكر تلميذه ابن العطار عنه انه قال لا اجعل في حل ان من سماني محي الدين. فلا يجوز تسميته بذلك لانه لا يستحل ذلك. والاسماء المضافة الى الدين اقل احوالها الكراهة. نعم. احسن الله اليكم. من خصائص يوم الجمعة ساعة الاجابة ساعة الاجابة فيه التي لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا الا اعطاه اياه. كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح وقد ذهب شذوذ من الناس الى انها رفعت وهو قول مردود والذي عليه علماء الانصار انها باقية في كل جمعة. قال عبدالله ابن يحنس يحنس. احسن الله اليكم. قال عبد الله ابن يحنس قلت لابي هريرة زعموا ان الساعة التي في الجمعة رفعت قال كذب من قال ذلك. قلت هي في كل جمعة استقبلها؟ قال نعم. وقد اختلف العلماء او رحمهم الله تعالى في تعيين وقتها على اقوال اشهرها قولان احدها انها ما بين ان يجلس الامام على المنبر الى ان الى ان تقضى الصلاة وهذا هو الذي رجحه النووي وغيره من المتأخرين لما روى مسلم في صحيحه عن ابي عن ابي بردة ابن ابي موسى الاشعري عن ابي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه قال هي ما بين ان يجلس الامام الى ان تقضى الصلاة وقال اخرون هي ما بين صلاة العصر الى غروب الشمس وهو قول عبد الله ابن سلام وعبدالله بن عباس وابي هريرة وسعيد بن جبير وطاووس ومجاهد. وهو مذهب مالك واصحابه واحمد واسحاق. وكان وكان شيخنا امام الائمة امام الائمة ابو المعالي رضي الله عنه ورحمه اختار اختاره وذكر ان انه قول الشافعي رحمه الله ويرجح على القول الاول بامور احدها كثرة الاحاديث الدالة عليه فمنها حديث ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن جابر رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة فيها ساعة لا اثنتا عشرة ساعة فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئا الا اعطاه فالتمسوها اخر ساعة بعد العصر. رواه ابو داوود والنسائي واسناده على شرط مسلم. وحديث موسى ابن وردان. عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا الساعة التي يوم الجمعة بعد العصر الى غروب الشمس رواه الترمذي وقال غريب. وحديث عبد السلام ابن حفص عن عن العلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الساعة التي يتحرى فيها الدعاء يوم الجمعة هي اخر ساعة من الجمعة وحديث سليمان ابن عن ابيه عن صفوان بن سليم عن ابي سلمة عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم بعد العصر الى غروب الشمس رواه ابن عبد البر بالتمهيد ورجالهما ثقات. قال الامام احمد بن حنبل اكثر الحديث بساعة الجمعة انها بعد العصر وثاني وثانيها انها الساعة التي خلق ادم فيها كما ورد في الحديث فاكرم فاكرم بنوه بان جعلت تلك الساعة يستجاب فيها دعاؤهم. وقد اشار الى هذه العلة كعب وغيره. وثالث وان ما بين ان يجلس الامام الى ان تقضى الصلاة بين اذانين وبين كل اذانين ساعة اجابة. فلا خصوصية للجمعة في ذلك بخلاف القول بانها بعد العصر. وعلى هذا القول فيحمل قوله الله عليه وسلم في هذا الحديث المتقدم لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي على القيام بمعنى المواظبة كما كما في قوله تعالى الا ما دمت عليه قائما اي مواظبة على انه قد روى الطبراني من هذا الحديث بسند صحيح وزاد فيه. وهو يصلي او ينتظر الصلاة. ومن العلماء من جمع بين الاحاديث بانها ننتقل في ساعات الجمعة بحسب الايام كما قيل مثله في ليلة القدر. والله اعلم لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى فضل الجمعة ذكر من اعظم ومن خصائصها ساعة الاجابة التي تكون فيها ولا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا الا اعطاه اياه وهذه الساعة قد ذهب بعض اهل العلم الى رفعها وقابلهم جمهور اهل العلم ببقائها وهو الصحيح والقائلون بالبقاء قد اختلفوا على اقوال كثيرة تبلغ اربعين قولا كما ذكره الحافظ ابن حجر في بلوغ المراوي في الجمعة منه منه وفي فتح الباري. واشهر هذه الاقوال القولان اللذان اوردهما المصنف واحدها انها ما بين ان يجلس الامام على المنبر الى ان تقضى الصلاة والثاني انها ما بين صلاة العصر الى غروب الشمس. ولفق المصنف رحمه الله تعالى. قولا ثالثا ذكره عن بعض اهل العلم وهم الذين يقولون بانها تتنقل فلا يتنافى هذا مع كونها تارة تكون في هذا الوقت وتارة تكون في الوقت الاخر والاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين ساعة الجمعة لا يثبت منها حديث. لا الاحاديث التي رويت في انها ما بين ان يجلس الامام على المنبر ولا الاحاديث التي رويت انها ما بين صلاة العصر الى غروب الشمس فكلها احاديث اخ معلى ولكن ثبت هذا عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم يرونها ما بين العصر الى غروب الشمس وهذا هو القول الصحيح. وذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك الخلفة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي وحمل ذلك على معنى المواظبة وقد جاء تفسيره بابين منه في كلام الصحابة بانتظار الصلاة. لانه في سنن ابي داوود لما ذكر عبد الله بن سلام انها اخر انها ساعة بعد العصر من يوم الجمعة قال له ابو هريرة تلك ساعة لا يصلى فيها. فقال عبدالله بن سلام الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من جلس مجلسا ينتظر فيه الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي. فالمقصود ان انتظار الصلاة في منزلة الصلاة. فيكون العبد جالسا ينتظر الصلاة ويحكم له حينئذ بانه في صلاة ويرجى له اصابة الاجابة في الدعاء في هذا الوقت. نعم. احسن الله اليكم. الوجه الخامس من الكلام على هذه الاية الكريمة فيما يتعلق بها من اصول الدين واشكل ما فيها الكلام على اشكل ما فيها ومشكلة واجي احسن واشكل واشكل ما فيها الكلام على قوله تعالى الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه فان من قال فان من قال فعلت فعلت كذا السلام عليكم فإن من قال فعلت كذا لأعلم كذا اوهم قول ان العلم بذلك لم يكن حاصلا وانه انما فعل ذلك الفعل ليحصل له ذلك العلم والله سبحانه وتعالى منزل على ذلك لقدم علمه وتعلقه بالاشياء كلها قبل حدوثها ونظير هذه الاية في الاشكال تعالى ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم. الاية وقوله تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وقوله تعالى وما كان لهم عليه من سلطان وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم من يؤمن بالاخرة ممن هو منها في شك. والكلام في لكشف هذه في كشف هذا الاشكال يستدعي الكلام في ان الله تعالى عالم بالجزء بالجزئيات وجميع المعلومات. وقد سلك فخر الدين في كتابه الاربعين للدليل على ذلك مسلكا يحتاج الى فصل نظر وخلاصة ما ذكره ان الله سبحانه حي والحي الذي يصح ان يعلم كل المعلومات والموجب لعالميته للبعض لعالميته لعالميته للبعض للبعض ذاته تعالى ذاته تعالى. ذاته تعالى ونسبة ذاته للكل سواء فلزم عالميته للكل. واعترض واعترض القاضي سراج الدين على هذا الدليل بان بان لقائل ان يقول عدم اولوية البعض في نفس الامر ممنوع وبالنسبة اليها لا يفيد. وقد ذكر فخر الدين هذا دينه في المحصل المحصل في المحصل ولم يتعرض فيه لايجاب الذات العالمية العالمية فقال لنا ان الله تعالى لكونه حيا يصح ان يكون عالما بكل المعلومات فلو اختصت عالميته ببعض بالبعض دون البعض لافتقر الى مخصص سوى محال وقال النصير الطوسي على هذا الكلام لقائل يقول بالبديهة بالبديهة عرفت ان المخصص هنا محال ام بالدليل قال بالبديهة عرفت ان لو احسن اليكم بالبديهة عرفت ان المخصص هنا محال ام بالدليل؟ فان قلت بالبديهة فقد كبرت وان قلت بالدليل فاين الدليل؟ غاية ما في الباب ان نقول نحن ما نعرف جواز المخصص او امتناعه. وهذا الذي ذكره الامام فخر الدين رحمه الله تعالى قال اولا في الاربعين من كون الموجب لعالميته ذاته شعبة شعبة فلسفة دخلت عليه ولا ولا يناسب ما قرره في قواعد الصفات من اثبات مذهب اهل السنة الذي هو الحق فيها ان الله تعالى عالم بعلم حتى عد بعض منشرح كلامه هذا الدليل مدسوسا عليه بكتابه او مما افسده النقلة من حذف ما يستقيم به الكلام ونحوه. واما الذي ذكره في المحصن فلم يحل فيه ايجاب لم يحل فيه فلم يحل فيه ايجاب العالمية على الذات. ويمكن ان يقرر على وجه يسلم يسلم مما ذكره نصير الطوسي وهو ان يقال قد ثبت انه سبحانه وتعالى حي على ما تقر ذلك بموضعه. وكل حي يصح ممن يعلم كل واحد من المعلومات وما صح لله تعالى من الصفات الذاتية وجب له لانه يستحي ان يتصل بجائز اذ لو اتصف بجائز لزم قيام الحوادث بذاته تعالى وذلك محال وايضا لو كانت صفته ممكنة لصح تعلق القدرة بايجادها وذلك محال. فبهذا التقدير يتضح معنى قول الامام فخر الدين في المحصل لو اختصت عالميته ببعض دون البعض لافتقرت الى المخصص ويكون الدليل الذي طالبه الطوسي به هو الدليل على افتقار الممكنات الى مخصص استحالة ذلك المخصص الذي يفتقر اليه ممكن في صفات الله تعالى. فاذا تقرر انه سبحانه عالم بكل معلوماته تعين حمل قوله تعالى لا لنعلم من يتبع الرسول على غير ظاهره من تجدد العلم بذاته تعالى ويتحصل من كلام ائمة التفسير في تأويله وجوه احد وان المراد ان المراد الا ليعلم حزب الا ليعلم حزبنا من النبيين والمؤمنين كما قالوا فتح عمر السواد وانما فتحه جيشه. والثاني ان المراد الا لنعلمه موجودا. وهذا على قول من يقول ان العلم بان الشيء سيوجد غير العلم بوجوده اذا وجد وهو قول كثير من اصحاب المتكلمين والخلاف فيه مشهور. والثالث ان المراد ان لم يميز هؤلاء من هؤلاء بانكشاف ما في قلوبهم فان ذلك احد ثمرات العلم. والرابع ان المراد بعلم الرؤية وروي عن ابن عباس رضي الله عنه. والخامس عن ان المراد ليعلم يعني به مخالفين كما يقول الرجل الاخر النار تحرق الحطب فيقول الاخر لا بل الحطب يحرق النار فيقول اول سنجمع بينهما لنعلم اي لنعلم اي لتعلم ايها المنكر والسادس ان المراد ان يعامله معاملة معاملة المختبرين هم. والسابع ان ان ذكر العلم هنا صلة بالكلام وتقديره الا ليتبع الرسول من يتبعه وينقلب على عقبه من ينقلب وهو اضعفها الوجه السادس فيما يفعل الوجه السادس فيه ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا الوجه الذي يتعلق بهذه الاية مما يتصل اصول الدين والمراد باصول الدين ها هنا العقائد وقد بينا فيما السلف ان تقسيم اصول الدين تقسيم الدين الى اصول وفروع يراد بالاصول العقائد وبالفروع الفقهية ان هذا سلاح حادث وقع في كلام المعتزلة ثم سرى الى غيرهم. ولهذا ابطله شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم وان اريد بالاصول المسائل التي لا تقبل الاجتهاد والفروع المسائل التي تقبل الاجتهاد سواء في باب الاعتقاد او قياد كان هذا هو الصحيح الموافق للأدلة. واذا علم هذا كان يكون اطلاقه لأصول الدين على ارادة فيه نظر وقد ذكر رحمه الله تعالى هنا ما يتعلق بباب اصول الدين في الاية وهو ما يتعلق بعلم الله عز وجل وقرره رحمه الله تعالى بدليل عقلي لا يسلم من معارضة وقد نقل في ذلك كلام فخر الدين المعروف بالرازي واعتراض سراج الدين الاموي عليه ثم كلام نصير الدين الطوسي. وكل هذا الكلام عليه ايرادات ولا تستوي مقالات هؤلاء القوم في تكفير العقائد بالادلة العقلية من مناقشته. وكلام هؤلاء قد باحثه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل واورد كلام الطوسي وابطله من عشرين وجها. ونحن مستغلون بادلة الشرع المضمنة للادلة العقلية في بيان علم الله سبحانه وتعالى عن مثل هذه الادلة التي ترجع الى ذات الله سبحانه وتعالى باعتبار قيام الممكن بها وتجدد علم لله سبحانه وتعالى لم يكن في وصفه وما يرد على ذلك من الاعتراض الذي حاول المصنف التخلص منه. ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد ان قرر ان علم الله سبحانه وتعالى لكل المعلومات ذكر الخلاف في الاية التي تأتي وفيها الا لنعلم او حتى يعلم الله مما يوهم ظاهرها تجدد علم لله لم يكن. وهذا الظاهر قد اتفق اهل العلم على انه ليس مرادا فليس مراد حدوث علم لم يكن لله من قبل. والصحيح من اقوال اهل التفسير ان المراد بالعلم هنا اظهار هذا العلم للعيان فمعنى قوله سبحانه وتعالى الا لنعلم من يتبع الرسول اي حتى نظهر من يتبع الرسول فيعلم ممن لا يتبعه فيكون العلم بهؤلاء وهؤلاء ظاهرا للعيان يستطيع ان يميز المرء بينهم فلا يراد بذلك ذلك تجدد علم لم يكن من وصف الله سبحانه وتعالى. نعم. الوجه السادس فيما يتعلق بالاية من اصول الفقه. فمما يتعلق ما احتج به اكثر العلماء منها على وقوع نسخ السنة بالقرآن فانه ليس فيه القرآن وجوب للتوجه الى بيت المقدس. وهذه الاية ناسخة لذلك الحكم وقد قال بهذا الجمهور وجمهور الفقهاء واهل الاصول ومنعه الامام الشافعي رحمه الله تعالى في كتاب الرسالة وخرج بن سريج قول الامام الشافعي بالجواز اخذا من الاستدلاء بقوله تعالى لا ترجعوهن الى الكفار مع ان النبي صلى الله مع ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عاقدا كان عاقد قريش كان عاقد قريشا على ان من جاءه منهم رده اليهم. فلما هاجرت ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط. طلب المشركون ردها اليهم فانزل الله عز وجل هذه الاية بها وجوب الوفاء برد النساء المهاجرات دون الرجال. ولقائل ان يمنع صحة هذا التخريج وقد حكى الاصحاب عن الشافعي رحمه الله تعالى قولينه في ان شرط الرد في عقد الحديبية هل هل شمل النساء؟ هل شمل النساء ام لا؟ فعلى القول بانه لم يشمل النساء ولم ولم يتناولهن نسخ لا يكون نسخ شيء لا يكون نسخ شيء واما على القول الاخر فانما دخل النساء في عموم لفظ من؟ فلا يكون اخراج النساء نسخا بل هو تخصيص لانه لم يمنع رد الجميع وانما منع ارد النساء فقط وابقى الرجال على حكمهم في الرد فلا يصير بهذا الاحتجاج للشافعي رحمه الله. قول في جواز نسخ السنة بالقرآن ولا يقال التخصيص اذا ولا يقال التخصيص اذا ورد بعد العمل بالعام في محل التخصيص يكون نسخا لانا نقول لم يعمل بالعام في رد النساء اصلا بل اول من هاجر ومنهن بعد عقد الحديبية يوم كلثوم المذكورة. ومنع الله من ردها بالاية المذكورة واحتج الجمهور على جوائز ذلك بوقوعه في عدة صور. احداها قصة رد نساء المهاجرات وقد ذكرن ما يتعلق بها انفا. وثانيها ان صوم عاشوراء ان صوم عاشوراء كان واجبا بالسنة ثم نسخ بايجاد صوم رمضان القرآن ولقائل يقول ليس في ايجاد صيام رمضان ما يقتضي نسخ صيام عاشوراء. اذ شرط النسخ التضاد وهو منتف هنا. وانما نسخ وعاشوراء وانما نسخ وانما نسخ صوم عاشوراء. قول وانما نسخ صوم عاشوراء قوله صلى الله عليه وسلم لما فرض رمضان من شاء يعني عاشوراء ومن شاء ترك فهو من نسك السنة بالسنة. وثالثها ان تأخير الصلاة حالة القتال كان جائزا كما فعله النبي صلى الله عليه سلم يوم الخندق ثم نسخ ثم نسخ ذلك بصلاة ثم نسخ ذلك بصلاة الخوف ولقائل ان يمنعن ذلك كان حكما شرعيا بل الظاهر من الروايات ان تأخير النبي صلى الله الله عليه وسلم الصلاة يوم الخندق كان لشغله عنها. ويؤيد ذلك انه صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاية وكانت في في المحرم سنة خمس ثم كانت غزوة الخندق بعد ذلك في اثناء السنة فلم تنسخ صلاة الخوف فلم تنسخ. صلاة الخوف شيئا. ورابعها ان المباشرة في ليلة الصيام كان ثابتا بالسنة ثم نسخ ذلك بقوله تعالى فالان باشروهن وخامسها مذلة هذه الاية من نسخ التوجه الثابت الى بيت المقدس وكان ثابتا بالسنة ثم نسخ بالقرآن قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى لا توجد سنة الا ولها في كتاب الله اصل وتكون السنة فيه بيان لمجمله فاذا ورد الكتاب بنسخها كان نسخا لما في الكتاب من اصلها فصار ذلك نسخا كتابي كتابي ايضا فانه يجوز ان يحصل ذلك النسخ بالسنة ثم ينزل القرآن على وفقها. فان قيل هذا يؤدي الى عدم تعيين ابدا قلنا وان كان خلاف الظاهر فتجويزه غير ممتنع وهو كاف في المنع من الاستدلال على ما ذهبوا اليه. وقد احتج من نصر قول الشافعي المنصوص بقوله تعالى لنبين للناس ما نزل يوم نسخ والنسخ رفع لا بيان وبانه لو نسخ السنة ولانه لو نسخ السنة بالقرآن لانه لو نسخ السنة بالقرآن لزم من ذلك تنفير الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طاعته لايهام الجاهل ان الله تعالى لم يرضى ما سنه رسوله ووجب عن الاول بان المراد بقوله تعالى لتبين لتبلغ فلا يدل على امتناع كون القرآن ناسخا للسنة ولان ان المراد ولئن سلم ان المراد به بيان المجمل ونحوه فلا يسلم فلا يسلم انحصاره وسنته في البيان خاصة بل جاز مع كونه مبينا ان ينطق ان ينطقك وان ينطق بغير البيان. وعن الثاني انه لو امتنع نسخ السنة القرآن ذي النفرة عن قول الرسول عليه الصلاة والسلام لم تنع ذلك بنسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة وهو خلاف الاجماع بل اذا علم ان الرسول صلى الله عليه مبلغ عن الله فلا نفرك حينئذ والله اعلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة الوجهة المتعلقة بالاية من باب الفقه وهو نسخ السنة بالقرآن. ذلك ان التوجه الى بيت المقدس انما ثبت بسنته صلى الله عليه وسلم بعد هجرته صلى الله عليه وسلم هناك وجاء القرآن الكريم بنسخ هذا التوجه الى بيت المقدس والتوجه الى الكعبة المشرفة. وعلم بهذا ان السنة تنسخ بالقرآن. وهذا مذهب جمهور اهل العلم خلافا للشافعي ونصر المصنف رحمه الله تعالى مذهب الجمهور بالحجج التي ساقها من خمسة اوجه وهو المختار ان السنة تنسخ بالقرآن الكريم. نعم. احسن الله اليك الوجه السابع فيما يتعلق بها من علم الفقه لما تقرر ان الوسط العدد كما تقدم في الحديث الصحيح وقد علا الله تعالى اكرام هذه الامة بالعداء اكراما له هذه الامة بالعدالة ليكونوا شهداء على الناس لزم من ذلك ان الشاهد لابد وان يكون عدا لتفيد لتفيد شهادته. وقد دل القرآن العظيم ايضا في مواضع غير هذه الاية فقال واشهدوا ذوي عدل منكم وقال مما ترضون من الشهداء ومن ليس بعدل فليس بمرضي اتكلم على حد العدالة ومشروطة فيها وحاصل ما قيل فيها يرجع وحاصل ما قيل فيرجع الى استقامة الدين والسيرة. فلهذا كان احسن حدودها انه محافظة دينية تحمل على ملازمة التقوى والمروءة ليس معها بدعة حتى تحصل ثقة النفوس النفوس بقوله ثم ان المراد بذلك الاغلب من احواله. قال الشافعي رحمه الله تعالى ليس احد من الناس نعلمه الا ان يكون قليلا بمحو الطاعات والمروءة حتى لا يخلطهما بمعصية ولا ولا يمحض المعصية ويترك المروءة حتى لا يخلطهما بشيء من الطاعة والمروءة. فاذا كان الاغلب على الرجل والاظهر من امر الطاعة والمروءة قبلت شهادته وان كان الاغلب على الرجل والاثر من امر المعصية وخلاف المروءة ردت شهادته. وانما قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى ذلك لان الانسان لا يمكن ان انجو من خطيئة وزلل وان قل. ويدل على اعتبار الاغلب قوله تعالى. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. الآية والتي بعد دفعتبر الخفة والثقل مع وجود خلافهما فاذا عرف ذلك فيخرج بالحد الذي فيخرج فيخرج بالحد الذي ذكرناه امور احدهما احدها الكفر فلا تقبل شهادة الكافر على مسلم ولا على كافر وقال ابو حنيفة تقبل شهادة الكفار بعضهم على بعض وان اختلفت مللهم. وعن احمد وعن احمد ابن حنبل رواية ان شهادة الكافر يقبل على المسلم في السفر في الوصية اذا لم يكن هناك غيره لنا قوله تعالى ان جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا امر بالتثبت عند اخبار الفاسق والكفر اعلى درجات الفسق. فاما ان تكون الاية عامة بلفظها في كل فاسق فهو مندرج تحتها او لا تكونوا عامة او لا تكونوا عامة اللفظ فهي عامة بالنظر الى المعنى الذي رتب فيا عامة من نظري الى المعنى الذي رتب التثبت وهو الفسق لانه جعله علة للرد وهو متحقق فيما نحن فيه. وقوله تعالى واشهدوا ذوي عدل منكم وقوله تعالى ممن ترضون من الشهداء والكافر غير عدل اتفاقا وليس بمرضي. قال الامام الشافعي رحمه الله كيف تجوز ان ترد شهادة مسلم بان تعرف يكذب على بعض الادميين وتجيز جاهدة ذمي وهو يكذب على الله تعالى. ولنا ايضا عموم قوله تعالى لا تصدقوا ان الكتاب الحديث. اخرجه البخاري وهو ان كان ورد على سبب خاص عن التوراة والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وروى البيهقي عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجوز شهادة ملة على ملة الا شهادة المسلمين فانها تجوز على جميع الملل. بين اعترض على هذا الحديث بان في اسناده عمر ابن راشد اليماني. وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره قلنا قد قال فيه احمد العجلي لا بأس به. فان قيل فمفهوم انه تقبل شهادته على اهل دينه. قلناهم ليقولون بالمفهوم. ونحن لا نقول به هنا ايضا لقيام الدليل على رد شهادته مطلقا فسقط القول به هنا بالاجماع. ولنا ايضا ان كل من لم تقبل شهادته على المسلمين لم تقبل شهادته على غيرهم كمساقين المسلمين طرقا كطرد طرد وعكسه عدول المسلمين لما لما قبلت شهادتهم على المسلمين قبلت على غيرهم ولأنها شهادة شهادة من كافر فوجب ردها كما له الشهيد على مسلم فان قالوا انما لم تقبل شهادته على المسلمين لما بينهم من العداوة الظاهرة بين فان التهمة قائمة بخلاف ما اذا شهد بعضهم على بعض قلنا فيجب الا تقبل الشهادة اليهودية على النصراني وعكسه كما هو مذهب الزهري والشعبي. لما بينه من العداوة الظاهرة احتجوا بالنقد والمعنى اما النقل فقد ذكروا فذكروا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اتى بالزانيين من اليهود قال ان شهد اربعة منكم رجمتهما. وروى الشعبي عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اجاز شهادة اهل اجاز شهادة اهل الكتاب بعضهم على بعض قلنا اما الاول فلا توجد هذه الزيادة في قصة ثانيين بسند اصلا ولا يثبت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا بسند صحيح. والمعروف في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم اليهود اليهوديين باعترافهما واما الثاني فقد تفرد بروايته عن الشعبي مجارد بن سعيد وقد قال في احمد بن حنبل ليس بشيء وقال احمد بن معين لا يحتج به وقد خالفوا فيه جماعة من قات فرواه عن الشعبي عن شريح من قوله. واما المعنى فاعتمدوا القياس على ولايته في المال والنكاح قلنا الفرق بين ذلك وبين الشهادة ان ولاية النكاح والمال عليه ولا يقوم غيره مقامه. فيها ولا يقوم غيره مقامه فيها لكمال شفقته على مول. على موليه على موليته على مونيته واجتهادي في النظر واجتهاده في النظر لهم بخلاف الشهادة فانها لم تتعين عليه. كما ان على اصل ابي حنيفة يجوز ان يكون الفاسق وليا في نكاح ابنته لتعين ذلك في حقه. ولا لا تقبل شهادة الفاسق ولا يجوز ايضا ان يكون الحاكم وليا مع فسقه لعدم تعين ذلك عليه اذ غيره يقوم مقامه. واحتج من نصر قوله الامام احمد في جواز شهادة اهل الذمة على المسلمين في الوصية بالسفر بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم موت الاية وما روي في القصة ان النبي صلى الله عليه وسلم اجاز شهادة تميم تميم الداري وعلي بن بداء على ذلك وهما نصرانيان قلنا اختلل بتفسير الايات في روي عن الحسن انه قال اواخران من غيركم قال يعني من غير قبيلتكم يا مسلمين وكذلك قاله عكرمة وغيره ورجح الامام الشافعي رحمه الله تعالى هذا التأويل بقول هذا التأويل بقوله تعالى تحبسونهما من بعد الصلاة والصلاة مؤقتة للمسلمين ولئن سلم ولئن سلم ان المراد بقوله تعالى من غيركم من غير دينكم. وقد روى البيهقي وعن ابن عباس رضي الله عنه انها منسوخة قال الشافعي رحمه الله تعالى وناسخها قوله تعالى واشهدوا ذوي عدل منكم واما قصة تميم الداري وعلي ابن بداء لفلم يكونا شاهدين بل كانا وصيين بمعنى ان حملة تركة السهم الذي مات معهما الى اهلي ولذلك احلفهما النبي صلى الله عليه وسلم انهما ما خان ولا كتما ولم تكن فثم شهادة. الثاني الصبي فلا ثم نشاهد الصبي لانه غير مكلف وقد قال مالك رحمه الله تعالى تقبل شهادة الصبيان على الجراحات الواقعة بينهم في الملعب ما لم يتفرقوا وهو عن الامام احمد رحمه الله تعالى وعنه رواية اخرى انه تقبل شهادتهم مطلقا بشر التمييز لنا قوله تعالى واستشهدوا شهيدين بالرجالكم فان لم يكن رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء وقوله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يحترم وبانه لا يقبل لا يقبل اقراره واوسع حالا من الشهادة بدليل بدليل قبوله من الفاسق والكافر والذين لا تقبل شهادتهم. فلان لا تقبل من الصبي بطريق الاولاد تجلو بما روي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما انه كان يقضي بشهادة الصبيان فيما بينهم من الجراح قلنا هو قول صحابي ولئن سلمنا انه حج فذاك اذا لم يعارضه قول صحابي اخر وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان لا يجيز شهادة الصبيان ويقول قال الله تعالى ممن ترضون من الشهداء وهذا اليس بمرظي الثالث مرتكب المعاصي فلا تقبل شهادة صاحب كبيرة لفسقه ولو مصر على صغيرة ما يشعر بتهاونه في الدين باموره فيكون كمرتكب كبيرة وهل الاصرار على الصغيرة ان يصر على نوع واحد من الصغائر فيداوم عليها او يصر على انواع مختلفة من الصغائر فيه اختلاف كلام للاصحاب وكلام الذي قدمناه الموافق الثاني ومدار هذا كل ومدار هذا كله على ان على ان ملازمة العدالة تزع تزع عن الكذب في الشهادة كما ينزع الطبع عن الكذب في الاقراء. ولهذا قبل الاقرار من المسلم والكافر والبر والفاجر. لان طباعه ينتزعهم عن الاقرار المضر عن الاقرار المضر بهم في حقوقهم كالدماء والاظواع والاموال. ولم تقبل الشهادة الا من عدل لان الفاسق لا يزيعه طبعه عن الكذب على الغير كما يزعه عن الكذب على نفسه. وكذلك يقبل وكذلك يقبل اقرار العبد بما يوجب الحد والقصاص. ولان طبعه ينزع من كذب ما يوجب قتله وقطعه وجلده وان كان ذلك يضر بالسيد بخلاف اقراره بالمال. فانه مضرة للسيد خاصة. فاذا عرف ذلك فلابد من تحقق الشاهد حتى يقبل حتى يقبل قوله ويترتب عليه مقتضاه. وقد استثني من ذلك مسألة انعقاد النكاح بشهادة مستورين. مستورين وهما اللذان يجهل حالهما في المسك والعدالة مع السلامة الظاهر. والصحيح انعقاد النكاح بهما لان النكاح يغضب وقوعه في البوادي والقرى حيث يتعدى الوصول الى العدل في الباطن والظاهر فلو اشترط معرفة العدالة الباطنة اطال الامر وشق عن المتعاقدين بخلاف الحكم حيث لا يجوز بشهادة مستورين لانه يسهل على الحاكم مراجعة المزكين ومعرفة عدالة الشاهدين الشاهدين باطن وظاهرا. ولهذا قلنا ينعقد النكاح بمستور واذا شهد بالمستورين واذا شهدا به عند الحاكم لم يجد له الحكم به حتى تتحقق عدالتهما وعن الاسترخي وعن الاصطخر وجه انه لا ينعقد بشهادة المستورين. وهو جار على القواعد ومقتضى الدليل. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ختم المصنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة ببيان ما انتظم فيها من الوجه السابع فيما بها من علم الفقه. واورد في ذلك ما يتعلق بشرط العدالة في الشاهد واورد رحمه الله تعالى ما يدل على الاعتداد بالعدالة في الشاهد ولزومها له ثم بين حد العدالة والمختار عند المحققين ان العدالة مردها الى ملازمة الطاعة والمروة والحج الذي اذا اصابه كان عدلا هو وقوع الغالب منه فاذا كان الاغلب عليه ملازمة الطاعة والمروة كان عدلا. قد اختار هذا الشافعي رحمه الله تعالى في كتاب الام وابن حبان في كتاب الصحيح. فاذا كانت اغلب احوال الرجل الطاعة والمروءة كان عدلا. واذا تقرر ان العدالة شرط للشاهد يخرج بهذا امور احدها الكفر. فالكافر غير عدل فلا تقبل شهادة الكافر على مسلم ولا على كافر. وذهب ابو حنيفة الى ان شهادة الكفار على بعضهم تقبل وان اختلفت مللهم وذهب احمد ابن حنبل في رواية عنه ان شهادة الكافر تقبل على المسلم في السفر في الوصية الى اذا لم يكن هناك غيره وبسط المصنف رحمه الله تعالى الادلة الدالة على اشتراط السلامة من في الشهادة وذلك بقوله تعالى ان جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا على قراءة من يقرأها كذلك. فامر التثبت عند خبر الفاسق والكافر اعظم حالا من الفاسق. وهذا يدل على ان من كان كافرا فان ملغاة لانه ليس بعدل. واورد رحمه الله تعالى في ذلك مناقشات يرجح بها في المسألة التي ذكرها مع الخلاف مع الحنفية من قبول شهادة الكفار بعضهم على بعض ان الصحيح ان الكفار لا تقبل شهادته بعضهم على بعض. وكذلك لا تقبل شهادتهم على مسلم الا فيما سيأتي. وقال رحمه الله تعالى في مناقشته لهؤلاء لما احتجوا بالنقل قال اما النقل فذكروا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اوتي بالزانيين من اليهود قال ان شهد اربعة من رجمتهما قال رحمه الله قال اما الاول يعني هذا الحديث فلا توجد هذه الزيادة في قصة الزانيين بسند اصلا ولا يثبت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا بسند صحيح والمعروف في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم اليهودي ييني باعترافهما وهذا الذي اي قاله هذا حمله عليه طبع الانسان فان شهادة الاربعة من اليهود مروية في كتاب مشهور هو سنن ابي داوود ففي سنن ابي داوود شهادة اربعة من اليهود على الرجل والمرأة بالزنا. لكن هذه الرواية لا تصح. المقصود انها مروية لكن لا تصح والثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم رجمهما الاعتراف. وكما سلف فان ادلته في العموم صحيحة ان الكافر لا تقبل شهادته الا في ما استثناه احمد في رواية وهو جواز شهادة اهل الذمة على المسلمين في الوصية في السفر اذا لم يوجد غيرهم. فهذا القول هو القول الصحيح في الاستثناء. فيكون العام المنع من شهادة الكافر على مسلم او على كافر الا في وصية في سفر لاهل الاسلام. والاصل في ذلك قصة شهادة تميم وعلي بن بداء لما اجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادتهما في جام الفضة الذي كان مع صاحبهما. وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى على ذلك اشياء فقال قلنا اختلف في تفسيره فروي عن الحسن انه قال اواخران من غيركم قال يعني من غير قبيلتكم من المسلمين. وهذا الذي قاله فيه نظر. لان اول الاية يا ايها الذين امنوا فحينئذ يقتضي ان يكون او اخران من غيركم يعني من غير المؤمنين. اما قول من غير القبيلة فهذا لا يدل عليه وكذلك ما رجح به الشافعي هذا التأويل بان الحبس بعد الصلاة والصلاة مختصة بالمؤمنين فنعم الصلاة مختصة بالمؤمنين ولكن ما بعد العصر معظم. كما جاءت بذلك احاديث كثيرة فهو وقت معظم الحلف بعد اليمين وغيرها فلاجل تعظيم اليمين بعد العصر اقتضى ذلك توقيت هذا الوقت وما رواه البيهقي عن ابن عباس انها منسوخة لا يثبت عن ابن عباس. فحينئذ اذا لم يثبت النسخ على ابن عباس وكان معنى الاية او اخران من غيركم يعني من غير المؤمنين ورجح القول الذي قاله احمد وما ذكره المصنف اخرا من ان تميم وعلي لم يكونا شاهدين بل كانا فيه نظر بل هما وصيان وشاهدان لانه في حديث ابن عباس في الصحيح ان الرجلين من اولياء السهمي الذي قتل قام فقال لشهادتنا احق من شهادتهما. فهذا نص صريح في محضر النبي صلى الله عليه وسلم بان ذلك شهادة فالراجح من هذه الاقوال ان الكافر لا تقبل شهادته الا في شهادة وصية في سفر على مسلم اذا لم يوجد غيره وهذا هو الموافق للاثار فاسعد الاقوال بالتقديم هو هذا قول من العموم والخصوص ثم ذكر ايضا مما يخالف شرط العدالة الصبي لان الصبي غير مكلف فذهب مالك الى قبول شهادة الصبيان جراحات الواقعة بينهم في الملعب ما لم يتفرقوا وهو رواية عن احمد. واحتج الشافعي رحمه الله تعالى وغيره من اهل العلم باشتراط العقل في الشاهد. وهذا الذي احتج به الشافعي وغيره صحيح لكن ثبت تخصيصه عن عبد الله بن الزبير فابن الزبير كان يقضي بشهادة الصبيان فيما بينهم من الجراح. وعارضه المصنف بانه قد ثبت عن ابن عباس خلافه فابن عباس لا يجيز شهادة الصبيان. وقد اختلف حينئذ ابن الزبير وابن في امضاء شهادة الصبي. وقد حكم بينهما عمل المسلمين. فقد روى ابن ابي شيبة عن ابن ابي مليكة لما ذكر الرواية عن ابن الزبير وابن عباس قال ابن ابي مليكة فما رأيت القضاة الا اخذوا بقول ابن الزبير. فجرى العمل في قضاة المسلمين في تلك العهود الفاضلة على الاخذ بشهادة الصبيان فيما بينهم من الجراح وهذا هو القول الاقوى من القولين. والثالث مرتكب المعاصي ومرتكب المعاصي ليس عدلا ولا يقصد بمرتكب المعاصي من تقع منه المعصية. وانما المقصود بمرتكب المعاصي صاحب الكبيرة وسبق ان ذكرنا لكم ان الكبيرة هي ما نهي عنه على وجه التعظيم. ما نهي عنه على وجه التعظيم وهذا التعظيم اما ان يكون لذاته واما ان يكون لغيره كالاصرار على الصغيرة. فيكون هذا شاملا لهذا وذاك. اما مجرد فعل المعصية فانه لا يكون خادشا في عدالة الرجل الا اذا غلبت عليه فحين اذ يكون فاسقا لانه صاحب كبيرة اما لذاتها كشرب خمر او زنا واما لغيرها كالاصرار على صغيرة او صغائر. ثم نبه الى ان مدار ما تقدم كله ان ملازمة العدالة تجب عن الكذب في الشهادة. فاذا وجدت هذه العدالة وجدت الشهادة واذا رفعت رفعت الشهادة ثم ذكر مسألة مستثناة عند جمهور اهل العلم وهي انعقاد النكاح بشهادة مستورين وهما اللذان يجهل حالهما في الفسق والعدالة مع سلامة الظاهر فالصحيح من قول الجمهور انعقاد النكاح بشهادتهما للعلة التي ذكرها وهي البلوى فان النكاح يغلب وقوعه في البوادي والقرى ويتعذر الوصول الى العدل في الباطن والظاهر فالمسامحة في ذلك اولى وان كان مقتضى القواعد والدليل خلافه لكن لما عمت البلوى وصار الناس محتاجون الى امضاء هذا الحكم قيل ان العدالة المشترطة حينئذ لا يشترط فيها كمالها وانما يشترط الستر بان يجهل حالهما في الفسق والعدالة مع سلامة في الظاهر في هذه المسألة بخصوصها. وهذا اخر التقرير على الدرس الاول من برنامج درس الواحد السابع وقبل ان تنفضوا اذكروا بامور مهمة اولها التحريض على اغلاق الجوالات لانها تشوش على حضور الدرس واقبال القلب انما يمكن بمنع القواطع. ومنها انه ليس من ادب الدرس التفرق والبعد عن الحلقة ما الذي جاءت في السنة هو القرب من الحلقة والدخول فيها. وكلما كان الانسان فيها اقرب كان اجره اعظم. اما التفرق اوزاعا اوزاعا فهذا جاءت السنة بالنهي عنه ومنها الالتزام من قبل الحاضرين ولا سيما طلاب السكن لحضور جميع فعاليات البرنامج التي تنتهي بالحفل الختامي وتناول طعام العشاء يوم الجمعة ليلة السبت. ومنها سيتم توزيع كتاب يتضمن تعريفا بالبرنامج وهو الذي دأبنا على توزيعه كل سنة وشريط انا كفيناك المستهزئين للعلامة الفوزان وقصيدة السير الى الله للعلام السعدي فاحرص على اقتناء نسخك منها ستكون هذه النسخ معدة في اخر المسجد عند انصرافكم. وكل يأخذ نسخة واحدة لتعم الفائدة للجميع. ومنها في العادة باقامة ثلاث مسابقات مصاحبة للبرنامج المقروء والمسموع المحفوظ. سيكون اختبار مسابقة المقروء بعد درس العشاء من يوم الثلاثاء. ومادته كتاب خصائص جزيرة العرب العلامة بكر ابو زيد. وهو احد كتب البرنامج يوم الثلاثاء. فتعتمدون النسخة الموجودة في ضمن المجموع الذي بايديكم وسيكون اختبار مسابقة المسموع بعد درس العشاء من يوم الاربعاء. ومادته شريط انا كفيناك المستهزئين للعلامة ابن فوزان يكون اختبار مسابقة المحفوظ بعد درس العصر يوم الاربعاء والخميس. ومادته قصيدة السير الى الله للعلامة ابن سعدي. وسيجلس الاخوان الذين تعرضون في اخر المسجد بعد درس العصر من يوم الاربعاء والخميس. ويقوم من شاء بالمشاركة في هذه المسابقة بعرض القصيدة كاملة في احد اليومين لانها ثمانية عشر بيتا وسهلة فالافضل ان تأتوا بها جملة واحدة ومنها يسمح بالتسجيل الصوتي لمن اراد بشرط ان يكون خاصا به لا يخرجه الا باذن. ومنها احرص على قراءة كتيب التعريف بالبرنامج قراءة واعية واحرص على العمل بما فيه لان هذا الكتيب يتضمن تنبيهات لازمة ويشتبه على دفع شبهات عارضة يلزم الطالب الوقوف عليه. ومنها توجد بطاقات خاصة لتسجيل الاسئلة ولا تقبل الاسئلة المكتوبة بغيرها ويمكن الحصول على هذه البطاقة بيسر. الان العمود هذا والعمود هذا عليه كثير من البطاقات التي للاسئلة. وان شاء الله تعالى سنجيب على هذه الاسئلة كما جرت العادة في اخر يوم من ايام البرنامج. ومنها التنبيه بان من اراد نسخة لاقتنائها فلاخوان بعد الدرس يفتحون المكان المخصص لبيعها. ومنها يبدأ درس الفجر بعد ساعة من الاذان ويبدأ درس العصر شاء بعد خمس واربعين دقيقة من الاذان. وكلما تأخر الاذان تأخر البدء معه. ويبدأ درس الظهر والمغرب بعد بعد الصلاة مباشرة لضيق الوقت وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. الله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين