السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس التاسع عشر من برنامج الدرس الواحد السابع. والكتاب المقروء فيه هو وباب في تسلية المصاب للعلامة علي المقدسي. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة علي بن ايوب ابن منصور المقدسي يكنى بابي الحسن ويعرف بعليان وبعناء الدين. وتقدم غير مرة ان الالقاب المضافة الى الدين اقل احوالها الكراهة. ولهذا فقد كان ائمة الهدى المشهورين بها يتقونها كما نقل عن النووي الملقب بمحيي الدين قوله لا اجعل في حل احدا سماني محي الدين نقله تلميذه ابن العطار وكان ابو العباس ابن تيمية يكره لقب تقي الدين. ويقول هو اسم سماني به اهلي وانا صغير المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة ست وستين وست مئة المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله سنة ثمان واربعين وسبعمائة. وله من العمر اثنتان وثمانون سنة فرحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب هو اللباب في تسلية المصاب. كما وقع ذلك مثبتا على طرة نسخته الخطية المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب ذكر ما يحصل به للمصاب السلوة عن بلائه. مع ارشاده الى اجتناب ما نهت عنه الشريعة مظاهر الجزع والسخط المقصد الثالث توضيح منهجه ورتب المصنف رحمه الله رسالته الوجيزة في فصول حشاها بالايات والاحاديث الشريفة والاثار والحكايات اللطيفة دون اتباع ذلك بكلامه. الا في مواضع يسيرة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الحمدلله موفي الصابرين اجرهم بغير حساب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له كبير الثواب شديد العقاب. واشهد ان محمدا رسوله الذي انزل عليه في الكتاب انما يتذكرون الالباب. صلى الله عليه وسلم ما جرى سحاب وحل مصاب ودفن حبيب في تراب اما بعد فان في الصبر على المصائب والبلايا والمحن والرزايا ما يعقب الاجر ويشرح الصدر. وفي الجزع التساقط بالقضاء ما يحبط الاجر ويعظم الوزر. وقد ابتلى الرب سبحانه عباده في هذه الدار بالسراء والضراء وفرض عليهم الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء ان يجزيهم بذلك في دار البقاء. لما كان منهم في دار الفناء وهذه كلمات سطرتها ترغيبا في تسمية مصاب لاشاركه في الثواب. قوله رحمه الله وقد ابتلى الرب سبحانه عباده في هذه الدار بالسراء والضراء الى اخره. تقرير لاصل عظيم من اصول الحكمة الالهية في كون هذه الدار مطبوعة على جمع المتناقضين من الخير والشر والسراء ضراء والسعادة والشقاوة والصحة والمرض والحياة والموت تحقيقا للابتلاء بها كما قال الله سبحانه وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات الاية وقوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وفي سنن ابن ماجة بسند صحيح عن معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبقى من الدنيا الا بلاء وفتنة. وكان ابو العباس ابن رحمه الله تعالى يتمثل كثيرا بيتي ابي الحسن التهامي وهما طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الاكدار والاقدار ومكلف الايام ضد طباعها متلمس في اي جدوى ناري ومن القواعد الكبار التي اعتنى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ببيانها دفعا لمعرة الابتلاء واقعتي في هذه الدنيا ما ذكره مرات بقوله الواجب على العبد فعل المأمور وترك المحظور والصبر على المقدور. لان العبد لا ينفك من عروض هذه الثلاثة. وفي كل واحد منها امر شرعي على ما ذكر. نعم. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عزى مصابا فله مثل اجره. وعن ابي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عزى تكلى كسي بردا في الجنة رواه الترمذي وغيره. وعن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن يعزي اخاه بمصيبة الا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة. اسناده حسن رواه ابن ماجة. واعلم ان التعزية هي التصبير وذكر ما يسني صاحب الميت. ويخفف حزنه ويهون ويهون مصيبته وهي مستحبة فانها امر بمعروف ومعاونة على البر والتقوى والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا ثلاثة احاديث في فضل التعزية والمراد بالتعزية تسلية من فقد احدا بموت فهي مخصوصة بالشرع بمصيبة الموت وهي ان شملها خله يا عبد الجبار شغله. وهي وان شملها اسم المصيبة في او غيره من جهة اللغة اعني تعزية من اصيب في ماله او غير ذلك الا ان الشرع خصها بالتسلية في مصيبة الموت وقد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديثه في فضل التعزية منها ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى ها هنا وهذه الاحاديث الثلاثة ضعاف. وكل حديث قولي في فضل التعزية فلا يصح وفي ابواب الديانة جملة من ابواب الاعمال التي ورد فضلها لكن لم يصح حديث قولي فيها وانما المعول فيها على ما ورد من الافعال فيها كالتعزية مثلا فانها سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث عدة في الصحيحين وغيرهما. وكالاعتكاف مثلا فان الاحاديث المروية في فضل الاعتكاف من القوليات لا يسلم شيء منها من ضعف في اسناده. مع استفاضة الاحاديث الفعلية عنه صلى الله عليه وسلم في اعتكافه واعتكاف ازواجه واعتكاف اصحابه رضي الله عنهم. وهذه الاحاديث الفعلية التي ثبتنا الحجة بها في التعزية دالة على استحبابها فيكون حكم الاستحباب الذي ذكره المصنف ثابتا بفعله صلى الله عليه وسلم واما الاحاديث القولية هذه وما سواها فلا يثبت منها شيء. نعم فصل في فضل الصبر. قال الله تعالى انما قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب قال المفسرون يوفى كل عامل اجر عمله بحساب الا الصابرين. فانهم يصب عليهم الاجر صبا بغير حساب وقال تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين. والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله. والذاكرين الله والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. وقال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. وقال تعالى وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور وقال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وانا اليه راجعون عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون. وقال صلى الله عليه وسلم ضياء. وقال صلى الله عليه وسلم الصبر نصف الايمان. وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا وقال صلى الله عليه وسلم وما اعطي عطاء احدا خيرا واوسع من الصبر. وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذلك لاحد الا المؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمن والمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة. وقال صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء من عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل لبيان فضيلة الصبر. وذكر فيه قول الله سبحانه وتعالى كما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. ودلالة هذه الاية على فضيلة الصبر ظاهرة في ان الله سبحانه وتعالى وعد الصابرين توفيتهم اجرهم بغير حساب. قال بعض اهل العلم بالتفسير ما من عامل ان يعمل عملا الا وينتهي عمله الا الى حساب الا ما رجع الى اصل حبس النفس. وهو والصبر والصيام. فاما الصبر ففيه هذه الاية واما الصيام ففيه الحديث الالهي في الصحيح الصيام لي وانا اجزي به. وتكفل الله سبحانه وتعالى به دليل على وفرة ما اعده وانما استكنا هذا الاجر العظيم في الحبس لان اعظم مشقة على النفس هي حبس على مألوفاتها. واصل الصبر هو حبس النفس. واختلف اهل العلم في ذكر حده مما لا يسلم شيء منه من معارضة ونقد سوى ما تقدم تحريره مما ذكرناه غير مرة ان الصبر في الشرع هو حبس العبد نفسه على امر الله. وقولنا على امر الله يشمل نوعين اثنين احدهما الامر الكوني القدري والمراد به ها هنا ما لم يكن منه ملائما للعبد فان الملائمة من سعة العيش ورغده وطيب الحياة لا يحتاج الى صبر. فالحكم الكوني القدري هنا المخصوص الصبر هو الذي لا يلائم العبد. والثاني الامر الشرعي الديني. وهو يعاني احدهما امر طلب وهو المأمور به. والثاني امر ترك وهو المنهي عنه فينتظم في هذه القسمة ما ذكر في التعريف مما يتعلق بذكر ان الصبر متعلقه امر الله عز وجل ويصير داخلا فيه الانواع الثلاثة التي يذكرها اهل العلم من قولهم ان الصبر ينقسم الى ثلاثة اقسام احدها صبر على الطاعة والثاني صبر عن المعصية وباردها صبر عن المصيبة فانها ترجع الى هذا الحد ومن لطائف ما يذكر مما يناسب المقام ان الصيام لما كان اصله الحبس كره ان يكون المعبر عن الجزاء به فيه لفظ الحبس. ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن كان من اهل الصلاة دعي من باب الصلاة اي في الجنة ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من باب الصيام دعي من باب ايش؟ الريان ولم يقل صلى الله عليه وسلم دعي من باب الصيام لان الصيام اصله حبس وفطم للنفس وهذا لا يلائم الجزاء الاوفى لاهل الجنة. فعبر بنقيض هذا الاسم وهو التواء الدال على الامتلاء وبلوغ الغاية. فقد وقع في لفظ دعي من باب الصيام لكن هذا اللفظ غلط والمحفوظ هو من باب الريان ثم ذكر الاية الثانية وفيها ذكر الصابرين والصابرات مع اجناس اخرى اعد لهم المغفرة والاجر العظيم. وهذا من صيغ الامر غير الصريحة التي ذكرها ابن القيم في بدائع الفوائد والصنعان في بؤية امن ان العمل اذا ذكر جزاؤه كان امرا به ثم ذكر الاية الثالثة وفيها بيان الابتلاء وتمييز الناس بالمجاهدة والصبر والاية الرابعة نظيرها ايضا في ذكر الامر بالصبر والتقوى وبيان انه ومن عزم الامور ثم في الاية الاخيرة ذكر الله عز وجل ما اعد للصابرين بقوله اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. ثم اتبعها المصنف بعدة احاديث اولها حديث والصبر ضياء وهو قطعة من حديث ابي ما لك الاشعري في صحيح مسلم. والمراد بالضياء النور الذي فيه حرارة واشراق دون احراق. وهكذا هو الصبر يكون فيه شدة على النفس. لكنه يشرق بها ولا يضرها ثم ذكر الحديث الثاني وهو حديث الصبر نصف الايمان الذي رواه ابو نعيم الاصبهاني في الحلية في اخرين واسناده ضعيف. وقد روي موقوفا عن ابن مسعود رضي الله عنه باسناد صحيح انه قال الصبر نصف الايمان. وانما كان الصبر منصفا للايمان. لان العبد بين شيئين اثنين احدهما نعمة واصلة والثاني مصيبة حاصلة فالنعمة الواصلة حقها الشكر والمصيبة الحاصلة حقها الصبر فصار الايمان منقسما بهذه القسمة ثم اتبعه بحديث واعلم ان النصر مع الصبر وهو قطعة من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن وهي عند الترمذي واللفظ المذكور ها هنا هو عند احمد. وهذه القطعة اروية باسانيد عدة تثبت بها هذه الجملة. وفيها بيان فضيلة الصبر وانه يؤول صاحبه الى النصر ثم ذكر حديث ابي سعيد الخدري المخرج في الصحيحين وهو بيان عظم فضل منح العبد الصبر بانه من اعظم ما يعطاه ويمنحه ثم ذكر حديث صهيب وهو في صحيح مسلم وفيه قوله صلى الله عليه وسلم وان اصابته الضراء صبر فكان خيرا له. وفي قوله صلى الله عليه وسلم وليس ذاك لاحد الا للمؤمن خبر بان وجود هذين الشيئين وهما الشكر في السراء والصبر في الضراء كائن بحسب الايمان كلما زاد ايمان العبد امكنه ان يشكر في سرائه وان يصبر في ضراءه. وكلما قل ايمانه كلما انفرط عليه الامر فشق عليه الشكر في السراء والصبر في الضراء. ثم اتبعه بحديث ابي هريرة عند الترمذي. وغيره وهو حديث مروي بسند حسن وفيه بيان فضيلة ما يقع على العبد من البلاء انه يؤول به ان يلقى الله سبحانه وتعالى وما عليه خطيئة فان الذنوب تكفر باسباب عدة ولشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في ذكر اسباب تكفر بها الذنوب فيها ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى عشرة من الاسباب في غير موضع من كتبه وساقها مختصرة تلميذه ابن القيم في اعلام ثم ختم بحديث انس عند الترمذي بسند حسن وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان من صبر على البلاء الذي الله عز وجل عليه ورضي فله الرضا ومن تسخط وجزع فله السخط من ربه عز وجل. نعم فصل فيما يقوله من مات له ميت من الاسترجاع والحمد والشكر. في صحيح مسلم عن ام سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها. الا اجره الله تعالى في مصيبته واخلف له خيرا منها. قلت فلما يا ابو سلمة قالت فلما توفي ابو سلمة قلت كما امرني. اعد اعد. في صحيح مسلم وفي صحيح مسلم عن ام سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حنا يا اخوان تعذرونا احيانا ننقطع بسبب جوال لانها احيانا تأتي بعظ الرسائل التي لا ترجح هذه الرسالة جاءت من بلاد بعيدة فمثلها احيانا تنقطع وانا قد يعني اكره هذا نفسي لكن الاضطرار الى مثل هذا يحصل مثل هذا فلما قرأ ذهلت عنه اعد في صحيح مسلم عن ام سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة ثم فيقول انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها. اجرني بكسر الجيم ويجوز فيها مد الهمزة وعدم مدها اجرني واجرني. نعم اللهم اخلفني في مصيبتي واجرني اللهم اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله تعالى في مصيبته واخلف له خيرا منها قالت فلما توفي ابو سلمة قلت كما امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخلف الله لي تعالى خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي سنن ابي داوود عن ام سلمة ايضا زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اصابت احدكم مصيبة فليقل انا لله وانا اليه راجعون اللهم عندك احتسب مصيبتي فاجرني فاجرني فيها وابدلني بها خيرا منها وفي كتاب الترمذي وقال انه حديث حسن عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم. فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم. فيقول ماذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك واسترجع. فيقول الله سبحانه وتعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ما لعبد المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة في الصحيحين عن وفي الصحيحين عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال ارسلت احدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم اليه تدعوه وتخبره ان صبيا لها او ابنا في الموت. فقال للرسول ارجع اليها فاخبرها ان اخبرها ان لله ما اخذ وله ما اعطى. وكل شيء عنده باجل مسمى فلتصبر ولتحتسب وذكر تمام الحديث ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما يشرع لمن اصابته مصيبة من الاسترجاع والحمد والشكر والاسترجاع المراد به قول انا لله وانا اليه راجعون كما جاء مبينا في حديث ام سلمة الذي استفتح به احاديث الفصل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون. وهذه الكلمة هي الكلمة المشروعة عند حلول المصائب. قال شيخ الاسلام ابن تيمية ومن الناس من اذا اصابته مصيبة قال لا حول ولا قوة الا بالله وليس هذا من الذكر المرتب شرعا في حلول المصائب فالذكر المرتب شرعا في حلول المصائب هو الاسترجاع بقول ان لله وانا اليه راجعون. اما الحوقلة فليست مما رتب شرعا ووظف في الذكر عند حلول المصيبة. وتتمة هذا الذكر اللهم اجرني في واخلف لي خيرا منها. وجزاء من دعا بهذا الدعاء ان يكتب الله سبحانه وتعالى اجره وان يخلف عليه خيرا مما فاته في وفاة من نزلت عليه المصيبة بسبب فقده. كما اتفق لامه سلمة رضي الله عنها فانها قالت هذا لما توفي ابو سلمة رضي الله عنه فاخلف الله تعالى لها خيرا منه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم اتبع هذا حديث برواية ثانية عند ابي داود في سننه وهذه الرواية فيها ضعف والمحفوظ لفظ الصحيح الذي تقدم ثم ذكر حديثا ثالثا وهو حديث ابي موسى الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مات ولد العبد الى اخره الذي رواه الترمذي وغيره. وهذا الحديث قد اختلف في رفعه ووقفه ووقفه ارجح. على انه لا يخلو ايضا من نظر في صحة اسناده. لكن رواية الموقوف ارجح من رواية المرفوع. ثم ذكر حديث ابي هريرة عند البخاري وفيه الاشارة الى قيد عظيم في حصول المقصود لمن فاته ميت فاراد ان يصيب الاجر المذكور في هذا الحديث وهو الاحتساب لقوله تعالى في هذا الحديث الالهي ما لعبد مؤمن عندي جزاء اذا قبضت صبيهم من اهل الدنيا ثم احتسبه فان شرط حصول الجزاء هو وقوع الاحتساب والمراد بالاحتساب هنا هو الصبر وطلب الثواب من الله سبحانه وتعالى. والاحاديث التي جاء فيها ذكر هذا الفعل وما اشتق منه يراد بها انتظار الثواب من الله عز وجل. كقوله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا اي احتسابا للاجر على عز وجل ثم اتبعه وبه ختم الفصل بحديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما في الصحيحين اين؟ وفي هذا الحديث اصح لفظ ورد في صفة التعزية. وهي قول لله ما اخذ وله اعطى وكل شيء عنده باجل مسمى. وفي هذا الحديث ايضا مما يتعلق بالباب ان التعزية تبتدأ من رؤية علامات الموت فليست حصرا على وقوع الموت او انها لا تكون الا بعد الدفن بل هذا الحديث دال على ان التعزية تبتدأ من رؤية علامات الموت فاذا شوهد الميت في حال الاحتضار استحبت التعزية. قد رأينا من يقف مع من يشهد ميتا في المستشفى. ثم لا ايزعزونه ولا يصلونه الا بعد ذلك. وهو احوج الى التعزية والتصبير في هذا الموطن منه اذا فاضت روحه او اذا دفن او اذا انفض الناس فانه كلما تأخر وقت التعزية ذهب اثرها. ولهذا فان الراجح في مدة التعزية هو النظر الى علتها فاذا وجدت العلة شرعت التعزية واذا لم توجد لم تشرع فان التعزية شرعت لتسلية المصاب فان كانت المصيبة موجودة بعد شهر او شهرين او ثلاثة على صاحبها عزي. وان كانت المصيبة قد ذهب بعد اسبوع او اسبوعين فقد ذهب محل هذه السنة. نعم فصل في فصل في فضل من مات له اولاد صغار فصبر. عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحلم الا ادخله الله الجنة. بفضل رحمته اياهم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار ان لا تحلة القسم. هذان الحديث ان متفق عليهما وعن القسم قوله وعن القسم قوله تعالى وان منكم الا واردها. والورود هو العبور على الصراط وهو جسر وهو جسر طوب على ظهر جهنم عافانا الله منها. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما فنأتيك فيه. تعلمنا مما علمك الله قال فاتينا يوم كذا وكذا. فاجتمعن فاتهن النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه النميمة ما علمه الله ثم قال ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد الا كانوا لها حجابا من النار. فقالت امرأة واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين. متفق على صحته ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا فصلا ثالثا في فضل من مات له اولاد صغار فصبر واستفتحه بذكر حديث انس في الصحيح وفيه ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحلم يعني البلوغ الا ادخله الله الجنة بفضل رحمته اياهم ثم اتبعه بحديث ابي هريرة في معناه وفيه قوله لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار الا تحلة القسم سم وكثير من اهل العلم رأوا ان تحلة القسم يعني ما ذكره المصنف من قوله وعن القسم قوله تعالى وان منكم الا واردها فلا تمسه النار الا بالورود الذي هو العبور على الصراط. وذهب بعض اهل العلم الى ان العرب استعملوا هذه اللفظة لا تريد بها حقيقتها وانما تريد الاعذار. فلا يتقدم قسم مذكور وانما يريد ان يتقدم بعذر الى من يأمره بشيء او يعده بشيء فيقول له الا تحل كالقسم وهذا الثاني اظهر اذ ليس في الاية سياق قسم وانما جرى هذا على هذه السنة العربية في كلام العرب ثم اتبعه بحديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين ايضا وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ما منكن من امرأة تقدم من الولد الا كانوا لها حجابا من النار. وهذا الحديث هو بمعنى الاحاديث السابقة الا انه زاد بذكر الاثنين لان المرأة قالت واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين. ويقع ها هنا اشكال لان هذا الحديث الذي فيه ذكر الاثنين اختص بالنساء لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد الحديث. ثم حصل الاستدراك بقول واثنين فقال صلى الله عليه وسلم واثنين. والاحاديث السالفة هي التي يقع فيها العموم باعتبار الرجال. ففي قوله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت له ثلاثة الى اخره كده يدخل الرجل والمرأة ها هنا لما تقرر على القول الصحيح عند الاصوليين ان الخطاب الذي يخاطب به الرجال هل تدخل فيه النساء الا بدليل يخرج النساء عنه. وكذلك في قوله لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة يكون كذلك شاملا الرجال والنساء. فهل يقال ان الابوين الذين فقدا ابنين هل يكون الاجر الواقع بالصبر مختصا بالمرأة؟ ام ان الرجل يحصل له هذا الثواب؟ ويقال ان الرجل لا يحصل له الثواب الا ان مات له ثالث فان مات له ثالث حصل الثواب. واضح الاشكال واضح ولا مو بواضح الحديثين الاولين تعلق الفضل فيهما بالرجال والنساء على حد سواء بشرط الثلاثة. والحديث الثاني تعلق الفضل فيه بالنساء فقط بشرط الاثنين. فاذا مات لابوين ولدين اثنين هل يتحقق للرجل الثواب كما للمرأة لان المرأة في الحديث الاخير قال ما من امرأة يموت لها ثم حصل استدراك واثنين فقال واثنين. فالمرأة متحقق لها جزما فهل يتحقق للرجل ام لا؟ فهمتم الاشكال ها ابو احمد كيف فاين الذي ثبت الاثنين لهم ما ثبت له واحد قال لا يمت لاحد المسلمين ثلاثة في الحديث هذا وفي الحديث اللي قبل ما يسلم يموت له ثلاثة في الحديث السابق طيب طيب ما شاء الله هي ما الدليل انه لا مفهوم له؟ قد يقال ان المرأة لشدة شفقتها وعظيم حرقتها على فقد ابنائها عظم ثوابها ها يا احمد ارفع صوتك شوي ايش اللي هو الحديث الاول يعني انت ترى انه النساء اثنين والرجال ثلاثة ها والحكمة التي ذكرناها. ها يا هاني. ايش اي لكن الثلاثة ايه الدليل ظاهر مما ذكره الاخ ابو احمد الدليل لان الحديث السابق حديث ابي هريرة قال ما لعبد مؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا كم قبض؟ واحد الا ادخلته ثم احتسبه الا الجنة. فحصل له واحد هذا الجزاء وحصل له في الثلاثة الجزاء. فما بينهما هل يحصل ولا ما يحصل؟ يحصل. لكن هل هو دخول الجنة ام الحجب عن الذي جاء في الادلة ايش؟ ادخله الله الجنة. واذا ادخله الله الجنة حجبه عن النار المسألة نعيدها نقول ان حديث ابي هريرة السالف فيه ذكر ان من مات له صبي واحد ثم احتسبه فله الجنة حديث الذي اورده المصنف في الباب الحديثان اللذان اوردهما المصنف الباب فيها ذكر الثلاثة. والاثنين عدد بين الواحد والثلاثة فكما يقع له والاعلى يقع له المتوسط بينهما. لكن الذي في الفاظ هذين الحديثين هو الادخال للجنة. واذا ارسل الجنة فانه يحجب عن النار. نعم فصل في النهي عن البكاء جزعا وفي تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وتسخيمه بسواد او رماد. وشق الجيب ونتفه الشعر وحلقه او نشره او قطعه وعن الدعاء بالويل والثبور ودعوى الجاهلية. في الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري. فقالت اليك عني فانك لم تصب بمصيبة احبتي ولم تعرفه فلما ولى قيل لها انه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاتت بابه فلم تجد عنده بوابين فقالت يا رسول الله لم اعرفك فقال انما الصبر عند الصدمة الاولى. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب في قبره بما نيح عليه متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية عليه ايضا دعوى الجاهلية مثل قوله واخلاه وكهفاه وعزاه ولقيس ويا ويا لقيس ويا لعمر ويا للمهاجرين ونحو ذلك. وعن ابي وعن ابي في بردة قال وجع ابو موسى الاشعري ورأسه في حجر امرأة من اهله فاقبلت امرأته تصيح برنة فلم يستطع ان رد عليها شيئا فلما افاق قال فقال انا بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الصادقة الحالقة والشاقة متفق عليه ايضا. الصادقة هي التي ترفع صوتها بالنياحة والندب. والحالقة هي التي تحلق تحلق رأسها عند المصيبة. والشاقة هي التي تشق ثوبها. وعن ام عطية قالت اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيعة الا ننوح. متفق عليه. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه فانه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة. وعن النعمان انا من بشير رضي الله عنهما قال اغمي على عبد الله ابن رواحة فجعلت اخته تبكي فجعلت اخته تبكي وكذا وكذا تعدد عليه. فقال حين افاق ما قلتي شيئا الا قيل لي انت كذلك. رواه البخاري اانت كذلك رواه البخاري. وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة اذا لم تتم قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربان من قطران ودرع من جرب. رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا واشار الى لسانه او يرحم متفق عليه وعن اسيد ابن ابي اسيد التابعي عن امرأة من المبايع وعن اسيد بن ابي اسيد التابعي رضي الله عنه وعن اسيد بن ابي اسيد التابعي عن امرأة من المبايعات قالت كان فيما اخذ علينا. الاسماء واسيد وهذا ممن بالفتح نعم. كان فيما اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعروف الذي علينا الا نعصيه فيه. الا نخمش وجها ولا ندعو ويلا. ولا نشق جيبا ولا ننشر ولا ننشر رواه ابو داوود باسناد حسن. وعن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يموت فيقوم باكيه فيقول واجب له وسيداه. ونحو ذلك الا وكل به ملكان يلهسانه هكذا كنت رواه الترمذي وقال حديث حسن اللهج الدفع بجمع اليد في الصدر وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان في الناس هما بهم كفر اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت. والنياحة رفع الصوت بالندب وكذا النادبة بصوتها محاسن الميت وقيل هو البكاء عليه مع تعديد محاسنه. واجمعت الامة على واجتمعت الامة على تحريم النياحة وما ذكر معها عند المصيبة. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى في الفصول السالفة فمن ذكر ما جاء في الشرع مما يتسلى به المصاب عقد هذا الفصل لبيان جملة من التي امر الشرع باجتنابها عند حلول المصيبة. وهي النياحة ولطم الخدود وشق الجيوب اخر ما ذكر واورد فيها احاديث عدة اولها حديث انس وفيه قوله صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى ومعنى الصدمة الاولى اي الامر المقتضي للجزع. فاذا ورد الامر المقتضي للجزع فان الصبر الممدوحة هو عند اول وفوده. فاذا سمع الانسان نبأ فقد حبيب وصفي له كان الصبر الممدود هو عند ورود المقتضي له ومعرفته بالمصيبة. واذا لم يكن للانسان بالصبر عند الصدمة الاولى وجزع وتسخط فان الذي جرت به عادات البشر ان المصيبة اذا تمادت مع العبد امتد زمنها زال اثرها فان من فقد عزيزا عليه لحقه الجزع في اوائل الايام ثم لم نزل به الامر حتى يسلى عنه كما قال جماعة من السلف من لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم لان البهائم اذا فقدت اولادها حصل لها جزع والم. فما تمضي مدة يسيرة الا وترجع الى سابق عهدها. ثم ذكر حديث عمر رضي الله عنه وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم الميت يعذب في قبره بما نيح عليه. وهذا الجزاء المذكور في حق من نيح عليه مقيد بشرطين اثنين. احدهما ان يأمر به فمن امر بالنياحة عليه بعد موته عذب به. والثاني ان يعلمه منهم وفيهم فلا ينكره. فاذا علم انهم يعدون لمثل هذا ثم لم ينههم عنه فناحوا عليه فانه يعاقب بتعذيبه في قبره وليس المراد بالعذاب هو العقاب. وانما يراد بالعذاب انقطاع العبد عن المقصود الاكبر من الكمال كما في حديث الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ابي هريرة السفر قطعة من العذاب فليس المقصود بالعذاب العقاب لكن المقصود انقطاع الانسان عن حاله الكاملة. لقوله صلى الله عليه وسلم يمنع احدكم طعامه وشرابه ونومه. فاذا قضى احدكم نهمته من فليعجل الى اهله. فاخبر عن المقطوع هنا وهو النعيم الذي يقع التلذذ به مما ذكر صلى الله عليه وسلم. ثم اتبعه المصنف بحديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. ودعوى الجاهلية المراد بها الالفاظ التي كان يتجزع بها اهلها فيظهرون الجزع بالمصيبة بهذه الالفاظ وخلاه وكهفاه وعزاه الى اخره. ومن جملة هذه الالفاظ التي ذكر الباقية في لسان الناس قولهم اعزتي لفلان فان هذه اصلها هي ندب الجاهلية واعزاه فتكون من جملة الممنوع. وذهب بعض انها دعاء للصنم لكن هذا لا يظهر وانما هي من من شبه دعوى الجاهلية المعروفة عندهم. ثم ذكر حديث ابي موسى وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الصادقة والحالقة والشاقة الصادقة التي ترفع صوتها بالمصيبة. والحانقة التي تحلق شعرها والشاقة التي تشق ثيابها ثم اتبعه بحديث ام عطية قالت اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيعة الا ننوح والمراد البيعة ايش مرت علينا البارح بعد المغرب ما الجواب اه عقد السمع والطاعة لولي الامر. عقد السمع والطاعة لولي الامر. لا لحظة لا تكتمون هذه البيعة التي عرفناها لكن هل البيعة التي في هذا الحديث هي كذلك؟ هل بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم هي عقد سمع وطاعة ولي الامر في شرع بيعة النساء ولا يتم الحكم الا برأيهن؟ ها يا احمد عقد الطاعة هذا عقد الطاعة في الدين وليس عقد سمع وطاعة لان عقد السمع والطاعة لولي الامر مختص بالرجال والدليل على ذلك اجماع الصحابة على تخصيص هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم. فلم تعد بيعة النساء حقا لغيره بعده فلم يبايعنا ابا بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليا رضي الله عنهم واختص ذلك ببيعة الطاعة في الدين للنبي صلى الله عليه وسلم ثم اتبعه بحديث المغيرة بن شعبة من نيح عليه فانه يعذب بما نح عليه وهو بمعنى حديث عمر ثم ذكر حديث النعمان في الصحيح وفي ان اخته جعلت تنوح عليه وتقول واجبلاه وكذا وكذا تعدد فلما افاق قال لها ما قلتي شيئا الا قيل لي انت كذلك ومعنى قيل لي اي قال لي الملكان كما سيأتي في حديث ابي موسى. ثم اورد حديث ابي ما لك الاشعري في الصحيح فيه بيان عقوبة النائحة اذا لم تتب انها تقام يوم القيامة ويكون عليها لباس من جنس النار فيكون عليها سرباله من قطران ودرع من جرب ثم اتبعه ببيان المأذون به وهو دمع العين وحزن القلب. وان العذاب يتعلق بتسخط اللسان وجزعه. ثم اتبعه بحديث امرأة من المبايعات وفيها ذكر البيعة على المعروف. والا يخمشن ولا يدعين ويلا ولا اشقوقن جيبا ولا ينشرن شعرا. ثم ذكر بعده حديث ابي موسى الاشعري عند الترمذي واسناده حسن. وفيه بيان ان الذي يقول ما تقدم ما قلت شيئا الا قيل لك انت كذلك انهما ملكان يلهزانه والمقصود بالله يدفعانه في صدره ثم اتبعه بحديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه بيان ان الطعن في النسب والنياح عن الميت من خصال اهل الجاهلية لقوله اثنتان في الناس هما بهم كفر. وما كان على هذا التركيب في لسان الشرع فالمراد به الكفر الاصغر فاذا وجدت هذا اللفظ في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كحديث اربع في امتي هي بهم كفر وهذا الحديث هما بهم كفر المراد الكفر الاصغر وهذا اللائق بعرف الصحابة كما في قول ابن عباس في تفسير اية ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك قوم الكافرون قال انه ليس كمن كفر بالله وملائكته ورسله وكتبه ولكنه به كفر. فقوله ولكنه به كفر يريد بها الكفر الاصغر لان هذا اللفظ يستعمل في خطاب صاحب الشرع للدلالة على الكفر الاصغر. واللائق بابن عباس استعمال ما تكلم به اصطلاح الشرع كما ان اصطلاح الشرع في اذا دخلت على الكفر دلت على الاكبر كما صرح به شيخ الاسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ومعرفة خطاب الشرع امر مهم لان من لم يعرف طريقة خطاب الشرع وقع على الغلط فيه. فمن اتقن معرفة لسان التخاطب في الشريعة ادرك الحقائق الشرعية. ومن جهلها تكلم في الحقائق الشرعية بغير ما اذن الله سبحانه وتعالى به. ثم بين المصنف ان النياحة هي رفع الصوت بالندب على المصيبة وتعديد محاسن الميت وذكرها ثم ذكر الاجماع المنعقد على تحريم النياحة على الميت اذا مات والذي ينفع الميت قضاء دينه والترحم عليه والاستغفار والتصدق عنه. وقضاء حقوق الله من حج وزكاة ونحو ومما يسني عن الميت ايضا التأسيب بالاكابر وكثرة من مات لهم ولم يجزعوا بل صبروا فاجروا ورضوا وسلموا فرضي عنهم وسلموا من محبطات الاجور. فلقد مات في طاعون كان في زمن ابن الزبير في سنة تسع وستين من الهجرة ثلاثة ايام في كل يوم سبعون الف في كل يوم سبعون الفا. ومات لعبدالرحمن بن ابي بكرة فيه اربعون ومات فيه لانس بن مالك ثلاثة وثمانون ابنا وقيل ثمانية وقيل ثمانية وسبعون ابنا فصبروا وشكروا وحمدوا واسترجعوا فسلموا واجروا وعن معاوية بن قرة بن اياس عن ابيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم فقد بعض اصحابه فسأل عنه فقال قالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيتها لك فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فاخبره انه فعزاه عليه. ثم قال يا فلان ايما كان احب اليك ان تمتع به عمرك. او لا تأتي غدا من ابواب الجنة الا وجدته قد سبقك اليه. يفتحه لك. قال يا نبي الله بل يسبقني الى باب الجنة سيفتحها لي فله احب الي؟ قال فداك رواه النسائي باسناد حسن. وفي الصحيحين عن انس رضي الله عنه كان ابن كان ابن يشتكي لابي طلحة رضي الله عنه فخرج ابو طلحة فقبض الصبي فلما رجع ابو طلحة قال ما فعل ابني؟ قالت ام سليم قالت ام سليم وهي ام الصبي هو اسكن مما كان فقربت اليه العشاء. فتعشى ثم اصاب منها فلما فرغ قالت وارى فلما اصبح ابوطلحة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره. فقال اعرستم الليلة؟ قال نعم قال اللهم بارك لهما فولدت غلاما فقال لي ابوطلحة تحمله حتى نأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعثت معه بتمرات فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال امعه شيء؟ قال تمرة فاخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم اخذها من فيه. فجعلها في فيه الصبي ثم حنكه وسماه عبدالله. وفي رواية البخاري قال ابن عيينة فقال رجل من الانصار فرأيت لهما تسعة اولاد كلهم قد قرأ القرآن. يعني من اولاد عبد الله المولود وفي رواية لمسلم مات ابن لابي طلحة من من ام سليم فقالت لاهلها لا تحدثوا ابا طلحة بابن حتى اكون انا احدثه. قال فجاء فقربت اليه عشاء فاكل وشرب. ثم تصنعت له احسن ما كان تصنعه وقبل ذلك فوقع بها فلما رأت انه قد شبع واصاب منها قالت يا ابا طلحة ارأيت لو ان قوما اعاروا عاريات تهم اهل بيت فطلبوا عاريتهم. الهم ان يمنعوهم؟ قال لا. قالت فاحتسب ابنك. قال فغضب وقال تركتيني حتى تلطخت ثم اخبرتيني بابني فانطلق حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لك ما في غابر ليلتكما. قال فحملت وذكر باقي الحديث. وعن جويرية ابن اسماء عن عمه ان اخوة ثلاثة شهدوا يوم تستر فاستشهدوا فخرجت امهم يوما الى السوق لبعض شأنها فتلقاها رجل فعرفته فسألته عن امر بنيها فقال استشهدوا فقالت مقبلين ام مدبرين؟ فقال مقبلين فقال فقالت الحمدلله نالوا الفوز واحاطوا الذمار. بنفسي هم وابي وامي. الذمار اهل الرجل اهل الرجل بشيره مما يحق عليه ان يحميهم. اي حفظوا ورعوا فحصلت لهم الشهادة. وعن ميمونة بن مهران قال عزا رجل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه على ابنه على ابنه عبدالملك. فقال عمر الامر الذي نزل بعبد الملك امر كنا نعرفه فلما وقع لم نكرهه وقام عمر بن عبدالعزيز على قبر ابنه هذا فلما دفن قال رحمك الله يا بني قد كنت سارا مولودا وبارا ناشئا. وما احب اني دعوتك فاجبتني. وعن مسلمة قال لما مات عبد الملك بن عمر كشف ابوه عن وجهه وقال رحمك الله يا بني لقد سررت بك يوم بشرت بك ولقد عمرت مسرورا بك ما اتت علي ساعة انا فيها اسر من ساعتي هذه. اما والله ان كنت لتدعو اباك الى الجنة. وما تبن رضي الله عنه فقال وما الدهر الا هكذا فاصطبر له رزية مال او فراق حبيبي. وبلغ الشافعي رضي الله عنه ان عبدالرحمن بن مهدي مات ابن له فجزع عليه عبدالرحمن جزعا شديدا. فبعث اليه الشافعي رضي الله عنه يا اخي عز نفسك بما تعزي به غيرك. واستقبح من فعلك ما تستقبح من فعل غيرك واعلم ان امض المصائب فقد سرور وحرمان اجر. فكيف اذا اجتمعا مع اكتساب وزر فتناول حظك يا اخي اذا قرب منك قبل ان تطلبه وقد نأى عنك الهمك الله عند المصائب صبرا واحرز لنا ولك وابن اجرى وكتب اليه اني معزي كلا اني على ثقة من الخلود ولكن سنة الدين. فما المعزى بباقي من بعد ميته ولا المعزي ولو عاش الى حين. وكتب رجل الى بعض اخوانه يعزيه بابنه. اما بعد فان ان الولد على والده ما عاش حزن وفتنة فاذا قدمه فصلاة ورحمة وهداية. فلا تجزع على ما فاتك من حزنه وفتنته ولا تضيع ما عوضك الله عز وجل من صلاته ورحمته وهدايته. وفي تعزية الخضر السلام لبيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم حين سمعوا الصوت ولم يروا ولم يروا الشخص وكانوا يرون ان الخضر ابلغ ابلغ تعزية. وهي ان في الله عزاء من كل مصيبة. وخلفا من كل فائت ودركا من كل هالك فبالله ثقوا واياه فارجو فان المصاب من حرم الثواب. ولله ولله در قول لبعض الادباء الالباء صبرا جميلا على ما فات من حدث فالصبر ينفع اقواما اذا صبروا. والصبر افضل شيء تعانوا به على الزمان اذا ما مسك الضرر. وعن ابي وعن ابي قدامة الشامي قال كنت امرا على الجيش في بعض الغزوات فدخلت بعض البلدان فدعوت الناس الى الغزاة ورغبتهم في الجهاد وذكرت فضل الشهادة وما لاهلها ثم تفرق الناس ركبت فرسي وسرت الى منزلي فاذا بامرأة من احسن الناس تنادي. يا ابا قدامة فقلت هذه مكيدة من الشيطان فمضيت ولم اجب فقالت ما هكذا كان الصالحون؟ فوقفت فجاءت ودفعت الي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية فنظرت في الرقعة فاذا فيها مكتوب انت دعوتنا الى الجهاد ورغبتنا في الثواب. ولا قدرة لي على فقطعت احسن ما في وهما ضفيرتي. وانفذتهما اليك لتجعلهما قيد فرسك. لعل الله يرى شعري قيد في سبيله فيغفر لي. فلما كان صبيحة القتال اخرجت الضفيرتين فقير اخرجتم ضفيرة فقيدت بهما فرسي وباكرنا القتال فاذا بغلام بين يدي صفوفي يقاتل حاسرا فتقدمت اليه فقلت يا فتى انت غلام غر راجل ولا امن ان تجول الخيل فتطاك بارجلها. فارجع عن موضعك هذا قال اتأمرني بالرجوع وقد قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبر وقرأ الاية الى اخرها. فحملته على هجين كان معي فقال يا ابا قدامة اطلبني ثلاثة اسهم فقلت هذا وقت اقتراض فما زال يلح علي حتى قلت بشرط ان من الله عليك بالشهادة اكون في شفاعتك؟ قال نعم فاعطيته ثلاثة اسهم. فوضع سهما في قوسه وقال السلام عليك فانا قدامه ورمى به فقتل روميا ثم رمى بالاخر وقال السلام عليك فانا قدامه فقتل روميا ثم رمى الاخر وقال السلام عليك سلام مودع فجاء موسى فوقع بين عينيه فوقع رأسه على على قربوص سردي. على قربوص سرجه فتقدم. اوصي بالباء الموحدة طربوس سرجه قرؤوس بالباء قربوس نعم فوقع رأسه على قربوس سرجه فتقدمت اليه فتقدمت اليه وقلت لا تنسى. فقال نعم ولكن لي اليك حاجة. اذا دخلت المدينة فانت اذا دخلت المدينة فاتي والدتي وسلم اخرجي اليها واخبرها في واخبرها واخبرها فهي التي اعطتك شعرها لتقيد به فرسك. وسلم عليها فهي العام الاول اصيبت والدي وفي هذا العام ثم مات فحفرت له ودفنته فلما هممت بالانصراف عن قبره قذفته الارض فالقته على ظهرها فقال اصحابه انه غلام غر ولعله خرج بغير اذن امه. فقلت ان الارض لتقبل من هو شر من هذا فقمت فصليت ركعتين ودعوت الله عز وجل فسمعت صوتا يقول يا ابا قدامة اترك ولي الله فما فما رحت حتى نزلت عليه طيور فاكلت فلما اتيت المدينة ذهبت الى دار والدتي فلما قرعت الباب خرجت اخته الي فلما رأتني عادت وقالت يا اماه هذا ابو قدامة وليس معه اخي. وقد اصبنا العام الاول بابي في هذا العام باخي فخرجت امه فقالت امعزيا ام مهنئا؟ فقلت ما معنى هذا؟ فقالت ان كان قد مات فعزني وان كان قد استشهد فهنئني فقلت لا بل مات شهيدا فقالت له علامة فهل رأيتها؟ قال نعم لم تقبله الارض ونزلت الطيور فاكلت لحمه وتركت عظامه فدفنتها. فقالت الحمدلله فسلمت اليها الخرج ففتحته فاخرجت منه مسحا وغلا من حديد وقالت انه كان اذا جن الليل لبس هذا المسح وغل نفسه بهذا الغل. وناجى مولاه وقال في مناجاته لا يحشرني مع حواصن الطير فاستجاب الله سبحانه دعاءه رحمنا الله واياه وفي ذكر الموت ونقص الامل اعظم مصطبل ومزدجر. واحسن معتبر وارجى مدخر. قال الله تعالى كل شيء الا وجهه له الحكم واليه ترجعون وقال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وما لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون. كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وقال صلى الله عليه وسلم الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك. ايقظنا الله من رقدة الغافلين وجعل من الصابرين الشاكرين الحامدين المستيقظين وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا ولا حول ولا قوة الا الله العظيم العلي العظيم وصلاته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه وسلم بين المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة مما يحصل به تسلي المصاب ان يتأسى بالاكابر الذين مات لهم من مات فصبروا ورضوا وسلموا فاعظم الله عز وجل ثوابهم. كما اتفق في زمن ابن الزبير في طاعون الجارف الذي مات فيه خلق كثير. منهم ابناء جماعة من الصحابة كانس ابن مالك الذي مات له ثلاثة وثمانون ابناء فانه لم يمت الا وقد دفن اكثر من مئة وعشرين من اولاده واولاد اولاده وممن مات منهم كثير في طاعون وكذلك اتفق لعبدالرحمن بابي بكرة مات له فيه اربعون ابنا. ثم ذكر المصنف حديث قرة ابن اياس في قصة الرجل الذي هلك له بني من ابناءه فجزع فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بانه ان صبر فانه جزاؤه ان يكون لا يذهب الى باب من ابواب الجنة الا وجده قد سبقه اليه. وهو حديث حسن ثم اتبعه بقصة ام سليم وابي طلحة لما فقدت وليدها وكان مريضا ثم اتاها زوجها وبارك الله عز وجل لهما في تلك الليلة فصار من ذرية ذلك الولد واسمه عبد الله خلق كثير نبلوا وظهر فظلهم ثم ذكر بعد ذلك قصص اخرى من القصص التي يتسلى بها من فاته شيء ومنها ما ذكره في ابتلاء عمر ابن عبد العزيز بابنه عبد الملك الذي مات قبله وكان رجلا صالحا وقد افرد ابن رجب رحمه الله تعالى سيرة عبد الملك ابن عمر في جزء لطيف ذكر فيه شيئا مماثره وصلاحه رحمه الله تعالى. ومن جملة هذه القصة التي ذكرها تعزية الخضر لبيت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا روي باسانيد ضعاف لا يثبت منها شيء. وتطعيم الكتب بانواع الحكايات من طريقة اهل العلم. وقد قال بعض بعض السلف الحكايات وهو سفيان ابن عيينة قال الحكايات جند من جند الله عز وجل وقال بعض السلف الحكايات الحبوب تصطاد بها القلوب. كما رواه ابن السمعاني في كتاب ادب الاملاء والاستملاء. فيحصل انتفاع القلوب بها لما فيها من اظهار الحقائق في صورة قصص تجري على اهلها ما يجري من نعماء او ضراء فيقع منهم ما يقع ينتفع الانسان بمثل هذا فهذا اخر التقرير على هذا الدرس والله اعلم وصلى الله وسلم لعبده ورسوله محمد واله