السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمد عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس السابع والعشرون من من برنامج الدرس الواحد السابع والكتاب المقروء فيه هو صفة الارتباط بين العلماء في القديم. للعلامة المعلمي الله وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتي اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظر في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن يحيى ابن علي المعلمي بابي عبد الله ويعرف بذهبي العصر لقبه بذلك العلامة بكر ابو زيد وعنه انتشر. المقصد الثاني المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة ثلاث عشرة بعد والالف المقصد التالي التاريخ وفاته توفي رحمه الله الله يوم الخميس السادس من شهر صفر سنة ست وثمانين بعد الثلاثمائة والالف. وله من العمر ثلاث وثمانون سنة ثلاث وسبعون سنة رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف والمصنف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذه الرسالة صفة الارتباط بين العلماء في القديم فانها طبعت بهذا الاسم. في حياة المصنف وتحت نظره المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة هو الاشارة الى طرف حسن مما كانت تزهر به الحياة العلمية من صلة العلماء بعضهم ببعض المقصد الثالث توضيح منهجه اصل هذه الرسالة محاضرة القاها المصنف رحمه الله تعالى في دائرة المعارف العثمانية بمناسبة زيارة وفد من علماء الازهر للدائرة وهي مركز علمي انشأه ملوك حيدر اباد الدكن في القرن الماضي وجمعوا فيه علماء عدة للقيام على نشر الكتب النافعة فيعد اول مركز تحقيق كما يسمى باللسان المعاصر وقد اجتمع فيه اكابر منهم عبدالرحمن المعلم وابو الوفاء الافغاني في اخرين وهو جار فيها على طريقة المتقدمين في المحاضرة التي تدون اولا ثم تلقى ثانيا لا العكس كما صار عليه الامر اليوم وهي بحسب هذا الوضع شبيهة بالمقالة الادبية المسرودة نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي ارانا باعيننا ما كنا لا نتمنى ان نراه من مظاهر الارتباط والتعاون العلمي بين العلماء. فاصبح علماء الهند قرب اللاقط فاصبح علماء الهند يستقبلون وفدا كريما من خيرة اخوانهم علماء مصر. تكلفوا المشاق والمتاعب حبا في بتعرف احوال اخوانهم في الهند وتوثيق عرى التواصل معهم تمهيدا للتعاون معه فيما يرفع شأن الاسلام والعلم. وكان العلماء في العصور الاولى على بعد الافطار وصعوبة الاسفار. فلا تكاد تطلع على ترجمة رجل منهم الا وجدت فيها ذكرى ارتحاله في اواني الطلب الافطار النائية للقاء العلماء والاخذ عنهم وسياحته بعد التحصيل وكلما دخل بلدة سأل عن من بها من العلماء واجتمع بهم واستفاد من وافادهم وبقي يواصلهم طوال عمره بالمكاتبة والمراسلة. وكانت المكاتبات لا تنقطع بين علماء الابقار لتبادل الافكار في المسائل وفي الجزء الاول من اعلام الموقعين ذكرى رسالة من الليث ابن سعد الى مالك تشتمل على عدة مسائل وفيها ما يدل ان المكاتبة بينهما في المسائل العلمية كانت متواصلة. وهكذا كانت المكاتبة بين الشافعي واحمد بن حنبل في توالي التأسيس لابن ان اثقلني قال ابو ثور كتب عبد الرحمن ابن مهدي الى الشافعي وهو شاب ان يضع له كتابا فوضع له كتاب الرسالة وفيه عن عبوس العطار سمعت علي ابن المديني يقول يقول لي الشافعي اكتب كتاب خبر واحد الى عبد الرحمن ابن مهدي فانه يسر بذلك وامثلة هذا كثيرة وكثير من المؤلفات العلمية كان سببها المكاتبة بين العلماء وكثير من الفتاوى المطولة صادرة عن ذلك كما يعلم بمراجعتها كفتاوى السبكي الكبير وغيره. كما ان كثيرا من التواريخ استفاد مؤلفوها كثيرا مما فيها او اكثره بمكاتبة العلماء. كتاريخ ابن فلكان وانباء الغمر والدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني والضوء اللامع للسقاوي وغير ذلك مما تقدم او تأخر. وقد كان هذا العمل المكاتبة بين العلماء في المسائل العلمية جاريا في اليمن الى مدة غير بعيدة. وقد رأيت في المخطوطات اليمنية كثيرا من ذلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة مشهدين من مشاهد اتصال العلماء بعضهم ببعض احدهما الرحلة والاسفار والثاني المكاتبة بين علماء الانصار فكان العلم موصول الرحم بهذين المشهدين. وكانت الرحلة لازمة ان لوصف العلم فيما مضى فيرتحل طالب العلم لاخذ العلم عن شيوخ شيوخ بلده وعندهم هذا اكمل لعلمه وارسخوا لقدمه وانبلوا لنفسه واتموا لعقله فان من خالط الناس على اختلاف علومهم وتباين فهومهم وافتراق اذواقهم كساه ذلك الكامل منهم بحسب فطنته اهتمامه بامر رحلته. والعادة الجارية عند اهل الاسلام. ان الرحبة من اعظم هذه التي يتميز بها اهل العلم بعضهم عن بعض. فان الذي يرحل يحظى من فوق الذي لا يرحل. وهو اصل كبير عندهم وقد صنف الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى كتابا سماه الرحلة في الحديث. ذكر فيه الاحاديث والاثار والاخبار فيما كان عليه الصدر الاول من الامة في السفر في العلم. ومن نظر في تراجم اهل العلم وقف على مبلغ هذا الامر في نفوسهم كما انهم لا ينقطعون عن الرحلة بعد ادراك والمكنة في العلم. بل ربما ارتحل احدهم مع استواء علمه نقي العلماء ومثافنتهم. والاطلاع على علومهم والوقوف على مآخذ فهمهم وافادتهم والاستفادة ولافادتهم والاستفادة منهم. وهو بهذا يقرب نفسه منهم ويزيل ما قد يقع في نفوس الخلق من النفرة من احد الاختلاف البلدانية. فان العادة جارية ان البلدية تورث العصبية فان كل اهل بلد تطبع نفوسهم على حب ارضهم ويورثهم ذلك تقليل غيرهم فاذا كان المدرك للعلم يرحل لرقي العلماء فيطلعون على ما عنده يقفون على مقادير العلم في نفس ذلك العالم. ويطلعون بواسطة على مبلغ اهل بلده من العلوم فيزيل فيزيل ذلك كثيرا من العوادي التي تعتري الصلة بين العلماء. واما المكاتبة فقد كانت جارية فيهم ظاهرة بينهم لما فيها من احياء العلم بمذاكرته وعرض مشكلاته. ليتهيأ لكل من المتكاتبين معرفة الصواب في مسألة من مسائل الدين. وكم من كتاب الف جوابا على رسالة رفعت وانظر كتب والشوكان التي الفها جوابا عن مسائل رفعت اليه. من اقطار الارض المحاذية له. فانه الف كتابا في الجواب عن اسئلة عالم ظمد وهي من نواحي بلاد جازان اليوم وكذلك الف اسمه عقد الجيد في اجابة اسئلة عالم ظمد. كما الف كتابا في اجابة اسئلة عالم رجال احمد الحفظي رحمه الله بل له رسالة اجاب بها عن سؤال بعض علماء الاحساء اسمها اسبال عن اسئلة صاحب الاحساء واعتبر هذا في غيره من العلماء تجد نفع المكاتبات التي تجري بين اهل العلم رحمهم الله. وقد كان الامر وعلى هذا منذ القرون الاولى كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى من رسالة الليل الى مالك وما كان بين الشافعي وعبد الرحمن ابن مهدي من المكاتبة وما كان بين الشافعي واحمد بن حنبل رحمهم الله من المكاتبات فان معرفة هذا تبين به مقدار اثر المكاتبة بين اهل العلم في اثارة العلوم وفتح ابواب الفهم والدلالة على ومما ينبه اليه ان المصنف ذكر كتاب ابن حجر ذكر كتاب ابن حجر العسقلاني في مناقب الشافعي وسماه توالي التأسيس. تبعا للنسخة التي طبع عنها الكتاب في مصر وكان شيخنا بكر ابو زيد رحمه الله يغمز في صحة هذا الاسم لعدم مناسبته للمعنى ويقول اشبه ان يكون توالي التأنيس بمناقب محمد ابن ادريس نعم. احسن الله اليكم فاصبح العلماء في هذا العصر متقاطعين لا صلة بينهم لا صلة بين علماء هذا الكفر وعلماء القطر الاخر بل ولا بين علماء قطر واحد بل ولا علماء البلد الواحد فقد كان علماء البلد الواحد في العصور السابقة لا يكاد يمر عليهم يوم الا وهم يجتمعون فيه ويتذاكرون اما الان فقد تمر على العالم شهور بل سنون لا يجتمع بعالم اخر قد يكون معدودا من جيرانه واذا جمعتهم الجماعة او الجمعة او العيد فقد يرجعان عن وصلى ولم يلتقيا واذا التقيا تجنب كل منهما فتح باب المذاكرة اما رغبة عن العلم واما استحقارا لصاحبه واما انفة ان يظن الناس ان صاحبه اعلم منه واما خوفا من ان تجر المذاكرة الى المنازعة او غير ذلك. وهكذا يحج كل سنة جماعة من العلماء ويرجع كل منهم ولم يجتمعا باحد من علماء الحرمين او العلماء الذين حجوا في ذلك العام فقد كان العلماء في العصور السابقة على خلاف هذه الحال فكان من اعظم ما يهتم به العالم اذا حج الاجتماع بالعلماء والاستفادة منهم وافادتهم ولقد كان بعض العلماء يحج واعظم البواعد له على الحج الاجتماع بالعلماء مع ان هذه العبادات اعني الجماعة والجمعة والعيد والحج من اعظم الحكم في شرعها الاجتماع والتعارف وتبادل الفوائد العلمية وغيرها. وهكذا قد وهكذا قد يتفق لاحد علماء هذا العصر سفر الى بلد من البلدان فيرده ويمكث فيه مدة لا يسأل عمن به من العلماء ولا يجتمع بهم. واذا اجتمع بهم تجنب المذاكرة العلمية فلا يكاد يفيد ولا يستفيد. واذا كان يصنع هذا مع جيرانه من العلماء فكيف يرجى منه خلافه مع علماء البلدان البعيدة عنه وكم من عالم تشكل عليه مسألة او يخشى ان يكون مخطئا فيها فلا يدعوه التوفيق الى الاجتماع بغيره من العلماء والبحث معه فيها او الى مكاتبتهم في لذلك هذا مع تيسر طرق المواصلات في هذا في هذه الاعصار فاصبحت المسافة التي كانت لا تقطع الا في اشهر او سنين مع المشاق والمخاوف والعوائق والقواطيع تقطع الان في ايام مع الامن والراحة وكذلك حال المكاتبات. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ما آل اليه امر المشهدين المتقدمين. اعني الرحلة والمكاتبة. وما انقطع به حبل التواصل بين العلماء. فتجد العلماء قد يجتمعون في بلد واحد وربما جمعتهما جماعة او جمعة او عيد ثم لا تكون بينهما معرفة واذا انتقيا كما ذكر تجنب كل منهما فتح باب المذاكرة فلا يعرظ مسألة على صاحبه اما رغبة عن العلم واما استحقارا لصاحبه ورؤية لنفسه انه الاعلم. واما انفة ان يظن الناس انه اذا سأل صاحبه فقال له ما تقول في مسألة كذا وكذا ان يظن الناس ان صاحبه اعلم منه واما خوفا من ان تولد المذاكرة منازعة ومشاحنة وهكذا صار الحج ايضا يرد اليه كثير من العلماء ثم لا يقع لهم اجتماع باحد من علماء الحرمين فلا يرجعون لكبير فائدة في العلم مع ان الحج يجمع العلماء من اقطار الدنيا وربما لا يمكن جمع العلماء في موضع كما يجتمعون في الحج اذ العادة جارية ان الغالب ان علماء كل بلد يكون منهم جماعة يحجون في كل نسك وكان في كل نسك وكان من عادة حملات البلدان الماضية ان من يخرج من البلد يخرج في قافلة وتلك القافلة يكون لها امير ومعها علماء فلا بد ان يرد الحج علماء من كل ناحية ومن تأمل حال من سبق من اهل العلم وكيفية استفادتهم من الحج في رقي العلماء ثم ما صار الناس اليوم من الزهد في هذا وعدم العناية به يعرف الفرق بين هذا وهذا وقد تحقق في الحج ما لا يتحقق في غيره. فلو ان انسانا اراد ان يرتحل الى فلسطين مثلا لم يمكنه ذلك اليهود عليها ولكن اذا هيأ الله له رشدا وفتح له فهما التقى بعلماء تلك الناحية في موسم الحج فانهم يأتون اليها. وقد يأتي احدهم مرة واحدة في عمره فاذا رزق الانسان سعدا ساعده التوفيق فاز بلقي مثل هؤلاء فينبغي ان يعتني طالب العلم بامر الحج وملاحظة لطي العلماء فيه وان يكون من اهتمامه مع اداء مناسكه ان يلتمس في مخيمات الحجاج العلماء ومما سهل هذا ان كل دولة انحازت الى جهة فيمكن ان يأتي الى المواقع المخصصة لاهل تلك الجهة ثم اسأل ثم يسأل عن العلماء فيها ويلتقي بهم ثم ذكر رحمه الله تعالى ان هذا الامر وقع من قطع الصلة بين العلماء مع تيسر المواصلات في هذه الاعصاب فالمسافة التي كانت تقطع في مدة مديدة صارت تقطع في مدة يسيرة فكانت الاف اكيال تقطع في ايام وليال بل في شهور في بعض النواحي واليوم تقطع في ساعات يسيرة. واذا قرأت ما كتبه العلامة سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله في الاحوال التي الاهوال التي اعترت رحلته الى الهند واضطراب البحر عليه وارتداد السفينة مرة بعد اقلاعها بمدة لنشوء رياح قوية في البحر ردتها الى البلد الذي انشأت منه رحلتها الى غير ذلك من الاهوال التي مرت به. وكيف انه قطع المدة في وكيف انه قطع المسافة في زمن مديد؟ وكيف ان اليوم تمكن زيارة الهند في رحلة جوية؟ لا تعدى ساعات ثم نظر الى حال الناس في الرحلة رأى ان حقيقة الامر ليس على المقدرات ولكن حقيقة الامر على الهمم والنيات الصالحات. فاليوم عند الناس قدرة ومال ومكنة والة ولكن النية مشوبة الهمة والهمة ضعيفة. فالنية في العلم لا تتعدى في نظر بعض الناس. ان يكون مذكورا ويكفي في الذكر ان يأخذ عن علماء بلده. او يريد بذلك تحصيل منصب ورئاسة فيتقلد من الشهادات ما يتوصل به الى ذلك وهمته لا تتعدى بنظره بلده فهو يرى ان في علماء بلده كفاية ولو كان هذا قصدا ملاحظا عند اهل العلم لنسخت الرحلة عندهم. ولكنهم كانوا يرون ان في الرحلة تحصيل من زيادة علم وفائدة. فينبغي ان يحرص طالب العلم على الاتصال بالعلماء في البلدان الاخرى بزيارتهم مكاتبتهم والرحلة اليهم وقد رأينا ما وقفوا بالتواصل معهم على عقيدة اهل السنة والجماعة. واطلعوا في معاملتهم على ادب اهل هذه البلاد لا كما غرس في صورهم منذ الصغر من وصفهم بالجفاء اخلاق البادية. ثم كان ذلك سببا في اهتداء جماعة من الى طريقة السلف الصالح رحمهم الله تعالى وانتفع الناس بهم في بلدانهم والمقصود هو الارشاد الى عدم التفريط في هذا الاصل مع تيسر طرق المواصلة فيه نعم ولقد كان العالم بعظمائنه لكي يتزود لسفر بعيد ليجتمع بعالم اخر وكثيرا ما كانت تعرض لهم الشديدة في البر والبحر ويعرضون انفسهم للمهالك كل ذلك رغبة في العلم حتى لقد كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يسافر الى من المدينة الى مصر ليجتمع بصحابي اخر هنالك ليستثبته في حديث واحد سمعاه معا من النبي صلى الله عليه وسلم ففي مسند الامام احمد من عبدالملك بن عمير عن منيب عن عمه قال بلغ رجلا عن عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه يحدث فرحل اليه وهو بمصر فسأله عن الحديث فقال نعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ستر اخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة قال قال سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم وفي المسند ايضا عن ابن جريج قال سمعت ابا سعيد يحدث عن عطاء قال رحل ابو ايوب الى عقبة ابن عامر فاتى عقبة فقال حدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم لم يبقى احد سمعه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر على مؤمن في الدنيا ستره الله يوم القيامة. فأتى راحلته فركب ورجع وعقبة ابن عامر كان بمصر لما بلغت الى هنا انتبهت لاتفاق عجيب وهو ان الاثار التي استشهدت بها تدور على مصر فالليث ابن سعد المصري والشافعي استوطن مصر والاثران اللذان نقلتهما عن مسند كانت الرحلة فيهما الى مصر والمسند طبع مصر وكتاب التهذيب التهذيب المنفعة كلاهما من تأليف الحافظ ابن حجر المصري وفي سنن ابي داوود وغيرها عن كثير ابن قيس قال كنت جالسا مع ابي الدرداء في مسجد فجاءه رجل فقال يا ابا الدرداء اني جئت من مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث بلغني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة يعني غير ذلك. هكذا كان القوم فاصبح احدنا يتثاقل عن بضع خطوات يمشيها الى عالم او يظن او يظن ببضعة افلس يبتاع بها طوابع للبريد. ليكتب بها الى عالم وكم من عالم اخطأ في مسألة فلم يهتم به فلم يهتم من العلماء بان يزوروه ويذاكروه فيها. او يكاتبوه في شأنها بل غاية ما يصنع احدهم ان ينشر اعتراضه في مجلة او رسالة. يشنع على ذلك كالعالم ويجهله او يبدعه ويكفره فتكون النتيجة عكس المطلوب. وكم من مسائل يفتي فيها يفتى فيها بمصر بشيء. وبالشام خلافه وفي الهند بخلاف ذلك ولو كانت المواصلات جارية بين العلماء لما وقع هذا الخط هذا الحبط الشديد خط الشديد كما وقع هذا الخبط الشديد الذي يوسع خرط الافتراق ويؤول الى النزاع والشقاق وعلماء الدين احوج الناس الى التواصي والتعاون خصوصا في هذا العصر الذي يتمشى فيه وباء الالحاد وقلت الرغبة في العلوم الدينية بل كادت تعم النفرة عنها واستغنى كل احد برأيه. فلعلماء الدين فلا علماء الدين الى التعاون لايجاد طرق طرق فعلماء الدين مفتقرون الى التعاون لايجاد طرق تقرب طرق تقرب المسافة بينه وبين متعلمين العلوم الحديثة وتجل وتجلى فيها وتجلى فيها المساء وتجلى فيها المسائل الدينية في معارض تتفق وطريق التفكير العصري فيستطاع بذلك ايقاف الوباء عن زيادة الانتشار ومعالجة المرضى بل والدعاية المثمرة يا الله فاما الدواء المعروف الان وهو التكفير والتظليل فانه لا يزيد الداء الا اعضالا ومثله مثل رجل ظهر ببعض اصابعه برصا فقطع فظهر البرص باخرى فقطعها فقيل له حنانيك قبل ان تقطع جميع اعضائك ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ما كان عليه الصدر الاول ممن ينفق ما له في تحصيل الرحلة للاجتماع بعالم من العلماء. وقد ورث ابن معين عن ابيه الف الف درهم. اي ما يسمى بلسان العصر مليونا. ثم انفقها في الروح بالطلب رحمه الله وكانوا يركبون الاهوال ويغامرون بانفسهم لمواصلة في العلماء في البلدان الاخرى وربما ركبوا هول البحر لاجل حديث واحد كما ارتحل ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه الى عقبة ابن عامر ليسأله عن حديث سمعه هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبقى احد غيره وغير عقبة سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فارتحل اليه ليستثبت من صحة وليثق بما يستحضره من متنه. فوافقه عقبة على ذلك. ورجع رضي الله عنه وهو لم يحل عقال رحله. فدخل وسلم على مسلمة ابن مخلد امير مصر وسأله الدلالة على بيت عقبة فدله عليه فخرج اليه واعتنق ثم سأله عن هذا الحديث ثم رجع الى رهنه وخرج من مصر ساعته وفي كتاب الرحلة للخطيب البغدادي اخبار اخرى من هذا الجنس. ثم ذكر ايضا ارتحال الرجل الذي جاء الى ابي الدرداء ليسأله في حديث بلغه انه ويحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فارتحل هذه المسافة بين البلاد الشامية والبلاد الحجازية لاجل اذ واحد هكذا كانت حالهم. اما حال الناس اليوم فكما ذكر فاصبح احدنا يتثاقل عن بضع خطوات يمشيها الى عالم او يظن ببضعة افلس يبتاع بها طوابع للبريد ليكتب بها اذا عالي ومن عجيب التقرير ان الة التواصل زادت امكاناتها فاعمالها فاليوم يمكن ان يتواصل الانسان بمخترعات هي اسرع مما كان عليه من تأخر قبل سنين فاليوم يمكن التواصل في لحظات البريد الالكتروني او بالفاكس او غيرهما ومع ذلك فان التواصل بين الناس ضعيف. لان المحرك القلبي ضعيف. واذا ضعف المحرك القلبي لم تنفع الالات المحيطة بالمرء. ثم ذكر حال العلماء لما ضعف بينهم هذا الاصل فكم من عالم اخطأ في مسألة ولم يهتم به اخوانه بان يزوروه ويذاكروه او يكاتبوه وغاية ما يصنع احدهم ان ينشر اعتراضه بمجلة او رسالة يشنع على ذلك الم وهذا من الاثار السيئة للاعلام. فان الاعلام اخرج احوال اهل العلم عند بعضهم عما تنبغي ان تكون عليه كما يراه المرء احيانا من الردود التي تكون بين اهل العلم منشورة في صفحات الجرائد واللائق بالعلم الكامل والعقل التام ان لا تكون مثل هذه الوسائل التي يقرأها الحاج والداج الصغير والكبير والعقل والابله حلا لخلاف العلماء بل يتكاثب العلماء بينهم يعرض كل واحد منهم على صاحبه فان اتفقا والا عذر كل واحد منهما اخاه ثم ذكر من مظاهر ذلك وجود مسائل يفتى بها في كل بلد بشيء ولو وجدت المواصلة بين العلماء لارتفع هذا الخبط. وقد هدى الله من شاء من عباده الى الدعوة الى فكرة التجمعات الفقهية التي تسمى باسم الهيئة او اللجنة او المجمع الفقهي فصارت سبيلا للتواصل بين العلماء كان من الحسنات الكبيرة للملك خالد رحمه الله تعالى ان شاء مجمع الفقه الاسلامي الذي عرف بعد ذلك باسم المجمع الفقهي الاسلامي الدولي وهيأ الله عز وجل بتوفيقه ان جعل على رئاسته من اول وهلة رجل عالم يعرف اهمية عرض هذه المسائل المشكلة والبحث فيها وهو العلامة بكر ابو زيد رحمه الله. فكان المجمع الفقهي انموذجا احتذي به في انشاء تلك التجمعات. حتى في البنوك فان اللجان البنكية شرعية انما هي مقتبسة من فكرة المجمع الذي يجتمع فيه علماء متفرقون هنا من بلدان عدة ثم يبحثون في مسألة من المسائل ويصدرون قرارا فقهيا في ذلك فكان فيه سد شيء من الحاجة الموجودة في الامة لبيان احكام تحتاج اجتهاد جديد. فلما وجدت هذه المظلة التي يجتمع تحتها العلماء. ويتواصلون ويبحثون فيها. خرجت هذه مجامع ولا سيما مجمع الفقه الاسلامي بانواع من المعارف والعلوم تهيأت بمثل هذا التواصل ثم نبه رحمه الله تعالى الى الحاجة الى التواصل انها متأكدة مع شيوع وباء الالحاد الذي انتشر في البلاد الاسلامية بظهور الفكر الشيوعي. فعظم الناس علوم وتأثر هؤلاء بدعوة الماديين الذين جعلوا الدين حاجزا عن العلوم والمعارف وانبهر بدعوتهم من انبهر من ابناء الاسلام ممن درس العلوم العصرية ذكر المصنف ان علماء الدين يحتاجون الى ايجاد طرق تقرب المسافة بينهم وبين المتعلمين للعلوم الحديثة ليبينوا لهم طريقة الشريعة في بيان احكامها ووضع حقائقها وترتيب مآخذ الدين منها. ومن احسن من الف وفق ما ذكره المصنف من مطلب العلامة ابن سعدي رحمه الله فانه الف رسائل تتعلق بالرد على الماديين وبيان اشتمال الدين على العلوم والمعارف. وان الدين يدعو الى الاستفادة من العلوم العصرية او المكتشافات الحديثة. فهو من احسن المتأخرين ان لم يكن احسنهم على الاطلاق في ايضاح هذا الاصل وبيانه. وذكر ما انتظم في الشريعة من الدعوة اليه. والتعريف بان الشرعية لا تقل درجة عن هذه العلوم العصرية. لا كما اوهمه دعاة المادية. من ان علماء من ان علم الدين علم جامد ليس فيه فهم ولا ادراك ولا تحقيق. فبين رحمه الله تعالى في مسائل عدة منزلة علوم الدين وانها بالمقام الاعلى من التحقيق والبحث والادراك والاجتهاد. لا كما يتوهمه حتى اليوم المشتغلون بعلوم الدنيا ويظنون ان علم الدين علم يسير ولو ان احدهم نظر في الاجتهاد في مسألة فقهية او تحرير حديث او غير ذلك من المسائل لعرف مشقة الاجتهاد فيه. وان الاجتهاد في انجاز عملية جراحية اهون بكثير. من الاجتهاد في مسألة علمية. لكن الاغترار بالعلوم التي يعظمها الناس لاجل الدنيا. يولد مثل هذا ومن مارس منهم العلوم الشرعية وقف على ذلك. ثم نبه الى ان حسم داء انما يحصل بهذا. اما تكفير ابناء المسلمين الذين تأثروا بتلك الدعوات. فانه لا يزيد الداء الا واعضالا ومثله مثل رجل ظهر ببعض اصابعه داء فقطعه ثم ظهر داء اخر في اصبع اخر في فقطعه فصار يقطع مع كل داء عضوا من اعضائه. ومثل هذا لا تصلح به حاله وانما تصلح به الحال للوقاية من تلك الادواء ببيان الحق في تلك المسائل. نعم. احسن الله اليكم. وهذا موضوع واسع اكتفي بالاجماع اليه واهم من ذلك حال الجوامع والمدارس والدوائر العلمية فان احتياجها الى التواصل والتعاون اشد لان النقص في بعضها يضر الامة جمعاء خصوصا في هذا العصر الذي اضطربت فيه نظم التعليم واحتاج الناس الى التغيير فيها والتبديل بحسب ما تقتضيه المصلحة. فمن الواجب ان تكون المدارس الاسلامية والمعاهد العلمية في العالم كله على صلة بالازهر المعمور. وتواصل بينها وتواصل بينها لتوحيد نظام التعليم على حسب ما تقتضيه الدواعي العصرية فمن المؤسف ان نرى بعض المدارس لا تزال تشغل طلبتها بعلم الكلام والطبيعة على ما كان مألوفا منذ الف سنة وتشغلهم في النحو بالكتب التي الفت قبل مئات من السنين فربما مكث الطالب سنين في المدرسة ثم خرج منها كيوم ولدته امه ولو وثقت ولو وثقت بين الجوامع والمدارس استفاد بعضها من بعض وانتفع جميعها بما يهدي اليه بعضها فتكون يدا واحدة على ترقية العلم ونشره واختيار الطرق الصحيحة القريبة الفائدة وحال المطابع وخزائن الكتب على هذا القياس. فكم من مطبعة تظفر بنسخة ناقصة من كتاب تريد طبعه قد يكون ذلك الكتاب في بعض في بعض المكاتب في قطر اخر او في ملك احد العلماء ولكن عدم التواصل يحول بين المطبعة وبين العلم بذلك فاما ان تطبعه ناقصا فيكون في ذلك مضرة عظيمة لان المطابع الاخرى تعرض تعرض عن طبعه مرة اخرى مخافة الخسارة المالية واما ان تهمل طبعه وقد يؤدي ذلك الى سلفه على الاقل الى تأخير الفائدة المرجوة من نشره. واننا بها اننا بهذه المناسبة نعلن شكرنا للحكومة المصرية الجليلة والخزانة الخديوية فاننا بالمواصلة معها استطعنا ان نستفيد ونفيد العلم واهله فوائد عظيمة فمن ذلك انها افظلت علينا بارسال نسخة من السنن الكبرى للبيهقي اخذتها اخذتها اخذتها من النسخة المحفوظة فيها في التصوير الشمسي وكذلك بنسخة من التاريخ الكبير للبخاري ونسخة من الاربعين في اصول الدين الفخري الرازي. وتكلف وتكفلت لنا بطبع علوم الحديث الحاكم اعراب ثلاثين سورة لابن خالويه وغير ذلك. ولا نزال نستفيد منها وسوف تبقى مواصلتنا معها مستمرة ان شاء الله. وكذلك حاولنا ان نستفيد من هل المعمور وبعض اكابر العلماء بمصر فكاتبناهم لاقتباس رأيهم في الكتب التي ينبغي طبعها فتفضلوا علينا بآرائهم في ذلك كما اثبتناه في الجمعية بل وكاتبنا في ذلك اكثر مشاهير علماء العالم. ووردت الاجوبة من بعضهم كما اثبت في البرنامج. وبالجملة فجمعية هنا هذه مدينة مدينة للحكومة المصرية وعلماء مصر اعظم الدين. ولن يزال اتصالنا بهم مستمرا ان شاء الله تعالى. ونسأل الله تبارك وتعالى ان يجزيهم عنا وعن اهل العلم واهله افضل الجزاء. هذا مثال من امثلة التواصل العلمي بين الدوائر العلمية وما ينطوي عليه من الفوائد العظيمة الحاجة داعية الى توسيع نطاق التواصل ولا سيما بتبادل بعض الوفود من قطن الى قطر ومن بلد الى بلد ومن مدرسة الى مدرسة وقد اخذ اخذت مصر بفضيلة السبق الى هذا الامر ببعثها هذا الوفد المحترم. وعسى ان تكون قدوة صالحة لغيرها من الاقطار. وسوف يكون تزود ثمرة عظيمة ان شاء الله تعالى. واني واخواني الافاضل رفقاء الدائرة نشكر لاعضاء الوفد الاجلة تفضلهم علينا وعنايتهم بنا تبقى اشخاصهم الكريمة ماثلة في قلوبنا وكلماتهم التشجيعية رنانة على اسماعنا. ولن تزال الروح التي نفخوها فينا بلطفهم وحنانهم لنا على دوام الجد في العمل بنفوس لا تعرف الكسل ولا الملل ان شاء الله تعالى. وحبذا لو كان من الممكن طول اقامة الوفد ها هنا مدة طويلة الى ان يتكرر اجتماع العلماء بهم وشفاء الصدور بالاستفادة والمذاكرة فان قلوب علماء هذه العاصمة وفضلائها حراء متعطشة الى الارتشاف من علم العلماء والتشفي بمذاكرتهم. ولكن اذا كان طول اقامة الوفد متعذرا فاننا نعلل انفسنا بعودة اخرى والعود احمد وبالمواصلة بالمكاتبة التي ستبقى ان شاء الله تعالى مستمرة. ونرجو من حضرات الاساتذة اجلة اعضاء الوفد ان يفسحوا لنا جانبا من صدورهم ويربطون بصلة من عنايتهم فانه لا غنى بنا عن الطافهم بالارشاد والامداد العلمي والدعوات المقبولة ان شاء الله. نسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا جميعا لدوام الاجتهاد في خدمة العلم والدين. وان ينجح مقاصد الوفد ويثمر اعماله. وفي الختام نحمل الوفد تحيتنا الى رجال الازهر المعمور وسائر اخواننا المصريين. فليحيا الازهر ولتحيا مصر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا مما وبالمعنى السابق حال الجوامع والمدارس والدوائر العلمية فان احتياجها الى التواصل والتعاون اشد وذلك لاصلاح طرائق التعليم فيها. بالنظر فيما يصلح لحال الناس من المناهج النافعة لهم من صرفهم عما لا ينفع وجمعهم على ما ينفع واتخاذ المناهج التي تقرب لهم هذا العلم وهذا الامر بسبب تغير الناس بين العلم القديم والعلم الحديث بانشاء المدارس النظامية حصل فيه خلل وفساد. وللطاهر ابن عاشور كتاب نافع. تكلم فيه عن وكتبه وطرائقه كتبه وهو ابنه الثماني عشرة سنة اسمه اليس الصبح بقريب وهو مما يبين شدة الحاجة الى ذلك في الزمن الذي دعا اليه المصنف رحمه الله الله تعالى ولا ينبغي ان يهمل طالب العلم الاطلاع على هذا الكتاب بعظيم نفعه في هذا الاصل. ثم ذكر ان من فيما يجري من حال العلم في الجوامع والمدارس من جنسه حال المطابع وخزائن الكتب. فكم من مطبعة تظفر بنسخة ناقصة فاما ان تبادر الى طبعها واما ان تترك طبعها ويكون تتميم الكتاب عند عالم في بلد اخر. وهذا الامر عند من مارس الكتب المخطوطة ظاهر بين. فكم من كتاب يوجد منه جزء في القاهرة جزء في دمشق وجزء في الهند من نسخة هي النسخة وحدها لكنها تفرغت ايدي سبأ بسبب عواد الزمان. وربما وجدت ايضا في البلد الواحد جزءا من كتاب عند عالم. والجزء تاني منه عند عالم اخر. مما يحوج من رام العناية بكتاب فوجد فيه نصا ان يتلمس نسخه في البلاد الاسلامية كلها. وان كانت النسخة الخطية اصلها مكتوبا في اليمن وما كتب كتاب في اليمن هو اليوم هو اليوم في ايطاليا. فكتب اليمن خاصة تحولت الى المكتبة المعروفة في ميلانو. وعلى هذا فقس من كتب الامة الاسلامية. ولو وجد التواصل بين الكتب من الطابعين والمحققين لالتئم شمل جملة من الكتب التي صارت على هذه الصفة ثم تقدم رحمه الله تعالى بشكر الحكومة المصرية والخزانة الخديوية اي مكتبة وهو لقب لملك مصر وهي التي سميت دار الكتب المصرية. فانها كانت تسمى بخزانة الفتيوية وكانت محلا الكتب المخطوطة التي كانت عند ملك مصر ثم عظمت بما يوقف عليه وما يجعل فيها ومع زوال الملكية في البلاد المصرية سميت بدار الكتب المصرية. وهذه الدار تفضل قال القائمون عليها بارسال جملة من النسخ الخطية لكتب نشرتها دائرة المعارف العثمانية من السنن الكبرى التاريخ الكبير كما ان الحكومة المصرية تكفلت بطبع علوم الحديث للحاكم واعراب ثلاثين سورة لابن خلويه مع شدة وكلفة النفقة على الطبع حينئذ وقلة ارزاق الخلق لكن كان للحكومة مشاركة في ذلك. وكان لحكومة حيدر اباد من ملوك ال عثمان وهم غير العثمانيين اهل تركيا كان لهم منة على الامة الاسلامية بنشر كتب كثيرة منها السنن الكبرى البيهقي والتاريخ الكبير والجرح والتعديل والانساب للسمعان فكلها طبعت على نفقة ال عثمان ملوك الدفن الذين سقطت دولتهم سنة ثمانين بعد الثلاثمائة والالف. ثم ذكر ان ان زيارة هؤلاء العلماء من اهل مصر تمثل احياء للتواصل العلمي بين علماء البلدان الاسلامية وقد انتفع علماء دائرة المعارف بلقي اخوانهم ولهم رغبة في طول اقامتهم اذا حيل بينهم وبين تطويل الاقامة فلا اقل من ان يبقى الاتصال بينهم. ثم ذكر ما دأبت عليه الدائرة ممنهجها في احياء التواصل مع العلماء في مكاتبتهم للمشاورة حول الكتب التي ينبغي ان تطبع وبمثل هذه المشاورة طبعت كتب نافعة في دائرة المعارف وفي غيرها. فان صديق حسن خان رحمه الله ملك بوبال طبع جملة من الكتب باشارة جماعة من العلماء من اهل اليمن وغيرهم واستفاد النسخ التي نشر عنها من البلاد اليمينية كفتح الباري فانه من اول من نشره رحمه الله تعالى ثم كان اخذ نسخته له من علماء احد علماء اليمن اذا تأمل الانسان مكاتبات العلماء مع صديق حسن خان في ترغيبه فيما يطبع علم اثر التواصل في توفير الكتب المناسبة للطبع والنسخ الخطية لها. وكذلك كان هذا الامر في مراسلات الجمال القاسمي ومحمود شكري الالوسي فقد كان يتكاتبان ويكاتبان علماء نجد صالح الانسان من بنيان الحائلي وعبدالله بن عبد اللطيف النجدي للسعي في ربع كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وكان لهما فضيلة طبع جملة من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية بتشجيع ارباب المطابع عليها. وكان اكثر ذلك بمساعدة المحسن الكبير عبد القادر التلمساني رحمه الله تعالى وكان رجلا عالما صالحا من اهل مصر وجدة وكان يتردد فطبعت لاول مرة مجموعة الفتاوى المصرية التي تسمى بالفتاوى الكبرى وكانت سعي هذين العالمين في عدة كتب ايضا طبعت بمثل هذا لما كان العلماء عندهم حرص على نشر الكتب لافادة الناس هو ان ضعفت عناية العلماء بالاهتمام بنشر الكتب وصارت صنعة للتجار. وهم يتكسبون بنس الكتب المبالغ الطويلة العظيمة واهل العلم في غفلة عن الارشاد عن ضمائن العلم التي ينبغي ان تنشر وكم من كتاب عظيم نفع لا يزال حبيس خزائن الكتب لقلة علم ارباب دور النشر بالنافع وتفريط العلماء في حثهم على ما ينفع. ولو ان العالم اعتنى بذلك في الحث والمنع اذا انتفع الناس. وكان للشيخ بكر رحمه الله تعالى عناية بهذا. فكم من كتاب سعى في طبع كما سعى رحمه الله تعالى في جمع مقالات العلامة صالح ابن عثيمين عالم مكة رحمه الله تعالى فانه بسعي وعنايته طبع هذا الكتاب في احد الدور ولم يشر الى ان الذي سعى فيه هو فلان ابن فلان في كتب اخرى وكذلك كان له يد في منع طباعة جملة من الكتب قدمت لبعض الدور فاشار لما بلغه الخبر بعدم طباعة مثلها لما في ذلك من الضرر. واذا قام العلماء بهذا الامر انتفع الناس والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب والحمد لله رب العالمين