السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس التاسع والعشرون من برنامج الدرس الواحد السابع والكتاب المقروء فيه هو تحرير الجمهور من من مفاسد شهادة الزور للعلامة المحمصاني البيروتي رحمه الله. وقبل الشروع في اقراره لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة احمد ابن عمر ابن محمد المحمصاني البيروتي الازهري المقصد الثاني تاريخ مولده لم يذكر احد ممن ترجم له سنة كولادته. المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله. سنة سبعين بعد الثلاثمائة والالف. ولم يقدر عمره في الكتب المترجمة له ولا امكن الاطلاع على ذلك لخفاء سنة ميلاده رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة التانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول تحقيق عنوانه ذكر المصنف رحمه الله تعالى اسم كتابه في ديباجة الكتاب مصرحا به فقال وقد سميت هذه الرسالة تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة بيان عظيم بناية شهادة الزور وقبح اثرها وسوء عاقبتها في الدنيا والاخرة المقصد الثالث توضيح منهجه رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه في مقدمة واربعة فصول وخاتمة. وبناه على النقل. لان تعظيم الذنوب والخطيات الى الادلة النقلية وزينه بالنقول عن جماعة من العلماء وانطوى على فصل ماتع في بيان الاثار النفسية لشهادة الزور على الفرد والجماعة. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وسائر النبيين وال كل وجميع الصالحين. اما بعد فقد طلب مني بعض ذوي الحمية الدينية في مدينة بيروت ان اكتب رسالة في بيان مفاسد شهادة الزهر وما يترتب عليها من المضر. وان اذكر ما ورد من الايات والاحاديث في هذا الشأن. فاجبتوني ذلك عملا بالنصيحة الدينية ولما رواه الامام مسلم ابن الحجاج في صحيحه عن سيدنا ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة ولائمة المسلمين وعامتهم. فالرجاء فيمن والرجاء في من يطلع على عليها ان يتقبلها قبولا حسنا. ويتخذها وسيلة لتنبيه العامة الى اجتناب تلك البلية الطامة. ويذكر بها ويذكر بها من له قلب او انقى السمع وهو شهيد. وقد سميت هذه الرسالة تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور ورتبتها على مقدمة واربعة فصول وخاتمة. واسألوا تعالى ان يجعل ان يجعلها خالصة لوجهه. وان ينفع بها ويوفقنا لما فيه خير الامة والعمل لاحياء السنة واماتة البدعة. انه سميع مجيب وما توفيق واعتصامه الا بالله عليه توكلت واليه انيب مقدمة اعلم يا اخي هداني الله واياك الى طريق الخير والرشاد ان شهادة الزهور جريمة عظيمة الشر جسيمة ضرر. فكم ضاع بها من حق كان ثابتا ونشأت عنها معضلات ومشكلات تفاقم خطبها واشتد كربها. وكم هدرت بسببها دماء وغلت من اجلها الى الشحناء والبغضاء وكثيرا ما وكثيرا ما ايقاظت الفتنة واعظمت المحنة وفصمت عرى الوحدة. وربما ادت الى تقاطع ذوي ارحامي وتهديد السلام بين الافراد والاقوام. بل وبدلت الامن خوفا والوفاق خلفا. فكان من وراء ذلك كل شر عظيم وخطر عرف هذا الامم السابقة فشددوا في عقوبة مرتكبها وبالغوا في التنكيل به. وحكموا بانه عدو للامة بتمامها وقضى عليه بعض الامم كالرومانيين بالاعدام وغنوا في شأن الزور حتى عدوا من المزورين من اخفى وصية المتوفى او اضاعها بل كل امرئ فعل شيئا يدل على غش او خراب ذمة وكانت عقوبته وكانت عقوبتهم للاحرار بالنفي الى مكان حصين مع قادرة في اموال كلها وعقوبة الرقيق على وعقوبة الرقيق هي الاعدام ثم ترقت مدارك الامم بعد ذلك فتعدلت العقوبات بحسب اثار الجريمة وعظيم خطرها. جاء الاسلام وهو الكافر للسعادة الدنيوية والاخروية والشفافية ولامراض انسانية فعد شهادة الزهر من اعظم الكبائر واشدها ضررا وحذر من مرتكبيها وجعلهم من اكبر المجرمين واجرى المفسدين وعرفهم سوء من قال بهم وعاقبة بغيهم بما فيه عبرة لكل معتبر كما سيتلى عليك الفصل الاول فيما جاء من الايات والاحاديث المتعلقة بشهادة الزور من المناسب ان نبين معنى الزور في اللغة حتى يكون المطلع على بصيرة فيما ظروفه وحتى يعلموا ان اصحاب المعجمات اللغوية لم يهملوا تفظيع حال شهادة الزور حتى في كلامهم على المعنى اللغوي. جاء في نساء العرب الامام محمد ابن منظور الافريقي ما نصه؟ وزور الكذب والباطل؟ وقيل شهادة الباطل وقول الكذب الى ان قال وفي الحديث المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. الزور الكذب والباطن واتهمت وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث وهي من الكبائر. فمنها قوله صلى الله عليه وسلم عدلت شهادة الزهري الشرك بالله وانما عدلته لقوله تعالى. والذين لا يدعون مع الله الها اخر ثم قال بعدها والذين لا يشهدون الزور وقد جاء لفظ الزور في القرآن الكريم في اربعة مواضع منها موضعان يتعلقان بشهادة الزور. فالاول قوله تعالى في سورة في الحج فاجتنبوا الرجز من الاوتان واجتنبوا قول الزور. حنفاء لله غير مشركين به. وللمفسرين في الزور في هذه الايات وجوه. منها انه قولهم هذا حلال وهذا حرام ومنها انه شهادة الزور. رفعوا هذا التفسير الى النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها انه الكذب والبهتان والثاني قوله تعالى في سورة الفرقان والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما. قال بعض المفسرين لا يشهدون شهادة الزور وقال اخرون لا يشهدون الشرك وقال اخرونه وقول الكذب. وقال بعضهم هو الغناء. وقال ابن جرير الطبري ان الاولى القول وان او ان اولى الاقوال وبأن يقال والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا ولا غناء ولا كذبا ولا غيره. وكل ما لزمه اسم الزهر لان الله عم في وصفه اياهم انهم لا يشهدون الزور. فلا ينبغي ان يخص من ذلك شيء الا بحجة يجب التسليم لها من خير من خبر او عقل. واما الاحاديث وقد روى البخاري ومسلم والامام احمد عن سيدنا انس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الكبائر او سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقال الا انبئكم باكبر الكبائر قول الزور او قال شهادة الزور وعن ابي بكرة نفيع ابن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال اشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت وروى الامام ما جاء عن سيدنا عبدالله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار وفي هذا الحديث وعيد شديد لشهيد الزهري حيث اوجب الله له النار قبل ان قبل ان ينتقل من مكانه. ولعل ذلك مع عدم التوبة اما لو تاب واكذب نفسه قبل العمل بشهادة الزور فالله يقبل التوبة عن عباده. وروى الحاكم ديلمي وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من زين للقضاة بشهادة الزور زينه الله تعالى يوم القيامة بسربان من قطران والجمهور بالجام من نار. وهو الامام احمد في مسنده وابن ابي الدنيا عن ابي هريرة رضي الله وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد على مسلم شهادة ليس لها ليس ليس لها باهل فليتبوأ مقعده من النار. ورأى ابو سعيد وروى ابو سعيد النقاش في كتاب القضاة عن عبدالله بن عن عبدالله بن الجراد. عن النبي صلى الله عليه وسلم من شهد شهادة زور فعليه لعنة الله من حاكم بين اثنين فلم يعدل بينهما فعله لعنة الله. وروى البخاري ومسلم وروى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عنه صلى الله عليه وسلم من مشى مع قوم يرى انه شاهد وليس بشاهد فهو شاهد زور. ومن اعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع وقتال المؤمن كفر وسباب وسباب فسوق. وعن ابن عمر قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد الزور وهو يعلم لم الفصل الثاني ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما جاء من الايات القرآنيات والاحاديث النبويات المتعلقة بشهادة الزور. افتتح المصنف رحمه الله تعالى بيانها موطئا بين يديها بذكر المعنى اللغوي للزور. لان فهم الفاظ الشريعة باللغة يعين على درك الاحكام فيه فان اللغة معراج الى فهم الشريعة فان هذه الامة شريعتها عربية كما قرره رحمه الله تعالى في الموافقات. واذا كانت الشريعة عربية فلا مناص من انتحال قدر من علم اللغة يطلع به المستنبط على معرفة الالفاظ المعبر عنها في خطاب الشريعة. ولما كانت هذه الرسالة تدور رحاها على بيان شهادة الزور وابتدأ المصنف رحمه الله تعالى بذكر الايات والاحاديث المتعلقة بها جعل بين لديها تعريف الزور باعتبار مأخذه اللغوي. فذكر في ذلك نقلا عن كتاب لسان العرب لابن منظور الافريقي رحمه الله تعالى. وكتاب ابن منظور كتاب حسن في كلام اهل العلم من اهل اللغة فانه جمعه من كتب كثيرة. لكنه لا يجرد الاصل الذي بنيت عليه الكلمة في اللغة وانفع كتاب يمهر به المتلقي في لسان العربية هو كتاب مقاييس اللغة لاحمد ابن فارس رحمه الله الله تعالى فانه اعتنى برد الكلمات الى اصولها بحيث يبين ان الكلمة مبنية على اصل يضطرد في جميع المشتقات كقوله مثلا الشين والراء والطاء اصل يدل على علام وعلامة فكيف ما تصرف اللفظ فان معنى العلم والعلامة موجود فيه. فمثلا لفظة شرط هي عائدة الى هذا الاصل واذا عرفت ان اصل مبناها في اللغة هو العلم والعلامة عرفت ان اسم الشرطة استفيد من تمييزهم بلباس اختص بهم فصاروا بالنسبة الى غيرهم بهذه المنزلة المسماة بالشرطة ولما كان الائمة الاول من علماء العربية لهم نفس فيفهم دلائل اللغة كانوا اصول وضعها كما سئل المازني لماذا سميت الخيل خيلا؟ فقال الم ترى الى ما في مشيتها من الخيلاء. وسئل لم سميت من منى؟ فقال لما يمنى فيها من الدماء اي لما يراق ويسفك فيها من الدماء. فاذا ادرك الانسان الاصول اللغوية امكنه ان يرد كل لفظ مشتق الى هذا الاصل فكتاب ابن فارس نافع باعتبار بناء الملكة اللغوية وكتاب ابن منظور نافع في الاطلاع على كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى في اللغة. ونقل رحمه الله تعالى كلاما له في هذا مدار على رد الزور الى معنى الباطل. فالزور هو الباطل كيف ما تصرف؟ فالكذب من الباطل والشهادة الكاذبة من الباطل والتهمة الملفقة من الباطن. وكل قول باطل فهو زور كما في كلامه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى. ويعلم بهذا ان الزور هو الباطل. وتكون الشهادة المنسوبة اليه هي شهادة بباطل فشهادة الزور هي شهادة بباطن فكل شهادة كانت منتصفة بهذا الوصف فهي شهادة باطل. واورد في نقله عن ابن منظور رحمه الله تعالى من الاحاديث ما يصدق ذلك فذكر حديث المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور وهو في الصحيحين ثم اتبعه بحديث اخر وهو عدلت شهادة الزور الشرك بالله. وهو حديث ضعيف لا يصح ثم ذكر فيها قول الله سبحانه وتعالى والذين لا يشهدون الزور. ثم انتقل المصنف بعد نقله لكلام ابن منظور ببيان ما جاء في لفظ في القرآن الكريم وذكر انه في اربعة مواضع منها موضعان يتعلقان بشهادة الزور. فذكر قول الله عز وجل واجتنبوا قول الزور وقد قال جماعة من انفسهن هي شهادة الزور. وقول الله تعالى والذين لا يشهدون الزور. وقال جماعة من المفسرين هي شهادة الزور. والمختار في الزور هو ما اختاره جماعة من المحققين ومنهم ابن جرير الطبري فيما نقله عنه المصنف اذ قال ان اولى الاقوال بالصواب ان يقال والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا ولا غناء الى اخره. فالزور في القرآن هو الباطل. ويصلح من هذا ان قال كل زور في القرآن فهو باطل. وهذا من جملة الكليات ايش لا تفسيرية وهذا من جملة الكليات التفسيرية كما نقول كل كأس فهو خمر وكل حجة فهو سلطان الى اخره ذكرنا لكم ان منها ما هو كليات لفظية ومنها ما هو كليات معاني تسمى كليات الاسلوب. ثم اتبعها بذكر الاحاديث تقدم حديث انس في الصحيحين واتبعه بحديث ابي بكرة في الصحيحين ايضا وفي هذين الحديثين الاخبار بان شهادة الزور وقوله من جملة الكبائر. والمراد بالكبائر جمع كبيرة وهي ايش مسعد باليمين يا سم فا هذا عشانك غايب الدروس الماظية ترى لانه مرت المسألة داخل محمد ما يحتاج كله ذنب نهي ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم وقلنا ان التعظيم نوعان. تعظيم راجع الى ذات المنهي عنه تعظيم راجع الى لامر ايش؟ خارج عنه كالمتعلق بالفاعل او الزمان او المكان او غير ذلك. وفي هذا الحديث الاخبار الى تفاضل الكبائر. وانها ليست على درجة واحدة. لقوله صلى الله عليه وسلم الا اؤنبئكم باكبر الكبائر. فدل هذا على ان الكبائر وان اشتركت في كونها نهيا معظما الا انها ايضا درجات ودلالات الالفاظ المفصحة عن كون ذنب كبيرة نوعان اثنان. احدهما دلالات الالفاظ صريحة كهذا الحديث وفيه الا انبئكم باكبر الكبائر فيستفاد منه ان ما ذكر هو من الكبائر الثاني الدلالات غير الصريحة كالوعيد بالنار او عدم دخول الجنة او نفي الايمان كحديث الصحيحين لا يدخل الجنة قتات فانه هنا دلالة لفظ غير صريحة ثم اتبعه بحديث او الى ابن ماجة لن تزول قدما شاهد الزور الى اخره. واسناده ضعيف. ثم اتبعه بثلاثة احاديث اخرى كلها ضعاف وهي حديث انس وابي هريرة وعبدالله ابن جراد رضي الله عنهم ثم ذكر بعد حديثا عزاه الى البخاري ومسلم. وليس هذا الحديث فيهما. وانما دخل عليه الداخل من تصح في الرموز في الكتب المجردة كالجامع الصغير وكز العمال وغيرهما فان الحديث عند البيهقي في السنن والعزو اليه يكون برمز هاء قاف. وسقطت الهاء فبقي قاف الموضوعة للدلالة على احاديث الصحيحين فظنه من احاديث الصحيحين وهذا اتفق كما ذكرنا مرارا العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي في زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم فانه ادخل في الكتاب احاديث ليست فيهما وانما وهم بسبب دخول الداخل عليه في تقلب الرموز. ثم ختم بحديث ابن عمر وايضا لا يصح. وفي الحديثين الاولين الذين قد بهما في الباب وهما صحيحان غنية عما بعدهما لكن اهل العلم يذكرون مثل هذه الضعاف في ابواب حقائقي والوعد والوعيد جريا على طريقة الائمة من علماء الامة الاول. نعم. الفصل الثاني في ذكر بعض ما عن ائمة الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. وما ذكره بعض الفقهاء في في كتبهم وفي حكم شاهد الزور عن مكحول والوليد بن ابي مالك قال كتب عمر كتب عمر الى عماله الى عمال في الشاهد الزوري ان يضرب اربعين سوطا. ويسخن وجهه ويحلق رأسه ويطاف به ويطال حبسه. وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال اوتي عمر بشاهد زور فوقفه للناس يوما الى الليل يقول هذا فلان يشهد زورا فاعرفوه فجلده ثم حبسه وعن علي بن الحسن قال كان علي اذا اخذ شاهد زور بعثه الى عشيرته فقال انها لشاهد زور فاعرفوه وعرفوه. ثم خلى سبيله وقال العلامة الشيخ محمد بن عبدالرحمن الدمشقي العثماني في كتابه حرمة الامة في رحمة الامة في اختلاف الائمة ما نصه فصل واختلفوا في بعقوبة شاهد الزور فقال ابو حنيفة لا تعزير عليه بل يوقف في قومه ويقال ويقال لهم انه شاهد وزر. وقال ما لك والشافعي واحمد يعزر ويوقف من قومه ويعرفون انه شهيد زهر. وزاد مالك فقال ويشهر في الجوامع والاسواق والمجامع انتهى قال العلامة شهاب وقال العلامة شهاب احمد بن حجر الهيتمي الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر ما نصه الكبيرة السابعة والثامنة والثلاثون بعد الاربعمائة شهادة الزور وقبولها اخرج الشيخان عن ابي بكرة واسمه نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثة الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال الا فقال الا فقال الا وقول الزور. الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. وروى البخاري الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقته النفس واليمين الغموس والشيخان ذكر رسول الله صلى الله عليه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس فقال الا الا انبئكم باكبر الكبائر قول الزور؟ او قال شهادة الزور وابو داوود واللفظ له والترمذي وابن ماجة صلى رسول الله صلى الله عليه صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال عدلت شهادة الزور الاشراك بالله ثلاث مرات ثم قرأ فاجتنب الرجس من الاوتان واجتنبوا القول حنفاء لله غير مشركين به. ورواه الطبراني موقوفا على ابن مسعود بسند حسن. واحمد بسند رواته ثقات من شهد على مسلم شهادة ليس له ليس لها باهل فليتبوأ مقعده من النار. وابن ماجة والحاكم وصححه لن تزول قدما شهد الزور حتى ايوجب الله له النار والطبراني ان الطير لتضرب مناقيرها على الارض وتحرك اذنابها منه ليوم القيامة. وما يتكلم به شاهد الزور ولا يفارق قدما ولا يفارق قدماه على الارض حتى يقذف به في النار. والطبرني بسند فيه منكر الا اخبركم باكبر الكبائر. الاشراف بالله وعقوق الوالدين وكان صلى الله عليه وسلم محتبيا فحل حبوته فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرفين بطرف لسانه فقال الا قول الزور والطبراني بسند رجاله مثقات الا انبئكم باكبر الكبائر الاشراك بالله ثم قرأ ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وعقوق الوالدين ثم قرأ ان اشكر لي ولوالديك الي المصير وكان متكئا فقعد فقال الا وقول الزور. تنبيه عد هذين يعني تزور وقبولها هو ما صرحوا به في الاولى وقياسها في الثانية. وشهادة الزور هي ان يشهد بما لا يتحقق. قال العز بن عبدالسلام وعد كبيرة ظاهر ان وقع في مال خطير فان وقع في مال قليل كزبيبة او تمرة فمشكل فيجوز ان تجعل من الكبائر فطما على هذه فطما عن هذه مفاسده كما جعل شرب قطرة من الخمر من الكبائر. وان لم تتحقق المفسدة ويجوز ان يضبط ذلك المعنو بنصاب السرقة. قال وكذلك كنقولو في اكل مال اليتيم وقد مر عن ابن عبد السلام وقد مر عن ابن عبد السلام عن ابن عبد السلام انه حكى الاجماع على ان غصب الحبة وسرقتها كبيرة وهذا مؤيد للاول اعني انه لا فرق في كون شهادة الزور كبيرة بين قليل المال وكثير فضلا عن عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جدا ومن ثم ومن ثم جعلت عدن للشرك ووقع له صلى الله عليه وسلم عند ذكرها من الغضب والتكرار ما لم يقع له عند ذكر ما هو اكبر منها كالقتل والزنا فدل ذلك على عظم امرها. ومن ثم جعلت في بعض الاحاديث السابقة اكبر الكبائر انتهى باختصار قليل وذكر وذكر الكمال بن الهمام في كتابه فتح قدير على الهداية ان ان شريح القاضي كان يبعث بشهيد الزوري الى سوقه ان كان سوقيا الى قومه ان كان غير سوقهم بعد العصر اجمع ما يكونون يوم يقول ان شريحا يقرئكم السلام ويقول انا وجدنا هذا شاهد زور فاحذروه وحذروا الناس منه انتهى وشريح كان قاضيا زمن زمن سيدنا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وزاحم الصحابة في الفتوى وان كان من كبار التابعين وهو شريح ابن الحارث الكندي اقام في الكوفة قاضيا خمسا وسبعين سنة وتوفي سنة سبع وثمانين من الهجرة. كما ذكره ابن ابن خلي كان في تاريخه في ترجمته وقال علامة شمس دين محمد ابن قيم الجوزية في كتابه اعلام المواقعين ما نصه لا خلاف بين المسلمين ان شهادة الزور من الكبائر ثم ذكرها حديثة تقدمت الى ان قال وفي المسند من حديث عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال بين يدي سعد تسنيم الخاصة وبشهور التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الارحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق. وقال الحسين ابن زياد اللولوئي حدثنا ابو حنيفة قال كنا عند محال ابن اندثار فتقدم اليه رجلان فادعى احدهما على الاخر ماء مالا فجحده المدعي دعا عليه فسأله البينة فجاء رجل فشهد عليه فقال المشهود عليه لا والله الذي لا اله الا هو ما شهد علي بحق وما علمته الا رجلا صالحا غير هذه الزلة فانه فعل هذا لحقد كان في قلبه علي. وكان محارب متكئا فاستوى جالسا ثم قال قال يا قال يا ذا الرجل سمعت هذا الرجل سمعت سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يأتينا على الناس يوم تشيب فيه البلدان وتضع الحوامل ما في بطونها وتضرب الطير باذنابها وتضع ما في بطونها من شدة ذلك اليوم ولا ذنب عليها. وان قدماه الى الارض حتى يقذف به في النار. فان كنت شهدت بحق فاتق واقم على شهادتك. وان كنت شهدت بباطل فاتق الله وهو غطي رأسك واخرج من هذا الباب. وفي رواية ان ان وفي رواية ان الرجل قال له كنت اشهد على شهادة وقد وقد نسيت وقد نسيتها ارجع فاتذكرها. فانصرف ولم يشهد عليه بشيء انتهى بتصرف. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما يتعلق بذكر بعض ما جاء عن ائمة الصحابة رضوان الله عنهم وما ذكره بعض الفقهاء في كتبهم في حكم شهادة الزور. فذكر ما رواه البيهقي في السنن وغيره باسنادين يقوي احدهما الاخر ان عمر رضي الله عنه كتب الى عماله ان يضرب الزور اربعين وان يسخم وجهه ان يسود وجهه ويحلق رأسه ويطاف به. ويطال حبسه وفي الرواية ان يقال هذا فلان يشهد زورا فاعرفوا فاعرفوه فجلده وكان يجلده ثم يحبسه وذكر ايضا بعدها اثرا اخر عن علي عند البيهقي وفي اسناده ضعف. ثم اتبعه بالنقل عن كتاب رحمة الامة في اختلاف الائمة وهو من من كتب الخلاف التي تذكر مذاهب الائمة الاربعة. فذكر ان الائمة الاربعة مجمعون على عقوبة شاهد الا انهم مختلفون في كيفيتها. فذكر عن ابي حنيفة انه لا تعزير عليه لكن عقوبته ان يوقف في ويقال لهم انه شاهد زور. ومذهب الثلاثة يعزر ويوقف في قومه. ويعرفون انه شاهد وزور. وهذا الاصل هو الذي اخذ وبني عليه نشر صور الشاهدين شهادة الزور فانه من جنس التشهير بهم ثم اتبعه بنقل كلام العلامة احمد بن حجر الهيثمي الشافعي الكبير صاحب كتاب نافع واجر عن اقتراف الكبائر وهو من اجمع الكتب التي صنفت كما ذكرنا لكم. فذكر من كلامه عدة احاديث في تعظيم في ذلك افتتحها بحديث ابي بكرة وقد تقدم ثم اتبعها بروايتين له ثم اتبعها بالحديث الذي عزاه الى ابي داوود والترمذي وابن ماجة عدد شهادة الزور الاشراك وقد تقدم وانه ضعيف ثم ذكر ان رواه موقوفا عن ابن مسعود بسند حسن ثم اتبعه بحديث احمد وتقدم انه ضعيف ثم باحاديث بعده في الصفحة السادسة والعشرين كلها احاديث ضعاف. ثم ذكر فرعا فقهيا يتعلق بمن تتعلق به الكبيرة وهي هل الكبيرة تتعلق شاهد الزور فقط ام تتعلق ايضا بمن قبلها وامضاها اذا علم انها شهادة زور ونقل من كلام ابي محمد ابن عبد السلام رحمه الله تعالى المعروف بالعز ما يدل على ان قبول شهادة كالتقدم بها. والذي ينبغي ان يدرك في هذه المسألة ان شهادة الزور ترتبط بثلاثة نفر. اولهم طالبها وثانيهم باذلوها وثالثهم ممضيها وقابلها. اولهم طالبها وتانيهم نبادلها ثالثهم ممضيها اذا علم بها. والوعيد يتناول الثلاثة جميعا لكن انه يتأكد في حق الباذل. فكلهم شركاء في هذه الكبيرة. الا ان ينصب على من بذلها ثم ذكر كلام الكمال ابن الهمام مما نقله رحمك الله. مما نقله وعن شريح القاضي في عقوبة شاهد الزور ومعلوم مقام شريح في القضاء وانه كان يخرجه اذا كان سوقيا اي من اهل السوق الى السوق بعد العصر واذا كان ليس من اهل السوق اخرجه الى قومه. ثم قال عن ابن القيم رحمه الله تعالى ذلك من كتاب اعلام الموقعين ذكر احاديث تقدمت زاد عليها حديث ابن مسعود الذي رواه احمد وغيره وفيه بين يدي الساعة تسليم خاصة حتى قال وشهادة الزور اسناده قوي والمقصود ان الزمان اذا تقادم وقربت الساعة فشى اخلاق من الاخلاق المرذولة منها شهادة الزور ثم ختم برواية قصة عن الحسن ابن زياد اللؤلؤي قال ابو حنيفة قال كنا عند محارم الجثار الى اخره وفي اسناد هذه الحكاية ضعف والحديث المذكور فيها لا يصح نعم الفصل الثالث في بيان اضرار شهادة الزور. في الشاهد نفسه وفي الهيئة الاجتماعية قد عرفنا مما تقدم ما لشاهد الزهري من الوعيد الشديد والعقاب كيدي في هذه الدنيا وفي الاخرة والعذاب الاخرة اشد وابقى. ونحن الان نبين في هذا الفصل ما نشاهد الزور من الاضرار في نفسه ما لشهادة من الاضرار في شيء في نفس شاهدها وفي الهيئة الاجتماعية التي يعيشها ويرتع فيها وهذه الاضرار امور معقولة يدركها كل من تأملها تأملها وامعن في حال من يقترف تلك الجريمة الفظيعة. فاولها انه يتصف بالكذب افتراء وكفى به مخزن ونكالا فان الانسان مفطور على الخير والصدق. فاذا ما لا الى عكسهما فلا تسأل عما يعتوره من الالام النفسية والمؤذيات لاسيما اذا حاق به سوء عمله فهناك الخسران المبين. وثالثها انه يجب انه يجد من ضميره مطبخا له على فساد عمله انبا شديدا يقرعه على ما اجرم واقترف. وربما اعترف بما ارتكبه وقاد نفسه الى تحمل العقوبة حتى يخلص منه حتى حتى يخلص من تقريع ضميره والى هذا يشير يكاد والى هذا يشير يكاد المريب ان يقول خذوني. ومن الاسرار العجيبة التي اوعد اودعها الله في كل انسان انه يجد هذا الوازع في نفسه كلما اقدم على امر امر فاسد. تنبه الى خطأه ينبهه الى خطأه ويعرفه سوء منقلبه. فمن صادفته العناية وكان قلبه اميل الى الصفاء والخير ارتفع عنه اي ارتفع عن ريه ارتدى عن غيه ورجع الى رشده واقنع عن قصده. والى هذا الوازع والى هذا الوازع النفسي الموجود في كل انسان قد اشار شاعر الحكيم لا ترجع الانفس عن غيها ما لم يكن ما لم يكن منها لها زاجر. ومن الناس من يوصي الى النداء ضميره يعدل عن قصده الفاسد والاضرار بالناس بعد ان يهم بذلك. وكثيرا ما يظهر هذا في شاهدي الزور اذا كانوا ممن لم تسبق لهم جراءة على ذلك ان نوازع النفس ربما يردهم الى الرشد لا سيما اذا اذا غمرت قلوبهم خشية الله سبحانه وتعالى. وتذكر الشخص منهم انه يفتضح بين سوى تحل به العقوبة فتراه يتزلزل ويضطرب فيعدل عما صمم عليه من الشهادة الباطلة. ويرجع عما قصد اليه واما من طغى وبغى وران على قلبه شر وفسد وفسد مزاجه. فيضعف فيه هذا الوازع وربما انطفأ شعلته من نفسه. فاذا لم تتداركه العناية الالهية كان من الخاسرين والعياذ بالله تعالى. وثالثها ان نشاء ان شاهد الزور يحس بخذلانه بين قومه وذويه ويفقد الثقة منهم. وكفى بذلك خسران مبينا. فان الثقة بين الناس عليها مدار حياتهم وتبادل منفعة ما بينهم. وطالما رأينا وطالما رأينا اناسا ما لا عندهم ولا رياش ولكن ما للناس فيهم من نتف قد اغناهم عن الغنى وبسط لهم يد الميسرة والنفوذ. فهم اغنياء واعزاء وان كانوا في هيئة الفقراء البؤساء ورابعها انه يكون في نفسه ماهينا محتقرا وفي اعين الناس اشد اهانة واحتقارا وهذا امر محسوس معروف حتى ان اشد الناس احتقار لشاهد زوري من شهد لاجله. وقد اشار الى هذا المعنى الامام الحكيم ابو محمد علي ابن حزم الاندلسي. في كتاب اخلاقه عن كتابه الاخلاق والسير. بقوله واول من يزهد في الغادر من غادر له الغادر. واول من يمقت شاهد الزور من شهد له به ومن سوى ان شاهد الزور يكون جرثومة من جراثيم الفساد في جسم الامة. ينخر عظمها ويمتص دمها. فيضعف شأنها بوجود امثاله محاربين لفطرهم الداعين الى الشر والفتنة فتتزعزع اركانها ويتهدم بنيانها ويكون عليه وزر عمله ووزر من عمل مثل عمله كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الامام ابن ماجة عن منذر ابن جرير عن نبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة تنفع ميلادها كان له اجرها ومثل اجره من عمل بها لا ينقص من اجورهم شيئا. ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من امن بها من بعده لا ينقص من اوزارهم شيئا. وسادسها اذا فشت شهادة الزور بين الناس تسبب عنها ضعف ثقتهم ببعضهم بعضا. وذهبت عاطفة الاطمئنان من نفوسهم فتفتر عزائمهم عن الاعمال الخيرية والمشروعات المفيدة لنوع الانساني. ويستولي عليهم اليأس والقنوط فلا يلوي احد على احد ولا يتألم لما يصيبه ولا يمد يده لمساعدته. وهنالك البلاء العظيم والخطب الجسيم. واذا فشى الكذب والافتراء او في امة تفككت منها عرى الوحدة وطغت روابط الاتحاد وهيهات يرجى لها نجاح ابدا. دين في كتمان شهادة الصدق لك مما تقدمه دين بدون دين احسان اقول بدون هذي هذي الزيادات نبهنا نميم من الكتب فما تقرأ اللي بين الاقواس. احسن الله اليك. نعم دين اتضح لك مما تقدمه للمفاسد التي تترتب على شهادة الزور في نفس شاهدها وفي في مجموع الامة الذي هو احد اعضاء ولما كانت هذه الخلة الشنعاء احد طرفي رذيلة الكذب كان طرفها الاخر هو كتمان شهادة الصدق. لانه ان كانت شهادة لترمي الى احياء الباطل فكتمان شهادة الحق يؤدي الى اماتة الحق. وانت ترى ان كليهما في المضرة والافساد سواء. من اجل ذلك لم تكن عناية الشريعة المطهرة باتخاذ من هذه اقل منها بالتنفيذ من تلك. وقد ورد النهي عنها في محكم التنزيل في مواضع متعددة لمناسبات مختلفة مختلفة كقوله تعالى ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وقوله ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه وقوله واقم شهادتان الله وقوله ولا تكتموا الشهادة وغير ذلك وقد جاء في تفسيره ولا تكتموا الشهادة انها ندب من الله تعالى للانسان الى السعي احياء الحق الذي يراد جحده والشهادة به لصاحبه. ونهي عن كتمان الشهادة والسواء عرفها صاحب الحق او لم يعرفها. وشدد في ذلك بان جعل كاتمها اثم القلب. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر يدل على صحة هذا التأويل وهو قوله. خير الشهود من شهد قبل ان يستشهد تذنيب من هو شاهد الزور قد يخير للانسان ان شاهد الزهري انما هو الذي يقف امام المحكمة ويقول في قضية ما غير الحق سلبا او ايجابا. ترى هل ان حصلت هذه الرذيلة وبمثل ذلك الانسان المسلوب الوجدان. اللهم لا واذا لنحصر ضررها ولم يتطاير شررها. ولكن خطبها عم والمصيبة اجل لسريانها هذه العلة القتالة الى مجموع الامة من مصدر اخلاقي. قل ان يخلو عنه انسان يعد في الناس. لا جرم انه يمازجه احيانا شيء من ارادة الخير او تخفيف الشر وهو القليل النادر وانت ترى ان تلك العاطفة لا تصح هذرا عنها تلك المخالفة. اما الغالب الشائع يتجرد عن مثل هذه ارادة فما هو الا تنافس في باطن او عناد لمناظر؟ او جر لمغنم او دفع لمغرم او غيرها من دنيء الاغراض. يدوس مبتغيه والصدق ان يدركها وما ادراك ما ادرك ثم ما ادراك ما ادراك حطة في نفسه وخذلان في امتي وذلك هو الخسران المبين. لعل كتب ينتمي من الوصف المتقدم انه ينضوي تحت هذا النوع من شهداء الزور اهل الدواوين والوجهاء. بل وذوو الحيثية من السوقة الذين يؤدون الشهادة تأتي الخطية بالمعارض الخاصة او العامة بحق خادم غير امير من خدام الامة او عامل غير صالح من عمال الحكومة او بالعكس ناهيك من الاضرار الجسيمة والمفاسد العميمة التي تترتب على ذلك بحيث يتضائل في جنبها كل ما يترتب على شهادة الزور. فالدعوة الخاصة من الضرر الخاص ما كان عظيما الاوان ضعف الادارة الذي كان يهون الامر على صاحبه بما يقوم له من الاعذار واهية كمقتضيات المركز وضروريات الاحوال وعدم من حصول نتيجة للمخالفة او تأكد حصول مقصود الطالب شهد له ام لم يشهد واشباهها. مما يصم النفس عن سماع صوت الضمير ويميل قلبي عما يميل اليه من الحق لم يبقى له محل الان وقد اباحت الحرية لكل فرد جهر برأي في العموميات فضلا عن الخصوصيات وله من حراسة الدستور العدل ما يدرأ عنه عدوان الظالمين وظلم بالدين والله من ورائهم محيط. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا في الفصل الثالث اضرار شهادة الزور في الشاهد نفسه وفي الهيئة الاجتماعية للامة وهذا من والي المباحث التي اشتملت عليها هذه الرسالة. فان الفحص عن النظام الاجتماعي في الاسلام ببيان العلل التي اوجبت احكاما تتعلق باصلاح حياة الناس قل المتكلم فيه. فان المتكلمين في الشريعة عامتهم يتكلمون عن مقاصد الشرع في العبادات. اما مقاصد الشرع مثلا في ابواب القضاء والدعاوى والبينات او في ابواب الانكحة والطلاق والحضانة والنفقات فانه قل من يتكلم فيها ولهذا المعنى فظل كتاب النظام الاجتماعي في الاسلام للعلامة الطاهر ابن عاشور انه تصدى لبيان مقاصد الشرع في الاحوال الاجتماعية وعامة من تكلم في المقاصد لم يحم حول الحمى الذي كتب فيه رحمه الله وما ها هنا هو قبسة شبيهة بما افاض فيه العلامة الطاهر ابن عاشور هناك فانه بين ها هنا اضراب شهادة الزور في الشاهد نفسه وفي الامة مجتمعة. فذكر ان من اضرارها اتصاف الشاهد بالكذب وهو اسمه بميسم الافتراء وهذا من اعظم الخزي والنكال له وينشئ من الالام النفسية والاحوال القلبية والضيق في نفسه ما لا يحصره لسان متكلم ثم ثانيها انه يجد من ظميره موبخا له على فساد عمله. ومؤنبا شديدا يقرعه على ما اجرم واقترف وربما اعترف ما ارتكبه وقاد نفسه الى تحمل العقوبة حتى يخلص من تقريع ظميره. ثم نبه الى امر شرعي وهو ما اودعه الله سبحانه وتعالى في الناس من وازع يمنعهم من الوقوع في مثل هذه الجرائد والذنوب فان الله سبحانه وتعالى ركب في الخلق ما يمنعهم وهو الذي عبر عنه الفقهاء اسم الوازع وجاء ذلك في حديث في مسند احمد واسناده صحيح وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فذلك وازع في قلبي كل مؤمن. والمراد بالوازع هو ما يدعو العبد الى الكف عن الذنوب والاخلاق الردية والفقهاء رحمهم الله تعالى قد ذكروا في مجموع كلامهم ان الوازع ينقسم الى اقسام هي خويا عبد الكريم لا مو بالطبيعي طبعي دايم مزن فعيلة او فعيلة يصير فعيلة فعلي فعيلة فعلي فطبيعة يصير طبعي. الوازع الديني يسمى بالوازع الايمان والثاني الوازع الطبعي قال ابن سعدي في نظم القواعد في اخرها هو الوازع الطبعي عن العصيان كالوازع الشرعي بلا نكران. بقي الثالث مربط الفرس وسبق اني ذكرت لكم ان هذه فائدة عزيزة ها يا فؤاد ما هو هذا الوازع العرفي؟ ها يا احمد؟ احسنت ما الذي ذكره الثالث الوازع السلطاني ذكره العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى في النظام الاجتماعي للاسلام اصارت الوازعات من مجموع كلامهم وازع شرعي وهو الوازع الايماني ووازع طبعي يرجع الى الطبع ووازع سلطاني وهو متصل بالعرف لان عرف الناس لا يتسق نظامهم الا بسلطان. وقد اشرت الى هذا المعنى بقول قد جعل الله للعباد ما يزع المرء عن الفساد قد جعل الله للعباد ما يزع المرء عن الفساد من وازع في الطبع والايمان من وازع في الطبع والايمان ووازع يرعى من السلطان قد جعل الله للعباد ما يزع المرء عن الفساد من وازع في الطبع والايمان ووازع يرعى من اخواني ثم اتبع ذلك بذكر ضرر ثالث وهو ان شاهد الزور يحس بخذلانه بين قومه وذويه الثقة بينهم. واتبعه بضرر رابع وهو ان يكون في نفسه مهينا محتقرا وفي اعين الناس اشد اهانة ثم ذكر من كلام ابي محمد في كتاب الاخلاق والسير قوله اول من يزهد في الغادر من غدر له الغادر واول اول من يمقت شاهد الزور من شهد له به. وكتاب الاخلاق والسير لابي محمد ابن حزم من الكتب العظيمة في فلسفة الاخلاق وهو كتاب يحتاج ان يقرأه الانسان فيقف مع كل جملة مدة. كقوله رحمه الله تعالى بطالة ساعة رياضة سنة بطالة ساعة تفسد رياضة سنة. يعني ان الانسان قد يعود نفسه ويروضها وفي امر ما ثم يمارس البطالة والفراغ في ساعة واحدة فتذهب رياضة السنة كلها وهو كتاب نافع لكنه يحتاج الى قراءته بامعان النظر ثم ذكر الضرر الخامس وهو ان شاهد الزور يكون جرثومة من جراثيم الفساد يعني اصلا من اصول الفساد في جسم الامة ينخر عظمها ويمتص دمها ثم اتبعه بخطورة فشو اشهادة الزور بين الناس هذا يوعف ثقة بعضهم ببعض ويفصم رابطة الاخوة بينهم ويمنعهم من التعاون على البر والتقوى. ثم بين ان شهادة الزور يقابلها ايضا كتمان شهادة الصدق. فان الله سبحانه وتعالى حذر من كتم شهادة الصدق. فكما ان شاهد الزور يجني على الخلق ببذل شهادة لا اصل لها فكذلك من كتم شهادة هي شهادة حق فهو جان على غيره وذكر المصنف من الاي والحديث ما يدل على ذلك. واورد فيه حديث خير الشهود من شهد قبل ان يستشهد. وعزاه المعلق ابن ماجة وهو في مسلم بلفظ الا اخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل ان يسألها. ثم معه بتدنيب بين فيه ان شاهد الزور لا يقتصر على من يقف امام المحكمة ويقول في قضية ما خلاف الحق سلبا او ايجابا بل يدخل في شهادة الزور كل متزلف الى مقصر في حق الامة اما بالثناء عليه ومدحه او بالتغريد على المتولين فوقه بانه يصلح لهذا المحل مع عدم صلاحيته. او بضد ذلك بان سلط على رجل صالح ولاه ولي الامر تدبير ولاية ثم يتعدى عليه في الكذب والزور ليصرفه عن تلك كالولاية نعم. الفصل الرابع في التنفير من الكذب والاعصام بصدق وذكر بعض الايات والاحاديث في ذلك. لما كان شهادة الزور من انواع الكذب ان نورد بعض الايات والاحاديث الواردة في في التنفير منه والبعد عنه وما وعد الله به الكاذبين ونتبع ذلك بلمعة في فضيلة صدق وما اعد الله للصادقين. قال الله تعالى في سورة النحل انما يبتلي الكذب الذين لا يؤمنون يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون. وقال تعالى الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل لا يزكي من يشاء ولا يظلمون بديلا. انظر كيف يفترون على الله الكذب؟ وكفى به اثما مبينا. وقال عز وجل ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا عنه ان الذين يفترون على الله من كذب لا يفلحون. متاعهم قليل ولهم عذاب اليم. وروى الخطيب البغدادي في المتفق عن عبد الله بن جراد قال ابو الدرداء يا رسول الله هل يكذب المؤمن؟ قال لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر من اذا حدث كذب. وفي رواية ان ابا الدرداء النبي صلى الله عليه وسلم هل يكذب ان يكذب المؤمن؟ قال لا ثم اتبعها؟ نبي الله صلى الله عليه وسلم حيث قالها هذه الكلمة انما يبتلي الكذب الذين لا يؤمنون. وروى ابن ماجة والنسائي عن اوساط ابن اسماعيل قال سمعت ابا بكر الصديق رضي الله عنه يخطب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا العام الاول ثم بكى وقال اياكم والكذب فانه مع الفجور وهما في النار. وقال ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاب وعن قيس ابن ابي حازم قال سمعت ابا سمعت ابا بكر رضي الله عنه يقول اياكم والكذب فان الكذب فان الكذب جانب للايمان وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى النار. وقال بعض الحكماء الكاذب لان اللص يسرق ما لك والكاذب يسرق عقلك. وقال الامام ابو محمد علي ابن حزم الاندلسي في كتاب الاخلاق والسير ولا شيء اقبح من الكذب وما ظنك بعيب يكون الكفر نوعا من انواعه. فكل كفر كذب فالكذب جنس والكفر نوع تحته. والكذب متولد من الجور والجبن والجهل لان الجبن يولد مهانة النفس والكاذب مهين النفس. بعيد عن عزتها المحمودة. الاعتصام صدق قال الله قال الله تعالى في سورة التوبة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال عز وجل في سورة الاحزاب يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. وقال صلى الله عليكم بالصدق فانه يدين البر. وقال صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله بعبد خيرا فتح له قفل قلبه. وجعل فيه اليقين والصدق وجعل قلبه واعيا لما سلك فيه وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا وخلقه وخلقت وخليقته مستقيمة وجعل اذنه سميعة وعينه بصيرة وقال صلى الله عليه وسلم تحروا الصدق وان انتم تحروا الصدق وان رأيتم ان فيه الهلكة فان فيه النجاة واجتنبوا الكذب وان رايتم فيه النجاة فان فيه الهلكة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال للحسن بن علي رضي الله عنهما دع ما يريبك الى ما يريبك. فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة. وقال بعض الادباء لا كالحق ولا عونك صدقي وكذلك قيل من قل صدقه قل صديقه. وقال الله تعالى هذا يوم ينفع الصادقين صنقهم لهم جنات تجري من تعطيها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم. وقال عز وجل من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر مبدله تمديلا. ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء او يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما. ويجمل بنا ان نذكر نبذة في الصدق او اوردها الامام شمس الدين ابن شمس الدين شمس الدين محمد ابن قيم الجوزية في كتاب زاد المعاد في هذه خير العباد صلى الله عليه وسلم. وهي ان الله عظم مقدار الصدق علق سعادة الدنيا والاخرة والنجاة من من شرهما ابيه. فانجى الله من انجى فما انجى الله من انجى الا بالصدق ولا اهلك من اهلكه الا صدق وما اهلك من اهلك والا بالكذب. وقد امر الله سبحانه عباده المؤمنين ان يكونوا مع الصادقين فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقد قسم سبحانه الخلق الى قسمين سعداء واشقياء. فجعل السعداء هم اهل الصدق والتصديق والاشقياء هم اهل هم اهل هم اهل الكذب والتكذيب وهو تقسيم حاصل مطرد منعكس. فالسعادة دائرة مع الصدق والتصديق والشقاوة دائرة مع الكذب واخبر سبحانه وتعالى انه لا ينفع العباد يوم القيامة الا صدقهم وجعل علم المنافقين الذين الذي تميزوا به هو الكاذب في اقوالهم وافعالهم فجميع ما نعاه عليهم اصله الكذب. في القول والفعل فالصدق فالصدق بريد الايمان ودليله ومركب وسائقه وقائده وحلته ولباسه. بل هو لبه وروحه والكذب بريد الكفر والنفاق ودليله ومركبه وسائقه وقائده وحلته ولبه فمضادة الكذب للايمان كمضادة الشرك للتوحيد. فلا يجتمع الكذب والايمان الا ويطرد احدهما صاحبه ويستقر وسيقر موضعه والله سبحانه عند الثلاثة بصدقهم واهلك غيرهم من المتخلفين بكذبهم. فما انعم الله على عبد بعد اللسان بنعمة افضل من الصدق الذي هو الاسلام وحياته ولا ابتلاهم ببنية اعظم من الكذب الذي هو مرض الاسلام وفساده. انتهى ببعض تصرف ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الحصن الرابع من فصول كتابه في التنفيذ من الكذب. والاعتصام بالصدق وذكر بعض والاحاديث في ذلك. لان شهادة الزور انما تنشأ من تغلغل الكذب في نفس العبد حتى يسهل عليه اقامته الشهادة بها واذا تزايد مقدار الصدق في نفسه كفه ذلك عن تلك الشهادة. فاورد المصنف رحمه الله تعالى ثلاث ايات في تقبيح الكذب والتحديد منه ثم اتبعها بحديث عبد الله ابن جراد قال قال الدرداء يا رسول الله الى اخره. ثم اتبعه برواية ثانية للحديث. وهذا الحديث اسناده ضعيف. ثم اتبعه بحديث ابي بكر رضي الله عنه اياكم والكذب فانه مع الفجور وهما في النار عند ابن ماجة والنسائي واسناده صحيح ثم اتبعه بحديث ابن مسعود لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وهو في الصحيحين. ثم باثر ابي بكر اياكم والكذب فان الكذب مجانب للايمان وهو صحيح ايضا ثم اتبعه باتل اخر في معناه عن عمر ابن الخطاب ثم ذكر كلام بعض الحكماء في تقبيح حال الكذاب ثم نقل من كلام ابي ابن حزم في كتاب الاخلاق والسير ما هو في هذا المعنى من تقبيح الكذب. ثم اتبع ذلك بالمدح للصدق والحث عليه وذكر فيه ايتين عظيمتين وفي الاية الاولى تنبيه الى حاجة المتقي الى الكون مع الصادقين فان الله عز وجل امر العبد بان يتقيه فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ثم نبه ان التقوى لا تتم للعبد الا بكونه مع الصادقين فان المرء اذا صحب اهل الصدق والصلاح ثبت التقوى واذا خلط غيرهم ربما زاغ قلبه ثم اتبعها احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اولها في صحيح مسلم ثم الحديث بعده حديث ضعيف كذلك الثالث. ثم اورد حديث الحسن ابن علي الذي اخرجه الترمذي والنسائي بسند صحيح وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة. يعني ان الصدق يورث استقرار النفس. والكذب يورث ترددها لان اصل الريبة تردد وتغير. ثم ذكر ايتين في هذا المعنى واورد كلاما حسنا لابن القيم رحمه الله تعالى في الصدق هو من الفصول المتفرقة في كتاب زاد المعاد التي ذكر فيها ابن جملا من ابواب السلوك والاخلاق عظيمة النفع هذا احدها ومنها كذلك ما ذكره قبل ذكر الزكاة لما ذكر اسباب انشراح الصدر فانه تكلم بكلام قل نظيره. فهذه الفصول من الفصول النافعة التي ينبغي ان طلعها طالب العلم وهي من انفاس النفائس في تأليف الكتب المطولة. نعم خاتمة البيت ابن سعدي تذكرت اننا لما اقرأنا شرح منظومة ابن سعدي قلنا لو انه قال كذا وجمعناه في بيت واحد قلنا لو قال والوازع الطبعي عن العصيان كالوازع الشرعي والسلطاني. قلنا كم جمع الثلاثة؟ هو قال والوازع الطبع يعني عصيانه كالوازع الشرعي دون نكرانه ولم يذكر السلطان لكن لو قال والوازع الطبعي عن العصيان كالوازع الشرعي والسلطان لا كمل البيت بضم الانواع الثلاثة. نعم. ينبغي للمسلم ان يكون همه وقصده دائما في جميع شؤونه وطاعته لله ورضوانه والبعد عما يدنسه من المعاصي والموبقات وان يعمل لاتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ويجتنب الابتداع في الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع. ويلزم التقوى فانها المعاد والسبب فانها العماد والسبب الاقوى. وهي وصية الينا والى الامم من قبلنا. قال الله قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله واعلم يا اخي ان ان جماع الخير كله في تقوى الله عز وجل. الاجتماع بالكسل نعم. واعلم يا اخي ان جماع ان جماع خير كله في تقوى الله عز وجل واعتزال شرور الناس ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقد قيل فان العاقل لا ينبغي ان يراعي الا سعيا في تحصيل حسنة لميعاده. او او درهم لمعاشه. فكيف فكيف فكيف به مع ذلك اذا كان مؤمنا عالما بما اعده الله له من ثواب وعقاب على الطاعة والمعصية. وقال رسول صلى الله عليه وسلم من سره ان يكون اعز الناس فليتق الله. ومن سره ان يكون اغنى الناس فليكن بما في يده لله اوثق منه بما في يده. ومن سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله. وقال سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من سره الغنى بلا مال والعز بلا سلطان والكثرة بلا عشيرة فليتخرج من فليخرج من ذل المعصية الى عز طاعته. فليخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته فانه واجد ذلك كله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرني ربي بتسع. الاخلاص في السر والعلانية في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وان اعفو عمن ظلمني واصل من قطعني. واعطي من حرمني وان يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة. ومن كلام امامنا الشافعي رضي الله عنه من لم تعزه التقوى فلا عز له ورحم الله القائل لكل شيء اذا ضيعته عوض وليس لله ان ضيعت من عوض والقائل اذا اذا ابت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بضائر. اذا ابقت الدنيا ولا خير في حياة لا تصرف عند البيت؟ وقال واذا ابقت اذا اذا ابقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بضائر ولا خير في حياة لا تصرف في طاعة الله والعمل لما يرضيه. وواجب على اهل العلم ان يصدعوا بالحق ويقودوا الناس الى طريق الرشاد ويقف في سبيل المنكرات والمفسدات ويحذر الناس مما يضرهم ويهلكهم. ومن شيم العالم ان يكون بزمانه مقبلا على شأنه. وكل ما لا يشعر من نفسه في اي عمل في اي عمل كان انه مرتبط بامة ان يسعد يسعد يسعد بسعادتها ويشقى بشقائها. فهو اما مفرط او غاش او مقصر قال سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه. من قصر في العمل ابتلي بالهم. اي الحسرة على فوات الحسرة على فوات الثمرة. ولا حاجة لله فيمن ليس لله في ماله ونفسه نصيب. وقال رضي الله عنه قيمة كل امرئ ما يحسنه وقفنا الله جميعا وفقنا وفقنا الله جميعا لما فيه خير الامة والعمل لما يصلحها ويرقيها امين اللهم امين. ووافق الفراغ من هذه الرسالة ضحى يوم يوم الجمعة العشرين من ذي القعدة عام الف وثلاثمائة وسبعة وعشرين من الهجرة النبوية. والحمدلله بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. لما كان تنشأ الخيرات هو التقوى وفواتها والوقوع في الخطيئات بحسب قلة حظ العبد منها ختم المصنف بهذه الخاتمة في الحث على لزوم التقوى التي تجمع الخير كله فيتخلص العبد بها من الوقوع في الذنوب والردائل. وذكر في ذلك حديثين ضعيفين لا يصحان واوردا من كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى ما يبين به فضيلة التقوى وان العز كائن بها وان المرء اذا فرط في جناب ربه سبحانه وتعالى فانه لا يفرح بما بقي له من حطام الدنيا ومن لازم التقوى وراقب الله سبحانه وتعالى وخافه في سره جهره فان الله سبحانه وتعالى يذيقه لذة الايمان ويشمه رائحة الروح والريحان ويرفعه في معارج الايمان والعرفان فينبغي ان يحرص المرء على ملء قلبه بهذه المعاني العظيمة وان يتعرف الى السبل الموصلة الى بلوغ درجات العلا من تقوى الله عز وجل فانها اعظم امر يتفاوت فيه الناس فان الناس لا يتفاوتون بالاموال والصور والانساب والاحساب بل تفاوتهم عند الله عز وجل هو بالتقوى كما قال الله عز وجل ان اكرمكم عند الله اتقاكم وهذا اخر التقرير على هذا المجلس والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين