السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس المكمل للعشرين من برنامج الدرس الواحد السابع. والكتاب المطلوب وفيه هو ارشاد الحائل الى علم الكبائر للعلامة يوسف ابن عبدالهادي رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لا لابد من ذكري مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة المتفنن يوسف بن حسن بن احمد العمري الصالحي الدمشقي يكنى بابي المحاسن. ويعرف بابن المبرد. بفتح الميم كما نص عليه تلميذه ابن طولون. وذكر الكتاني في فهرس الفهارس كسرها ايضا يقال ابن المبرد ويعرف ايضا بابن عبدالهادي الصغير تمييزا له عن الكبير شيخ الاسلام ابن تيمية المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في اخر ذي الحجة سنة اربعين وثمانمائة او غرة محرم من السنة التي تليها. المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في السادس عشر من شهر محرم الحرام سنة تسع وتسعمئة. وله من في العمر تسع وتسعون سنة رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه صرح المصنف رحمه الله تعالى باسم كتابه فقال في في اوله فهذا كتاب ارشاد الحائر الى علم الكبائر. وذكره بهذا الاسم جماعة عزوه واليه المقصد الثاني بيان موضوعه ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الرسالة جملة من الموصوفة بالكبيرة مما عد في سلك الكبائر. المقصد الثالث توضيح منهجه. سرد مصنف رحمه الله تعالى الكبائر متتابعة تارة يذكر دليلها وتارة يجردها من الدليل وربما ذكر خلافا في عدها كبيرة او اشار الى بعض الفروع الفقهية المتعلقة بالمسألة ثم الحق برسالته نقلا طويلا عن ابن القيم رحمه الله تعالى اخذه من اعلام الموقعين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الشفا الخارجي اذا كان شغال طفة. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ابتدى الحائر الى احسن الذخائر احمده حمد عبد موحد شاكر واوحده توحيد عبد خاضع صابر واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد ولد ادم من غير كبر ولا تفاخر. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه هذه الاكابر والاصابر وسلم تسليما. وبعد فهذا كتاب ارشاد الحائر الى علم الكبائر. وسألت الله ان ينفع كاتبه وقارئه وجميع المسلمين. وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وهو حسبنا ونعم الوكيل. منها الشرك هو من اكبر الكبائر ولا يخرج صاحبه من النار الا ان يشاء الله تعالى. قوله رحمه الله تعالى منها الشرك بالشرك ها هنا الشرك الاصغر. ولم يرد الاكبر كما توهمه المعلق على الكتاب. لانه من المحال في علم ابن عبدالهادي ان يحكم على ان الكفار الذين يدخلون النار بالشرك الاكبر انهم تحت كمشيئة الله فيخرجون منها. والذي يدل على هذا التأويل انه قال فيما يستقبل في الصفحة السابعة والعشرين. قال في اخرها ومنها ان قتل النفس التي حرم الله تعالى من الكبائر وهي اعظم الكبائر. ولا يوجد اكبر منها. فمحال ان يكون اراد آآ بالشرك هنا الشرك المخرج عن الملة. وقال في كبيرة قتل النفس لا يوجد اكبر منها. فلا بد من حمل كلامه على ارادة في الشرك الاصغر ها هنا حتى يتجه الكلام وكأنه جرى على طريقة بعض اهل العلم وهو ظاهر تصرفه في الالفاظ انهم يخصون ما اخرج عن الملة باسم الكفر. ويعبرون عما دونه باسم الشرك. وهذا في كلام الفقهاء رحمهم الله. نعم. ومنها ترك الصلاة وهي معظمها لقول النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلم والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر. وكذا ما لا تصح مع عدمه كالطهارة والسترة وعدم اجتناب النجاسة. وعدم استقبال القبلة النية وعدم الاتيان باركان الصلاة والواجبات اذا تعمدها ونحو هذا فهذه وجميع ما لا تصح الصلاة الا به او لا تصح معه ويأتي به لا تصح الصلاة ممن فعل هذا واذا لم تصح صلاته فكأنه لم يأت بها وتركها من الكبائر. واختلف اصحاب ابو الامام هل يقتل تارك الصلاة حدا او كفرا؟ على روايتين والصلاة عندهم ان الصواب عندهم. والصواب هذا غلط والصواب عندهم ما شاء الله عليك. والصواب عندهم ان تركها من الكبائر وان تاركها يقتل. لكن هل يقتل بعد ترك صلاة واحدة وضيق ثانية او حتى يترك ثلاثا ويضيق وقت الرابعة او حتى يتركها ثلاثة ايام فيه ثلاث روايات ولا خلاف فيه انه يقتل كيف ويقتل من جحد وجوبها ولا يقتل في جميع الصور حتى يستثاب ثلاثا فان تاب والا قتل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من الكبائر ترك الصلاة وترك الصلاة في اصح اقوال اهل العلم كفر مخرج من الملة لما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الرجل والشرك او الكفر الصلاة. فالصلاة حد حاجز بين والمسلم فاذا تركها المسلم فقد كفر. وقوله صلى الله عليه وسلم بين المسلم وبين الشرك والكفر ترك الصلاة جاء اسم الكفر هنا ملقبا بال وسبق ان ذكرنا فيما سلف ان ابا العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ترى ان التي تدخل على كلمة الكفر تدل على استغراق جميع افراده فيكون الكفر الاكبر لان الذي يصلح لاستغراق افراد الافعال المكفرة هو الكفر المخرج من الملة الذي هو اعلاها. واما ما دون ذلك فانه لا يكون من هذا الجنس. ولهذا بالتتبع فان كلام شيخ الاسلام ابن تيمية يقع على هذا المعنى بدون انخراط كما ذكرنا فيما سلف انه اذا جاء في خطاب الشرع به كفر كانت مقتضية لكفر الاصغر. فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة يعني بين الشرك والكفر الاكبر وليس الاصغر. ومحل دخول الهنا فيما اذا اذا دخلت على المصدر اما اذا دخلت على المشتقات كدخولها على اسم الفاعل فانها لا تفيد الاستغراق الذي يفضي الى القول بان ان الكفر المذكور حينئذ هو كفر اكبر. كقوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. فان الهنا دخلت اسم الفاعل وهو احد المشتقات السبعة عند النحاة ولم تدخل على المصدر فاذا كان دخولها على غير المصدر فانها لا تفيد ان ان الكفر ها هنا كفر اكبر لان اهل العربية يفرقون في دلالة المصدر وغيره من المشتقات على صدقية الحدث لان المصدر هو الاصل في اصح قولي اهل العربية وهو اختيار اهل البصرة. كما قال احدهم وهو الحريري الذي جرى على مذهب نحاة البصرة قال والمصدر الاصل واي اصل؟ ومنه يا صاح اشتقاق الفعل. فجعل اصل المشتقات عندهم المصدر وعليه تحمل هذه القاعدة التي ذكرناها عن شيخ الاسلام ابن تيمية. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يلحق بتركها وهو ما لا تصح الصلاة مع عدمه. كالطهارة والسترة وعدم اجتناب النجاسة الى اخره. ومحل هذه فيما اذا كانت تلك المأمورات داخلة في وسع العبد وطاقته. فانما كان مما يتوقف عليه المأمور وهو في طاقة العبد وسعته اندرج في الامر به. وما لم يكن مندرجا في طاقة العبد وسعته لم يكن مأمورا به كما بيناه في التقريرات على شرح المحل على الورقات. وهذه الامور المذكورات هي مما في وسع المكلف. ان يأتي بها لصلاة فاذا تركها متعمدا فيكون كمن لم يصلي لان من كان على حدث فصلى من غير وضوء كان كمن ترك الصلاة وكذلك من ترك استقبال القبلة متعمدا مع امكانه كان كمن ترك الصلاة. فتعد صلاته ملغاة واذا تعمد هذا صار كمن تعمد ترك الصلاة. وقد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في القدر الذي متى ترك كهو المصلي كان كافرا على اقوال وقد نقل اسحاق بن رهويه الاجماع على ان من ترك صلاة الليل الى النهار او ترك صلاة النهار الى الليل فقد كفر. رواه ابن نصر في كتاب تعظيم قدر الصلاة. وهذا اقوى المنقول في التعيين رده الى الاجماع وما سوى ذلك من الاقوال فهي اقوال لم ينقل عليها اجماع. واذا ثبت ان تارك الصلاة كافر فان انه يقتل حين اذا حدا على تركها لانه يكون قد كفر والكافر يقتل حدا بسبب كفره. نعم ما شاء الله الاطالة ومنها الزكاة فمن تركها عالما بالتحريم كفر وان تركها بخلا عرف فان اصر كفر واذا كفر قتل فان قاتل على قتل وهذا في سائر الزكاة في زكاة المال والسائمة والخارج من الارض والاثمان وعروض التجارة والفطرة. وهل يقتل حدا او كفرا فيه ايضا روايتان والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من جملة الكبائر ترك الزكاة ومن ترك الزكاة مع جحد فهذا على كفره لكن من تركها مع الاقرار بها غير جاحد لمشروعيتها فهل يكفر ام يفسق قولان العلم اصحهما انه فاسق ليس بكافر. وليس شيء من اركان الاسلام العملية على الصحيح يكفر المرء بتركه الا الصلاة فاذا ترك الانسان الزكاة مع اقراره بها فانه لا يكفر ولكنه يفسق واذا قاتل عليها فانه يقاتل فالممتنع من اداء الزكاة المقاتل عليها يقاتل كما قاتل ابو بكر الصديق منعت الزكاة من العرب الذين منعوها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. ومنها الصيام فمن افطر رمضان او بعضه مع القدرة والعلم فهو من الكبائر ويؤمر به ويقتل مع الاصرار على الترك. وكذا من جامع في نهار رمضان وهو به عالم ذاكر. فهو من الكبائر لانه افسد صومه نعم. ومنها اذا جحد الحج او وجوبه وانما لم اقل ان ترك الحج من الكبائر لان الحج على التراخي. لكن حيث قلنا انه على الفور وتركه فهو من الكبائر وحكمه حكم باقي العبادات والله اعلم بالصواب. ذكر المصنف ها هنا من الكبائر جحدها جهد الحج ومن جحد شيئا من اركان الاسلام ولم يقر بها فانه كافر. لان الاسلام لا يثبت عقده له الا مع بهذه الشرائع فاذا لم يقر بشريعة متواترة ظاهرة فانه كافر. وان اقر بوجوبها لكنه تركها مع القدرة عليها فانه يكون فاسقا. واذا كان هذا الترك في الحج مع التراخي فليس بكبيرة عند من يقول ان الحج لا يجب على الفور. وعند القائلين ان الحج يجب على الفور يكون معدودا في الكبائر والصحيح من قول اهل العلم ان الحج واجب على الفور. واصل هذه المسألة مخرجة على خلاف الاصوليين في فورية الامر. وسبق ان ذكرنا ان الراجح ان الامر عندهم في اصح القولين انه للفورية لما فيه من براءة الذمة واسقاط الطلب وهو الموافق لدلائل الشرع. نعم. ومنها اذا اعان الكفار على المسلمين فهو من من الكبائر وان قيل لم لا تقول الجهاد تركه من الكبائر؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يغزو ولم تحدثه نفسه بالغزو مات على شعبة قم من النفاق قيل الجواب من وجوه احدها ان هذا لاجل الترغيب في الجهاد. والثاني ان الجهاد كان في بدء الاسلام فرض عين ثم نسخ فيكون وهذا في بدء الاسلام ومنها من حرم البيع او اباح البيع المحرم فهو من الكبائر. قوله او اباح البيع المحرم ان اريد بالاباحة هنا الاستحلال ومعناها اعتقاد كون المحرم حلالا فمن اعتقد كون المحرم حلالا فهو كافر باجماع المسلمين. ولا يراد بالاستحلال فعل المعصية. وان جنح اليه بعض اهل العلم وسموه احلالا عمليا لكن المختار هو ما عليه الجمهور من ان الاستحلال مناط بالاعتقاد. فاستحلال المحرم هو اعتقاد تحله فاذا اعتقد حل محرم مقطوع به مجمع عليه كان كفرا. واما المحرم الذي لم ينعقد الاجماع على تحريمه او وقع الخلاف فيه فانه لا يكون مكفرا. نعم. ومنها من اباح الربا فهو من الكبائر وكذا من عامل به او فعله لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن اكل الربا وموكله. ومنها من اكل مال غيره بغير ها هنا ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليلا من الادلة التي علق عامة المتكلمين في باب الكبيرة بها ثبوت اسم الكبيرة على الذنب الموصول في بذلك فان اهل العلم جعلوا علامات تعلم بها كبيرة الدم. منها ورود اللعن. فلاجل اللعن في جملة من الذنوب قيل ان ذلك الذنب كبيرة. والذين تكلموا من اهل العلم رحمهم الله تعالى في تقدير وصف الكبيرة عامتهم جعلوه مناطا بتلك العلامات فعددوها فقالوا هو كل ذنب ختم بلعن او وعيد او حرمان من الجنة او عقاب بالنار الى غير ذلك. والعلامات التي جاءت في النصوص تربو عن العشرين مما يجعل هذا الحد غير جار على القواعد المقررة في العقليات فيما يتعلق بصناعة حدود وقد سبق ان ذكرنا ان الحد الجامع للكبيرة بان يقال ايش؟ ها يا احمد هذه رواية بالمعنى تجوز الريال معنا تجوز بحضرة من يصححك غيره ها كل ذنب قربت منه انت وكذلك او عقاب بالنار او نفي ايمان او تستكملها يا عبد الله الكبيرة انتم ما تراجعون يا اخوان. الكبيرة ما نهي عنه على وجه التعظيم. ما نهي عنه على وجه التعظيم فيجتمع فيها شيئين اثنين احدهما النهي والثاني تعظيم الذنب. وهذا التعظيم نوعان اثنان. احدهما هما تعظيم الذنب لذاته كورود اللعن ونفي الايمان وحرمان الجنة وادخال النار. والثاني تعظيم الذنب وذلك بامر خارج عنه يتعلق بالفاعل او الزمان او المكان او غير ذلك من العوارض ومنه قوله الاصرار على الصغيرة كبيرة فانها كبيرة باعتبار امن خارج عن الذنب وهو دوام الاصرار عليها نعم. ومنها من اكل مال غيره بغير حق او ظلمه او غصبه فهو من الكبائر. فان فعل استحل منه ما استطاع فاما اتف من ورثته وعن احمد مثل هذا ذكره في كتاب الادب الشرعي والله اعلم ومنها منع الوارث عن ميراثه من الكبائر ومع هذا فلا يسمع من الميت اذا فعل هذا ويدفع الى الوارث ميراثه ومنها انك الام والجدة وان علت والبنت وان نزلت وبنت الاخت وبنت الاخ ومن ارضعته وبنتها واختها وام زوجته وبنتها وام من خطبه وبنته وام الفاعل وبنته على المفعول به ونكاح الملاعنة فيه والجمع بين الاختين والمرأة وعمتها وخالتها وملك اليمين بين الاختين في الوطء. والجمع بين اكثر من اربع نسوة للحر واكثر من اثنين للعبد ونكاح امرأة غيره والمطلقة ثلاثا قبل ان تنكح زوجا غيره. والزانية قبل التوبة والمستبرأة والمعتدة ونساء لاهل الكتاب من الكبائر لانه كالزنا. ومنها فعل المحلل من الكبائر لانه زنا محض بلا خلاف. لان فعله لم قل هو احد وحكمه حكم الزاني والله اعلم. قوله فعل محلل اي ايش؟ نكاح التحليل اي نكاح التحليل نعم. ومنها من استحل المطلقة ثلاثا فهي كبيرة. لانها ليست زوجته. ومنها اذا لعن زوجته وهو كاذب عليها متحقق كذب نفسه فهو من الكبائر. ومنها ان قتل النفس التي حرم الله تعالى من الكبائر. وهي اعظم الكبائر ولا يوجد اكبر منها ان الله تعالى يقول وان يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له وعذابا عظيما. فجزاؤه جهنم خالدا فيها هذا من اعظم الامر في هذا الباب. وغضب الله عليه فغضب الله اشد من ولعنه واعد له عذابا عظيما. وفي السنة شيء كثير من هذا وتوعده الله باربع عقوبات هي اعظم شيء يكون وعد بها ودائما شيخنا الشيخ زين الدين بن الحبال يقول يتعلق بالقاتل ثلاث حقوق حق الورثة وحق الميت وحق الله تعالى. فانه ولابد ان يقف هو وقاتله بين يدي الله عز وجل. ويقول يا رب سله فيما قتلني. وهذه الخطيئة التي لا تقال واعظم ذنوبي فانه متعلق بالله وبالخلق. فانما كان متعلقا بالله قد يعفو الله عنه اذا تاب. وما كان متعلقا بالخلق مشكل فنسأل الله العفو والعافية. ومنها الاعانة على القتل ولو بالكلام وفي الحديث ان الرجل ليتكلم بالكلمة فيهوي بها في النار خليفة فاما قتل الذمي وغير الحرب فيحتمل انه ليس من الكبائر. ويحتمل ان يكون منها لانه فيه الدية. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من ظلم ذميا كنت خصمه يوم القيامة ودليل الاول قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يجتمع كافر وقاتله في النار ابدا فظاهره الكافر مطلقا. قوله رحمه الله فاما قتل الدمي وغير الحربي فيحتمل انه ليس من الكبائر الى واورد في ذلك هذا الحديث الضعيف وهو من ظلم ذميا الى اخره. الصحيح في ذلك ان قتل الكافر الذي عقد له ولي الامر عهدا انه من الكبائر لما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث عبد الله بن عمر بن العاص من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة. وان ريحها ليوجد من اربعين سنة. فقوله صلى الله عليه وسلم لم يرح رائحة الجنة هو وعيد بحرمانه منها. وهذا من جملة القرائن التي ذكرها اهل العلم في الدلالة على تعظيم الذنب وعده كبيرة نعم. ومنها الزنا فانه من الكبائر واعظم المفاسد واقوى الجرائم. وعقوبته اعظم العقوبات في الدنيا والاخرة فانه ان كان غير محصن فحده الجلد والتغريب. جلد مائة وتغريب عام. وان كان محصنا فحده الجلد والرجم حتى يموت في احدى الرواية عن الامام احمد رحمه الله ورضي عنه. والرواية الثانية ان حده الرجم فقط والله اعلم. ومنها اللواط وهو اعظم من الزنا واشد وهو اتيان الذكور في الادبار وهي الخطيئة التي تورث الدمار وتخرب الديار. ومن اصر عليها خشي ان يموت على غير الاسلام ويدخل النار. وهي اعظم المفاسد وعقوبتها اعظم من عقوبة الزنا فانها على روايتين عن الامام احمد احداهما حده كحد الزاني من جلد البكر وتغني به ورجم الثيب وجلده والرواية الثانية عن الامام احمد ان حده الرجم حتى يموت بكل حال. ولتعلم ان في زمننا هذا اناسا مزوجين ويحبون الزنا واللواط اكثر من نسائهم الحلال فنسأل الله العفو والعافية. فائدة واطوي بهيمة هل هو من الكبائر او من الصغائر فالذي ينبغي ان يكون من الصغائر لان ليس عليه فيه الحج. ويحتمل انه من الكبائر لانه يجب قتل البهيمة. وتحريم اكل لحمها او فيه مفسدة ومن الفائدة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى وتتعلق في وطئ البهيمة هل هو من الكبائر او من الصغائر وذكر ان الذي ينبغي ان يكون من الصغائر مع احتمال انه من الكبائر وسبب اختلاف اهل العلم في ذلك اختلاف في صحة حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ملعون من اتى بهيمة وهذا الحديث مما استنكره الحفاظ على عمرو ابن ابي عمر وهو الصحيح. فهذا الحديث لا يثبت. واذا لم يثبت هذا الحديث لم يكن في الادلة ما يدل على لان وطأ البهيمة من الكبائر. نعم. ومنها شرب الخمر من الكبائر وفيه الحد ثمانين ان كان حرا. واربعين ان كان عبدا هذا هو الصحيح من مذهب الامام احمد. والرواية الثانية يحد باربعين في حق الحر وعشرين في حق العبد. وفي الحد بوجود الرائحة اذا الم يتحقق الشكر روايتان عن الامام احمد رحمه الله ورضي عنه. ومنها السرقة من الكبائر ايضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ازني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. وقد اوجب الله عز وجل عليه قطع اليد وقطع اليد لا يكون الا في كبيرة الله اعلم بالصواب. ومنها قطع الطريق ايضا من الكبائر وهو اعظم من السرقة ومنها الردة من اعظم الكبائر. وذلك ان من سب الله تعالى او رسوله او جحد ربوبية الله عز وجل او جحد العبادات الخمس او احل ما يحرم او حرم ما يحل او انكر ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى الخلق عامة ونحو هذا. وقد ذكر في كتب الفقه كل ما يرد عن الاسلام. ولا شك ان المرتد يستتاب فان تاب والا قتيل وهل تقبل توبة الزنديق ومن تكررت ردته على روايتين؟ فائدة تسقط المعاصي بالحسنات ولا تسقط الحسنات بالمعاصي وتسقط الحسنات بالردة فان عاد الى الاسلام فهل تعود حسناته؟ فالصحيح انها لا تعود والله اعلم. قول المصنف رحمه الله تعالى وهل تقبل توبة الزنديق؟ المراد بالزنديق في لسان الفقهاء المنافق. وهذا لفظ اصطلح عليه اخر اهل الدلالة على المنافق وهو لفظ فارسي. وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في توبة الزنديق على اقوال هو انه ان تاب قبل القدرة عليه قبلت توبته ولم يجب قتله وان قدر عليه فانه يقتل حينئذ ومرادهم بقبول التوبة هنا فيما يتعلق بالظاهر لا فيما يتعلق بالباطن والمراد بالباطن ما بينه وبين الله عز وجل والظاهر ما يتعلق فيما بينه وبين الخلق. والعلماء متفقون على ان ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى الى الله عز وجل فامر توبته اليه. كما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله. ثم قوله فائدة تسقط المعاصي بالحسنات ولا تسقط الحسنات بالمعاصي. الصحيح ان الحسنات قد تسقط معاصي كما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك صلاة العصر ايش؟ حبط عمله فهذا اسقطت حسناته بفعل كبيرة من الكبائر وهي ترك صلاة العصر. فقد تكون السيئة العظيمة محبطة للحسنات. ثم ذكر ان الحسنات تسقط بالردة. فاذا كفر الانسان فان الحسنات تسقط فان عاد الى الاسلام فهل تعود حسناته ام لا؟ قولان لاهل العلم. الصحيح منهما انها تعود. لان شرط حبوط عمله اذا ارتد علق في القرآن بموته على الردة كما قال الله عز وجل في سورة البقرة قال ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. فجعل شرط حبوط عمله ان يرتد ثم يموت على اختار هذا ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله. نعم. ومنها السحر من الكبائر واعظمه الذي يركب المكنسة فتطير في الهواء ويحيي ويميت فانه يكفر ويقتل والذي يسحر بالادوية لا يكفر ولا يقتل لكن ما اتلف ظمنه وكذا من يزعم انه يخاطب ويحادثها ويجمعها فهي من الكبائر. ومنها التنجيم والطلسمانات والزندقة والابواب النارنجية. من الكبائر والله اعلم ومنها قتل نفسه من الكبائر وهي كبيرة عظيمة جدا. ومنها عقوق الوالدين من الكبائر وهي كبيرة عظيمة ملحقة بشرب الخمر نحوه ولو لم يحد فيه حج وعقوق الام اقوى من عقوق الاب لان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى بها ثلاثة. وبالاب مرة ومنها الغيبة والنميمة على خلاف فيهما فكونهما من الكبائر لما جاء في القرآن والاحاديث الصحاح وكونهما ليسا من الكبائر كون لا شيء فيهما قوله كون لا شيء فيهما اي لا حد فيهما. والصحيح من قولي اهل العلم ان الغيبة والنميمة من الكبائر لانها مما جاء عليه الوعد بالحجب عن الجنة ودخول النار. نعم. ومنها استحلال محرم كالميتة والذئب والقرد الحمار ونحوهم من الكبائر والله اعلم. ومنها اليمين الغموس من الكبائر خصوصا بالقرآن فان عند احمد رواية انه يلزم وهو بعدد كل حرف كفارة والمراد باليمين الخموس يعني اليمين الكاذبة سميت بذلك لانها تغمس صاحبها في الاثم وفي عقوبة ذلك الذنب. نعم. ومنها الرفض وهو بغض الصحابة او احدا منهم سواء ابو بكر او عمر او عثمان او علي او من كان فهي من الكبائر وهي كبيرة عظيمة واكبر من الزنا وشرب الخمر واكل الميتة واللواط والله اعلم. ومنها جحد شيء من صفات الله تعالى اوجحد انه ليس على العرش والكرسي ولا فوق السبع سماوات او انه لا ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا فهي من الكبائر قوله رحمه الله اوجحد انه ليس على العرش والكرسي. ظاهره انه يختار قول من يقول ان العرش هو الكرسي لانه جعلهما في لفظ واحد والصحيح كما تقدم ان الكرسي هو موضع القدمين كما ثبت هذا عن ابن عباس وابي موسى الاشعري رضي الله عنهما. نعم ومنها ان من كيف صفات الله تعالى او شبهه بخلقه او عطل او جسم او قال ان الله بكل مكان فهي من الكبائر. ومنها ان من جحد ان لله وجها او يدين او رجلين او انه يضحك او انه يراث الاخرة او جحد كبريائه او جماله واي شيء من باقي الصفات اذا هي من الكبائر ومنها ان من جحد ان الله يحيي ويميت ويرزق ويخلق ويضر وينفع ويهدي ويضل ويرحم ويغضب ويقدر الخير الشر وجميع الاشياء وان ليس بيد غيره ضر ولا نفع ولا شيء فهي من الكبائر. ومنها من لم يقل بعذاب القبر وعذاب النار وان جهنم حق والنار حق والجنة حق والصراط حق والبعث حق والنشور حق والساعة حق ومحمد حق وسؤال الملكين حق وجميع اصح من هذه الاشياء حق فهي من الكبائر والله اعلم. ومنها ان من لم يقل القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وجميع ما قيل فيه من انه غير كلام الله ونحوه. وقد ذكر في محله في كتبه فهو من الكبائر. هذه الانواع الخمسة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى مما يتعلق بالخبريات وهي الخبر عن الله سبحانه وتعالى ليس مراده انه لا فيما ثبت منها بل اذا جحد شيئا ثابتا فانه كافر فهي كبيرة مكفرة هذا هو الذي يليق بكلامه فان من جهد ان الله يحيي ويميت ويرزق ويخلق هذا الا ما هو كافر اتفاقا ومثلها بعض الاحكام التي ذكرها مما نقل الاتفاق على ان من اخذ بذلك فهو كافر فيحمل كلامه على ارادة اثبات كونه كبيرة وقد تكون كبيرة تخرج بصاحبها الى الكفر نعم. ومنها ان من لم يصلي الجمعة والعيدين والكسوف والاستسقاء وعلى الجنائز ويعتقده ويعتقد المسح على الخفين فهي من الكبائر قوله ومنها ان من لم يصلي الجمعة الى اخره يعني مجتمعة. لانه يريد بعض افرادها وانما يريد اذا اجتمع ذلك فيه معتقد اسقاطها. نعم. ومنها المتعة من الكبائر ومنها شهادة الزور من الكبائر ومنها لعب الشطرنج. على خلاف فيه صحيح انه من الصغائر ومنها مزمار الراعي والزمر ودف الصنج والسماع الشيطاني على خلاف فيهم والصحيح انه من طائر فصل قال ابن القيم في اخر كتاب اعلام الموقعين بعد ان ذكر اشياء من الكبائر ذكرناها منها قول الزور والزنا والشرك وقتل ولدي مخافة ان يطعم معه فصل ومن الكبائر ترك الصلاة ومنع الزكاة وترك الحج مع الاستطاعة والافطار في رمضان بغير عذر وشرب الخمر والسرقة والزنا واللواط والحكم بغير الحق واخذ الرشا على الاحكام. والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ولو القول على الله بلا علم في اسمائهم وصفاته وافعاله واحكامه وجحود ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله. واعتقاد ان كلامه وكلام رسوله لا يستفاد منه دين اصلا وان ظاهر كلامه وكلام رسوله باطل وخطأ بل كفر وتشبيه وضلال وترك ما جاء به لمجرد قول غيره الخيال المسمى بالعقل والسياسة الظالمة والعقائد الباطلة والاراء الفاسدة والاذواق والكشوفات الشيطانية على ما جاء به صلى الله عليه وسلم وضع المكوس وظلم الرعايا اي الاموال التي تؤخذ من غير وجه حق. فكل مال اخذ من غير وجه حق فهو معدود منها ومن جملتها الضرائب التي تؤخذ بغير وجه حق. اما ما اخذ بوجهه حق فلا يعد منه كما يرتب على قطع الاشارة فانه لا يكون من جملتها لانها عقوبة تعزيرية بالمال. فلما اذنب من قطعها قطعها مخالفا لامر ولي الامر عوقب بهذه العقوبة المقدرة في نظام ولي الامر. نعم. ووضع المكوس وظلم الرعاة والاستيثار بالفيء والكبر والفخر والعجب والخيلاء والرياء والسمعة وتقديم خوف المخلوق على خوف الخالق ومحبته على محبة الخالق ورجائه على رجاءه وارادة العلو في الارض والفساد وان لم ينل ذلك ومسبة الصحابة رضوان الله عليهم وقطع الطريق واقرار الرجل فاحشة في اهله وهو يعلم والمشي بالنميمة وترك التنزه من البول وتخنث الرجل وترجل المرأة ووصل شعر المرأة وطلبها ذلك وطلب الوصل كبيرة وفعله كبيرة والوشم والاستيشام والوشر والاستنشار. والنمص والتنميس والطعن في النسب. وبراءة الرجل من ابيه وبراءة الاب من ابنه ادخال المرأة على زوجها ولدا من غيره والنياحة ولطم الخدود وشق الثياب وحلق المرأة شعرها عند المصيبة بالموت وغيره. وتغيير الارض وهو اعلامها وقطيعة الرحم والجور في الوصية وحرمان الوارث حقه من الميراث واكل الميتة والدم ولحم الخنزير والتحليل المطلقات به والتحيل على اسقاط ما اوجب الله وتحليل ما حرم الله وهو استباحة محارمه واسقاط فرائضه بالحيل. قوله رحمه الله وهو تغيير منار الارض وهو اعلامها اي العلامات المنصوبة لبيان حدودها. فاذا غير احد منار الارض صار داخلا في هذه الكبيرة. وهل تغيير العلامات الموجودة في المخططة في اليوم من هذا ام لا؟ ما الجواب واضح السؤال؟ سؤال العلامات التي تحدد بها الاراضي في المخططات هل هي من تغيير الارض ام لا ها محمد طيب ها غيره الجواب ان يقال ان كانت تلك الاراضي محفوظة بمخططات ثابتة عند الجهات المختصة في تدبير الولاية اية سلطانية لم يعد ذلك من تغيير منارات الارض. كما يكون في المخططات السكنية. واما ان كانت الهيئات المسؤولة عن هذا الامر لا تملك خرائط تحدد بها الاراضي كحال الاراضي الزراعية في اكثر البلاد فهذا لا يجوز فيه تغيير الارض فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما فاذا وجدت العلة وجد الحكم واذا انتفت العلة انتفى الحكم. نعم بيع الحر واباق المملوك من سيده ونشوز المرأة على زوجها وكتمان العلم عند الحاجة الى اظهاره وتعلم العلم للدنيا والمباهاة والجاه على الناس والغدر والفجور في الخصام. واتيان المرأة في دبرها وفي حيضها والمن بالصدقة وغيرها من عمل الخير. واساءة الظن بالله في احكامه الكونية والدينية والتكذيب بقضائه وقدره واستواؤه على عرشه. وانه القاهر فوق عباده وان رسوله عرج به اليه وانه رفع المسيح اليه وانه يصعد اليه الكلم الطيب. وانه كتب كتابا فهو عنده على عرشه وان رحمته تغلب غضبه. وانه ينزل الى سماء الدنيا حين يمضي الشطر الليل فيقول من يستغفرني فاغفر له وانه كلم موسى تكليما وانه تجلى للجبل فجعله دكا واتخذ ابراهيم خليلا وانه نادى ادم وحواء ونادى موسى وينادي عباده يوم القيامة وانه خلق ادم بيديه وانه يقبض سماواته باحدى يديه والارض باليد الاخرى يوم القيامة. فصل ومنها الاستماع الى حديث قوم لا يحبون استماعه وتخبيب المرأة على زوجها العبد على سيده وتصوير صور الحيوان كان لها ظل او لم يكن وان يرى عينيه في المنام ما لم ترياه. واخذ الربا واعطاؤه والشهادة عليه كتابته وشرب الخمر وعصرها واعتصارها وحملها وبيعها واكل ثمنها ولعن من لم يستحق اللعن. واتيان الكهنة والمنجمين والعرافين والسحرة وتصديقهم والعمل باقوالهم والسجود لغير الله والحلف بغيره واتخاذ القبور مساجد وجعلها اوثانا واعيادا يسجدون لها تارة ويصلون اليها تارة ويطوفون بها تارة ويعتقدون ان الدعاء عندها افضل من الدعاء في بيوت الله التي شرع ان يدعى فيها ويعبد ويصلى له ويسجد. ومنها معاداة اولياء الله واسبال الثياب من الازار والسراويل والعمامة وغيرها. والتبختر في واتباع الهوى وطاعة الهوى وطاعة الشح. والاعجاب بالنفس واضاعة من تلزمه مؤنته ونفقته من اقاربه. وزوجته ورقيقه ومماته والذبح لغير الله وهجر اخيه المسلم سنة كما في صحيح الحاكم. من حديث ابي خراش السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم من هجر اخاه سنة فهو كقتله. واما هجره فوق ثلاثة ايام فيحتمل انه من الكبائر ويحتمل انه دونها. والصحيح ان هجره فوق ثلاثة ايام من الكبائر. لما روى احمد بسند حسن في ذكر المتصارمين قال قال فان مات على صرامهما لم يجتمعا في الجنة ابدا. فان ماتا على صرمهما لم يجتمعا في الجنة بدا ومثل هذا الوعيد يقتضي ان يكون ذلك كبيرة. نعم. ومنها الشفاعة في اسقاط حدود الله وفي الحديث عن ابن عمر يرفعه من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في امره. رواه احمد وغيره باسناد جيد. ومنها تكلم الرجل بالكلمة من من سخط الله لا يلقي لها بالا. ومنها ان يدعو الى بدعة او ضلالة او ترك سنة بل هذا من اكبر الكبائر. وهو مضادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ما رواه الحاكم في صحيحه من حديث المستورد بن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مستورد من شدة ما شاء الله عليك من حديث المستورد ابن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكل بمسلم اكلة اطعمه الله بها اكلة من نار جهنم يوم القيامة ومن قام بمسلم مقام سمعة اقامه الله يوم القيامة مقام رياء وسمعة. ومن اكتسى بمسلم ثوبا كساه الله ثوبا من نار جهنم يوم القيامة ومعنى الحديث انه توصل الى ذلك وتوسل اليه باذى اخيه المسلم من كذب عليه او سخرية او همزة او لمزة او غيبة والطعن عليه والازدراء والشهادة عليه بالزور والنيل من عرضه عند عدوه ونحو ذلك مما كثير من الناس واقع في وسطه والله المستعان. ومن منها التبجح والافتخار بالمعصية بين اصحابه واشكاله وهو الاجهار الذي لا يعافي الله صاحبه وان عافى من ستر نفسه. ومنها ان له وجهان ولسانان فيأتي القوم بوجه ولسان ويأتي غيرهم بوجه ولسان اخر. ومنها ان يكون فاحشا بذيا يتركه الناس ويحذر اتقاء فحشه. ومنها مخاصمة الرجل في باطل يعلم انه باطل ودعواه ما ليس له وهو يعلم انه ليس له. ومنها ان يدعي ان انه من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منهم او يدعي انه ابن فلان وليس بابنه. وفي الصحيحين من ادعى الى غير ابيه فالجنة عليه حرام وفيهما ايضا لا ترغبوا عن ابائكم فمن رغب عن ابيه فهو كافر. وفيهما ايضا ليس من رجل ادعى لغير ابيه هو يعلمه الا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلا بالكفر او قال عدو الله وليس كذلك الا حار فمن الكبائر تكفير من لم يكفره الله ورسوله ومنها ان يحدث حدثا في الاسلام او يؤوي محدثا وينصره ويعينه. وفي الصحيح من احدث حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ومن اعظم الحدث تعطيل كتاب الله وسنة رسول الله واحداث ما خالفهما ونصر من احدث ذلك والذب عنه ومعاداة من دعا الى كتاب الله سنة رسوله الى كتاب الله وسنة رسوله ومنها احلال شعائر الله في الحرم والاحرام كقتل الصيد واستحلال القتال في حرم الله منها لبلوس الحرير والذهب للرجال واستعمال اواني الذهب والفضة للرجال. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الطيارة شرك ان يكون من الكبائر وان يكون دونها. ومنها الغلول من الغنيمة. ومنها غش الامام والوالي الرعية. ومنها ان يتزوج ذات محرم منه او يقع على بهيمة ومنها المكر باخيه المسلم ومخادعته ومضارته وقال النبي صلى الله عليه وسلم ملعون من مكر بمسلم من او ضار به ومنها الاستهانة والحديث الذي ذكره المصنف ضعيف الا ان الكبيرة التي ذكرها ثابتة بادلة اخرى نعم ومنها الاستهانة بالمصحف واهدار حرمته كما يفعله من لا يعتقد ان فيه كلام الله من وطأه برجله ونحو ذلك ومنها ان يضل اعمى عن الطريق وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك فكيف بمن اضل عن طريق الله او صراطه المستقيم؟ هذا الفعل عده جماعة من اهل العلم من الكبائر لحديث ابن عباس ملعون من اضل اعمى وهو جزء من حديث ابن عباس الذي اشرنا اليه انفا وان الحفاظ استنكروه فلا يصح الحديث المروي في هذا. نعم. ومنها ان يسم انسانا او دابة في وجهها وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك. ومنها ان يحمل السلاح على اخيه المسلم فان الملائكة تلعنه. ومنها ان قولوا ما لا يفعل قال الله تعالى كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ومنها الجدال في كتاب الله ودينه بغير علم ومنها اساءة الملكة برقيقه وفي الحديث لا يدخل الجنة سيء الملكة. ومنها ان يمنع المحتاج فضل ما لا يحتاج اليه مما الم تعم يداه ومنها القمار واما اللعب بالنرد فهي من الكبائر لتشبيه لاعبه بمن صبغ يده في لحم الخنزير ودمه ولا سيما اذا اكل مال به فحين اذ يتم التشبيه فان اللعب بمنزلة غمس اليد واكل المال بمنزلة اكل لحم الخنزير. ومنها ترك الصلاة في الجماعة وهم كبائر وقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريق المتخلفين عنها ولم يكن ليحرق مرتكب صغيرة. ومنها ترك الجمعة وفي في صحيح مسلم لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. وفي السنن ناد جيد من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه. ومنها ان يقطع ميراث وارثه من تركته او يدله على ذلك علمه الحيل ما يخرج به من الميراث. ومنها الغلو في المخلوق حتى يتعدى به منزلته. وقد وهذا قد يرتقي من الكبيرة الى الشرك. وقد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اياكم والغلو فانما هلك من كان قبلكم بالغلو. ومنها الحسد وفي السنن انه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ضعيف. الا ان هذه الكبيرة ثابتة بغيره. نعم. احسن الله اليك. ومنها المرور بين المصلي ولو كانت صغيرة لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال فاعله ولم يجعل وقوفه عن حوائجه ومصالحه اربعين عاما كما في مسند بالزار خيرا له من مروره بين يديه والله اعلم. هذه الزيادة التي وقعت عند البزار في حديث الوقوف والوارد اصله في الصحيح زيادة والرواية الثابتة هي اربعين دون تقييد. وهذه قد وقعت في احد نسخ البخاري. الزيادة هذه اربعين عاما جاءت في احدى نسخ البخاري وهي نسخة الكشميهني فتكون صحيحة ولا ميب صحيحة؟ غير صحيحة ليه ها ابراهيم انه اولا رجل صالح وقد تفرد بروايته عن غيره. احسنت. لان الكشميه يعني رجل صالح ولم يكن من دهقنة الحديث. قد وقع له اخطاء في روايته لصحيح البخاري وخالف فيها الثقات من اصحاب الفرب منها هذه الزيادة ومنها زيادة انك لا تخلف الميعاد فما كان من هذا الجنس فهو من الضعاف. نعم. فصل وهذه الكبائر التي لا يرجى الخلاص منها الا بالتوبة النصوح. فمن اصر عليها لم يتب منها خشي عليه ومصيبته مصيبة عظيمة وجريمته ما مثلها جريمة. وربما يخشى على فاعلها من الموت على غير الاسلام او انه يخسف به او يمسخ او يموت بشؤم موتى من قتل او مرض يشق او نحو ذلك. ولو لم يمت كذلك فلينظر ما يجري للنفس من ازعاج الملائكة لها ونتنها وطرحها من السماء وسبها كلما مرت على ملأ وضرب الملائكة لها ونحو ذلك وهذا كله يهون عند الميزان وظهور الربح والخسران. وهذا يهون عند تطاير الصحف ذات اليمين وذات الشمال. وهذا يهون عند عذاب النار وهذا يهون عند غضب الجبار عندما يقول اخسئوا فيها ولا تكلمون فانظر ما تصنع بنفسك وانظر خلافه فصل فيهن اثم لكن يتطيب عند الطاعة. فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر. ولانه لما قال له الرجل الذي لقي المرأة واصاب منها كل ما يصيب الرجل من امرأته الا النكاح فامره ان يتوضأ ويصلي العصر فدل على انه يكفر هذا. والصلوات الخمس تكفر جميع الصغائر وكذا الوضوء. لان في الحديث اذا توضأ الرجل فاحسن الوضوء فاذا غسل يديه خرجت كل خطيئة عملها بيديه. واذا غسل وجهه خرجت كل خطيئة نظرها. واذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشى اليها وكذا الصيام يكفر الصغائر وكذا الحج لان في الحديث من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه وكذا الجهاد والصدقة والصلاة على الجنائز وصلاة التطوع وصدقة التطوع وحج التطوع وجهاد التطوع ونحوه فصل وهذه الدنيا ليس خلقت للدوام حتى يعمل الانسان فيها هذه الكبائر. فانها عن قليل تنفد وتزول. ويبقى التبعة على انساني فمن عنده ادنى عقل لم يفعل شيئا من هذا ويعتبر بالموت كيف يأخذ الناس واحدا بعد واحد. وينظر الى هذه الدنيا وسرعة تقلبها باهلها لكن الشيطان وهو الانسان يلقيانه في الخسران. كما قيل جنود المكاره اربع ما جندت لعظم شقاوته وبلائه الا لعظم اذا حركته ينكسر البيت. لعظم جنود المكاره اربع ما جندت الا لعظم شقاوتي وبلائي ابليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وهذه اعدائي؟ قال بعض السلف ما ترك ذكر الموت لنا قرة عين في اهل ولا مال. وكان الامام احمد رضي الله عنه يقول يا دار تخربين ويموت سكانك. كما قيل لقد نادت الدنيا على نفسها لو كان في العالم من يسمع كم واثق بالعمر افنيته وجامع بددت ما يجمع وقال بعضهم ذهب ذكر الموت بلذة كل عيش وسرور كل نعيم ثم بكى وقال واه لدار لا موت فيها فصل ومن ترك هذا فله النعيم المقيم في دار ذات ملك عظيم. لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها. ولا يفنى نعيمها ولا يبيد حسن واحسانها ادناهم له مثل الدنيا عشر مرات واعلاهم ينظر الى ربه بكرة وعشيا. بناؤها الدر والياقوت روى اسحاق بن عميرة عن بعض مشايخه قال الجنة مائة درجة اولها درجة فضة وارضها فضة ومساكنها فضة وترابها المسك والثانية ذهب وارضها ذهب ومساكنها ذهب وترابها ذهب والثالثة لؤلؤ وارضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وترابها المسك. وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا اذن سمعت. ولا خطر على قلب قال ومصدقه كلام الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين وعن المغيرة ابن شعبة سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل ما ادنى اهل الجنة منزلة. فقال هو رجل يجيء بعدما يدخل اهل الجنة الجنة فيقول له الرب تبارك وتعالى ادخل الجنة فيقول كيف يا ربي وقد اخذ الناس منازلهم واخذوا اخذاتهم فيقول اترضى ان يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول رضيت يا رب. فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله يقول رضيت يا رب فيقول لك ذلك وعشر امثاله ولك ما اشتهت نفسك وقرت عينك. قال فما اعلاهم منزلة؟ قال اولى اولئك الذين اردت غرست كرامتهم بيدي وخدمت عليها فلم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر. قال اصدقه كلام الله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. وفي الحديث ان ادناهم منزلة من ينظر الى خدمة وملكه مسيرة الف عام. وفي الحديث ان ادنى اهل الجنة منزلة من يستأذن ربه في ضيافة اهل الجنة. يقول يا ربي لو اذنت لي الاطعمتهم واسقيتهم. وحديث الذي يخرج من النار ويرى الشجرة واحاديث كثيرة في هذا الباب والله اعلم فصل وقد اوضحت لك الطريق فاختر لنفسك اي الطريقين اردت فان اردت الى جنة عالية قطوفها دانية وان اردت الى نار حامية وان اردت ان تؤتى كتابك بيمينك وتقول هاء مقرؤوا كتابية وهو في عيشة راض في جنة عالية. وان اردت ان تؤتى كتابك بشمالك وتقول يا ليتني لم اوت كتابية ولم ادري ما حساب يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني مالي هلك عني سلطانية. وان اردت ان تكون ممن فعلى وجهه في النار وان اردت تكون ممن جاوزوا مع الملائكة الكرام فقالوا لهم يا ملائكة الرحمن اين الصراط لا توزن فقالوا ابشروا فقد جاوزتم الصراط بالف عام. فصل ومن كان يعمل هذه المعاصي فلا يسلم عليه ولا يرد سلامه ولا يقام له ويهجر ولا يصلى خلفه ولا يهنأ ولا يعزى ولا يكرم. وهذا بخلاف في زماننا فان فيه يكرمون العاصي ويهينون العالم العامل الزاهد. والحمد لله وحده. قوله رحمه الله ومن كان يعمل هذه في المعاصي فلا يسلم عليه الى اخره بما تقرر عند اهل السنة من هجر اهل المعاصي والبدع واهل السنة مع فاعل الكبيرة وسط بين الخوارج والمعتزلة من جهة والمرجئة من جهة ثانية فان المرجئة لا يفرقون بينه وبين اهل الطاعة بشيء. والخوارج والمعتزلة تجعله الخوارج كافرا وتجعله المعتزلة في منزلة بين المنزلتين. واما اهل السنة فانهم يثبتون بقائه في دائرة الاسلام لكنهم يعزرونه بهجره. رجاء فيه عن ذنبه فان مقصود الهجر في الشرع هو طلب كف العاصي عن ذنبه. فاذا وجدت هذه المصلحة وجد مقصد الشرع اي في الهجر واذا لم توجد تلك المصلحة فان الهجر ينتفي ولهذا صار القول الصحيح في الهجر انه مناط بالمصلحة كما بينه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. فاذا كان العاصي اذا هجر ان كف وانزجر وتاب واناب كان ذلك ممدوحا واذا كان الهجر يزيده في معصيته ويجره الى التمادي فيها والمبالغة ان مصلحة الهدي تكون زائلة هنا فلا منفعة منه. نعم. فصل وهذه المحرمات لو تركها عوض خيرا منها فمن لا يصلي تراه بالقلة والذلة وتراه لو عمل ما عمل لم ترى معه بركة. وكذا من لم يصم ولم يزك ومن اخذ الربا فلو ترك هذا الربا لعوض بدله حلالا ولو ترك الزنا لعوض بدله حلالا ولو ترك السرقة لعوض بدله حلال ولو ترك المعاصي جميعها عوض بدلها حلالا. وما ترك احد شيئا لله الا عوضه الله خيرا منه. ولو لم يكن في الدنيا ففي الاخرة ولهذا الدعاء تارة يعجله الله لطالبه في الدنيا وتارة يعوضه خيرا منه وتارة يخليه له الى الاخرة ومن هذا حكاية المازني ان ذميا اعطاه مئة دينار على ان يقرئه كتاب سيبويه. فقال هذا كتاب باب يحتوي على ثلاثمئة اية وشيء من كتاب الله. وانا لا استحل امكن منها ذميا. فجرى ان غنت جارية قدام الواثق اظلوم ان مصابكم رجلا اهدى السلام تحية ظلم. فاختلف اهل المجلس في اعراب رجل فقال بعضهم بالرفع وبعضهم بالنصب واصرت الجارية على النصب وقالت قاله المازني فأوتي به فقال له الخليفة من اعرابه فقال نصبها واوصى له فاعطاه الف دينار. فلما ترك المئة دينار لله عوضه الله الف دينار. وحكي ان بعضهم لقي فدينار وهو فقير فعرفها فلقيه رجل فقال هي لي ووصفها فقال له كم تعطي والدها؟ فلم يعطه شيئا فقال اعطه عشر دنانير فلم يعطه شيئا. فقال اعطه خمسة فلم يعطه شيئا. فقال اعطه دينارين فلم يعطه شيئا. فقال اعطه دينارا فلم يعطه شيئا فدفعها اليه فلما دفعها اليه قال له والدي مات وخلف مالا كثيرا واوصى ان يتصدق ولا يتصدق حتى يحط في كيس ويرمى. فمن وجده ورده يدفع اليه مالا فدفع اليه مالا. وهذه قاعدة مضطردة ان من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه. وقد ذكر في كتاب روضة المحبين في هذا الباب شيئا كثيرا. وقد رأيت حكايات في هذا الباب لا تحصر. وقل ان يحيط بها بشر. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وكان الفراغ منه يوم الاثنين من شهر جماد الاول سنة ستين وثمانمائة على يد مؤلفها العبد الفقير الذليل الحقير الراجي عفو ربه القدير المعترف بالذنب والتقصير يوسف ابن ابن حسن ابن احمد ابن حسن ابن احمد ابن عبد الهادي المقدسي الحنبلي الجماعي وعفا الله عنه وعن المسلمين امين امين امين والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. هذه القاعدة التي اشار اليها المصنف رحمه الله تعالى جامعا بها معاني ما تقدم وهي ان من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه قد رويت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن عساكر وابي نعيم في كتاب الحلية بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما لكن في مسند احمد في هذا المعنى حديث لطيف رواه بسند صحيح عن رجل من اهل البادية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انك لن تدع شيئا اتقاء لله الا اعطاك الله خيرا طمنه انك لن تدع شيئا اتقاء لله الا اعطاك الله خيرا منه. وهذا المشهد من تفضل الله سبحانه وتعالى على العبد اذا ترك شيئا له هو من مشاهد شكره لخلقه. فان الله عز وجل يشكر خلقه اذا احسنوا. ومن شكر لمن اعرض عن معصيته ان يكرمه الله سبحانه وتعالى بضد ما ترك لاجله. فان ترك لاجله مالا تفضل الله سبحانه وتعالى عليه بمثله بل اكثر حلالا وهلم جرا وهذا الباب وهو الباب الكبائر باب من الابواب التي يغفل عنها طلاب العلم من جنس الرقائق والاذكار فان التفقه فيها قليل فينبغي ان يجتهد طالب العلم في التفقه في احكام الكبائر ومعرفة المسائل التي ذكرها اهل العلم رحمهم الله تعالى في هذا الباب ومن الكتب التي تصلح للحفظ والدرس كتاب الكبائر بامام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فانه كتاب جمع افأوعى مع اختصار حسن وتهذيب لطيف. فينبغي ان يحرص طالب العلم على حفظه واستشراحه. واذا رام ان يتوسع فان من اوسع كتب المصنفة كتاب الزواجر لابن حجر الهيثمي. وهو من الكتب التي كان لعلماء نجد عناية بها لما اشتمل عليه من علم نافع في هذا الباب قل نظيره في الكتب المصنفة في الكبائر وهذا اخر التقرير على هذا الدرس وبه بحمد الله نتم كم؟ الثلثين البارح ماذا قلنا شعرا وبعد الثلث هذا النصف تم ايوا به يدنو من الختم المصير. وبيت الليلة وفي الثلثين يا صاحبي ثناء. فما فرض سواها تطير فما فرض سواها مستطير. ايش معنى الشطر الثاني؟ يعني حضور الدرس فرض عين والفضل كفاية. ها سم ايش؟ على نصاب في فروض مقدرة احسنت اعلى نصاب في الفروض المقدرة في الفرائض كم؟ ثلثين ما في اعلى شيء من المقدرة الثلثين فمعنى قول الشاعر فما فرض سواها مستطير؟ الثناء هو الضياء والاستطالة معناها السطوع فلما ما كان الثلثان هما اعلى ما في فرائض من الفروض المقدرة قال الناظم في الثلثين يا صاحبي ثناء فما فرض سواها مستطير. ان شاء الله تعالى بعد الانفظام من الدرس للاخوان الذين يريدون ان يجلسوا لاختبار مسابقة المقروء يجلسون. وغدا ان شاء الله تعالى بعد العشاء مسابقة المسموع في شريط معالي الشيخ صالح ابن فوزان حفظه الله انا كفيناك المستهزئين. وفق الله الجميع لما يحبه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين