السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد جاء المجلس الثاني من الدرس الثاني من برنامج اليوم الواحد الثامن. والكتاب المقروء فيه هو القصد السديد على كتاب التوحيد العلامة فيصل ال مبارك رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان الى باب ما جاء في السحر. نعم. احسن الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا الحاضرين ولجميع المسلمين. قال امام الدعوة رحمه الله باب ما جاء في السحر وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له وفي الاخرة من خلاقه وقوله يؤمنون بالجبت والطاغوت قال عمر الجبت السحر والطاغوت الشيطان فقال جابر الطواغيت كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل ماريتهم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات وعن جندب مرفوع حج الساحل روضة بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف. وفي صحيح البخاري عن مجالة ابن عبدة قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاث سواحل وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها فقتلت وكذلك صح عن جندب. قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشارح رحمه الله قوله باب ما جاء اهل السحر قال ابو محمد المقدسي السحر هزائم ورقى وعقد تؤثر بالقلوب والابدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه ذكر المصاب رحمه الله تعالى حج السحر منقولا عن ابي محمد ابن قدامة المقدسي رحمه الله. وهذا الحد بيان لحقيقة السحر الاصطلاحية فان السحر ليس له حقيقة شرعية. وانما هو شيء تعارفت عليه العرب قبل الاسلام. وكان مبتدأ امره انه نوع من انواع مداواة الامراض ثم ازداد خطبه عندهم وعظم شأنه حتى دخله ادعاء الغيب والنفع والضر وغير ذلك من معتقداتهم فيه. وقد ذكر ابو محمد رحمه الله تعالى بعض حقيقة حده عندهم. فان السحر كما قال العزائم ورقى وعقد تؤثر لكنها مشروطة بنفس مع الاستعانة بالشياطين. فالجامع في تعريف السحر اصطلاحا اي يقال السحر اصطلاحا هو رقى ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين والعزائم اسم من اسماء الرقى. لانه يعقد فيها ويعزم على الشياطين بان تفعل ما ما يريده النافس من السحرة. نعم. احسن الله اليك. قوله وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه اي اختار السحر ما له في الاخرة اي الجنة من خلاق من نصيب. هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى على ما له في الاخرة من خلاق اي ما له في الجنة من نصيب احسن منه ما ذكره الطاهر ابن وعاشور في تفسيره ان هذا البناء موظوع لمن لا حظ له في الاخرة وهم الكفرة فكل شيء وصف بذلك فهو منسوب اليهم وهم منسوبون اليه. فالسحر كفر بدلالة هذه الاية لان الذين لا خلق لهم في الاخرة هم الكافرون وكل ما كان منسوبا اليهم فهو فعل من افعال الكفر واحواله. نعم. قوله وقوله يؤمنون بالجبس والطاغوت قال عمر جبت السحر والطاغوت الشيطان فقال جابر الطواغيت كهانا كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد هذا الاثر رواه ابن ابي حاتم عنوان ابن منبه قال سألت جابر ابن عبد الله عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون اليها قال ان في جهينة واحدة اسلم واحدة وفي هلال واحد وفي كل حي واحد وهم كهان كانت تتنزل عليهم الشياطين واسناد هذا الاثر جيد وهو لا يخالف ما قدم عن عمر في تفسير الطاغوت بانه الشيطان فان تفسير عمر هو المناسب للدلالة الشرعية في القرآن الكريم لكن جعل الكهان طواغيت كما ذكره جابر وباعتبار ما بينهم وبين الشيطان من الاتصال فالكهان اكتسبوا طاغوتيتهم من اعتمادهم على الشياطين واتصالهم بها. فلا يكون مخالفا لقول عمر ينبغي رده اليه لان قول عمر هو الذي تدل على صحته الاي. نعم. قوله اجتنبوا السبع الموبقات اي المهلكات. قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله هو ان يجعل لله ندا يدعوه ويرجوه ويخافه كما يخاف الله وبدأ به لانه اعظم الذنوب قال الله على ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. قوله وسعوا هذا وجه مناسبة الحديث للترجمة. قوله وقتل النفس التي حرم الله الا من حق ان حرم قتلها الا بان تفعل ما يوجب ذلك. كالردة والنفس بالنفس والزنا بعد الاحصان كما في الحديث الصحيح. لا يحل لامرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث للثيب الزاني والنسي بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. فقد قال الله تعالى ومن يقتل الله تناوله باي وجه كان قال الله تعالى الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا الايات وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعفا مضاعفات قاعدة واتقوا الله لعلكم تفلحون. قوله رحمه الله واكل الربا اي تناوله باي وجه كان مقصوده ان المحرم هو الربا مطلقا وهذا هو المراد بالتناول وانما ذكر الاكل باعتبار انه الاغلب وقد يفسر الشيء باغلب بما يكون فيه وقد جاء في القرآن ذكره باسم الاخذ ايضا وهو اوسع وضعا ودلالة. نعم. قوله قتل ماليته من يعني التعدي فيه وعبر بالاكل كما في الاية لانه اعم وجوه الانتباع قال الله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. قوله والتولي يوم الزحف اي الادبار عن الكفار وقت الزحام القتال. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم بالذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا بقتال او متحيزا الى فئة فقد جاء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير. قوله الايات التي ذكرها فيها ما يقتضي زيادة استثناء في الحد الذي ذكره. فالتولي يوم الزحف هو الادبار عن الكفار وقت التحام القتال دون داع مأجون به شرعا فان الاية استثنت في قوله الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فيكون ذلك غير داخل بالتولي يوم الزحف الذي انزل عليه الدم. نعم. قوله وقلب المحصنات الغافلات المؤمنات اي ام النساء العفائب الغافلات عما به من الزنا قال الله تعالى ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم مرفوع حد الساحل ضربة بالسيف وذي رواية عنه انه جاء الى ساحر فضربه بالسيف حتى مات وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حج الساحل ضربة بالسيف قوله وفي صحيح البخاري عن ابن عبدة قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاث سواحل وصحح عن قصة انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت وكذلك صح عن جندب قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني عمر قال الموفق للمغني وهل تقبل توبة الزنديق وان تكررت شدته ومن سب الله تعالى ورسوله والساحر على روايتين احدهما لا تقبل توبته ويقتل بكل حال والاخرى تقبل توبته كغيره انتهى. وكذلك السلف العلماء في قبول توبة الساحر فقال مالك لا تقبل توبته وقال الشافعي تقبل وقال مالك يقتل بمجرد تعلمه واستعماله وان لم يقتل به وان لم يقتل به قال ابو حنيفة والشافعي لا يرسل الا يقتل به يعني يقتل بسحره. احسن الله اليك. وان لم يقتل به قال وقال ابو حنيفة والشافعي لا يقتل ان قد لا ان قتل به فقال الشافعي ايضا انما يقتل الساحر اذا كان يعمل في سحره ما يبلغ الكفر. قال الشوكاني والارجح ما قاله الشافعي لان الساحر انما يقتل كفره قال والحق قبول التوبة. فيقال للمرتد ان رجعت الى الاسلام والا قتلناك وللساحر والكاهن والساب لله او لرسوله. او للاسلام او للكتاب او للسنة وللطاعة في الدين والزنديق قد كررت بعد اسلامك فان رجعت الى الاسلام والا قتلناك فهذه هي الاستجابة انتهى. ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى خلافا مرده ومقصوده في سياقه الى الاشارة الى الخلاف في الساحر هل ام يستتاب دون قتل؟ والمأثور عن الصحابة رضي الله عنهم فيما صح عنهم وهم عمر وحفصة وجند انهم قتلوهم ولم يستثيبوهم. فهذا اقوى من جهة الادلة وعليه قول امام الدعوة ومن تبعه من علماء هذه البلاد. ولا يمنع هذا ان تكون له توبة بينه وبين ربه سبحانه وتعالى ولكن المقصود امضاء الحد الذي رتب على السحر. وانما مأخذ الحد هو ارتكاب الكفر وليس مأخذ الحج ومنزعه. اعتداؤه على النفوس بالقتل. بل السحر كله كفر ولا السحر على الحقيقة المصطلح عليها المتقدمة الا بوجود الكفر. اما ما يلحق بالسحر وليس منه كالألعاب الخفية واشباهها فهذه انما تسمى سحرا باعتبار الدلالة اللغوية لان السحر في لسان العرب هو ما لطف وخفي سببه وذلك غير داخل في الحقيقة الاصطلاحية. والحقيقة الاصطلاحية للسحر هي كما تقدم يوفث فيها مع الاستعانة بالشياطين. وهذا لا يكون الا بالكفر. نعم. احسن الله اليك. قال امام الدعوة باب بيان شيء من انواع السحر قال احمد حدثنا محمد ابن محمد ابن جعفر حدثنا عوف عن حي اب العلاء حدثنا قمر بقميصه عن ابيه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العياثة والفرق والطيرة من الجبس قال عوف العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط بالارض والجبت قال الحسن رنة الشيطان اسناده جيد ولابي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود واسناده صحيح. من حديث ابي هريرة من عقد عقدة فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه. وعن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ملعضت هي النميمة قالت بين الناس رواه مسلم. وله ما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيانين سحرا. قال الشارح رحمه الله وقوله باب بيان شيء من انواع السحر اي في العيادة والطرد والطيارة وعلم النجوم والنفي العقد والنميمة والبلاغة قوله رحمه الله تعالى في تفسير قول امام الدعوة باب بيان شيء من انواع السحر اي كالعيافة والطرق والطيرة الى اخره اي باعتبار المأخذ اللغوي. فان هذه الانواع تسمى سحرا باعتبار الوضع اللغوي للسحر فان السحر ما قضي ولطف سببه ومنها ما يمكن رده الى الحقيقة الاصطلاحية كمن يعتقد في النجوم التأثير ومنها ما لا يكون راجعا الى الحقيقة الاصطلاحية. ومعنى قوله والبلاغة اي بيان الكلام الذي يلبس الحق بالباطل ويوقع الفرقة والخلاف بين الخلق. نعم. قوله ان العياثة والطرق والطيرة من اجل الطير اي التفاؤل باسمائها واصواتها وممرها قوله رحمه الله في تفسير طير اي التفاؤل باسمائها واصواتها وممرها هذا من زجر الطير والاصل في زجر الطير تحريكه وبعثه ومما يستدل به من الطير ايضا اسماؤها واصوات ومواقعها ومساقطها والوانها وغير ذلك. ومن اهل العربية من يجعل العيافة هي الحج والتخمين فالحجز والتخمين واعتقاد ما يكون في المستقبل يسمى ايضا الا ان اكثر العرب تريد المعنى الاول. نعم. والطرق الخط يخط بالارض ومنه الضرب بالحصاوة اما الطيرة فهي جاؤوا بالطير ونحوها وسيأتي الكلام عليها قريبا ان شاء الله تعالى. تقدم ان الطيرة لا تختص بالتشاؤم. ولكنه عظمها وجمهورها واما الطيرة فحقيقتها هي هي فعل ما يحمل على الاقدام او الاحجام. واكثره فلذلك اضيفت اليه فقيل الطيرة قوله من الجبت اي من السحر قوله والجبت قال الحسن الشيطان اي صوته قوله ولابي داوود قال الحسن رنة الشيطان اي صوته يعني صوت الشيطان فهؤلاء المذكورات فهؤلاء المذكورات في الحديث مما صوت الشيطان به وبثه بين الخلق والشياطين علمت الناس السحر ومن ذلك هؤلاء الثلاث. وفسرت الظنة بانها الصوت الحزين. ولا لا في المعنى المتقدم فكأن الشيطان حزن لما اصابه من اخراجه من الجنة وطرده من رحمة الله عز وجل فاحتال في الكيد للخلق وزين لهم هذه الامور. نعم. قوله ولابي داوود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وهو قوله ان العياذة والطلق والطيرة من الجبس قوله من اقتبس اي تعلم شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما ان كلما زاد من تعلم علم النجوم زاد في الاثم. قال شيخ الاسلام اذ قد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بان علم النجوم من السحر وقال تعالى ولا ينفع الساحر حيث اتى علم النجوم الذي يكون من السحر هو على اعتقاد تأثيرها. فان علم النجوم منه ما يتعلق بالتأثير ومنه ما يتعلق بالتسيير كما سيأتي والذي هو من السحر انما هو علم التأثير بالنجوم قوله وللنسائي من حديث ابي هريرة اي مرفوعا من عقد عقدة ثم نفذ فيها فقد تحار ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه ان تعلق قلبه شيئا بحيث يعتمد عليه ويرجوه وكله الله الى ذلك الشيء قوله الا انبئكم ملعونه هي النميمة القالة بين الناس قال في القاموس عوض بعضها كذب وسحر ونم وجاء بالافك والبهتان كاعظه فاعظه وفلان بهجه فقال فيهما لم يكن والعظة هو الكذب والبهتان والسحر والعاظم الساحر انتهى ملخصه وقال في النهاية الا انبئكم ملعظه هكذا يوافق بالحديث والذي جاء في كتب الغريب الا انبئكم وما العظة بكسر العين وغدم الضاد؟ وفي حديث اخر اياكم والعظة قال الخطابي قال الزمخشري اصلها العظة العظة اعلة من هائل فيها. العظة ها. اصلها العظة فعلة من العظة وهو البهت يقال بينهم عظة قبيحة من العظيهة انتهى وفي بعظ الاثار يفسد الكذاب والنمام يفسد الكذاب والنمام في ساعة ما لا ساحر في سنة ذكر المصنف رحمه الله تعالى الخلاف في ضبط هذه الكلمة والمختار ما جاءت به الرواية وانها والعضو عند العرب اسم من اسماء السحر. ومن جملة ما يدخل في معنى السحر النميمة. فالنميمة ترجع الى معنى السحر اللغوي من جهتين اثنتين. اولاهما انها تكون في خفاء وسر. وكذلك السحر انما يصنع في خفاء وسر. وثانيهما انها تحدث الفرقة والخلاف بين الخلق. وكذلك السحر نفرق بين الناس الى اجل وجود المشابهة بالسحر من هذين الوجهين جعلت منه. نعم قال ابن حزم اتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة وفيه دليل على انها من الكبائر قوله ان من البيان سحرا البيان البلاغة رحمه الله تعالى البيان بانه البلاغة والفصاحة. وليس هذا هو المراد لان الحديث خرج مخرج الذنب. وانما المراد بيان مخصوص وهو البيان الذي يلبس الحق بالباطل ويفرق بين الخلق فالبيان الملبس هو الذي ذم وجعل من السعر من السحر وليس كل بيان يذم. نعم. قال ابن جوحان صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم الرجل فان الرجل يكون عليه الحق وهو الحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القول ليامه فيذهب حقه وقال عمر ابن عبد العزيز لرب سأله عن حاجة فاحسن المسألة فاعجبه جوابه قال هذا والله السحر الحلال وقد قال الشاعر تقول هذا مجاهد النحل تمدحه وان تشاء قلت ذا قد يؤذن مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبير المجاج ما يخرج من الريق. نعم. فاذا كان البيان في توضيح الحق وتقريره وتبيين الباطل وتجنيده فهو ممدوح اذا كان في ظد ذلك فهو مذموم والله اعلم. قال امام الدعوة باب باب ما جاء في الكهار ونحوهم. روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه ولم تقبل له صلاة اربعين يوما. فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله الله عليه وسلم من اتاك عينا فصدقه ما يقول وقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود الاربعة والحاكم وقال صحيح على شرط من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولابيه على ابي سند عن ابن مسعود مثله موقوفا عن ابي حصين مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. من اتى كاهنا فصدقه ما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار باسناد جيد ورواه الطبراني في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله ومن اتى الى اخره قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل هو والكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبر عن مال الضمير فقال ابو العباس ابن تيمية العراف اسم الميكائي والمنجم والرمال ونحيهم ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق. وقال ابن عباس في قوم يكتبون وانظروا الى النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. قال الشارح رحمه الله قوله بعض ما جاء بالكهان ونحن كالمنجم والرمال قوله رحمه الله كالمنجم والرمال والعراف اي في اشتراكهم في دعوى الغيب فان هؤلاء جميعا يشتركون ففي دعوى الغيب لكنهم يختلفون في الطرائق التي ينتحلونها في معرفته. فالاختلاف طرائقهم اسماؤهم فالكاهن سمي كاهنا لانه يتكهن الاخبار التي تكون في المستقبل ويخبر عنها والمنجم سمي منجما لانه ينظر في النجوم ويخبر عما يكون والرمال سمي رمالا لانه يخط بالرمل ويستدل بخطه على ادعاء الغيب. والعراف سمي عرافا لانه يستدل بامور معروفة ظاهرة على امور مستقبلة غائبة. نعم. قوله عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم هي حفصة رضي الله عنها قوله من اتى عرافا فسأله عن شيء المصدقة بما يقول لم تقبل له صلاة اربعين يوما. قال النووي وغيره معناه انه لا ثواب له فيها وان كانت مجزئة بسقوط الفرض عنه. فالقبول المنفي هنا هو الثواب. فتصح منه ان انه لا يثاب عليها. والقبول المنفي في الشرع نوعان اثنان احدهما ما يكون المراد منه نفي الاجزاء. ومنه ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ والثاني نفي قبول الثواب ومنه هذا الحديث فتصح منه الا انه لا يثاب عليها. نعم. قوله من اذا كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ابو داوود قال ابو داوود باب ما جاء في الكهان حدثنا موسى ابن اسماعيل اخبرنا حماد حاء واخبرنا مسدد اخبرنا يحيى عنبر عن حماد ابن سلمة عن حكم عن حكيم الاخرم عن ابي تميمة عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا قال موسى في حديثه صدقه ما يقول اواتى امرأة قال امرأة موحى اضاءة او اتى امرأة قال مسدد امرأته في دبرها فقد برئ بما انزل على محمد فقد برئ مما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وفيه وعيد شديد لمن فعل ذلك وفيه النهي عن اتيان الكاهن ونحوه. قال القرطبي يجب على من قدر داء من قدر. على من قدر على ذلك محتسب وغيره ان يقيم ان يتعاطى شيئا من ذلك من الاسواق وينكر عليه مشد النكير وعلى من يجيء اليهم ولا يرتقوا بصدقهم في بعض الامور ولا بكثرة من يجيء من ينتسب الى العلم فانهم غير راسخين للعلم بل من الجهال بما في اتيانهم من المحظور انتهى وغالب هذه الافعال هي من استمتاع الانس بالجن وقد قال الله ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم. قوله وقال ابن عباس في قول يكتبون على جاد وينظرون للنجوم ما ارى من فعل ذلك لهم عند الله من خلاق اي من نصيب. كتابة ابجد لمن يدعي بها علم الغيب هو الذي جاء فيه اما تعلمها للتهدي والحساب فلا بأس به. قوله وينظرون في النجوم اي ويعتقدون ان لها تأثيرا. كما سيأتي في بابه ان شاء الله تعالى. كتابة ابي جاد المذمومة هنا المراد بها كتابة الحروف للتهجي مقطعة. والنظر في النجوم لاستدلال بها على الغيب. وهو يسمى عند اصحابه بعلم الحرث. وهم يستجلون بالحرف المقطع من كلمة على غيب بعد النظر في النجوم. وهذا هو الذي يتعلق به الدم. واما تعلم حروف التهجي المشهورة عند العرب في ابجد هوز الى اخره جائز واذا تعلمت كذلك للحساب فلا بأس به وهو المسمى بحساب الجمل. فان العرب جعلت من احرف اعدادا معروفة في حسابهم. نعم. قال الدعوة رحمه الله باب ما جاء في النشرة عند جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النصرة فقال هي من عمل الشيطان رواه احمد بهاد جيد وابو داوود وقال سئل احمد عن هذا قال ابن مسعود يكره هذا كله. وفي البخاري قلت لابن المسيب رجل به طب او طب او يؤخذ عن امرأته اي يحل عنه من الشرط قال لا بأس به انما يريدون به الاصلاح فاما ما ينفع فلم ينهى عن منتهاه روي عن الحسن انه قال لا يحل السحر الا ساحر قال ابن القيم المسحور حل السحر عن المسحور وهي نوعان حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن. فيتقرب الناشئ والمنتشر الى الشيطان بما يحبه يقول عمله عن المسحور بالرقية والتعوذات والادوية والدعوات المباحة فهذا جائز. قال الشارف رحمه الله قوله باب ما جاء في النشرة اي ما يباح منها وما يحرم قال ابن الجوزي يوصف حل السحر يعني المسحور ولا يكاد يقدر عليه الا من يعرف السحر ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله تعالى من معنى نصرة فيه تخصيص مطلقها بانها متعلقة بحل السحر بسحر مثله لقوله ولا يكاد يقدر وعليه الا من يعرف السحر وهذا هو المعنى الذي تعرفه العرب من النصرة فان النصرة عند العرب هي حل السحر بسحر مثل واما تسمية حل السحر بالرقى الشرعية نشرة فهذا بحسد انما مرجعه الى دلالة كلمة من لسان العرب لان النشر هو التفريق ومنه الحل. واما بحسب ما تعرفه العرب في تطبيبها قبل الاسلام من اسم النصرة فهي عندهم مخصوصة بحد السحر بسحر مثله وهي التي وردت في الحديث نعم. قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النصتين التي كان اهل الجاهلية يصنعونها. فقال هي من عمل الشيطان فقوله قال ابو داوود سئل عنها سئل احمد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله اي يكره النشاط التي هي من عمل الشيطان كما يكره تعليق التمائم المطلقة هو في البخاري عن قدادة قلت لابن المسيب رجل به طب اي سحر او يؤخذ عن امرأته اي يحبس عن دماعها اي يحل عنه او ينشطها قال لا بأس لا بأس به ما يريدون به الاصلاح فاما ما ينفع ولا ينهى عنه يعني ان المصحف لا بأس بها لانهم يريدون بها الاصلاح اي ازالة السحر ولم ينهى عما يراد به الاصلاح وهذا على ما لا يعلم انه سحر في قوله وهذا يحمل على ما يعلى على ما لا يعلم انه سحر اي ان ابن المسيب لم يرد حل السحر بسحر مثله. وانما اراد سعيد الرقى الشرعية. ولذلك قال فاما ما ينفع اي في دفع داء واما السحر فانه لا ينفع في دفع الداء لانه محرم والمحرم لا يتداوى به والمقصود فاما ما ينفع في دفع الداء من الرقى الشرعية فلم ينهى عنه. لان النبي صلى الله عليه وسلم انما نهى عن رقى مخصوصة وهي الرقى الشركية. واما ما عدا ذلك فلا بأس به. نعم. قوله وروي عن الحسن انه قال لا يحل السحر والا ساحر اي اي الحل الذي من عمل الشيطان وعليه ابن ابي سليم قال بلغني ان هذه الايات شفاء من السحر باذن الله تعالى يقرأ في اناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور الاية التي في سورة يونس فلما القوا قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله ان الله لا يصلح وعن المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون. وقوله فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. فاغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين او القي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون وقوله انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى وقال المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ليث ابن ابي سليم وهو احد اتباع التابعين وقول التابعي فمن بعده بلغني يريد به الشيء المأثور عن النبي صلى الله عليه فيكون هذا الحديث سيكون هذا الحديث معظلا بشيء من القرآن على وجه التخصيص له بعلة ان عرف بطريق التجربة كان جائزا فان انا شفاء فاذا عرف انه اذا استعمل منه صور معينة في دفع داء معين فنفعت جاز ان تنعت كدواء لهذا الداء. ولا يكون ذلك من ادعاء الغيب ولا بالاخذ بسبب غير شرعي ولا بل هذا سبب شرعي وقدري من الجهتين. فاما كونه شرعيا فذلك ان التداوي بالقرآن مما امر به واما كونه قدريا فذلك ان تجربة المجرب المداوي للناس علم منها ان هؤلاء الايات تنفع في شيء معين لكن لابد ان يكون ذلك مجزوما به بطريق التجربة. والتجربة شرطها التتابع والدوام فمن طال عمره في مداواة الناس وعرف ذلك بخبرته جاز ان ينعته ولا يكون ذلك مذموما ولا محرما فان التداوي بالقرآن ليس له حد معين. بحيث يتداوى به على نحو مخصوص دون غيره بل كل ما رجع الى هذا الاصل اذا لم يخالف الشرع كان ذلك جائزا. واما اذا خالف الشرع فانه لا يكون جائزا فمن علق مثلا شيئا من القرآن كتميمة منع منه لانه مخالف للشرع. نعم وقال ابن بطال في كتاب وهم منبه انه يأخذ سبع ورقات من سدر اخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ به اية الكرسي والقلاقل ثم يحصل منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجل اذا حبس عن اهله ذكر المصنف رحمه الله تعالى نقلا عن كتاب ابن بطال وهو شرحه على صحيح البخاري نقله ابن بطال من كتاب وهب بن منبه اليماني احد احد كبار التابعين من اهل اليمن. وهذا من جنس ما تقدم من التداوي بالاسباب المأذون بها اما شرعا واما قدرا. وقوله ويقرأ فيه اية الكرسي والقلاقل القلاقل اسم لما استفتح من السور بقوله تعالى قل ومنهم من جعله اسما لكل اية استفتحت قوله تعالى قل والمذكور هنا مخصوص فهل هنا عهدية فان الطلاق التي تستعمل في دفع الادواء عند الرقية بها هي سورة الاخلاص والمعوذتين فهي المرادة بقوله القلاقل. نعم. قال الحافظ وممن صرح بجواز النصرة للمسجد صاحب الشافعي وابو جعفر الطبري وغيرهم ثم وقفت على صفة النشرة في كتاب الطب النبوي لجعفر المستغفري قال وجدت في خط نصوح نصوح بن واصل على ظهر جزء من تفسير احمد البخاري قال قتادة لسعيد بن المسيب رجل به طب اخذ عن امرأته ايحل عنه او ينشر يحل له او يناشر قال لا بأس انما يريد به الاصلاح اما ما ينفع فلم ينهى عنه. قال مسوح النسائي بن حماد بن شاكر ما الحل وما وما النشرة؟ فلم اعرف ما قال فقال هو رجل اذا لم يقدر على مجامعة اهله واطاق ما سواها فان المبتلى بذلك يأخذ الحزمة قضبان وبئسا ذا ويضعه في وسط تلك الحزمة ثم يؤجل نارا في تلك الحزمة حتى اذا ما حمي البأس استخرجه من النار وبعد على حده فانه يبرأ باذن الله تعالى واما المشرط بانه يجمع ايام الربيع ما قدر عليه بورود المغارة وورود المساكين. ثم يلقيها في اناء نظيف ويجعل فيها ماء عزبا. ثم يغلي ذلك الورد في الماء يسيرا ثم يمهل ثم يمهل حتى اذا نثر الماء افاض عليه فانه يبرأ باذن الله تعالى انتهى والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا نقلا عن الحافظ ابن حجر فيفتح الباري صفة للنصرة مأخوذة من كتاب الطب النبوي جعفر لجعفر المستغفر رحمه الله تعالى ذكرها عن حماد ابن شاكر احد رواة صحيح البخاري عنه. وهذا الذي ذكره حماد في حد الحل والنشرة هو بعض حجها. فان الحل والنصرة اصلها فك السحر عن المسحور. ومن طرائق ذلك ما ذكره حماد بن شاكر. وهذا ان كان فيما من طريق التجربة وصار سببا قدريا عند العارفين به امكن القول به. واما ان يقال ذلك تخرصا وظنا دون بينة من التجربة فهذا لا يعول عليه. ومعنى قوله فان المبتلى يعني الممنوعة بالسحر من اتيان اهله يأخذ حزمة قضبان اي حزمة من الحطب ثم يضع فيها له حديدة من جهتين فهو ممتد من جانبيه. ثم يوقد النار عليه حتى يشتد حر الفأس ثم يستخرجه ثم يبول على حره وهذا اذا عرف من طريق التجربة اي بمعنى انه ينحل السحر عنه كان من الاسباب القدرية. فانه قد يكون السحر الذي عقد له والجن الذي وكل به يكون ملاحظا له عند ظهور فرجه فاذا اظهره على وجه الحيلة له ثم فعل هذا فربما حصل له حرق بالنار. وهذا اذا علم بطريق صحيح امكن اما اذا كان دعوة مجردة فانه لا يمكن ذلك ومثله الدواء الذي بعده مما ذكره من جمع الوردي وغليه ثم اذا فتر افاض الماء عليه هو من جنس ذلك. والاسباب القدرية طريق ثبوتها التجربة المستديمة واما مجرد دعوة فانها لا تثبت بذلك. والقدر قد يثبت به دواء لم يثبت الشرع فليست اسباب مقصورة بالاسباب الشرعية بل هناك اسباب شرعية وهناك اسباب قدرية لكن شرط القدر دوام تجربتي وامكان الاطلاع اما الدعوة لذلك بمجرد وقوعه مرة او مرتين او ثلاثا او نسبة ذلك الى ما لا يخفى فهذا لا يؤخذ به. كمن يدعي مثلا ان الجن تخاف من الذئاب وان الذئاب تأكلها فهذا لا يؤخذ به ولا يكون ثابتا بالتجربة لانه اخبار عن حال غيب من الجن من اكل الذئاب الجن. وهذا لا علم لنا به لان الجن عالم خفي. نعم. احسن الله اليك. قال امام الدعوة رحمه الله باب ما جاء في التطير قول الله وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. فقوله قالوا قائض معكم الاية عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر اخرجه زاد مسلم ولا نوى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا ومن فوق الفأل؟ قال الكلمة الطيبة ولابي قال ذكرت الطيارة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها البأد ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره يقل اللهم لا يأتي من حسناتي الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وله من حديث ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره من قول ابن مسعود. ولاحمد من حديث عبدالله بن عمرو من ردته عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل ابن عباس انما ما امضاك او ردك قال السامح رحمه الله قوله باب ما جاء في التطيب اي من النهي عنه والوعيد فيه قوله وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله اذا بينوا معنى هذه الاية في مثل ما قبلها قال الله تعالى ولقد اخذنا الة ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائر عند الله اي من قبل الله. قال ابن عباس طائرهم ما قضى عليهم وقدر لهم. ولكن اكثرهم لا يعلمون ان الذي اصابهم من الله اي انما الشؤم من قبله بكفرهم. قوله وقوله تعالى قالوا طائركم مغائركم معكم. يتبين معناها بذكر ما قبلها واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون. فقالوا وانا اليكم مرسلون. قالوا ما انتم الا بشر بالدنيا وما انزل الرحمن من شيء. ان انتم الا تكذبون. قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمغسلون لكم ولا يمسنكم منا عذاب اليم. قالوا طائركم معكم تشاءوا تشاءوا منا بكم. لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ولا يمسمنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم بان يعني شؤمكم معكم بكفركم اي اصابكم الشؤم من قبلكم ائن ذكرتم اي من اجل انا ذكرناكم بالله وامرناكم بتوحيده بل انتم قوم مسرفون مشركون مجاوزون للحج الترجمة ان التطير من عملها الجاهلية المشركين وقدمهم الله تعالى قوله رحمه الله وقد ذمهم الله تعالى ومقتهم اي باكذابه لهم كما قال تعالى في الاية الاولى الا انما طائرهم عند الله. وقال في الاية الثانية طائركم معكم. والمقصود بالطائر هنا هو القدر المقضي. فاكذبهم الله سبحانه وتعالى في دعوى اذا لحقتهم سيئة بالمؤمنين. واخبر ان طائرهم وهو القدر الذي قضاه الله سبحانه وتعالى عليهم هو ملازم لهم. فوجه ذكر الايتين للدلالة على ابطال الطيرة هو ان العبد قد قدر عليه ما قدره الله سبحانه وتعالى فلا يغير قدر الله شيء متوهم كما يتوهمه من يتوهمه بالطيرة وليس المقصود بالطائر هنا الطيرة ان الطيرة معكم وانما المقصود ان قدركم مع كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي قدره الذي قضاه الله سبحانه وتعالى عليه نعم. قوله لا يعدها ولا غيرة ولا هامة ولا غول. قال العلماء وقوله لا عدوى اي على الوجه الذي يعتقده اهل من اضافة الفعل الى غير الله تعالى. وان هذه الامور تعدي بربعها والا فقد يجعل الله بمشيئته مخالفة به شيء من الامراض سببا لحدوث ذلك. ولهذا قال في اخر هذا الحديث وفر من المجزوم كما تفر من الاسد. فقال لا يورد كن على مصح وقال للطاعون من سمع به في ارض فلا مثل ما قرأ الاخ لا يولد ممرض على مصح وضابطها ان كل ما يشكل فيها فهو مكسور. فتقول لا يورد بكسر الراء وتقول ممرض ولا تقول ممرض بكسر الراء فتقول المصح لكزه الصاد ولا تقول مصح. نعم. وقال في الطاعون من سمع به في ارض في ارض فلا يقدم عليه. فكل ذلك بتقدير الله تعالى وقضائه والعبد مأمور باتقاء اسباب الشر والله سبحانه هو خالق الاسباب والمسببات لا خالق غيره ولا مقدر سواه فقد رواه ابو داوود الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بيد مجدوم فادخلها معه بالقصعة ثم قال قل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه وهذا محمول الا من قوم يتوكله فان اصابه شيء لم يقل له اني لم افعل لم يصبني. وفي الحديث الاخر احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. فان اصابك شيء فلا تقل له اني حيث كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان له تفتح عمل الشيطان قوله ولا ضيرة الا تأثير لها فلا تصدكم قوله في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم ولا طيرة اي لا تأثير لها فلا تصدكم فالمنفي هنا نفي الوجود فلا يوجد طيرة ينشأ منها تأثير على العبد في الاقدام او الاحجام والنفي ابلغ من فهو يتضمن النهي وزيادة وذلك لابطالها اصلا. نعم. قال الحافظ واصل التطير انه هم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فاذا خرج احدهم لامر فان رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر وان رآه قال يسرة تشاءم به ورجع وربما كان احدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك انتهى. قوله منقولا عن الحافظ فان رأى الطير طار يمنة من تيمن به اي طلب حصول اليمن بذلك واليمن هو البركة والخير. وان وان طار يسرى تشاءم به اي رأى وقوع الشؤم به. والشؤم هو الشر والبلاء. نعم. وكان بعض الجاهلية ينكرون ذلك قال الشاعر الزجر والطير والكهان كله مضللون ودون الغيب اقفال. قوله لا هامة الهامة البومة قال ابن الاعرابي كانوا يتشائمون بها اذا وقعت على بيت احدهم يقول نعت الي نفسي او احدا من اهل داري فجاء الحديث بنا في ذلك وابطاله قوله ولا صبر كان اهل الجاهلية يتشائمون بشهر صفر فافضل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قوله ولا نوء ولا غولنه الواحد الانواع اي لا تأثير له وسيأتي على ذلك في بابه ان شاء الله تعالى والغول واحد الميلان وهو جنس من الجن والشياطين اي لا تستطيعوا ان تضل احدا من ذكر الله والتوكل عليه وبالحديث الاخر ولا ولكن السعالي سحرة الجن. وفي الحديث الاخر اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان. اي ادفعوا شرها بذكر الله. قوله لا عدوى ولا طيرة ويعجب قالوا وما الفئل؟ قال الكلمة الطيبة. قال ابو السعادات الفأل فيما يسب ويسوء. والطيرة تكون الا فيما يسهو. وربما استعملت فيما يسر. قولوا رحمه الله والغول واحد الغيلان وهو جنس من الجن والشياطين. كانت تدعيه العرب. فان العرب جعلت من جنس جنسا سموه بالغول والمراد به شيء يعرض للناس في طرقهم فيضلهم ويضيعهم عن طريقهم التي يسلكون. فابطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وليس المراد نفي جنس الجن والشياطين ولكن المنفي هو ما كانت تخوف به العرب وتدعيه في نوع يزعمونه بينهم. نعم. قوله ذكر في الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل. ولا تود فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. قال النووي الفأل يستعمل فيما يسوء وما يسره واكثره في السرور لا تكون الا في الشؤون وقد تستعمل مجازا في السرور. قال الحافظ وكأن ذلك بحسب الواقع واما الشرع فخص الطيارة بما يسوء والفعل بما يسر ومن شرطه الا يقصد اليه فيصير من الطيارة. قال ابن مقال جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والانس بها كما جعل فيهم المنظر الانيق والماء الصاهي ان كان لا يملكه ولا يشربه. اخرج الترمذي وصاره من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج لحاجته ان يسمع يا نجيح يا راشد يا نجيح يا نجيح يا راشد اخرج ابو داوود بسند حسن عن بريدة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء وكان اذا بعث عامل يسأل عن اسمه فاذا اعجبه فرح به وان كره اسمه رؤيا كراهية ذلك في وجهه. قال الحميمي وانما كان صلى الله عليه وسلم يجيبه البال لان تشاءم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق. والتفاؤل بحسن ظن به والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما منقولا عن جماعة من اهل العلم اراد به بيان الفرق بين الطيرة والفال والمقطوع به ان ان الفأل ليس من الطيرة. وليس الحديث المروي احسنها الفان على وجهه فلا يراد ان الفال من جنسه الطيرة. ولكن بينهما اشتراكا مع وجود اختلاف. فالطيرة هي ما على الاقدام او الاحجام. واما الفال فليس حاملا ولكنه منشط. فان الانسان يقدم على عمل او بحسب ما يرى ثم يعرض له شيء يتفائل به فيكون منشطا له على ما اختاره فيكون قد شرع في امره مقدما عليه او تركه مجما عنه ثم سمع كلمة حسنة او رأى شيئا حسنا تدلى به فرحا على ما انتهى اليه اجتهاده. فالفرق بينهما ان الطيرة محركة باعثة واما الفال فليس محركا باعثا ولكنه منشط تحصل به للعبد طمأنينة. فلاجل وجود مشترك بينهما نسب احدهما الى الاخر والا عند تحقيقه النظر باعتبار وضع الشرع فان الفال شيء وطيرته شيء اخر وقول القارئ قال قال الحليم هذا هو الصواب في ضبطه واما الشائع من ضبطه بقولهم قال الحليمي فهذا غلط وهو صاحب كتاب المنهاج في شعب الايمان وهو من اعظم الكتب القديمة المصنفة في شعب الايمان بلى البيهقي رحمه الله تعالى كتاب الشعب. نعم. قوله عن ابن مسعود مرفوعا الطيارة شرك. الطيارة شرك اي ما فيها من تعلق القلب على غير الله قال في شرح السنن وانما جعل الطيرة من الشرك لانهم كانوا يعتقدون انها تجلب لهم نفعا او تدفع عنهم ضرا اذا عملوا بموجبه قوله وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل هذا من قول ابن مسعود اي ما منا الا قد وقع في قلبه شيء من ذلك ولكن الله يذهبه بالتوكل لما توكلنا على الله بجلب النفع ودفع الضر اذهبه الله عنا وفي بعض الاثار ثلاث لا يسلم منهن احد. الطيرة والظن والحسد فاذا تظيرت فلا ترجعوا واذا حسدت فلا تبغي واذا ظننت فلا تحققه. قوله ومن ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك. قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وفيه دليل على انه اذا قال ذلك وتوكل على الله ومضى لم يضره ما وقع في قلبه. قول هذا الحديث المروي في كفارة الطيرة وروي فيها حديث اخر لا يصح. نعم. قوله انما الطيرة ما امضاك او ردك هذا حد الطيرة المنهي عنها قال كنا جلوسا عند ابي عباس فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم خير خير. فقال ابن عباس لا خير ولا شر. هذا الذي في هذا الاثر الذي رواه الدينوري في الدينوري في كتاب المجالسة باسناد ضعيف لا يزال موجودا عند الناس في قوله خير يا طير فان هذا من كلام العرب الاولى عندما كانت تتطير بالطيور. نعم. قال الامام رحمه الله وبعض ما جاء في التنجيم قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن غير ذلك اخطأ وضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به انتهى. وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ذكره حرب عنهما ورخص بمنازل احمد واسحاق وعن ابي موسى قال قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم بسحر رواه احمد وابن حبان في صحيحه قوله بعض ما جاء بالتنجيم قال شيخ الاسلام والاستدلاء بالاحوال الفلكية على الحوادث الارضية او الذي ذكره شيخ الاسلام في حد التنجيم هو بعض حقيقته. والتنجيم هو النظر في النجوم للاستدلال بها على التأثير او التسيير والنظر في النجوم للاستدلال بها على التأثير او التسيير. فمنها ما يكون مقصوده معرفة التأثير ما يكون بادعاء الغيب وهذا شرك وكفر. ومنها ما يكون على ارادة معرفة حركة وسير الكواكب لما يكون من الاحوال وتغير الاهوية والرياء. او معرفة الجهات ومنها القبلة. وهذا جائز عند جمهور اهل العلم خلافا لمن منعه. نعم. قوله قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث. زينة السماء ورجوع من الشياطين كما قال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. قوله وعلامات يبتدى بها كما فقال تعالى وبالنجم هم يهتدون. واخرجه الخطيب في كتاب النجوم عن قداسة ولفظه قال انما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال. جعلها زينة للسماء لها علامات من ادابها وجعلها للشياطين. فمن تعاطى بها غير ذلك وقد قال برأيه. واخطأ حظه واضاع نفسه وتكلف ما لا علم له به وان جهالة بامر الله. جهلة بامر الله قد احدثوا في هذه النجوم كيهانة من من اعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا من سافر للنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ولا عمري ما من نجم الا يولد به الاحمر والاسود والطويل والقصير والحسن والذميم وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائرة بشيء منها على الغيب ولو ان احدا علم الغيب لعلمه ادم الذي خلقه الله واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء وعن رجاء من حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما اخاف على امتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيد الائمة. رواه عبد ابن حميد. قوله وحيث الائمة اي ظلم الائمة. فالحيث الظلم. نعم قوله وكره قدادة تعلم منازل القمر يعني هي على الثمانية والعشرين المعروفة ولم يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ورخص في تعلم منازل احمد واصحابه قال الخطابي اما علم النجوم الذي يدرك كالمشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة تعلم وتعلم به جهة القبلة فانه وغير داخل فيما نهي عنه. وقال غيره والمأذون في تعلمه التسيير التسيير لا علم التأثير. فانه بعضهم محرم قليله وكثيره. واما واما تسيير فيتعلم منه ما يحتاج ومعرفة القبلة والطرق جائز عند الجمهور قوله ثلاثة ما يدخلون الجنة مدمن الخمر قاطع الرحم مصدق بالسحر هذا من نصوص الوعيد التي تيأس له تأويلها وقالوا امروها كما جاءت قال الخطابي علم نجوى من بنيه عنه وما وما يدعيه اهل بنعمك وان الحوادث التي ستقع في مستقبل الزمانات اوقاته بالرياح ومجيء المطر وتغير الاسعار وغيره معناها من الامور التي يزعمون انها معرفتها بمسيرة بمجاريها واجتماعها وافتراضها يدعون ان لها تأثيرا في السفليات وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاطي لعلم قد استأثر الله به لا يعلم الغيب سواه انتهى لا والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في حديث ثلاثة لا يدخلون الجنة ان هذا من نصوص الوعيد التي كره السلف تأويلها وقالوا امروها كما جاءت وليس مراد السلف بكراهة تأويلها عدم الوقوف على معانيها فان المقصود من الكلام معناه ليس الفاظه. وانما المقصود المبالغة في ايضاح معانيه حتى يهون ما جاء فيها من الزجر والوعيد. فمن يبالغ في تفصيل ذلك لعوام الناس واحادهم ان يقول مثلا وليس المراد بعدم دخولهم الجنة انهم لا يدخلونها ابدا وانما يؤخرون عنها الى اخر مثل هذه العبارات التي تهون الوعيد الوارد. واما من جهة فهم المعاني وترتيب الاحكام على ذلك فلا بد من ادراكه. لان هذا الامر ومن علم الشرع الذي ينبغي فهمه. فكراهة السلف تحمل على الامر الاول اي المبالغة في تفصيله حتى يهون الوعيد الوالد فيه وتستسهله النفوس. ثم نقل المصنف رحمه الله تعالى كلاما عن الخطاب في بيان ما ينهى عنه من علم النجوم والذي ينهى عنه من علم النجوم هو كما تقدم علم التأثير. وعلم التأثير يكون شركا وكبرا في حالين اثنتين. الحال الاولى اذا اعتقد ان هذه النجوم مؤثرة مسببة بنفسها وثانيها اذا اعتقد انها مرشدة للغيب دالة عليه. فهذان اعتقادان اعتقادان كفريان واما الاعتقاد ان حركة الكواكب والنجوم تؤثر في بعض الحوادث الارضية كالمد والجزر والكسوف والخسوف فاختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى ذلك من جملة التأثير المنهي عنه المحكوم بكفره ام لا؟ والصحيح ان اعتقاد ان النجوم والكواكب تأثيرا في الحوادث الارضية جائز اذا تيقن ذلك كما ذهب اليه شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله والله خلافا لائمة الدعوة النجدية فان من المقطوع به ان القمر اذا قرب وعودا من الارض اكثر في المد والجزر. وكذلك اذا عرظ له اختلاف وائتلاف مع الارض والشمس حصل الخسوف فما امكن العلم به من ذلك كان القول بوقوعه جائزا واما المبني على التخرص والتوهم فان انه لا يجوز القول به ومنع ائمة الدعوة منه وتحريمهم له مقصودهم منه حسم مادة الشرك. لان لا الناس بذلك. نعم. قال امام الدعوة رحمه الله باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع. فقول الله تعالى ويجعلون رزقكم انكم تكذبون. فعن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونه الفخر بالاحساب والطعن بالانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة. وقال النائحة اذا لم قبل موتها تقاوم يوم القيامة وعليها سربال منقذران ودرع من رواه مسلم وله ما عن زيد ابن خالد رضي الله عنه قال قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من لما انصرف اقبل على الناس وقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال قال اصبح من اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ذلك مؤمن بي كافر من كوكبه. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكبه. وله ما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم لقد كذا وكذا فانزل الله هذه الاية فلا اقسم بمواقع النجوم الى قوله تكذبون. قال الشارح رحمه الله قوله باب الاستشقاء بالانواع من الوعيد والمراد نسبة السقيا ومجيء المطر الى انواع وهي منازل القمر. قال ابو السعادة وهي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة منزلة منها ومنه قوله تعالى والقمر قدرناه منازل يسقط في الغرب في كل ثلاث عشر ليلة منزلة مع طلوع الفجر وتطلع اخرى مقابلتها ذلك الوقت من المشرق تنقضي جميعها مع انقضاء السنة وكانت العرب تزعم ان مع سقوط المنزلة وطلوع غدر بها يكون مطر وينسبونه اليها مطرنا بنوء كذا وكذا وانما سمي نوء لانه اذا سقط الصابط منها انا الطارع بالمشرق اي نهض وطلع وطلوع رقيبها اي لا يقابلها من المنازل فانه رقيب باعتبار المقابلة له. واصل النوم يقع بالسقوط لا ما يقع وان كان احدهم يسمى غالبا والاخر يسمى شارقا. نعم. قوله وتجعلون رزقكم اي شكركم انكم تكذبون تقولون مطرنا بنجم كذا وكذا قوله اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن اي ستفعلها هذه الامة مع كونها من اعمال الجاهلية المذمومة وبالاحساب اي التعاون مع الناس بالاباء ومآثرهم والطعن بالانساب اي الوقوع فيها بالعيب والتنقص ولما عير ابو ذر رضي الله عنه ولما عير ابو ذر رضي الله عن رجل بامه اي قال له يا ابن السوداء قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية. وقد قال الله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير قوله والاستسقاء بالنجوم اي نسبة النظر الى النوء بقولهم مطرنا بنجم كذا وكذا فان اعتقد ان له تأثيرا في انزال المطر فهو شرك وطهر قوله اي رفع الصوت قوله فان اعتقد ان له تأثيرا في انزال المطر فهو شرك وكفر اي ان اعتقد ذلك اعتقادا تسبيب ومراده بالشرك والكفر هنا هو الشرك الشرك والكفر الاكبر. فاذا اعتقد ان النوء مسبب بانزال المطر فهذا شرك وكفر اكبر. والذي في الترجمة انما هو نسبة المطر الى النوم كما سيأتي في كلامه وهي نسبة تسبيب وهي نسبة سبب وليست نسبة تسبيب. نعم. قوله والنياحة اي رفع الصوت بالندب على الميت لان ذلك تسخط بقضاء الله وقدره قوله والنبي قوله رحمه الله والنياحة رفع الصوت بالندب على الميت فالنياحة هي رفع الصوت بالبكاء والعويل اما الندو فهو تعداد شمائله وفضائله. فالنياحة شيء والندب شيء اخر وغالبا ما يقترنان ذلك قرن بينهما المصلي والا فالنياحة هي رفع الصوت بالبكاء والعويل. نعم. قوله والنائحة اذا لم تلغ قبل موتنا يوم القيامة وعليها سربان من قطران ودرع من جرب فيه وعيد شديد على من فعل ذلك وفيه تنبيه على ان التوبة تكفر الذنوب قوله صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي صلى بها صلاة الصبح بحديبته على اثر سماء كانت من الليل اي على اثر مطر فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم رسوله اعلم قال قال اصبح من عباده مؤمن به وكافره. اما من قال الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكبه. واما من قال مطرنا بنوع كذا فذلك كافر به مؤمن ملكه كافر. قال القطبي وكانت العرب اذا طلع رجل من المشرق وسقط اخر من المغرب. فحدث عند ذلك مطر او ريح فمنهم من ينسبه الى الطالع منهم من ينسبه الى الغارب نسبة ايجاد واختراع ويطلقون ذلك القول المذكور في الحديث. فنهى الشعار عن اطلاق ذلك لان لا يعتقد احد في اعتقاده. بان لا يعتقد احد اعتقادهم ولا يتشبه بهم في نطقهم. قوله رحمه الله تعالى نقلا عن القرطبي ومنهم من ينسبه الى الغالب نسبة ايجاد وقت ذراع وليس هذا هو الواقع من الصحابة عندما قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا فانهم لم يقصدوا قول من يريد انه موجد له مخترع له. وانما قصدوا انه سبب. ونسبة المطر والريح الى الانواع تقع على ثلاثة انحاء. اولها نسبة تثبيت بان يعتقد ان النوء الفلاني مسبب لنفسه وموجز مستقل للمطر او الريح وهذا شرك اكبر والثاني نسبة سبب وهو الا يعتقد انها مسببة مستقلة بنفسها لكنها اسباب اذا وجدت اذا وجدت وجد المطر او الريح وهذا سلك اصغر وهو الذي وقع ممن تكلم به من الصحابة رضي الله عنهم والثالث نسبة ظرف بان يعتقد ان النوع الفلاني ظرف زماني لنزول المطر او هبوب الريح. دون كونه سببا او مسببا. وهذا جائز نعم قوله لهما من حديث ابن عباس معناه ولقه عن ابن عباس قال مضى الناس على عهد صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا قال افنزلت هذه الاية لا اقسم بمواضع النجوم انتهى قوله فلا اقسم بمواقع النجوم لا مزيدة لتأكيد القسم. قال ابن عباس رحمه الله لا مزيدة لتأكيد القسم المقصود بكونها مزيدة اي صلة يراد منها التأكيد فالكلام تقديره اقسم بمواقع النجوم. والاولى الا يقال في شيء من القرآن انه مزيد كما ذكره ابن هشام في قواعد الاعراب والزركسي في البرهان. نعم. قال ابن عباس يعني نجوم فانه نزل جملة ليلة ليلة القدر من السماء العليا الى السماء الدنيا ثم نزل مفرقا في السنين في السنين بعد. وموقعها نزولها شيئا بعد فقال جماعة من المفسرين اراد مغارب النجوم وساقطها وقال الحسن اراد يوم القيامة وانه لقسم لو تعلمون اعراضهم انه يعني هذا الكتاب لقرآن كريم عزيز مكرم لانه كلام الله في كتاب مكنون مصون عند الله في اللوح المحفوظ لا يمسه الا المطهرون الملائكة وفي الحديث لا يمس القرآن الا طاهر تنزل هذا الحديث هذا الحديث الذي ذكره المصنف المراد به المصحف واما ما في الاية فالمراد به الصحف المطهرة التي في اللوح المحفوظ. الاية متعلقها الصحف المطهرة الكائنة في اللوح المحفوظ وهذه لا تمسها الا الملائكة. واما الحديث فمتعلقه المصحف الذي عندنا هذا لا يمسه الا طاهر من الحدث. نعم. تنزيل من رب العالمين اي القرآن منزل من عند الله انا لي هذا الحديث اي القرآن انتم مذهنون متهاونون مكذبون وتجعلون رزقكم حظكم ونصيبكم من القرآن انكم تكذبون. قال الحسن خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله الا التكذيب به. وقال جماعة من المفسرين معناه وتجعلون شكركم انكم تكذبون. وروى الامام احمد عن هذه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شكركم انكم تكذبون تقولون كذا وكذا وبنجم كذا وكذا قال الامام رحمه الله ذهب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اية وقوله قل ان كان ابائكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله الاية عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده والناس اجمعين اخرجاه وله ما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه ولد بهن حلاوة الايمان بان يقول الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعده اذا انقذه الله به كما يكره ان يقذف في النار وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. قال من احب في الله وابغض في الله فانما تنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجد على انه شيئا رواه ابن جرير. وقال ابن عباس في قوله وتقطعت بهم الاسباب قال المودة قال الشارع رحمه الله قوله باب قول الله تعالى من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اي امثالا يعبدونهم معه يحبونهم كحب الله وعظموا لهم تقدم التنبيه ان الند ليس هو المثل بل لابد ان يجمع مع المثلية المخالفة ما جمع معنيين احدهما المشابهة والمماثلة والاخر المنافرة والمخالفة. نعم والذين امنوا وشد اشد حبا لله لانهم لا تنقطع محبتهم عن الله عز وجل بحاله ولو يراها ولو يعلم الذين ظلموا باتخاذ الانداد اذ يرون العذاب على يوم الندامة ان القوة لله جميعا وان الله سميع العذاب لو يعلمون ان القدرة لله جميعا لا قدرة لاندادهم اذ تبرأ اطمعوا اي القادة من الذين اتبعوا اي الاتباع ورأوا العذاب وتقطع بهم الاسباب اي المودة فقال الذين تلهون ان لنا كبرة اي ليت لنا رجعة الى الدنيا تبرأ منهم ايها المتبوعين فما تبرأوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسوات عليهم ندائمات وما هم بخارجين من النار قوله وقوله وجاء على قل ان كان ابائكم وابناؤكم يتبينوا معنى هذه الاية مثل ما قبلها قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء اصدقاء ان استحبوا الكفر على الايمان وان يتولاهم منكم فاولئك هم الظالمون ليرحموا ايات مكان المنادى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم اقرباؤكم واموال اقترفتموها اكتسبتموها وتجارة تخشون كسادكم ومساكن ثوبها تستطيبونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا اي انتظروا حتى يأتي الله بامره عقوبته العاجلة والآجلة والله لا يهدي القوم الفاسقين قوله لا يؤمن احدكم اي الايمان الواجب. قوله رحمه الله في تفسير لا يؤمن احدكم الايمان الواجب ذكر ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان وابن رجب في كتاب فتح الباري ان نفي الايمان لا يكون الا على ترك واجب فما جاء من الاحاديث النبوية مصدرا بقوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم فان المذكور فيه واجب نعم. قوله حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين وفي البخاري ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله انت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك فقال له عمر فانك الان احب الي من نفسي فقال قال يا عمر قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فمن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم بدون متابعته وتقديم قوله على قول غيره فقد كذب فقد كما قال تعالى ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين قوله لا ذم بالذي ولدها بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار حلاوة الايمان طعمه يعبر عنها بالذوق مما يحصل به من لذة القلب ونعيمه وسروره وغذائه وان شيء مخصوص يجده اهل الايمان في قلوبهم قوله من احب بالله ان احب اهل الايمان بالله وطاعته من اجل ذلك وابغض بالله ان يبغض من كفر بالله واشرك به وفسق عن طاعته بيد ما فعلوه وفي الحديث الاخر اوثق والايمان الحب في الله والبغض في الله قوله الا احد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. اي حتى يحب في الله ويبغض في الله ويعادي في الله ويوالي في الله. وفي حديث ابي امامة مرفوعا من احب الله من احب لله وارضاء الله ومنع لله فقد استكمل الايمان رواه داود قوله وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا ذلك لا يثني على اهله شيئا اي لا ينفعهم. قال الله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض معدوهم الا المتقين. قوله وقال ابن عباس في قوله وتقطعت بهم الاسباب. قال المودة اي التي كانت بينهم في الدنيا خانتهم احوج ما كانوا اليها. والله المستعان. المودة خضوع لخالص المحبة فمع وجود محبة خالصة مدعاة بينهم الا انها تنقطع يوم ويتبرأ كل كل خل من خليله الذي كان في الدنيا مع شدة حاجة بعضهم الى بعض حينئذ. نعم قال الامام رحمه الله بعض قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوا ان كنتم مؤمنين. وقوله انما يعبر الى الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله الاية وقوله وقوله للناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي الله جعل فتنة الناس كعذاب الله الاية عن ابي سعيد رضي الله عنه مروعا ان من ان من ضعف اليقين ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتيك الله ان رزق الله لا يجبه حرص حريص ولا يرده كالاه كراهية كاره وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه الناس رواه ابن حبان في صحيحه قال الشافعي رحمه الله قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اذا يغير معنى هذه الاية ذكر ما قبلها قال الله تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء اتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. قال ابن ان يخوفكم اولياءه ويوهمكم انهم ذو بأس وذو شدة. قال الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. اي اذا سبل لكم واوهمكم فتوكلوا علي والجأوا اليك فاني كافيكم وناصركم عليهم. قوله وقوله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله. يتبين معنى هذه الاية بذكر ما قبلها. قال الله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على اولئك حفظت اعمالهم وفي النار هم خالدون. انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله اي ولم يحق بالدين غير الله ولم يترك امر الله حسد غيره فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين وعسى من الله واجب اي فاولئك هم المهتدون قوله رحمه الله وعسى من الله واجب اي متحققة الوقوع. وهذا امر ذكره من القدماء سفيان ابن عيينة ثم اخذه جماعة من المفسرين واستثنى سفيان رحمه الله تعالى منها قول الله عز وجل عسى ربه ان طلقكن يبدله ازواجا خيرا منكن الاية من سورة التحريم. نعم. فاولئك هم المهتدون والمهتدون هم المتمسكون الله عز وجل التي تؤدي الى الجنة. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان. قال الله تعالى انما يعبر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. قوله وقوله تعالى من الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي بالله جعل فتنة الناس كعذاب قال ابن عباس يعني يرتد عن دينه اذا اوذي بالله من هو من الناس اه لماذا لان هذا التركيب مجهول للدلالة عليه. ومن الناس يعني المنافقين. لان هذا التركيب كما سلف موضوع للدلالة عليهم نعم احسن الله اليك. قوله ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله اي توتر. ضعف ولا ضعف؟ لا ضعف. لا كله كلاهما ليست في حفص عند حفص وفيها الضم فكلاهم لذلك انت تقرأ بعض الاشياء على وجهين ونمشيها يعني مثل ولاية وولاية فيها الفتح وفيها الكسر الاولى في المقام هذا الفتح. نعم. احسن الله اليك. قوله ان من ضعف اليقين ان تغض الناس بسخط وان تحمدهم على رزق الله اي على ما وصل اليك من ايديهم بان تضيفه اليهم وتحمدهم عليه فان المتفضل في الحقيقة هو الله وحده ولا جاء في هذا الحديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله. وفي الحديث الاخر من صنع اليكم معروفا فكاهبوه فان لم تجدوا ما تتابعوه. فادعوا الله حتى تروا انكم قد كافئتموه قوله رحمه الله ولا ينافي هذا الحديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله وفي الحديث الاخر من صنع اليكم معروفا فكافئوه. لان الامر بشكره والاعتراف بمعروفه لا يراد انه مسبب مستقل له وانما هو شيء اجراه الله سبحانه وتعالى على يده فليس في القلب تعلق به في كونه مسببا لما يستحق عليه الشكر او مستقلا في ايجاد المعروف لكن الله سبحانه وتعالى اجراه على يده فيشكر حينئذ على ذلك. والمذكور في الحديث الاول واذا كان القلب منجمعا على اعتقاد تأثيره في ذلك وانجذاب الروح اليه في العطاء والمنع. نعم قوله وانت تذمهم على ما لم يؤتك الله لانه لم يقدر لك ما طلبته على ايديهم ما طلبته على ايديهم فهو المتفرد بالعطاء والمنع والمقدر لذلك وما احسن ما قال رجل وقد سأله وقد سأل رجلا حادثا فقال ان اعطيتها حمدت الله وشكرتك والا حمدت الله وعذرت قوله ان رزق الله لا يجبه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. لقوله تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مبص له من بعده وهو العزيز الحكيم قوله ومن التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضاه عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس هذا شاهد يعرفه كل احد قال بعضهم اذا صح منك الود يا غاية المنى فكل الذي فوق التراب تراب. قوله هذا شاهد لعلها مشاهد يعرفه كل احد يعني امر موجود في الناس فان الله عز وجل جعل الجزاء من جنس العمل في هذا امر نعم قال الامام رحمه الله بعضا قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلا قلوبهم وقوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. عن ابن عباس قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم عليه السلام حين اوتي بالنار فقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري والنسائي. قال الشارح رحمه الله قوله باب قول الله تعالى وعلى الله ان يتوكلوا ان كنتم مؤمنين. اي وعلى الله فتوكلوا على غيره قوله وقوله تعالى انما المؤمنون اي الصادقون في ايمانهم الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم خافت وفرقت واذا بلنت انفرقت وفرقت واذا فليت عليهم اياته زادتهم ايمانا تصديقا ويقينا. وعلى ربهم يتوكلون ان يفوضون اليه امورهم ويثقون به ولا غيره ولا يخافون سواه قوله وقوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين قوله وقوله وبه توكل على الله فهو حسبه اي كان فيه. قوله معين ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قال يا ابراهيم عليه السلام حين القي في اي حين القاه قومه فقال الله كوني بردا وسلاما على ابراهيم. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له ان الناس قد لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل اي كان فيما فلا يتوكل الا عليه. وجاء في الحديث اذا وقعتم في الامر العظيم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل وفي الحديث الاخر قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا. قول المصنف رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبع قال اي كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين. فالحسب هو الله وحده وليس معنى الاية ان الله والمؤمنين كافون للنبي صلى الله عليه وسلم فان الكفاية لا تكون باحد من الخلق. وقد اطال في هذا المعنى ابن القيم في اوائل زاد المعاد. وحينئذ فلا يقال لاحد من الخلق انه حسب فلان. يعني انه كافي لانه لا يكفي عنه ابدا بل ان الانسان لا يدفع عن نفسه فضلا عن ان يكون كافيا لغيره. ومما يروج وعلى السنة الناس عند تعريفهم بانفسهم في بعض البلدان قولهم محسوبك فلان وهي بمعنى حسبك فلان ولا يجوز مثل هذا لان الحسب والكباية انما تكون بالله وحده. نعم. باب قول الله تعالى افأذنوا مكر الله فلا تأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. فقوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. عن ابن عباس ان الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله. وعن ابن مسعود قال اكبر كبائر الاشراك بالله والامن من مكر والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله رواه عبد الرزاق. قال الشارح رحمه الله قوله باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا قوم خاسرون وقوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. قصد المصنف رحمه الله التنبيه على ان الامن من مكر الله من اعظم الذنوب. وانه كمال التوحيد كما ان القنوط من رحمة الله كذلك وان المؤمن يسب الى الله من الخوف والرجاء قال بعض العلماء من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجع ومن عبده وحده ومن عبده بالحب وحده فهو زنديقه ومن عبده بالحب والرجاء والخوف وهو مؤمن موحد. قوله رحمه الله قصد المؤلف التنبيه على ان الامن من مكر الله من اعظم الذنوب الى اخره الامن من مكر الله هو الغفلة عن العقوبة مع الاقامة على موجبها من الذنوب هو الغفلة عن العقوبة مع الاقامة على موجبها من الذنوب. واما القنوط من رحمة الله فهو استبعاد رحمة الله سبحانه وتعالى. نعم ما شاء الله عليك قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله اي هو من اي هو اكبر الكبائر قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ما دون ذلك لمن يشاء قوله واليأس من روح الله اي قطع الرجاء والامل من الله فيما يخافه ويرجوه ذلك اساءة الظن بالله وجهل به ويأس من رحمته او يبين المصنف معنى الروح وروح الله هو فرجه. ويقرن غالبا بالشدة فهي رحمة مختصة بحال الشدة. وتسمى روحا اي فرجا. نعم. قوله واليأس من روح الله هي قدر الرد. قوله هو الأمن من مكر الله اي من استدراجه للعبد وسلبه ما اعطاه من الإيمان يعوذ بالله من ذلك وليس المراد حصر الكبائر في هذه الثلاث ورابطها كل ذنب الله بنار او لعنة او غضب او عذاب فهو من الكبائر. هذا الضابط الذي ذكره المصنف ذكره جماعة قبله من اهل العلم وهو ضبط للكبيرة ببعض علاماتها. وعلامات الكبيرة فوق هذا المذكور فانه قد ينفى الايمان عن صاحبها فيكون فعلها كبيرة الى غير ذلك من العلامات الواردة في الاحاديث النبوية. والصحيح ان الكبيرة اسم لما نهي عنه على وجه التعظيم. اسم لما نهي عنه على وجه التعظيم. وعلامات التعظيم كثيرة منها ما ذكره المصنف هنا في هذا الضابط. فالختم بالنار تعظيم للذنب واللعن عليه تعظيم للذنب الى اخر ذلك كما انه قد يعظم الذنب لا لذاته وانما بالنظر الى امر خارج عنه. كقدر فاعله او استخفافه بالله او غير ذلك. فيكون الحد الشامل الجامع للكبيرة شرعا انها ما نهي عنه على وجه التعظيم وتعظيمها من احد جهتين. الاولى من جهة الذنب نفسه والثانية من جهة امر خارج عنه. كقدر فاعله او قصده. وفصل الى بيانها على نحو موجز في التقرير على كتاب اهم المهمات لعلامة ابن سعدي وهو احد دروس برنامج اليومي الواحد الثاني او الثالث. نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال هي الى سبع مئة اقوم منها الى سبع غير انه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار. قوله اكبر كبائر الاشراك بالله والامر من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله القنوط استبعاد الفرج واليأس اشد من اشد منه والله اعلم. قال الامام قال امام الدعوة رحمه الله باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله فقول الله تعالى قال علقمة والرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله ويسلم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان بالناس هم هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت وله مع ابن مسعود مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب والجاهلية. وعن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبدله الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد الله واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء فان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي. قال الشائع رحمه الله قوله باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله قال الامام احمد ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعا من كتابه قوله وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهد قلبه اول الاية ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بمشيئته وحكمته قوله قال علقمة والرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم وقال سعيد ابن جبير اؤمن بالله يهدي قلبان يهدي قلبه يعني يسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون. قوله اثنتان في الناس هما بهم كفر. اي لانهما من اعمال الجاهلية طعن في النسب اي عيبه والنياحة على الميت اي رفع الصوت بالندب. وتعداد فضائل الميت لما فيه من على القدر المنافي للصبر. كقول النائحة واعبد اهوان اخوان ونحو ذلك. وفيه دليل على ان الصبر واجب وان من الكفر ما لا ينقل والمال ينقل عن الملة. قوله رحمه الله تعالى في تفسيره اي رفع الصوت بالنادب تقدم ان النياح هي رفع الصوت بالبكاء والعويل. واما الندب فشيء اخر وهو تعداد شمائل وفضائله وقوله رحمه الله وان من الكفر ما لا ينقل عن الملة اي لا يخرج عن الاسلام. اخذا له من قوله صلى الله عليه وسلم هما بهم كفر فان هذا التركيب في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم والاثار المروية عن الصحابة يريدون به الكفر الاصغر للاكبر. نعم. وعند ابن ماجة وصححه وصححه ابن كان عن ابي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن لعن الخاشمة ان الرسول صلى الله عليه وسلم لعن. احسن الله اليك. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخامسة وجهها والشاقة ذيلها والداعية بالويل والثبور هذا يدل على ان هذه الامور من الكبائر واما البكاء بغير ادب ولا رفع صوت وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه ابراهيم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي الرب وانا بك يا ابراهيم لمحزونون قوله واذا اراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة للدنيا ان يكفر بها ذنوبه ويرفع بها درجاته درجاته. واذا اراد بعبده الشر امسك بذنبه اي اخر عنه العقوبة حتى يوافي به يوم القيامة اي حتى يجيء بذنبه بذنبه حامله يوم القيامة لم ينقصه لم ينقص منه قوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلايا اذا عظم بلاء العبد عظم ثوابه اذا صبر واحتسب وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم وفي الحديث الاخر اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. قوله فمن رضي فله الرضا اي من الله تعالى فاذا رضي عنه حصل له كل خير من كل شر من الله وكفى بذلك عقوبة فالصبر على المصيبة والتساخط حرام والرضا مستحب الاسلام واعلى من ذلك ان يشكر الله على المصيبة لما يرى من انعام الله عليه بها والله اعلم. كلام المصنف رحمه الله تعالى وما نقله عن شيخ الاسلام يدل على ان تلقي المصيبة يقع على ثلاث مراتب فالمرتبة الاولى الصبر. والمرتبة الثانية الرضا. والمرتبة الثالثة الشكر فالصبر واجب والرضا والشكر والشكر مستحبان والفرق بينها ان الانسان بالصبر يحبس نفسه على امر الله. مع وجود منازعة منها واما الرضا فانه تزول معه المنازعة وفي الشكر يكون العبد ملاحظا لانعام الله عز وجل عليه بالمصيبة لما اراده له من الخير الناشئ عنها. فاعلى هذه المراتب مرتبة الشكر. ودونها الرضا اه ودونها الصبر. نعم. باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. عن ابي هريرة مرفوعا قال الله تعالى انا ارى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي به غيري تركته وشركه. رواه مسلم. وعن ابي سعيد مرفوع انا لا اخبركم بما هو اخوف. اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال. قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي ليزين صلاته لما يرى من نوى رجل رجل. رواه احمد. قال الشافعي رحمه الله قوله باب ما جاء من النهي والتحذير والمراد به اظهار العبادة بقصد رؤية الناس بها ليحمدوه قوله وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم اي قل يا محمد انما انا ومثلكم لا ادعي عند غائبه ولا اعلم الا ما علمني الله ولهذا قال يوحى الي انما الهكم اله واحد اي خلصت بالوحي وتميزت به عنكم وما اليكم الا لتوحدوه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو ما كان موافقا لشرع الله وهو الخالص من الرياء المقيد بالسنة كما قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال الفضيل ابن عياض اخلصه واصوبه. فالخالص ما كان لله والصواب ما كان على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله ولا ربه احدا قال يعم الاكبر والاصغر. قوله قال الله تعالى انا اغرى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه اشرك مع يديه غيره. اي قصد به غيره من المخلوقين تركته وشركه ولما اجى فانا منه بريء وهو الذي اشرك. فقد قال الله تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم فاذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. وقال تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراؤون. قول ولا بما هو اخف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيزين صلاته فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل سمي هذا الخفية لان صاحبه يظهر ان عمله لله وان وقد قصد به غيره او اشركه فيه لزم صلاته لاجله. واعلم ان العمل لغير اقسام فتارة يكونوا رياء المنافقين وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فان شاركه من اصله فالنصوص الصحيحة تدل على واما ان كان اصل العمل لله ثم قرأ عليه نية الرياء فان كان قد طرأ ثم دفعه فلا يضره. وفي حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم. ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى اقسام العمل لغير الله مأخوذة من كلام ابي الفرج ابن رجب في كتاب جامع العلوم والحكم خلاصة القول في هذه المسألة ان العمل لغير الله سبحانه وتعالى على وجه الرياء يجيء على قسمين اثنين. فالاول ان يكون رياء اه فيكون اصل العمل لغير الله عز وجل. وهذا حال اهل النفاق والقسم الثاني ان يكون اصل العمل لله ثم يقرأ عليه الرياء وهذا القسم للعبد فيه حالان اولاهما ان يدفعه ويجتهد في ذلك مجاهدا وارده فهذا لا يضره وثانيهما ان يسترسلا معه ويبقى الوالد ملازما له فاذا كان العمل واحدا متصلا فانه ينقص ثوابه في الصلاة مثلا وان كان متفرقا فانه ينقص ثواب ما وقع فيه دون بقية اجزائه. كمن يخرج فيفرق الصدقة فيقع له في احدى احوال تفريقه وارد الرياء ويسترسل معه فينقص الثواب في هذا دون بقية عمله نعم. قال امام الدعوة رحمه الله باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا. وقول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزنتها وفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا من نار. وحفظ ما صنعوا فيها باطل ما كانوا يعملون في الصحيحين ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الجوهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ان اعطي رب وان لم يعض سخط فعش وانتكس واذا انتقش طوبى لعبد اخذ بعيان فرسه في سبيل الله اشعل رأسه مغبرة قدماه ان كان في كان بالفراشة وان كان للساقط كان للساقة ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع. قال الشارق رحمه الله قوله باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا هذا اعظم من الرياء الى انه اذا الدنيا قد تغلب ارادة على كثير من عمله. واما الرياء فقد له في عمل دون عمل ولا يسترسل معه. والمؤمن يكون حذرا من هذا وهذا قوله وقول الله تعالى من كان يريد اي بعمله يريد الحياة الدنيا وزينتها فقط وفيهم اعمالهم بسعة الرزق المكاره وهم فيها لا يؤخسون لا ينقصون من ثواب اعمارهم شيئا. واولئك الذين ليس هم في الاخرة الا النار فانهم الصوف جزاء وبقيت عليهم الاوزار وحفظ ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. لانهم لم يعملوا بوجه صحيح. وفي الحديث اشد الناس عذابا من يرى الناس فيه خيرا ولا خير من يرى الناس به خيرا ولا خير فيه قوله دعس عبد الديار هذا دعاء عليه بالهلاك سماه عددا له لكونه هو المقصود بعمله تعس عبد الدرهم تعس بالقميصين عيسى عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعط سخط كما قال تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون فرضائهم لغير الله. وسخطهم لغير الله والخبيثة ثوب خز او سوء او صوف معلم موصوف معلم اي مطرز. التعليم هو التطريز. نعم. والخميسة ثواب له هدب من اي شيء كان قوله تعس له هدب من اي شيء. والخميلة ثوب له هذب من اي شيء كان قوله واذا شئت فلنتقش فهذا دعاء عليه بنقل بقصده وتحسين امره قوله طوبى لعبد اخر بعيالك بعنان فرسه بعنان فرسه في سبيل الله اي في جهاد المشركين وفي حديث ابي سعيد قال رجل يا رسول الله وما طوباه؟ قال شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ثياب اهل الجنة تخرج من اكمامها قول واشعث رأسه المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي سعيد في تفسير طوبى الواردة في الاحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم طوبى للغرباء واصح الاقوال ان طوبى فعلا من الطيب كل شيء يرجع الى الطيب فهو من جملة ما يندرج فيها ومن ذلك الجنة واشجارها واطيارها وغير ذلك من انواع الانعام والاكرام من الله عز وجل. نعم. قوله اشعل رأسه مغارة قدماه اي اشغال الجهاد عن التنعم بالدهان وتسليح الشعر. ان كان في الحراسة حماية الجيش كان في فراشتها غير مقصود اي غير مقصر فيها ولا غافل وان كان للساقة كانت الساقة اي في مؤخرة ابليس يقلب نفسه في مصالح الجهاد رغبة وطلبا لمرضاته ان استأذن ان يجعل الامراء ونحوه لم يؤذن له لانه خالل الذكر لا جاهله عندهم وان شفع لم يشفع اي وان شفع لم يشفع اي ان الجأته الحال الى ان يشفع في امر لم تقبل شفاعته عندهم. وروى الامام احمد ومسلم عن ابي هريرة مرفوعا. رب اشعث اغبر مدفوعا لو اقسم على الله لابره قال الامام رحمه الله باب من اطاع العلماء والامراء في دحرهما احل الله او تحليل ما حرمه فقد اتخذه وقال ابن عباس يوجب ان تنزل عليكم حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر؟ فقال الامام احمد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره انفسهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد باب قوله ان يقع في قلبه شيء من الزد فيهلك. عن عدي ابن حازم انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الاية فقلت له انا لسنا نعبدهم. قال اليس يحرمون ما احلوا اللهم تحرمونه ويحلون ما حرم الله وتحلونه. فقلت بلى طالما تلك عبادتهم رواه احمد والترمذي وحسنه. قال الشافعي رحمه الله قوله باب من العلماء والامراء في دفنهما احل الله او تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم اربابا من دون الله لقول الله تعالى اتخذوا احبارهم واموالهم من دون بابا من دون الله قوله وقال ابن عباس يجب ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر هذا القول جواب لمن قال له ان ابا بكر وعمر لا يرايان التمتع بالعمرة الى الحج والاحاديث في ذلك صريحة صحيحة فلهذا قال ابن عباس لمن عارضوا الحديث عمر رضي الله عنهما يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء. قال الامام الشافعي رحمه الله اجمع العلماء على ان من استمعت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقوم احد. وقال الامام ما لك رحمه الله ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم قال الشارع بفتح مجيد فيجب الانكار على من ترك الدليل لقول احد من العلماء كائنا من كان ونصوص الائمة على هذا وانه لا يسوء الا في مسائل الاجتهاد والتي لا دليل فيها يرجع اليه من كتاب ولا سنة. هذا هو الذي هداه بعض العلماء بقوله لا ان كان في مسائل الاجتهاد. واما من خالف الكتاب والسنة فيجب الرد عليه كما قال ابن عباس والشافعي ومالك واحمد انتهى. قوله وقال الامام احمد عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته ويذهبون الى رأي سفيان والله تعالى يقول فليحمد الذين يغاربون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من اهله وفي رواية لا تدري ما الفتنة الفتنة الكفر قال الله تعالى والفتنة اكبر من القتل فيدعون الحديث عن رسول الله صلى الله وسلم وتغلبهم اهواءهم الى الرأي. قال في مسح مجيد وقد عمت البلوى بهذا المنكر خصوصا مما ينتسب الى العلم. نصبوا الحبائل في الصد عن الاخذ بالكتاب والسنة. وصدوا عن الناس عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم امره ونهيه. فمن ذلك قولهم لا يستدل بالكتاب والسنة لا يستدل بالكتاب والسنة الا المجتهد. والاجتهاد قد انقطع ويقول هذا الذي قلدته اعلم بالحديث وبناسخه ومنسوقه ونحو ذلك من الاقوال التي نهايتها ترك متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى انتهى. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله النبي الذي سمع كلام العلماء وادلتهم في الجملة عنده ما يعرف به رجحان القول واكثرهم من من يميز بالعلم من المتوسطين يا نظر وتأمل ادلة الفريقين بقصد حسن ونظر انتهى منه وترجح عنده احدهما لكنه قد ترجح عنده ترجح عنده ترجح ونظر الى تام من ترجح عنده احدهما لكنه قد لا يثق بنظره بل يحتمل ان عنده ما لا يعرف جوابه. والواجب على مثل ذلك على مثل لهذا موافقته القول الذي ترجح عنده بلا دعوة منه لاجتهاده. قال ومن كان متبعا لامام فقال له في بعض المسائل لقوة الدليل او لكون احدهما اعلم واتقى فقد احسنت انتهى وقد قال الامام ابو حنيفة رحمه الله تعالى اذا قلت قولا وكتاب الله يخالفه فتوبوا قوله لكتاب الله قيل اذا كان قول رسول الله صلى الله وسلم يخالفه قال ادركوا قوله لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل اذا كان قول الصحابة يخالفه قال اتركوا قولي لقول الصحابة واخرج واخرج داوود بسنده عن ناس من اصحاب معاذ رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يبعث معاذا الى اليمن قال كيف تقضي اذا عرض عليك وقضى؟ قال اقضي بكتاب الله تعالى قال فان لم تجد في كتاب الله قال لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال اجتهد رأيي ولا الوف قال فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله قوم هادي حاتم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. الاية فقلت انا لسنا نعبدهم قال اليسوا يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله وتحلونه. فقلت بلا قال فتلك عبادتهم فيه دليل على ان طاعة الاحبار والرهبان لمعصية الله عباد لهم من دون ومن الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله لقوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ذلك قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه الشياطين يوحون الى اوليائهم يجابهكم ان اطعتموهم انكم لمشركون. قوله رحمه الله فيه دليل على ان طاعة الاحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله ومن الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله. اي اذا اعتقد صحة ما جعلوه حلالا من الحرام او حراما من الحلال وجعله دينا. اما اذا بقي على اعتقاده في كون ذلك خلاف في كون ذلك خلاف امر الله سبحانه وتعالى وانما وافقهم لاجل شهوة او شبهة فانه لا يكون من الملة فطاعة الاحبال والرهبان تقع على هذين النوعين على هذين النوعين كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية اسبوع كتاب التوحيد. نعم. قال الامام رحمه الله باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون ان انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا الايات وقوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. وقوله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها الاية. فقوله افحكم الجاهلين ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون عن عبد الله ابن عبد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون رواه لما جئت به قال النووي حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح فقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقالوا يهودي نتهاكم الى محمد لانه عرف انه لا يأخذ الرشوة. فقال المنافق نتحاكم الى اليهود بعلمه انهم يأخذون الرشوة. فاتفقا على ان يأتيها الم تر الى الذين يزعمون الاية وقيل نزلت برجلين خصمان قال احدهما يترافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب اشرف ثم توافعا الى عمر. قالوا فذكر له احدهما القصة فقال الذي لم يرظى برسول الله صلى الله عليه وسلم اكذلك قال نعم فضربه بالسيف فقتله؟ قال الشارح رحمه الله قوله بعض قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتهاجموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. الطاغوت ها هنا ما سوى كتاب الله وسنة رسوله من الباطل. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا واذا قيل لهم قولوا رحمه الله فغدوها هنا ما سوى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الباطل اي مما يرجع الى الطاعة فان الطاغوت هو ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع فمن من اطاع غير الله سبحانه وتعالى في حكم يخالف حكم الله عز وجل فانه فعل شيئا منسوبا الى الطاغوت لا ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون يعرضون عنك صدودا فكيف يكون حالهم اذا اصابتهم مصيبة احتاجوا اليك في دفعها بما قدمت ايديهم بسبب شؤم ذنوبهم ثم جاءوك حين يصابون للعذر منك يحلفون بالله ان اردنا ما اردنا من تحاكمنا الى غيرك الا احسانا وتوفيقا اي احسانا الى خصومنا وتوفيقا بين الخصمين الى مخالفتك اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم من النفاق فاعرض عنهم فلا تعنفهم قوله اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم من النفاق اي على جهة الوعيد والتخويف لهم فليس المراد في ذكر علم الله عز وجل مجرد اطلاعه عليه بل ان آآ علم الله سبحانه وتعالى اذا قرن بمحمود محبوب فيدل على ان الله عز وجل يجازي صاحبه بالجزاء الاوفى فهو من باب الوعد. واذا ذكر مقرونا مذموم ملزول فالمقصود به الوعيد. والله سبحانه وتعالى يتوعد صاحبه ويخوفه. ومن الاول قوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه اي يعلمه اطلاعا ويعدكم بالثواب عليه. ومن الثاني قوله تعالى اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ان يعلموا اطلاعا ويتوعدهم بالعقوبة عليه. نعم. فاعرض عنهم فلا تعنفهم واعظهم انصحهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. اي فيما بينك وبينهم بكلام بليغ مخوف لهم. وما ارسلنا من رسول الا لطاعة ما حكم. الا ليطلب الحكم من غيره وما ارسلنا من رسول الا ليطاع فيما حكم لا ليطلب الحكم من غيره باذن الله اي بامر الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم بمثل التحاكم الى غيره وكذا استغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. فلا وربك لا يؤمنون ولا مزيدا. لا مزيدا لتأكيد القسم. حتى يحكموك فيما انهم اختلفا واختلط بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا ضيقا مما قضيت ويسلموا تسليما ان ينقادوا الى الامر القيادة قوله وقوله تعالى واذا لهم اي المنافقين لا تفسدوا في الارض بالكفر والمعصية لاظهار اسرار المؤمنين مع الكفار قالوا انما نحن مصلحون اي نحن على الهدى والكافرين نصطلح معهم ونريد الاصلاح بينهم وبين اهل الكتاب الا انهم هم المنصبون ولكن لا يشعرون بذلك. قوله وقوله تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها اي لا تفسدوا فيها بالشرك والمعاصي بعد اصلاحها لبعد الانبياء وتبيين الشرائع ودعوه خوفا وطمعا من عقابه وطمعا في ثوابه ان رحمة الله قريب من المحسنين المطيعين لله في امره ونهيه قوله وقوله تعالى اي من اعدل من الله في حكمه ومن عقل عن الله شرعه وامن به وايقن وعلم ان الله احكم الحاكمين وارحم الراحمين فانه تعالى هو العالم بكل شيء العامل في كل شيء قوله رحمه الله تعالى اي ومن اعجل من الله في حكمه في تفسير قوله تعالى ومن احسن من الله حكما خلاف الاولى فان الاولى ان يفسره بما جعل له هذا التركيب. فمعنى ومن احسن من الله اي لا احد احسن من الله اذ جاء هذا التركيب فالمراد به لا احد لقوله تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله اي لا احد اظلم ممن منع مساجد الله نعم قوله لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال ابن رجب معنى الحديث ان الانسان لا يكون مؤمنا كامل الايمان الواجب لا تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. من الاوامر والنواهي وغيرها فيحب ما امر به ويكره ما نهي اه فيحب ما امر به ما نهى عنه قوله وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة الى اخره فيه دليل على ان بعض المنافقين يكونوا اشد كراهة بحكم الله ورسوله من اليهود والنصارى ويكونوا اشد عداوة منهم لاهل الايمان وفيه دليل على تكريم الرشوة في الحكم لانها طريقة اليهود اليهود. وقد قال الله تعالى سماعون يكذب اكالون للسحت. وقد قال تعالى وارحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ولا تأكلوا من اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون قال امام الدعوة رحمه الله باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات وقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه انيب واليه مثابه ولصحيح البخاري قال علي حدثوا الناس بما يعرفون لا يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله وروى عبد الرزاق عن ابي داوود عن ابيه عن ابن عباس انه رأى رجلا انتفض مما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك فقال ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابه انتهى ولم يسأل ما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن عنكب ذلك فانزل الله فيهم وهم يكفرون قوله بعض شيئا من الاسماء والصفات وقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاية سبب نزولها ان ابا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه يا الله يا رحمن فرجع الى المشركين وقال ان محمدا يدعو الهين يدعو الله ويدعو الها اخر يسمى الرحمن ولا نعلم الرحمن الا رحمن اليمامة فنزلت هذه الاية ونزل قوله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى روى الضحاك عن ابن عباس في كفار قريش حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اسجدوا للرحمن قالوا والرحمن قال الله تعالى قل لهم يا محمد ان الرحمن الذي انكرتم معرفته قل هو ربي لا اله الا هو توكلت واعتمدت واليه ما تاب اي توبة ومرجع الحديث ان اللذان ذكرهما الشارح في سبب نزول هذه الاية لا يثبت نعم. احسن الله اليك. قوله في صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه قال احدث الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ سبب هذا القول والله اعلم ما ما حدث في خلاوة علي رضي الله عنه من كثرة القصاص واهل اللعب فيأتون في قصصهم باحاديث لا تعرف فربما استنكرها بعض الناس ردها وقد يكون لبعضها اصل صحيح فارددهم امير المؤمنين رضي الله عنه الا انهم لا يحدثون عامة الناس الا بما ينفعهم في اصل دينهم واحكامهم من بناء الحلال والحرام دون ما يصدر عن ذلك مما قد يؤدي الى رد الحق وعدم قبوله قوله عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى رجلا لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك فقال ما فرأوا هؤلاء اي ما خوف وما خوفهم يجدون رفقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه. قال عبد الله ابن الامام احمد عدنان ابي حزننا وكيع بحديث اسرائيل عن عن ابي اسحاق عن عبد الله ابن عمرو عن عبد الله ابن خليفة عن عمر وقال اذا جلس الرب على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال ادركنا الاعمش وسفيان يحدثون بهذه الاحاديث ولا ينكرونها اخرجه عبدالله في كتاب الرد على الجهمية. ومن اصول اهل السنة والجماعة الايمان الله به نفسه في كتابه وما به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تخريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فمن شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن دعا وصف الله به نفسه فقد نغر وليس في كلام الله ولا بكلام رسوله تشبيه. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. رحمه الله ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر اراد به جحد الانكار فان جحد الاسماء والصفات الذي ترجم به المصنف رحمه الله تعالى نوعان اثنان احدهما جحد انكار وهو نفي ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا كفر والثاني جحد تأويل. وهو العدول بالاسماء والصفات عن معانيها الظاهرة مما تعرفه العرب في لسانها. لاجل شبهة عارضة. وهذا لا يكون كفرا اكبر وانما ينسب الجحد الى التأويل اذا كان المأخذ الملبس الذي شبه به قويا اما اذا كان ظنونا محتملة وكلاما فارغا فهذا يلحق جحد الانكار كمن يدعي من الفلاسفة بان يد الله عز وجل هي السماوات والارض او الشمس والقمر فان هذا من جملة جهد الانكار وليس تأويل لانه ليس لهم شبهة قوية تعرض فيحمل على ارادة التأويل. نعم. واخذ الحاكم وصححه مسعود نعي النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كان كان الكتاب الاول ينزل من باب واحد على حرف واحد. فنزل القرآن من سبعة ابواب على سبعة احرف وامر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وامثال فاحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما امرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بامثاله واعملوا وقولوا امنا به كل من عند ربنا. قوله في الحديث كان الكتاب الاول اي الكتاب المتقدم على القرآن قال ويندرج في ذلك التوراة والانجيل والزبور وغيرها من كتب الرب سبحانه وتعالى التي انزلت على انبياء وهذا الحديث لا يصح وهذا اخر البيان على هذه الجملة من القصد السديد ونستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة العشاء وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين