هذا السائل يقول ونأخذ من الاسئلة ثلاثة يقول مر في شرح الاربعين ان التعبير بالصمت في حديث ليصمت اولى من التعبير بالسكوت قد جاء في الحديث وسكت عن اشياء ففيه ان السكوت من صفات الله فاشكل علي ان التعبير بالصمت اولى من التعبير بالسكوت والجواب عن هذا ان الاشكال يرتفع بكون الصمت المذكور في الحديث صفة للمخلوق. والسكوت في الحديث الآخر صفة للخالق. والصمت المذكور صفة للمخلوق هو الانقطاع عن الكلام. واما السكوت المذكور في اذ فليس هو الانقطاع عن الكلام وانما هو عدم اظهار الحكم وبيانه. فالمأخذ مختلف فان السكوت صفة من صفات الله بالنص والاجماع كما قال ابو العباس ابن تيمية لكن ليس المراد الانقطاع عن الكلام وانما المراد عدم اظهار الحكم وبيان فحينئذ يكون السكوت اكمل في حق الله لانه عدم بيان للاحكام وليس المراد انقطاع عن الكلام اما في حق المخلوق ففي قوله او ليصمت فالمراد بذلك ان ينقطع عن الكلام عن نظر وروية وفكر فحين اذ لا يكون الحديث مشكلا على ما ذكرنا وان كان الحديث وهو حديث ابي ثعلبة الخشني عند الدار القطني وغيره فيه ضعف لكنها الجملة ثبتت عن ابن عباس موقوفا من كلامه عند ابي داوود وانعقد عليها الاجماع. يقول هذا السائل ماذا تفعل المرأة الحائض اذا انقطع عنها الدم يوما كاملا او يوما ونصف ثم يعاودها بعد ذلك. بالنسبة لصلاتها وغير ذلك مما يجب عليها الجواب انه انقطع الحيض عن المرأة في حال عدتها ثم رجع اليها فانها لا زالت في مدة حيضها تقطع خروج الدم اثناء مدة الحيض لا يجعلها طاهرة فانما تطهر المرأة اذا فرغت من عدتها ورأت وصف الطهارة فاذا فرغت المرأة من عدتها المعتادة لها كستة ايام او سبعة ايام او ثمانية ايام او غير ذلك ورأت علامة الطهر فهي طاهرة واما انحباس الدم في اثناء تلك المدة المعتادة فانه بقاء في تلك المدة انما هو جفاف يعرض للمرأة فهي حائض وليس عليها صلاة ولا يجوز لها ان تصلي يقول ما حكم التأمين العلاجي الذي تلزم به المدارس في هذه الاونة بقطع بدل العلاج من الراتب او بعدم قطعه ويذهب المريض مستوصف للعلاج ويأخذ الدواء وقد تزيد القيمة عما يدفع وقد تقل. التأمين كله حرام سواء التأمين العلاج المسمى بالطب او التأمين الائتماني او التأمين السكني او غيرها من اسمائه فالتأمين كله حرام لكنه اذا صار قانونا لازما على كل احد فاثمه على من الزم الناس به. فاذا الزمت به فالاثم على من الزمك سواء بقي مع الالزام بدل العلاج او ازيل. واما اذا كنت مخيرا فيه فانه لا لك ان ان تدخل في هذا العقد ولو قطع عنك بدل العلاج. فلو انك خيرت بين ان تؤمن او لا تؤمن وانك لا تفصل منا عملك وقيل انه يقطع عنك بدل العلاج فلا يجوز لك ان تدخل بهذا العقد لحرمته. واذا قطع الدواء عنك فتوكل على الله سبحانه وتعالى وقم بكفالة اهلك ومداواتهم فانك مأمور بذلك ثلاثة هؤلاء نكتفي بهذا القدر وان شاء الله تعالى غدا الفجر نبدأ في شرح كتاب التوحيد الشيخ فيصل رحمه الله تعالى والله اعلم الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين