هذا يقول في اول الاسئلة الثلاثة يقول اذا تيقنت ان الشخص الذي سالقى الذي سالقي عليه السلام لن يرد لعداوته لي ولتكرار عدم للسلام عليه فهل من المصلحة محمد الخير له؟ الا القي السلام عليه كي لا يزداد اثما. ليس الامر كذلك فان الامر الذي تعبدت به ان تلقي عليه السلام. فانت تلقي عليه السلام كما امرت. واما كونه اذا لم يرد اثم فهذا فعله هو. وما جعلك الله سبحانه وتعالى عليه حفيظا. وانت اذا حبست السلام فلم تسلم تركت امتثال الشريعة وانت مأمور بامتثال خطاب الشريعة دون نظر الى ما يقع من مخالفته من الخلق. هذا يقول ارجو مزيد بيان لمعاني الاحاديث التي من اجلها اختير الكتاب كما وضحت في سبب اقرائه. وربط ذلك بالواقع خصوصا اننا نرى كثيرا من طلاب العلم قد قصروا في هذا الجانب حتى اصبح من علامات طالب العلم تقطيب الحواجب وعبوس الوجه واظهار الشدة وغلظة في القول هذا الذي ذكره السائل في اصل وضعه صحيح من ان طالب العلم ينبغي له ان يتحلى بما جاء في هذا الحديث من الخلال المطلوبة وان يتجنب الخلال المذمومة. فان العلم بمثل هذا ما يراد الا للعمل. وعلى طالب للعلم ان يجتهد في ذلك. واما جملة اننا نرى كثيرا من طلاب العلم قد قصروا في هذا الجانب حتى اصبح من علامات طالب العلم تقطيب الحواجب الوجه واظهار الشدة والغلظة في القول هذه من المقالات الرائجة التي دخلت حتى على بعض المنتسبين الى العلم فليس الامر كذلك وانما هذا شيء يبثه المزهد في العلم من المنتسبين الى بعض الطوائف والجماعات التي تزهد في العلم وترغب عنه. فينتشر مثل هذه المقالات والا طلاب العلم بحمد الله فيهم الدين والفضل وهم خير الناس في الناس. وما قد يقع في افرادهم لا يكون شعارا لجميعهم. فهم من بني ادم ويفعلون ما يفعل الناس فقد يوجد في احدهم غلظة وعبوس لكن ما فيهم فان اضعافه يكون في غيرهم. فان كل خصلة جميلة فالطائفة المنصورة والفرقة الناجية والقائمون بنصرة بنصرة دين هي فيهم اكثر بحمد الله تعالى من غيرهم. وكل خصلة مخالفة للشريعة فهي فيهم اقل من غيرهم فلا ينبغي ان تشاع مثل هذه الالفاظ ويوصف طلاب العلم بذلك. وانما يوجد بعض المنتسبين الى العلم كما يوجدون في الناس وطالب العلم ينبغي له ان يتحلى بما امر به من خلال الخير ومكارم الاخلاق وان يتجنب مساوئها وان يتعاهد نفسه في ذلك هذا يقول هل يقال ان من صفات الله انه يفضح من يفضح المؤمنين ويتبع عوراتهم وتكون كصفة المكر خداع؟ نعم الاحاديث الصحيحة في ذلك حديث ابي برزة وغيره دالة على ذلك وانها من قبيل المجازاة الله سبحانه وتعالى يمكر بمن يستحق المكر ويخدع من يستحق الخداع. وكذلك يفضح من يستحق الفضح كما جاء في الاحاديث التي مرت علينا في الكتاب وهذا اخر المجلس وبالله التوفيق وان شاء الله تعالى نبدأ غدا الدرس رابع في شرح في شرح منظومة المصطلح منظومة البيقونية المسماة بصفوة الملح والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد اله وصحبه اجمعين