السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم مجيدا الى يوم الدين. اما بعد فهذا المجلس الثاني. في شرح الكتاب الثالث من برنامج اليوم الواحد العاشر وهو كتاب تعليم المتعلم للعلامة برهان الاسلام الزرنوطي وقد انتهى امنا البيان الى قوله فصل في اختيار العلم والاستاذ والشريك والثبات. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى والاستاذ والشريك والثبات. وينبغي لطالب العلم اختار منكن احسن وما يحتاج اليه في امر دينه في الحال ثم ما يحتاج اليه في المال ويقدمه علم التوحيد ويعرف الله تعالى بالدليل فان الامام المقلد وان كان صحيحا عندنا لكن يكون واثما بترك الاستدلال قدوم محدثات قاموا عليكم بالعزيز واياكم بدء المحدثات واياك ان تشتغل بهذا الجدال الذي ظهر الماضي الكافر من العلماء فانه يبعد عن الفقه ويضيع العمر ويورث الوحشة والعداوة. وهو من اسباب السعادة اذا ورد من حديث ان اختيار الاستاذ فينبغي ان يختار الاعمال كما اختار ابو حنيفة رحمة الله حماد بن ابي سليمان بعد التأمل والتدبر وقال وجدتم شيخا وقوما حليما صبرا في الامور وقال ثبت عند لهذه سليمان على كنبة وقال ابو حنيفة رحمة الله عليه سمعت حكيما من حكماء سمر حمزة قال ان واحدا من طلبة العلم من شراء خطاب العلم وكان قد عزم على الذهاب الى بخارى طلب العلم. وهكذا ينبغي ان يشاور في كل امر فان الله امر رسول الله عليه الصلاة والسلام بالمشاورة بالامور. ولم يكن احد افضل منه ومع ذلك امر بالمشاورة. وكان اصحابه في جميع الامور حتى حوائج البيت. قام علي كرم الله وجهه ما هذا تمرؤها مشهورة. قيل الناس رجل تام ونصف رجل ولا شيء. والرجل من له رجل عقلاء. ونصف رجل من له امرأة صائب لكن لا اوسع ولكن لا رأي له ولا شيئا مما رأي له ولا يشاور. وقال جعفر الصادق لسفيان الثوري شاغل في بامرك الذين يخشون الله تعالى الامور واصعبها فكانت المشاورات به على ما اوجب. قال الحكيم رحمة الله وبدأت في الشرق عنده فربما لا يعجبك درسه فتتركهم وتذهب الى اخر فلا يبالي فلا يبارك لك بالتعلم اتأمل في شهرين باختيار الاستاذ وشأن حتى لا تحتاج الى تركه والاعراض عنه فتثبت عنده حتى يكون تعلمك مباركا كثيرا واعلم ان الصدر والثبات عصر كبير في جميع الامور ولكنه عزيز كما قيل لكل حركات عزيز وبالرجال ثبات حينما الشجاعة قيل الشجاعة وصبر سلام فينبغي ان يثبت ويصبر على الاستاذ وعلى كتاب حتى نتركهم وعلى حتى لا نشتغل بفن اخر قبل ان يتقنوا الاول. وعلى بلد حتى لا ينتقل الى بلد اخر من غير ضرورة فان ذلك همه يفرق مضيع الاوقات المعلم. وينبغي ان يصبر عما تريدون ويصبر على المحن والدنيات قيل خزائن منفقين المؤمنين لعلاقة هذه المحن. ولقد انشدتم قيل انهم لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه شعراه. الا لن تنالوا العلم الا بشدة ذكاء وحرص واصطباء وبلغة صح ذكاء وحرص واصطباء. ذكاء وحرص واستقام وبلغة وارشاد استاذ وكم من زمان هكذا واما اختيار الشريك فينبغي ان يختار المجد والورع وصاحب الطبع المستقيم ويفر من الكسلان والمعظم والاكثار والمفسد والبتان. قال الشايب هل المرء لا تسأل ويبصر قرينه فان القرين بالمقارن يقتدي فان كان اشد فجانبه سراكا لا تسأل عن المرء لا تسأل وابصر قرينه فان القرين بالمقارن يقتري فان كان ذا شأن وان شدت شعرا اخر لا تصحب الكسلان في حالاته عدوى قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على هجرة الا ان ابويه ويقال بالحكمة بالفارسية يا رب تربوا تسمى وجحيم وقيل ان كنت تبغي العلم واهلا واشاهدا يخبر عن غائب فاعتذر الارض باسمائها ان الصاحب من الصاحبين. هذا هو الفصل الثالث من فصول الكتاب الثلاثة عشر. عقده المصنف رحمه الله تعالى في مقاصد ابسط عنها في ترجمته. فقال فصل في اختيار العلم والاستاذ والشريف والثبات فالمقاصد المراد بيانها في هذا الفصل اربعة اولها اختيار العين اختيار الاستاذ وتاريخها اختيار الشريف. ورابعها التنبيه على الدلال فاما اولها وهو اختيار العلم فالمراد به ما يطلبه المرء منه بين انواع العلوم كثيرة والمرتب منها مما يحتاجه العبد اولا مقدم على غيره. فينبغي ان ينظر ملتمس فيما يقدم من العلم. والمعيار الاكبر لتمييزه النظر الى حاجته اليه العلم الذي هو فرض عين مقدر على غيره. ثم هو مراتب في ذاته. فان فرض العين فان خض العين متعلقة بالاعتقاد وتصحيح الايمان مقدم على ما يلزم العبد من حوض العين في الاحكام الطلبية. واما الامر الثاني وهو اختيار الاستاذ فالمراد به انتقاء المعلم الذي تتلقاه عنه العلم. واما الامر الثالث وهو اختيار الشريك فالمراد به تخطفه الذليل المعين على التباس العلم. لان المرء بنفسه ربما ضعف عن ادراك المناهج فالانسان مدني بالطبع اي محتاج الى غيره في اقامة المصالح والمنافع التي تلزمه ومن جملتها اقتباسه العلم. فهو مفتقر الى شريك له يعينه على التماسه اما الامر الرابع وهو الثبات فالمراد به وسوخ القدم في هذه الجادة وعدم من التحول عنها فان الناس يزكون سرعانا الى امور يطلبونها ثم يتقاصرون مع الايام والليالي عن البقاء ثابتين على ادراكها. فلا يخرج المرء مناله من مقاصده العلم الا بالثبات في طلبه. وسيأتي تفصيل هذه الامور في كلام المصنف رحمه الله تعالى. فان ابتداء ذلك في قوله رحمه الله مبينا اختيار العلم وينبغي لطالب العلم ان يختار من كل علم احسنه لان افراد العلوم متعددة. وكل علم هو على مراتب ودرجات. فيقدم المرء من كل علم احسن ذلك العلم. قال الزبيدي رحمه الله تعالى في اسية السند فما والغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنت. والاشارة الى هذا الامر مبثوثة في كلامك من المتقدمين والمتأخرين. فينبغي ان يتخير المتعلم من العلم احسنه ومفتاح الاحسن هو المأثور في قول المصنف وما يحتاج اليه في امر دينه في الحال. فاحسن العلم الذي نفتقر اليه هو العلم الذي ينفعك في معرفة دينك في الحال التي انت فيها ثم يتلوه المذكور في قوله ثم لا يحتاج اليه في المآل. اي في العاقبة. وهذه العاقبة نوعان احدهما العاقبة المستقبلة من عمره اذا تمادى به الزمان فان المرء يلزمه نداء انواع من العلو ثم يمكن ترك علوم اخرى تؤخذ مع الايام والليالي فلا يحتاج اليها الا في عاقبة متأخرة من زمانه. والاخر ان يكون المراد بالعاقبة والمآل ما يكون بعد ذلك الاخرة فان الازدياد من العلم ولو كان فوق فرض العين ينفع العبد في الاخرة. ثم رحمه الله تعالى المقدم من العلوم فقال ويقدم علم التوحيد والمعرفة اي علم توحيد الله عز وجل ومعرفته بان شرف العلم بشرف معلومه وعظم ثمرته وليس شيء من العلوم اشرف معلوما ولا اعظم ثمرة من علم التوحيد. فان العلم يشرف بالنظر الى مأخذين احدهما شرف معلومه والاخر عظم ثمرته. فيرتفع قدر العلم تارة المعلوم فيه وتارة بشرف الثمرة العظيمة المترتبة عليه. وهذان الامران مجتمعان بعلو وشرف في علم التوحيد والمعرفة لله سبحانه وتعالى. فهو المقدم على العلوم كلها والى ذلك اشرت بقول وبعد فالتوحيد علم يفضل على العلوم كلها ويقبل وبعدها التوحيد علم يفضل على العلوم كلها وينظر قد اوجب الرحمن قدرا ليس يصح الدين حتى يدرى الى اخر تلك الابيات التي ذكرناها في مقام اخر ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان علم توحيد الله عز وجل ومعرفته ينبغي ان تكون محرومة فقال ويعرف الله تعالى بالدليل. اي لا عن تقرير ثم علله بقوله فان ايمانا مقلد وان كان صحيحا عندنا لكن يكون اثما بترك الاستدلال. اي يصح ايمانه الا انه واقعا في الاثم لتركه معرفة الدليل المرشد الى ذلك الايمان. وهذه المسألة تعرف عند علماء الاعتقاد بمسألة ايمان المقلد اي الجاهل بالادلة. هل يكون مؤمنا ام لا يكون من الصحيح في هذه المسألة هو ما كان عليه السلف وجمهور الخلف من الائمة المحققين ان ايمان المقلد صحيح بشرط الجدل. ان ايمان المقلد صحيح بشرط الجزم اي بان يكون معتقدا اعتقادا صحيحا بصحة ذلك الاعتقاد. فلو قدر ان المقلد يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ويقر باركان الاسلام وبمفردات التي يتضمنها علم الاعتقاد لكنه لا يعرف ادلتها. فلو سألته هل جبريل من الملائكة؟ فقال قال نعم ثم سألته عن الدليل لم يحق به علما فان من كان من هذا الجنس يصح ايمانه بشرط ان يكون اعتقاده جازما. اي لا عن تردد وشك. فيعتقد ان هذه المسائل المتعلقة بالايمان صحيحة لا يتردد فيها ولا يشك ولا يكون اثما في دوش الاستدلال. لان هذا هو الذي يدخل بقدرته وطاقته. والله سبحانه وتعالى يقول فاتقوا الله ما استطعتم. فوسعه الذي يستطيع بذله هو معرفة هذا الاعتقاد عن تقليد. اما احاطته بالادلة ومعرفة وجوه الاشتدال بها فيتعذر عليه ذلك في صحة ايمانه بشرط الجزم. والى ذلك اشار رحمه الله تعالى بقوله فالجاذبون من عوام البشر ومسلمون عند اهل الاثر. فالجازمون من عوامل بشري ومسلمون عند اهل الاثري عند اهل السنة والحديث. ثم قال رحمه الله تعالى متما بيانه باختيار العلم ويختار العتيق دون المستداه. اي يختار العلم العتيق دون محدثات والمراد بالعلم العتيق علم السلف رحمهم الله تعالى. وعلمهم الذي كانوا عليه هو علم الختام والسنة وما جاء عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الذهبي رحمه الله تعالى العلم قال الله قال رسوله ان صح والاجماع فاجهد فيه فالعلم نصب فلخلاف سفاهة بين الرسول وبين الرأي ثقيل ولصاحبه ابن القيم ابيات في هذا المعنى فالمقدر من العلم العلم العتيق اي القديم الذي كان عليه السلف. وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى من شروط تلقي العلم عن الكتب ان عن الكتب المتقدمة ذكره في كتاب المواثقات لان علوم الاوائل اكمل وامتع. ثم ذكر رحمه الله تعالى موجب ذلك فقال قالوا عليكم بالعتيق واياكم والمحدثات اي من الكلام الشائع المستقر من قوانين عقل الدين ما شهر عن جماعة من السلف من قولهم عليكم بالعتيق الكلمة تؤثر بنصها ومعناها عن جماعة من الصحابة فمن بعدهم ابن عبد الله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل اخرجها عنهما ابن بطخة في الابانة في شرح السنة ومنهما من رواها عن احدهما دون الاخر وهي كلمة منشورة مشهورة فهي من الدين الشائع المستقر في كيفية الشرع انه يؤخذ عما كان عليه الناس. ثم حذر رحمه الله تعالى من اصل من اصول المحدثات في العلم فقال واياك ان تشتغل بهذا الجدال الذي ظهر بعد انفراد الاكابر من العلماء اي الخصومات والمنافسات في العلم. المتمثلة في العلوم العقلية وما قاربها من العلوم الشرعية في الارادات والاعتراضات. فان ما تفرح به بعض الكتب من ذكر الاعتراضات او الايرادات على شيء مقرر مع تطلب الجواب عنه هو من جنس المنهي عنه من الجدال الذي ظهر بعد الاكابر من العلماء فان عاقبته وخيمة. قال المصنف رحمه الله فانه يبعد عن الفقه ويضيع العمر ويورث الوحشة والعداوة وهو من اشراط الساعة وارتفاع العلم والفقه كذا في الحديث لما ثبت عند الترمذي وغيره من حديث ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل. ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه يقود الجدل واسناده حسن. فمن علامات وقوع الضلال واستقراره في الخلق. شيوع الجدل بينهم بعضهم بعضا من مقولات والردود التي تحتها هل هي من جنس المنافسة في الدنيا ثم اتبع بيان المرصد الاول ببيان المرصد الثاني وهو اختيار الاستاذ فقال اما اختيار الاستاذ كيف ينبغي ان يختار ان اعلم والاورع والازل؟ فيختار المحصل صفات الكمال واعظم صفات الجمال هي المذكورة في كلام المصنف الاعلم والاوظع والاسن. والصفات الجامعة المعلم على ما ذكره المصنف ثلاث الاولى كمال العلم. والثانية مال الورع والثالثة كبر السن. فاذا اجتمعت هذه الصفات الثلاث في احد فانه خيارا في التلقي عنه. ومن نقص فيه شيء من هذه الصفات نقص قدره الاخذ عنه فلا ينبغي ان يزاحم الكامل بمن لم يصل الى الكمال بعد. فضلا عن ان يزاحم بناقته فمن يأخذ العلم عن عالم وغيره في البلد اعلم منه ثم لا يحصل عنه فهو مقصر في الطريق القويم اخذ العلم واسوأ منه حالا من يأخذ العلم عن دعي منتسب للعلم ويترك المعروفون في ترك المعروف بالعلم في بلده فينبغي ان يجتهد المتعلم بالتباس المعلمين المرشدين لهم الذين يحصل بالاخذ عنهم انتفاعهم. ومثل هذا غير خاص بحمد الله. لانه من اعلام الاسلام. والدين محفوظ المترشحون للاخذ عنهم هم من شهروا بالعلم مع كبر السن ممن يجتمع على معرفتهم اللبيب الذكي الفجر والصغير والكبير والامير والمأموم. فهؤلاء في اخذ العلم عنهم مقدمون على غيرهم. واذا كان في البلد من هو ودونهم ممن يحصل عنه العلم بانتفاع انتفع به ايضا لكن لا ينبغي ان يستغنى عنه بالاخذ ويترك اولئك الاكابر من اهل العلم. ثم اورد رحمه الله تعالى من وقائعه في اخبار فقهاء الحنفية من اصحابه ما اتفق في امام مذهبه ابي حنيفة رحمه الله من اخذه عن حمادة عن ماجد ابن ابي سليمان بعد التأمل والتفكر وقوله في نعته وجدته شيخا وقورا حليما بالامور فلما رأى اجتماع هذه الخصال عنده رآه اهلا للاخذ عنه والانتفاع به ثم قال تبث عند حماد ابن ابي سليمان فنبت اي لازمت هذا العالم الذي اخترته نظر في خصاله فحصل لي ما اؤمنه من العلم فان المرء اذا ثبت نبت اي بلغ مأموله وادرك مطلوبه وهذا معنى قولهم من ثبت نبت والثبات نبات اي لزوم الشيء والمداومة وعليه والالحاح فيه يبلغ العبد مأموله منه. ثم اتبع ذلك بذكر حكاية عن ابي حنيفة رحمه الله الله تعالى ذكرها عن بعض حكماء سمرقند في اختيار المعلم. ثم استطرد في اثناء ذلك بالحث على المشاورة في الامور. فقال وهكذا ينبغي ان يشاور في كل امر فان الله تعالى امر رسوله عليه الصلاة والسلام بالمشاورة في الامور اي في قوله تعالى وشاورهم في الامر ثم قال ولا يكن احد افضل منه اي اشد اقتصافا من فطنة والذكاء من النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك امر بالموسى اي الاستئناف باراء غيره من الناس. ثم قال وكان يشاور اصحابه في في جميع الامور حتى حوائج البيت ولا يحفظ هذا الحديث بهذا اللفظ. وانما هو معنى جملة من على اخبار المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما شهرته عليا وغيره بامر هديه. فكان النبي صلى الله عليه انما يشاور اصحابه في اموره كلها. ومن جملتها ما يتعلق ببيته واهل بيته. ثم اتبع ذلك بذكر كلمة نسبها الى علي رضي الله عنه انه قال ما هلك امرؤ عن مشورة اي لم الهلاك احدا من الناس اخذ بالمشورة وشاور غيره في امره لان المرء اذا الله امره على غيره جمع الى عقله عقلا اخر فاذا كثر المشاورون في الامر تعذبت العقول المفاوضة فيه ما حرى ان يصل الى امر يقربه النجاسة ويباعدهم الهلاك وهذه الكلمة لا تعرف عن علي رضي الله عنه. وانما رواها عبدالله ابن وهبة في الجامع عن ابن ابي حسين وقوله رحمه الله في الدعاء لعلي حرم الله وجهه اي شرفه وصانه عن النقاش دعاء لا يختص بعلي رضي الله عنه من دعا به لكل احد من المسلمين. وجعلوا ذلك شعارا على علي دون وغيره هو منه شعار الرافظة اشار الى ذلك ابو الفداء ابن كثير في تفسيره فينبغي ان يتجافاها او يذكرها مع علي وغيره. فيقول اذا ذكر ابا بكر كرم الله وكذا اذا ذكر غيره فلا يجعلها مختصة بعلي رضي الله عنهما. والاولى ان يدعو لهم بما وقع له متفق من رضا الله عنهم. ولهذا صار من شعار اهل السنة عند ذكر الصحابة رضي الله عنهم من يدعو لهم برضاء الله عز وجل فهم يدعون لهم ان شاء ويخبرون عنهم واقعا فان الله رضي عنهم كما في اية عزيزة ثم ذكر رحمه الله تعالى اصناف الناس باعتبار تمامهم بالنظر الى المشهورة فقال قيل الناس رجل سام اي كامل وسط رجل ولا شيء فهم على ثلاثة اطباق والطبق الرجل الثاني ونعشه كما قال من له رأي صائب ويشاور العقلاء. والطبق الثاني نصف رجل وهو من له رأي خائف لكن لا يشاور ان يترك المشورة او يشاور ولكن لا رأي له. فليس عنده مشكلة عقل يتخير بها. والطبق الثالث رجل لا شيء. وهو من لا رأي له ولا يشاور لنفسك ما شئت من هذه الاطباق الثلاثة. ثم ذكر عن جعفر الصادق انه قال لسفيان الثوري الذين يخشون الله تعالى لان هؤلاء هم اعقل الخلق فمن خشي الله سبحانه وتعالى فانما خشيه لكمال علمه وكمال عقله فهم احرى بمشورتهم دون غيرهم من البشر. وفي ذلك اعلام بان المرء يتخير في من يشاوره. فلا يعرض امره على كل احد بل يتخير من الناس من يكون منجمعا على الاخلاق الفاضلة والكمالات الظاهرة في ديانته وعقله ومعرفته وطول تجربته وكبر سنه ثم اتم الحكاية التي ذكرها عن الحكيم الشمرنجي المشتملة على اختيار الاجساد وعدم العجلة في ذلك. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى المقصدة الثالثة من مقاصد هذه الترجمة وهو الثبات. فقال واعلم ان الصبر والثبات اصل كبير في جميع الامور فلا ينال العبد مقاصده الا بالثبات في تحصيلها. فاذا ثبت العبد بلغ مراده. وفي صحيح مسلم من حديث عبد الرحمن بن جبير بن مفيد عن ابيه عن النواشد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عباد الله فاثبتوا وهو في سياق خبره دجال ولا يختص الامر به بل هو امر عام ويتأكد هذا الامر عند ورود المزعزعات والمزلزلات من الفتن والمحن فيحتاج العبد الى تصدير نفسه بعزل نفسه عن حملة تلك الفتن وعدم فيها والاقبال على الله سبحانه وتعالى. ولاجل هذا كان المقبل على عبادة الله سبحانه وتعالى له اجر عظيم في كمال ثباته على ما ينفعه. فروى مسلم من حديث معاوية بن قدوة عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الهرج اي في الفتنة كهجرة اليه وانما عظم اجرها لما فيها من للثبات باشتغال العبد بما ينفعه وانصرافه عما لا ينفعه. ثم اورد بيتا سيارا طيارا في تعظيم الثبات وذكر عزته فقال كما قيل لكل اذا شاء علا حركاته وفي رواية وثبات وهي بمعنى الحركة بل وصفة هي القفزة ولكن عزيز في الرجال ثبات ان يقلوا الثبات في الرجال واشرت الى هذا المعنى بقوله في اخر قصيدة الهداية ان الثبات في الرجال عزا ويظلم الرجال منه العزة. ان الثبات في الرجال عزا. ويغلب الرجال منه العز. ثم اتبعهم يصنفوا بذكر سؤال ذكره جماعة من اهل العلم في خبر عمر رضي الله عنه انه سأل قوما من بني عبد شهروا بالشجاعة فقال لهم ما الشجاعة؟ فقالوا الشجاعة صبر ساعة اي ان الانسان يتبوأ هذه الرتبة ويعد في الشجعان اذا صبر برهة من الزمن فاذا صبر وصاب نفسه صار ذلك خلقا لازما لها. فيعد بالشجعان هنا في دينه. وهذا مطرد في كل يرومها الانسان انه يحصلها اذا صبر وثبت عليها. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا وصابروا ورابطوا فلن يقتصر الامر في الاية بالامر بالصبر بل اتبع بالامر بالمصابرة وهي مفاعلة اي مع مع المعاناة والمراجعة فهو يقاوم في تحصيل الصبر من يعانده في ذلك ثم بالمرابطة بالثبات على صدره الذي يريده في امره الذي يقصده. ثم ذكر رحمه الله تعالى بيانا لجملة من المقامات التي ينبغي ان يثبت فيها المتعلم فقال فينبغي ان يثبت على استاذ اي معلم وعلى كتاب حتى لا يتركه ابتر. اي منقطعا بان لا يا سيدي ثم يتركه بعد طهرة من الزمان ولا يتمه. ثم قال وعلى فن حتى لا يشتغل بفن قبل ان يتقن الاول فانه لما كان الامر مع سعة الزمان وتفرغ المعلمين والمعلمين كان من فرائض اخذ العلم ان يجمع المتعلم نفسه على علم واحد والى ذلك بعضهم بقوله وفي ترابك وفي تراضك العلوم المنعجات من توأمان سبقا لن يخرجا اي ان الجمع بين علمين مما يمنع منه. هذا في وقت السعة والاختيار. اما عن مع ضيق الاوقات وكثرة الاشغال وتحول الزمان كالواقع في هذه السنين فان المرء يلاحظ نفسه بقدر ما يحصل منفعة العلم وربما اخذ مختصرا في الفن ثم اخذ مختصرا في فن اخر وهل ما جر بحسب ما يتفق له في سعة زمانه ووجود معلمين ثم قال وعلى بلد حتى لا ينتقل الى بلد اخر من غير ضرورة اي في رحلته في طلب العلم فان العادة الجارية انهم يقدمون جمع العلم في البلد الذي هم فيه ثم اذا استوعبوه تحولوا الى بلد اخر تعذر كذلك فلملتمس العلم ان يرتحل الى البلد الذي ينتفع فيه بالعلم. ثم قال معللا امره بالثبات على ما سبق فان ذلك كله يفرق الامور ويشغل القلب ويضيع الاوقات ويؤذي معلم ويقال تماما ويفسد المتعلم. فان المتعلم اذا عرضت له هذه الاحوال حصل له العاجل بترك العلم وعدم التشاغل به واما في الاجل بان يكون مشوشا في علومه فهو الحافظ فان من المنتسبين للتعليم من يقول العارف بالعلم في حكمه انه مشوش العلم. ومنشأ في العلم عندهم انه لم يحسن اخذه العلم. فكم من كتاب ابتدأه على شيخ ثم لم يتمه؟ وكم من فن فيه ثم اخذ منه طرفا ثم تركه فيصير مجمعا لاطراف مختلفة من الفنون والكتب ومثل ذلك بنفسي تشويشا ربما اوجب اضطرابا في فهم العلم غلطا على العلم واهله فينبغي للمرء ان ينظر الى في هذه الاحوال العارضة وان يسلك الجائزة السوية في تثبيت نفسه على اخذ العلم عند علميني وبكتاب الذي يقرأه وبالفن الذي يشرع فيه. ثم ذكر رحمه الله تعالى ابياتا في الصبر على ما يريده المرض وعدم التسليم للهوى فقال قال الشاعر ان الهوى لهو الهوان بعينه اي لهو الاذلة وصنيع كل هوى صنيع هواني اي صنيع جملة وشراء فان من تتسارع وراء هواه او في المهالك في الدنيا والاخرة. قال بعض السلف انما سمي الهوى هوى لانه يهوي من صاحبه جهنم اعاذنا الله واياكم من ذلك. وقبل اهوائه بصاحبه بنار جهنم فانه في الحياة الدنيا يهوى في اوحال من الردى في باب الخبر او باب الطلب او باب الشهوة او باب الشبهة. ثم حتى المتعلم على الصبر قال ويصبر ويقدر على المحن والبليات. قيل خزائن المنن على قناطير المحن. والقناطير جمع ان قال وهو معيار من معايير المثاقيل. ومراد المراد من هذه الجملة ان الخزائن العظيمة من النعماء التي تصل على العبد موقوفة على المحن التي تعرض له. وهذا معنى بعضهم رب محنة وهبت من حد. اي انقلبت منحة ونعمة على العبد. ثم اورد رحمه الله تعالى بيتين في الة العلم عزاهما لعلي ابن ابي طالب بقوله وقيل انه لعلي ابن ابي طالب والمشهور هذين البيتين من شعر ابي عبد الله الشافعي رحمه الله تعالى قال الا لن تنال العلم الا بستة وفي رواية اخي ان تنال العلم الا بستة سأنبئك عن مجموعها ببيان وفي رواية عن تأويلها ببيان ذكاء وحرص واختبار وبلغة اي سداد من العيش. وارشاد استاذ وطول زمان متأمل انه قال وارشاد استاذي ولم يقل وتعليم استاذ فان الارشاد مرتبة اعلى من التعليم فان التعليم ربما صار في عرف بعض الناس القاء المعلومات وايصالها الى اما الارشاد فبيته يتضمن ادالته وهدايته الى الانفع له. فهو لا يقتصر في على توجيهه الى العلم الذي يقرأ فيه فينفعه بمسائله بل يعتني بهدايته الى الاحوال ينبغي ان يكون عليها بالعلم والدعوة والاصلاح والبيان والارشاد. وهذه هي الرابطة التي كانت بين المعلمين والمتعلمين فادركوا خيرا في الدنيا ويؤمن لهم خيرا في الاخرة. واما اليوم فصار هم جل المعلمين هو قول المعلومات فقط اما الارشاد بالبيان والهداية والدلالة والوصية وتحري ما ينفعه النصارى قليلا بالناس وهذان البيتان من اجمع ما قيل في الة العلم. ومن المشهور السائر في هذا قولهم الة العيد شيخ فتاح وكتب سحاح ومداومة والحاح شيخ فتاح وكتب سها ومداومة والحاح. وسبق بيان هذه الجملة مع الزيادة عليها في شرح تذكرة السامع والمتكلم فمن قام تطويلا من البيان فيها من ينظر الى الشرح المحفوظ صوتا والمنقول تقيدا في تفسير هذه الجملة ثم ذكر رحمه الله تعالى المقصد الرابع من مقاصد هذه الترجمة وهو اختيار الشريك للزميل المقارن بالطلب فقال واما اختيار الشريك فينبغي ان يختار المجد اي صاحب الجد والاجتهاد والورع اي والورع اي المنتسب الى الورع. والورع في احسن اقوال اهل العلم هو ترك ما يخشى غضبه في الاخرة. ترك ما يخشى ضرره في الاخرة. ذكره ابو ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم. ثم قال في نعته وصاحب الطبع المستقيم المتفهم ثم ذكر من اصناف الشركاء مما ينبغي ممن ينبغي التباعد عنه فقال ويفر من الكسلان اي بالكسل والمعطل اي المتشاغل بالعطاء والبطالة مما لا يصبر نفسه على العلم. من يتقطع عنه. والمقدار اي كثير الكلام والمفسد اي صاحب الفساد والفتان اي الساعي في الفتنة الراغبة وفيها ثم اود رحمه الله تعالى بيتا لعلي ابن زياد قال عن المرء لا تسأل وابصر قرينه فان القرين بالمقارنين يقتدي واردفه بتتمته فان كان ذا شر فجانبه سوعة وان كان ذا خير فقارنه تهتدي. روى الاصمعي روى ابن بطة في كتاب الابادة الكبرى عن الاصمعي انه قال ما رأيت بيتا اشبه بالسنة من قول علي ابن زياد عن المرء لا تسأل واغفر خليله ما رأيت بيتا اشبه بالسنة من قول علي بن زياد عن المرء لا تسأل وافصل قريناه اي انه وقعه لقانون الشرع بما يختار من الاقلاء والشركاء. وهو المذكور في الحديث الذي رواه رواه داوود وغيره من حديث موسى ابن فلان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. ثم اتبعه ببيتين في هذا المعنى لا تصحب الخشانة كم صاحب لفتاد اخر يفسد عدوى البليد الى الجليد سريعة والجليد هو الحازم القويم والجريء هو الحازم القوي عدو البريد من الجليل شريعة كالجمر يوضع في الرماد فيقوده اي ان الجمر المتوكل اذا توفي بالرماد وترك فيه فانه يخرج كخمود الرماد. وذكر من السنة ما يصدق هذا المعنى وهو حديث ابي هريرة عند البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مولود يولد على الفطرة والفطرة هي الاسلام باجماع السلف ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه متفق عليه بهذا اللفظ. ثم اورد رحمه الله تعالى بيتين بلغة ثائرة معناهما كما ذكر المعتني في الكتاب الثمرة السيئة هي من الحبة المثلية قسما بذات الله الصمد العمل الطيب يسوقك نحو الجحيم والذكرى الحسنة تأخذك الى النعيم ثم اورد بعد ذلك بيتين في الحث على اصطفاء الشريك ان كنت تبغي العلم واهله او شاهدا عن غائبي فاعتبر الارض باسمائها واعتبر الصاحب بصاحبك. اي اذا اردت مقاما من الارض او صاحبا من الخلق فانظر الى ما يدلك عليها. فالارض تخبر عنها اسماؤها. فان عادة العرب انهم يسمون البقاع والبلدان باعتبار ما يظهر منها من المعاني فسموها باسم ما لملاحظة في هذا الامر تسميتهم بلدا بانه العزيزية بينهم يريدون عزة ارضه وصلابتها وقوتها. واطرد في السائل ما شهر من الايقاع باسمائه عند العرب فانهم يسمونه بامر رؤوف فيه. كما ان من العرب انهم ربما ذكروا باسم واحد بقاع العدة. فالعرب اذا احبوا منزلا سموا به غيره فتجد في اسماء مواطن من جزيرة العرب اسماء اسماء اسم واحد لبقاع متعددة فتجده وبهذا الاثم في بلادنا من جزيرة عرب نجده باسم في بلد اخر من بلاد جزيرة العرب تشاد اليمن او غيرها وهو اسم نفسه كالدرعية وحرر فان هذه من الاسماء المتكررة في جزيرة العرب. واما المرء الذي يصحف فانك تقايسه بمن يصحب كما قال واعتبر الصاحب بالصاحب اي اذا اردت ان تعرف حالة تريد صحبته فانظر الى اصحابه الذين تخيرهم فانك تعرفه منهم. فاذا رأيته تخير لشبته اهل الرشد والعاقل والدين والمروءة والعلم فانه حقيق بالصحبة. وان كان اصحابه الذين يخالطهم من اهل البدع او اهل الهوى او اهل الفساد او اهل الفسوق او اهل الفنون فاتركه ولو اظهر خلاف ذلك لان المرأة يدل عليه بخلانه. لان الصاحب والزميل مميل. فمن صار خلا لمغموس ببدعة او فسق او فجور فان مآله الى موافقته في حاله. بل بنفسك عنه. نعم. احسن الله فصل بتعظيم العلم واهله غير من طالب العلم لا ينال العلم ولا ينتفع به الا بتعظيم العلم واهله وتعظيم الاستاذ قيل ما وصل من وصل الا بالحرمة وما سقط من سقط الا بترك الحرمة. وقيد الحرمة خير من الطاعة الا ترى ان الانسان لا يكون المعصية وانما يكفر باستخفافها وبترك الحرمة ومن تعظيم العلم تعظيم الاستاذ. قال علي رضي الله عنه انا عبد من علمني واحدة ان شاء وقد ان شئت في ذلك رأيت احق الحق حق المعلمين اوجبه حفظا على كل المسلمين لقد ان يدى عليه كرامة لتعليم حرب واحد الف درهم. فان من علمك حرفا واحدا مما تحتاج اليه في الدين فهو ابوك بالدين. وكان استاذ شيخ الامام شديد الدين الشرادي يقول قال مشايخنا من اراد ان يكون ابنه عالما ينبغي ان يراعي الغرباء من الفقراء ويكرمهم ويطعمهم ويعطيهم فان لم يكن ابن معاذ يكون حفيده عالما ومن توكيل العلم ان لا يمشي امامهم ولا يجلس مكانه ولا يرتدأ بالكلام عندهم الا ولا يكثر الكلام عندهم ولا يسألن شيئا ولا يدق الباب من يصبر حتى يخرج الاستاذ فالحاصل انه يطلب رضا ويجتنب سخطه ويرتدي الامر بغير معصية لله تعالى فانه لا طاعة للمخلوق بمعصية الخالق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان شر الناس من يذهب دينه لدنياه بناصية الخالق. ومن توقيه توقيع اولاده ومن يتعلق وكان يقوم في خلال الدرس احيانا تسأله معهم فقال ان ابن عثامين في السكة احيانا الى باب المسجد اذا روتناكم له تعظيما لاستاذي القاضي امام والقاضي امام ذي كان رئيس الائمة وكان السلطان يحترمه غاية الاحترام وكان يقول انما وجدت بهذا المنصب في خدمة الاستاذ فاني كنت اخدم الاستاذ نضرب ما بزيد من الدبوس وكنت اخدمه واطبخ طعامه ثلاثين سنة ولا اكل منه شيئا وكان الشيخ الامام هاجر رحمة الله عليه الوالي العرب السؤال في كلامها الفتح لماذا؟ لانه اشهر لغة العربي سمحة سهلة. لكن لكن الحلواني في هذا المقام بفتح الحاء وسكونها كما قرأ الحلواني. ففي هذه النسبة والقانون احدهم الحلواني وهي نسبته اذا كان ممن شهر بصنع صنع الحلوى هو او اهل بيته. والتالي الحلوانية بضم الحاء وسكون اللام وهو اذا كان منسوبا الى بلدة حلوان من بلاد مدينة والمراد هنا الحلواني. نعم. احسن الله اليكم. وكان الشيخ امامنا خمس الائمة الحلواني رحمة الله عليهم قد خرج من بخارى وسكن في بعض القرى اياما لحادثة وقعتن وقد زاره تلاميذ رحمة الله عليه فقال له حين لقيه لماذا لم تزدني؟ قال كنت مشهورا بخدمة الوالدة قال ترزق العمر لا ترزق رونق الدرس. وكان كذلك فانه كان يسكن في اكثر اوقاته في القرى لم ينتظر له الدرس فمن تأدى انه استاذه يحرم بركة العلم ولا ينتفع بالعلم الا قليلا. ان المعلم والطبيب كلاهما فانصحني اذا ما لم يكرما فاسق ردائك ان جفوت طبيبه واقنعني جهلك ان جفوت معلما وحكي ان الخليفة هارون الرشيد عتبناهم الى اصمعي ليعلمهم العلم والادب. فرآهم يوما يتوضأوا ويغسلوا رجلاه. وابن الخليفة يصب الماء على رجله. فعذب الاصمعي في ذلك لقوله انما بعثته اليك لتعلمه وتؤدبه. فلماذا لم تأمروا بان يصب الماء باحدى يديه ويغسل بالاخرى رجله؟ ومن تعبه من اجله تعظيم فينبغي لطالب العلم الا يأخذ الكتاب الا بطاعة وحكى عن الشيخ شمس ائمة حلواني رحمة الله عليه انه قال انما علمت هذا والشيخ الامام وكان مقطونا في ليلة وكان يكرر وكان كبر وتوضأ في تلك الليلة سبع اشركها الله لانه كان لا يكرر الا بالطاعة وهذا لان العلم نور والوضوء نور فيزداد ومن هذه الواجب للعالم. ومن تعظيم بدون اعادة ومن التعظيم الواجب ومن التعظيم الواجب الا يموت طالب العلم ومن التعظيم الواجب الا يمد الرجل الى الكتاب ويضع كتاب التفسير من رسائل الكتب تعظيما ولا يضع شيئا اخر عنه كتابه فقال له بالفارسية وكان استاذنا القاضي فخر الدين المعروف بقاضي خان رحمه الله تعالى يقول ان لم يرد بذلك ومن التعظيم ان يجود كتابة الكتاب ولا يطرنط ويترك الحاشية الا عند الضرورة ابو حنيفة رحمه الله تعالى كاتبا يفرط من كتابته فقال لا تفرط خطك ان عشت تندم وان مت تشتم يعني اذا شفت وضعه البصر اذا ندمت على ذلك وحكي عن الشيخ وحكيان الشيخ اي نعم بيجيب درجتين. قد نسب صاحب اللواء من جهة. يعني القرشي هذا حكيم حكي انه قال وما اتخذنا ندمنا وما لم نقابل ندمنا. فينبغي ان يكون تقطيع الجدال فانه تقطيعها رحمه الله تعالى فينبغي الا يكون في الكتاب شيء منهم فانه من صنيع الفلاسفة لا صنيع السلف. ومشايخ المركب الاحمر. ومن تعظيمه لتعظيم الشركاء في طلب العلم والدرس ومن يتعلم منه والتملك مذموم لله في طلب العلم فانه ينبغي ان يتذمر لاجساده وشركائه ليستفيد منهم وينبغي لطالب العلم بالتعظيم والحرمة وان سمع وان سمع مسألة واحدة او حكمة واحدة الف مرة قيل من لم يكن تعظيم بعد الف مرة كتعظيمه في اول مرة فليس باهل الليل وينبغي لطالب العلم ان لا يخفى وهو على علم بنفسه بل يفوض امره الى استاذ فان الاستاذ قد حاصر له لقد حصل له التجارب في ذلك فكان اعرف بما ينبغي لكل احد وما يليق بطبعه وما يليق بطبيعته وكان الشيخ امامنا جل الاستاذ برهان الحق والدين رحمه الله تعالى يقول كان طلبة العلم في الزمان الاول بالتعلم الى استاذهم كانوا يصلون الى مقصود مرادهم والان يختارون بانفسهم فلا يحصل مقصودهم من العلم والفقه وكان وان محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى كان بدأ بكتب كتابة الصلاة على محمد ابن الحسن رحمه الله وقال له محمد ابن وتعلم علم الحديث لما رأى ان ذلك العلم اليقظ بقومه فطلب علم الحديث فصار كان بدأ بكتابة في كتاب في كتاب الصلاة. احسن الله اليكم كان يحكى ان محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى كان بدأ بكتاب الصلاة على محمد ابن حسن رحمه الله فقال له محمد ابن اذهب وتعلم مما حديث ما رأى عنه تارك العلم فطلب علم الحديث اذا صار به مقدما على جميع ائمة الحديث وينبغي ان يطالب العلم ان لا اجلس قريبا من المستأذنين ضرورة بل ينبغي ان يكون بينهم وبين الاستاذ قدر القوس فانه اقرب الى التعاليم. فينبغي لطالب العلم ان الاخلاق الذميمة فانها معنوية. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا الملائكة بيتا فيه كالبناصورة وانما يتعلم الانسان بواسطة ملك والاخلاق الذميمة تعرض في كتاب الاخلاق وكتابنا هذا لا يحتمل بيانا وليحترس عن التكبر ومع التكبر لا يحصل الايه؟ قيل العلم حرف للفتن وتعالي كالسين حر من مكان عالي. هذا هو الرابع من فصول الكتاب الثلاثة عشر. وترجم له المصنف بقوله فصل في تعظيم بالعلم واهله اي في اجلالي العلم واجلال اهله. وهو غير ما ترجم به ابو محمد ابن الدارمي في كتابه الجامع بقوله باب في اعظام العلم. فمن اعظم المجالس التي ينبغي ان يفيض منكمش العلم بها علما الحرص على تعظيم العلم واجلاله ومعرفة قدره وقدر اهله وسبق اقراء كتابه مفرده نافع هو كتاب التعظيم العلم فيه الاشارة الى عشرين معقدا من المعاقد الموصلة الى اجلال العلم واعظامه لمن اخذ بها فلا ينبغي ان يغفل الظالم العلم عن هذا الامر لان الشأن فيه ما ذكره المصنف بقوله اعلم ان طالب العلم لا ينال العلم ولا ينتفع به الا بتعظيم العلم واهله وتعظيم وتوقيره. فقدر ما خذوا من العلم مرهون بقدر ما يكون في قلبك من تعظيمه. فمن عظم العلم ناله ومن لم يعظم العلم انقطع دونه ولم يبالي به اهله في اي واد هلك. ينبغي ان يحرص طالب العلم على امتثال هذا الاصل ومنه اعلم علم اليقين ان حيازة العلم ليست موكولة الى الغدر والقوى التي تحق المرء منه قوة فهم او شدة ذكائه كلا فان هذه اداة بشرية يشترك فيها المؤمن والبادر المؤمن والكافر والبر والفاجر. لكن الشأن في صلاحية العبد للعلم فان كان قلبه متهيأ لذلك بما يكون فيه من اعوام العلم واجلاله كان العلم والا حيل بينهم وبين هذه القوة وكم من امرئ رأيناه قرينا جميلا او متعلما طالبا كان له شيء من هذه القوى الا انه تارة في الانصراف عن العلم وتارة للتشاغل بالتجارة او غيرها وتارة باخلاله الى الكسل وتسويده وتأمينه السعة مع الايام حتى يفوته حتى يفوته العلم عن اهله ثم قال رحمه الله تعالى في بيان هذا الفصل قيل من وصل من وصل الا من حرمة اي الاعظام والاجلال وما سقط من سقط الا بترك الحرمة. فمن عظم العلم واهله وكتبه فانه يدرك العلم. ومن لا يرتفع الى هذا المقام يسقط دونه. ثم قال رحمه الله وقيل الحرمة خير من الطاعة اي حفظ المهابة والاجلال والقدر خير من الطاعة. الا ترى ان الانسان لا يكفر بالمعصية اي من شيئا من المحرمات لم يكفر به. وانما يكفر باستخفافها. وبترك الحرمة بهذا الذنب واعتقد عدم حرمته ولم يحفظ امر الله سبحانه وتعالى فيه فانه يكفر لذلك ثم ذكر رحمه الله تعالى افرادا من الانواع المندرجة في تعظيم العلم فكان مما قاله ومن تعظيم العلم تعظيم الاستاذ اي المعلم الذي يتلقى عنه. واورد عن علي قوله انا عبد انا عبد من علمني حرفا واحدا ان شاء باع وان شاء افترق ولا يعرف هذا عن علي مسندا ويروى في معناه عن شعبة حجاج رحمه الله انه قال من علمني حرفا فانا له عبد. وروي مرفوعا بهذا المعنى حديث لا يثبت وهو من علم عبدا اية من كتاب الله فهو له عبد. قال ابو العباس ابن تيمية حديث موضوع ثم ذكر رحمه الله تعالى بيتين في هذا المعنى اتبعهما بقوله فان من علمك خرفا واحدا مما تحتاج اليه الدين فهو ابوك في الدين. وهذه هي الابوة الروحية. فان الابوة التي تكتنف العبد نوعان احدهما الابوة الجسدية الصلبية. الابوة الجسدية الصلبية. وهي ابوة الوالد. والاخر الابوة الروحية الدينية الابوة الروحية الدينية. وهي ابوة المعلم والاستاذ وتقدم طرف من هذا في غير هذا المجلس. ثم نقل رحمه الله تعالى سبيل الدين قوله قال مشايخنا من اراد ان يكون ابنه عالما ينبغي ان يراعي الغرباء من الفقهاء ويكرمهم ويطعمهم ويعطيهم شيئا لما في ذلك من توقيرهم واجلالهم ومعرفة حقهم. ثم قال لم يكن ابنه عالما يكون حفيده عالما اي من بركة قيامه بحق اهل العلم يرزقه الله سبحانه وتعالى ابن العليم او حفيدا عالما او يكون ذلك ببركة دعاء هؤلاء اذا حفظ حقهم واكرمهم واحسن دعوا له بصلاح الذرية واعظم صلاح الذرية ان يكون فيهم من يشار اليه للامامة في العلم ثم ذكر من افراد تعظيم العلم واهله قوله ومن توطين المعلم ان لا يمشي امامه اي تقدمه بالمشي. بل يمشي عن يمينه او خلفه ليترك يساره حاجته اذا اراد ان يتنخم او يبسط او غير ذلك فيكون حذاءه عن اليمين او يتأخر عنه شيئا كتأخره في الصلاة فان الامام في الصلاة انما يتأخر عنه المأمومون ليقتدوا به به به وكذا المتعلم يتأخر عن فستانه ليقتدي ويهتدي به ويكون طوعا لارشاده. ثم قال قال ولا يجلس مكانه. لا يسبقه الى المكان الذي عرف انه له فيجلس فيه لما فيه من عدم التأدب معهم في التوقير والاجلال بحقه في المجلس. ثم قال ولا يبتدأ بالكلام عنده الا باذنه اي لا يبادر بالكلام بين يديه الا ان يأذن له الشيخ. لانه بمنزلة الولد له ولا بحضرته حتى يأذن له الشيخ او يعرف رضاه عنه بان يتكلم بما يتكلم به ثم وقال ولا يكثر الكلام عنده. لان من ادب المجلس ان يكون الكلام من صدره. وصدر المجلس هو المعلم الشيخ هو الذي ينبغي ان يتكلم وغيره يستمع وينتفع بكلامه. اما مزاحمته في الكلام والاكثار من الكلام بين يديه فهو من علامة عدم اله الم تعلم. قال سفيان الثوري اذا رأيت الشاب تكلم بين يدي الشيوخ فاعلم انه لا يفلح. اذا رأيت الشاب يتكلم بين يدي الشيوخ فاعلم لا يهلك اي اذا رأيتهم متباليا في ذلك مبالغا فيه مكثرا منه فذلك علامة عدم تلاحيه. لان العادة الجارية غالبا ان من وقع منه مثل هذا انه يعتد بنفسه ولا يرى بعده لاهل العلم شيئا لما اوتيه من لساني فيظن ان التوسع في الكلام علامة التوسع في العلم وهذا من علامات الجهل فان السلف كانوا اقل الخلق كلاما وكانوا اكمل الخلق علوما فليس التوسع في كلامه والتزيد منه علامة علامة على تمام العلم وكماله. وكان من ادركنا من اهل العلم لا يحبون البسط من القول في الكلام ولا سيما في غير موضعه. ولم يقولوا رحمهم الله تعالى يألفون لقاء اهل الكلام من الصحفيين والاعلاميين لان هؤلاء ممن يحبوا التزيف في الكلام ثم يجيد عليه ثم يزيد عليه زيفا بما يريده هو ومن الكلمات المأثورة عن السلطان عبد الحميد الثاني انه كان يقول اني اكره رأى الصحفيين بانهم لا يريدونك ان تقول ما تريد بل يريدونك ان تقول ما يريدون. واذا كان هذا في متول للشرطنة يحفظ دنياه فان المتولي في العلم بالافشاء والتعليم ينبغي له ان يحفظ لسانه لما فيه من حفظ هيبة العلم وصيانة الدين. ثم قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى ولا يأمن ولا يثأر شيئا عند ملالته يعني عند فاذا رأى من معلمه ظجرا وسآمة لم ينبغي له ان يبادره بالسؤال لانه يكون في حاله لا يتهيأ فيها للجواب. فربما كره من السائل سؤاله او غضب عليه. او اجابه بغير قصده او وضع الجواب على غير الصواب بانشغال قلبه بامر ما ثم قال ويراعي الوقت اي الزمن الذي يكون فيه السؤال ولا يدق الباب من يصبر حتى يخرج الاستاذ الا يعادل الاستاذ من بيته ليعلمه؟ بل يصبر عليه حتى يخرج وفي الصحيح قصة ابن عباس رضي الله عنه لما كان يأتي الى ابواب الانصار يطيل عند ابواب في الحر الشديد والشمس الضاحية القوية حتى يخرجوا رضي الله عنه وارضاه فادرك من العلم ما ادرك ثم قال في كلام جامع في الحاصل وانه يطلب رضاه. ويجتنب سخطه ويمتثل امره في غير معصية الله تعالى انه لا طاعة لمخلوق في معصية الله. واورد حديثا رواه بمعناه ابن ماجة واسناده ضعيف. ثم ذكر من افراد في تعظيم العلم قوله ومن توقيره او اي من توقير المعلم توقير اولاده ومن يتعلق به اي حفظ حقوق اولاده واصحابه الاخرين عنه. ومن يتعلق به غيرهم من قرابة مكتب او صهارة او غير ذلك فيجلهم ويعظمهم حفظا لحق معلمه. واورد في ذلك حكاية عن بعض الائمة بخارى وانه كان يقوم اذا رأى ابن استاذه يلعب مع هذا من الادب مبالغ فيه لا ينبغي ان يفعله العبد. وانما يستفاد من هذه حكاية حفظ حق العلماء في اولادهم بالاحسان اليهم وتوقيرهم واجلالهم. اما امتثال ما فيها من القيام عند فهذا مما لم يأتي به الشرع الحكيم. ثم اتبعه بقول فخر الدين المروجي انه قال انما وجدت في هذا النص انما وجدت لهذا المنصب اي حصلته بخدمة الاستاذ فاني كنت اخدم الاستاذ القاضي الامام ابا زيد الدبوسي وكنت اخدمه واطرح طعامه ثلاثين سنة. ولا اكل منه شيئا ماشية خدمته لاستاذه اورثه العلم الذي تأثر فيه فانه من خدم العلماء وقام بحقهم اثابه الله عز وجل في الدنيا والاخرة او في الاخرة بما يحصل من الذكر الحسن والاتساع العلم وعظم الدرجات. ثم اورد بعض ذلك حكاية اخرى وفيها عين الحلوان الحلواني رحمه الله تعالى لتلميذه بكر بن محمد لما لم يخرج له واعتذر بشغله لوالدته فقال له طلق العمر لا ترزق رونق الدلت. اي لا يكون لك مقام في نفعك الناس في التعليم وذكر في ترجمته رحمه الله تعالى خلاف ذلك وانه ممن شهر بالتعليم والنفع فيه ثم قال رحمه الله تعالى فمن تأذى منه استاذه يحرم بركة العلم ولا ينتفع بالعلم الا قليلة اي من بالغ في تحصيل العلم عن حتى نوصله ذلك الى خلية بقول او فعل او غير ذلك فان بركة العلم تزول عنه. وقد ذكر العراقي رحمه الله تعالى بالتقييد والجواح ان بعض اصحابه كان ممن اعسر الامر على بعض المشايخ المسمعين عليهم يقرأ عليهم عمدة الاحكام حتى حصل سماعها عليه. فدعا عليه ذلك الشيخ بان لا له بركة ذلك فمات قبل ان يتصدى لاسماعها. فلم يفرح بالسماع الذي حازه عن هذا الشيخ المعمر بموته فبقي هذا الشيخ المعمر وبعده فينبغي للمتعلم ان يتعلق بانتماس العلم من اشياخه وان يسلك سبيل في استخراج ما عندهم من العلوم. ولا يخبرهم ولا يلح عليهم بما يوقع في قلوبهم الملائكة وكراهية صحبته لهم. ومن تلطف مع المعلمين والتمس وجوه الانتباع بهم التماثا حسنا حصل عنهم ما لم يحصله غيرهم غيره. ثم ذكر في الدين في هذا المعنى وحكاية عن هارون الرشيد في امره الاصمعي بان يؤدب ولده بان يصب الماء في احدى يديه ويغسل بالاخرى رجله فهارون الرشيد عرف ان من اعظام العلم ان يري المتعلم مثل هذا الشهر فانه ابلغوا في تأديبه وحمله على اعظام معلمه. ثم ذكر من تعظيم العلم تعظيم الكتاب الذي هو دعاء العلم. فقال فينبغي لطالب العلم ان لا يأخذ الكتاب الا بطهارة. اي ان يكون على طهارة وهذا من اكمل الادب. ثم اورد عن شخص الائمة الحلوان قوله انما مثل هذا العلم بالتعظيم. فاني اخذت فاني يعني الورق الذي يكتب عليه وهو لفظ ثالث الا بطهارة فلم يكن يتناول كتب العلم الا وهو الطاهر وكان مالك ابن انس رحمه الله لا يدرك الموطأ واسماع الحديث الا وهو على طهارة وهذا عن جماعة من السلف رحمهم الله تعالى وفي ذلك تعظيم للعلم. ثم اورد طبعا الشيخ من الائمة انه كان مبطونا في ليلة ان يشتكي الما في بطنه وكان يكذب اي يعيد درسه مرة بعد مرة وتوضأ في تلك الليلة سبعة سبعة عشرة مرة لانه كان لا يكرر الا بالطهارة اي لا يعيد الدرس على نفسه مرة بعد مرة الا بطهارة قال وهذا لان العلم نور والوضوء نور فيزداد نور العلم به وهذا من كمال الادب مع العلم واحسان اخذه ثم قال رحمه الله ومن التعظيم الواجب الا يمد الرجل الى الكتاب. لان الكتاب وعاء العلم وفيه ايات بينات نبويات واثار سلفيات. فمن تعظيم العلم ان لا يمد رجله اليه كما لو جلس بين يديه معظم من الخلق لانه لا يتجاسر على ان يمد رجليه اليه دون علته. فكما يعظم الخلق بهذا ان يعظم العلم المأثور الوارد في الكتاب والسنة وعن سلف الامة بهذا فلا يتهاون بمد رجليه الى الكتاب. واشد ما يكون هذا الادب مع القرآن الكريم. فانه يكره كراهية شديدة ان يمد رجليه اليه لان مد رجليه عند العرب علامة على الذل والمهانة وهم يرون ان من مد رجليه الى احد فقد انتقص ولا يتهاونون في مدها الا مع مرض وعدة. فاذا كان هذا الادب يرعى مع الخلق بان يرعى عن كلام الله سبحانه وتعالى. بل في فقهاء الحنفية من عد ذلك كفرا. ولا وجه له على التحقيق الا ان اراد اهانته واذلاله واستنفاذ بجناب القرآن الكريم. والمقصود من ذلك هو تعظيم القرآن كل كتاب من كتب العلم. ثم ذكر من تعظيم العلم ان يضع كتاب التفسير فوق سائر الكتب لانه يشتمل على بيان معاني كلام الله عز وجل فهو اولى بالرفعة والتقديم على غيره. ولا يضع شيئا اخر على الكتاب اي لا ينبغي له ان يجعل فور كتابه شيئا من الامور التي يريد حفظها او ابرازها فيجعل يجعل عليه اشياء يريد معرفة مواضعها او حفظها فان هذا مما لا ينبغي فعله معه كتابي تعظيما له وكان السلف رحمهم الله تعالى يرعون هذا الامر بما ظهر في قلوبهم ان تعظيم الكتب للعلم وان اصول العلم موقوف على تعظيم العلم. وفي اخبار ابي عبدالله احمد ابن حنبل ان اسحاق ابن راهويه دخل عليه وفي يديه كتاب فرمى به اسحاق فقال الامام احمد مغضبا فهكذا يفعل بك كلام الابرار اهكذا يفعل بكلام الابرار اي هذا الكتاب فيه ما فيه من كلام الصالحين من اهل العلم فلا ينبغي ان يتهاون برميه والقائه بل يجب سلوك الادب بوضعه وضعا لطيفا وهذه المفردات المتقدمة من الادب ربما يقول كثيف الفهم انه لا يعرف فيها دليل خاص من القرآن او السنة ويجهل ان القرآن والسنة توارد من وجوه كثيرة على تعظيم الادب وان الدين هو الادب وان من لم يتأدب فقد نقص دينه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى الادب عدوان صلاح العبد وفلاحه وسعادته في الدنيا والاخرة. هو سوء الادب علامة شقاوته وبوارثه وسوء حاله في الدنيا والاخرة او كلاما قريبا من هذا المعنى في منزلة الهدف من كتاب مدارج ثم ذكر رحمه الله تعالى قصة عن بعض المشايخ عند فقيه وضع المقبرة على الكتاب فقال له بالفارسية اي لا يجوز هذا ولا يصلح منك. والمقصود لا يليق منك ان تفعل هذا مع الكتاب. ثم ذكر عن قاضي قال انه قال ان لم يرد بذلك الاستخفاف فلا بأس بذلك والاولى ان يفترض عنه اي وضع المقبرة على الكتاب انه ان لم يرد الاستغفار فذلك لا بأس به. والاولى ان يفترس عنه عيد اكمل للعبد ان يحترز عن مثل هذه المسائل. ثم ذكر من تعظيم العلم قوله ومن التعظيم ان يجود كتابة الكتاب اي يتقنها ويحسنها ولا يقرض اي لا يصغر الخط حتى يفرقه بادخال بعضه في بعضه فان القرمطة ادخال الشيء في الشيء ورده اليه كما يأخذ ورقة فيطويها في يده. فان طيها بالشدة في اليد ورد اطرافها بعضها الى بعض يسمى خربطة ومن هذا الجنس قرمطة الكتابة بان يصغرها ويدخل بعضها في بعض ثم قال ويترك الحاشية الا عند الضرورة اي لا يكتب في الحاشية شيئا الا اذا اضطر اليه. فيجعل في الكتاب حاشية ربما احتج اليها ثم ذكر عن ابي حنيفة انه رأى كاتبا يقرض في كتابه فقال لا تفرط خطك ان عشت تندم وان مت تشتم. ثم بشتروا بقوله يعني اذا شئت اي كذبت في السن وضعف نور بصرك ندمت ذلك ان ندمت على تحضير الخط ولم يبين معنى قوله وان مت تشتم اي انك اذا مت وقضيت نهبك ثم اراد احد ان ينتفع بما كتبت لم يمكنه ذلك من صغر الخط وتدافعه فعند ذلك ربما شتمك وذمك على صنيعك. ثم ذكر رحمه الله تعالى عن مجد الدين الصرخة قال ما غرفنا ندمنا اي ما كتبناه بخط دقيق متداخل ندمنا عليه. ومن انتخبنا ندمنا اي ما اخسرنا في اثناء الانتقام في تفصيل كتابه فان عنده في ذلك فان الناس كانوا لا يجدون كتبا مزوقة مطبوعة كما نجده اليوم. بل كانوا يستعينون على ذلك بالنفع. فربما شق نصف الكتاب كل يأتي ضيق الوقت او غير ذلك من الموانع. فيعملون الى التقاء فوائد منه. فاذا انتخب الانسان ربما ندم على ترك فوائد من الكتاب لم يدركها في انتخابه. ثم قال وما لم يقابل ندمنا. اي ما لم بين الاصل والفرع اذا انتسخنا كتابا الزموا عليه. فاذا نسخ احد كتابا من اصل ما فان من كمال افادته ان يعارض بين الاصل والفرع المتولي عنه فيقابل بينهما فانه اذا لم يطالب ربما حصل له طمس او صخر او دخول جملة في جملة فاذا لم يكن الاصل ولا به فانه يندم على ذلك. ثم ذكر من تعظيم العلم انه ينبغي ان يكون الثار تقطيع الكتاب مربعا. اي تقطيع الورق الذي يؤلف منه الكتاب على حالة مربعة لانه اهون وايسر للوضع والرفع والمطالعة فيما سلف واليوم لم يحتج الناس بعدهم الى تقطيع الورق فصار الورق مقطعا مزينا مهيئا على وجه قد يسر الله عز وجل من سبل تحصيل العلم الشيء الكثير ولكن مادة همم الخلق وضعفت عزائمهم ثم قال رحمه الله تعالى وينبغي الا يكون في الكتاب شيء من الحمرة اي من اللون الاحمر بقوله فانه من الصانع الهلاكفة لا صنيع التلف. لان السلف كانوا يكتبون بحبر واحد وهو الحبر الاسود ثم دخل القعدة فذلك هذه الالوان من التحميد والتصبير وغيرها وكان من اهل العلم ممن يقرأها لانها الوان للتحسين والتزوير. والعلم دليل معظم وفي الاحبال عندهم السواد سيد الالوان ويرون ان تعظيم العلم يكون بالكتابة به. ويتأكد هذا في فان المصحف مما توارد كلام السلف فيه بترك ادخال الالوان فيه. والا يلون واذا اتخذت هذه الالوان لبيان مقاصد في المبنى او المعنى كان ذلك ازعى للمحذور لان ذلك مما يتنازع وفيه فلا يسلم به لواضعه. فينبغي الا يكتب المصحف الا بلون واحد. واما الحمرة والصفرة فيها من الالوان وقد كرهها سلف بالمصحف كراهية شديدة. وعلى هذا فتوى اهل العلم رحمهم الله تعالى ثم ذكر من تعظيم العلم تعظيم الشركاء اي الزملاء في طلب العلم والدرس ومن يتعلم منه ثم قال والتبلغ مذموم الا بطلب العلم والمراد بالتملك المبالغة في التودد. المبالغة في التودد. فان المبالغة في التودد التي ربما ظهرت في ثوب التصنع تكره وتذم الا في طلب العلم فينبغي للمتعلم ان يبالغ في اظهار وده لشيخه واصحابه لتفصل له المنفعة كما قال فانه ينبغي ان الثاني وشركائه ليستفيد منهم. لانه بذلك يميل قلوبهم الى محبته. فيحسنون اليه بذل العلم واعانته عليه. ثم قال وينبغي لطالب العلم ان يستمع العلم والحكمة بالتعظيم والحرمة. اي بالاجال والاعظام وان على مسألة واحدة او غفلة واحدة الف مرة اي ولو تكررت عليه هذه الفائدة الف مرة. والمراد بتعظيمها حين فرحه بها وعدم استكباره عنها. فرحه بها وعدم استكباره عنها. فاذا سمعت معاذا من العلم فلا تتخذ به ولا تظهر عدم المبالاة بقدره وانك قد عرضته ووعيت وعلمته فان هذا استخفاف بشأن العلم. ينبغي ان تعظمه بالفرح به والاقبال عليه. قال رحمه الله تعالى ان الرجل ليحدثني بالحديث فاصغي اليه كأني سمعته اول مرة لقد سمعته قبل ان يولد. فقد سمعته قبل ان يولد. اي يحدثني بحديث يخبرك عنه فاظهروا له اسمعه اول مرة حتى يكون ذلك موهجا لنفس المتحدث وموقعا لاجلال العلم في قلب فهو لا يشبع من هذا العلم الذي سمعه مرة او مرتين او ثلاثا او اربعا فليبالي الاقبال عليه والفرح به لان هذا من اجله واعظامه. ثم قال قيل من لم يكن تعظيمه بعد ان مرة كتعظيمه في اول مرة فليس باهل للعلم. اي من لم يعظم العلم الذي يسمعه. مما تكرر عليه السمع الف مرة كما يعظمه في اول مرة فليس باهل للعلم. لان تعظيم العلم ليس موجبه جهلك به. وانما العلم بالنظر اليه في نفسه. فمثلا من المتعلمين من اذا درس ثلاثة الاصول مرة واحدة لم يرفع اليها بعد رأسا يظن انه بتعلمه مرة واحدة رفع الجهل عن نفسه فحين اذ لا يفرح بها ولا بتدريسها مرة ثانية وثالثة. وموجب ذلك ظنه ان اعظام العلم هو بالنظر الى جهله به سلف وذلك فهم خاطئون. الاعظام العلمي يكون بالنظر الى العلم نفسه. ففتاء ثلاثة اصول فيه المسائل العظام الثلاثة التي يكون عنها السؤال في القبر. فالمرء محتاج اليها. من مولده الى وفاته. فانه لا يتوب عليها في القبر الا من ثبت عليها في الدنيا. وقد رأينا اناسا كبارا خالقهم فكان حرفهم بتكرار كتاب ثلاثة اشهر. وانما بلغوا هذه المنزلة بشدة محبتهم لها. وتعلقهم بهذا وتكراره على انفسهم مرة بعد مرة. فبقدر ما كان في قلوبهم من اعظام هذا الكتاب. بقي هذا الكتاب مع في عقولهم معهم ومثل هؤلاء يرجى لهم ان يكون ذلك باقيا معهم في قبورهم وانهم احرى الناس الصواب اذا سئلوا من ربك ومن دينك؟ ومن هذا الرجل الذليل؟ بعث فيكم ثم قال رحمه الله وينبغي لطالب العلم الا يختار نوع العلم بنفسه من يفوض امره الى الاستاذ فان الاستاذ قد حصل له التجارب في ذلك فكان اعرف بما ينبغي لكل احد وما يليق بطبيعته ان ينبغي للمتعلم ان يسترشد بارشاد بستانه والا يبادر الى الدخول علم ما او قراءة كتاب فيه او التلقي عن احد الا بمراجعة معلمه الذي يأخذ عنه وينشده الى ما ينفعه من العلوم والمعارف. ثم اورد كلمة جامعة عن برهان الحق والدين والمراد به علي ابي بكر عن من غنان صاحب الهداية شيخ انه قال كان طلبة العلم في الزمان الاول يفوضون امرهم بالتعلم يا استاذهم وكانوا يصلون الى مقصودهم ومرادهم. والان يختارون بانفسهم فلا يفصل مقصودهم من العلم والفهم رحمه الله تعالى وهذا في زماننا ابين مما كان في زمانهم. فان اكثر المتعلمين اليوم يبادرون بانفسهم في اختيار ما يقرؤون وما يحضرون وما يحفظون ولا يراجعون شيخا مرشدا ناصحا معلما فيما يكون انفع لهم وصاروا يتخيرون لانفسهم فلا يصلون. ولا يتخير لهم اشيائهم. فهو يرى امامهم مدونة على اعلانات عدة لدروس مختلفة معها في التفسير وبعضها في الحديث وبعضها في الفقه فيأخذ قولا في هذا منه ثم يتحول الى ثم يتحول الى غيره ثم يتحول الى غير اجتهاد نفسه دون والاسترشاد به فعند ذلك يضيع عليه عمر كثير ولا يحصل الا فائدة قليلة اذا اما الناشئ في كنفي ناصح منشد هادئ مبين فانه يقطع العلم سريعا ويعرف ما ينفعه منه وما لا ينفعه ومن الاخبار في كذلك ان شيخ شيوخنا عبد العزيز ابو حبيب الشري رحمه الله كان يقرأ في كتاب الزواجر لابن حجر الهيثمي على شيخ شيوخنا سعد ابن حمد ابن عسير. فقال الشيخ سعد معلقا على محل من ذلك الكتاب ان هذا القول من اقوال اهل البدع. فقال الشيخ ابو حبيب وكان متلمذا له واحدة عنه اذا كان هذا الكتاب يشتمل على بدع فلماذا اقرأه عليك؟ فقال له تقرأ وتستدين وتستفيد ما فيه من العلم وابين لك ما فيه من البدع والضلال. فهكذا كانوا مسترشدون باشياخهم ويصدرون عن اقوالهم فيما يقرؤون من العلم وفيما يأخذون عنه من الاشياء. واخبرني شيخنا عبدالملك ابن عمر ال الشيخ رحمه الله تعالى المتوفي سنة ستة عشر بعد الاربعمائة والالف انه لما ورد العلامة محمد الامين الشنقيطي على هذه البلاد اراد ان يقرأ عليه علم المنطق. قال فذهبت الى شيخي محمد ابن عبد اللطيف في ذلك اي في القراءة على الشيخ. فقال له شيخه اهل نجد مناطقة بالطلع الى اخره الحكاية والمقصود انه راجعه وجاوبه بالاحراج على شيخ وفد الى البلد وصف بالعلم فكانوا يسترشدون باشياء وينشرون عن اقوالهم فادركوا العلم في مدة يسيرة وبالجعلة من اخبارهم وما كانوا عليه اشياء كثيرة. يقر في العبد المدرك لها انهم كانوا في جادة صحيحة قوية. وقد ضيعها الناس اليوم فصارت اعناقهم تشرئب الى مسارك لم يرجع منها الطلاب بطائف فها هم يصبون سنين عددا في التماس العلم ثم يقرع احدهم نادما بعد مضي سنوات طويلة لانه لم يحصل من العلم شيئا ثم يرجع بالعين تارة على الشيوخ وتارة عن الزمان وتارة عن الكتب الى اعداد اخرى لا تنتهي. والامر انه هو الذي اوتي من قبل نفسه لانه لم يسلك بها جاد العلم ولن يتهيأ له شيخ مرشد يهديه ولا بعثه عن ذلك. ثم ذكر حكاية في هذا الامر عن محمد ابن حفن الشيباني مع محمد بن اسماعيل البخاري لما اراد ان يبتدأ عليه الفقه بقراءة كتاب الصلاة لمحمد الحسن فاشار عليه بطلب علم الحديث وهذه حكاية لا تصح لان البخاري لم يدرك زمن محمد ابن وفي هذا المعنى نصح المرجال للذهب لما رأى حقه وكان الذهبي منشغلا القراءات فامره بان يطلب علم الحديث وقال له خصك يشبه خط المحدثين فانصرف الذهبي الى علم الحديث صار اماما مبرزا مشهورا في علم الحديث. ثم قال وينبغي لطالب العلم ان لا ان لا يجلس قريبا من الاحسان عند السبق بغير ضرورة والمراد بالسبق ترتيب القراءة على الشيخ وتقديره. فكانوا يأتون الى الشيخ يرغبون انفسهم فيكون الاول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع فتكون النوبة بالقراءة الاول ثم النوبة للتاني ثم النوبة للثالث حتى يتسامون بقراءتهم يقرأ كل واحد منهم فيما يشاء من كتاب او علم. فاذا اراد ان يجلس في فانه ينبغي لهم ان لا ينسى قريبا بل يصلح لشيخه الا لضرورة ثم قال بل ينبغي ان يكون بينه وبين الاستاذ قدر القوس القوس الذي يرمى به في السهام فانه اقرب الى التعظيم لان لا يزاحمه او ينصره. ثم قال وينبغي لطالب العلم ان يكترز عن الاخلاق الذميمة فانها كلاب معنوية. فهذه كلمة جامعة في اصلاح المتعلم وامداده بما يعينه على تعظيم العلم وهو احترازه عن الاخلاق الذميمة وتباعده منها لان ان جماع القلب عليها يؤدي به الى الهلكة فالامر فيها ما قال فانها كلاب معنوية. وقد قال رسول الله صلى الله عليه الختمة لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب او صورة متفق عليه. ووجود هذه الاخلاق في القلب بمنزلة الكلابي في البيوت. فالكلاب اذا صارت في البيوت لم تدخلها الملائكة. وكذا الاخلاق الذميمة هي خلاف استقرت في القلوب لم يدخلها ما ينفعها. وهذا المعنى مشهور عن جماعة من المتكلمين في احوال القلوب الغزالي في احياء علوم الدين وابي العباس ابن تيمية وتلميذه ابي عبد الله ابن القيم بمفتاح دار السعادة. ثم قالوا انما يتعلم الانسان بواسطة ملكه اي باعانته وتسديده في العلم وروي في هذا المعنى منها حديث ومن اجبر عليه يعني على القضاء وانا معه ملك يسدده. رواه ابو داوود وغيرهم اختلف في وذكر هذا في معنى الحديث وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم بما يصنع اخرجه ابو داوود وغيره واسناده حسن من جملة ما يندرج في هذا المعنى عند بعضهم اعانة الملائكة في اعانتها وتشديدها وجدالتها وارشادها على الخير ثم قال رحمه الله والاخلاق الذميمة تعرف بكتاب الاخلاق ففي الكتب المصنفة مصنفة فيه وكتابنا هذا لا يكتمل بيانها ثم ذكر تحذيرا بليغا من خلق ثقيل يفسد اعظام العلم وهو التكبر قال وليفترس خصوصا عن التبرك لانه من اعظم موانع تعظيم العلم ومع التكبر لا يحصل العلم حقيقة التكبر رد الحق واحتقار الناس. رد الحق واحتقار الناس كما ثبت في قوله صلى الله عليه وسلم الكبر غم الحق فغمض الحق يعني رده في رواية بطلوا الحق بطل الحق وهم الناس اي دفع الحق واحتقار الناس والالتحاق بهم. ثم ختم بقوله قيل العلم حرب للفتن المتعالي اي المتكبر كالسيل حر للمكان العالي اي ان سيل الماء اذا ورد على مكان عالي من حد من رمل الذي يسميه الناس اليوم العرظ فانه يأخذ شيئا فشيئا حتى يتضعضع فيخرج الماء من ورائهم فكذلك الكبر يسقط طالب العلم فالذي يتكبر ويشتغل بالعلم فانه يسقط امام خطوة العلم وسلطانه فاما ان ينخلع من التكبر ويتوب ويؤوم واما ان يذهب مع كبره شيئا من العلم. احسن الله اليكم. فصل بالجد والمواظبة والهمة. ثم لا بد من الجد المواظبة والملازمة لطالب العلم واليه الاشارة في القرآن بقوله تعالى يا يحيى خذ الكتاب بقوة وقوله تعالى الذين جاهدوا فينا لاهدينهم صلبلنا. قيل بجد الله بجد كلمة جدي. فهل جدتم بلال؟ فهل جد بلا جد موجودين فكم عبد يقوم مقام حب وكم حج وكم حر يقوم مقام عبدي بجد الله بجد لا بجد كل مجدي بجد لا بجد كله مجدي فهل فهل جد بلا جد بمجدي؟ فكم عبد ومن اجل يقوم افضل نعم منه فكم عبد يقوم مقام العبد؟ السلام عليكم. بجد الله بجد كل مجد بجد لاذ الجد يعني الاجتهاد والجد يعني التعب والرغد من العيش. وان كانت كلمة جد ذكر فيها الفت والبحث الجد لكن هنا لاجل المعنى بجد اي باجتهاد لا بجد اي بلا غنى كل مجد اي يحرز كل مجد جد بلا جد بمسلم يعني هل سعة من العيش بدون اجتهاد بمجدية في رئاسة العلم؟ فكم عبد يقوم مقام الحج؟ اي كم من انسان يكون منسوبا الى الربح ثم يقوم مقام الاحرار. وكم من حر وكم حر يقوم مقام عبدي ايش؟ لا البعض الاسلامي وقيل طلب شيئا وجده وجد ومن قرع الباب ونجى ولد وقيل بقدر ما تسعى ما تنال ماتزم النار. وقيل يحتاج في والتفقه الى جد ثلاثة المتعلم والمشتاد والاب ان كان بالاحياء انشدني الشيخ امام ناجل سبيل الدين الشرازيون الشافعي رحمهما الله يدرك كل امر شاسع والجد يفتح كل باب مغلق. واحق خلق الله واحق خلق الله بالهم امر ذو همة يبنى بعيش واحب خلق الله من هم ورؤية واحب خلق الله بالهم من اضربوا على كلمة تعالوا. ايش معنى اضربوا؟ اللي يقولون استغفروا واحقوا خلق الله ومن الدليل على القضاء وحكمه بؤس النبي لكن من رزق الحجاب الثاني يفطر يقام في تفرقهم وان شئت لغيره تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا لغير العناء والجنون فنون وليست حساب دون مشقة تحملها تحملها فالعلم كيف يكون؟ قال ابو الطيب المتنبي ولما رفعوا بالناس عيبا احسن خادمين على السماء ولابد من شهر الليالي كما قال الشاعر بقدر الكذب تكتسب المعاني ومن طلب العلا سهر احسن الله اليكم. ومن طالبنا ونهسا ما تنام ليلا. يغوص البحر منقلب علو الكعب بالهمم العوالي وعز المرء في سهر الليالي صحوها تركت نوم ربي في الليالي لاجل رضاك يا مولى الموالي ومن رام العلا قيل اتخذ الليل ما لم تدرك به ام لا؟ قال المصلي فهو قد ادعها. هذا من قواعد الانتاج التنوين في مثل هذا وقفت ستأخذ بدون تنوين. فحتى تستقيم تقول اتخذي ليلة فلا تدرك به املا. ذكره عبد السلام هارون. نعم. حين اتخذ الليلة جملا قال وقد قال المصنف قد اتفق لينا بدون شيء هذه يكتبونها بعض النساخ للتنبيه على ان المذكور ابيات من الشعر لان الكلام عنده نسبة متتالية ليس مثلنا يضعون صدور بيتين باربعة اسطر لان الورق قليل. فكانوا يكتبونها كتابة متتابعة. ويكتبون امامها شعر. يعني تعرف ان هذا شعرا فتجعله على وزنه. لكن النادر اثبتها كما هي في الاصل الخطي. نعم. احسن الله ان تبلغ الكملاء. وقيل من اشهر من شعوب الليل فقد فرح قلبهم بالنهار. فلابد لطالب العلم من المواظبة عن الدرس تكفون في اول الليل واخره فانما بين العشاء ووقت السحن وقت مبارك قيل في هذا المعنى يا طالب العلم باشر ورعا وجانب انه مات في الشداء وداوم على درسنا تفارقه. فالعلم بالدرس قام وارتفع. نعم العلم بالدرس قام وارتفع فيغتنم ايام الحداثة وعنفوان الشباب كما قيل بقدر الا ان نفسه مجاهدا يضعف النفس حتى ينقطع عن العمل بل يستعمل الرفق في ذلك والرفق وصف عظيم في جميع الاشياء. قال رسول صلى الله عليه وسلم الا ان هذا الدين متين فاوض فيه برفق ولا تبغض نفسك في عبادة الله تعالى فان المنبت وقال عليه السلام نفسك مطيتك فارفق بها فلابد لطالب العلم من الهمة في العمل نعم فلابد لطالب العلم في العلم. فان المرء يطير بهمته كالطير يطير بجناحيه. وقال ابو الطيب رحمه الله على قدر اهل العلم والركن في تحصيل فمن كانت همته حفظ جميع كتب محمد ابن واقترن بذلك الجد والمواظبة فاما اذا كانت له مهمة عالية ولم يكن له جد او كان له منذ همة عالية لا يحصل له العلم الا قليلا. وذكر الشيخ امامنا الاستاذ في كتاب مكارم الاخلاق ان ذو القرنين لما اراد ان يسافر يستولي على المشرق والمغرب شاور الحكماء وقال كيف اسافر بهذا القدر من الملك؟ هي من الدنيا فضيلة فانية وملك الدنيا وملك الدنيا امر حقير فليس هذا من علو الهمة. فقال الحكماء شافني احسب لك ملك الدنيا والاخرة فقال هذا احسن وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب معه ويكره سلسفا وقيل فلا تعجل بامرك فاستجبه الله لابي يوسف واياك والكسل فانه شؤم وافة عظيمة. قال الشيخ الامام ابو نصر الانصاري يا نفسي يا نفسي ما تدخل عن العمل في البر والعدل والاحسان قال المصنف قد اتفقني هذا المعنى لا يمشي التكاسل والتواني والا فاثبتوا والا فاثبتي بيد الهوان. الكسالى الحظ يعطى وحرمان الامان وقيل يعطى كم من كم من حياء وكام عجز وكم ادم جننت والندم الانسان منك سلي اياك عن كسل في البحث عن شبه فما علمت وقد قيل الكسل من قلة التأمل في مناقب العلم وفضائله. فينبغي ان يسعد نفسه على التحصيل والجد والمواظبة للتأمل فان العلم يبقى في بقايا المعلومات كما قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه وفينا قسمة الذكر ويبقى ذلك بعد وفاته فانه حياة ابدية وانشدنا الشيخ امامنا جل ظهير الدين مفتن ائمة حسن ابن