السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات اشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. عن رسول الله صلى الله عليه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنتها الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة. وقبل في بيان معانيه بقي الانبه الى صبابة من القول يستكمل بها بيان ما ذكر في العقيدة الواسطية من ان اهل السنة والجماعة جعل الله لهم ورسوله صلى الله عليه وسلم اسماء يسمون بها. فسموا في الشرعي بالمسلمين والمؤمنين وعباد الله وفرقة الناجية والطائفة المنصورة والجماعة. ثم ما وقعت لهم اسماء اخرى باعتبار ظهور ما يناقضها ويقابلها. فسموا اهل السنة في مقابلة اهل البدعة وسموا اهل الحديث والاثر في مقابلة اهل الرأي والنظر. وسموا السلفيين في مقابلة السلفيين فاسماء اهل السنة والجماعة نوعان. احدهما اسماء شرعية وهي الثابتة لهم اصالة في الخطاب الشرعي اسماء شرعية وهي الثابتة لهم اصالة في الخطاب الشرعي. كالفرقة الناجية والطائفة المنصورة والجماعة والمسلمين والمؤمنين وعباد الله والاخر اسماء تابعة وقعت على وجه المناقضة للمخالفين. اسماء تابعة وقعت على وجه المناقضة للمخالفين. كاهل السنة واهل الحديث واهل الاثر والسلفيين نعم نبدأ في كتاب الاربعين. نعم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله. نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولوالديه ولمشايخه ولجميع الحاضرين والمسلمين. باسنادكم حفظكم الله الى الامام النووي رحمه الله تعالى في مصنفه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة المشهورة بالاربعين النووية قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارضين مدبر الخلائق اجمعين باعث صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين. بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار. الكريم الغفار واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمر على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه على سائر النبيين والمرسلين وال كل وسائر الصالحين. قوله رحمه الله بجوامع الكلم الجامع من الكلم ما قل مبناه وعظم معناه الجامع من الكلم ما قل مبناه وعظم معناه وجوامع الكلم التي خص بها نبينا صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما وقع عليه الوصف المتقدم من كلامه ما وقع عليه الوصف المتقدم من كلامه في قلة المبنى وعظم المعنى كقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة رواه مسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين. من طرق كثيرات بروايات متنوعة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حافظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية قال بعثه الله اوفى فقيها عالما وفي رواية ابي الدرداء قال وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود قال قيل له ادخل من اي ابواب بالجنة شئت وفي رواية ابن عمر قال كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثر طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فاول من علمت المصنف فيه عبدالله ابن المبارك ثم محمد ابن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر وابو بكر الاجدني وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني دار قطني والحاكم وابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعيد الماليني وابو سعد الماليني احسن الله اليكم وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز اعملي من حديث الضعيف في في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة بلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالته فوعاها فاداها كما سمعها ثم من رحمه الله قوينا فيه فيه لغتان مشهورتان فيه لغتان مشهورتان الاولى ضموا اوله وكسر ثانيه مشددا ضموا اوله وكسر ثانيه مشددا. هوينا اي روى لنا شيوخنا والثانية روينا بفتح اوله وثانيه دون تشديد ولكل منهما مقامه اللائق به فمن تفضل عليه مشايخه فرووا له عبر بالاول فقال روينا اي امدنا شيوخنا بالرواية ومن استنبط مغوي شيوخه وقرأ عليهم بنفسه ابتغاء الرواية عنهم قال روينا وذكر بعض المتأخرين لغة ثالثة وهي روينا بضم اوله وكسر ثانيه دون تشديد واللغات المشهورة في كلام المتقدمين من اهل العربية في هذه الكلمة هما اللغتان المذكورتان اولا. والحديث المقدم في كلام المصنف رحمه الله فهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا الحديث معتمد جماعة صنفوا الاربعينيات الا انه حديث ضعيف مع كثرة طرقه ونقل المصنف رحمه الله تعالى اتفاق الحفاظ على ضعفه وفي هذا الاتفاق نظر فان ظاهر كلام ابي طاهر السلفي الحافظ في مقدمة الاربعين البلدانية له القول بثبوته فيكون هذا الاتفاق منقوضا بوقوع قول بثبوته عن حافظ متقدم على النووي رحمه الله تعالى ويمكن ان يقال ان هذا الاتفاق الذي اراده النووي هو اتفاق قديم في طبقة القدماء من الحفاظ كاحمد وابي حاتم وابي زرعة الرازيين والبخاري وفي هذا قوة لكن الامر على ما ذكرت لك والا فقدماء فاضي كالذين سمينا مطبقون على توهين هذا الحديث وتضعيفه مع كثرة طرقه. ثم ذكر المصنف جماعة ممن تقدمه من اهل العلم ممن صنفوا الاربعينيات. واردفه بذكر الباعث له على جمع اربعين حديثا. وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام. الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ايوب السختياني عن محمد ابن سيرين عن عبدالرحمن ابن ابي بكرة عن ابيه ابي بكرة وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالته فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي بلفظ قريب منه من حديث زيد ابن ثابت باسناد صحيح وما ذكره المصنف في اثناء كلامه من اتفاق اهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من وجهين احدهما في حكاية الاتفاق عليه فالمخالف فيه جماعة من الكبار كمسلم ابن الحجاج فانه مصرح في مقدمة صحيحه بخلاف ما ذكره المصنف من الاتفاق ولو قيل انه قول الجمهور لكان اقرب فنسبته الى الجمهور اولى من نسبته الى الاتفاق وهذا هو الذي حكاه المصنف نفسه في كتاب الاذكار فالنووي في كتاب الاذكار لما ذكر هذه المسألة لم يحكها اتفاقا. وانما نسبها الى قول الجمهور والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ما لم يقترن بما يدعو اليه ما لم يقترن بما يدعو اليه كانعقاد الاجماع او قول صحابي مما يعرف في محله من كلام الفقهاء والاصوليين رحمهم الله نعم احسن الله اليكم قال ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصدها فقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى. ثم اتبعها بباب في لضبطها في الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكريم اعتمادي. واليه تفويضي واستنادي. وله الحمد والنعمة. وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا انه مشتمل على اربعين حديثا والامر كذلك بالغاء الكسر فان عدتها باعتبار تراجمها اثنان واربعون حديثا وباعتبار تفاصيلها ثلاثة واربعون حديثا فانه ذكر في ترجمة الحديث السابع والعشرين حديثان هما حديث النواصب سمعان ووابسة ابن معبد كما سيأتي في محله. فتكون عدة الاحاديث باعتبار التراجم اثنان واربعون حديثا اثنين واربعون حديثا. وتكون عدتها باعتبار التفصيل ثلاثة واربعين والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا فقارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب بعده الثالث ان كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين فهو نصف الاسلام او ثلثه او ربعه او عليهما دار الاسلام. او نحو ذلك مما وصف به مبينا علو شأنه والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده دخولها في بعضها كما ستعلم خبره في مواضعه ووقوع وصفه جملة منها بالحسن لا يخالف ما ذكره هنا من انها احاديث صحيحة لان الصحيح في كلام جماعة يراد به ما يشمل الحسن فيكون فيكون معناه المقبول الثابت ويندرج في ذلك الصحيح والحسن جميعا. والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي المسمى بالمتن واما الاسانيد فانها زينة في الحفظ فمن وهبه الله قوة في ذلك بعد استكمال ما يلزمه فله ان يحفظها اما المجازفة بالخوض فيها في مبادئ الطلب فانها علامة عدم فلاح فاعله فان اكثر من يفعلها انما يفعلها لشهوة الاسناد وكان حماد بن سلمة يقول ان الاسناد فتنة ومن وجوه فتنته في الناس اليوم الاغترار بذكر الاسانيد فان الاسانيد موجودة في الكتب والذي يراد حفظه تعظيما له انما هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لم لم تزل وصيتهم فيما يحفظ ان يقدم ملتمس حفظ السنة حفظ كتاب الاربعين النووية ولم يقل احد منهم قط ان مبتغي حفظه يستخرج اسانيده ثم يحفظه بها لان الاسانيد فضلة لا يحتاج اليها في المبادئ وانما يحتاج المرء الى حفظ متون الحديث النبوي فهي الحقيقة بالحفظ كما قال المصنف ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها. السابع انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. وهذا الباب ساقط من اكثر نشرات الكتاب وهو من الاهمية بمكان فانه بمنزلة الشرح الوجيز والنووي رحمه الله تعالى له عادة دارجة في الاعتناء بهذا فختم عدة كتب بمثل ذلك فختم الاربعين وبستان العارفين بباب في ضبط ما يحتاج اليه من الفاظهما. وصنف كتابا عظيم النفع في هذا هو كتاب تهذيب الاسماء واللغات. وهو كتاب لا يستغني عنه طالب العلم في بناء ملكته العلمية في الاسماء واللغات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين ابو عبدالله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن مردسبة. البخاري الجعفي ابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابولي. في صحيحهما الذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم بل هو ملفق من روايتين منفصلتين للبخاري وهو عندهما من حديث يحيى بن سعيد الانصاري عن محمد بن ابراهيم التيمي عن علقمة ابن وقاص عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتضمنان خبرين فالجملة الاولى تتضمن حضر خبرا عن حكم الشريعة على العمل الجملة الاولى تتضمن خبرا عن حكم الشريعة على العمل. والجملة الثانية تتضمن خبرا عن حكم الشريعة عن العامل فالاعمال مناطة بنياتها وعمالها ليس لهم من اعمالهم الا قدر نياتهم والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة الكلية في الحكم على الاعمال والعمال ضرب مثلا يتبين به المقال فقال صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا طيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه تمثل صلى الله عليه وسلم باحوال المهاجرين والهجرة شرعا هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه ومن افراد تلك الهجرة الخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام والمهاجرون بالخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام نوعان احدهما من تكون هجرته الى الله ورسوله وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله اي من كانت هجرته اليهما نية وقصدا فقد وقع اجره على الله وحصل له ما نوى والاخر المهاجرون الى دنيا يطلبونها او امرأة ينكحونها فهؤلاء لا يصيبون من هجرتهم الا ما نووا. وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه اي ليس له من هجرته الا ما نوى. فالاول تاجر والثاني نكح واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة في بيان تأثير النية فيها عند اختلاف مقاصد المهاجرين لان الهجرة عمل منفرد لم تكن العرب تعرفه في زمانها فان العرب الاول كانوا ضنينين بارضهم وليعين بها فلا يخرج احد منهم عنها الى غيرها الا مغلوبا عنها بغزاة او بجدب يقتضي ارتحاله في طلب الكلأ والعشب فيخرج الى غيرها. واما خروجه منها دون ذلك انه لا يقع منه ولهذا شهرت منازل العرب قديما في الجاهلية فلا تجد بقعة من ارضهم الا وهي مختصة بقوم منهم فلما جاء الشرع باخراج الناس من بلدانهم الى اراض اخرى كان عملا جديدا لا تعرفه العرب فاختير ضرب المثال به اجلالا واعظاما لما امروا به من الهجرة الى الله ورسوله واعلام بما يكون من الاجر لمن هاجر الى الله ورسوله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ قال رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وقال يا محمد واخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فاجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن قدر خيره وشره قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتا وان ترى الحفاة العراة العالة ريع اعشى يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبست مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس في اوله وقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة كلمتي لي رواه من حديث عبدالله ابن بريدة عن يحيى ابن يعمر عن ابن عمر عن ابيه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقوله فيه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم وقع التصريح بذلك في حديث ابي هريرة وابي ذر رضي الله عنهما مقرونين عند النسائي باسناد صحيح فالواضع يديه على الفخذين هو الداخل على النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم لا على فخذي نفسه. اذ ذاك مصرح به في الرواية المذكورة عند اساء وانما فعل الداخل هذا الفعل للمبالغة في اظهار حاجته والالحاح على النبي صلى الله عليه وسلم في اجابته عن بغيته. وكانت العرب وما زالت اذا رامت تحصيل شيء ان طرحت على من ارادت منه ذلك الشيء فما وقع من الداخل على النبي صلى الله عليه وسلم كان انطراحا من الداخل على النبي صلى الله عليه وسلم بوضع على فخذيه اشعارا له بشدة حاجته الى اجابته عما يسأله عنه فقوله فيه اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخره فيه بيان حقيقة الاسلام وذكر اركانه. وسيأتي ذلك في الحديث الثالث وقوله فيه فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث تضمن بيان حقيقة الايمان واركانه وتقدم هذا قريبا. فذكرنا ان الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الايمان الستة وقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه الى اخره فيه بيان حقيقة الاحسان وركناه وتقدم ان الاحسان في الشرع يتصرف تصرفا باعتبار معنويه معنييه اللغويين انه في اللسان يقع على معنيين احدهما ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق احدهما ايصال نفع ومحله المخلوق دون الخالق والاخر الاتقان واجادة الشيء الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق معا والمذكور منه في الحديث هو الاحسان مع الخالق وحقيقته اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فان هذا هو المقصود بالاحسان اذا اطلق بمعناه فالعام وهو قسمان احدهما الاحسان مع الخالق في حكمه القدري الاحسان مع الخالق في حكمه القدري والقدر الواجب المجزئ منه التجمل بالصبر على الاقدار والقدر الواجب المجزئ منه التجمل بالصبر على الاقدار والاخر الاحسان مع الخالق في حكمه الشرعي الاحسان مع الخالق في حكمه الشرعي والقدر الواجب المجزئ منه امتثال الخبر بالتصديق وامتثال الطلب لفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال. والقدر الواجب المجزئ منه امتثال الخبر بالتصديق وامتثال الطلب بفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال وركنا الاحسان هما اثنان كما سلف احدهما عبادة الله والاخر ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة وقوله فاخبرني عن امارتها بفتح الهمزة الامارة العلامة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة مؤنث رب والرب في لسان العرب السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه فان رحا كلمة الرب في لسان العرب تدور على هذه المعاني الثلاثة ذكره ابن الانباري وغيره والثانية ان يتطاول الحفاة العراة العالة رعاء الشاي في البنيان والحفاة يرحمك الله. والحفاة هم الذين لا ينفعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة بتخفيف اللام هم الفقراء والرعاء بكسر الراء هم الذين يرعون بهائم الانعام الابل والبقر والغنم ويحفظونها في مراعيها وقوله لبثت هكذا وقع في اصل كتاب الاربعين اخره تاء والمشهور في اكثر نسخ صحيح مسلم اخره ثاء فلبث وكلاهما ورد في نسخ صحيح مسلم. لكن الرواية المشهورة في صحيح مسلم اخرها تاء مثلثة من غير تاء. ذكره المصنف نفسه في شرح صحيح مسلم. وقوله مليا اي زمنا طويلا وهو بفتح اللام بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء وصح عند اصحاب السنن تقديره بثلاث يرحمك الله انه اخبره الخبر بعد وقوعه بثلاث اطلاقا دون تقييد. واذا اطلق العدد دون معدود فانه يجوز ان يكون المعدود مذكرا او مؤنثا. فيجوز ان يكون ثلاثة ايام ويجوز ان يكون ثلاث ليالي فوقع في بعض طرق الحديث تقديره بالايام. وفي بعضها تقديره بالليالي. لكن الاصح المحفوظ فيه انه فيجوز ان يكون ثلاثة ايام ويجوز ان يكون ثلاث ليال وقوله فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم اعلام بان السائل الذي جهلوه هو جبريل عليه الصلاة والسلام ومقصوده تعليم الصحابة دينهم فسمى النبي صلى الله عليه وسلم ما تضمنه هذا الحديث دينا فاعظم الاحاديث النبوية في بيان الدين هو حديث جبريل هذا وهو حديث يروى من رواية جماعة من الصحابة منها في الصحيحين رواية ابي هريرة. وعند مسلم رواية عمر رضي الله عنه وهي الرواية التي اشتهرت ويروى من حديث غيرهما نعم احسن الله اليكم قال قال رحمه الله الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني اسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم واتفقا عليه من رواية حنظلة ابن ابي سفيان عن عكيمة ابن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما فقوله فيه بني الاسلام اي الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم والمذكور في الحديث هو اركان الاسلام. فقد مثل الاسلام ببنيان له خمس دعائم. اقيم عليها وما عداها من شرائع الاسلام فهي تتمة البنيان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان. احدهما شرائع الاسلام التي هي اركانه وثيقة ومبانيه الجليلة شرائع الاسلام التي هي اركانه الوثيقة. ومبانيه الجليلة وهي الخمس المذكورة في هذا الحديث والثاني شرائع الاسلام التي ليست اركانا شرائع الاسلام التي ليست اركانا وهي ما وراء هذه الخمس من فرض او نفل وهي ما وراء هذه الخمس من فرض او نفل وعد النبي صلى الله عليه وسلم في اركان الاسلام في هذا الحديث واحدا واحدا فذكروا الركن الاول في قوله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ثم ذكر الركن الثاني في قوله واقام الصلاة والركن منها هو صلاة اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس المكتوبة على الخلق. ثم ذكر الركن الثالث بقوله وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي ماشي هاي صالح ايش هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال. ثم ذكر الركن الرابع في قوله وحج البيت والحج بفتح الحاء وكسرها ايضا. والركن منه حج الفرض في العمر مرة واحدة الى بيت الله الحرام. ثم ذكر الركن الخامس في وصوم رمضان والركن منه هو صوم شهر رمضان مرة واحدة في السنة صحيح مرة واحدة في السنة يعني ان يصومه في كل سنة اما الحج يصومه اما الحج فانه يؤديه مرة واحدة في عمره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر اعرض معي كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما شقي ام سعيد وشقي ام سعيد؟ فوالذي لا اله غيره احسن الله اليكم. فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليهم الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليهم الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه الا انه ليس بهذا اللفظ عند احدهما بل السياقات الواردة فيهما تختلف عنه ورواياه من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن زيد ابن وهب عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه. وقوله فيه ان احدكم يجمع خلقه المراد بالجمع الضم ومحله الرحم وحقيقته على ما ذكره اهل الطب ان الله عز وجل يجمع خلقه في الاربعين الاولى خلقا فن تتميز فيه صورة الجنين تميزا اجماليا لا تفصيليا وارتضى هذا ونصره ابو عبدالله ابن القيم في كتاب التبيان فقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم وفيها يبدأ تفصيل اجمالي خلق الجنين كما جاء مصرحا به في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم فتفصيل الخلق يبتدأ من الطور الثاني وهو العلقة وقوله ثم يرسل اليه الملك ثم ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات اي انه بعد ذلك يرسل اليه الملك ثم يقع نفخ الروح والامر باربع كلمات والامر بالاربع الكلمات واقع قبل نفخ الروح وقع التصريح بذلك في رواية البخاري بحرف ثم فيؤمر باربع كلمات ثم يؤمر بنفخ الروح فيه فتقدم كتابة الكلمات الاربع قبل نفخ الروح وكتابة المقادير تقع مرتين في الرحم وكتابة المقادير تقع مرتين في الرحم الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية جاء ذكرها في حديث حذيفة الغفاري عند مسلم حديث ابي الزبير عن ابي الطفيل عامر ابن واتلة عن حذيفة ابن اسيد الغفاري رضي الله عنه والثانية بعد الاربعين الثالثة بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر. وجاء ذكرها في حديث عبد الله بن مسعود هذا والقول بكتابة المقادير مرتين في الرحم هو الذي تدل عليه الادلة وبه تجتمع. واختاره ابن القيم وانتصر له في غير كتاب فذكر هذه المسألة في كتاب التبيان وفي كتابي شفاء العليل وفي شرح تهذيب سنن ابي داوود والمراد من تكرار كتابتها تأكيد وقوع المقادير ونفوذها والمراد من تكرير كتابتها تأكيد وقوع المقادير ونفوذها وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو باعتبار ما يبدو للناس ويظهر لهم جاء التصريح بهذا في حديث سهل بن سعد في الصحيحين من حديث يعقوب بن عبد الرحمن عن ابي حازم المدني عن سهل ابن بن سعد رضي الله عنهما فالمتبادر من اللفظ المذكور في حديث ابن مسعود غير مراد. وانما المراد التصريح بان ذلك باعتبار ما يظهر من هل العبد في ظهر منه حال اهل الجنة وهو في حقيقته من اهل النار او يظهر منه حال اهل النار وهو في حقيقته من اهل الجنة فاما الاول فانه يعمل بعمل اهل الجنة وله في قلبه خسيسة تظهر عليه فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيكون من اهلها واما الثاني فانه يعمل بعمل اهل النار في ظاهر امره وله في داخلة قلبه خصيصة تظهر عليه فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فيسبق عليه الكتاب فيدخلها. فالامر مقرون بما كونوا في القلوب من حال العبد. فاصل الصلاح والفساد هو القلب وسيأتي ذلك في حديث النعمان ابن بشير. فمن له في قلبه خصيصة مع الله من الخوف نفعته ومن له في قلبه خسيسة مع الله فانه ربما الك بها وكان السلف رحمهم الله تعالى يتخوفون هذا فان الذنوب المستكنة في القلوب ربما سقيت بماء ان يظهرها فتكون وبالا على العبد. قال ابن القيم رحمه الله تعالى واحذر كمائن نفسك اللاتي متى خرجت كسرت كسر مهان فان العبد يكون له حال ظاهرة تبدو وله حال باطنة تخفى. فربما حرك الباطن خفي بمحرك فغلب على العبد فاهلكه. نسأل الله عز وجل لنا ولكم الحفظ والرعاية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم ومسلم وفي رواية لمسلم. قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد تعلقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا واللفظ المذكور اولا هو لمسلم لم تختلف نسخه فيه واما نسخ البخاري ففي بعضها ما ليس فيه وفي بعضها ما ليس منه. والرواية الاخرى عند مسلم موصولة بلفظ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وهي عند البخاري لكنه علقها ولم يسق اسناده اليها ومدار الحديث على رواية سعد بن عبدالرحمن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها ها وفي الحديث مسألتان عظيمتان الاولى بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة فبين النبي صلى الله عليه وسلم حد المحدثة في الدين وحقيقة البدعة بامور اربعة اولها ان البدعة احداث اولها ان البدعة احداث وثانيها ان هذا الاحداث في الدين لا الدنيا ان هذا الاحداث في الدين لا الدنيا وثالثها ان هذا الاحداث في الدين هو بما ليس منه ان هذا الاحداث في الدين هو بما ليس منه. فلا يرجع الى اصوله ومقاصده ولا يمكن بناؤه على قواعده فلا يرجع الى اصوله ومقاصده ولا يمكن بناؤه على قواعده. ورابعها ان هذا الاحداث في الدين بما ليس فمنه يقصد منه التعبد ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد منه التعبد فمفترع البدعة انما يروم التقرب الى الله سبحانه وتعالى بها فالحج الشرعي الصحيح للبدعة مستفادا من الحديث ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد ودخل في ذلك جميع الاعتقادات والاقوال والاعمال المحدثة اما المسألة الثانية فهي بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود فهي لا تقبل من صاحبها ورواية مسلم التي علقها البخاري من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اعم من اللفظ الاول لانها تبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة فهذا الحديث بروايته المذكورة اصل جليل في ابطال البدع الحادثات وانكار المنكرات الواقعات تهوى يسلط في التشريد على اهل البدع والضلال وعلى اهل الفساد والانحلال فيطلب به الغاء البدع الحادثة وازالة المنكرات الظاهرة وهذا الحديث ميزان للاعمال الظاهرة كما ان حديث عمر انما الاعمال بالنيات ميزان للاعمال الباطنة فميزان الاعمال بالشرع نوعان فميزان الاعمال في الشرع نوعان احدهما ميزان الباطن وهو المذكور في حديث ايش عمر رضي الله عنه والاخر ميزان الظاهر وهو المذكور في حديث عائشة رضي الله عنها ومن اللطائف المستجابة والفوائد المستفادة ان هذين الحديثين الجليلين لم يقعا من رواية التقات عن احد من الصحابة الا عن عمر في الحديث الاول والا عن عائشة بالحديث الثاني فكأنه لم يصح من رواية احد من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا عن هذين. وفي ذلك اشارة لطيفة الى اقامة الميزان لان الميزان لو تناقلته الايدي لاختل بخلاف اذا كان الوزان واحدا فانه ينضبط فابتغاء اقامة هذا الميزان لم يروى الحديث الا عن هذين الصحابيين بروايتين لم تضطرب فيها الفاظ الرواة فلم يقع اضطراب كبير في الفاظ الحديث. بل وقعت مقاصده بينة مظبوطة من رواية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والحديث السادس عن ابيه عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استمرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في وقع في الحرام كالراعي رأى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكره المصنف فهو من المتفق عليه رواياه من حديث زكريا ابن ابي زائدة عن عامر ابن شراحيل الشعبي عن النعمان رضي الله عنه وفي الحديث اخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان مخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان النوع الاول بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والنوع الثاني مشتبه متشابه والنوع الثاني مشتبه متشابه والمتشابه في الشرع له اطلاقان والمتشابه في الشرع له اطلاقان الاول اطلاق عام اطلاق عام يراد به ان الشريعة يشبه بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا ومنه قوله تعالى كتابا متشابها. اي يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا والسنة تبع له فانها متشابهة بمعنى تصديق بعضها بعضا وهما اصل الدين فيكون وصفا للشريعة كلها ان بعضها يصدق بعضا ويشهد له والثاني اطلاق خاص اطلاق خاص وهذا له معنيان احدهما ما استأثر الله بعلمه وخفي علينا ما استأثر الله بعلمه وخفي علينا ومحله الخطاب الشرعي الخبري ومحله الخطاب الشرعي الخبري كحقائق صفات الله واهوال يوم القيامة فلا يعلمها الا الله والاخر ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته. ومحله الخطاب الشرعي الطلبي ومحله الخطاب الشرعي الطلبي والناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية قسمان والناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية قسمان. الاول من كان متبينا لها عالما بها من كان متبينا لها عالما بها. وهؤلاء مذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمه ان كثير من الناس فان نفي العلم لم يقع عن الجميع. وانما وقع عن كثير من الناس فيكون من الناس من ويتبينها والقسم الثاني من لا يتبينها ولا علم حكم الله فيها من لا يتبينها ولا علم حكم الله فيها وهؤلاء قسمان ايضا وهؤلاء قسمان ايضا احدهما المتقي للشبهات التارك لها المتقي للشبهات التالك لها والاخر الواقع فيها الراكع في جنباتها الواقع فيها الراكع في جنباتها والواجب على من لم يتبين حكم المشتبه وهم اهل القسم الثاني الواجب عليهم ان يتقوه فلا يواقعوه وذلك لامرين مذكورين في الحديث الاول ابتغاء طلبه استبرائي للعرظ والدين ابتغاء الاستبراء للعرض والدين. كما في قوله صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه والثاني ان من وقع في الشبهات جرته الى الحرام ان من وقع الى الشبهات في الشبهات جرته الى الحرام وضرب النبي صلى الله عليه وسلم له متنا بالراعي الذي يرعى بهائمه حول حمى الملوك وهو ما يحمونه من الارض لمصلحة خاصة او عامة فيوشك اذا قرب منه ان يقع فيه فمن رعى بهائمه حول حمى الملوك لم يأمن ان تدخل فيه فتفسده فيضمن فسادها ويعاقب ويعاقب على ذلك وحمى الله عز وجل هو محارمه فان الله حماها ومنع قوبها وسماها حدودا. كما قال تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها. فمن تجرأ على الشبهات يوشك ان يقع في الحرام المحض ويعلم منه ان الشريعة جعلت بين العبد وبين المحرمات انواعا من الحصون المذكور منها في الحديث حصن الشبهات فاذا تباعد العبد منه ونأى عنه فانه يحفظ دينه. اما اذا تجرأ عليه وتهتك فيه انه يخرق سياج المحرم فحكم الشبهة في الشريعة التباعد عنها والبعد منها وصار الناس باخرة يتخذون الشبهات مرتعا خصبا للاستغناء بها عن الحرام. فهو يزعم انه لا يزني لكنه يقع في انواع من الانكحة المشتبهة فهو يزعم انه لا يأكل الربا لكنه يقع في انواع من المتاجر المشتبهة فمثل هؤلاء يوشك ان يقع في الحرام. وانما يسلم العبد بالبعد عن الشبهة. فالواجب عن العبد هو مباعدة ما اشتبه من الاحكام في الحلال والحرام لئلا تجره الى المحرمات والتحرز من الشبهة دليل قوة الدين. والتهتك فيها دليل ضعف الدين وجعلوا ذلك مرتعا خصبا من بعض المتشرعة يكون وقاية من الحرام كما يزعمون هو في الحقيقة جسر الى الحرام المحض. ومن استغنى بالله اغناه الله ان الذي يستغني بانواع الحلال التي فتحها الله عز وجل للخلق يغنيه الله سبحانه وتعالى عن الشبهات والمحرمات ومات ثم قال صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث وان في الجسد مضغة. والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم بقدر ما يمضغه الاكل وفي الجملة المذكورة بيان عظيم اثر القلب صلاحا وفسادا فان من صلح قلبه صلحت جوارحه ومن فسد قلبه فسدت جوارحه. قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد القلب ملك البدن والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبث الجنود انتهى كلامه. ويوجد معناه في كلام ابي هريرة عند البيهقي في شعب الايمان باسناد فيه ضعف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من افراد مسلم عنه. رواه من حديث سهيل بن ابي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الدالي رضي الله عنه فقوله صلى الله عليه وسلم فيه الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بما عليه من حق لغيره قيام العبد بما عليه من حق لغيره فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم وهذا المعنى هو الحد الجامع لحقيقة النصيحة شرعا وما ذكر سواه فانه يرجع اليه. والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان الاول ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والثاني ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح. وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم فيكون المنتفع من بذل النصيحة في النوع الاول هو الناصح. ويكون المنتفع من بذل الناصحة في النوع الثاني هو والناصح والمنصوح فقوله ولائمة المسلمين ائمة المسلمين هم اصحاب الولايات فيهم هم اصحاب الولايات فيهم فكل من ولي ولاية صغيرة او كبيرة فهو من ائمة المسلمين كالامام الاعظم صاحب السلطان والمفتي والقاضي ومدير الادارة فان هؤلاء كلهم فان هؤلاء كلهم يجتمعون في ولايتهم ولاية مخصوصة فهم من ائمة المسلمين واصل الولاية هي للسلطان الاعظم لكنه لما فوض اليهم ذلك صاروا نوابا عنه فصارت لهم ولاية باعتبار ولايته وكان الامام في العرف السابق يختص بامام المسلمين الذي هو السلطان. ثم لما صار في بلاد المسلمين ولايات ينوب فيها من ينوب عن السلطان فانه يصير له من الحق ما يصير للسلطان. لانه نائب عنه اما في افتاء او قضاء او ولاية ادارة او نحوها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم. فهو من المتفق عليه واللفظ في البخاري روياه من حديث شعبة بن الحجاج عن واقض بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر عن ابيه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين النوع الاول ما يثبت به الاسلام النوع الاول ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له الاسلام وصار معصوم الدم والمال والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكر بالحديث فقوله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دماؤهم واموالهم حراما غير حلال لما علم من ظاهرهم وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن شهد بالشهادتين ثبتت له العصمة حالا فيكون معصوم الدم والمال والثاني عصمة المآل يعني العاقبة عصمة المآل يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما بل لا بد من الاتيان بحقوقهما كاقامة الصلاة وايتاء الزكاة فيكون الاتي بالشهادتين عند دخوله الاسلام قد جاء بما يعصم دمه وماله فيتوقف عن قتاله ونهب ماله. فاذا التزم بعد بحقوق الشهادتين بقيت تلك العصمة له فان اخل بحقوقهما ارتفعت تلك العصمة عنه وهذا المعنى هو المراد في الحديث وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنهم العصمة الا بحق الاسلام وهو نوعان الاول ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم وما له من الفرائض والثاني انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات فاذا وجد احدهما اخذ العبد به لانه حق الاسلام فاذا وجد احدهما اخذ العبد به لانه حق الاسلام فمما يبيح دم المسلم مثلا قتله نفسا مكافئة فانه يقتل بها او انتهاكه فرجا حراما فانه يقتل به كما لو زنا وهو ثيب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم رواياه من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن ابي الصالح الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي. فالواجب علينا في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهذه قاعدة الشريعة فيما ينهى عنه الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة حفظا للمسلم. فلا يؤتى بمجرد النهي بل يؤتى ابما ينفر المسلم عن المحرم ويباعده منه. والواجب في الامر فعل ما استطيع منه والواجب في الامر فعل ما استطيع منه فقوله صلى الله عليه وسلم وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم دليل على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة فمن عجز عن فعله كله وقدر على بعضه اتى بما يمكنه على التفصيل المتقدم فيما يقبل التبعظ من العبادات وما لا يقبله في شرح منظومة القواعد الفقهية وقوله فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم الحديث المراد بهم اليهود والنصارى فان الجاري في الخطاب النبوي عند قوله صلى الله عليه وسلم من كان قبلنا ارادة اليهود والنصارى فان هذا هو الاستعمال المطرد فيه ولغة السنة مما يفتقر الى عناية كبيرة فان لغة القرآن تبين كثير منها بما كتب عليه من التفسير. واما لغة السنة فان عناية الشرواح بتفسير الحديث بعضه ببعض قليلة واكثر الشراح يفسرون الحديث بنقل كلام اهل اللغة او كلام الفقهاء ومن جواهر الامام احمد قوله الحديث يفسر بعضه بعضا ومن خالط الحديث لحمه صار له فهم في السنة. فهو يدرك الطراد معان مراده في استعمال اللفظ دون لفظ ومن دقائق الافادات في هذا ان ابن حجر رحمه الله تعالى ذكر ان ان ذكر اليهود والنصارى في امر ما عند المسلمين في الاحاديث النبوية يكون غالبا ذلك الامر من الامور الدينية وان ذكر الفارس والروم عند ذكر شيء للصحابة يكون ذلك الامر غالبا من الامور الدنيوية فما يتعلق بالديانة ينظر فيه الى اليهود والنصارى فانهم الذين كانوا معروفون معروفين بالدين حينئذ كان من امر الدنيا ينظر فيه الى الى فارس والروم فانهم كانوا اهل الظهور في الدنيا. ومما يكسبك يكسبك ذلك كثرة القراءة في كتب الحديث. فانه ينبغي ان يكون للطالب حظ من قراءة كتب الحديث ولو كانت المختصرات كالاربعين والعمدة والبلوغ رياض الصالحين فيكررها مرارا ويقرأها بنفسه مرارا وسيجد من الحديث ما يفسر الحديث فاذا ارتفع الى قراءة كتب السنة كالبخاري ومسلم وادرى بهما فانه يكرر قراءة هذه الكتب وهذا هو العلم النافع الذي يستفيد منه الانسان. وقل ان وجد من له يد في التحقيق الا ومدده القرآن والسنة فانهما اصل العلم. وانما يبتغى ما دونهما من العلوم الالية للارتقاء الى فهمها فانها الات توصل الى ادراك حقائقهما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر. يمد يديه الى السماء يا رب يا رب. ومطعمه حرام حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام. فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنه رواه من حديث عدي ابن ثابت عن ابي حازم الاشعي عن ابي هريرة واوله عنده ايها الناس وذكر اية المؤمنون الى قوله اني بما تعملون عليم. وقوله ان الله طيب اي قدوس منزه عن النقائص والعيوب فقوله لا يقبل الا طيبا اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد. فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل. فلا يقبل الله منها الا الطيب والطيب منها ما اجتمع فيه امران والطيب منها ما اجتمع فيه امران اولهما الاخلاص لله وثانيهما المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فيه تعظيم للمأمور به لانه كما امر المؤمنون فقد امر به المرسلون الذين هم سادات المؤمنين وارفعهم مقاما ففيه اغراء بلزومه وامتثاله. والمأمور به في الايتين شيئان والمأمور به في الايتين شيئان. احدهما الاكل من الطيبات احدهما الاكل من الطيبات. والاخر عمل الصالحات وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الحديث اشتملت هذه الجملة على اربعة امور من مقتضيات الاجابة واربعة امور من مقتضيات منعها وهذا من احسن البيان واكمله على وجه المقابلة مبنى ومعنى. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر مقابلة باربعة. اما المقتضيات للاجابة فاطالة السفر ومد اليدين الى السماء والتوسل الى الله باسم الرب. والالحاح عليه في الدعاء بتكرار ذكر الربوبية وذكرت الاطالة في السفر مع كون السفر وحده كافيا في ذلك لبيان شدة استحقاق ذلك الداعي للاجابة فالسفر بنفسه من مقتضيات الاجابة واذا كان السفر طويلا يلحق صاحبه شعث واغبرار فانه مستحق لاجابة دعاء اما موانع الاجابة الاربعة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام والغذاء اسم جامع لكل ما به قوام البدن ونماؤه اسم جامع لكل ما به قوام البدن ونماؤه ومنه النوم والدواء فان النوم والدواء يحصل بهما تقوية ونماء للبدن فقوله في اخر الحديث فانى يستجاب لذلك اي يبعد اي يستجاب له وهذه حاله وليس المراد الجزم بانه لا يستجاب دعاء من هذه حاله فانه يلوح من الحكمة الالهية استجابة دعاء المشركين الكافرين كما قال تعالى فاذا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اي استجاب دعائهم فنجاهم فاذا كان ذلك يكون للمشرك الكافر فانه يكون للمسلم الفاجر. ولكن المراد هو تبعيد وقوع اجابة دعائه فمن كانت هذه حاله فانه يبعد اجابة دعائه. وانما يلح العبد بالدعاء على ربه رجاء ان يجيب الله سبحانه وتعالى دعاءه. لان اصل الدعاء هو السؤال والداعي ينتظر من ربه اعطاءه جواب اله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنه ما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريمك رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع والنسائي في المجتبى من السنن المسندة المعروفة بالسنن الصغرى من حديث شعبة بن الحجاج عن بريب ابي مريم عن ابي الحوراء البصري عن الحسن رضي الله عنه واسناده صحيح وزاد الترمذي فان الصدق اطمأنينة وان الكذب ريبة فان الصدق في اطمأنينة وان الكذب غيبة وفي الحديث تقسيم الواردات القلبية الى قسمين وفي الحديث تقسيم الواردات القلبية الى قسمين. الاول الوارد الذي يريبك الوارد الذي يريبك والمريب ما ولد الريب في النفس والمريب ما ولد الريب في النفس والريب هو القلق والاضطراب والريب هو القلق والاضطراب اختاره جماعة من المحققين باب العباس ابن تيمية وتلميذه ابي عبدالله ابن القيم وحفيده في التلمذة ابي الفرج ابن رجب رحمهم الله الثاني الوارد الذي لا يريب وهو الذي لا يتولد من اتيانه قلق النفس واضطرابها وهو الذي لا يتولد من اتيانه قلق النفس واضطرابها فالاول هو الاثم والثاني هو البر كما سيأتي في حديث وابسة ابن معبد رضي الله عنه ومحل ورود الريب هو الامور المشتبهة كما تقدم في حديث النعمان ابن بشير فان الامور البينة لا يرد عليها الاشتباه في حق من حزينه وقوي يقينه من المسلمين وانما يكون ذلك فيما اشتبه والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه وفي القسم الثاني ان تأتيه وفي القسم الثاني ان تأتيه والحديث اصل في الرجوع الى حواز القلوب والحديث اصل في الرجوع الى حواز القلوب. اي ما تضمه القلوب وتشتمل عليه. وعلى ذلك فتوى الصحابة لكن الفائز بذلك هو من صحت ديانته وكمل ايمانه فهو الذي يلاحظ حوازا قلبه. واما الذي مرج دينه وفسد فانه لا يكاد يثبت له قلبه على حال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع وابن ماجة في السنن من حديث ابي هريرة مسندا من طريق قرة بن عبد الرحمن المعافر عن ابن شهاب الزهري عن ابي سلمة ابن عبد عن ابي هريرة واسناده ضعيف فان قوة ابن عبدالرحمن ضعيف الحديث وخلف فيه. فرواه الترمذي من حديث علي بن الحسين مرسلا. وهو المحفوظ في الباب فلا يثبت هذا الحديث من وجه مسند بل هو ضعيف من جهة الرواية اما من جهة الدراية فان اصول الشريعة وقواعدها تصدقه وتشهد له وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام والاسلام كما سلف اسم لجميع شرائع الدين الباطنة والظاهرة وله مرتبتان الاولى مطلق الاسلام وهو القدر الذي يثبت به عقد الاسلام. وهو القدر الذي يثبت به عقد الاسلام تلتزمه العبد صار مسلما داخلا في جملة اهل القبلة والتاني حسن الاسلام وحقيقته امتثال شرائع الاسلام باستحضار المشاهدة او المراقبة لاستحضار المشاهدة او المراقبة وهو الاحسان المذكور في حديث جبريل في قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وحديث الباب يتعلق بالمرتبة الثانية فمن حسن اسلام العبد تركه ما لا يعنيه ومعنى يعنيه ما لا تتعلق به عنايته ولا تتوجه اليه همته ما لا تتعلق به عنايته ولا تتوجه اليه همته. والذي لا يعني المرء هو ما لا يحتاج اليه في القيام بما امر به من عبادة الله عز وجل. واصول ما لا يعني العبد اربعة واصول ما لا يعني العبد اربعة احدها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات في حق من لا يتبينها ورابعها فضول المباحات التي لا يحتاج العبد اليها فضول المباحات التي لا يحتاج العبد اليها فان فضل المباح هو الزائد منه عن قدر الحاجة هو الزائد منه عن قدر الحاجة وهو بالمنهيات اشبه منه بالمأمورات ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى. فالى هؤلاء الاربع يرجع جماع ما لا يعني العبد. فكل فرض مندرج في اصل من هذه الاصول فانه لا يعني العبد. فاذا وجدته يرجع الى المحرم او يرجع الى المكروه او يرجع الى المشتبه وانت لا تتبينه او يرجع الى فضول المباح فاعلم ان هذا لا يعنيك ولو ان احدنا امتثل هذا الحديث لعرف قدر حسن الاسلام ومرتبة هذه الاحاديث التي اقتصر المصنف عليها من كونها جامعة لمسائل عظيمة ينبغي ان يعيد المرء قراءتها مرة بعد مرة ولو بلا شرح فانه لو لم يكن من مقاصد مثل هذه المجالس الا سماع الحديث النبوي والتفكر في معانيه لكان ذلك كافيا وان كثيرا منا حجبوا عن حقائق القرآن والسنة بما يسمعون او يقرأون من كلام اشياخهم او من فوقهم واذا تجرد الانسان باعادة النظر والتأمل والتفكر في مطاوي الوحي ومثانيه فانه يفتح له حلاوة في تنزيه قلبه في نزه رياض الكتاب والسنة. فينبغي للمرء ان يعرف قدر مثل هذه الاحاديث التي اكتملها التي اشتمل عليها الكتاب. ومن جميل الحكايات التي تبين هذا ان عبدالرحمن التعالبي احد علماء الجزائر من القرن الثامن لما قرأ هذه الاحاديث على ابن مرزوق الحفيد وهو عالم مشهور من الجزائر ايضا ومن تلاميذ حافظ بن حجر وهذه الطبقة قال فكنت اذا قرأت عليه حديثا من احاديث الاربعين بكى بكاء شديد لا يبكي بكاء شديد لانه يعرف قدر هذه الاحاديث وما فيها من المعاني انت ارجع الليلة وتفكر في قوله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وانظر مرتبتك مما لا يعنيك ويكفيك ان تنظر تحت ضغطة اصابعك في هذه الجوالات الحديثة. وانت تقلب صفحات التويتر والانترنت لتعرف كم قدر عليك بما لا يعنيك هذا هو الذي صرنا عليه فشغلنا بما لا نفع لنا به وما لنا به نفع صار ليادنا واقبالنا به قليل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس ابن مالك عن انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري رواه من حديث شعبة من الحجاج عن قتادة ابن دعامة عن انس رضي الله عنه. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه فالمراد بنفي الايمان هنا هو نفي كماله المتضمن بلوغ حقيقته لا نفي اصله فمحبة المؤمن لاخيه ما يحب لنفسه من كمال الايمان وهي من الفرائض لان نفي الايمان لا يكون الا على واجب لان نفي الايمان لا يكون الا على واجب ذكره ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان وابن رجب في فتح الباري وقوله لاخيه اي المسلم لان عقد الاخوة الايمانية كائن معه هو الذي يحبه العبد لنفسه هو الخير وجاء مصرحا به في رواية النسائي ونصها ما يحب لنفسه من الخير وصححها ابن احب ان وهو يستلزم ان يكره لاخيه ما يكره لنفسه من الشر والخير في الشرع اسم لما يرغب فيه اسم لما يرغب فيه. وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو المرغب فيه شرعا من كل وجه الخير المطلق وهو المرغب فيه شرعا من كل وجه بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والاخر الخير المقيد وهو المرغب فيه شرعا من وجه دون وجه وهو المرغب فيه شرعا من وجه دون وجه كالمال وسعة الحال كالمال وسعة الحال والفرق بينهما ان الخيرية في الاول تتعلق باصله ان الخيرية في الاول تتعلق باصله وفي الثاني تتعلق بقصده وفي الثاني تتعلق بقصده اي ما يراد منه. فالمال اذا اريد به نفع الناس وسد الحاجات كان خيرا واذا اريد به البطر والاشر كان شرا. فما كان من الخير المطلق ومحله امور الدين فانه يجب ان تحبه لاخيك كما تحبه لنفسك واما ما كان من الخير المقيد ومحله امور الدنيا فان علمت لاخيك فيه صلاحا وجب ان تحبه لك له كان تحبه له كما ما تحبه لنفسك وان علمت او غلب على ظنك انه يحدث له شرا لم يجب عليك ان تحبه له كما تحبه لنفسك كمن ترشح لمنصب من اخوانك المؤمنين. وغلب على ظنك ان المنصب يفسده ويهلكه فانه لا يجب عليك ان تحبه له. وان احببته لنفسك فان رؤية الانسان لنفسه ربما قلب على علمه انه لو تولى حفظ وما اضاع. ويعلم من اخيه انه فيه خلال تؤول به الى تضييع هذه الامانة في علم بهذا التقرير ان الحديث من العام المخصوص وان الذي تحبه لاخيك باطلاق ما محله الامور الدينية. اما اما محله الامور الدينية فقد تحبه وقد لا تحبه باعتبار الداعي اليها شرعا. لا باعتبار الهوى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر طنف تهوى من المتفق عليه واللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله طواياه من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن عبدالله بن مروة عن مسحوق بن الاجدع عن ابن مسعود رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهو يفيد الحصر عند علماء المعاني ورويت احاديث عدة فيها زيادة على هؤلاء الثلاث وعامتها ضعاف ولا يعرف من الفقهاء قائل منها والمقبول من الاحاديث المتضمنة لما يحل به دم المسلم يمكن ردها الى حديث ابن مسعود بينه ابو الفرج ابن رجب في كتاب جامع العلوم والحكم فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة فان اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة الاول انتهاك الفرج الحرام انتهاك الفرج الحرام. والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان في قوله الطيب الزاني والمحصن في هذا الباب هو من وطأ وطأ كاملا في نكاح تام من وطأ وطأ كاملا في نكاح تام. والثاني سفك الدم الحرام والثاني سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس في قوله والنفس بالنفس والمراد بها النفس المكافئة اي المساوية له شرعا والمراد به النفس المكافئة اي المساويات له شرع. والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة ترك الدين ومفارقة الجماعة. وذلك بالردة عن الاسلام. وهو المنصوص عليه من هذا الاصل في حديث ابن مسعود فلا يخرج شيء من الاحاديث الاخرى عن هذه الاصول الثلاثة فانه يرجع الى واحد منها فمثلا الاحاديث الواردة فيما يتعلق بعقوبة اللواط ترجع الى اي اصل انتهاك الفرج الحرام. وهكذا قل في بقية ما ورد من الاحاديث. هذا محصل ما ذكره او الفرج رجب في كتاب جامع العلوم والحكم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله من حديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر يقل خير انه ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم. كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه رواياه من حديث ابي حصين للاسد عن ابي صالح الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه الا انهما اتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره. اما جملة جاره فعند مسلم وحده وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان التي يحصل بها كماله الواجب احدها يتعلق بحق الله عز وجل وهو قول الخير والصمت عما عداه والاخران يتعلقان بحقوق العباد. وهما اكرام الجار والضيف وليس للاكرام حد يوقف عنده تبرأ به الذمة بل هو مردود الى العرف فكل ما عد في العرف اكراما ان درج في المأمور به والاصل في حقوق العباد انها موكولة الى العرف لان الوفاء بها لا يمكن الا بمراعاة الاعراف التي تتغير بالازمان والبلدان بخلاف حق الله فالاصل فيه رده الى التوقيف. لان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق. بل هي محتاجة الى لغ يدلها بما يجب لله من حق وحد الجاري ليس في الادلة الشرعية ما يبينه. فالاحاديث المظوية في حد الجوار من الدار لم يصح فيها حديث فتقديرها يرجع الى العرف فمن اعراف الناس من يعد الجار هو المجاور للبيت ملاصقا للجدار ومنهم من يعده الى ثلاثة او طاعة من كل جهة ويختلف الناس في ذلك فهو موكول الى عرفهم. واما الضيف فانه كل من مال اليك ونزل بك ممن يجتاز البلد وليس من اهلها كل من مال اليك ونزل بك ممن يجتاز البلد وليس من اهلها فالضيف الذي يجب له حق الاكرام وجوبا هو ما جمع وصفين. احدهما ان يكون من للبلد فان الذي يأتيك من داخل البلد لا يسمى ضيفا وانما يسمى زائرا والاخر ان يقصدك وينزل بك فاذا جاءك هذا الضيف من خارج البلد قاصدا بيتك وطلبك فيه وجب حقه من الاكرام اما لو عرض في مكان في البلد فاتفقت به مصادفة فانه ليس من الضيف الذي يجب عليك اكرامه. هذه هي حقيقة الضيف التي علقت بها الاحكام واضح فان قال قائل ففي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة في قصة الانصاري الذي جاء اليه النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر رضي الله عنهما فلم يجداه ووجد امرأته فادخلتهم الدار فلما قدم عليها فرآهم قال ما احد اليوم اكرم اضيافا مني فسماهم ايش وضيافا مع كونهم من اهل البلد فما الجواب واضح الاشكال القرار يقول معرفة الاشكال علم يعني مجرد انك تستشكل هذا علم. لذلك بعض الاخوان يقول انا احيانا ما افهم. هذا ليس عيبا فانه ربما يكون سبب عدم الفهم حصول اشكال عندك فهذا دليل حصول يقظة في ذهنك تحمد عليها نعم هاه مبالغة في الاكرام مبالغة في الاكرام ها علوم كانتهم جعلهم كالاضياف نعم طيب ويله ها الناس تقول الاخ تعظيم الله يعني صورتهم. احسنت. سماهم اضيافا باعتبار صورتهم. فان العربية لا يدخل بيت الرجل عند امرأته وهو ليس بالبيت الا ان يكون ضيفا. فلما خلوا مع عدم وجود صاحب البيت سماهم اضيافا. واما لو كان من البلد فدخل عند المرأة وهو ليس ضيفا فان هذا مما يذم ويعاب. ولا زال هذا الى وقت قريب في بلاد العرب الباقين على طريقة العرب الاول. فانه لو قصد اضياف من خارج البلد البيت لم يكن للمرأة ان ترده بل يدخلون فيه وينتظرون صاحبه وتقدم لهم ما تقدمه. واما ان كان الداخل من البلد على المرأة فهذا مما يعاب ويذم. فسماهم اضيافا باعتبار موافقتهم صورة الاضياف عند العرب ان الذي يدخل على المرأة عند عدم وجود الرجل انما يكون هو الضيف الطارئ على البلد ومما سبق ان نبهت اليه في مقامات عدة ان كثيرا من فهم الاحاديث النبوية وافتقروا فيه الى معرفة ما كان عليه الناس في العهد النبوي وما تقدمه من احوال العرب من ذكرنا هنا حديث وهو حديث فراش للرجل وفراش للمرأة والثالث للشيطان الثالث هو الضيف الرابع للشيطان هذا الحديث فيه اشكال معناه السنة ان المرأة تكون في فراش والرجل في فراش وهذا يخالف احاديث اخرى في الصحيح ان فراش الرجل وامرأته واحد فكيف فهم هالحديث هذا غير صالح احسنت ان العرب كانت من عادتها ان المرأة تتخذ فراشا فيما تحتاج اليه كرعاية مريض من اولادها او القيام على بضاعة صغير يكون قريبا منها. فلم تكن تؤرق زوجها بهم بل كانت اعظاما لحق زوجي تفعل ذلك ففراشها مع الرجل واحد ولكنه ولكنها تتخذ فراشا اخر لاجل هذه المصلحة فالذي لا يعرف حال العرب لا يفهم هذا الحديث فهما صحيحا. وعدة احاديث تقع في كلام الشراح شرحها على غير ما تعرفه العرب في كلامها فيظن الناس ان هذا الشرح هو الصحيح. ويكون عند العرب الى اليوم اذا قرأته عليه قال لك ان هذا الكلام كلام غير صحيح. وخذوا حديث حين ترمض الفصال وانظروا ما قال الشراح عنه ثم اسألوا كبار السن من اهل الابل عن معنى هذا الحديث واسمعوا محاكمتهم بين اقوال الشراح المختلفة لتعرفوا حاجة المستشلح للحديث الى فهم ما كانت عليه العرب في عهدها القديم. وسبق ان ارشدت الى كتاب نافع للعلامة الالوسي رحمه الله تعالى وهو بلوغ العرب في احوال العرب فهذا كتاب نافع لا يستغني عنه طالب العلم لانه له به زاد يطلع على فهم الاحوال التي احاطت بمواقع تلك الادلة من القرآن والسنة فيفهمها فهما صحيحا نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان لا تنسون هذا الحديث حين ترمض الفصال اسألوا عنه ستجدون اختلاف بين الشراح واسألوا كبار السن عن اهل الابل ستعرفون كيف العرب الباقي على عربيته لا زال عندهم من المعاني التي تحتاجها التي تحتاجها في فهم كلام كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم واقرأوا ايضا مقدمة العلامة فيصل المبارك في تفسيره وكيف انه استفاد بعض معاني فهم القرآن من كلام الاعراب الذي سمعه منهم فكان يستشكل بعض الايات فلما سمع بعض العرب يقول كذا وكذا وهو في القرن الماضي فهم الاية فمن صحيحا نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب ردد مرارا قال لا تغضب رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده. فهو من افراده عن مسلم. فرواه من طريق ابي صين الاسد عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه. وفي الحديث النهي عن الغضب ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه. النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه من كل ما يهيج عليه ويحمل عليه والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. فلا يمتثل وما امره به غضبه بل يراجع نفسه حتى تسكن. والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس. اما اذا غضب لانتهاك حرمات الله ودفعا للاذى في الدين فهذا من علامة مال الايمان وصحة الديانة نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحديث السابع عشر نبي عن ابيه على شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله الحديث السابع قال الحديث السابع عشر عن ابي يعلى شداد بن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. رواه من حديث خالد الحداء عن ابي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي عن ابي الاشعث الصنعاني عن شداد ابن اوس قال اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي في ايدينا فاحسنوا الذبح ولفظه في نسخ مسلم التي بايدينا فاحسنوا الذبح. وقال فليرح ذبيحته فقوله كتب الاحسان على كل شيء يحتمل معنيين احدهما ان تكون الكتابة قدرية فيكون المعنى ان الاشياء كلها جارية بتقدير الله عز وجل على الاحسان. ان الاشياء كلها جارية بتقدير الله عز وجل على الاحسان فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء. والاخر ان تكون الكتابة شرعية ان تكون الكتابة شرعية. فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء اي امرهم به. فالمكتوب هنا هو الاحسان لكن المكتوب عليه وهم العباد غير مذكورين في الحديث وانما المذكور هو المحسن اليه وهو كل شيء. والحديث صالح للكتابتين القدرية والشرعية جميعا ان على المعنى المذكور في كل وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الاحسان يتضح به الحال يتضح به المقال وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من النفوس والبهائم. فقال فاذا قتلتم ان القتلى واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. فامر باحسان القتل والذبح. واحسانهما يكون بايقاعهم على الصفة الشرعية. واحسانهما يكون بايقاعهما على الصفة الشرعية. فمن اراد ان يصيب في امر ما نظر الى المأمور به شرعا فامتثله فاذا امتثله فقد اصاب الاحسان فيه. فمثلا من رام ان يصيب الاحسان في العلم فانه ينظر في المأمور شرعا فيتبعه فاذا تبعه فانه يكون مصيبا الاحسان فيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ قال حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر ثم قال هذا حديث حسن صحيح. وفي بعض النسخ المعتمدة حسن صحيح قال هذا حسن وفي بعض النسخ المعتمدة هذا حديث حسن صحيح. ثم رواه من حديث معاذ وقال نحوه ولم يسق لفظه ومداره عنده على سفيان الثوري واختلف عليه اصحابه فرواه عنه بعضهم كعبدالرحمن بن مهدي فجعلوه من مسند ابي ذر الغفاري. ورواه بعضهم الجراح فجعله من مسند معاذ والمحفوظ في الحديث انه من مسند معاذ من مسند ابي ذر رضي الله عنه ولهذا نقل الترمذي بعد سياقه عن شيخه محمود بن غيلان انه قال والصحيح حديث ابي ذر. اي ان الحديث محفوظ من رواية اية ابي ذر والراوي عنه هو ميمون ابن ابي شبيب ولم يسمع منه فاسناده ضعيف. وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء. ووصية النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل تروى بمتون متعددة. منها الصحيح والحسن والضعيف فقد جمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ هنا بين حقوق الله وحقوق عباده فان على العبد حقين احدهما حق الله والمذكور منه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة والاخر حق العباد والمذكور منه في الحديث معاملة الخلق بالخلق الحسن والمراد بالتقوى شرعا اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. ومن افرادها تقوى الله ومن افرادها تقوى الله فان المأمور به شرعا من التقوى منه تقوى الله. كقوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ومنه تقوى يوم القيامة. قال تعالى فاتقوا يوما ترجعون فيه الى الله. ومنها تقوى النار وغير ذلك من الوجوه التي علقت بها التقوى. ولذلك فان الحقيقة الشرعية الجامعة لها اتخاذ العبد غاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. واتباع السيئة الحسنة اي فعلها بعدها واتباع السيئة الحسنة اي فعلها بعدها وله مرتبتان الاولى الاتباع بقصد اذهاب السيئة الاتباع بقصد اذهاب السيئة فتكون الحسنة مفعولا مفعولة لمحو السيئة فتكون الحسنة مفعولة لمحو السيئة والثانية الاتباع من غير قصد الاذهاب الاتباع من غير قصد الاذهاب فتكون الحسنة مفعولة لله مع عدم قصد المحو والمرتبة الاولى اكمل من الثانية واما حق العباد المذكور في الحديث فهو في قوله وخالق الناس بخلق حسن والخلق في الشرع له معنيان والخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره وحقيقته امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. والاخر خاص وهو المعاملة مع الناس وهو المعاملة مع الناس وهذا هو المقصود في الحديث وجاء وصفه بالحسن في احاديث كثيرة وحقيقته الاحسان الى الخلق بالقول والفعل الاحسان الى الخلق بالقول والفعل. فمن احسن الى الخلق بقوله او فعله فهو الموصوف وبانه ذو خلق حسن. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحديث التاسع عشر عن ابي عن ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظ احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي قال اتق الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر ان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع لكن ليس فيه وان اجتمعوا وانما لفظه فيه ولو اجتمعوا رواه من حديث قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس واسناده جيد. اما الرواية الثانية التي ذكرها المصنف في قوله وفي رواية غير الترمذي فهي رواية عبد ابن حميد في مسنده واسنادها ضعيف ورويت هذه الجملة المذكورة في الزيادة من طرق اخرى تحسن بها الا قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. فليس في طرق هذا الحديث ما يشهد لها وانما رويت في احاديث اخرى صحيحة تأتي ان شاء الله تعالى في كتاب التوحيد في باب ما جاء في في منكري القدر والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله هو حفظ امره وامر الله نوعان احدهما قدري وحفظه بالتجمل بالصبر احدهما قدري وحفظه بالتجمل بالصبر. والاخر شرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب وبين النبي صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله في قوله يحفظك وفي قوله تجده تجاهك وفي الرواية الاخرى امامك. فيتحقق وقل للعبد من جزاء حفظ حفظ امر الله شيئان احدهما تحصيل حفظ الله له احدهما تحصيل حفظ الله له والاخر تحصيل نصره وتأييده تحصيل نصره وتأييده والفرق بينهما ان الاول وقاية والتاني رعاية الفرق بينهما ان الاول وقاية والتاني رعاية. وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اشارة الى ثبوت المقادير والفراغ من كتابتها اشارة الى ثبوت المقادير والفراغ من كتابتها فقوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء فاما العمل فمعرفة العبد ربه واما الجزاء فمعرفة الرب عبده فالمبتدئ بالعمل هو العبد والمتفضل بالجزاء هو الله سبحانه وتعالى ومعرفة العبد ربه نوعان ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة تتضمن الاقرار بالربوبية معرفة تتضمن الاقرار بالربوبية وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر والاخر معرفة تتضمن الاقرار بالالوهية معرفة تتضمن الاقرار بالالوهية. وهذه المعرفة تختص باهل الاسلام. ومعرفة والله لعبده نوعان ومعرفة الله لعبده نوعان احدهما معرفة عامة معرفة عامة تقتضي شمول علم الله لعبده واطلاعه عليه. تقتضي شمول علم الله لعبده واطلاعه عليه والاخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بتأييده ونصره تقتضي معرفة الله عبده بتأييده ونصره. وهذه هي المعرفة التي تهذب بها النفوس وتصلح قلوب فمن اجتهد في معرفة ربه سبحانه وتعالى كان جزاؤه نصر الله عز وجل وتأييده له. ومن احسن موارد التي ينمي بها العبد معرفة الله في قلبه هو الاطلاع على كتب الزهد التي صنفها ائمة السلف كالزهد لاحمد والزهد لوكيع بن الجراح والزهد لهناد بن السري والزهد لابي داوود السجستاني والزهد للبيهقي. فان العبد ينتفع بالمطالعة فيها بما ذكر فيها من كلام السلف رحمهم الله تعالى واحوالهم في معرفتهم ربهم ومعرفة ربهم لهم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب اكتبوا وثيقة السماع في الواسطية سمع علي جميع العقيدة الواسطية كم رقم الصفحة عندكم اربع مئة وتسعة وسبعون يا اخوان. سمع علي جميع العقيدة الواسطية بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته. صاحبنا فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته له روايته روايته عني اجازة خاصة معين لمعين في معين باسناد المذكور في منح المكرمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة السبت السابع من ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نستكمل وادنا ان شاء الله تعالى بعد الفجر على الاربعين ونبدأ بعد العصر في كتاب التوحيد والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين