السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير دين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء. ومن اكل الرحمة رحمة بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهماتهم العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفسح بذلك المبتدئون ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم. ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم في سنة وهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو اكتئاب وهو كتاب اعتقاد الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة المعروف بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري فسنة ثمان وعشرين وسبعمائة نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام العلامة شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق يظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده هو رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره و ان الحكمة من خلق الجن والانس هي عبادة الله والحكم الشرعي الذي تتعلق به العبادة نوعان احدهما الحكم الشرعي الخبري والاخر الحكم الشرعي الطلبي ومتعلق الاول الاعتقادات الباطنة وجماعها اصول الايمان الستة التي سردها المصنف رحمه الله واشار الى الخامس منها وهو الايمان باليوم الاخر بقوله والبعث بعد الموت لان البعث اعظم مسائله التي انكرها المشركون وهو اول مشاهد اليوم الاخر فاختار المصنف رحمه الله تعالى الدلالة على الايمان باليوم الاخر بذكر فرد من افراده المعظمة وهو الايمان بالبعث بعد الموت والاعتقاد الصحيح هو الموافق للحق واهله هم المتبعون للسنة المجتمعون عليها والذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى هنا هو عقيدتهم التي اجتمعوا عليها واهتدوا فيها بدلائل الوحيين فهذا الكتاب كما قال ابن رجب معتقد سلفي جيد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته. قبل الجملة ومن الايمان ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. من غير تحريف ولا فقيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. من الايمان بالله الايمان بصفاته واسمائه وهو مبني على اصلين ذكرهما المصنف رحمه الله تعالى فالاصل الاول هو النفي وحقيقته نفي ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والافات ودليله القرآني قوله تعالى ليس كمثله شيء ولهذا الاصل شرطان الشرط الاول السلامة من التحريف الشرط الاول السلامة من التحريف وهو تغيير خطاب الشرع او معناه تغيير خطاب الشرع او معناه والشرط الثاني السلامة من التعطيل وهو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات وهو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات والاصل الثاني الاثبات وحقيقته اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات ودليله القرآني قوله تعالى وهو السميع البصير ولهذا الاصل شرطان الشرط الاول سلامته من التكييف سلامته من التكييف وهو تعيين كنه الصفة الالهية وهو تعيين كنه الصفة الالهية وكنه الشيء حقيقته وكنه الشيء حقيقته والشرط الثاني سلامته من التمثيل وهو تعيين كنه الصفة الالهية بذكر مماثل لها وهو تعيين كنه الصفة الالهية بذكر مماثل لها وعمدة هذا الباب النقل المحض فهو موقوف على ورود خبر الوحي به فما نفاه الله او نفاه رسوله صلى الله عليه وسلم نفي وما اثبته الله او اثبته رسوله صلى الله عليه وسلم اثبت وجمع المصنف بين التحريف والتعطيل وبين التكييف والتمثيل للمناسبة بينهما فان التحريف يؤدي الى التعطيل فان التحريف يؤدي الى التعطيل وان التكييف يؤدي الى التمثيل والاصل الاول وهو النفي يشار اليه في كتب العقائد بقولهم تنزيه الله عما لا يليق به والاصل الثاني يشار اليه في كتب العقائد بقولهم الاثبات وهذان الاصلان المعبرين وهذان الاصلان المعبر عنهما بالنفي والاثبات هما في كلام الله عز وجل باسمين اخرين فاما النفي فانه يسمى في الخطاب الشرعي تسبيحا وتقديسا واكثر ما يذكر بالتقديس واكثر ما يذكر بالتسبيح واما الاثبات فانه يذكر في الخطاب الشرعي باسم التحميد وانما وقع في كلام اهل السنة والجماعة التعبير بالنفي والاثبات بالنظر الى ابطال المقالات الباطلة التي جرت في هذا الباب فامعانا في نقض شبهات المدعين خلاف الحق فيها عبروا بالنفي والاثبات تقريبا للحقيقتين الشرعيتين المذكورتين والا فالمختار عند ذكر الاعتقاد تقييدا ان يذكر ما عبر به الشرع فيهما من التسبيح والتقديس في بجانب والتحميد في الجانب المقابل وزاد شيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى اصلا ثالثا وهو قطع الطبع عن ادراك الكيفية فلا يقع في خلد المتكلم في الباب انه يصل الى كيفية الصفة الالهية وهذا الاصل المزاد مستغنى عنه بما ذكرناه من شرط عند ذكر الاثبات من ان من شروطه سلامته من التكييف والتمثيل فيستغنى بالشرطين الذين مؤمنون هما الاثبات عن ابراز اصل ثالث وانما زاد من زاد هذا الاصل الثالث لاصابة احد ثلاثة امور احدها الرد على المخالف في هذا الباب من المجسمة الرد على المخالف في هذا الباب من المجسمة وثانيها احقاق الحق بالتفريق بين الاثبات المكرم والاثبات المحرم احقاق الحق بالتفريق بين الاثبات المكرم والاثبات المحرم فان الاثبات المكرم هو الاثبات كما اثبته الله واثبته رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز في ذلك الايات والاحاديث واما الاثبات المحرم فهو ما زاد على ذلك كمقالات الممثلة والمكيفة وثالثها ان الافصاح انفع للمبتدئين. ان الافصاح انفع للمبتدئين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لانه سبحانه وتعالى لا سمي لهم ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليهم ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون فانه الصراط المستقيم صراط الذين صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ان باب باب الصفات عند اهل السنة مبني على اصلين ونشأ من اعمالهما ان اهل السنة لا ينفون عن الله ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته والالحاد في اسماء الله واياته هو العدول بها عما يجب فيها هو العدول بها عما يجب فيها. فاذا عدل احد عما يجب شرعا في الاسماء والصفات وقع في الالحاد ولا يكيفون صفات الله بصفات خلقه ولا ولا يكيفون صفات الله. ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه سبحانه وتعالى والعلة الموجبة عند اهل السنة هذا شيئان احدهما ان الله لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه والثاني ان غسله صادقون مصدقون فخبرهم صحيح وطريق الرسل الذي جاءوا به هو اثبات الاسماء والصفات مع تنزيه الله عما لا يليق به ووافق ووفق المخبر به انفا فانهم جاؤوا بتسبيح الله عز وجل وتحميده ولا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به الانبياء والرسل. والقول عندهم في باب الاسماء والصفات كالقول في الذات الالهية فكما يمتنع القول في حقيقة الذات الالهية امتنع القول في حقيقة صفات الله سبحانه وتعالى فالقول في الصفات فرع عن القول في الذات فاذا كان القول في الذات ممتنعا فلا يتعرض لحقيقتها فكذلك يكون القول في الصفات ممتنعة وهذا معنى قولهم القول في الصفات فرع عن القول بالذات وهي قاعدة قديمة ذكرها جماعة من القدماء كحمد الخطاب صاحب معالم السنن وابي بكر الخطيب البغدادي رحمهم الله تعالى والى مرادهم اشرت بقولي عقيدة السني في الصفات فرع الذي يقوله في الذات عقيدة السني في الصفات فرع الذي يقوله في الذات فنثبت الوجود دون علمي بكيفها فداك سر عمي فنثبت الوجود دون علمي بكيفها فذاك سر عمي ومن يقل معاندا كيف استوى الى هنا فقل له كيف هو ومن يقل معاندا كيف استوى الهنا فقل له كيف هو فكما يكون اثبات الذات اثبات وجود دون تعرض لحقيقتها يكون اثبات الصفات اثبات دون تعرض لحقيقتها. وذكر المصنف رحمه الله تعالى في جملة كلامه قاعدة شريفة في باب الاسماء صفات اذ قال وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فالنفي والاثبات في الاسماء والصفات يجريان فيما وصف وسمى الله عز وجل به نفسه وكذلك هما واقعان فيما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به الله او سماه به اسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان فاسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان. احدهما الاسماء النافية الاسماء النافية مثل السلام والقدوس والاخر الاسماء المثبتة مثل الله والرحمن النفي والاثبات موجودان في الاسماء لكن ليس موردهما بناء الكلمة فانه لا يأتي شيء من الاسماء الالهية منفيا في صورة الكلمة. وانما يستكن النفي في المعنى فالاسمان المذكوران اولا من الاسماء النافية وهما اسم السلام واسم القدوس يفيدان نفي النقاء والعيوب عن الله سبحانه وتعالى فالسلام هو السالم من كل نقص وعيب والقدوس هو المتقدس بعلوه وكماله عن كل نقص وعيب وهذا هو النفي المراد عند في نفي الاسماء كما وقع في كلام المصنف. فانه قال وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين الاثبات والنفي. فجعل النفي جاريا في الاسماء كجريانه في الصفات الا ان مورد جريانه في الاسماء هو وقوعه في المعاني دون المباني. فيكون في معاني الاسماء الالهية دون مبانيها والصفات الالهية باعتبار النفي والاثبات تنقسم الى نوعين. احدهما والصفات المنفية كنفي النوم والظلم الصفات المنفية كافي النوم والظلم والاخر الصفات المثبتة كالالهية والرحمة كالالهية والرحمة فيقع النفي في الصفات في المبنى والمعنى جميعا فتذكر الصفة على وجه النفي في مبناها ومعناها كقوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم. وقوله وما ظلام للعبيد فان المبنى واقع نفيا. وكذلك المعنى ويقع في الصفات ايضا الاثبات كصفة الرحمة والعلم له سبحانه وتعالى. وبهذا يتحقق لك الفرق بين من النفي المتعلق بالاسماء والصفات وهو ان النفي المتعلق بالصفات يكون في المبنى والمعنى. واما النفي بالاسماء فيكون في المعنى دون المبنى. وموجب ذلك هو قول المصنف وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فكلامه نص في تسليط النفي على الاسماء كتسليطه على الصفات فهما يشتركان بالاثبات على اثبات المبنى والمعنى واما في النفي فيفترقان على ما ذكرنا ويمكن ان يقال ان المصنف رحمه الله تعالى اراد مجموع الاسماء والصفات انه يقع فيها النفي والاثبات لا جميعها فيكون النفي والاثبات واقعا في الصفات. وتختص الاسماء بالاثبات قط وهذا هو المشهور عند اهل السنة والجماعة الا ان كلامه صريح في تعلق النفي والاثبات اسماء والصفات ووجه بيانه هو الذي ذكرناه انفا والنفي المذكور في باب الاسماء والصفات ليس مرادا لذاته. وانما يراد اثبات مقابله من الكمال فنفي السنة والنوم عن الله سبحانه وتعالى لا يتبدى كمال وصف الله بها الا باثبات مقابلها وهو حياة الله سبحانه وتعالى وقيوميته فلتمام حياته عز وجل وقيوميته انه لا تأخذه سنة ولا نوم. وهذه قاعدة مطردة في باب النفي. ان النفي غير مراد لذاته انما يراد اثبات مقابله من الكمال. ووقع في الخطاب الشرعي ايراد النفي لهذا القصد لما فيه من شدة المحو لما في النفوس. فان النفي له سلطان قوي على النفوس يبطل ما تعلقت به. ومن دقائق ذلك ففي هذا الباب ان الله سبحانه وتعالى تمدح في مواضع عدة من القرآن الكريم بنفي الظلم عن نفسه ولم يأت قط في القرآن ولا في السنة تمدحه سبحانه وتعالى بالعدل. وانما وقع الامر كذلك لان العرب كانت تفتخر بالظلم. فلقصد محو هذا الامر من نفوسهم وقع الخطاب الشرعي بنفي في الظلم المتضمن اثبات كماله المقابل وهو العدل لكن لم يأتي في الشرع اثبات العدل بنص مثبت وانما جيء به بنص منفي لتقرير هذا المعنى في نفوس القوم الذين خوطبوا بالقرآن الكريم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وما وصف به نفسه في في اعظم اية في كتابه حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده وهو العلي العظيم اي لا يكرثه ولا يثقله. ولهذا كان من قرأ هذه الاية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى وقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وقوله سبحانه وهو الحكيم وهو العليم الحكيم. وقوله العليم الخبير وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من قتيل وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقوله وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكم كل شيء علما وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ان الله عما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. وقوله ولولا اذ دخلت جنة قط ولولا اذ دخلت جنتك وقلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وقوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء اللهم اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله فمن يرد الله ان يهديه او يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل ان صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. وقوله احنت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين وقوله واقسطوا ان الله يحب المقسطين. وقوله اما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كان لهم بنيان مرصوص. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. وقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله بسم الله الرحمن الرحيم وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقوله وكان بالمؤمنين رحيما وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة وقوله وهو الغفور الرحيم وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه. وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم وقوله فلما اسفنا انتقمنا منهم فاغرقناهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقوله كبر عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر وقوله الا ينظرون الا ان تتهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام الملائكة تنزيلا وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ما منعك ان لما خلقت بيدي وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداهما بسوقتان ينفق كيف يشاء واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكيه الى الله والله يسمع تحورا هما وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله ام انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسل لديهم يكتبون. وقوله الم يعلم بان الله يرى. وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلب بالساجدين وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وقوله وهو شديد المحال وقوله ومكر ومكر ومكر ومكر الله والله خير الماكرين وقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وقوله ومكر ومكر ومكرنا مكروه وهم لا يشعرون. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم وقوله ولله العزة ولرسوله وقوله بعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله تبارك اسم ربك ذا الجلال والاكرام. وقوله فاصطبر فاعبدوه واصطبر لعبادتي هل تعلم له سم يا وقوله ولم يكن له كفوا احد. وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذين هو ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريكه في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون كن عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. وقوله فلا تضربوا لله الامثال. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق ولا تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وتقولوا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقوله الرحمن على العرش استوى ثم استوى على العرش في ستة مواضع وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. وقوله بل رفعه الله اليه وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقوله يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. وقوله امين ثم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. اما منتم من في السماء ان ان يرسل عليكم حاصبا. فستعلمون كيف وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يرجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير. وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. وقوله لا تحزن ان الله معنا. وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله طلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. وقوله ومن اصدق من الله حديثا وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وقوله ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه منجيا. وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين. وقوله وناداهما تلكم الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين. وقوله تعالى ويوم يناديهم فيقول اين الشركاء الذين كنتم تزعمون وقوله تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفون ومن بعد ما عقلوه. وقوله تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله قلنا ان تتبعون وقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل يختلفون وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وقوله واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزلهم رح القدس من ربك بالحق ليثبت امنوا وهدوا وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا كتاب مبين وقولوا ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. وقوله وجوهه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقوله على الارائك ينظرون. وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. وهذا الباب في كتاب الله كثير. من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق. لما قرر رحمه الله تعالى قاعدة اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات ذكر ايات واحاديث تدخل في الجمل المتقدمة وتتضمن طرفا حسنا منها وموجب اقتصاره على الايات والاحاديث ان باب الاسماء والصفات مردود اليها فانه باب توقيفي اي موقوف على ورود الدليل من القرآن او من السنة النبوية. وليس لاحد ان يقول فيه بغير ما جاء فيهما وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهما رضي الله عنهم في هذا الباب فانه محكوم بانه من السنة المرفوعة حكما لانه لا يقال من قبل الرأي. فيحكم بالحاقه بالاحاديث المرفوعة الصريحة. فلا عدو هذا الباب ان يكون مردودا الى القرآن والسنة صراحة او حكما والى ذلك اشرت بقول معرفة الاسماء والصفات لله في الحديث والايات معرفة الاسماء والصفات لله في الحديث والايات وما اتى عن صاحب منها ولا وما اتى عن صاحب منها ولا يقوله عن رأيه الرفع جلاء. يقوله عن رأيه الرفع جلاء فالباب غيب والصحاب اعظم من قولة على الاله تعظم فالباب غيب والصحاب اعظم من قولة على الاله تعظم. والمعنى ان باب الاسماء والصفات مردود الى القرآن والسنة وان ما جاء عن الصحابة فيه فانه يكون من قبل ما لا يقال بالرأي فيحكم بكونه هو وما خرج عن الكتاب والسنة فلا يثبت به اسم ولا صفة لربنا عز وجل واستغنى المصنف رحمه الله تعالى بسياق الايات والاحاديث اجمالا عن تفاصيل معانيها لظهور دلالتها على المراد بما عرف من كلام العرب. فان العربي الذي يخاطب بما جاء في الايات والاحاديث يدرك ما تضمنته من اسمائي والصفات وعدة الادلة القرآنية الواردة فيه مئة واحد عشر دليلا وعدة الادلة القرآنية فيه مئة واحد عشر دليلا اعدت الاحاديث النبوية ستة عشر حديثا تتضمن اثبات جملة مستكثرة من الاسماء والصفات الالهية فمن الاسماء الالهية الواردة في الايات القرآنية المذكورة اسم الله قال الله تعالى قل هو الله احد وقال الله لا اله الا هو في ايات اخرى. ومنها اسم قال الله تعالى قل هو الله احد ولم يقع في القرآن معرفا وانما ثبت باداة التعريف الاحد في السنة النبوية ومنها الصمد وهو السيد الكامل المقصود في الحوائج قال الله تعالى الله الصمد وهو السيد الكامل المقصود في الحوائج ومنها الحي والقيوم. قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. وقال وتوكل على الحي والقيوم هو القائم بنفسه. القائم على غيره القائم بنفسه القائم على غيره ومنها العلي والعظيم. قال الله تعالى وهو العلي العظيم ومنها الاول والاخر والظاهر والباطن. قال الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه تفسير الاول بانه الذي ليس قبله شيء وتفسير الاخر بانه الذي ليس بعده شيء. وتفسير الظاهر بانه الذي ليس فوقه شيء تفسير الباطن بانه الذي ليس دونه شيء واغنى المقال المحمدي عن سواه. فلا يحتاج الى بيان مع بيانه صلى الله عليه وسلم معاني هذه الاربعة ومنها العليم والحكيم والخبير. قال الله تعالى وهو العليم الحكيم. وقال وهو بكل شيء عليم وقال العليم الخبير ومنها الرزاق وذو القوة اي صاحبها والمتين والمتين هو شديد القوة. قال الله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فانتظمت الاسماء في هذه الاية وذو القوة اسم من الاسماء الالهية المضافة. وسيأتي ذكر قاعدة الاسماء الالهية الافراد والاضافة ومنها السميع والبصير. قال الله تعالى وهو السميع البصير. وقال ان الله كان سميعا بصيرا ومنها الغفور والرحيم والرحمن. قال تعالى وهو الغفور الرحيم. وقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم في ايات اخر ومنها الرب قال الله تعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة وذكره في القرآن يأتي منكرا او يأتي مضافا فمن المنكر قوله تعالى رب اغفر لي ومن المضاف قوله تعالى رب العالمين وجاء في موضع واحد في القرآن موصوفا وهو قوله تعالى سلام قولا من رب رحيم ولم تأتي تحليته بال في القرآن وانما جاء الرب في السنة النبوية ومنها العفو والقدير. قال الله تعالى فان الله كان عفوا قديرا. ومنها ارحم الراحمين. قال الله تعالى وهو ارحم ارحم الراحمين ومنها خير الماكرين. قال الله تعالى والله خير الماكرين ومنها عالم الغيب والشهادة. قال الله تعالى عالم الغيب والشهادة وثلاثتها من الاسماء الالهية المضافة والاسماء الالهية باعتبار الافراد والاظافة تنقسم الى نوعين احدهما الاسماء المفردة مثل الله الرحمن والرحيم والاخر الاسماء المضافة مثل رب العالمين ومالك الملك وعالم الغيب والشهادة وممن اشار الى الاسماء المضافة ابو العباس ابن تيمية في الفتاوى المصرية. ونقل اجماع المسلمين على الدعاء بها وزاد تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد نوعا ثالثا وهو ايش ها يا عبد الرحمن مثل زاد ابن القيم في بدائع الفوائد نوعا ثالثا وهو الاسماء المتقابلة المزدوجة مثل النافع الضار المعطي مثل النافع الضار المعطي المانع القابض الباسط وعدها اسما واحدا بمنزلة الاسم المفرد الذي لا تفصل حروفه. فكما يمتنع فصل الحروف بسم الرحمن مثلا فانه يمتنع فصل كل من هذين الاسمين عن مقابله بل الاسم الالهي انما يكون بذكرهما جميعا. فلا يكون القابض على حدة اسما. ولا يكون الباسط على حدة اسما. وانما يكون الاسم هو اللفظ الجامع بينهما القابض الباثق وهذا النوع الذي ذكره ابن القيم رويت فيه احاديث لا يصح منها الا حديث واحد وهو اذكر يا عبد الرحمن وهو ما رواه اصحاب السنن الا النسائي من حديث حماد بن سلمة عن ثابت البناني وحميدي الطويل وقتادة دعامة ثلاثتهم عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله هو المسعر الرازق القابض الباسط فوقع في هذا الحديث ذكر القابض الباسط واسناده صحيح. وما عداه من الاحاديث التي رويت في الاسماء المزدوجة المتقابلة فلم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصفات الالهية الواردة في الايات المذكورة الالوهية والاحدية والصمدية والحياة والقيومية والعظمة والاولية والاخرية والظهور والبطون والعلم والحكم والحكمة والخبر والخبر والخبرة والرزق بفتح الراء وكسرها ايضا والقوة والمتانة والسمع والبصر والبصر والبصيرة والمغفرة والرحمة والربوبية والعفو والقدرة والتقدير وهذه الصفات الالهية مستفادة من الاسماء الالهية المتقدمة فان من قواعد الباب ان الاسماء الالهية تتضمن صفة او اكثر لله سبحانه وتعالى فكل اسم اثبت لله فانه يدل في ظمنه على صفة او اكثر من صفات الله عز وجل واشرت الى هذه القاعدة بقول اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات يعني لصاحب الاثبات وكل اسم كما سلف يتضمن صفة وربما تضمن اكثر من صفة لكن لا بد ان يساعد عليه الوضع اللغوي ولا يأباه الدليل الشرعي. فاذا دل الوضع اللغوي على ذلك لم يأتي في ادلة الشرع ما يأباه اثبتت الصفة والصفتان والثلاث التي يتضمنها اسم واحد فمثلا من اسماء الله عز وجل الحكيم وهو دال على صفتين هما الحكم والحكمة ومن اسماء الله سبحانه وتعالى البصير وهو دال على ثلاث صفات احدها البصر ومتعلقه المرئيات وثانيها البصر ومتعلقه جلائل المعلومات وثالثها البصيرة ومتعلقها دقائق المعلومات واسم الخبير ايضا دال على صفات ثلاث احداها الخبر ومتعلقها المعلومات من جهة الخبر وثانيها الخبر ومتعلقها ظواهر المعلومات وثالثها الخبرة ومتعلقها بواطن المعلومات فهذه الصفات الثلاث في كل مستفادة من الوضع اللغوي هو باب المعتقد السلفي يفتقر الى اقامة اصلين عظيمين احدهما استشراف ما جاء في الاثار السلفية فان كثيرا من المتكلمين فيه لهم احاطة حسنة بما في القرآن والسنة. اما ما جاء في كلام الصحابة رضي الله عنهم ان هم فانه يقع في كلامهم اشياء تتعلق بباب الاسماء والصفات لا تذكر في الاحاديث وهذه ينبغي ان تلحق عند القول بهذا الباب بما جاء في الايات والاحاديث لما ذكرناه سابقا من انها باب غيب فيحكم برفعها. كما ثبت عن ابن مسعود وعبدالله ابن الزبير عند البيهقي وغيره في الدعاء في السعي ربي اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك انت الاعز الاكرم فان الاعز لا يعرف الا في هذين الاثرين فيحكم باثباته تبعا لقاعدة الباب التي تقدمت والامر الثاني ملاحظة الوضع اللغوي في كلام العرب مما يتعلق باصول الاستقاق والمواظعة لغوية لمباني الكلام العربي فان اعمال هذه القواعد يقع به معرفة شيء كثير في باب الاسماء والصفات. ومن جنسه ما ذكرناه انفا في الصفات المستكنة في اسم البصير او اسم الخبير. ومنه ما سيأتي من وقوع بعض الصفات بلغة جيدتين فتكون الصفة بهما جميعا. فمن صفات الله مثلا السخط والسخط. لان العرب فمن لغتها الجيدة الضم والفتح فتكون صفة بهما جميعا وربما سئل احد هل السخط من صفة الله فقال المعروف السخط والمراد بالمعروف عنده ما شهر ذكره في الكلام في العقائد عند قراءتها ولو ان المرء بدل من نفسه شيئا بالاحاطة بمواقع الكلام في لسان العرب لانتفع به كثيرا في مثل هذه الابواب التي ذكرنا وذكر المصنف رحمه الله تعالى ادلة اخرى لجملة من الصفات المستمدة من الاسماء الالهية المتقدمة فذكر في صفة الالوهية قوله تعالى لا اله الا هو. وفي صفة العلم يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. وفي صفة سمع لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الى غير ذلك. ومن الصفات الالهية الاردة في الايات مذكورة زيادة على ما تقدم مما لم يذكر بالاسماء. صفة الملك قال الله تعالى له الملك وله الحمد وقال تعالى له ما في السماوات وما في الارض. ومنها المشيئة والارادة. قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علم الا بما شاء. وقال تعالى ولكن الله يفعل ما يريد والفرق بينهما ان الارادة تتعلق بالامر الكوني القدري والامر الديني الشرعي ان الارادة تتعلق بالامر الكوني القدري والامر الديني الشرعي اما المشيئة فتختص بالثاني فقط فمتعلقها فتختص بالاول فقط فمتعلقها هو الامر الكوني القدري فمتعلقها هو الامر الكوني القدري ومن تلك الصفات الحفظ والقدرة. قال الله تعالى ولا يؤوده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يثقله. ثبت هذا التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما وصاحبه مجاهد. فلا يعجز الله عن حفظ السماوات والارض ولا يكلفه ذلك شيئا لكمال قدرته وقوته سبحانه وتعالى. ومنها صفة القدرة في قوله تعالى لتعلموا ان الله على كل في شيء قدير. ومنها صفة المحبة في قوله تعالى ان الله يحب المحسنين. وقوله تعالى ان الله يحب المتقين في اخر ومنها صفة الكتابة قال الله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة ومنها صفة الرضا. قال الله تعالى رضي الله عنهم ومنها صفة الغضب واللعن قال الله تعالى وغضب الله عليه ولعنه ومنها صفتا السخط والرضوان. قال الله تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه والسخط والسخط بفتح السين وضمها لغتان صحيحتان وهو شدة الغضب ومقابلها الرضوان بكسر الراء وتضم ايضا فيقال الرضوان ومنها صفتا الاسف والانتقام. قال الله تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم والاسف هو شدة الغضب والفرق بين الاسف والسخط ان السخط غضب شدة غضب مقرونة بكراهية اشد ان السخط شدة غضب مقرونة بكراهية اشد ومن اصول هذا الباب الذي ينبغي ان تعلم ان الصفات الالهية وان اشتركت في اصل معناها فلا بد من وجود فرق بينها كما ذكرناه في السخط والاسف فان السخط والاسف يشتركان جميعا في شدة الغضب ولكنهما يفترقان في مقدار الكراهية التي تقترن باحدهما فالكراهية التي تقترن بالسخط اعظم وموجب ذلك هو اثبات الكمال لله سبحانه وتعالى فمن اثبات الكمال لله عز وجل ان لا يكون اسم من اسمائه بمعنى اسم اخر. ولا صفة من صفاته بمعنى صفة لان تعديد الاسماء والصفات يوجب تعديد الكمالات فاذا ورد اسم يشارك اسما اخر في المعنى العام فلا بد من وجود فرق بينهما كالذي ذكرناه ها هنا في الفرق بين صفة السخط والاسف ومنها الكراهة والتثبيت. قال الله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. والكراهة والكراهية لغتان في هذه الصفة والتثبيط الحبس والمنع ومنها صفة المقت قال تعالى كبر مقتا عند الله. والمقت هو شدة البغض والمقت هو شدة البغض ومنها الاتيان. قال الله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله. وقال تعالى او يأتي ربك ومنها صفة المجيء. قال الله تعالى وجاء ربك هل هناك فرق بين الاتيان والمجيء ما الجواب هذا جواب لابد نعم لان قلنا تعديد الاسماء والصفات موجبه تعديد الكمالات فكل اسم او صفة الهية يقطع بان بينها وبين ما شاركها في المعنى العام فرق ادركته ام لم تدركه لان ذلك فهو موجب كمال الله سبحانه وتعالى. فان الله انما تمدح بما له من اسماء وصفات لاظهار كماله سبحانه وتعالى فبين المجيء والاتيان فرق فما هو وش معنى معنوي وحقيقي يعني الامر يأتي ربك او يأتي ربك حقيقي نعم نعم ايش الاتيان ايش يوم القيامة والمجيء هذا اسحاق بن رهوي احد المعطلة قال للامير عبدالله ابن طاهر ان هؤلاء يذكرون حديث النزول وليس في القرآن فقال له عبد الله بن طاهر ما تقول يا اسحاق قال رحمك الله ان الله يقول وجاء ربك والملك صفا صفا فقال ذلك المعطل هذا يوم القيامة. قال فالذي يجيء يوم القيامة يعجز عن المجيء الان يعني ان ما اثبتناه من صفات الله عز وجل في نزوله الى السماء الدنيا كل ليلة من جنس اثبات مجيئه سبحانه وتعالى واتيانه سبحانه وتعالى ها يا محمد الاتيان بقوة والمجيء متشددين ان المجيء مجرد الورود اما الاتيان فهو ورود بقوة ان المجيء مجرد الورود واما الاتيان فهو ورود بقوة. قال الله تعالى فاتى الله بنيانهم من القواعد فان المناسب للعقوبة كون ايقاعها بقوة. ولما ذكر احدى ابنتي شعيب قال فجاءته احداهما تمشي على استحياء فذكر الخبر عن حالها بالمجيء لانه ورود بتثاقل. فالاتيان مجيء بقوة ورود بقوة فهو ابلغ من المجيء قال احدهم هذه للفائدة. قال فالله سبحانه وتعالى قال وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى قلت له ما اقوله لكم راجعوا موطأ الامام مالك تجدوه بين معنى هذه الاية وتستفيد فائدة من انها لا تخالف ما قررناه ثم ذكر من تلك الصفات صفة الوجه فقال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ومنها صفة الانفاق. قال الله تعالى ينفق كيف يشاء ومنها صفة اليدين قال الله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديك وقال تعالى بل يداه مبسوطتان واقتصر المصنف رحمه الله تعالى على ما ورد فيه ذكر اليد مثناة دون الافراد والجمع مع مجيئها جميعا في القرآن الكريم. لكنه اراد الانباه الى ان ذكر تثنيته هو المقصود بالصفة واما ذكر الافراد فيراد به اثبات جنسها واما ذكر الجمع فيقصد به تعظيم الله سبحانه وتعالى ومنها صفة العينين قال الله تعالى واصبر لحكمه لحكم ربك فانك باعيننا. وقال تعالى ولتصنع على عيني. وقال تعالى تجري باعيننا فهذه الايات التي اوردها المصنف رحمه الله تعالى هي في اثبات صفة العينين لله وذكرت الصفة فيهما تارة وذكرت الصفة فيها تارة بالجمع وتارة بالافراد. ولم تأتي التثنية في القرآن الكريم ولا ثبت حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم صريح في ذكر التثنية لكن ثبت في الصحيحين من حديث شعبة بن الحجاج عن قتادة بن دعامة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر قال انه اعور. وان ربكم ليس باعور والعور عند العرب صفة ذي عينين. احداهما معيبة والاخرى سليمة فيستفاد اثبات العينين من المواضعة اللغوية من هذا الحديث. وبه استدل على ذلك جماعة من السنة كالامام احمد ابن حنبل وعثمان ابن سعيد الدارمي رحمهم الله تعالى. وليس هذا من قبيل في الخالق على المخلوق بامتناع القياس كما قال المصنف في صدر كتابه ولا يقاس بخلقه وانما هذا مستفاد من المعنى المعروف عند العرب في كلامهم. فاخذ اثبات العينين بما تعرفه العرب من لسانها فان العرب انما تطلق صفة العور على ذي عينين احداهما معيبة والاخرى سليمة فلا تجعل وصفا لذي عين ولا وصفا لذي اعين ولا تجعلها وصفا لذي عينين سليمتين ولا لذي عينين معيبتين بل تجعلها وصفا لذي عينين احداهما سليمة والاخرى معيبة فيستفاد من نفي العول عن الله سبحانه وتعالى اثبات عينين كاملتي الوصف لله سبحانه وتعالى. وما وقع من الافراد في القرآن الكريم فانه يراد به اثبات جنس الصفة كالقول فيما ذكر فيه اليد وما وقع فيه الجمع فان موجب الجمع فيه هو طلب المشاكلة في خفة اللفظ. فان العرب اذا ذكرت شيئا مضافا الى اثنين جمعته تخفيفا له على اللسان واجراء له بيسر كما قال تعالى ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما. وهما اثنتان بدليل التثنية تتوبا ولما اخبر عن قلبيهما ذكر بالجمع لثقل التثنية حينئذ. اشار الى هذه القاعدة من من القدامى ابن فارس في كتاب الصاحب وتبعه ابو عبد الله ابن القيم في الصواعق المرسلة. وذكر اثبات العينين في عقائد اهل السنة والحديث حكاه جماعة من القدامى منهم ابو الحسن الاشعري في مقالات الاسلاميين لما عقيدة اهل الحديث والاثر فذكر اثبات العينين ونقله عنه جماعة من ائمة السنة كابي العباس ابن تيمية وابي بالله ابن القيم رحمهم الله تعالى ومنها صفة الحمل قال الله تعالى وحملناه على ذات الواح ودسر ومنها او صفة الرؤية قال الله تعالى انني معك ما اسمع وارى ومنها صفة المحال قال الله تعالى وهو شديد المحال والمحال هو الغلبة بمكر وكيد هو الغلبة بمكر وكيد ومنها صفة المكر. قال الله تعالى ومكروا ومكر الله. وقال تعالى ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ومنها صفة الكيد قال تعالى واكيدوا كيد وظهور كمال هذه الصفات هو في مقابلة اهل المحال والمكر والكيد المستحقين مجازاتي بجليس صنعهم ومن ثم وقعت مقيدة في القرآن بمقابلة ذلك. فلم يصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالمحال او المكر او الكيد باطلاق. وانما وقع مقيدا على وجه المقابلة. لظهور الكمال حينئذ وقاعدة المسألة ان الصفات الالهية ان الصفات الالهية باعتبار الاغلاق والتقييد نوعان ان الصفات الالهية باعتبار الاطلاق والتقييد نوعان احدهما صفات مطلقة وهي المتمحضة في الدلالة على الكمال صفات مطلقة وهي المتمحضة يعني الخالصة في الدلالة على الكمال كالعلم والقدرة والحياة. والاخر صفات مقيدة وهي التي تكون كمالا من وجه ونقصا من وجه اخر الصفات المقيدة وهي التي تكون كمالا من وجه ونقصا من وجه اخر ويتبين كمالها بمجازاة اهلها بها ويتبين كمالها بمجازاة اهلها بها كالمكر والمحال والكيد ومن الصفات الواردة في الايات ايضا صفة العزة قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله ومنها صفة الجلال والاكرام قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. والجلال هو غاية العظمة ومنها صفة الحمد قال تعالى وقل الحمد لله وقال له الملك وله الحمد. ومنها صفة الخلق. قال الله تعالى وخلق كل شيء ومنها صفتا التبارك والانزال. قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده الاية ومنها صفة التحريم. قال تعالى قل انما حرم ربي الاية ومنها صفة الاستواء قال الله تعالى فالرحمن على العرش استوى وقال تعالى ثم استوى على العرش في ستة مواضع يعني ان هذا الوصف كرر بهذا البناء ثم استوى على العرش في ستة مواضع لماذا وقع لماذا كرر ليس مرتين ولا ثلاث وانما حتى بلغ ستا ها يا عبد الرحمن مم احسنت وانما وقع ذلك لامرين احدهما تأكيد ثبوت الصفة الالهية فما يكرر مرة بعد مرة يعسر نفيه تأكيد ثبوت الصفة الالهية. فما يكرر مرة بعد مرة يعسر نفيه والاخر منع ارادة المجاز منع ارادة المجاز فان دعوة المجازي ربما قبلت فيما لو كان الذكر مرة واحدة. اما اذا ذكر الشيء مرات عديدة فانه لا ان يقبل فيه دعوى المجاز كما ان باب الصفات اصلا لا يقبل فيه المجاز لماذا ايش بالنظر الى كان المجاز هذا نقع في نقاش طويل نبي شيء يقطع مباشرة هم يقول الاخ لان السلف الصحابة والتابعين امروها على ظاهرها ولم يتكلموا فيها بالمجاز من وين بهذا الكلام انت دارس في السعودية هي من المدارس هذا عندكم يقول لك واحد كذا من المدارس هم اللي يعرف ها هذا كلام هذا كلام هذا كله كلام نبي دليل حنا ما نبي كلام يا اخي الاخ الاخ ايه طيب ما ما يخالفك هو يقول توقفيه الى محمولة على المجاز ها هذا جيد بس مهو بحجة سم من نقل الاجماع اين احسنت لان الاجماع منعقد على ذلك فقد نقل ابو عمر ابن عبد البر المالكي في كتاب التمهيد ان السلف متفقون هنا ان ايات الصفات واحاديثها على الحقيقة لا المجاز هذا ما نحتاج معه الى ان نقول هذا الباب لا يدخله لان المجاز فيه معاني باطلة او غير ذلك هذا اجماع حجة والناقل له هو رجل من المالكية هو ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى ومن الصفة الالهية المذكورة في الايات صفة الرفع. قال الله تعالى يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. وقال تعالى والعمل صالح يرفعه ومنها صفة العلو قال الله تعالى اامنتم من في السماء ومنها صفة المعية قال الله تعالى وهو معكم اينما كنتم وقال ان الله معنا في ايات عدة وذكر المصنف رحمه الله تعالى ايات المعية بعد ايات علو الله واستوائه لابطال توهم تنافيهما لابطال توهم تنافيهما وسيأتي في كلام المصنف تحقيق هذا المعنى. ومنها صفة الانباء. قال الله تعالى ثم ينبئهم بما عملوا. ومنها الصدق قال الله تعالى ومن اصدق من الله حديثا وقال ومن اصدق من الله قيلا. ومنها صفة الحديث قال الله تعالى ومن مصداق من الله حديثا ومنها صفة القول والقيل. قال الله تعالى واذ قال الله يا عيسى وقال ومن اصدق من الله قيلا ومنها صفة الكلام قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. فقال منهم من كلم الله في ان اخر ومن كلام الله بل هو افظله القرآن الكريم الذي نزل به جبريل مباركا هدى وبشرى للمسلمين كما قال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك. وقال تعالى واذا بدلنا اية مكان اية والله الله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر. الاية وقال تعالى ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل. ومنها صفة النداء. قال تعالى ناديناه من الجانب الطول الايمن وقال وناداهما ربهما ومنها صفة التقريب والمناجاة قال تعالى وقربناه نجيا. ومنها صفة التجلي قال تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وقال على الارائك ينظرون وقال للذين احسنوا وزيادة وقال ولدينا مزيد فهؤلاء الايات المذكورات في سياق الايات عند المصنف اراد بها اثبات صفة التجلي. لان رؤيته سبحانه وتعالى تكون بتجليه. ولم يرد في هذا المقام اثبات رؤية المؤمنين لربهم عز لماذا لم يرد في هذا المقام ذلك عبد الرحمان هنا والثاني لامرين احدهما ان هؤلاء الايات ذكرهن المصنف في سياق صفات الخالق للمخلوق فليس المراد منهن اثبات صفة المخلوق برؤية الله في القيامة. وان دلت على هذا. وانما المراد هنا اثبات صفة لله عز وجل الا هي التجلي والاخر ان المصنف رحمه الله تعالى سيذكر هذا المعنى وهو رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في موضع اخر من هذه العقيدة فمقصوده من ايراد هذه الصفات في سياق ايات الصفات الالهية هو اثبات صفة التجلي لله عز وجل. وورد التصريح بهذه الصفة في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل وفي صحيح مسلم من حديث عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج عن ابي الزبير المكي عن جابر رضي الله عنه في ذكر الرب سبحانه وتعالى اذا كلم اهل الجنة قال ثم يتجلى لهم يضحك فذكر اثبات صفة التجلي له سبحانه وتعالى. ومن الصفات المنفية في الايات التي ذكرها المصنف النوم والسنة والسنة هي النعاس. قال تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم. ومنها صفة الموت. قال الله تعالى في نفيها وتوكل على الحي الذي لا يموت ومنها صفة الولد. قال الله تعالى في نفيها لم يلد ومنها صفة الولادة. قال الله تعالى في نفيها ولم يولد ومنها الكفؤ وهو المماثل. قال الله تعالى في نفيها ولم يكن له كفوا احد ومنها السمي قال الله تعالى في نفيها هل تعلم له سميا؟ وهو استفهام انكار يقصد منه نفي ما ذكر فيه. ومنها الند قال الله تعالى في نفيه فلا تجعلوا لله اندادا ونفي ونفي السمي والكفء والند كلها تدور على نفي المكافأة والمثلية والمناظرة لله عز وجل ومنها الشريك والولي. قال الله تعالى في نفيهما ولم يكن له شريك في الملك. ولم يكن له ولي من الذل والولي المنفي عن الله هو ايش نعم الناصر الذي يعينه وينصره. واما الولي المنصور ثابت ام غير ثابت فانه ثابت لله سبحانه وتعالى اي ان الله عز وجل جعله وليا لان الله عز وجل يتفضل عليه بالنصرة ومنها نفي المثل قال تعالى ليس كمثله شيء وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال المصنف رحمه الله تعالى تقرير الصفات المنفية بقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما الوطن فانه ذكر عدة ايات فيما يجري نفيه عن الله سبحانه وتعالى ثم ختم هذا المقصد الذي ذكره بقوله تعالى قل انما حرم وربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان على الله ما لا تعلمون ووقع الختم بها للرد على طائفتين قالتا على الله بغير علم في هذا الباب اولاهما المشبهة الذين وقعوا في الشرك اذ شبهوا الرب بخلقه المشبهة الذين وقعوا في الشرك اذ شبهوا الله بخلقه والثانية المعطلة الذين نفوا عن الله صفات كماله ثم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من سياق الايات المختارة بين ان هذا الباب في كتاب الله كثير فايات الاسماء والصفات فيه متوافرة. ومن تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق فالناظر في مقاصد القرآن في ايات الاسماء والصفات يفضي به نظره الى اثبات ما اثبته الله لنفسه نفي ما نفاه الله سبحانه وتعالى عن نفسه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك. مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من استغفروني فاغفر له متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته. الحديث متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة متفق عليه وقوله عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم هم ازلين قانتين في ظل فيظل ينظر فيظل ينظر اليكم يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية عليها رجله فينزوي بعضها الى بعض تقول قط قط متفق عليه وقوله يقول الله عز وجل لادم عليه السلام يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمر ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق عليه. وقوله ما من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان وقوله في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض. كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا وخطايانا انت رب الطيبين. انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ. رواه ابو داوود. وقوله الا تأمنوني وانا امين من في السماء رواه البخاري وغيره وقوله والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما وقوله الجاريتين الله قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم افضل ان تعلم ان الله معك حيثما كنت حديث حسن. وقوله اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه ولا ولكن عن يساري او تحت قدمه متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم. ربنا ورب كل فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان. اعوذ بك من اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقر. رواه ومسلم وقوله لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر ايها الناس يربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ان الذي تدعونه اقرب الى الى احدكم من عنق راحلته. متفق عليه. وقوله انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. متفق عليه. الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل هم الوسط في فرق الامة. كما ان الامة هي الوسط في الامم ذكر المصنف رحمه الله ستة عشر حديثا من احاديث الصفات اوردها بعد اياتها لان السنة وحي كالقرآن ومن بدائع حافظ الحكم قوله في اللؤلؤ المكنون فسنة الرسول وحي ثاني عليهما قد اطلق الوحيان وذكر المصنف رحمه الله تعالى الصلة بين القرآن والسنة في قوله والسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه فعلائق اتصال الكتاب والسنة اربع الاولى تفسير السنة للقرآن تفسير السنة للقرآن والثانية تبيين السنة للقرآن تبيين السنة للقرآن والفرق بينهما ان الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي والثانية تتعلق بالايضاح الكلي الفرق بينهما ان الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي. والثانية تتعلق بالاوضاع الكلي. والمرتبة والثالثة دلالة السنة على القرآن دلالة السنة على القرآن والمرتبة الرابعة تعبير السنة عن القرآن تعبير السنة عن القرآن. والفرق بينهما ان المرتبة الثالثة تتضمن مجيء السنة بنظيره المشارك له في الباب تتضمن مجيء السنة بنظيره المشارك له في الباب وان الرابعة تتضمن مجيء السنة بما جاء به القرآن وان الرابعة تتضمن مجيء السنة بما جاء به القرآن وجميع الاحاديث التي ذكرها المصنف هي في الصحيحين اتفاقا او انفراد سوى اربعة احاديث لم يروها البخاري ولا مسلم احدها قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده الحديث رواه ابن ماجة من حديث حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه ابي رزين العقيدي رضي الله عنه واسناده ضعيف ولم اجده بلفظ عجبا وانما هو مشهور في كتب الحديث بلفظ ضحك ربنا من قنوط عباده واشار ابو عبدالرحمن الالباني رحمه الله الى انه لم يجده بلفظ عجبا والغير التغيير من حال الى حال ومعنى قوله ازلينا اي في ضيق وشدة ويروى ايضا ازرين بالمد والثاني قوله صلى الله عليه وسلم في رقية مريض ربنا الله الذي في السماء الحديث رواه ابو داوود من حديث زيادة ابن محمد الانصاري عن محمد بن كعب عن فضالة ابن عبيد عن ابي الدرداء واسناد ضعيف والثالث قوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه رواه ابو داوود والترمذي في عزو المصنف وهو يريد حديثا اخر هو حديث العباس المعروف بحديث الاوعال صرح به في مناظرة الواسطية وفي الحموية وليس هو عندهما بهذا اللفظ بل بلفظ اخر. واما بهذا اللفظ فهو حديث رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد والطبراني في المعجم الكبير من حديث عاصم ابن ابي النجود عن زي ابن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا من كلامه واسناده حسن وله حكم الرفع. لان مثله لا يقال من قبل الرأي فلا يطلع على علمه الا بالوحي والرابع قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان الحديث رواه الطبراني في المعجم الاوسط والكبير من حديث عبادة ابن الصامت واسناده ضعيف ايضا ففيه نعيم ابن حماد احد الضعفاء والاحاديث الصحيحة تغني عن الضعاف فاوردها المصنف لانها ثابتة عنده لقوله رحمه الله تعالى قبل سوقها وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الاحاديث اح انتهى كلامه. والصحيح يندرج فيه الحسن عند جماعة فكأنه اراد بالصحة القبول الذي يجمع الصحيح الحسن وما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من تلقي اهل معرفة لهذه الاحاديث بالقبول مع ضعف بعضها اتفاقا على احد امرين احدهما ارادة مجموعها لا جميعها ارادة مجموعها لا جميعها فهي باعتبار الاغلب مما ثبت وصح والذي ظعف هو افراد يسيرة والثاني ارادة قبولها في سردها في باب الاسماء والصفات ارادة قبولها ارادة قبولها في سردها في باب الاسماء والصفات لان ما ضعف منها يجري مجرى التابع ومن قواعد اهل السنة والحديث انهم يوردون في مقام الاعتضاد ما لا يريدون في مقام الاعتماد وعلى هذا جرى المصنفون منهم في كتب المعتقد كابي بكر ابن خزيمة بالتوحيد وابن منده في التوحيد ايضا واللالكاء في اصول اهل السنة وغيرهم رحمهم الله على فيحمل كلام المصنف فيما عزاه الى اهل المعرفة في تلقيها بالقبول على احد المعنيين المذكورين. لا على انها ثابتة عند لان من هذه الاحاديث ما هو ضعيف اتفاق ثم بقي التنبيه الى امر يتعلق بما وقع في حديث عدي وهو قوله فيه ولا حاجب ما منكم من احد الا سيكلمه ليس بينه وبين انه حاجب فان هذا اللفظ ثابت في النسخة المقروءة على المصنف وهو موافق رواية الكشميهني في صحيح البخاري فان رواية البخاري من طريق لتشميهني في هذا الحديث حاجب. بخلاف رواية اكثر رواته حجاب واسم الاشارة في قوله وجب الايمان بها كذلك عائد على قوله اولا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل فيجب الايمان بها كذلك وفي هذه الاحاديث من الاسماء الالهية الرب. لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا وقوله الا سيكلمه ربه وغيرها ومنها اسم الله. قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله وقال ايضا ان الله يأمرك وقال ان الله قبل وجهه ومنها اسم رب العزة قال صلى الله عليه وسلم حتى يتوضأ رب العزة فيها قدمه وفي رواية عليها قدمه اذا عندكم الا وله قرأها رجله ببعض النسخ الواسطية هكذا لكن النسخة المقروءة على ابي العباس ابن تيمية هي بهذا النص الذي اثبتناه وهذه النسخة من الواسطية مقابلة على عدة نسخ منها نسخة مقروءة على ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى وكتب الاعتقاد لابي العباس ابن تيمية طبع بعضها على نسخ سقيمة واخصها كتاب العقيدة التدميرية فان المنشور اليوم بايدي الناس مطبوع على نسخ خطية كتبت بعد الالف الهجرية ويوجد نسخ خطية نفيسة للتدميرية منها اثنتان وجدتهما قديما بخط اثنين من تلاميذ ابي العباس ابن تيمية. وابشركم بانه وجد قريبا من التدميرية عليها تصحيح ابي العباس ابن تيمية بخطه رحمه الله. فنسأل الله ان ييسر نشرها. ومن الاسماء الالهية الواردة في الاحاديث رب الطيبين. قال النبي صلى الله عليه وسلم انت رب الطيبين ولا يحفظ هذا الاسم بدليل ثابت ومنها رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ومنها رب كل شيء ومنها فارق الحب والنوى ومنها منز التوراة ومنها منزل الانجيل ومنها منزل الفرقان. وكلها في حديث واحد وهي جميعا من الاسماء الالهية المضافة التي تقدمت قاعدتها ومن الاسماء الواردة في هذه الاحاديث الاول والاخر والظاهر والباطن وكلها في حديث واحد انت الاول فليس قبلك كي وانت الاخر فليس بعدك شيء الى تمام الحديث ومنها السميع والقريب كما قال صلى الله عليه وسلم ايها الناس ارضعوا على انفسكم انكم لا تدعون اصم ولا غائب انما تدعون سميعا قريبا. ومعنى اطبعوا على انفسكم اي ارفقوا بها. ولا تجهدوا انفسكم وهو بهمزة وصل مكسورة ثم راء مهملة ساكنة وبعدها باء مفتوحة ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة الالوهية والربوبية والعزة والفلق وهو الشق والانزال والاولية والاخرية والظهور والبطون والسمع والقرب وهذه الصفات مستفادة من الاسماء الالهية المذكورة في هذه الاحاديث وتقدم ذكرها ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة ايضا صفة النزول. قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا. ومنها صفة الفرح قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا ومنها صفة الضحك قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين ومنها صفات العجب والنظر والضحك والعلم وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره الى تمام الحديث وتقدم ضعفه وكل ما فيه من الصفات هو ثابت بادلة تقدمت سوى صفة العجب فلم يتقدم لها دليل ومن ادلتها قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم وهي هي قراءة حمزة والكساء وخلف العاشر. وايضا في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم قد عجب الله من صانعكما ضيفكما الليلة. رواه مسلم من حديث ابي حازم الاشجعي عن ابي هريرة رضي الله عنه ومنها صفة القدم قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة بها قدمه. وفي رواية عليها قدمه. ومنها صفات القول والنداء والصوت قالت قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم عليه الصلاة والسلام يا ادم فيقول يا فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت ومنها صفة الكلام. قال صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه. ومنها صفة العلو قال صلى الله عليه وسلم وانا امين من في السماء. وقال صلى الله عليه وسلم والله فوق العرش صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء الحديث ومنها صفة المعية بقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل الحديث ومنها صفة التجلي قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم الحديث. ورؤية الخلق ربهم تكون بتجليه لهم سبحانه وتعالى ومنها نفي الصمم والغياب عنه. قال صلى الله عليه وسلم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا. الى امثال هذه الاحاديث الصحيحة التي يؤمن بها اهل السنة والجماعة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وهم بهذا وسط في باب الصفات بين سائر فرق الامة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وهم وسط كن في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية. وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين من الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة وبين الخوارج. لما قرر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة في باب الصفات زاد هذا الامر بيانا بذكر خمسة اصول جامعة توضح حقيقة وسطيتهم اولها اسماء الله وصفاته فهم وسق فيه بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها فهم وسط فيها بين اهل التعطيل المنكرين لها. وبين اهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثل لها وثانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله فهم وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا وهم وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا وبين الجبرية الذين يزعمون ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له وثالثها الوعيد بالعذاب والعقاب فهم وسط فيه بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك فهم وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبير لا يدخل النار ولا يستحق ذلك وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعيد باطلاق اي يمضونه فلا يتخلف بحال ويقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار ورابعها اسماء الايمان والدين فهم وسط بين فهم وسط فيه بين الحرورية وهم الخوارج والمعتزلة الذين يخرجون صاحب الكبيرة من الايمان بالكلية ثم يختلفون في كيفية الاخراج فتزعم الخوارج انه كافر بالكبيرة واما المعتزلة فانها تخرجه من الايمان ولا تدخله الكفر. بل تجعله في مرتبة بينهما هي التي سموها بالمنزلة بين المنزلتين وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وسط فيه بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل كفروا كثيرا منهم والمراد بالوسطية المقررة في هذه الاصول الخمسة المنسوبة الى اهل السنة والجماعة اثبات كونهم عدولا خيارا. مستقيمين على الصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط الوسطية تجمع امرين فالوسطية تجمع امرين احدهما الاستقامة على الصراط المستقيم وهو دين الاسلام الاستقامة على الصراط المستقيم وهو دين الاسلام. والاخر مجانبة الافراط والتفريط مجانبة الافراط والتفريط والبراءة منهما فهذه هي الوسطية التي دلت عليها الادلة الشرعية اما الوسطية المرفوعة اليوم شعارا فاكثر دعاتها يميتون الدين ويبطلون شرائعه متوهمين ان الوسطية هي ملاينة الخلق فيما تركوا من الحق وهذا معنى باطل فالذي يزعم ان الوسطية هو هي ملاينة الخلق فيما تركوا من الحق فقد افترى على الله وانما الوسطية الممدوحة شرعا هي ما كانت التزاما بالصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين