السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمر ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق برحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثامن من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف هذا شرح الكتاب التاسع من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو فضل الاسلام بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف نعم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضرين ولجميع المسلمين باسنادكم حفظكم الله تعالى الى الامام محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله في كتابه فضل الاسلام قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين باب فضل الاسلام. مقصود الترجمة ديان فضل الاسلام مقصود الترجمة بيان فضل الاسلام وهو ما اختص به من المحاسن وهو ما اختص به من المحاسن واصل الفضل الزيادة وذكر المصنف رحمه الله فضل المأمور به قبل بيان حقيقته لتتشوف النفوس اليه وتتطلع الى معرفته لتتشوف النفوس اليه وتتطلع الى معرفته فان من سنن العرب في كلامهم تقديم فضل الشيء قبل حقيقته فان من سنن العرب في كلامهم تقديم فضل الشيء قبل حقيقته لتحصيل الغرض المذكور ذكره ابو الفضل ابن حجر في فتح الباب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله اية وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته. الاية وفي الصحيح ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين كمثل رجل استأجر وجراء فقال من عمل يعملا من غدوة الى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر ما لنا اكثر عملا واقل اجرا. قال هل نقصتكم من اجركم شيئا؟ قالوا لا. قال قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء. وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه ايضا انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت والنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة. اخرجه وفيه تعليق على النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة انتهى وعن ابي ابن كعب رضي الله عنه ايضا قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار. وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله تعالى الا كان كمثل شجرة يابس ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحاتت عن هذه الشجرة ورقها وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة. وعن ابي الدرداء رضي الله عنه ايضا انه قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ومثقال ذرة مع بر وتقوى ويقين اعظم وافضل وارجح عند الله من عبادة المغترين. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله اليوم اكملت لكم دينكم فدينهم الاسلام وهو كامل بتكميل الله عز وجل له وبلوغ الكمال غاية الفضل وبلوغ الكمال غاية الفضل وكون المكمل له هو الله ابلغ الفضل بعد ذلك ابلغ الفضل بعد ذلك فهو دين كامل والمكمل له هو الله وثانيها في قوله تعالى واتممت عليكم نعمتي فاجل نعمته الاسلام كما قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الصراط الاسلام رواه احمد من حديث عبدالرحمن بن جبير عن ابيه عن النواس بن سمعان رضي الله عنه وثالثها في قوله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا فهو الدين الذي رضيه الله وما عداه فهو مسخوط عليه قال تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين والدليل الثاني قوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى من ديني وهو الاسلام مع قوله اعبد الله فمن فضل الاسلام ان معبود اهله هو الله وحده فمن فضل الاسلام ان معبود اهله هو الله وحده الذي يستحق العبادة دون سواه الذي يستحق العبادة دون سواه فقلوبهم مطمئنة ونفوسهم زاكية باتخاذهم المعبود الحق بخلاف غيرهم فان قلوبهم مشتتة ونفوسهم في ظلمة وحيرة لان ضرورة العبودية فيها لم تسد فان فقر التأله لا يسده الا تأله العبد لله وحده قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وابلغ فقر الخلق فقرهم فيما تألهه قلوبهم حبا وخضوعا فمن فضل الاسلام ان معبود اهله هو الله الذي تحقق عبادته استغناء القلوب به سبحانه والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يؤتكم كفلين من رحمته ويغفر لكم ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم فمن اتقى الله وامن برسوله ولا يتحقق ذلك الا بالاسلام فان الله عز وجل يؤتيه كفلين من الرحمة ويجعل له نورا يمشي به ويغفر له واصل الكفل الحظ والنصيب واصل الكفل الحظ والنصيب وهذان الكفلان هما نصيبان من رحمة الله في الدنيا والاخرة هما نصيبان من رحمة الله في الدنيا والاخرة وهذا الجزاء العظيم موجبه الاسلام وهذا الجزاء العظيم موجبه الاسلام فدل على فظله لان عظم الجزاء دليل على عظم السبب الموصل اليه والاية المذكورة تتعلق بمن امن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا تختص باهل الكتاب ولا تختصوا بمؤمن اهل الكتاب فان سياق الايات ليس فيهم بل سياق الايات عام فالصحيح من قولي اهل التفسير ان هذه الاية عامة في كل حق في حق كل احد امن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن تقدم ذلك كونه من اهل الكتاب والدليل الرابع حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتاب الحديث رواه البخاري وهو مقصود المصنف المصنف في قوله وفي الصحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فذلك فضلي اوتيه من اشاء فان صاحب الدار جعل فضله لمن عمل عنده من العصر الى غروب الشمس فاعطاه اوفر واكثر من غيره فكان اقل عملا واكثر عطاء فله قيراطين فله قيراطان من الجزاء مع قلة مدة عمله وهذا مثل ضربه الله لهذه الامة فهي اخر الامم ووجودها في الامم ككون العصر اخر النهار وسبقها امم من اعظمها اليهود والنصارى فكانوا هم السابقون وجود وكان المسلمون هم السابقون اجورا والقيراط المذكور في الحديث هو النصيب والقيراط المذكور في الحديث هو النصيب وله تقدير عند اهل المعايير فيقدرونه بنصف سدس الدرهم فيقدرونه بنصف سدس الدرهم ذكره الجوهري وابو الوفاء ابن عقيل رحمهما الله وهذا باعتبار ما يعرف في المقاييس والمعايير واما باعتبار الاصل المراد فهو الحظ والنصيب والدليل الخامس وحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة اظن اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا الحديث اخرجه بهذا اللفظ مسلم وهو عند البخاري بمعناه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نحن الاخرون في الدنيا والاولون يوم القيامة اي نحن الاخرون وجودا في امم الارض فان هذه الامة هي الامة السبعون قال الترمذي رحمه الله تعالى حدثنا عبد ابن حميد قال اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بهزي ابن حكيم ابن معاوية ابن حيدة عن ابيه عن جده معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تتمون سبعين امة فهذه الامم في عدة الامم هي السبعون ومع تأخرها وجودا الا انها السابقة الى الله سبحانه وتعالى لقوله في الحديث والاولون يوم القيامة اي المتقدمون على سائر الامم في دخول الجنة وهذا السبق الذي حازوه موجبه الدين الذي دانوا به وهذا السبق الذي حازوه موجبه الدين الذي دانوا به وهو دين الاسلام فدل ذلك على فضله لعظم ما ترتب عليه من الجزاء والدليل السادس حديث احب الدين الى الله الحنيفية السمحة وعزاه المصنف الى الصحيح معلقا اي الى صحيح البخاري والمعلق في اصطلاح المحدثين ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف راو او اكثر ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف راو او اكثر كالحديث المقدم ذكره عند الترمذي فان الترمذي رواه عن شيخه عبد ابن حميد عن عبد الرزاق بالاسناد المتقدم فلو قدر ان الترمذي قال وقال عبدالرزاق عن معمر وعن مهج ابن حكيم الى اخره لسمي هذا معلقا بسقوط شيخه فيه فاذا سقط شيخه او هو ومن فوقه ولو الى الصحابي سمي ذلك معلقا والحديث المذكور وصله البخاري نفسه في كتاب الادب واسناده ضعيف وله شواهد يتقوى بها فيدخل في الحسان فهو حديث حسن جزم به العلائي وغيره ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في وصفه دين الاسلام بانه حنيف في وصفه دين الاسلام بانه حنيف سمح فهو حنيف في الاعتقاد سمح بالعمل فهو حنيف في الاعتقاد سمح بالعمل والحنيفية تتضمن الاقبال على الله سبحانه وتعالى كما تقدم والسماحة هي اليسر والسهولة واجتماعهما في وصفه دليل على فضله واجتماعهما في وصفه دليل على فضله والاخر انه احب الدين الى الله انه احب الدين الى الله والله سبحانه وتعالى عظيم والعظيم لا يحب الا عظيما فمحبة الله دين الاسلام دليل على فضله وشرفه وعلو قدره والدليل السابع حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه موقوفا من كلامه قال عليكم بالسبيل والسنة الحديث اخرجه ابن ماجة اخرجه ابن المبارك بالزهد وابن ابي شيبة في المصنف واسناده ضعيف وتمام كلام ابي فانظروا اعمالكم فان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم فانظروا اعمالكم فان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ان الاسلام يحرم العبد على النار ان الاسلام يحرم العبد على النار لقوله فيه فانه ليس من عبد على سبيل وسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن تفاوضت عيناه من خشية الله فتمسه النار والاخر انه يمحو ذنوب العبد انه يمحو ذنوب العبد لقوله وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله فاق شعر جلده من خشية الله الا كان مثله مثل شجرة لبس ورقها فبينما هي كذلك اذ اصابتها ريح فتحات عنها ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها فمن فضل الاسلام تحريمه العبد على النار ومحو ذنوبه به وهذان المعنيان المذكوران في الحديث متقرران في دلائل كثيرة في القرآن والسنة ان الاسلام يوجب للعبد تحريمه على النار وانه به تمحى ذنوبه واكتفى المصنف رحمه الله تعالى بالدلالة على هذا الاصل بايراد هذا الاثر تنبيها الى ان الاسلام الموجب تحريم النار ومحو الذنوب هو الاسلام التام الذي يكون صاحبه على السبيل والسنة وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم دون تأويل ولا تبديل فالسبيل والسنة اسم للدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فمتى كان عمل العبد على السبيل والسنة كان متبعا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ففيه تنويه بوجوب تحري لزوم الاسلام الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فان انواع الاسلام المدعى لا تتناهى وانما ينجو العبد بواحد منها وهو ان يكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم وكل دعوة تنسب الى الاسلام لم تكن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فليست منه فمن رام ان يحصل هذا الاجر الموفور والجزاء المشكور من تحريمه على النار ومحو ذنوبه فليجتهد. في اطر نفسه على السبيل والسنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم والدليل الثامن حديث ابي الدرداء رضي الله عنه موقوفا من كلامه يا حبذا نوم الاكياس الحديث اخرجه ابن ابي الدنيا في كتاب اليقين وابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء وفي اسناده ضعف ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ان عمل البر مع حسن اسلام العبد بتقوى ويقين ومتانة دين وضاعف اجر عامله ما فيه من ان عمل البر مع حسن اسلام العبد بتقوى ويقين ومتانة دين يضاعف اجر عامله فقليل عمله خير من كثير عبادة المغترين تقاليل عمله خير من كثير عبادة المغترين الذين كثروا اعمالهم وفاتهم الاحسان فيها الذين كفروا اعمالهم وفاتهم الاحسان فيها واحسان العمل يكون باجتماع امرين فيه واحسان العمل يكون باجتماع امرين فيه احدهما اخلاصه لله عز وجل اخلاصه لله عز وجل فلا يكون في قلب عامله ارادة سوى قصد التقرب الى الله والاخر ايقاعه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ايقاعه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيكون عمله موافقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فمتى اجتمع هذان الامران في العمل كان عملا يتضمن الاحسان وهو وان قل كثير الاجر ومن عمل عملا كثيرا مع فوت الاحسان منه فانه يلحقه الغبن اي التأسف على فوات اجره من عمله التأسف على فواته على فوات اجره من عمله فانه اذا رأى قليل العمل سابقا له مع تكثيره عمله حصل له غبن في نفسه ان يفوته من كان يعد في الظاهر دونه فالعبرة باحسان الاعمال لا بتكثيرها قال ابن القيم رحمه الله تعالى والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باحسنه مع الايمان فالعارفون مرادهم احسانه والجاهلون عموا عن الاحسان. وهذا المعنى هو الذي اراده ابو الدرداء رضي الله عنه في كلامه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب وجوب الاسلام المقصود الترجمة بيان حكم الاسلام مقصود الترجمة بيان حكم الاسلام وانه واجب وانه واجب والاسلام المراد هنا الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم والمراد بايجابه مطالبة الخلق بالتزام احكامه بالخبر والطلب مطالبة الخلق بالتزام احكامه في الخبر والطلب احسن الله اليكم قال وقول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام الاية وقوله فتفرق بكم عن سبيله الاية. قال مجاهد السبل البدع والشبهات. وعن عائشة رضي الله عنها وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اخرجه. وفي لفظ قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى فقيل ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة جاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهري قدمه. قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال شيخ الاسلام ابن تيمية نسى الله روحه قوله سنة جاهلية يمر فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة اي في شخص دون شخص كتابية او وثنية او غيرهما من كل مخالفة لما جاءت به المرسلون. وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم بعيدا فان اخذتم يمينا وشمالا سبقتم فقد صدقتم سبقا بعيدا فان استقمتم فقد سبقتم سبقتم. فان استقمتم فقد سبقتم سبقا اذا احسن الله اليكم فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا. وعن محمد بن وضاح انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول فذكره. وقال انبانا ابن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عن مسوق قال عبد الله عن ابن مسعود رضي الله عنه ليس عام الا والذي بعده شر منه. لا اقول عام اخصب من عام ولا امير خير من امير. لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور بارائهم فينهدم الاسلام ويسلم. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من وعيد من لم يدم بدين الاسلام ما فيه من وعيد من لم يدم بدين الاسلام وابتغى سواه دينا والوعيد الموجب للخسران لا يكون الا على ترك واجب والوعيد الموجب للخسران لا يكون الا على ترك واجب والمتروك المتوعد عليه هو ابتغاء غير الاسلام والمتروك المتوعد عليه هو ابتغاء غير الاسلام فيكون الدخول فيه واجبا فيكون الدخول فيه واجبا لان السلامة من معرة الوعيد بالخسران لا تندفعوا الا بان يكون العبد مسلما والدليل الثاني قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من تعيين الدين الذي رضيه الله سبحانه وتعالى ان يدين به الخلق له ما فيه من تعيين الدين الذي رضيه الله ان يدين له الخلق به فان العبد مأمور بان يدين لله بدين العبادة التي خلق لاجلها لا يتحقق القيام بها الا بامتثال دين فالعبادة التي خلق لاجلها لا يتحقق امتثالها الا بالتزام العبد دين والدين المأمور بالتزامه المحقق للعبادة لله هو دين الاسلام فدل على وجوبه والدليل الثالث قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله تعالى فاتبعوه اي اتبعوا الصراط المستقيم وسبق ان عرفت ان الصراط المستقيم هو الاسلام صح الخبر في تفسيره من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه عند احمد والامر دال على الايجاب والامر دال على الايجاب فيجب على العبد ان يدخل في دين الاسلام والاخر في قوله في تمام الاية ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فهو نهي والنهي للتحريم فحرم الله عز وجل اتباع غير دين الاسلام مما يفرق ويخرج عن سبيله مما يفرق ويخرج عن سبيله والنهي عن اتباع السبل يستلزم الامر باتباع دين الاسلام والنهي عن اتباع السبل يستلزم الامر باتباع دين الاسلام فيكون واجبا فيكون واجبا لتوقف مجانبة السبل على الالتزام بدين الاسلام لتوقف مجانبة السبل على الالتزام بدين الاسلام وذكر المصنف في تفسير السبل قول مجاهد احد التابعين من اصحاب ابن عباس السبل البدع والشبهات رواه الدارمي عنه باسناد صحيح ولا تختصر السبل ولا تختص السبل بما ذكر مجاهد بل السبل اسم لكل ما خالف الصراط المستقيم بل السبل اسم لكل ما خالف الصراط المستقيم وما ذكره مجاهد بن جبر رحمه الله هو من تفسير العامي ببعض افراده هو من تفسير العامي ببعض افراده وموجب ذكر هذين الفرضين انهما اكثر السبل بين الخلق شيوعا انهما اكثر السبل بين الخلق شيوعا واسرعها في نفوسهم وقوعا واسرعهما واسرعهم واسرعها في نفوسهم وقوعا فالبدع والشبهات هي اكثر ما يعرض للخلق واقوى ما يصطادون به من حبائل الشيطان التي ينصبها فيجترهم بها الى الخروج من الاسلام فالبدع والشبهات مرقاة الشرك والكفر فالبدع والشبهات مرقاة الشرك والكفر والدليل الرابع حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا الحديث متفق عليه فرواه البخاري ومسلم وهما المقصودان بقول المصنف اخرج فاصل التثنية عند المحدثين اذا ذكرت يراد بها رواية البخاري ومسلم واللفظ الذي ذكره المصنف مفردا من عمل عملا ليس عليه امرنا هو عند مسلم وحده موصولا وعلقه البخاري في صحيحه ودلالته على مقصود الترجمة هو ان المحدث في الدين مردود منهي عنه ان المحدث في الدين مردود منهي عنه ومقابله استلزاما ان يكون ما كان من الدين غير خارج منه فهو مقبول مأمور به ومقابله ان يكون ما هو من الدين غير خارج عنه مقبولا مأمورا به فيجب على العبد التزامه وهو دين الاسلام فيجب على العبد التزامه وهو دين الاسلام فيكون واجبا والدليل الخامس وحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الحديث. رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله من اطاعني دخل الجنة احدهما في قوله من اطاعني دخل الجنة واستحقاق دخول الجنة يكون على المأمور به واستحقاق دخول الجنة يكون على امتثال المأمور به واعظم المأمور به من طاعته صلى الله عليه وسلم هو الدخول في الاسلام واعظم المأمور به من طاعته صلى الله عليه وسلم هو دخول الاسلام فيكون الاسلام واجبا والاخر في قوله ومن عصاني فقد ابى وعصيانه صلى الله عليه وسلم هو في الاعراض عما جاء به هو في الاعراض عما جاء به واعظم ما جاء به هو دين الاسلام واعظم ما جاء به هو دين الاسلام واستحقاق دخول النار على معصيته باعظم ما جاء به يدل على وجوبه واستحقاق دخول النار في معصيته في اعظم ما جاء به يدل على وجوبه فيكون الاسلام واجبا والدليل الثالث حديث ابن حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله الحديث اخرجه البخاري وهو المراد بقول المصنف وفي الصحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وسنة الجاهلية كل ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما نسب اليها من قول او فعل فهو محرم وكل ما نسب اليها من قول او فعل فهو محرم فمن طلب في الاسلام سنن الجاهلية ودعا اليها فهو من ابغض الناس الى الله فمن طلب في الاسلام سنن الجاهلية ودعا اليها فهو من ابغض الخلق الى الله وبغض الله له لا يكون الا على مقارفته محرما وبغض الله له لا يكون الا على مقارفته محرما فلا يخرج من معرة الحرام الا بالتزام سنن الاسلام فلا يخرج من معرة الحرام الا بالتزام سنن الاسلام ومفتاحها التزام الاسلام نفسه ومفتاحها التزام الاسلام نفسه فيكون واجبا فيكون واجبا والسنن التي تكون في الناس بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان والسنن التي تكون في الناس بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما سنن الاسلام وهي شعائره من الفرائض والنوافل سنن الاسلام وهي الشعائره من الفرائض والنوافل وهذه من محبوبات الله وبها امر وهذه من محبوبات الله وبها امر والاخر سنن الجاهلية سنن الجاهلية وهي كل ما خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهذه من مباغض الله ومساخطه وهذه من مباغض الله ومساخطه فتكون حراما والدليل السابع حديث حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القضاة استقيموا الحديث اخرجه البخاري موقوفا عليه من كلامه وزيادة محمد ابن وضاح هي عنده في كتاب البدع والنهي عنها وزيادة محمد ابن وضاح هي عنده في كتاب البدع والنهي عنها واخرجها من هو اجل منه واقدم كابن ابي شيبة في المصنف واسنادها صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله استقيموا مع قوله فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا فالسبق الذي احرزه هؤلاء هو بدخولهم في الاسلام فالسبق الذي احرزه هؤلاء هو بدخولهم في الاسلام فلا يتحقق السبق الا به فلا يتحقق السبق الا به فيكون واجبا فيكون واجبا وهو نظير وهو مستنبط من قول الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وتقدم ان القراء في عرف السلف هم العالمون بالقرآن والسنة العاملون بهما هم العالمون بالقرآن والسنة العاملون بهما وقد ذكر ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري ان صدر كلام حذيفة مما له حكم الرفع ان صدر كلام حذيفة مما له حكم الرفع لانه لا يقال من قبل الرأي الحكم بسبق احد بذكر سببه يحتاج الى وحي فالحكم بسبق احد بذكر سببه يحتاج الى وحي فيكون مرفوعا ولا يبعد ان يكون كلامه كله مما له حكم الرفع فان الجملة التانية لها شواهد معروفة في الاحاديث الصحيحة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فالسبق يكون بملازمة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والضلال يكون بمخالفته وهذا اصل مقرر بدلائل كثيرة من قوله صلى الله عليه وسلم والدليل التامن حديث عبدالله ابن مسعود قال ليس عام الا والذي بعده شر منه الحديث وهو موقوف وله حكم الرفع وهو موقوف وله حكم الرفع وقد رواه ابن وضاح كما عزاه اليه المصنف واسناده ضعيف ورواه الطبراني في المعجم الكبير باسناد اخر ضعيف والعزم اليه اولى لان معجم الطبراني اشهر واذكر وله اسناد ثالث عند يعقوب ابن شيبة لا يخلو من ضعف ومجموع هذه الطرق الثلاثة يقضي بتحسين هذا الاثر يقضي بتحسين هذا الاثر وان وان له حكم الرفع لانه لا يقال من قبل الرأي وسلف ان ما لا يقال من قبل الرأي يكون مرفوعا حكما قال العراقي وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع على ما قال في المحصول نحو من اتى الحاكم الرفع لهذا اثبت ويقوي الجزم برفعه ما جاء في صحيح البخاري عن الزبير بن عدي قال اتينا انس بن مالك فشكونا اليهما نلقى من الحجاج فقال اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمان الا الذي بعده شر منه. حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو عين ما ذكره ابن مسعود في قوله ليس عام الا والذي بعده شر منه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث قوم يقيسون الامور بارائهم فينهدم الاسلام ويسلم فالشر يتزايد بهدم الاسلام وسلمه والسلم هو الخلل وذلك بذهاب العلماء والاخيار فبذهابهم يثلم الاسلام ولا يمكن التحرز من سلم الاسلام الا بالتزامه ولا يمكن التحرز من فلم الاسلام الا بالتزامه فيكون التزامه واجبا فيكون التزامه واجبا فانه اذا التزم الخلق الاسلام ودانوا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حفظ الاسلام وقوي في النفوس وان تركوه مع ذهاب علمائهم وخيارهم فانه لا تزال عراه تنقض عروة عروة حتى لا يبقى منه شيء واذا عقل العبد هذا علم ان من اوجب الواجب عليه سعيه في حفظ الاسلام وان من ابلغ طرائق حفظه الالتزام به واشاعته بين الخلق فان الناس اذا علموا دينهم ودعوا ووعظوا بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن تسارعوا الى التمسك به واذا وهن هذا الامر فيهم وضعف وترك فانه لا يزال يخرج منهم شيئا فشيئا حتى لا يبقى منه شيء فاصل حفظ الاسلام هو تعريف الخلق به. وهذا يبين لك الرتبة العظيمة والدرجة المنيفة بالتمسك بطلب العلم وتبليغه وحثه وان اعظم وراثة النبي صلى الله عليه وسلم هي وراثته في العلم. فمن اراد ان يقوم مقاما يحمد عليه في الدنيا والاخرة فليختر ميراث النبي صلى الله عليه وسلم في العلم تعلما وتعليما وبثا واحياء ودعوة فان في ذلك بقاء الاسلام وقوته روى الدارمي بسند صحيح عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمه الله انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا تنعش العلم تبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله وهي كلمة عظيمة اثرها ابن شهاب عن علمائه الذين ادركهم من اهل المدينة وقد ادرك فيها جماعة من الصحابة ومن كبراء التابعين انهم ذكروا ان الاعتصام بالسنة نجاة وان نعش العلم باحياءه وبثه هو ثبات الدين والدنيا. وانه اذا ذهب الدين فانه يذهب ذلك كله ومتى وقر هذا المعنى في قلب العبد عرف ان من اعظم الجهاد هو الجهاد في حفظ بيضة الاسلام في بلدان المسلمين ومن لطائف الموافقات ان بعض المجالس العلمية لاهل الحديث في القرن الماضي في بلاد الهند العريضة التي تشمل اليوم اسم الهند وباكستان وبنجلادش كانت تسمى بمدارس تقوية الاسلام لان العلم هو الذي يقوي الاسلام ويحفظه في الناس. وما عدا ذلك فان الاسلام لا يحفظ به اذ الجهل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع الناس شيئا في بقاء دينهم. وان تادوا وحازوا من الدنيا ما ارادوا. فان السيادة والرئاسة وحيازة الدنيا مع جهلي ربما جرت صاحبها الى الكفر فان الذي لا يعرف دين الاسلام ربما ارتكب في سياسته او في اقتصاده او في ثقافته ما يخرج به من دين الاسلام فيجب عليكم يا طلاب العلم ان تعلموا عظمة هذا الاصل. وان حاجة الامة الى العلم وبثه واحيائه اعظم من حاجتها الى كل شيء قال ابو عبدالله احمد بن حنبل حاجة العبد الى العلم اعظم من حاجته الى الطعام والشراب وبين ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة ان معنى ذلك ان الشراب والطعام يحفظ به قوام البدن وان العلم تحفظ به حياة القلب فاذا كان القلب حيا حيا الانسان سعيدا ومات سعيدا واذا كان البدن حيا والقلب والقلب ميتا فان الانسان يتقلب في الدنيا من ظلمة الى ظلمة حتى يكون منتهاه اعظم الظلمة وهي نار جهنم اعاد الله ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب تفسير الاسلام مقصود الترجمة بيان حقيقة الاسلام ومعناه بيان حقيقة الاسلام ومعناه والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والجملتان الاخيرتان الانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله لازمتان للجملة الاولى تابعتان لها وانما اعيد ذكرهما بالافصاح عنهما تعظيما لهما وانما اعيد ذكرهما بالافصاح عنهما تعظيما لهما والا فحقيقة الاسلام بالمعنى العام الاستسلام لله بالتوحيد واذا استسلم العبد لله بالتوحيد انقاد له بالطاعة وبرئ من الشرك واهله والاخر معنى خاص وله معنيان ايضا وله معنيان ايضا الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ومنه حديث عبد الله ابن عمر مرفوعا بني الاسلام على خمس الحديث متفق عليه من حديث حنظلة ابن ابي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة وهذا المعنى هو الذي يقال فيه اذا اطلق الاسلام دل على الدين كله وهذا المعنى هو الذي يقال فيه اذا اطلق الاسلام دل على الدين كله فان في ضمنه جميع مراتب الدين الاسلامي والايماني والاحسان والثاني الاعمال الظاهرة الاعمال الظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان واياه جاء ذكره بحديث جبرائيل المعروف وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة وعند مسلم وحده من حديث عبدالله بن عمر عن ابيه عمر رضي الله عنه والاستدلال بالايات المتعلقة بالمعنى العام كما فعله المصنف على الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم استدلال صحيح والاستدلال بالايات التي وردت متعلقة بالمعنى العام كما فعله المصنف على الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم استدلال صحيح لاندراجه فيه لاندراجه فيه فان المعنى الخاص طرد من افراد العام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبع الاية ففي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام. ان استطعت اليه سبيلا. متفق عليه. وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه. وعن بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك لله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ فقال ان تسلم قلبك لله وان يسلم المسلمون من لسانه ويدك قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان قال الايمان بالله قال وما الايمان بالله؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اسلمت وجهي لله فحقيقة اسلام الوجه استسلام العبد لله بالتوحيد فحقيقة اسلام الوجه استسلام العبد لله بالتوحيد وهذا تفسير الاسلام بمعناه العام كما سلف ومعنى قوله ومن اتبعا اي ومن اتبعني مسلما وجهه لله والدليل الثاني حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث وعزاه المصنف الى البخاري ومسلم وانما هو عندهما من حديث عبد الله ابن عمر بلفظ بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الحديث واما بهذا اللفظ فانما هو قطعة من حديث جبرائيل المعروف ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة لانه فسر الاسلام فيما ذكروا فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخره وهذا مبين حقيقة الاسلام والمراد به هنا الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم والدليل الثالث وحديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا الحديث في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر لا من حديث ابي هريرة وليس هو عندهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه كما عزاه المصنف بل حديث ابي هريرة خارج الصحيح رواه الترمذي والنسائي واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في وصف المسلم انه من سلم المسلمون من لسانه ويده وحصول سلامتهم من لسانه ويده متوقف على كونه مستسلما لله وحصول سلامتهم من لسانه ويده متوقف على كونه مستسلما لله لا يستعمل جوارحه الا فيما اذن به الله لا يستعمل جوارحه الا فيما اذن به الله وهذه هي حقيقة الاسلام وهذه هي حقيقة الاسلام والدليل الرابع حديث معاوية ابن حيدة رضي الله عنه جدي بهزي بن حكيم انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله رواه احمد في المسند بهذا اللفظ لكن من حديث ابي قزعة عن حكيم بن معاوية عن معاوية بن حيدة لا من حديث مهزي بن حكيم ابن معاوية ابن حيدة عن ابيه عن جده وانما رواه بهذا الاسناد النسائي في سننه بلفظ اسلمت وجهي لله وتخليت بلفظ اسلمت وجهي لله وتخليت ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة فهو جواب سؤال عن الاسلام فهو جواب سؤال عن الاسلام تفسره النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكر له وقوله ان تسلم قلبك لله متعلق بالباطن وقوله وان تولي وجهك الى الله متعلق بالظاهر والاسلام يشمل اقبال الباطن والظاهر على الله بالاستسلام والاسلام يشمل اقبال الباطن والظاهر على الله بالاسلام فدل على الاول بالجملة الاولى ودل على الثاني بالجملة الثانية والدليل الخامس حديث رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام قال ان تسلم قلبك لله الحديث ولم يعزه المصنف هنا وعزاه في مجموعه في الحديث الى مسند الامام احمد وعزاه في مجموعه في الحديث الى مسند الامام احمد والمصنف رحمه الله له كتاب كبير اسمه المجموع في الحديث وهو كتاب جامع للاحاديث النبوية في ابواب الديانة كلها وزينه رحمه الله بادراج الاثار فيه فهو من اخص كتب الحديث الجامعة للاثار فان المتأخرين يقل فيهم من يدخل الاثار في ضمن الاحاديث وهو رحمه الله تعالى في كل باب يذكر ما جاء فيه من الاثار المنتخبة عن الصحابة رضي الله عنهم وهو مطبوع في ثلاث مجلدات وعزو المصنف في المجموع المذكور الحديث الى احمد متبع فيه ابا العباس ابن تيمية فانه عزاه اليه وهو مفقود من نسخ كتاب المسند التي بايدينا وهو مفقود من نسخ كتاب المسند الاحمدي التي بايدينا وانما رواه غيره فرواه جماعة ممن صنف المسند كمسدد ابن مسرهد واحمد ابن منيع والحارث ابن ابي اسامة بمسانيدهم واسناده ضعيف ولجمله شواهد عدة يثبت بها ولجمله شواهد عدة يثبت بها فهو حديث حسن بشواهده المتفرقة فهو حديث حسن بشواهده المتفرقة ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ان تسلم قلبك لله والاخر في قوله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك وتقدم وجه دلالة الجملتين في حديثين سابقين نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله باب قول الله تعالى. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. الاية مقصود الترجمة بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام لانها لا تقبل من اصحابها لانها لا تقبل من اصحابها بل ترد عليهم وكل مردود فهو باطل وكل مردود فهو باطل فجميع الاديان سوى دين الاسلام كلها باطلة فجميع الاديان سوى دين الاسلام كلها باطلة والاديان المبطلة سوى دين الاسلام بحسب معنى الاسلام العام بحسب معنى الاسلام فان كان المراد معناه العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد فان سوى الاديان التي جاء بها الانبياء اديان باطلة واما ما جاء به الانبياء كابراهيم كنوح وابراهيم وموسى وعيسى فانها اديان صحيحة وان اريد بالاسلام معناه الخاص فكل دين سوى الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان دينا كان لنبي فهو دين باطل فبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لم يبق دين صحيح الا ما جاء به ابو القاسم صلى الله عليه ان لم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة وتجيء الصلاة فتقول يا ربي انا الصلاة فيقول انك على خير. ثم تجد الصدقة فتقول يا ربي انا الصدقة. فيقول انك على خير. ثم يجيء الصيام قولوا يا ربي انا الصيام فيقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك فيقول انك على خير ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي انت السلام انا الاسلام فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليه ان يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. رواه الامام احمد. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. رواه الامام احمد. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دين الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلن يقبل منه وما لا يقبل من العبد فهو مردود عليه وما لا يقبل من العبد فهو مردود عليه ورده دليل بطلانه ورده دليل بطلانه فما سوى دين الاسلام دين باطل وسعي اهله في ضلال وتبار والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة الحديث رواه احمد في مسنده واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي انت الاسلام انت السلام وانا الاسلام فيقول الله عز وجل انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فهو في الاخرة من الخاسرين وقراءته صلى الله عليه وسلم الاية هو تصديق لمعنى ما في الحديث من توقف النجاة والخسران ودخول الجنة والنار على الاسلام فمن اسلم نجا ومن لم يسلم خسر وما اوجب خسران العبد فهو باطل وما اوجب خسران العبد فهو باطل فتكون الاديان سوى الاسلام باطلة لانها توجب خسران العبد والدليل الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ واصله في البخاري كما سلف وزاد المصنف هنا عزوه الى احمد مع كونه في الصحيحين والجادة السوية ان الحديث الكائن في الصحيحين يكتفى بعزوه اليهما ذكره الدمياطي في المتجر الرابح لكن يقع عند بعض العلماء ما يدعوهم الى زيادة عزوه الى غيرهما ذا الذي اقتضته الحال للمصنف فانه رحمه الله تعالى من علماء الحنابلة والحنابلة يعظمون مسندا امامهم فيعزون اليه ولو كان الحديث في الصحيحين ومن شواهد ذلك ما جرى عليه ابو البركات ابن تيمية الجد في كتاب المنتقى في الاحكام من جعل المتفق عليه لقبا لما رواه البخاري ومسلم واحمد فسير هذا اللقب جامعا لعزو الحديث الى الصحيحين مع اضافة احمد اليهما لما اقتضاه منزلة امامهم بالمذهب فلزوم اتباعهم واقتدائهم به في التفقه ان يحتفل بكتابه المسند ويعزو اليه وهو الواقع من المصنف هنا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس عليه امرنا مع قوله فهو رد والمراد بالامر دين الاسلام فما ليس عليه دين الاسلام فهو مردود والمردود باطل فاديان الخلق كلها باطلة سوى الاسلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب وهو القرآن عن جميع ما سواه بيان وجوب الاستغناء بمتابعة القرآن بمتابعة الكتاب وهو القرآن عن جميع ما سواه والاستغناء هو طلب الغنى هو طلب الغنى بمتابعته فلا يحتاج معه الى غيره فلا يحتاج معه الى غيره والمتابعة هي امتثال ما فيه والمتابعة هي امتثال ما فيه وما سواه يشمل امرين وما سواه يشمل امرين احدهما ما تقدمه من الكتب المنزلة على الانبياء ما تقدمه من الكتب المتقدمة على الانبياء ولو لم تحرف ولو لم تحرف فان القرآن مهيمن عليها مزيل لها فلا كتاب لله بعده يحكم به الا هو والاخر ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم فيجب على العبد ان يستغني بكتاب الله والا تتشوف نفسه الى غيره لانه اصل العلم الجامع كان ابن عباس رحمه الله ورضي عنه ينشد جميع جميع العلم في القرآن لكن تقاصروا عنه افهام الرجال فينبغي ان يستغني به العبد بعلمه وعمله فانه كفيل لكل ما يحتاجه الخلق مما ينفعهم وما سواه فلا حاجة للخلق فيه واصل كل شيء نافع يوجد في القرآن علمه من علمه وجهله من جهله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء الاية روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو ان موسى حيا والتباتم وتركتموني ضللتم. وفي رواية قال لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فقال عمر رضينا بالله ربا الاسلام دينا وبمحمد رسولا صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ودلالته على مقصود الترجمة ما فيها من ما في الاية من وصف القرآن من وصف الكتاب وهو القرآن انه لكل شيء اي ايضاح لكل شيء وما كان مبينا موضحا كل شيء لم يحتج العبد معه الى غيره والدليل الثاني حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة الحديث اخرجه احمد بروايتيه معا من حديث جابر رضي الله عنه واسناده ضعيف ويروى معناه من وجوه عديدة يدل مجموعها على ان للحديث اصلا ويروى معناه من وجوه عديدة يدل مجموعها على ان للحديث اصلا ذكره الحافظ ابن حجر وقد عزا المصنف رحمه الله تعالى الحديث الى سنن النسائي وهو تابع غيره فقد تقدمه جماعة في عزو الحديث المذكور اليها كابي العباس ابن تيمية وابي الفداء ابن كثير وليس هو في شيء مما اتصل بنا من نسخ الكتابين فلعله وقع في نسخ لم تصلنا ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية اي امتحيرون فقد جئتكم بما لا تحتاجون معه الى غيره فالاستفهام للاستنكار وانما انكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم لتحقق الغنى بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فما جاء به صلى الله عليه وسلم كاف واف فيما يحتاجه الناس في امورهم كلها حتى في امور دنياهم فما احتيج اليه من علوم الدنيا فدلائله واصوله مستقرة في القرآن الكريم وثانيها في قوله ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم وكان موسى عليه الصلاة والسلام معه التوراة فلو اتبعناه لضللنا لانه لا هدي بعد انزال القرآن الا ما جاء فيه لانه لا هدي بعد انزال القرآن الا ما جاء فيه فاغنى عما سواه وثالثها في قوله ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فاذا كان الانبياء يتركون ما انزل عليهم ويتبعون محمدا صلى الله عليه وسلم فغيرهم اولى والكتاب المنزل عليه لا غنى عنه فهو يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره فهو يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره ومن اعظم مقامات القلب ان يجد العبد قلبه في القرآن الكريم فان من المواقع التي تطلب فيها قلبك لتختبره ان تطلبه في القرآن فاذا كان قلبك يلتد بالقرآن تلاوة وسماعا وتعلما وتفهما فان لك من الاستغناء به وان فقدت قلبك في هذه المواطن فالتمس اصلاحه قبل موته ويتأكد الحض على هذا والامر به فيما يتعلق بالعلم فان كثيرا من طلاب العلم تنفقون من اوقاتهم ما يجعلونه في قراءة كتب مصنفة في العلم او في غيره وهذه الكتب مهما بلغ نفعها فانها لا تتناهى اذا قدر القرآن الكريم فينبغي ان يكون لاحدنا حظ من القرآن في استنباط علمه منه واذا تمكن العبد من العلم فاصل اصوله فيه وقرر قواعده ثم اقبل على استنباط العلم من القرآن فانه سيجد فيه علما كثيرا وفيرا لم تتطلع اليه كثير من المقالات السابقة لان القرآن لا تفنى ذخائره ولا تنقضي معارفه. ويفتح للعبد فيه بقدر ما معه من العلم والايمان وكم من مقالة راجت عند الناس يزيفها اية من القرآن. وكم من مقالة في علم من العلوم الالية تجد في القرآن الكريم ما يبينها ويعينها ومن لطائف ذلك ما ذكره السيوطي رحمه الله تعالى في كتاب الاكليل في قوله تعالى يومئذ تحدث اخبارها ان هذه الاية تفيد التسوية بين حدثنا واخبرنا وهي مسألة مذكورة في كتب مصطلح الحديث فاستنبط دليل التسوية بينهما من القرآن الكريم اين قال الله عز وجل تحدث ثم جاء بجمع المصدر اخبارها يومئذ تحدث اخبارها فسوى بينهما فانظر الى هذه المسألة من علوم المصطلح واذا طردت هذا في علمك كله عرفت قدر القرآن الكريم سواء في العلوم الالية او في العلوم الاصلية التي هي اعظم واعلى نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم بكتابه. نكتفي بهذا القدر ونستكمله بعد الصلاة وانوه الى ضرورة ترتيب او حمل حاملات المصاحف لئلا تقطع الصفوف استجابة لرغبة القائمين على شؤون المسجد والله سبحانه وتعالى يقول وتعاونوا على البر والتقوى. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. الحمد لله رب العالمين