السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن امر ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة معلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين. وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية فتح بذلك المبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثامن من برنامج شرح الكتاب التاسع من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب فضل الاسلام. لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر. الشيخ محمد ابن عبدالوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. فقد انتهى اذن البيان الى قوله باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام نعم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام. مقصود الترجمة بيان حكم الخروج عن الاسلام بيان حكم الخروج عن الاسلام بالانتساب الى غيره بالانتساب الى غيره فدعوى الاسلام هي الاسماء الدينية التي جعلت لاهله فدعوى الاسلام هي الاسماء الدينية التي جعلت لاهله كالاسلام والمسلمين والايمان والمؤمنين والعبادة وعبادة وعباد الله والخروج عنها هو التسمي بغيرها والخروج عنها هو التسمي بغيرها مما لا يرجع الى تلك الاسماء ويخالفها مما لا يرجع الى تلك الاسماء ويخالفها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى وسماكم المسلمين من قبل وفي هذا الاية عن الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه كما انه قال امركم بخمس الله وامرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد حلق فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. رواه احمد والترمذي وقال حسن صحيح وفي الصحيح قال من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية. وفيه قال ابي دعوى الجاهلية وفيه قال بدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم قال ابو العباس رحمه الله تعالى كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة هو من عداء الجاهلية بل لما اختصم مهاجري وانصاري فقال المهاجري يا للمهاجرين فقال المهاجرين يا للمهاجرين وقال يا للانصار. قال صلى الله عليه وسلم ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا. انتهى كلامه رحمه الله ذكر المصنف رحمه الله لبيان مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل ودلالته على مقصود الترجمة بذكر ما سمى الله به عباده المتبعين رسله في ذكر ما سمى الله به عباده المتبعين رسله فانه سماهم المسلمين فيما انزل من كتبه قبل وفي هذا القرآن بما انزل من كتبه قبل وفي هذا القرآن وتسميتهم بغير ما سماهم الله به خروج عن دعوى الاسلام وتسميتهم بغير ما سماهم الله به قروج عن دعوى الاسلام فان الله بهم اعلم وما رضيه لهم اسلموا واحكم فان الله بهم اعلم وما رضيه لهم اسلموا واحكم ومن عدل عما يحبه الله ويرضاه وقع فيما يكرهه الله ويأباه فالخروج عن دعوى الاسلام من مباغض الله ومساخطه والدليل الثاني حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال امركم بخمس الحديث رواه احمد والترمذي وصححه والنسائي في الكبرى فصححه ايضا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم فهو حديث صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع نبقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن مفارقة جماعة المسلمين الخروج عن دعوى الاسلام ومن مفارقة جماعة المسلمين الخروج عن دعوى الاسلام فان جماعة المسلمين لا اسم لهم ولا علامة الا ما سماهم الله به او سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان علامة يتميزون بها والربقة في الاصل عروة تجعل في عنق البهيمة او يده او يدها لتمسكها عروة تجعل في عنق البهيمة او يدها لتمسكها والخبر عنه بانه بذلك بمنزلة من خلع رفقة الاسلام من عنقه وعيد شديد دال على التحريم الاكيد ومعنى الا ان يراجع اي الا ان يتوب وينزع عن قوله وثانيها في قوله ومن ادعى دعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم ودعوى الجاهلية تشمل الانتساب بلا ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتقدم ان المنسوب الى الجاهلية محرم والوعيد عليه بجهنم تأكيد لحرمته والوعيد عليه بجهنم تأكيد بحرمته وذكر عدم انتفاع العبد بصيامه وصلاته فيه تأكيد بعد تأكيد لنفوذ الوعيد فيه تأكيد بعد تأكيد لنفوذ الوعيد تعظيما للمقام ورعاية لحرمة الاسلام تعظيما للمقام ورعاية لحرمة الاسلام ومعنى جثا جهنم اي جماعاتها اي جماعاتها وهو جمع جثوة وهو جمع جثوة بضم الجيم وتفتح وتكسر والجثوة الحجارة المجموعة والجثوة الحجارة المجموعة فجعله بمنزلة الحجارة المجموعة المستقرة في نار جهنم وروي الحديث بلفظ اخر من جثي جهنم من جثي جهنم بضم الجيم وتشديد الياء جمع جاث جمع جاث وهو المنتصب على ركبتيه قياما وهو المنتصب على ركبتيه قياما فاذا قام الرجل على ركبتيه قيل جفا وثالثها في قوله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله وفيه الامر بلزوم دعوا الله التي سمى بها عبادة كالمسلمين والمؤمنين وعباد الله والامر للايجاب وهو يستلزم حرمة مقابلها من دعوى الجاهلية المذكورة في الحديث لانها خروج عن دعوى الله والدليل الثالث حديث من فارق فانه من فارق الجماعة شبرا الحديث متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ودلالته على مقصود الترجمة ان مفارقة الجماعة من دعوى الجاهلية ان مفارقة الجماعة من دعوى الجاهلية وانها خروج عن دعوى الاسلام وتوعد من مات كذلك بالموت ميتة جاهلية دال على التحريم وتوعد من مات كذلك على الموت ميتة جاهلية دال على التحريم والدليل الرابع حديث ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وهو حديث يروى بهذا اللفظ مرسلا عن زيد ابن اسلم عند ابن جليل في تفسيره وفيه قصة واسناده ضعيف والمعروف في الصحيحين ما بال دعوى الجاهلية والمعروف في الصحيحين ما بال دعوى الجاهلية رواياه من حديث جابر رواياه من حديث جابر وليس فيه وانا بين اظهركم وليس فيه وانا بين اظهركم فان النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار اي ضربه على مؤخرته فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية هذا لفظه في الصحيحين. وليس في النسخ التي بين ايدينا وانا بين اظهركم ودلالته على مقصود الترجمة في انكاره صلى الله عليه وسلم على من دعا بدعوى الجاهلية وتغيظه من فعلته وتغيضه من فعلته المفيد حرمتها المفيد حرمتها ووجه دعوة الجاهلية في قول الصحابي الانصاري يا للانصار وقول الصحابي المهاجرين يا للمهاجرين ما وقع منهما من عقد الولاء والبراء عليها فعقد الانصار ولاءهم على انصاريتهم تبرأوا من غيرهم وعقد المهاجرون ولائهم على هجرتهم وتبرأوا من غيرهم فوقع بينهما المنافرة والمشاقة فكان ذلك موجبا لقوله صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلام ابن تيمية الحفيد في حقيقة دعوى الجاهلية فهو بمعنى ما تقدم ذكره غير مرة من ان حقيقة الجاهلية هي الانتساب الى كل ما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه سلم فمن وقع منه ذلك فقد دعا بدعوى الجاهلية فمن انتسب الى بلد او جنس او مذهب او جماعة او حزب او تنظيم او لجنة او هيئة او غير ذلك فيما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان انتسابه من دعوى الجاهلية لان نسبة المسلمين هي الى الاسماء الدينية الذي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم فاذا وقع الانتساب الى غيرها مخالفا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كانت تلك دعوة الجاهلية فاذا قال احدهم انا سعودي مريدا ان له بهذه النسبة مقاما ليس لغيره ورتبة ليست لسواه من المسلمين فان هذا من دعوى الجاهلية فان هذا الانتساب لا يتميز به احد من جهة منزلته ورتبته وماله من مقام يشهر عليه واما ان قالها مريدا اضافة نفسه الى بقعة من الارض تعرف بذلك فانك فان جائز لا يخالف دعوى الاسلام فهو من النسب الجائزة لانها لا تخالف ما جاء به الرسول صلى الله وعليه وسلم واذا قال المرء في بلد فيه جماعة منتظمة تحت ولي امر انا من جماعة كذا او جماعة كذا وسمى جماعة من الجماعات المنتسب اليها فهذه من دعوى الجاهلية لان البلد التي تكون فيها جماعة منتظمة تحت ولي امر فتلك الجماعة هي الجماعة والتي علقت بها الاحكام في الشرع وما عداها فانها من دعوى الجاهلية فليس في الاسلام الا جماعة واحدة والله سبحانه وتعالى قد وهبنا سعة الاسلام. فلا ينبغي لاحدنا ان يضيق نفسه بالانتماءات التي ما جاء بها الشرع. فاعتزاز العبد بنسبته الى الاسلام وما جعل الله عز وجل له من الاسماء خير له في دينه ودنياه من ضيق الانتماءات فان الامر فيها كما قال العلامة البشير الابراهيمي رحمه الله تعالى انها تجمع كدرا ضيعوا هدرا فلا ينبغي للعبد ان يكدر دينه ويهدر قوته فيما ليس له به نفع في والاخرة وان يستغني بما اغناه الله سبحانه وتعالى به من الاسماء الدينية التي سماها الله عز وجل بها او سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب وجوب الدخول في الاسلام كله وترك ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بالتزام جميع احكامه بالتزام جميع احكامه لا بعضها دون بعض والتأكيد بقوله كله للتفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة في قوله باب وجوب الاسلام والتأكيد بقوله كله للتفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة باب وجوب الاسلام فان المراد في تلك الدخول المجمل والمراد في هذه الدخول المفصل فان المراد في تلك الدخول المجمل والمراد في هذه الدخول المفصل وقوله رحمه الله وترك ما سواه هو في معنى الجملة الاولى لكن الاولى في الاتصاف والتحلية والثانية في الاجتناب والتخلية لكن الاولى في الاتصاف والتحلية والثانية في الاجتناب والتخلية فهو يحلي نفسه بالانتساب الى الاسلام والدخول فيه والالتزام به ويكون ذلك بتخلية نفسه وقلبه من كل ما يخالفه فلاجل تقوية المعنى وتأكيده جمع بينهما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة الاية وقوله تعالى الم تر والى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك الاية وقوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في في شيء الاية؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدع والاختلاف. وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي ما اتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان فيه من اتى امه علانية كان في امتي من يصنع ذلك. وان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين نملة وتمام الحديث قوله وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليهم يوم واصحابي فليتأمل المؤمن اللاقط منك. قرب اللاقط منك عشان يسمعون الاخوان. نعم. قال فليتأمل المؤمن الذي يرجو لقاء الله كلام الصادق المصدوق في هذا المقام خصوصا قوله ما انا عليه اليوم واصحابي يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب رواه الترمذي ورواه ايضا من حديث ابي هريرة وصححه ولكن ليس فيه ذكر النار وهو في حديث معاوية عند احمد وابي داود وفيه قال ان وفيه انه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم تلك الاهواء او كما يتجارى الكلب بصاحبه. فلا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله قدم قوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ودلالته على موصول الترجمة ما فيه من الامر بالدخول في السلم اي الاسلام والامر للايجاب والتأكيد بقوله كافة يتضمن ترك ما سواه لان من خرج عن شيء منه وقع فيما سواه والدليل الثاني قوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في تمام الاية يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فان الله عز وجل عجب مستنكرا من فعل المنافقين الزاعمين انهم امنوا بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الانبياء من قبله فوبخهم الله عز وجل على ارادتهم التحاكم الى غير الله مع امرهم بالكفر به وامرهم بالكفر به يتضمن امرهم يستلزموا امرهم بالدخول في الاسلام كله والامر للايجاب كما تقدم فالاية في وجوب الكفر بما سوى الاسلام وذلك يستلزم وجوب الدخول في الاسلام لان العبد لا يتحقق كفره بغيره الا بالتزامه به والدليل الثالث قوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة بكون تفريق الدين ليس من طريقة محمد صلى الله عليه وسلم التي بعث بها وهو بريء ممن كان كذلك وفعله محرم لقوله تعالى لست منهم بشيء والذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وامر به هو الاجتماع على الدين كله فيجب الدخول فيه وترك ما سواه والدليل الرابع قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وذكر فيه المصنف تفسير ابن عباس تفسير ابن عباس رضي الله عنهما قال تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدع البدعة والتفرق اخرجه او اهل البدعة والاختلاف اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره قلنا لك اي في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة واسناده ضعيف جدا وصحة المعنى من مآخذ المسامحة في اسانيد التفسير فصحة المعنى من مآخذ المسامحة في اسانيد التفسير وهذا التفسير صحيح المعنى فهذا التفسير صحيح المعنى. ولهذا اورده اهل السنة في كتب التفسير والاعتقاد في تفسير هذه الاية وبيان معناها وفي السنة الثابتة ما يغني عنه فقد روى احمد في مسنده من حديث ابي غالب عن ابي امامة انه رأى رؤوسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال كلاب النار كلاب النار شر قتلى تحت اديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فقال له ابو غالب اسمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو لم اسمعه الا مرة او مرتين او ثلاثا او اربعا او خمسا او ستا او سبعا ما حدثتكموه حسن فهذا الحديث يدل على ان هذه الاية تتناول اهل البدع فان ابا امامة حدث ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها تصديقا عند ذكر للخوارج وهم من اهل البدع واعظمهم شرا ودلالته على مقصود الترجمة ان تبييض الوجوه يوم القيامة لا يكون الا على امتثال واجب وتسويدها لا يكون الا على مقارفة محرم ومن افراد الواجبات على الخلق لزوم السنة والجماعة ومن الواجبات على الخلق لزوم السنة والجماعة التي هي حقيقة الاسلام التي هي حقيقة الاسلام فصار الالتزام بدين الاسلام والدخول فيه كله واجبا على المسلمين واحسن ما قيل في تفسير الاية المذكورة انه تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكافرين فان اللفظ عام يتعلق كل يتعلق بكل ما يقع به الابيضاض والاستوداد والابيض يحصل بالايمان والاسوداد يحصل بالكفران واصله في كلام ابي ابن كعب رواه عنه ابن جرير في تفسيره باسناد حسن ولا يخالف هذا ما تقدم فان السنة والجماعة شعار المؤمنين والبدعة والتفرق شعار الكافرين فصار موافقا لما ذكره ابن عباس محققا مقصود الاية وتعلقها بالترجمة والدليل الخامس حديث عبدالله ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي الحديث اخرجه الترمذي باسناد ضعيف لكن من حديث عبدالله بن عمرو لا من حديث عبد الله ابن عمر وفي معناه دون الجملة الاخيرة حديث يروى عند الطبراني في المعجب الكبير من حديث عوف بن زيد رضي الله عنه واسناده ضعيف ايضا والجملة الاولى لها شاهد في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع الحديث ولاخره شاهد من حديث انس رواه الطبراني في المعجم الاوسط والصغير ولا يصح ورواه الطبراني في معجمه الكبير مقرونا بغيره من الصحابة كواتلة ابن الاسقع واسناده ضعيف جدا فالحديث المذكور لجمل منه ما يصح بها واكدها الجملة الاولى ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في ذكر الافتراق وموجبه اخذ بعض الدين وترك بعضه والوعيد عليه برهان حرمته بل افتراق محرم والمراد باخذ بعض الدين وترك بعضه ان يعتقد التزامه دون التزام غيره فتراه معظما له معتنيا به مقدما له على غيره لا يرعى مرتبته الشرعية ولا ينزله منزلته المرعية فهو يتعصب له دون بقية شرائع الدين والدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم شيء واحد لا يتجزأ ولا يتبعض. فصغيره منه ككبيره وتفاوت احكامه في رتبها لا يعني المسامحة في ترك شيء منها فان كلها دين جاء به النبي النبي صلى الله عليه وسلم والاخر ذكر ان الناجي هو الباقي على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والذي كانوا عليه هو الاسلام كله فوجب الدخول فيه كله والدليل السادس حديث ابي هريرة بمعنى حديث ابن عمرو ولفظه افترقت اليهود على احدى او اثنتين وسبعين فرقة الحديث اخرجه اصحاب السنن سوى النسائي واسناده حسن ولفظه اتموا في بيان عدد الفرق وجلالته على مقصود الترجمة بذكر افتراق هذه الامة على ما مر ايضاحه من ان الافتراق لا يقع الا باخذ بعض الدين وترك بعضه فداء الافتراق داء يسري في الامة ويتحقق وقوعه فيها لخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ومنشأه هو اخذ بعض الدين وترك وترك بعضه فلا ينجوا منه الا من اخذ بالدين كله ولا يصح هذا الوصف الا على الباقين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال السفاريني رحمه الله تعالى في الدرة المضيئة اعلم هديت انه جاء الخبر عن النبي المصطفى خير البشر بان للامة سوف تفترق بضعا وسبعين اعتقادا والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ او جفا وليس هذا الوصف جزما يعتبر في فرقة الا على يا اهل الاثر والدليل السابع حديث معاوية رضي الله عنه وفيه وانه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم الاهواء الحديث اخرجه ابو داوود وغيره واسناده حسن والكلب داء يصيب الانسان من عضة كلب اصابه مثل الجنون داء يصيب الانسان من عضة كلب اصابه مثل الجنون ودلالته على مقصود الترجمة بالوجهين السابقين في حديث عبدالله بن عمر ويضم اليهما وجه ثالث وهو تسميتهم اهواء فالاهواء ضلال وتجاريها بهم هو في تماديهم بالضلال وتجاريها بهم وفي تماديهم بالضلال فربما ال بهم ذلك الى ترك دين الاسلام وربما ال بهم ذلك الى ترك دين الاسلام وذمهم بها دليل على وجوب البراءة منها بالتزام الاسلام كله ولا يمكن للعبد ان يلتزم الاسلام الا بان يتخلص من كل هوى فان المقيم على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ينزع من قلبه كل ميل الى خلاف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والدليل ثامن حديث ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهو عند البخاري من حديث ابن عباس وتقدم لفظه في باب وجوب الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية يترك بعض الاسلام ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية يترك بعض الاسلام وانما يسلم من سنن الجاهلية من التزم بالاسلام كله وانما يسلم من سنن الجاهلية من التزم بالاسلام قل له فلا سبيل الى البراءة من سنن الجاهلية الا بالتزام الاسلام كله. فدل على وجوبه كله وشدة البغض دالة على التحريم وبغضه يفيد محبته سبحانه مقابل ذلك ومقابله ان يلتزم العبد بالاسلام كله وان يأخذه بكلكله لا يترك منه شيئا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر مقصود الترجمة تعظيم شر البدعة تعظيم شر البدعة وبيان خطرها وان البدعة اشد ضررا واكبر خطرا من الكبائر والبدعة شرعا ما احدث في الدين ما ليس منه ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد والكبائر جمع كبيرة والكبائر جمع كبيرة وهي شرعا ايش ها يا محمد واحسنت ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم وتشمل كل من درج في هذا المعنى كالكفر والشرك والبدعة الا ان العلماء خصوا الكبيرة اصطلاحا بما سوى الكفر والبدعة الا ان العلماء قصوا اصطلاحا الكبيرة بما سوى الكفر والبدعة فالكبيرة من جهة الوضع الشرعي تتناول الكفر والبدعة ومن جهة الوضع الاصطلاحي لا تتناولهما وانما اشتدت البدع حتى صارت اعظم من الكبائر بالنظر الى متعلقها وما فيها من الاستدراك على الشريعة وما فيها من الاستدراك على الشريعة ونسبتها الى النقص وعدم تمام الدين وتبليغه وعدم تمام الدين وتبليغه وفاعل الكبيرة يقع في نفسه انه مخالف الشريعة وفاعل الكبيرة يقع في نفسه انه مخالف للشريعة اما فاعل البدعة فانه ينسب بدعته اليها ويجعلها دينا يتقرب به فاذا حقق العبد متعلق البدع عرف قدر عظمتها وانها مشتملة على اصول متعددة من الوان الشر فتعظيم البدعة لا ينظر فيه الى مجرد سوء ما اتى العبد ليقارن بالكبيرة في بشاعتها وانما ينظر فيه الى موردها وهو الاستدراك على الشرع ونسبة تبليغ الرسالة الى النقص قال مالك من ابتدع بالاسلام بدعة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة اي لانه لم يبلغها فاذا تحقق في قلب العبد شناعة هذا الامر عرف قدر البدع وانها اعظم من الكبائر لما فيها من استدراك على الجناب النبوي والحاق شيء بالدين لم يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. الاية وقوله تعالى فمن اظلم مما من افترى على الله كذبا فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم. وقوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم وقال لان لقيتهم لاقتلنهم لاقتلنهم قتلى وفيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وعن جرير ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس فقال صلى فقال الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن سن في ومن سن في الاسلام سنة جاهلية كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. رواه مسلم وله مثله حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة والدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية ودلالته على مقصود الترجمة في كون الشرك غير مغفور لمن مات عليه وان ما دونه تحت مشيئة الله ومما دون الشرك البدعة والكبيرة ومما دون الشرك البدعة والكبيرة والبدع اشبه بالشرك منها بالكبائر والبدع اشبه بالشرك منها بالكبائر لانهما يتعبد بهما ويتخذان دينا لانهما يتعبد بهما ويتخذان دين فالبدعة حينئذ اعظم وصاحبها بالعقوبة عليها اجدر فالبدعة حينئذ وصاحبها في العقوبة اجدر لمقاربتها الشرك الذي لا يغفر لمقاربتها الشرك الذي لا يغفر. فالبدعة اشبه بالشرك من الكبيرة بالشرك. فتكون البدعة اخطر واعظم من الكبيرة والدليل الثاني قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا. ودلالته على مقصود الترجمة ان المبتدع ممن يفتري على الله كذبا ليضل الناس بغير علم فلا احد اظلم منه فما جناه من البدع اشد من الكبائر فما جناه من البدع اشد من الكبائر لان الكبيرة لا تدعى دينا ولا تنسب اليه لان الكبيرة لا تدعى دينا ولا تنسب اليه بخلاف افتراء المبتدع كذبا في نسبته البدعة الى الدين فالبدعة اعظم من الكبيرة والدليل الثالث قوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة الاية ودلالته على مقصود الترجمة انه كما ان الكافر المضل يحمل يوم القيامة وزره كاملا ووزر من اتبعه فكذلك المبتدع المضل يوم يحمل يوم القيامة ذنوبه كاملة وذنوب من اتبعه لان المبتدع ذوق للناس بدعته وغرهم بضلالته وزعم انها دين وهذا من اعظم اضلالهم فيكون جزاؤه جزاء الكافر المضل فانهما يشتركان بنسبة ضلالتهما الى الدين بخلاف صاحب الكبيرة فلا ينسب ظلاله واضلاله الى الدين. والحديث والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما فلقيتموهم فاقتلوهم. متفق عليه من حديث علي رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة بالامر بقتالهم على بدعتهم استعظاما لشرهم بالامر بقتالهم على بدعتهم استعضاما لشرهم ولم يأت مثله في اهل الكبائر ولم يأت مثله في اهل الكبائر. فالبدعة اشد من الكبيرة بالامر بالقتال عليها والدليل الخامس حديث لان لقيتهم لاقتلنهم قتلى. متفق عليه ايضا من حديث ابي سعيد الخدري ودلالته على مقصود الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن عزمه على قتلهم اي الخوارج حسما لمادة بدعتهم ومبالغة في تقبيحها ولا نظير له في اهل الكبائر فعلم ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل السادس حديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وهو عند مسلم بمعناه ودلالته على مقصود الترجمة ان جور الامراء وهو ظلم الرعية كبيرة من الكبائر وحرم شرعا قتالهم ما لم يكفروا وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال بقتال الخوارج لبدعتهم فدل ذلك ان البدعة اشد من الكبيرة لانه نهي عن قتال المتصفين بكبيرة عظيمة من الامراء وهي الجور والظلم وامر بقتال الخارجين عليهم المنازعين لهم من الخوارج والدليل السابع حديث جليل ابن عبد الله رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة الحديث رواه مسلم وليس في لفظه عند مسلم. ومن سن سنة جاهلية وانما لفظه ومن سن في الاسلام سنة سيئة ودلالته على مرصود الترجمة في قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة والسنة السيئة هي البدعة لانها تنسب اليه مع كونها ليست منه ويبلغ ذنب صاحبها ان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من بعده ويبلغ ذنب صاحبها ان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده. من غير ان ينقص من اوزارهم شيء ومن دعا الى كبيرة من الكبائر يلحقه اثم دعوته دون اثم فعلها الحقه اثم دعوته دون اثم فعلها لانه لم يجعلها دين ولا قبلتها النفوس كذلك فالبدعة اشد فالبدعة اشد لان داعي البدعة عليه اثم الاضلال والضلال لان داعي البدعة عليه اثم الضلال والاضلال بخلاف داعي الكبيرة فعليه اثم الضلال فقط والدليل على هذا اية وحديث فاما الاية فقوله تعالى ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها اي يكن له نصيب منها فمن للتبعيض واما الحديث ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل منها يعني حظ منها فالذي يلحق من دعا الى كبيرة هو كفل منها اي حظ من اضلاله. واما الذي يدعو الى البدعة فانه يلحقه حظه من الذنب كاملا غير منقوص ففي هذا تعظيم للبدع وتشنيع وتقبيح لها ان على داعيها اسمه واسم من تبعه جميعا لا ينقص منه شيء واما داعي الكبيرة فعليه اثمه وله حظ من اثم من استجاب لدعوته فلا يلحق وزره كاملا والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة رواه مسلم وهو بمعنى حديث جرير ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا على ما تقدم في نظيره السابق وقوله فيه ومن دعا الى ضلالة يبين معنى قوله في الحديث المتقدم ومن ومن سن في الاسلام سنة سيئة فالسنة السيئة هي البدعة والضلالة فالسنة السيئة هي البدعة والضلالة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء ان الله احتجر التوبة قال رحمه الله باب ما جاء ان الله احتجر التوبة عن صاحب البدعة مقصود الترجمة كسابقتها في بيان فظاعة البدعة وشناعتها في بيان فظاعة البدعة وشناعتها لكن من جهة اخرى وهي بيان شؤم البدعة وجنايتها على فاعلها في بيان شؤم البدعة وجنايتها على فاعلها. ان الله احتجر عنه التوبة اي منعه منها اي منعه منها فلا تكون له رغبة فيها ولا مكنة منها فلا تكون له رغبة فيها ولا مكنة منها لان هواه غره ببدعته لان هواه غره ببدعته فاستسلم له وبقي يدين بهذه البدعة وهو المذكور في قوله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه فانه يريد ان يتوب فلا يتوب. ويريد ان يهتدي فلا يهتدي. ومانعه من ذلك هو غلبة الهوى على قلبه فلا يستطيع ان يكسر قيده ولا ان يحل غله عنه. فقد استمكن منه ونشب في قلبه كعلوق المخلب في الصيد اذا ضربه به وهذا مما يتخوف به العبد على قلبه ان يعلق به شيء من الشهوات والشبهات ثم يتجارى معه فلا يستطيع ان يتوب منه. لان هواه قد استحكم فيه. فينبغي ان ينظر العبد الى حال قلبه بين الفينة والفينة فيغسله بصابون السنة والاتباع. لينفي عنه كل درن من هوى وشهوة فان العبد لا ينجو الا بطهارة قلبه. قال الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من من اتى الله بقلب سليم. والقلب السليم هو القلب السالم من كل شهوة وشبهة ذكره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا مروي من حديث انس رضي الله عنه ومن مراسيل الحسن وذكر ابن وضاح ان ايوب قال كان عندنا رجل يرى رأيا فاتيت محمدا ابن سيرين فقلت اشعرت ان فلانا ترك راية؟ قال انظر الى ماذا يتحول؟ ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله من الاسلام ثم لا يعودون اليه. وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك. فقال لا يوفق للتوبة. ذكر المصنف رحمه الله حقيقي مقصود بالترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول حديث انس مرفوعا ان الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة اخرجه اسحاق ابن راهويه في مسنده والطبراني في المعجم الاوسط ولا يصح بل قال الذهبي منكر ويروى الحديث بلفظ حجب وحجر وحجز ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة للمطابقة بينهما والدليل الثاني حديث الحسن البصري مرسلا اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها والدليل الثاني حديث الحسن البصري مرسلا اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها. وهو احسن ما في الباب وتقدم ان المرسل من الحديث الضعيف ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه فان المطابقة بينه وبين الترجمة ظاهرة والدليل التالت حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية الحديث وهو في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وليس عند مسلم ثم لا يعودون اليه. بل هي للبخاري وحده والقصة التي ساقها المصنف معزوة الى كتاب ابن وضاح صحيحة الاسناد والحديث فيها مرسل لكنه جاء موصولا في الصحيحين من حديث ابي سعيد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم لا يعودون اليه فتتجارى بهم الاهواء وتشربها قلوبهم وتتمكن منها فلا يمكن لهم ان ينزعوا عنها ولا ان يخرجوا منها فالحال كما اخبر الامام احمد لما سئل عن معنى ذلك فقال لا يوفق للتوبة اي لا ييسر له طلبها ولا تتضلع نفسه الى حصولها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الى قوله وما كان من المشركين مقصود الترجمة بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام وهذا معنى قول بعض الادباء البدعة شرك الشرك البدعة شرك الشرك بشركوا حبالة الصائد التي ينصبها لقنص صيده والبدعة بهذه المنزلة هي حدالة شيطانية ينصبها الشيطان للناس ليصطادهم فيها فاذا وقعوا في شبكته نقلهم الى الشرك فالبدعة قنطرة تفضي الى الشرك ومستحسن البدع يوشك ان يتخذ سوى الاسلام دينا له نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى ومن يرغب عني ملة ابراهيم الا من سفه نفسه الايتين وفيه حديث الخوارج وقد تقدم وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياءه انما اوليائي المتقون. وفيها ايضا انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال اما انا فلا اكل اللحم. وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام. وقال الاخر فلا اتزوج النساء وقال الاخر اما انا فاصوم الدهر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم وافطر واتزوج نساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني. فتأمل اذا كان بعض افاضل الصحابة لما ارادوا التبتن للعبادة قال فيه هذا الكلام وسمى فعله رغوبا عن السنة. فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة؟ ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود خمسة ادلة ما الدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب لما تحاجون في ابراهيم الاية واللتين بعدها ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود والنصارى لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم ان اليهود والنصارى لما اختلفوا وتفرقوا رغبوا عن ملة ابراهيم. وجادلوا فيه بغير علم فكذلك يكون حال من ابتدع في هذه الامة فانهم بما صنعوا مختلفون مخالفون فانهم بما صنعوا مختلفون مخالفون وحقيقة مسلكهم الرغبة عن الاسلام فيوشك بهم الامر ان يخرجوا منه والدليل الثاني قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الاية فدلالته على مقصود الترجمة في قوله الا من سفه نفسه فمن خرج عن الملة الابراهيمية اصابه سفه الدين فمستقل ومستكثر ومن اعظم السفهاء المتلطخون بالبدع ويوشك ان يزداد سفههم حتى يخرجوا عن الاسلام بالكلية بان السفه لا ينتهي الى حد لان السفه لا ينتهي الى حد والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم وهو حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهو من رومية الحديث في الصحيحين عن ابي سعيد واللفظ للبخاري فدلالته على مقصود الترجمة في مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام في مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام لرغبتهم عنه بالبدعة لرغبتهم عنه بالبدعة ومروقهم اما بالخروج منه كفرا واما بمباعتته فسقا. والثاني هو قول جمهور اهل العلم وعليه اجماع الصحابة انه مروق وانهم ليسوا كفارا لكن يخشى على من مرق بفسق ان يتتايع في فسقه حتى يبلغه الكفر والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال ان ليسوا لي باولياء الحديث وهو بهذا اللفظ لا يوجد وانما الحديث في الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي يعني فلانا ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين وابهم فلان سترا له ولعدم الحاجة الى تسميته ولعله دخل على من ذكره كالمصنف وغيره بهذا اللفظ حديث اخر وهو حديث معاذ ان اولى الناس بي المتقون من كانوا حيث كانوا. ان اولى الناس بي المتقون حيث كانوا ومن كانوا رواه احمد واسناده جيد ودلالته على مقصود الترجمة ان من احدث في الاسلام ولو كان من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برئ الرسول صلى الله عليه وسلم منه فالبدعة تقطع صاحبها عن تولي المؤمنين فهو بريء منهم وهم برءاء منه وهو بفعله راغب عن الاسلام. لبراءته من اهله. وربما زاد الامر به حتى ينافره هم بالكلية فيخرج الى الكفر والدليل الخامس حديث انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من رغب عن سنتي فليس مني اي من ترك طريقتي فليس مني والرغبة عن السنة نوعان احدهما الاعراض عنها مع اعتقاد ان ما هو عليه ارجح هديا مما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا كفر والاخر الرغبة عنها بتأويل يعرض لصاحبه فهذا لا يخرج به العبد عن الاسلام لكنه على خطر عظيم. فكل ما بعد العبد عن السنة يوشك ان يباعده عن الاسلام وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين