السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء السماء ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها كلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم. ويطلع منه المنتهون الى تحقيق في مسائل العلم وهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب التاسع من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف فهو كتاب فضل الاسلام بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف فقد انتهى بنا البيان الى قوله باب قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا نعم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللحاضرين ولجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها الاية مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على الاسلام الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه وانه دين الفطرة والتحرير من البدع لانها تغيير له واعوجاج عنه والتحذير من البدع لانها لانها تغيير له واعوجاج عنه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب الاية وقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان يا ملة ابراهيم حنيفا. الاية وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين وان ولي منهم ابي ابراهيم وخليل ربي ثم قرأ ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي. وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ طوبى للغرباء رواه مسلم. ونهوا عنه ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم ولهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض وليرفعن الي رجال من امتي حتى اذا هويت نناولهم لانولهم اختني جودوني فاقول اي رب اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك وله معن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت انا قد رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال انتم اصحابي اخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا فكيف تعرف من لم يأت بعد من امتك؟ قال ارأيتم لو ان رجلا له خيل غر محجلة بين ظهراني خيل دهم المهم الا يعرف خيله؟ قالوا بلى. قال فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوض. الا لا يدادن رجال يوم القيامة كما يذاد البعير الضال اناديهم الا هلم. فيقال انهم قد بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا. وللبخاري قال بينما بينما ها انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم وعرفوني. خرج رجل بيني وبينهم فقال هلم فقلت الى اين؟ فقال الى النار والله. قلت ما شأنه قال انه مرتد بعدك على ادبارهم على ادبارهم المقهرة. ثم اذا زمرة فذكر مثله. قال فلا اراه يخلص منهم الا مثل الا مثلها النعم ولهما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم الاية والهما عنه مرفوعا قال ما من مولود يولد الا على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا انتم تجدعونها ثم قرأ ابو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها. الاية متفق عليه. وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وانا اسأل عن الشر مخافة ان يدركني. فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلين وشر. فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قال نعم. فقلت وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه خير قال قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي. تعرف منهم وتنكر؟ قلت فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم ام فتنة فتنة عمياء ودعاة على ابواب جهنم؟ من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. قال قوم من جلدتنا كلمونا بالسنتنا. هذه الاحاديث بعض الناس يقرأها وهو لا يشهدها قلبه فهو يسمع هذه الاحاديث ولا يعتبرها في اهل زمانه فيكون انتفاعه بها قليلا والمنتفع بالقرآن والسنة هو الذي اذا سمع بينات الهدى وحججه اعملها فيهم فتميز له الحق من الباطل وانما كان الكتاب والسنة نورا لمن اهتدى بهما. اي من اوقف قلبه عليهما فالذي يسمع مثل هذه الاحاديث ثم يرى حال اهل زمانه يتجلجل قلبه خوفا ورهبا ويسأل الله دأبا ان يحييه على الاسلام والسنة. نسأل الله ان يحيينا جميعا للاسلام والسنة نعم. احسن الله اليكم. قال قلت يا رسول الله صفهم لنا. قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت يا رسول الله فما تأمرني انني ان ادركت ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم؟ قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو ان تعض على على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك اخرج زاد مسلم ثم ماذا؟ قال ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره. قلت ثم ماذا؟ قال هي قيام الساعة. وقال ابو العالية تعلموا اما فانا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام ولا تنحرفوا عن الصراط شمالا ولا يمينا وعليكم بسنة نبيكم واياكم وهذه الاهواء تأمل كلام ابي العالية هذا ما اجله. واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الاهواء. التي من اتبعها فقد رغب عن الاسلام وتفسير الاسلام بالسنة والاسلام وخوفه على اعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن الاسلام والسنة. يتبين لك معنى قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب. وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه واشباه هذه الاصول الكبار التي عليها اصل الاصول والناس عنها في غفلة. وبمعرفة هذا يتبين لك معنى الاحاديث في هذا الباب وامثالها. واما الانسان الذي يقرأها واشباهها وهو امن مطمئن انها لا تناله. ويظنها في ناس كانوا فبانوا امنيا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. رواه الامام احمد والنسائي ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الامر باسلام الوجه لله ما فيه من الامر باسلام الوجه لله والاقبال عليه وذلك هو الموافق للفطرة وهو الدين المستقيم فمن بدله خرج عنه كله خرج عنه كله او بعضه والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة والدليل الثاني قوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه الاية ودلالته على مقصود الترجمة وصية ابراهيم ويعقوب عليهما الصلاة والسلام بلزوم الاسلام حتى الموت لانه دين الله المصطفى ومن رغب عنه اخل بوصية بوصية النبيين الكريمين ومن رغب عنه اخل بوصية النبيين الكريمين وليس وراء الدين المصطفى الا الرديء المطرح وليس وراء الدين المصطفى الا الرديء المطرح. قال الله تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال والبدع من جملة ذلك والدليل الثالث قوله تعالى ثم اوحينا اليك من اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اتبع ملة ابراهيم حنيفا فامر العبد باتباعها لانها حنيفية تتضمن الاقبال على الله لانها حنيفية تتضمن الاقبال على الله ومن الاقبال عليه التدين بشرعه والانتفاخ عن البدع ومن الاقبال عليه التدين بشرعه والانكفاف عن البدع فان الله امرنا ان نعبده بما شرع لا بالاهواء والبدع فان الله امرنا ان نعبده بما شرع لا بالاهواء والبدع والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين الحديث رواه الترمذي ولا يصح ودلالته على مقصود الترجمة بموالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم وكونه اولى به هو والذين امنوا معه وكونه اولى به هو والذين امنوا معه كما جاء في صريح القرآن وانما كانوا كذلك لاتباعهم ملته واستقامتهم عليها وانما كانوا كذلك لاتباعهم ملته واستقامتهم عليها وملة ابراهيم كما سلف هي محض الاقبال على الله وملة إبراهيم كما سلف هي محض الاقبال على الله ومن جملته عبادته بما شرع ومناهضة الاهواء والبدع ومناهضة الاهواء والبدع والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن غربة الاسلام في طرفيه في خبره صلى الله عليه وسلم عن غربة الاسلام في طرفيه بدءا وانتهاء فالتفرد فيه يقوي الثبات عليه فالتفرد فيه يقوي الثبات عليه لان الغربة وصف لازمه في ابتدائه وسيلازمه في انتهائه لان الغربة وصف لازمه في ابتدائه وسيلازمه بانتهائه وملازمة الاسلام مع التفرد عليه هو محاذاة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في الزمن الاول فانهم كانوا منفردين عن غيرهم بما دانوا به من دين الاسلام والدليل السادس حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى اجسامكم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من خبر ان محل النظر من الله هو قلب العبد وعمله ان محل النظر من الله هو قلب العبد وعمله فهو احق بالرعاية واولى بالعناية فهو احق بالرعاية واولى بالعناية ورأس رعايته واعظم الاعتناء به اقامته على الاسلام اقامته على الاسلام والثبات عليه وتحصينه من عواد الابتداع وتحصينه من عواد الابتداع ومضلات الفتن والدليل السابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرضكم على الحوض الحديث متفق عليه ومعنى انا فرضكم اي سابقكم ومتقدمكم ودلالته على مقصود الترجمة في بيان سوء عاقبة الاحداث في بيان سوء عاقبة الاحداث والميل عن الصراط المستقيم انها تؤول بصاحبها الى براءة الرسول صلى الله عليه وسلم من وحرمانه من الورود عليه على حوضه وحرمانه من الورود عليه على حوضه فالمذكورون في الحديث رجال من امته صلى الله عليه وسلم رفعوا له حتى اذا اهوى ليناولهم من حوضه اختلجوا دونه اي انتزعوا منه واقتطعوا عنه فحين بينهم وبينه وموجب حرمانهم هو احداثهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا صحبوه ثم ارتدوا وظنهم النبي صلى الله عليه وسلم باقين على العهد الذي عهد اليهم فشفع بصحبته فشفع لهم بصحبته له فقال اي رب اصحابي فقيل له انك لا تدري ما احدثوا بعدك واذا كان من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم احدث يدفع عن حوضه ويمنع فغيرهم بعدهم اذا احدثوا اولى بالدفع عنه والمنع منه وكل من وقع البدع فصار من اهلها فهو مبدئ فهو مبدل محدث حقيق بالدفع والمنع قال ابن بطال في شرح البخاري اهل البدع كلهم مبدلون محدثون انتهى كلامه فيكون لهم حظ من هذا الحديث ويدفعون عن الحوض النبوي فلا يكون لهم منه سقيا قال القحطاني القحطاني في نونيته صراطنا حق وحوض نبينا صدق له عدد النجوم اواني يسقى بها السني اعذب شربة ويزاد كل مخالف بتان فنسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الشرب من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت انا قد رأينا اخواننا الحديث متفق عليه ايضا واللفظ لمسلم وسياق البخاري مختصر فدلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في فضيلة الاستقامة على الاسلام في فضيلة الاستقامة على الاسلام واستحقاق اخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الدينية به وان بعد الزمان عنه صلى الله عليه وسلم والمستقيمون على الاسلام من المتأخرين هم اخوان سيد المرسلين فمن فاتته صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفوتنه اخوته وان اكد عاصرة الاخوة معه صلى الله عليه وسلم ان يلتزم العبد هديه وسنته صلى الله عليه وسلم وكان القاضي عياض الي ينشد ومما زادني شرفا وتيها وكت باخلص اطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وان صيرت احمد لي نبيا. فمن تمام الشرف وكمال الفخر ان يعد العبد مع بعد العهد من اخوان النبي صلى الله عليه وسلم والاخر سوء عاقبة الاحداث سوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض على ما تقدم شرحه وفيه زيادة تقرير للمعنى ببراءته صلى الله عليه وسلم ودعائه على المحدثين اقول ايه سحقا سحقا فابلغ في مراغمتهم والحاق السوء بهم بدعائه صلى الله عليه وسلم عليهم فيزدادون شرا شرهم واذا اشهد المرء قلبه ذلك المشهد خاف ان يكون ممن يذاد ويقال له سحقا سحقا والدليل التاسع حديث بينما انا قائم فاذا زمرة الحديث اخرجه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة تسابقيه في ذكر سوء عاقبة الاحداث وقوله في الحديث فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم اي لا يخلص منهم من النار الا قليل والهمل ما يترك مهملا لا يتعاهد ولا يرعى حتى يضيع ويهلك والدليل العاشر حديث ابن عباس رضي الله عنهما فاقول كما قال العبد الصالح الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في براءته صلى الله عليه وسلم من المحدثين والمبدلين كما يدل عليه تمام حديث والعبد الصالح هو عيسى ابن مريم وقعت تسميته في صحيح البخاري والدليل الحادي عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ما من مولود الا يولد على الفطرة الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في الخبر عن ان الناس يولدون على الفطرة اي الاسلام في الخبر ان الناس يولدون على الفطرة اي الاسلام الخالص من الشوب فهو الاصل الديني والتبديل والاحداث يخرج به العبد عن الفطرة والدليل الثاني عشر حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير الحديث متفق عليه ايضا وزيادة المذكورة بعده عزاها المصنف الى مسلم وليست عنده في النسخ التي بايدينا ولعل المصنف اراد اصل الحديث وهذا اشبه وهي بهذا اللفظ عند ابي داوود في سننه وفي ثبوتها نظر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع بعده من الاحداث والتبديل تحذيرا منه وتنفيرا عنه فالخوف من الوقوع فيه عظيم لتحقق صدقه صلى الله عليه وسلم انه سيقع والاخر وصيته صلى الله عليه وسلم بالاستقامة والثبات على الاسلام بلزوم جماعة المسلمين وامامهم فان لم يكن لهم جماعة ولا امام فليعتزل العبد تلك الفرق كلها ولو ان يفضي به اعتزاله الى ان يعض على اصل شجرة ان يشد باضراسه على اصل شجرة حتى يدركه الموت وهو كذلك ابتغاء سلامته في دينه فان السلامة في الدين لا يعدلها شيء وهي اعظم المطالب الايمانية التي ينبغي ان يعظمها العبد في قلبه ان يسلم له دينه فان الله سبحانه وتعالى سائله عنه ولا يهمن العبد بعد ذلك كلام المتكلمين ولا مقالات القائلين فانك مسؤول عن نفسك والشأن في طلب نجاتك من الهلاك فينبغي ان تنظر فيما ارشدك اليه الشرع الحكيم فلا تتطلب سلامتك بالاهواء والاراء والاستحسانات والمصالح وانما تطلب نجاة نفسك بما بين الله لك وبين لك رسولك صلى الله عليه وسلم والدليل الثالث عشر اثر ابي العالية الرياحي رحمه الله احد التابعين قال تعلموا الاسلام الحديث رواه عبدالرزاق في مصنفه واسناده صحيح وزاد واياكم وهذه الاهواء وهذه الامور واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء يعني الاهواء ودلالته على مقصود الترجمة في امره رحمه الله بتعلم الاسلام وعدم الرغبة عنه ولزوم صراطه المستقيم وتحذيله عن الانحراف عنه يمينا وشمالا والوصية بالسنة والزجر عن الاهواء فلا يسلم العبد الا بتعلم الاسلام فمن تعلم الاسلام وتبين احكامه واستقر في قلبه حقائقه وعرف موارده ومآخذه نجا فلزم الصراط المستقيم ومن خفيت عليه معالمه واندرست في قلبه اعلامه وقع في السبل فانحرف عنه يمينا وشمالا وافضت به حاله الى اتباع الاهواء مما احدثه الناس من الشبه المفرقة والبدع المحرقة التي تلقي بينهم العداوة والبغضاء فالعاقل يطلب نجاة نفسه بلزوم الصراط المستقيم واطري نفسه عليه وحذره من كل ما يحول بينه وبين الصراط المستقيم ولا يكمل له ذلك الا بتجريد نفسه من الاغراض والاعواض فان المتجرد منها الذي لا يرى له شيئا ولا يطلب من احد شيئا هو الذي يوفق الى لزوم الصراط المستقيم اذا مرجت الاهواء وانعقدت الويتها واجتمع ركام سحابها. اما من يعلق نفسه بالمطالب والاغراظ والاعواض والقيل والقال فانه لا يأمن على نفسه ان يكون اليوم يمنة ان يكون اليوم يمنة ويكون غدا اسرة فان القلب بين اصبعين من اصابع الرحمن. واذا لم يشهد المرء قلبه نعمة لزوم الصراط المستقيم ويلظ بدعاء الله سبحانه وتعالى الثبات على هذه النعمة فانه ربما سلبها وهي اعظم مسلوب يسلب من الانسان قال ابن القيم رحمه الله تعالى واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان لو شاء ربك كنت مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن واقتاد ابن ابي رواد سفيان وسفيان الثوري وهو على ظهر بعير فبكى سفيان كثيرا فقال له ابن ابي رواد يا ابا عبد الله هل تخاف ذنوبك فاخذ شيئا من هشيم النبت كان على ظهر البعير فقال يا ابن ابي رواد ان ذنوبي اهون علي من هذا العود ولكني اخاف ان اسلب التوحيد وهذه مقالة العالمين بالله وبشرعه. فان احدهم لا يأمن على نفسه ان يسلب توحيد الله عز وجل ولزوم مستقيم فيتغير عنه وينحرف وقد روى الامام احمد بسند حسن من حديث ام سلمة رضي الله عنها ان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مكان اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فاذا كان هذا دعاء دعاء الطاهر المطهر الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما الحلي باحدنا الا ان يكون هجيرا؟ سؤال الله عز وجل ان يثبت قلبه على دينه. فنسأل الله عز وجل الا ان يثبت قلوبنا جميعا على الدين. والدليل الرابع عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا الحديث رواه احمد والنسائي في كبراه ويروى هذا الكلام عن عبد الله من غير وجه فلا ريب في صحته عنه وقد صححه ابو عبدالله الحاكم في المستدرك وابو عبدالله ابن القيم رحمهم الله تعالى ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم وذلك هو الاسلام وما خرج عنه يمينا وشمالا فهي سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليها ويزين للناس سلوكها وهذه الشياطين منها شياطين جنية ومنها شياطين انسية والواجب على احدنا هو اتباع سبيل الله ومجانبة ما سواه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله باب ما جاء في غربة الاسلام وفضل الغرباء مقصود الترجمة بيان وقوع غربة الاسلام بيان وقوع غربة الاسلام وفضل الغرباء وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به وانفرادهم عن غيرهم وغربة اهله نوعان وغربة اهله نوعان احدهما الغربة القدرية الغربة القدرية وهي للمسلمين كافة بين الكافرين وهي للمسلمين كافة بين الكافرين والاخر الغربة الشرعية الغربة الشرعية وهي للمسلم المتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وهي للمسلم المتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والفضائل المذكورة والمناقب المأثورة في الايات والاحاديث هي حظهم دون غيرهم من المسلمين لان الغربة المعتد بها شرعا هي الغربة التي يتمسك فيها العبد بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال بدأ الاسلام غريما وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم. ورواه الامام احمد من حديث ابن ابن مسعود رضي الله عنه وفيه قيل ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل. وفي رواية قال الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس. ورواه الامام احمد من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه وفيه قال فطوبى يومئذ للغرباء اذا فسد الناس وللترمذي من حديث كثير ابن عبد الله عن ابيه عن جده قال قال طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي. وعن ابي امية قال سألت ابا ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت يا ابا ثعلبة كيف تقول في هذه الاية يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الاية. قال اما والله لقد سألت خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبع ودنيا ودنيا مؤثرة ويا اعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام فان من ورائكم ايام الصبر القابض فيهن على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل ما مثل عملكم. قلنا منا او منهم؟ قال بل منكم رواه ابو داوود روى الترمذي روى ابن وضاح معناه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولفظه ان من بعدكم اياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين ثم قال اما انا محمد بن سعيد؟ قال انبأنا اسد قال اخبرنا سفيان ابن عيينة عن اسلم البصري عن سعيد اخي الحسن يرفعه قال انكم اليوم وعلى بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله. ولم تظهر فيكم السكرتان. سكرات الجهل وسكرة حب العيش وستحولون عن ذلك فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة له اجر خمسين. قيل منهم؟ قال بل منكم. وله باسناده عن المعافر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يتمسكون بكتاب الله حين يترك ويعملون بالسنة حين تطفأ ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة تسعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم قولوا بقية ينهون عن الفساد الاية ودلالته على مقصود الترجمة بقوله في تمامها الا قليلا ممن انجينا منهم الا قليلا ممن انجينا منهم الناجي قليل والقليل يكون غريبا الناجي قليل والقليل يكون غريبا ونجاته ونجاتهم دال على دالة على فضلهم ونجاتهم دالة على فضلهم. ففيه فضل الغرباء انهم هم الناجون ففيه فضل الغرباء انهم هم الناجون والمصنف رحمه الله مقتف في ايراد الاية دليلا على غربة الاسلام ابا اسماعيل الهروي صاحب منازل السائلين فانه صدر باب الغربة من كتابه بهذه الاية قال ابن القيم رحمه الله تعالى في شرح المنازل المعروف بمدارج السالكين استشهاده بهذه الاية في هذا الباب دليل على رسوخ قدمه في العلم والمعرفة وفهم القرآن والدليل الثاني حديث ابي هريرة بدأ الاسلام غريب الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة ففيه الخبر الصادق عن غربة الاسلام مع بيان فضل الغرباء ان لهم طوبى وهي فعلة من الطيب وهي فعلة من الطيب. فلهم كل طيب في الدنيا والاخرة وهم الفائزون بالحياة الطيبة في الدنيا والاخرة والدليل الثالث حديث ابن مسعود وفيه بمثل حديث ابي هريرة وفيه ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل رواه احمد وهو عند الترمذي دون الزيادة واسنادها صحيح اما الرواية الاخرى في حديث ابن مسعود الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس فاخرجها الاجري في الغرباء والداني في الفتن ولا تصح واحسن ما يروى في هذا المعنى ما جاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه ففيه بيان فضل الغرباء ان لهم طوبى وفيه وصف الغرباء انهم النزاع من القبائل اي المجتمعون على الاسلام من اعراق شتى وانساب متفرقة اي المجتمعون على الاسلام من اعراق شتى وانساب متفرقة واجناس مختلفة والدليل الرابع حديث سعد ابن ابي وقاص وفيه فطوبى يومئذ للغرباء اذا فسد الناس رواه الامام احمد ورجاله ثقات سوى راويه عن سعد وهو ابن له سوى رويه عن سعد وهو ابن له فانه وقع مبهما والاقرب انه ابنه عامر والاقرب انه ابنه عامر احد الثقات فاسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه والدليل الخامس حديث عوف بن زيد رضي الله عنه طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس الحديث رواه الترمذي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في ذكر فضل الغرباء وبيان حقيقتهم انهم يصلحون ويصلحون وهذه هي الحقيقة الثابتة لهم شرعا وان ضعف اسناد حديث عوف رضي الله عنه والدليل السادس حديث ابي ثعلبة الخشني بل ائتمروا بالمعروف الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده ضعيف لكن لجمله شواهد تقويها لكن لجمله شواهد تقويها ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر والاخر ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين فيكون له على عمله تضعيف الاجر حتى يبلغ اجر خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتضعيف عمله لا يبلغه ان يكون افضل منهم وتضعيف عمله لا يبلغه ان يكون افضل منهم. لان لهم من مجموع الشمائل والخصال والفضائل ما لا يدرك شؤه ولا تمكن منازعته فهم السابقون. وان ضعف الاجر لمن بعدهم والدليل السابع حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان بعدكم اياما الحديث اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها ولا يصح اسناده لكن معناه في غير حديث كما سلف ودلالته على مقصود الترجمة كدلالة سابقه والدليل الثامن حديث سعيد البصري اخي الحسن وهو من التابعين انكم اليوم على بينة من ربكم الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو مرسل فلا يصح ودلالته على مقصود الترجمة حذو نظيريه السابقين فانه في معناهما والدليل التاسع حديث بكر ابن عمرو المعافر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو ضعيف لارساله ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة بما فيه من فضل الغرباء غير ان ما ذكر غير ان ما ذكر من نعتهم فيه نظر غير ان ما ذكر فيه من نعتهم فيه نظر فانه لا يزال يقيم الله في الارض من يأخذ بكتابه ويتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فانه لا يزال يقيم الله في الارض من يأخذ بكتابه ويتبع السنة نبيه صلى الله عليه وسلم وانما يفقد هذا مع فقد الغرباء وانما يفقد هذا مع فقد الغرباء اذا بعث الله على الخلق ريحا طيبة فقبضت كل من كان في قلبه ذرة من خير وايمان فيبقى همج الناس وشرارهم ورعاعهم فعليهم تقوم الساعة فحينئذ يترك الكتاب والسنة لكن فقد الاخذ بهما يقارن فقد الغرباء فلا يوجدون نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب التحذير من البدع مقصود الترجمة التحذير من البدع بالتخويف منها مقصود الترجمة التحرير من البدع بالتخويف منها وبيان خطرها لتجتنب وبيان خطرها لتجتنب فيلزم العبد مباعدتها ومفارقتها فيلزم العبد مفارقتها ومباعدتها والا يركن اليها ولا الى اهلها والا يركن اليها ولا الى اهلها وهذا المعنى الذي رامه المصنف وقصده تقدمت فيه ترجمتان الاولى باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر والثانية باب ان الله التوبة على عن صاحب البدعة باب ان الله فجر التوبة عن صاحب البدعة فهو قصد بالترجمتين السابقتين التحذير من البدع واهلها ثم ختم بهذه الترجمة امعانا في التحذير وابلاغا في الزجر وتأكيدا لتقرير هذا المعنى وان البدع من اعظم الادواء والعلل التي ينبغي ان يحذرها العبد وينفر منها لان لا افسد دينه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله عن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب من العيون قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاغصنا. قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها تمسكوا بها وعضوا عليها النواجز واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. قال الترمذي وحديث حسن صحيح. وعن حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدها فان الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر وخذوا طريق من كان قبلكم. رواه ابو داوود. وقال الدارمي واخبرنا الحكم ابن المبارك قال عمرو ابن يحيى. قال سمعت ابي يحدث عن ابيه. قال نجلس على على باب عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة غدا. فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاءنا ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال فرجع اليكم ابو عبد ابو عبد الرحمن بعد قلنا لا. قال فجلس معنا فلما خرج قمنا اليه جميعا. فقال له ابو موسى يا ابا عبدالرحمن اني رأيت تآنفا في المسجد امرا انكرته والحمد لله لم ارى الا خيرا. قال فما هو؟ فقال ان عشت فستراه. قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظر الصلاة في كل حلقة رجل وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقولوا هللوا مئة فيهللون مئة فيقولوا فيسبحون مئة قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك. قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا من حسناتهم شيء ثم مضى ومضينا معه حتى اتى حلقة من تلك الحلق فقال ما هذا الذي اراكم تصنعون؟ فقالوا يا ابا عبد الرحمن نعوذ به التكبير والتهليل والتسبيح. قال فعدوا سيئاتكم فانا ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم هؤلاء اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بينكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبلى وانياته لم تنكسر والذي نفسي بيده ان انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد او مفتتح باب باب ضلالة قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ويل الله لا ادري لعل اكثرهم يكون منكم ثم تولى عنهم. قال عمرو ابن سلمة رأيت عامة اولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج. والله اعلم بالصواب وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم يوم اتنين ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول حديث العرباض بن سانية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده قوي وهو من اصح حديث اهل الشام ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها امره صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وانها كافية مغنية عما سواها فما خرج عنها فهو حقيق بالحذر منه فما خرج عنها فهو حقيق بالحذر منه والبدع ليست من سنته ولا سنة خلفائه الراشدين بل هي تناقضها فيجب الحذر منها وثانيها تصريحه صلى الله عليه وسلم بالتحذير من البدع في قوله واياكم ومحدثات الامور فانه زجر عنها وتخويف منها وثالثها اخباره صلى الله عليه وسلم ان كل بدعة ضلالة والضلال يفر منه ويحذر عنه والضلال يفر منه ويحذر عنه ولا ينبغي للعبد ان يمر بقلبه عليه بل كمال الايمان الاعراض عن فتن كل فتان قد بوب البخاري باب من الايمان الفرار بالدين من الفتن والدليل الثاني حديث حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابو داوود وهو عزو قديم ذكره جماعة من المصنفين من اقدمهم ابو شامة المقدسي في كتابه الباعث ثم تابعه الناس وليس هذا الاثر في شيء من نسخ سنن ابي داوود التي وصلت الينا ولا وجدته مرويا عند غيره فهو اثر سيار قديم لا يعرف مخرجه فالله اعلم بصحته ودلالته على مقصود الترجمة في نهيه رضي الله عنه عن التعبد بعبادة لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لانهم بهديه اعرف وعلى سنته اوقف لانهم بهديه اعرف وعلى سنته اوقف فما حدث بعدهم فهو بدعة ينهى عنها ويحذر منها واكد هذا بامرهم بلزوم طريق الاولين واكد هذا بامرهم بلزوم طريق الاولين السابقين السالمين من البدع والدليل الثالث حديث عمرو بن سلمة قال كنا نجلس على باب عبدالله بن مسعود قبل صلاة الغداة اي الفجر الحديث اخرجه الدالمي في سننه بهذا التمام واسناده جيد والحديث المرفوع منه في اخره رواه الترمذي وابن ماجه باسناد اخر حسن والحديث المرفوع منه في اخره رواه الترمذي وابن ماجه باسناد اخر حسن. ودلالته على مقصود الترجمة في انك ودللته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في انكاره رضي الله عنه عليهم في انكاره رضي الله عنه عليهم وتغليظه القول لهم حتى قال انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب ضلالة فهم بين شرين فهم بين شرين احدهما ان يكونوا معتقدين ان ما هم عليه من الهدى اكمل مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كفر والاخر ان لا يدعوا ذلك الا يدعوا ذلك ولا ينسبوا انفسهم الى طريقة هي اكمل من طريقته فهم بذلك مفتتحوا باب ضلالة بالاحداث والابتداع في الدين والاخر تفرسه رضي الله عنه فيهم دراسة ايمانية تفرسه رضي الله عنه فيهم فراسة ايمانية بالاخبار عما سيؤول اليه امرهم بالاخبار عما سيؤول اليه امرهم بانه ستعظم بدعتهم بانه ستعظم بدعتهم وتتشعب بهم الاهواء حتى يحملوا السيف على المسلمين حتى يحملوا السيف على المسلمين فوقع ما وقع من امر الخوارج في الصدر الاول فوقع ما وقع من امر الخوارج في الصدر الاول وصار اكثر هؤلاء ممن حارب الصحابة رضي الله عنهم مع الخوارج وهذا يوجب الخوف من افتتاح ابواب الضلالة وان صغرت. فانها تبتدأ صغارا حتى تعظم وتؤول بصاحبها الى الخروج على المسلمين ومقاتلتهم فينبغي ان يتحرز العبد من البدع والضلالات وان يتحفظ منها وان يجعل قلبه في حصن منيع من غائلتها والا يتهاون بشيء منها فان مبتدأ النار من مستصغر الشرر ومبتدأ الشر من مستصغر الذنب فاذا استصغر العبد مخالفته للشريعة جرته الى ما هو اكبر منها وهذه من طرائق الشيطان في الكيد للخلق ان يزين لهم ما صغر في اعينهم وحقروه حتى اذا اشربت قلوبهم محبته جرهم الى ما هو اعظم منه واكد ذلك ما يكون منه في امر البدع فان ميل العبد اليها ولو صغرت يجعل في قلبه نفرة من الحق فتتمادى به تلك النفرة وتقوى في قلبه حتى ينفر من اهل الاسلام. فربما قدم قتالهم على قتال اصحاب الاوثان. ولهذا قال بعض السلف ما ابتدع احد بدعة الا خرج على المسلمين بالسيف ما ابتدع احد بدعة الا خرج عن المسلم بالسيف. اي ان امره يؤول بالتعصب لها واعتقاد صحتها ومقاتلة الناس عليها فيكون مبتدأ امره شيئا صغيرا حتى يخرج على المسلمين فيقاتلهم من من دون الكافرين. وهذا اخر البيان على هذا الكتاب على نحو مختصر يبين مقاصده الكلية اجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع فضل الاسلام لمن حضر الجميع وكثيرا لمن حضر الكثير بقراءة غيره والقاضي يكتب بقراءته صاحبنا واكتبوا اسم احدكم تاما فتم له ذلك في ثلاثة مجالس بالميعاد المثبت من محله في نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الثلاثاء العاشر من ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بالمسجد النبوي في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بقي من الوقت ساعة فنهبكم اياها لنأخذها منكم الليلة نقف هنا وان شاء الله تعالى غدا بعد الفجر نبتدأ في مقدمة اصول التفسير والمؤمل ان نفرغ منها غدا فجرا لنقدم ما بعدها من الكتب تباعا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد واله وصحبه اجمعين