السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فهذا شرح الكتاب الخامس عشر من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب تفسير الفاتحة المفصل لمصنفيه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين يا رب رب العالمين. قلتم حفظكم الله في كتابكم تفسير الفاتحة وقصار مفصل. تفسير الفاتحة وقصار مفصل. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا وانزل الكتاب ليكون للعالمين نذيرا. وصلى الله على عبده ورسوله محمد المبعوث الى الله باذنه وسراجا منيرا. وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان معرفة معاني كلام الله والاشراف على مكنون هداه او هي اولى ما ادمن فيه النظر وحركت نحوه الفكر. فبه تحصل النفوس راحتها وتحوز القلوب طمأنينتها. قوله وفقه الله والاشراف على مكنون هداه اي الاطلاع على الهدى المحفوظ فيه اي الاطلاع على الهدى المحفوظ فيه والمراد به ما تضمنه من البيان والارشاد والمراد به ما تضمنه من البيان والارشاد وهداية القرآن نوعان احدهما هداية عامة للعالمين والاخرى بداية خاصة للمؤمنين والفرق بينهما ان الاول يتناول اقامة الحجة ان الاول هي تناول اقامة الحجة والثاني يتناول يتضمن ايضاح المحجة والثاني يتضمن اظاحى المحجة وتبين ذلك ان هداية القرآن التي تكون للخلق كافة تتحقق باقامة الحجة عليهم. فبانزال القرآن قامت الحجة على الخلق وصار بهذا الاعتبار هداية للعالمين كلهم وهو هداية خاصة للمؤمنين. تتناول ايضاح المحجة اي ابانة السبيل والصراط المستقيم الذي يوصل الى الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله الاوان قصار مفصله اللطيف من الضحى الى اخر المصحف الشريف محل عناية جمهور المسلمين حفظا لقصر اياتها وعذوبة سياقها. ولكل فضائل مخصوصة ومقاصد منصوصة. فهي حقيقة بالتفهم وجديرة بالتعلم. تقدم ان خطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري الخطاب الشرعي الخبري المقتضي للتصديق اثباتا ونفيا الخطاب الشرعي الخبري المقتضي للتصديق اثباتا ونفيا. والاخر الخطاب الشرعي الطلبي المقتضي للامتثال بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال الخطاب الشرعي الطلبي المقتضي للامتثال بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال ومرد معرفة جوامع هذين النوعين الى قسمين من القرآن ومرد معرفة جوامع هذين النوعين الى قسمين من القرآن احدهما قصار المفصل قصار المفصل واكثر ما يتعلق واكثر ما فيها يتعلق بالخطاب الشرعي الخبري. يتعلق بالخطاب الشرعي الخبري والاخر سورة البقرة سورة البقرة واكثر ما فيها يتعلق بالخطاب الشرعي الطلبي فاستفتاح تلقي التفسير يكون بمعرفة هذين القسمين الواقف عليهما المستنبط علمهما يدرك قدرا واسعا من الدراية بعلم التفسير فمن رام ان يدرك علم التفسير فانه يقبل اولا على قصار مفصل حتى اذا وعاها امكنه ان ينتقل الى سورة البقرة فالاول يتعلق بالخطاب الشرعي الخبري. والثاني يتعلق بالخطاب الشرعي طلبي واذا اراد ان يكون له ثبات قدم اعظم في الخطاب الشرعي الخبري فانه يستتم المفصل كله واوله سورة قاف حتى اذا فرغ منه انتقل الى سورة البقرة وهذا اخذ للتفسير باعتبار تلقيه بتفسير الايات اي عن شيخ واما باعتبار تلقي فن التفسير فان له مرقاة توصل اليه سبق نعتها في ثلاثة اشرطة محفوظة في تسجيلات المسجد النبوي نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله وهذا تفسير مختصر للسور المذكورة يقرب تناوله ويسهل تأمله. قيدت مراجيا منفعته التامة ومنتمسا بركته العامة مستفتحا بتفسير الفاتحة لما لها من مقام عظيم ومنزل كريم. والله اسأل السلامة من الزلل واتقاء وسوء القول والعمل تفسير سورة الفاتحة عن ابي سعيد ابن المعلا رضي الله عنه قال كنت اصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم اجبه. قلت يا رسول الله اني كنت اصلي قال الم يقل الله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم؟ ثم قال الا اعلمك اعظم سورة في القرآن قبل ان تخرج من المسجد؟ فاخذ بيده فلما اردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك اعظم سورة من القرآن. قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي تيتو رواه البخاري. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اثنين بسورة الفاتحة فالاسم الاول السبع المثاني. والاسم والاسم الثاني القرآن العظيم تم الاسم الاول وهو السبع المثاني فان الفاتحة سميت به لامرين احدهما يتعلق بالالفاظ والمباني يتعلق بالالفاظ والمباني فاياتها يتبع بعضها بعضا. ويتلو بعضها بعضا وبها تستفتح القراءة في الصلاة فهو يرد بعض تلك الايات على بعض ثم تكرر في الصلاة مرة بعد مرة والاخر يتعلق بالمقاصد والمثاني يتعلق بالمقاصد والمعاني لاقتران جملة من المعاني المتناسبة فيها باقتران جملة من المعاني المتناسبة فيها كالخبر بالانشاء في قوله تعالى الحمد لله رب العالمين مع قوله اهدنا الصراط المستقيم الاية الاولى خبر والثانية انشاء واقتران صفات الجلال بصفات الجمال كقوله رب العالمين وقوله مالك يوم الدين مع قوله الرحمن الرحيم فان الايتين الاوليين في صفات الجلال والاية الاخيرة من صفات الجمال ففي سورة الفاتحة تثنية واعادة تتعلق تارة بالالفاظ والمباني وتتعلق تارة اخرى بالمقاصد والمعاني وقوله في الاسم الثاني والقرآن العظيم بهذه الجملة معنيان احدهما انها وصف للفاتحة انها وصف للفاتحة فهي قرآن عظيم اي مقروء عظيم فيدل على ذلك كونها اعظم سورة في القرآن. وبه سميت بهذا الاسم القرآن العظيم والاخر ان العطف في الجملة من عطف العام على الخاص ان العطف في الجملة من عطف العام على الخاص فيكون انشاء لجملة جديدة يراد بها القرآن كله. فكأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هي السبع المثاني وانتهت اليها الجملة الاولى ثم قال والقرآن العظيم الذي اوتيته اي انه اوتي القرآن كله فهو نعمة من الله سبحانه وتعالى عليه نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى علي عبدي واذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي مسل فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم قوله في الحديث هذا بيني وبين عبدي اشارة الى عهد قوله في هذا الحديث هذا بيني وبين عبدي اشارة الى عهد وقوله ولعبدي ما سأل اشارة الى ايش وعد اشارة الى وعد والعهد والوعد المذكوران في سورة الفاتحة هما المرادان في حديث سيد الاستغفار عند البخاري وفيه وانا على عهدك ووعدك ما استطعت فان العهد والوعد الذي امر العبد بان يشهده قلبه صباح مساء عهد ووعد لازم والعهد والوعد اللازم هو ما جاء في سورة الفاتحة من وقوع المعاقدة بينه وبين الله سبحانه وتعالى في قول ربنا عز وجل هذا بيني وبين عبدي اي هذا عهد بيني وبين عبدي انه لا يعبد الا اي ولا يستعين الا ب فيكون جزاؤه حصول الوعد له الذي وعده الله عز وجل في قوله في هذا الحديث ولعبدي ما سأل وهذا المعنى مع صراحته في السنة النبوية فان شراح الحديث ذكروا معاني اخرى للعهد والوعد لا صلة لها بمظمن المشهور في الخطاب الشرعي او صلتها ضعيفة بعيدة ولا يحسن ان يكون العهد والوعد الذي جاء في سير الاستغفار الا عهد متكرر لازم يكرره العبد في الصباح والمساء لان العبد مفتقر محتاج اليه وانسب شيء يكون فيه الاحتياج واظهر شيء يشهد فيه الافتقار هو ان يكون هذا المذكور في هذا الحديث الالهي الذي رواه مسلم من حديث العلاء ابن عبدالرحمن ابن يعقوب مولى فرقة عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه نعم فاحسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. اياك نعبد ثم اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قوله بسم الله ان يقرأوا القرآن فمقصود النسب المبسم في فاتحة قراءة وبسم الله الرحمن الرحيم اقرأ والاسم احسن الله اعلم على ربنا عز وجل ومعناه المألوف المستحق لافراده بالعبادة. وقوله الرحمن الرحيم اسمان من اسمائه تعالى دالان على رحمته فاول هما دال عليها حال تعلقها به في سعتها. والاخر دال عليها حال تعلقها بالخلق في وصولها اليهم. ذكره المصنف وفقه الله من وقوع الباء بالبسملة حرف جر اصلي يفيد افادته لمعنى وهذا المعنى هو المعنى المشهور للباء عند اهل العربية وهو ماشي وهو الالصاق فان عمود معاني الباء عند اهل العربية هو الالصاق. وعليه اختصر تيبويه في الكتاب وفرعه المتأخرون حتى زادوا معاني الباء على عشرة وهي ترجع بكلكلها الى المعنى المذكور. والمناسب لمعنى الانصاق ها هنا وقوعه للاستعانة فالاستعانة فرد من الافراد المندرجة في حقيقة في حقيقة الالصاق بل باء اذا قال العبد بسم الله يراد بها الصاقا مختصا معناه الاستعانة فهو يستعين بالله سبحانه وتعالى على ما يريده. والجار والمجرور في قوله بسم الله متعلق بمحذوف يبين معناه اذ لا يتحقق المعنى المراد من الجار والمجرور الا بمتعلق يبينه كما قال الناظم لا بد للجار من تعلق بالفعل او معناه نحو مرتقين والتقدير المختار لمتعلق الجار والمجور جامع ثلاثة اوصاف احدها انه فعل لا اسم انه فعل لا اسم لان الاصل في الخبر عن الاعمال الفعل لان الاصل في الخبر عن الاعمال الفعل. وثانيها انه فعل خاص لا عام فعل خاص لا عام والمراد بخصوصيته مناسبته للمقام. والمراد بخصوصيته مناسبته للمقام فالقائل عند ابتداء اكله بسم الله يكون الفعل المناسب له بسم الله اكل وثالثها انه مؤخر غير متقدم انه مؤخر غير متقدم تجريدا لتقديم لتقديم الله سبحانه وتعالى في الذكر تجريدا لتقديم الله سبحانه وتعالى في الذكر والمناسب فيه في هذا المحل ان يقدر بفعل اقرأ فتركيب الكلام بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ. فتقدير الكلام بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ وقوله والاسم الاحسن خبر عن الواحد من اسماء الله مأخوذ من قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فان الاية خبر عن الجمع فاذا اريد الخبر عن واحد من تلك الاسماء قيل في وصفه الاسم الاحسن فان الحسنى فعل مؤنث المذكر احسن. فيكون الفرد من اسماء ربنا سبحانه وتعالى مسمى بالاسم وما عداه مما جرى في عرف المتكلمين فانه يرد عليه اعتراضات ولا يوجد في كلام السلف الشائع اليوم لفظ الجلالة فان هذا لفظ عليه اعتراضات وهو اجنبي عن الخطاب الشرعي ولم يكن مشهورا في عرف السلف بخلاف قولك الاسم الاحسن فانه هو الذي في القرآن فاذا اردت ان تخبر عن واحد من الاسماء الالهية قلت الاسم الاحسن. فمثلا اذا اريد تدريب ابن في الاعرابي فقيل له اعرب قال الله فانه يقول قال فعل ماض مبني على الفتح والاسم الاحسن الله فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. لماذا لانه اسم مفرد والاسم المفرد علامة الرفع تكون فيه هي الضمة ثم قوله ومعناه المألوه المستحق لافراده بالعبادة اي المألوه الذي تألهه القلوب بالحب والخضوع اي المألوه الذي تألهه القلوب بالحب والخضوع ومعنى قولنا تألهه اي تتوجه اليه بالتعظيم اي تتوجه اليه بالتعظيم وموجب هذا التعظيم شيئان احدهما كماله الحاصل والاخر احسانه الواصل احدهما كماله الحاصل والاخر احسانه الواصل. فالعبد يأله لله عز وجل بما هو عليه سبحانه وتعالى من الكمال في صفات جلاله وجماله وهو يألهه ايضا لكمال احسانه الواصل الى الخلق قال الله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. وان تعد وقال وان لم تعدوا نعمة الله لا تحصوها ثم ذكر المصنف بعد الفرق بين الاسمين الايش الاحسنين الرحمن والرحيم فذكر ان الاول منهما وهو الرحمن دال على على عليها اي على ربنا عز وجل على صفة ربنا عز وجل الرحمة حال تعلقها به اي اتصافه به اي اتصافه بها في سعتها والاخر وهو الرحيم دال عليها اي على صفة الرحمة حال تعلقها بالخلق في وصولها ولهذا اذا جاء ذكر الرحيم اذا جاء تعليق الرحمة لم يذكر الرحمن وانما ذكر الرحيم كقوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فلما ذكر من تتعلق به الرحمة قيل الرحيم ولم يقل الرحمن وهو مطرد في القرآن الكريم اشار الى هذا الفرق ابو عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد ونظمته في بيتين فهما غير صالح ها يا خي احسنت ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت او علقت بخلقه الذي رحم فسمه الرحيم فاز من سلم او علقت بخلقه الذي رحم فسمه الرحيم فاز من سلم. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله واول هذه سورة الحمد لله رب العالمين فالحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. ورب العالمين اسم اضافي فظبوا في كلام العرب المالك والسيد هو المصلح للشيء والعالمين جمع عالم وهو اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات فكل جنس منها يطلق عليه عالم فيقال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة قوله فالرب في كلام العرب الى اخره الوالد في سورة الفاتحة من الاسماء الالهية في هذه الاية رب العالمين وهو اسم اضافي وتقدم ان الرب محلا بال لم يأت الا في السنة النبوية. اما في القرآن فانه يجيء مضافا او يجيء منكرا ولم ياتي موصوفا الا في قوله تعالى سلام قولا من رب رحيم ثم ذكر ان العالمين جمع عالم وهو اسم لجميع الخلق من مبدأهم الى منتهاهم ثم قال وكل جنس منها يطلق عليه عالم. عدولا عن قولهم العالمين اسم لما سوى الله لان هذا المعنى لا تعرفه العرب في لسانها وانما هو نتيجة عقلية لمقدمتين منطقيتين. الاولى الله قديم والثانية العالم حادث فالنتيجة كل ما سوى الله عالم. ثم فشت هذه النتيجة حتى داخلت كلام المتكلمين في العلوم فظنوها حقيقة وضعية في لسان العرب على هذا المعنى ولا وفي كلام العرب ذلك وانما العالم عند العرب هو الافراد المتجانسة من المخلوقات فعالم فالانس يسمون عالما لما بينهم من التجانس اي الاشتراك في اي الاشتراك في الجنس وقل مثله في الجن والملائكة والحشرات وغير ذلك وليست كل مخلوقات الله عز وجل افرادا متجانسة بل الموجودات سوى الله سبحانه وتعالى نوعان احدهما المخلوقات المتجانسة وهي المشتركة في جنس كالانس والجن والملائكة والاخر المخلوقات التي لا جنس لها بل هي افراد المخلوقات التي لا جنس لها بل هي افراد كالعرش والكرسي الالهيين كالعرش والكرسي الالهيين ويوجد في كلام الطاهر بن عاشور اشارة لطيفة الى ما حققناه من معنى العالم وهذا بسط لها بما يناسب المقام نعم احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله وربوبيته عز وجل لم تنتج ظلما بل مضمونها العناية بالخلق ورحمتهم. ولهذا وصف نفسه بقوله الرحمن فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق. رحيم يوصل رحمته اليهم. ثم اكد ربوبيته بقوله ما لك يوم الدين وهو يوم الحساب الجزاء عن الاعمال الذي قال الله تعالى فيه وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. هذا من اي انواع التفسير تفسير القرآن بالقرآن اي نوع منهما نص وظاهر من النص ولا من الظاهر نص من النص لانه نص فيها. نعم احسن الله اليكم وهو يوم القيامة وخصه بالذكر لانه يظهر فيه للخلق كمال ملك الله تمام الظهور انقطاع املاك الخلائق والا فهو مالك يوم الدين وغيره من الايام فقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين اي نخصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك في جميع امورنا. وعبادة الله تأله القلب له بالحب والخضوع بالحب والخضوع والمأمور به فيها امتثال خطاب الشرع. والاستعانة به هي طلب العبد العون منه في الوصول الى المقصود ثم قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا اليه وثبتنا عليه حتى نلقاك وهو الاسلام. قوله ثم قال تعالى اهدنا اي دلنا الى اخره اعلام بان الهداية المطلوبة نوعان اعلام بان الهداية المطلوبة نوعان احدهما هداية دلالة وارشاد الى الصراط المستقيم هداية دلالة وارشاد الى الصراط المستقيم والاخر هداية ثبات عليه وتمسك به بداية ثبات عليه وتمسك به والثاني هو موجب الى الله العبد بهذا الدعاء ودوام تكراره له فان المسلم اذا كان وصل الى الصراط المستقيم بمعرفة الاسلام وكونه من اهله فانه محتاج في كل لحظة من لحظاته الى التمسك به والثبات عليه. فهو يكرر دعاء ربه عز وجل في صلاته ان يهديه الصراط المستقيم ان يثبته عليه ويرزقه التمسك به ان العبد لا يأمن على نفسه فالقلوب بيد الله عز وجل ان شاء اقامها وان شاء ازاغها ولا منجى ولا منجى منه الا اليه سبحانه وتعالى ومن طلب النجاة دوام سؤالك اياه. سؤال صادق في دعائه عارف بمقداره ان يهديك الصراط المستقيم ليكون عونا لك في جميع افراد احوالك بالتمسك بالاسلام والثبات عليه. فان الانتساب الى اسلامي دعوة عريضة ولكن التوفيق الى التمسك به والثبات عليه شيء عزيز لا يترشح لها كل احد ونحن وان كان كل واحد منا يزعم من نفسه انه منتسب الى الصراط المستقيم فانه يعرف منها كم مرة زلت قدمه ولامس هفوة ووقع نبوة تخالف الصراط المستقيم فيحتاج الى ان يلظ دائما بدعاء الله عز وجل ان يهديه الصراط المستقيم اي يثبته ويقيمه عليه ثبتنا الله واياكم عليه. نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم اي المتبعين للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم غير صراط المغضوب وهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود. ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم ففيه شبه منهم. ولا صراط الضالين وهم الذين تركوا الحق عن جهلهم فلم يهتدوا واضلوا الطريق وهم النصارى ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن جهل ففيه شبه منهم تفسير سورة الضحى عن يد ابن سفيان رضي الله عنه قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين او ثلاثة فجاءت امرأة فقالت يا محمد اني ان يكون شيطانك اني لارجو ان يكون شيطانك قد تركك لم اره قربك منذ ليلتين او ثلاثة. فانزل الله عز وجل والضحى اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. متفق عليه. قوله فلم يقم ليلتين او ثلاثا اي لم يصب حظه من صلاة الليل اي لم يصب حظه من صلاة الليل فانقطع عند ابه في الصلاة ليلا ليلتين او ثلاثا ها احسن الله اليكم. والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. وللاخرة وخير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. الم يجدك يتيما فاوى؟ واجلك ضالا فهدى واجلك عائلا فاغنى فاما اليتيم فلا تقهر السائل فلا تنهر. واما بنعمة ربك فحدث اقسم الله تعالى بالضحى وهو اسم ضوء الشمس اذا اشرق وارتفع والمراد به هنا النهار كله. لفظ الضحى في القرآن الكريم وقع على نوعين تصرف لفظ الضحى بالقرآن الكريم وقع على نوعين احدهما عام يراد به النهار كله. عام المراد به النهار كله وهو المراد اذا ذكر الضحى مقابل الليل وهو المراد اذا ذكر الضحى مقابلا الليل كقوله تعالى واغطش ليلها واخرج اها فالضحى هنا هو النهار كله والثاني خاص يراد به اول النهار وهو المراد اذا كان مقابلا ذكرى العشية اذا كان مقابلا فذكرى العشية كقوله تعالى يرحمك الله كقوله تعالى كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها وعلى هذا فيكون المراد في سورة الضحى ايهما ها ها يوسف النهار كله لماذا لوقوعه مقابلا لليل نعم احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله وبالليل اذا سكن بالخلق وثبت ظلامه. على اعتنائه برسوله صلى الله عليه وسلم فقال جوابا للقسم ما ودعك ربك وما قلى اي ما تركك ربك وما ابغضك بابطاء وحين تأخره عنك وهذا له من ربه في الدنيا ثم بشره بما له في الاخرة فقال وللاخرة خير لك من الاولى. فلا الدار الاخرة خير لك من دار الدنيا فيعطيك ربك من مظاهر الانعام ومقامات الاكرام في الاخرة. فترضى والى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منفيين. اما المنفي يعني فالاول في قوله ما ودعك ربك اي ما تركك اما المنفيان فالاول في قوله تعالى ما ودعك ربك اي ما تركك والثاني في قوله تعالى وما قلى اي وما ابغضك فالقلى البغض واما المثبتان فالاول في قوله تعالى وللاخرة خير لك من الاولى والثاني في قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى نعم. احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله ثم شرع يذكره بما امتن به عليه في الدنيا فقال الم يجدك استفهام تقرير اي وجدك يتيما لا ام لك ولا اب بل مات ابوه وهو حمل وماتت امه وهو صغير لا يقدر على القيام بمصالح نفسه. فاوى بان ضمك الى من يكفلك وجعل لك مأوى تأوي اليه فكفله جده عبدالمطلب ثم لما مات كفله عمه ابا طالب حتى ايده بنصره وبالمؤمنين. قوله وكفله جده ثم قوله لما ماتا كفله انه ابا طالب هذا الفعل كفله مضعفا ابلغ من كفله لان في التضعيف اشهاد العبد ان هذا منة من الله عز وجل عليه فهو لم يصب ذلك من تلقاء نفسه من الله هو الذي عطف قلب عبد المطلب عليه فكفله ثم عطف قلب عمه ابي طالب عليه فكفله فالمنة العظمى هي لله سبحانه وتعالى فالمجيء بهذا الفعل فيه اظهار الامتنان الالهي على محمد صلى الله عليه وسلم وبه قرأ في احدى القراءتين في قوله تعالى وكفلها زكريا. وفي القراءة الاخرى وكفلها زكريا فالقراءة المخففة فيها بيان وقوع الكفالة فقط والقراءة المشددة فيها ايش ها يا تميم احسنت فيها اظهار منة الله عليها لما ترشح زكريا لكفالتها نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى ووجدك ضالا اي لا تدري ما الكتاب ولا الايمان فهدى فدلك وارشدك وانزل عليك الكتاب والحكمة كما لم تكن تعلم هذه الاية وجد فضالا فهدى فسرتها ايتان اثنتان بمقتضى ما ذكر صاحب الكتاب فاما قوله تعالى ووجدك ضالا اي لا تدري ما يراد بك اي لا تدري ما يراد بك وهو المذكور في قوله تعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان واما قوله تعالى فهدى ففسرها قوله وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم والاحوال النبوية لا يكاد يخفى شيء منها في القرآن الكريم لكنه يحتاج الى حسن نزع منه والاقبال على ما في القرآن من حكايتها فيه تعظيم تعظيم للجناب المحمدي وحسن ادب مع المقام المحمدي فان من الناس من يتجرأ في مثل هذه المواقع من القرآن فيتكلم بكلام لا يحسن مع النبي صلى الله عليه وسلم كالبحث في جنس الضلال الذي كان فيه مما لا طائل تحته واذا رجع الى القرآن الكريم وجدت الله عز وجل يبينه بقوله ايش؟ ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان هذا هو المذكور المراد به الضلال اي عدم علمه بما يراد منه صلى الله عليه وسلم نعم. احسن الله اليكم وقوله تعالى ووجدك عائلا اي فقيرا فاغنى بما ساق اليك من الرزق وقنعك به. ومن اواك هذه الجملة بيان ان الغنى التام في هذه الجملة بيان ان الغنى التام مركب من شيئين احدهما رزق يحصل به العبد يحصل به العبد مصالحه رزق يحصن به العبد مصالحه والاخر قناعة تقطع عن قلبه الطمع بما سواه قناعة تقطع عن قلبه الطمع بما سواه فالعبد اذا رزق مصالحه ووفق اليها بقي عليه في تحصيل الغنى حصول القناعة له اي الرضا بما اوصاه الله سبحانه وتعالى اليه وهذا عزيز في الناس فان اكثر الناس يهدون الى رزق واسع لكن يقل فيهم الرضا بما اوصله الله عز وجل اليهم من النعمة فلا يزال احدهم يستكثر من المال لما في قلبه من الطمع ومحبة المال والتعلق به ولا يكون هذا غنيا وانما الغنى التام هو اجتماع هذين الامرين وهو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة في الصحيح وفيه قوله صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس اي بحصول هذين الامرين معا نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ومن اواك وهداك واغناك فحقه مقابلة نعمته بالشكر. ومنه ما ذكره الله عز وجل في قوله من يتيم فلا تقهر اي لا تغلبه مسيئا معاملته. واما السائل عن دين او دنيا فلا تنهر اي تزجر بل اقض حاجته او رده برفق واما بنعمة ربك فحدث مخبرا عنها فان التحدث بنعمة الله داع لشكرها وسبب في محبة القلوب لمن اسداها فان القلوب على محبة المحسن اليها تفسير سورة الشرح بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. يقول الله تعالى ممتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم الم نشرح لك صدرك استفهام تقرير اي شرحنا صدرك الاسلام وهو ناشئ عن شرح صدره الحسي الذي وقع مرتين اولاهما في صغره لما كان مسترضعا في بني سعد. والثانية والثانية ليلة اسري به في مكة بين يدي الاسراء رواهما مسلم. وافقه البخاري في الثانية. ذكر المصنف في بيان هذه الاية ان الشرح الواقع للنبي صلى الله عليه وسلم في صدره نوعان فالنوع الاول شرح جسماني شرح جسماني في دي شق صدره صلى الله عليه وسلم مرتين طولاهما في صغره. لما كان مسترضعا في بني سعد قبيلة من قبائل العرب في نواحي الطائف لا تزال الى اليوم والاخرى ليلة اسري به من مكة ليلة اسني به من مكة بين يدي الاسراء فشق صدره في مكة قبل الاسراء به والنوع الثاني شرح روحاني شرح روحاني اذ حشي قلبه صلى الله عليه وسلم بالمعارف الايمانية والكمالات الدينية بما اشتمل عليه من ادراك حقائق الدين وملازمة سبيلكم مليء الخلق والشرح الاول موطئ للشرح الثاني فان شرح صدره الجسماني صلى الله عليه وسلم وقع لارادة شرح صدره الروحاني اذ اخرج منه حظ الشيطان وحشي نورا وايمانا كما ثبت في الصحيح نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى وضعنا اي حططنا عنك وزرك وهو الذنب الذي انقض اي اثقل ظهرك ورفعنا لك فاعلينا قدرك وجعلنا لك الثناء الحسن بما اشاع الله من محاسن ذكره بين الناس. وبما نزل من القرآن ثناء عليه وكرامة له. وبالهام الناس التحدث بما بما جبله الله عليه من المحامد في اول نشأته. ومن اعظم ذلك ان الله قرن ذكره بذكره في الشهادتين. وله في قلوب امته المحبة والتعظيم بعد الله تعالى ما ليس لاحد سواه وقوله تعالى فان مع العسر وهو الشدة يسرا اي سهولة والفاء فيه فصيحة تفصح عن كلام مقدر يدل عليه الاستفهام التقريري هنا يدل عليه الاستفهام التقريري هنا اي اذا علمت هذا وتقرر فاعلم ان اليسر مصاحب للعسر. فالعسر الذي عنته وعلمته سيجعله الله يسرا التنكير للتعظيم وفي تكرارها بقوله ان مع العسر يسرا تأكيد لتحقيق اضطراب هذا الوعد وعمومه ثم ذكر المصنف في هذه الجملة ان قول الله تعالى ان مع العسر يسرا بعد قوله في سابقتها فان مع العسر يسرا هو رد لشيء واحد اريد به تأكيد كيد تحقيق المراد بالوعد وعمومه. فالمذكور في الجملة الثانية هو المذكور في الجملة الاولى والعسر الذي ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم هو العسر الذي عهده وعرفه فيما عاناه من دعوة الناس واصلاحهم فاخبر بان العسر الذي احاط به سيتبعه يسر ثم اعيد تأكيد ذلك بالجملة الثانية وما شاع عند كثير من المفسرين من ان اليسر الثاني غير اليسر الاول تعللا بان المعرفة اذا اعيدت فهي المعرفة نفسها. وان النكرة اذا اعيدت فليست الاولى. فيكون العسر بين يسرين. ويذكرون فيه شيء مأثور لن يغلب عسر يسرين. وهذا المروي لا يثبت فيه شيء مرفوع ولا موقوف. والقاعدة التي توهموها محلها اذا انفصلت الجمل فصالا بين اما اذا اعيدت الجملة بعد الجملة فانها هي هي. نبه عليه من حذاق المفسرين من اهل العربية شيخ شيوخنا الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره التحرير والتنوير فتكون الاية الثانية تأكيدا للاية الاولى ليس الا نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بشكره والقيام بواجب نعمه. فقال تعالى فاذا فرغت فانصب فاذا فرغت من عمل باتمامه فاقبل على عمل اخر لتعمر اوقاتك كلها بالاعمال الصالحة. والى ربك فارغب فاعظم الرغبة اليه في مقبلا عليه. وصف الاقبال في قوله مقبلا عليه مستفاد من تعدية الفعل بالى آآ فتقدير الجملة يرغب الى ربك فلما عدي الفعل بالى تضمن معنى هو ارادة الاقبال على الله عز وجل اي كن حال عملك مقبلا على الله سبحانه وتعالى وتقدم ان نحات البصرة اختصوا بملاحظة ما تشربه الحروف والافعال من المعاني التي تفيد قدرا زائدا على اصل الفعل فكقوله فقوله تعالى يشرب بها عباد الله اصل الفعل يشربها عباد الله فلما عدي بالباء علم ان التعدية لمعنى لا يراد به اصل وقوع الفعل وهو حصول الشرب فقط بشرته وانما يتضمن امرا اخر وهو وقوع الشرب وحصول الارواء وهو وقوع الشرب وحصول الارواء فهم يشربون شرابا يرتوون به يقطع حاجتهم عن كل مشروب. فكذا قوله تعالى والى ربك ترغب تقديره ارغب الى ربك وهذه التعدية بالا ليس المراد فيها المجاوزة بان يكون فقط حصول الرغبة الى الله بل فيه تنبيه الى ان الرغبة لا تكون متحققة الا بكمال الاقبال. فاذا وقع كمال الاقبال على الله عز وجل صار المتوجه اليه صادقا في رغبته. واما من يتوجه اليه دون صدق في رغبته فهو ضعيف الاقبال عليه. ولذلك تقدم معنا في قوله انك ما دعوتني ورجوتني ان اها قورن بالرجاء للاعلام بان حال الداعي متظمنة الاقبال على الله عز وجل فهو ليس دعاء فهو ليس دعاء ساه له بل دعاء بقلب حاضر ومن وعى مثل هذه المعاني عرف اثر اللغة العربية في فهم دلالات الادلة الشرعية. وانه لا يستنبط معانيها ولا يستخرج وفيها الا من بسط يده في علوم العربية. واما من كان عاريا منها. فانه مهما بلغ من الحلق في علم من العلوم الاصلية نفسها لا يحصل له من الكمال فيه كما يحصل للمستبصر بعلوم العربية ها احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله تفسير سورة التين. بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون وطور سنين وهذا بلدي الامين لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين امنوا امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير مبنون. فما يكذبك بعد بالدين. اليس الله باحكم الحاكم مين؟ اقسم الله بالشجرتين المعروفتين التين والزيتون فقال والتين والزيتون مريدا منابتهما وهي ارض الشام. ثم اقسم بجبل ائتنا فقال وطوري سنين وهو الجبل الذي كلم الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام. وسنين لغة في سيناء وهي صحراء بين مصر وبلاد فلسطين ثم اقسم اخرى فقال وهذا البلد الامين. وهو مكة المكرمة لامن الناس فيها. والاشارة اليه للتعظيم ولان نزول السورة واقع فيه وهذه المواضع هي مواطن اكثر الانبياء فهي ارض النبوات ومهبط الرسالات. قوله فقال والتين والزيتون كن مريدا منابتهما وهي ارض الشام الحامل على كون المراد هو الارض الذي التي تنبت فيها الشجرتان لا الشجرتين نفسيهما هو دلالة السياق فان الله بعد ذكره للتين والزيتون قال وطول سنين وهذا البلد الامين ومراعاة السياق معتد بها في كلام الفصيح من الخلق فكيف بكلام رب العالمين سبحانه وتعالى فتكون الشجرتان مذكورتين للدلالة على منبتهما. وانهما اكثر ما يكونان واحسن ما يكونان من الارض في بلاد الشام. فتكون الاية الاولى للدلالة على بلاد الشام ولاية الثانية للدلالة على للدلالة على صحراء سيناء والاية الثالثة للدلالة على مكة المكرمة وفي هذه الايات الثلاث اشارة الى مواطن ثلاثة من الانبياء المشهورين وهم عيسى عليه الصلاة في الاية الاولى وموسى عليه الصلاة والسلام في الاية الثانية ومحمد صلى الله عليه وسلم في الاية الثالثة وفي الارضين الاوليين كثير من الانبياء وفي الارض الثالثة نبوة اسماعيل عليه الصلاة والسلام ثم جاء من ذريته محمد صلى الله عليه وسلم وهذه البقاع الثلاثة هي مواطن اكثر الانبياء فان من الانبياء من خرج عن هذه الارض ولم تكن فيها نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم ذكر جواب القسم في قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. فسواه الله عدله وفطره على توحيده ثم رددناه اسفل سافلين في نار جهنم ان كفر الا الذين امنوا معهم اختيار اختيار كون السفلي المذكور في هذه الاية هو الرد الى نار جهنم ان كفر العبد هو المناسب للامتنان في الاية المتقدمة عليها اذ قال الله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم اخبر عن رده. والرد لابد ان يكون مقابلا لقوله في احسن تقويم والتقويم الاحسن الذي خلق فيه الانسان نوعان والتقويم الاحسن الذي خلق فيه الانسان نوعان احدهما تقويم يتعلق بالصورة الظاهرة تقويم يتعلق بالصورة الظاهرة كما قال تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك والاخر تقويم يتعلق بالحقيقة الباطنة تقويم يتعلق بالحقيقة الباطنة وهي جعله على الفطرة. كما قال تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم الاية فجمع الله عز وجل للعبد بين احسن التقويم في صورته الظاهرة واحسن التقويم في حقيقته الباطنة فاذا اريد رده عنها الى اسفل سبل فان ذلك لا يكون الا برده الى نار جهنم اذا كفر ولم يعرف قدر ما وصل اليه من النعمة نعم احسن الله اليكم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فانهم لا يردون اليها بل جزاؤهم ما اخبر عنه بقوله فلهم اجر غير ممنون اي لهم اجر لا يشوبه دار المن ولا يلحقه الانقطاع. وذلك في جنات النعيم. فما يكذبك بعد بالدين وهو الحساب والجزاء على الاعمال. فاي شيء يجعلك ايها انسان مكذبا بما جاءت به الرسل من الشرائع والمناهج. وما بشرت به وانذرت من الجزاء بالجنة والنار. وانت قد خلقت في احسن تقويم. اليس الله الله باحكم الحاكمين في الفصل والقضاء بين عباده من امن منهم ومن كفر تفسير سورة على اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ ربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ان الى ربك الرجعى. ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى. ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى ارأيت ان كذب وتولى. الم يعلم بان الله الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية. ناصية كاذبة فليدع ناديه سندع الزبانية. كلا لا تطعه واسجد واقترب. صدر هذه السورة قوله تعالى علم الانسان ما لم يعلم هو اول القرآن نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في غار جبل حراء بمكة. قوله وكان ذلك في غار جبل حراء حراء بمكة حراء اسم للجبل وليس اسما للغار وقد يحذف على ارادة العلم به فيقال غار حراء وتقدير الكلام غار جبل حراء. اي الغار الكائن في جبل حراء اما تسمية الجبل بجبل النور وتسمية الغالب غال حراء فانها تسمية حادثة ولم تكن العرب تعرف اسم هذا الجبل الا بحراء وانما حدث هذا الاسم متأخرا ولعله في خلافة لبني عثمان ثم شاع الى اليوم والاماكن يعول فيها على ما تعرفه العرب منها والاماكن يعول فيها على ما تعرفه العرب منها فانه هو الذي علقت به الاحكام الشرعية فانه هو الذي علقت به الاحكام الشرعية فاذا ذكر اسم موضع من المواضع فلا تظنن ان حده هو المقدر اليوم بل انظر ما كانت تعرفه العرب من اسم هذا الموضع ثم انزل الاحكام عليه فمثلا اذا اريد بيان اسم جزيرة العرب فانه لا ينحصر في الجهة الشمالية الى الحدود السعودية بل يدخل نحو عشرين كيلا في الحدود الاردنية اليوم في حرة يقال لها حرة الصوان وهو نوع من الحجارة دون مدينة معان الاردنية. واذا ظن الانسان ان جزيرة العرب هي مجرد المعروف اليوم في العرف الجغرافي مما يحصرها في هذه البلاد او بعض ما جاورها فانه يقع في الغلط ويتحقق هذا في كثير من المسائل التي يظن بعض الناس ان الاحكام الشرعية علقت باسم من الاسماء هو القائل اي في ذهنه ويذهل عن ان اهل العربية ممن لهم عناية ببيان الاماكن ذكروا فيها قولا او قولا او ثلاثة من الاقوال كالمذكور في حقيقة جزيرة العرب من جهة الشرق او الحجاز من جهة الشرق ونهايتها التي تتناهى اليها وما علق عليها من الاحكام الشرعية. فاذا اردت ان تعرف انتهى هذه المسائل فانك لا تعول على المتأخرين من شراح الحديث. وانما تعود على ما كتبه القدامى في شروح المعلقات وبيان الاماكن فهن فانهم هم العارفون فانهم هم العارفين بها ومن المشهور مثلا عند الفقهاء عند ذكر ميقات اهل نجد قولهم وهو قرن المنازل ويسمى قرن والسير الكبير ويسمى قرن الثعالب وهذا غلط فان هذا قول من لا يعرف الارض فان قرن الثعالب انما هو جبيل صغير كتلة في جهة منى وليست في جهة الميقات واهل البلد الذين هم اهل البلد ممن كان على طريقة العرب يعرف هذا كما نقله العلامة محمد ابن ابراهيم عن اشراف الحجاز الذين ادركهم انهم كانوا يحققون موضعه في منى واشار اليه غيره. نعم احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله وكان ذلك في غار جبل حراء بمكة فانه كان يتعبد فيه الليالي ذوات العدد. فجاءه جبريل عليه الصلاة الصلاة والسلام فقال له اقرأ فقال ما انا بقارئ فاخذه فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله. فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ فاخذه فغطه والثانية حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله فقال اقرأ. فقال ما انا بقارئ فاخذه فغطه الثالثة حتى بلغ منه الجهل. ثم ارسله فقال اقرأ باسم ربك الذي الى قوله علم الانسان ما لم يعلم. ثبت هذا في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها فامرهم في فاتحته ان يقرأ مستعينا بالله مستصحبا الفهم وملاحظة جلاله مأذونا له وقيل له اقرأ باسم ربك الذي خلق اي خلق الخلق جميعا ومنهم فانه خلق الانسان من علق والعلقة هي القطعة من الدم الغليظ. وذكر خلق الانسان بعد الامر من قراءته اشارة الى الامر بالعبادة. فمن خلق الانسان لم يكن يتركه سدى بل سيأمره وينهاه ذلك بامثال الرسل وانزال الكتب. ثم قال اقرأ وربك الاكرم المتصف بغاية الكرم ومن كرمه عز وجل انه هو الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. فان الله اخرجه من بطن امه لا يعلم شيئا وجعل له السمع والبصر والفؤاد فعلم ما لم يكن يعلمه من قبل ومن اعظم اسباب علمه تعليمه القلم وهو الخط والكتابة ولكن الانسان الظلوم الجهول يطغى متجاوزا حده ويعرض عما امر به ونهي عنه. اذا رأى نفسه غنيا بما انعم الله عليه قال الله تعالى ان الانسان ليطاء ان رآه استغنى. ثم تهدده وتوعده فقال ان الى ربك الرجعى. اي الى الله المصير والمرجع. وسيجازي كل انسان بعمله ومن جنس الانسان من تسوء حاله فيعارض الامر والنهي فوق اعراضه عنه كمن ينهى عن الصلاة التي هي من افضل الاعمال المذكور في قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ فتوعده الله بقوله ارأيت ايها الناهي ان كان العبد المصلي على الهدى او امر غيره بالتقوى ايستقيم ان ينهى من هذا وصفه؟ ارأيت اعجب من طغيان هذا الناهي ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى فاعرض عن الامر والنهي. الم يعلم بان الله يرى عمله فهو مطلع عليه محيط به فلا يخاف الله ويخشى عقابه ولئن لم ينزجر بالوعيد فليسعه فليسعه التهديد ان استمر على حاله. كلا لئن لم ينتهي عما يقول ويفعل لنسمع بالناصية اي لنأخذن بناصيته وهي مقدم شعره اخذا عنيفا فالسفع القبض والشديد بجذب واستحقته ناصيته لاتصاف بوصفين هما المذكوران في قوله ناصية كاذبة خاطئة فهي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها فليدعوا هذا الافي مناديه وهم اهل مجلسه فاننا سندعوا الزبانية وهم ملائكة عذاب يأخذوه ويعاقبوه سموا زبانية لانهم يزبنون اهل النار ان تعونهم بشدة. والايات السابقة نزلت في شأن ابي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وتهدده. روى الترمذي والنسائي في السنن الكبرى صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام فمر به ابو جهل ابن هشام فقال يا محمد الم انهك عن هذا وتوعده فاغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره فقال يا محمد باي شيء تهددني؟ اما والله اني لاكثر هذا الوادي فانزل الله فليدعو ناديه سندعو الزبانية. وقال ابن عباس رضي الله عنهما لو دعا ناديه لاخذته ملائكة العذاب من ساعته. واصله في البخاري ولما فرغ من وعيد النهي وتهديده اتبعه بامر المنهي وهو العبد المصلي الا يطيع ناهيه. فقال تعالى كلا لا تطعه فيما ينهاك عنه ثم امره بما فيه فلاحه فقال واسجد لربك واقترب منه بالصلاة فان العبد اقرب ما يكون من ربه وهو ساجد. ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء تفسير سورة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع الفجر يخبرنا الله عز وجل في هذه السورة عن انزال القرآن فيقول انا انزلناه اي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا وفي اسناد الانزال الى الله تشريف عظيم للقرآن في ليلة القدر اي الشرف العظيم وهو اسم جعله الله لليلة التي انزل فيها القرآن ولم تكن معروفة عند المسلمين ولم تكن معروفة عند المسلمين فذكرها بهذا الاسم تشويقا لمعرفتها. ولذلك اتبعه بقوله وما ادراك ما ليلة القدر فاستفهم عنها تفخيما لشأنها وتعظيما لمقدارها. قال ابن عباس رضي الله عنهما انزل القرآن جملة الى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم انزل بعد ذلك في عشرين سنة قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. وقرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه الى رواه النسائي في السنن الكبرى واسناده صحيح. فالانزال المذكور في قوله تعالى انا انزلناه في ليلة القدر هو انزال القرآن مكتوبا من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا وليس المراد ابتداء تنزيله على النبي صلى الله عليه وسلم. كما صح بذلك قبروا عن ابن عباس في قوله انزل القرآن جملة الى السماء الدنيا في ليلة القدر اي مكتوبا ثم انزل بعد ذلك في عشرين سنة اي متلوا متكلما به فانزال القرآن نوعان احدهما انزال كتابه انزال كتابة وهو الواقع في ليلة القدر وهو الواقع في ليلة القدر. فانزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا والاخر انزال تكلم انزالوا تكلم وهو الواقع في تنزيله منجما اي مفرقا على النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم به الله عز وجل وسمعه منه جبريل ثم قرأه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه منه جبريل احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله وهي ليلة مباركة من ليالي رمضان. قال الله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة. وقال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وسميت ليلة القدر لشرفها ولانه يقدر فيها ما يكون بعدها من المقادير كالاجال والارزاق. وفي تشريف زمان انزاله تشريف ثان للقرآن يظهر علو قدره عند الله تعالى. تعظيم القرآن في هذه السورة وقع من جهتين. تعظيم القرآن في هذه السورة وقع من جهتين اولاهما اسناد انزاله الى الله اسناد انزاله الى الله في قوله انا انزلناه والثانية تشريفه بالانزال في زمن معظم تنزيل تشريفه بالانزال في زمن معظم في قوله في ليلة القدر نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم اخبر الله عن فضلها بقوله ليلة القدر خير من الف شهر فالقيام فيها ايمانا واحتسابا خير من عمل الف شهر ليس فيها ليلة قدر ومجموع مدتها ثلاث وثمانون سنة واربعة اشهر. وتلك الليلة ذكره المصنف من تقييد العمل بالقيام بشرط والالف شهر بخلوها من ليلة القدر هو اصح من اطلاق غيره في قولهم فالعمل فيها خير من عمل الف شهر اذ لا بد من ان تكون هذه الالف الاخرى خالية من ليالي القدر والا تسلسلت الكثرة بما لا منتهى له. ثم لا بد قبل من تقييد العمل المراد بها فيها بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم اذ المطلوب فيها في السنة النبوية ليس جنس العمل الصالح وانما عمل مخصوص وهو ها يوسف القيام ما الدليل احسنت. فالمطلوب فيها هو القيام بالصلاة. بما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فالعمل المخصوص في ليلة القدر في ليلة القدر هو قيام العبد بالصلاة في تلك الليلة فهو الموافق لما ذكره المصنف في قوله فالقيام في بها ايمانا واحتسابا الى اخره فان قال قائل روى اصحاب السنن من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيت رسول الله ان ادركت ليلة القدر فما اقول فيها فقال قولي اللهم انك عفو ايش كريم ما في كريم متأكدين ايه فيه صحيح هذا فيه نسخة قديمة من سنن الترمذي فيها كريم ولكن هذه النسخة لا يعول عليها حتى ما ياتي اي واحد يجد اي نسخة يقول لا هذا مروي وجدناه في بعظ النسخ لا بد ان تساوي ان تنظر هذه النسخة هل هي ذات قيمة او لا تساوي بصلة هذه النسخة ليست ذات قيمة. فالحديث اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني وهذا امر زائد على ما ذكرناه من القيام فما الجواب عنه ها يا عبد الله ايش؟ احسنت. الجواب عنه من وجهين احدهما ان الدعاء فرض من الافراد المندرجة في الصلاة فيحمل على الدعاء فيه حال القيام والاخر ان الحديث المذكور لا يصح فان اسناده منقطع والمنقطع من انواع الحديث الضعيف وروي موقوفا وهو اشبه بالصحة من روايته مرفوعا والله اعلم نعم. احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله وتلك الليلة هي في رمضان وفي العشر الاواخر منه. وارجاها اوتارها وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة ثم ذكر الله فضلا اخر لها في قوله تنزل الملائكة من السماء والروح فيها اي في تلك الليلة. والروح هو جبريل عليه السلام باذن ربهم اي بامره من كل امر قضاه الله في تلك السنة الى السنة التي بعدها وتلك الليلة سلام هي اي سلامة والسلامة تشمل كل خير يتصل حتى مطلع الفجر فمبتدأها غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر وفي بمنتهاها حث على اغتنام فضلها قبل انتهاء وقتها. تفسير سورة البينة. بسم الله الرحمن الرحيم. لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين والدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. اولئك هم برية ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنة لا توعدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك لمن خشي كان كفار اهل الكتاب يقولون سيبعث فينا رسول وكان المشركون يقولون لهم اذا دعوهم الى اتباع اليهودية او او النصرانية لم يأت رسول كما اتاكم فاخبر الله في هذه السورة عن قولهم موبخا فقال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى والمشركين منفكين عن كفرهم اي زائلين عما هم عليه تاركين له. حتى تأتيهم البينة هي الحجة الواضحة التي وعد بها اليهود والنصارى في كتبهم وتلقفها عنهم المشركون. صدر هذه السورة صدر هذه الصورة مما عظم اختلاف المفسرين فيه فاول اية منها قال فيها بعض المفسرين هي اغمض اية في كتاب الله وموجب هذا الغموض الذي ذكره هو وغيره ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان الكافرين من اهل الكتاب والمشركين سيبقون ثابتين على كفرهم حتى تأتيهم بينة فاذا اتتهم البينة فاليها منتهى كفرهم فيسلمون والواقع خلافه فان الذي وقع ان منهم من امن ومنهم من كفر فتقدير الكلام لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين اي تاركين كفرهم حتى تأتيهم البينة. اي ان غاية بقاء كفرهم تنتهي الى مجيء بينة وهي بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. فلما جاءت البينة لم تنتهي غاية كفرهم اليها بل منهم من امن ومنهم من كفر والذي يرفع الاشكال هو القول بان الاية وقعت على ارادة التوبيخ بان الاية وقعت على ارادة التوبيخ لهم وتقريعهم لا على ارادة حقيقة مآلهم بانهم سيسلمون. وهذا معنى قوله عن قولهم موبخا نعم ثم فسر تلك. نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم فسر تلك البينة فقال رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي يتلو ما هو مكتوب في صحف مطهرة منزهة عن كل ما لا يليق. وهي صحف الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ. ومتلوه النبي صلى الله الله عليه وسلم منها هو القرآن الكريم. وتلك الصحف فيها كتب قيمة اي مستقيمة وهي الكتب التي انزل الله مع النبيين. قال الله عز وجل كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فالبينة المذكورة في قوله تعالى حتى تأتيه البينة هي المفسرة بقوله رسول من الله يتلو صحفا مطهرة وهذه الصحف لا يراد بها الرقاع واللخاف والالواح التي كتب فيها القرآن بل يراد بها اللوح المحفوظ كما قال تعالى كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة. وقال تعالى لا يمسه الا المطهرون والصحب المذكورة في القرآن هي صحف الكتاب المكنون وهو اللوح المحفوظ فان الكتب الالهية هي في اللوح المحفوظ ومتلو النبي صلى الله عليه منها هو القرآن الكريم الذي انزله الله سبحانه وتعالى عليه وتلك الصحف وهي صحف اللوح المحفوظ فيها كتب قيمة اي كتب مستقيمة فيشتمل اللوح المحفوظ على ما انزله الله عز وجل من الكتب وهي متصفة بالاستقامة بوقوعها موافقة امر الله سبحانه وتعالى يقال كتاب قيم اي كتاب مستقيم موافق للحق نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ثم اخبر عن سبب كفر اهل الكتاب فقال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم وهذه البينة هي بينة اخرى غير الاولى فالبينة هنا الحجاج الحجج والايات التي جاءتهم من قبل. فاختلفوا فيها وتفرقوا عنها فهي كقوله تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا مما بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. ذكر المصنف في هذه الجملة ان البينة المذكورة في قوله تعالى الا من بعد ما جاءتهم البينة ليست هي البينة المذكورة اولا خلافا لما انتحله جمهور المفسرين فزعموا ان معنى هذه الاية وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم فمنه هم من امن ومنهم من كفر وهذا المعنى يأباه سبق التفرق قبل مجيئه صلى الله عليه وسلم لما صح عند ابي داود وغيره من حديث ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة الحديث فتفرق اهل الكتاب كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلا تكون البينة المذكورة في الاية التالية هي المذكورة اولا وانما هي بينة اخرى وهي الحجج والايات التي جاءتهم من قبل فهي التي تفرقوا بسببها فلما جاءتهم البينات منهم من امن ومنهم من كفر. نعم احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله ولم يأمرهم هذا الرسول الا بما امروا به من قبل في كتبهم. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي قاصدين بعبادتهم وجهه فالاخلاص هو تصفية القلب من ارادة غير الله حنفاء اي مقبلين عليه مائلين عما سواه. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وخصهما بالذكر لفضلهما وشرفهما وذلك المأمور به من اخلاص الدين واقامة الصلاة واداء الزكاة هو دين القيمة اي دين الكتب القيمة. وهو الاسلام فلا عذر لهم في الاعراض عنه ثم ذكر جزاء الكافرين بعد ما جاءتهم البينة فقال ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية والبرية الخليقة واتباعه بذكر جزاء مقابليهم فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن اي جنات اي جنات اقامة لا يتحولون عنها تجري من تحتها الانهار اي من تحت اشجارها وغرفها على وجه ارضها في قوله اي من تحت اشجارها وغرفها على وجه ارضها من غير شق اي في غير اخدود فانهار الجنة تجري في غير اخدود وزعم باخرة ان هذا المعنى لا يصح فيه حديث وان الاحاديث المروية فيه لا تثبت وجواب هذه الدعوة من وجهين احدهما ان هذا المعنى وان لم تصح فيه احاديث فقد صحت فيه اثار عن جماعة من التابعين رحمهم الله فانهم فسروا جريان الانهار تحت الجنان بجريانها على ارضها من غير اخدود. روي هذا عن مسروق واخرين فالمصير الى هذا التفسير اولى من المصير الى دعوى في تفسير كتاب الله لم يسمع بها الا في القرن الخامس في القرن الخامس عشر. لان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة وهذا القائل في القرن الخامس الخامس عشر تلقى التفسير عن شيخه شسمه الكتاب عن شيخه الكتاب ولم يكن معه مؤدبا لانه لو رأى الكتاب لرأى ان اكثر المفسرين يذكرون هذا لكن من عرف ومازج علم السلف رحمهم الله ورأى ان هذا ولهم لم يخرج عن القول المعروف عنهم والاخر انه صح عند احمد من حديث ثابت عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت الكوثر فاذا هو نهر يجري ولم يشق شق فاذا هو نهر يجري ولم يشق شقا. فاثبت كونه في غير اخدود والكوثر هو ام انهار الجنة. فالوصف لاكبرها يكون وصفا لتابعها ونفيه عن غيره يحتاج الى دليل ولكن مثل هذا المتكلم يبحث في الحاسوب عن كلمة في غير اخدود. فاذا لم يجدها قال انه لا يصح فيها شيء وهذا الحديث ليس فيها بغير اخدود وانما فيها يشق شقا ولم يشق شقا. نعم احسن الله اليكم. وقوله تعالى خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه. فرضي عنهم بما عملوا من طاعته ورضوا عنه بما اثابهم به من النعيم مقيم وان ذلك الجزاء الحسن حق لمن خشي ربه فلا يناله الا من كانت هذه صفته والخشية خوف مقرون بعلم تفسير سورة الزلزلة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال نزلت الى زلزلت الارض زلزالها وابو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى ابو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ابا بكر؟ فقال ابكتني هذه السورة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو انكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله تعالى امة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم. رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن بسم الله الرحمن الرحيم. اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ذكر الله او تعالى ابتداء حال الارض يوم القيامة فقال اذا زلزلت الارض زلزالها فرجت رجا شديدا واخرجت الارض اثقالها وهو ما تثقل به مما في بطنها فالقته على ظهرها كما قال تعالى والقت ما فيها وتخلت وقال الانسان مستعظما حالها ما لها اي ما الذي حدث لها وما عاقبته؟ ولا تكون زلزلتها كلها الا يوم القيامة يومئذ تحدث الارض اخبارها فتخبر بما عمل على ظهرها من خير وشر. ذلك بان ربك اوحى لها اي امرها ان تخبر به فلا تعصي امره قوله ولا تكون زلزلتها كلها الا يوم القيامة. الزلزلة التي تطرأ على الارض نوعان الاولى الاول زلزلة فيها زلزلة فيها تتقيد بناحية من نواحيها وهي جميع الزلازل التي تكون قبل يوم القيامة وهي جميع الزلازل التي تكون قبل يوم القيامة. والاخر زلزلة الارض جميعها وهي الزلزلة التي تكون يوم القيامة فلا تختص بناحية دون ناحية بل تشمل الارض جميعا والاختصاصها بتلك الحال افردت بهذه الصورة والزلازل الصغار مقدمة للتحرير من الزلزال الاعظم والزلازل الصغار مقدمة للتحرير من الزلزال الاعظم نعم. احسن الله اليكم. وقوله تعالى يومئذ يصدر الناس اي يقبلون الى الموقف والحساب اشتاتا اي اصنافا متفرقين ان ومقصود صرفهم ليروا اعمالهم فيريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات ويجازيهم عليها. فلمحسنيهم النعيم المقيم ولمسيئهم العذاب الاليم اليم فمن يعمل مثقال ذرة وهي النملة الصغيرة يره ان يره ويرى ثوابه في الاخرة. ومن يعمل مثقال ذرة شرا ان يراه ويرى عقابه فيها. قوله ان يره ويرى ثوابه في الاخرة. ثم قوله ان يره ويرى عقابه فيها اشارة الى الجمع بين رؤية العمل ورؤية ثوابه او عقابه فان الرؤية حينئذ لا تنحصر برؤية الثواب والعقاب كما وقع من كثير من المفسرين بل ان العبد يوم القيامة يراك ذلك عمله بما يطلع عليه من صحائف الاعمال التي تسمى مرت علينا في واسطية محمد الدواوين. احسنت. نعم احسن الله اليكم. قلتم حفظكم الله وروى النسائي وفي السنن الكبرى عن صعصعة رضي الله عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. قال ما ابالي الا اسمع غيرها حسبي حسبي. واسناده صحيح شف هذا سمع فقط ايتين وقال حسبي حسبي ما ابالي ما سمعت غيرها. هذا اذا كان القلب خاليا من كل هوى فان كان فيه ادنى هوى فلو صوبت عليه عسكر الادلة ما قبله ولذلك لا يقع للانسان الفرح بدينه ولا يكون له ايمانه الا اذا كان لواحد هو الله سبحانه وتعالى كما قال بعضهم اعمل لوجه واحد يكفيك كل الاوجه. يعني اعمل لله عز وجل وتجرد له يكفيك من كل احد. وقال ابن القيم في النونية فلواحد كن واحدا في واحد. اعني سبيل الحق والايمان نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تفسير سورة العاديات والعاديات ضبحا فالموريات قدحا المغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا. ان الانسان لربه لكنود انه على ذلك لشهيد. وانه لحب الخير لشديد. افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور صل ما في الصدور ان ربهم بهم يومئذ لخبير اقسم الله تبارك وتعالى بالخيل الجاريات في سبيل الله فقال والعاديات ضبحا اي العاديات عدوا بليغا قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت نفسها في جوفها عند اشتداد عدوها. فالموريات اي الموقنات بحوافدهن ما يطأن عليه من الاحجار. قدحا فتقدح النار ويتوقد شررها من ضرب حواف اليهن اذا عدون. فالمغيرات اي المباغدة اي المباغدة المباغتات الاعداء بما يكره. صبحا فانهم كانوا لا يغيرون على القوم اذا غزوا الا بعد فتكون الغارة صباحا فاثرن به اي هيجنا واصعدن بعدوهن وغارتهن. نقعى وهو الغبار فوسطنا به اي توسطن براكبهن جمعا وهم الاعداء الذين اغير عليهم والقسم بالخير على تلك الاوصاف لاجل التهوين وترويع المشركين بما اعد لهم من الجهاد والته. وجواب القسم هو قوله ان الانسان لربه كنود اين كفور لنعمة ربه؟ وانه اي الانسان على ذلك الكفر لشهيد. في فلتات اقواله وافعاله فيبدو منها على لسانه وفي تصرفاته بما يتضمن الشهادة على نفسه بكفر نعمة ربه وانه اي الانسان لحب الخير وهو المال لشديد اي كثير الحب له وحبه اياه حمله على البخل به فصيره كثر ولهذا قال الله تحذيرا له وتخويفا افلا يعلم هذا الكفور عن عقابه اذا بعثر ما في القبور؟ اي اثير ما فيها واخرج الله الاموات منها وحصل الى ما في الصدور فجمع واحصي ما فيها من كمائن الخير والشر. ان ربه بهم يومئذ لخبير اي مطلع على اعمالهم ومجازيهم عليها وخص خبره بها يوم القيامة حين تبعثر حين تبعثر القبور ويحصل ما في الصدور مع انه خبير بهم في كل وقت لان المراد الجزاء بالاعمال الناشئ عن علم الله بهم واطلاعه عليهم. ما ذكره المصنف من تعلق الخبر بمعنى زائد فوق مجرد الاحاطة والادراك وهو العلم بجزاء تلك الاعمال فيه انباه الى ان هذا من المقاصد المذكورة عند ذكر علم الله او خبره فالمراد مما ينطوي فيهما العلم بالجزاء الذي يكون عليك كقوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم كم من نذر فان الله ايش يعلمه والله يعلم كل شيء ولكن ذكر العلم ها هنا للتنبيه على علمه بجزائه سبحانه وتعالى. ومثله هذه الاية والله خبير بهم في كل ان ولكن المقصود به في سياق الاية الاعلام بعلم جزائه نعم. احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تفسير سورة القارعة. القارعة ما القارعة؟ وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي نار حامية. القارعة من اسماء يوم القيامة لانها تقرأ قلوب الناس وتزعجهم باهوالها. ولهذا عظم شأنها وهول امرها بقوله القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة؟ فاي شيء هي هذه القارعة؟ واي شيء اعلمك بها ثم اخبر عنها؟ فقال يوم يكون الناس من شدة الفزع والهول كالفراش المبثوث اي المنتشر والفراش فرخ الجراد حين يخرج من بيضه يركب بعضه بعضا. وهو المذكور في قوله تعالى يخرجون من الاجداد كانهم جراد منتشر. ما ذكره المصنف من ان الفراشة المبثوثة به في الاية فرخ الجراد لا ما ذكره جماعة من المفسرين من انه الحشرات التي تتهافت على النار فان هذا يمنعه شيئان احدهما التصريح بالتشبيه في قوله تعالى يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر فالفراش المبثوث هو المذكور في قوله كأنهم جراد منتشر والاخر ان البث والانتشار المذكور في الايتين يناسبه حال فرخ الجراد اذا خرج من بيضه يركب بعضه بعضا فوق ما يناسبه سورة الفراش اذا تهافت في النار نعم. احسن الله اليكم. وقوله وتكون الجبال كالعهن اي الصوف المنفوش اي المتمزق الذي فرقت بعض اجزائه عن بعض. وفي ذلك اليوم تنصب موازين فاما من ثقلت موازينه برجحان حسناته على سيئاته فهو في عيشة راضية. اي حياة مرضية في جنات النعيم. واما من موازينه بان لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته. فامه هاوية اي مأواه ومسكنه النار. تكون له بمنزلة الام التي يأوي اليها ويلزمها كما قال تعالى اي ملازما اهلها وعظم امرها فقال وما ادراك ما هي ثم فسرها بقوله نار حامية اي شديدة الحرارة من الوقود عليها. وصح في الحديث ان حرارتها تزيد على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفا قوله في وفي ذلك اليوم تنصب الموازين الحقيقة ان ما يقع به الوزن واحد ام متعدد ها يا عبد الرحمن تعدد واحد طيب والجمع باعتبار تعدد الموزون الصحيح ان الميزان واحد واما جمعه في مثل قول الله تعالى فاما من ثقلت ازينه يعني باعتبار ما يوزن له. ولذلك اضيف اليه فهو موازنه باعتبار الاعمال المعددة له التي تدخل فيه. واما حقيقة الميزان فانه ميزان حقيقة توزن به الاعمال فانه ميزان واحد كما في حديث البطاقة المعروف وانها تجعل في كفة الميزان الذي رواه الترمذي وغيره من حديث ابي عبد الرحمن الحبري عن عبد الله ابن عمر واسناده صحيح وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيتها وبعد صلاة المغرب باذن الله. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم عبدي ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين