السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قل الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمونا يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اخذ الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات علم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام الاحكام المعروف بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة. وقبل الشروع في القراءة انبه الى امرين احدهما ان احد الاخوان اخبرني انني سبق على لساني عند بيان معنى قول المصنف رحمه الله تعالى ثم يخرج من النار خلقا لا لشفاعة احد بل بفضله ورحمته. يعني بفضل الله ورحمته عز وجل هذا هو المعنى المراد. والثاني والتنبيه الثاني اننا بالفراغ من العقيدة الواسطية نكون بحمد الله قد بلغنا الثلث من كتب فان كتب البرنامج كم؟ خمسة عشر يعني المشروحة واما المقروءة فهي تزيد بما قرأناه اليوم بعد الفجر من مما يراد للحفظ. وبلوغ الثلث فيه قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح والثلث كثير نسأله سبحانه وتعالى كما بلغنا من فضله كثيرا ان يرزقنا من فضله الاكثر. نعم. احسن الله اليكم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللحاضرين ولجميع المسلمين. اما بعد قال العلامة النبوية رحمه الله تعالى في الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام. بسم الله الرحمن الرحيم الخلائق اجمعين. باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين. لهدايتهم وبيان شرائع الدين من دلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار. الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين. المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين. المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين. وآل كل وسائر الصالحين. قوله رحمه الله اه بجوامع الكلم الجامع من الكلم ما قل مبناه وعظم معناه ما قل مبناه وعظم معناه. والجوامع من الكلم التي اوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم ما صدق عليه الوصف المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة او الحج عرفة سبق املينا كتاب في هذا ما اسمه في المسجد النبوي في الاربعين اللؤلؤية في في ايش؟ في الاحاديث ذوات الكلمتين يعني التي جاءت في كلمتين فقط ما هو موجود في المسجد النبوي نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري الله عنهم اجمعين من طرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء فقيها عالما وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء اتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فاول من علمته صنف فيه عبدالله ابن المبارك ثم محمد بن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصفهاني والدار قطني والحاكم وابو ونعيم وابو عبدالرحمن السنمي وابو سعد الماليني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث حديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالته فوعاها فاداها كما سمعها. قوله رحمه الله روينا بضم اوله وكسر ثانيه مشددا اي روى لنا شيوخنا وفيه لغة ثانية وهي هي فتح اوله وثانيه من غير تشديد. روينا وفيه لغة ثالثة وهي ضم اوله مع تخفيف ثانيه روينا واشهر اللغة واشهر اللغات الثلاث الاولى والثانية وكل منهما له محله فمن تفضل عليه شيوخه بالرواية اسدى الفضل اليهم في نسبة الرواية اليهم فقال روينا اي روى لنا مشايخنا ومن ابتدأ في استنباط مروي مشايخه فاخذ عنه ابتداء قال واما اللغة الثالثة فلغة قليلة والحديث المقدم في كلام المصنف رحمه الله وهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا معتمد جماعة ممن صنفوا الاربعينيات الا انه حديث ضعيف مع كثرة طرقه. وقد نقل المصنف الاتفاق على كونه ضعيفا وفي دعوة الاتفاق نظر لان ابا طاهر السلفي الحافظ في مقدمة الاربعين البلدانية ذكر ما يدل على ثبوته عنده فنسبة التضعيف الى الجمهور اقوى فهو حديث ضعيف عند جمهور المحدثين. ثم ذكر المصنف جماعة ممن تقدمه من اهل العلم ممن صنفوا الاربعينيات واردفه بذكر الباعث له على جمع حديثا وهو شيئان احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ الاسلام فداء لمن ذكر من الائمة الاعلام من حفاظ اسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاه ها فاداها كما سمعها. رواه ابو داوود والترمذي. من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه باسناد صحيح وما ذكره رحمه الله تعالى من اتفاق اهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال فيه نظر من وجهين احدهما ان دعوى الاتفاق لا يصح ان دعوى الاتفاق لا تصح فقد صرح جماعة منهم باقتراح الحديث الضعيف في ابواب الدين ومنها فضائل الاعمال كمسلم ابن الحجاج في مقدمة صحيحه ولو نسب المصنف هذا القول الى الجمهور لكان اقوى وهو الذي جرى عليه في كتابه الاخر الاذكار فانه نقل في كتاب الاذكار ان القول بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال هو قول الجمهور وليس هو قول اتفاقي وليس قولا اتفاقيا والثاني ان الصحيح عند المحققين ان الحديث الضعيف لا يعمل به استقلالا بل يكون تابعا لعاضده من اقترانه باجماع او قول صحابي لا مخالف له من الصحابة فمتى اكتنف الحديث الضعيف شيء من القرائن المعتد بها الحاملة على العمل بدلالتها امتثالا كالاجماع او قول صحابي لا مخالف له عمل بالحديث الضعيف واكثر المتقدمين يذكرون في الاعتداد بالحديث الضعيف مأخذا لم يرده من نسب اليهم العمل فان المتقدمين يذكرون جواز ذكر الحديث الضعيف في فضائل الاعمال جواز ذكر الحديث الضعيف في فضائل الاعمال. وهذا مذهب جماعة من الكبار كعبد الرحمن ابن مهدي واحمد ابن حنبل ابي بكر الخطيب في اخرين. وذكر الحديث الضعيف في فضائل الاعمال التابع لاصل صحيح مما لا بأس به لان التعويل في العمل على الاحاديث الصحاح وانما يراد بالتذكير ترقيق القلوب وجعلها تابعة لاصول صحيحة يحصل به المراد المذكور. ومسألة ذكر الاحاديث الضعيفة غير مسألة العمل بالاحاديث الضعيفة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ثم من العلماء من جمع الاربع في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد. وبعضهم في الآداب وبعضهم في الخطب. وكل لها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصدها. وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله. وهي اربعون اذا مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. قد وصفه العلماء بان ادار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة معظمها في صحيحي البخاري ومسلم. واذكرها محذوفة الاسانيد. ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله الله تعالى ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات. واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات. وذلك ظاهر لمن وعلى الله الكريم اعتمادي واليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. الاول انه كامل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدتها بحسب التراجم اثنان واربعون حديثا وبحسب التفصيل ثلاثة واربعون حديثا لان ترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا وقارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب بعده الثالث ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين وصفه العلماء بانه نصف الدين او ثلثه او ان مدار الاسلام عليه او نحو ذلك من ما يبين علو شأنه الرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده وخولف في بعضها كما ستعلم خبره في مواضعه ووصفه جملة منها لكونها حسانا في كتابه لا يخالف وصف الصحة الذي ذكره هنا. لان الصحيح عند جماعة من المتقدمين وغيرهم يشمل الحسن يريدون به المقبول الثابت. والحديث الصحيح والحسن يجتمعان في كونهما مقبولين ثابتين. والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا السادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها والسابع انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها وهذا الباب ساقط من اكثر نشرات الكتاب. وهو بمنزلة من الاهمية عظيمة لانه كالشرح الوجيز لمهم ما يحتاج اليه من المباني والمعاني في هذا الكتاب. والمصنف له عناية بالغة بهذا فقد ختم كتابه الاخر بستانا العارفين بباب في ضبط خفي الفاظه. ما الافرز في ذلك كتابا مشهورا هو تهذيب الاسماء واللغات. والعلم مبنى ومعنى فكما يعتنى بضبط المعاني وفهمها ينبغي ان بضبط المباني وان تكون على وجه محكم صحيح. ولا سيما في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم انت نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرة الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وعبدالله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة. البخاري الجعفي. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث لا يوجد بهذا السياق التام في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم بل هو ملفق من رواية منفصلتين للبخاري وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتضمنان خبرين فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل. خبر عن حكم الشريعة على العامل فاعمال الخلق مناطة بنيات اصحابها. وانما يحوزون من اجرهم على عملهم بقدر بنياتهم والنية شرعا ارادة القلب العمل تقربا الى الله. ارادة القلب العمل تقربا الى الله. وقوله صلى الله الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله ورسوله الى اخر الحديث تكميل لبيان المقال بضرب المثال. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بين حكم الشريعة على العمل والعامل بحسب نيته ذكر مثالا يتبين به الفرق بين من كانت نيته لله ومن كانت نيته لغير الله فضرب مثالا بالهجرة والهجرة شرعا هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه الله ويرضاه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حالين للمهاجرين الحال الاولى من يهاجر الى الله ورسوله فقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله والمعنى ان من كانت هجرته الى الله الله ورسوله ارادة وقصدا فقد وقع اجره على الله سبحانه وتعالى. واثيب على عمله الجزاء الحسن والحال الثانية من هاجر الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأته ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه فاخبر بما يناله من الهجرة فالاول تاجر والاخر ناكح. وليس لهما من اجر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما شيء واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لان الهجرة من بلدان من اسلم الى المدينة النبوية لم تكن من الاعمال المألوفة عند العرب. فان العرب كانت شديدة الولع اي بمنازلها لا تكاد تخرج منها الا بالغلبة عليها او بطلب الربيع والكلى. فاذا ذهب الربيع رجعت الى مواطنها فجاء الشرع بهذا العمل الذي لم يعرفه اهل الجاهلية وما فيه من صدق الايمان من الخروج عن التي احبوا الى البلد التي امرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة اليها وهي دار الاسلام مدينة نبوية نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال فانما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم علينا رجل شديد بياض الثياب سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. حتى جلس الى النبي صلى الله عليه سلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبن يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل قال فاخبرني عن امارتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاة كائن يتطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فلبست من يا. ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه في صحيحه وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس وقال في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة كلمة لي. وقوله فيه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع فخذيه كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ووقع التصريح بذلك في حديث ابي هريرة وابي ذر مقرونين عند النسائي في سننه الصغرى باسناد صحيح فالواضع هو جبريل عليه الصلاة والسلام وكان وضعه لكفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم لا على فخذ اليه نفسه واضح يعني جاء واسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم. ثم وضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم لماذا لماذا فعل ذلك لانه لانه كانه كانه لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم. طيب واذا كان لان لا يعرفه انت الحين اذا دخلت عند واحد ما تعرفه تحتشم منه فلا تبادر اليه اه او صافي وكيف يجي الانتباه ما وجه استغرابه ها ايش اه احسنت مبالغة في اظهار حاجته مبالغة في اظهار حاجته لان العرب الى اليوم على من كان على عادتهم واصولهم اذا كان المطلوب عظيما القوا بانفسهم على من يطلبون منه شيئا فهذا تعريفه العرب اما بايديها او بما تلبسه على رؤوسها او غير ذلك فباعثه اظهار اجت السائل وافتقاره الى ما يريده من النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث سيأتي بيان هذه الجملة في الحديث الثالث فقوله بعده فاخبرني عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله تضمنت هذه الجملة بيان حقيقة الايمان واركانه والايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اركان الايمان الستة متتابعة في نسق واحد. وقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فيه بيان حقيقة الاحسان والاحسان في الشرع له معنيان مبنيان مبنيان مبنيان على تصرفه اللغوي فالاحسان في لسان العرب له معنيان احدهما ايصال النفع ومحله ايش؟ المخلوق دون الخالق والثاني سجادة الشيء واتقانه ومحله الخالق والمخلوق والمذكور منه في الحديث هو الاحسان مع الخالق وحده هو ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه انه يراك وهذا معنى قولنا ان الاحسان شرعا هو اتقان الباطن والظاهر عبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاحسان مع الله سبحانه وتعالى نوعان. احدهما الاحسان معه في حكمه القدري. الاحسان معه في حكمه القدري. ويكون للصبر على الاقدار للصبر على الاقدار. والثاني الاحسان معه في حكمه الشرعي الاحسان معه في حكمه الشرعي ويكون بامتثال الخبر بالتصديق بامتثال الخبر بالتصديق وامتثال الطلب بفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحلال لفعل الواجبات وترك المحرمات واعتقاد حل الحل الحلال فقوله فاخبرني عن امارتها بفتح الهمزة وهي العلامة والحديث في صحيح مسلم بالافراد فوقع عند ابي داود والنسائي اخبرني عن اماراتها يعني علاماتها وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة. الامة هي الجارية المملوكة والربة مؤنث الرب مؤنث الرب والرب في لسان العرب هو السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه. السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه والعلامة الثانية ان يتطاول الحفاة العراة العال رعاة الشاة دعاء الشاه في البنيان والحفاة هم الذين لا ينتعلون. والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر وعوراتهم والعالة بفتح اللام مخففة هم الفقراء. والرعاء بكسر الراء هم الذين يقومون على حفظ بهائم في براعيها وقوله لبست هكذا وقع في كتاب الاربعين اخره تاء وهو مروي ايضا بدونها اي لبث واشار المصنف في شرح صحيح مسلم انه ضبطه رواية واخره ثاء ثم ذكر انه في بعض الاصول بالتاء ايضا فهو مروي الثاء والتاء وقوله مليا اي زمنا طويلا كم مدته متفقين ثلاث ريال طب من اين ثلاث ليال هذي ها الاحاديث الاخرى الاحاديث الاخرى كثيرة اه ايش لا ها يا اهل في الاخير ماذا ابن ماجة ثلاث ليال عند ابن ماجة اجلنا من عندي كمل السنن كلها قلنا لكم في السنن وقع التصريح به في السنن اي في السنن الاربع وقع حده تقديره بثلاث ليال نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه بدائع الامام احمد كلمة يقول الحديث يفسر بعضه بعضا الحديث يفسر بعضه بعضا فكلمة مليا نفس الحديث وقع عند اصحاب السنن تفسير القدر الذي اطلق عليه هذا الوصف مليا يعني زمن طويلة وانه ثلاث ليال فينبغي ان يجتهد طالب العلم دائما في تفسير الحديث بالحديث وانما جل كتاب فتح الباري بانه مبني على هذا الاصل فاعتنى تفسير الحديث بالحديث بروايات البخاري اولا ثم بروايات غيره وهذا الاصل غاب باخرة في شرح الحديث وهو اول مراتب شرح الحديث ان تنظر في المتن الذي بين يديك في رواياته ثم تنظر في شواهده الاخرى فيكون فيها ما يعين على تفسير هذا الحديث. نعم الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه لما يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. ورواية البخاري بتقديم الحج. اما رواية مسلم فبتقديم الصوم. وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام اي الدين الذي بعث به صلى الله عليه وسلم والمذكور في هذا الحديث هي اركان الاسلام الخمسة فقد مثل الاسلام ببنيان له خمس دعائم قد اقامه الله عليها فهي اركانه وما عداها من شرائع فهي تتمة البنيان. فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان الاول شرائع للاسلام هي اركان له شرائع للاسلام شرائع للاسلام هي اركان له وهي الخمسة المذكورة في هذا الحديث. والاخر شرائع للاسلام ليست باركان شرائع للاسلام ليست اركانا وهي ما بقي وراء هذه الاركان من الفرائض والنوافل. وعد النبي صلى الله عليه وسلم اركان الاسلام واحد واحدا واحدا فذكر الركن الاول وهو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالركن منه الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ثم ذكر الركن الثاني وهو ايش؟ اقام الصلاة والركن منه ايش هو الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة ثم ذكر الركن الثالث وهو ايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي زكاة الفطر ايش اي زكاة؟ هي الزكاة المفروضة المعينة في الاموال هي الزكاة المفروظة المعينة في الاموال ثم ذكر الركن الرابع في قوله وحج البيت والركن منه هو حج الفرض مرة واحدة في العمر الى بيت الله الحرام ثم الركن الخامس وهو صوم رمضان والركن منه هو صوم رمضان في كل سنة وعام. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق على الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج في الصحيحين كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه الا انه ليس بهذا اللفظ عند احدهما بل السياقات الواردة فيهما تختلف عنه وقوله ان احدكم يجمع خلقه المراد بالجمع الضم ومحله الرحم وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم هي القطعة الصغيرة من اللحم بقدر ما يمضغه الاكل اذا ما الفرق بين العلقة والمضغة ان العلاقة من دم. دم. واما المضغة فهي من لحم. وقوله ثم يرسل اليه الملك. ثم تنفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع التصريح في رواية للبخاري بان النفخ متأخر عن كتاب الكلمات المذكورات فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ الروح فالواو المذكورة هنا ويؤمر باربع كلمات تفسر برواية البخاري ثم يؤمر باربع كلمات وهذه الكلمات عند البخاري متقدمة على النفخ. وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية وجاء ذكرها في حديث حذيفة ابن اسيد رضي الله عنه عند مسلم والثانية بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر بعد الاربعين الثالثة اي بعد اربعة اشهر. وقد جاء ذكرها في حديث ابن مسعود رضي الله عنه المذكور في الباب والقول بتكرار الكتابة هو الذي تجتمع به الادلة. وتأتلف واختاره من المحققين ابو عبد الله ابن القيم في كتاب التبيان وفي كتاب شفاء العليل وفي كتابه تهذيب سنن ابي داود واضحة هذه المسألة؟ هذه المسألة كبيرة لكن يبدو ان ابن القيم قد تعب فيها كثيرا ولذلك يذكرها في كل مناسبة. فكرر تحقيقه لها في كتب ثلاثة لان من اهل العلم من قال ان الكتابة تقع بعد الاربعين الاولى عملا بحديث حذيفة ومنهم من قال انما تقع بعد الاربعين عملا بحديث ابن مسعود والاظهر تكرر وقوع الكتابة وانه تكتب وانه وان الكلمات الاربع تكتب اولا بعد الاربعين الاولى ثم بعد الاربعين الثالثة. وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الى اخر الحديث هو باعتبار ما يظهر للناس وقد وقع التصريح بذلك في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس فيكون حديث سهل مفسرا هذا الحديث. وانه يعمل في ظاهره بعمل اهل الجنة. وله في باطنه وسره عمل من اعمال اهل النار فيغلب عليه هذا العمل فيكتب عليه فيسبق عليه الكتاب بانه من اهلها. وكذلك نظيره من اهل الجنة الذي يعمل فيما يبدو للناس بعمل من عمل اهل النار وله في سره عمل من عمل اهل الجنة فيسبق عليه الكتاب فيختم له بالعمل على عمل اهل الجنة فيكون من اهلها اه نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضي الله منها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا واللفظ المذكور هو لمسلم لم تختلف نسخه فيه. اما البخاري وقع في بعض نسخه ما ليس فيه وقع في بعضها ما ليس منه. والرواية الاخرى وهي من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هي موصولة عند مسلم وعلقها البخاري في موضعين من صحيحه وفي الحديث مسألتان عظيمتان الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة كما في حديث العرباظي ابن سارية عند الاربعة الا النسائي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان كل محدثة بدعة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حد المحدثة في الدين وحقيقة البدعة بامور اربعة اولها ان البدعة احداث. ان البدعة احداث فلا تكونوا احياء لمتقرر في الشرع ان البدعة احداث فلا تكون احياء لمتقرر في الشرع وثانيها ان هذا الاحداث في الدين لا الدنيا. ان هذا الاحداث في الدين لا الدنيا. وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه انه احداث في الدين بما ليس منه اي بما لا يرجع الى اصوله وقواعده ومقاصده ورابعها ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد. ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد وله درجتان احداهما ان يفعله تقربا ان يفعله تقربا فيتدين به تقربا الى الله. والاخرى ان يلتزم كونه دينا ولو لم يعمل به ان يلتزم كونه دينا ولو لم يعمل به. ومعنى التزام كونه دينا اي انه ينسبه الى الدين فالحد الشرعي للبدعة كما استفيد من هذا الحديث انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد اما المسألة الثانية فهي بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود فهي لا تقبل من صاحبها ولا يثاب عليها فهي لا تقبل من صاحبها ولا يتاب عليها. فالرد المتعلق بالبدعة نوعان احدهما ابطالها والاخر الغاء ثواب فاعلها الغاء ثواب فاعلها. فلا ثواب له عليها ورواية مسلم المعلقة عند البخاري من عمل عملا عملا ليس عليه امرنا اعم من اللفظ الاول فانها تبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة. عمل ليس عليه امرنا وقع على عمل الشريعة والثاني عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة. فالاول يتعلق بالبدع المحدثات الاول يتعلق بالبدع المحدثات. والثاني يتعلق بالمنكرات الواقعات. والثاني بالمنكرات الواقعات فهذا الحديث بالرواية المذكورة اصل في رد البدع الحادثة وابطال المنكرات الواقعة وحديث عائشة رضي الله عنها ميزان للاعمال الظاهرة كما ان حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات ميزان للاعمال الظاهرة فميزان الباطنة فميزان العمل في الشريعة حديثان احدهما ميزان الاعمال الباطنة. وهو حديث عمر رضي الله عنه والثاني ميزان الاعمال الظاهرة وهو حديث عائشة رضي الله عنها ذكر هذا او والعباس ابن تيمية الحفيد وعبدالرحمن ابن سعدي رحمهما الله من اللطائف التي كنت ذكرتها للاخوان ان المحدثين يقولون ان حديث انما الاعمال بالنيات لا يصح الا من حديث عمر وان حديث من احدث في امرنا هذا لا يصح الا من حديث عائشة فلم يروه ثابتا في الاول الا عمر ولم يروه ثابتا في الميزان الثاني الا عائشة فقلت للاخوان لماذا وقع هذا فيهم موافقة لطيفة والموافقات هذه من ملح العلم لكن يفتح بها باب من الفهم واعظام الشريعة الجواب لان الميزان اذا كان في يد واحد ظبطه. واذا كثر الوزانون اختل الميزان اذا كثر الوزانون اختل الميزان فنبه بكونه لا يثبت الا من حديث صحابي واحد الى ان اقامته العدل لا تكون الا بامتثاله على الوجه الذي جاء في الشرع. وهذا كما ذكرت لكم من ملح العلم. وفيها اشارات فمن اللطائف التي تتعلق بملح العلم ان الاحاديث النبوية الطوال اكثرها في احاديث اليوم الاخر تنبيها الى طوله ان الاحاديث الطوال اكثرها في احاديث اليوم الاخر تنبيها الى طوله وهذا من ملح العلم التي يصدر بها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن التقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى. الا وان والله محارمه الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي هي القلب رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وفي الحديث اخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان ان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان. النوع الاول بين جلي بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا والنوع الثاني مشتبه متشابه مشتبه متشابه. والمتشابه في الشرع له اطلاقان. والمتشابه في الشرع له اطلاقان الاول اطلاق عام يراد به ان الشريعة يصدق بعضها بعضا ويشبه بعضها بعضا. ومنه قوله تعالى كتابا متشابها اي يصدق بعضه بعضا. والسنة كذلك يصدق بعضها بعضا. فالتشابه هنا بمعنى التصديق والثاني اطلاق خاص. والثاني اطلاق خاص. وهذا له معنيان احدهما ما استأثر الله بعلمه ومحله الخطاب الشرعي الخبري. احدهما ما استأثر الله بعلمه ومحله الخطاب الشرعي الخبري كحقائق معاني الصفات الالهية فان حقائق المعاني وهي الكيفيات متشابهة لنا اي لا تعلم والاخر ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته ومحله الخطاب الشرعي الطلبي ومحله الخطاب الشرعي الطلبي. وهو المراد في هذا الحديث وهو المراد في هذا الحديث فالناس فيما يشتبه عليهم من الاحكام الشرعية الطلبية التي لم تتضح معانيها ولا تبينت دلالتها نوعان الاول من كان متبينا لها عالما بها واشير اليه بقوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فنفي العلم عن كثير من الناس يتضمن اثبات العلم لبعضهم. ففي الناس من يعلم حقيقة هذا المتشابه فلا تخفى عليه. ومن كان كذلك له ان يواقعه انه عنده بين ظاهر غير خفي مع الانباه الى ما ينبغي عليه من الحرص على حفظ عرظه ودينه لئلا يتكلم فيه بغير ما اراده وهو اصل مشيد على الحديث المشهور في الصحيحين انها صفية. فمن تبين متشابها واتضحت له دلالته فارتفع التشابه عنه جاز له ان يواقعه مع تحريضه على حفظ عرظه ودينه. والقسم الثاني من لا يتبينها ولا علم حكم الله فيها فهؤلاء يجب عليهم اتقاء الشبهات واجتنابها وعدم مواقعتها فيجب عليهم اجتناب الشبهات واتقاؤها وعدم مواقعتها وموجب ذلك عليهم شيئان وموجب ذلك عليهم شيئان احدهما حفظ اعراضهم واديانهم. حفظ اعراضهم واديانهم لقوله صلى الله عليه وسلم فمن تقي الشبهات استبرأ لدينه وعرضه والثاني ان من وقع في الشبهات جرته الى الحرام ان من وقع في الشبهات جرته الى الحرام وضرب له النبي صلى الله عليه ايوا سلم وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا براع للغنم يرعاها حول حمى الملوك. وحمى الملوك هو ما يحفظونه من الارض للمصالح العامة او الخاصة. فان من رعى غنمه عنده يوشك ان تدخل بهائمه فيه فيؤاخذ بذلك ويعاقب عليه. وكذلك من دار حول الشبهات اوشك ان يقع في حمى الله وحمى الله محارمه. فربما استهتر بالشبهات وتسارع فيها حتى هون عليه بلوغه فيها تعاطي المحرمات فتجرأ على تلك المحرمات فامر باتقائها حفظا له من الوقوع في المحرمات. وقاعدة بيعة في الشبهات التحذير منها. والامر بالتباعد عنها لمن لا يشتبهها وقد عكس الناس الامر فصار القاعدة في الشبهات عند الناس الدخول فيها حتى يتبين حكمها وهذا من الجهل بالدين وزين هذا لهم بعض من يتساهل في الفتوى فصار يهون امر الشبهة انها بمنزلة المخير فيه للعبد. ان شاء اخذه وان شاء تركه. وليست الشبهة كذلك. بل الشبهة التي لا تتبين يؤمر العبد باجتنابها حفظا لعرضه ودينه. ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا حديث في قوله وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله وهي القلب اعلاما بعظيم اثر القلب في الصلاح والفساد. فمن صلح قلبه صلحت جوارحه. ومن فسد قلبه فسدت جوارحه ومن حسن كلام ابي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البيهقي في شعب الايمان وغيره انه كان يقول القلب ملك البدن فاذا صلح الملك صلحت جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة مسلمين وعامتهم رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اي دين كله هو النصيحة فحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بما لغيره من الحقوق قيام العبد بمال غيره من الحقوق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم. وهذا المعنى هو الحد لحقيقة النصيحة شرعا وسواه مما ذكر في كلام اهل العلم يرجع اليه. والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان الاول ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم فان المنفعة تصل الى الناصح والتاني ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح معا ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح معا وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وقوله في الحديث لائمة المسلمين اي اصحاب الولايات منهم. كبرت ام صغرت. اي اصحاب الولايات منهم كبرت ام صغرت فكل من ولي ولاية في المسلمين اندرج في هذا الحديث فيتقدم دمهم الامام الاعظم وهو صاحب السلطان ثم من دونه كالامير والمفتي والقاضي ومدير الادارة المعلم فهؤلاء كلهم ممن يشملهم كونهم من ائمة المسلمين واذا اطلق لفظ امام المسلمين على الافراد انصرف الى صاحب الولاية العظمى. وهو من بيده ازمة الحكم سواء سمي خليفة او واليا او ملكا او اميرا او غير ذلك نعم احسن الله اليك. طيب في نكتة حديثية في المعاني. النبي صلى الله عليه وسلم قال ولائمة المسلمين وعامتهم اليس ائمة المسلمين منهم؟ الجواب مدى الجواب منهم ام ليسوا منه منهم فلماذا لم يقل الذي اوتي جوامع الكلم؟ وللمسلمين لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين تصير اقل لفظا احسنت لان تخصيصهم بالذكر اي تخصيص ائمة المسلمين بالذكر تنبيه الى عظيم اثر النصيحة في اصلاح المسلمين جميعا. فانهم اذا صلحوا صلح المسلمون بهم. واذا فسدوا ربما كانوا سببا لفساد المسلمين. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة اتى ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين النوع الاول ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان النوع الاول ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان. فمن جاء بهما ثبت له عقد اسلام وصار مسلما معصوما الدم والمال والعرض والثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكر في الحديث وليس معنى الحديث ان الكافر يقاتل حتى يأتي بالشهادتين ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فلا يكف عنه الا بعد اجتماعها ما الدلائل الوحيين متقاطرة على ان من جاء بالشهادتين كف عن قتاله لكن حق الشهادتين لا يبقى الا بامتثاله والاتيان به. فلابد من التزام ما يتضمنه حق الشهادتين من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وغيرها وقوله صلى الله عليه وسلم فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الى اخره اي صار اقتماؤهم واموالهم حراما غير حلال وهذه العصمة نوعان الاول عصمة الحال عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن جاء بهما ثبتت له عصمة دمه وماله والنوع الثاني عصمة المآل. يعني العاقبة. عصمة المآل يعني العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين. بل لا بد من الاتيان بحقوقهما من اركان الاسلام بل لابد من الاتيان بحقوقهما من اركان الاسلام فيكون الاتي بالشهادتين عند دخوله الاسلام قد جاء بما يعصم دمه وماله. فيتوقف عن قتاله حينئذ فاذا التزم بحق الاسلام كاقامة الصلاة وايتاء الزكاة ثبتت له ايضا عصمة المآل. اما اه من يأتي بالكلمة الطيبة لا اله الا الله دون التزام حقوقها فانه تنتفي عنه العصمة التي ثبتت عنه اولا. وهذا هو المعنى المراد من الحديث. وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنهم هذه العصمة الا بحق الاسلام وهو نوعان احدهما ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض ثاني انتهاك ما يبيح دم المرء المسلم وما له من المحرمات انتهاك ما يبيح دم ما المسلم وما له من المحرمات. فاذا وجد احدهما اخذ العبد به وانتفت عنه العصمة لانه اخذ بحق الاسلام مثل ماذا الاول ترك ما يبيح دمه تركه ما يبيح دمه مثل الصلاة سواء قلنا بكفره ام لم نقل بكفره. فان من الفقهاء من يقول يقتل ردة وهم القائلون بالكفر ومنهم من يقول انه يقتل لا ردة فيكون حدا له على سوء فعله ومن الثاني مثل زنا المحصن نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخل الدوسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم قم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم. فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائل فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم. لكنه قال فافعلوا منه عوض قوله فاتوا منه. وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهذه قاعدة الشريعة فيما ينهى عنه الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة. فالمراد ابعاد المسلم عن المحرمات لا مجرد نهيه عنها. والواجب في الامر فعل ما استطيع منه. لقوله وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وهو دليل على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة قوله فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم. الحديث والمراد بمن قبلنا اليهود والنصارى والجاري في الخطاب النبوي اطلاق من كان قبلنا على ارادة اليهود والنصارى. بخلاف الجاري في القرآن. فان الجاري في القرآن اطلاق ومن قبلنا على ارادة جميع الامم من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم فمن قبلنا لفظ واسع الدلالة في القرآن بخلاف وضعه في السنة فانه يختص باليهود والنصارى نعم السلام عليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله واضح الفرق بين الاصطلاحين فهذه مسألة دقيقة ترى وبعد ذلك ايضا لماذا وقعت كذلك؟ يعني من قبلنا اذا جاء في القرآن يراد بها اليهود والنصارى والمشركون وسائر الامم اذا جاءت في السنة الاحاديث التي جاءت فيها من قبلكم يعني اليهود والنصارى واضح الفرق؟ لماذا وقع هكذا طيب هذي هذا الذي نقول الخطاب الشرعي الذي هو مشكاة العلم العظمى لماذا صحيح لكن ليس هذا المراد خلف الأخ اللي في الأخير نعم ايش لانهم انزل عليهم كتاب طب واليهود والنصارى؟ ايضا نزع لهم كتاب الجواب لان المقصود الاعظم في في القرآن التوحيد وهو يشمل الخطاب به في الامم السابقة. والمقصود الاعظم في سيرته صلى الله عليه وسلم اتباعه. وانما يكمل عادة اليهود والنصارى لانهم الامتان اللتان كانت تحف بالعرب فنبه على هذا بذاك وعلى هذا بهذا بهذا. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا يا ايها الذين امنوا خذوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم واوله عنده ايها الناس. وذكر اية المؤمنون الى قوله اني بما تعملون عليم. فقوله صلى الله عليه وسلم ان الله طيب اي قدوس منزه عن النقاء والافات وقوله صلى الله عليه وسلم الا طيبا اي الا فعلا طيبا. اي الا فعل طيبا والمراد بالفعل الايجاد والمراد بالفعل الايجاد. فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل الطيب منها ما اجتمع فيه امران احدهما الاخلاص لله تعالى والاخر الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين تعظيم للمأمور به. انه مما اجتمع على الامر به امر الله به للمرسلين والمؤمنين معا والمأمور به في الايتين شيئان احدهما الاكل من الطيبات. والمأمور به في الايتين شيئان. احدهما الاكل من الطيبات والثاني عمل الصالحات والثاني عمل الصالحات. وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الى اخره. اشتملت هذه على اربعة امور من مقتضيات الاجابة واربعة امور من موانعها. وهذا من احسن البيان واكمله بذكر مقابل الشيء مبنى ومعنى فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر امورا اربعة قوبلت باربعة اما المقتضيات للاجابة فاطالة فاطالة السفر ومد اليدين الى السماء والتوسل الى الله باسم الرب والالحاح عليه بالدعاء بتكرار ذكر الربوبية طيب اليس السفر مجردا من مقتضيات الاجابة الجواب بلى هو من مقتضيات اجابة. فلماذا ذكر اطالة السفر لبيان شدة استحقاقه لاجابة الدعاء في بيان شدة استحقاقه لاجابة الدعاء لما هو عليه من حال اما موانع الاجابة الاربعة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام المطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام كيف الغذاء الحرام الغذاء اليس اكلا وشربا كيف وبعدين ماذا فعل؟ عندما اكتسب من الحرام اكله وشربه صار خلاص داخل في مطعمه حرام صار كله مطعم كله مطعم حرام احسنت. الغذاء اسم جامع لكل ما به قوام البدن وتنميته. اسم جامع لكل ما به قوام البدن وتنميته كالنوم والدواء هذه لا تسمى مطعما ولا مشرب لكنها تسمى غذاء ويكون منها حرام. يكون منها حرام النوم الحرام مثل النوم عن الصلاة النوم حرام والنوم في الارض المغصوبة النوم حرام وقد يكون فيه تقوية للبدن مثل من يعتاد ان ينام عن صلاة الفجر ويجعله كل يوم الساعة السابعة او الثامنة هذا يغذي جسمه بالحرام. وقوله صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك ان يبعدوا وقوع الاجابة له ان يبعدوا وقوع الاجابة له لا امتناعها فان الله سبحانه وتعالى يجيب دعاء الكافرين وعصاة المؤمنين اولى بالاجابة. لكن المراد من قوله فانى يستجاب لذلك اي يبعد ان يجيب الله ان يجيب الله دعاء دعاءه نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وزاد فيه فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة. فان الصدق طمأنينة وان الكذب ضريبة واسناده صحيح وفيه تقسيم الواردات القلبية الى قسمين الاول الوارد الذي يريبك الوارد الذي يريبك اي الذي يولد الريب في نفسك والثاني الوارد الذي لا يريبك فلا ينشأ منه ريب في النفس. فلا ينشأ منه ريب في النفس والريب هو الشك ها عبد الله الظريب ايش ما هي هذه الزيادة احسنت الريب قلق النفس واضطرابها فهو شك وزيادة. من ذكر هذا يا اخي وخل شيخه ايضا وتلميذه ايضا. ذكره جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد. وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذ ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله تعالى والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه وفي القسم الثاني ان تأتيه. والمأمور به في القسم الاول ان تدعه. وفي الثاني ان تأتيه والحديث اصل في الرجوع الى حواجز القلوب. اي ما تحوزه القلوب وتشتمل عليه. اصل في الرجوع الى وازر قلوب اي ما تحوزه القلوب وتشتمل عليه وعلى ذلك فتوى الصحابة لكن محله عندهم في حق من كمل ايمانه واستقام دينه فانه يرجع الى ما يجده في قلبه. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه ناس من اللطائف في درس سابق ذكرت لاخوان نحن لما قلنا الريب قلق النفس واضطرابها قلت لاخوان دائما ما يوجد عند الناس اليوم من كلمات هي في اصول اشتقاقها ترجع الى كلام العرب الاول. قلت لهم عندنا الان ما يسمى ليش؟ بالروب والروب انما يكون روبا اذا صار على صفة فيها اضطراب مع جمود. فهذا هو المعنى الموجود في الريب الذي لاجله قال المحققون هو قلق النفس واضطرابها وليس شكا بل هو شك وزيادة عليه تؤثر في النفس قلقا واختلالا واضطرابا. نعم. الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله هذا الروض معروف عند اكثركم وهو باللبن يعني هذا نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة ايضا في السنن والحديث اذا كان عند بعض اصحاب السنن فالجادة في تخريجه استيفاء فالاقوم ان يقال اخرجه الترمذي وابن ماجة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ثم رواه الترمذي من حديث علي بن حسين رحمه الله احد التابعين مرسلا وهو المحفوظ في الباب. فلا يثبت هذا الحديث من وجه المسند وانما يروى مرسلا والمرسل من انواع الحديث الضعيف هذا الحديث من جهة الرواية ضعيف اما من جهة الدراية فان اصول الشريعة وقواعدها تشهد له وتصدقه وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام فالاسلام اسم لشعائر الدين كافة وله مرتبتان الاولى مطلق الاسلام. مطلق الاسلام وهو القدر الذي يثبت به عقد الاسلام فمن التزمه صار مسلما. فمن التزمه صار مسلما والثانية حسن الاسلام والثانية حسن الاسلام وهو امتثال شرائع الاسلام كافة على مقام المشاهدة او المراقبة امتثال شرائع الاسلام كافة على مقام المشاهدة او المراقبة وهي المذكورة في حديث جبريل عند قوله فاخبرني عن الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه الحديث فان مشار اليه من هاتين المرتبتين المرتبة الثانية وهو وهي حسن الاسلام ومعنى يعنيه اي تتعلق به عنايته. وتتوجه اليه رعايته بحيث يكون مقصوده او ومطلوبه والذي لا يعني المرء هو ما لا يحتاج اليه في القيام بمصالح الدنيا والاخرة ما لا يحتاج اليه للقيام بمصالح الدارين الدنيا والاخرة وافراد ذلك لا تنحصر لكنها ترجع الى اربعة اصول الاول المحرمات والثاني المكروهات والثالث المشتبهات في حق من لا يتبينها والرابع فضول المباحات التي لا يحتاج اليها العبد فضول المباحات التي لا يحتاج اليها العبد فالى هؤلاء الاصول الاربعة يرجع جماع ما لا يعني العبد فكل فرد وجدته مندرجا في واحد منها اعلم انه لا يعنيك فاتركه نعم الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ للبخاري. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه. فالمنفي من الايمان هنا هو كماله لا اصله ونفي كماله دال على وجوب المذكور فيه فقوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم مشتمل على نفي كمال الايمان مع الاعلام بوجوب محبة المسلم لاخيه ما يحبه لنفسه وكل حديث جاء فيه نفي الايمان فما بعده واجب اما لتعلقه باصل الايمان او بكماله. ذكره ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان وابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وقوله في الحديث لاخيه اي المسلم والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير جاء مصرحا به في رواية النسائي وابن حبان ما يحب لنفسه من الخير والخير شرعا اسم لما يرغب فيه والخير شرعا اسم لما يرغب فيه وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو ما يرغب فيه من كل وجه الخير المطلق وهو يرغب فيه من كل وجه كالعلم والدين والثاني الخير المقيد وهو ما يرغب فيه من وجه دون وجه وهو ما يرغب فيه من وجه دون وجه كالمال والزوجة والذرية فما كان من الخير المطلق وجب على العبد ان يحبه لاخيه كما يحبه لنفسه اما ما كان من الخير المقيد فان غلب على ظنه ان له فيه صلاحا وجب عليه ان يحبه له كما يحبه لنفسه وان غلب على ظنه انه يحدث له شرا لم يجب عليه ان يحبه له كما يحبه لنفسه فعلم بهذا ان الحديث من العام المخصوص وان المحبة للخير لغيرك من المسلمين هي بحسب مرتبته. فان كان خيرا مطلقا وجب عليك ان احبه له وان كان خيرا مقيدا فبحسب ما يغلب على ظنك من الصلاح والفساد الذي يحدث له. فان غلب على ظنك انه يحدث له به صلاح وجب عليك ان تحبه له وان غلب على ظنك انك تتخوف عليه الفساد لم يجب عليك ان تحبه له كمن رشح لوظيفة دينية او غيرها فقد تكون هذه الوظيفة في حق بعض الناس شرا عليه فلا يجب على من غلب على علمه انه يكون له ذلك ان يحبها له. فهذا فقه الحديث على الوجه تم نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق جماعة رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله. وقوله الا باحدى ثلاث استثناء بعد نفي وهو يفيد عند علماء المعاني الحصر وقد رويت احاديث عدة فيها زيادة على هؤلاء الثلاث وعامتها ضعاف ولا يعرف قائل بها من الفقهاء. والمقبول من الاحاديث يمكن رده الى حديث ابن مسعود بينه ابو الفرج الى حديث ابن مسعود بينه ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم فاصول ما يحل ما يحل دم المسلم ثلاثة اصول ما يحل دم المسلم ثلاثة الاول انتهاك الفرج الحرام. انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الثيب الزان اذكروا منه في الحديث الثيب الزان والثاني سفك الدم الحرام سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها النفس المكافئة يعني المساوية بحكم الشرع اي المساوية بحكم الشرع والثالث ترك الجماعة وترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة ترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة وهي المذكورة في حديث ابن مسعود فالاحاديث الاخرى الصحيحة ترجع الى احد هذه الاصول الثلاثة التي نبه اليها في حديث ابن مسعود بذكر واحد منها نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم واتفقا عليه بلفظ فلا يؤذي جاره. اما لفظ فليكرم جاره عند مسلم وحده. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه ثلاثا من خصال الايمان. التي يحصل بها كماله واجب احدها يتعلق بحق الله وهو قول الخير او الصمت عما عداه قول الخير او الصمت عما عداه. والاخران يتعلقان بحقوق العباد وهما اكرام الجار والضيف وهما اكرام الجار والضيف وحج ما يكرم به الضيف والجار مرده الى العرف فلا ينتهي الى قدر يحد به بل كل ما عد في العرف اكراما وجب جعله للجار والضيف والجار هو من نزل حذاء بيتك هو من نزل حذاء بيتك وضبطه مردود الى العرف ولم يصح في ضبطه حديث والاحاديث المروية في التقدير بالسبعة والاربعين لا تثبت بل الحاكم في ذلك فقد يكون الجوار محدودا بواحد او اثنين او ثلاثة او غير ذلك واما الضيف فهو من نزل بك من غير اهل البلد. من نزل بك من غير اهل البلد. فالضيف يجمع وصفين احدهما اصوله لك ونزوله عليك قصوده لك قصده لك ونزوله بك. والثاني كونه من خارج البلد. فهذا هو الذي يسمى ضيفا واما من لم يكن كذلك فانما يسمى زائرا فانما يسمى زائرا واضح هذه مسائل نتساهل بها يقول الواحد الضيف معروف الضيف اللي يجيك لا هذي حكم شرعي. اللي يجيني اذا جاءني زائر من اهل البلد على غير موعد رددته. ولكن اذا جاءني ضيف من خارج البلد لم يجز لي ان ارده لانه يجب له الاكرام وهو استقباله وانزاله البيت والقيام بحقه فحقيقة الضيف تتعلق به احكام شرعية. كذلك اذا لم يقصدك وانما لقيته في طرف من البلد عند غيرك فهذا ليس ضيفا يتعلق به حكم الاكرام الشرعي واما باعتبار العرف فالعرف امره امره واسع واضحة المسألة هذه اورد احد الاخوان اشكالا والقراء في رحمه الله له كلمة عجيبة تستحق محاضرة كاملة ولها اثر عظيم في العلم قال معرفة الاشكال علم معرفة الاشكال علم. اي كون المرء يستشكل هذا علم يدل على فطنة وتوقد ذهن وعناية بما يسمع بما يسمع الانسان فقال لي في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج هو وابو بكر وعمر يلتمسون طعاما عند احد قصدوا انصاريا فلم يجدوه ودخلوا بيته لما وجدوا امرأته ورحبت بهم فلما جاءهم وجدهم في بيته فقال لا احد اكرم مني اضياف لليوم فسماهم اضياف مع كونهم من اهل المدينة واضح الاشكال الحمد لله واضح ام غير واضح طيب ما الجواب عن هذا الاشكال نعم نعم يقول الاخ شبه جعلهم ضيوفا باعتبار شبه حالتهم بالحاجة الى الطعام كحاجة المسافر اذا ورد البلد طيب وغيره فياخدوه نعم اللي ورا اللي ورا نعم يقول الاخ انه انه انصاري وانهم مهاجرون. هذا وجه حسن. وفيه بعد. لكن مثل هذا جيد. الانسان اذا استظهر شيئا هذا يدل على تنبه لكن ينبغي له ان يزنه بعد ذلك فهذا فيه بعد لان هذا في معنى عام ونحن نريد معنى خاص في منزلتهم في كلمة هذا كلام طيب لكن لماذا سماهم اضياف يا شيخنا اه في منزلتهم في قلبه هذه منزلتهم عظيمة ان شاء الله لكن ليس هذا المعنى العرف كيف لان العرب لم يكن من قصد بيتا يدخل فيه مع غياب الرجل الا ان يكون ضيفا وهذا العرف كان باق الى وقت قريب. اذا قصد الانسان البيت فلم يجد رب البيت ووجد امرأته لا يدخل الا ان يكون ضيفا لان الضيف لا منزل له الا هذا بخلاف غيره فانه ينصرف. فلما دخلوا مع غياب ولي البيت شبهه هم بالأضياف لمشابهتهم له في هذه الصورة لمشابهتهم لهم في هذه الصورة. واضح؟ يعني كان الى وقت قريب في هذا البلد وربما في غيره اذا جاء الضيف من خارج البلد فلم يجد رب البيت الذي قصده رحبت به المرأة وادخلته الى المكان الذي يكون لاستقبال الضيوف حتى هي صاحب البيت ولو كان من البلد فانه لا يدخل ابدا. فلاجل مشابهتهم لهذه الصورة سماهم اضيافا وكثير من الاحاديث لا تعرف معانيها الا باحوال العرب ولذلك بعض الشراح الذين لم يعرفوا احوال العرب تكلموا بمعان لم ترد في الاحاديث وذكرت للاخوان مثالا سابقا قلت لهم الحديث الوارد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل فراش وللمرأة فراش وللضيف فراش والرابع للشيطان فقلت لهم هذا الفراش الذي للمرأة هل يدل على ان السنة الا ينام الرجل بلا ان ينام الرجل وحده بلا امرأته؟ فقالوا جميعا لا قالوا جميعا لا لان السنة مستفيضة في اجتماعه صلى الله عليه وسلم في فراشه بازواجه. اذا ما معنى هو فراش للمرأة قلت هذا يبينه حال العرب فان المرأة العربية كانت تتخذ ازاء فراشها فراشا اخر تجعله لمن تريد ارظاعه من ابنائها او من تقوم على رعايته من مرظاهم. فلا تأتي بوليدها الى فراش زوجها لحقه فكان هذا وجه الفراش الثاني عند العرب للمرأة. فذكره النبي صلى الله عليه وسلم. فالذي يأتي ولا يعرف هذه من احواله العرب يفسروا الحديث بغير هذا المعنى الذي ذكرناه. نعم. احسن الله ولذلك في كتاب انصحكم تقرأونه وهذا يعين على فهم الشريعة جدا اسمه غاية العرب في احوال العرب. غاية او نهاية. كتاب الالوسي طب محمود شكري الالوسي احسنت بلوغ بلوغ الارض بلوغ الارض في معرفة احوال العرب بلوغ العرب في معرفة احوال العرب. وهذا حاز على جائزة ملك هولندا اظن في في زمانه او اسبانيا في زمنه وهو كتاب عظيم فيه بيان كثير من احوال العرب التي تفهم بها الاحاديث وفيه بيان كثير من المسائل التي تتعلق بفهم ابواب من الاعتقاد في كتاب التوحيد وغيره مما اخطأ فيه بعض المتكلمين من المتأخرين ومن اعظم ما يعينك على معرفة الخطاب الشرعي معرفتك بحال من نزل فيهم ذلك الخطاب الشرعي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري. في هذا الحديث نهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب وهو يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه. النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه. من كل ما يهيأ على الغضب ويقويه في النفس والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. فلا يمتثل امره به غضبه بل يراجع نفسه حتى تسكن والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس اما ما كان انتقاما لحق الله عز وجل فهذا علامة كمال الايمان وصحة الديانة والمراد في الحديث الاول دون الثاني. نعم. قال رحمه الله تعالى الحديث السابع عشر ابي يعلى شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. وليحد احدكم شفرته ليرح ذبيحته رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم عن شداد ابن اوس رضي الله عنه واوله اثنتان قظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث. ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح فاحسنوا الذبح وقال فليرح ذبيحته وقوله صلى الله عليه وسلم كتب الاحسان على كل شيء يحتمل احد معنيين اولهما ان تكون الكتابة قدرية ان تكون الكتابة قدرية والمكتوب عليه هو كل شيء هو كل شيء. ان تكون الكتابة قدرية والمكتوب عليه هو كل شيء. والمعنى ان الله عز وجل اجرى الاشياء كلها على اتم الوجوه واحسنها. فجعلها مقدرة على الوجه الاكمل احسنت والاخر ان تكون الكتابة شرعية ان تكون الكتابة شرعية والمكتوب عليه محذوف وهم العباد. والمكتوب عليه محذوف وهم العباد والمعنى ان الله فرض على عباده ان يحسنوا الى كل شيء. ان الله فرض على عباده ان يحسنوا الى كل شيء والحديث صالح للمعنيين جميعا. فيصح ان تكون الكتابة قدرية وشرعية على المعنى المتقدم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للاحسان يتضح به المقال وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والبهائم فقال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. واحسانوا القتلة والذبحة يكون بايقاعها على الصفة الشرعية الواردة في النصوص نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبد الرحمن معاذ ابن رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر رضي الله عنه فقال هذا حديث حسن وفي بعض النسخ حديث حسن صحيح ثم رواه من حديث معاذ وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم نقل عن شيخه محمود ابن غيلان ما يدل على ان الحديث هو حديث ابي ذر ليس لمعاذ فيه مدخل وانما اخطأ فيه بعض الرواة فجعلوه عنه. واسناده ضعيف. وروي من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء. ووصية معاذ ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رويت في احاديث متفرقة منها الصحاح والحسان والضعاف فهو مبحث حقيق بالافراد في جمع الاحاديث التي وردت في ايصائه صلى الله عليه وسلم الى معاذ ابن جبل ولابي العباس ابن تيمية رسالة تسمى الوصية الصغرى ذكر فيها بعض ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذا وقد جمعت هذه الوصية النبوية لمعاذ بين حقوق الله وحقوق عباده. فان على العبد احدهما حق الله. والمذكور منه في الحديث التقوى واتباع السيئة الحسنة والاخر حق العباد. والمذكور منه في الحديث معاملة الخلق بالخلق الحسن والمذكور منه في الحديث معاملة الخلق بالخلق الحسن والمراد بالتقوى شرعا ايش تقوى شرعا ايش ايش ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية طيب وغيره احسنت اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. فالمأمور باتقاء ليس فقط العذاب بل الله عز وجل قال يا ايها الناس اتقوا ربكم وقالوا واتقوا يوما تردون فيه الى الله واتباع السيئة الحسنة له مرتبتان الاولى الاتباع بقصد اذهاب السيئة الاتباع بقصد اذهاب السيئة فالحسنة مفعولة بقصد الاذهاب والثانية الاتباع من غير قصد الاذهاب الاتباع من غير قصد الاذهاب فالحسنة مفعولة مع عدم القصد وحق العباد المذكور في الحديث هو حسن الخلق وحقيقته شرعا الاحسان الى الخلق بالقول والفعل الاحسان الى الخلق بالقول والفعل. والخلق في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين احدهما عام وهو الدين ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما على دين عظيم والآخر خاص وهو ما يجري بين العبد وبين غيره من المعاملة والمعاشرة. ما يجري بين العبد وبين غيره من المعاملة والمعاشرة وهذا اخر بيان هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة الفجر الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين